المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم تغيير الدعاءالمأثور ( يذل فيه أهل معصيتك) للشيخ البراك



عبد الرحمن السديس
2009-09-23, 01:42 PM
الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على محمد، أما بعد:
فهناك دعاء مشهور؛ وهو " اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشداً يُعز فيه أهل طاعتك، ويُذل فيه أهل معصيتك ..." الخ، وهو منسوب إلى العز بن عبد السلام رحمه الله، وقد لاحظ فيه بعض الناس الإطلاقَ في قوله : " ويذل فيه أهل معصيتك" فمَنْ مِنَ العباد من يسلم من الذنوب، وقد حمل بعضهم على العز بن عبد السلام في ذلك، وظن أنه بذلك الدعاء يشير إلى الحكام الظلمة، ومن المعلوم أن مِن منهج أهل السنة الدعاء للولاة بصلاح الحال، لذا رأى هذا الملاحِظُ أن يقال في الدعاء : " يُعز فيه أهل طاعتك ويُهدى فيه أهل معصيتك".
وهذا التغيير لا يناسب بين ما يقتضيه التقابل بين الطاعة والمعصية، والهداية مطلب للمطيع والعاصي.
وقد تبين أن هذا الدعاء مأثور عن بعض السلف الأول، وهو طلق بن حبيب العابد الزاهد، وقد رواه عنه بإسناد صحيح ابن أبي شيبة في المصنف (10|255) وأبو نعيم في الحلية (3 / 65) ولفظه: " اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا راشدا تعز فيه وليَّك ، وتذل فيه عدوَّك ، ويُعمل فيه بطاعتك" زاد أبو نعيم: "و يُتناهى فيه عن سخطك" وعند أبي نعيم " أمرا رشيدا".
وبهذا يرتفع الإشكال الوارد عن اللفظ المشهور، وعلى هذا فينبغي مراعاة اللفظ المأثور والدعاء به، والله أعلم.

أملاه عبد الرحمن بن ناصر البراك
الأستاذ (سابقا) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية،
24 رمضان 1430هـ
http://albrrak.net/index.php?option=...tid=&Itemid=35 (http://albrrak.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=34470&catid=&Itemid=35)

عبد الرحمن السديس
2009-09-23, 01:43 PM
جزى الله الشيخ خيرا ونفع به .

وقد ذكره في الحلية عن الإمام سفيان الثوري في موضعين: 7/14و81.
وهذا نصه أحدهما والاخر بنحوه :
محمد بن يزيد بن خنيس قال: كان سفيان الثوري يقول كثيرا: اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشيدا يعز فيه وليك، ويذل فيه عدوك، ويعمل فيه بطاعتك ورضاك، ثم يتنفس ويقول: كم ومن مؤمن قد مات بغيظه ؟!

والمروي عن العز رحمه الله لفظه : "اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا تعز فيه وليك وتذل فيه عدوك ويعمل فيه بطاعتك وينهى فيه عن معصيتك" كما ذكره عنه السبكي في الطبقات الكبرى 8/243 والمقريزي في السلوك وغيرهم.

وقد ذكره الماوردي في الحاوي 2/153، مما يقال في الوتر ونسبه لبعض التابعين.

أما لفظ :"ويذل فيه أهل معصيتك" فأظنه من تعبيرات المعاصرين .

وقد رأيت لبعضهم اعتراضا قال فيه:

"أنه فيه تزكية للنفس وكأن الداعي معصوم أو أنه لم يقع في شيء من المعاصي والخطأ
وفيه أيضا : دعاء على النفس وعلى الناس بالذل فإن الانسان لا يخلو من الوقوع في الخطأ فقد قال عليه الصلاة والسلام (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )".

وهذا اعتراض ضعيف؛ لأن المعترض لم ينتبه لما في لفظ :"أهل" من معنى، وهي لا تصح أن تقال لمن ذَكَر، إذ المقصود بـ"أهل المعاصي": الفساق، كما يقال: "أهل العلم" ولا يدخل فيهم من عنده شيء يسير من العلم، وإنما من كان مختصا بالعلم، كذلك يقال: أهل المعاصي، ويُعنى المختصون بها المصرون عليها، وإذا قلت لرجل : "احذر أن تجالس أهل المعاصي" لا يفهم عاقل أنك تنهاه عن مجالسة الناس أجمعين، وهذا ظاهر.

أمجد الفلسطيني
2009-09-23, 02:01 PM
بارك الله فيكم وفي الشيخ عبد الرحمن

قد يقال:
المقصود هو أن لا تكون لأهل المعصية دولة وسلطة وولاية على أهل الطاعة
والمراد بأهل المعصية من غلبت عليه سمة المعاصي بحيث لا ينسب إلى أهل الالتزام والصلاح لا كل من تلبس بمعصية
فمعلوم أن ثمت فاصل بين أهل الطاعة _الذين أهل الصلاح والالتزام_ وبين أهل المعصية _الذين أهل التسيب والانحلال_ وهذا الفاصل معلومة سماته وصفاته عند جميع طبقات المجتمع

إلا أن يقال وإن كان هذا الذي أوردتَه صحيح ومحتمل لكن الأولى المنع منه لأنه موهم للمنعى المحذور الذي تقدم والله أعلم

ابو نصار
2009-09-23, 02:47 PM
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة . . وأسأل الله أن يحفظ الشيخ البراك وأن ينفع به .

عبد الرحمن السديس
2009-09-24, 02:32 PM
آمين وبارك الله فيكم ونفع بكم
وهذا تعليق كنت كتبته في أهل الحديث:
أهل بمعنى أصحاب
ولذا يقال: أهل الشيء أصحابه.
وأهل الرجل خاصته وذووه .
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: "الفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم".
يعني: أصحابها .
وكذا في النصوص : أهل الجنة وأهل النار ، وأصحاب الجنة وأصحاب النار. والمعنى واحد.
والمصاحبة فيها معنى المقارنة والملازمة ...
*****
وعليه فاللفظ صحيح والمعنى لا إشكال فيه، وإيهام المعنى المحظور سببه: جهل المعترض، وإلا فعامة الناس تفهمه على وجهه، ولا تنكره.
والله أعلم.

فتاة التوحيد والعقيده
2009-09-24, 02:36 PM
بارك الله فيكم وزادكم الله من فضلــه

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-09-24, 03:24 PM
بارك الله فيكم
قول السلف: ويذل فيه عدوك،
عدو الله هو الكافر
مَن كَانَ عَدُوا لِّلَّهِ وَمَلَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُو لِّلْكَـٰفِرِين
فلا اشكال في هذا التعبير

عبد الرحمن السديس
2009-09-25, 04:31 PM
بارك الله فيكم وزادكم الله من فضلــه
آمين وشكر الله لكم ونفع بكم وبارك فيكم .




قول السلف: ويذل فيه عدوك،

عدو الله هو الكافر
مَن كَانَ عَدُوا لِّلَّهِ وَمَلَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُو لِّلْكَـٰفِرِين


فلا اشكال في هذا التعبير

وبارك فيكم
في صحيح البخاري :

حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا سفيان قال حدثنا عمرو قال أخبرني سعيد بن جبير قال قلت لابن عباس: إن نوفا البكالي يزعم أن موسى ليس بموسى بني إسرائيل إنما هو موسى آخر فقال: كذب عدو الله، حدثنا أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قام موسى النبي خطيبا في بني إسرائيل فسئل أي الناس أعلم فقال أنا أعلم فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم.

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-09-25, 06:02 PM
اخي الكريم بارك الله فيك
اعداء الله هم الكافرون
قال تعالى: ﴿تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾


وقال النبي صلى الله عليه وسلم : من دعا رجلاً بالكفر
أو قال : عدوَّ الله . وليس كذلك إلا حار عليه"
أخرجه البخاري في الأدب (6045)، ومسلم في الإيمان (61)
واللفظ له من حديث أبي ذر رضي الله عنه.
وماذكرته عن ابن عباس رضي الله عنه فمحمول انه قاله في وقت غضب والله اعلم

قلب طيب
2009-09-25, 06:44 PM
جزاكم الله خيرا الجزاء على هذه الفائدة و بارك فيكم .

عبد الرحمن السديس
2009-09-26, 12:38 PM
اعداء الله هم الكافرون
بارك الله فيك
لم يخرجهم أحد، وإنما الشأن في الحصر.

وماذكرته عن ابن عباس رضي الله عنه فمحمول انه قاله في وقت غضب والله اعلم
تأويل غير مُسلم به، ولو بحثت لو جدت غيره من الصحابة والأئمة استعملها في العصاة .
والله أعلم .

عبد الرحمن السديس
2009-09-26, 12:39 PM
جزاكم الله خيرا الجزاء على هذه الفائدة و بارك فيكم .
آمين وبارك الله فيك وشكر لك .

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-09-27, 05:00 PM
اخي الكريم كلمة عدو الله‏كلمة خطيرة لاينبغي ان تقال في حق المسلم لورودالنهي عن ذلك في الحديث السابق المتفق على صحته وقد
قلت لك ان ماذكر عن الصحابة رضي الله عنهم فمحمول انه في حالة غضب والله اعلم



وقد وجدت ما يشهد لكلامي حيث قال ابن حجر في الفتح عن كلام ابن عباس رضي الله عنه السابق مانصه :
(((وقوله‏:‏ ‏(‏كذب عدو الله‏)‏ قال ابن التين‏:‏ لم يرد ابن عباس إخراج نوف عن ولاية الله، ولكن قلوب العلماء تنفر إذا سمعت غير الحق، فيطلقون أمثال هذا الكلام لقصد الزجر والتحذير منه وحقيقته غير مرادة‏.‏

قلت‏:‏ ويجوز أن يكون ابن عباس اتهم نوفا في صحة إسلامه، فلهذا لم يقل في حق الحر بن قيس هذه المقالة مع تواردهما عليها‏.))

عبد الرحمن السديس
2009-09-28, 01:37 PM
اخي الكريم كلمة عدو الله‏كلمة خطيرة لاينبغي ان تقال في حق المسلم لورودالنهي عن ذلك في الحديث السابق المتفق على صحته
بارك الله فيك
الحديث الذي ذكرتَه ليس لك فيه حجة.
فهو محل النزاع .
وسبق: أن تأويلك فيه نظر، ولم تذكر له دليلا.والله أعلم.




[/quote]

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-09-28, 02:28 PM
قلت سابقا تأويل غير مُسلم به، ولو بحثت لو جدت غيره من الصحابة والأئمة استعملها في العصاة .
والله أعلم .
وهنا اسالك هل قالوها في حق المسلم اوالمسلمين في وقت الرضا على رايك؟؟؟

عبدالله الشهري
2009-09-28, 02:41 PM
جزى الله الشيخ خيرا ونفع به .

وقد ذكره في الحلية عن الإمام سفيان الثوري في موضعين: 7/14و81.
وهذا نصه أحدهما والاخر بنحوه :
محمد بن يزيد بن خنيس قال: كان سفيان الثوري يقول كثيرا: اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشيدا يعز فيه وليك، ويذل فيه عدوك، ويعمل فيه بطاعتك ورضاك، ثم يتنفس ويقول: كم ومن مؤمن قد مات بغيظه ؟!

والمروي عن العز رحمه الله لفظه : "اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا تعز فيه وليك وتذل فيه عدوك ويعمل فيه بطاعتك وينهى فيه عن معصيتك" كما ذكره عنه السبكي في الطبقات الكبرى 8/243 والمقريزي في السلوك وغيرهم.

وقد ذكره الماوردي في الحاوي 2/153، مما يقال في الوتر ونسبه لبعض التابعين.

أما لفظ :"ويذل فيه أهل معصيتك" فأظنه من تعبيرات المعاصرين .

وقد رأيت لبعضهم اعتراضا قال فيه:

"أنه فيه تزكية للنفس وكأن الداعي معصوم أو أنه لم يقع في شيء من المعاصي والخطأ
وفيه أيضا : دعاء على النفس وعلى الناس بالذل فإن الانسان لا يخلو من الوقوع في الخطأ فقد قال عليه الصلاة والسلام (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون )".

وهذا اعتراض ضعيف؛ لأن المعترض لم ينتبه لما في لفظ :"أهل" من معنى، وهي لا تصح أن تقال لمن ذَكَر، إذ المقصود بـ"أهل المعاصي": الفساق، كما يقال: "أهل العلم" ولا يدخل فيهم من عنده شيء يسير من العلم، وإنما من كان مختصا بالعلم، كذلك يقال: أهل المعاصي، ويُعنى المختصون بها المصرون عليها، وإذا قلت لرجل : "احذر أن تجالس أهل المعاصي" لا يفهم عاقل أنك تنهاه عن مجالسة الناس أجمعين، وهذا ظاهر.


الأصل في ألفاظ الأدعية النبوية أنها على التوقيف ، وهي التي يراعى عدم تغييرها ، أما غير ذلك من أدعية ماثورة عن غير النبي - مما لا يأخذ حكم الرفع أو يتواتر عن جماعة من الصحابة - فلا حرمة لها - بمعنى أن من غير فيها بحيث لا يقع في محذور محقق ، لا ينكر عليه ويؤخذ الأمر على السعة.

القضاعي
2009-09-28, 03:16 PM
بارك الله فيك
لم يخرجهم أحد، وإنما الشأن في الحصر.

تأويل غير مُسلم به، ولو بحثت لو جدت غيره من الصحابة والأئمة استعملها في العصاة .
والله أعلم .
بوركتم .
و لا حاجة للتأويل , فموقوف ابن عباس رضي الله عنهما في قوله (( كذب عدو الله )) ليس بحجة , فيرجع للمحكم في قوله تعالى { فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ } والله أعلم .

عبد الرحمن السديس
2009-09-29, 12:44 PM
الأصل في ألفاظ الأدعية النبوية أنها على التوقيف ، وهي التي يراعى عدم تغييرها ، أما غير ذلك من أدعية ماثورة عن غير النبي - مما لا يأخذ حكم الرفع أو يتواتر عن جماعة من الصحابة - فلا حرمة لها - بمعنى أن من غير فيها بحيث لا يقع في محذور محقق ، لا ينكر عليه ويؤخذ الأمر على السعة.



هذا معلوم .
والشيخ قال: ينبغي ... = لأجل تناسب المعنى، ونفي الغلط عن الدعاء، ونفي التهمة عن العز.

عبد الرحمن السديس
2009-09-29, 12:46 PM
بوركتم .
و لا حاجة للتأويل , فموقوف ابن عباس رضي الله عنهما في قوله (( كذب عدو الله )) ليس بحجة , فيرجع للمحكم في قوله تعالى { فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ } والله أعلم .
والمحكم = ليس بحجة على المعنى المنفي.
فأين في الآية أنه ليس بعدو للمفسدين من الظلمة، وأكلة الربا والزناة وأصناف الفجار الذين توعد بعضهم باللعن والحرب و... ؟!

القضاعي
2009-09-29, 02:02 PM
والمحكم = ليس بحجة على المعنى المنفي.
فأين في الآية أنه ليس بعدو للمفسدين من الظلمة، وأكلة الربا والزناة وأصناف الفجار الذين توعد بعضهم باللعن والحرب و... ؟!
نحن لا ننفي أن يكون الله تبارك وتعالى عدو للمفسدين , ولكننا نمنع إثباتك لذلك بدون حجة من الكتاب أو السنة .
فيكفي في المنع عدم وجود دليل الإثبات يا رعاك الله .
قال شيخ الإسلام في الجواب الصحيح : " وقد قال تعالى { وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ } وهذا نهي عن التكلم بلا علم , وهو عام في جميع أنواع الأخبار , وقد يتناول ما اخبر به الإنسان وما قد يعتقده بغير الأخبار من الدلائل والآيات والعلامات .
ليس له أن يتكلم بلا علم , فلا ينفي شيئاً إلا بعلم , ولا يثبته إلا بعلم . ولهذا كان عامة العلماء على أن النافي للشيء عليه الدليل على ما ينفيه , كما أن المثبت للشيء عليه الدليل على ثبوته .
وحُكي عن بعض الناس أنه قال : النافي ليس عليه دليل وفرّق بعضهم بين العقليات والشرعيات فأوجبه في العقليات دون الشرعيات !!
وهؤلاء اشتبه عليهم النافي بالمانع المطالب , فإن من أثبت شيئاً فقال له آخر : أنا لا أعلم هذا ولا أوافقك عليه ولا أسلمه لك حتى تأتي بالدليل. كان هذا مصيباً ولم يكن على هذا المانع المطالب بالدليل دليل , وإنما الدليل على المثبت ". انتهى المقصود

عبد الرحمن السديس
2009-09-29, 04:47 PM
نحن لا ننفي أن يكون الله تبارك وتعالى عدو للمفسدين , ولكننا نمنع إثباتك لذلك بدون حجة من الكتاب أو السنة .
فيكفي في المنع عدم وجود دليل الإثبات يا رعاك الله .

إن كان لفظ "نحن" يشمل الأخ الغامدي، فقد نفى، وجعل أعداء هم الكافرون فقط.
وكأنك كتبت مقررا لحجته.
و"عدو" ضد "ولي" والحجة في دخول الفساق في هذا اللفظ :
1- معناها في اللغة .
2- استعمال الصحابة، فالكتاب والسنة لا بد أن تأخذ بفهمهم.

وهذه نقول تبين أنهم يطلقونها على غير الكافر:

عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن بن سيرين أن عمر بن الخطاب استعمل أبا هريرة على البحرين فقدم بعشرة آلاف، فقال له عمر: استأثرت بهذه الأموال يا عدو الله وعدو كتابه ؟!
قال أبو هريرة: لست عدو الله ولا عدو كتابه ولكني عدو من عاداهما.
قال: فمن أين هي لك ؟ قال: خيل لي تناتجت وغلة رقيق لي وأعطية تتابعت علي فنظروه فوجدوه كما قال.
أثر صحيح وقد روي من عدة طرق.

وفي إتحاف المهرة : أحمد به منيع: ثنا يحيى بن سعيد، ثنا ليث بن سعد، عن يزيد ابن أبي حبيب، عن معمر بن أبي حبيبة، عن عبيد بن رفاعة، عن زيد بن ثابت "أنه كان يقص فيقول في قصصه: إن الرجل إذا خالط المراّة فلم ينزل فلا غسل عليه فقام رجل من عند زيد، فأتى عمر فأخبره، فقال عمر للرجل: اذهب فائتني به لتكون عليه شهيدًا. فلما جاءه قال له عمر: يا عدو الله، أنت الذي تضل الناس بغير علم! فقال زيد: يا أمير المؤمنين، والله ما ابتدعته من قبل نفسي....
أثر صحيح
في المستدرك:

أبو بكر بن عبيد الله بن أبي ملكية عن أبيه قال : جاء رجل من أهل الشام فسب عليا عند ابن عباس فحصبه ابن عباس فقال : يا عدو الله آذيت رسول الله صلى الله عليه و سلم إن الذين يؤذون الله و رسوله لعنهم الله في الدنيا و الآخرة و أعد لهم عذايا مهينا لو كان رسول الله صلى الله عليه و سلم حيا لآذيته
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
تعليق الذهبي قي التلخيص : صحيح

روح بن عبادة ثنا عوف ثنا أبو الصديق: لما ظفر الحجاج على ابن الزبير فقلته و مثل به ثم دخل على أم عبد الله و هي أسماء بنت أبي بكر فقالت : كيف تستأذن علي وقد قتلت ابني ؟ فقال : إن ابنك ألحد في حرم الله فقتلته ملحدا عاصيا حتى أذاقه الله عذابا أليما و فعل به و فعل فقالت : كذبت يا عدو الله و عدو المسلمين..
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
تعليق الذهبي قي التلخيص : صحيح .

وفي المسند:
سعيد بن جمهان قال كنا نقاتل الخوارج وفينا عبد الله بن أبي أوفى وقد لحق له غلام بالخوارج وهم من ذلك الشط ونحن من ذا الشط فناديناه أبا فيروز أبا فيروز ويحك هذا مولاك عبد الله بن أبي أوفى، قال: نعم الرجل هو لو هاجر، قال: ما يقول عدو الله؟ قال: قلنا: يقول: نعم الرجل لو هاجر...
وفي الاستذكار:
عن شرحبيل بن سعد أن زيد بن ثابت وجده قد اصطاد طائرا يقال له نهس في الأسواف قال فأخذه مني فأرسله وضربني وقال يا عدو الله أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم حرم ما بين لابتيها يعني المدينة
وسبق كلام ابن عباس الذي في الصحيحين.
والله أعلم.

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-09-29, 05:19 PM
اخي الكريم
كمانقل الاخ الفاضل عن ابن تيمية رحمه الله
فإن من أثبت شيئاً فقال له آخر : أنا لا أعلم هذا ولا أوافقك عليه ولا أسلمه لك حتى تأتي بالدليل. كان هذا مصيباً ولم يكن على هذا المانع المطالب بالدليل دليل , وإنما الدليل على المثبت ". انتهى المقصود
وها انا اطالبك بالدليل فاقول:
هات اية اوحديث على انه عدو للمفسدين من الظلمة، وأكلة الربا والزناة وأصناف الفجار
قلت سابقا تأويل غير مُسلم به، ولو بحثت لو جدت غيره من الصحابة والأئمة استعملها في العصاة .
وهنا اسالك عن ماذكرت من الاثار هل قالوها في حق المسلم اوالمسلمين في وقت الغضب او الرضا على رايك؟؟؟
وللفائدة قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله
في تفسير اية البقرة ؛
فإن قيل: فهل من عادى المؤمنين يكون معاديا لله ؟
فالجواب: هذا محل توقف في دلالة الآية عليه؛ اللهم إلا إذا عادى المؤمنين لكونهم تمسكوا بشريعة الرسل؛ فهذا يظهر أن الله يكون عدوا لهم، لأن من عاداهم إنما فعل ذلك بسبب أنهم تمسكوا بما جاءت به الرسل؛ فكان حقيقة معاداتهم أنهم عادوا رسل الله، كما قال أهل العلم في قوله تعالى: {إن شانئك هو الأبتر} [الكوثر: 3] أي مبغضك، ومبغض ما جئت به من السنة هو الأبتر؛ وفي الحديث الصحيح أن الله تعالى في الحديث القدسي قال: "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب"(1) ..
10 . ومن فوائد الآيتين: أن كل كافر فالله عدو له؛ لقوله تعالى: ( فإن الله عدو للكافرين )
11 . ومنها: إثبات صفة العداوة من الله . أي أن الله يعادي؛ وهي صفة فعلية كالرضا، والغضب، والسخط، والكراهة؛
و "المعاداة" ضدها الموالاة الثابتة للمؤمنين، كما قال الله تعالى: (الله ولي الذين آمنوا) (البقرة: 257)

أبو عبدالرحمن بن ناصر
2009-09-29, 06:20 PM
في ظني أن العداوة مطلقة ومقيدة . فالمطلقة للكافرين والمقيدة ضد الفسقة والظالمين من المسلمين . والله أعلم

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-09-29, 07:51 PM
الايات في ان الكافرين هم اعداء الله
قال سبحانه ((فإن الله عدو للكافرين ))
وقال تعالى: ﴿تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾
وقال سبحانه (((وَمَا كَانَ ٱسْتِغْفَارُ إِبْرَ*ٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍۢ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ
فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥٓ أَنَّهُۥ عَدُوٌّۭ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَ*ٰهِيمَ لَأَوَّ*ٰهٌ حَلِيمٌۭ
وقال سبحانه ((يَأَايُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوالَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّى وَعَدُوَّكُمْ أَوْلياءَ
هات اية اوحديث في عداوته للمسلمين العصاة اوالظلمة
مطلقة اومقيدة ؟

أبو عبدالرحمن بن ناصر
2009-09-29, 08:09 PM
نفع الله بكم شيخنا الفاضل

ما قلته ظاهر في الكتاب والسنة

قال الشيخ قال العلامة صالح الفوزان في ( التعليقات المختصرة على متن العقيدة الطحاوية )
(والمؤمنون كلهم أولياء الرحمن، وأكرمهم عند الله أطوعهم وأتبعهم للقرآن:
هذا حق، فالمؤمنون كلهم أولياء الله، يعني: أحبابه، فالله يحب المؤمنين ويحب المتقين ويحب المحسنين ويحب التوابين ويحب المتطهرين، كما أنه يبغض الكافرين ويبغض الفاسقين، فالله يحب ويبغض على الأعمال.
فكل مؤمن يكون ولياً لله، وتتفاضل الولاية، بعضهم أفضل من بعض، قال جل وعلا: (ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون* الذين آمنوا وكانوا يتقون) [يونس:62،63] فمن الناس من ولايته مع الله تامة، ومنهم من ولايته مع الله ناقصة، ومنهم من هو عدو لله بعيد عن الله سبحانه وتعالى.
فكل من فيه إيمان وتقوى فهو ولي الله، ولكن الولاية تتفاضل بحسب الأعمال، فمنهم من ولايته كاملة، ومنهم من هو ولي من وجه، وهو المؤمن الفاسق، ولي لله بطاعته، عدو لله بمعصيته ومخالفته.
ومنهم من هو عدو خالص كالكافر والمشرك )

وقال العلامة الراجحي في "شرح الإيمان لأبي عبيد " ( شرح رسالة كتاب الإيمان - (ج 1 / ص 25)
فمرجئة الفقهاء يرون أن الناس قسمان: ولي لله، وعدو لله. فالمؤمن سواء كان عاصيا أو مطيعا ولي لله، والكافر عدو الله، وأما جمهور أهل السنة فيرون الناس ثلاثة أقسام: ولي لله كامل الولاية، وهو المؤمن التقي، الذي أدى الواجبات وانتهى عن المحرمات، وعدو كامل العداوة، هو الكافر.
وهناك قسم ثالث: ولي لله من وجه، وعدو لله من وجه، وهو المؤمن العاصي. فهو ولي لله بإيمانه وطاعته، وعدو لله بمعصيته وفسقه، فيوالي من وجه، ويعادى من وجه، ويحب من وجه، ويبغض من وجه، أما مرجئة الفقهاء فلا يرون هذا التقسيم، يرون أن الناس قسمان: ولي لله، وهو المؤمن -سواء كان مطيعا أو عاصيا- وعدو لله وهو الكافر.)

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-09-29, 08:43 PM
نفع الله بكم شيخنا الفاضل
ذكرت ماقاله الشيخ قال العلامة صالح الفوزان
وهناك قسم ثالث: ولي لله من وجه، وعدو لله من وجه، وهو المؤمن العاصي. فهو ولي لله بإيمانه وطاعته، وعدو لله بمعصيته وفسقه، فيوالي من وجه، ويعادى من وجه، ويحب من وجه، ويبغض من وجه،
وسؤالي هل يجوزان نقول عن الزاني او شارب الخمر يا عدو الله ؟؟
اذا قلت نعم فما ماهو الجواب عن الحديث
الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : من دعا رجلاً بالكفر
أو قال : عدوَّ الله . وليس كذلك إلا حار عليه"
أخرجه البخاري في الأدب (6045)، ومسلم في الإيمان (61)
واللفظ له من حديث أبي ذر رضي الله عنه.

أبو عبدالرحمن بن ناصر
2009-09-29, 09:04 PM
إن كان مستحقا لذلك يجوز . والجواب عن الحديث يشرحه ما جاء في البخاري
(عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلًا بِالْفُسُوقِ وَلَا يَرْمِيهِ بِالْكُفْرِ إِلَّا ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ )

وقال العلامة ابن باز ( فتاوى ومقالات ابن باز للشويعر 27 مجلد - (ج 1 / ص 323)
(إن دعا رجلا بالكفر ، أو قال : يا عدو الله ، وليس كذلك إلا حار عليه أي: رجع عليه ما قال ، وهذا وعيد شديد يوجب الحذر من التكفير والتفسيق, إلا عن علم وبصيرة, كما أن ذلك وما ورد في معناه يوجب الحذر من ورطات اللسان, والحرص على حفظه إلا من الخير - إذا علم هذا -. )

وقال العلامة البابطين - رحمه الله (موسوعة المؤلفات العلمية لائمة الدعوة النجدية - (ج 12 / ص 242)
( وإنّما الحديث المعروف:"مَن قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما".ومَن كفّر إنساناً أو فسّقه أو نفّقه متأوّلاً غضباً لله تعالى فيرجى العفو عنه كما قال عمر - رضي الله عنه - في شأن حاطب بن أبي بلتعة أنّه منافق، وكذا جرى من غيره من الصّحابة وغيرهم. )

بارك الله فيكم ونفع بكم

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-09-30, 06:48 AM
اخي الكريم عبد الرحمن السديس قلت:
- استعمال الصحابة، فالكتاب والسنة لا بد أن تأخذ بفهمهم
اقول :في هذا نظر من وجوه
الاول ليس كل الصحابة رضي الله عنهم استعملوها
الثاني :لعل من ذكر لم يبلغه النص السابق في النهي عن رمي المسلم يالكفراوقول عدو الله
الثالث: وهو اقوى من الذي قبله ان ما اوردت من اثار عن بعضهم قالوا ذلك في حال غضب
كما رجح ابن حجر وغيره من العلماء ومن المعلوم ان الانسان وقت الغضب قد يضرب اويقتل او يطلق اويقول كلاما خطيرا وغير ذلك من الاعذار

القضاعي
2009-09-30, 12:10 PM
1- معناها في اللغة .
2- استعمال الصحابة، فالكتاب والسنة لا بد أن تأخذ بفهمهم.
.
نفع الله بكم .
أما المعنى اللغوي فلا حجة فيه لوجود النص الشرعي في قوله عليه الصلاة والسلام : " من دعا رجلاً بالكفر أو قال : عدو الله , وليس كذلك إلا حار عليه " وفيه النهي الصريح عن وصف المسلم بأنه عدو لله تعالى .
وأما استعمال الصحابة فلا يدل على فهمهم , ولا أظن يخفاك قولهم (( لا تنظر إلى عمل العالم ولكن سله يصدقك )) .
وأنت أخي عبد الرحمن لم تنقل لنا فهمهم لهذه المسألة وإنما نقلت لنا فعلهم أو تقريرهم , والفهم إنما يكون لنص , ويكون منصوصاً منهم كفتوى أو قول وأما ما نقلته لنا فلا يسمى فهم لهم وإنما هو فعل أو تقرير وليسا بحجة إلا عند إجماعهم ولا إجماع , وقد بوب البخاري رحمه الله في الصحيح :
" باب من رأى ترك النكير من النبي صلى الله عليه و سلم حجة لا من غير الرسول "
قال ابن حجر في الفتح :

" وأشار بن التين إلى ان الترجمة تتعلق بالإجماع السكوتي وان الناس اختلفوا فقالت طائفة لا ينسب لساكت قول لأنه في مهلة النظر وقالت طائفة ان قال المجتهد قولا وانتشر لم يخالفه غيره بعد الاطلاع عليه فهو حجة وقيل لا يكون حجة حتى يتعدد القيل به ومحل هذا الخلاف ان لا يخالف ذلك القول نص كتاب أو سنة فان خالفه فالجمهور على تقديم النص واحتج من منع مطلقا ان الصحابة اختلفوا في كثير من المسائل الاجتهادية فمنهم من كان ينكر على غيره إذا كان القول عنده ضعيفا وكان عنده ما هو أقوى منه من نص كتاب أو سنة ومنهم من كان يسكت فلا يكون سكوته دليلا على الجواز لتجويز ان يكون لم يتضح له الحكم فسكت لتجويز ان يكون ذلك القول صوابا وان لم يظهر له وجهه " . انتهى
يقول أخوكم القضاعي : وقد ثبت لنا كما في كتب السنة خفاء كثير من النصوص على بعض الصحابة رضوان الله عليهم علمها غيرهم وخفيت عليهم كما جاء في مسند أبي عوانة عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال : كنا جلوسا فذكروا مايوجب الغسل فقال من حضر من المهاجرين إذا مس الختان الختان أو خالط الختان الختان فقد وجب الغسل وقال من حضر من الأنصار لا حتى يدفق فقال أبو موسى أنا آتيكم بالخبر فقام إلى عائشة فسلم ثم قال إني أريد أن أسألك عن شيء وأنا أستحيي فقالت لا تستحي أن تسألني عن شيء كنت سائلا عنه أمك التي ولدتك فإنما أنا أمك قال قلت ما يوجب الغسل فقالت عائشة على الخبير سقطت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا جلس بين شعبها الأربع ومس الختان الختان فقد وجب الغسل ) .
فهذا جمع من الأنصار رضي الله عنهم مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم لا يعلمون نسخ الحكم بعدم وجوب الغسل حال مس الختان الختان فتأمل .
فلا يبعُد أن يكون قد خفي عمن نقلت قوله عليه الصلاة والسلام : " من دعا رجلاً بالكفر أو قال : عدو الله , وليس كذلك إلا حار عليه " .
بل في هذا الحديث إشارة إلى أن الكافر هو عدو الله فقط , لأنه ساوى بين قولك كافر وقولك عدو الله , وهذا صالح لئن يكون دليل النفي والحصر والله أعلم .
فإن أبيت دليل النفي , فنبقى على المنع ويلزمك الإثبات بحجة صحيحة غير معارضة والله الموفق .

القضاعي
2009-09-30, 12:25 PM
(عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَا يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلًا بِالْفُسُوقِ وَلَا يَرْمِيهِ بِالْكُفْرِ إِلَّا ارْتَدَّتْ عَلَيْهِ إِنْ لَمْ يَكُنْ صَاحِبُهُ كَذَلِكَ )

في هذا الحديث دليل على أن الرمي بالكفر غير الرمي بالفسوق , وفي النص الأخر جعل وصف العدواة لله مقابلة للرمي بالكفر , فثبت الفرق .
وليس في كلام العلماء تجويز وصف المسلم بالعدواة لله تعالى , ففرق بين إثبات أن يكون فيه عداوة من وجه وبين تجويز وصفه بذلك مع وجود النص الناهي وإن سلمنا بذلك يلزم الفاهم لذلك أن يقيد وصفه للمسلم بعداوة الله تعالى كما يزعم , فلا يجوز له أن يصف المسلم بقوله (( يا عدو الله )) بهذا الإطلاق وهذا هو محل النزاع والله أعلم .

عبد الرحمن السديس
2009-09-30, 03:30 PM
بارك الله فيكم

وفيه النهي الصريح عن وصف المسلم بأنه عدو لله تعالى .
في هذا الحديث دليل على أن الرمي بالكفر غير الرمي بالفسوق , وفي النص الأخر جعل وصف العدواة لله مقابلة للرمي بالكفر , فثبت الفرق ..
وهذا حجة لما قلتُ .
فعندنا أمران:
رمي بكفر.
رمي بعداوة الله، وهو ما وصف في الحديث الآخر بالفسق.
والمراد بالنهي نوعان .
والحديث فيه "من دعا رجلاً بالكفر أو قال : عدوَّ الله . وليس كذلك إلا حار عليه"

وفيه النهي الصريح عن وصف المسلم بأنه عدو لله تعالى .
ليس في الحديث ذكر للمسلم وإنما فيه أن من قال هذين الوصفين لغير مستحقهما حارا عليه.
وهذا محل نزاعنا فلا حجة لكم فيه البتة.
لأني أقول : هو كذلك.
كما هو لو قلت لرجل كافر : يا كافر.
وحجتي اللغة وعموم المعنى، واستعمال الصحابة .
وأما ما ذكر من تأويل لكلامهم فهو بعيد جدا.
فهو أعلم الناس بما يتقون، خصوصا من سمي منهم.
أما دعوى خفاء النهي عليهم فهي أضعفها:
فما المراد بالخفاء عليهم :
خفاء تحريم قول: يا عدو الله للمسلم ؟
أو خفاء معناها ؟
وكل التأويلين في غاية البعد.
ولا أحب لنفسي ولا لإخواني الاسترسال في تأويل كلام الصحابة بالظن.
مع أن هذا الاستعمال مشهور في كلام الأئمة بعدهم من غير نكير يذكر .

والله أعلم.

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-09-30, 04:23 PM
احسن نتوقف عن الجدال في هذه المسالة فقد دخلها الانتصار للنفس والتعسف في فهم النص
انظر اخي الى قولك ليس في الحديث ذكر للمسلم وإنما فيه أن من قال هذين الوصفين لغير مستحقهما حارا عليه.
اقول الحدبث واضح جدا في عدم رمي المسلم بالكفر اوعدواة الله ولذا في بعض النصوص الاخرى من قال لاخيه ياكافر والكافر ليس باخ للمسلم
ولذا قال الإمام ابن دقيق العيد رحمه الله في إحكام الأحكام (4/76): "وهذا وعيدٌ عظيمٌ لمن كفَّر أحداً من المسلمين وليس كذلك وهي ورطة عظيمة
غفر الله لنا ولكم

عبد الرحمن السديس
2009-09-30, 05:19 PM
احسن نتوقف عن الجدال ف هذه المسالة فقد دخلها الانتصار للنفس والتعسف في فهم النص





انظر اخي الى قولك ليس في الحديث ذكر للمسلم وإنما فيه أن من قال هذين الوصفين لغير مستحقهما حارا عليه.
اقول الحدبث واضح جدا في عدم رمي المسلم بالكفر اوعدواة الله ولذا في بعض النصوص الاخرى من قال لاخيه ياكافر والكافر ليس باخ للمسلم
ولذا قال الإمام ابن دقيق العيد رحمه الله في إحكام الأحكام (4/76): "وهذا وعيدٌ عظيمٌ لمن كفَّر أحداً من المسلمين وليس كذلك وهي ورطة عظيمة




أخي الفاضل التوقف جميل، والاعتساف مذموم والرمي بالانتصار للنفس غير جيد؛ لأنها تهمة لمحاورك يمكنه أن يرميك بها، وكان يمكن الانسحاب من النقاس بدون مثل هذا العبارات .ولم يكن في كلامي والحمد لله تأويل كما تفعل.
وكلامي لا غبار عليه البتة، وإلا فما معنى : "وليس كذلك" ؟!.
إلا أنه قد يقولها: لمن هو كذلك = فلا يحار عليه، بل يقع كلامه موقعه.
وهذا ظاهر جدا.
وليس في كلامي أبدا أن الحديث ليس فيه نهي عن رمي المسلم ولا أدري من أين فهمت هذا ؟!
ولو أكلمتَ الحديث الذي ذكرتَ لوجدت نصه: "لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه".
فما معنى: "فقد باء بها أحدهما، إن كان كما قال، وإلا رجعت عليه ؟!
واختم بهذا النقل عن صحابي آخر:
َحْمَدُ بنُ يَعْقُوْبَ المَسْعُوْدِيُّ : حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بنُ سَعِيْدِ بنِ عَمْرٍو الأُمَوِيُّ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ:
أَنَّهُ قَامَ إِلَى الحَجَّاجِ، وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: يَا عَدُوَّ اللهِ! اسْتُحِلَّ حَرَمُ اللهِ، وَخُرِّبَ بَيْتُ اللهِ.
فَقَالَ: يَا شَيْخاً قَدْ خَرِفَ.
السير للذهبي:(3/231)
وهذا سند صحيح.
وأؤكد على أن هذا اللفظ استعمله السلف من الصحابة ومن بعدهم من الأئمة في غير الكفار من غير نكير، وكلامهم أكثر من أن يذكر.

واستودعكم الله

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-09-30, 07:05 PM
أخي الفاضل التوقف جميل، والاعتساف مذموم والرمي بالانتصار للنفس غير جيد؛
اقول : صدقت غفر الله لي ولك وللمشاركين هنا جميعا
ولكن انظر اخي الى قولك: ليس في الحديث ذكر للمسلم وإنما فيه أن من قال هذين الوصفين لغير مستحقهما حارا عليه.
وهنا اسالك سؤالا هل الحديث يخاطب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه المسلمين ؟؟
ويحذرهم من ان يرمي بعضهم بعضا بذلك الكلام الخطيروهومفهوم وواضح من السياق
اوانه يحذر غبرهم من الوثنيين واليهود والنصارى من ان يرمي بعضهم بعضا بذلك ؟؟

القضاعي
2009-10-01, 12:38 AM
وفيكم الله بارك .
وأما أنا يا أبا محمد الغامدي فأرى أخاك عبد الرحمن ليس ببعيد عن الحق فتمهل ولا تتعجل .
فقد يكون قوله عليه الصلاة والسلام (( أو قال : عدو الله )) مقابلاً للفظ الأخر وقوله (( لَا يَرْمِي رَجُلٌ رَجُلًا بِالْفُسُوقِ )) ولكن يظل هذا الفهم محتمل وهو فهم لك يا عبد الرحمن وليس بحجة باتفاقك معنا , بل هو فهم ضعيف عندي وعند أبي محمد , فتحتاج لإثباته إلى دليل منفصل , لم تأتي به حتى الآن .
فنحن نقول أن قوله عليه الصلاة والسلام (( أو قال : عدو الله )) مرادفاً لقوله (( من دعا رجلاً بالكفر )) وظاهر أنه بيان للإنشاء المقصود به الزجر , فكأنه يقول : معنى من دعا رجلاً بالكفر كأن يقول له : يا كافر أو يا عدو الله وهكذا .
والمحكم من كتاب الله تعالى يؤيد قولنا , وكما أن في المسلم الفاسق عداوة لله من وجه , ففيه أيضاً كفر من وجه , فالمعاصي من شعب الكفر , وأنت مقر بأنه يمنع إطلاق (( يا كافر )) عليه , مع وجود الكفر فيه من وجه , فتساوى النهيان ووجب عليك طردهما والله أعلم بالصواب .



وأما ما ذكر من تأويل لكلامهم فهو بعيد جدا.
فهو أعلم الناس بما يتقون، خصوصا من سمي منهم.
.
لم نذكر تأويل هداك الله , بل هذا هو الحق تجاه أفعالهم المجردة , فهم بشر غير معصومين ويجوز عليهم الخطأ والنسيان والغفلة بل والكبائر , ولكنهم لا يستمرون عليها لأنهم أهل الحسنى , فمتى نبهوا تنبهوا رضي الله عنهم وأرضاهم , وهم من أهل الجنة قطعاً لرضا رب العالمين عنهم في الكتاب الكريم .
ولكن هذا لا يعني عصمتهم وفرق بين عدالتهم المقطوع بها وبين أن تكون أفعالهم حجة في الشرع ولا خلاف في هذا بين أهل العلم بحسب ظني , وإنما الخلاف في أقوالهم وفهمهم للنصوص منطوقاً لا مفهوماً فتنبه .
وأنا أشهد بأنهم أعلم الناس بما يتقون , وهم ليسوا في حاجة لشهادة غر مثلي يتمنى من الله تبارك وتعالى أن يحشره في زمرتهم رضي الله عنهم وأرضاهم .
ولكن قد سطرت لنا كتب السنة كثيراً من أفعالهم المخالفة للنصوص , فإما أن النص لم يبلغهم أو أنهم متأولون , وهذا ما يمنع لحوق الوعيد بهم كما بيّن ذلك شيخ الإسلام أحسن بيان في رفع الملام .
ولك أن تتأمل في ما نقلت لنا عن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم , أليس فعل عمر فيه مخالفة صريحة لحديث الباب ؟
فأنا أجزم أنه رضي الله عنه لم يبلغه هذا النص وإلا لما خالفه , لأنه يستحيل أن يظن عمر رضي الله عنه أن أبا هريرة مستحق لعداوة الله تبارك وتعالى , بل في رد أبي هريرة رضي الله عنه دليل على أن عدو الله هو عدو كتابه وهو الكافر قطعاً .
فإن كنت تظن أن هذا النص بلغ عمر رضي الله عنه , فهل تظن أن أبا هريرة رضي الله عنه حقيق عند الفاروق بما رماه , والمفترض أنه لا يولي إلا عدل عنده ؟
فما المخرج عندك للمحدث الملهم التقي النقي من هذا الوعيد الذي في الحديث !!؟
وهل يُظن بعمر رضي الله عنه هذه العجلة في رمي أبي هريرة بالفسق وحاشاهما !


أما دعوى خفاء النهي عليهم فهي أضعفها:
فما المراد بالخفاء عليهم :
خفاء تحريم قول: يا عدو الله للمسلم ؟
أو خفاء معناها ؟
وكل التأويلين في غاية البعد.

لا بل خفاء النهي أرجح من وقوعهم فيه على علم وهذا هو الظن بهم وأمثالهم , والأمثلة كثيرة على خفاء بعض النصوص عن بعضهم .
وأما خفاء المعنى فلم نقله , وهو بعيد كل البعد , فهم أهل اللغة وحاضرو التنزيل وعميقو الفهم رضي الله عنهم وأرضاهم .
فالواجب تجنب هذه الوصف (( عدو الله )) في حق المسلمين والاستعاضة عنه بما ثبت في الكتاب والسنة ولا حجة إلا فيهما وما دلا عليه والله الموفق .

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-10-01, 01:22 AM
وتاكيدا لكلامك اخي الفاضل القضاعي هنا رسالة علمية بعنوان
استدراك بعض الصحابة ما خفي على بعضهم من السنن جمعا ودراسة
اســـم المــؤلف
الدكتور: سليمان بن صالح الثنيان
النـاشـــــــــ ـــــــــــــر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
ســــــنة الطبـــــع
1429هـ/ ط أولى
نــــوع الكتـــاب
أصله رسالة دكتوراه
عدد الأجزاء:
2 جزء




التعريف بموضوع الكتاب:
الصحابة منزلتهم في الدين معلومة، ولا تزيد الدراسات المتخصصة في الصحابة قدرهم إلا علوا ولا منزلتهم إلا رفعة؛ لأنها تبين ما كانوا عليه من علم وهدى واتباع، ولذا استحقوا أن يكونوا خير القرون وأن يزكيهم الله عز وجل وكفاهم بذلك فضلا، وأن تتابع النصوص من النبي صلى الله عليه في بيان فضلهم، ومن هذه الدراسات التي عنيت بالصحابة كتاب (استدراك بعض الصحابة ما خفي على بعضهم من السنن جمعا ودراسة) للدكتور سليمان بن صالح الثنيان الذي تناول جانبا مضيئا من أحوال الصحابة مع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد عقد المؤلف كتابه في تمهيد ضمنه فصلين في حرص الصحابة على اتباع ما ثبت لديهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي أسباب مخالفة الصحابة لبعضهم البعض ثم تناول موضوع الكتاب في أربعة عشر بابا أفرد لكل باب موضوعا استدرك فيه بعض الصحابة على بعض سننا فمنها السنن التي استدركها بعض الصحابة على بعض في باب الاعتقاد والطهارة والصلاة والجنائز والزكاة والصدقة والصيام والحج والعمرة والجهاد والبيوع والمكاسب والنكاح والطلاق والعدة والأطعمة والمواريث والحدود والديات ثم عقد آخر الأبواب للسنن التي استدركها بعض الصحابة على بعض في أبواب متفرقة منها المعوذتان من القرآن وما ورد من النهي عن كتابة الحديث وما ورد في وضع إحدى الرجلين على الأخرى إلى غير ذلك من الموضوعات المتفرقة في هذا الباب.
وطريقة المؤلف في كتابه أنه أدرج تحت كل باب مجموعة من السنن التي خفيت على بعض الصحابة وجعل كل سنة خفيت على الصحابي في فصل مستقل فيبدأ فيه بذكر الحديث الذي تضمن خفاء هذه السنة ثم يذكر من خرجه من أصحاب كتب السنة ثم يدرس إسناد الحديث ويحكم عليه صحة أو ضعفا مع ذكر ما يتعلق بالحديث من فوائد.
والكتاب فيه تأكيد على منزلة الصحابة ومكانتهم وبيان مدى حرصهم على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم لشدة تمسكهم بها وفرط محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وفيه بيان بعض أسباب الخلاف الذي وقع بين الصحابة والتي منها خفاء الدليل عليهم .
فجزى الله المؤلف خيرا.

عبد الرحمن السديس
2009-10-01, 02:38 AM
بارك الله فيك ونفع بكم



ولك أن تتأمل في ما نقلت لنا عن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم , أليس فعل عمر فيه مخالفة صريحة لحديث الباب ؟فأنا أجزم أنه رضي الله عنه لم يبلغه هذا النص وإلا لما خالفه , لأنه يستحيل أن يظن عمر رضي الله عنه أن أبا هريرة مستحق لعداوة الله تبارك وتعالى , بل في رد أبي هريرة رضي الله عنه دليل على أن عدو الله هو عدو كتابه وهو الكافر قطعاً .

لا ليس مخالفا .
وقد تأملته فوجدته موافقا لما فهمتُ : وهو أن عمر رضي الله عنه ظن أن أبا هريرة رضي الله عنه سرق من بيت المال .. فأطلق عليه هذا اللقظ؛ لأنه يرى أن السارق يستحق ذلك.
وأبو هريرة بين أنه ظن به غير الحق فنفى ذلك عن نفسه وبين ...
ولا يتصور أن يكون عمر ظن أن أبا هريرة كفر.


فإن كنت تظن أن هذا النص بلغ عمر رضي الله عنه , فهل تظن أن أبا هريرة رضي الله عنه حقيق عند الفاروق بما رماه , والمفترض أنه لا يولي إلا عدل عنده ؟
لكن العدل عنده لا يلزم أن يستمر على عدالته، فلا يعلم الغيب، فهو رأى أمارة ظاهرة فظن أنه سرق.



لا بل خفاء النهي أرجح من وقوعهم فيه على علم وهذا هو الظن بهم وأمثالهم
ما معنى خفاء النهي: أيكون مباحا للمسلم أن يقول لأخيه: يا عدو الله ؟
لا يتصور هذا .
بقي أن يكون هذااللفظ عندهم يستحقه أهل الكبائر ولذا أطلقوه عليهم.
وفي التنزيل : {فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ }
ألا يستحق محارب الله ورسوله أن يسمى عدو الله ؟

عبد الرحمن السديس
2009-10-01, 02:51 AM
غفر الله لي ولك وللمشاركين هنا جميعا

ولكن انظر اخي الى قولك: ليس في الحديث ذكر للمسلم وإنما فيه أن من قال هذين الوصفين لغير مستحقهما حارا عليه.
وهنا اسالك سؤالا هل الحديث يخاطب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه المسلمين ؟؟
ويحذرهم من ان يرمي بعضهم بعضا بذلك الكلام الخطيروهومفهوم وواضح من السياق


اوانه يحذر غبرهم من الوثنيين واليهود والنصارى من ان يرمي بعضهم بعضا بذلك ؟؟

آمين .
أخي أرجو ان تتأمل جيدا:
الحديث لفظه: "من دعا رجلاً بالكفر أو قال : عدو الله , وليس كذلك إلا حار عليه "
ثم قال الأخ الفاضل القضاعي: وفيه النهي الصريح عن وصف المسلم بأنه عدو لله تعالى "
ثم قلتُ: ليس في الحديث ذكر للمسلم وإنما فيه أن من قال هذين الوصفين لغير مستحقهما حارا عليه.
أين الإشكال في كلامي؟
لفظ الحديث "رجلا" وشرط الوعيد فيه "وليس كذلك".
يعني أنه قد يدعو "رجلا" بالكفر أو يقول: عدو الله، وهو كذلك فلا يحار عليه.
ويقع الكلام موقعه.
وأنا أدعي أنه يجوز أن يقال "عدو الله" للمسلم الفاسق، لأنه كذلك عندي، وأنتم تدعون منعه لأنه ليس كذلك عندكم.
فالحديث ليس فيه حجة لكم ولا لي، فهو موطن النزاع بيننا.
ولذا أعترضت على قول الأخ القضاعي: وفيه النهي الصريح عن وصف المسلم بأنه عدو لله تعالى . بما تقدم.

القضاعي
2009-10-01, 05:01 AM
يلزمك هذا الإلزام .

وكما أن في المسلم الفاسق عداوة لله من وجه , ففيه أيضاً كفر من وجه , فالمعاصي من شعب الكفر , وأنت مقر بأنه يُمنع إطلاق (( يا كافر )) عليه , مع وجود الكفر فيه من وجه , فتساوى النهيان ووجب عليك طردهما والله أعلم بالصواب .
.
فإن لم تفعل فيكون على مذهبك جواز وصف المسلم الفاسق بـ (( يا كافر )) وبـ (( يا عدو الله )) وبهذا كأن النهي لم يكن , فنرد الحديث الثابت الصحيح المعصوم ونقدم عليه , أفعال غير معصومة قد تصيب وقد تخطئ والله المستعان .
فلعلك تراجع المسألة يا عبد الرحمن سددك الله وللحق وفقنا وإياك .

عبدالله الشهري
2009-10-01, 08:14 AM
هذا معلوم .
والشيخ قال: ينبغي ... = لأجل تناسب المعنى، ونفي الغلط عن الدعاء، ونفي التهمة عن العز.

قال الشيخ:

بهذا يرتفع الإشكال الوارد عن اللفظ المشهور، وعلى هذا فينبغي مراعاة اللفظ المأثور والدعاء به.وفيه مآخذ من وجهة نظري:
الأول: الإشكال متأصل في هذا الدعاء ، فقد ثبت عن النبي (ص) أنه قال "لا تعينوا الشيطان على أخيكم" ، وماذا يريد الشيطان غير ذلة المسلم ، والدعاء بالهداية له عز وفلاح و خير ، وهذا من مفاسد اختراع الأدعية خلاف المحفوظ عن الرسول (ص). ولك أن تتخيل اليوم ما أكثر العصاة في الأمة كما لا يخفى على كل أحد بسبب الشهوات والشبهات من كل نوع ، ماذا بقي لنا من عز إذا دعونا على ثلاثة أرباع الأمة بالذل ؟

الثاني: ما هذا اللفظ "المأثور" الذي "يبنغي" مراعاته ؟ و مأثور عن من ؟ ولماذا ينبغي مراعاته مع أنه تغييره تفادياً للمحذور خير من الإبقاء عليه ، وكل يؤخذ من قوله ويرد عليه إلا قوله (ص) ، والقاعدة عندي: أن الأدعية التي ينشئها المرء من تلقاء نفسه فإنه يراعي أن تكون متفقة مع عموم معاني الأدعية الثابتة عن (ص) ومقاصد الشرع فيما يتعلق بحق المسلم على المسلم ، فهل المقاصد العامة للشرع تشير بالدعاء على عصاة الأمة بالهلاك - والذل هلاك [1] - أم تشير بالدعاء للمسلمين والمسلمات بالهداية والمغفرة وصلاح الحال [2] ؟

وقال الشيخ:

هذا التغيير لا يناسب بين ما يقتضيه التقابل بين الطاعة والمعصية، والهداية مطلب للمطيع والعاصي
والإبقاء على ألفاظ الدعاء لمجرد الحفاظ على أسلوب المقابلة ، ولمجرد أنه مأثور عن البعض ، لايحل الإشكال بل يزيده ، لا من جهة الشيخ الذي هو أفهم وأعلم الناس بالعقيدة اليوم ، ولا من جهة المنهج ، ولامن جهة معنى الدعاء.

=====================
[1] وهو من جنس ما حل بالمغضوب عليهم ، اليهود : "وضربت عليهم الذلة" ، نعوذ بالله من الخذلان.
[2] و الملائكة في السماء تدعو للعصاة من أمة محمد بالمغفرة لا الذل :"ويستغفرون لمن في الأرض".

عبد الرحمن السديس
2009-10-01, 01:22 PM
يلزمك هذا الإلزام .

فإن لم تفعل فيكون على مذهبك جواز وصف المسلم الفاسق بـ (( يا كافر )) وبـ (( يا عدو الله )) وبهذا كأن النهي لم يكن , فنرد الحديث الثابت الصحيح المعصوم ونقدم عليه , أفعال غير معصومة قد تصيب وقد تخطئ والله المستعان .
فلعلك تراجع المسألة يا عبد الرحمن سددك الله وللحق وفقنا وإياك .
شكر الله لك حسن مذاكرتك .
وهذا لا يلزم .
لأن لفظ يا كافر صريح في النهي وصريح في المعنى .
والآخر ليس كذلك لا في المعنى ولا في الصراحة ويبقى لي عمل الصحابة والأئمة من بعدهم.

عبد الرحمن السديس
2009-10-01, 01:26 PM
وفيه مآخذ من وجهة نظري:


الأول: الإشكال متأصل في هذا الدعاء ، فقد ثبت عن النبي (ص) أنه قال "لا تعينوا الشيطان على أخيكم" ، وماذا يريد الشيطان غير ذلة المسلم

فيه نظر.
فالدعاء بالذلة للعاصي سبب لتركه المعصية .
كما أن العقوبة سبب لذلك.
أما عزة أهل المعاصي فتكون سببا لرواجها ودوامهم عليها ومجاهرتهم بها ... وهذا ظاهر.
والشيطان يريد إعزاز أهل المعاصي وأن تكون لهم الرفعة والنصرة على الصالحين .


الثاني: ما هذا اللفظ "المأثور" الذي "يبنغي" مراعاته ؟ و مأثور عن من ؟ ولماذا ينبغي مراعاته مع أنه تغييره تفادياً للمحذور خير من الإبقاء عليه
هو لا يرى فيه محذورا ، ويرى أن تغييره يغير معناه، فإما أن يدعى به على ما هو عليه أو يترك ويدعى بغيره.

عبد الرحمن السديس
2009-10-01, 01:47 PM
أما دعاء الملائكة واستغفارهم للمؤمنين فحق وينظر في سياق الآية ليتضح المعنى : {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُو نَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِ مْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} .،
وهذه الآيات تفسر آية الشورى {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَة ُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُو نَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (5) سورة الشورى
يعني من المؤمنين وإلا فلا يتصور أن يستغفروا للكفار.
وقد جاء في النصوص لعن الملائكة لعصاة بني آدم ففي الصحيحين عن علي رضي الله عنه قال ما عندنا شيء إلا كتاب الله وهذه الصحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "المدينة حرم ما بين عائر إلى كذا من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل، وقال: ذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل، ومن تولى قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل".
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح".

وفي الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم:" من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه".

مع أن الدعاء عليهم بالذلة حال المعصية لا يعارض الدعاء لهم بالهداية فيدعى عليهم بالذلة حتى يتركوا معصية الله وتطلب لهم الهداية وللمؤمنين عموما.

راشد الدوسري
2009-10-01, 02:05 PM
قول السلف: ويذل فيه عدوك،



عدو الله هو الكافر
مَن كَانَ عَدُوا لِّلَّهِ وَمَلَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُو لِّلْكَـٰفِرِين

.///أبا محمد حفظك الله أرى أنك تكلفت في تأويل كلام ابن عباس في قوله :
"كذب عدوالله" بأنه قاله في وقت غضب!! ، فهل يعقل أن يرمي ابن عباس نوفا بالكفر وحتى لو كان في وقت غضب ، هذا بعيد جداً .
///فإن سلمنا بذلك فهل يظن أن يرمي عمر ررر أبا هريرة بالكفر(على تفسيرك لعدوالله) بقوله" استأثرت بهذه الأموال يا عدو الله وعدو كتابه " لأنه ظهرت له أمارة أنه سرق.!!! (أم لعله قاله أيضا في وقت غضب!!)
/// وهذا الكلام ينطبق على كل الآثار التي أولتها بالغضب فنقول : هل يعقل أن الصحابة يطلقون على غيرهم الكفر عند الغضب هذا بعيد ياهداك الله،
ولكن ههنا أمر أرجو الإجابة عليه:
هل أنكر باقي الصحابة على عمر وابن عباس و أسماء بنت أبي بكر.. التعبير بهذا في هذه الحالة ؟
فإن لم يكن فلا يحق لك إنكار ذلك.

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-10-01, 02:29 PM
اخي الكريم راشد الدوسري حفظك الله
لاتعجل علي
الاصل في المسالة
قول السلف: ويذل فيه عدوك،
فقلت انا مبررا قول السلف الماثور


عدو الله هو الكافرواستشهدت بالاية
مَن كَانَ عَدُوا لِّلَّهِ وَمَلَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَٰلَ فَإِنَّ ٱللَّهَ عَدُو لِّلْكَـٰفِرِين



فلا اشكال في هذا التعبير
ثم استشهد الاخ السديس بقول ابن عباس



وذكرت له قول ابن حجررحمه الله
(وقوله‏:‏ ‏(‏كذب عدو الله‏)‏ قال ابن التين‏:‏ لم يرد ابن عباس إخراج نوف عن ولاية الله، ولكن قلوب العلماء تنفر إذا سمعت غير الحق، فيطلقون أمثال هذا الكلام لقصد الزجر والتحذير منه وحقيقته غير مرادة‏.‏
قلت‏:‏ ويجوز أن يكون ابن عباس اتهم نوفا في صحة إسلامه،
فلهذا لم يقل في حق الحر بن قيس هذه المقالة مع تواردهما عليها‏.))
وكماقال الاخ الفاضل القضاعي
فنحن نقول أن قوله عليه الصلاة والسلام (( أو قال : عدو الله )) مرادفاً لقوله (( من دعا رجلاً بالكفر )) وظاهر أنه بيان للإنشاء المقصود به الزجر , فكأنه يقول : معنى من دعا رجلاً بالكفر كأن يقول له : يا كافر أو يا عدو الله وهكذا .
والمحكم من كتاب الله تعالى يؤيد قولنا , .
وكما أن في المسلم الفاسق عداوة لله من وجه , ففيه أيضاً كفر من وجه , فالمعاصي من شعب الكفر , وأنت مقر بأنه يمنع إطلاق (( يا كافر )) عليه , مع وجود الكفر فيه من وجه , فتساوى النهيان ووجب عليك طردهما والله أعلم بالصواب .
واماقولك بانه ليس في حالة غضب
اقول :فهذا تبرير العلماء لما حصل من الصحابة رضي الله عنهم
اذكيف يخالفون نهيه عليه السلام والوعيد الشديد في ذلك
كماقال الامام ابن حجر رحمه الله
وكماقال العلامة البابطين - رحمه الله (موسوعة المؤلفات العلمية لائمة الدعوة النجدية - (ج 12 / ص 242)
( وإنّما الحديث المعروف:"مَن قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما".ومَن كفّر إنساناً أو فسّقه أو نفّقه متأوّلاً غضباً لله تعالى فيرجى العفو عنه كما قال عمر - رضي الله عنه - في شأن حاطب بن أبي بلتعة أنّه منافق، وكذا جرى من غيره من الصّحابة وغيرهم

عبدالله الشهري
2009-10-01, 02:30 PM
أما دعاء الملائكة واستغفارهم للمؤمنين فحق وينظر في سياق الآية ليتضح المعنى : {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُو نَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِ مْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَن تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} .،
وهذه الآيات تفسر آية الشورى {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَة ُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُو نَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (5) سورة الشورى
يعني من المؤمنين وإلا فلا يتصور أن يستغفروا للكفار.
وقد جاء في النصوص لعن الملائكة لعصاة بني آدم ففي الصحيحين عن علي رضي الله عنه قال ما عندنا شيء إلا كتاب الله وهذه الصحيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم: "المدينة حرم ما بين عائر إلى كذا من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل، وقال: ذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل، ومن تولى قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل".
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح".

وفي الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم:" من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه".

مع أن الدعاء عليهم بالذلة حال المعصية لا يعارض الدعاء لهم بالهداية فيدعى عليهم بالذلة حتى يتركوا معصية الله وتطلب لهم الهداية وللمؤمنين عموما.




هذه هي المشكلة. لا زلت تنافح دون الأثر منافحة عارمة وكأنّا أمرنا شرعاً - سواء بدليل من الكتاب أو حديث ثابت من السنة - أن ندعو على العصاة بالذل. وليس فيما أوردت مايدل على مشروعية هذا الدعاء. قد أخبرتك أن مثل هذا حقه التوقيف ، او على الأقل يدعى بما تقره الأدعية المحفوظة ، وما أوردت بالأحمر فهي حكايات حال لا أمر فيه للمسلم بأن يلعن وما شابه ذلك ، ولعن الملائكة إنما هو بإذن من الله أو أمر منه لهم فهم لا يسبقونه بالقول ، فأين الأمر لنا بمشروعية الدعاء العام على عصاة المسلمين بالذل مع ذكر الدليل من فضلك ؟

عبد الرحمن السديس
2009-10-02, 03:11 AM
هذه هي المشكلة. لا زلت تنافح دون الأثر منافحة عارمة






عفوا يا أخي وفقك الله ليس الأمر كما تقول.
يا أخي الأثر لا يهمني كثيرا ولا أذكر أني دعوت به .
ونحن نتكلم الآن على معاني وتفريعات لا على الأثر.
وكان ينبغي أن تنتبه إلى وجه اعتراضي وأنه على ما أوردتَه،
والملون بالأحمر في كلامي كان تعليقا على قولك:
"الملائكة في السماء تدعو للعصاة من أمة محمد بالمغفرة لا الذل"
فبينت معنى الآية، وأنهم كما يقولون: (فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) فإنهم كذلك يلعنون العصاة .
ذا سبب إيرادي لها.
ثم يتأتي جوابك :"وما أوردت بالأحمر فهي حكايات حال لا أمر فيه للمسلم بأن يلعن وما شابه ذلك ". !
وأجبت سابقا عن الدعاء بالذلة، وأن عزة أهل المعاصي والفجور والفساد سبب للبلاء والشر، ودونك واقع بلاد المسلمين اليوم حين عز الفساق فيها، وقارنه بحال المسلمين قديما حين أعز الله الأخيار، وأذل أهل المعاصي.
وأسأل الله أن يعز أهل طاعته وأن يجعل "الذلة والصغار على من خالف أوامره".
واستودعك الله .

عبدالله الشهري
2009-10-02, 07:16 PM
لا ينبغي لك ان تفهم من عدم مراعاة ألفاظ الأثر التحول إلى الدعاء للعصاة بالعزة ، حديثي مركز على الأثر ، أي تغيير الأثر إلى "يهدى فيه أهل معصيتك" خير عندي من الدعاء عليهم بالذلة ، فإن الذل حاصل بدون الدعاء عليهم بذلك لأنه ما خالف أمر الله أحد إلا ذل عند الله حتى يصير أهون من الجعلان ، ولكن الأحسن أن يدعى لهم بالهداية ، فإن الهداية انتقال من ذل المعصية إلى عزة الطاعة ، ونحب لهم ما نحب لأنفسنا ، وهذا أكمل وأنفع للأمة ، وقد دعا صلى الله عليه وسلم لدوس بالهداية وهم مشركون ، فكيف بمن لا يكمل الإيمان إلا بأن تحب له ما تحب لنفسك.

((اللذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه)).

وتأمل رعاك الله هذه الكلمات :



" (ملاحظة آثار الإحسان تجعل العبد) يقيم المعاذير للخلائق ، وتتسع رحمته لهم ، ويتفرج بِطانه ، ويزول عنه ذلك الحصر والضيق والانحراف ، وأكل بعضِه بعضاً ، ويستريح العصاة من دعائه عليهم ، وقنوطه منهم ، وسؤال الله أن يخسف بهم الأرض ، ويسلط عليهم البلاء ، فإنه حينئذ يرى نفسه واحداً منهم ، فهو يسأل الله لهم ما يسأله لنفسه ، ويخاف على نفسه أكثر مما يخاف عليهم ، فأين هذا من حاله الأولى وهو ناظر إليهم بعين الاحتقار والازدراء ، لا يجد في قلبه رحمة لهم ، ولا دعوة ، ولا يرجو لهم نجاة ، فالذنب في حق مثل هذا من أعظم أسباب رحمته ، ومع هذا فيقيم أمر الله فيهم طاعة لله ورحمة بهم وإحساناً إليهم ، إذ هو عين مصلحتهم ، لا غلظة ولا قوة ولا فظاظة".
مفتاح دار السعادة (1/ 504)

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-10-03, 02:27 AM
وتأمل رعاك الله هذا الحديث في البخاري
باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم
- [2937]- حدثنا أبو اليمان (http://java******:popUp3(11931)): أخبرنا شعيب : أخبرنا أبو الزناد (http://java******:popUp3(11863)): أن عبد الرحمن قال : قال أبو هريرة (http://java******:popUp3(3)). رضي الله عنه : قدم طفيل بن عمرو الدوسي . وأصحابه على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : يا رسول الله إن دوسا عصت وأبت ، فادع الله عليها ، فقيل : هلكت دوس : قال : http://majles.alukah.net/imgcache/2009/10/2.jpg اللهم اهد دوسا وائت بهم http://majles.alukah.net/imgcache/2009/10/3.jpg .

عبد الرحمن السديس
2009-10-03, 02:21 PM
لا ينبغي لك ان تفهم من عدم مراعاة ألفاظ الأثر التحول إلى الدعاء للعصاة بالعزة
ولا ينبغي لك أن تفهم أني فهمت ذلك .
والذلة ليست حاصلة لهم الآن بل كثير منهم من منعة ومنصب ويفعل ما يشاء من المنكرات بلا حسيب ولا رقيب ووو في أمور كثيرة .
فذلة المطلوبة هي كفهم عند ذلك كله وتطبيق شرع الله عليهم .

وتأمل رعاك الله هذه الكلمات : ويستريح العصاة من دعائه عليهم ، وقنوطه منهم ، وسؤال الله أن يخسف بهم الأرض ، ويسلط عليهم البلاء ، فإنه حينئذ يرى نفسه واحداً منهم ، فهو يسأل الله لهم ما يسأله لنفسه
تأملتها فوجدتها خارج ما نحن فيه .
لأن الداعي لم يقنط منهم ، ولم يدع بخسف الأرض بهم، ولا تسليط االبلاء = وإنما جوّز الدعاء عليهم بالذلة التي لا تكون إلا حين تبطق شريعة الله في الأرض = فالأثر في مجملة هو معنى :
اللهم يسر لهذه الأمر تحكيم شريعتك إذ حينها = يعز أهل الطاعة، ويذل أهل المعصية بتطبيق أحكامك عليهم التي شرعتها في كتابك .
ثم تأملت قوله: "فإنه حينئذ يرى نفسه واحداً منهم"
فوجدته لا ينطبق على من يدعو بهذا الدعاء إذ ليس من أكلة الربا ولا الزناة والا اللوطية ولا قطاع الطريق والسراق والمرتشين وو..إلخ.

عبد الرحمن السديس
2009-10-03, 02:27 PM
وتأمل رعاك الله هذا الحديث في البخاري
باب الدعاء للمشركين بالهدى ليتألفهم

تأملته الآن ومن قبل.
ووجدت نبينا صلى الله عليهم وسلم دعى على غيرهم ولعنهم كرعل وذكوان وعصية ودعى على قريش، ولعن أمما من عصاة أمته كالسارق وآكل الربا والنامصة ووو..
ولم أجد هذا الحديث يعارض ما نحن فيه .
إذ الكلام على أهل المعاصي لا على خصوص شخص أو قبيلة منهم.

راشد الدوسري
2009-10-03, 04:32 PM
ولم أجد هذا الحديث يعارض ما نحن فيه ..
صدقت .. أثابك الله.

القضاعي
2009-10-03, 11:59 PM
والذلة ليست حاصلة لهم الآن بل كثير منهم من منعة ومنصب ويفعل ما يشاء من المنكرات بلا حسيب ولا رقيب ووو في أمور كثيرة .

هذا انسياق مع الظواهر المادية وهو غير لائق بك .
فقد قال الحسن البصري رحمه الله : إن ذل البدعة على أكتافهم، وإن هَمْلَجَت بهم البغلات، وطقطقت بهم البراذين .
فهذا فهم عالي للسلف , لعلمهم بأن حكم النبي صلى الله عليه وسلم مطلق وخبره جازم بأنهم في ذلة وصغار , وكل بحسب معصيته , ومن نظر في حال نفسه , وجد له نصيب من هذه الذلة والصغار في بعض المواقف الشخصية بسبب تفريطه في بعض ما يجب عليه من الأمر والنهي .


فالذلة المطلوبة هي كفهم عن ذلك كله .

أخشى أن في هذا إملاء على الحكيم الخبير سبحانه وتعالى .


الذلة التي لا تكون إلا حين تبطق شريعة الله في الأرض .
اللهم يسر لهذه الأمر تحكيم شريعتك إذ حينها = يعز أهل الطاعة، ويذل أهل المعصية بتطبيق أحكامك عليهم التي شرعتها في كتابك .
وهذا حصر لا دليل عليه , فمقياس الذل والعز لا يقاس بالأمور المادية ولا بالظواهر الدنيوية عند أهل الإيمان . والله أعلم

عبدالله الشهري
2009-10-04, 10:28 AM
ولا ينبغي لك أن تفهم أني فهمت ذلك .
والذلة ليست حاصلة لهم الآن بل كثير منهم من منعة ومنصب ويفعل ما يشاء من المنكرات بلا حسيب ولا رقيب ووو في أمور كثيرة .
فذلة المطلوبة هي كفهم عند ذلك كله وتطبيق شرع الله عليهم .

تأملتها فوجدتها خارج ما نحن فيه .
لأن الداعي لم يقنط منهم ، ولم يدع بخسف الأرض بهم، ولا تسليط االبلاء = وإنما جوّز الدعاء عليهم بالذلة التي لا تكون إلا حين تبطق شريعة الله في الأرض = فالأثر في مجملة هو معنى :
اللهم يسر لهذه الأمر تحكيم شريعتك إذ حينها = يعز أهل الطاعة، ويذل أهل المعصية بتطبيق أحكامك عليهم التي شرعتها في كتابك .
ثم تأملت قوله: "فإنه حينئذ يرى نفسه واحداً منهم"فوجدته لا ينطبق على من يدعو بهذا الدعاء إذ ليس من أكلة الربا ولا الزناة والا اللوطية ولا قطاع الطريق والسراق والمرتشين وو..إلخ.


كلام ابن القيم واضح ولا يحتمل هذا اللّي. المواضع التي أبقيت من كلامي ولم تتعرض لها تغني عن إعادة الجواب. بالإضافة إلى ما أشار إليه القضاعي ، وإن كنت شخصياً اختار الدعاء للعصاة من أمة محمد بالهداية ، ولكن إن أراد الله أن يذلهم أو يكبتهم فهذا لله وحده ، أما أن ابتديء الدعاء عليهم بالذل ، فهذا أثر لا يتسق مع عموم النصوص من الكتاب والسنة ولا يمثل موقف الرسول (ص) من أمته. لا يهمني هذا الأثر وليس له عندي أدنى قيمة ، وذلك من جهة مخرجه ، فلو خرج من مشكاة النبوة لكان الأمر مختلف ، أما أن "تصر" - وها أنت مستمر لا يهدأ لك بال - على إقرار معنى الأثر ومراعاة ألفاظه فلا داعي له إن كنت تؤمن بأنه لا يستحق أن يعامل معاملة ما حقه التوقيف.
اما قولك :



فالأثر في مجملة هو معنى :
اللهم يسر لهذه الأمر تحكيم شريعتك إذ حينها = يعز أهل الطاعة، ويذل أهل المعصية بتطبيق أحكامك عليهم التي شرعتها في كتابك .


فليس في تطبيق الشرع على أحد من أمة محمد ذل ، بل عز ، مهما كان العاصي ، حتى وان اشتملت الأحكام على العقوبة والردع وقوة السلطان، والذلة لا تكون الا بابتغاء غير دين الإسلام كما قال عمر : من ابتغى العزة في غيره أذله الله ، وقال قبل ذلك: نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ، مع أن الإسلام مشتمل على ما يردع العاصي ومع أن قوله "قوم" مشتمل على العصاة - ففي الصحابة من عصى وأتى الكبائر.
أما مجرد كون المرء عاصياً فهذا لا يخرجه عن الإيمان الذي يدخله في عموم العزة الثابته له قطعاً بكتاب الله تعالى (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) ، ولفظ المؤمنين شامل لكل مؤمن من أمة محمد وإن كان عاصياً ، فالعزة ثابتة له ما دام من هذه الأمة ، وأما كون الذل واقع بهم بما عصوا ربهم فهذا لله وحده (يذل من يشاء ويعز من يشاء) ، وهو أمر مغيّب عنا ولايُشرع ولم يُشرع لنا طلب إلحاق الذل بعموم العصاة من أمة محمد. فأن نخترع هذا الدعاء الذي لم يُشرع ونندب إلى مراعاته وترداده والتحرج من نقده في ضوء النصوص المرفوعة والآثار المحفوظة فهذا عين التقليد المذموم.

عبد الرحمن السديس
2009-10-04, 12:38 PM
هذا انسياق مع الظواهر المادية وهو غير لائق بك .
فقد قال الحسن البصري رحمه الله : إن ذل البدعة على أكتافهم، وإن هَمْلَجَت بهم البغلات، وطقطقت بهم البراذين .
أسعدك الله وبارك فيك .
الذلة ليست معنى روحي معنوي فقط .
ألم تسمع قوله تعالى:{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ } وغيرها من النصوص .
وانظر مثلا المسلمين تحت حكم بعض الظلمة في بلاد المسلمين كيف هم ؟
أيقال: أهل السنة اليوم أعزة في تونس ؟


أخشى أن في هذا إملاء على الحكيم الخبير سبحانه وتعالى ..
كيف ؟!
"فالذلة المطلوبة" = يعني في دعاء الداعي بهذا الدعاء.
وعلى تقريرك هذا = كل أدعيتنا إملاء !


وهذا حصر لا دليل عليه , فمقياس الذل والعز لا يقاس بالأمور المادية ولا بالظواهر الدنيوية عند أهل الإيمان . والله أعلم ..
قد ذكرت لك دليلا،
وظهور هذا كاف، إلا إن أصريت على أن الذلة معنى روحي فقط =
فهذا إنكار للحس مع كونه مخالفا للنص.

عبد الرحمن السديس
2009-10-04, 12:56 PM
هذه هي المشكلة. لا زلت تنافح دون الأثر منافحة عارمة
كلام ابن القيم واضح ولا يحتمل هذا اللّي.




، أما أن "تصر" - وها أنت مستمر لا يهدأ لك بال


لا أدري لماذا تكرر أكثر من مرة مثل هذه التهم.
فإن كان كلام ابن القيم على ما تدعي واضحا = فهو عندي في غاية البعد .
وكلمة "واضح" " ولا يحتمل اللي" = ليس جوابا على كلامي المذكور، ولا قيمة له في ساحة الحوار.
ناقشت ما تذكر في كل مرة بعلم وحجة ثم في تأتي بتفريع..
وأبشر هدأ بالي واستراح ، وما لي ولضياع الوقت بلا جدوى .
هذا الدعاء الذي تدعي أن الإشكال متأصل فيه = سمعه عامة العلماء والفصحاء والبلغاء ويدوى به في الحرمين وغيرها من المنابر وفي الدورس من غير نكير يذكر ممن يوثق بعلمه.

عبدالله الشهري
2009-10-04, 10:34 PM
فإن كان كلام ابن القيم على ما تدعي واضحا = فهو عندي في غاية البعد .
أحسنت إذ قيدت بـ "عندي".

وكلمة "واضح" " ولا يحتمل اللي" = ليس جوابا على كلامي المذكور، ولا قيمة له في ساحة الحوار.
نعم ليس جواباً لأن كلام ابن القيم عندك في غاية البعد.

ناقشت ما تذكر في كل مرة بعلم وحجة ثم في تأتي بتفريع..
أي حجة وأي علم أيها الفاضل. أعرض الأثر على آيات الكتاب والسنة الصحيحة ، فلا أجد ما يشفع لمشروعيته إلا بتأويل متكلف ، ثم تسمي هذا تفريعاً وتسمي كلامك "علم وحجة" وكلما طالبناك بدليل صريح صحيح يؤكد مشروعية الدعاء المذكور عدلت إلى غرائب الاستنباط مع أن النصوص المتكاثرة من الكتاب والسنة واضحة قريبة تغنيك..أم هي مثل كلام ابن القيم في غاية البعد!.

وأبشر هدأ بالي واستراح ، وما لي ولضياع الوقت بلا جدوى .
والله يا شيخنا عبدالرحمن أنت تعلم كم استفدت من مواضيعك في غير هذا الموضع - بل حتى في هذا الموضع فقد حركتني للبحث والنظر - ولم أشعر بعدم الجدوى. ولكن يحصل إصرار خفي لا يسلم منه الغالب ، سواء أنا وأنت ، المهم أن نتعود مهارة عرض كل شيء على نصوص الكتاب والسنة ، حتى كلام الصحابي مع أنه حجة عند الجمهور بتفاصيله المعروفة يُرد إذا جاء بخلاف الدليل ، فما بالك بدعاء ابتكره عالم متأخر عنهم ، وووو...

هذا الدعاء الذي تدعي أن الإشكال متأصل فيه = سمعه عامة العلماء والفصحاء والبلغاء ويدوى به في الحرمين وغيرها من المنابر وفي الدورس من غير نكير يذكر ممن يوثق بعلمه.

ليس ادعائي فحسب ، وقد سمعت إمام الحرم الشيخ عبدالرحمن السديس ليلة سبع وعشرين من هذا العام غيّر هذا الدعاء وأمّن عليه كافة المسلمين ، وتكاثر اللذين اختاروا صيغة الهداية على صيغة الإذلال ، مما يدل على رغبتهم عن الأول وتفضيلهم غيره.

عبد الرحمن السديس
2009-10-05, 12:25 AM
أي حجة وأي علم
العلم والحجة مذكورة في كل مشاركة عقبت فيها على كلامك وكلام غيرك هنا.
ولعلك تعيد قراءة الموضوع من جديد وتتأمل ما كتب فيه فلعله يظهر لك شيء من ذلك.


أخي الفاضل وفقك الله وبارك فيك .
لم يكن عندي إشكال في مواصلة الحوار لو استمر سنة فكل منا يدلي بدلوه.
ولا شك أن فهمومنا مختلفة وأرى وأفهم ما لا ترى وترى وتفهم ما لا أرى.
ولكن أن ينتقل ذلك إلى مثل تلك العبارات التي تكررت في الموضوع منك ومن غيرك = فهذا الذي لا يشجع، وهذا الذي لا يجدي، أن تتكلف وتحاور وتبين وجه نظرك = ثم يقول محاروك عبارات نحو تلك = فأي فائدة ترجو من كلامك حينها؟!
لم يبق إلى أن يجرك إلى ما لا يحمد.
وقد أدلى كل بدلوه والحكم لطلبة العلم وللقراء .

التبريزي
2009-10-05, 12:28 AM
بارك الله فيكم، خلاف يسير، وأطلتم الجدل فيه!!
(اللهم أعز أهل الطاعات، واهد أهل المعاصي المقرين، وأذل أهل المعاصي المجاهرين)
وصلى الله على سيدنا محمد...

القضاعي
2009-10-05, 08:08 AM
الذلة ليست معنى روحي معنوي فقط .
ألم تسمع قوله تعالى:{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ } وغيرها من النصوص .
.
عفا الله عنك يا عبد الرحمن وكأنك فسرت النص بمجرد فهمك !
ولا يخفاك مغبة ذلك ومنه أن تحمل أوزار من يأخذ عنك إلى يوم القيامة !
والحق أن المؤمن لا يُذل الذلة الحسية إلا بسبب الذنوب والمعاصي .
وأما من كان على هدى فلا يُذل ولا يصح أن يسمى ذليلاً إلا لربه الجليل فاعلم .
ولو كلفت نفسك يا أخي بالرجوع لتفاسير العلماء كابن جرير وابن كثير وغيرها لوجدت أن تفسير الذلة في الأية :{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ } لا تخرج عن معنيين :
الأول : بمعنى القلة في العدد .
الثاني : بمعنى التذلل والانكسار لله رب العالمين وهو أحد ركنا العبادة .
وليس معنى { أذلة } المعنى الحسي للذل كما زعمت , وكأنهم كانوا في ذلة وصغار مع الكفار وحاشاهم !!
فالعبرة والمقياس هي المقياس الشرعي وليس المرئي هداك الله .
فالمؤمن الذي يُبتلى في ذات الله تعالى , لا يسمى حاله مع الصبر والثبات والاحتساب ذلة بل هي من أرفع مقامات العبودية وهو العزيز وغيره الذليل .
قال ابن القيم في الزاد : " ذلُّوا وانكسَروا، وخضعُوا، فاستوجبوا منه العِزَّ والنَّصْرَ، فإن خِلعة النصر إنما تكونُ مع ولاية الذُّلِّ والانكسارِ، قال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} [آل عمران: 123]، وقال: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُم شَيْئاً} [التوبة: 25]، فهو سبحانه إذا أراد أن يُعِزَّ عبدَه، ويجبُرَه، وينصُرَه، كسره أوَّلاً، ويكونُ جبرُه له ونصره، على مِقدار ذُلِّه وانكساره " . انتهى



وانظر مثلا المسلمين تحت حكم بعض الظلمة في بلاد المسلمين كيف هم ؟
أيقال: أهل السنة اليوم أعزة في تونس ؟

.
أهل السنة في تونس وفي غير تونس من كان منهم على استقامة وثبات حقيقي قائما بالأمر والنهي بما يستطيع وبلا إفراط ولا تفريط , فهو والله عزيز ولو كان وحده .
ولكن الرزية يا أخي فيمن يظن نفسه على هدى وهو في الحقيقة على هوى وليس على هدى , فهذا ذليل بسبب الخبر الجليل " الذلة والصغار على من خالف أمري " وقوله عليه الصلاة والسلام " ليس للمؤمن ان يذل نفسه " فهل بعد هذا النصح من نصح ؟
ولكن الجهل والهوى آفة المتدينة اليوم إلا من نجا جعلني الله وإياكم من الناجين والله الموفق وهو المستعان .


وعلى تقريرك هذا = كل أدعيتنا إملاء !
.
بل كل ما خرج عن المأثور هو مظنة الإعتداء في الدعاء ومنها مثل هذه الإملاءات وغيرها مما لا يخفاك كثير والله المستعان .



إن أصريت على أن الذلة معنى روحي فقط =
فهذا إنكار للحس مع كونه مخالفا للنص..
قولك هذا عفا الله عنك , قول من لم يفهم حقيقة الإيمان الممدوح والذي يعلو ولا يعلى عليه .
قال جل وعز { وَلَن يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً }
وقال سبحانه { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }
قال ابن القيم في الإغاثة :
فكثير من الناس يظن أن أهل الدين الحق فى الدنيا يكونون أذلاء مقهورين مغلوبين دائما، بخلاف من فارقهم إلى سبيل أخرى وطاعة أخرى، فلا يثق بوعد الله بنصر دينه وعباده، بل إما أن يجعل ذلك خاصا بطائفة دون طائفة، أو بزمان دون زمان أو يجعله معلقا بالمشيئة، وإن لم يصرح بها.
وهذا من عدم الوثوق بوعد الله تعالى، ومن سوء الفهم فى كتابه.
والله سبحانه قد بين فى كتابه أنه ناصر المؤمنين فى الدنيا والآخرة.
قال تعالى: {إنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ} [غافر: 51].
وقال تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} [المائدة: 56].
وقال تعالى: {إنَّ الّذِينَ يُحَادُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ فِى الأَذَلَّينَ * كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} [المجادلة: 20- 21] وهذا كثير فى القرآن.
وقد بين سبحانه فيه أن ما أصاب العبد من مصيبة، أو إدالة عدو، أو كسر، وغير ذلك فبذنوبه.
فبين سبحانه فى كتابه كلا المقدمتين، فإذا جمعت بينهما تبين لك حقيقة الأمر، وزال الإشكال بالكلية، واستغنيت عن تلك التكليفات الباردة، والتأويلات البعيدة.
فقرر سبحانه المقام الأول بوجوه من التقرير: منها ما تقدم.
ومنها: أنه ذم من يطلب النصر والعزة من غير المؤمنين، - ثم ذكر رحمه الله الآيات الدالة على ذلك - ثم قال ابن القيم : فأنكر على من طلب النصر من غير حزبه، وأخبر أن حزبه هم الغالبون ....أى من كان يريد العزة فليطلبها بطاعة الله من الكلم الطيب والعمل الصالح.
وقال تعالى: {هُوَ الّذِى أَرْسلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيظْهِرَهُ عَلَى الدِّينَ كُلِّهِ} [التوبة: 33، الفتح: 29، الصف: 9].
وقال تعالى للمؤمنين: {وَلَوْ قَاتَلَكمُ الّذِينَ كَفَرُوا لَولَّوا الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيا وَلا نَصِيراً * سُنَّةَ اللهِ الَّتِى قَدْ خَلَتْ مِنْ قبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاَ} [الفتح: 22- 23].
فهذا خطاب للمؤمنين الذين قاموا بحقائق الإيمان ظاهرا وباطنا.
وقال تعالى: {والْعَاقِبَةَ لِلْمتُقّيِنَ} [الأعراف: 128] وقال: {وَالْعَاقِبةُ لِلتَّقْوَى} [طه: 132].
والمراد: العاقبة فى الدنيا قبل الآخرة، لأنه ذكر ذلك عقيب قصة نوح، ونصره وصبره على قومه. فقال تعالى: {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أنْتَ وَلا قَوْمكَ مِنْ قَبْلِ هذَا فَاصْبِرْ إنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمتُقّينَ} [هود: 49].
أى عاقبة النصر لك ولمن معك، كما كانت لنوح عليه السلام ومن آمن معه - ثم بعد أن ذكر رحمه الله أن المقام الأول المسبب للذل هو طلب النصرة من غير الله وذلك بترك الإتباع المحض , ذكر رحمه الله المقام الثاني والذي هو الذنوب والمعاصي فقال رحمه الله :
وأما المقام الثانى: فقال تعالى فى قصة أُحُدٍ: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْها قُلْتُمْ أَنَّى هذَا؟ قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران: 165].
وقال تعالى: {إنَّ الّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا} [آل عمران: 155].
وقال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبمِاَ كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 30].
وقال: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فى الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِى عَمِلُوا لَعَلّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 41].
وقال: {وَإنَّا إذَا أَذَقْنَا الإنْسَانَ مِنّا رَحْمَةَ فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الإنْسَانَ كَفُورٌ} [الشورى: 48].
وقالَ: {وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهمْ سَيِّئَةٌ بما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إذَا هُمْ يَقْنَطُون} [الروم: 36].
وقال: {أَوْ يُوبِقْهُنَّ بمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: 34].
وقال: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنَ نَفُسِكَ} [النساء: 79].
ولهذا أمر الله سبحانه رسوله والمؤمنين باتباع ما أنزل إليهم، وهو طاعته، وهو المقدمة الأولى، وأمر بانتظار وعده، وهو المقدمة الثانية، وأمر بالاستغفار والصبر لأن العبد لا بد أن يحصل له نوع تقصير وسرف يزيله الاستغفار، ولا بد فى انتظار الوعد من الصبر، فبالاستغفار تتم الطاعة. وبالصبر يتم اليقين بالوعد. وقد جمع الله سبحانه بينهما فى قوله:
{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَق وَاستْغَفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحَ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِى وَالإبْكَارِ} [غافر: 55].
وقد ذكر الله سبحانه فى كتابه قصص الأنبياء وأتباعهم، وكيف نجاهم بالصبر والطاعة، ثم قال:
{لَقَدْ كانَ فِى قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأولِى الأَلْبَابِ} [يوسف: 111]. انتهى
ومن أحب الاستزادة فليراجع كامل البحث وهو في قدر عشرين صفحة من كتاب إغاثة اللهفان فإنه نفيس جد نفيس . والله الموفق

القضاعي
2009-10-05, 08:28 AM
فما بالك بدعاء ابتكره عالم متأخر


بل الثابت عن أهل العلم من السلف والخلف هذا اللفظ المستقيم " اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشيدا يعز فيه وليك، ويذل فيه عدوك، ويعمل فيه بطاعتك ورضاك " ولا إشكال فيه ألبتة عند من إلتزم بالنهي النبوي بألا يرمي مسلماً بالعدواة المطلقة لله تبارك وتعالى .والله الموفق

أمجد الفلسطيني
2009-10-05, 01:43 PM
عفا الله عنك يا عبد الرحمن وكأنك فسرت النص بمجرد فهمك !
ولا يخفاك مغبة ذلك ومنه أن تحمل أوزار من يأخذ عنك إلى يوم القيامة !


هذا الكلام لا يليق أخي القضاعي هداك الله ووفقك
لا مع الشيخ عبد الرحمن حفظه الله
ولا مع غيره
لأن قول المخالف محتمل والمسألة اجتهادية

ولم أر في كلام الشيخ عبد الرحمن _أنا وغيري_ تكلفا ولا ليا للنصوص ولا شيئا من هذا القبيل

/// وكلامه محتمل
وكلام من خالفه محتمل أيضا
فالمسألة اجتهادية محتملة للطرفين والأفهام فيها متفاوتة
وأحسب الجميع طالبا للحق

فالرفق الرفق واللين اللين في العبارات ومخاطبة الأفاضل
وجزاكم الله خيرا

عبد الرحمن السديس
2009-10-05, 01:58 PM
جزاك الله خيرا أخي الشيخ أمجد ، وكنت أرجو ولا زلت أن يركز المحاور على كلام صاحبه ويحرص على فهمه ويترك ما عدا ذلك .
الأخ القضاعي حسنا حاول أن تركز معي الآن:
كنتُ قد ذكرت لك أولا عن أهل المعاصي أن:
"الذلة ليست حاصلة لهم الآن بل كثير منهم من منعة ومنصب ويفعل ما يشاء من المنكرات بلا حسيب ولا رقيب "
فذكرتَ أن:
"هذا انسياق مع الظواهر المادية "
فقلت لك:
"الذلة ليست معنى روحي معنوي فقط .
ألم تسمع قوله تعالى:{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ } وغيرها من النصوص ."اهـ
فهذا النص يبين أن قولك لي: "انسياق مع الظواهر المادية" = غلط لأن الله تعالى ذكر الذلة بالمعنى الحسي أيضا، وهو قلة العدد والعُدد، فهل هو انسياق وراء الظواهر ؟!
وكنتَ قلتَ أيضا:
" فمقياس الذل والعز لا يقاس بالأمور المادية ولا بالظواهر الدنيوية عند أهل الإيمان "اهـ
وبينتُ أن دعواك هذه بإطلاق على أهل الإيمان ليست بصحيحة.
والقرآن اعتبر قلة عددهم وعدتهم = ذلة .
نأتي إلى المشاركة الأخيرة لأنها مبنية عليها فننظرها،
تقول:"والحق أن المؤمن لا يُذل الذلة الحسية إلا بسبب الذنوب والمعاصي .
وأما من كان على هدى فلا يُذل ولا يصح أن يسمى ذليلاً إلا لربه الجليل فاعلم"اهـ
ولو تأملتَ كلام المفسرين الذي أحلتني عليه لوجدت أن كلامك هذا غلط بيِّن.
ولتبين لك أن قلة العدد: معنى حسي لا معنوي.
ولتبين لك أن قول الطبري: "قليلون في غير منعة من الناس"
معنى حسي أيضا.
ولتبين لك أن الصواب: أن المؤمن لا يذل الذلة المعنوية إلا بسبب المعاصي.
وأما الذلة الحسية فقد يذل الإنسان على كل الأحوال.
وقولك: وليس معنى { أذلة } المعنى الحسي للذل كما زعمت , وكأنهم كانوا في ذلة وصغار مع الكفار وحاشاهم !!"
وهذا يدل على أنك لم تتصور معنى الذل الحسي، فنفيت ما نقلته بنفسك!
ولا أدري لم هجمت على هذا المعنى الذي لم أذكره أنا، ووجهته إليّ؟!
وإنما ذكرتُ لك أن الذل يكون حسيا ويكون معنويا !
ولو راجعت كتب اللغة لبان لك معنى الذل، وأن الذي تنفيه بقولك:
" المؤمن الذي يُبتلى في ذات الله تعالى , لا يسمى حاله مع الصبر والثبات والاحتساب ذلة بل هي من أرفع مقامات العبودية وهو العزيز وغيره الذليل."
غير منتف، وأن كونه ذليلا مقهورا مغلوبا، في يد الظلمة وحكمهم وقهرهم له = لا ينافي مكانه ومقامه عند خالقه.
بل لو تأملت الكلام الذي نقلتَه عن ابن القيم لوجدته يرد عليك بكل وضوح:
"فكثير من الناس يظن أن أهل الدين الحق فى الدنيا يكونون أذلاء مقهورين مغلوبين دائما."
فقد بين أن أهل الدين الحق قد يكونون أذلاء مقهورين مغلوبين لكن ليس ذلك دائما.
وهذا ظاهر جدا .
لكن من يظن أن ذلك يدوم على أهل الإيمان فقد ظن بالله ظن السوء، لأنه تعالى وعدهم بالنصر.
وهذا المعنى الذي ذكره ابن القيم رحمه الله، للذلة هو نريده بالدعاء على الفساق.
أعني: أن يكونوا: أذلاء مقهورين مغلوبين حتى ينزعوا عن المعاصي.
وستجد في كتب اللغة : ذل : إذا ضعف وهان،
وستجد: أن الذلة ضد العزة، والعزة: القوة والغلبة.
وضدها: الضعف والقهر.

أعود إلى ما هو أهم في الموضوع:
وهو أن أصل الدعاء على أهل المعاصي بالعموم لا إشكال فيه وقد دلت عليه نصوص كثيرة جدا.
ففي الصحيح لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وشارب الخمر ومن معه، والسارق ومغير منار الأرض والمتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات، ومن صبر البهمية، ومن آوى محدثا ومن لعن والده، والواشمة والواصلة والمتفلجة والنامصة وغيرهم من أصحاب الكبائر.
وقد قال ابن مسعود في الصحيح: "وما لي ألعن من لعن رسول الله (ص)".
فمن لعن هؤلاء على سبيل العموم فلا إشكال في فعله .
ومن دعاء عليهم بغير اللعن مما دونه = فلا إشكال أيضا في فعله من باب أولى.
قال العراقي في طرح التثريب: "الدعاء على أهل المعاصي ولعنهم من غير تعيين = لا خلاف في جوازه" .اهـ
واللعن أشد من الدعاء بالذل بلا إشكال.
فالدعاء عليهم بالذل وهو: أن يكونوا مقهورين مغلوبين ضعفاء = دعاء مشروع.
ومقهورين مغلوبين ضعفاء = بقهر أهل الإيمان لهم وتنفيذ ما شرع في حقهم من العقوبات الرادعة لهم ولأمثالهم من الفساق.

القضاعي
2009-10-05, 02:39 PM
- هل قلة العدد يساوى معنى الذلة والصغار هداك الله ؟!
- لماذا تركت المعنى الأخر لقولة { أذلة } أي متذللون منكسرون لله رب العالمين كما ذكره ابن القيم ؟!
- هل تظن أن يكون المؤمن الحق ظاهراً وباطناً في ذلة وصغار ولو في وقت من الأوقات حال كان قائم بالأمر والنهي مستغفر ممن يلم به من الذنوب ؟!
- ألا تعلم بأن الذلة والصغار إنما تكون بسبب مخالفة الشرع ولو بزعم نصرته ؟!
- لماذا يا أخي جعلت النزاع وكأنني أنفي أن يقع المسلم في الذلة , وحقيقة النزاع متى يكون المسلم ذليلاً !!؟
وفي هذا القدر كفاية وبصرني الله وإياك بما ينفعنا والحمد لله رب العالمين .

عبد الرحمن السديس
2009-10-05, 04:09 PM
- هل قلة العدد يساوى معنى الذلة والصغار هداك الله ؟!
آمين .
لا ، ولم أقل ذلك، وقلة العدد والعُدد في الآية معنى من معاني الذلة، وقد بينت لك سابقا.

-
- لماذا تركت المعنى الأخر لقولة { أذلة } أي متذللون منكسرون لله رب العالمين كما ذكره ابن القيم ؟!!
لأني أراه مرجوحا، ورأيت أكثر المفسرين لم يعرج عليه، ورأيت آية الأنفال التي نزلت في قصة بدر {وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُون َ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} = مفسرة لها .

- - هل تظن أن يكون المؤمن الحق ظاهراً وباطناً في ذلة وصغار ولو في وقت من الأوقات حال كان قائم بالأمر والنهي مستغفر ممن يلم به من الذنوب ؟!
نعم، بالمعنى السابق الذي بينته وهي: الذلة الحسية.


- ألا تعلم بأن الذلة والصغار إنما تكون بسبب مخالفة الشرع ولو بزعم نصرته ؟!
لا، لا علم لحصرك وجها، وقد بينت غلط هذه الدعوى، سابقا حين ذكرت معاني الذلة .
[quote=القضاعي;279264]- لماذا يا أخي جعلت النزاع وكأنني أنفي أن يقع المسلم في الذلة , وحقيقة النزاع متى يكون المسلم ذليلاً !!؟
إنما كنت أجيب على قدر ما تذكر من كلام، ثم إني الآن لا أرى في تقسيمك هذا كبير فرق.
فمن وقع في الفقر سمي فقيرا إلى أن يغتني، وكذا من وقع في الذلة سمي ذليلا إلى أن يعز، ومن وقع في الأسر فهو أسير إلى أن يطلق وهكذا.
وفي المشاركة التي قبل هذه كفاية، وهذه الأجوبة نافلة، أختم بها الموضوع .
والله أعلم .