أبوالليث الشيراني
2009-09-25, 07:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
قال الألباني رحمه في تعليقه على "مختصر الشمائل المحمدية" (ص175) للترمذي , عند حديث (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ....) الحديث ..
قال رحمه الله :
( حمْل الحديث على المبالغة في مدحه مما لا يناسب ما ترجم له المؤلف -رحمه الله- , ألا وهو : تواضعه , ذلك أن المبالغة في مدحه تقترن عادة بالكذب والغلوّ في الدين , وذلك محرّمٌ , فالنهي عن مثله من الأمور التي لا يظهر به تواضعه كما لا يخفى , فيبعد أن يكون هذا هو مراد المؤلف .
فلعلّ الأولى أن يقال : إن المراد : لا تمدحوني مطلقاً , وهو من معاني الإطراء لغة , وهو وإن كان جائزاً في الأصل , فقد يُنهى عن مثله من باب سدّ الذريعة , كما معلوم من علم الأصول , فإن فتح باب المدح قد يؤدي إلى مخالفة الشرع كما هو مشاهدٌ في الواقع , إما جهلاً وإما غلوّاً!
ألا ترى معي إلى ما قال بعضهم [وهو البوصيري] في مدحه :
دع ما ادعته النصارى في نبيّهم :: واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
كيف أوصله إلى أن قال فيه :
فإن من جودك الدنيا وضرّتها :: ومن علومك علم اللوح والقلم
وهذا مدحٌ بما هو باطلٌ بداهة , ومثله كثيرٌ فيما يسمونه بالأناشيد الدينية .
فنهيه أمته عن مدحه -بما هو جائز أصلاً خشية وقوع المادح فيما لا يجوز- لاشكّ أنه من تواضعه كما يدلّ عليه سائر أحاديث الباب وغيرها , بخلاف حمل النهي على المدح المحرم , وهذا بيّن لا يخفى إن شاء الله .
ويؤيده قوله في آخر الحديث : "إنما أنا عبدٌ ..." كأنه خرج مخرج الجواب عن سؤال مقدّر: فما تقول في مدحك يا رسول الله ؟ فقال : "قولوا عبد الله ورسوله" أي : قولوا ما لا شكّ فيه شرعاً مما أنا متصف به ولا تزيدوا عليه .
وأين هذا مما يصفه بعض المسلمين اليوم فيما يسمّونه بالموالد وغيرها مما لم يكن معروفاً عند السلف الصالح , كقولهم : إنه نور ! وإنه أول حلق الله ! وإن جبريل كان خادمه ليلة الإسراء ! وغير ذلك من الممادح والأباطيل ؟!)..
ذكر هذا التعقيب أيضاً : علي حسن عبدالحميد , في تحقيقه كتاب العبودية لابن تيمية , ص22 , بعد أن قال : فسر الإطراء بالمبالغة في المدح , وهو متعقب , ثم سرد كلام الألباني رحمه الله.
قلتُ :
يظهر أن الألباني -رحمه الله- رجح أن المراد من الحديث : عدم المدح مطلقاً , كما بين ذلك , ثم ذكر ما يؤيد رأيه.
إن كان ذلك , فهل نفهم من كلامه رحمه النهي عن مدح النبي مطلقاً في حال حضوره وغيابه ؟!.. أم أن النهي هو ما كان في الوجه كما ورد في بعض الآثار ؟!..
وإن ظهر أن المراد هو النهي المطلق , فهل هذا يعارض مدح الصحابة والسلف الصالح له ؟!..
من باب : سدّ الذرائع ؟!..
أنتظر إثراءكم وتعقلياتكم مشايخنا .
قال الألباني رحمه في تعليقه على "مختصر الشمائل المحمدية" (ص175) للترمذي , عند حديث (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ....) الحديث ..
قال رحمه الله :
( حمْل الحديث على المبالغة في مدحه مما لا يناسب ما ترجم له المؤلف -رحمه الله- , ألا وهو : تواضعه , ذلك أن المبالغة في مدحه تقترن عادة بالكذب والغلوّ في الدين , وذلك محرّمٌ , فالنهي عن مثله من الأمور التي لا يظهر به تواضعه كما لا يخفى , فيبعد أن يكون هذا هو مراد المؤلف .
فلعلّ الأولى أن يقال : إن المراد : لا تمدحوني مطلقاً , وهو من معاني الإطراء لغة , وهو وإن كان جائزاً في الأصل , فقد يُنهى عن مثله من باب سدّ الذريعة , كما معلوم من علم الأصول , فإن فتح باب المدح قد يؤدي إلى مخالفة الشرع كما هو مشاهدٌ في الواقع , إما جهلاً وإما غلوّاً!
ألا ترى معي إلى ما قال بعضهم [وهو البوصيري] في مدحه :
دع ما ادعته النصارى في نبيّهم :: واحكم بما شئت مدحاً فيه واحتكم
كيف أوصله إلى أن قال فيه :
فإن من جودك الدنيا وضرّتها :: ومن علومك علم اللوح والقلم
وهذا مدحٌ بما هو باطلٌ بداهة , ومثله كثيرٌ فيما يسمونه بالأناشيد الدينية .
فنهيه أمته عن مدحه -بما هو جائز أصلاً خشية وقوع المادح فيما لا يجوز- لاشكّ أنه من تواضعه كما يدلّ عليه سائر أحاديث الباب وغيرها , بخلاف حمل النهي على المدح المحرم , وهذا بيّن لا يخفى إن شاء الله .
ويؤيده قوله في آخر الحديث : "إنما أنا عبدٌ ..." كأنه خرج مخرج الجواب عن سؤال مقدّر: فما تقول في مدحك يا رسول الله ؟ فقال : "قولوا عبد الله ورسوله" أي : قولوا ما لا شكّ فيه شرعاً مما أنا متصف به ولا تزيدوا عليه .
وأين هذا مما يصفه بعض المسلمين اليوم فيما يسمّونه بالموالد وغيرها مما لم يكن معروفاً عند السلف الصالح , كقولهم : إنه نور ! وإنه أول حلق الله ! وإن جبريل كان خادمه ليلة الإسراء ! وغير ذلك من الممادح والأباطيل ؟!)..
ذكر هذا التعقيب أيضاً : علي حسن عبدالحميد , في تحقيقه كتاب العبودية لابن تيمية , ص22 , بعد أن قال : فسر الإطراء بالمبالغة في المدح , وهو متعقب , ثم سرد كلام الألباني رحمه الله.
قلتُ :
يظهر أن الألباني -رحمه الله- رجح أن المراد من الحديث : عدم المدح مطلقاً , كما بين ذلك , ثم ذكر ما يؤيد رأيه.
إن كان ذلك , فهل نفهم من كلامه رحمه النهي عن مدح النبي مطلقاً في حال حضوره وغيابه ؟!.. أم أن النهي هو ما كان في الوجه كما ورد في بعض الآثار ؟!..
وإن ظهر أن المراد هو النهي المطلق , فهل هذا يعارض مدح الصحابة والسلف الصالح له ؟!..
من باب : سدّ الذرائع ؟!..
أنتظر إثراءكم وتعقلياتكم مشايخنا .