مشاهدة النسخة كاملة : سلسلة:انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
طارق منينة
2009-08-15, 05:18 AM
طارق منينة (http://www.assabeel.net/ar/Default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd% 2fF7pkgJUE53N3pZngd29EpdkWuhhW 9UWJSIil2tm6jqOVPqUq4UuSYh2JQS YIZBmJqb7iTvM16kkjO8KQ9dyoD)
تعلمون ان الجابري صنع سلسلة في تاويل القرآن تاويلا علمانيا بدأه بكتاب مدخل الي القرآن وتعلمون ان المستشرق نولدكه كتب (تاريخ القرآن( وهو كتاب علماني لمحاولة المرور علي سور القرآن لتأويلها ايضا علمانيا وغيرهما فعل نفس الشيء
في هذه السلسلة احاول الرد علي جميع هؤلاء عرب واساتذتهم من الغرب
وهذا المقال الذي صدر اليوم في جريدة السبيل عرضت فيه بسرعة لو صح التعبير اسطورة سيد القمني واسطورة خليل عبد الكريم واسطورة طيب تيزيني واسطورة هشام جعيط والتي سطروها في مشاريعهم كمحاولة لضرب الاسلام ولكن هذه المرة عن طريق الطعن في النبي محمد نفسه والنبوة
الاخوة في الألوكة تعلمون ان المعركة كما يسميها العلمانيون انفسهم خطيرة وكبيرة وعلي مستوي عال من الاتقان والتحكم ولذلك هذه السلسلة
أسأل الله ان ييسر إتمامها حتي نهاية اخر سورة مكية !
(http://www.assabeel.net/ar/ArticlePrintPage.aspx?xyz=Qrrx Vt3TvzUjHS7j4fRnI3ZKS4tuodp4sP HufvaxkJACydukfaraJTeun5u7AGJs gf37HmqBaAMmzklAe%2fkbxT9h68j3 Y5VSHiHodpiJJbEZUyCwTR2D8A%3d% 3d) انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية (أساطير لحجب النبوة)
تاريخ النشر : 14/08/2009 - 09:35 م
لم تكن اتهامات قريش للرسول من أنه "انما يعلمه بشر" وان ما معه انما هو "أساطير الأولين" اتهامات (عقلانية) كما يزعم العلمانيون الماديون وانما كانت اتهامات طائشة لاعقل لها وهم يعلمون كذبها، فالعقلانية لم تكن منهج "الدهرية" التي يسميها شاكر النابلسي "الدهرية العلمانية"، والعجيب ان النابلسي وغيره مرة يقولون بان قريش كانت لا يعنيها الدين في شيء وانما مصالحها المادية فقط، ومرة يصفونها بالعقلانية والتنويرية، ومعلوم ان هذا نهج يهودي فهؤلاء يرجحون الدهرية على الاسلام كما رجح اليهود الوثنية عليه وقد نزل في هذا الشأن قرآنا يتلى!
ان نفس هذا الدافع النفسي لزعماء مكة هو نفسه الذي اشتعل في العقل العلماني الحديث كما اكتوى به الشعور الاستشراقي القديم واحترق به خياله، ما ادى الى إنتاج اساطير خائبة وسيناريوهات (الهوى) العلماني التي حجبت حقيقة القراءة القرآنية الرحمانية للكون والاعلان الالهي الذي جاءت به الايات الخمس الاولى من الوحي القرآني وما تلاها من تلاوات كانت اعظم الفتوحات للانسان في مجالات العلوم من "العلق" و"الفلق" الي"الآفاق والفلك" والتي شاهد الغرب آثارها واستفاد من نتائجها وغفل عن مصادرها الاصلية او كتم اصولها.
لقد كانت الاساطير الاستشرافية القديمة عدائية بصورة "ساذجة" وصارخة كما سيأتي عرضه في سياق الكلام عن أسباب اهمالها من قبل الاستشراق الجديد الذي يصفه جوزيف شاخت في كتابه تراث الاسلام (1-63) بالاستشراق العلماني.
ومعلوم ان الكنيسة في العصور الوسطي قد سقطت بفعل الحراك المعرفي الذي اشيع في ربوع الاندلس، بيد ان العلمانية تملكت زمام الامور فيما بدات الاساطير القديمة "الساذجة" تختفي رويدا رويدا الا بقايا لها أدخلتها الماكينة العلمانية المهيمنة والحديثة -من القرن التاسع عشر الميلادي في نشاطاتها الفكرية الخيالية والاسطورية في آن، والتي أنشات أساطيرها الخاصة تجاه "أصل الحياة" و"أصل الوحي" و"أصل الانسان"و"مصدر القرآن".
وظهرت الاساطير الكاذبة هذه المرة ضد النبي محمد في صور وضعية واكاديمية ظهر ذلك في كتابات عديدة، منها تاريخ القرآن لنولدكه وكتب واط ورودنسون وغيرهم. بيد ان الامر هنا يستدعي على عجالة عرضا مختصرا لما انتجته الذهنية العلمانية العربية (الاستشراقية كما سماها أحدهم وهو هادي العلوي) تجاه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ان فشلت كل المحاولات الاخرى لاختطاف الاسلام والتغطية على الحضارة المنبثقة من القرآن.
فبعد ان فشل العلمانيون العرب في ترويج مشاريعهم في مواضيع " الدولة في الاسلام" و"التراث والمعاصرة" ومحاولة احياء" الفرق الضالة" وتشويه " تاريخ الصحابة" ذهبوا يفتشون في الاساطير الاستشراقية والعلمانية بحثا عن "نتف" يقيمون بها مشاريعهم الجديدة، للطعن فيمن أنزل عليه القرأن وهو النبي محمد فوجدوا بغيتهم في اساطيرها والتي انطلقت هذه المرة من "المذهب المادي" القاصر في تفسير النبوة والوحي.
كان الاستاذ فهمي هويدي قد كشف عقم خيال أحد هؤلاء الماديين وهو سيد القمني في الزعم بان رسول الله كان يسعى الى تمكين ما أسماه بـ(الحزب الهاشمي) في الجزيرة العربية باعتبار انه "حلم اجداده!" (مقالة بعنوان "التعدد لا التعدي" الاهرام 23 مارس 1989). وأشار الاستاذ هويدي الي ان هذه الكتابات أخطر وأسوأ من رواية سلمان رشدي بعد ذلك كتب خليل عبدالكريم كتابه "قريش من القبيلة الى الدولة المركزية" ليجعل طموح النبي أكبر من حزب هاشمي ليكون في الاسطورية الجديدة "امبراطورية قرشية"! والشيء اللافت للنظر ان خليل عبدالكريم نفسه كتب كتابه "فترة التكوين" وقد رسم فيه سيناريو للرسول يناقض السيناريو الذي رسمه في كتابه "قريش من القبيلة"
ففي هذا الكتاب الاخير جعل من النبي شخصا يطمح الى الملك ويسعى في وعي كامل الى هدف تأسيس "امبراطورية قرشية" وفي كتابه الاخر (فترة التكوين) يجعله لا يعرف شيئا عن اي مخطط او هدف، بل هو في فترة التكوين لخليل عبد الكريم طيع خاضع بين يدي خديجة وورقة بن نوفل -بمساعدة قساوسة من بُعْد- ولمدة خمسة عشر عاما في دراسة لاهوتية من العشاء حتى الفجر حتى نحجت تجربة قساوسة التجريب والتصنيع في اخراج نبي اسطوري!! (كيف يجتمع في رأس مفكر-علماني- نقيضين بهذه الصورة الفاضحة –كل سيناريو في كتاب!-الا اذا كانت النفسية كما وصفها الله جل علاه) ولاتنسي ان هذا الرجل هاجم الفتوحات الاسلامية والشريعة الالهية والصحابة، وقام بالاستهزاء الممنهج المختلط بالطعن في النبي خصوصا في كتابه فترة التكوين.
اما الدكتور طيب تيزيني فقد سبق خليل عبدالكريم في اختراع اسطورة مصطنعة بجداره لجعل النبي خاضع عن طريق زوجته المأمورة من "تنظيم دولي" ينطلق من روما ويمر بالاسكندرية وله سيطرة فكرية على مكة والحجاز! ما أدي بتيزيني الي اطلاق "فاعلية تاريخية" لمحمد افرزتها الظروف المادية وقتذاك!
رصد تيزيني مشروعه المادي الجدلي من 12 مجلدا وهو مشروع "رؤية جديدة للفكر العربي.." ورصد لتسجيل أسطورته العلمانية عن النبي محمد الجزء الرابع منه وهو "مقدمات اولية في الاسلام المحمدي الباكر: نشأة وتأسيسا". كما صنع هشام جعيط المفكر التونسي اسطورته عن النبي في كتابه تاريخية الدعوة المحمدية، وفيه زعم ان الرسول كان يسافر الى سوريا للدراسة اللاهوتية مسلحا بلغات مختلفة عربية وسريانية ما نتج عنه القرآن الأولي بزعمه!
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7PJ4KYsz ZZvxl1nXQ9i7EMdAEjq7UiBjSUSShu CfmvXXMt%2bF99lHaM7GylVsDFaO3B XxUjDV01J93cCknq412LBjM988f9t0 QbQ1f%2fivkytw%3d
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2009/968/09-12-968.pdf
وقد بدات السلسلة من هنا
طارق منينة (http://www.assabeel.net/ar/Default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd% 2fF7pkgJUE53N3pZngd29EpdkWuhhW 9UWJSIil2tm6jqOVPqUq4UuSYh2JQS YIZBmJqb7iTvM16kkjO8KQ9dyoD)
(http://www.assabeel.net/ar/ArticlePrintPage.aspx?xyz=Qrrx Vt3TvzXDz34pXEpzAdbzxA2oNJI9eC jF9SB86E%2fkwKkGkvDawk4%2f3yBN CkP8PFcrJp5oNiwETkz8RYDhIj0tio a60Lw4b1SKwlOHCtPwM2CFeNskkA%3 d%3d) انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية «سورة العلق»
تاريخ النشر : 30/07/2009
اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ. خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ. اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ. الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ. عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ «العلق 1:5».
لقد جاء الوحي الالهي بهذه الكلمات الاولى القليلة، ليعلنها للناس في التوقيت نفسه الذي أُعطى فيه الرسول النبوة والكتاب، وهي بذلك تكون قد افتتحت طريقا جديدا لانقاذ البشرية مع بقية الوحي القرآني وتوجيهات الرسول محمد، ما انتج حضارة قيمة علمية بفضل الله ثم بالوعي الفريد الذي فهم به المسلمون اشارات القرآن ومغزى آياته وشرائعه.
هذه حقيقة يرفضها الغرب الذي أخذ مفاتيح هذه القراءة القرانية ونتائجها الحضارية وانتج بها جوانب من حضارته العلمية، الا انه غيّر من مسار كثير من القواعد العقلية والقيمية التي تعلمها من مراكز العلم في الاندلس وغيرها، وانطلق يخبط خبطاً عشوائياً بلا قيم صحيحة ولاتصور آمن في تعامله مع الكون والانسان واعلن تمرده على الدين كله. وكان الاسلام قد علّمه التمرد على خرافات الكهنوت وانحرافات اللاهوت واساطير الناسوت وطغيان الملك والجبروت وتحالفه مع الاقطاع، واعطاه في الحصص الاندلسية والدروس الصقلية مفاتيح علوم الكون وقواعدها المنهجية بل وعلوم العقل والاجتماع، لكنه ابى بعد ان استوى عوده وانتصر على الكنيسة ان يقبل ( أصل ومنشأ) الاصول التي تعلمها في بلاد صقلية والاندلس وغيرها من بلاد المسلمين، بل وصل الامر الى حد التنكر لمصدر افاقته العقلية والعلمية بل ومحركه الاول في الثورة على الكنيسة وكهنوته المقدس واستغلاله للانسان، وتراجع الى الارسطية والرومانية!
وللاسف فإن كثيرا من العلمانيين العرب تشابهت قلوبهم وعقولهم مع هذا الغرب وتنكر كثير منهم لفضل الاسلام على حضارة الغرب وعلى العالم ورموا الرسول بمفتريات ( شاكر النابلسي نموذجا في كتابيه (لو لم يظهر الاسلام) و(المال والهلال) )، بل راح بعضهم يكيل الاتهامات للاسلام نفسه بانه سبب الشقاء واساس البلاء مثل صادق جلال العظم في كتابه (نقد الفكر الديني) واخيرا في (ذهنية التحريم) و(ما بعد ذهنية التحريم)، وانه يجب التخلص منه بتجاوزه فيمكن الاحتفاظ به كفلكلور كما قال فؤاد زكريا (نموذجا مركزيا!)، والتحرر من نصوصه والتخلص من عقائده مثل ما قال نصر ابو زيد وكتابه (نقد النص) و(النص-السلطة-الحقيقة)، ومد نسبه الى الاسطورة وافرازات الوثنيات القديمة كما قال سيد القمني وكتابه (الاسطورة والتراث نموذجا)، واراحة الشرق والغرب من شرائعه وثوابته وعقائده بارجاعها الى مصادر اسطورية، وفضح ما اطلق عليه الاعيبها، الا انه يجب الاحتفاظ بالخيال الديني ولو كان وهما لانه لايمكن نفي الدين مطلقا (!!) كما قال محمد اركون وهاشم صالح، الا ان كلمات الله شاهدة بالحق والتاريخ يشهد بفرادة هذا الدين وانتاجه الحضاري العظيم.
لقد رفعت كلمات الوحي الاولى من قيمة الانسان وتبعتها ايات السور المكية والمدنية تعلن تكريم الله للانسان واعتباره خليفة في الارض وان الله منحه خواص نفسية وعقلية ومادية وروحية للبحث في سنن الله الكونية وقوانينه السماوية والارضية لتتسع مداركه في فهم الحكمة الالهية والاستفاده من ذلك في عمرانه الارض واجتماعه البشري وتطوره المادي والروحي.
لم تكن الايات الخمس الاولى هي المعنية فقط بالقراءة (اقرأ) وانما الوحي كله بدءاً من اللحظة التي جاء بها جبريل عليه السلام بهذه الايات الخمس مفتتحا بها مرحلة جديدة من تاريخ البشرية تتغير بها كافة العلاقات والانظمة وتنقلب بها كافة السلطات والاوضاع التي كانت سائدة وضاغطة على الانسان ومخيبة لطموحاته ومكبلة لعقله وروحه ومستعبده لانسانيته ومذلة لكرامته.
ذكر الله الانسان بالتكريم الاول وبصورة من صور طوره الاول "العلق" كما ربط ذلك بالعلم، ولذلك دعته الايات القرانية الى التفكر فيما سيقرأ من ايات وعلامات واعلانات وتشريعات ووعود! لم يكن النبي محمد كما اخبر الله عزوجل وهو الصادق في خبره الصادق في وعده يدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن الله عزوجل دعاه الى القراءة والاقراء والفهم والتفهيم والذكر والتذكير، فكرمه باشارات اولية الى كرامة خلق الله الانسان كمخلوق فريد يمكنه استخدم وسيلة القلم لتسجيل ملاحظاته الروحية والمادية والتعامل مع قضاء الله وسننه وامره وشرعه.
لقد أُمر رسول الله بأن يكون القارئ الاول للقران وأُعلم ان هذه القراءة قراءة تكريمية الهية مرتبطة بالعلم واداواته وطبيعة بحثه من العلق والذرة الى الفلك والمجرة، كما اتضح من القراءات التالية التي قرأها جبريل على النبي وقرأها النبي على الامة فكانت خير القراءات واعظم الفتوحات التي شاهد العالم نتائجها الروحية والمادية.
وفي التمهيد الى ذلك هدم القران كافة انواع الاساطير والخرافات التي احيطت بالكواكب والنجوم حتى نزع عنها الهابة البدائية التي رسختها حضارات الوثنية العالمية واثناء ذلك كان القران نفسه يدعو الى التعامل مع الكواكب والنجوم على انها مسخرة للانسان، فكان هدم اساطير الامم تمهيدا لنظرة جديدة للانسان والكون والطبيعة وسنن الله في الكون والتاريخ والاجتماع البشري.
وكما لم تمض الامور في مكة بلا اشواك اواطلاق اتهامات من قريش، فكذلك لما وجدت المسيحية الغربية واليهود سرعة انتشار الاسلام واخلاقه الآسرة واقبال الناس عليه؛ اطلقت اتهامات واخترعت اساطير استفادت منها العلمانية، فزادت عليها واخترعت اساطيرها عن الرسول والرسالة. وفيما ياتي سنعرض كيف حاول المستشرقون والعلمانيون تلفيق التهم ضد الرسول صلي الله عليه وسلم.
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7oHN4DC5 dWrj8p1qBGuwl0c8Gu6ITclcV6MEDw azl9sItxwTliWois4s8w8gYI9YbE%2 boWRfTKlMtXkjO5TYAW0NV4hEsxBgf 6w01M%2fmud%2fGU%3d
ابن الرومية
2009-08-15, 03:25 PM
متابع ....فتح الله عليك بفتوح العارفين
طارق منينة
2009-08-17, 09:04 AM
آمين فتح الله علينا وعليك بمفاتيح الخير ضد مفاتيح الشر المتواطئة
طارق منينة
2009-08-21, 04:23 AM
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية «سقوط أندري وجعيط»
طارق منينة-جريدة السبيل الاردنية
قراءات
تاريخ النشر 20/08/2009 -
لم يطلق هشام جعيط (من مواليد 1935)، والذي هو أحد أبرز مفكري الحداثة والتنوير في العالم العربي بحسب تعريف العلماني شاكر النابلسي في مقاله (زيتونة مباركة من ارض الحداثة)، اسطورته الطائشة ضد النبي محمد صلى الله عليه وسلم من انه تعلم لغات مختلفة في مكة ومنها اللغة السريانية (تاريخ الدعوة المحمدية ص 152-154)، ليتمكن كطالب من الدراسة اللاهوتية على يد قساوسة إفرائيم في سوريا يقول: "وقد يكون النبي استقر بالشام لمدد تطول أو تقصر، وتطول أكثر مما تقصر(...)، ذلك أن القرآن مفعم بمعرفة دقيقة للتراث المسيحي والتراث اليهودي، والمسيحي أكثر من اليهودي، وقد دلّل على ذلك "تور أندري"... لابد إذن من معرفة متسعة بهذا التراث غير متيسرة إطلاقا في الجزيرة العربية وفي مكة "(ص 150، 166-172).
كما يشير جعيط الى المشترك بين فلهاوزن وتور أندري وهيرشفيلد اليهودي الحاقد وبلاشير وماسون، من الزعم بتأثير المسيحية على الرسول ويقول: "وهم محقون في ذلك" (ص163 وص165). هنا يكشف جعيط عن مصدر معلوماته بل افتراءاته، فقد أخذ فكرة تأثير المسيحية عموما من هؤلاء، وتاثير السورية منها من تور أندري. لكن جعيط جعل لفكرة أندري مسارا آخر اختلقه هو، فـأندري قال ان المسيحية السورية ذهبت الى اسواق الحجاز، ومن خلالها اقتبس محمد وتأثر، لكن هشام جعيط وجد ان فكرة أندري في جعل الاسواق مصدر الوحي قد تكون هي اخر طلقة استشراقية يمكن ان تُطلق على الاسلام عن المصادر المزعومة، لا تتناسب مع تنوع المعلومات القرآنية ودقتها وسعتها، فما كان منه الا ان ذهب يخترع مسارا اخر لعله يسد خيبة الثغرة العلمانية المريبة المترددة في صدره، فاحتفظ بأصل فكرة أندري في مصدر التأثير الأولي -اي مسيحية سوريا وإفرائيم!! وعزل مؤقتا فكرة الاسواق ليجعلها فيما بعد ثانوية، فقال بعد أن فكر وقدر "من دون المسيحية الشرقية السورية لم يكن محمد ليظهر، والا فلا نرى كمؤرخين حلا للإشكال" (ص315)، وقال: "اذا المقام بالشام أمر ضروري" (ص151). يقول: "بالنسبة للمؤرخ الموضوعي لا يمكن الانفلات من اقرار هذا التأثير، وهو ليس بالتأثير السطحي وانما العميق المستبطن بقوة، وإلا عاد محمد غير ممكن في بلده وفي زمانه أو وجب على المؤرخ الاذعان والاقرار بألوهية القران مبدئيا ونهائيا والتوقف عن كل بحث" (ص 164)!
فإما الايمان بالوحي واما اختلاق الوقائع وتصديق الاستشراق الجاهل وصناعة خيال المضاهاة القائم على شرف جار من تخرصات الهوى، وإمعانا في عدم الرضا لتمكن الريب ومحاولة لخلق مزيد من الخرافة الحديثة عن الاسلام للتخلص منه، يقول لـتور أندري لماذا هذا البخل على محمد بالتعلم في سوريا وبصورة مباشرة لا عن طريق اسواق!! ألأنه امي ام لأنه لا يمكن أن يرقي الى درجة معرفة اللاهوت المسيحي" بنفسه وبترجمة ذاتية!!!(انظر ص 151). وقال: "ان أندري لا يجسر أن يقرّ بتأثير واضح مباشر من المسيحية الشرقية علي القرآن" (ص 164). ومع ان جعيط قال ان هذا التأثيرالسوري "جد دقيق ودقيق جدا" (ص 174) وانه حدث "ببراعة فائقة" (ص 176)، قال ايضا مناقضا نفسه: "ان التأثير المباشر السوري ايضا يدخل في مجال التخمينات والافتراضات، وليس لنا اي شاهد على ذلك" (ص 174). وهنا كفانا جعيط عناء الرد عليه، فهو لم يأت بدليل على الزعم بتعلم الرسول لغات اجنبية، فضلا عن العربية، من مكة الا بإشارة سطرها على استحياء الى ان استاذ اللغات المكي هو غلام اعجمي، ثم قال انه كائنا من يكون المعلم المهم انه قد حدث تعلم!!!! (انظر ص 154) وكأنه يمكن لغلام يعمل في الحدادة تعليم لغات تؤهل لترجمة كتب مقدسة فيها من المصطلحات المعقدة ما فيها! ولم يقدم على صحة اسطورته الا اقتباسات اقتبسها هو من مخيال المستشرق أندري العلماني و"كيفية" علمانية من جرأة فارغة غارفة في صناعة الأساطير! فهل يا ترى هذه (الكيفية العلمانية) التي يتحدانا جابر عصفور بها هي آخر علميات العقلانية التنويريه العربية وعلى لسان كبارها وروادها -رواد النهضة!- بحيث يمكن القول ان هذه الاساطير العلمانية الملفقة من أفواهها الفارغة الموسومة بالرهق والريب، قادرة على إطفاء نور الحقيقة، ام ان الامر كما عرضه الوحي " بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ "(ق : 5) " وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ "(التوبة 45)ان موريس بوكاي يكشف هذا الدجل العلماني الممسوس بالأغاليط الاستشراقية، فيقول في كتابه (أصل الانسان) "أما بالنسبة للقرآن الكريم، فإن أفكارا مغلوطة وخاطئة كانت تتداول في بلادنا لمدة طويلة ولما تزل كذلك بصدد مضمونه وتاريخه، ومن الضروري جدا أن نستبق الامور بعرض المعطيات التي يعبر بها عن الانسان...لا جرم بأن الثوابت المتعلقة بالإنسان والمستخرجة من آياته ستدهش غيري كما أدهشتني عندما اكتشفتها، فإن القرآن الكريم يتضمن في آياته المتعلقة بالانسان أشياء مذهلة، وبالتالى يصعب علي الفكر البشري تفسير وجودها في العصر الذي أبلغ فيه للناس، ونحن نعلم مدي مداركهم في ذلك العهد. وعندما نلاحظ بأن تطابقات ذات معنى كبير بين معطيات علمية مثبتة حكما وبين كتاب سماوي، يصبح من الضروري تمحيص الأحكام المتسرعة التي أخذت بعين الاعتبار تصورات مجردة أكثر منها وقائع" (ص13).
لنترك له الكلام عن (العلق) في القرآن بما يدحض الخيالات العلمانية.
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7TS5ZVzt dB7JGPAhZCbD97hgMBWsMGG8vuAhbF KHtNOdq%2fnHOsRlx2k%2b14Mxix3c 6I2XsW1xZ5v7eTr6A%2bOkd8PK3BU9 wWSJd54pBnYBVtUA%3d
[/URL]
او من هنا ص11
[URL]http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2009/974/09-12-974.pdf (http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7TS5ZVzt dB7JGPAhZCbD97hgMBWsMGG8vuAhbF KHtNOdq%2fnHOsRlx2k%2b14Mxix3c 6I2XsW1xZ5v7eTr6A%2bOkd8PK3BU9 wWSJd54pBnYBVtUA%3d)
ابن الرومية
2009-08-21, 03:53 PM
فهل يا ترى هذه (الكيفية العلمانية) التي يتحدانا جابر عصفور بها هي آخر علميات العقلانية التنويريه العربية وعلى لسان كبارها وروادها
ما قرأته مؤخرا من نفايات الاستشراق و التي تلقفتها كتلقف الموضة جماعات الحداثيين و الملاحدة كصاحب كتاب الحزب الهاشمي و صاحب كتاب مقدمة في التاريخ الآخر..انطلاقا.م الزعم الذي أطلقه هيربرت إليغ عن الزمن الشبح بأن هناك ثلاث قرون ممسوحة من تاريخ البشرية ..مسحتها الدولتين الأموية و البيزنطية على اتفاق بينهما و ان النبي صلى الله عليه و سلم هو آريوس نفسه و انه قس مسيحي ..الخ أساطيرهم يجعلك تصدق فعلا ان هؤلاء لم يكفروا لشك او لبحث عن الحق
طارق منينة
2009-08-26, 10:23 PM
نعم اخي ابن الرومية لقد انتشرت خرافاتهم وشائعاتهم الملفقة وسرت في القرون واضلت خلقا كثيرا وجبلا عظيما وقرونا طوالا يتحمل وزرها من ياكلون اموال الناس بالباطل ممن سيطروا ويسيطرون`علي ارواح البشر في الغرب -قديما وحديثا
ويتحمل علمانيو العرب قسطا من هذه الاثام وتضليل البشرية فقد وصلت كتاباتهم مترجمة الي الغرب وسوقتها الاله الاعلامية الغربية صحافة وتلفزيون وندوات حتي انهم يحضرون في المكتبات العامة للقاء الجمهور وقد قابلت منهم فيها صادق العظم ونصر ابو زيد وحسن حنفي ومحمد اركون وغيرهم هذا فضلا عن اضلالهم للمسيحيين العرب فكتاباتهم منتشرة في مواقعهم بل ويحتجون بهم في المحاورات هنا وهناك
حسبنا الله ونعم الوكيل وحتي ضلالاتهم يؤمن بها ويلوكها واحد مثل خالد يوسف المخرج المصري الذي اغرق السينما المصرية بافلام التعرية والفحش الخطير جدا ويفلسف هذا بنفس تعليلاتهم
طارق منينة
2009-08-28, 02:08 AM
طارق منينة (http://www.assabeel.net/ar/Default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd% 2fF7pkgJUE53N3pZngd29EpdkWuhhW 9UWJSIil2tm6jqOVPqUq4UuSYh2JQS YIZBmJqb7iTvM16kkjO8KQ9dyoD)
قراءات
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية (مُعْطَى «العلق»)
تاريخ النشر : 27/08/2009 - 08:36 م
بعد ان عرضنا بعض أساطير من يسميهم ابراهيم العجلوني "الصنائع"، ويسمون "عبيد الفكر الغربي" يمكننا ان نسأل: هل تصمد هذه الاساطير والسيناريوهات الضالة التي كوّنها "الخيال الاستشراقي" ومن بعده وريثه "الخيال العلماني" أمام الالفاظ القرانية البالغة من الدقة منتهاها ومن البلاغة مبتغاها والتي تصف أدق الصور والمشاهد والاطوار لأشد العمليات لطافة ودقة في نشأة الإنسان، خصوصا فيما يخص عملية تخليق الجنين داخل الرحم أو قراره المكين كما وصفه القران.
هذا فضلا عن أكبر المشاهد الكونية وأدقها ان علينا ان نقترب من غرضنا أكثر ونسأل: ماذا عن اول كلمة طلب نبي الله جبريل من الرسول محمد ان يقرأ بعد القراءة باسم الله –وذلك عند لحظة اعلامه بإختياره رسولا- ان الإجابة هي: "خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ" والسؤال الاكثر اهمية هو: هل عاد الوحي لعرض هذه القضية الكونية والوجودية والانسانية والعلمية والجنينية التخليقية لو صح التعبير في سياق اوسع من أطوار التخليق الاعجازية الشديدة اللطف والدقة والتي أدهشت كثيرا من علماء المختبرات العلمية الحديثة الذين اطلعوا على وصف مراحل وأطوار نمو الجنين في القرآن ما جعلهم يسطرون بأقلامهم ما يثبت صلة الوحي القراني بمصدره الاصلي والاصيل وهو الاله القيوم جل شأنه الذي اخبر عن نفسه فقال: "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ"
ولنتابع مانزل من الوحي فيما يخص مرحلة تعلق (العلق) في الرحم علينا أن نقرأ من سورة "المؤمنون "وهي سورة مكية: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (١٣) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (١٤)، ثم نقرا في سورة غافر وهي مكية ايضا "هوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا"(67) ثم نقرأ من سورة القيامة وهي مكية ايضا قوله تعالى "أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (٣٦) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (٣٧) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (٣٨) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى" ومن سورة الحج نقرأ -وهي مدنية-: "إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ" الاية 5. يقول الدكتور موريس بوكاي العالم والطبيب الفرنسي المسلم: "ان وصف مراحل تطور الجنين كما هو في القران يتجاوب مع كل ما نعرفه اليوم عن ذلك، وهو لا يحتوي اية عبارة ينتقدها العلم الحديث" من كتابه التوراة والانجيل و القرآن والعلم ص 243. ان هذه العبارات هي "عبارات محددة لا يشوب اي معلوم منها شائبة البطلان. فكل شيء معبر عنه بعبارات بسيطة سهلة الفهم وشديدة الاتفاق مع ما سيكشفه العلم بعد ظهوره بزمن طويل" (ص 237).
هذا وقد نزل القران في زمن الاخيلة الوثنية بتعبير بوكاي والتي لو قارنا معارفها التي كانت منتشرة زمن النبوة لتأكد لنا أن أناس ذلك الزمان كانوا بعيدين عن ان تكون لديهم رؤى شبيهه بتلك التي عرضت من القرآن حول هذه المسائل، والواقع اننا ما توصلنا الى الحصول على رؤية واضحة تقريبا في هذه المسائل الا في بحر القرن التاسع عشر (انظر ص 244، 236).
ولقد تمكنت الاوهام والخرافات من القرون الوسطى الاوروبية وبعدها ايضا بقرون اخرى حتى توصل الانسان الى الحقيقة المصورة في القرآن أعظم تصوير، ولكن هذه المرة تحت المجهر الذي أخبر منزل القرآن أنه سيريهم إياها "وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَ ا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (النمل 93)" سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (فصلت 53) وهي الآيات التي اخفى المستشرق "نولدكه" وتوابعه حقائقها المنزلة وراح يرمي القران في كتابه (تاريخ القرآن) باتهامات شتى كما في كتاب "مدخل الى القران" وأقسامه التابعة.
أما موريس بوكاي فيقول عن هذه الآيات بعد اطلاعه العلمي عليها: "لقد أدهشتني في البداية هذه الصورة العلمية الخاصة بالقرآن الي حد بعيد؛ لأني لم أكن أظن ابدا انه يمكن حتي هذا الزمان أن نكتشف في نص مكتوب منذ أكثر من ثلاثة عشر قرنا عددا من اليقينيات المتصلة بموضوعات شديدة التنوع ومتقفة تماما مع المعارف العلمية الحديثة ولم يكن لدي في البدء أي إيمان بالاسلام، وقد بدأت هذا الاختبار للنصوص بموضوعية كاملة وبفكر متحرر من كل حكم مسبق...
لقد أدهشتني دقة بعض تفاصيل الكتاب المندرجة في النص الأصلي بسبب توافقها مع أحدث مفاهيمنا اليوم ولا يمكن لإنسان في عصر محمد أن تكون له عنها أية فكرة...
والذي يدهش فكر من يواجه مثل هذا النص هو غزارة الموضوعات المطروحة مثل الخلق والفلك وعرض بعض الموضوعات المطروحة الخاصة بالارض وجنس الحيوان والنبات وتكاثر الإنسان تلك الأمور التي نجد عنها في التوراة دون نص القرآن أخطاء علمية كبيرة تحملني علي التساؤل إذا كان كاتب القرآن بشرا فكيف أمكنه في القرن السابع الميلادي كتابة ما يثبت أنه اليوم متفق مع المعارف العلمية الحديثة؟" ص148-149
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7gY%2f0M 4EexqGWxqMe5dgsufGcecRW0Y5%2bB b%2fPkHWfkFAH%2bK0tM8gFspSGPni Z7UP7yQX8FYp22wBZEiXxQQTnuUWPN ptRxJbapbjjeX5QCPA%3d
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2009/981/09-12-981.pdf
طارق منينة
2009-09-04, 02:06 AM
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
(بيننا وبينكم «المُخْتَبَر»)
تاريخ النشر : 04/09/2009 -
لن نخوض مع المستشرق العلماني الألماني تيودور نولدكه (1836-1930) في تخميناته حول التسلسل التاريخي لنزول سور القرآن، كما لن نخوض معه في تشكيكه في موقع “الآيات الاولى من سورة العلق" من ترتيب نزول القرآن في محاولة ماكرة لزحزحة موقعها الاصلي من التنزيل!!! "ما إذا كانت الآيات 1-5 من سورة العلق 96 بالفعل أول ما نزل من القرآن فمسألة لا يمكن حسمها حتى لو نسبت لهذه الآيات أهمية أساسية في قصة الوحي بسبب حثها الشديد على القراءة، فان النص لا يتضمن ما يدعم التقدير التاريخي الذي يأتي به التراث"!( تاريخ القرآن ص75).
لاحظ ان نولدكه هنا يعرف أهمية بدء الوحي القرآني بلفظ "اقرأ"! ولذلك يشكك في أن تكون الآيات 1-5 من سورة العلق هي أول ما نزل! وذلك حتى لا يكون الاسلام هو المحرك للقراءة في الحضارة التي انتجها بالسنن التي أخضعها!! ومع ذلك فهو من قال "سورة العلق أقدم ما في القرآن، وأنها تتضمن أول دعوة تلقاها محمد للنبوة"!(ص71) وأقول انه حتى لو كانت آيات "القراءة" و"القلم" و"العلق" الأولى من آخر ما نزل -والامر بالطبع ليس كذلك- فان آخر ما نزل كان ما يزال في القرن السابع الميلادي، ولم يكن أحد لا في هذا القرن ولا قبله ولا بعده لقرون عديدة -حتى عصرنا- قد توصل الى الحقائق العلمية التي جاء بها القرآن في المجالات المختلفة فمن هو المصدر؟!
ويكفي ان نحكي هنا على سبيل الترويح عن النفس قول ارسطو بان الجنين يتكون من دم الحيض، كما ان علماء التشريح من غير المسلمين اتبعوه في هذا كما يقول البروفيسور مارشال جونسون وظل هذا الاعتقاد رائجا حتى اختراع المجهر في القرن السابع عشر، بل حتى زمن الاكتشافات التالية للحيوان المنوي والبييضة كما قال البروفيسور جورنكي. وبينما سادت هذه الفكرة عند جميع الأطباء الى ما بعد اكتشاف المجهر، كان علماء المسلمين يرفضونها. وبعد اكتشاف الميكروسكوب كانوا في الغرب يعتقدون ان الانسان يكون مخلوقا خلقا تاما في الحوين المنوي في صورة "قزم"، اي انهم –يقول جورنكي- لم يعرفوا ان خلق الانسان في رحم الام يمر بأطوار مختلفة الخلق والصورة وهي الحقيقة التي قررت في القرآن والسنة قبل ذلك بقرون!
وأنا هنا أسأل أليست هذه معطيات عصرية ذات أهمية لمن يدعون التنوير!! أم أن عملية الحجب والعزل والإخفاء التي يتقن العلمانيون فنها لا تترك مكانا للصدق العلمي؟ وقد فوجئ العلماء بها تتكشف أمامهم رويدا رويدا في مختبراتهم وخلف مجاهيرهم وشاشاتهم! وفي ذلك يقول البروفيسور كيث مور: "ومعرفة هذه الحقائق الى ما قبل القرنين الأخيرين كانت مستحيلة فضلا عن استحالتها قبل 1400عام".
فأين نجد هنا ”المعهود المعرفي" الاسطوري لعصر الرسول الذي يزعمون انه شكّل الوحي وأفرزه وشكله (في نظرية الكون والتكوين العلمانية)!؟
ان السؤال العلمي الذي لم يسأله العلمانيون هو ما سأله موريس بوكاي: "إذا كان كاتب القرآن بشرا فكيف أمكنه في القرن السابع الميلادي كتابة ما يثبت أنه اليوم متفق مع المعارف العلمية الحديثة ؟ ليس من سبب خاص للتفكير بأن ساكنا لشبه الجزيرة العربية أمكن له، في الوقت الذي كان يحكم فيه في فرنسا الملك داجوبير، ثقافة علمية سابقة على قرننا الحاضر في بعض الموضوعات بعشرات القرون (ص149) وهي امور -يقول - تجعل من المستحيل على رجل في عصر محمد صلى الله عليه وسلم ان يكتبه. وبالنظر الى حال المعارف في عصر محمد صلى الله عليه وسلم لا نستطيع أن نفهم بأن كثير من الأخبار القرآنية التي لها سمة علمية يمكن أن تكون عمل إنسان، ولذلك فإن المشروع ليس بأن يعتبر القرآن تعبيرا للوحي فقط، بل أن يعطى مركزا ممتازا لما يتمتع به من الأصالة الفريدة ولوجود أخبار علمية لديه ظهرت كتحد "(ص 290-294).
اما نولدكه فيقول إن محمد لم يتعد اسلوب الكهان في تقديم اقوالهم بواسطة اقسام احتفالية بالظواهر الطبيعية مثل الليل والنهار والشمس والقمر والنحوم (انظر ص69)، ونلاحظ هنا أيضا حوّل نولدكه أعظم الإشارات العلمية الدقيقة لظواهر الكون والتي على اساسها صنع المسلمون حضارة الى ألفاظ كهان والسبب الايقاع القصير! أوليس من الاعجاز أيها الفيلولوجيون –الفيلولوجيا :علم اللغة (الغربي) استعمله نولدكه! - أن يضع لكم في الالفاظ القصيرة ما تعجز عنه القرون الطويلة!؟
وكعادة المستشرقين والعلمانيين يقول نولدكه ايضا مشوشا على الوحي: "إن الدين الذي قدر له أن يهز العالم كله انصهر في وجدان محمد من مواد مختلفة!! (ص19). فهل يمكن لهذه المواد المزعومة أو لما سماه نولدكه "الصوت الداخلي" الصادر بزعمه (عن المخيلة المنفعلة وموحيات الشعور المباشرة" ان يصل الى معلومات غاية في الدقة والعلمية كما في مسالة أطوار الجنين، كما وصف القرآن اذا فلماذا تخلفت عن القرون لما قبل وبعد التنزيل!؟
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7WQPKDMe PCR%2bMKunkkpQnuPLuBaqmEowzSAC QVWv%2ffD0RQcp%2ba6L4vKpOC9Xiz KHVxiQvbxhNIFT4G2Me9TvCMvd5WoJ RuYUgOK5tbeDKsW0%3d
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2009/988/09-12-988.pdf
طارق منينة
2009-09-04, 03:11 AM
والنص في الجريدة الورقية ص11 من هنا
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2009/988/09-12-988.pdf
ابن الرومية
2009-09-04, 04:05 AM
"إن الدين الذي قدر له أن يهز العالم كله انصهر في وجدان محمد من مواد مختلفة!!
مواد مختلفة....تحقيق ما عليه اليهود و النصارى من مقولة تستدعي قراءة و تمحيص عشرات المصادر التوراتية والتلمودية و الانجيلية بصحفها المقبولة و المرفوضة او الأبوغريفا...ثم الاطلاع و تحقيق الحقيقي من الكزيف من نظريات اليونان و الهنود و الفرس و حتى الصينيين ...في مختلف العلوم من علم الاجتماع الذي لم يولد بعد الى الطب الى سياسة الأمم الى النقد التاريخي الى تأسيس نظريات المعرفة الى علم النفس الى علم الفلك ....ثم تأسيس نظام شامل كامل يقوم بحضارة مليونية من البشر لقرون متتالية نظام قانوني و ادراي و اجتماعي و أخلاقي ذو مرجعية محكمة و ميكانيزمات مرنة و شديدة الفعالية و يملك عناصر استمراره في ذاته...بل و نقد نفسه بصرامة و تجديد نفسه و التكيف مع المستجدات كالنخلة دون ان يفقد ماهيته ....لما رأوا كل هذا حاولوا نفي أميته...فلم يكفي لتبرير هذا الكم الهائل...فقاموا بزيادة سفراته الى الشام بل و الى اليمن و العراق فلم يكفي...فقاموا باختراع معلمين قبل البعثة و بعد البعثة من ورقة الى سلمان الى الحارث بن كلدة...فلم يكفي...فقاموا بالتلميح الى انه كانت مؤامرة بين جميع القبائبل العربية و اليهودية مثلوا فيها دور العدو للنبي صلىة الله عليه و سلم ثم قاموا بتأليف كل منجزات النبوة معا...و لم يكفي...اذ ادركوا ان مثل كل هذه الأمواج من المعارف و القدرات و الطاقات لا يقدر على نسجها حتى الدول العظيمة و تلقينها للناس و اخفاء آثار المؤامرة..فلجؤوا أخيرا الى الباقعة الفاضحة التي تضحك عليهم الثكلى ...فقالوا ان كل القرون الثلاثة بأهله و رواياته و نقله و تجاراته و مدنه و حروبه و سلامه و شعره و نزهاته و أفراحه و أمراضه و أوبئته و شفاءه و معارفه و شخصياته .....انما كانت اختراعا و توضيبا و تاريخا مكتوبا محته الدول المسيطرة آنذاك من عقول الناس و أبدلته بتاريخ جديد في ذاكرتهم و أحكمت نسجه حتى لا يكاد يبدو فيه أي تناقض و لم يثر شبهة أحد و أخرجتا القرآن و الفتاه من مئات المصادر السريانية و اليونيانية و العربية القديمة..كأن الدولتين نومت الناس نومة أصحاب الكهف وأيقظتهم ايقاظ امير رواية كلدرون... و ما يضحكك كيف يتقبلها عقل عربي لمجرد التقليد...في عصر سلط علينا فيه الذل الفكري و الانهزامية المعرفية و التخلف الأخلاقي...أكمل بارك الله فيك أستاذي طارق أكمل سددك الله و حماك و ايانا من شرور أنفسنا
ابن الرومية
2009-09-04, 04:13 AM
سبحان الله أستاذي...أتطرق فكرك نفس الآية التي طرقت فكري الآن و أنا أتفكر في مجهوداتهم و كيف أعجزهم تفسير كيف أتى مثل هذا القرآن ؟؟ و لكأني أسمعها اول مرة..".قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا" الجن و الانس و ليس فقط دولتا بيزنطة و بني أمية...
طارق منينة
2009-09-04, 06:27 AM
يالله ياخي ابن الرومية بل انت استاذنا وهكذا فان كلماتك هذه الكبيرة والعظيمة والخبيرة باحوال هؤلاء ومقاصدهم المبيتة والسخيفة والمهلكة لانفسهم قبل ان يضلوا غيرهم تدل هذه الكلمات او قل تلك الكلمات لاني انظر اليها وكانها لوحة معلقة بعيدة قليلة وقريبة كثيرا لكنها تستدعي التأمل ومع اني ام انم الا ساعة واقل الا انها عملت علي احياء خلايا نائمة!
اليس هكذا يطلقون عليها!!!!
لقد ذكرتني هذه الكلمات بماقاله بعضهم من انهم ظنوا ان الافندية ينتهي بهم الدين فاذا الافندية كثر وكثرة ووفرة وخلايا استنسخت بالملايين وخرجت علي العالم في معامل لم يستطيعوا وأدها انها معامل شيخ الاسلام ابن باز ومحمد الغزالي والالباني وعبد الرازق عفيفي واخوانه ومحب الدين ورشيد رضا والخضير وعلي جريشة وسيد سابق والعثيمين وغيرهم
حقا كيف يهديهم الله وهم لايؤمنون بآيات الله فضلا عن عجزهم عن محاولة تقليد القرآن او مناكفته او اطفاء آية واحدة منه بل كلمة كالعلق او الفلق او الطارق او النطفة او موسعون او منتظرون بما تحمل هذه كلها من موعود الله وعلم الله وقدره الله ولطفه
نعم ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا
وماذا يخرج ظهيرهم الا غثاء البحر والبر والجو ويفسدون به الانسان والبيئة والحياة
حسبنا الله ونعم الوكيل من كل علماني ناصية كاذبة خاطئة بارزة
طارق منينة
2009-09-25, 10:12 AM
إضاءات
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
(ذهنية تلبيس العظم)
تاريخ النشر : 10/09/2009 - 10:59 م
طارق منينة (http://www.assabeel.net/ar/Default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd% 2fF7pkgJUE53N3pZngd29EpdkWuhhW 9UWJSIil2tm6jqOVPqUq4UuSYh2JQS YIZBmJqb7iTvM16kkjO8KQ9dyoD)
لم يكن الدكتور والمفكر الماركسي صادق جلال العظم بأحسن حالا من نولدكه وبقية الجوقة العلمانية والاستشراقية الحديثة في موقفه من الوحي القرآني، فكما ألف كتابه "التراث والحداثة" وبقية مشروعه في نقد العقل الإسلامي وما سطره اخيرا في نقد الوحي والمتمثل في كتابه مدخل الى القرآن، والذي عضده بأجزاء ثلاثة من التحريف العلماني وقد مر فيها على السور القرآنية -مع محاولة التلاعب بتسلسلها لأغراض علمانية كما فعل نولدكه!- محاولا خلق صلة للقرآن بالمعطي "المعرفي!" الاسطوري القديم عاملا على حجب الحقيقة بإعطائها معاني هزيلة وقاصرة وساذجة وسطحية بصورة ملفتة او بحجب المعلومات التاريخية والعلمية عن القارئ، فكذلك فعل الدكتور صادق جلال العظم والذي اتخذ طريق المباشرة في نقد الوحي، وهو الذي دافع عن سلمان رشدي أخيرا وبكتابين "ذهنية التحريم" و"ما بعد ذهنية التحريم" مؤيدا له في العملية التهكمية الهجائية والساخرة من الرسول محمد وجبريل والصحابة وأمهات المؤمنين، وبطريقة رسمهم ونقلهم إلى عوالم شاذة حتي لا يبقي فرق بين ما يسمونه حديثا "المقدس والمدنس" وكذلك فعل سيد القمني مع النبي موسى وأمه!
فقبل ربع قرن من الزمان وبعد هزيمة حزيران 1967، كتب العظم كتابه "نقد الفكر الديني" مفتعلا معركة مع الإسلام ومتهما له بأنه سبب التخلف والهزيمة، كما رماه بانه يتعارض مع العلم ويناقضه، ومع ان الدكتور العظم أخفى أسباب الهزيمة الحقيقية وصلتها بالنظام القائم آنذاك، وعلاقته البدائية بالفكرة الماركسية والاشتراكية السوفيتية وتدريب كبار قياداتها على يد جنرالات الماركسية في روسيا! وسيطرة الاتحاد الاشتراكي على الآلة الثقافية والإعلامية يومئذ، كما ان الشخصيات التي وضعت على قيادة الامة والحرب كانت باعترافات كثير من رجال الثورة أنفسهم عديمة الخبرة، ومنهم من كان على قمة وزارة الحربية وكان غارقا في الشهوات والخيانة الزوجية مستهترا ومتهتكا وغافلا، كما أشار هيكل وبعض رجال الثورة أخيرا في كلامهم عن عبد الحكيم عامر الرجل الثاني في الدولة والمؤثر على رجلها الأول بشكل ملحوظ!
حاول العظم أن يدخل الغيب القرآني في الاسطورة والخرافة، وذلك لدعم فكرته الرئيسية في "نقد الفكر الديني" من ان الدين مخالف ومناقض للعلم! وقد علق في نقده على قول الله تعالي في سورة المؤمنون: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِن سلالة مِّن طِينٍ* ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً في قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخالقين (12)
بقوله: "من الجلي أن عملية نمو الجنين البشري بالنسبة الى هذا الوصف القرآني تعتمد على التدخل المباشر من قبل الله لنقلها من طور الى طور آخر أي أن نقلها من نطفة الى علقة يحتاج الى عملية خلق أخرى الخ--- وخلاصة القول هو أن نمو الخلية البشرية يمثل معجزة الهية لا تعليل لها سوي قدرته المطلقة على الخلق وتدخله المباشر في سير أمور الكون. هل يتفق هذا الوصف والتعليل مع معارفنا العلمية عن الموضوع ومع ما يبينه علم الأجنة حول تطور الخلية البشرية في مراحلها الأولى؟ الجواب حتما هو بالنفي لأن علم الأجنة لا يدع مجالا للشك في ان الخلية تنمو بالتطور العضوي من طور الى طور اخر وفقا لقوانين صعبة معينة بحيث تنمو المرحلة المتأخرة من صلب المرحلة السابقة عليها وعلي أساس معطياتها الأولية" (ص40)
ولو تمعن العظم في لفظة "ثم" التي تدل على التراخي والترتيب وقد ذكرت بين مرحلة النطفة والعلقة ولم تذكر بين مرحلة العلقة والمضغة، وانما ذكر "واو" العطف بينهما والذي يدل على الاشتراك والتعقيب والتدريج؛ لعلم ان "ثم" المكررة مرتين و"واو العطف" تشير الى نقلة نوعية هائلة بين المراحل، وذلك وفق معطيات علمية تلفت الانتباه الى وجوب دراسة هذه المراحل المتراخية والمتسارعة والمتراكبة وازمنتها الخاصة والبحث عن اسبابها وعللها، وعدم الاكتفاء بالنظر اليها كمعجزة ربانية ولطيفة قيومية فالايمان يدفع الى العلم والعمل
وفي الحقيقة لا أجد في نص الدكتور العظم الا محاولة افتعال معركة مبيتة ومتعمدة مع النص القرآني، والا فإن القارئ للقرآن يجد المعطيات مؤكدة ومقسم عليها ايضا وحاثة على الدراسة والاستقصاء لمعرفة كيفية بدء الخلق كما ان الآيات الاخرى الواردة في نفس السياق تساعد على الفهم وزيادة الوعي العلمي فخلق نطفة الانسان من سلالة من طين –مثلا- يؤكد صلة الانسان بعناصر الارض حتى في مراحل نمو الجنين، كما ان خلقه من نطفتي الرجل والمرأة لا من الذكر وحده انما هي حقيقة سماها القرآن باسمها "إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ"، والمدهش ان اسم السورة التي ورد فيها اللفط هو "سورة الإنسان!!" والآية هي رقم 2 منها كما أن آية العلق من سورة العلق هي الآية الثانية منها! فلا مكان في الامشاج لدم حيض يتخلق منه الجنين كما تخيل ارسطو والهنود او "قزم"! المخيال الغربي لعلماء القرون قبل عام 1775م. ان الآيات السابقة التي ادخلها صادق جلال العظم في المدونات الاسطورية الارضية انما هي من علوم القيومية الالهية. الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير (سورة الملك: 14)
علينا الآن أن ننتقل الي التحدي الآخر من سورة العلق والوعد فيها!
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7YcVAJUp SUJDpbaSsWWROBx%2fVapNUL5AFKCP DT06fAqSQs6sNwQM9gPFbl4ToxTw6t Xk1565KHiqd%2fVwLErnDesMG%2f2J CJQ%2b4hSjgefKmhRM%3d
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2009/995/09-12-995.pdf
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية
( اقرأ: أول وعد حق)
تاريخ النشر : 17/09/2009 - 10:26 م
طارق منينة (http://www.assabeel.net/ar/Default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd% 2fF7pkgJUE53N3pZngd29EpdkWuhhW 9UWJSIil2tm6jqOVPqUq4UuSYh2JQS YIZBmJqb7iTvM16kkjO8KQ9dyoD)
دعونا قبل أن نمضي بعيدا في طريقنا ونحن نشاهد انهيار البناء العلماني الضخم والهش في آن واحد ومعه الشرفات المزخرفة للاستشراق الكاذب بألوانه وأطيافه واساطيره المختلقة والملفقة، أن نسأل سؤالا عصريا وموضوعيا وتاريخيا ألا وهو: من ذا الذي يمكنه أن يطلق وبثقة تامة عشرات بل مئات الوعود والنبوءات المستقبلية (القريبة والبعيدة) المؤكدة بأنواع التوكيد البينة والمقسم عليها بأنواع القسم الملفتة للنظر، فاغلبها قسم بسنن الكون المصورة تصويرا علميا بديعا ودقيقا، ومعلوم ان القَسَم نوع من أنواع التوكيد عند العرب ما يزيد المقسم عليه توكيدا واستيقانا، من ذا الذي يقسم ويصدق في ذلك كله على أنه منتصر على امبراطوريات وقوي باطشة متمكنة محلية واقليمية قبل ان يموت الجيل الذي يسمع الخبر الواعد؟ من ذا الذي يستطيع ان يعلن هذا في كتاب مسطور وألواح وصدور وتبلغ وعوده العدو والصديق ويسمعه كل يوم القريب والبعيد والصغير والكبير في تلاوات خالدة واعلانات متنقلة سارية في التاريخ؟
ثم مع ذلك لا يكتفي بتلك الوعود، وإنما يخبرهم بأن المستضعفين منهم هم من سيحقق بهم الوعد الحق وتنفذ بهم الارادة القول الصدق وسوف يشاهدون ويعلمون ويلمسون ويحسون وقع الصدق في الخبر!! ثم ان هؤلاء كانوا يعلمون انه لايقدر على هذه الاعلانات الا من له القدرة الشاملة القاهرة، وهو الامر الذي تعجز عنه جيوش ودول وقوى مادية مجتمعة، بل وامبراطوريات وقد رأوها تتحارب ولاتقضي احداها على الأخرى! ومعلوم ان كثير من الادعاءات والوعود تطلق اليوم ومن اجهزة ومؤسسات ضخمة تنفق عليها الدول العظمى البلايين لكنها تفشل!! كما نرى اليوم في اعلانات نهاية التاريخ وبدايات عصور خالصة من الشيوعية والليبرالية والسوبر بروسية (ماركس- فوكوياما- هيجل- ماكس فيبر).
ثم من ذا الذي يجمع القلوب المتفرقة المختلفة ويجعلها أخوة متحابة، وقوة صادقة، وصفا قويا أمينا لو أنفقت ما في الارض جميعا ما ألفت بينهم، مهما كانت قدرتك وخطتك! ومن ذا الذي يدّعي النبوة على هذا كله مدعيا تغير التاريخ وغلبة القوى العظمى في زمنه وفي وقت مذهل! ومعلوم ان خطأ واحد وكذبة واحدة في هذا الشأن تقدح في النبوة وتثبت زيفها؟!
ان الشيء الذي يخفيه العلمانيون والمستشرقون هو: ان مصدر الوحي القرآني أعلن هذه النبوءات والوعود المؤكدات في كافة السور القرآنية، وعلى لسان سفير الوحي ورسول البعثة الربانية محمد رسول الله وانها كلها قد تحققت، وعبر عن تحققها عقلاء البشر بانها امر مذهل عجيب مدهش فوق الطاقة صعب التصديق لولا شهادة التاريخ والواقع!
والشيء المثير أن يبدأ الرب اعلاناته الاولى بعد الدعوة لقراءة سنة العلق، والتعليم بالقلم بقراءة الوعد الأول، الوعد بهلاك فرعون هذه الامة اي عمرو ابن هشام (ابو جهل)، وهو البلاغ الذي طولب سفيره ورسوله ان يقوم بقراءته على التاريخ البشري، كما طولب بقراءة ما يتعلق بآياته في الحضارات والامم والقرى والافراد، كفرعون وهامان والنمرود وقارون والسامري كنماذج على الاسراف والاستغناء والطغيان.
ففي سورة العلق نقرأ قول الله تعالي "كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى (٧) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (٨) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (١٠) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (١١) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (١٢) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٣) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (١٤) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (١٥) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (١٦) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (١٧) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (١٨) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (١٩) ". ان القيومية الربانية التي ينكرها العلمانيون افتتتحت الوحي بألفاظ لها مغزى جديد لبناء حضارة بشرية بأدوات معرفية غفلت عنها الفلسفات الضائعة والحضارات البائدة، كما أنها أظهرت قدرتها الكاملة في الإعلانات الصادقة والاخبار المتتابعة في كافة سور القرآن عن وعود نافذة تتحدى القوى الباطشة كافة، بأن تواجه حقائقها المقررة قدرا وقضاء بما تستطيع من قواها المتمكنة وسلطانها المتبجح المغرور بزخرف باطله وزينة ملكه.
هنا في هذه السورة الأولى "سورة اقرأ" تعريف للبشرية بالكمال الإلهي وان الرب تعالى قادرعلى الطاغية الفرد كما انه تعالى قادرعلي امبراطوريات القهر المخوفة، فالقدر الإلهي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. ضرب الله في سورة العلق مثلا بفرعون هذه الأمة –الذي قتل سمية وزوجها ياسر من صحابة النبي- وهو عمرو بن هشام الذي نزلت فيه هذه الآيات كمثالا على الاستغناء والطغيان. وقد أورد الطبري وابن كثير الرواية في سبب نزول الآيات "قال أبو جهل: لئن عاد محمد يصلي عند المقام لأقتلنه فأنزل الله (اقرأ باسم ربك حتى بلغ هذه الآية (لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ. نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ. فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ. سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ)"(الطبري 24 |539) وقد حاولت هذه الناصية الخاطئة قتل محمد رسول الله أكثر من مرة وقد استمرت المحاولات حتى بعد هجرة الرسول الى المدينة ولم تنجح محاولة واحدة منها!
بعد هجرة النبي سرا الى المدينة وهجرة صحابته اليها، وفي السنة الثانية من الهجرة خرج ابو جهل ومعه قواته المنتفشة وعسكره المغرور فاهلكه الله كما وعد المستضعفين المؤمنين، حتى ان اصغرهم قامة واضعفهم بنية جثم على صدره يذكّره بوعد الله تعالى! وقبل ان يمضي هذا الجيل نفسه كانت امبراطوريتي القهر (امبراطورية فارس وامبراطورية الروم) قد خرّتا كفقاعة هواء فارغة بين ايديهم كما وعد الرب تعالى.
فهل من علماني قارئ للقرآن قراءة واعية من بداية "اقرأ" الربانية؟!
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7KfHoBZD Te5VhB5ugnE6tpGfbNuagTgxHTUYzO %2fVsR6UZjPbKk10HvnPS3T2sYe1a9 MhTCSQi60jvMlYPLmE4t1k2HuTHZMi nGLpR2%2feaPRo%3d
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2009/1002/09-12-1002.pdf
طارق منينة
2009-09-25, 10:13 AM
[/URL]
(http://www.assabeel.net/ar/Default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd% 2fF7pkgJUE53N3pZngd29EpdkWuhhW 9UWJSIil2tm6jqOVPqUq4UuSYh2JQS YIZBmJqb7iTvM16kkjO8KQ9dyoD) انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية نصر أبو زيد ونَادِيَهُ
طارق منينة (http://www.assabeel.net/ar/Default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd% 2fF7pkgJUE53N3pZngd29EpdkWuhhW 9UWJSIil2tm6jqOVPqUq4UuSYh2JQS YIZBmJqb7iTvM16kkjO8KQ9dyoD)
تاريخ النشر : 24/09/2009 - 09:37 م
دعونا نقترب اكثر من النصوص التالية من سورة العلق، في الحلقة الأخيرة من التعليق عليها لنتعرف على وقع الكلمات القرانية الربانية وسلطان قائلها على التاريخ أفرادا وجماعات، فهي كلام الله تعالى الذي لم تصنعه تجربة انسانية معاشة او وعي وجودي كما يزعم المفتتن بفلسفة الهرمنيوطيقا (نصر أبو زيد)، فإن هذا لازم كلام البشر المتعرض للنقص والنقد كأي تجربة انسانية تنعكس في رواية او نص يظهر في صور وعلامات لغوية. فكلام الوحي القرآني تقصر المناهج المادية عن بلوغ مراميه وفهم حقائقه وقد فشل نولدكه في كتابه "تاريخ القرآن" وهو الذي اتخذ المنهج اللغوي الالماني أداة في تحليل القرآن وتزييف معانيه، كذلك فشلت مناهج التحليل اللغوية الحاملة للرؤية المادية للعالم مثل فلسفة السيميوطيقا التي تُدخل القران في اطار العلامات والرموز، وهو المذهب الذي أضافه نصر حامد لسلة استعاراته المتعددة والتي يطالبنا بان نجعلها نقطة بداية اصيلة في النظر في تفسير القرآن، مع تعريفه لرؤيته بانها رؤية تفسيرية جدلية مادية!! (انظر كتابه اشكاليات القراءة ص 49)
"كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ" وردت بعد اعلانات السورة كلها، فالمنهج غير المنهج والوثنية -والعلمانية- غير الإسلامية الربانية، والسورة اشارت تحديدا الى شخص معروف "أبي جهل ابن هشام" عرفه المستمع للوحي حالئذ: "أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (٩) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (١٠) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (١١) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى"
لكنه –كنموذج- يتكرر في التاريخ وبنفس السمات (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (٦) أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى) وقد وردت هذه الآية قبل ورود الآية الخاصة عن أبي جهل القائل "لئن رايت محمدا يصلي عند الكعبة لأطأن عنقه"، وهو من أَمَرَ بوضْع بطن حيوان مذبوح على كتف النبي وهو يصلي (ما يرفع رأسه) الا انه صلى الله عليه وسلم بعد ان انهى صلاته (رفع صوته!) بالدعاء: "اللهم عليك بأبي جهل!"، الذي قتل أول شهيدة في الاسلام وعذّب اتباع محمد بأساليب وحشية هذا غير الاستغلال المادي والإذلال للعبيد في مكة.
ان السورة تثير الاستغراب من هذا النموذج الذي يكتسي دائما ألفاظا وألقابا كبيرة وفخيمة، فقد دُعي بـ"أبي الحكم" من الحكمة!، والآيات تدعوه الى الحكمة والكف عن الأذى للمستضعفين، وتتوعده (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ) فسيؤخذ أخذة قيومية ربانية (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى)؟ ومعلوم انه هدد رسول الله بالقتل فجاء رد الوحي حاسما قاهرا بكلمة (كَلَّا) التي تكررت بشكل لافت ثلاث مرات في السورة، ولم ينفع توعد هذا الطاغية للرسول بقوله: "فوالله لأملأن عليك هذا الوادي ان شئت خيلا جردا" فقد خرج الى موقع بدر مع جنده، فقُتل هناك، وبالصورة التي رسمها القرآن وأعلنتها ألفاظ الوحي قبل عشر سنوات، وزيادة على ذلك حدد الرسول نفسه موقع مقتله قبل المعركة (هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله) قال عمر: فوالذي بعثه بالحق ما أخطأوا الحدود التي حد رسول الله صلى الله عليه وسلم!!! فهل التقطت عدسة المادية الحديثة ومذاهبها هذه الألفاظ القرآنية من أول سورة العلق إلى أخرها ومغزاها ومستوياتها الغيبية والتاريخية والواقعية، ام انها مصابة بعمى الالوان العلماني الذي لا يرى الا بعض ظواهر الحياة الدنيا فيحسبها لجة، فيكشف مخدوعا عن عجزه وعرجه وعجره وبجره؟!
"كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ": وِالنَّاصِيَةِ في اللغة هي مقدمة الرأس مكان التدبير والتقدير! والعرب اذا ارداوا اهانة شخص اخذوا بناصيته وألفاظ القرآن مقدرة ومعجزة "لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (١٥) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ " قال الرازي: "كلا، لن يصل ابو جهل الى ما يقوله انه يقتل محمد او يطأ عنقه، بل تلميذ محمد هو الذي يقتله ويطأ صدره" (تفسيرالرازي 32/23)
فالناصية المشار اليها في السورة بلفظ (أَرَأَيْتَ)! والمكررة ثلاث مرات ايضا! هي كاذبة خاطئة وقد جاءت "الناصية" مرة بالوعد بأخذها ومرة بالاشارة الي أنها كاذبة خاطئة والوعد من الرب حق! (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ)!. فهل قرأ علماء السيميوطيقا هذا النظم القراني من الفاظ الوحي الرباني مع ما تقدم من ألفاظ سورة العلق "كَلَّا لَئِنْ..." (لَنَسْفَعًا بـ -- ) (النَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ --) وكما يقول الشوكاني فان (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ) موطئة للقسم " لَنَسْفَعًا": والسفع: الاخذ والقبض على الشيء بشدة. قال الخليل: والسفع ثلاثة أحجار يوضع عليها القدر سميت بذلك لسوادها. قال والسفعة سواد في الخدين. وقد اسود وجهه في المعركة وقتل بالطريقة التي وصف الوعد الحق.
" فَلْيَدْعُ نَادِيَه..." دعه يدعو برلمانه وحزبه!!
"نَادِيَه": النادي في كلام العرب هو المجلس المتجدد للحديث كما يقول الشوكاني. "فَلْيَدْعُ" تحدٍّ
معجز كما بقية الاعلان الالهي في السورة إعجاز العلق والتعليم بالقلم.
واليوم نرى النوادي العلمانية تحتفل بأمثاله من العلمانيين ممن يرمون الاسلام بابشع التهم، ويعطون الجوائز العالمية المالية والأدبية مثل القمني والعظم والعشماوي وعصفور وحسني ونصر ابو زيد وحنفي ومحفوظ ورشدي، وهؤلاء واهل الإفساد يدعون للنوادي الأكاديمية والسفارات مثل علاء الأسواني وامثاله.
"سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ" يقول الزركشي ان اصلها "سَنَدْعُو" وحذفت الواو للاعلام بسرعة وقوع الفعل الالهي "فيه سرعة الفعل واجابة الزبانية وقوة البطش، وهو وعيد عظيم ذكر مبدؤه وحذف آخره، ويدل عليه قوله تعالى " وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ"
[URL]http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7Rw7HBe% 2bGHjejSPu9ybiCFPzB6iDi6TmbuzQ 3%2b%2bQYRChF6g43pvnZNk8T%2bdW 0F3NbBwWfngE5qKeWK%2fVNE%2ftFE V8%2bp%2bDCWFqZ35QRUsPkHWo%3d
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2009/1006/09-12-1006.pdf
ابن الرومية
2009-09-26, 02:35 AM
"من الجلي أن عملية نمو الجنين البشري بالنسبة الى هذا الوصف القرآني تعتمد على التدخل المباشر من قبل الله لنقلها من طور الى طور آخر أي أن نقلها من نطفة الى علقة يحتاج الى عملية خلق أخرى الخ--- وخلاصة القول هو أن نمو الخلية البشرية يمثل معجزة الهية لا تعليل لها سوي قدرته المطلقة على الخلق وتدخله المباشر في سير أمور الكون. هل يتفق هذا الوصف والتعليل مع معارفنا العلمية عن الموضوع ومع ما يبينه علم الأجنة حول تطور الخلية البشرية في مراحلها الأولى؟ الجواب حتما هو بالنفي لأن علم الأجنة لا يدع مجالا للشك في ان الخلية تنمو بالتطور العضوي من طور الى طور اخر وفقا لقوانين صعبة معينة بحيث تنمو المرحلة المتأخرة من صلب المرحلة السابقة عليها وعلي أساس معطياتها الأولية"
يمكن أن يستوفى الرد على هذا استاذنا العزيز بماورد به القرآن و السنن و ما نقل من المعاني عن النبي صلى الله عليه و سلم من التوضيح الشافي الكافي لنظرية السببية و ان الله سبحانه و ان كان يخلق بسبب فلا يعني انه مقيد بالسبب و لا أن الخلق في القرآن هو من دون سبب..فلا يعني الخلق بكن ان الله لا يقدر على الخلق بدونها و لا قدرته على الخلق بدونها لا يعني خلقه بدون سبب "الكن"...بل قدر كل شيء تقديرا...بقوانين و سننه كما يعبر عنه بفصاحة جلال العظم دون أن يدري انه يتكلم عن منهج الخلق في القرآن ..و ان الذي ينقده في الحقيقة هو منهج أسلافه من الجهمية و الفلاسفة في تفسير القرآن اذ انتشر هذا في الأمة في الأعصار المتأخرة حتى ظنت الدهماء و تابعهم من لاتحقيق له كالعظم ان هذا هو تفسير القرآن و معناه..و ما وصل اليه الناس الا باتباع ما يدعوا اليه من مناهج التحريف لمعاني القرآن.. فسبحان الله كانه ينتقد منهج نفسه بنفسه دون أن يعلم-لضعف التحقيق العلمي عنده- و يرمي غيره بدائه منسلا متهما اياهم بالسفه و الحشو و ضعف المنهج العلمي..
"وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُونَ"
بارك الله فيكم متابع لمجهوداتكم الرائعة التي أتمنى ان تطوروها أكثر و اكثر ...ووقاني الله واياك من شرور انفسنا
طارق منينة
2009-09-26, 06:15 PM
جزاكم الله خيرا اخي ابن الرومية
المشكلة ان العظم يظن ان التطور العضوي في الخلية او تطور الجنين من حالة الي حالة او من مرحلة الي مرحلة او ماكان غير جنين مكتمل صار جنينا مكتمل الخلق ان ذلك يخالف الاعجاز والتدخل الالهي او الخلق المباشر للجنين
مع ان اي ماكينة عصرية معقدة التركيب ركبت تركيب فوق تركيب حتي صارت الي ماصارت اليه ولاينفي العظم ان وراءها صانع ونحن نقول ان الله خالق كل صانع وصنعته كما في الحديث الصحيح!
وليس الامر مقتصر علي الماكينات بل الامور التي يزعمون انها تتطور بايديهم او تحت ايديهم وفي معاملهم فهي تتطور لكنها في النهاية من انتاجهم فيمنعونه عن الله ويثبتونه للصناع!
سبحان الله
المقال في الجريدة لايجب ان يتجاوز ال750 كلمة وطبعا غالبا المقال لابد يكون مكتمل البنيان ومع ان المقالات كما تري لها ارتباط عضوي ببعض ((كمقالات العظم او كتاباته التي يطورها مرحلة وراء مرحلة ثم يدعي كذبا انه هو صانعها مع انها خرجت علي الورق علي مراحل وهو مايثبت الصفة وليس ان هناك عظم وراء اللحم (ابتسامة) سخر الله منهم والله))
نرجع لماكنت اقوله
فالمقال يحتاج لعمل كثير جدا وحذف مايزيد عن ال750 كلمة وفي موضوع شائك كهذا!
والمعقد آت اقصد الثقيل كما نقول في مصر
وتركيبه بعضه فوق بعض يحتاج لصانع ماهر مع التركيز علي مراغمة العلمانيين والمستشرقيين في المسائل ذات الصلة
لكن المحاولة مهمة وعلي العموم فهذه أول مقالاتي وتجربتي مع المقالات
فالكتاب يدعك تسترسل ومع دقة الا ان المساحة متوفرة ومالاتريد ان تقوله في المتن تقوله في الهامش اما المقال فلابد ان تضع الاهم فالمهم وهكذا دواليك
ولايخفي عليك ان الاختيار صعب وفي حدود المقال الواحد وهو للجمهور غالبا وان كان غرضي منه ايضا توصيل رسالة مباشرة للعلمانيين اننا نحن هنا وهم الذين يزعمون اننا لانقرأ لهم وانما نحكم علي ضمائرهم من غير ان نطلع علي اعمالهم!
لكن نحن لها ان شاء الله والاستعانة بالله ارفع الاعمال واقومها
والاسترسال في المقال في الرد علي العظم ممكن لكن القاريء يريد مقالا مرتبط بالموضوع والاسترسال يخرجه عن الموضوع وعلي العموم فهذا هو التعليق علي أول سورة اوحي بها الي رسول الله وقد نشعر باريحية ونزداد خبرة في العرض ونتوصل لطريقة تجمع بين الاسترسال والالمام بالنقطة ولو في مقال واحد وان كان هذا وبالنسبة للقاريء العادي قد يكون ممل
وانا احاول في كتاباتي خصوصا عن الفلسفات هذه ان اجعل القاريء يشعر ان الفكرة ليست معقدة والموضوع مفهوم وان كلام هؤلاء يستطيع اي طفل في مدرسة او كتاب ان يرد عليه وهو يحمد الله ان هداه للاسلام
واظن انني نحجت في هذا في الاقطاب الاول والثاني رغم ان الموضوع نفسه في اصله وعند قراءة مراجعه غاية في التعقيد ولذلك فان جعل المادة سهلة عند القاريء يشعره انه وصلته الفكرة ومهما قال العلماني فان كلامه يبقي غباء في غباء وجهل بسيط علي ظلمات من جهل مركب
فالحمد لله علي هداية الاسلام ونعمة العقل مع الايمان
!
ابن الرومية
2009-09-26, 07:02 PM
صدقت استاذي....تبسيط معمياتهم من اهم ما يعين على الرد عليهم ..بانتظار الجديد مستمتع بالقراءة
طارق منينة
2009-10-02, 03:53 AM
طارق منينة (http://www.assabeel.net/ar/Default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd% 2fF7pkgJUE53N3pZngd29EpdkWuhhW 9UWJSIil2tm6jqOVPqUq4UuSYh2JQS YIZBmJqb7iTvM16kkjO8KQ9dyoD)
قراءات
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية(محاولات بائسة!)
تاريخ النشر : 02/10/2009 - 12:10 ص
لقد نزلت سورة القلم بعد نزول سورة العلق وسورة المدثر وسورة المزمل وهي السور الأولى من الفترة الأولى من زمن البعثة، وقد عدّها جابر بن زيد ثاني السور نزولا وذكر ذلك الزركشي في البرهان، وقد يكون ترتيب نزولها التاريخي لا يتجاوز الرابع او الخامس هذا لو ذهبنا مع القول بان فاتحة الكتاب وسورة المسد نزلتا قبلها.
والقارئ لكتب التفسير وعلوم القرآن يصل الى واحد من الأقوال السابقة لا يبعد عنها، فان الذين شاهدوا التنزيل ومكانه وزمانه وهم الصحابة هم من بلغونا بحقائق هذا الترتيب وان ظهرت اختلافات طفيفة في الروايات لسبب ظن التوهم او التناقض وليس كذلك او لضعف الرواية او لسبب الاجتهاد المقبول والمعتمد علي رواية صحيحة.
اما المعْنِيون المُعَينون باختراق التراث ومحاولة تفسير القرآن او بعض سوره تفسيرا ماديا (محمد أركون –نصر ابو زيد –الجابري كنماذج صارخة) فهؤلاء لم يعطوا اي اعتبار للتفاسير واعتبروها تفاسير ايديولوجية مغرضة! وعلى ذلك وجدوا البديل في المناهج الحديثة التي تتناول النصوص اللغوية او الدينية بالتفكيك والتحليل والتفسير والتأويل بمناهج الشذوذ المعرفي.
وقد ذكرتُ أن نولدكه اتخذ المذهب الوضعي للقرن التاسع عشر مع مذاهب أخرى في محاولته العلمانية لهدم القرآن، من خلال المرور على الألفاظ وتحميلها بمحامل ليست فيها أصلا ولا في التاريخ المعني ولافي حقيقة الوحي، كما انه اتخذ لنفسه ترتيبا خاصا مخترعا وملفقا صنعه هو لنزول القرآن غير ما ذكره علماء الامة، ليصل بالقارئ العصري الى نتيجة أن الصراع القديم والفكر القديم هو من شكّل النصوص وحرّك محمد لتطوير النص وتشكيل حروفه وكلماته!
وفيما نضبط نصر أبو زيد متسللا وسالكا مسلك القدح الخفي والصريح أحيانا في القرآن عن طريق تأويله تأويلا علمانيا -من غير ان يقوم بصنع ترتيب للتنزيل مصطنع ومكشوف كنولدكه ومَن قبله؛ نجد من يسلك طريقا ملفوفا وبطيئا وطويلا ومتعرجا وشبيها بما كان قد ذهب اليه نولدكه سواء تعلق ذلك بوضع ترتيب خاص به لنزول السور ام باتخاذ المنهج المادي في تفسير الألفاظ والمصطلحات والإعلانات والآيات.
وفي سياقنا هنا وهو ليس في كل حال تفسيرا للسور المكية بقدر ما هو كشف التخرصات العلمانية واليأس الاستشراقي من خلال كشف تعليقاتهم البائسة على السور، وكذلك اكتشاف الرصد القرآني لو صح التعبير لمحاولاتهم وما يختلج في نفوسهم ويظهر على ألفاظهم وقسمات وجوههم، كما سيأتي في عرض هذه السورة العجيبة، وكذلك اظهار الوعود التي تحققت في اشباههم وبيان انهم لم يلتفتوا اليها وهي الوعود التي لا يستطيعون تجاهها حراكا ولا جدالا، وانما يحومون حولها في سكون محموم وإحجام مفهوم كالثعبان الذي يبدو على وشك اصطياد فريسته فيما هو يترنح في هدوء ظاهر من اثر سم مميت نفثته في فيه ضفدعة صغيرة كان علي ثقة من التقامها!! وقد شاهدت هذا المنظر العجيب في قناة ديسكفري!.
نقل الجابري ترتيب نزول سورة القلم الى الرقم 35، وجعل مرحلتها في غير زمنها الاول ليتسق ذلك مع محاولته التلاعب بالأسماء القرآنية وتلفيق صلة لها بالاسماء التي انتجها الصراع القبلي او الطبقي او ادت اليه وسائل الانتاج الاقتصادية والأوضاع المادية!
فعل ذلك مع قول الله تعالي في سورة القلم (أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون) (35-36) فبعد ان عزل التفسير الاسلامي والمعنى القرآني، وبعد أن أرجع الامر لمعطي معرفي قديم شكلته اساطير وأوضاع مادية وثقافية قال: "فاصطلاح "الإسلام" يعني الاستسلام والخضوع ويكتسي في الحقل الدلالي العربي الخضوع لسلطة في جماعة أو دولة، وهكذا لم يبدأ استعمال هذا الفظ في القرآن الا بعد ان صار من كانت تدعوهم قريش "اتباع محمد" جماعة تجمعها كونها أتباع رئيس معين هو النبي عليه السلام من جهة وانفصالها عن قريش من جهة أخرى"(1/ 181)
هنا حاولوا ابعاد حقيقة ان لفظ مسلم او الإسلام كان معروفا في بدء الدعوة! وذلك بزحزحة زمن نزول سورة القلم من فترة نزول سورة العلق والمدثر الى فترة متأخرة.
تذكرني محاولة الجابري هنا مع الالفاظ القرآنية بفعلة نصر أبو زيد وهو يحاول تفريغ النصوص من مضمونها وجعلها خاضعة للمعطي المعرفي الثقافي الاسطوري القديم (المعهود القديم بلفظ الجابري!) فألغى مفهوم العبودية الحقة لله والتي تعني كمال الحب والذل لله وجعله مفهوم ممتد ومطور لمفهوم الأعلى/ الادنى في القبيلة او علاقة القبيلة الضعيفة بالقبيلة القوية في ظل صراع طبقي او قبلي وقوي الانتاج القديمة (وهنا يقفز ماركس بفكرته الى ناصية نصر أبو زيد الخاطئة).
يقول: "لقد كان المجتمع الذي جاء الإسلام يخاطبه مجتمعا قبليا عبوديا تعتمد العلاقات فيه على البعدين: البعد الرأسي الذي جسد علاقة أعلي/ أدني داخل القبيلة الواحدة، ويجسد البعد الأفقي علاقات القبائل وهي علاقات قامت على موارد الثروة –أدوات الإنتاج- وهي الملأ والكلأ ومن الطبيعي في ظل علاقات الصراع أن تلجأ القبائل الضعيفة لالتماس الحماية من القبائل القوية التي تستأثر بالمواد، ومن هنا نشأت علاقات الولاء.
ومن هنا نشأت علاقات الولاء بين القبائل وهي علاقات علاقة أقوي/ أضعف. والنصوص أبنية لغوية، لذلك كان من الطبيعي أن تصوغ النصوص علاقة الله والإنسان من خلال الثنائيات اللغوية/ الاجتماعية، إن الألفاظ القديمة لا تزال حية مستعملة لكنها اكتسبت دلالات مجازية" (نقد الخطاب الديني ص 132 -134)
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7N0aozwp eWjIV2A0JeBOlctZLmuafPe3p%2fs2 q9ulwiMAMkZZmOby%2bRLVdaznHGKN heBuErXANRntC57bcDMA7Ba%2fgy9x HGPkQ5tywv%2beYzvE%3d
ومن الجريدة الورقية ص11
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2009/1013/09-12-1013.pdf
طارق منينة
2009-10-09, 06:51 AM
طارق منينة (http://www.assabeel.net/ar/Default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd% 2fF7pkgJUE53N3pZngd29EpdkWuhhW 9UWJSIil2tm6jqOVPqUq4UuSYh2JQS YIZBmJqb7iTvM16kkjO8KQ9dyoD)
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية (حصان طروادة!)
تاريخ النشر : 08/10/2009 - 07:02 م
هكذا تفعل المذاهب الغربية المادية بأقطاب العلمانية من العرب الذين يُرجعون أصل الألوهية والعبودية الى جذور صراعات طبقية، وكذلك ارجاع لفظ "الإسلام" وكأنه ظهر لحاجة زعيم محلي شكّل جماعة ناقمة، يبحث عن طاعتهم فيتوسل الى ذلك –بعد فترة- بنحت مصطلحات، فالمَرَد عندهم انما هو الحاجة الظرفية للانفصال عن قبيلة او لمشروع قبيلة!! (خليل عبد الكريم يجعل الهدف قرشيا والقمني يجعله هاشميا!)، وذلك لينفروا الناس عن القرآن ومصدره الحقيقي وعالميته وربانيته. وهذا أحدهم نصر أبو زيد الذي أرجع أمر الوحي وموقف قريش منه الى صراع بين أيديولوجيات وسمى القرآن بالأيديولوجيا الجديدة! (انظر كتابه مفهوم النص139)، يقول: "فالواقع أولا والواقع ثانيا والواقع أخيرا" (نقد الفكر الديني ص130)
وماذا فعل الواقع أيها المسكين تجاه وعود الوحي القرآني المهيمنة على المادة والأسطورة؟ وهل يمكن ان يعكس الواقع او الاسطورة وعود بهذه الثقة والقوة والتحدي بالتحقق المادي والمعنوي المستقبلي في التاريخ!! والذي صَدَق فيه كله (والتي نُظهرها في سلسلتنا هذه، سلسلة "المراغمة الاسلامية للخرافة العلمانية") ومنها الوعود العلمية "سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شهيد" [سورة فصّلت و(هي مكية!)الآية 53؛ فهل هذه الوعود المسطورة في قدرة بشر!؟ لقد تَحَقَقَت وعود الانتصار القرآنية الخاصة بالأفراد والجماعات والإمبراطوريات في"أسرع تاريخ تحقق" في عالم البشر، وهو دليل على ان حقائق الوحي ليست انعكاسات لبؤس أرضي او لمنتج ثقافي او تطور بيئي أو اسطوري او حاجة عربي او (تحقيق لحلم اجداد كما زعم القمني وخليل) وإلا فأروني أيها الماديون العلمانيون من يقدر على هذا كله، يسطره قبل ان يحققه!! (غلبة بعد قلة وضعف، انتشار بعد انحسار، سرعة لا مثيل لها ادهشت عقلاء العالم، انهزام امبراطوريات وقوى محلية صعبة المراس مستحيل زحزحتها قيد شبر بوعود كلامية بشرية!، الأمم المقهورة تطلب الفتح بل تعلن انتماءها العقدي للفاتحين المطهرين، حضارة علمية تُقام على نتائجها العلمية حضارة بعدية لا تعترف سرا ولا علنا لها بالفضل، فضلا عن فضل الوحي القرآني (الأصل في التغيير الاكبر)!!!
ذكرتُ أن الجابري يتستر ويتخفى في مشروعه، في هذا السياق يقول في كتابه (التراث والحداثة) "لا ارى ان الوطن العربي في وضعيته الراهنة يتحمل ما يمكن ان نعبر عنه بنقد لاهوتي ... لنا حرمات يجب ان نحترمها حتى تتطور الامور" (ص259-260). يقول ايضا: "يجب ألا نيأس وألا نقنط لان المرحلة مرحلة قرن او قرنين" )ص252).
لقد قال طرابيشي، وسيأتي الرد ان شاء الله على كتابه "المعجزة أو سبات العقل في الإسلام"!، بأنه تصدى للعقل الاسلامي في شبه حصان طروادة (مذبحة التراث ص118). ويقول محمود امين العالم (علماني!) "اما ...هذا فهو ...يرى ان ذلك ينبغي ان يتحقق من داخل التراث نفسه" (محطات في التاريخ والتراث ص51) انه استشراق متخفي في جثمان عربي، وقد أشار اليهم رسولنا بقوله "دعاة إلى أبواب جهنم... هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا"، ويقول العالم ايضا "محمد أركون مستشرق فرنسي من أصل جزائري له عناية بالإسلام ... يتساوق فيه أو يتبارى مع زميله المغربي ، وتنحدر دراسات الزميلين من تراث الاستشراق العريض بالدرجة التي تجعلهم مجددين تراث الاستشراق ضمن مؤشرات الطور الراهن للايديولوجيا الغربية" (ص159). يقول محمود اسماعيل ان انجازاتهم ما هي الا تطفل على الاستشراق، لانهم قاموا بمجازفات أو تطبيقات لمناهج ورؤى وإديولوجيات -واللفظ له- جرى اعتسافها (انظر كتابه سوسيولوجيا الفكر الإسلامي –محاولة التنظير الجزء العاشر ص16 و17 و23 و25). كما يقول: "من المفيد ان اوضح ان الاستاذ كان في مستهل حياته العلمية ماديا جدليا تاريخيا، وبرغم نكوصه فإنه لم يستطع الانفكاك من رؤيته السابقة يستعين بها ... لتغطية عجز منهجه البنيوي، وسواء اكان ذلك عجزا ام بوعي فالثابت تواجد اصداء التحليل الماركسي في كتاباته الاخيرة" (من كتابه فكرة التاريخ بين الاسلام والماركسية ص95). وكأنه هو ايضا لم يشرب من النهر المسموم ولم يغترف منه، وهو الذي قال ان منهج المادية التاريخية "منهج قادر على التنظير"!(10/43) ويصف نفسه براهب في ديرها "تأسيسا على هذه الحقيقة قضينا ما يقارب ثلاثين حولا في اعتكاف "رهباني" بغية الوصول إلى فهم حقيقي" (10/37).
هذه أدلة أضعها بين يدي القارئ للتعريف بالذين يخرجون على القرآن بمذاهب : ماركس –وباعتراف اهله وكتاب سيرته كان قذرا- ونيتشه (اللوطي) (انظر كتاب فؤاد زكريا "نيتشه")، وفرويد، و"لوي ألتوسير" (المنتحر في 1991) وقاتل زوجته (مجدد الماركسية وشيخ نصر ابو زيد!)، يقول في كتابه الاخير (المستقبل يدوم طويلا!) "انا ... شخص مختف: لا حي ولا ميت. انا غير موجود بكل بساطة على الرغم من اني لا ازال حيا جسديا. صحيح اني لم ادفن بعد، ولكني "بلا أثر".
هاشم صالح الذي يقوم بالقدح في القرآن مع محمد أركون يقدم لنا السلسلة الذهبية لرجالات اليأس العلماني، بقوله التبريري: " والواقع ان مفكري أوروبا ... قد دفعوا ثمن تشكل الحداثة باهظا. فمن نيتشة الى بودلير ...ميشيل فوكو الى لويس التوسير ...، نجد أن القائمة طويلة، طويلة من أولئك الذين جنَّوا أو عانوا أو انتحروا..) (مقاله "بين العبقرية والجنون").
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7LJPmT%2 fD94lTZ0PO6AmHhbBnqyL1izgzVopf 1KANOZNoLZm0LMtsu4%2fcP1r0SkZQ ajdfoA4eNpVesE2F08z1%2b3sqJ0OG MBqObXR45BV7wz8U%3d
من هنا بي دي اف ص11
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2009/1020/09-12-1020.pdf
طارق منينة
2009-10-16, 05:47 AM
طارق منينة (http://www.assabeel.net/ar/Default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd% 2fF7pkgJUE53N3pZngd29EpdkWuhhW 9UWJSIil2tm6jqOVPqUq4UuSYh2JQS YIZBmJqb7iTvM16kkjO8KQ9dyoD)
قراءات
انهيار شرفات الاستشراق...
تاريخ النشر : 15/10/2009 -
لقد حاول فريق «التلاعب بالنصوص» من «العلمانيين المتسترين» التموضع داخل أعظم مجال إسلامي علمي وأرفعه وهو «الاجتهاد»، يتخذونه وسيلة لزرع مناهج وقوالب فكرية غربية تنزع بالتلفيق واصطناع الأكاذيب إلى رسم (مسار «كون وتكوين» (ولفظ الكون والتكوين ) للقرآن مادي وبشري) كما يفعل بحذر بالغ.
أما سبب الحذر الملازم دائما لتقديم ترضيات فقد قدمتُه من كلامه. ويضيف نصر أبو زيد سببا اخر فيقول: «هذا الحذر ناشئ عن رغبة عميقة في الوصول إلى عقل القارئ العربي المسلم» (انظر مقاله «الأرثوذكية المعممة» من كتاب «العنف الأصولي نواب الأرض والسماء» ص43).
ومع أن نصر أبو زيد قام بترضيات متتابعة بعد فضيحته مع «مفهوم النص» وذلك للتغطية على علمانيته المتسللة إلى الإسلام، فإنه في نقده لطريقة عمل محمد أركون في منطقة الاجتهاد الخطرة، صرّح أن «ترضيات أركون» للجمهور المسلم تفقد قدرتها على أن تمثل خطرا على بنية الخطاب! (مقاله السابق). ولا شك أن أشد حذرا في ذلك من أركون، وأركون أعظم جرأة ونصر. وكلهم يسعى لهدم ما أسموه «بنية الخطاب القرآني» والتقدم للأمام لتمثيل «الخطرالعلماني» على بنية الخطاب!
يلجأ عادة إلى مسالك ضيقة وعرة، لكي يتمكن من عمل شروخ وشقوق وتصدعات في «البرهان القرآني» بينما يظهر أمامنا مستترا به! وعندما يشعر أن المناسبة تتطلب القيام بترضيات ضمنية أو مباشرة فإنه سرعان ما يلجأ الى ذلك للتغطية والتعمية على الهدف المرسوم قبلا!، وكمثال على ذلك فإنك تجده يذكر «الحقيقة القرآنية» في مواضع من الأقسام الثلاثة من مشروعه التخريبي، وكأنه مؤمن بها بينما يكتب في مواضع أخرى أن هذه الحقيقة هي حقيقة بالنسبة لأهل الايمان بها فقط وليس لأنها حقيقة في ذاتها!(سيأتي توثيق ذلك من كلامه في موضعه). وعندما تتبع خطواته وهو يحاول أن يزرع هذه الفكرة الفوضوية العدمية المابعد حداثية لهدم الثوابت والعقائد والأخلاق في حس القارئ، تجده قد دعمها في خفة واستخفاف بتلبيسات قبلية وبعدية سنكشفها تباعا.
وكمثال: فإنه قد قَصَر قول الله تعالى من سورة العلق (علّم بالقلم) على «علم القرآن فقط» الذي وصفه كما سيأتي من كلامه في المقالات التالية بـ»معهود قديم» للعرب، ومعلوم أن قوله تعالي «علم بالقلم» تعني كل علم نافع من علوم الدنيا والآخرة، وهو ما يعني أن الدعوة القرآنية منذ بدايتها دعوة ربانية علمية تدفع البشر للنفاذ الى المعارف الكونية الكبرى المقسوم عليها إلهيا. ايضا نجده يزعم في تعليقه على سورة القلم أن ابن عباس، وهو من صحابة الرسول، فسّر (القلم) تفسيرا يونانيا هرمسيا، يقول «فمع أنهم يفسرونه بأنه أداة للكتابة، فإن معظمهم مثل ابن عباس وغيره ممن نقل عنه أو نقل عن مصادره فسره بما روجته الفلسفة الدينية الهرمسية من أنه «أول ما خلق الله» ويعنون به العقل الأول في سلسلة العقول السماوية» (القسم الأول ص 181). وهذا كذب على ابن عباس، ومصدره في مسألة خلق القلم وكتابته هو الرسول (لاحظ كلمة «مصادره» ) والحديث يقول: (أول ماخلق الله القلم قال له اكتب...)، وابن عباس لم يقل، ولا الرسول صلى الله عليه وسلم، أن أول شيء خلقه الله هو القلم الهرمسي أو العقل الهرمسي المؤله، وإنما قصد الرسول -والوحي القرآني من قبله- معنى آخر مختلف تماما عمّا يوحي به الطروادي المغرور، وهو انه لما خلق الله القلم قال له: اكتب مقادير السموات والأرض فشأنه الكتابة وسطر المقادير وليس شأنه الخلق والتدبير، وهو ليس خالقا ولا عقلا إلهيا هرمسيا، وإنما خادما كاتبا للمقادير السماوية والأرضية وسنن الكون المسخر، مقادير كل شيء، وهذا مرتبط مع بقية تعاليم الإسلام العقدية والخلقية التي تدعمها وسطية القرآن التي أسقطت الوثنية عن الكواكب والسنن والعقول البشرية فجعلتها لا معبودة ولا مهملة كما هي في الحقيقة، وهذا شيء غيره في فلسفة اليونان التي جعلت من الكواكب آلهة حرب وحب وعشق وصراع وسرقة علم! وأما نتاج حضارة الإسلام الوسطية فقد منحت العالم والى الآن ما لم تمنحه فلسفة التجريد اليونانية الهائمة، بل إن علماء الإسلام نقدوا نظريات يونانية وقدموا نقدهم للعالم هدية علمية، ومنها نظرية بطليموس التي يقول الجابري إن القرآن تأثر بها (انظر من أقسامه (2/ 259 و190-191-243- و3/166).
لم ينفرد بهذه الفرية فقد رمى «طيب تيزيني» القرآن بتأثير الأرسطية اليونانية على نصوصه-وتيزيني رمى الرسول بأنه كان متبعا لأوامر تنظيم دولي انطلق من روما كما لفق ذلك في كتابه «مقدمات أولية في الإسلام المحمدي»-وقد ضرب مثلا على ذلك بقوله تعالى «وجعلناكم أمة وسطا»، فقال الوسط هنا مأخوذ من نظرية الوسط أو الأوساط الأرسطية خصوصا والإغريقية على وجه العموم (انظر كتابه «مقدمات أولية» ص376). رحم الله عبد الرحمن بدوي عندما سخر من المستشرقين ممن يقرأون القرآن قراءة يهودية أو مسيحية، فقال لهم انه يمكن أيضا ليوناني أن يقول إن القرآن استعار مفهوم الفضيلة «كوسط بين طرفين» من أرسطو، فالله يقول في القرآن: «وكذلك جعلناكم أمة وسطا» (دفاع عن القرآن ص 101) ولقد فضح الدكتور عبد الرحمن بدوي مزاعم «الاقتباسات» هذه في كتابه «دفاع عن القرآن»
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7ksJ89un %2bf21cOVNiR5zxeBpP79%2fwFGC1A KfK%2f4qd7lejjCrKEJdyQQ%2fH7RN 21JNOkbEYttbDHIPrHSMFYfm1b5%2f 4w%2f%2bVtjl%2flS9cfNHJ0QQ%3d
من هنا ص11
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2009/1027/09-12-1027.pdf
طارق منينة
2009-10-23, 11:53 AM
انهيار شرفات الاستشراق .. وسُوْسَةُ طرابيشي
طارق منينة (http://www.assabeel.net/ar/Default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd% 2fF7pkgJUE53N3pZngd29EpdkWuhhW 9UWJSIil2tm6jqOVPqUq4UuSYh2JQS YIZBmJqb7iTvM16kkjO8KQ9dyoD)
قراءات
تاريخ النشر 22/10/2009 -
يبدو أن الرجل استجاب أخيرا لوسوسة ناقده وهو"جورج طرابيشي" الذي أبكاه نقده -كما أخبرني من أثق به- وكان طرابيشي قد كرّس (نحوا من خمسة عشر عاماً) من عمره العلماني في كشف التناقضات داخل مشروعه، وقد برر طرابيشي طول مدة النقد بقوله إن تفكيك الألغام، لا سيما إذا كانت معرفية يقتضي مجهودا وأناة وصبرا (انظر مقدمة كتابه "العقل المستقيل في الإسلام")؛ فهو بالنسبة لطرابيشي قد وقع في مأزقين: المأزق الأول انه "تبنى لحسابه خطيئة عصر النهضة بإعلانه عن عدم أزوف ساعة الثورة اللاهوتية، وبالتالي عن ضرورة إرجائها إلى أَجَل غير مسمى" المأزق الثاني "بتغييبه بالتالي للواقعة القرآنية ... قد استبعد من حقل الوعي اللاهوتي الضرورة النهضوية لإعادة بناء المعقولية القرآنية، والحاجة التنويرية إلى تحرير "الرسالة" من عبء التاريخ" (إشكاليات العقل العربي ص69-70). ويبدو لي أن هذه الكلمات هي المحرّض الذي دفع الجابري لكتابة كتابه "المدخل إلى القرآن" وأقسامه الثلاثة وبذلك يكون قد استعجل افتتاح "المرحلة المؤجلة" من النقد اللاهوتي تحت ضغط ووسوسة ناقده "جورج"!، وهذا يذكرني باستجابة الوليد ابن المغيرة السريعة لتحريض "أبو جهل".
ذكرتُ فيما مضى اتهام الرجل لصحابة رسول الله، بل اتهامه لرسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه، بأنهم تأثروا بمعهود اليونان الأسطوري عن "القلم"! أما هنا –في مثالنا التالي- فنجده يتقدم خطوة أشد تهورا تُخفي حقائق التاريخ والوحي معا كما تُظهر لنا حقيقة "الجهل المطبق" الذي اخبرنا عنه ناقده والذي سنظهره هنا في مسائل ما بعد "التحريض الطرابيشي" لنقد القرآن، ومنها دعوى مُطَابَقَة المفهوم القرآني للموروث العلمي اليوناني الخاطئ.
ففي تعليقه على قول الله تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ) وهي الآية (17)، التي وردت بعد العرض التفصيلي الدقيق لمراحل نمو الجنين في الرحم (12-14) وهي من سورة "المؤمنون"، قال: "ومفهوم السموات السبع يطابق معهود العرب في ذلك الوقت الذي يرجع إلى الموروث "العلمي" القديم الذي كان يتمثل في النظام الفلكي الذي شيده بطليموس (عالم يوناني عاش في الإسكندرية في القرن الثاني للميلاد) وقوامه كواكب سبعة سيارة والأرض في مركزها وهذه السبعة السيارة هي: زحل، والمشتري، والمريخ، والشمس، والزهرة، وعطارد، والقمر، وقد بقيت نظرياته مهيمنة على علم الفلك إلى القرن السادس عشر" (القسم الثاني ص259). ويبدو أن الأحكام الضالة التي تصدر بحق القرآن تتلبس كل يوم صورا جديدة، وقد رأينا فيما مضى اتهام "طيب تيزيني" بأن مصدر "وسطية القرآن" هي فلسفة أرسطو اليوناني عن "الأوساط"! وهنا يضيف المزيد، فمصدر مفهوم السموات السبع في القرآن هو نظرية بطليموس اليوناني!!! الذي تقول نظريته بثبات الأرض في مركز الكون وهو رأي الكنيسة وليس الإسلام. يقول موريس بوكاي"هذا المفهوم الذي التقى الناس عليه مع ذلك حتى عصر محمد، لم يظهر في القرآن في موضع منه مطلقا" (انظر التوراة والإنجيل والقرآن والعلم ص194). يقصد " النظام المحوري المعروف الذي ظل مقيما منذ بطليموس" (ص194)
والمتأمل في آيات القرآن يرى لهذا الكون المخلوق سعة تزداد وأن بطليموس ضيق ماوسعه الله وثبت ماأجراه الله من أفلاك تسبح ، ومن المعلوم أن علماء الفلك من تلاميذ "محمد رسول الله" نقدوا نظرية بطليموس وبينوا الأخطاء التي سطرها في كتابه "الماجسطي" ، ولا يخفى على المطّلع على مصادرهم أن نظرة القرآن الشاملة لأفلاك الكون هي التي منحتهم التصورالكلي لنقد نظرية بطليموس وأمثالها من النظريات اليونانية الخاطئة، كما فعل "البيروني"-وغيره- العالم المسلم الموسوعي (362-440هجرية)الذي احتجّ في كتابه "الجماهر في معرفة الجواهر" بالآية التي خاطبت أهل مكة-أولا- عن مستقبل بشري له صلة بآفاق كونية" سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ"(فصلت :53 وهي مكية!)، والآية " الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ" (الملك:3 وهي مكية!)، والآية "وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ"(الحجر :19 وهي مكية!). يقول المستشرق الألماني إدوارد سخاو، في مقدمة تحقيقه لكتاب البيروني "تحقيق ما للهند..." أن البيروني أكبر عقلية ظهرت في التاريخ و "إن البيروني يعتبر من وجهة نظر تاريخ العلوم أكبر ظاهرة علمية في الحضارة الإسلامية".
أما عن السموات السبع المذكورة في الآية فليس عنده دليل من القرآن على أنها كواكب سبعة، والقارئ للآيات الكونية في القرآن يعلم كم هي ضيقة وقاصرة فكرة مركزية الارض وثباتها وعلاقة ذلك بكواكب سبعة ، والآيات المتعلقة بالسماوات السبع لابد من ربطها ببقية الآيات الكونية ، وقد أشار بوكاي إلي أن علماء العصر يتفهمون اشارة القرآن عن السموات السبع ويحاولون النفاذ الى الآفاق البعيدة ما أمكنهم (انظر ص172). ويضيف "إن هذا المفهوم الجديد للفلك لم يكن موجودا في عصر الرسول وانه كان سيتضح مع تقلب القرون" (ص194)، فالمجرة والشمس كلاهما يدور حول نفسه دورة كاملة-يقول بوكاي- "والشمس تدور حول نفسها في خمسة وعشرين يوما تقريبا...ويظهر إذن أن في القرآن تلوينا في التعبير يشير إلي حركات خاصة بالشمس والقمر تثبتها معطيات العلم الحديث. ولايمكننا أن نفهم أن رجلا في القرن السابع الميلادي، مهما كان واسع العلم في عصره، وهو ما لم يكن عليه حال محمد صلى الله عليه وسلم، بإمكانه أن يتصورها"(ص197)
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7UwBX00d QJ3oJ356frGqnIBqT5kPzEHQeTYKJ2 GyU6Ps7cmS76%2fAop2D7ngtTJNIEQ WMh6EzxKhpRCsB1KBDQxqx2zqqw70c qxy3EqxbvmJk%3d
ومن هنا ص11
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2009/1034/09-12-1034.pdf
طارق منينة
2009-11-16, 05:11 AM
طارق منينة (http://www.assabeel.net/ar/Default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd% 2fF7pkgJUE53N3pZngd29EpdkWuhhW 9UWJSIil2tm6jqOVPqUq4UuSYh2JQS YIZBmJqb7iTvM16kkjO8KQ9dyoD)
(http://www.assabeel.net/ar/ArticlePrintPage.aspx?xyz=Qrrx Vt3TvzXpAf5f2S5ZvXh1ztw2qS9uvv jyasy71YqsUtlWc0I76w9UMsL1qlEV gi%2bvSLBW9DrnpXArBSWCtUvDRP0T H593aXLi3%2bKB8cK1F2AJ0TIGwA%3 d%3d) انهيار شرفات الاستشراق... حشو الجابري اليوناني
تاريخ النشر : 15/11/2009 - 06:44 م
من المعلوم أن القرآن العظيم لا يمت بصلة "لهذا المعهود اليوناني" الخاطئ الذي تسلل به الجابري الى الحقيقة القرآنية البالغة ولا يمت بصلة الى افرازات الفكر الفلكي الخاطئ والمرتبط بتصور "آلهة كوكبية"!، فقد ارتبط تصور فلاسفة اليونان للعالم بـ"فلكيات خاطئة" مثل تصور"الارض مركزا للكون"؛ كما يحكي أرسطو بنفسه "فمعظم الفلاسفة يؤكدون أنها تقع في مركز العالم... عكس هذا الرأي يذهب الفيثاغوريون فعند هؤلاء أن النار التي تشغل المركز (ارسطو من كتابه "رسالة السماء" ترجمة جان تريكون مكتبة فران الفلسفية باريس 1949، ص 101-102). ويقول ول ديورانت في كتابه (قصة الفلسفة) عن فلكيات ارسطو "ان علم الفلك الذي وضعه ارسطو ليس سوى سلسلة من الحكايات المضحكة "(ص75، مكتبة المعارف، بيروت، 1988، ط6) كذلك لا يمت القرآن العظيم بصلة "للافلاطونية المحدثة" التي دعت الى التعددية الوثنية دفاعا عن "ألوهية الكواكب" والذي يقول فيلسوفها أفلوطين (وهو غير افلاطون): "فإن لم تكن الأجرام السماوية آلهة، فأي الموجودات أجدر منها بصفة الألوهية"!! (انظر "العقل المستقيل في الإسلام" لطرابيشي ص64).
مع ذلك نجد الجابري يحاول أن يختلق صلة بين نتائج هذا الاستدلال الخاطئ للفكراليوناني في مجالات الفلك والطب والفلسفة وبين القرآن العظيم (ومن المجرة الى النطفة)، ففي تعليقه على قول الله تعالى من سورة الأعراف "هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها" يقول "والمعنى: هو الذي خلقكم –خلق كلا منكم- من نفس واحدة، هو الرجل، أي من مني الرجل، وجعل من تلك النفس، أي من ذلك المني زوجها باختلاطه مع ماء المرأة. وهذا ما يقتضيه العلم القديم الموروث عن أرسطو والذي انتشر بين الأطباء القدامى، فقد كانوا يرون أن النفس (وهي الصورة) تتكون من مني الرجل، أما المرأة فهي مجرد مادة للتغذية (!)، فالمرمر (أو الرخام) مادة وهي لا شكل لها (!)، وعندما تلبسها صورة معينة رجل أو امرأة تصبح تمثالا للرجل أو المرأة، وكذلك ماء المرأة فهو كالمرمر في هذا المثال، فعندما تلامسه صورة الرجل يكون المولود ذكرا وعندما تلامسه صورة المرأة يكون أنثى، ويبقى من يعكس الصورة؟ في الأفلاطونية المحدثة قالوا يعطيها واهب الصورة (وهو العقل السماوي العاشر مدبر ما تحت فلك القمر، ويناسب جبريل في الاصطلاح الديني)" (فهم القرآن الكريم، الجابري، القسم الأول، ص240). هنا في هذا النص يحاول الجابري إعادة إنتاج الموروث اليوناني الخاطئ في نص قرآني كما يحاول أن يشق لهذه الأمثال المضروبة بغيًا طريقاً الى القرآن ومنها مفهوم "الصورة" والمرتبط عند اليونان بأزلية العالم وانه لم يُخلق، وذلك يعني ان ما خلقه الله هو الصورة وحدها اي الشكل وليس مادة العالم، وكأن مفهوم الصورة والشكل يعاود ظهوره في المخيلة اليونانية في الإنسان كما كان في العالم بل وفي عملية التسلل الحذرة للجابري!، ففي النص اعلاه انتقل الجابري بالخيال اليوناني عن "الصورة" –بغية زرعه في القرآن- الى "ماء المرأة" ليجعل تصوير القرآن له "شكلا" (كالرخام أو المرمر) وليس (بنية داخلية) مصممة لشأن آخر غير الشأن اليوناني الأسطوري، والتي لها دور رئيسي في عملية التخلق الداخلي والتي صورها القرآن في صورة "أمشاج" في اختلاط تام، وهو ما يعني ان ذلك ليس له في هذه المرحلة صلة بتكون "نفس" او بخطأ معرفي يوناني عن تكوينها من ماء الرجل او من دم الحيض كما زعم ارسطو نفسه !! كما أنه لا واهب في المشهد العيني او الغيبي لا للصورة ولا للمادة يسمى "العقل العاشر" الذي ابتدعته المخيلة اليونانية ومنحته قدره إلهية على ما تحت فلك القمر فقالوا هذا له بزعمهم. في سبيل التشويش العلماني على حقائق القرآن يقوم الجابري بمجموعة أغاليط منها إنطاق الدليل بغير منطوقه كما فعل مع العقل العربي وكشفه هناك طرابيشي وله في كشفه مآرب أخرى وأغراض علمانية أخرى (انظر ص185).
يقول جورج طرابيشي عن أخطاء الجابري وتلاعباته انها :"الأغاليط والمغالطات الآخذ بعضها برقاب بعض كالسلسلة... تحل المصادرة مكان البرهان، والفرض الذهني محل الواقع العيني،... تقلب أدلة الإثبات الى أدلة نفي وبالعكس، وتجري محاكماتها لا بالاستناد الى الوقائع والنصوص، بل قفزا فوق الحقائق والنصوص، وتلفيقا لها وتزييفا عند الاقتضاء" ( ص136). وفي كشفنا هنا نراه يحاول أن يوهم قارئه ان ما ذكره القرآن عن الإنسان والسموات والقلم وغير ذلك مما ياتي بيانه انما مصدره موروثات خاطئة لتراث ما قبل الإسلام ويتوسل الى ذلك بالتلفيق والتحريف لإلباس الحقيقة القرآنية -بعد الادعاء بتاريخيتها!– لباس الخرافة الأرسطية والهلينية وغيرها من خرافات الانحراف اليهودي والمسيحي والوثني كما فعل تيزيني والقمني وجعيط. والعجيب انه من جهة اخرى يجعل من هذا العقل اليوناني اللاعلمي في اغلب استنتاجاته "عقلا برهانيا" ليقيمه -مسنودا بنماذج مغربية- في المواجهة مع ما اطلق عليه "العقل البياني" و"العقل العرفاني" العربي!. وقد حصر البرهان في مذهب ارسطو، ووضع سلطة ارسطو فوق سلطة العقل كما قال طرابيشي (ص95 و388). وما بين توقيرية القراءة الجابرية لارسطو وبين رفع تلاميذه له وتعظيمه فوق الأنبياء، تتكشف لنا "المضاهاة النفسية" التي تظهر بادية على قراءة الجابري العنصرية الداعمة "للمركزية الاوروبية" باعتبارها تمثل المحتكر الوحيد للفكر العقلاني الممتد الى ارسطو كما كشف ذلك علمانيون في نقدهم للجابري (انظر كمثال محمود إسماعيل في "قراءة نقدية" ص13).
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7Ba1kdjv O9cqv7tN3TF2j%2f%2fkAYJCTq9NJ6 1%2f1lRafWZ5zgMASVt3q%2fUHuJvV QSheAa%2bw9HfI7xu5cxAaUDN9xGd5 GE3jpBaKteXNb7aj6GPY%3d
وهو من هنا ص 23
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2009/1058/21-24-1058.pdf
طارق منينة
2009-11-26, 08:48 AM
انهيار شرفات الاستشراق... الإضمار الجابري
طارق منينة
تاريخ النشر : 25/11/2009 - 08:53 م
تعليقا على قوله تعالى " وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا" (سورة نوح:17)، يقول الجابري: "كان القدماء يتمسكون بنظرية خلق الإنسان من طين على غرار نشوء الدود فيها. قالوا: يتخمر الطين بفعل اختلاط الماء والتراب فيتكون الدود فيصير كائناً حياً في أدنى درجات التكوين ثم يتطور الى ما هو أرقى الى الحيوان، ثم الى الإنسان" (القسم الثاني ص 190). وهنا أيضا لا نعدم للجابري استدعاءً محتالاً لموروثات الحضارات الوثنية البائدة، وكأنه يشير إلى أن الآية عكست أساطير القدماء عن خلق الإنسان، وقد تقدم عرض بقية أحجيته واتهاماته في ذلك، وهو يعتمد فيما أضمره هنا على فطانة القارئ، وهي حالة علمانية مستترة يوضحها خليل عبد الكريم في عرضه لمشروع محمد أحمد خلف الله الذي أرجع مصدر القَصَص القرآني إلى اعتقادات المخاطبين زمن التنزيل فيقول: "أثبت أنه باحث جريء فكرياً، طرح ما استطاع طرحه في شجاعة نادرة، وما لم يستطع فقد تركه لفطانة القارئ وذكائه ولقانته ولماحيته" (الفن القصصي في القرآن الكريم مع شرح وتعليق خليل عبد الكريم ص475، سينا للنشر، 1999، ط4)، وقال" أشرنا إلى ما أضمره المؤلف وما دسّه لا في السطور فحسب، بل ما بينها وترك فهمه وإدراكه لفطانة القارئ" (ص498).
والجابري يقوم بذلك الدس لأنه من مستلزمات مرحلة الـ"بين بين" الجابرية، اي بين "التلميح والتصريح" ومن المعلوم أن محاولة التسلل بفكرة "تاريخية النصوص" العلمانية الى آيات القرآن، لطمس الحقائق والتشويش عليها أمر معروف عن "الصنائع" المستترة!
نحن نفهم ان العلمانيين الذين ينكرون قصة الخلق الإلهي يرفضون تبعاً لذلك المقطع (خلق الإنسان من طين) والذي استعارته أساطير الأمم من الدعوات الربانية في الحضارات والمدن القديمة وخلطته فلاسفتها وكهنتها بتصوراتها، ومنها ما ذكره الجابري ومثله قول "سبتينو موسكاني" عن الأسطورة البابلية:"..."مردك" يأخذ التراب ويمزجه بدم الإله "كنجو"..، ويصنع منه الانسان" (الحضارات السامية القديمة، دار الرقى بيروت 1986، ص85). ومع ذلك فالعلمانية سليلة الوثنية فهي تنتج أساطير وأساطير فرويد ـ كمثال ـ عن البشرية الأولى وعن النبي موسى لا تخفى على القارئ.
لكن لا علينا فثمة علماء غربيون آخرون أسلموا وأعلنوا أن حقائق الوحي القرآني تُناقض خرافات الأمم وأساطيرها. كما أن آيات القرآن عن خلق الإنسان من طين لا تنافي الاكتشافات العلمية فهناك تشابه واضح بين التركيب الكيميائي لكل من جسم الإنسان وتربة الأرض الزراعية" (تفسير الآيات الكونية للدكتور زغلول النجار، مكتبة الشروق الدولية "2157-158/" ط -1، 2007) وانظرالتفصيل في (2/445-446) وقد أثبت التحليل العلمي صدق هذه الحقيقة القرآنية والمرتبطة بحقائق قرآنية أخرى لها أهمية كبرى في العلم القرآني منها ما ذكرته السورة نفسها وأغفله الجابري وهي الآية "وقد خلقكم أطوارا" (نوح:14) وقد فُصّلت هذه الأطوار بدقة مدهشة في سورة المؤمنون الآية:14 (سبحان الله! الآية في سورة نوح رقم 14، وفي المؤمنون رقم 14 أيضا، إنها آية، والخلق من تراب آية، والخلق في أطوار ومراحل آية: "ومن آياته أن خلقكم من تراب "الروم:20"). ويأتي التعبير القرآني "الإنبات" ليعبر عن عمليات الخلق والتكوين والإنشاء والنمو والتجدد والرعاية الدائمة، وقد قال الله عن مريم ورعايته لها "وأنبتها نباتا حسنا".
حاول الجابري تقديم "النقد اللاهوتي" ولكن كما قال هو "من خلال القدماء" وفي مرحلته الحالية يقوم به من خلال "انتقاء قول ورد في التفسير" لجعله يدور في فلك خطته. وكمثال فإنه يعلق على قوله عز وجل: " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (سورة الحجر: 9) والذي هو وعد بحفظ القرآن، ليصير المعنى هو "حفظ الرسول من الجنون الذي يتهمونه به" (القسم الثاني ص33). ويقول "هذا ويتمسك بعض الناس برد "الحافظون" الى القرآن كدليل على أنه لم ولن يتغير" (ص34) فالوعد بعدم تغير القرآن يفسد خطته في هدم المرجعية الإلهية للقرآن، والعلماني يتمنى أن تُزال الوعود الإلهية كلها من القرآن فهي عثرة أمام مشاريعهم المادية. يقول داعماً لفكرته المسبقة "وممن قال بهذا الفرّاء وابن الانباري (ذكره الرازي)" مع أن الرازي نفسه رفض هذا القول وقال بأن القول الأول الذي عليه أغلب أهل التفسير هو الراجح قال: "إلا أن القول الأول أرجح القولين وأحسنهما مشابهة لظاهر التنزيل والله أعلم (تفسير الرازي، ج19، ص 164، دار الفكر، ط1) بل إن الجابري أخفى قول الرازي عن تحقق الوعد بحفظ القرآن "ثم إنه تعالى حقق قوله في هذه الآية" (انظر ص 164).
ليس هذا فقط ولكنه وبعد أن جعل الآية "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" تعني حفظ الرسول من الجنون (يثبته هنا لينفي به الحفظ الأشمل!)، ذهب يفسر به آية " إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ" (سورة القصص:85 (وهي مكية!)) ليس بالعود إلى مكة منتصرا وإنما بالإعادة الى الآخرة!، قال "أما نحن فنرى (!) أن المعنى الذي يفرضه السياق هو "المعاد" بمعنى يوم الحساب والجزاء، الشيء الذي يعني أن النبي (صلى الله عليه وسلم) سيجازى يوم القيامة كبقية البشر" (القسم الأول ص 338-339)، ومعلوم أن الوعد برده الى مكة صدر فى مكة في مرحلة الاستضعاف وهو ما يعني حفظ الله له في مكة الى الخروج ثم تمكينه ونصره في المعارك القادمة ثم إرجاعه الى مكة فاتحا تحقيقا للوعد القيومي.(عيد مبارك)
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7KwgD%2f p08fzHStnjwgS%2fT0Dh%2bWKgGG1w gC5W6VtujHQJ6reS96t4bNeD%2b%2f eG1SkJjmkyG4WBc0DSK6grvDO4HRbe UYSoFfaJpIgM%2fcWrHFbQ%3d
وبي دي اف من هنا
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2009/1068/21-24-1068.pdf
طارق منينة
2009-12-06, 03:55 AM
انهيار شرفات الاستشراق...ظلما الجابري
بقلم طارق منينة
تاريخ النشر : 05/12/2009 -
ويعلق الجابري على الآية الخامسة من سورة ابراهيم "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ" بقوله :"أما "الظلمات" فهي الوضعية التي كان عليها بنو إسرائيل تحت استبداد فرعون وطغيانه. وأما "النور" فهو إخراجهم من تلك الوضعية والذهاب بهم الى فلسطين... يتعلق الأمر إذن بالانتقال من وضعية مادية (فقر، قهر، استبداد) الى وضعية أخرى مادية(!)...الرجوع(! ) الى "الوطن الموعود" (فهم القرآن الحكيم.... القسم الثاني ص246). وقد قدمتُ كلام الجابري تحت عنوان "محاولات بائسة" في تحريفه لحقيقة اسم "الإسلام"، وهو يفعل هنا مع "النور" ما فعله هناك مع "الإسلام". كما انه أعمل مبضعه الماركسي الحاجب للحقيقة مع الآية الأولى من السورة نفسها، سورة إبراهيم وهي قوله تعالى:"الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) وهي تتكلم عن (كتاب/تنزيل/نورالله) يقول ان "معناها يجب أن يفهم على ضوء شبيهتها "وثانيتها" (القسم الثاني ص246) يقصد آية إخراج موسى لقومه من الظلمات إلى النور، ومعناها في بطن العقل الماركسي يعني الانتقال من وضعية مادية الى اخرى (مستوى عيش!!) وهي في حالة قوم موسى الخروج من وضعية مادية (فقر وغيره) الى الأرض الموعودة، وفي حالة صحابة رسول الله "من أجل إخراجهم من وضعيتهم القاسية على مستوى العيش...الخ، الى وضعية أفضل" (القسم الثاني ص247). والوضعية المادية الأفضل لمستوى عيش أفضل تحتاج الى قتال وحشد وزعيم وصك مصطلحات "اسلام، نور، ظلمات..إلخ! (النظرة الاستشراقية تعاود نفسها في سطور جابرية!) يقول: "أقول إن التوجه إلى العرب، في إطار "لتخرج الناس من الظلمات إلى النور" هو من أجل إخراجهم من وضعيتهم القاسية على مستوى العيش...الخ، إلى وضعية أفضل، وبالتالي فإن الأمر يتعلق بحشد "العرب" من خارج مكة للقضاء على استبداد الملأ من قريش بالسلطة المزدوجة التي تشبه السلطة التي كانت تمارس في مصر على الناس" (القسم الثاني ص247). مع أن الآية تتكلم عن "كتاب هادٍ" و"نور" الكتاب نفسه و"تنزيل رباني" وليس عن "وضع مادي" وإخراج هناك وحشد هنا!
لقد غيّب الجابري حقيقة الوحي ومصدره الأصلي والأًصيل وارجعه الى جدلية ظروف مادية ووضعيات اجتماعية واقتصادية، رامياً من وراء ذلك الى انكار حقيقة دعوة الإسلام والأسماء الشرعية (الإسلام، النور..إلخ)، فقد أخرج من مسمى "النور" أصله ومنبعه ومصدره ومشكاته وذلك في عملية بتر للحقيقة استخدم فيها الماركسية كأداة تأويلية ظناً منه انها ستقوم بالدور التعجيزي للإسلام، في حين نرى أدوات الجابري تتكسر وتتصدع أمام دوي التنزيل بل يدكّها الله دكّاً برفع الحقيقة فوق رؤوس تلاميذ يهود واسرائيل، أشباه كهنة التحريف والتزوير بل هم تلاميذ اليهود والنصارى (الحداثيون) على الحقيقة لا المجاز!.. كان الجابري قد صرّح من قبل بأن الماركسية هي "اداة للعمل، مرشد للعمل يجب ان نسترشد بالنظرية العامة، بالمنهج" (التراث والحداثة، مركز دراسات الوحدة العربية، 1991، ط1، ص250)، ومن المعلوم ان كتابات الجابري الأولى تشهد على بُعد ماركسي واضح، كما ان "الثابت -يضيف محمود اسماعيل العلماني- تواجد أصداء التحليل الماركسي في كتاباته الأخيرة" (فكرة التاريخ بين الاسلام والماركسية، 1988، مكتبة مدبولي، ط1، ص95) فهنيئا لناقد العقل العربي بقصور الأداة وفساد التأويل والتلمذة على عقول ملاحدة برواسب استشراقية.
والسؤال الذي ينبغي طرحه الآن هو: أليست هذه (العلمانية) تمارس -على يد عبيدها- استراتيجية الحجب والاستبعاد والمخاتلة والخداع والتحوير الذي تتكلم عنه قراءات المذاهب الحديثة "المقلوبة"؟ ألم يكشف القرآن هذه الإستراتيجيات، وبأدق الأوصاف والتعبيرات كأوصاف الإخفاء والكتمان والتحريف واللبس والخوض والخداع والإبرام والتبديل والمكر واللغو والليّ؟ وليُّ المعنى كما قال ابن القيم في (الرسالة التبوكية) هو "تحريفه وتأويل اللفظ على خلاف مراد المتكلم به، وَتَحْمَالُه ما لم يُرِدْه، أو يُسقط منه بعض ما أراد به، أو نحو ذلك من ليّ المعاني". وهو ما كشفه طرابيشي في نصوص الجابري المبتسرة لأقول علماء وفلاسفة، ونكشف نحن ونفضح ليّه وابتساره لحقائق القرآن وآيات الفرقان.
يجب أن لا يغيب عن بالنا أن للنبوة في التفسير الماركسي والعلماني ارتباطات -مزيفة- بأوضاع و"وضعيات" مادية وتهيئة كهنوتية وسياسية وافرازات معرفية اسطورية زعموا انها صنعت الأنبياء وشكّلتهم وأخرجتهم، ففرعون مع كهنته عند العلماني خليل عبد الكريم صنع موسى وهيّأه للنبوة! -توفي خليل عبد الكريم عن عمر يناهز 73 عاما، وهو المحامي الذي ترافع عن نصر أبو زيد في المحكمة المصرية في قضية "مفهوم النص"، والذي أشاد جابر عصفور بمرافعته في كتابه الصادرعن الهيئة العامة للثقافة (بأموال الشعب!!) بعنوان "ضد التعصب"!- أما المسيح "فاتصل بالكهنة المصريين واغترف من علومهم الكثير ومنها الطب (إبراء الأكمه والأبرص) والسحر (إحياء الموتى)... وهكذا ثبت بالحجة القاطعة أن موسى وعيسى دخلا بوابة التصنيع" وأطوار التنشئة و"سائر خطوات الصقل والصنفرة والإعداد والتأهيل والتحضير والتدريب والتمرين والتلميع..إلخ" (فترة التكوين، الأعمال الكاملة لخليل عبد الكريم، دار مصر المحروسة، ط2، القاهرة، 2004، ص 250 و254-255). وكذلك فالرسول هو "كسابقه حذوك القذة بالقذة سار في تجربة وقطع أشواطها" (ص255)، والتجربة المزعومة بزعم هذا المفتري تمت على عين وعناية تنظيم رهباني يبدأ من خديجة وورقة وينتهي الى الغلام عداس ورهبان الجزيرة العربية ومدة التهيئة (15) عاما!!. هكذا يفعلون مع الرسول والرسالة.
الآن وبعد ان فرغنا من اختراق الاختراق، وكشف عملية التستر الكبرى للجابري وصلة منهجه بالمناهج الغربية الاستشراقية والفلسفية، وعرضنا اهم ما حاول به إحداث مساس بالإسلام وبشيء من التلميح وبقدر لم نعهده منه من التصريح، يمكننا النظر بتؤدة الى فتوحات سورة القلم وتصويرها الخطير الشأن للنفس (الدهرية/العلمانية)، وغير ذلك من أمور تدل على علم الله اللطيف الخبير وأن القرآن كلام الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وإن حاول ذلك العلمانيون المعاصرون كما المستشرقون الحاقدون.
[/URL]
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7nV6PB99 Z4qekSvR9%2bjr9WyoNaQgEqFyySNX inAQAtzMfcCzdrgecKuMh9JFZ9YWCX akV9SwZksxgtJWlvXWpGKrserksWzW mbsitc09Jacs%3d (http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k2bcOd87 MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7nV6PB99Z 4qekSvR9%2bjr9WyoNaQgEqFyySNXi nAQAtzMfcCzdrgecKuMh9JFZ9YWCXa kV9SwZksxgtJWlvXWpGKrserksWzWm bsitc09Jacs%3d)
والمقال هنا في الجريدة الورقية ص 23
[URL]http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2009/1074/21-24-1074.pdf
وفي المقال اضافات لم اذكرها في الجريدة ساضعها ان شاء الله غدا او بعد غد
طارق منينة
2009-12-10, 11:46 AM
المقال الفائت بزياداته التي لم تنشر
اثرت وضعها هنا في سياقها من المقال لاهميتها -ولونتها لسهولة الرجوع اليها لمن قرأ المقال قبل
-
انهيار شرفات الاستشراق...(ظلما ت الجابري)
ويعلق الجابري على الآية الخامسة من سورة ابراهيم "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ" بقوله :"أما "الظلمات" فهي الوضعية التي كان عليها بنو إسرائيل تحت استبداد فرعون وطغيانه. وأما "النور" فهو إخراجهم من تلك الوضعية والذهاب بهم الى فلسطين... يتعلق الأمر إذن بالإنتقال من وضعية مادية (فقر، قهر، استبداد) الى وضعية أخرى مادية(!)...الرجوع(! ) الى "الوطن الموعود" (فهم القرآن الحكيم.... القسم الثاني ص246). وقد قدمتُ كلام الجابري تحت عنوان "محاولات بائسة" في تحريفه لحقيقة اسم "الإسلام"، وهو يفعل هنا مع "النور" مافعله هناك مع "الإسلام" كما انه اعمل مبضعه الماركسي الحاجب للحقيقة مع الآية الأولي من السورة نفسها ، سورة إبراهيم وهي قوله تعالى:"الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ)وهي تتكلم عن(كتاب/تنزيل/نورالله) يقول ان "معناها يجب أن يفهم على ضوء شبيهتها "وثانيتها" (القسم الثاني ص246) يقصد آية إخراج موسى لقومه من الظلمات إلي النور ومعناها في بطن العقل الماركسي يعني الانتقال من وضعية مادية الى اخرى(مستوي عيش!)! وهي في حالة قوم موسى عليه السلام الخروج من وضعية مادية (فقر وغيره) الى الأرض الموعودة وفي حالة صحابة رسول الله "من أجل إخراجهم من وضعيتهم القاسية على مستوى العيش...الخ، الى وضعية أفضل" (القسم الثاني ص247).والوضعية المادية الأفضل لمستوى عيش أفضل تحتاج الي قتال وحشد وزعيم وصك مصطلحات"اسلام،نور،ظلمات ..إلخ!(النظرة الإستشراقية تعاود نفسها في سطور جابرية!) يقول "أقول إن التوجه إلي العرب ،في إطار "لتخرج الناس من الظلمات إلي النور" هو من أجل إخراجهم من وضعيتهم القاسية علي مستوي العيش...الخ،إلى وضعية أفضل، وبالتالي فإن الأمر يتعلق بحشد "العرب" من خارج مكة للقضاء على استبداد الملأ من قريش بالسلطة المزدوجة التي تشبه السلطة التي كانت تمارس في مصر على الناس" (القسم الثاني ص247). مع أن الآية تتكلم عن "كتاب هادٍ" و"نور" الكتاب نفسه و"تنزيل رباني" وليس عن "وضع مادي" وإخراج هناك وحشد هنا! .
لقد غيّب الجابري حقيقة الوحي ومصدره الأصلي والأًصيل وارجعه الى جدلية ظروف مادية ووضعيات اجتماعية واقتصادية، رامياً من وراء ذلك الى انكار حقيقة دعوة الإسلام والأسماء الشرعية (الإسلام، النور..إلخ).. فقد أخرج من مسمى "النور" أصله ومنبعه ومصدره ومشكاته وذلك في عملية بتر للحقيقة استخدم فيها الماركسية كأداة تأويلية ظناً منه انها ستقوم بالدور التعجيزي للإسلام في حين نري أدوات الجابري تتكسر وتتصدع أمام دوي التنزيل بل يدكّها الله دكّاً برفع الحقيقة فوق رؤوس تلاميذ يهود واسرائيل، أشباه كهنة التحريف والتزوير بل هم تلاميذ اليهود والنصارى (الحداثيون) على الحقيقة لا المجاز! .. كان الجابري قد صرّح من قبل بأن الماركسية هي "اداة للعمل، مرشد للعمل يجب ان نسترشد بالنظرية العامة،بالمنهج" )التراث والحداثة، مركز دراسات الوحدة العربية، 1991، ط1، ص250) ، ومن المعلوم ان كتابات الجابري الأولى تشهد عن بُعد ماركسي واضح، كما ان "الثابت -يضيف محمود اسماعيل العلماني- تواجد أصداء التحليل الماركسي في كتاباته الأخيرة" (فكرة التاريخ بين الاسلام والماركسية، 1988، مكتبة مدبولي، ط1، ص95) فهنيئا لناقد العقل العربي بقصور الأداة وفساد التأويل والتلمذة علي عقول ملاحدة برواسب استشراقية. فهو ماكان له ان يخرج من مدار ماركس الا ليدخل في مدار من بعده من الفلاسفة الجدد وذلك لانغلاقه داخل المنظومة العلمانية الدوغمائية المتسفلة بماديتها ودهريتها ومن المعلوم ان العلمانية إنما هي كما عبر عنها أحد أقطاب مابعد الحداثة وهو علي حرب "رؤية دهرية دنيوية مؤداها أن مرجع الإنسان هو ذاته وعقله وتجاربه"(الممنوع والممتنع لعلي حرب ص 26)ولشاكر النابلسي كلام مماثل .
ان عملية الجابري الطروادية هي قلب لمفاهيم النصوص مما يؤدي في النهاية وكنتيجة الى وصفها -بعد تقدير مبيّت!- بانها ذات طبيعة ناسوتية وصفة دنيوية.
والسؤال الذي ينبغي طرحه الآن هو: أليست هذه (العلمانية) تمارس -علي يد عبيدها- استراتيجية الحجب والإستبعاد والمخاتلة والخداع والتحوير الذي تتكلم عنه قراءات المذاهب الحديثة "المقلوبة"؟ ألم يكشف القرآن هذه الإستراتيجيات ، وبأدق الأوصاف والتعبيرات كأوصاف الإخفاء والكتمان والتحريف واللبس والخوض والخداع والإبرام والتبديل والمكر واللغو والليّ؟ وليُّ المعنى كما قال ابن القيم في (الرسالة التبوكية) هو "تحريفه وتأويل اللفظ على خلاف مراد المتكلم به، وَتَحْمَالُه ما لم يُرِدْه، أو يُسقط منه بعض ما أراد به، أو نحو ذلك من ليّ المعاني". وهو ما كشفه طرابيشي في نصوص الجابري المبتسرة لأقول علماء وفلاسفة ونكشف نحن ونفضح ليّه وابتساره لحقائق القرآن وآيات الفرقان.، فهو عند طرابيشي (العلماني)يقوم "بالتمويه والحجب من خلال إبتسار النصوص" (العقل المستقيل في الإسلام ص 389) و"الحجب التام" (ص 151)، ويبدو ان ذلك عند الجابري لا يتم الا في حالة من اللامسؤولية العلمية (بتعبير طرابيشي: وحدة العقل العربي الإسلامي ص304و 285 و277 و881) وفي تجشم من جهد "لامعرفي" (347) و"ضرب من هذاء تأويلي" (ص228).فهو يخرج النص "تماما عن دلالته بإبتتاره ...وتقطيع أوصال..إلي تحريف دلالته عمدا بالتلبيس علي القاريء)(ص339)
ان نور التوراة التي أنزلت علي موسي عليه السلام انما هو هداية تعاليمها وشرائعها التوحيدية كما قال تعالي "واتينا موسى الكتاب وجعلناه هدى لبني اسرائيل الا تتخذوا من دوني وكيلا"(سورة الإسراء (http://www.holyquran.net/cgi-bin/prepare.pl?ch=17&vr=2#searched) : آية 2) وقال "أنا أنزلنا التوراة فيها هدي ونور" هذا هو ماجاء به موسي لإخراج قومه اليه "وما قدروا الله حق قدره اذ قالوا ما انزل الله على بشر من شيء قل من انزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا"(سورة الأنعام (http://www.holyquran.net/cgi-bin/prepare.pl?ch=6&vr=91#searched) :آية 91) كما ان الآية الأولي من سورة ابراهيم تتكلم عن الكتاب وآياته المخرجة من الظلمات الي النور مثلها مثل آيات أخر تصف التنزيل وآياته "هو الذي ينزل على عبده ايات بينات ليخرجكم من الظلمات الى النور وان الله بكم لرؤوف رحيم " (سورة الحديد (http://www.holyquran.net/cgi-bin/prepare.pl?ch=57&vr=9#searched) : آية 9 ) وهو البرهان الرباني والنور الرحماني "يا ايها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وانزلنا اليكم نورا مبينا"(سورة النساء : آية 174) وهو (الكتاب المنير) (سورة آل عمران (http://www.holyquran.net/cgi-bin/prepare.pl?ch=3&vr=184#searched):آية 184 ) والمبين والحكيم " تلك ايات الكتاب وقران مبين" (سورة الحجر (http://www.holyquran.net/cgi-bin/prepare.pl?ch=15&vr=1#searched):آية 1 ) "تلك ايات الكتاب الحكيم" (سورة يونس (http://www.holyquran.net/cgi-bin/prepare.pl?ch=10&vr=1#searched) : آية 1) وتعلم الكتاب وفقهه هو التزكية الحضارة والإنسانية وهو الذي انتج حضارة زاهية " كما ارسلنا فيكم رسولا منكم يتلو عليكم اياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون " وفيه مالم يكن يعلمه الإنسان من علوم الدنيا والآخرة ، المادة والروح، السماء والأرض ، الحضارة والخلافة" وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما (سورة النساء (http://www.holyquran.net/cgi-bin/prepare.pl?ch=4&vr=113#searched): آية 113)ففيه علم مالم يعلمه العرب ولاغيرهم ليخرجهم به من ظلمات الوثنية واساطيرها الأممية وظلمات انحرافات يهود والنصرانية إلي نور القرآن وإعلاناته وأخلاقه وآياته وحقائقه وقيمه ومبادئه ومقاصده وشرائعه وعدله وحكمته وبياناته عن آيات الكون وتناول سننها بالملاحظة والتجريب وتسخيرها بحسب الإمكان فالإخراج هو من كل الأوضاع والأحوال المادية والعقلية والنفسية والروحية والعلمية الخاطئة المظلمة الي نقيضها من العدل والخير والنور
يجب أن لا يغيب عن بالنا أن للنبوة في التفسير الماركسي والعلماني ارتباطات -مزيفة- بأوضاع و"وضعيات" مادية وتهيئة كهنوتية وسياسية وافرازات معرفية اسطورية زعموا انها صنعت الأنبياء وشكّلتهم وأخرجتهم، ففرعون مع كهنته عند العلماني خليل عبد الكريم صنع موسى وهيّأه للنبوة! -توفي خليل عبد الكريم عن عمر يناهز 73 عام، وهو المحامي الذي ترافع عن نصر ابو زيد في المحكمة المصرية في قضية "مفهوم النص"، والذي أشاد جابر عصفور بمرافعته في كتابه الصادرعن الهيئة العامة للثقافة(بأموال الشعب!!) بعنوان "ضد التعصب"!- ، أما المسيح "فاتصل بالكهنة المصريين واغترف من علومهم الكثير ومنها الطب (إبراء الأكمة والأبرص) والسحر (إحياء الموتي)... وهكذا ثبت بالحجة القاطعة أن موسى وعيسى دخلا بوابة التصنيع" وأطوار التنشئة و "سائر خطوات الصقل والصنفرة والإعداد والتأهيل والتحضير والتدريب والتمرين والتلميع..ألخ" (فترة التكوين، الأعمال الكاملة لخليل عبد الكريم، دار مصر المحروسة، ط2، القاهرة، 2004، ص 250 و254-255). وكذلك فالرسول هو "كسابقه حذوك القذة بالقذة سار في تجربة وقطع أشواطها" (ص255)، والتجربة المزعومة بزعم هذا المفتري تمت على عين وعناية تنظيم رهباني يبدأ من خديجة وورقة وينتهي الى الغلام عداس ورهبان الجزيرة العربية ومدة التهيئة (15) عاما!! ومن قبل هذا المفتري ادعى العلماني طيب تيزيني(عمره الآن 75عام) أن قوله تعالى: "فإن توليتم فماسألتكم من أجر إن أحري إلا علي الله وأمرت ان اكون من المسلمين" (سورة يونس:72)هو أمر قديم صدر لخديجة للزواج من محمد امرتها به مؤسسة مركزية وتنظيم عالمي تمتد حدوده من بيزنطة الى الحجاز والإسكندرية وهي تلزم اتباعها بـ"أوامر لايجوز التنكر لها وإهمالها" (مشروع رؤية جديدة للفكر العربي، مقدمات أولية في الإسلام المحمدي الباكر، نشأة وتأسيسا لطيب تيزيني، دار دمشق، ط1، 1994، ص299-300). ولأن التلفيقات في الزمن العلماني لا حد لها تجده يقول: "كان تصميم خديجة على الزواج من محمد قرارا دينيا وسياسيا جماعيا خطط له في نحو سابق (ص269)، اي أن الزواج كان مؤامرة دينية واحتواء في تنظيم دولي(غربي!!) رأسه في بيزنطة وفرعه في مكة. فمحور المسالة –يقول تيزيني –تمثل في ان "عملية ما بصيغة ما من التهيئة تمت لاحتواء محمد" (ص273) "تمت فيها عملية تأهليه الديني الثقافي اللازمة واذا، اذا أسفر الموقف عن هذه "الوضعية(!) العمومية" لما لا تكون خديجة بنت عم ورقة قد هيئت هي بدورها للقيام بمهمة الزوجة لمحمد" (ص274). وكأن هذا الماركسي يحكي عن تنظيم ماركسي ثوري في المنطقة له علاقة اجبارية مبنية علي اواصر الطاعة او القتل! وبما ان الرغبة والحب شيء غير "عيني/مادي" فقد اخرجته الماركسية مع الغيب والوحي ومحمد الرسول وفؤاد أم المؤمنين من العالم وقلبته الى تموضوعات مؤامراتية وثورات كهنوتية! ، ولا تنسى ان طيب تيزيني –هو الداعي الأكبر للجدلية المادية التاريخية في بلاد العرب وتتفرد مؤلفاته كما يقول العلماني هادي العلوي بأنها "مادية غير مستورة" (الأعمال الكبرى لعلوي، 6، ص22) وهو يذهب الى هذا السيناريو كواحد من اكتشافاته المزعومة للوضعيات والتاثيرات (والبنيات الداخلية) المصنعة للنبوة (انظر كتابه "من يهوه الى الله (1)دار دمشق-ط-(1) لسنة 1985ص19-43--45) وكذلك محاولة الجابري فهي تدور في فلك الأوضاع والوضعيات ومسار الكون والتكوين العلماني.
هكذا يفعلون مع الرسول والرسالة.
الآن وبعد ان فرغنا من اختراق الإختراق، وكشف عملية التستر الكبرى للجابري وصلة منهجه بالمناهج الغربية استشراقية وفلسفية، وعرضنا اهم ما حاول به إحداث مساس بالإسلام وبشيء من التلميح وبقدر لم نعهده منه من التصريح، يمكننا النظر بتؤدة الى فتوحات سورة القلم وتصويرها الخطير الشأن للنفس (الدهرية/العلمانية)، وغير ذلك من أمور تدل على علم الله اللطيف الخبير وان القرآن كلام الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وان حاول ذلك العلمانيون المعاصرون كما المستشرقون الحاقدون.
طارق منينة
2009-12-15, 03:12 AM
انهيار شرفات الاستشراق.... «فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ»
طارق منينة
تاريخ النشر : 14/12/2009 - 06:54 م
" ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ(١) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ(٢) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْرًا غَيْرَ مَمْنُونٍ(٣) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ(٤) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ(٥) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ(٦)". أقسم الله تعالى بالقلم في بداية سورة (ن) كما أقسم بما يُسطر من قدره وعلمه، مما تسطره ملائكته، على :(عظمة الأخلاق الجليلة لمحمد النبي وفيه دليل على ان من هذا شأنه لا يكذب على الله ولايحتال على الناس فهو الصادق الأمين كما وصفته قريته وزوجته.. ولذلك استحق شرف و"نعمة" النبوة / أنه ليس فيه عيب نفسي أو عقلي /أن رسوله محمد "سيبصر" قبل موته نصر الله لدعوته وهو دليل كفالة مسطور وهو ايضا دليل نبوة مقروء والمغزى (أنه محفوظ) (وباعتراف المستشرق فلهاوزن: "فهو لم يمت كما يموت شهيد مضطهد، بل هو مات وهو في أوج النجاح" (في تاريخ الدولة العربية، نقله عن الألمانية محمد أبو ريدة، نشر لجنة التأليف والترجمة والنشر المصرية، 1968، ص22) كما "ستبصر" قريش الكافرة هزيمة "فتنتها"وطيشها. والإقسام وقع بمسطور الأقدار الربانية الحق. كما انه وقع بكل مسطور حق وعلم وعدل.
والملفت في هذه الآيات أنها تختصر التاريخ في كلمات فاصلات حاكمات، وتطوي صفحاته ومراحله وتعرض مبصراته ووقائعه ومشاهده قبل عينية الأحداث وظهور آثارها ونتائجها بقوله سبحانه "فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ "فلننظر في التاريخ لنرى حقيقة هذا الوعد ونتائج النبوة وانتصاراتها وآثارها الحضارية التي أنارت حتى جوانب من عالم الغرب بنتائج علوم واكتشافات وصناعات المسلمين المادية بل والعقلية، فقد كان من آثار هذه النعمة الشاملة قيام حضارة علمية إسلامية انبثقت من شرائع القرآن فضلا عن تحرير شعوب كثيرة أسلمت لله، ويكفي إطالة النظر في فعل التحرير الإسلامي للغرب من ربقة عصوره الوسطى ومده بالنور المنبعث من آيات القرآن نفسها، والمنبعث من مراكز العلم الإسلامي القريبة في الأندلس وقرطبة وصقلية ما حرض العقل الأوروبي علي محاربة أساطير الكنسية وطلب العلم المادي والعقلي والحضاري عند المسلمين، الا ان الفلسفة الغربية ساقت الحضارة الى وجهة أخرى وأمن العلمانيون العرب على فتنتها!
ان القَسَم الذي بدأت به السورة أُريدَ به تحقيق المقسم عليه أي أنه قسم وعد كما انه قسم علم بالنبي وخُلُقِهِ وهو هنا وعد بإتمام نعمة النبوة فهي رحمة للعالمين، وكذلك وعد للنبي نفسه بأنه سيشهد نهاية الفتنة الكافرة في مكة وتوابعها في الجزيرة العربية، وقد تحقق ذلك فعلا وصدقا وعدلا لا في عالم الخيالات والأوهام والتهويلات والمدهشات العجيبة والساحر الباطل الخلاب، كما يرمي محمد أركون فعل القرآن مستخدما الفاظ نحتها علمانيون غربيون!، وانما في عالم المحسوس المنظور والمبصر المشاهد، الملموس والمعاين الذي أخبر عنه القرآن بألفاظ لا تقبل الجدل، ولقد كان المسلمون يتلون الآيات يقينا وإيمانا الى أن رأوا تحققها عيانا بيانا، كما وعدهم الله تعالى وقد أشار الى المشاهد المستقبلية بإشارات حسية كما في "فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ" (سورة القلم : آية 5)، " وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ" (سورة الصافات : آية 175)، "وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ" (سورة الصافات : آية 179)، وكلها تشير الى قرب التوقيت وزمن المشاهدة المنتظر وطريقة المعاينة وأنها حسية في أعلى الواجهة الإنسانية!.. فأين هي ساحة التصورات الوهمية والنفسية والخيالية والاسطورية التي يدعيها أركون عن القرآن؟ أوليست الإحاطة الغيبية الربانية التي أحاطت بالتاريخ والناس "سبقت" -ما أسماه أركون- "المحيط الفيزيائي – المادي والاجتماعي" (القرآن من التفسير الموروث، ص114) مع الاعتراض على تزييف أركون لذلك المحيط الاجتماعي وقلب معطياته ووقائعه فالمحيط الفيزيائي خضع في النهاية لكلمات الله وقوة وصحة الإيمان!
ان كلام الله وعلمه وقسمه سبق الواقع والمادة والحدث ومكر السيئات" وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا ..."(سورة الصافات:171) وهذا من البراهين القاطعة على صحة رسالة محمد رسول الله، قال ابن القيم: "وقد أقام البرهين القطعية على ثبوت ما أقسم عليه فأبى الظالمون الا حجودا وتكذيبا"( التبيان في إيمان القرآن لابن القيم، اشراف بكر أبو زيد، دار عالم الفوائد، ص23).
فالقضاء الإلهي حقق في تاريخ السمع والبصر المادي وعوده فلم يكن هو بالخيال الوهمي الكاذب أو الاسطورة الخيالية الباطلة او الفعل المخلوق المتخلف عن التحقق.. إن هذا المستوى الغيبي الحقيقي والواقعي المتحقق لاحقا لا يريد ان يراه أصحاب الضلالة من المستشرقين والعلمانيين بل يكتمونه او يزيفونه، رغم ان آيات القرآن واضحة في المعنى واللفظ والسياق. ولقد ألّف نصر حامد أبو زيد كتابه إشكاليات القراءة وآليات التاويل (انظر طبعة 2، المركز الثقافي العربي، 1992، ص44-49) وكتابه"النص السلطة الحقيقة،المركز الثقافي العربي ط1 لسنة1995 انظر ص 96-115) وكتابه(مفهوم النص، نفس دار النشر،ط3 لسنة1996 انظر ص 24-27و67) ليحجب هذه الحقيقة بتأويل مادي راهن / معاصر لنظرية تفسير مادية من نظريات المادية الملحدة –نظرية الهرمنيوطيقا المادية كما عرضها هو في "إشكاليات.."- ترمي النص القرآني بأن له مستوى لغويا رمزيا سطحيا مزيفا يحوي داخله من "مستويات المعنى الباطن"، ما يزيله ويكشفه وذلك بتفسيره تفسيرا ماديا كأي "ظاهرة مادية" ينفي الغيب الحق كما نفى الخلق الحق، إنها "الباطنية العلمانية" التي تحشر تفسيراتها داخل النصوص فتخفي وتعزل حقائق لا يمكن انكارها، حقائق مادية وتاريخية وغيبية ونصية مسطورة ومكتوبة، لقد أتقن العلمانيون إخفاء المصدر ولو أظهروه لتغير التاريخ!
بيد أن آيات القرآن تفضح أدواتهم المادية ومنها قوله عز وجل (فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (٥) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (٦)) فهي إشارة مليئة بالحقائق التاريخية المبصرة ..سيأتي بعدها من الآيات الأخر ما هو أشد وقعا وأكثر تفصيلا حتى إنك لترى وأنت تتلو الآيات السابقة لتلك الأحداث، جموع أهل الفتنة في بدر تولي منهزمة وهي تبصر ماهي عليه من نتائج فتنتها كما أبصرت هزيمتها الأخيرة في فتح مكة الذي فتح أبواب الحضارة الإسلامية علي مصراعيها، ولقد جاءت الآيات في السورة بهذه الصياغة العامة، لكنها بكلم محدودة معلومة تطلق البصر في اتجاه النهاية المستقبلية للكفر وفتنته وفي زمن رسول الله وزمن قريش الكافرة.. ذلك يتلى على صحابة الرسول وهم في غاية الضعف والقلة بيد ان غاية الآيات هي التربية العقائدية كما ان خبرها المقسم عليه يصنع اليقين وهو وعد رباني صادق بحفظ النبي والنبوة، فهي صيغة خبرية، غيبية صادقة، تمنح الثقة والأمل ويكفي انهم فهموا وأيقنوا انهم سيبصرون مع الرسول نهاية فتنة الوثنية العرجاء، وقد تلتها في التنزيل المكي الآيات التي انتقلت بالمؤمنين من يقين الى يقين، ومن إجمال الى تفصيل ومن تصوير الى تصوير.. ماجعل الشوق يتوق الي مزيد ومزيد.. مزيد من معرفة الله وسننه في الناس والتاريخ ومزيد من التفصيل عن انزياح الكفر وتحقق الوعد.
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7pGyeHUw uV%2bh%2bevNULHTzdJRXk%2f2jN2f qhg%2bAmFsnZPdwCV%2bmnRRyOamMt %2blV0g0rHErbL%2f36daRPuyWwxhD tybhFPSDD2jrbVXsYbrN37EE%3d
وهو في الصحيفة الورقية بي دي اف ص 23
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2009/1083/21-24-1083.pdf
طارق منينة
2009-12-26, 10:59 AM
انهيار شرفات الاستشراق... «الأساس النفسي للافتراء»
بقلم طارق منينة-جريدة السبيل الاردنية
تاريخ النشر : 25/12/2009 - 10:30 م
كيف تحولت قريش من وصف النبي قبل البعثة بالصادق الأمين إلى ما يمكن تسميته بحالة طائشة من الانقلاب على شخصه الكريم صلى الله عليه وسلم، وذلك لمّا دعاها إلى الله وعدله ورحمته وشريعته؟ طعنت فيه بعد نبوته وعابته بمجموعة متناقضة من الاتهامات، فرمته بالجنون والافتراء والكهانة والسحر والكذب وأنه يُعَلمه غلام/حداد/أعجمي، وأن ما جاء به ما هو إلا أساطير الأولين! بينما هم يعلمون في أعماق نفوسهم أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن جهولا ولا كاذبا، وأن الغلام الذي زعموه لا يُعَلم قرآنا ولا يحمل علما، وأن الرسول قد كان كما عهدوه، منذ شبابه حتى بعثته، عاقلا صادقا أمينا؛ حتى إن أحد شياطينهم وهو النضر بن الحارث قال لقريش أن يبحثوا عن "حيلة جديدة" (يحاولها العلمانيون اليوم!) غير قولهم ساحر-كاهن- شاعر: "يامعشر قريش إنه قد أتاكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد، قد كان محمد فيكم غلاما حدثا أَرْضَاكُمْ فِيكُمْ، وَأَصْدَقَكُمْ حَدِيثًا، وَأَعْظَمَكُمْ أَمَانَةً..." (السيرة النبوية، دار الصحابة، ط1، 1995، ص377). وقد قال شبيهه -وهو"ابو جهل"- بعد أن دعا عليه رسول الله لسبب أذيته للرسول في جمع قرشي عند البيت الحرام: "انصرف يا أبا القاسم فوالله ما كنت جهولا" (انظر السيرة النبوية لابن هشام،ط1، دار الصحابة، 1995، ج1، ص364). والحوار المشهور بين سيد من سادات قريش وهو "أبو سفيان" وبين هرقل عظيم الروم يكشف جانبا من هذه الحقيقة (وكان في سفر تجارة مع رهط من قريش فاستدعاه هرقل عظيم الروم (الذي كان في إيلياء بعد انتصاره على الفرس) ليسأله عن النبي، وقد حددت بعض الروايات الموضع الذي كانوا فيه بأنه غزة كما في رواية ابن اسحاق في المغازي، وفيها "فوالله إني وأصحابي بغزة") فسأله عظيم الروم: "... فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال، قلت: لا.. وكان رد هرقل عليه:... وسألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال.. فزعمت أن لا، فعرفت أنه لم يكن ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله، (وقد استفتح البخاري صحيحه بهذا الحديث فصار رقم 7 منه، انظر فتح الباري لابن حجر تعليق العلامة عبد الرحمن البراك، 1/73). فهم كانوا يعرفون أنه رؤوف رحيم، عاقل كريم، ولكنه التمحل والتقلب والطغيان والاستغناء والمصالح المضلة، وإنه ليبدو لي أن الانقلاب القرشي الدعائي على أمينهم وصادقهم إنما سببه طغيان المال وتسيّد الظلم والقهر، وسيادة الجهل والأفكار الدهرية والوثنية، وانتشار الفواحش، والترف المهلك، والحسد والتعصب البغيض والغلّ وكراهية ظهور الحق على يد المخالف. وكلنا يعرف واقعة اليهود مع سيدهم عبد الله بن سلام وكيف انقلبوا عليه ولما انقلبوا؟ وكيف كشف الرسول تقلبات نفوسهم بمثال واقعي! إذ سألهم عن سيدهم عبد الله بن سلام، فقالوا: خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، ثم فاجأهم بسيدهم نفسه، وإعلانه الإسلام! فانقلبوا عليه في نفس اللحظة التي مدحوه فيها، وهو ما زال معهم، لم يراوح مكانه! فعكسوا صفاته وقلبوا أخلاقه وتنكروا لشخصه ومكانته ونزاهته، وكأنهم يتكلمون عن شخص آخر! فقالوا شرنا وابن شرنا! وهكذا فعلت قريش مع النبي في مكة، مع أنها في كواليسها الخاصة يذكر بعضها لبعض صدق النبي، إلا أن الأمر هو "عداوته ما بقيت" كما نطق أحدهم. وقد يرتاب بعض القراء-ممن تأثر بالكتابات العلمانية- من صحة هذه الواقعة التي أوردتها كتب السيرة، ولذلك فليقرأ شبيهتها العصرية معنا لعل الشاهد يدله على الغائب!! وهو من كتب العلمانيين أنفسهم ومن مجالسهم الخاصة!
يقول المفكر العلماني الكبير هادي العلوي "قال لي كُتُبِيٌّ -هكذا قال العلوي- مرموق من أهل دمشق أن كتاب التعذيب -يقصد كتاب العلوي "تاريخ التعذيب في الإسلام"- سيجلب علي سخط السلفيين والماركسيين معا. فقلت له: سخط السلفيين معروف، فما شأن الماركسيين؟ فقال: "لأنك بيّنت موقف الفقهاء ضد التعذيب، وهو جانب مشرق من الإسلام لا يعجبهم إظهاره" (الأعمال الكاملة لهادي العلوي، 124/)"...جانب فما بالك بجوانب!!
إنها الغفلة عن الآخرة.. وحجب جوانب الحق والنبوة المشرقة!! فالظلم والاستغناء وهوى النفس يؤدي الى جحود الحق والاشمئزاز منه، والعجز الواضح في الفكر والإرادة؛ هذا هو "الأصل" والمصدر والدافع والمحرك للنفس الجاحدة المنكرة، وذلك هو "الكشف النفسي" القرآني الذي ينبغي تقديمه بين يدي الأساطير (الدهرية/ العلمانية/ الاستشراقية) قديمها وحديثها تجاه النبي والنبوة. والآيات القرآنية التالية تعرض حقيقة هذا الأصل وتكشف عن "المصدر الداخلي" لتلك النفسية، وتفضح إرادتها وبنيتها النفسية/العقلية، وتكشف منبع قراراتها وظلماتها وسبب رفضها للوحي، ومصدر حنقها على الموحى إليه. قال سبحانه وتعالى " قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ " (سورة الأنعام: آية 33)وقال سبحانه "أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَم بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلالِ الْبَعِيدِ"( سورة سبأ : آية 8)، وقال "... فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ وَهُم مُّسْتَكْبِرُون َ" (سورة النحل: آية 22)، وقال " ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الْدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" (سورة النحل: آية 107)، "بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ" (سورة النمل: آية 66)، "كلا بل لا يخافون الاخرة" (سورة المدثر: آية 53)، "وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ" (المؤمنون: 71) ، فالعيب ليس في المرسَل بالوحي الإلهي، وإنما في طائفة ظالمة تشابهت أصولها النفسية على مر العصور، تقول كارين آرمسترونج -وهي مستشرقة معاصرة خرجت من حفرة الرهبنة فوقعت في حفرة العلمنة!- تقول مبطلة لفاعلية صياغة الأساطير الغربية القديمة عن الرسول محمد، وكاشفة عن وحدة النفسية الغربية تجاه النبي والمصدر القديم الذي انطلقوا منه في رسم سيناريوهاتهم وأساطيرهم الطائشة :"إن هذه الأساطير تكشف عن اضطراب غير صحي، وعن مرض في النفسية الغربية" (الإسلام في مرآة الغرب، محاولة جديدة في فهم الإسلام، لكارين آرمسترونج، ترجمة محمد الجورا، دار الحصاد، دمشق ط2، 2002، ص30). وتعلل كارين في صيغة أخرى بأنه "الحقد القديم" (ص33)، ويقول مونتجمري وات: "إن تشويه صورة الإسلام كان أمرا ضروريا للأوروبيين لكي يعوضوا عن هذا الشعور بالنقص" (أثر الحضارة الإسلامية على أوروبا، ص160). والغريب أن "وات" و"كارين" مع "مكسيم رودنسون" ذهب ثلاثتهم إلى أفكار مادية وحداثية في تفسير الوحي وتاريخ النبي، ولم يكن عندهم مانع من استخدام اتهامات قديمة، بل وكأغلب المستشرقين فإنهم قالوا القول ونقيضه -وسيأتي الكلام على هذا في موضعه...
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7LVLfgtR 7rWPnbwTG3DCltXSX%2flMg%2fFebI L6fouVHSAP%2f%2bUpxbjO9lpJB7CB 8WV%2funKApVgZPfNQRoAt%2b45sph d4Sp6vjklyJfHZaEK29%2btg%3d
وفي الجريدة الورقية -بي دي اف ص 11
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2009/1094/09-12-1094.pdf
طارق منينة
2009-12-29, 11:40 PM
يقول المفكر العلماني الكبير هادي العلوي "قال لي كُتُبِيٌّ -هكذا قال العلوي- مرموق من أهل دمشق أن كتاب التعذيب -يقصد كتاب العلوي "تاريخ التعذيب في الإسلام"- سيجلب علي سخط السلفيين والماركسيين معا. فقلت له: سخط السلفيين معروف، فما شأن الماركسيين؟ فقال: "لأنك بيّنت موقف الفقهاء ضد التعذيب، وهو جانب مشرق من الإسلام لا يعجبهم إظهاره" (الأعمال الكاملة لهادي العلوي، 124/)"...
-
والتصحيح
الأعمال الكاملة للعلوي (1) خلاصة في السياسة والفكر السياسي في الإسلام ص24
او
الأعمال الكاملة للعلوي(1/24)
أسف علي الخطأ الي منه ماهو مطبعي ومنه ماهو طبعي_ابتسامة
طارق منينة
2010-01-07, 08:39 AM
انهيار شرفات الاستشراق... المفتون التاريخي!
بقلم طارق منينة
تاريخ النشر : 06/01/2010 - 07:13 م
لا يعني إبطال الوليد بن المغيرة (وهو قائد وثني وسيد قرشي) لإتهامات قريش السابقة -ومنها "تهمة الجنون" التي أطلقوها كبداية لإعاقة الدعوة- انه كان يحاول أن يبطل "أصل" الفرية و"مادة" الإتهام الموجه للرسول بنكران وطغيان، فهو على كل حال كان معادياً للرسول كبقية قادة قريش الكافرة وصناديدها النافرة، ولولا أن فريته الجديدة تحظى من قومه بالإهتمام والقبول "تهمة السحر" لما أطلقها، بل هم اطلقوها أولا وهو قبلها بعد رفضه لها ما أعطاها دعم من أصحاب السلطان والمال، ما يعني أنه قَبِل بهواه ما كان عقله قد نقضه ونفاه: "...قَالُوا: فَنَقُولُ: سَاحِرٌ؛ قَالَ: مَا هُوَ بِسَاحِرِ، لَقَدْ رَأَيْنَا السُّحَّارَ وَسِحْرَهُمْ...و مَا أَنْتُمْ بِقَائِلِينَ مِنْ هَذَا شَيْئًا إلَّا عُرِفَ أَنَّهُ بَاطِلٌ، وَإِنَّ أَقْرَبَ الْقَوْلِ فِيهِ لَأَنْ تَقُولُوا سَاحِرٌ". ان سهولة قبول الإتهام الجديد وتمريره في الأوساط القرشية والتلبيس به على الناس في عملية وثنية مُلبسة للخلط بين الساحر والنبي، والكاهن والنبي، والشاعر والنبي، فتح المجال لإتهامات مماثلة تم ترويجها وقبولها فيما بعد على مستوى واسع، اقليميا ودوليا ،تمت صياغتها في سيناريوهات راحت تُرقع أساطيرها بنِتف تلك الإتهامات القرشية. وفيما كانت وعود الإسلام تتحقق ويكتسح الإنقاذ الإسلامي المدن العريقة للحضارات القديمة ويحرر فيها الأمم والشعوب ويسطر حضارة علمية عظيمة بمداد العلماء وبتجارب علمية معملية لفقهاء الكون ممن يسطرون قواعد المنهاج العلمي وهم يصلون ويذكرون الله كثيرا ، كانت تلك الأساطير تحرق نفوس أهلها في دوائرها المتبرصة البعيدة (الكنيسة الغربية)، والقريبة (الكنيسة الشرقية) التي خلطت في أدبياتها بين الكاهن المسيحي المتمرد او الهرطوقي والنبي المرسل، وبين الدجال –الساحر- والمحتال والنبي المختار، كما رأيناه في اساطير وأدبيات بيزنطة (الصورة الأوروبية الوسيطة للإسلام)، حتى عميت عن حقيقة رسالة النبي مع أنها كانت تشاهد آثارها العلمية والعقلية والمدنية والدينية في مدن اوروبية كقرطبة وصقلية ومدن الأندلس عموما وغيرها من المدن الإسلامية. ولإنحطاط إهتماماتها لم تلتفت الا الى الحطّ من شخصية محمد رسول الله ورحمته للعالمين، حتى ان "مونتحمري وات" قال في ذلك "ليس هناك شخصية كبيرة في التاريخ حُط من قدرها في الغرب كمحمد" كذلك نجد حديثا ومع ظهور نتائج حضارة الإسلام وإفادة الغرب منها أيما إفادة- ان سيناريوهات الإتهامات العلمانية العصرية لشخص الرسول محمد مازالت تراوح مكان الإتهامات القديمة وإن شانَتها بمفاتن المذاهب الحديثة. وفيما نراها تحاول فضح اساطير البهتان القديمة نجدها تزرع اساطير جديدة تتذرع بالموضوعية وتتشدق بالعلمية والتاريخية ... وقد حولت "الجنون" القرشي كما عند "غوتاف لوبون" الى ما اطلق هو عليه "الهوس"! وله في العصر الاوروبي الوسيط مصطلحات اخر.. كما تحول المحتوى النفسي لمن كله شر (هكذا وصف رسول الله قديما)الي المحتوى المقتبس من اليهود والنصارى الي تهمة "محتوى اللاشعور الجمعي" (بل اليها كلها مجتمعة!!)التهمة التي أطلقها "مونتجمري وات" (انظر الإسلام والمسيحية في العالم المعاصر لمونتجمري وات،ترجمة عبد الرحمن الشيخ، الهيئة العامة للكتاب، 1998، ص209) وهي التهمة الساقطة المستفادة من علياء فلسفة "يونج" "النفسية" وخياله المفرط والذي نقضه مفكرون اوروبيون كما نقد هو استاذه فرويد. وقد اشار "وات"الي انه استفاد تهمته من "يونج" كما في المرجع السابق ص206-208- كما يقول: "والى عمل هذا اللاشعور الجمعي يعزى كثير من الأساطير الدينية بل وكثير من المعتقدات الجامدة" (ص207)، وتبعه في ذلك "مكسيم رودنسون" -الذي قلده في حججه ومنها زعمه ان القرآن صادر عن منطقة اللاوعي عند محمد!- وكذلك ذهبت "كارين آرمسترونج" التي قالت ايضا : "إنني مدينة -تحديدا- للمجلدين اللذين كتبهما مونتغمري واط محمد في مكة ومحمد في المدينة" ("الإسلام في مرآة الغرب" لكارين ص 18)
ويمكن القول بأن الإفتراءات العلمانية لم تتعدى حدود الإتهامات القرشية إلا أنها جاءت بصيغ السيناريوهات العلمانية الجديدة المحلاة بالمذاهب الإجتماعية والنفسية وإنشغالاتها المادية الضيقة والمنغلقة في آن ؛ وهذه الإتهامات تكاد تنحصر في انها اما اتهامات نفسية "ترتيب نفسي أو خطة داخلية قام بها محمد (زعموا) أو التهمة المونتجمرية باللاشعور الداخلي الجمعي(تراث جمعي في نفس!!)! او التهمة بالشعور بالإحباط والضياع واليتم الذي -زعم نصر ابو زيد- انها صاغت في شخص محمد ألفاظ "القرآن"(انظر مفهوم النص ص 67)، واما نقلية "نقل عن غلام أو بشر" ، واما اسطورية "نقل عن أساطير!" اساطير حضارية او وثنية او مسيحية او يهودية او هندية او يونانية ، حتى ان "شبرنغر" قال انه صلى الله عليه وسلم نقل عن كتاب يسمى "اساطير الأولين" مستخدماً لفظة النضر ابن الحارث في نسج تهمة جديدة للرسول بأن ماجاء به ماهو إلا أساطير الأولين وقد سخّف نولدكه مقولة "شبرنغر" (انظر تاريخ القرآن لنولدكه، ص15-16)، فأبطل بذلك فرية النقل الكتابي (أي عن كتاب)التي افتراها "شبرنغر" وغيره وذلك ليثبت نولدكه شيئا آخر وهو النقل الشفاهي!! يقول "إستنادا إلى ما تقدم لابد لنا من أن ننفي إمكانية إستعمال محمد مصادر مكتوبة، فهو تقبل أهم أجزاء تعليمه من اليهود والمسيحيين على الأرجح"( ص 16) ومما يدخل في هذا السياق إبطال خليل عبد الكريم لفرضية سيد القمني عن سعي الرسول لإقامة مجد قبيلته الهاشمية تحت دعوى النبوة! (التهمة النفسية والخطة الداخلية!،وهنا تنتقل التهمة في هذه الجزئية من نقل"علم"إلي نقل"حلم")، فقال خليل: لا، الامر ليس كذلك بل الفرضية هي: حلم أجداد بإقامة مجد امبراطورية قرشية لقبائل قريش وليس للفرع الهاشمي!-ويعرفنا "علي حرب" العلماني بخليل عبد الكريم فيقول انه "من أبرز أعلام النهضة والحداثة "(هرطقات عن الديمقراطية والعلمانية والحداثة..لعلي حرب ص76). مما يدخل في السياق ايضا نقد "هشام جعيط" -المفكر التونسي الذي أشاد مكسيم ورودنسون بإفتراءاته- لسيناريو "تور اندري" السويدي الذي زعم ان المسيحية السورية المشخصة في فكر الكاهن "إفرائيم" ذهبت الى اسواق العرب ومنها تعلم الرسول ما دعاه اندري "القرآن الأولي" أي معارفه الأولية!، فقال جعيط: لا ليس الأمر كذلك بل ذهب محمد الى المسيحية السورية ليتعلم منها على فترات دراسية مدعوما بلغات يونانية وغيرها فلم ينقض جعيط أصل الإتهام، ولكن صورته والأصل فاسد والصورة ملفقة ليس عليها أي دليل ومع ان جعيط ألف كتابا ليدشن هذه الفرية الملفقة من بعض ماقاله اندري وغيره الا انه قال فيه "التأثير المباشر السوري ايضا يدخل في مجال التخمينات والإفتراضات وليس لنا أي شاهد علي ذلك"( تاريخية الدعوة المحمدية لجعيط،دار الطليعة ،بيروت، ط1،2007،ص 174)، ومع ان هشام جعيط اعترف بفقدان الدليل وضلال التخمين الا انه قال بلا ارتجاف ضمير: "ونحن نلحظ أن عالما مثل تور أندري يحلل عن كثب القرابة بين إفرائيم وبين القرآن الأولي، لكن لا يجسر(!) أن يقر بتأثير واضح مباشر من المسيحية الشرقية على القرآن. بالنسبة للمؤرخ الموضوعي(!)، لا يمكن الإفلات من إقرار هذا التأثير، وهو ليس بالتأثير السطحي ولكن العميق والمستبطن بقوة، وإلا عاد محمد غير ممكن في بلده وفي زمانه، أو وجب على المؤرخ الإذعان والإقرار بألوهية القرآن مبدئيا ونهائيا والتوقف عن كل بحث" (ص164). ألم يقل جعيط (لا دليل..) فكيف يكون الدليل "عميقا" و"بقوة"!!؟وكأنه الوليد بن المغيرة يقتنع بما ليس معه عليه دليل بل ويعترف في نفس الوقت بعدم الدليل لكنه يقسم بالعلمانية علي نقيضه! يذكرني هذا ايضا بالمواقف المتناقضة التي اتخذها حسن حنفي عن النبوة والوحي والحضارة الإسلامية، حتى طرابيشي يقول في كتابه "المثقفون العرب والتراث" ص 105-128: "ان حنفي لا يصنع قضية إلا لينفيها، ولايقول رأيا إلا ليقول عكسه"(ص105) اذن، عاد وحي القرآن فوق الزمان والمكان ولله الحمد والمنة وثبتت نعمة النبوة وصار المفتون الذي دعتنا السورة الى فحصه وتأمله والنظر اليه في مسيرة التاريخ هو النمط الوثني والعلماني والإستشراقي ومن العجيب ان يكون الواحد من هؤلاء حامل لفكرتين متناقضتين في آن، فخليل عبد الكريم صنع كتابه "فترة التكوين" ليثبت ان الرسول كان ساذجا وانه استُغل من تنظيم يبدأ من خديجة وينتهي بعداس، وتحت هذا التأثير وحده انفعل شعوره الداخلي فأعلن النبوة!، اما في كتابه "قريش من القبيلة الى الدولة المركزية" فقد سطر فيه خليل عبد الكريم دعواه ان النبي رتب كل شيء في نفسه بدون معونة خارجية لإقامة إمبراطورية قرشية وفي الحقيقة فانا لم أجد أي وجود في هذا الكتاب لفرية خليل الأخرى المسطورة في كتابه "فترة التكوين"، وكأن الكاتب مختلف والمخترع له قلبين في جوفه!، لقد عرفنا العلمانيون بباطل العلمانيين!، فطرابيشي العلماني يكذب حنفي العلماني وخليل العلماني ينقض القمني العلماني بل يتناقض خليل مع خليل نفسه..ويكذب بعضهم بعضا في الإفتراءات المتصنعة.
قال سبحانه منعما على رسوله بعلوم عن افراد وجماعات وتخرصات واختلافات في التاريخ المسطور ضد النبوة : "بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في امر مريج" (سورة ق: آية 5) كما قال سبحانه لزعماء الإفك والضلال "إنكم لفي قول مختلف يؤفك عنه من أفك قتل الخراصون" (الذاريات:8-10)
وهو من هنا
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7Dr%2byO Vv5267wef%2b88pDbwtEEmJ4Ct9Coh HzwmkCWEAWav62WoTOH3bDyJxZqAnK laFvln9OeKlBpEl8Nz%2fhKuxg9zqe i3%2fiYkw9ap12rXSo%3d
وفي الجريدة الورقية-بي دي اف
من هنا ص23
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2010/1106/21-24-1106.pdf
ابن الرومية
2010-01-09, 06:14 AM
الحمد لله ...الحمد لله.. الحمد لله كثيرا طيبا
واصل ايها الأستاذ الحبيب المكرم زادك الله خبرة بباطلهم و جنبك و ايانا من الاغترار بزيفهم و هداني الله و اياك و اياهم
طارق منينة
2010-01-09, 07:02 PM
ياسلام يااخي ابن الرومية
كنت اشتاق لتعليقاتك مرة اخري بل مرات ومرات ومرات وحضورك هنا للمساندة المعنوية كما يقولون وللاطمئنان ايضا -خصوصا وانا اكتب من بلاد الفرنجة ولاصلة لي تقريبا باحد الا عملي يعني ابو ذر مصري ههه-كما انتظرت تعليقا من الشيخ الخراشي والاخوة من كل الاتجاهات حتي اعرف موقف الاتجاهات لو صح التعبير من الموضوع او مدى اهتمامهم بالقضية التي نحن بصدد التعليق عليها
ابن الرومية
2010-01-09, 08:39 PM
بالنسبة لي سيدي فأنا أرى أنك على الطريق المستقيم حتى الآن..فالكثير ممن رد على الحداثيين لشدة حماسه كان يريد ان يحرز النصر عليهم لوحده فوقع في فخ العجلة ما جعله رده غير محيط بمقاصد القوم و في كثير من الأحيان يكون رده سطحيا ...و غفل عن أنها ليست محاولات فردية بل جيوش منظمة صار لها أكثر من سبعمائة عام من العمل الدؤوب و التخطيط و أكثر من مائة عام من الغزو و الكر و الفر...فمواجهة فرد واحد لها وحده على جميع المستويات هو كمواجهة فارس لجيوش وحده...فقد يحسن النكاية فيهم الا انها تبقى نكاية سطحية ... فينتج عن هذا ان كثيرا من الردود لا تضرب في العمق الذي يضربه الخصوم ...فضلا عن ان عدم فهم الخصوم يؤدي بهم كثيرا الى انكار ما عندهم من الحق و هو عندنا ايضا ...فيخرج الرد ضعيفا سطحيا و يظهر للمتابعين ان كلام الحداثيين اعمق ...بينما هؤلاء يبتغون الضرب في العمق المعرفي للأمة الاسلامية و الذي ينتج لها القوة التي تحتاجها للاستمرار على قيد الحياة كما صرح به كبار قادتهم كتوني بلير في خطابه الشهير..فيجب على الأقل ان نحاول النجاح في تنظيم الصفوف رجالا و نساءا..فيتكلف البعض بتحليل الأقوال و تصنيفها و فهم المقاصد و البعض الآخر يتكلف بالبحث عن مصادرهم و مشاربهم و البعض الآخر الى تحليل اصطلاحاتهم و مقارنتها بموازين الوحي بهدوء و صبر علمي الخ...الى ان يأتي شخص او اشخاص ممن لديهم القدرة على استيعاب كل هذه المجالات و لديهم الذكاء الكافي لادارة مفاتيح الصراع في الحروب الفكرية فيجد وسائل التحليل و التقييم و التصنيف أسلحة تامة..فيقود جميع هذه الجهود و الكر بقوة لقلب موازين القوى في الهيمنة الفكرية..كما تجسد ذلك في اجتماع كافة الجهود السلفية في معرفة مصادر و اقوال الجهمية و تحليلها لكي تتوج بجهود الامام احمد بن حنبل و التي اصابت المنطق الجهمي في العمق...و تجسد في اجتماع جهود المصنفين في المقالات و الملل و النقد حتى توجت بجهود الامام احمد ابن تيمية في نقد الفلاسفة فأصابتهم في مقتل ...لهذا حمدت الله انك توجهت الى التحليل و التفكيك دون التسرع في الرد مباشرة و القيام بمهمة انقاذ الأمة لوحدك..مع نجاج جيد في وضع نفسك مكانهم و فهم طريقة تفكيرهم..ما كثرت معه فائدة ما تكتب و من نفسي فقد افادني كثيرا في مجالي الذي ابحث فيه..و ان كنت اظن نفسي عارفا بالجابري على وجه الخصوص في مجالي فقد نورتني بأشياء لم تكن لي على بال..و ان شاء الله لو تابعت هكذا في الزام نفسك بمنهجية أكاديمية صارمة و وضع اهداف ممكنة و عملية لبحوثك ...فان مشروعك في نظري لن يتأخر عن ان يكون مصدر الهام لي و لغيري بالتنظيم و التخصص و العمل و التحرك في جماعة..و بالتالي الرفع من سرعة البناء الفكري الرصين المتوازن داخل الأمة بارتفاع سرعة الاستفادة و تنقل المعلومات بين أفراد هذا البناء..و ان كان عدد الأكاديميين ذوي الأهداف الواضحة قليلين و لكن ان احسنا التنظيم و في نفس الوقت حافظ كل منا على ان يكون الهاجس الأممي اقوى من هاجس المجد الشخصي (ذلك ان حظ النفس مستحيل ان يختفي بالكلية فكلنا بشر نحب المديح :)) فقد نتمكن على المدى القصير ان نجعل الفئة القليلة تصمد اكثر امام الفئة الكبيرة ..و على المدى الطويل ان تزداد فرص الهيمنة التامة و تصبح ممكنة ان كان مقدرا لنا ان يرتقي الوعي الاجتماعي عندنا في المستقبل القريب..
أما عزلتك فيبدو لي انها من لطف الله بك أستاذي :) فهؤلاء القوم فلاسفة و ادراك مقاصدهم يحتاج الى نوع خيال فلسفي واسع توفره العزلة و يتعذر تحصيله بكثرة المشاغل و العوارض...وقاني الله و اياك من شرور انفسنا و اعاننا على ما فيه رضاه
طارق منينة
2010-01-09, 10:10 PM
مااحلاه من تعليق اسأل الله أن يذيقني حلاوته للإندفاع الهادئ والدؤوب والمتماسك والموزون والمخلص في تكملة المشروع وبدون غرور فالثناء الحسن نافع ان شاء الله في التربية النفسية للانسان عموما في كل مراحل حياته ولذلك دعا النبي صلي الله عليه وسلم اليه
وايضا فكما قلت انت فالعزلة بركة من ناحية ان استخدمها الانسان بصورة جيدة من قراءات مستفيضة وامعان نظر في الاقوال والنظريات والنظرات والمقارنات والفرضيات مع مراجعة مستمرة لكتب العلماء والفضلاء وقراءة القرآن فهنا تاتي العزلة الايجابية-باذن الله- بثمار طيبة وانا في الحقيقة احاول -وارجو الا تكون محاولة يائسة -ابتسامة-ان اقوم بما قام به شيخ الاسلام في كتابه نقض المنطق ولكن في حالتنا في نقد المنطق العلماني(هي محاولة على كل ) وكما قلت انت بحق على ان لا- الا- اشغل نفسي كثيرا بالردود المطولة التي قد تحجب العملية (الخطة)الضرورية الملحة وهي عمليتنا في "المقارنة العاصفة" بالعلمانيين "مرة واحدة" وبضربة لازب والردود المطولة لايستفيد منها مباشرة الجمهور لان الاطلاع عليها صعب ولاوقت للناس ولاصبر لهم عليه ولذلك فالحرب الفكرية العاصفة والمتسارعة خطواتها كما اظن اني افعلها تاتي بمفعول يقلب-ان شاء الله-السحر العلماني علي الساحر العلماني ..اما الردود المطولة كما في حالة الجواب الصحيح لابن تيمية او منهاج السنة له او الرد علي تأسيس الرازي -مثلا-قد ياتي موعدها ان شاء الله او ان يقوم بها من هو اهل لها ممن الم بجهات الموضوع وجوانبه وجوامعه وتوفرت له الرؤية المتكاملة والمهيمنة من فوق كما كانت حالة الامام احمد وابن القيم-معا- في الرد علي الجهمية-وكما في حالة ابن تيمية في الرد علي كل الفرق والفلاسفة والمتفلسفة واليونان والنصارى واليهود والصوفية المنحرفة والشيعة وحتى جمود فقهاء من اهل السنة بل حتي علماء ممن استفاد منهم مثل ابن الجوزي في التفسير وغيره
وهذه يستفاد منها لاشك باعظم مما يستفاد من غيرها من اردود السريعة المختلفة في خطتها وجمهورها سواء لكن في كل خير
ونلاحظ-تاكيدا لكلامك من وجه- ان ابن تيمية كان له موقف قديم من ابن عربي -اخبر عنه ابن تيمية نفسه من انه كان يحسن الظن به في بداية طلبه-فلما قرأ فكره كاملا وقارنه بالمؤثرات والخلفيات اصدر مشروعه المطول المفصل عنه في موقف جديد بعد استيعاب للمفاهيم والمصطلحات والابعاد
واود هنا ان اقول شيء قد يكون خارج الموضوع وقد يكون داخله لكن علي كل دعني اقوله الا وهو انني فرحت فرحا عجيبا بكشف الشيخ الخراشي لفكر العلماني شاكر النابلسي وكنت اظن انه لم ينقده احد ومع ان كتب ومقالات ظهرت للنابلسي بعد رد الشيخ سليمان علي شاكر النابلسي الا ان رده كاف ككشف اولي او بالاحري الفضيحة والضربة الكاشفة الاولي والعاصفة وهي لاشك ثمينة خصوصا ان شاكر النابلسي يلعب في ملعب الجزيرة -السعودية -وبحرص بالغ يمدح فيه أمراء !! في مقالات ليفتح الطريق بهكذا طريقة الي "ضربات تصنع ثغرات" والان في جريدة الوطن بدأ يعاود الضربات-اربع مقالات الي الان بعد انتهاءه من المدح وخلافه--ل"فتح ثقوب" كما هو تعبير العلماني عبد الرازق عيد في كتابه "سدنة هياكل الوهم" في الرد في الحقيقة الكتاب ليس ردا اسلاميا او فقهيا من نواحي اخطاء معينة وانما علمانيا كما رد نصر ابو زيد علي محمد عبده من نفس الناحية وقد بينت هذه الاخيرة في الجزء الاول من اقطاب العلمانية ومر عليها الشيخ الخراشي بذكاء ولم تصنع له اعاقة في تقييم الكتاب لانه فهم الاشارة الي موضوع واشكالية "نصر ابو زيد-محمد عبده"
واخيرا ، فتنظيم الصفوف والمتابعة ومحاولة الرد والانشغال به بصورة معتدلة يكون امرا جيدا ومفيدا نظرا لقوة ونشاط القوى العلمانية ومحاولاتها السيطرة بصورة اكثر عمقا ودهاءا علي سلطة الوعي والثقافة في بلاد الاسلام خصوصا في الروايات والافلام التي تعكس مفاهيم علمانية وتدخل كل بيت مثل افلام المخرج الجديد والشاب خالد يوسف تلميذ يوسف شاهين
بارك الله فيك واكرمنا بحضورك دائما هنا
زين العابدين الأثري
2010-01-11, 10:31 PM
رفع الله قدرك وبارك الله فيك .
طارق منينة
2010-01-12, 07:50 AM
زين العابدين الأثري لاتحرمنا من وجودكم هنا ورفع الله مقامكم في الدنيا والآخرة وجمعنا واياكم في روضات الجنات والفردوس العاليات
طارق منينة
2010-01-21, 07:25 AM
انهيار شرفات الاستشراق.. تعليق وسيناريوهات
تاريخ النشر : 20/01/2010 - 06:45 م
بقلم طارق منينة
عَلقّت الدكتورة حنان فاروق على مقالي السابق "المفتون التاريخي" في المساحة المتاحة للقراء بقولها: "فَنَّد القرآن ادعاءات المدعين قبل حتى أن ينطقوا بها.. قال إنهم سيفترون على الله الكذب وفعلوا، قال إنهم سيتهمون النبي بـ"الجنون" و"السحر" و"النقل" و"الادعاء" و"الهوس" و"المس" و"الشعر" وفعلوا.. والغريب أنهم مازالوا يفعلون، وهم يرون اتهاماتهم مفندة أمامهم منذ أكثر من أربعة عشر قرناً... مؤلم ما تفعل البشرية بنفسها.. وأكثر إيلاماً إصرارها على الغرق". وقد كان عنوان المقال يشير إلى قوله تعالى من سورة القلم "فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون".
وهي السورة التي نكتشف من خلال آياتها العميقة الدلالة، فضيحة الأخلاق اللاعقلانية والطائشة لمعارضي النبوة، ومنهم من هم جاثمون على صدورنا اليوم بحجة أنهم أعلام النهضة والتنوير والإبداع، أمثال: خليل عبد الكريم، وهشام جعيط، والجابري، وطيب تيزيني، ونصر، والعشماوي، وغيرهم، والذين كتب جابر عصفور "ضد التعصب" و"هوامش على دفتر التنوير" دفاعا عنهم وعن حريتهم في التلفيق والخداع، وقد أردتُ بالإشارة-العنوان، أن أثبت الواقع التاريخي لأهل الفتنة على مختلف أديانهم ومذاهبهم -من الدهريين والمستشرقين البيزنطيين، وممن أتى بعدهم من اليهود والمسيحيين والعلمانيين-، وأن الفتنة ليست في أو من جهة النبوة، فهي سبب السعادة والحضارة والعلم والخير والمصلحة لمن فقهها وعلم حقائقها وانتفع بمبادئها وشرائعها، وإنما الفتنة في جهة من وقف للنبوة والنبي بالمرصاد والشطط والبهتان، وقد رأينا عند أهلها من الهوى والتلاعبات الواعية ما يثير الشفقة عليهم، وكما قالت الدكتورة إنه مؤلم أن هؤلاء يصرون على الغرق -ويحاولون بكل وسيلة وخديعة إغراق الأمة معهم- وطوق النجاة وافر وآمن.
فخليل عبد الكريم كمثال على الفتنة الواعية والتلاعبات العابثة اللاهية، اتخذ من الحقيقة التاريخية لأمية الرسول صلى الله عليه وسلم وسيلة لدعم سخريته وحيلته التي سطرها في كتابه "فترة التكوين" ضد الرسول، وهي فرضية عبثية مخترعة لا دليل عليها إلا أنه نسجها بدهاء، ومع محاولة تعسفية غاية في التصنع والتهكم، وكان مسارها على النحو التالي: بما أن النبي كان أميا، وبما أنه جاء بـ"الكم الغفير من المعلومات" (الأعمال الكاملة-3، فترة التكوين، دار مصر المحروسة، ط2، 2003، انظر ص 17)، وهي التي لا يمكن أن تصدر عن رجل أمي فإنه لا بد أن يكون تعلم على يد خديجة وورقة ابن نوفل بالدراسة الشفهية ليلا ونهارا، لمدة خمسة عشر عاما قبل نبوته، ورسمت "خيوط" تكاملت حلقاتها لإنجاح اختيارها وتجربتها الكبرى (انظر ص36) وأنها هي من اختارته وليس الله: "أنه موضوع التجربة الخطيرة المقدمة عليها، وأيضا لاختيار صلاحيته للنكاح؛ لأن الأمرين مقترنان متشابكان" (ص42، وانظرص169)، وكان الزواج "بدوره المدخل لغمسه في التجربة الكبرى" (ص47) ويضيف "لأنه من الحتم اللازم أن تنكح محمدا؛ أي تتخذه زوجا؛ أي تصير هي بعله؛ لأنها من جانب تطيع أمرا صارما صدر لها من سنوات" (ص72). ويزعم أنها كانت تجربة سرية في الظلام :"هذا الملحظ البالغ الأهمية.. غاب عن فطانة كل من زَبَرَ (نسخ) سطورا في السيرة... فالتجربة لها كنه مستقل، وقوام فذ، وكينونة مفردة، فهي والكتمان صنوان والسر توأمان والخفاء شقيقان، يصلح لها الظلام(!) وتنفعها العتمة، ويقويها التواري -عن الأعين- ويعينها الصمم، وإن شئت الدقة، وتحريّت الصحة، وابتغيت الصواب، قلت: التصامم" (ص238) وفي ص85 :"والتي لولاها-يقصد خديجة رضي الله عنها- لما أكمل التجربة حتى نهايتها" (وسيأتي زعم هشام جعيط أنه لولا المسيحية السورية ما كان محمد!!).
فالإسلام عنده هو مؤامرة -يجب تجاوزه كما سيأتي من كلامه-تمت "بليل" لتدريب شاب أمي على حفظ المعلومات الدينية لتحويله لنبي أسطوري!، يقول "وفي ليالي مكة الطويلة استمرت هذه الجلسات حتى ينفجر نور الصباح فهي جزء عضوي(!!) في الإعداد والتأهيل والتهيئة" (ص129)، لكنه من ناحية أخرى يعترف بـ"ندرة أخبار التجربة.. ولذا أصابنا الجهد والإعياء(!) ونحن نلهث وراءها (أخبار التجربة المجيدة)... ومع ذلك فقد اضطررنا اضطرارا(!) للجوء لبعض الفروض التي تتناغم مع السياق(!) كيما تكتمل الصورة، وتسد الثغرات، وتملأ الفجوات" (فترة التكوين ص239)، ويتراجع عن لفظ "الندرة" إلى ألفاظ "النضوب" والخلو من وقائع تاريخية على أكاذيبه، فيقول "سنوات التجربة.. ناضبة من الأخبار، وشلة من النوازل، مليطة من الوقائع، معراة من الحوادث" (ص236) ولذلك وصفها بـ"العقبة الكؤود -بالنسبة للتجربة- ندرة الأخبار والوقائع" (ص235)، ومع ذلك يقول جازما متيقنا "إن هذا الكتاب من أهم أغراضه الكشف عما فات القدامى والمحدثين" (ص44) ويقول وهو على غير يقين مما سطره "ونحن لا نزعم أن غاية الكتاب هو الحقيقة المطلقة التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها، إنما هي جهد متواضع لفتح مغلاق(!)" (ص 19)، والسؤال الآن: إذا لم تدون كتب التاريخ أي وقائع لهذا التدريب الليلي المزعوم، فكيف يؤكد-العلماني- أنه حدث وكل ليلة -ومن الليل حتى الفجر- ولمدة 15 سنة؟ وهل تُلغى النبوة بهذه الظنون والتلفيقات والتناقضات؟ ومعلوم أن الروايات التاريخية تكذب سيناريو تعليم الثقافة المسيحية-المزعومة- من خديجة رضي الله عنها لمحمد كل ليلة حتى الفجر، ففضلا عن أنه لم يحاجج النبي أحد من المشركين في مكة -وهم أعرف الناس به وبأهله- بأن ما جاء به تعلمه في جلسات مطولة مستمرة وليلية من خديجة رضي الله عنها وورقة ابن عمها، كذلك فإن سؤال خديجة رضي الله عنها لورقة بن نوفل يوم مجيء الوحي للنبي عن (من هو جبريل أو ما هو؟) ينسف هذا السيناريو تماما، فكيف تقوم بتعليم الرسول هذه العلوم الدينية الكثيفة ليل نهار طيلة هذه السنوات ثم لا تعرف -وهي المعلمة-من هو جبريل؟ خصوصاً وهو القائل "فهي من باب اليقين قد استوعبت الأسفار... من التوراة والإنجيل" (فترة التكوين ص 13) وكيف يعرفه ورقة ويجيب على سؤال ما هو جبريل، وهي المشاركة له كما يزعم خليل ولا تعرف هي ذلك، بل تسأله بعد خبرة 15 عاما من التعليم والأستذة؟، إن سؤالها في الحقيقة دليل براءتها من افتراءات العلمانيين والمستشرقين، وقد أورد خليل قول خديحة وسؤالها في أكثر من موضع من كتابه، ليس كدليل على براءتها، وإنما كدليل على أنها كانت حلقة وصل (الحلقة الكتابية الخارجية"ص128") في تعليم محمد فهل تغيب هذه المعلومة طول هذه الفترة عن الوسيط والمعلم الذي له-بزعم خليل عبد الكريم-صلة بقساوسة الجزيرة العربية، صلة تنظيمية، وهو الذي قال "المؤكد(!) أنها جالستهم ونشبت بينها وبينهم محاورات قوامها العلم الكتابي، مما يزيد ثقافتها الدينية علما.. وإلا لما(!) نجحت في إنجاز التجربة الفذة" (ص128)؟! ويزعم فيما يتهم وهو يستعمل المذهب المادي، فيقول عن ما زعمه من إعداد دقيق للتجربة المزعومة :"ولولا هذا الخلط البارع... لما قدر(!) لها "التجربة" الفلج الذي ملأ الدنيا وشغل الناس منذ أربعة عشر قرنا، وما زال يشغلهم حتى الآن ما لم تتبدل(!!) أحوالهم الاجتماعية والإقتصادية والثقافية(!) وما لم يتحلحل حراس الإسطير المخيم، وحلاس التراث المبارك عن أماكنهم الميمونة"!!!(ص84). كما أن زواج خديجة قبل النبوة مرتين، ولها أولاد ممن توفاهم الله قبل زواجها بالنبي، ينسف المحور الآخر الذي بنى عليه خليل عبد الكريم أركان فضيحته: وهو أن خديجة رضي الله عنها كانت تراقبه منذ الصغر لتتزوجه "لأنه المرشح الأوحد للنكاح وتوابعه شديدة الخطر"(ص48) لتدخله وتغمسه في تجربة دينية ارتبطت في خيال خليل عبد الكريم بجلسات مطولة، إذا كان كذلك فلِما تزوجت لا مرة واحدة ولكن مرتين، فقد تزوجت مرة ثانية بعد موت زوجها الأول؟.. فهذان برهانان ناسفان لطائشة خليل عبد الكريم ولله الحمد والمنة. ويكفي استدعاء كلام له في الرد على من زعم أن الرسول تعلم القرآن من "حدّاد" في مكة يسمى بلعام لنقيمه دليلا عليه، انظر إليه يقول: "المدة التي كان يمكثها محمد مع بلعام أو يسار أو جبر -حتى ولو كان هؤلاء يجيدون الحديث باللغة العربية - لا تتيح لهم أن يمدوه بهذا الفيض الزاخر من المعارف، ولم تقل لنا إحدى الروايات أو كلتاهما أن محمدا كان دائم اللباث عندهم، أو كان كثير اللزام لهم أو كان طويل المكث لديهم، يقضي معهم الليالي الطوال، أو يعقد معهم الجلسات المادّة" (ص17) والسؤال الآن: هل قالت الروايات أن الرسول كان يقضي مع خديجة وورقة الجلسات الطوال، كل يوم، عاما بعد عام إلى 15 عاما ليمدوه بهذا "الفيض الزاخر من المعارف"؟ وقد قال خليل عبد الكريم نفسه كما تقدم أنه لا حوادث ولا وقائع ولا نوازل على جلسات التهيئة المزعومة، الجلسات الطوال! والتي عند خليل تمثل "الجزء العضوي" من أسطورته الفاشلة، لقد قال خليل عن اتهام قريش للرسول بأن حدّادا مدّه بالعلوم القرآنية، قال "سبق صناديد مكة أولئك المستشرقين الذين ذكرناهم بفكرة لا تقل ركا، وتنافسها في السخف، وتباريها في الضعف، وهي أن محمدا تعلم القرآن من.. "حداد" لمكة" (16) فهل يمكن أن نقول في فريته نفس الكلمات (سخف-ضعف-ركا-تمحل-تكلف-اصطناع) (انظر ص16) خصوصا أنه نفى تهمة تعليم الغلام-الحدّاد للرسول لا لوجه الله - كما قلنا إنه أثبت أمية الرسول أيضا لا لوجه الله -ولكن ليجعل بدلا عنها فرية :"تعليم خديجة وقساوسة لمحمد" في مؤامرة مسيحية خضع لها تماما ونتجت عنها دعوته!!!..
إن الزعم بوجود الدليل ثم قول نقيضه، والاعتراف بخلو الحوادث منه في نفس الوقت الذي يتم فيه رسم سيناريو آخر نقيض، وهو سيناريو حلم الإمبراطورية القرشية، ليدل على أن الأمر لم يكن غرضه طلب الحق وإنما المخادعة والتلاعب بالنصوص؛ من أجل إلحاق مساس ما بالإسلام. وهو دليل إضافي على المرض والحقد والغل التي أشارت إليه كارين آرمسترونج وقد انتقل من بيزنطة القديمة والحديثة إلى العلمانيين العرب. كما أن الزعم بالرأي الجديد "رؤية جديدة نزعم أنها غير مسبوقة"! (ص18) مفضوح؛ لأنه أخذ معظم افتراءاته من سيناريو لطيب تيزيني عن تعليم خديجة للنبي وتهيئته بمتابعة أوامر تنظيم - الذي أخذ بدوره كثيرا من نتف أسطورته الطائشة عن مستشرقين- لكن تيزيني جعله تنظيما دوليا غربيا! أما خليل فقد أغلق دائرة التنظيم داخل حدود الجزيرة! فيما انفتح جعيط على الشام!. إن كلا من هؤلاء يختار فرية ثم يفكر ويقدر ويقلب فيها.. ثم يبني عليها سيناريو أسطوريا كاذبا. وهو ما يسمونه "التنوير" ظلما وبهتانا.
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7IEG6GB0 qUGgH0m%2fsXPk7m3OwQXEk56YwWaL %2b1BXjJ28xsxWEnFl1LY0nKI4MwYt XN910%2bLTuWVy6kUHF6bGQjdjB3DD PtvARaciBNK0RdOw%3d
وفي الجريدة الورقية بي دي اف ص 23
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2010/1120/21-24-1120.pdf
أبوالطيب الروبي
2010-02-05, 07:57 PM
الأستاذ الفاضل /طارق منينة
وفقكم الله وسددكم ونفع بكم!
قرأت هذه السلسلة المفيدة خلا المشاركتين الأخيرتين ،وقد استفدت منها استفادة كبيرة ، ورأيت من المتحتم علي أن أقدم لك الشكر على مجهودك.
طارق منينة
2010-02-09, 11:13 PM
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif (http://www.assabeel.net/ar/ArticlePrintPage.aspx?xyz=Qrrx Vt3TvzXho88vTxAUuebxOEwUjyaP5o txzg28HAf9d1hPz5y9wzzelJLsFpjU XsN1mIZR6jbFxAzLAzpExzEpplNN0C 116MnTBzz2mFyst%2btupZnsEA%3d% 3d)http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif انهيار شرفات الاستشراق.. صبيانية علمانية
بقلم طارق منينة
(مقال غدا من جريدة السبيل الاردنية)
تاريخ النشر : 09/02/2010 - 07:16 م
زيادة على مزاعم المستشرقين المسيحيين واليهود من تأثير ورقة ابن نوفل وغيره على الرسول، وتحت المفهوم العلماني المادي "جدلية الداخل والخارج، الفكر والواقع" أضاف طيب تيزيني سيناريو أبعد في الضلال مما رسمه المستشرقون الغربيون، بل وأبعد مما رسمته الأساطير البيزنطية القديمة والساذجة في آن، مستخدما في التلفيق والتنسيق والتعديل جهازه المفاهيمي المعرفي (اللامعرفي بالأحرى!) للمادية التاريخية كما وصفه بنفسه (انظر مشروع رؤية جديدة للفكر العربي، مقدمات أولية في الإسلام المحمدي الباكر، دار دمشق، ط1، 1994، ص36، 41، 176) مغيباً لحقائق، وزارعاً لأغاليط وأساطير، وناسجاً لمؤامرة "تنظيم مسيحي معارض" استدرج النبي واحتواه وصنعه بزعمه! ومستخدماً لدعم تفسيره المادي والأسطوري أفكار مكسيم رودنسون اليهودي وغيره مثل "هنري ماسيه" و"ديلاسي أوليري" و"تور أندري" (انظر ص 177، 370)، و"رودنسون" كما هو معروف صاحب تفسير مادي للسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي. كما استخدم تيزيني أفكار وتحليلات بندلي صليبا الجوزي (انظر 188)، ومعلوم أن بندلي اعتمد على دراسات نولدكه ولامانس وفلهاوزن وجولدتسيهر وغيرهم، كما اعتمد التفسير الاقتصادي المادي للتاريخ، ولذلك أُعجب به تيزيني، ونهل منه، كما أن لـ"بندلي" قولا يصب في أسطورة تيزيني بدرجة ما، وهو أن النبي انتُدب ليكون مُصلحا لبلاده!!، وكذلك اعتمد طيب تيزيني على الرواية الخيالية التي كتبها طه حسين "على هامش السيرة" وبعض مشاهدها التي نسجها طه حسين من محض خياله، ومكر حباله، وسيأتي في الحلقة القادمة اعتماد تيزيني في شأن زعمه بوجود تنظيم دولي سعى إلى تهيئة من يحمل أحلامه وأساطيره الدينية، على خيال طه حسين الذي هو محض افتراء. فأقام تيزيني أمر التنظيم -وهو يعلم- على جُرفٍ هارٍ من رمال طه حسين المتحركة، الذاهبة بالدين والدنيا معا، فالتقى الخيال العلماني القديم على تلفيق وأمر قد حُفر وسُطر ودُبّر. كذلك اعتمد تيزيني على أفكار ومنهج مونتجمري وات (انظر ص195)، وهذا الأخير كان قد قال إنه بمجيء محمد كان هناك "مشروع قرشي" اقتصادي مادي للتغيير(!) ناهَضَهُ "مشروع محمدي" مادي للتغيير أيضا! فقال تيزيني: لا، بل هما مشروع مادي واحد هو مشروع قريش، وقد أتمه محمد وانتهى إليه ونفذه، وهو الإستراتيجية-المزعومة طبعا- القرشية الكبرى! (انظر ص 195). والمدهش أن التنظيم الدولي اختفى من مخيلة تيزيني وهو يلفق المشروع القرشي المزعوم، على الرغم من أن غرض أسطورته هو إثبات مشروع "خارجي غربي مسيحي" معارض للإمبراطورية الرومانية!.. وتنتهي الأسطورة إلى نتيجة وهي أن محمدا رسول الله كان ينفذ أجندة خارجية بحيلة زوجة!. ولقد ورث خليل عبد الكريم من طيب تيزيني عملية الاحتيال والتناقض الآنف الذكر معا، مع زيادة تلبيس وتحوير وادعاء، فصنع للمشروع القرشي أكثر من كتاب يؤكد فيه اتهام تيزيني بدون الإشارة إلى مصدره، وبادعاء الكشف التاريخي! كما صنع لمشروع التنظيم كتابه "فترة التكوين" إلا أنه قَصَر حدود التنظيم على الجزيرة العربية، بخلاف تيزيني الذي كان قد جعل روما مصدر التنظيم مع مستعمراتها، ففي أسطورته التي صنع لها كتابه "مقدمات أولية..." لإعادة تركيب التاريخ الإسلامي كما يحلو لماركسي أن يفعل، ادعى تيزيني أن المشروع الإستراتيجي المُصَنّع لمحمد (رسول الله) هو بيزنطي-مسيحي- غربي، مُخطط له، جاء من "الخارج!" -وليس من"الداخل!" لتحقيق حلم المعارضة المسيحية البيزنطية، وهو حلم -بحسب طيب تيزيني- جاء من روما، وتوغل في مستعمراتها حتى سيطر في نهاية المطاف على مكة. ومن ثم على خديجة التي أُرغمت -بزعم تيزيني- على الزواج من محمد، الذي استُدرج بالأمر البيزنطي الصارم! وهو ما يعني أن الإسلام -والرسول- ما هو إلا نتاج اختراق ومؤامرة "المعارضة المسيحية في الإمبراطورية البيزنطية"!! (وبلفظ طيب تيزيني :"أنه كان مخترقا من الخارج البيزنطي"(انظر ص 242)) وهنا أيضا وفي هذا السيناريو لا نرى أثرا للحلم القرشي المزعوم الذي زعم تيزيني أن محمدا نفذه وتبناه!، فالنصرانية بزعم تيزيني كمنت وراء ظهور الإسلام، وقامت بتحفيز محمد (رسول الله) عن طريق استدراج امرأة له -وهنا أشم رائحة الأساطير البيزنطية المتراكمة المتعفنة تاريخيا!- ليتزوجها ليدخل في دائرة الرصد والتصنيع التنظيمي الخارجي، وكأنه تنظيم ماركسي في عقل تيزيني!
لم يشعر تيزيني بتعارض فكرة الحلم أو المشروع القرشي مع الحلم أو المشروع البيزنطي، لكنه شعر بتناقضه في جعل "دعوة محمد صلى الله عليه وسلم" تحقيقا لدعوة خصومه من قريش، فحاول سد الثغرة بقوله بأنها "وإن بدت لفترة ما مناوئة لذلك المشروع فإنها خضعت له في نهاية المطاف بمثابته المشروع الإستراتيجي الكبير"!!!(ص 196)، مع أن الذي خضع في النهاية هو قريش، وقد آمنت بالإسلام الذي هدم تطلعاتها المادية، وتصوراتها العصبية، والتي انتقل أفضل رجالاتها وقادتها من النقيض إلى النقيض، من الكفر إلى الإيمان، بعد أن حاربت الإسلام لعقود أو لسنوات، واضطهدت المؤمنين وطاردتهم، وقد سجل القرآن وقائع الحرب على الإسلام بما لا يدع لأحد مجالا للشك في اختلاف دعوة القرآن عن أهداف قريش والقبائل المحاربة للرسول، لكن يبدو أن عقل تيزيني، وهو يشتغل غلاًّ وحقداً بالتلفيقات، لا يبالي بكمّ التناقضات والغرائب التي تلفها.. لا يعنيه تناقضها الداخلي بقدر عنايته بصب زيت الأهواء الثقيلة في أتون المحرقات المادية الجدلية التي رأيناها أخيرا -فلسفة وواقعا- تحطم نفسها، وتأكل ذاتها بعد سقوط أساطيرها الأصلية الماركسية، وفي التعديلات الفاضحة عليها، بل والمناقضة لفكر رجالاتها الأوائل!
هنا يمكننا فتح قوسين فنقول: هل سرق خليل عبد الكريم أفكار طيب تيزيني وعدّل فيها، سواء أكانت فكرة خضوع خديجة لأوامر خارجية للزواج من محمد، أو تطويعه لتنظيم أو لمشروع!؟
دعوني أقول إن إلهام خليل في أساطيره عن النبي كان تيزينياً، وأما في سخريته من النبي فكان كتاب "ذهنية التحريم" لصادق جلال العظم، وتحريضه.
لاشك أن عملية التبني والاستلهام للأكاذيب العلمانية والاستشراقية عن الرسول والقرآن (تحوير -تعديل- دمج- تلوين) تجري اليوم بصورة شديدة المكر، وفي غفلة من أغلب القراء، وهي تجري على قدم وساق في البيئة العلمانية العربية المقلدة حتى النخاع والأذقان والأمخاخ، وبمشروعنا هنا نعمل على تفكيكها وفضحها؛ لأنها كما قال منير شفيق في كتابه في "الحداثة والخطاب الحداثي" (المركز العربي الثقافي، ط1، 1999، ص29) هي الوجه الفكري للاستعمار، فإن ما جرى في المجالات الاقتصادية السياسية والعسكرية "حدث مثله تماما في المجال الحضاري والثقافي والإيديولوجي كذلك"
وقد رأينا هنا كيف عدّل تيزيني فكرة مونتجري وات -صاحب التفسير الاقتصادي المادي للإسلام- عن المشروعين الملفقين، ليصيرا عند تيزيني مشروعا ماديا واحدا (داخل التفسير المادي الجدلي!)، فما أرادته قريش وحلمت به حققه محمد-صلى الله عليه وسلم- بزعمه!، كما رأينا كذلك تعديل هشام جعيط لمسار أسطورة تور أندري (القس السويدي!!).. مع ملاحظة أن (العلماني هنا انطلق من خيال قسيس! فهي دائرة مغلقة من الأهواء) فجعيط انطلق من تور أندري لا من وقائع تاريخية، بدليل اعتراف جعيط نفسه، بل وزيادة على ذلك أقول: إن جعيط لم يقرأ تور أندري أولا، إلا من خلال أطروحة "طيب تيزيني" الخاطئة الكاذبة -والأمر شبيه بقراءة خليل عبد الكريم لتيزيني عن مشروع وتنظيم المؤامرة، فلولا تيزيني ما ظهر خليل هذا الظهور، ولولا تور أندري وإشارة تيزيني ما ظهر مشروع جعيط للسيرة !- ويمكن القول إن هشام جعيط سرق زعم طيب تيزيني القديم (فتوقيت وزمن أطروحة تيزيني كان 1994) عن تأثير المسيحية السورية على "القرآن" الأولي، واحتجاج تيزيني في ذلك بفكرة تور أندري كما أشار (فالتأثير يمر من أندري إلى تيزيني هذه المرة!) (انظر مقدمات أولية ص 370)، فتلقفها جعيط بعد أن أعجبته الفكرة وزعم الاقتباس والتأثير، وصنع منها بحثا ضخما هو كتابه (تاريخية الدعوة المحمدية في مكة، 2007 ) وأراد أن ينفرد به، وكأنه مبدع في الاتهام مع اعترافه بفراغ اليد من الدليل!! ومع أن تيزيني أفرد للفكرة (المقتبسة بدورها من تور أندري!) صفحة واحدة فقط، إلا أن جعيط حوّر في أسطورة أندري، وحوّل مسار التأثير، فنسب للرسول ما لم ينسبه أندري نفسه، وذلك في كتاب ضخم يفتخر به العلمانيون والمسيحيون في مواقع الإنترنت، مع أنها معتمدة كلها على الخيال والأهواء!
إن أصل افتراءات خليل عبد الكريم وهشام جعيط أُخذت "مُصَغّرة" من طيب تيزيني، ثم نُفخ فيها وكُبرت وحُورت، وادعى أصحابها أنهم لم يُسبقوا إليها!.. وهذا يشبه من وجه تعديل العشماوي وسيد القمني بعد اقتباس لأسطورة فرويد عن النبي موسى، وقد شرحتُ ذلك في كتابي أقطاب العلمانية (2) وهكذا فإننا نرى المشهد مثيرا للغثيان، فالمصدر المخترع لـ"مسارات" الافتراءات "علماني غربي" تمتد نتفه وعروقه إلى تاريخ الحقد البيزنطي، والتعديل والتلوين والتقليد والسرقة والانتحال "عربي طفولي ساذج" بل الطفل بريء بخلاف سارق ألاعيب الاستشراق وتضابيره وأضاليله.
إن أهم سقطة وقع فيها طيب تيزيني هو نسجه أسطورته من تلاعبات طه حسين الروائية الأسطورية. فلننظر كيف تم حبك السيناريو، لنرى على أي أساس اعتمد فيلسوف المادية التاريخية العربي والكاتب في جريدة الاتحاد الإماراتية، والبالغ الآن من العمر أرذله!؟
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7H98hkzA B%2fZMhT9JtqggvtTwexZz8lc53S5X F6Ay17QKxbOqY6IhYFmdc%2fHaXeJq gnAXAhG5QSP%2f5ib6rmIpl7gIkzFY CtWT7zJGG0mDcd1g%3d (http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7H98hkzA B%2fZMhT9JtqggvtTwexZz8lc53S5X F6Ay17QKxbOqY6IhYFmdc%2fHaXeJq gnAXAhG5QSP%2f5ib6rmIpl7gIkzFY CtWT7zJGG0mDcd1g%3d)
طارق منينة
2010-02-10, 08:05 AM
وهذا هو رابط المقال الفائت-وهو مقال اليوم الاربعاء- بي دي اف وهو ص 23
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2010/1140/21-24-1140.pdf
طارق منينة
2010-02-23, 07:51 AM
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif (http://www.assabeel.net/ar/ArticlePrintPage.aspx?xyz=Qrrx Vt3TvzVh2Ev%2fERX1TC5ncI7tjKSX xldCGYY25IqVm0fw0p2gtBOwS%2f3k W%2fUUykd%2fFdnJoGYqu6dWj0r%2f EXwniwF%2bgGe%2buqhuOaYTgdU8XP cG%2bg6HqQ%3d%3d)http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif انهيار شرفات الاستشراق
علمانيون على هامش السيرة
بقلم طارق منينة
نسج طه حسين في روايته «على هامش السيرة» الجزء الثاني منها، من قصة «سلمان» الفارسي، شخصية خيالية وهمية سماها «كليكراتيس» الرومي وجعله فيلسوفا الا انه كان يلقبه بألقاب أخرى مثل «الفتى» (ص57)! و»الشاب» (ص52) و»فتى روميا» و»الكهل الرومي» (ص123) ومرة بـ»الغلام» ومرة بـ»الفيلسوف الشاب»(ص78) و»الفيلسوف الفتى» (ص 58) ومرة بـ»الوثني» ومرة ينادى بـ»يا بني» (ص52) ما يدل على انها شخصية وهمية اخترعها طه حسين إختراعا.
وقد احتل تصوير حوارت تمثيلية قصصية لهذه الشخصية الخيالية مساحة ثلاثة أرباع الجزء الثاني (136 صفحة). وبدل أن كان سلمان الفارسي في القصة «الحقيقية» و»الأصلية» من «فارس» ومن قوم يعبدون «النار» رأى الرسول وآمن به ومات على حبه وطاعته، فقد جعل طه حسين من «كليكراتس» فيلسوفا روميا وثنيا في القصة التمثيلية المستنسخة عن قصة سلمان بتغيير كبير وتعارض واضح ما بين شخصية سلمان الفارسي وعقله وايمانه، والشخصية المخترعة للحاجة العلمانية المتسترة في رواية. فقد جعل فيلسوفه معارضا لقصر روما وللمسيحية ايضا، وإرادته أن يزول «عن ملك قيصر كله».. وفي طريقه للهجرة قابل «الشيخ الراهب» الذي دله على «بحيرا» الراهب وقد صنع طه حسين حوارات مختلفة بين «الفيلسوف الحائر»، ورجالات في السلطة القيصرية وضع فيها على لسان الفيلسوف ما اراد طه حسين نفسه قوله لمعارضيه في موقفه من الوحي والعقائد! وعلى كل فهو قد اقتنع «اقتناعا عاطفيا» -بحسب طه حسين- بما أخبره به «الشيخ الراهب» عن قرب ظهور نبي في بلاد العرب، يقول طه حسين: «فما زال الفتى... بعدما سمع من صديقه الشيخ... ما زال الفتى بعد هذا كله وبرغم هذا كله، حائرا مضطربا، موله النفس يكاد يمزقه الصراع بين قلبه وعقله(!)» (ص85)، وعن الآيات التي سمعها من بحيرا الراهب والشيخ الراهب يقول طه حسين: «فمال اليها قلبه، واستراح إليها ضميره! ولكن عقله ما زال لها منكرا،...لأنه عقل فيلسوف»! (ص86).
لم يُرِد طه حسين بروايته ان تكون رواية عن السيرة تقليدية او اسلامية تماما فهو لم يكن ينسج هذه «السيرة الخيالية التمثيلية» المعتمدة على بعض الوقائع التاريخية لتكون خالية من مضمرات وتصورات و»آمال» الخيال العلماني- الاستشراقي، وما يحاولون زرعه في العقل المسلم من فرضيات علمانية عصرية عن الدين وما يحشرونه بين السطور من مرموز ومدسوس، ومنها -كمثال- محاولة زرع فلسفة التفرقة بين ما يزعمونه «ميل العاطفة» الى ما لا يقبله العقل ولا يقره العلم لكن يريحها، وهو عندهم الدين والغيبيات الواردة في القرآن والسيرة والقصص القرآني، وبين حكم العقل والتفكير العلمي (العلماني في الحقيقة وليس العلمي!!) وقد تقدم كيف وضع طه حسين هذه المقوله العلمانية التي صارت -بعد مرور عقود على وفاة طه حسين- شعارا لمذاهب ما بعد الحداثة مؤيدا بنظريات غربية جديدة! شارحا بها موقف شخصيته الوهمية (الفيلسوف الرومي) من الآيات والمعجزات والأخبار عن النبي محمد والتي وردت في التوراة والإنجيل، فأصبحت الفكرة العلمانية لما بعد الحداثة هي: لا جناح على المرء، وان كان فيلسوفا، من تقضية وقت الفراع في سماع هذه الأحاديث -أو الإيمان العاطفي بها - طالما هو لا يستمع اليها على انها حقائق تاريخية أو علمية! وهو ما يريد كثير من العلمانيين اليوم ان يكون اسلامنا العصري عليه! فهو للعاطفة ولمداعبة الخيال لا حرج، لا كحقائق فهذا هو الحرج عندهم! وإنما للحاجة الى شيء من الباطل المفيد للخيال كما يقول هاشم صالح واركون وغيرهما.
فالإنسان ميّال الى الإسطورة، والإسلام عندهم هو من الاسطورة والباطل المفيد احيانا هكذا يقولون، وسيأتي في موضعه من هذه السلسلة بيان ذلك موثقا من كلامهم. وهو ايضا ما لمّح به طه حسين في مقدمة روايته فقال عن السيرة وأخبارها: «ان هذه الأخبار والأحاديث إذا لم يطمئن إليها العقل، ولم يرضها المنطق، ولم تستقم لها أساليب التفكيرالعلمي، فإن في قلوب الناس وشعورهم من ميل إلى السذاجة، واستراحتهم إليها من جهد الحياة وعنائها، ما يحبب إليهم هذه الأخبار ويرغبهم فيها... وفرق عظيم بين من يتحدث بهذه الأخبار إلى العقل على أنها حقائق يقرّها العلم وتستقيم لها مناهج البحث، ومن يقدمها إلى القلب والشعور»!!(المقد ة).
كذلك فقد ركّب طه حسين صوره الروائية من خليط جمع فيه بين امور تاريخية حقيقية عرضها في صورة تمثيلية مع اضافة «شخوص مخترعة» منها قصة «الفيلسوف الرومي»، وشخصية خيالية أخرى أخطر هي شخصية الرومي «نسطاس» وكذلك «الشيخ الراهب» وغيره. وقد كشف طه حسين من خلال شحصية «نسطاس»عن موقفه من الوحي ومصدره بصورة مركزة ومفهومة فيها من التلميح الشيء الكثير ما حفز طيب تيزيني الى الاستعانة في تحليله المادي بالرواية وشخوصها الدخلاء على السيرة الحقيقية وأوحى لقرائه انها شخصيات تاريخية عاشت أحداثا تاريخية حقيقية وشاركت في تكوين البنية المعرفية للرسول أو لمن أثر عليه بزعمهم! ..
خلط طه حسين ذلك بتصورات وتخرصات أخرى «متسللة» و»منسابة» داخل الإطار الروائي لتمثيليته، وهي اصلا من انتاج خيالات الأساطير الاستشراقية القديمة.. حَبَك صورها وصاغ تمثيلها بلطف ودهاء وبراعة ولغة رائقة وتقدير وتركيز، مع زعمه انه لم يفكر ويقدّرها تقديرا: «ولا قدّرته تقديرا ولا تعمّدت تأليفه وتصنيفه كما يتعمد المؤلفون وإنما دُفعت إليه دفعا(!)، وأُكرهتُ عليه إكراها(!)» (مقدمة الكتاب)
خلط في «تمثيليته» وروايته بين أقوال المستشرقين من تواجد «غرباء» من كل صنف ولون في مكة، وبين ما تقدم مما أشرنا الى أنه دسه بين السطور وما وضعه على لسان شخصياته، وقد زعموا ان اولئك «الغرباء» كان لهم تأثير على محمد ونبوته والقرآن الذي أُنزل عليه، وانهم كانوا جزءا من «مصادر» معلومات محمد وثقافته القرآنية وتكوينه المعرفي! (وهذا الجزء استغله طيب تيزيني –وغيره- بصورة مغرضة، وبنى عليه فرضيته الماركسية واستخرج منها اسطورته الكاذبة).
بيد ان طه حسين اكتفى هنا في مشاهد قصة الفيلسوف الوثني المعارض لقصر روما وهجرته من بلاده بربطه ببحيرى الراهب والشيخ الراهب بدل القساوسة في قصة سلمان الفارسي الذين دلّوه على مكان هجرة النبي القادم، لم يذهب في خياله الى أكثر من ذلك (على الأقل في هذه الحبكة التمثيلية التي استغرقت منه 163 صفحة من الجزء الثاني!، لم يستطع على طولها أن يفعل الشيء الكثير من الترميز والإضمار تجاه النبوة ومصدر الوحي غير ثورة الفيلسوف النقدية وعلاقة عقله وعاطفته بالأخبار والمعجزات وهو لا شك شيء خطير وكبير الا أن هذه نتيجة لما سيضعه في الجزء الثالث على لسان «نسطاس الرومي» وعمرو بن هشام (أبو جهل) و»ورقة بن نوفل»!
هذا فيما رأينا طيب تيزيني -وهو من جيل ما بعد طه حسين- يعتمد ويحتج على زعمه بالتأثير والاختراق البيزنطي وغيره فكرا وتنظيما واستدراجا لخديجة ومحمد (رسول الله) وتشكيلا لمادة الوحي وعلوم القرآن، يعتمد في تلفيق هذه التهمة على رواية طه حسين كمصدر له في هذا الاتهام الطائش!! وكنتيجة لذلك ينتهي الى القول بتأثير «الأجانب-الغرباء» على أهل مكة ومن ثم على «الحركة المحمدية» (نشأة وتأسيسا) كما هو عنوان كتابه! –ومن هؤلاء «الغرباء» فيلسوف طه حسين «المخترع ذهنيا» -وسيأتي بيان اعتماده أيضا على شخصية «نسطاس» ليقيم بها حجته المادية المضاهية للحجج البيزنطيه وسيناريوهاتها الباطلة.
لنر الآن كيف يمكن للعلماني المعاصر ان يلفق اسطورة عن النبي محمد ويستل منها نتيجة في محاولة طفولية لإطفاء نور الله.
يقول طيب تيزيني: «يتعين على الباحث في مرحلة التمهيد (!) للحركة المحمدية (!) على نحو خاص، أن يضع في اعتباره أن البنية الطبقية والفئوية لطبقة الرقيق وشرائح المتسولين والخلعاء والمطاردين والصعاليك كانت تنطوي على اختراقات ثقافية كثيرة ومتنوعة... (وكان من هؤلاء احيانا من تميز بصفته مثقفا أو مفكرا أو فيلسوفا)...إن ذلك أسهم (!) في بلورة الموقف الايديولوجي والثقافي...» الحركة المحمدية كانت في إحدى محفزاتها الكبرى -تعبيرا عما تمخضت عنه عملية الإحتكاك الواسعة بالمعنى الحضاري التاريخي، بين الحجاز من طرف وبيزنطة وفارس من طرف اخر أولا» (ص241-242).
وفي الهامش يقول تعليقا على كلامه من ان من هؤلاء من تميز بصفته فيلسوفا: «انظر ما ذكره حول ذلك، على سبيل المثال طه حسين في: «على هامش السيرة»، الجزء الثاني، دار المعارف، بمصر 1963، خصوصا الفصل المعنون «الفيلسوف الحائر»... في الجزء الثاني –يقصد من رواية طه حسين- يجري الحديث عن علاقة وثيقة بين زيد بن عمرو بن نفيل وفيلسوف «أو حكيم» رومي هو «كليكراتيس» الذي وصل الى الحجاز مسترقا»).
أرأيت كيف يستغفل قارئه بقلب «خيال» طه حسين الحديث الى «واقع تاريخي» ويحاجج النبوة بما «قدر في ذهن» علماني عصري مثله من خيال؟!
ذلك انه فيما تشير رواية طه حسين الى ان هذا الفيلسوف، كان يبحث عن النبي ليؤمن به نرى طيب تيزيني يقلب الأحداث الخيالية -اصلا!- التي اخترعها طه حسين وقال عنها –اي طه حسين- نفسه وبصراحة وهو يخترعها «وأحب أن يعلم الناس أيضا أني وسعت على نفسي في القصص ومنحتها من الحرية في رواية الأخبار واختراع الحديث ما لم أجد به بأسا» (مقدمة كتابه «على هامش السيرة»)، نجد طيب تيزيني يجعل هذا الفيلسوف –المصطنع في مصانع المخيلة العلمانية العصرية الواسعة الخيال والصورة والحيلة والمكر- من أهم «مصادر» التأثير البيزنطي على الحركة المحمديةّ في كتاب عنونه بـ»مقدمات أولية في الإسلام المحمدي الباكر(!)، نشأة وتأسيسا»!
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7WQ1cHT6 XL7V0i5%2feBkqnrwY81PZo4TReGo6 StnHs7smp3ieX0SjfquTM4euxAwi5x ackzkaS%2fO07U%2flyIImHjTmLxQk 3KKuyi5DomkxuoCA%3d
والمقال بي دي اف من هنا ص 23
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2010/1153/21-24-1153.pdf
طارق منينة
2010-03-09, 04:12 AM
طارق منينة (http://www.assabeel.net/ar/Default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd% 2fF7pkgJUE53N3pZngd29EpdkWuhhW 9UWJSIil2tm6jqOVPqUq4UuSYh2JQS YIZBmJqb7iTvM16kkjO8KQ9dyoD)
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif (http://www.assabeel.net/ar/ArticlePrintPage.aspx?xyz=Qrrx Vt3TvzUG4%2fm6uvZG4rKSJCfSH01H GjPeTU9f2ffTu8vBoWj9UYxhCRaGRq VHnQZuuGTfo0cYn6z4v6iNq2ySVOy3 38%2bjZq9e9ADrzXKRQuDQ2loSsw%3 d%3d)http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif انهيار شرفات الاستشراق .. ولادة «نسطاس» في العصر الحديث
الاربعاء
بدأ طه حسين جرأته على المقدسات بكتابه "في الشعر الجاهلي"، عام 1926م، ثم بعدها بسنوات بدأ بنشر روايته "على هامش السيرة"، 1933م، وقبل كتابته هذه الرواية كان قد أنكر أن يكون القرآن مرجعا تاريخيا لقصص الأنبياء كما أشار العلماني نصر أبو زيد، فقد ذهب إلى "اعتبار القرآن مرجعا تاريخيا بالنسبة للحياة الجاهلية، وإنكار المرجعية نفسها بالنسبة لقصص الأنبياء، وهذا الإنكار الأخير هو القشة التي قصمت ظهر البعير" (النص، السلطة، الحقيقة، لنصر أبو زيد، المركز الثقافي العربي، 1995، ص32). فكأنه يرفض الصدق القرآني وأن يكون القرآن مرجعا تاريخيا حقيقيا لقصص الأنبياء في الكتاب الأول. أما في الكتاب الثاني، فقد تلاعب بالسيرة النبوية وكأنه يرفض قبولها، كما هي، مرجعا حقيقيا لسيرة الرسول اللهم إلا قبولها بشكل عاطفي بعيدا عن النقد العقلي والعلمي لها أو بعيدا عن إضافات وتخرصات المستشرقين وسيناريوهاتهم المختلقة والتي حاول أن يدس بعض مواقفها من تاريخ النبي في "على هامش السيرة"! يقول غالي شكري (من كبار العلمانيين): "جاء طه حسين بما يشبه "الضربة القاضية" ليقول: ان العاطفة الدينية والوجدان الروحي ومعتقدات السلف لا علاقة لها بالعلم وقوانينه وتجاربه ورؤاه ومقدماته ونتائجه. وإذا كان كل إنسان ينطوي على هاتين الشخصيتين، العاطفية والعقلية، فإن العالم حين يبحث لا يعتمد سوى العقل وبالتالي الشك، بل نسيان العواطف القومية والدينية (!) لذلك كان كتابه -من بعض النواحي- أول مساس بالإسلام" (النهضة والسقوط في الفكر المصري القديم لغالي شكري، الهيئة العامة المصرية للكتاب، 1992، ص253). فهو كما قال غالي شكري قد تجرأ "على اقتحام المقدسات" (النهضة والسقوط، ص251)، كما أنه بكتاباته تلك حاول إحداث "أول مساس بالإسلام"، فيما يسمى بعصر النهضة العربية العلمانية الحديثة.
ينبغي أن يضع القارئ النص التالي أيضا نصب عينيه، وهو لعلماني مخضرم هو خليل أحمد خليل فهو يصف مشروع طيب تيزيني بقوله: "الواقع أن مشروع نقد التراث في الفكر اليساري العربي، والماركسي خصوصا، موضوعه الأخير "هو نقد الفكر الديني" من جهة العلم والعلمانية، أم من جهة الجدل والمادية. الدكتور طيب تيزيني يتمم الجزء الرابع من مشروعه لرؤية جديدة بنقد (!) التجربة الإسلامية المبكرة(!)، وتخصيص البحث باتجاه السيرة النبوية" (موسوعة أعلام العرب في القرن العشرين، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط1، 2001، ص217). وهكذا اجتمع النقد على النقد أو الخيال على الخيال والكيد على الكيد لهدم النبوة والنبي كما فعلته أوروبا مع المسيح والمسيحية!
لننظر كيف جمع طيب تيزيني بين تلاعبات طه حسين وتخرصات الإستشراق وإضافاته هو أيضا واستخلاصه من ذلك سيناريو غاية في الطيش والتسرع النقدي في زمن العلو الماركسي في النصف الأخير من القرن المنصرم. يقول: "ما نقله لنا طه حسين من أن (النبأ العظيم-الإسلام) لم يكن حدثا فرديا يتصل بشخص محمد، أو بمجموعة حوله من أقاربه وأصحابه بالدرجة الأولى، وإنما كان أولا وبصورة رئيسية حدثاً "عالميا" بمقاييس العصر آنذاك، أو أنه على الاقل كان حدثا أكثر من محلي. فطه حسين يورد حوارا بين ورقة ورجل يوناني، أتى مكة من الإسكندرية، سرا، تحت وطأة ملاحقة السلطة الرومانية له هناك، وذلك بهدف الاطلاع على الوضع في مكة(!)، كذلك بغية إطلاع ورقة وغيره من المكيين النصارى الحنيفيين على آراء أصحابه في (الإسكندرية وغيرها من مدن الروم). وفي هذا(!) الحوار، تبين وجود(!) مؤسسة مركزية تقوم على تنظيم الدعاوة الدينية في بيزنطة والحجاز، وبلدان أخرى، كما تلزم أتباعها "بأوامر" لا يجوز لها التنكر لها وإهمالها، وقد أوردنا سابقا رأياً يرى صاحبه -وهو هرشفيلد- أن محمدا كان على صلة بمعلمين نساطرة. من هنا وتأسيسا على ما تقدم نجد أنفسنا أمام ما ألمحنا إليه في سياق سابق، وهو ضرورة ترجيح النظر إلى زواج خديجة بمحمد على أنه -بأحد إعتباراته- كان زواجا سياسيا بقدر ما كان دينيا خطط له على نحو محكم ومديد، وهذا بدوره يحيلنا إلى الآية القرآنية التالية التي قد تنطوي على دلالة محورية (!) بالنسبة إلى ما نحن بسبيله (!)، أي بالنسبة الى ما تلقته خديجة من راهبها وابن عمها، وربما كذلك من آخرين "وأمرت أن أكون من المسلمين" سورة النمل:91. (مقدمات أولية لطيب تيزيني، ص 299).
أوحى طيب تيزيني لقرائه ان طه حسين "نقل" ما يؤكد ان "الحدث-الإسلام" كان عالميا، ويقصد تيزيني أن تنظيما عالميا معارضا لروما أثر على الرسول وجهزه للنبوة التي يعتبرها تيزيني من أساطير الأولين والمعارضين!
والثغرات في فرضية تيزيني الهشة واسعة جدا، فإن عليه أن يثبت أولا أن طه حسين "نقل" وقائع تاريخية حقيقية وهو ما لا يستطيعه ولو اتخذ المستشرقين والماركسيين له ظهيرا من أولهم إلى آخرهم. هذا علاوة على أن طيب تيزيني نفسه حرف مشاهد رواية طه حسين عن "نسطاس" وهو الشيء الذي يمكن تسميته لا بثغرة وانما بسقطة وكذبة واسعة.
لقد "نقل" طه حسين فعلا لكن لا عن وقائع حقيقية وانما عن اتهامات أو ما يمكن وصفه بـ"وقائع استشراقية!" خيالية، كذلك فطه حسين لم يذكر في روايته أن رجلا حضر للتو من الإسكندرية الى مكة بصورة متخفية لتبليغ رسائل وأسرار وأوامر مؤسسة مركزية مقرها بيزنطة، فضلا عن أن تكون أوامر باستدراج محمد رسول الله إلى التنظيم عن طريق الزواج!! فهذا الأخيرة إضافة تيزينية –ادعاها خليل عبدالكريم لاحقا ونسب فكرتها إلى نفسه!- هي إضافة مزورة على نص طه حسين التمثيلي.
فنسطاس الرومي هذا بحسب تمثيلية طه حسين المخترعة إنما كان يسكن مكة لزمن طويل وكان صديقا لعمرو ابن هشام وعلى علاقة بورقة بن نوفل (انظر ص33 الجزء الثالث). لقد كان الرومي –في الرواية المخترعة لطه حسين- صاحب "حانة" في مكة يذهب إليها شبابها للشرب واللهو والنساء وقد وصفه عمرو بن هشام –في الرواية- بـ"صديقي الرومي" (الجزء الثالث ص33)، وقال: "إني أختلف مع شباب قريش إلى "بيت" نسطاس فنشرب ونعبث ونلهو" (ص12)، وقال: "وأما أني أتخلف عن أترابي عند نسطاس إذا انصرفوا حين يتقدم الليل فهذا حق أيضا"(ص14)، وقال لورقة ابن نوفل في الرواية "تعلم أيها الشيخ أني لا ألتمس الخمر واللذة والغناء عند نسطاس فحسب، وإنما ألتمس عنده العلم أيضا"!(ص26)، وأما صورة هذا العلم فيعرفنا به النص التالي –من الرواية- لعمرو ابن هشام: "علمت أن وراء نسطاس التاجر الخمار الذي يفتن شباب قريش بالخمر والنساء والغناء فيلسوفا يلتمس الحق حدثني بأنه من جماعة منتشرة في بلاد الروم، يتعارف أفرادها فيما بينهم بعلامات لهم، لا يعرفها غيرهم.. بالرموز والإشارات(!).. وحدثني بأن الجماعة عرفت(!) أن أمر هذا الدين قد قرب، وأن زمانه قد أطل.. وقد فرقت الجماعة سفراءها في أقطار الأرض.. ونسطاس أحد هؤلاء.. فأقبل يلهينا بالخمر والفناء والنساء، وينتظر أمر السماء"!(الجزء الثالث ص27-30). أما اللقاء السري بين ورقة ابن نوفل ونسطاس فقد أشار إلى أنه لم يكن الأول بينهما إلا أنه على ما يظهر كان اللقاء الأخير قبل هروب نسطاس من مكة بحسب حبكة طه حسين، وذلك لانكشاف سر علاقته بورقة (بحسب خيال طه حسين طبعا) ففي الرواية: "لا والله ما أزالت نسطاس صروف الليالي.. وإنما أزالته أمور دبرت بليل"!(ص56) بهذا القول انقلب عمرو ابن هشام على صديقه الرومي القديم صاحب الحانة في الظاهر والمخطط للقاءات المعارضة الدينية في مكة وغيرها، والذي ساعد بحسب طبعا التفسير المادي الفاشل لطيب تيزيني وإخوانه، على خلق ظاهرة محمد والنبوة. وقد وضع طه حسين على لسان عمرو ابن هشام ما صرح به فعلا سيد القمني حديثا من زعمه بإفساد اليهودية لفكر محمد وقرآنه (هكذا قال!): "فهؤلاء هم الذين أفسدوا علينا زيد ابن عمرو وورقة بن نوفل وغيرهما من كرام قومنا، وما محمد إلا أحد هؤلاء"!
كان ذلك الهروب بعد آخر لقاء سري رسمه خيال طه حسين بين ورقة وصاحب حانة الخمر، "فظهر ورقة كأنما كان في مخبأ. فلما رأى الرومي حيّاه بالإشارة (!) ثم قال: اتبعني يا نسطاس.. قٌال نسطاس".. وقد أنبئت أن عندك من هذا العلم كله، فأعد(!) علي من ذلك ما تعلم، تقول أنت بعربيتك وأكتب أنا بيونانيتي.. واذا نسطاس يقول لصاحبه: "ما أحسن ما كوفئنا يا ورقة بعد شدة الجهد وطول الانتظار!" (ص46-53)
عند هذه النقطة يمكننا القول إن شخصية نسطاس في رواية طه حسين إنما هي "صورة مستحدثة" خيالية للشخوص المكرورة الرومية والرهبانية التي اتهم الرسول بانه تعلم منها (الغلام الأعجمي، بحيرا-نسطورس، حداد- الغلام عداس إلخ).
أيضا، لم يكتف طيب تيزيني بالتلاعب بالنصوص التاريخية كما الخيالية أو الموضوعة ومنها نص طه حسين التمثيلي الخيالي، بل حاول التلاعب بمفهوم الآية (93) من سورة النمل، لقد استخدمها لدعم اقتباساته السابقة عن طه حسين و"هيرشفيلد" (اليهودي الذي لفق اتهامات للرسول)، مع أن الآية تذكر أن الأمر هو للرسول بعد بعثته –والأمة من بعده- بالطاعة المطلقة لله وليس "أمرا قبليا" -قبل البعثة- بزواج سياسي!. إن في سورة النمل نفسها "آية جامعة" لكل ما عرضه القرآن -آية فيها الوعد الإلهي الذي تحقق لاحقا وصار واقعا-مما أظهرته المجاهر والأجهزة الدقيقة من صدق وصفه لأطوار خلق الإنسان في آيات عديدة في القرآن أو للحقائق الكونية السماوية والقرآن مملوء بها، وهذه الآية (الأخيرة من السورة) التي تشير الى المستقبل هي قوله تعالى: "وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون".
والشيء المثير للدهشة العلمية والعقلية والنفسية هو أن السورة في آياتها الأولى تذكر مصدر التلقي في حين أن آخر آية في السورة تذكر الوعد الإلهي الذي تحقق كما أخبر "سيريكم آياته فتعرفونها"، ومنها أول حقيقة علمية أعلنها الوحي للرسول محمد وهي "خلق الإنسان من علق"، وكأن السورة تختم بما يظل عالقا بالأذهان حتى يتحقق كاملا جيلا بعد جيل، فلله الحمد في الأولى والآخرة.
فيا ألله كم حجب العلمانيون من حقائق بمزابل استشراقية وعلمانية تراكمت عبر قرون التعصب الأعمى.
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7AXaT2CX 3tIWn9H78%2bz5llL1edaXrO7dJKbg 9RR3FMQR%2ffc245pb2RbZJhw5kEv4 VpafZtEPMliiV17NmCkej3VEtYlKfF f%2bXJpbb44nqDFw%3d
وهو من الجريدة الورقية بي دي اف ص23 من هنا
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/Files/pdf_files/2010/1167/21-24-1167.pdf
طارق منينة
2010-04-02, 06:02 PM
هذا المقال ارسلته الى الجريدة -السبيل من اسبوع الا انه ربما لطوله لم ينشر حتى الان خصوصا ان الجريدة نبهت بان المفروض ان يكون المقال 700 كلمة فقط
والى ان يعرض في الجريدة ربما غدا او بعد غدا او اي وقت اخر فاني اعرضه هنا في هذا الموقع الكريم
------------------------------------
انهيار شرفات الاستشراق..أساطي ر علمانية تتساقط كالقطر
طارق منينة
راحت الفلسفة العلمانية تطبق نظرياتها المادية المتضاربة على القرآن وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد أن فرغت منذ زمن بعيد من نقد المسيحية مستعينة آنذاك بفتوحات العقل الجدلي الإسلامي الفعّال والذي وصل الى اوروبا واستقر فيها لمدة ثمانية قرون ،حاملا البراهين القرآنية وآليات فحص صور الإنحرافات الكتابية والدهرية والفلسفية والعلمية ،حتى إنك لتجد أن جل ماكتبه نقادها ضد أسفار الكنيسة المقدسة مأخوذ من المؤلفات الإسلامية!! ..أما اليوم فقد راحت في أحدث فرضياتها الساذجة تُدخل الإسلام من باب الأسطورة-مع القول بأن الإنسان اسطوري الطبع وأن طبعه هو مصدر الدين- وذلك بعد أن أخرجها الإسلام نفسه من عصورها الوسطى المظلمة ومن أبواب الجهل والأسطورة والخرافات الدينية وبينما نراها تطلق أحكامها الطائشة عن الإسلام ورسوله والإنسان وميوله الفطرية فإننا نبصرها بأعيننا المادية والنقدية تخترع ،في فتنة زادتها رهقا على رهق، أساطيرها المتجددة المتناطحة عن الإنسان والإجتماع البشري وهي تعيش حالة من الإضطراب العنيف، متداعية متساقطة تارة، وقائمة مترنحة تارة أخرى كالسكران الخائر القوى، تئن-ويئن معها العالم- من نتائج فلسفاتها الواقعية ووضعها المأزوم كالذي يتخبطه الشيطان من المس أو كالذي يغشى عليه من الموت (ولا عجب فقد أعلن صنم غربي كبير، هو معبود لكثير من العلمانيين العرب اليوم وهو: ميشيل فوكو "موت الإنسان" لاترنحه فقط!!!) ..راح كهنتها يخترعون أصول وتفسيرات مادية تاريخية ملفقة لنبوة رسول الله أقل ما يقال عنها انها تفسيرات اسطورية كتفسيراتها وتخرصاتها التائهة عن أصل البشرية الأولى. ومنها اسطورة المراحل الخمس المزعومة لتطور البشرية والتي استخدمها طيب تيزيني،في التوسل الى نقد ما سماه بـ"الإسلام الباكر"، وهي الفرضية التي قال عنها الناقد العلماني "تركي علي الربيعو" انها "الخطاطة التطورية المؤدلجة التي أصابتنا بعاهة، التي ترى أن تاريخ البشرية يمر حكما عبر مراحل خمس، سحر، أسطورة، دين، ثم الفلسفة فإلى العلم. وكان هذا يتطلب الإعتماد الكلي على أطروحة فريزر في "الغصن الذهبي". وقد لاقت هذه التطورية ترحيبا في الوسط الماركسي آنذاك وسيحتفي بعض الباحثين العرب، وأخص منهم طيب تيزيني، الذي راح يركض لاهثا للجمع بين الخطية السابقة وخطية التطور على مستوى المادية التاريخية. وكان هذا يعني الوقوع في التبسيطية وفي براثن المادية المبتذلة وعلى حد تعبير سمير أمين" (الأرض اليباب، محاكمة الفكر الاسطوري العربي، تركي علي الربيعو، طبعة رياض الريس للكتب والنشر، ط1، لسنة2007 ص125)
لقد نتج عن امتطاء العلمانية ظهر الحضارة الإنسانية (في البداية على جبال من علوم المسلمين العقلية والتجريبية!) ظهور وانتاج كَمّ هائل من الأساطير العلمانية المتسرعة في جميع المجالات العلمية، ومنها الإجتماعية والثقافية والنفسية، ومنها اسطورة فرويد عالم النفس الغربي، اليهودي الأصل، فمن وجهة نظر كلود ليفي ستروس (الذي هو صاحب أسطورة عصرية!!) "أنه يمكن رصف أسطورة فرويد في عداد الأساطير الأوروبية العديدة" (ص208). كذلك ظهرت اساطير "علم الإجتماع والإناسة" ومنها فرضيات "دوركاييم" و"فريزر" و"تايلور" وأشباههم، والتي قال عنها تركي ربيعو "وهي إجتهادات باتت في خبر كان على حد تعبير ستروس لكنها وكما يبدو، تنفع على صعيد خطاب عربي مصاب بعقدة الخواجة"(ص133).
وهذه الإجتهادات التي صارت في خبر كان، وفي حالة موت بحثية لا تزال ثاوية وراء هذا الخطاب العربي العلماني -يقول تركي الربيعو-: "توجهه وتفرض عليه مزيدا من الأحكام المؤدلجة"(ص187)، وأن عبيد المادية التاريخية أمثال طيب تيزيني والقمني وغيرهما (اخترعوا كما رأينا أساطير علمانية عن النبي محمد وذلك تبعا لإيمانهم بالأساطير الغربية عن الدين والإنسان!) الذين إتبعوا فرضيات أصحاب هذه الأساطير الغربية الجامحة هم مصابون أيضا تبعا لأسيادهم "بعدوى الاسطورة -يقول ربيعو-، فيهيمون في كل واد، وبالأخص في وادي الأسطورة، ووراء كان يا ما كان في قديم الزمان على حد تعبير بريتشارد في تعليقه على فرويد"(ص 208)، ما دعا "الربيعو" أن يوجه السؤال الممنوع لاخوانه آملا أن يقتفوا معه أثر حذاء كلود ستروس ومن معه حذو الكعب بالكعب "لماذا كل هذا التزاحم في المضيق الضيق المحدود بين شك ديكارت وانطباعية ماركس أيها المثقفون الراديكاليون؟"(ص52). هذه الفرضيات -والفلسفات- الحديثة صارت في الغرب في خبر كان ياماكان!،قد تجاوزتها التخرصات العلمانية الجديدة، تخرصات "كلود ليفي ستروس" و"إ.إيفنز بريتشارد" وغيرهما، والتي يتنفس بها اليوم بعض العلمانيين العرب مثل الربيعو نفسه! والتي هي ايضا عبارة عن تخرصات وفرضيات، الحق فيها نزر يسير والباطل فيها جمّ غفير. وهذه الأخيرة قلبت بجحودها المزري حقيقة ان الفطرة البشرية مفطورة ربانيا على التدين بالقول بأن الإنسان أسطوري بطبعه وأن أي دين تدين به انما هو نتاج خياله الأسطوري الذي يتطور مع المعرفة الوجودية.
وفي الحقيقة، فالإسلام يهدم هذا التلبيس الذي غرضه ظرفي حاجي وهو إفساح مجال للدين بإعتباره حاجة إنسانية ولو باطلة أو خيالية بدل ان كانت النظرة القديمة لعقود مرت هي نفيه من الحياة ومحاربته وقد برز هذا الموقف العلماني أخيرا كحل للمشكلة الغربية مع التدين المتنامي ،وذلك بعد السيطرة العلمانية الكاملة على الحياة في الغرب!.. ان الإنسان في الإسلام متدين بطبعه وليس الأصل فيه الأسطرة كما زعموا أخيرا، وإنما الفطرة والتوحيد والميل الذاتي الى الخالق العظيم وهو ما فطر عليه الإنسان "فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون"(سورة الروم:30)، ففقر الإنسان وحاجته وضرورته الى الله والتعلق به سبحانه ضرورة فطرية ذاتية ، وهذا "الفقر الذاتي" هو في الحقيقة "الغنى الحقيقي"، لأنه يعني ان غناه الظاهري والباطني هو من الله، وهو الغني الذي أنتج التواضع والرحمة في الحضارة الإسلامية وجعل الإنسان يشعر أن رفعته وعزته لا تكون الا بالله. وهذا الفقر والغنى غير المتعارضين في العقيدة الإسلامية انطلق بهما المسلمون لتحرير شعوب الأرض واكتشاف سنن الكون وإعمال العقل والخيال غير المفرط في الآيات الكونية والقوانين العلمية. إن الفطرة الإنسانية فطرة أصيلة قد تلحقها الخرافة والأسطورة ولوثات الأديان المنحرفة وكثير من أحلام الفرق والجماعات الباطلة. فالإسطورة طارئة ،والفطرة ومعارفها الكلية حقيقة ثابتة. صحيح أن الفرضية العلمانية الآخيرة توصلت إلى حقيقة "أن حياة المرء ككائن بشري هي بحد ذاتها فعل ديني" (انظر المرجع السابق ص13)، و"أن الدين هو واحد من أهم أبعاد الإنسان في هذا الوجود"(ص67)، الا انها كل جعلت أشواق وتطلعات الإنسان وميله الفطري لربه ومبدعه خيال اسطوري، وزعمت ان "التفكير الأسطوري ملازم للعقل البشري... "(ص187) ، وهنا تم –في الفرضية الجديدة- وضع كلمة الإسطورة مكان كلمة "الفطرة"، وبدل ان يبحثوا عن أصل مشترك بين ما تنقل في الأساطير من "حقائق" دينية وفطرية نراهم يرمون هذا الأصل بأنه دليل على إما الخرافة والوهم المشترك وإما "ملكة خيال مؤسطرة"، مع ان تواتر هذه الحقائق في اساطير الأمم والقبائل المختلفة يدل على مصدر رباني لها موافق للفطرة غير معارض لها ولا للعقل الصحيح ،وأن اصلها من لوازم الفطرة، انتقلت للأساطير بعملية التأثير والتأثر والموافقة إما عن طريق دعوة الأنبياء أو اتباعهم أو الهجرات القديمة للقبائل واختلاط الشعوب والغزوات و آثار الأنبياء الباقية مع إختلاطها بالخرافة والوهم (وكمثال عقيدة التوحيد وشعائر الحنيفية التي إختلطت عند العرب بإضافات وثنية منقولة أومخترعة محليا) وكثير منها تدل عليه حفريات مادية او معرفية ما زالت تُهَمَش عمداً في حقل علم الحفريات الجديد وعلوم الإناسة والإجتماع كما هُمِشت حفريات تدل على أصل الإنسان بأنه إنسان ولُفِقَت له حفريات مزيفة تزعم أنه من أصل حيوان!! فالتوحيد هو الأصل في الإيمان كما أن الفطرة هي الأصل في الإنسان، وهو ما تُشاكس حوله النظريات العلمانية وتتخذ فرضياتها عن الدين وسيلة لدحض نبوة رسول الله وهو تحريف وإلتواء ما زالت تُلقي سمومه في علوم الإنسان والإجتماع وبدل الإعتراف بأن الإنسان كائن ديني أي مفطور على الدين وأن له رباً مبدعاً له ، فإن آخر فرضية علمانية معاصرة نكصت على عقبيها مرة أخرى بعد أن كادت تضع يدها على حقيقة أولية ثمينة، والسبب أنها تنكر خالق الإنسان وتجحد حقائق وشرائع الرحمن، وقد هجمت بسبب ذلك على النبوة(وهذه هي نقطة بحثنا في التعرف على سبب الهجوم على النبوةبصورة عامة والنبي بصورة خاصة!) كما قال تعالى مُلفِتا نظر رسوله محمد إلى هذه الحقيقة المهمة، اي أن الجحود طريق للإفتراء كما أن الشرك قرين للكذب: "قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون" (سورة الأنعام:33)، كما قال في سبب عظيم الإفك وكبير البهتان "كذلك يُؤفك الذين كانوا بآيات الله يجحدون"(سورة غافر:63). ومن الإفك العلماني زعم تركي الربيعو بأن القرآن يدخل في النصوص الأسطورية غير المألوفة!، وأن النص القرآني هو نص اسطوري ملحمي له وقع على قارئه وسامعه كنص آسر! ويحتج ربيعو على ذلك بحادثة عمر ابن الخطاب لدى سماعه القرآن في بيت أخته فاطمة!(انظر ص44) ولا يُرجع ذلك الى ما يتميز به القرآن من حقائق كونية ودينية وعلمية وانسانية خالصة أدهشت الفطرة والذكاء الإنساني (والتي أدت بعلماء وساسة غربيون عصريون الى اعلان اسلامهم وكتابة شهاداتهم العلمية في ذلك في كتب مشهورة أمثال مراد هوفمان السفير الألماني وموريس بوكاي الدكتور الفرنسي وغيرهما)، ولا إلى معرفة عمر رضي الله عنه بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل هذه الحادثة حتى أعلن اسلامه في لحظة فعالة لا مرد لها لصدقه ونقاوته الداخلية، وانما الى: ايحاء موسيقى تعزيمية، الدخول في الضياع، إيقاعات مسيطرة...إلخ. وهكذا تلاعبت الميثولوجيا في الفرضيات الغربية بالتاريخ الإنساني ولوثت حقيقة الفطرة البشرية وزورت حقيقة القرآن خصوصا والغيب الحقيقي عموماً، وتواطئت الحداثة وما بعدها مع الميثولوجيا على إلباس الإنسان نفسية اسطورية.
طارق منينة
2010-04-04, 04:05 AM
الحمد لله عرض المقال السابق اليوم في جريدة السبيل الاردنية
http://www.assabeel.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd8 7MDI46m9rUxJEpMO%2bi1s7XiQuk%2 f51pYxeXnFs0SH45suXQapmHivs2UR %2flpZ1dUSiWv2DiCHZDwdee1k2hAT H2B16Aan%2bXFV7Lp4WSYRSitcEcrk vU2ZRX1yOtYuNMyw%3d
وهو في الجريدة الورقية -بي دي اف ص 23 من هنا
http://www.assabeel.net/ar/DataFiles/Contents/images/pdf2010/1193/21-24-1193.pdf
وهناك خطأ ورد في المقال في الجريدة لا في النص الذي وضعته هنا قبل ان يعرض في الجريدة وهذا الخطأ هو كلمة"الوطاطة" والصواب"الخطاطة" والكلمة الصواب هي من نص مقتبس من كلام تركي علي الربيعو وقد نقلته بنصه كما سبق عرضه هنا قبل نزوله في الجريدة لكن يبدو ان الكلمة اشكلت عند المراجع فوضع مكانها مارآه أو ظنه صحيحا وعلى كل فالتصحيح واجب والاشارة اليه ضرورية
طارق منينة
2010-04-14, 10:55 AM
أخذت جريدة السبيل الأردنية شكلا جديدا ولذلك ربما الروابط السابقة كلها لاتظهر حاليا
هذا هو مقال اليوم -الاربعاء
-
انهيار شرفات الاستشراق... البيان الأخير في فضح الأساطير (http://www.assabeel.net/index.php?option=com_content&view=article&id=1183:2010-04-13-18-21-41&catid=49:arabic-essays&Itemid=84)
الثلاثاء, 13 نيسان 2010 21:20 طارق منينة
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif (http://www.assabeel.net/index.php?option=com_mailto&tmpl=component&link=aHR0cDovL3d3dy5hc3NhYmVlb C5uZXQvaW5kZXgucGhwP29wdGlvbj1 jb21fY29udGVudCZ2aWV3PWFydGljb GUmaWQ9MTE4MzoyMDEwLTA0LTEzLTE 4LTIxLTQxJmNhdGlkPTQ5OmFyYWJpY y1lc3NheXMmSXRlbWlkPTg0) http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif (http://www.assabeel.net/index.php?view=article&catid=49%3Aarabic-essays&id=1183%3A2010-04-13-18-21-41&tmpl=component&print=1&layout=default&page=&option=com_content&Itemid=84) http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif (http://www.assabeel.net/index.php?view=article&catid=49%3Aarabic-essays&id=1183%3A2010-04-13-18-21-41&format=pdf&option=com_content&Itemid=84)
أقسمَ الله بظواهر الكون السماوية والأرضية، السابحة في كوننا البديع، والجارية في أفلاك تُبهر الأبصار، وتثير الألباب، وكذلك الجارية بالبشر في آفاق الأرض جرياناً قلّما تشعر معه باضطراب، أو تحملهم حملاً خفيفاً لطيفاً في وديانها وسهولها وآفاقها وبحارها.. من كل ما يحمل البشر في الآفاق، أو يجري بهم للرفاهة وجلب الأرزاق.. أقسمَ سبحانه بذلك مما يشاهدونه ويعرفونه، ومما لم تصل إليه المعرفة البشرية إلا بعد ذلك بقرون، على أنه سيفضح الفتن الجامحة لأعداء الإسلام، وسيبصرهم اضطراب تصوراتهم، وإفك تخرصاتهم، في وعد قرآني ما يزال يتحقق إلى يومنا هذا، وقد أظهرنا فيما تقدم "جهة" أو "جهات" هذه الفتن المضطربة التي شاهد الصحابة أوائلها تتساقط أمامهم، فما سمعوه من وعد قرآني وهم تحت التعذيب تحقق كما أخبر "فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ، بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ" (سورة القلم: 5-6)، وهو وعد ذُكِر لاحقا -أيضا- مع قَسَم عظيم "وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا، فَالْحَامِلاتِ وِقْرًا، فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا، فَالْمُقَسِّمَا تِ أَمْرًا، إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ، وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ، وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ، إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ، يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ، قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ" (الذاريات 1-11)
إن تخرصات العلمانيين والمستشرقين وأقوالهم المتخالفة التي يكذب بعضها بعضا، هي من غمرات الغفلة التي أقسم الحق على إبصار أصحابها في التاريخ نتائجها الخاطئة، وقد عرضنا بعضا منها في المقالات السابقة، ومنها ماعبر عنه الربيعو بأنه نتاج سراب المادية المبتذلة الحديثة، فقال في كتابه (الأرض اليباب): "تيزيني يجعل من الأسطرة مجرد وسيلة معرفية يتلاعب بها كبار الكهنة، بحيث يظهر الدين في مشروعه لعبة كبار الكهنة، بهدف الوصول والحصول على فائض اقتصادي... يغريه بذلك اللهاث وراء السراب، والركض وراء أسطورة المادية التاريخية، إن جاز التعبير. إنه الخواء بكل معناه الذي يتحكم في رقاب مشروع بهذه الضخامة" (ص147) وقال: "إن من يتجشم عناء السفر في أسفار تيزيني لا بد أن يصيبه الإعياء والنصب.. تيزيني لا يمارس القراءة، بل يقوم بقسر التراث والتاريخ ليطابق المادية التاريخية كسقف للتاريخ ظل تيزيني عاجزا عن بلوغه باستمرار"(ص 143) وأضاف: "هي من وجهة نظرنا لوثة فكرية بقيت كراسب ماركسوي في ثقافتنا المعاصرة.. نرصد آثارها في كتابات الراديكاليين العرب، مثل: صادق جلال العظم، والطيب تيزيني، وبصورة خاصة كتابات الدكتور السيد القمني" (ص210).
كذلك يسجل الربيعو اندهاشه من هذه الحشود المتخرصة عبر التاريخ، التي استعان بها تيزيني، فقال: "لماذا كل هذا الحضور بصورته الاستشراقية الكلاسيكية المفوَّتة كإطار مرجعي في عمل طيب تيزيني، حضور فلهاوزن ورودنسون وبلاشير وهنري ماسيه وجيب وبيتروشيفسكي من الاستشراق السوفيتي-الروسي الجديد؟ ألا يشي هذا الحضور الكبير للاستشراق في الفكر المادي الجدلي على تلك الصلة الوثيقة بين الماركسية والاستشراق، الصلة التي سبق لإدوارد سعيد أن بينها وفضحها عندما بيّن الخلفية المرجعية لماركس عن الشرق.. ثم ألا يعني هذا الحضور الكبير للاستشراق عند باحث عربي يعلن صراحة انتماءه إلى الفكر المادي الجدلي في قراءته للإسلام الباكر.. أقول ألا يعني أن هذا المفكر يحكم على مشروعه بالإحباط والقصور المنهجي والأدواتي والمفاهيمي، عندما يتكئ على الاستشراق" (ص154).
العجيب أن محمد أركون اتكأ أيضا على الاستشراق، مثل اعتماده على هنري كوربان الذي يُعيِّرُ الربيعو الجابريَّ به، انظر ص175، ومع ذلك، ولأن أركون متفق مع تركي علي الربيعو على الأخذ من المذاهب الحديثة جدا في الغرب -وهو لهث في نفس المضمار العلماني في الحقيقة- فإننا لم نر في كتاب الربيعو ونقده إلا استشهاداً بأركون ضد من ذكرناهم آنفا (انظر على سبيل المثال ص 116،219).
إن هؤلاء لا يرون ما لا يحبون أن يرونه مع أنه موجود، فالحقيقة أمامهم، لكنهم لا يريدون أن يروها كما قال جلال أمين، كما أنهم يرون ما ليس بموجود لمجرد أنهم يحبون أن يكون موجودا (انظر "التنوير المزيف" لجلال أمين، سلسلة اقرأ، طبعة دار المعارف ص130). وهو نفس ما قاله زياد منى العلماني في تحليله لكتاب "قس ونبي" لصاحبه (أبو موسى الحريري" بقوله "ونرى أن بحثه المحموم عن دعم لآرائه المسبقة هو ما سبب تسرعه وبحثه عن الإثارة، ومحاولة إجبار المراجع على البوح بمعلومات لا تحويها" ("الإبيونيون وورقة ابن نوفل والإسلام"، زياد منى، قدمس للنشر والتوزيع، دمشق، ط1، 2001، ص23).
في نهاية عرضنا لهذه الأساطير العلمانية عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان لا بد أن نعرض الحكم الأخير من داخل المنظومة العلمانية نفسها، حكم "تركي الربيعو" على أسطورة طيب تيزيني عن النبي، يقول: "إن تيزيني يمارس شططا في قراءة التاريخ عندما يتحدث عن الحتمية التاريخية التي أفرزت الإسلام المحمدي الباكر... وفي إطار بحثه هذا يرى أن ورقة بن نوفل كان المعلم الأول... تيزيني يندفع بشططه بعيدا عندما يخبرنا أن زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من خديجة كان "مخططا له ومقصودا وناجحا"، ويضيف بقوله: "نميل إلى ترجيح أن ورقة وخديجة مثلا نقطتين حاسمتين في تكوين شخصية محمد باستدراج محمد الشاب -عبر تعيينه مدير أعمال لتجارتها ثم الزواج بها- إلى دائرة الفكر النوفلي نسبة إلى ورقة بن نوفل. الاستشهادات السابقة المأخوذة عن طيب تيزيني، ما هي إلا عينة من فيض كبير لا ينفع معه الحوار، ولا تنفع معه مقارعة الحجة بالحجة... وفي رأيي النهائي أن كتاب "الإسلام المحمدي الباكر" ما هو إلا بيان ختامي يعلن فيه تيزيني، وباللاشعور، موت المادية التاريخية والجدلية في فكرنا، وموت الاستشراق"!(ص161-162)
وهكذا أعلنت الفرضيات العلمانية الجديدة موت الفرضيات العلمانية القديمة في بيان علماني ختامي يُصدق القسم القرآني من حيث لا يدري.
http://www.assabeel.net/index.php?option=com_content&view=article&id=1183:2010-04-13-18-21-41&catid=49:arabic-essays&Itemid=84
طارق منينة
2010-04-14, 08:19 PM
وهذا هو رابط الب دي اف للجريدة الورقية والمقال في ص23
http://www.assabeel.net/index.php?option=com_content&view=article&id=1351:--14--2010&catid=57:digital-newspaper&Itemid=93
ويمكن تنزيل العدد من مركز التحميل
من هنا-عدد الاربعاء 14 ابريل
http://www.assabeel.net/index.php?option=com_phocadown load&view=category&id=1&Itemid=99
وبهذا المقال اختتمت تقريبا عرض اخر الاساطير الملفقة التي نسبها اخيرا كبار العلمانيين العرب للرسول وسيرته
وطبقت عليهم الآيات التي وردت في المقال الاخير-وقد اوردتها من قبل ايضا في مقالات اخر-كما انها تنطبق ايضا على من فضحتهم كارين آرمسترونج في كتابها الاسلام في مرآة الغرب وبعض كتبها الاخرى من كهنة بيزنطة او قساوسة روما او المستشرقين لماقبل عصرنا
وطبعا هي ايضا اتبعت مونتجمري وات ورودنسون ايضا -ايضا فضح اساطير الغرب القديمة عن الرسول-وغيرهم في تفسير نبوة النبي لكنها لم تخترع اسطورة او قصة ملفقة تنسبها لتاريخ النبي وان كانت فسرت اعماله صلى الله عليه وسلم بحسب التفسير المادي الاقتصادي تبعا لمونتجمري وات
-
طارق منينة
2010-04-21, 04:09 PM
بالضغط على هذا الرابط حملت العدد الذي ورد فيه المقال الفائت وهو منه ص23
عدد الأربعاء 14 نيسان 2010 (http://www.assabeel.net/index.php?option=com_phocadown load&view=category&download=4:--14--2010&id=1:pdf-&Itemid=99) (2.93 MB)
ذلك ان الجريدة في بث تجريبي ويبدو ان الروابط للمقالات السابقة لاتعمل حاليا
طارق منينة
2010-04-24, 11:49 PM
-انهيار شرفات الاستشراق -
العماء العلماني والإخفاء الاستشراقي (http://www.assabeel.net/index.php?option=com_content&view=article&id=2890:2010-04-24-19-04-06&catid=50:assabeel-essayists&Itemid=85)
الأحد, 25 نيسان 2010 00:00 طارق منينة
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif (http://www.assabeel.net/index.php?option=com_mailto&tmpl=component&link=aHR0cDovL3d3dy5hc3NhYmVlb C5uZXQvaW5kZXgucGhwP29wdGlvbj1 jb21fY29udGVudCZ2aWV3PWFydGljb GUmaWQ9Mjg5MDoyMDEwLTA0LTI0LTE 5LTA0LTA2JmNhdGlkPTUwOmFzc2FiZ WVsLWVzc2F5aXN0cyZJdGVtaWQ9ODU =) http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif (http://www.assabeel.net/index.php?view=article&catid=50%3Aassabeel-essayists&id=2890%3A2010-04-24-19-04-06&tmpl=component&print=1&layout=default&page=&option=com_content&Itemid=85) http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif (http://www.assabeel.net/index.php?view=article&catid=50%3Aassabeel-essayists&id=2890%3A2010-04-24-19-04-06&format=pdf&option=com_content&Itemid=85)
جريدة السبيل الاردنية (http://www.assabeel.net/images/stories/essayists/nothing.jpg)
سورة القلم من أوائل ما نزل من القرآن وفيها أحكام قضائية ربانية صدرت ضد قادة الكفر في مكة وتحققت بعد الهجرة الى المدينة
بوقت قصير، عرضنا بعضها في الحلقة الماضية وكلها مُقسَم عليها. وهنا نعرض أحكاماً ووعوداً جديدة من السورة نفسها وهي التي أشارت اليها الآية (48) من السورة بأنها أحكام ربانية، بقوله تعالى «فاصبر لحكم ربك»، يقول ابن كثير: أي لقضاء ربك.
وهي قوله تعالى:»سنستدرجه من حيث لايعلمون وأملي لهم ان كيدي متين»وقوله «سنسمه على الخرطوم»
وهي مفصلة ومحددة بآيات مكية،ايضا، نزلت بعدها ومنها:
«سيُهزم الحمع ويولون الدبر»(القمر:45)
«جُند ماهنالك مهزوم من الأحزاب»(سورة ص:11)
هذا هو «الغيب القرآني»المُتحد ي للقوى المتمكنة يومئذ في مكة وفي الآيات إشارة واضحة الى حفظ النبي ونصر دعوته وهزيمة قادة الكفر ممن أشارت اليهم الآيات وبينت الروايات من اسباب النزول.
تدين الآيات من سورة القلم الشعور الزائف بالقدرة التامة الذي كانت رؤوساء الإجرام تبدو به.. شعور الاستغلال المستند على السلطة والمال.. والسورة تتحدى أهل التقدير والتدبير والتخطيط منهم، الذين يبدون في غاية الثقة من مستقبلهم ومستقبل تكهناتهم وان لهم أن يفعلوا مايحلو لهم من استغلال واجرام وتعذيب البشر،بقوله عز وجل «أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ»(ال ية:47) وقوله «أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ»(ال ية:37)، والتاريخ يمتحن هذه الثقة الزائفة القائمة على رمال الدهرية المتحركة، وسننه تمتحن تخيراتها وتكهنتها وأمانيها الكاذبة،وادعاءا تها الباطلة، والقدر يمنحهم الوقت والاختيار، فليصدروا احكامهم لكن لن يمنحهم صكوك غفران «إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ»ال آية38 «أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ «الآية39
وهذه النصوص مع انها نزلت في قريش الا انها عامة في كافة قوى الاستغلال والباطل..وهي تثبت أن مصدر الوعد الحق غير مصادر التخرصات والتكهنات التي تطلقها الأساطير الوثنية والكهنوتية والقيادات الدهرية والعلمانية- ومنها وعود «نهاية التاريخ»التي اطلقها فلاسفة الغرب ماركسيين ولا دينيين..والتي لم ينتهي التاريخ كما قدروا عند حدود رسموها وعصور ذهبية تكهنوها وانما سقطت الماركسية والسوفيتية والهتلرية وسقطت نظرية فوكوياما الرأسمالية! ومعلوم ان العلمانيين العرب أمثال صادق جلال العظم وطيب تيزيني وبقية الجوقة الماركسية راهنت على اكتساح الماركسية للعالم الإسلامي وانحسار الإٍسلام!.. وهنا يقف محمد النبي الأمي المولود في القرية المباركة «مكة»،وهو الفقير صلى الله عليه وسلم، في عالم لم يكن فيه مراكز دراسات وبحوث ممولة، يقف هذا النبي الأمين شامخا في التاريخ أمام تكهنات كافة المشاريع المتخرصة التي ماتزال تنفق المليارات على مؤسساتها العسكرية ومراكز بحوثها الخادمة للإستعمار..فبينم ا يعلن التاريخ تحقق وعود الوحي الذي أُنزل عليه نري تلك الزعامات المفكرة للإمبراطوريات المهيمنة تتعثر وتتلعثم وتفشل في تنبوءاتها الإستراتيجية وعلومها المستقبلية .. وتتراجع منهزمة تحت وطأة التاريخ واستدراج الحق لها وسؤاله الخالد لجنودها «سَلْهُم أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِن كَانُوا صَادِقِينَ»(سور القلم:40-41) ويحضرني في هذا السياق كلمة كلود ليفي شتراوس وهو يتكلم عن سارتر بقوله «أن الذكاء العالي يتلعثم عندما يريد التكهن بالتاريخ «(الدوائر الباردة،حوار مع شتراوس،دار كنعان-دمشق،ط1،ص117)
لقد تنزلت تلك الأحكام الربانية على زعامات الضلال، وصحابة رسول الله يُعذبون ويُقتلون، ولم يكن الرسول يملك لنفسه ولا لأنصاره نصرا ولا تمكينا وكان موقع نزول سورة القلم التي أعلنت الوعود هو «مكة»، هذه هي «الحالة الأصلية»التي عمي عنها «نولدكه»وهو يطالبنا في كتابه (تاريخ القرآن) ان نكشفها في بحثنا «على البحث المنفرد إذن، أن يكشف عن الحالة الأصلية التي نشأت فيها الآيات والسور»(ص28) فقد أغفل هو وتلاميذه مانزل في السور المكية من وعود وأحكام قضائية خطيرة الشأن بل واستثناءاتها!. فالشيء المدهش حقا هو ان الله أشار في السورة «سورة القلم»ان من قادة مكة من سيؤمن مستقبلا بقوله «إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين َ»(الآية :7). وقد أسلم خالد بن الوليد وعمر ابن العاص وسهيل ابن عمر وابو سفيان وعكرمة ابن ابي جهل!
ولذلك فنحن ندعو تلامذة الاستشراق..والبن يويين والتفكيكيين واللسانيين وعمالقة الثيولوجيا ان ينتقلوا معنا الى موقع الحدث «الحالة الأصلية!»وليحدق ا بأعينهم وليفركوها في جو مكة الحارق،ولينفضوا عنهم الكسل العقلي،وليسمعوا السورة –بل السور المكية كلها- في زمن ومكان نزولها وهي تصدر أحكاما ثابتة تقرر المستقبل.
ليذهبوا معنا ايضا الى المدينة.. وليطلعوا معنا على «واقعة»ذكرها الوحي بعد استقرار الإسلام فيها، قد يكون زمن نزول آيات هذه الواقعة المضروبة «مثلا»، هو الشهور الأولى من الهجرة. والتي أمر الله بوضعها في سورة القلم.. لتكتمل السورة قبل الحدث الأكبر!..هذه الواقعة هي واقعة أصحاب البستان أو الجنة الذين اتفقوا على منع ثمارها عن المساكين ليستأثروا بالخير كله شحا به وشعورا بأحقيتهم دون غيرهم بالخير كله.
يبدأ المثل بقوله تعالى «إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَ ا مُصْبِحِينَ»(ال ية:17) فأقسموا ان يمنعوا الفقراء عن بعض ثمارها وذلك قبل ان يراهم الفقراء في الصباح الباكر، وقد ظنوا انهم بذلك قد تمكنوا من خطتهم، وتصف الآية شعورهم بقوله تعالى «وغدوا على حرد قادرين»(الآية:25) يقول ابن كثير: أي: على قصد وقدرة في أنفسهم.
«فانطلقوا وهم يتخافتون، ان لايدخلنها اليوم عليكم مسكين».
وفجأة.. فتحوا أعينهم على جنتهم فوجدوها محترقة كالأرض السوداء! ماذا حدث؟! «فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون، فأصبحت كالصريم»(19-20) فاصبحت كالليل محترقة..
..بعد معركة بدر نزلت آيات من سورة الأنفال تصور كيفية استدراج قريش لموعد هزيمتها وقد تحقق الوعد وانطبق المثل!
والآيات (5-12،42-44) من سورة الأنفال وصفت «كيفية»عملية الاستدراج الإلهية و «كيفية»تهيئة السنن المادية والروحية للصحابة الأطهار.. فلم تمضي السنة الأولى من استقبال أهل المدينة للمسلمين والرسول الكريم الا وقد تسارعت الأحداث، وتسارع وقع الاستدراج ..بدفع المسلمين الى قافلة قرشية ..ثم عدم إقدارهم عليها!..ثم إسماع قريش ماحدث..ثم خروجها في اندفاع مدهش لملاقاة النبي ومن معه مع علمهم بهروب الركب او القافلة!.. ثم... ثم تحقق «فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون»
http://www.assabeel.net/index.php?option=com_content&view=article&id=2890:2010-04-24-19-04-06&catid=50:assabeel-essayists&Itemid=85
طارق منينة
2010-04-25, 11:41 AM
كمحاولة لحفظ النص الورقي لمقال اليوم الذي وضعه هنا امس كوثيقة اضعه هنا-والمقال ص23
عدد الأحد 25 نيسان 2010 (http://www.assabeel.net/index.php?option=com_phocadown load&view=category&download=17:--25--2010&id=1:pdf-&Itemid=99) (2.27 MB)
تحميل (http://www.assabeel.net/index.php?option=com_phocadown load&view=category&download=17:--25--2010&id=1:pdf-&Itemid=99)
طارق منينة
2010-05-18, 09:46 AM
على هامش انهيار شرفات الاستشراق
جريدة السبيل الاردنية
طارق منينة
ما اود التنبيه اليه قبل الانطلاق مع بقية فتوحات سورة القلم الفاضحة للنواصي الكاذبة المانعة للخير هو لفت الأنظار الى ان موضوع الوعود الربانية في السورة القرآنية الواحدة ليست قضايا منفصلة لا رابط بينها ولا مجموعة حقائق منعزلة لا لُحمة بينها، وانما هي كلٌ متناسق مترابط يُردّ جزؤه الى كله، الى حقيقة كلية بارزة وثابتة، ألا وهي حقيقة الألوهية التي تأخذ على النفس أقطارها في المنهج القرآني، فتشغل الكيان البشري بآثار رحمة الله ومحبته وقيوميته وجلاله وأُنسه وقربه وإحاطته بالكون كما قال في المقومات. وعلى ذلك فلكي نعرف علاقة نصوص ومفردات الوعد الرباني في سورة معينة ببقية النصوص فعلينا ان نتأمل الوعد في سياقه من السورة اي نتأمل الوعد معروضا بين سنن الله وآياته في عالم الخلق العلوي والسفلي. ومن ثم علينا ان نضع "الوعد القرآني"، كما وضعه الوحي، وراء حركة الكون والتاريخ وحركة الجماعات البشرية والأمم البشرية والقوى والطاقات جميعا.
ولنأخذ مثلا على ذلك من سورة الروم، وقد نزلت في مكة ففيها ورد اكثر من وعد بالنصر المستقبلي في اكثر من موضع، وورد التأكيد على الوعد في بداية السورة ووسطها وأخرها وكل ذلك معروض بين وقائع تاريخية وكونية ففي بداية السورة وعد الله بأنه سينصرالروم على الفرس في بضع سنين وأن ذلك سيتوافق مع هزيمة جمع كافر ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله!
والمدهش ان الوعد بذلك وُضع في واجهة السورة، مفتتحة به!، ليراه القارئ كلما شرع في تلاوتها ليلتفت مع النص التالي في تأكيده للوعد، بصيغة جازمة، صيغة تُرجع الوعد الى الله، كما تؤكد انه لن يتخلف!..ولمعرفة وقع وقوة الخبر على المؤمنين والكافرين يومئذ فإن على القارئ أثناء القراءة أن يُرجع البصر الى الواقع الذي واجهه النص القرآني ثم عليه أن يرجع البصر مرة أخرى ويتأمل في المقارنة التي أبرزتها الآية التي تلت إعلان الوعد وتأكيده.. يتأمل في مُقارنة علم الرب ووعده مع علوم الغافلين وأحادية نظر الذين لا يعلمون فيقول: "يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ"، فهذا هو مبلغهم من العلم.. وهذا يعني ان الذين يرمون القرآن بالأساطير رغم ما يرون من علومه الكثيرة الدقيقة وآياته في العوالم كلها إنما هم الذين يعلمون ظاهرا واحدا من ظواهر الحياة الدنيا ، وفضلا عن انهم يشوهونه ولا يبلغونه فان مداهم العلمي قاصر وضيق ومحدود لدرجة تضيق معها الأنفاس بحسب وصف عالم التاريخ عماد الدين خليل.
تدعو السورة ايضا الى التفكر في "الناموس الحق" الذي يحرك الكون الى هدفه وانه هو الذي يدفع الموعود الى مبلغه، يقول جل جلاله "أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ بِلِقَاء رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ"، تنقلنا السورة بعد ذلك نقلة تاريخية .. التفكر في وقائع الله في الذين خلو من قبل وعلاقة ذلك بنفوذ قدر الله الشامل في نظام الكون. ومن المعلوم ان تاريخ الانسان على الارض لايخرج عن ان يكون قطاعا في نظام الكون كما قال "أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ"، ثم ترجعنا السورة الى أنفسنا الى قضية الخلق والنشأة الإنسانية وانه سبحانه قادر على الإعادة كما هو قادر على البدء ومن هو كذلك فهو قادر على تحقيق النصر لهذه الأمة المستضعفة في مكة والتي تستمع الآن للآيات النازلة "اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" "يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ"، ثم بصورة مبهرة وفائقة الجمال والجلال تعرض السورة بعد ذلك تجلي هذا التدبير والعناية واللطف في آياته الظاهرة والباطنة، "ومِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ"
ثم يعرض نتائج أعمال أصحاب النظرة الأحادية المفسدة للعمران البشري "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"
ثم يذكر آثار الرحمة مرة أخرى "اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاء كَيْفَ يَشَاء وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزَّلَ عَلَيْهِم مِّن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، ثم قال "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ"، ثم ربط هذا مرة أخرى بخلق الإنسان ومراحل نموه "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ"
ثم قال بعد أن ساق الأمثال وكأنها كلها سيقت كدليل على النصر القادم! "وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ" ثم أكد في آخر السورة على ما افتتح به بدايتها. "فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّك َ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ "
ولتحميل العدد من هنا والمقال ص 23
عدد الثلاثاء 18 أيار 2010 (http://www.assabeel.net/index.php?option=com_phocadown load&view=category&download=42:--18--2010&id=1:pdf-&Itemid=99) (2.54 MB)
http://www.assabeel.net/index.php?option=com_phocadown load&view=category&id=1:pdf-&Itemid=99
طارق منينة
2010-05-23, 04:01 PM
رابط المقالات السابقة
http://www.assabeelonline.net/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd% 2fF7pkgJUE53N3pZngd29EpdkWuhhW 9UWJSIil2tm6jqOVPqUq4UuSYh2JQS YIZBmJqb7iTvM16kkjO8KQ9dyoD
لانها الروابط التي وضعتها تحت كل مقال لاتفتح اذا هذا هو الرابط القديم
طارق منينة
2010-06-01, 07:51 AM
انهيار شرفات الاستشراق ..أولا: أوصاف تسعة للأخلاق العلمانية المتطرفة.
تسعة أوصاف للأخلاق العلمانية المتطرفة (http://www.assabeel.net/index.php?option=com_content&view=article&id=8646:2010-05-31-19-01-02&catid=49:arabic-essays&Itemid=84)
مقال اليوم(الثلاثاء)
الإثنين, 31 أيار 2010 22:00
طارق منينة
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif (http://www.assabeel.net/index.php?option=com_mailto&tmpl=component&link=aHR0cDovL3d3dy5hc3NhYmVlb C5uZXQvaW5kZXgucGhwP29wdGlvbj1 jb21fY29udGVudCZ2aWV3PWFydGljb GUmaWQ9ODY0NjoyMDEwLTA1LTMxLTE 5LTAxLTAyJmNhdGlkPTQ5OmFyYWJpY y1lc3NheXMmSXRlbWlkPTg0) http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif (http://www.assabeel.net/index.php?view=article&catid=49%3Aarabic-essays&id=8646%3A2010-05-31-19-01-02&tmpl=component&print=1&layout=default&page=&option=com_content&Itemid=84) http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif (http://www.assabeel.net/index.php?view=article&catid=49%3Aarabic-essays&id=8646%3A2010-05-31-19-01-02&format=pdf&option=com_content&Itemid=84)
"وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (15) سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (16) إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ..." لقد عرضت سورة القلم صفات جامعة، وبألفاظ دقيقة بالغة الدلالة، تصف شخصيات عاتية طاغية، تتصف بالكذب والعنف، وشدة الطعن ومداومته، والمَهَانة والمُداهنة والمُداراة.. شخصيات يمكن للقارئ أن يجدها بارزة لامعة في كل عصر ومصر، ديدنها اللمز المتكرر، والطعن المتهكم المباشر والمتستر، والنميمة المتجولة الحانقة في النوادي والمنتديات المحلية والعالمية.. تطعن في النبي والنبوة والأنبياء، تهمز القرآن في كل ناد وواد، وتتهكم على النبوة في كل بلد ومحلة، ولا يخفى عليكم أن أكثر هذه الطواغيت -كما سنرى- تتسم بغلظة طبع، وقسوة قلب، ومهانة في القول والعمل، وجفاء، تحلف بالباطل عند الحاجة، وتداري بالتلبيس والنفاق عند اللجاجة، وتتجرأ على النبوة، وتنال منها في الأمن والأمان.
وقد أشارت أسباب النزول إلى من نزلت فيهم الآيات، بشخوصهم وصفاتهم، ونحن نرى اليوم نظائرهم وأشباههم، في عمق مستواهم النفسي والعقلي والعملي والحركي، وهي التي عرض القرآن صورها النفسية والعقلية واللفظية، فهي متطابقة متشابهة في صغر الاهتمامات، ومهانة الكلمات، وتحريف الدلالات، وعنف السلوكيات، ومكر المداهنات.
وأنا هنا، فيما سيأتي عرض تفصيلاته، تعمدتُ عرض ما عرضته كتب السيرة والتفسير من "أسماء" من نزلت فيهم السورة؛ لأن ذلك سبيل للمقارنة والمطابقة، فعندنا اليوم طواغيت فكرية معاصرة (وعربية!) فاقت نظائرها الماضية في العنف والكذب والتجاوز اللفظي والمادي والعملي ضد رسول الله، بالتهكم عليه، والسخرية منه، ولمزه، بل والطعن فيه بكلمات غاية في البذاءة. وسنثبت هذا من أعمالهم وأفعالهم ونميمتهم، وبالكافي من أقوالهم.
سنقدم الدليل، أيضا، وهو أهم ما في بحثنا، على عمق دلالة ألفاظ القرآن -وسورة القلم على وجه الخصوص- لأنها تتكلم عن صفاتهم وكأنها "حرفة وصنعة" لهم، و"منهج"، وهو ما سنثبته من كلام "صادق جلال العظم" العلماني، وهو ما يعني استيعاب الألفاظ القرآنية واتساع كلماتها، وكمال إشاراتها، لوصف الطغيان البشري بفعله الشاذ المتكرر في التاريخ كله، وهذا في نفسه إعجاز "العلم الإلهي" المتعلق بالعلم التام بالنفوس وخلجاتها وصفاتها وفعلها، "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ"(سورة الملك -وهي مكية!- الآية:14). فكل "كلمة" أو "آية" كما قال الباقلاني في "إعجاز القرآن" لها في الدلالة "آية"، وهذا يعني أن الوصف القرآني شاهد على كل عصر، وكاشف لطواغيت كل عصر ومصر. فألفاظه تؤكد حقيقة العلم الرباني الكلي المطلق المحيط بالشخصيات التاريخية المتشابهة الفعل، المتطابقة القول، المتصفة بالصفات التسعة من السورة، وغير ذلك من الصفات في بقية السور القرآنية. وهذا بدوره يؤدي إلى التأكيد على أن هذه الألفاظ القرآنية معجزة في الصياغة والدلالة، معجزة في وصف "العلامة" و"الهاجس" و"الفعل". كما أنها قول تام، مهيمن وقاهر، كامل الدلالة والموسوعية (وهو تعبير نقوله أيضا إلزاما للعلمانيين الألسنيين وأشباههم!)، أو الكلية والعمق والسبق -لو صح التعبير- فهي من جهة تكشف، كما في السورة، أعماق النفس البشرية الجاحدة وتسبر أغوارها، وتخرج لنا دوافعها وخلجاتها ومعادنها وصورها، وتسطر ذلك كله وبدقة مدهشة في كلمات قليلة وكثيرة، في إيجاز غير مخل، وإطناب غير ممل.. تعرض السُنن الجامعة، والعلامات البارزة التي تجمع النظير إلى النظير، وتطابق بين الشبيه وشبيهه، كما أنها تعرض العلاقات المتبادلة والمتراكبة بين العلامات والصفات (بين الجاحد الزنيم والـ"مناع للخير" مثلا، أو الهمز والهماز وشخصية "العتل" الطعان) بين الأخلاق والفكرة، والعلامة والحركة.
كما أنها من جهة أخرى تعلن القدرة على أصحاب "النميمة الكبرى"، وكشفها، وفضح أعمالها "فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ بِأَييِّكُمُ الْمَفْتُونُ" وقد حسبوا أن لن يخرج الله أضغانهم، أو يعرض علامات فتنتهم البادية على سيماهم، ولحن أقوالهم "أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ، وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُ مْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّ هُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ"(سورة محمد:29-30)
وقبل أن أخوض في "المسألة الخطيرة" بكل معنى الكلمة، علي أن أؤكد على التالي: أنه ينبغي علينا اتباع أوامر الله في مواجهة هذه المهانة الفكرية المداومة على الطعن في ديننا.. علينا اتباع أوامر الله، وأكررها؛ (لأن ما سيأتي من عرض كلامهم عظيم!) الصبر على هذه البذاءة الوثنية والعلمانية والكتابية، "َاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ" وعدم طاعتهم "فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ" فالله أعلم بهم "إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِين َ" وقد وصفت لك السورة هواجسهم، وغلظة طباعهم، وقسوة قلوبهم، ومهانة أفعالهم، وكذب مسعاهم، فلا تطعهم؛ لكونهم على هذه الوجوه القبيحة المانعة للخير، والشحيحة به على الخلق، فديدنهم وحرفتهم وصنعتهم وخُلقهم هو على ما أوردته السورة، فتنبه ولا يفتنك منهم عتل غليظ، أو مفكر كذاب، طعان عياب!. فالله يمتحنهم ويبلو أخبارهم "إنا بلوناهم..." ولا تنس أن الرسول أمام هؤلاء جميعا، وأمام صفاتهم التسعة البشعة بل أكثر، كما أخبرت السورة على خلق عظيم "وإنك لعلى خلق عظيم" وقد بشر الحق أهل الإيمان ووعدهم أنهم إن أطاعوا كلمات الله ليبصرنهم بهزيمة الكفر والجحود والكذب والتعدي الأكبر. وقد حقق لهم ما وعدهم، وعلينا أن نستبشر مثلهم ببشرى سورة القلم إذا التزمنا وفهمنا عن الحق كلامه مهما بلغت درجات الفتنة في صورها العاتية الغليظة والمهينة.
إن على الذين ينظرون في خريطة علم العلامات والدلالات -من العلمانيين وغيرهم- وعلاقات الحروف والكلمات، والألفاظ والجمل والإشارات، والوقائع والأحداث، والنفوس والشخوص، أن ينتبهوا لدقة دلالة الألفاظ القرآنية، والكلمات الربانية، ومدى اتساع دلالاتها-مع إيجاز ألفاظها في بعض السور كسورة القلم على سبيل المثال- وهيمنتها العلمية والمعرفية، حتى إننا بدراستنا لها نجدها تستغرق مساحة الوقائع والخرائط المادية الممتدة على مدار التاريخ، ووصولها لأعماق مستوياتها المادية واللفظية المختلفة والمتعددة والظاهرة والباطنة، الأولى والأخيرة. وبألفاظ جامعة وملفتة.
http://www.assabeel.net/index.php?option=com_content&view=article&id=8646:2010-05-31-19-01-02&catid=49:arabic-essays&Itemid=84
ومن الجريدة بصيفة ال ب دي اف
ص23
عدد الثلاثاء 1 حزيران 2010 (http://www.assabeel.net/index.php?option=com_phocadown load&view=category&download=56:--1--2010&id=1:pdf-&Itemid=99) (2.49 MB)
طارق منينة
2010-06-13, 02:12 AM
نهاية شرفات الاستشراق على طريق السور المكية....
لا طاعة لهم (http://www.assabeel.net/index.php?option=com_content&view=article&id=10460:2010-06-12-18-49-54&catid=49:arabic-essays&Itemid=84)
بقلم طارق منينة
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif (http://www.assabeel.net/index.php?option=com_mailto&tmpl=component&link=aHR0cDovL3d3dy5hc3NhYmVlb C5uZXQvaW5kZXgucGhwP29wdGlvbj1 jb21fY29udGVudCZ2aWV3PWFydGljb GUmaWQ9MTA0NjA6MjAxMC0wNi0xMi0 xOC00OS01NCZjYXRpZD00OTphcmFia WMtZXNzYXlzJkl0ZW1pZD04NA==) http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif (http://www.assabeel.net/index.php?view=article&catid=49%3Aarabic-essays&id=10460%3A2010-06-12-18-49-54&tmpl=component&print=1&layout=default&page=&option=com_content&Itemid=84) http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif (http://www.assabeel.net/index.php?view=article&catid=49%3Aarabic-essays&id=10460%3A2010-06-12-18-49-54&format=pdf&option=com_content&Itemid=84)
نزلت الآيات (فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (9) وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (13) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (14) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (15)) من سورة القلم في جماعة من المشركين،
قال ابن عباس ومقاتل إنها نزلت في: الوليد بن المغيرة، وقال ابن عباس أيضا: هو أبو الجهل بن هشام وقال عطاء: الأخنس بن شريق، وهو قول الشعبي والسدي وابن اسحاق وقال مجاهد: الأسود بن عبد يغوث.
والصحابة إذا قالوا إنها نزلت في فلان فهم لم يقصدوا أنها خاصة به في الأغلب، فحكم الآية لا يختص بأولئك "الأعيان" الذين نزلت فيهم الآيات دون غيرهم كما قال العلماء.
ويمكنك أن تلاحظ أن الآيات عامَّةً في كلِّ مَن كان على طريقتهم. ولا يغيب عن بصرك وبصيرتك أن كلمة "وَلا تُطِعْ كُلَّ" تعني العموم، أي كل من ظهرت فيه هذه الصفات. وقد ورد قبلها لفظ "فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ" أي "كل" المكذبين.
وقد أحصى القرآن من أقوالهم وأفعالهم ومبالغتهم في المشي بالباطل، ما يمكن أن ينفع علماء النفس في دراسة أنماط السلوك الشاذ، وخلفية ذلك وتأثيره ودوافعه من العقائد والمواقع والمهن والمناصب والمجتمعات والأهواء والشهوات والمؤثرات المختلفة. وقد سرد القرآن أحداث التاريخ القديم وربطه بوقائع معاصرة لبعثة النبي محمد رسول الله، ويمكن رؤية المعالم الخالدة لضبط الحقيقة وتوليد العبرة منها من خلال دراسة سنن الله الكونية المعروضة عرضا تاما في القرآن (انظر نظرات في القرآن للغزالي ص98)
قال ابن عاشور: وأما هؤلاء فلعل أربعتهم اشتركوا في معظم هذه الأوصاف... والصفة الكبيرة منها هي التكذيب بالقرآن الذي ختم بها قوله (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) لكن الذي قال في القرآن (إنه أساطير الأولين) هو الوليد بن المغيرة، فهو الذي اختلق هذا البهتان في قصة معلومة، فلما تلقف الآخرون منه هذا البهتان وأعجبوا به أخذوا يقولونه، فكان جميعهم ممن يقوله، ولذلك أسند الله إليهم هذا القول في آية (وقالوا أساطير الأولين). وقال في تعليقه على سورة "وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ" "جاءت آية السورة عامة فعمّ حكمها المسمين ومن كان على شاكلتهم من المشركين ولم تذكر أسماؤهم".
وقال محمد بن إسحاق: ما زلنا نسمع أن سورة الهمزة نزلت في أمية بن خلف الجمحي، وقال مقاتل: نزلت في الوليد بن المغيرة، كان يغتاب النبي صلى الله عليه وسلم من ورائه، ويطعن عليه في وجهه. وقال مجاهد: هي عامة في حق كل من هذه صفته.
وقوله تعالى "وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ" وصيغة المبالغة في "حَلافٍ" وما سيأتي من "همَّاز-مشَّاء-منَّاع" راجعة إلى قوة الصفة كما قال ابن عاشور. والْمَهِينُ: قيل: من الْمَهَانَةِ؛ وهي الحقارةُ والضَعفُ في الرَّأي والتمييزِ.
"هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيم"، همّاز: عيّاب طعّان. وقال ابن تيمية "فالهمز أقوى من اللمز-سواء كان همز صوت أو همز حركة- ومنه "الهمزة" وهي نبرة من الحلق.. والفعال: مبالغة في الفاعل، فالهماز المبالغ في العيب نوعا وقدرا" (التفسير الكبير، ج6، ص87) والهمز هو الكسر، والمراد الكسر من أعراض الناس والغض منهم، والطعن فيهم، كما قال الرازي في تفسيره. ومعلوم أن الآيات تصف أخلاق ووسائل المناوئين المحاولين إهانة النبوة والغض منها والطعن في النبي بالكذب والتهكم والإيذاء والسخرية.
"مَشَّاءٍ بِنَمِيم" قال ابن عباس: يمشي بالكذب.
ولا يغيب عن القارئ الكريم أن ترتيب هذه الأوصاف من ألفاظ القرآن على النحو الذي أوردته السورة هو ترتيب مقصود، وهو هنا لبيان تصوير العداوة المتنامية التي تزداد حركتها النفسية والمادية عنفا وغلظة وبشاعة. والآيات تعرض تحول الشخصية المكذبة المعادية، مع الزمن، إلى شخصية قاسية يشتد عنفها وكذبها شدة، كما أن مساحة حركتها الداخلية (النفسية) والخارجية (العملية) تتسع مع الزمن. يشرح لنا العلامة فاضل السامرائي هذا المعنى، بقوله "فإن الهمّاز هو العيّاب، وذلك لا يفتقر إلى مشي بخلاف النميمة، فإنها نقل للحديث من مكان إلى مكان عن شخص إلى شخص. فبدأ بالهماز وهو الذي يعيب الناس وهذا لا يفتقر إلى مشي ولا حركة، ثم انتقل إلى مرتبة أبعد في الإيذاء وهو المشي بالنميمة، ثم انتقل إلى مرتبة أبعد في الإيذاء وهو أنه يمنع الخير عن الآخرين. وهذه مرتبة أبعد في الإيذاء مما تقدمها. ثم انتقل إلى مرتبة أخرى أبعد مما قبلها، وهو الاعتداء، فإن منع الخير قد لا يصحبه اعتداء، أما العدوان فهو مرتبة أشد في الإيذاء. ثم ختمها بقوله أثيم وهو وصف جامع لأنواع الشرور، فهي مرتبة أخرى أشد إيذاءً. جاء في بدائع الفوائد: وأما تقدم همّاز على مشّاء بنميم فبالرتبة؛ لأن المشي مرتب على القعود في المكان. والهماز هو العيّاب، وذلك لا يفتقر إلى حركة وانتقال من موضعه بخلاف النميم. وأما تقدم (مناع للخير) على (معتد) فبالرتبة أيضاً لأن المناع يمنع من نفسه والمعتدي يعتدي على غيره ونفسه قبل غيره. (أسرار البيان في التعبير القرآني ص20)
وكلمة "عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيم" هي بمعنى "ثم" أي ثم هو مع كل ما مرّ من المثالب، غليظ قاس جاف، حتى صارت الشدة في الخصومة الباطلة علامة عليه. وهو مأخوذ من قولك: عتله إذا أخذه بعنف وغلظة، قال الفراء: وقوله: (عُتُلٍّ...). فى هذا الموضع هو الشديد الخصومة بالباطل، وهو الشديد في كفره كما أورده ابن الجوزي في "زاد المسير" عن عكرمة. وهو كقوله تعالى: "وهو ألد الخصام" وجمعه "قوما لدًّا" يقول ابن كثير: وهو المنافق في حال خصومته يكذب ويزور عن الحق، ولا يستقيم معه، بل يفتري ويفجر (انظر تفسيره لسورة البقرة عند الآية: 204-205)
والزنيم كما يقول الفراء هو الملصق بالقوم، وليس منهم وهو: المُدعى. ويقول ابن عباس فيما رواه عنه سعيد ابن جبير: يعرف بالشر كما تعرف الشاة بزنمتها. وهو ما يعني "علامة" يُعرف بها، وهي عار لصيق به. والزنمة كما قال الرازي هي من كل شيء الزيادة. وهي هنا زيادة مستقبحة وبارزة أكثر من غيرها، إنها شدة الخصومة بالباطل.
وهذا هو عدد الصحيفة-يمكن تحميله- والمقال ص23
عدد الأحد 13 حزيران 2010 (http://www.assabeel.net/index.php?option=com_phocadown load&view=category&download=68:--13--2010&id=1:pdf-&Itemid=99) (3.18 MB
http://www.assabeel.net/index.php?option=com_content&view=article&id=10460:2010-06-12-18-49-54&catid=49:arabic-essays&Itemid=84
طارق منينة
2010-06-30, 10:30 PM
دخل نصر حامد ابو زيد مستشفى الشيخ زايد بمحافظة 5 اكتوبر بعد اصابته بفيروس غامض تسبب في اصابته في اضطراب في الوعي، في (الناصية!) الداخلية!
لم ترحب زوجته بسفره لهولندا للعلاج
نشر الخبر ايضا اليوم في جريدة الشروق المصرية ص 3 من الجريدة الورقية
الاربعاء 30 يونيو 2010
بصيغة PDF
تنزيل العدد (http://www.shorouknews.com/WorkArea/downloadasset.aspx?id=258408&LangType=3073)
طارق منينة
2010-07-11, 05:48 AM
انهيار شرفات الاستشراق.. عنف ضد النبي (http://www.assabeel.net/studies-and-essays/arabic-essays/15345-انهيار-شرفات-الاستشراق-عنف-ضد-النبي.html)
الأحد, 11 تموز 2010
طارق منينة
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif (http://www.assabeel.net/component/mailto/?tmpl=component&link=aHR0cDovL3d3dy5hc3NhYmVlb C5uZXQvc3R1ZGllcy1hbmQtZXNzYXl zL2FyYWJpYy1lc3NheXMvMTUzNDUt2 KfZhtmH2YrYp9ixLdi02LHZgdin2Ko t2KfZhNin2LPYqti02LHYp9mCLdi52 YbZgS3YttivLdin2YTZhtio2YouaHR tbA%3D%3D) http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif (http://www.assabeel.net/studies-and-essays/arabic-essays/15345-انهيار-شرفات-الاستشراق-عنف-ضد-النبي.html?tmpl=component&print=1&layout=default&page=) http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif (http://www.assabeel.net/studies-and-essays/arabic-essays/15345-انهيار-شرفات-الاستشراق-عنف-ضد-النبي.pdf)
طارق منينة - كان قادة قريش يتصدرون مشهد عنف السلطة العربية في كافة أنحاء الجزيرة العربية وذلك في مواجهة الإسلام، والإساءة إلى النبي محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا يتخذون رسول الله صلى الله عليه وسلم هدفاً للإساءة والسخرية، وقد أخبرتنا عائشة رضي الله عنها في الحديث عن: (... تظاهُر قريش على رسول الله وأصحابه) والرواية في سيرة ابن هشام، فلم تكن العداوة عداوة فرد واحد لا يؤبه له، وإنما كان تظاهر القادة الكبار على مواجهة النبي وما جاء به، وهو "التظاهر الجمعي"، المدعوم فيما بعد بتظاهر يهود وكثير من سادة القبائل في الجزيرة العربية، وقد عبّر ابن القيم عن هذا التشمير "الفوقي"، للقيادات العليا، المدعوم بالأكاذيب والأباطيل بقوله: "شمروا له ولأصحابه عن ساق العداوة". ونحن نرى اليوم، من جهتنا، من يتظاهر من قيادات العلمانية العربية، خصوصا الفكرية منها، على الإسلام ورسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، وإجماع فريق منهم على عداوته، كما قال ابن إسحاق عن خِلاف قريش وعداوتها لرسول الله. نرى هذا الفريق من كبار العلمانيين "قد غلب على عقولهم الكيد" كما قال الرافعي في مقدمة إعجاز القرآن، وسنعرض، إن شاء القَيُّوم، من صور هذه العداوة والمشي في الأندية الدولية بالنميمة والخصومة بالباطل التي أشارت إليها آيات سورة القلم، ما سوف يتعجب له القارئ الكريم.
كانت قريش تؤذي النبي بكل طريق تيسر، حتى ولو كان بإلقاء بقايا أو بطن حيوان عليه وهو قائم يصلي، فاتخذوه صلى الله عليه وسلم هدفا لهم، وكانوا منه ومن أصحابه ومن آيات القرآن "يستسخرون" ويسخرون، فكذبوه وآذوه، ورموه بالشعر والسحر والكهانة والجنون والافتراء وغير ذلك، مع علمهم أنه لم يكتب شعرا، ولا يعرف عنه مرض مس أو صرع أو جنون أو ادعاء صلة بالجن في قول شعر أو غيره، أو التحدث بكلام الكهان أو سجعهم، بل كان أعقلهم وأصدقهم، يأتمنونه على أموالهم، ويسعون إليه للحكم بينهم، ولا علاقة له بسحرة ولا كهنة أو قساوسة، لكنهم لما واجههم بالحق وبما يكرهون، رموه بالباطل وبما يناقض ما كانوا يصفونه به لمدة 40 سنة قبل البعثة. وأضافوا إلى الصفات الكاذبة، الغمز واللمز والهجاء البذيء، قال ابن إسحاق: "ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما بلغني، بالوليد بن المغيرة وأمية بن خلف وبأبي جهل بن هشام، فغمزوه وهمزوه واستهزؤوا به" (انظر سيرة بن هشام، نهاية الجزء الأول)، وكانوا يتعقبونه، ويردون عليه، ينالون منه، وهو قائم يدعو حتى ينتصف النهار، فينصرف الناس عنه، يروي لنا الحارث بن الحارث صورة من صور المواجهة الطويلة مع النبي: "قال: قلت لأبي: ما هذه الجماعة؟ قال: هؤلاء القوم الذين اجتمعوا على صابئ لهم. قال: فنزلنا فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى توحيد الله عز وجل والإيمان، وهم يردون عليه ويؤذونه حتى انتصف النهار وانصدع الناس عنه..."، ويسرد لنا منبت الأزدي واقعة سبهم له وهو قائم لساعات طويلة يدعو إلى الله، قال: "رأيت رسول الله في الجاهلية وهو يقول: يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا. فمنهم من تفل في وجهه، ومنهم من حثا عليه التراب، ومنهم من سبه حتى انتصف النهار. فأقبلت جارية بعُسٍّ من ماء فغسل وجهه ويديه، وقال: يا بنية، لا تخشي على أبيك غيلة ولا ذلة.." والروايتان عند الطبراني، وفي موقف آخر شبيه ومؤثر يرويه عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما: "... فأتت امرأة من بناته تمسح عن وجهه التراب وتبكي، فجعل يقول: أي بنية! لا تبكي فإن الله مانعٌ أباك" والرواية عند البيهقي. وقد منعه الله ونصره كما قال.
ولإيمانه بالله، وثقته بالوحي، وثباته على الحق ثباتا لا يتزعزع، فإنه كان متحملا لأشنع أنواع السخرية والتهكم، ومن قادة كبار كان يرجو هدايتهم، لكنهم تمادوا في لمزهم ومنهجهم الساخر كما يحكي عبد الله بن عمرو بن العاص عن موقف طوافه بالبيت واتخاذه سخرية: "فغمزوه ببعض القول، فعرفت ذلك في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما مر بهم الثانية غمزوه بمثلها، فعرفت ذلك في وجهه، ثم مر بهم الثالثة فغمزوه بمثلها". فكانوا يجتمعون له كما في رواية ابن عباس عند ابن إسحاق ويداومون على معارضته بكل وسيلة، وقد أورد ابن إسحاق عرضا تهكميا قاموا به، وصُوْرَتُهُ أنهم عرضوا عليه متناقضات، فإما الملك عليهم، والمال العظيم، أو ليأتوا له بطبيب المس والجنون!، وهو دليل على العناد والتولي.. ومخاطبتهم له صلى الله عليه وسلم بهذه الطريقة تدل على أنهم كانوا يخاطبون عاقلا يعرفون عقله، إلا أنهم يؤذونه بالكلام، فذكر المس والطبيب إنما هو لزلزلته وإرجاعه عن أمره صلى الله عليه وسلم. قال ابن عباس: "اجتمع عتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو سفيان بن حرب، والنضر بن الحارث..، وأبو البختري بن هشام، والأسود بن المطلب بن أسد، وزمعة بن الأسود، والوليد بن المغيرة، وأبو جهل بن هشام -لعنه الله- وعبد الله بن أبي أمية، والعاص بن وائل، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج السهميان، وأمية بن خلف، أو من اجتمع منهم. قال: اجتمعوا بعد غروب الشمس عند ظَهْرِ الكعبة" وعرضوا عليه عرضهم الساخر، فكلمهم بعقل يعرفونه عنه، وبإرادة ترفض العرض الدنيوي، ومَن عهدوه وعرفوه صادقا أمينا عاقلا رزينا لا يمكن أن تكون هذه غايته في الوجود، وهو الذي جاءهم بعز الدنيا والآخرة، عز التحرر الذي يُخرج الشعوب من الظلمات إلى النور، ويُخرج الحضارة المقبلة من رحم السنن الكونية التي حرض على تناولها كم زاخر من آيات القرآن العظيم. قال ابن عباس: فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بي ما تقولون، ما جئت بما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم. ولكن الله بعثني إليكم رسولا، وأنزل علي كتابا، وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا، فبلغتكم رسالات ربي، ونصحت لكم، فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه عليَّ أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم" أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
وفي موقف قبل هذا الموقف كانوا قد أرسلوا إليه أحد سادتهم، وهو عتبة بن ربيعة، فقال له عتبة مثل ما قالوا له بعد ذلك مما قدمناه، لكن النبي بعد أن قال له: "أقد فرغت يا أبا الوليد؟" قال: نعم، قال: "فاستمع مني"، لم يكلمه إلا بتلاوة (37 آية) من سورة فصلت، وسجد بعدها، وقال لعتبة: "قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت، فأنت وذاك"!
وقد أنزل الله في هذه السورة مفاتيح حضارة إيمانية علمية قيمية وأخلاقية.
http://www.assabeel.net/studies-and-essays/arabic-essays/15345-انهيار-شرفات-الاستشراق-عنف-ضد-النبي.html
والمقال في الجريدة الورقية -بي دي اف ص23
عدد الأحد 11 تموز 2010 (http://www.assabeel.net/2010-04-11-19-45-04/category/1-pdf-.html?download=96%3A--11--2010) (3.05 MB)
طارق منينة
2010-08-02, 12:13 AM
كنت قد نشرت مقال
حشو الجابري اليوناني
وهاهو معاد بادخالات مهمة جدا
--------------------
انهيار شرفات الاستشراق... حشو الجابرياليوناني
طارق منينة
من المعلوم أن القرآن العظيم لا يمت بصلة لهذا "المعهود اليوناني" الخاطئ الذي تسلل به الجابري الى الحقيقة القرآنية البالغة ولا يمت بصلة الى افرازات الفكر الفلكي الخاطئ والمرتبط بتصور "آلهة كوكبية" وعقل سماوي عاشر (إله صغير في سلسلة آلهة اليونان!) واهب الصورة، بزعمهم، ومدبر لما تحت فلك القمر.
وقد ارتبط تصور فلاسفة اليونان للعالم بـ"فلكيات خاطئة" مثل تصور"الارض مركزا للكون"؛ كما يحكي أرسطو بنفسه "فمعظم الفلاسفة يؤكدون أنها تقع في مركز العالم... عكس هذا الرأي يذهب الفيثاغوريون فعند هؤلاء أن النار التي تشغل المركز (ارسطو من كتابه "رسالة السماء" ترجمة جان تريكون مكتبة فران الفلسفية باريس 1949، ص 101-102). ويقول ول ديورانت في كتابه (قصة الفلسفة) عن فلكيات ارسطو "ان علم الفلك الذي وضعه ارسطو ليس سوى سلسلة من الحكايات المضحكة "(قصة الفلسفة ص75، مكتبة المعارف، بيروت، 1988، ط6) كذلك لا يمت القرآن العظيم بصلة "للافلاطونية المحدثة" التي دعت الى التعددية الوثنية دفاعا عن "ألوهية الكواكب" والذي يقول فيلسوفها أفلوطين (وهو غير افلاطون): "فإن لم تكن الأجرام السماوية آلهة، فأي الموجودات أجدر منها بصفة الألوهية"!! (انظر "العقل المستقيل في الإسلام" لطرابيشي ص64).
مع ذلك نجد الجابري يحاول ، في تفسيره العلماني، أن يختلق صلة بين نتائج هذا الاستدلال الخاطئ للفكر اليوناني في مجالات الفلك والطب والفلسفة وبين القرآن العظيم، وقد قدمت من كلامه مجموعة أمثلة ضربها للقرآن ظلما وعدوانا ، ونزيد هنا تدليسا آخر قام بتلفيقه مما يمكن أن يدخل في باب "الإقتباسات" و"المقارنات" الساذحة ، المزعومة التي يتهمون بها القرآن، والتي فضح علماء الأمة عملياتها التلفيقية وكشفوا جهل أهلها ، ففي تعليقه على قول الله تعالى من سورة الأعراف "هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها" يقول الجابري: "والمعنى: هو الذي خلقكم –خلق كلا منكم- من نفس واحدة، هو الرجل، أي من مني الرجل، وجعل من تلك النفس، أي من ذلك المني زوجها باختلاطه مع ماء المرأة. وهذا ما يقتضيه العلم القديم الموروث عن أرسطو والذي انتشر بين الأطباء القدامى، فقد كانوا يرون أن النفس (وهي الصورة) تتكون من مني الرجل(!)، أما المرأة فهي مجرد مادة للتغذية (!)، فالمرمر (أو الرخام) مادة وهي لا شكل لها (!)، وعندما تلبسها صورة معينة رجل أو امرأة تصبح تمثالا للرجل أو المرأة، وكذلك ماء المرأة فهو كالمرمر في هذا المثال(!)، فعندما تلامسه صورة الرجل يكون المولود ذكرا وعندما تلامسه صورة (!) المرأة يكون أنثى، ويبقى من يعكس الصورة؟ في الأفلاطونية المحدثة قالوا يعطيها واهب الصورة (وهو العقل السماوي العاشر مدبر ما تحت فلك القمر، ويناسب جبريل في الاصطلاح الديني)" (فهم القرآن الكريم، الجابري، القسم الأول، ص240). هنا في هذا النص حاول الجابري إعادة إنتاج الموروث اليوناني الخاطئ المُحمل بتصورات خاطئة عن دور المرأة في الحياة وفي الإنجاب، حاول الجابري اعادة هذا الموروث في نص قرآني كما حاول أن يشق لهذه الأمثال المضروبة بغيًا ، طريقاً الى القرآن ، ومنها مفهوم "الصورة" عند ارسطو ، والمتعلقة بتصورات وثنية في العقائد اليونانية، وبتصورات خاطئة عند ارسطو ، خصوصا في مسألة الجنين البشري وسبب تخلقه. وتعلق ذلك عند ارسطو بموقفه ومجتمعه من المرأة.
ففي النص اعلاه انتقل الجابري بالخيال اليوناني عن "الصورة" –بغية زرعه في القرآن- الى "ماء الرجل"" "وأن النفس (وهي الصورة)-كما في التصور الأرسطي - هي مني الرجل أو "في" مني الرجل! ونعيد نصه مرة أخرى، قال:" نفس واحدة، هو الرجل، أي من مني الرجل، وجعل من تلك النفس، أي من ذلك المني زوجها"!! ، وان ذلك هو قصد القرآن بزعمه. وأن القرآن تابع للتصورات العلمية الخاطئة!(وقد حاول الجابري نحت هذه الجملة بتعسف شديد ليكون أٌقرب إلى الفاظ القرآن ومعانيها ، ولم ينجح في ذلك لما سيأتي من كلام الدكتور إمام عبد الفتاح الفقيه في بيان موقف ارسطو ونظرياته. وزيادة على ذلك يقول الجابري ان النفس هي الصورة وانها تتكون من مني الرجل أو هي كامنة فيه!! ، بدليل قوله" النفس (وهي الصورة) تتكون من مني الرجل"! وكأن النفس او الصورة او الروح (الأرسطي!) يوجد في المني وينتقل إلى المرأة عبر هذا المني ، وما المرأة الا "قابل" أو "محل" يقبل الروح والصورة ويتعامل معه بمادة تغذية وهي في النظرية الأرسطية دماء الطمس وهو ماأخفاه الجابري عنا! لكنه اخبرنا ان " المرأة فهي مجرد مادة للتغذية (!)، فالمرمر (أو الرخام) مادة وهي لا شكل لها (!)"! فاخبرنا الجابري عن المادة ولم يخبرنا ماهي!!! ؟ وعلى كل فما قاله هو مفهوم ارسطو كما هو معروف عنه وليس مفهوم القرآن العظيم ،فعند ارسطو أن الصورة للرجل يقابلها من المرأة دم الطمس أو الحيض ومنه يتغذي المولود ! وهذا باطل قطعا لأن ماء المرأة في العلم الإسلامي والطب الإسلامي لو صح التعبير ، هو "بنية" غاية في التصميم والإبداع والتركيب والتعقيد ، تتدفق في مجرى مبدع ، وتصير في المشهد الجديد ، مع ماء الرجل، امشاجا بالغة الحيوية والإبداع، والتعقيد والتركيب ، اللطيف، بالغ الدقة، ويكون منه الجنين بعد مراحل تخلق جنينية متعددة واطوار مختلفة تتم إلى مرحلة نفح الروح وهو الخلق الآخر الذي قال عنه الله عز وجل :" ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين"
فالجنين البشري كما أشار القرآن يكون في البدء ، وقبل نموه الطبيعي وقبل حلول الروح أو النفس ، أمشاجا من نطفة الرجل والمرأة معا وليس الرجل فقط ولا دخل لدماء الطمس الأرسطي فيه فهذه خرافة ارسطية. وزعمه بأن موقف القرآن هو الموقف الأرسطي العلمي القديم عن الجنين، لا يُسَلم له ، ذلك أن القرآن أشار إلى أمشاج مشتركة من مائين، نطفة مشتركة من ماء الرجل وماء المرأة ، او من نطفة الرجل ونطفة المرأة لتكون نطفة واحدة أن تتكون منها خلية واحدة ، تدخل مراحل جنينية ذكرها القرآن في قوله تعالى من سورة" المؤمنون":" وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) وهذا الإنشاء الجديد قال الله تعالى عنه في سورة السجدة :" وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (8) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ" فالقرآن يؤكد دور عناصر اشتراك واقتضاء ، وتركيب والتقاء ، ومشاركة وتكوين، متدفقة من المرأة لتكوين التركيب الداخلي الجديد ، المقدر إلهيا ، ليكون نظفة جديدة في الامشاج التي قال تعالى عنها :" من نطفة خلقه فقدره"(سورة عبس :19).
اما ماء الرجل عند ارسطو فهو وسيلة لإنتقال" الصورة" او لتعبر به الروح إلى دماء الطمس ،وهذا الروح هو أعلى وأسمى وأرقى قيمة من هيولي المرأة التي هي المادة، ومادة المرأة هنا هي دماء الطمس، كما ان المرأة عند ارسطو هي دونية، وكذلك ماتقدمه في عملية الإنجاب! والذي شكل هذا الموقف الارسطي تجاه المرأة هو تصور قومه وبيئته لها ولدورها في الحياة. فالرجل هو الصورة والروح والمبدأ العقلي وهو الذي يهب الحياة في المرأة والمرأة قابل عاجز ، وهي" المادة الخام" وهي الهيولي ينطبع عليه الأرقى أو يصيبه عطب المرأة! والسؤال الآن أين هي معرفة ارسطو بالحيوان المنوي والبويضة ؟ يجيب الدكتور امام عبد الفتاح ان ارسطو لم يعرف اي شيء عن الحيوان المنوي او البويضة (انظر انظر ارسطو والمرأة ، للدكتور إمام عبد الفتاح، مكتبة مدبولي، الطبعة الأولي،1996م ، ص 65-66، 97) وبما ان هذا كله غائب عن نظرة ارسطو وفكره المجرد عن الجنين فانه لايجد الا دماء الطمس ليغرس الروح فيه!! .. روح ارسطو الكامن الذي سيتغذى على هذا الطمس فاذا كان معدا اعدادا جيدا ،فإن الحركة التي يطبعها الذكر عليه ستجعل صورة الجنين شبيهة بولده كما يشرح الدكتور امام عبد الفتاح نظرية ارسطو في كتابه "ارسطو والمرأة" (انظر ارسطو والمرأة ص55) ! او يحل فيه الرجل الكامن في حيوان منوي الذي سيتخيله اطباء العصور الوسطى المسيحية تطويرا لنظرية ارسطو عن الصورة او الروح المتنقلة عبر ماء الرحل والذي سيعكسها في التصور اليوناني مااطلقوا عليه العقل العاشر والذي منحوه القدرة على تدبير ماتحت القمر!.
نترك الدكتور إمام عبد الفتاح يقدم لنا جملة شارحة مهمة، ففي كتابه(ارسطو والمرأة) يقول :" ونصل الآن إلى مساهمة الذكر والأنثى في عملية الإنجاب لنجد أن أرسطو يذهب إلى أن الدور الحاسم هو دور الذكر الذي يقدم لنا " الصورة" و "العلة" في حين ان الأنثي لاتقدم سوى المادة أو الهيولي على نحو ماتتمثل في دماء الطمس ، وهكذا يتبين لنا بوضوح أن المساهمة التي تقدمها الأنثى في عملية التوالد هي المادة المستخدمة في هذه العملية ، أما الذكر فهو يزودنا ب"الصورة" وبمبدأ الحركة ... ولقد ظلت الفكرة الأرسطية التي تجدد دور الأنثى في عملية التوالد بتقديم " دماء الطمس"... والغريب أنها موجودة في سفر الحكمة .:" وفي مدة عشرة أشهر صُنعت من الدم بزرع الرجل واللذة التي تصاحب النوم"(الاصحاح السابع:2) ويمكن أن نراها مصورة في كتب التوليد للقرن السادس عشر"(ارسطو والمرأة ، لامام عبد الفتاح، مكتبة مدبولي، الطبعة الأولي،1996م ، ص51)
فالحيوية وبث الحياة والصورة والماهية من الرجل ، أما الأنثي –كما يقول الدكتور امام عبد الفتاح- فهي لاتقدم عند ارسطو سوى المادة التي هي دماء الطمس،(التي هي أشبه بالمادة الميتة كما يقول الدكتور إمام عبد الفتاح ص 54) ويكون دور الأنثي سلبي ، لاتقدم سوي المادة (انظر ارسطو والمرأة ص 60) وذلك يتبع تصوره بأن المرأة ليست مخلوقا كامل النضج!، لاتستطيع تقديم شيء له قيمة!، فهي مخلوق عاجز عجزا خاصا(القديس توما الاكويني تأثر بموقف ارسطو إذ قال أن" المرأة مخلوق عارض"! (انظر ارسطو والمرأة ص62،60) ، وارسطو ينظر اليها على انها تشوه خُلقي أو انها موجود مشوه ، لأنها بدون عضو ذكري للتوالد! ، فالإنحراف الأول في الطبيعة هو الذي أنجب المرأة! ، والطبيعة-عند ارسطو!- لاتصنع النساء الا عندما تعجز عن صنع الرجال ، وهذه الإنحرافات تتكرر في الإنجاب ايضا !، فإذا جاء المولود ذكرا فإن الغلبة تكون للصورة أي صورة الرجل الأرقى! ، وإلا فإذا انحرفت الطبيعة كان المولود أنثى واذا كان شبيه بالأم فانه علامة قصور في الخلق!، وعلامة انجاب "الذكر" هي علامة تفوق الرجل كما هو الحال عند هرقل(لقد جاء الإسلام وهدم هذه النظرة،انظر سورة النحل(الآية: 58) وسورة الزخرف،الآية:17 ) فمن علامة تفوق هرقل في الاسطورة اليونانية انه انجب(72) ولد وبنت واحدة!(انظر ارسطو والمرأة ص60-61، 66،68) ومن نتائج دونية المرأة عند ارسطو انه قال ان لها عدد اسنان اقل من الرجل! ، وذلك مادفع برتراند رسل على التعقيب على هذه السذاجة الأرسطية بالقول ان ارسطو لم يكن ممكنا ان يرتكب ابدا مثل هذا الخطأ لو أنه طلب من زوجته أن تفتح فمها لحظة واحدة!(انظر ارسطو والمرأة للدكتور إمام عبد الفتاح ص 68)
فأين تجدون–ياأهل التلفيق-في المشهد القرآني العظيم، والوصف الرباني اللطيف الدقيق مفهوم النفس، أو الصورة، الارسطي الذي يحمله ماء الرجل بحسب الجابري أو المولود الكامن(روحا أو نفسا أو صورة أو ماتصورته فيما بعد العصور الوسطى المسيحية) والذي لايحتاج من المرأة الا مجرد تغذية من دماء طمس ؟ (في القرن السابع عشر 1699م رسم "داليمباتيوس" الإنسان كاملا داخل رأس حيوان منوي!)
هذا كله في كفة وحديث النبي صلى الله عليه وسلم في كفة أخرى، ففي رده صلى الله عليه وسلم على سؤال يهودي عن خلق الإنسان :"لأسألنه عن شيء لايعلمه الا نبي، ثم قال يامحمد مم يُخلق الإنسان؟ قال : يايهودي من كلٍ يُخلق ، من نطفة الرجل ، ومن نطفة المراة ) والحديث في مسند الإمام أحمد برقم (4206) فهذا الحديث يعلمه المسلمون من زمن البعثة يكتبونه وينسخونه في الكتب وينتقل من جيل الى جيل!، وهو موجود في مسند الامام احمد ، وقد مات الإمام أحمد عام 241 هجرية- 855 ميلادية، وواضح من قول الرسول انه يخالف المعارف الخاطئة لارسطو مخالفة تامة ، وقد ورد الحديث في صحيح مسلم ايضا ردا على اليهودي: يايهودي من كل يُخلق ، من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة !! وقد روي الطبراني بسنده عن مجاهد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماخلق الله الولد الا من نظفة الرجل والمرأة جميعا.
وقد ذكر الرسول كما في صحيح مسلم في كتاب النكاح، أنه مامن كل الماء يكون الولد! وقد أثبت العلم تحت المجهر ان الذي يدخل البييضة انما هو حيوان منوي واحد على الرغم من وجود اعداد لاتحصي من الحيوانات المنوية في الدفقة الواحدة
كما رأينا تحت هذه المجاهر ان لماء المرأة دور رئيسي في عملية التخلق الداخلي بأطوراه المتجددة والتي صورها القرآن في صورة "أمشاج" ، في اختلاط تام، بصبغيات متساوية لماء الرجل وماء المرأة(23 صبغيا) او حاملا وراثيا- لكل منهما ، تتشكل منها خلية جديدة من 46 صبغيا، وهو ما يعني ان ذلك ليس له في هذه المرحلة صلة بتكون "نفس" كما أنه ليس لها صلة، من قريب أو من بعيد بخطأ معرفي يوناني عن صورة ونفس ومرمر وشكل ودم حيض وطمس ومخلوق كامل في ماء أولي!، ، كما أنه لاوجود ، في المشهد القرآني ، للعقل العاشر الذي اخترعته مخيلة اليونان. ولاأعرف مادخل اسطورة العقل العاشر اليونانية مع خلق الإنسان في القرآن ؟ ويلاحظ أن الجابري حاول أن يوحي أن من يعكس الصورة في الإسلام هو ماذهبت اليه الاسطورة اليونانية أو تأويل الجابري لها! وذلك بقوله:" ويبقى من يعكس الصورة؟ في الأفلاطونية المحدثة قالوا يعطيها واهب الصورة (وهو العقل السماوي العاشر مدبر ما تحت فلك القمر، ويناسب جبريل في الاصطلاح الديني)!، فهل هناك عقيدة في الإسلام تقول أن جبريل عليه السلام هو مدبر ماتحت القمر وأنه واهب الصورة أو انه عقل اليونان العاشر المؤله؟! وهل يمكن أن يكون هذا تحليلا علميا موضوعيا رصينا ، مقارنا ، من مفكر يسمع له في عالم الفكر والفلسفة؟! أم انه تلفيق ظاهر البطلان ، ساذج الحيلة!
والا فليقل لنا من يدافع عن الجابري او من يستخدم كلامه( ومنهم القمص زكريا بطرس الذي أعلن أنه سيستعين بالعلمانيين في نقد الإسلام في القريب العاجل!) ، كيف يكون ماعرضه القرآن عن الجنين البشري هو مايقتضيه العلم القديم لأرسطو عن المني والصورة والمرمر والشكل ؟ والجابري هو نفسه من قال عن نص القرآن "هو الذي خلقكم من نفس واحدة" ،قال :" وهذا ما يقتضيه العلم القديم الموروث عن أرسطو والذي انتشر بين الأطباء القدامى" !؟ والله جل جلاله يقول:" إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج فجعلناه سميعا بصيرا"(سورة الإنسان:2) والأمشاج تتكون من مجموعة عمليات مختلفة جرى إجرائها بالتقدير الرباني في كل من الرجل والمرأة-كلا على حدة!- قبل أن تتجمع في أمشاج مختلطة من كليهما:" فلينظر الإنسان مم خلق ، خُلق من ماء دافق"( سورة الطارق:5-6) وهذه النطفة هي نطفة الأمشاج" من نطفة أمشاج"(سورة الإنسان:2) قدرها الله تقديرا "من نطفة خلقه فقدره"(:" سورة عبس:13) لتستقر وتتشكل وتتكون في ماوصف الله ، في قرار مكين:" ثم جعلناه نطفة في قرار مكين"(سورة المؤمنون:19) وأهل العلم المادي اليوم –مؤمنون وكافرون على السواء!-يعرفون التصميم المعقد لهذه الأمشاج كما يعلمون أن بييضة المرأة هي بذات الأهمية كما لماء الرجل في تكون وتشكل النطفة، وهذا من علم الله فيهم ، وشهادته في العلماء وغيرهم "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد"( سورة فصلت:52)
يقول الدكتور زغلول النجار في هذا السياق:" هذه الحقائق العلمية التي تقع من علم الأجنة في الصميم، والتي لم تعرف مبادئها الأولية إلا في نهايات القرن الثامن عشر الميلادي, واستغرقت أكثر من قرنين من الزمن حتى تستقر في وجدان علماء الأجنة, تحدث عنها خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ بهذه الدقة العلمية, والإحاطة الشمولية منذ مطلع القرن السابع الميلادي, أي: قبل أن يصل إليها العلم المكتسب بأكثر من عشرة قرون كاملة.
فحتى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي كان الناس يعتقدون أن الإنسان يخلق جسمه كاملاً بأبعاد متناهية في الصغر من دم الحيض, وبعد اكتشاف بويضة الأنثى قالوا بأن الإنسان يخلق كاملاً فيها كما يخلق فرخ الدجاجة في بيضتها, ولكن بعد اكتشاف الحيوان المنوي نادوا بأن الجنين يخلق كاملاً في رأس ذلك الحيوان على الرغم من ضآلته, ولم ينته الجدل بين أنصار كل من هذه التصورات الخاطئة إلا في نهاية القرن الثامن عشر الميلادي حين اكتشفت أهمية كل من الحيوان المنوي والبويضة في عملية تكون البويضة الملقحة التي ينشأ عنها الجنين, ولم يتم الاتفاق على ذلك إلا في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي.
وفي القرن العشرين ثبت لعلماء الأجنة أنه من بين ملايين النطف الذكرية ـ الحيوانات المنوية ـ التي تنزل في الدقيقة الواحدة لا يصل منها إلى قناة الرحم إلا خلاصة لا يتعدى عددها الخمسمائة, يتمكن واحد منها فقط من اختراق البويضة ـ النطفة الأنثوية ـ فيتم تلقيحها وتكوين النطفة الأمشاج التي وصفها الحق ـ تبارك وتعالى ـ في محكم كتابه, والبويضة هي أيضاً جزء من ماء المرأة, وهنا تتضح لمحة من لمحات الإعجاز العلمي في قول المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "ما من كل الماء يكون الولد".
ولذلك نقول ، ان الناظر في نص الجابري السابق-بعين فاحصة يقظة- يرى انه كان يحاول القيام بعملية قسرية متعثرة يتلعثم فيها ويتعثر وتخرج كلماته في ارتباك وتناقض وكأنه كان يريد أن يلقي بحمل ثقيل مركب ثم يهرب إلى الخلف حيث الساتر العلماني مع المتسترين خلفه! وكأنه ، بالكر والفر ، تمكن من صنع ارتباك ما ، بينما نراه يخالف وقائع العلوم وتاريخ الحقيقة البالغة ، ومعلوم ان علماء الإسلام نقدوا نظريات يونانية-ومنها أفكار كثيرة لأرسطو- في الطب والفلك وفي الجغرافيا وعلوم الأرض وغير ذلك.
فالوقائع التاريخية العلمية وهي مسطورة إلى اليوم- تشهد انهم كانوا ينقدون آراء ارسطو في الطب والفلك ونظرته عن الجنين، ومم تكون ،فقد كانوا يرون قصور بل وسذاجة مادته العلمية الخاطئة في مجملها، ولايعنى ذلك التقليل من شأن جهده في عالم المادة فإسلامنا علمنا العدل في التقييم وعدم جحود الجهد الإنساني في أي أمة كانت. لكن هذا شأن ومايحاول الجابري أن يمرره هو شأن آخر حاول به وصم الإسلام بأنه تأثر بموروثات الأمم في المجالات العلمية والدينية على السواء، كمحاولة حديثة جدا لنقد القرآن الحكيم.
ومامحاولته الا مجموعة أغاليط منها إنطاق الدليل بغير منطوقه كما فعل مع العقل العربي وكشفه هناك "جورج (!) طرابيشي" وله في كشفه مآرب أخرى وأغراض علمانية أخرى (انظر العقل المستقيل ص185).
يقول جورج طرابيشي عن أخطاء الجابري وتلاعباته انها :"الأغاليط والمغالطات الآخذ بعضها برقاب بعض كالسلسلة... تحل المصادرة مكان البرهان، والفرض الذهني محل الواقع العيني،... تقلب أدلة الإثبات الى أدلة نفي وبالعكس، وتجري محاكماتها لا بالاستناد الى الوقائع والنصوص، بل قفزا فوق الحقائق والنصوص، وتلفيقا لها وتزييفا عند الاقتضاء" (العقل المستقيل ص136). وفي كشفنا هنا نراه يحاول أن يوهم قارئه ان ما ذكره القرآن عن الإنسان والسموات والقلم وغير ذلك مما ياتي بيانه انما مصدره موروثات خاطئة لتراث ما قبل الإسلام ويتوسل الى ذلك بالتلفيق والتحريف لإلباس الحقيقة القرآنية -بعد الادعاء بتاريخيتها!– لباس الخرافة الأرسطية والهلينية وغيرها من خرافات الانحراف اليهودي والمسيحي والوثني كما فعل تيزيني والقمني وجعيط. والعجيب انه من جهة اخرى يجعل من هذا العقل اليوناني اللاعلمي في اغلب استنتاجاته "عقلا برهانيا" ليقيمه -مسنودا بنماذج مغربية- في المواجهة مع ما اطلق عليه "العقل البياني" و"العقل العرفاني" العربي!. وقد حصر البرهان في مذهب ارسطو، ووضع سلطة ارسطو فوق سلطة العقل كما قال طرابيشي (في العقل المستقيل ص95 و388). وما بين توقيرية القراءة الجابرية لارسطو وبين رفع تلاميذه له وتعظيمه فوق الأنبياء، تتكشف لنا "المضاهاة النفسية" التي تظهر بادية على قراءة الجابري العنصرية الداعمة "للمركزية الاوروبية" باعتبارها تمثل المحتكر الوحيد للفكر العقلاني الممتد الى ارسطو كما كشف ذلك علمانيون في نقدهم للجابري (انظر كمثال محمود إسماعيل في "قراءة نقدية" ص13).
أضافة أُخرى وأخيرة
قال ديورانت في كتابه قصة الحضارة (ج28 ص251) عن العالم الغربي هارفي :" إن هارفي هو الذي هيأ لهذا العصر ذروة المجد العلمي بشرحه للدورة الدموية، وهو "أجل حدث في تاريخ الطب منذ عهد جالينوس". ولد في فولكستون (1578)، ودرس في كمبردج ثم في بادوا على فابريزيو دكو ابندانت، فلما عاد أقام في لندن ومارس الكب فيها، وأصبح الطبيب الخاص لجيمس الأول ثم شارل الأول، وعكف صابراً مثابراً، سنين طوالاً، على إجراء التجارب والتشريح، على الحيوانات والجثث، ودرس، تدفق الدم ومجراه في الجروح. ووصل إلى نظريته الأساسية في 1615. ولكنه نشرها، متأخراً، في فرانكفورت 1628، على أنها "تجارب متواضعة في تشريح الجثث ودماء الحيوان". وهي أول وأعظم أثر في الطب في إنجلترا. ) ثم قال (ص252):".. واعتقد هارفي "بأن كل الحيوانات حتى هذه التي تنتج صغارها أحياء، بما في ذلك الإنسان نفسه-تتطور وتخرج من بيضة، وصاغ عبارة "كل حيوان يخرج من بيضة". ومات بعد ذلك بست سنين بسبب شلل أصابه، واهباً معظم ثروته التي تبلغ عشرين ألف جنيه لكلية الأطباء الملكية، وعشرة جنيهات لتوماس هوبز "رمزاً للمحبة".!
فهذا آخر جهد هارفي القرن السابع عشر فليقارنوا بينه وبين مافي القرآن وماكشفه العلم الحديث وليخبرونا عن النتيجة.
"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد"( سورة فصلت:52)
طارق منينة
2010-08-14, 05:32 PM
هذا المقال سبق عرضه
لكن اظن ان فيه من فتوحات هذا الشهر المبارك مايكون زيادة مهمة عليه
ارجو ان اكون قد وفقت فان كان من نقد فصدري له واسع ولله الحمد
اسأل الله ان يحظى باعجابكم وان يهتدي به من تأثر بالعلمانيين من الكتاب والشباب المفتون بضلالاتهم
-
انهيار شرفات الاستشراق على طريق السور المكية..الإضمار الجابري وآيات الله.
طارق منينة
تعليقا على قوله تعالى " وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا" (سورة نوح:17)، قال الجابري: "كان القدماء يتمسكون بنظرية خلق الإنسانمن طين على غرار نشوء الدود فيها. قالوا: يتخمر الطين بفعل اختلاط الماء والتراب فيتكون الدود فيصير كائناً حياً في أدنى درجات التكوين ثم يتطور الى ما هو أرقى الى الحيوان، ثم الى الإنسان" (القسم الثاني ص 190). وهنا أيضا لا نعدم للجابري استدعاءً محتالاً لموروثات الحضارات الوثنية البائدة، وكأنه يشير إلى أن الآية عكست أساطير القدماء عن خلق الإنسان، وقد تقدم عرض بقية أحجيته واتهاماته في ذلك، وهو يعتمد فيما أضمره هنا على فطانة القارئ، وهي حالة علمانية مستترة يوضحها خليل عبدالكريم في عرضه لمشروع محمد أحمد خلف الله الذي أرجع مصدر القَصَص القرآني إلى اعتقادات المخاطبين زمن التنزيل فيقول: "أثبت أنه باحث جريء فكرياً، طرح ما استطاع طرحه في شجاعة نادرة، وما لم يستطع فقد تركه لفطانة القارئ وذكائه ولقانته ولماحيته" (الفن القصصي في القرآن الكريم مع شرح وتعليق خليل عبد الكريم ص475، سينا للنشر، 1999، ط4)، وقال" أشرنا إلى ما أضمره المؤلف وما دسّه لا في السطور فحسب، بلما بينها وترك فهمه وإدراكه لفطانة القارئ" (ص498(.
والجابري يقوم بذلك الدس لأنه من مستلزمات مرحلة الـ"بين بين" الجابرية، اي بين "التلميح والتصريح" ومن المعلوم أن محاولة التسلل بفكرة "تاريخية النصوص" العلمانية الى آيات القرآن، لطمس الحقائق والتشويش عليها أمر معروف عن "الصنائع" المستترة!
نحن نفهم ان العلمانيين الذين ينكرون قصة الخلق الإلهي يرفضون تبعاً لذلك مقطع (خلق الإنسان من طين) والذي استعارته أساطير الأمم من الدعوات الربانية في الحضارات والمدن القديمة وخلطته فلاسفتها وكهنتها بتصوراتها، ومنها ماذكره الجابري ومثله قول "سبتينو موسكاني" عن الأسطورة البابلية:"..."مردك" يأخذ التراب ويمزجه بدم الإله "كنجو"..، ويصنع منه الانسان" (الحضارات السامية القديمة،دار الرقى بيروت 1986، ص85). ومع ذلك فالعلمانية ، هي، وليس الإسلام، سليلة الوثنية فهي تنتج أساطير عن الخلق الأول وأصل الكون وأصل الإنسان..إلخ ،وأساطير فرويد ـ كمثال ـ عن البشرية الأولى وعن النبي موسى لا تخفى على القارئ.(يمكنك الإطلاع عليها من خلال كتاب فرويد(النبي موسى والتوحيد) ترجمة جورج طرابيشي.
لكن لا علينا فثمة علماء غربيون آخرون أسلموا وأعلنوا أن حقائق الوحي القرآني تُناقض خرافات الأمم وأساطيرها. كما أن آيات القرآن عن خلق الإنسان من طين لا تنافي الاكتشافات العلمية فهناك تشابه واضح بين التركيب الكيميائي لكل من جسم الإنسان وتربة الأرض الزراعية" (تفسير الآيات الكونية للدكتور زغلول النجار،مكتبة الشروق الدولية "2157-158/" ط -1، 2007) وانظرالتفصيل في (2/445-446) فحتى ماصح مما قيل في الأساطير لايرفضه العلم ولايعارضه. وهو دليل قديم على وجود مصدر قبلي أو معاصر، وأصيل ، سرى أو انتقل، في ، وإلى، متن الأساطير وعناصرها، وهو مصدر خارج عن فعل الخيال البشري وانتاج عالم المادة، واذا علمنا أن الثقافات القديمة تأثرت بدرجة أو بأخرى بدعوات الأنبياء علمنا أن الحق الذي في الاساطير المختلفة له أصل سماوي ، وإن اختلط بخرافات الأمم تحت مؤثرات شتى، مادية وخيالية، وخرج بصورة ساذجة أو خاطئة.
وقدأثبت التحليل العلمي صدق هذه الحقيقة القرآنية المجردة والمرتبطة، في موضوعها، بحقائق قرآنية أخرى، لهاأهمية كبرى في العلم القرآني الشامل عن قضية خلق الإنسان، منها ما ذكرته السورة نفسها وأغفله الجابري وهي الآية "وقد خلقكم أطوارا" (نوح:14) وقد فُصّلت هذه الأطوار بدقة مدهشة في سورة المؤمنون) وفيها تفصيل الأطوار،الآية:14) سبحان الله! ، الآية في سورة نوح رقم 14، كما تقدم وفيها لفظ مجمل" "وقد خلقكم أطوارا" وفي المؤمنون رقم 14 أيضا، إنها آية، والخلق من تراب آية، و"الخلق" في (أطوار ومراحل) آية :"ومن آياته أن خلقكم من تراب) "الروم:20") .(ملاحظة: إن المستشرق المغرض يقول عن آية "وقد خلقكم أطوارا" وأمثالها من الآيات القصيرة، انها من نفثات وسجع الكهان! ، هذا فضلا عن أنه يغفل تفاصيل مراحل هذا الخبر العلمي الجامع التي ورد تفصيلها في سورة المؤمنون!، فإنغلق عليهم باب المعرفة!، وقد كشف الوحي القرآني هذه التلاعبات الاستشراقية الصبيانية بقوله عز وجل:" انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلايستطيعون سبيلا"(سورة الفرقان:9) نعم، سدوا على انفسهم الأبواب جميعا بالتعصب والإنغلاق المعرفي. فلايستطيعون سبيلا.
وكذلك يقولون عن التعبير القرآني عن "الإنبات" والوارد في سورة نوح، ويزيد الجابري على اتهامهم للقرآن ، موضوع"التاريخية" والأساطير لزوم الحداثة!
واما قول الله عز وجل" وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا" (سورة نوح:17) فهو يعبر عن عمليات الخلق والتكوين والإنشاء والنمو والتجدد والرعاية الدائمة، ومعلوم أن نمو النطفة والعلقة وتطور مراحلهما في القرار المكين يشبه الإنبات من جهة النمو والتغير والتخلق والعناية والتطور والتدرج والمشهد ، الأمر الذي نراه في عالم الإنبات وتعرضه الشاشات! فالعناية بالجنين في كل أطواره حتى نفخ الروح ومابعد ذلك فيه شبه بالإنبات الذي تراه الأعين في أنواع النبات ولو نظرت إلى هذه العملية المدهشة لنمو الجنين لحظة بلحظة لمادار بخيالك غير هذا اللفظ الدقيق "أنبتكم" او تذوق معناه وصورته من غير القدرة عن الاعراب عنه لفظا او الاعراب عنه بألفاظ قريبة.فاذا وقع نظرك على اللفظ القرآني وانت تنظر مباشرة للحدث الكبير وصوره فستجد التعبير عن مافي نفسك مسبوكا في القرآن بعناية ودقة وكمال.
والصورة المعروضة في القرآن في دقة عجيبة وتحديد حاسم وجرس نابض تُعرض في صياغة تعبيرية صادقة يندهش لها الإنسان العادي كما يندهش لها العالم في مختبره وخلف شاشاته الحديثة .. يندهش لها العالم وهو يتأمل ، بكيانه كله، نمو الجنين خطوة بخطوة، لحظة بلحظة، ثانية بثانية، تحت مجاهره واجهزته وشاشاته المتطورة فاذا اراد ان يعبر عما يرد في شعوره المتنبه لعملية الإنماء والتنامي ، واذا اراد ان يعبر عن مايرد في وجدانه ويظهر اثره في نفسه ويحس بجرسه في قلبه وتندفع خواطره المتسارعة الى عقله مع استثارة حسية بالغة وايحاء عقلي لطيف عن كامل العملية من البداية حتى النهاية من زرع النطفة –والعلم يستخدم اليوم كلمة زرع!-وانبات العلقة وتنامي الجنين بمراحله او اذا اراد التعبير عما يقع في شعوره من الإيماء اليقظ ، والايحاء الجميل فانه لايبعد كثيرا وهو صاحب العقل ، وصاحب لغة الحقيقة والعبارة، عن لفظ القرآن لأنه يشهد أمامه ،فعلا، عملية إنبات حقيقية تتم في تنامي وتطور، وفي قرار مكين، تتصل به كامل اجهزة التغذية والحياة!
وعملية نحت المصطلحات في العلم عملية شائكة ليست سهلة كما يتصور من أول وهلة، فقد يدور المعني في النفس ولاينطلق اللسان بتعبير جامع معبر عن الحقيقة بكل صورها، وقد يكون للحقيقة الواحدة أكثر من تعبير ، فقد يكون التعبير عن شيء هو تعبير عن الإحاطة الخارجية به او تعبيرا عن صوره معينة من صوره، وقد يكون تعبير عن الإحاطة الداخلية به ، وقد يكون عن مجموعة من التفاصيل أو العمليات كما أطلق الله تعالى لفظ النطفة على نطفة الرجل ونطفة المرأة معا مع أن هذه غير تلك الا انه لما جمعهما عملية واحدة اختلطا فيها، في أمشاج مختلطة، صارت النطفة واحدة.. وقد حاول المسلمون عبر العصور التعبير عن لفظ "الآية" الواردة في القرآن، فالقرآن هو "الآية" وهو لفظ جامع، حاولوا التعبير عنها بصور شتى ، أوحى بأكثرها القرآن نفسه، والبعض الآخر كان يقترب احيانا من الحقيقة ويبعد احيانا(كالصرفة عند المعتزلة) ، وقد عُبر عنها بالتحدي، المحفوف، عند البعض، بلفظ" العجز" الذي اقترن فيما بعد بلفظي الإعجاز والمعجزة، كذلك لفظ " المعارضة" وقد سموا "طلب المعارضة"(تحديا)لأن القرآن تحدى الناس أن يأتوا بمثله أو بمثل عشر سور ثم بمثل سورة. وقد قام البعض بالمحاولة، أي الإتيان بمثل سورة من القرآن لكنهم أتوا بسخافات العقول ثم ظهر لفظ "المعجزة" وهي الآية الكاشفة عن عجز جميع الخلائق، المبطلة لجميع قدراتهم على مثلها كما قال الاستاذ محمود شاكر ثم تبلور معنى جامع ايضا وهو إعجاز القرآن، فلو نظرنا إلى نظم القرآن وتأليفه لعلمنا انه قطع أطماع البلغاء من إدراكه أو الإتيان بمثله (انظر مدخل إعجاز القرآن للعلامة محمود شاكر ص 23 وماقبلها، و66)، فلفظ الآية لفظ وافي، جامع لهذه المصطلحات جميعا –الا الخارج عن حقيقة الآية في القرآن- ففيها التحدي مع إعلامهم انه لم يصرف عنهم القدرة فعندهم اللغة ، هذا فيما يخص بلاغة القرآن وكمال صياغته!
والعالم في مختبره قد يحاول التعبير عن صورة متراكبة متداخلة بألفاظ شتى قد يقرب بعضها من الحقيقة الكلية، المكتشفة أو المتصورة أو المشاهدة. وقد يقصر لكن غالبا مايكون الشعور الداخلي جامع وموجود في النفس لكن لايستطيع التعبير عنه بلفظ جامع او التعبير عن صورة من صوره بلفظ رائق. أما القرآن فالفاظه رائقة دقيقة مبينة وجامعة وكل كلمة موضوعة في موقعها ومحفوفة بما يفوق قدرة البشر مثل الوعد بالنصر ، مثلا، والمصاغ بصياغة ،ايضا، دقيقة ومحددة ، وفي جملة وآية منظومة بأحسن نظم وأكمله وهكذا في كل القرآن فمن يقدر على هذا كله حتى لو كان معه الخلائق كلها ، من يقدر عليه من البشر ويعبر عنه بصور شتى وصياغات متعددة وكلها حق ومنها الوعد بالنصر والخطف والهزيمة وايقاع ذلك في وقته المحدد وزمنه المرتب فسبحان من أنزل القرآن وتحدى البشر به ، وفيه من العلوم التي ينبهر لاكتشافها علماء كل عصر ، كل بحسب ماظهر له من كنوزه ودرره وعلمه وعلومه.
ويأتي العلمانيون فيرمون ألفاظ القرآن بأنها امتداد للأساطير والخيال البدائي الساذج !! ويمضون على سنة الاستشراق فيزعمون كما زعم بعضهم انه سجع كهان وتنغيم وننفثات ! ، ولو ان أحدهم جلس أمام المجهر الحداثي العصري ، وأمام عينه الآيات القرآنية المعنية بخلق الجنين ومراحله، الآيات القصيرة والآيات الطويلة ، المجملة والمفصلة كما في آيات الخلق في أطوار، وراقب اللحظات كلها ، والمراحل، التي يمر فيها الجنين في تكونه لإندهش لدقة وروعة وجمال التعبير والصياغة القرآنية ، وعلم ان ليس الكهان وحدهم لايقدرون عليه بل عقلاء الأمم وفلاسفتها، هذا ان لم يندهش لنفس العملية المشاهدة تحت المجهر او خلف الشاشات الحديثة، التي يزعمون انها وجدت خبط عشواء او صدفة بلهاء أو تطور ذاتي !، ولكنهم وياللحسرة، يجلسون في معابد آلهة العلمانية الغربية –واغلب رجالاتها اما مات منتحرا (من ملاحدة العرب نذكر واحدا وهو اسماعيل أدهم صاحب الكتاب المشهور "لماذا أنا ملحد" وقد رد عليه الاستاذ محمد فريد وجدي بكتاب" لماذا أنا مسلم) أو حاول الإنتحار مرات(نيتشه وغيره كثير!!)، او أرسله أهله إلى المصحات العقلية للاستشفاء والتعافي من شبه الجنون وخبل الشخصية واضطرابها- فيتلون اساطيرهم الضالة عن الكون والحياة والإنسان ويخبتون ويخشعون لمواقفهم الجريئة من الوحي والمقدس الحق والعناية الربانية.
ان الآيات المختلفة المذكورة في القرآن عن خلق الإنسان لتختلف إختلافا بينا عن ماورد في اساطير الأمم وخرافات الأديان المنحرفة والوضعية. ويمكنك الكشف عن ذلك بنفسك فالأطوار المذكورة بتفصيل دقيق ومدهش في سورة" المؤمنون" وخلق "العلقة" وذكر "القرار المكين" الذي يتم فيه حفظ النطفة بعناية فائقة ،ومنطقة "الصلب والترائب" ومايجرى الله فيها من عمليات بالغة الأهمية في خلق الجنين وذكر "الأمشاج" والماء "الدافق" ، كل ذلك ، وغيره ، لم يرد بهذه الصورة الكاملة السابغة الشاملة التي لاخطأ فيها الا في القرآن الكريم وهو مايدل على أنه جاء مغايرا تماما لمافي الأساطير من حشو خرافي وأخطاء لفقها الخيال البشري. بل جاء مصححا لكل مافي الخيال او الاستنتاج الخاطي من مزاعم ساذجة (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)(سورة الملك:14)
ان الإنبات قي القرآن يعني العناية والحفظ والرعاية والتجدد والتكوين ، وقد قال الله عن مريم ورعايته لها "وأنبتها نباتا حسنا".
ونحن نقرأ هذا ولايذهب خيالنا بعيدا في عالم الأساطير الجابرية والعلمانية التي فتنت العلمانية أيما فتنة واربكت مذاهبها الفلسفية وجعلتها تنكر الوحي وتُرجعه كما اُرجعت انحرافات النصوص الكنسية إلى أصول وثنية واسطورية.
ان لفظ "الإنبات" ليس له صلة باسطورة أو خيال وثني ، وانما بربوبية وعناية ربانية واوضاع دقيقة المراحل، متنامية ، ويمكن مشاهدتها خلف احدث الاجهزة العصرية وهي مثل قوله تعالى عن موسى النبي :" و"لتصنع على عيني" فهي صناعة عناية وتنمية ، وحفظ وتربية ، وتكوينوانشاء وتجدد. والقرآن يراعي في الصياغة البالغة الكمال مخاطبة الشعور والقلب والعقل والوجدان معا ، يخاطب شعور الجمال والخيال في الإنسان لكن بصورة لاباطل فيها ابدا ولا بما يسمونه المجاز الرمزي الفارغ من الحقيقة التي يعرضها النص نفسه ويبطلونها بمجازات العلمانية الطائشة التي تخبط خبط عشواء.
يقول في "مقومات التصور الإسلامي" بعد أن ذكر آيات التفكر في الكون ومنها آيات سورة الرعد :"وفي الأرض قطع متجاورات، وجنات من أعناب وزرع، ونخيل ،صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ، ونفضل بعضها على بعض في الأكل. إن في ذلك لآيات لقوم يعلمون":" وأمثال هذه التوجيهات كثير، لإيقاظ أجهزة الإستقبال والتلقي في الكيان الإنساني كله ، لتدبر آثار القدرة في الأنفس والآفاق ؛ لتقوم شهادة الإدراك الواعي إلى جانب شهادة الفطرة ولتقاوم النفس البشرية المؤثرات المضللة التي تنحرف إليها البيئات البشرية مرة بعد مرة على مدار التاريخ الإنساني ، ومع وضوح الدلائل ، وقوة البرهان ، ووثاقة الفطرة فان الله سبحانه ، رحمة بعباده ، لم يشأ أن يكلهم إلى فطرهم وحدها ، ولا إلى وعيهم وحدهم ، ولا إلى خطاب الدلائل الكونية لفطرهم ووعيهم ، ولم يشأ أن يجعل حسابهم مرتكنا إلى هذه الوثائق بذاتها ، فأرسل إليهم رسلا يذكرهم ، ويوقظون فطرتهم ، وينبهون وعيهم إلى تلك الشهادات والدلائل المبثوثة في شتى مجالي الكون والنفس"(مقومات التصور الإسلامي ، دار الشروق، الطبعة السادسة ، 2006م، ص 276)
ان الجابري لم يكتفي بالتلميح او التصريح في محاولته الأخيرة في نقد القرآن ، وإنما حاول ايضا تقديم "النقد اللاهوتي" ، كما هو لفظه، ولكن كما قال هو "من خلالالقدماء"! وفي مرحلته الحالية(صدر هذا المقال قبل موته) يقوم به من خلال "انتقاء قول ورد في التفسير" لجعلهيدور في فلك خطته. ومسرى فريته وكمثال فإنه علق على قوله عز وجل: " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَاالذِّ كْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" (سورة الحجر: 9) والذي هو ، كما هو معلوم، وعد بحفظ القرآن ، بقوله ان معنى الآية هو:""حفظ الرسول من الجنون الذي يتهمونه به" (فهم القرآن الكريم ،القسم الثاني ص33). ويقول محاولا جعل مايمكن أن نطلق عليه اجماعا للأمة "هذا ويتمسك بعض الناس برد "الحافظون" الى القرآن كدليل على أنه لم ولن يتغير" ( (القسم الثاني ص34) ذلك أن الوعد بعدم تغير القرآن يفسد خطة الجابري في هدم المرجعية الإلهية للقرآن، ,وحقيقة انها لاتخضع للتاريخية التي يحاول العلمانيون إخضاع القرآن لها!والعلماني يتمنى أن تُزال مثل هذه الوعود الإلهية كلها من القرآن فهي –وكافة معتقدات الاسلام وثوابت القرآن - عثرة أمام مشاريعهمالمادية . يقول الجابري داعماً لفكرته المسبقة عن الحفظ الوارد في الآية ، أن مقصده هو حفظ الرسول ، وليس حفظ القرآن، وأضاف :"وممن قال بهذا الفرّاء وابن الانباري (ذكره الرازي)" مع أن الرازي نفسه رفض هذا القول وقال بأن القول الأول الذي عليه أغلب أهلالتفسير هو الراجح ، قال الرازي: "إلا أن القول الأول أرجح القولين وأحسنهما مشابهة لظاهرالتنزيل والله أعلم (تفسير الرازي، ج19، ص 164، دار الفكر، ط1) بل إن الجابري أخفى قول الرازي عن تحقق الوعد بحفظ القرآن ولم يذكره!(العلمانيو ن يتكلمون دائما عن الحجب والحذف والاقصاء والتعمية ..إلخ) مع ان الرازي بعد ان رجح القول بحفظ القرآن قال:" "ثم إنه تعالى حقق قوله في هذه الآية" (انظرتفسير الرازي ج 19 ص 164( فالجابري ببساطة حجب حقيقة النص كما حجب الحقيقة التاريخية الملحوظة الى يومنا هذا، الا وهي حفظ النص القرآني من الضياع والتحريف.
ليس هذا فقط ولكنه وبعد أن جعل الآية "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَوَإِنَ ّا لَهُ لَحَافِظُونَ" تعني : حفظ الرسول من الجنون (يثبته هنا لينفي به الحفظ الأشمل!)، ذهب الجابري لآية الوعد الرباني التي تشير ليس الى حفظ الرسول فقط وانما رده الى مكة منتصرا ،وهو قوله تعالى" إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَإِلَى مَعَادٍ" (سورة القصص:85 (وهي مكية!)) فاختار الجابري لتفريغ الآية –في ذهنه!- من محتواها- ، القول، ان مقصود ال" معاد" في الآية ليس بالعود إلى مكة منتصرا وإنما بالإعادة الى الآخرة!، وكأن الرسول وحده هو الذي سيعود للآخرة دون البشر!،أو كأن هناك من الناس من يشك بأنه سيعود إلى الله كما عاد من قبله صلى الله عليه وسلم. قال "أما نحن فنرى (!) أن المعنى الذي يفرضه السياق هو "المعاد" بمعنى يوم الحساب والجزاء، الشيء الذي يعني أن النبي (صلى الله عليه وسلم( سيجازى يوم القيامة كبقية البشر" (القسم الأول ص 338-339)، ومعلوم أن الوعد برده الى مكة ورد فى مكة في مرحلة الاستضعاف وهو ما يعني حفظ الله له في مكة الى الخروجثم تمكينه ونصره في المعارك القادمة ثم إرجاعه الى مكة فاتحا تحقيقا للوعدالقيومي. وهو ماتحقق فعلا كما تحقق الحفظ للقرآن الذي حاول الجابري التعطية عليه بذكر مالم يرد في الآية ، وهنا نفى حفظ الرسول بالقول انه يعني رده الى الآخرة!!!
كنت قد قدمت تحت عنوان" نفثات الجابري الفارغة" محاولة الجابري السخيفة الخطيرة إعطاء حقيقة قوله الله عز وجل "علم بالقلم" معنى انه قلم الأسطورة اليونانية ونسب ذلك لابن عباس رضي الله عنهما والمفسرين كما قال بأن مقصد قول الله تعالم "علم بالقلم" هو علم القرآن بالقلم وهو مايعني قصر التعليم بالقلم على القرآن وليس على ماجاء فيه من الدعوة الى دراسة أسباب الكون وسنن الأرض والسماء وقوانين التاريخ البشري التي عرض الله هيمنتها عليه، كما ليس على علوم المادة وسنن الكون التي يخوض فيها اليوم غير المسلمين بمناهج المسلمين انفسهم! وفي قصر الجابري التفسير على ان علم بالقلم على تعليم القرآن بالحفظ والتلاوة، وطبعا على التصور العلماني لمفهوم نصوص القرآن!، محاولة أخرى على حجب الحقيقة التاريخية المتعلقة بإنشاء حضارة من إضاءات القرآن المبثوثة في كل سوره الكريمة. وهنا نقول ان العلمانيين يستميتون في نفي حقائق الوحي والتاريخ معا، ذلك انهم –كما فعل الجابري أخيرا في استعجاله قبل موته للقيام بنقد لاهوتي للقرآن- ارادوا ويريدون تفريغ معطيات الوحي بل وحقائق التاريخ عن حفظ القرآن والرسول وإشاء حضارة تنطلق من أول دعوة قرآنية تلقاها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أول مرة ، ثم تتالت بياناتها واضاءاتها بصورة لافتة ومدهشة، بل ويقولون للمسلمين انه ليس عندكم الأدوات المنهجية والعلمية والقيمية والعقلية لخوض البحث الكوني ولذلك فليكن ايمانكم خبتا وسرا او جهرا في المساجد واتركوا الدنيا لمن هو أجدر بها او تعلموا منهم واتركوا دينكم!( وقد رأينا نصر حامد ابو زيد يقول ان علماء الأمة يستعيرون مفاهيم الغرب عن العلم والقيم العلمية والحرية والعدالة لينسبوها للإسلام، يمكن الإطلاع على ذلك من كتابه " النص، السلطة ، الحقيقة))
وهكذا فالعلمانيون يغطون على حقائق الاسلام جميعا ويقومون يتحريفها وقد ضربت هنا مثلا بالجابري وكيف انه حاول قلب معطيات آيات الحفظ للقرآن وآية إرجاع الرسول منتصرا بعد إخراجه من مكة ، وكذلك قصر التعليم بالقلم على القرآن بعد العمل على فتحه على قراءات علمانية مع زيادة اتهام للصحابة، بل للرسول ، كما أورت في المقال المشار اليه، بأنهم نقلوا عن مصادر هرمسية مع العلم ان الجابري يصف الفلسفة الدينية الهرمسية بالإنحطاط العقلي وانها سبب انحطاط العقل العربي والإسلامي!!(وقد ألف لذلك مشروعه عن العقل العربي!)
وهكذا نرى ان اختيارات او انتقاءات الجابري ليست عفوية كما قد يظن لأول وهلة فهي في الغالب تصب في خدمة مخططه وعملية نقده ، وكما ترى فانه نفى الحفظ عن القرآن لان القول بحفظه سيسبب له مشكلة منهجية وقعت فيها مناهج الحداثة العلمانية وهي محاولة تأكيد القول بأن "الوحي" الرباني لايختلف عن النصوص الأدبية التاريخية البشرية ولايتميز عنها الا بخضوعه لتاريخ الوضع والمناخ العالمي يوم نزوله، وكذلك بصياغة عربية ممتازة !، ومن هنا زعمهم بتاريخية القرآن وخروجه من واقعه ومشهورة مقولة نصر ابو زيد عن الواقع اولا والواقع ثانيا والواقع اخيرا! فلذلك نفى الجابرى ان يكون قصد الآية هو "حفظ القرآن" لان القول بحفظ القرآن العظيم ينتهي الى القول بأنه فوق التاريخ ، لايخضع له.. آياته وتشريعاته ووعوده وغيبه، وان رسوله مرسل من الله، ليس صناعة ظروف تاريخية او تحولات دولية وتهيئة داخلية!(ومعلوم أن الجابري حاول خلخلة ذلك كله في كتابه" مدخل إلى القرآن) ولذلك اختار الجابري ماهو أهون عليه من القول بحفظ القرآن- وهو تفسير الآية بالقول بأنها تعني "حفظ الرسول من الجنون" وهذا الحفظ لايعني له الشيء الكثير أو بالأحرى لم يتمعن الجابري في لوازمه التي تؤدي الى القول بعدم تاريخية القرآن الذي أُنزل عليه!! ، فاذا كان الرب نفسه قد حفظه صلى الله عليه وسلم من الجنون وحفظه في سائر شؤونه وحقق له وعوده فهذا يعني نفي التاريخية التي يحاول الجابري رمي القرآن بها! وعلى كل لقد قام الجابري بمحاولة تبين حجم عقله الذي يتفاخر به العلمانيون! ويبدو كما ترى انها فاشلة ولاتؤدي للغرض!! ، ومعلوم أن العلمانيين ينفون تهمة قريش للنبي بالجنون ليضعوا مايظنوا انه أوقع في الحجة و اقرب للعقل المادي! مثل أن الرسول خطط لعودة حزب هاشمي( فرضية سيد القمني الخيالية) أو خطط لإقامة امبراطورية قرشية( فرضية خليل عبد الكريم الواسعة اليائسة!) أو الزعم بفاعلية تاريخية فريدة استخدم لها محمد كل ماهو متاح في البيئة والفكر ، حتى الهندوسي منه والأرسطى(فرضية طيب تيزيني) أو انه كان اعقل قومه ولذلك سافر إلى الشام مرات كثيرة في هجرات متتالية للتعلم والدراسة في كنيسة القس إفرائيم أي على مذهب من مذاهب المسيحية السورية!( فرضية هشام جعيط المنسلخة من فرية القس السويدي تور أندري!) وكل هؤلاء اقطاب كبار للعلمانية العربية وليسوا شباب صغير السن ومغامر!
لقد كان الجابري يسابق الزمن فسبقه الزمن ويسابق الوقت فأرداه قتيلا من قال بقيومية كاملة وهو الله تعالى "الشمس والقمر بحسبان"(الرحمن الآية 5) فكل شيء عنده سبحانه بمقدار وحسبان حتى اخذ هؤلاء عافانا الله واياكم من ذلك الخزي، وذلك بعد ان ترك له اختياره الأخير وليرسم لعبته المحطمة وملهاته الخائبة المدبرة في اربعة اجزاء اخيرة ختم بها حياته ليحق قول الله تعالى فيه :" إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ ، وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ، وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ، إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ ، يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ ، قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ، الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ"(سورة الذاريات:5-11)
طارق منينة
2010-11-07, 05:13 PM
اعادة مقال ظلمات الجابري المادية مع زيادات واصلاحات
سلسلة انهيار شرفات الاستشراق (16) /ظلمات الجابري المادية!.
طارق منينة
ويعلق الجابري على الآية الخامسة من سورة ابراهيم "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ" بقوله :"أما "الظلمات" فهي الوضعية التي كان عليها بنوإسرائيل تحت استبداد فرعون وطغيانه. وأما "النور" فهوإخراجهم من تلك الوضعية والذهاب بهم الى فلسطين... يتعلق الأمر إذن بالانتقال من وضعية مادية (فقر، قهر، استبداد) الى وضعية أخرى مادية(!)، وهي التحرر من طغيان فرعون والرجوع(!) الى "الوطن الموعود" (فهم القرآن الحكيم.. للجابري، القسم الثاني ص246). وقد قدمتُ كلامه تحت عنوان "محاولات بائسة" في تحريفه لحقيقة اسم "الإسلام" الذي رده إلى مصطلح زعم انه من نحت زعيم عربي، اراد ان يأتي بجديد ليخضع له الاتباع بالتسليم والطاعة! وهنا لا يختلف تحليل الجابري عن تحليل طيب تيزيني في مشروعه الضخم (مشروع رؤية جديدة للفكر العربي)، اذ نسب للرسول فاعلية تاريخية مادية. كذلك الجابري يتناول الحقائق الغيبية والاسماء الشرعية بتفسيرات مادية تُرجع أصول الايمان الى ضرورات مرحلة وتحولات مجتمع وتغيرات في معارف زمنية لا تبعد عنها كثيرا، كذلك هنا نجد الجابري يؤول معنى النور ليناسب التفسير العلماني الحديث، فقد جعل "النور" الذي جاء به موسى عليه السلام، ومن بعده نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، هوحالة خروج من وضعية مادية إلى وضعية أخرى.
فقال عن الآية الأولى من "سورة ابراهيم" وهي قوله تعالى:"الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) ان "معناها يجب أن يفهم على ضوء شبيهتها "وثانيتها" (القسم الثاني ص246) يقصد ما قدمناه آنفا، أي تعليقه على الآية الخامسة من نفس السورة "وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ"، ومعناها في بطن العقل الجابري وتفسيره (المادي المعاصر لنا!)، يعني الانتقال من وضعية مادية الى اخرى (مستوى عيش مادي!!) وهي في حالة قوم موسى عليه السلام، الخروج من وضعية مادية (فقر –استعباد- اغتراب.. إلخ) الى الأرض الموعودة :"من أجل إخراجهم من وضعيتهم القاسية على مستوى العيش...الخ، الى وضعية أفضل" (القسم الثاني ص247). وفي حالة صحابة رسول الله: السعي، تحت سلطة زعيم، للثورة على زعماء قريش كأي حركة متمردة تدور في فلك السلطة وتسعى لها بمعارف وادوات جديدة وتتمرد بفاعلياتها على أوضاع سائدة ! هذا هومعنى النور والظلمة والإخراج من الظلمات إلى النور عند الجابري، والوضعية المادية الأفضل تحتاج من الزعيم المناوئ الى قتال وتجييش وصك مصطلحات "اسلام، نور، ظلمات..إلخ! (النظرة الاستشراقية تعاود نفسها في سطور جابرية!) فالجابري، في الحقيقة، لا يُحيل إلى الآية الخامسة من سورة إبراهيم لتفسير الآية الأولى منها، كمحاولة لتفسير القرآن بالقرآن كما حاول الإدعاء، وإنما يحيل إلى معنى خارج الآيات والتفاسير، معنى معاصر، تتصوره المخيلة العلمانية للتاريخ النبوي ثم تبني عليه تفسيراتها للتاريخ ومن ثم الآيات القرآنية بإعتبارها -في التصور العلماني- نصوص أفرزتها الأوضاع المادية، فهويقول : "أقول إن التوجه إلى العرب، في إطار "لتخرج الناس من الظلمات إلى النور" هومن أجل إخراجهم من وضعيتهم القاسية على مستوى العيش...الخ، إلى وضعية أفضل، وبالتالي فإن الأمر يتعلق بحشد "العرب" من خارج مكة للقضاء على استبداد الملأ من قريش بالسلطة المزدوجة التي تشبه السلطة التي كانت تمارس في مصر على الناس" (القسم الثاني ص247). فرجعت الظلمات ورجع النور في التفسير الجابري إلى معاني مادية مرتبطة بتحولاتها الفكرية والثقافية، التي يحد الجابري حدها بزمنها العربي وجغرافيتها ومحيطها المعرفي والمادي والقبلي المعاصر لها! فالنص القرآني والآيات القرآنية عند الجابري انما هونهاية تفاعلات وخلاصات لأوضاع متراكبة متداخلة من (المادة والاسطورة) ومعلوم أن المادة تسبق الاسطورة عند الجابري واشباهه وأنها الأصل (ويدخلون الدين في الاسطورة)، ومن خلال هذه النظرة يتم ارجاع حقيقة الوحي والغيب والقرآن الى صور مادية بالغة الكثافة، فإن أشرقت فانما تشرق على خيالات واساطير تداعب الانسان على الدوام! ومعلوم ان تخرصات هذه المذاهب المادية -التي يتبناها الجابري وامثاله- لم تقدم اجابات عن غاية وجود الإنسان اوطبيعته وحقيقته بل اعياها تقديم تفسير متماسك عن عقله اووسائل ادراكه اووعيه كما لم تستطع الى الآن تقديم صورة صحيحة واضحة عن كيفية ظهور الحياة اومصدر الوعي البشري وصورة الفطرة الإنسانية (انظر في هذا الشأن عرض وتقييم مراد هوفمان في كتابه "خواء الذات والأدمغة المستعمرة" للمذاهب المادية الحديثة في الغرب) وكل ما قالوه في هذا الشأن إنما يدخل في مجال التخمين والفلسفة وأكثره لا يصمد أمام ما يظهر من نظريات جديدة يحطم بعضها بعضا، بينما نرى في كتاب الله عز وجل صورة الانسان ثابتة جلية واضحة ونرى الوحي مفارق للمادة والانسان وعوامل الاجتماع البشري وتحولاته، فهوامر فوقي علوي منزل من السماء لهداية البشر، وهوفي حالة القرآن معجز لا تستطيع البشرية مهما بلغت من معرفتها وتطور لغاتها ان تأتي بمثله وهوكان بعضهم لبعض ظهيرا، فكما أن فكرة الانسان اصيلة وروح الانسان فريد فكذلك الوحي فهوأعظم من عمل الروح، بل هوهادي الارواح كافة.
ان الآية الأولى من سورة ابراهيم تخبر عن الدعوة الربانية من إخراج الناس، كل الناس، من ظلماتهم القلبية والعقلية، وظلمات ثقافتهم وأديانهم وأوضاعهم الشركية والمادية وقد أشار القرآن ان الشرك لظلم عظيم، وفي الحديث أن الظلم ظلمات يوم القيامة، وكذلك ظلم الناس في أموالهم وأرواحهم وانسانيتهم ونهب ثرواتهم ومنعهم من التفكير والنظر في آيات الله بصور من الإنغلاق المعرفي اوالديني اوالاسطوري، الحاجب للحقيقة، كما انها دعوة لاخراج الناس من الإنحرافات الفكرية والكتابية والوثنية التي تُفرض على الناس فرضا، استعلاء واستغلالا وتحقيرا واستخفافا، لقد دعت الآية الأولى من سورة ابراهيم إلى إخراجهم من هذا كله إلى عبادة الله وحده وعدله وأوامره ودينه وشريعته ورحمته ونوره. وهوبلاغ عام شامل إلى الناس جميعا وليس كما زعم الجابري بقوله: " هذا بلاغ لأهل القبائل، ولينذروا به" (القسم الثاني من فهم القرآن للجابري ص 244).
لقد جاءت الآيات لشأن أعظم وهودور الإسلام في العالم كله وإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام كما فهم الصحابي الجليل ربعي بن عامر وسائر من سمعوا التنزيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم الصحابة الكرام حملة الرسالة والحضارة إلى العالم كله كما حدث فعلا ولوكانت رسالة الرسول للقبائل العربية في الجزيرة العربية لما رأينا في القرآن حقيقة الدعوة الربانية العالمية ولما رأينا تحريض رسول الله للامة على الخروج لأبعد من جزيرتهم، بل لما رأينا حركة الفتوحات تتقدم للأمام في اتجاه آفاق الأرض لإسقاط الإمبراطوريات وتحرير البلاد والعباد ونزع السلطات الجائرة واسقاط الشرائع الجائرة واحياء النفوس بشريعة عالمية تناسب حضارة لم يُسبق اليها -صنعت برجال الإسلام!- فيها من العلوم والمفاهيم والمعارف والقيم، والمبادئ والسنن ما يتجاوز حدود الارض لا حدود مكة اوالجزيرة العربية اوحتى العالم الارضي كله، ذلك انها رسالة تمتد جذورها الى السماء التي يتنزل منها القطر والغيب وترسل اشعتها وانوارها الى الارض بدون تدخل قبيلة اوفعل امبراطورية اوسحر حضارة اواوامر قادة، انها رسالة الله عز وجل الى البشر وهوالذي أنزل الاسماء وشرع الأحكام ووضع الحقائق على لسان رسول الله.!
اما ما أعرض عنه الجابري من الحقائق، وطالب بعزله، ورماه بالمضامين الإيديولوجية مع ما في هذه اللفظ عند امثاله من ايحاءات مادية فهوما ورد في تفسير ابن كثير: " لتخرج الناس مما هم فيه من الضلال والغي إلى الهدى والرشد" وتفسير الطبري: " يقول: تهديهم به من ظلمات الضلالة والكفر، إلى نور الإيمان وضيائه، وتُبصر به أهل الجهل والعمى سُبل الرشاد والهدى"، ومعلوم ان الجابري قام في مشروعه -عن القرآن- بنقد علماء التفسير والسخرية منهم في الوقت الذي يعترف بأنه كلما تقدم في البحث اكتشف مدى عمق مجال جهله واتساعه (انظر كتابه" مدخل إلى القرآن ص 23) فقد رمى الجابري علماء التفسير بالفقر الهائل على مستوى "أدوات الإفهام" (انظر كتابه "فهم القرآن الكريم، القسم الأول ص 10-14) وهوالذي قال كمدخل للإعراض عن تفاسير العلماء قولة حق اراد بها باطل وهي أن القرآن يفسر بعضه بعضا، ومع ذلك فقد خالف هذه القاعدة الخبيرة والثمينة والتي لم يخترعها هووإنما حاول وضعها كلافتة بين يدي مشروعه لجلب الثقة به وليخدع عوام المثقفين! كما انه حشرها بين مُسلمات نظرياته المجلوبة من الغرب مثل نظرية: ان النص يجب ان نخضعه ليكون معاصرا لنا، فننظر اليه بأدوات التحليل المعاصرة "معطيات العصر!" التي تضع حقائق القرآن لنسبية معهود العرب ومعارفهم الخاطئة!!!
راح الجابري يهاجم العلماء وما قدموه من مفاهيم وتفسيرات وزعم ان الرجوع لأصالة النص هوالأصل، وهي حيلة جابرية لعزل التفاسير الإسلامية من طريق عمليات الحذف والبتر التي يقوم بها بتفكير وتقدير وترتيب دقيق للغاية، وذلك في نفس الوقت الذي يستعين بالمناهج الغربية المادية التي ترفض الوحي وتعزل الغيب، يقول الجابري :" المقصود بـ" الأصالة" هنا، على صعيد الفهم، هوهذا النص مجردا عن أنواع الفهم له، التي دونت في كتب التفسير باختلاف أنواعها واتجاهاتها. إن الأمر هنا يتعلق أساسا بعزل المضامين الإيديولوجية(!) لتلك الأنواع من الفهم أما المحتوى المعرفي في كتب التفسير فلأنها في الجملة، يكرر بعضها بعضا، فإنه يمكن الإستغناء عنها، والإقتصار على المؤلفات المؤسسة: مثل التفاسير التي ألفها علماء اللغة" (فهم القرآن الحكيم، القسم الأول ص 10).
ان السر هنا هوأن الجابري حاول أن يُدخل نصوص القرآن في دائرة الصراع المادي -الذي تتخيله المادية الجدلية والماركسية والعلمانية- وما يتولد عنه من نتائج مادية اوثقافات معرفية خاصة ببيئاتها المحيطة ومخيالها المحدد اوخيالها المحدود!، والتي إستُخدم لها –بزعم الجابري- وسائل تجييش معنوية تستعين بالثقافة المحيطة وتخدمها لحركتها الجديدة حتى يتم لها احراز النصر من غير عائق ديني أونفسي مع أن الإسلام رفض ركام المعارف الخاطئة التي رانت على القلوب وتلبست العقول وكلها كانت نتاج الثقافات المنحرفة المسيطرة، بل وبينت اشارات الوحي في مكة، في تنبيه مُعجز على أخطاء علمية ومعرفية وكهنوتية ومدنية ظلت منتشرة في الثقافات المحلية والعالمية، الدينية والوضعية التي لم تتأثر بالاسلام تأثيرا كبيرا، ذلك أن الظلمات هي مفاهيم وأوضاع وأعمال وأفعال ممتدة في التاريخ والجغرافيا والنفوس الجاهلة على السواء.
وقد أمكن للجابري افتتاح تفسيرات علمانية جديدة وحديثة بصورة تكاد تكون أولى ومتكاملة في هذا المجال فقد كتب تفسيرا كاملا مؤكدا به ان ساعة النقد اللاهوتي قد حانت، وسمى تفسيره "فهم القرآن الكريم، التفسير الواضح حسب ترتيب النزول" وهوالأقسام الثلاثة التي نشير اليها هنا، مع كتابه "مدخل للقرآن" الذي يعتبر مقدمة للمشروع هذا، وإن كان أركون ونصر ابوزيد قد قاما قبله بشرح آيات معينة تناولاها بالادوات المعرفية الغربية والنظريات اللغوية والتاريخية والاجتماعية والنفسية وغيرها، وقد أكثر منها أركون فيما ندر التعليق من نصر ابوزيد على الآيات فقد علق هذا الأخير على آيات قليلة كما في تعليقه على سورة العلق، وخصوصا الآية (3) منها "وربك الأكرم" بينما قام اركون في كتبه بالتعليق على نصوص من سورتي الكهف والتوبة وآيات من سور أخرى.
وكما غيب اركون ونصر حقيقة الوحي في تناولهما لآيات القرآن فقد غيّب الجابري حقيقة الوحي ومصدره الأصلي والأًصيل وارجعه الى جدلية ظروف مادية ووضعيات اجتماعية واقتصادية، رامياً من وراء ذلك الى انكار حقيقة دعوة الإسلام والأسماء الشرعية (الإسلام، النور..إلخ)، فأخرج من مسمى "النور" أصله ومنبعه ومصدره ومشكاته الربانية واسعة الهداية والدلالة والتنوير والتمدين، وذلك في عملية بتر للحقيقة استخدم فيها الماركسية كأداة تأويلية ظناً منه انها ستقوم بالدور التعجيزي للإسلام، في حين نرى أدوات الجابري تتكسر وتتصدع أمام دوي التنزيل بل يدكّها الله دكّاً برفع الحقيقة فوق رؤوس تلاميذ يهود واسرائيل، أشباه كهنة التحريف والتزوير بل هم تلاميذ اليهود والنصارى (الحداثيون) على الحقيقة لا المجاز!..
كان الجابري قد صرّح من قبل بأن الماركسية هي "اداة للعمل، مرشد للعمل يجب ان نسترشد بالنظرية العامة، بالمنهج" (التراث والحداثة، مركز دراسات الوحدة العربية، 1991، ط1، ص250)، ومن المعلوم ان كتابات الجابري الأولى تشهد على بُعد ماركسي واضح، كما ان "الثابت -يضيف محمود اسماعيل (العلماني)- تواجد أصداء التحليل الماركسي في كتاباته الأخيرة" (فكرة التاريخ بين الاسلام والماركسية، 1988، مكتبة مدبولي، ط1، ص95) فهنيئا لناقد العقل العربي بقصور الأداة وفساد التأويل والتلمذة على عقول ملاحدة برواسب استشراقية. ( ملحوطة: في نقاش مع نصر حامد ابوزيد في ليدن، وكنا جلوسا في حفل لأصدقاء لي كان نصر ابوزيد يشرف على رسالاتهم الجامعية، احتفالا بحصولهم على درجة الماجستير، وهم اصلا من القسم الانجليزي من جامعة الازهر، قلت له ان الجابري متأثر بماركس والماركسية فأبدى امتعاضه وبدت عليه علامات الإستياء وكان جواره صديق له علماني فقال (بيقول ان الجابري ماركسي)، فقلت: متأثرا بالماركسية، فقال ولا متأثر خالص!)
والآن، وبعد أن عرضنا عمليات التلفيق والتفسير العلمانية للجابري، ننتقل إلى السؤال المهم الذي ينبغي طرحه في هذا السياق، وهو: أليست هذه (العلمانية) تمارس -على يد عبيدها- استراتيجية الحجب والاستبعاد والمخاتلة والخداع والتحوير الذي تتكلم عنه قراءات المذاهب الحديثة "المقلوبة"؟ ألم يكشف القرآن هذه الإستراتيجيات، وبأدق الأوصاف والتعبيرات كأوصاف الإخفاء والكتمان والتحريف واللبس والخوض والخداع والإبرام والتبديل والمكر واللغووالليّ؟ وليُّ المعنى كما قال ابن القيم في (الرسالة التبوكية) هو"تحريفه وتأويل اللفظ على خلاف مراد المتكلم به، وَتَحْمَالُه ما لم يُرِدْه، أويُسقط منه بعض ما أراد به، أونحوذلك من ليّ المعاني". وهوما كشفه طرابيشي في نصوص الجابري المبتسرة لأقول علماء وفلاسفة، ونكشف نحن ونفضح ليّه وابتساره لحقائق القرآن وآيات الفرقان.
يجب أن لا يغيب عن بالنا أن للنبوة في التفسير الماركسي والعلماني ارتباطات -مزيفة- بأوضاع و"وضعيات" مادية وتهيئة كهنوتية وسياسية وافرازات معرفية اسطورية زعموا انها صنعت الأنبياء وشكّلتهم وأخرجتهم.
دعوني أقدم مثالا هاما جدا يفتح القارئ على هدف واستراتيجية وتلاعب العلماني في الوقت الحالي، فكل ما قاله الجابري مما تقدم عرضه يلخصه خليل عبد الكريم في نص جامع كاشف لخيبة الرجاء العلماني في تطويق العقل المسلم وبزبالات عقول ضحلة فقدت الدليل والصواب معا، ففرعون مع كهنته عند العلماني خليل عبد الكريم صنع موسى وهيّأه للنبوة! -توفي خليل عبد الكريم عن عمر يناهز 73 عاما، وهوالمحامي الذي ترافع عن نصر أبوزيد في المحكمة المصرية في قضية "مفهوم النص"، والذي أشاد جابر عصفور بمرافعته في كتابه الصادر عن الهيئة العامة للثقافة (بأموال الشعب!!) بعنوان "ضد التعصب"!-(هنا سنزيح الستار عن أكاذيب جابر عصفور في دفاعه عن اخوانه) أما المسيح –يقول خليل عبد الكريم-:"فاتصل بالكهنة المصريين واغترف من علومهم الكثير ومنها الطب (إبراء الأكمه والأبرص) والسحر (إحياء الموتى)... وهكذا ثبت بالحجة القاطعة أن موسى وعيسى دخلا بوابة التصنيع" وأطوار التنشئة و"سائر خطوات الصقل والصنفرة والإعداد والتأهيل والتحضير والتدريب والتمرين والتلميع..إلخ") (فترة التكوين، الأعمال الكاملة لخليل عبد الكريم، دار مصر المحروسة، ط2، القاهرة، 2004، ص 250 و254-255). وكذلك فالرسول هو"كسابقه حذوك القذة بالقذة سار في تجربة وقطع أشواطها" (ص255)، وبسبب أن النص يوضح فكرة العلماني خليل عبد الكريم من الأنبياء ومصادر الوحي المزعومة، وبسبب ان النصارى-زكريا بطرس، ناهد متولي..إلخ- يأخذون اتهامه للرسول ويحجبون عن اتباعهم اتهامه للمسيح عليه السلام ولموسي عليه السلام، نورده كاملا (أولا هدية لمرصد مقاومة التنصر وضرب لعصفورين في وقت واحد العصفور المدافع عن التعصب(جابر عصفور) وذلك حتى يطلع القارئ الكريم على نص واضح، وضوح الشمس في رابعة النهار، يظهر فيه موقف العلمانيين العرب-خصوصا بقايا الماركسية المطورة- من الأنبياء، والوحي ومصدره، يقول خليل عبد الكريم: "وبالنسبة لـ(سيد ولد قصي) فقد سبقه في الطريق سلفه الكرام من البطاركة الأماجد فقد أثبتنا بالأدلة الموثقة أن موسى تمت تربيته في (برعو) أوالبيت الكبير أوالقصر العالي وأن فرعون ذاته أشرف بنفسه على أطوار التنشئة ومراحل التعليم وأشواط التربية فأحضر له الكهان(!) والعلماء والحكماء الذين ليس لهم ضريب في العالم المتحضر آنذاك ولا نبدومبالغين إذا قلنا وفي هذا الزمان أيضا. أما عيسى ابن مريم فالذي تطوع بصنفرته(!) وقلوظته(!) وتلميعه (اسمع يا ذكريا بطرس ماذا يقول من تستعملون كلامه ضد رسول الإسلام، فنفس الكلام موجه ضد المسيح ومن العلماني الذي أنتم معجبون به وتزينون مواقعكم بكتبه!) هم: زكريا وابنه يحيى أويوحنا (هوالذي تولى تعميده ومن ثم سمي المعمدان) وأمه الصديقة التي قضت شطرا من حياتها في بيت المقدس وزوج أمه يوسف النجار الذي حمل قدرا لابأس به من العلوم الدينية... وجاء المسيح إلى مصر هربا من بطش الطاغية الروماني مكث فيها حتى بلغ الثالثة عشرة فاتصل بالكهنة(!) المصريين واغترف من علومهم(!) الكثير ومنها الطب (إبراء الأكمه والأبرص) والسحر(إحياء الموتى)(!) وسواء صح هذا المقطع المصلى من التصنيع لابن مريم أم لا فإنه يكفي الشطر الأول(!). وهكذا ثبت بالحجة القاطعة(!!) أن موسى وعيسى دخلا بوابة التصنيع واجتازا مراحلها(!!) وما نال من قدريهما أوحط من مكانتهما بل انهما رغم مضي قرون عديدة على ظهورهما فإنهما يزدادان تألقا(!) وتعاليمهما وحكمتهما تترسخان يوما بعد يوم.. وخلاصة القول إن كشف الحجاب(!!) عن مرور( المنصور) ب(التجربة) وقطعه لأشواطها واحدا وراء الآخر ليس فيه أدنى مساس(!) بمقامه المحمود ومنزلته السامية وقدره الرفيع"(فترة التكوين ص 254) ويقول تعليقا على قول الله عز وجل عن موسى" ولتصنع على عيني":" فالفعل مبني للمجهول أي أن الصانع غير معلوم بيد أن الصناعة تتم تحت رعاية ربه..وفي القصر الملكي ينشأ موسى ويترعرع وينهل من منابع حكمة كهان مصر القديمة ويتضلع من علومهم وهذه هي الصناعة وهذا هوالسر (!) في بناء فعلها للمجهول لأنه ربما يغدومن غير المناسب(!) الكشف عن هنادزة وأساتذة ومعلمي موسى(!). المهم أن هذا التصنيع هوالذي أهل(!) موسى لكي ينشئ(!) الديانة الموسوية التي تدين(!) بالكثير الذي لا يحصره أويعده أويحصيه إلا الله إلى مصر القديمة صاحبة أعظم حضارة عرفها التاريخ حتى الآن... المهم الذي نقصده أن العلوم التي تلقاها موسى على أيدي كهان قدماء المصريين ومعلميه في قصر فرعون أوالبيت الكبير(برعو) كلها وسائر خطوات الصقل والصنفرة والإعداد والتأهيل والتحضير والتدريب والتمرين والتلميع(!)..إلخ والتي عبر عنها الذكر الحكيم بالصناعة (ولتصنع على عيني) تمت تحت رعاية ربه(!). وهي ذات الخطوات التي حققتها الهندوز (يقصد خديجة) في التجربة مع (المخبت) بإشراف اليعسوب (يقصد ورقة بن نوفل) ايضا..إن الذي حدث لموسى..على يد الكهنة والمعلمين والأساتذة والحكماء.. تكرر مع(الحبيب) على يد الطاهرة والقس"(فترة التكوين ص 250) فالتجربة المزعومة بزعم هذا المفتري تمت على عين وعناية تنظيم رهباني( كما افترى في كتابه فترة التكوين) يبدأ من خديجة وورقة وينتهي الى الغلام عداس ورهبان الجزيرة العربية ومدة التهيئة (15) عاما!!.
هكذا يفعل العلمانيون مع الرسول والرسالة، بل ويفعلون كما رأينا-بعضا من ذلك هنا- مع الأنبياء: المسيح، موسى، ابراهيم، يعقوب، يوسف..إلخ.( ولسيد القمني باع سخيف في هذا المجال ويمكن الإطلاع على ذلك من كتابه"النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة أوالرجوع إلى كتابي أقطاب العلمانية الجزء الثاني طبعة دار الدعوة، الإسكندرية، فقد عرضت هناك أساطير القمني والعشماوي (وله في هذا المجال كتابه "الأصول المصرية...") وأحمد عثمان وفرويد..إلخ، بالتفصيل والنقد.
لم يقدم خليل عبد الكريم دليلا واحدا أورواية تاريخية واحدة، على مزاعمه بخضوع النبي، صلى الله عليه وسلم، لمن ذكر من قساوسة ينتهوا الى ورقة ابن نوفل ومعهم خديجة ولمدة 15 سنة من الليل حتى الفجر، وذلك كما لم يقدم هشام جعيط، ايضا، دليلا واحدا على زعمه بهجرة النبي الى الشام للتعلم من المسيحيةـ وإقامته فيها مدد تطول وتقصر!! وتطول بزعم جعيط أكثر مما تقصر !!، انها فقط افتراءات ملفوفة في لفائف من الهجوالساخر والهجاء البائس والظن الفارغ الذي تعلموه من كتاب الغرب. وهي التهم الفارغة الساذجة والمفضوحة بدون تسليط أي نوع من النقد عليها والتي يتلقفها المنصرون العرب وهم جهلى بمصادر العلم والروايات التاريخية. وما ينقلونه فانما ينقلونه من مصادر وسيطة، وحتى ولوعرضوا رواية ما بصورة مباشرة بعد عزل مصدرهم(الوسيط)، فانه سرعان ما يتبين لنا انهم لم يقرؤوا ما قبل وما بعد ما اقتطعه الوسيط بحرفية ودهاء.. وهنا تتكشف فضائح النصارى تباعا.
الآن وبعد ان فرغنا من اختراق "الاختراق"، وكشف عملية التستر الكبرى للجابري وصلة منهجه بالمناهج الغربية الاستشراقية والفلسفية، وعرضنا اهم ما حاول به إحداث مساس بالإسلام وبشيء من التلميح وبقدر لم نعهده منه من التصريح، وكذلك بعد ان كشفنا ارتباط فعله بأفعال اخوانه واهدافهم. يمكننا النظر بتؤدة الى فتوحات سورة القلم وتصويرها الخطير الشأن للنفس (الدهرية القديمة/العلمانية الشبيهة والنظيرة)، وغير ذلك من أمور تدل على علم الله اللطيف الخبير وأن القرآن كلام الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.