أبو مالك العوضي
2007-01-22, 05:36 AM
أسماء الكتب المتشابهة وما تسببه من إشكالات
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على أفضل العرب والعجم، وعلى آله وأصحابه ذوي المكارم والمفاخر والهمم، ومن تبعهم بإحسان على طريق أمم.
أما بعد؛
فإن المتتبع لأسماء المدونات والتصانيف عند أهل العلم يجد التشابه بينها كثيرا جدا، والتماثل التام يوجد أحيانا، والتماثل الجزئي يوجد كثيرا.
وأحيانا يكون طولُ اسم الكتاب سببا داعيا لأهل العلم إلى ذكره باختصار؛ فيقع الالتباس والاشتباه أكثر، حتى إنه قد يقع لكثير من أهل العلم الاقتصارُ على كلمة واحدة من اسم الكتاب المحالِ عليه؛ فيبقى الناظر حائرا في الكتاب المقصود، ويحتاج إلى دقيق النظر ومراعاة قرائن الحال ومعرفة كتب هذا الفن، ومعرفة المؤلف ومصره، وشيوخه وثقافة عصره، إلى غير ذلك مما يحتاجه لتحديد المراد.
ولم أقف على تصنيف في هذا الباب على خَطَرِه، وإن كانت الإشارةُ إليه من أهل العلم في الجذاذات والمطايا كثيرة، ومواضعُ التنبيه عليه من أهل التحقيق والمتضلعين به غزيرة.
ومن العجيب في هذا الباب أن تجد المؤلف الواحد يضع أكثر من مصنف وينحله الاسم نفسه!
كما وقع للإمام جلال الدين السيوطي في كتابه (جمع الجوامع) الذي يطلق عليه (الجامع الكبير) وهو الكتاب الذي جمع فيه ما اطلع عليه من الأحاديث، فقد صنف السيوطي كتابا آخر أسماه (جمع الجوامع) أيضا، وهو متن شامل وجيز العبارة في النحو، وهو الذي شرحه بكتابه (همع الهوامع).
دعك من اختلاط هذا الكتاب بكتاب تقي الدين السبكي (جمع الجوامع) وهو من المتون المشهورة في أصول الفقه، وقد قلد السيوطيُّ السبكيَّ في تقديمه لهذا الكتاب بأن ذكر أنه جمعه من زهاء مائة مصنف، فاقتبس الاسم كما اقتبس المزية!.
ووقع للسيوطي أيضا تسمية كتابه (الأشباه والنظائر) في القواعد والضوابط الفقهية، مع أنه سمى كتابه في النحو (الأشباه والنظائر) أيضا!
وهناك كتب من هذا الباب ولكنها لا تكاد تشكل على أحد لما جرى عليه أهل العلم من الاصطلاح في التسمية، كالمسانيد المختلفة التي تنسب لمصنفها كمسند أحمد ومسند بقي بن مخلد ومسند الدارمي ومسند الشافعي ... إلخ.
وكذلك كتب السنن المختلفة كالسنن الأربعة وسنن البيهقي والدارقطني وسعيد بن منصور ... إلخ
فلا تكاد تجد من ينسب لهذه الكتب شيئا إلا ويضيف الاسم إلى المصنف وعلى ذلك جرى العمل، فارتفع الاشتباه.
ولكن الإشكال يحدث كثيرا حينما تقرأ مثلا (ذكره في الزاد) فلا تعرف هل يقصد زاد المستقنع، أو زاد المعاد، أو زاد المسلم، أو زاد المسافر ... إلخ
ولكن هذه الكتب في فنون مختلفة مما ييسر معرفة الكتاب المطلوب.
ولكن يزداد الأمر سوءا حينما يختصر المؤلف اسم الكتاب المحال عليه ويكون في بابه كثير من الكتب، بأن يقول مثلا: (ذكره في التحفة)، فلا تعرف أي تحفة من التحف يريد، ولعل عدد المصنفات المسماة بالتحفة بالعشرات إن لم تكن بالمئات!
أو يقول مثلا: (ذكره في الإنصاف) (نقله في الشرح) (قاله في الفتح) ... إلخ
ولهذه الأسباب كان من الأهمية بمكان لطالب العلم وللمحقق خاصة أن يكون منتبها لهذا الأمر، عارفا بالأسماء المتشابهة، محترزا من الزلل في الخلط بينها.
وقد أردت أن أشارك إخواني بهذه العجالة، لعل الله يفتح عليهم بما يفيدون به أخاهم الضعيف، فإن المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.
أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على أفضل العرب والعجم، وعلى آله وأصحابه ذوي المكارم والمفاخر والهمم، ومن تبعهم بإحسان على طريق أمم.
أما بعد؛
فإن المتتبع لأسماء المدونات والتصانيف عند أهل العلم يجد التشابه بينها كثيرا جدا، والتماثل التام يوجد أحيانا، والتماثل الجزئي يوجد كثيرا.
وأحيانا يكون طولُ اسم الكتاب سببا داعيا لأهل العلم إلى ذكره باختصار؛ فيقع الالتباس والاشتباه أكثر، حتى إنه قد يقع لكثير من أهل العلم الاقتصارُ على كلمة واحدة من اسم الكتاب المحالِ عليه؛ فيبقى الناظر حائرا في الكتاب المقصود، ويحتاج إلى دقيق النظر ومراعاة قرائن الحال ومعرفة كتب هذا الفن، ومعرفة المؤلف ومصره، وشيوخه وثقافة عصره، إلى غير ذلك مما يحتاجه لتحديد المراد.
ولم أقف على تصنيف في هذا الباب على خَطَرِه، وإن كانت الإشارةُ إليه من أهل العلم في الجذاذات والمطايا كثيرة، ومواضعُ التنبيه عليه من أهل التحقيق والمتضلعين به غزيرة.
ومن العجيب في هذا الباب أن تجد المؤلف الواحد يضع أكثر من مصنف وينحله الاسم نفسه!
كما وقع للإمام جلال الدين السيوطي في كتابه (جمع الجوامع) الذي يطلق عليه (الجامع الكبير) وهو الكتاب الذي جمع فيه ما اطلع عليه من الأحاديث، فقد صنف السيوطي كتابا آخر أسماه (جمع الجوامع) أيضا، وهو متن شامل وجيز العبارة في النحو، وهو الذي شرحه بكتابه (همع الهوامع).
دعك من اختلاط هذا الكتاب بكتاب تقي الدين السبكي (جمع الجوامع) وهو من المتون المشهورة في أصول الفقه، وقد قلد السيوطيُّ السبكيَّ في تقديمه لهذا الكتاب بأن ذكر أنه جمعه من زهاء مائة مصنف، فاقتبس الاسم كما اقتبس المزية!.
ووقع للسيوطي أيضا تسمية كتابه (الأشباه والنظائر) في القواعد والضوابط الفقهية، مع أنه سمى كتابه في النحو (الأشباه والنظائر) أيضا!
وهناك كتب من هذا الباب ولكنها لا تكاد تشكل على أحد لما جرى عليه أهل العلم من الاصطلاح في التسمية، كالمسانيد المختلفة التي تنسب لمصنفها كمسند أحمد ومسند بقي بن مخلد ومسند الدارمي ومسند الشافعي ... إلخ.
وكذلك كتب السنن المختلفة كالسنن الأربعة وسنن البيهقي والدارقطني وسعيد بن منصور ... إلخ
فلا تكاد تجد من ينسب لهذه الكتب شيئا إلا ويضيف الاسم إلى المصنف وعلى ذلك جرى العمل، فارتفع الاشتباه.
ولكن الإشكال يحدث كثيرا حينما تقرأ مثلا (ذكره في الزاد) فلا تعرف هل يقصد زاد المستقنع، أو زاد المعاد، أو زاد المسلم، أو زاد المسافر ... إلخ
ولكن هذه الكتب في فنون مختلفة مما ييسر معرفة الكتاب المطلوب.
ولكن يزداد الأمر سوءا حينما يختصر المؤلف اسم الكتاب المحال عليه ويكون في بابه كثير من الكتب، بأن يقول مثلا: (ذكره في التحفة)، فلا تعرف أي تحفة من التحف يريد، ولعل عدد المصنفات المسماة بالتحفة بالعشرات إن لم تكن بالمئات!
أو يقول مثلا: (ذكره في الإنصاف) (نقله في الشرح) (قاله في الفتح) ... إلخ
ولهذه الأسباب كان من الأهمية بمكان لطالب العلم وللمحقق خاصة أن يكون منتبها لهذا الأمر، عارفا بالأسماء المتشابهة، محترزا من الزلل في الخلط بينها.
وقد أردت أن أشارك إخواني بهذه العجالة، لعل الله يفتح عليهم بما يفيدون به أخاهم الضعيف، فإن المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه.
أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي