مشاهدة النسخة كاملة : هل هناك من كفر منكر رؤية الله تعالى فى الآخره ؟
أبومعاذالمصرى
2009-07-28, 03:40 PM
السلام عليكم
اخوانى
مشغول ببحث فى بعض العقائد ووقفت عند من يعتقد عقيدة اهل السنة ولكنه خالف فى مسئلة رؤية الله تعالى فى الآخرة فهو ينكرها متأولا للآيات
فهل هناك من كفره من الأئمة الأعلام
مع كامل احترامى وتقديرى لمشايخنا فى المجلس وطلاب العلم الا ان البحث فى حاجة لقول الأئمة الاعلام فنرجو ان يقتصر النقل عنهم
بارك الله فيكم
ابو قتادة السلفي
2009-07-28, 05:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لو تراجع كلام السلف في منكري الرؤية مثلا في كتاب السنة للامام اللالكائي رحمه الله.
اما الذين ينكرُ الرؤية فهو جهمي كما نص على ذلك اعلام السنة ولا يُعلم احد من السلف او ائمة الاسلام ينكر الرؤية.
عبد الكريم بن عبد الرحمن
2009-07-28, 05:26 PM
أنكرها الإباضية أيضا
أبومعاذالمصرى
2009-07-30, 11:43 AM
اخوانى طلبى ليس من قال هذا بل ماحكم اهل العلم فى قوله هذا خاصة انه ليس من فرق المبتدعة ولكن يميل الى تأويل الآيات والسؤال بصيغة اخرى هو
هل النظر الى ربنا سبحانه فى الآخرة عقيدة يكفر منكرها ولو كان متأولا
بارك الله فيكم
عبد الكريم بن عبد الرحمن
2009-07-30, 12:06 PM
بما أن الاباضية أنكروها يمكنك ان تبحث في كلام اهل العلم فيهم تجد مبتغاك في من ينكر الرؤية ان شاء الله فعادة كلام العلماء لا تجده منفصلا عن الفرق الضالة و اغلب كلام المعاصرين في هذه المسألة تجده في الرد على الاباضية و الله أعلم
السكران التميمي
2009-07-30, 12:29 PM
الكلام هنا أخي الفاضل:
هل يسوغ هذا التأويل أم لا يسوغ؟
هل خالف النصوص الصريحة الثابتة أم لا؟
هل نقض إجماع سلف الأمة وخلفها على ذلك أم لا؟
هل قاله أحد ممن يعتد بقوله ويركن إليه أم لا؟
هل حكَّم النصوص في رده للرؤية أم هو مجرد أن العقل بزعمه هو من رده؟
كل هذه الأسئلة وغيرها أخي الحبيب تحدد حالة منكر الرؤية. فنقول وبالله التوفيق ومنه العون والتحقيق:
لتعلم أخي الكريم أن من وقر في قلبه وصدره المذهب الحق الذي ما كان عليه محمداً وأصحابه لن يجد في صدره شائبة ودخن حول مسألة هي في هذا المذهب الحق من المسلمات المحسومات المنتهي الحكم فيها.
فإذا حصل مثل هذا الدخن وهذا الإعتراض عرفنا فساد صدق تحقق التمسك بهذا المذهب الحق، وأن هذا الشخص لم تزل فيه شائبة لم تصفُ بعد. فلا يصدق عليه وصفه كما تفضلت أنت رعاك الله بأنه على مذهب أهل السنة والجماعة إطلاقا.
فعند العودة إلى إجابة الأسئلة السابقة فنقول:
1) على قادعدة أهل السنة والجماعة لا يسوغ هذا التأويل، لأنه لا تأويل مع نص، وقد وجد النص الذي لا يحتاج معه إلى تأويل، إلا عند من لم يستقر الإيمان الصحيح في قلبه.
2) نعم خالف النصوص الصربحة في بيان رؤية الله تعالى وتحققها لا في القرآن ولا في السنة.
3) نعم نقض إجماع السلف والخلف في ذلك ممن يصح عقد إجماعهم.
4) لا لم يقله أحد ممن يعتد بقوله ويركن إلى علمه وفضله، بل ما قاله إلا أرباب الفرق المخالفة للمذهب الحق الصحيح.
5) لا لم يحكّم النصوص في ذلك، بل حكم عقله القاصر في رد الرؤية وتأويل النصوص لما يناسب قصور عقله.
إذا المسألة هنا واضحة جدا بالنسبة لهذا الشخص، فإن كان إنكاره لها إنكار جحد؛ فقد أنكر شيئا قرره الله ورسوله في الكتاب والسنة.
وإن كان إنكاره لها كما يزعم إنكار تأويل، فنقول: هل يسوغ له التأويل أم لا؟ وقد تقرر أنه لا يسوغ له ذلك، فعليه يوضح له الحق بالحكمة والموعظة الحسنة فإن قبل ورجع، وإلا تحول إلى جحد وإنكار والحالة هذه، ويعطى حكم المسألة السابقة.
ولا يخفاكم حكمها.
والله تعالى أعلم
أبومعاذالمصرى
2009-07-31, 10:52 PM
الأحبة فى الله ابو قتاده السلفى
اخى عبد الكريم
بوركتم وشكرا للمرور الكريم
شيخى التميمى حفظه الله يعلم الله وانا اكتب الموضوع كنت فى خاطرى اتمنى مشاركتكم فليتسع صدركم لمحبكم
شيخى
الايمكن ان يكون انكار الرؤية قولا فى المسئلة والخلاف فيها معتبر فاثناء بحثى وقراءتى فى التفاسير التى بلغ عددها العشرون
وهو مايملكه العبد الفقير فى مكتبته المتواضعه اقول
مامن مفسر الا يذكر الرؤيه باعتبارها قول الجمهور من اهل السنة ولكن يثنى ويقول كما فى قوله تعالى (إلى ربها ناظرة )
وقيل تنظر الى ثواب ربها وقد ذكر الطبرى آثار عن مجاهد ومعروف عنه مذهبه فى المسئلة رغم ان الطبرى رجح قول الجمهور
شيخى التميمى
هل يمكن ان يكون الانكار قول فى المسئلة يسوغ فيه الخلاف
وتتمة للموضوع هذا الرابط فيه كلام جامع ماتع لرأى ثلة من الأئمة الأعلام فى تكفير من ينكر الرؤية ولم اضعه لمثل شيخنا التميمى بل لمن هم مثلى من صغار طلاب العلم وان نظر فيه شيخنا التميمى فهو تواضع منه
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=325
السكران التميمي
2009-07-31, 11:49 PM
رفع الله قدرك يا (أبا معاذ).. وأسأل الله بمنه وكرمه وحوله وقوته أن يجعل عملنا هذا خالصا لوجه الكريم، وأن يكتب له القبول والسداد، ووالله ما أردنا إلا الخير والإفادة بما علمنا، فاللهم علمنا ما جهلنا وانفعنا بما علمتنا.
ولا أنسى ان أشكر جميع القائمين على هذا المنتدى الكبير المبارك والذي له بعد الله تعالى اليد الكبرى فيما نحن فيه، فوالله على أنه أخذ جلَّ وقتي إلا أنني أحسست أنني وغيري نقوم بدفع زكاة ما تعلمناه هنا، فالله الحمد من قبل ومن بعد، وجزى القائمين عليه خير الجزاء.
نعود لموضوعنا رعاك الله أخي العزيز فنقول:
المسألة إذا تعددت أقوال أهل العلم فيها لا تخلو من حالتين:
إما أن يترجح قولٌ على آخر، أو أن يستويان..
لن أتكلم الآن عن استوائهما؛ لأنه خارجٌ عن حكم مسألتنا، فإن الخلاف فيها من النوع الأول.
وعليه: فينظر هل المخالف من أهل السنة والجماعة، أم من أصحاب الأهواء والفرق المخالفة؟
فإن كان من الثاني: فلا عبرة بخلافه أصلا، لسقوطه.
وإن كان الأول: فننظر، إما أن تكون مخالفته عن تأويل واجتهاد، أو يكون عن نص وبرهان.
فإن كان الأول؛ فإن كان في مقابل نص صريح فهو ساقط لا عبرة به.
وإن كان الثاني؛ فإما أن يكون قوياً يقارع دليل المخالف، أو أضعف منه لا يقدر على مناقضته.
فإن كان الثاني: فلا عبرة فيه والقول ضعيف.
وإن كان الأول: فهو الخلاف المعتبر.
إذا ننظر هذا الكلام السابق ونعرضه على مسألتنا، فنجد التالي:
نجد أن القول المخالف قول ضعيف غير مقبول، بل فيه مخالفة للنصوص الصريحة الواضحة، كما فيه مخالفة لقول جمهور أئمة العلم سلفا وخلفاً وهم السواد الأعظم، مهما كانت منزلة القائل بالقول المخالف، فليس أحد غير الأنبياء والرسل معصوم.
وعليه أخي العزيز: الإنكار لمسألة الرؤية لا يعد خلافاً سائغا يصح معه إنشاء قول آخر في المسألة.
والله تعالى أعلم
عبد الكريم بن عبد الرحمن
2009-08-01, 12:09 AM
الأحبة فى الله ابو قتاده السلفى
اخى عبد الكريم
بوركتم وشكرا للمرور الكريم
شيخى التميمى حفظه الله يعلم الله وانا اكتب الموضوع كنت فى خاطرى اتمنى مشاركتكم فليتسع صدركم لمحبكم
شيخى
الايمكن ان يكون انكار الرؤية قولا فى المسئلة والخلاف فيها معتبر فاثناء بحثى وقراءتى فى التفاسير التى بلغ عددها العشرون
وهو مايملكه العبد الفقير فى مكتبته المتواضعه اقول
مامن مفسر الا يذكر الرؤيه باعتبارها قول الجمهور من اهل السنة ولكن يثنى ويقول كما فى قوله تعالى (إلى ربها ناظرة )
وقيل تنظر الى ثواب ربها وقد ذكر الطبرى آثار عن مجاهد ومعروف عنه مذهبه فى المسئلة رغم ان الطبرى رجح قول الجمهور
شيخى التميمى
هل يمكن ان يكون الانكار قول فى المسئلة يسوغ فيه الخلاف
وتتمة للموضوع هذا الرابط فيه كلام جامع ماتع لرأى ثلة من الأئمة الأعلام فى تكفير من ينكر الرؤية ولم اضعه لمثل شيخنا التميمى بل لمن هم مثلى من صغار طلاب العلم وان نظر فيه شيخنا التميمى فهو تواضع منه
http://www.alagidah.com/vb/showthread.php?t=325
و فيك بارك الله.
القضية ليست خلافية و ليست بالتفسير فقط إنما هناك ادلة اخرى
قال ابن ابي داود رحمه الله في الحائية
وقل يتجلى الله للخلقِ جهرةً *** كما البدر لا يخفى وربك أوضحُ
وليس بمولدٍ وليس بوالدٍ **** وليس له شِبْهٌ تعالى المُسبحُ
وقد يُنكِر الجهمي هذا عندنا *** بمصداقِ ما قلنا حديثٌ مصرحُ
رواه جريرٌ عن مقالِ مُحمدٍ *** فقلُ مِثل ما قد قال في ذاك تنْجحُ
حديث جرير المذكور مخرج في الصحيحين ، روى البخاري ومسلم عن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال : كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر ، فقال ( أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ليلة البدر لا تُضامون فيرؤيته ، فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا )
فالحديث صحيح مما يجعل المسألة لا خلاف فيها , وحديث الرؤية حديث متواتر رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم غير واحد من الصحابة منهم : أبوهريرة وأبوموسى الاشعري وجابر بن عبدالله وغيرهم رضي الله عنهم.
اذن المنكر للرؤية منكر للدليل المتواتر اي القطعي و لا يخفاك ما قاله العلماء في من يرفض الدليل القطعي
و الله أعلم
أبومعاذالمصرى
2009-08-01, 11:21 PM
بارك الله فيكم وزادكم علما وفضلا
الطيبوني
2019-01-07, 06:59 PM
حديث جرير المذكور مخرج في الصحيحين ، روى البخاري ومسلم عن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال : كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر ، فقال ( أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ليلة البدر لا تُضامون فيرؤيته ، فإن استطعتم أن لا تُغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا )
يقول ابن القيم رحمه الله في الصواعق المرسلة
تَأْوِيلُ الرُّؤْيَةِ فِي هَذَا السِّيَاقِ بِمَا يُخَالِفُ حَقِيقَتَهَا وَظَاهِرَهَا فِي غَايَةِ الِامْتِنَاعِ وَهُوَ رَدٌّ وَتَكْذِيبٌ يَسْتَتِرُ صَاحِبُهُ بِالتَّأْوِيلِ .
محمدعبداللطيف
2019-01-07, 10:37 PM
سئل الشيخ بن باز عن حكم من ينكر رؤية الله - فأجاب - من ينكر رؤية الله فهو ضال مضل؛ لأن الله جل وعلا أثبت رؤيته وثبتها رسول الله عليه الصلاة والسلام يقول الله جل وعلا: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) ويقول عن الكفار: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ) فدل على أن المؤمنين ليسوا بمحجوبين بل يرون سبحانه يوم القيامة وفي الجنة، وقال جل وعلا: (لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (الحسنى الجنة والزيادة النظر إلى وجه الله) هكذا جاء تفسيرها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وأخبر - صلى الله عليه وسلم - أن الناس يرون ربهم يوم القيامة كما يرون الشمس صحواً ليس دونها سحاب، وكما يرون القمر ليلة البدر لا يضاهون في رؤيته ويراه أهل الجنة ولهم اجتماع معه سبحانه وتعالى فهذا قول أهل السنة والجماعة قد أجمع أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن بعدهم على أنه سبحانه يرى في الآخرة وفي الجنة، ومن أنكرها تبين له الأدلة فإن أصر كفر، تبين له الأدلة من القرآن والسنة فإن أصر كفر؛ لأنه كذب لله ولرسوله، فالواجب على جميع أهل العلم أن يبينوا ذلك للناس وأن يوضحوه للناس وعلى من عنده شك أن يتقي الله وأن يرجع للصواب، على من عنده شك وتردد أن يتقي الله وأن يرجع إلى الحق، فالمؤمنون بالنص وإجماع أهل السنة يرون ربهم يوم القيامة في العرصات وفي الجنة، أما الكفار فلا يرون (كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ).- وقال رحمه الله -
رؤية الله في الآخرة ثابتة عند أهل السنة والجماعة من أنكرها كفر، يراه المؤمنون يوم القيامة ويرونه في الجنة كما يشاء بإجماع أهل السنة كما قال : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ [القيامة:22-23]، وقال سبحانه: لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ [يونس:26].
فسر النبي ﷺ الزيادة بأنها النظر إلى وجه الله، وتواترت الأحاديث عن رسول الله ﷺ بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة وفي الجنة، أما في الدنيا فلا يرى في الدنيا كما قال : لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ [الأنعام:103]، وقال لموسى: لَنْ تَرَانِي [الأعراف:143].
وثبت عنه ﷺ أنه قال: واعلموا أنه لن يرى أحد ربه حتى يموت[1] (https://binbaz.org.sa/fatwas/20251/%D8%AD%D9%83%D9%85-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%86%D9%83%D8%B1-%D8%B1%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%B1 %D8%A9#footnote-1) فالدنيا ليست محل الرؤية؛ لأن الرؤية نعيم، رؤية الله أعلى نعيم أهل الجنة، وهذه الدار ليست دار النعيم، دار الأكدار ودار الأحزان ودار التكليف فلا يرى في الدنيا لكنه يرى في الآخرة يراه المؤمنون.
أما الكفار فهم عنه محجوبون كما قال سبحانه: كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ [المطففين:15] فالكفار محجوبون عن الله يوم القيامة والمؤمنون يرونه في الآخرة.
والصحيح أن الرسول ﷺ لم ير ربه، أما المنافقون فمحل نظر جاء في بعض الروايات ما يدل على أنه يأتي هذا اليوم الأمة وفيها منافقوها لكن ليس فيه الصراحة بأنهم يرونه يوم القيامة
محمدعبداللطيف
2019-01-07, 10:39 PM
ولم ينكر الرؤيةَ إلاّ أهلُ البدع كالجهميةِ والمعتزلة، وتلتقي الإباضية –وهي إحدى فِرق الخوارج- إلى حدّ كبيرٍ مع المعتزلة في تأويل الصفات وفي إنكار رؤية الله تعالى في الآخرة وفي غيرها من المعتقدات، مجانبةً لعقيدة أهلِ الحقّ والإيمانِ. ومن شُبَهِهِم العقليةِ في إنكار الرؤية أنه يلزم من إثبات الرؤيةِ أن يكون اللهُ تعالى في جهةٍ، واللهُ تعالى في مُعتقدهم ليس في جهة، و هو عندهم لا داخلَ العالَم ولا خارجَه، ولا فوقَ ولا تحتَ ولا يَمنةً ولا يسرةً، لذلك نَفَوا الرؤيةَ؛ لأنّ الله تعالى ليس في جهة، وهذا من أبطل الباطل؛ لأنّ هذه الأوصاف تقتضي أن يكون عَدَمًا لا وجودَ له سبحانه، ولهذا قال بعض العلماء الممثل أعشى والمعطل أعمى، فالمعطّل يعبد عدمًا والممثل يعبد صنمًا والموحِّد يعبد واحدًا صمدًا(٥). أمّا شُبهتُهم الشرعيةُ فيستدلُّون بقوله تعالى: ﴿لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ﴾ [الأنعام: ١٠٣]، على أنه لا تراه الأبصار، وبقوله تعالى عن موسى: ﴿رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي﴾ [الأعراف: ١٤٣]، دليل على نفي الرؤية. ولا يخفى أنّ نفيَ الرؤيةِ في الآيتين إنّما يفيدُ نفيَهما عنه سبحانه في الدنيا، والأدلةُ السابقةُ تدلّ على إثباتها في الآخرة، ولا تعارضَ بينها، كما أنّ الإدراكَ المنفيَّ في الآية معناه الإحاطة، وهو قدرٌ زائدٌ على الرؤية، والمراد أنّ العيونَ لا تحيطُ به لكِبره وعظمته وإن رأته، فالسماءُ نراها بالعيون ولا نحيطُ بها، فاللهُ أعظم وأكبر، والدليلُ على الفَرْقِ بين الرؤية والإحاطة قوله تعالى في أصحاب موسى وقومِ فرعون: ﴿فَلَمَّا تَرَاءى الجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ﴾ [الشعراء: ٦١-٦٢]، فالآية نفتِ الإدراكَ ولم تنفِ الرؤيةَ، «فالرؤية والإدراك كل منهما يوجد مع الآخر وبدونه، فالرب تعالى يُرى ولا يُدرك، كما يُعلم ولا يُحاط به علما، بل الشَّمس المخلوقة يراها ولا يتمكن رائيها من إدراكها»(٦).
أمّا سؤال موسى رؤية اللهِ فدليلٌ على جواز الرؤية وإمكانها، واللهُ تعالى أخبره أنه لا يُرى في الدنيا، فقال: ﴿لَنْ تَرَانِي﴾ ولم يقل: «إني لا أُرى»، وقد ثبت في الصحيح: «أَنَّ أَحَدًا مِنَّا لاَ يَرَاهُ حَتَّى يَمُوتَ»(٧)، وعليه فالله يُرى في الآخرة، وأولى الناس بهذه الرؤية الأنبياء، وقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ القَوْمِ وَبَيْنَ أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلاَّ رِدَاءُ الكِبْرِ عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ»(٨).
هذا، ولإجماع السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأئمّة أهل السُّنَّة على إثبات رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة، وكثرة ما ورد في إثباتها من الأدلَّة من نصوص الكتاب والسُّنَّة، وهي ممَّا استفاضت وتواترتْ، ولا يجحَدُها أو يردّ أخبارَها إلاّ مارق عن الدِّين خارج عن مِلَّتِهِ. قال الآجري: «وقد قال الله عزّ وجلّ لنبيِّه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [النحل: ٤٤]، وكان ممّا بيّنه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لأمّته في هذه الآيات أنه: أعلمَهم في غير حديث: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ»، رواه جماعةٌ من صحابته رضي الله عنهم، وقَبِلها العلماءُ عنهم أحسن القَبول، كما قَبِلوا عنهم عِلمَ الطهارة والزكاة والصيام والحجّ والجهادِ، وعلمَ الحلال والحرام، كذا قَبِلوا منهم الأخبارَ: أنّ المؤمنين يرون اللهَ عزّ وجلّ لا يشكّون في ذلك، ثمّ قالوا: من ردّ هذه الأخبار فقد كفر».قال شيخ الاسلام بن تيمية
والذي عليه جمهور السلف أن من جحد رؤية الله فى الدار الآخرة فهو كافر فان كان ممن لم يبلغه العلم فى ذلك عرف ذلك كما يعرف من لم تبلغه شرائع الاسلام فان أصر على الجحود بعد بلوغ العلم له فهو كافر والأحاديث والآثار فى هذا كثيرة مشهورة قد دون العلماء فيها كتبا مثل كتاب الرؤية للدارقطنى ولأبى نعيم وللآجرى وذكرها المصنفون فى السنة كابن بطة واللالكائى وابن شاهين وقبلهم عبدالله بن أحمد بن حنبل وحنبل بن اسحق والخلال والطبرانى وغيرهم وخرجها أصحاب الصحيح والمساند والسنن وغيرهم )
ورؤيةُ الله تعالى في الآخرة –فضلاً عن ثبوتها- فإنها أعزّ ما يطلبه أهلُ الإيمان والعبوديةِ، وأقصى الغايات التي يتسابق عليها المتسابقون، وفي معرض وصف هذا المطلب العظيم - يقول ابن القيم -رحمه الله-: «وهي العناية التي شمر إليها المشمرون، وتنافس فيها المتنافسون، وتسابق إليها المتسابقون، ولمثلها فليعمل العاملون، إذا ناله أهل الجنّة نسوا ما هم فيه من النعيم، وحُرمانه والحجاب عنه لأهل الجحيم أشدّ عليهم من عذاب الجحيم، اتفق عليها الأنبياء والمرسلون، وجميعُ الصحابة والتابعون، وأئمّة الإسلام على تتابُعِ القرون، وأنكرها أهلُ البدع المارقون»https://ferkous.com/home/?q=fatwa-768
محمدعبداللطيف
2019-01-07, 10:46 PM
قال الشيخ بن عثيمين - والمهم أن من العقيدة عند السلف الواجبة، أن يؤمن الإنسان بأن الله تعالى يُرى يوم القيامة، ولكن متى يُرى؟ يُرى في الجنة، إذا دخل أهل الجنة الجنة، فإن الله تعالى يكشف لهم كما شاء، ومتى شاء، وكيف شاء، فيرونه في عرصات القيامة، لا يراه الكافرون، يراه المؤمنون والمنافقون، ثم يحتجب الله تعالى عن المنافقين. والخلاصة: أنه يجب علينا أن نؤمن بأن الله تعالى يرى يوم القيامة، رؤية حق بالعين، فإن قال قائل: وإذا رؤي هل يُدرَك كما يدرك الرائي وجه مرئيه؟ قلنا: لا. لا يمكن أن يدرك؛ لأن الله تعالى قال: ﴿لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾، والعجب أن المنكرين لرؤية الله في الآخرة، استدلوا بهذه الآية، على أنه لا يرى، وهو استدلال غريب، فإن الآية تدل على أنه يرى، أكثر مما تدل على أنه لا يرى، بل إنه ليس فيها دلالة إطلاقا على أنه لا يرى؛ لأن الله تعالى إنما نفى الإدراك، والإدراك أخص من الرؤية، ونفي الأخص لا يستلزم نفي الأعم، بل إنما يقتضي وجود الأعم، فنفي الإدراك دليل على وجود أصل الرؤية، ولهذا جعل السلف هذه الآية، من الأدلة على ثبوت رؤية الله عز وجل في الآخرة، وهو استدلال صحيح واضح. نعم
محمدعبداللطيف
2019-01-07, 11:09 PM
قال الشيخ صالح ال الشيخ - والمؤمنون يرون ربهم في الآخرة بأبصارهم ، ويزورونه ويكلمهم ويكلمونه قال الله تعالى : (( وجوه يومئذ ناضرة ـ إلى ربها ناظرة )) [ القيامة 22 ـ 23 ] وقال تعالى : (( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون)) [ المطففين 15 ] فلما حجب أولئك في حال السخط دلّ على أن المؤمنين يرونه في حال الرضى ، وإلا لم يكن بينهما فرق .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :( إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ، لا تضامون في رؤيته ) حديث صحيح متفق عليه .
وهذا تشبيه للرؤية بالرؤية لا للمرئي بالمرئي ، فإن الله تعالى لا شبيه له ولا نظير .
أيضا : من عقائد أهل السنة والجماعة ـ التي تميزوا بها عن عقائد المبتدعة ـ : أنهم يعتقدون أن الله ـ جلّ وعلا ـ يُرى يوم القيامة ، وأنه لا يمكن لأحد أن يراه في الدنيا ، كما قال ـ جلّ وعلا ـ لموسى حين سأله الرؤية ، قال : (( لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني )) ، فالرؤية في الدنيا ممتنعة ، وأما في الآخرة فهي ممكنة ، بل ستقع كما أخبر الله ـ جلّ وعلا ـ بقوله : (( وجوه يومئذ ناضرة ـ إلى ربها ناظرة ))
ويرى المؤمنون ربهم ـ جلّ وعلا ـ في عرصات القيامة وكذلك في الجنة ، فيتمتعون بذلك النظر إلى وجه الله الكريم ، فلم يُعطوا نعيما أعظم من رؤية الرب ـ جلّ وعلا ـ فهو أعظم النعيم وأجزل النعيم ، ولهذا سمّاه الله ـ جلّ وعلا ـ زيادة في قوله : (( للذين احسنوا الحسنى وزيادة )) وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" الزيادة هي النظر إلى وجه الله تعالى " رواه مسلم وغيره .وخالف في ذلك المبتدعة ، فقال طائفة منهم : إن الرؤية غيرممكنة أصلا ، والنظر غير واقع أصلا لا في الدنيا ولا في الآخرة ، وهذا كلام الجهمية والمعتزلة ومن شابههم ، ويؤولون قوله تعالى : (( وجوه يومئذ ناضرة ـ إلى ربها ناظرة )) بأن (( ناظرة )) هنا بمعنى : منتظرة ، فيقولون : هي كقوله تعالى : (( فهل ينظرون إلا سنة الأولين )) يعني : ينتظرون . فالنظر في هذه الآية بمعنى : الانتظار (( وجوه يومئذ ناضرة ـ إلى ربها ناظرة )) يعني : منتظرة لرحمة الله ، ومنتظرة لأمر الله ـ جلّ وعلا ـ .
ويحتج بهذا ـ أيضا ـ طوائف الخوارج الموجودة اليوم من الإباضية وغيرهم ، وكذلك أهل الاعتزال .
والجواب عن هذا الاحتجاج :أنه لغة غير مستقيم ، فضلا عن أنه ثبت النظر ورؤية المؤمنين لربهم ـ جلّ وعلا ـ في غير ما دليل ، لكنه من حيث اللغة غلط ، وذلك لأن الله ـ جلّ وعلا ـ قال : (( إلى ربها ناظرة )) ولفظ النظر صحيح أنه يأتي بمعنى الانتظار ، ولكنه إذا أتى بمعنى الانتظار فإنه لا يُعدّى بـ " إلى " لأنه يكون لازما ، كما قال ـ جلّ وعلا ـ : (( فهل ينظرون إلا )) فلما قال : (( فهل ينظرون إلا سنة الأولين )) ولم يعدها بحرف " إلى " علمنا أن النظر هنا بمعنى الانتظار (( ينظرون )) بمعنى : ينتظرون . أما إذا عُديّ النظر بـ " إلى " فهو نظر العين لا غير ، ولا تحتمل اللغة غير هذا ، كما قال ـ جلّ وعلا ـ : (( وجوه يومئذ ناضرة ـ إلى ربها ناظرة )) .
الدليل الثاني : أنه ـ جلّ وعلا ـ قال : (( وجوه يومئذ ناضرة ـ إلى ربها ناظرة )) فمن هي الناظرة إلى ربها ؟ هي الوجوه ، فهذا دليل على أن النظر هو نظر العين ، لأنه ـ جلّ وعلا ـ جعل الناظر إليه ـ جلّ وعلا ـ هي الوجوه ، يعني : محل الإبصار ، وهذا ينفي معنى الإنتظار .
وخالف ـ أيضا ـ في مسألة رؤية الله ـ جل ّوعلا ـ الأشاعرة والماتريدية ومن نحا نحوهم ، فأثبتوا رؤية المؤمنين لربهم ـ جلّ وعلا ـ يوم القيامة ، وردّوا على المعتزلة في أنهم ينفون الرؤية ، فالأشاعرة والماتريدية يثبتون الرؤية من أن الله ـ جلّ وعلا ـ يُرى يوم القيامة ، لكنهم يقولون : نظر لا إلى جهة . ولهذا قد تجد من الأشاعرة من يثبت الرؤية ، بل هم يثبتونها ، لكن تنتبه إلى أنهم يختلفون في إثباتها عن أهل السنة والجماعة ، فأهل السنة والجماعة يجعلون الرؤية بالعينين إلى جهة العلو حيث الله ـ جلّ وعلا ـ أما أولئك فيجعلونها رؤية بقوى ـ غير الأبصار ـ يُحدثها الله ـ جلّ وعلا ـ في الأجسام يوم القيامة لا إلى جهة ـ وهذا غيرمُتصور.
ولهذا أهل الاعتزال ردّوا على الأشاعرة وقالوا : أنتم خالفتم المعقول . في كلام ومناقشات ليس الشرح المختصر محلا لذكرها ، وكان المعتزلة في تأصيل المسألة عقليا أحذق من الأشاعرة ، لكن الأشاعرة ضعفوا ، فأثبتوا ما دّل عليه الدليل ، لكنهم خالفوا المعقول وخالفوا كلّ ما اشتمل عليه الدليل ، وأما أهل الاعتزال فنظروا بالنظر العقلي فنفوا ، وكان الصواب أن يثبت الجميع : فتثبت الرؤية ، والرؤية إلى جهة ، بحاسة الإبصار .
يقول أولئك : إن الله ـ جلّ وعلا ـ يقول لموسى : إنك (( لن تراني )) في قوله : (( رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل )) يقولون : إن (( لن )) هنا تنفي نفيا مؤبدا ، وهذا النفي المؤبد الذي دلت عليه (( لن )) يشمل الحياة الدنيا والآخرة ، فلا يمكن الرؤية لا في الدنيا ولا في الآخرة ، بدليل قول الله تعالى : (( لن تراني )) ولم يخصص الحياة الدنيا من الآخرة .
والجواب : أن هذا غلط في باب النحو ، وغلط على العربية ، ولهذا قال ابن مالك ـ رحمه الله تعالى ـ في " الكافية الشافية " وهي غير " الألفية " متن أكبر من " الألفية " ـ يقول :
ومن رأى النفي بـ " لن " مؤبدا ـ ـ ـ ـ فقوله اردد وسواه فاعضدا
أي : من رأى النفي بـ " لن " ـ وهم المعتزلة ـ فقوله اردد ، لأنه لا يُعرف عن العرب ذلك ، وسواه فاعضد ، لأن " لن " لا تدل على النفي المؤبد ، ودليل ذلك من القرآن : أن الله ـ جلّ وعلا ـ أخبر عن مريم أنها قالت : (( فلن أكلم اليوم إنسيا )) فلو كانت ((لن)) تدل على النفي المؤبد لم يكن التقييد بقولها : (( اليوم )) له معنى ، فقوله ـ جلّ وعلا ـ : (( فلن أكلم اليوم إنسيا )) ظاهر في الدليل من أن (( لن )) لا تقتضي التأبيد ، كما قال ابن مالك ـ رحمه الله ـ .[شرح لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد]
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.