المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى محبي طول العمر ..... كيف تعيش جميع الدهر؟



أبو مالك العوضي
2007-01-22, 05:33 AM
إلى محبي طول العمر ..... كيف تعيش جميع الدهر؟

طول العمر أمنية كثير من الناس.

وهو أمنية الكافر والعاصي { يود أحدهم لو يعمر ألف سنة }، ولكنها لن تنفعه { قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم }.

ومع ذلك فطول العمر نعمة للمؤمن (( خيركم من طال عمره وحسن عمله )).

ولكن ذلك لا يكون إلا مع حفظ الحواس والجوارح، فقد جاء كراهية الرد إلى أرذل العمر.

والإنسان مهما طال عمره في هذه الحياة فهو محدود (( أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك )).

فإن أردت أن تزيد في عمرك فأمامك سبيلان:

الأول: أن تحصل أعمار الماضين إلى عمرك، بالاطلاع على آثارهم واقتفاء حكمتهم؛ لتضم عقولهم إلى عقلك؛


ومن وعى التاريخ في صدره ............. أضاف أعمارا إلى عمره

الثاني: أن تُحسِن في حياتك، فتُبْقِي جميل الأثر وحسن الذكر فيمن يأتي بعدك؛ كما قال إبراهيم عليه السلام: { واجعل لي لسان صدق في الآخرين }، وامتن الله على بعض أنبيائه بقوله: { وجعلنا لهم لسان صدق عليا }.

وهذا المعنى افتَضَّهُ ناصح الدين الأرجاني حيث قال:


إذا ما درَى الإنسانُ أخبارَ مَنْ مضَى ............. فتَحسَبُه قـد عاشَ في أوَّلِ الدَّهرِ
وتَحسَـبُه قـد عـاش آخِرَ دَهْرِه ............. إلى الحشْرِ إن أبقَى الجميلَ من الذِّكرِ
فقد عاش كُلَّ الدَّهرِ مَن عاش بَعضَهُ ............. كريمًا حليـمًا فاغتَنِمْ أَطْولَ العُمرِ

فإذا حققت هذين الأمرين فقد عشت الأبد، وعُمِّرْتَ الدهر كله!


أخوكم ومحبكم/
أبو مالك العوضي

أبو مالك العوضي
2007-01-22, 05:34 AM
في خطبة القاموس عن أهل اللغة:
... وأرادوا أن يعيشوا بعمر ثان بعد مشارفة الحِمام

وفي شرحه للشيخ مرتضى:
إشارة إلى أن من دام ذِكْرُه لم ينتقص عمرُه أنشد أَبو الحجاج القضاعي لابن السيد :
أخو العِلْمِ حَيٌّ خالدٌ بعدَ مَوتهِ ... وأوصالهُ تحتَ التُّرابِ رَميمُ
وذو الجَهْل مَيْتٌ وهو يمشي على الثَّرى ... يُعدُّ من الأحياءِ وهو عَديمُ

وأنشد شيخنا لأبي نصرٍ الميكاليّ وهو في اليتيمة :
وإذا الكريمُ مَضى وولَّى عُمْرهُ ... كفَلَ الثَّناءُ له بِعُمْرٍ ثانِ

أبو مالك العوضي
2007-01-22, 05:35 AM
قال ابن الأثير الجزري في < الكامل > في سياقة حديثه عن فوائد التأريخ:

(( ... فأما فوائدها الدنيوية: فمنها أن الإنسان لا يخفى أنه يحب البقاء، ويؤثر أن يكون في زمرة الأحياء: فيا ليت شعري أي فرق بين ما رآه أمس أو سمعه، وبين ما قرأه في الكتب المتضمنة أخبار الماضين وحوادث المتقدمين؟ فإذا طالعها فكأنه عاصرهم وإذا علمها فكأنه حاضرهم )).

وقد أشار إلى هذا المعنى أيضا أمير شعراء العصر الحديث (أحمد شوقي) فقال:

رُبَّ مَن سافَرَ في أَسفارِهِ ................. بِلَيالي الدَهرِ وَالأَيّامِ آبا
وَاِطلُبِ الخُلدَ وَرُمهُ مَنزِلاً ................. تَجِدِ الخُلدَ مِنَ التاريخِ بابا

طويلبة علم
2007-01-22, 06:20 AM
اللهم أحيينا مادامت الحياة خير لنا وأمتنا ما دامت المنية راحة لنا من كل شر، واقبضنا إليك مسلمين غير مفتونين.

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.

آل عامر
2007-01-22, 12:43 PM
أسأل الله أن يبارك لنا في العمل ،والعمر ، وأن يحسن لنا جميعا العاقبة .

عبدالله العلي
2007-01-23, 06:26 PM
شكر الله لك ياأبامالك

إمام الأندلس
2007-01-29, 08:15 PM
اللهم أحيينا مادامت الحياة خير لنا وأمتنا ما دامت المنية راحة لنا من كل شر، واقبضنا إليك مسلمين غير مفتونين.
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.
اللهم امين

أسماء
2008-02-04, 06:11 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ومع ذلك فطول العمر نعمة للمؤمن (( خيركم من طال عمره وحسن عمله )).
بارك الله فيك أخي الكريم أبو مالك العوضي
على هذا الموضوع القيم
جزاك الله كل خير

الهلالي
2009-08-24, 01:16 AM
مَن سرَّه ألاّ يموتَ فبالعُلا ... خلُدَ الرِّجالُ وبالفعالِ النابِهِ
ما ماتَ مَن حازَ الثّرى آثارَهُ ... واستولتِ الدّنيا على آدابِهِ
أمير الشّعراء شوقي

الحافظة
2009-08-25, 08:33 AM
موضوع قيم

... بارك الله فيكم وزادكم من فضله ...

عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها : ( أنه من أعطي من الرفق فقد أعطي حظه من الدنيا والأخرة وصلة الرحم وحسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار )

اللهم اجعلنا ممن طال عمره وحسن عمله وتوفنا وأنت راض عنا

أبو مالك العوضي
2010-11-28, 11:13 AM
للفائدة:
أهمية معرفة التاريخ لطالب العلم
http://www.alukah.net/Social/0/22133/

أبو عاصم البركاتي المصري
2010-11-28, 02:17 PM
ما شاء الله

يعقوب بن مطر العتيبي
2010-11-29, 06:35 PM
الأخ الفاضل المفيد (مفيد اهل السنّة !! ) أبا مالك العوضي ... بورك فيك ..
بعثت برسالتك هذه عبر مجموعتي البريدية المتواضعة ....
لا حرمَنا الله جميعا الأجر

أبو مالك العوضي
2011-12-11, 12:49 PM
قال الوزير ظهير الدين الروذراوري في ( ذيل تجارب الأمم ):

(( ... فإذا تأمل المرء سيرة الماضين من الأقوام، جنى مع تقارب الشهور والأيام، ثمرة ما غرسوه على تطاول الدهور والأعوام، وعلم علل الأحوال وفوائدها، وحيل الرجال ومكايدها، وعرف مبادي الأمور ومصايرها، وقاس عليها أشباهها ونظائرها، وعمل بأنفع ما حبي به من الفهم والعلم، وانتفع بأصواب ما عمل به في الحرب والسلم، وأقدم على المواطن التي يرتجى في أمثالها الظفر، وأحجم عن الأماكن التي يتوقى في أشكالها الحذر، وتسلى بمن تدرع الجلد عند حدوث النوائب، وتأسى بمن توقع الفرج حين ظهور العجائب، وذكر مصير العاقبة إذ أرخت يد الغفلة عنان أشره، ونظر بالبصيرة الثاقبة إذ غطى غرور الدنيا على بصره ... )).