تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يا نفس ناشدتك الله : كيف انتكس ؟ ماذا حدث وما الذي يحدث ؟ !



المقرئ
2007-06-21, 05:09 PM
كيف انتَكس
أقبح به من مخلوق وضيع ، كم تألّـه وتعبّد وسبّح ومجّـد ، قضى زمنا طويلا وهو على هذه الحال ، وفي لحظة سريعة حلّت عليه لعنةُ الله وغضبُه فأصبح من الخاسرين ، وأول المنتكسين = إنه إبليس الطريد ، - لا إله إلا الله - لا تسل : كيف زاغ رشدُه ، واستكبر وأبى السجود = وهو يعلم عظمة الله وأليم عقابه = لا تسل كيف انتكس وابتلس ، فإنه لا يأمن من مكر الله إلا القوم الخاسرون ، عالم آتاه الله العلم وميزَه به وآتاه الآيات البينات وفضله على كثير = لكنه أخلد إلى الدنيا وباع دينه بعرَض قليل ، ولا تقل كيف انتكس ؟ تدبر كلام ربنا في وصف حاله فيا حسرة على العباد " واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا بآياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون " هذان المثلان وغيرهما إنما أخبرنا الله بهما لنكون على حذر ووجل من أن تزيغ القلوب وتضل الأفئدة ، أوليس رسولنا صلى الله عليه وسلم هو من خاف على نفسه وهو أمينه على وحيه ! ، وخافه على أمته ، يكاد قلبي يتقطع وأنا أقرأ ما رواه الإمام أحمد في مسنده بإسناد صحيح من حديث أنس قال كان النبي يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قال فقلنا يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا قال فقال نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله عز وجل يقلبها ، وقد كان أكثر قسمه صلى الله عليه وسلم كما في صحيح البخاري " لا ومقلب القلوب " من أجل أن يذكر نفسه وغيره بفقره وحاجته إلى مولاه وأنه مهما بلغ العبد فإنه معرَّض للبلاء والفتنة مهما بلغ علمه ، وارتفعت مكانته : مالذي جعل بعض من صحب النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أسلم وبلغ رتبة الصحبة أن يرتد على عقبيه ولا حول ولاقوة إلا بالله وفيهم نزلت هذه الآية : كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم
إن أعظم سبب لحصول الانتكاسة وغلبة الشهوة هو التهاون بحدود الله ، واقتراف الذنوب دونما خوف أو وجل أو تأنيب ضمير ، تقرأ النفوس هذا التهديد ولكن ..!! " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون " فمن لم يستجب لأوامر الله بقلبه وجوارحه فهو معرّض بأن يحول الله جل وعلا بينه وبين الإيمان ، فهو مقلب القلوب يقلبها حيث شاء ويصرفها حيث شاء ، فالعبد بين الرغبة والرهبة والرجاء والخوف لا يأمن فتنة ، ولا يعلم خاتمة وعاقبة ، وأنّى له ورسولنا صلى الله عليه وسلم يقول كما في الصحيحين في حديث بداية خلق الإنسان ونهايته في حديث ابن مسعود رضي الله عنه وفيه ( وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار ) وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال ( إن الرجل ليعمل الزمن الطــويل بعمل أهل الجنة ثم يختم له عمله بعمل أهل النار ) ولما كان هذا الأمر في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بهذه المكانة أصبح يستشعره في كل وقت ، تذكرتُ حاله لما مر صلى الله عليه وسلم بديار ثمود وقوم صالح = تذكّر أليم بطشه وشدةَ مكره ، وهاله وأفزعه ، وخاف على نفسه ، أتراه نسي أنه رسول الله ؟! أتراه ما عرف رحمة الله ؟! يا ويح نفوس ٍ ما فزعت ولا خافت ، ماذا فعل [ رسول الله ] روى الشيخان من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال لما مر النبي بالحجر قال لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم أن يصيبكم ما أصابهم إلا أن تكونوا باكين ثم قنع رأسه وأسرع السير حتى أجاز الوادي
ووجه هذه الخشية أن البكاء يبعثه على التفكر والاعتبار فكأنه أمرهم بالتفكر في أحوال توجب البكاء من تقدير الله تعالى على أولئك بالكفر مع تمكينه لهم في الأرض وإمهالهم مدة طويلة ثم إيقاع نقمته بهم وشدة عذابه وهو سبحانه مقلب القلوب فلا يأمن المؤمن أن تكون عاقبته إلى مثل ذلك فمن مر عليهم ولم يتفكر فيما يوجب البكاء اعتبارا بأحوالهم فقد شابههم في الإهمال ودل على قساوة قلبه ، وغفلته ، وعدم خشوعه ، فلا يأمن أن يجره ذلك إلى العمل بمثل أعمالهم فيصيبه ما أصابهم وهذا من شدة خوفه صلى الله عليه وسلم وتوقيره لربه
ألسنا من يعمل المعصية وننسى أننا اقترفنا ذنوبا ، ونخرج إلى الناس ننتظر المديح والثناء والإطراء ،هاهم رسل الله يخافون الانتكاس ولا يأمنون من مكر الله ، هاهم يخافون عقوبة الذنب ولا أدل من قول نبي الله صالح عليه الصلاة والسلام وهو يقول لقومه [ ياقوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وءاتاني منه رحمة فمن ينصرني من الله إن عصيته فما تزيدونني غير تخسير "
عجبت أشد العجب عندما ذكرت هدي النبي صلى الله عليه وسلم في سفره =واستشعاره لهذه القضية ، فلما كان السفر وتغير المكان عاملا قويا للتحول والتغير والانتكاس كما هو ظاهر في واقع بعض الناس اليوم عند سفرهم إلى بلاد الكفار ونحوهم ، فعهدك بالرجل مواظبا على الصلاة لا يجالس إلا الأخيار جادا في حياته ، بعيدا عن الإسفاف والجهل إذا به بعد الإجازة والسفر قد تغير حاله ، وفسد خلقه ومزاجه ، فكان رسولنا صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن سرجس - إذا أراد السفر يستعيذ من الحور بعد الكون أو الكور وهو الرجوع من الإيمان إلى الكفر أو من الطاعة إلى المعصية وأعم من ذلك الرجوع من شيء إلى شيء من الشر والعياذ بالله وكلنا يعلم أسفار النبي صلى الله عليه وسلم لأجل ماذا فهو إما في هجرة أو غزو أو حج وعمرة ودعوة ومع هذا يردد هذا الدعاء العظيم عند سفره وهذا غاية في الخوف والحذر فقل لي بربك كيف تفسر عدم المبالاة عند بعض الناس عندما يقارف المعاصي والذنوب إما بترك واجب أو فعل معصية فلا يستشعر خطر هذا الأمر ونهايته،! بل يريك من التكبر والأنفة ما يجعلك تأسف له وتحزن عليه وأنت تراه في خطر عظيم ، فما أشد خطر الكبر بمقارفة المعصية وما قصة ذاك الرجل ببعيد عنا وقد كان يجر إزاره من الخيلاء ، تعجبه نفسه وهو مرجل جمته إذ خسف الله به في الأرض فهو يتجلجل إلى يوم القيامة كما في الصحيحين وأما أهل الإيمان فإنهم إذا فعلوا معصية أو إثما أو فاحشة ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله " وإذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون " وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه كما في صحيح البخاري إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال بيده وأشار فوق أنفه
فما أهون العباد على الله إذا هم عصوه ، ونسوه ،
فما حيلتي وحيلة العصاة أمثالي ، قد مللنا من أنفسنا وتفريطنا ، الأمر جلل وخطير ، والحادي والسائق قريب ولا زالت نفوسنا منشغلة بما يضرها ولا ينفعها ، لازالت مواعظ التأنيب رطبة غضة طرية على مسامعنا فما بالها ؟ ما بالها ؟ أتراها مستدرجة من حيث لا تعلم ؟ فناشدتك الله يا نفس أفيقي !!

الحمادي
2007-06-21, 05:19 PM
نفع الله بكم وشكر لكم هذه الكلمات الطيبات
نقل الحافظ ابن رجب في شرح الأربعين أنَّ من أسباب سوء الخاتمة دسائس السوء والمعاصي الخفية
التي يقارفها العبد في خلواته
أسأل الله أن يمنَّ علينا بمراقبته وخشيته في السر والعلن

حسان الرديعان
2007-06-21, 06:22 PM
إن أعظم سبب لحصول الانتكاسة وغلبة الشهوة هو التهاون بحدود الله ، واقتراف الذنوب دونما خوف أو وجل أو تأنيب ضمير ، تقرأ النفوس هذا التهديد ولكن ..!!

أحسن الله إليك ونفع

أسامة بن الزهراء
2007-06-21, 08:43 PM
فما حيلتي وحيلة العصاة أمثالي ، قد مللنا من أنفسنا وتفريطنا ، الأمر جلل وخطير ، والحادي والسائق قريب ولا زالت نفوسنا منشغلة بما يضرها ولا ينفعها ، لازالت مواعظ التأنيب رطبة غضة طرية على مسامعنا فما بالها ؟ ما بالها ؟ أتراها مستدرجة من حيث لا تعلم ؟ فناشدتك الله يا نفس أفيقي !!

يعجز المرء عن التعبير !!
أحسن الله إليكم ، ورفع الله شأنكم وأعلى قدركم .. وطيب ذكركم .. ويسر طريقكم وأنار دربكم .. ووفقك وهداكم .. وكتب لكم الخير والإحسان والأجر بكل حرف سطرته أيديكم .. ولا حرمنا فضلكم ..
محبكم / أسامة

أبو معاذ اليمني
2007-06-21, 10:42 PM
شكر الله سعيكم وحفظ شخصكم وبارك في عمركم


"خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس".
(ذنوب الخلوات تؤدي الى الإنتكاسات،وطاع ة الخلوات طريق للثبات حتى الممات).

ابن رجب
2007-06-21, 11:23 PM
شكر الله لكم

المسيطير
2007-06-22, 12:58 AM
ألسنا من يعمل المعصية وننسى أننا اقترفنا ذنوبا ، ونخرج إلى الناس ننتظر المديح والثناء والإطراء .

بارك الله فيكم شيخنا /

أسأل الله تعالى أن يديم علينا نعمة الستر والعفو والصفح .

آل عامر
2007-06-22, 01:23 AM
لا شلت يمينك شيخنا الكريم
الذنوب جراحات ورب جرح وقع في مقتل

آل عامر
2007-06-22, 02:07 AM
قال علي بن خشرم :ما رأيت بيد وكيع كتابا قط ، إنما هو حفظ ، فسألته عن أدويت الحفظ
فقال : إن علمتك الدواء استعملته ؟ قلت : إي والله ، قال : ترك المعاصي

شقائق النعمان
2007-06-22, 03:18 AM
وهل هناك أعظم خسارةً ممن انتكس بعد هدى ، وارتكس بعد الصفاء ، وسوَّد صفحاته بأعمالٍ شوهاء؟!
اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ، ثبت قلوبنا على طاعتك ودينك
جزاك الله خيراً

عبدالله العلي
2007-06-22, 09:31 AM
اللهم ثبت قلبي ، وقلب أخي الشيخ المقرئ وجميع إخواني .
اللهم أدم علينا سترك ، وتجاوز عن الذنوب والزلات

المقرئ
2007-06-22, 04:19 PM
نقل الحافظ ابن رجب في شرح الأربعين أنَّ من أسباب سوء الخاتمة دسائس السوء والمعاصي الخفية
التي يقارفها العبد في خلواته
أسأل الله أن يمنَّ علينا بمراقبته وخشيته في السر والعلن

اللهم آمين يارب العالمين وجزاكم الله خيرا

ولكن من الأهمية بمكان أن يفرق بين بين المعاصي التي يبتلى العبد بها وتغلبه نفسه عليها مع مجاهدتها فمرة ينتصر ومرة يكبو وهو مع هذا منيب كاره نادم مجاهد للسعي في تركها
وبين أن يأنس بها وإليها ولا يكره العمل الذي هو عليه ولا يدعو ربه أن يخلصه منها
فالأول :وجل خائف من مغبتها فمثل هذا مجاهد لنفسه قد حاز مرتبة المجاهدة ومرتبة التوبة وربنا يقول في وصف المتقين الذين أعدت لهم جنة عرضها السماوات والأرض بأنهم إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون )
فالصواب أن الواو عاطفة وهي تضاف ( إلى الواو التي تكتب بماء العين )
ولا غنى عن ربنا جل وعلا وهو غني عنا ، وهو يريدنا لأنفسنا
( فهو يريدك لك ، ولمنفعتك بك )

ابن المنير
2007-06-22, 04:25 PM
نفع الله بك شيخنا الحبيب المقرىء

المقرئ
2007-06-22, 04:29 PM
الشيخ حسان : جزاك الله خيرا على دعائك وبارك فيك

الشيخ أسامة : بارك الله فيك على دعائك وهذا سخاء نفس وجود ، أجزل الله لك العطاء في الدنيا والآخرة

الشيخ أبا معاذ : بارك الله فيكم ونفع بكم ولا حرمكم الأجر على دعائكم ، ومشاركتك تأكيد لكلام شيخنا الحمادي وانظر ما علقته هناك بارك الله فيكما

الشيخ ابن رجب : جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

شيخنا المسيطير : بارك الله مسعاكم وزادكم من العلم والهدى

المقرئ
2007-06-23, 04:05 PM
الشيخ الكريم آل عامر : بارك الله فيك ونفع بك

وما أشرن إليه من خطر الذنوب جد مهم وهي وصية المعصوم صلى الله عليه وسلم حين قال ( إياكم ومحقرات الذنوب ..) الحديث
وأعظم واعظ قصة ( مدعم ) في الصحيحين أتدرون من مدعم ؟
إنه مجاهد وخادم رسول الله صلى الله عليه وسلم بل وقتل في أفولهم من معركة خيبر فقال الصحابة هنيئا له الشهادة ؟ لكنه غلّ (شملة) نعم ( شملة) فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الشملة التي غلها من المغانم قبل المقاسم لتشتعل عليه نارا
اللهم اهدنا فيمن هديت

المقرئ
2007-06-23, 04:08 PM
الأخت الكريمة / تاج الروح جزاك الله خيرا وبارك فيك

الشيخ الفاضل / عبد الله العلي لا حرمك الله الأجر على دعائك لمحبك زادك الله رفعة ودرجة ورضي عنك


الشيخ الكريم ابن المنير / شكر الله لك ونفع بك وزادك من العلم والتقى والخشية

ابن رجب
2007-06-23, 09:46 PM
وياكم شيخنا المبارك

عبدالملك السبيعي
2007-08-29, 01:55 PM
جزاكم الله خيرا على هذه الموعظة .. وفقكم أيها الشيخ الكريم .

أبو العباس الأثري
2007-08-29, 03:13 PM
بارك الله فيكم أخي المقرئ,
{يقول العارفون أن ذنوب الخلوات هي سبب الإنتكاسات,وأن العبادات الخفيه هي سبب الثبات}

أبوصالح الحياني
2007-08-29, 07:53 PM
ولكن من الأهمية بمكان أن يفرق بين بين المعاصي التي يبتلى العبد بها وتغلبه نفسه عليها مع مجاهدتها فمرة ينتصر ومرة يكبو وهو مع هذا منيب كاره نادم مجاهد للسعي في تركها
وبين أن يأنس بها وإليها ولا يكره العمل الذي هو عليه ولا يدعو ربه أن يخلصه منها
فالأول :وجل خائف من مغبتها فمثل هذا مجاهد لنفسه قد حاز مرتبة المجاهدة ومرتبة التوبة وربنا يقول في وصف المتقين الذين أعدت لهم جنة عرضها السماوات والأرض بأنهم إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون )
فالصواب أن الواو عاطفة وهي تضاف ( إلى الواو التي تكتب بماء العين )
ولا غنى عن ربنا جل وعلا وهو غني عنا ، وهو يريدنا لأنفسنا
( فهو يريدك لك ، ولمنفعتك بك )
تفريق جيد
ثبتنا الله وإيك على الحق

أبو هارون الجزائري
2007-08-29, 08:46 PM
اللهم عرّفنا نعمك بدوامها، ولا تعرّفنا نعمك بزوالها
بارك الله فيك يا شيخ مقرئ، كعادتك دائما مدرارا للفوائد، ثبتنا الله وإياك على الحق.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دب إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء، والبغضاء: هي الحالقة، حالقة الدين لا حالقة الشعر، والذي نفس محمد بيده لا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم" [أخرجه أحمد عن الزبير وإسناده جيد]
وخراب إبليس كان في الكبر الذي أدى به إلى الحسد والذي انتهى به إلى عمي البصيرة، فأصبح لا يفرق بين الكوع والبوع.
فعلى المرئ أن يستقصي عيوب نفسه ولا يكون ذلك إلا بالتقوى الذي أساسه الخوف ولا خوف إلا بتعظيم الله، ولا تعظيم إلا بمعرفته جلّ جلاله.
فإذا استقصى المرئ مواطن شهوته لحق نفسه بإطفاء نارها وزال بذلك دخانها وبزوال دخانها تتضح رؤية صاحبها. اللهم بصّرنا بحقائق الأمور.

محمدالثمالي
2007-08-30, 08:32 AM
إن أعظم سبب لحصول الانتكاسة وغلبة الشهوة هو التهاون بحدود الله ، واقتراف الذنوب دونما خوف أو وجل أو تأنيب ضمير ، تقرأ النفوس هذا التهديد ولكن ..!!

كذلك من أعظم أسباب زيادة الايمان تعظيم حدود الله

ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ (30)الحج

ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (32)الحج

نائل سيد أحمد
2007-09-09, 09:47 PM
كلام مختصر جداً ، نسأل الله سبحانه وتعالى حسن العمل وحسن الختام ، الأعمال بالخواتيم ، ذكرى نافعة ودعوى صالحة ولا حول ولاقوة إلا بالله .
( وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار ).

لامية العرب
2007-09-09, 10:53 PM
اللهم ارزقنا خشيتك في السر والعلانية
ونسألك الثبات على دينك
وحسن الخاتمة
ياذا الجلال والاكرام

أبو حازم البصري
2008-12-18, 10:50 PM
ففف ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ققق

نفعنا الله وإياكم بهذه الموعظة الحسنة.

السلفية النجدية
2009-04-18, 05:30 AM
يا الله !

موضوع تتفطر منه القلوب ، وتدمع بسببه العيون ..

أخي الكريم :

جزاك الله خير الجزاء ، وكتب لك بكل حرف سطّرته أناملك حسنة ، ولا حرمك الأنس بطاعته تعالى ..

كان بعض السلف يقول لأصحابه : (( زهدنا الله وإياكم في الحرام زهد من قدر عليه في الخلوة ، فعلم أن الله يراه فتركه من خشيته )) محاسن الدين على متن الأربعين / فيصل آل مبارك .

فما أجمله من دعاء !

أبو حمزة أنس الرهوان
2010-08-27, 10:05 AM
اللهم يا من لا تراه العيون , و لا تخالطه الظنون , و لا يصفه الواصفون , و لا تغيره الدوائر و لا يخشى الحوادث , و يعلم مثاقيل الجبال , و مكاييل البحار , و عدد قطر الأمطار , و عدد ورق الأشجار , و عدد ما أظلم عليه الليل و ما أشرق عليه النهار , ولا تواري منه سماءٌ سماءً , و لا أرض أرضاً , و لا بحرٌ ما في قعره , و لا جبلٌ ما في وعره , اجعل خير أعمارنا أواخرها , و خير أعمالنا خواتمها , و خير أيامنا يوم نلقاك فيه .

مبادرة للخير
2011-10-22, 05:15 AM
جزاكم الله عنا خيرا فيما كتبتم اسأل الله لكم التثبيت و السداد وزادكم توفيقا و رشدا
صدقت "لا تقل تسل كيف انتكس" نمر هذه الأيام بدروس و عبر نراها كل حين في نهايات الطغاة
أسأل الله أن يلهمنا التفكر والخشية و أن يحسن خاتمتنا.

ابو قتادة السلفي
2011-10-22, 11:01 PM
السلام عليكم
مشاركة رائعة اسال الله ان ينفعنا بها واتمنى تصحيح الاية (وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا۟ فَـٰحِشَةً أَوْ ظَلَمُوٓا۟ أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا۟ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُوا ۟ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلَّا ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا۟ عَلَىٰ مَا فَعَلُوا۟ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)
في مشاركة الشيخ الفاضل القارئ فيها سقط لعلها زلة قلم من الشيخ حفظه الله تعالى.

أبو جابر المستفيد
2011-11-24, 09:43 PM
جزاكم الله خيرا
ونفع بكم
ورزقنا وإياكم حسن الخاتمة
وخشيته في الغيب والشهادة

كــــــــــــــ ــــــــلمـــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــات مــــــــــــــ ـــــــــــــــ ؤثـــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــرة