مشاهدة النسخة كاملة : ما صحة حديث قتل الجن لسعد بن عبادة؟
عادل أحمدموسى
2009-07-29, 09:36 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أريد من السادة الأفاضل معرفة صحة هذا الحديث الذي رواه الحاكم في المستدرك 5102 ] حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ثنا أبو مسلم ثنا بكار بن محمد ثنا بن عون عن محمد أن سعد بن عبادة أتى سباطة قوم فخر ميتا فقالت الجن
نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة
ورميناه بسهمين فلم تخط فؤاده
وجزيتم كل خير
عبد الكريم بن عبد الرحمن
2009-07-29, 09:50 PM
الحديث في المستدرك من طريقين
الأولى :
أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ، ثنا أبو مسلم ، ثنا بكار بن محمد ، ثنا ابن عون ، عن محمد " أن " أن سعد بن عبادة أتى سباطة قوم فخر ميتا ، فقالت الجن : نحن قتلنا سيد الخزرج....."
قال الحافظ في اللسان في بكار بن محمد : حدث عن ابن عون قال البخاري يتكلمون فيه وقال أبو زرعة ذاهب الحديث روى أحاديث مناكير وقال الحسين بن الحسن الرازي قال يحيى بن معين كتبت عنه ليس به بأس قلت روى عنه أبو مسلم الكجي وطائفة مات سنة أربع وعشرين ومائتين وقد حدث ابن عدي عن ابن أبي سويد وعباد بن علي عنه وقال كل رواياته لا يتابع عليها انتهى وقال أبو حاتم لا يسكن القلب عليه مضطرب وقال أبو زرعة اهــ
و الثانية :
محمد بن علي الصنعاني بمكة ، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد ، أنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة قال : " أقام سعد بن عبادة لا يبول ثم رجع فقال : إني لأجد في ظهري شيئا ، فلم يلبث أن مات ، فناحت الجن فقالوا : نحن قتلنا سيد الخزرج ....."
قال الحافظ في اللسان في إسحاق بن إبراهيم الدبري :
قال ابن عدي استصغر في عبد الرزاق قلت ما كان الرجل صاحب حديث وإنما أسمعه أبوه واعتنى به سمع من عبد الرزاق تصانيفه وهو ابن سبع سنين أو نحوها لكن روى عن عبد الرزاق أحاديث منكرة فوقع التردد فيها هل هي منه فانفرد بها أو هي معروفة مما تفرد به عبد الرزاق وقال الدارقطني في رواية الحاكم صدوق ما رأيت فيها خلافا إنما قيل لم يكن من رجال هذا الشأن قلت ويدخل في الصحيح قال إي والله وقد احتج بالدبري أبو عوانة في صحيحه وغيره وأكثر عنه الطبراني وفي مرويات الحافظ أبي بكر بن الخير الإشبيلي كتاب الحروف التي أخطأ فيها الدبري وصحفها في مصنف عبد الرزاق للقاضي محمد بن أحمد بن مفرج القرطبي وعاش الدبري إلى سنة سبع وثمانين ومائتين انتهى هكذا جزم به هنا وجزم في تاريخ الإسلام أنه مات سنة خمس وثمانين وهو الأشهر وقال ابن الصلاح في نوع المختلطين من علوم الحديث ذكر أحمد أن عبد الرزاق عمي فكان يلقن فيتلقن فسماع من سمع منه بعدما عمي لا شيء قال ابن الصلاح وقد وجدت فيما روي عن الدبري عن عبد الرزاق أحاديث أستنكرها جدا فأحلت أمرها على الدبري لأن سماعه منه متأخر جدا والمناكير التي تقع في حديث الدبري إنما سببها أنه سمع من عبد الرزاق بعد اختلاطه فما يوجد من حديث الدبري عن عبد الرزاق في مصنفات عبد الرزاق فلا يلحق الدبري منه تبعة إلا إن صحف أو حرف وإنما الكلام في الأحاديث التي عنده في غير التصانيف فهي التي فيها المناكير وذلك لأجل سماعه منه في حالة الاختلاط والله أعلم وقال مسلمة في الصلة كان لا بأس به وكان العقيلي يصحح روايته وأدخله في الصحيح الذي ألفه وأرخ ابن بهزاد وفاته سنة أربع وثمانين وأورد له ابن عدي عن إسحاق بن موسى الرملي عن الدبري عن عبد الرزاق عن الثوري عن ابن أنعم حديث الفقر على المؤمن أزين من العذار الحسن على خد الفرس وحديث لا يدخل أحد الجنة إلا بجواز ثم قال قال لنا إسحاق بن موسى كان هذا الحديث في كتاب عبد الرزاق في آخر الزكاة يعني الثاني فحمل الدبري الحديث الآخر عليه وسواه وهو حديث منكر. اهــ
و في مسند الحارث أبو عاصم (الضحاك بن مخلد ) ، ثنا ابن عون ، عن محمد بن سيرين قال : " بينما سعد بن عبادة رضي الل*ه عنه قائما يبول فمات ، قتله الجن : قتلنا سيد الخزرج..."
و محد بن سيرين لم يدرك سعد بن عبادة
و الله أعلم
السكران التميمي
2009-07-29, 11:33 PM
أحسن الله إليك؛ واستكمالا لما بدأته غفر الله لك، أقول:
كل الروايات التي وقفت عليها لهذا الأثر هي روايات مرسلة:
· وهو يروى مرسلا من ثلاثة طرق:
(الأول): طريق محمد بن سيرين: أخرجه كلٌ من:
الطبراني في (الكبير رقم 5359)، والحارث في (المسند بزوائد الهيثمي رقم 67)، والحاكم في (المستدرك رقم5102)، وابن سعد في (الطبقات 3/617)، وأبو عبيد في (غريب الحديث رقم 22).
(الثاني): طريق قتادة: أخرجها كلٌ من:
عبد الرزاق في (المصنف رقم 20931)، ومن طريقه الحاكم في (المستدرك رقم 5103)، ومن طريقه أيضا الطبراني في (الكبير رقم 5360).
(الثالث): طريق عبد العزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة: أخرجها كلٌ من:
ابن سعد في (الطبقات 3/617).
وكلاهم قتادة وابن سيرين وعبد العزيز لم يدركوا سعداً.
وفي الواقع هي وإن كانت مرسلة لكن تعدد مخارجها يوحي بأن للقصة أصلا. والله أعلم
محمد بن عبدالله
2009-07-29, 11:42 PM
بارك الله فيكم.
الحديث في المستدرك من طريقين
الأولى :
أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه ، ثنا أبو مسلم ، ثنا بكار بن محمد ، ثنا ابن عون ، عن محمد " أن " أن سعد بن عبادة أتى سباطة قوم فخر ميتا ، فقالت الجن : نحن قتلنا سيد الخزرج....."
قال الحافظ في اللسان في بكار بن محمد : حدث عن ابن عون قال البخاري يتكلمون فيه وقال أبو زرعة ذاهب الحديث روى أحاديث مناكير وقال الحسين بن الحسن الرازي قال يحيى بن معين كتبت عنه ليس به بأس قلت روى عنه أبو مسلم الكجي وطائفة مات سنة أربع وعشرين ومائتين وقد حدث ابن عدي عن ابن أبي سويد وعباد بن علي عنه وقال كل رواياته لا يتابع عليها انتهى وقال أبو حاتم لا يسكن القلب عليه مضطرب وقال أبو زرعة اهــ
توبع بكار بن محمد (هو السيريني) على الرواية عن ابن عون -كما نقلتَ عن مسند الحارث، وله متابعات أخرى عند غيره-؛ فلا حاجة إلى الإطالة في بيان حاله، إذ ذلك لا يفيد في إعلال الخبر.
وقد جاء الخبر أيضًا من رواية سعيد بن أبي عروبة عن ابن سيرين.
و الثانية :
محمد بن علي الصنعاني بمكة ، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد ، أنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة قال : " أقام سعد بن عبادة لا يبول ثم رجع فقال : إني لأجد في ظهري شيئا ، فلم يلبث أن مات ، فناحت الجن فقالوا : نحن قتلنا سيد الخزرج ....."
قال الحافظ في اللسان في إسحاق بن إبراهيم الدبري :
قال ابن عدي استصغر في عبد الرزاق قلت ما كان الرجل صاحب حديث وإنما أسمعه أبوه واعتنى به سمع من عبد الرزاق تصانيفه وهو ابن سبع سنين أو نحوها لكن روى عن عبد الرزاق أحاديث منكرة فوقع التردد فيها هل هي منه فانفرد بها أو هي معروفة مما تفرد به عبد الرزاق وقال الدارقطني في رواية الحاكم صدوق ما رأيت فيها خلافا إنما قيل لم يكن من رجال هذا الشأن قلت ويدخل في الصحيح قال إي والله وقد احتج بالدبري أبو عوانة في صحيحه وغيره وأكثر عنه الطبراني وفي مرويات الحافظ أبي بكر بن الخير الإشبيلي كتاب الحروف التي أخطأ فيها الدبري وصحفها في مصنف عبد الرزاق للقاضي محمد بن أحمد بن مفرج القرطبي وعاش الدبري إلى سنة سبع وثمانين ومائتين انتهى هكذا جزم به هنا وجزم في تاريخ الإسلام أنه مات سنة خمس وثمانين وهو الأشهر وقال ابن الصلاح في نوع المختلطين من علوم الحديث ذكر أحمد أن عبد الرزاق عمي فكان يلقن فيتلقن فسماع من سمع منه بعدما عمي لا شيء قال ابن الصلاح وقد وجدت فيما روي عن الدبري عن عبد الرزاق أحاديث أستنكرها جدا فأحلت أمرها على الدبري لأن سماعه منه متأخر جدا والمناكير التي تقع في حديث الدبري إنما سببها أنه سمع من عبد الرزاق بعد اختلاطه فما يوجد من حديث الدبري عن عبد الرزاق في مصنفات عبد الرزاق فلا يلحق الدبري منه تبعة إلا إن صحف أو حرف وإنما الكلام في الأحاديث التي عنده في غير التصانيف فهي التي فيها المناكير وذلك لأجل سماعه منه في حالة الاختلاط والله أعلم وقال مسلمة في الصلة كان لا بأس به وكان العقيلي يصحح روايته وأدخله في الصحيح الذي ألفه وأرخ ابن بهزاد وفاته سنة أربع وثمانين وأورد له ابن عدي عن إسحاق بن موسى الرملي عن الدبري عن عبد الرزاق عن الثوري عن ابن أنعم حديث الفقر على المؤمن أزين من العذار الحسن على خد الفرس وحديث لا يدخل أحد الجنة إلا بجواز ثم قال قال لنا إسحاق بن موسى كان هذا الحديث في كتاب عبد الرزاق في آخر الزكاة يعني الثاني فحمل الدبري الحديث الآخر عليه وسواه وهو حديث منكر. اهــ
هذه الرواية من طريق عبدالرزاق، وهي في موضعين في مصنِّفه؛ فلا حاجة إلى الإطالة في الكلام على رواية الدبري عن عبدالرزاق.
(الأول): طريق محمد بن سيرين: أخرجه كلٌ من:
وأبو عبيد في (غريب الحديث رقم 22).
صوابه: الخطابي.
* وقد جاء الخبر أيضًا بإسناد فيه نظر عن أبي رجاء العطاردي -عند ابن عساكر في تاريخ دمشق-،
وجاء من رواية الواقدي، عن يحيى بن عبدالعزيز بن سعيد بن سعد بن عبادة، عن أبيه عبدالعزيز، والواقدي يمشَّى له في هذا الباب، ويحيى قال فيه أبو حاتم: (لا أعرفه)، وأبوه ترجمه ابن حبان في الثقات، وهم من ولد سعد بن عبادة، فلعلهم أعرف بأخباره.
قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في "التكميل لما فات تخريجه من إرواء الغليل" (ص14): (وهذه المراسيل إذا اجتمعت قوَّت القصة، وحكم لها بالحسن).
وقد قال ابن عبدالبر في ترجمة سعد في الاستيعاب: (ولم يختلفوا أنه وجد ميتًا في مغتسله وقد اخضر جسده، ولم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلاً يقول -ولا يرون أحدًا-:...)، فذكر البيتين.
لعله نسي أن يقول : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث .
رضي الله عنه .
عبد الكريم بن عبد الرحمن
2009-07-30, 09:38 AM
بارك الله في من تعقب لكن كل زيادة فيها خير و لا سبيل إلى تعلم حال الروات إن لم ننقل كل ما كتب عنهم و اظهار مواقع العلل و إن كانت لا تفيد شيئا في إثبات الحديث نفسه لكن التنبيه إليها واجب.
بارك الله في الاخ التميمي و جازاك الله كل خير على التخريج المفصل
عادل أحمدموسى
2009-07-31, 10:17 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزيتم الخير على هذه الإفادة وكي تتم الفائد ما أصح رواية جاءت في وفاة سعد بن عبادة؟
ماجد مسفر العتيبي
2009-08-01, 08:08 AM
تحت عنوان (عمر و الاغتيال السياسي) ذكر المؤلف الشيعي حسن علوي في كتابه (عمر والتشيع) ان عمربن الخطاب رضي الله عنه قام باغتيال سعد بن عباده رضي الله عنه وهذا من اغبى ما سمعت في حياتي والعجيب ان علوي في كتابه يثني على الفاروق ويمدح عدله ورحمته وزهده وورعه ولكن يذكر انه اغتال احد كبار الصحابة ...!!
رمضان أبو مالك
2009-08-01, 10:16 AM
لعله نسي أن يقول : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث .
رضي الله عنه .
بل الذي ورد في القصة أنه بالَ في جُحْر، والجحور مظِنَّةُ وجود الحيَّات والجن - كما في الخبر، والله أعلم.
عادل أحمدموسى
2009-09-03, 03:59 AM
جزيتم الخير
احمد ابو انس
2014-09-04, 06:25 PM
هل للقصة أصلا ؟
أبو البراء محمد علاوة
2014-09-04, 08:44 PM
وفي الواقع هي وإن كانت مرسلة لكن تعدد مخارجها يوحي بأن للقصة أصلا. والله أعلم
بارك الله فيك وهل يقوى المرسل بتعدد مخرجه وفقط ؟
احمد ابو انس
2017-09-08, 05:36 PM
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1131824&posted=1#post1131824
احمد ابو انس
2017-09-08, 05:37 PM
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1131834
احمد ابو انس
2017-09-08, 05:38 PM
قول عمر عن سعد بن عبادة - رضي الله عنهما - : قتله الله !!السؤال:
هذه الإدعاءات التاريخية في سيرة الصحابة -رضي الله عنهم وأرضاهم- أثارت استغرابي ، فأرجو مساعدتكم لي في فهمها ، هل صحيح بأن عمر دعا على سعد بن عبادة بقتله في يوم السقيفة ، واغتاله فيما بعد في الشام -رضي الله تعالى عنهم أجمعين- ؟
تم النشر بتاريخ: 2014-12-29
الجواب :
الحمد لله
أولا :
روى البخاري (6830) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ... فذكر الحديث في مبايعة الصحابة أبا بكر رضي الله عنه ، وفيه : " .. فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، فَقُلْتُ - يعني عمر - : قَتَلَ اللَّهُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ، قَالَ عُمَرُ: وَإِنَّا وَاللَّهِ مَا وَجَدْنَا فِيمَا حَضَرْنَا مِنْ أَمْرٍ أَقْوَى مِنْ مُبَايَعَةِ أَبِي بَكْرٍ، خَشِينَا إِنْ فَارَقْنَا القَوْمَ وَلَمْ تَكُنْ بَيْعَةٌ: أَنْ يُبَايِعُوا رَجُلًا مِنْهُمْ بَعْدَنَا، فَإِمَّا بَايَعْنَاهُمْ عَلَى مَا لاَ نَرْضَى، وَإِمَّا نُخَالِفُهُمْ فَيَكُونُ فَسَادٌ " .
ورواه ابن حبان (414) وفيه : قَالَ عُمَرُ: " فَقُلْتُ وَأَنَا مُغْضَبٌ : قَتَلَ اللَّهُ سَعْدًا فَإِنَّهُ صَاحِبُ فِتْنَةٍ وَشَرٍّ ، وَإِنَّا وَاللَّهِ مَا رَأَيْنَا فِيمَا حَضَرَ مِنْ أَمْرِنَا أَمْرٌ أَقْوَى مِنْ بَيْعَةِ أَبِي بَكْرٍ، فَخَشِينَا إِنْ فَارَقْنَا الْقَوْمَ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ بَيْعَةٌ أَنْ يُحْدِثُوا بَعْدَنَا بَيْعَةً، فَإِمَّا أَنْ نُبَايِعَهُمْ عَلَى مَا لَا نَرْضَى، وَإِمَّا أَنْ نُخَالِفَهُمْ فَيَكُونُ فَسَادًا " .
وعند الطبري في "تاريخه" (3/ 222):
" فقال أبو بكر: مهلا يا عمر! الرفق هاهنا أبلغ " انتهى.
ثانيا :
للعلماء في توجيه هذا الكلام من عمر - رضي الله عنه - قولان :
الأول : أن هذا الكلام على وجه "الخبر" من عمر رضي الله عنه ، عن حال سعد بن عبادة رضي الله عنه ، وما آل إليه أمره ؛ فإنه لما كان قد طلب الإمارة لنفسه ، ولم يدركها ، وفاته أمرها ، كان كأنه قد قتل لمَّا يدرك حاجته ، ولم تشتف نفسه ، ولم يعتد بقوله وطلبه .
قال ابن الجوزي رحمه الله :
" وَقَوله: قتل الله سَعْدا: إِنَّمَا قَالَ هَذَا لِأَن سَعْدا أَرَادَ الْولَايَة ، وَمَا كَانَ يصلح أَن يتَقَدَّم أَبَا بكر.
وَقَالَ الْخطابِيّ: معنى قَوْله: قتل الله سَعْدا: أَي احسبوه فِي عداد من مَاتَ وَهلك، أَي لَا تَعْتَدوا بِحُضُورِهِ، لِأَنَّهُ أَرَادَ أَن يكون أَمِيرا، فَخَالف " انتهى من : "كشف المشكل" (1/71) .
وقال الخطابي رحمه الله :
" معنى قوله: (قتل الله سعدًا) : أي اجعلوه كمن قتل، واحسبوه في عدد من مات، ولا تعتدوا بمشهده، وذلك أن سعدًا أراد في ذلك المقام أن ينصب أميرًا على قومه، على مذهب العرب في الجاهلية ألا يسود القبيلة إلا رجلا منها، وكان حكم الإسلام خلاف ذلك، فرأى عمر إبطاله بأغلظ ما يكون من القول وأشنعه، وكل شيء أبطلت فعله وسلبت قوته فقد قتلته وأمته، وكذلك قتلت الشراب إذا مزجته لتكسر شدته." انتهى، نقله ابن بطال في "شرح البخاري" (8/465-466) .
القول الثاني : أنه دعاء من عمر عليه ، قاله في غضبه من أمر سعد ، وتقدمه على أبي بكر ، وهو أفضل وأجل منه ، وخوفه من الفتنة ووقوع الفرقة بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قَوْلُهُ : فَقَالَ قَائِلٌ : قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ . أَيْ : كِدْتُمْ تَقْتُلُونَهُ .
وَقِيلَ : هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ الْإِعْرَاضِ وَالْخِذْلَانِ .
وَيَرُدُّهُ : مَا وَقَعَ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ ابن شِهَابٍ ، فَقَالَ : قَائِلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ أَبْقُوا سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ ، لَا تَطَئُوهُ !! فَقَالَ عُمَرُ : اقْتُلُوهُ قَتَلَهُ اللَّهُ !!
نَعَمْ ؛ لَمْ يُرِدْ عُمَرُ الْأَمْرَ بِقَتْلِهِ حَقِيقَةً .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : قَتَلَهُ اللَّهُ ؛ فَهُوَ دُعَاءٌ عَلَيْهِ .
وَعَلَى الْأَوَّلِ : هُوَ إِخْبَارٌ عَنْ إِهْمَالِهِ ، وَالْإِعْرَاضِ عَنْهُ" انتهى من "فتح الباري" (7/32) .
وقال العيني - رحمه الله - :
" قَوْله: قتلتم سعد بن عبَادَة قيل: مَا مَعْنَاهُ وَهُوَ كَانَ حَيا؟ وَأجِيب: بِأَن هَذَا كِنَايَة عَن الْإِعْرَاض والخذلان والاحتساب فِي عدد الْقَتْلَى، لِأَن من أبطل فعله وسلب قوته فَهُوَ كالمقتول. قَوْله: فَقلت: قتل الله سعد بن عبَادَة. الْقَائِل هُوَ عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، وَوجه قَوْله هَذَا إِمَّا إِخْبَار عَمَّا قدر الله عَن إهماله وَعدم صَيْرُورَته خَليفَة، وَإِمَّا دُعَاء صدر عَنهُ عَلَيْهِ فِي مُقَابلَة عدم نصرته للحق " انتهى من "عمدة القاري" (24/ 12) . وينظر أيضا : "عمدة القاري" (16/ 186) .
ثانيا :
القول بأن عمر قتل سعدا بعد ذلك : قول باطل لا أساس له من الصحة ، ولم يقله أحد من أهل العلم والديانة ، والمعرفة بالتواريخ وأخبار الناس .
والمشهور أن سعدا - رضي الله عنه - مات بمغتسله بالشام ، وقيل: قتلته الجن ، ولا علاقة لعمر بموته .
قال ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (7/ 274):
" أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يُحَدِّثُ : أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ بَالَ قَائِمًا ، فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ لأَصْحَابِهِ: إِنِّي لأَجِدُ دَبِيبًا ، فَمَاتَ ، فَسَمِعُوا الْجِنَّ تَقُولُ:
قَتَلْنَا سَيِّدَ الْخَزْرَجِ سَعْدَ بن عبادة
رميناه بسهمين فلم نخط فؤاده " انتهى .
وقال الأَصْمَعِيُّ: " حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بنُ بِلاَلٍ، عَنْ أَبِي رَجَاءَ قَالَ: قُتِلَ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ بِالشَّامِ ، رَمَتْهُ الجِنُّ بِحوْرَانَ." انتهى من "سير أعلام النبلاء" (3/ 171) .
وقال ابن الأثير رحمه الله :
" ولم يختلفوا أَنَّهُ وجد ميتًا عَلَى مغتسله، وقد اخضر جسده، ولم يشعروا بموته بالمدينة حتى سمعوا قائلًا يقول من بئر، ولا يرون أحدًا:
قتلنا سيد الخزرج سعد بْن عبادة
رميناه بسهمين فلم نخط فؤاده
فلما سمع الغلمان ذلك ذعروا، فحفظ ذلك اليوم ، فوجوده اليوم الذي مات فيه سعد بالشام " انتهى من "أسد الغابة" (2/ 441) .
وينظر : "الاستيعاب" (2/ 599) ، "تاريخ دمشق" (20/ 268) .
وانظر للفائدة جواب السؤال رقم : (7871 (https://islamqa.info/ar/7871)) ، (127028 (https://islamqa.info/ar/127028)) .
والله تعالى أعلم .
موقع الإسلام سؤال وجواب
احمد ابو انس
2017-09-08, 05:56 PM
«هل قتلت الجنّ سعد بن عُبادة؟»
سؤال(180) كيف قتلت الجنّ سعد بن عبادة؟
ذكر بعض التابعين أن الجن هم من قتلوا سعد بن عبادة! ورُوي هذا عن عطاء وابن سيرين: (أن سعد بال وهو قائم فمات فسمع قائلا يقول : قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة).
وقال ابن عبدالبر في ترجمة سعد بن عبادة: "وقالوا أنه وجد ميتا في مغتسله وقد اخّضر جسده ولم يشعروا بـموتـه حتى سمعوا قائلا يقول ولا يرون أحدا:
قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة *** ورميناه بسهم فلم يخط فؤاده .
ويُقال : إن الجن قتلته".
قلت: وهذا لم يثبت، ولا يوجد أسانيد صحيحة لهذه القصة.
http://www.addyaiya.com/uin/arb/Viewdataitems.aspx?ProductId=4 48
احمد ابو انس
2017-09-08, 05:57 PM
أستشكل فهم قصة مقتل الصحابي الجليل وسيد الخزرج سعد بن عبادة، هل هذه القصة تصح، وأن الحديث فيها يجوز مع العلم بأن هذه القصة تحمل شبهات "والأمر لايخفى عليكم" وخاصة على ألسنة أهل البدع؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنك لم تذكر لنا القصة التي تسأل عنها فإن كنت تعني ما يحكى أنه رضي الله عنه قتله الجن فقد روى ذلك الحاكم والطبراني وعبد الرازق عن قتادة بسند منقطع؛ كما قالالهيثمي لأن قتادة لم يدرك سعداً، ورواه الحاكم بسند آخر عن بكار بن محمد بن سيرينعن ابن عوف عن محمد بن سيرين.
وابن سيرين لم يدرك سعداً، فقد ذكر السيوطي أن ابن سيرين توفي سنة عشر ومائة عن سبع وسبعين سنة، وذكر ابن سعد في الطبقات أن سعداً توفي في حدود السنة الخامسة عشرة، وهذا يدل على أن ابن سيرين ولد بعد وفاة سعد، ثم إن بكار بن محمدضعفه أبو حاتم وأبو زرعة والبخاري ولا سيما في روايته عن ابن عوف، وقد خالف الذهبي الحاكم في تصحيح الروايتين.
وأما مجرد حكايتها فالظاهر أنه لا حرج فيه، فالسلف كانوا يتساهلون في حكايات السير فيحكونها مع ضعف أسانيدها، وقد ذكر هذه القصة كثير من الفقهاء في كتبهم، وأما كيفية قتلهم له فقد ذكر العيني في شرح البخاري أنهم أصابوه بالعين.
والله أعلم.
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=102920
احمد ابو انس
2017-09-08, 05:57 PM
ما مدى صحة قصة الصحابي سعد بن عبادة التي تذكر أن الجن قتلته؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقصة قتل الجن لسعد بن عبادة مبثوثة في كتب أهل السير والتاريخ، ولكنها بمقاييس أهل الصنعة من أهل الحديث لا تصح؛ جاء في التكميل لما فات تخريجه من إرواء الغليل -تعليقًا على ما روي من أن سعد بن عبادة بال في جحر بالشام ثم استلقى ميتًا- ما نصه: (لا يصح، على أنه مشهور عند المؤرخين، حتى قال ابن عبد البر في " الاستيعاب" (2/37): "ولم يختلفوا أنه وجد ميتًا في مغتسله قد اخضر جسده" ولكني لم أجد له إسنادًا صحيحًا على طريقة المحدثين، فقد أخرجه ابن عساكر (ج7/63/2) عن ابن سيرين مرسلًا، ورجاله ثقات. وعن محمد بن عائذ، ثنا عبد الأعلى به، وهذا مع إعضاله فعبد الأعلى لم أعرفه) اهـ.
وانظر للمزيد حول ذلك فتوانا رقم: 102920 (http://www.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=102920).
والله أعلم.
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=283117
احمد ابو انس
2022-06-14, 06:38 PM
يرفع للفائدة .
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.