المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل قال الشيخ الألباني: بأن محمد ليس هو أفضل المخلوقات؟



إسلام بن منصور
2009-07-23, 01:27 PM
قرأت في كتاب السيف البتار للغماري - أثناء دفاعة عن النبي (ص) - أن الشيخ الألباني قال ذلك في رده على أحدهم
فهل صدق الغماري ؟
أرجو لمن يتفضل بالرد أن يأتي بالنص من كلام الشيخ الألباني .
وأرجو كذلك الا يتعرض لشيء آخر متعلق بما بين الألباني والغماري أو غيره من أمور فرعية عن هذه المشاركة .
وجزاكم الله خيرا

أبو محمد الطنطاوي
2009-07-23, 04:33 PM
الشيخ عبد الله الغماري عفا الله عنه أساء في هذا الكتاب للألباني وأحمد شاكر والشوكانى والصنعاني بتهم غير صحيحة فلا يلتفت إلى أقواله في الألباني رحمه الله .

العطاب الحميري
2009-07-23, 04:47 PM
الشيخ عبد الله الغماري عفا الله عنه أساء في هذا الكتاب للألباني وأحمد شاكر والشوكانى والصنعاني بتهم غير صحيحة فلا يلتفت إلى أقواله في الألباني رحمه الله .

أحسنت أخي أبا محمد...
وأخي الكريم إسلام.... المطلب بتوثيق النص هو الغماري...
أعرف هذا بارك الله فيك؟؟؟
أما الألباني فقد جاوز القنطرة عند أهل السنة والجماعة؟؟؟
أما غيره من أهل البدع والضلال وسدنة القبور فهم الذين مازالوا ينبزون أهل السنة والجماعة بأسوء الألقاب والأوصاف؟؟؟

ابن العاص
2009-07-23, 07:05 PM
ان لم نجد هذا القول للامام الألباني فالغماري هو المطالب بالدليل ..والبينة على من ادعى .

الأثري الفراتي
2009-07-24, 03:02 PM
بارك الله في الإخوة الأكارم الأفاضل

ولكي لاأطيل عليكم فهاكم كلام الشيخ رحمه الله من كتابه التوسل أنواعه وأحكامه، فقد قال الشيخ رحمه الله في معرض رده :


(( ونعود لنقول: إن كل مخلص منصف ليعلم علم اليقين بأننا والحمد لله من أشد الناس حباً لرسول الله r، ومن أعرفهم بقدره وحقه وفضله r، وبأنه أفضل النبيين، وسيد المرسلين، وخاتمهم وخيرهم، وصاحب اللواء المحمود، والحوض المورود، والشفاعة العظمى، والوسيلة والفضيلة، والمعجزات الباهرات، وبأن الله تعالى نسخ بدينه كل دين، وأنزل عليه سبعاً من المثاني والقرآن العظيم، وجعل أمته خير أمة أخرجت للناس. إلى آخر ما هنالك من فضائله r ومناقبه التي تبين قدره العظيم، وجاهه المنيف صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً.
أقول: إننا – والحمد لله – من أول الناس اعترافاً بذلك كله، ولعل منزلته r عندنا محفوظة أكثر بكثير مما هي محفوظة لدى الآخرين، الذين يدعون محبته، ويتظاهرون بمعرفة قدره، لأن العبرة في ذلك كله إنما هي في الاتباع له r، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، كما قال سبحانه وتعالى: }قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله، ويغفر لكم ذنوبكم{، ونحن بفضل الله من أحرص الناس على طاعة الله عز وجل، واتباع نبيه r وهما أصدق الأدلة على المودة والمحبة الخالصة بخلاف الغلو في التعظيم، والإفراط في الوصف اللذين نهى الله تعالى عنهما، فقال سبحانه: }يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم، ولا تقولوا على الله
إلا الحق{ كما نهى النبي r عنهما فقال: p لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله i. ))



سُقت إليكم هذا النص، ليعلم المتصيدون مدى إجلال أهل السنة للنبي صلى الله عليه وسلم، وتوقيرهم له .


وأما بشأن الكلام المستفسر عنه فقد قال الشيخ :


(( 4 - خطؤه في ادعائه أن مناط التوسل بالنبي r كونه أفضل الخلائق:
وهذا خطأ آخر وقع فيه المؤلف نتيجة لتهوره وعدم تفكيره فيما يكتب، حيث ادعى أن مناط التوسل بالنبي r هو كونه أفضل الخلائق عند الله على الإطلاق، وكونه رحمة من الله للعباد كما تقدم من كلامه.
ونقول له: ان معنى ذلك عندك أن من لم يكن كذلك ( أي أفضل الخلائق عند الله ..)
فلا يجوز التوسل به، لأنه لم يتحقق فيه المناط المزعوم، ذلك لأن المناط أصلاً هو علة الحكم التي يوجد بوجودها، وينعدم بعدمها، وعلى هذا فمعنى عبارة المؤلف – لو كان يعقل ما يقول – إنه لا يجوز التوسل بأحد مطلقاً إلا بالنبي r، ونحن نعلم علم اليقين أنه يعتقد خلاف ذلك، ويرى جواز التوسل بكل نبي أو ولي أو صالح، وبهذا يكون هو نفسه قد قال ما لا يعتقد، وناقض نفسه بنفسه، والسبب في ذلك أحد أمرين، فإما أن يكون غير فاهم لاصطلاح المناط عند العلماء، وإما أن يكون غير متأمل فيما ينتج عنه من كلامه، وهذا هو الأقرب، والله أعلم.
وأمر آخر نذكره في هذه المناسبة وهو أن من المقرر لدى علماء الأصول أنه لابد لاعتبار المناط في حكم ما من أن يكون قد ورد تعيينه في نص من كتاب أو سنة، ولا يكفي فيه الاعتماد على الظن والاستنباط.
وإذا عدنا إلى ما ذكره المؤلف وجدنا أنه قد ادعى مناطاً ليس عليه شبة دليل من الكتاب والسنة، وإنما عمدته في ذلك مجرد الظن والوهم، فهل هكذا يكون العلم وإثبات الحقائق الشرعية عند المؤلف الذين يُعَنْون لبعض كتبه بأنها (أبحاث في القمة)؟
وأمر ثالث وأخير وهو أن المؤلف قد ادعى أن النبي r أفضل الخلائق عند الله على الإطلاق. وهذه عقيدة، وهي لا تثبت عنده(1) (http://majles.alukah.net/#_ftn1)، إلا بنص قطعي الثبوت قطعي الدلالة(2) (http://majles.alukah.net/#_ftn2)، أي بآية قطعية الدلالة، أو حديث متواتر قطعي الدلالة، فأين هذا النص الذي يثبت كونه r أفضل الخلائق عند الله على الإطلاق؟
ومن المعلوم أن هذه القضية مختلف فيها بين العلماء، وقد توقف فيها الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى، ومن شاء التفصيل فعليه بشرح عقيدة الإمام أبي جعفر الطحاوي الحنفي رحمه الله، (ص337-348، طبعة المكتب الإسلامي بتحقيقي).
ولعل مستند الدكتور في تقرير تلك العقيدة ما ورد في قصة المعراج المنسوبة كذباً وعدواناً
إلى الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، مع أنه هو نفسه يقول(1) (http://majles.alukah.net/#_ftn3) عن هذه
القصة: (إنه كتاب ملفق من مجموعة أحاديث باطلة لا أصل لها ولا سند)*!
والحقيقة أن كلامه هذا بهذا الإطلاق هو الباطل، إذ يوجد في الكتاب المذكور كثير من
الأحاديث الصحيحة، وبعضها مما رواه الشيخان، ولكن المؤلف خلطها بأحاديث أخرى
بعضها موضوع وبعضها لا أصل له، وبعضها ضعيف، وقد بينت ذلك في ردي على المؤلف الذي نشر في مجلة التمدن الإسلامي أولاً، ثم في كتاب مستقل، كما سبق بيانه قريباً (ص121) .

(1) (http://majles.alukah.net/#_ftnref1) : كما قرر ذلك في أكثر من كتاب من كتبه مثل "كبرى اليقينات الكونية" ط2 (ص26) و "اللامذهبية".

(2) (http://majles.alukah.net/#_ftnref2) : أنظر بيان خطأ هذا الرأي في رسالتنا "وجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة".

(1) (http://majles.alukah.net/#_ftnref3) : في كتابه "فقه السيرة" (ص155). ))


هذا هو كلام الشيخ رحمه الله من كتابه التوسل .

أبو عبدالرحمن
2009-07-24, 04:25 PM
مشاركة ليست هي صلب الموضوع لكنها مهمة :

عن أنس ضي الله تعالى عنه قال :
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا خير البرية ،، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ذاك إبراهيم عليه السلام "

رواه مسلم

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-07-25, 02:10 AM
مشاركة ولكنها مهمة :


قال رسول الله الله صلى الله عليه وسلم:
أنا سيد ولد آدم ولا فخر



رواه مسلم (15/37) -بشرح النووي- ، وابن ماجه (2/ 1440) برقم (1308)، وأحمد (1/ 5)

.قال ابن عابدين من الحنفيّة نقلاً عن الزّندوستيّ : أجمعت الأمّة على أنّ الأنبياء أفضل الخليقة , وأنّ نبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم أفضلهم , وأنّ أفضل الخلائق بعد الأنبياء الملائكة الأربعة وحملة العرش والروحانيون ورضوان ومالك , وأنّ الصّحابة والتّابعين والشّهداء والصّالحين أفضل من سائر الملائكة .
واختلفوا بعد ذلك , فقال الإمام أبو حنيفة : سائر النّاس من المسلمين أفضل من سائر الملائكة , وقال محمّد وأبو يوسف : سائر الملائكة أفضل
وقال ابن كثير في ناريخه
وسيأتي الحديث في صحيح مسلم عن أبي بن كعب أن رسول الله http://majles.alukah.net/imgcache/2009/07/113.jpg (http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D9%84%D9%81:%D8%B5%D9%8 4%D9%89_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9% 87_%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D 9%88%D8%B3%D9%84%D9%85.svg) قال: « إني سأقوم مقاما يوم القيامة يرغب إلى الخلق كلهم حتى أبوهم إبراهيم الخليل ».

فدل على أنه أفضل إذ هو يحتاج إليه في ذلك المقام، ودل على أن إبراهيم أفضل الخلق بعده، ولو كان أحد أفضل من إبراهيم بعده لذكره
. وسُئلَ الامام ابن تيمية رحمه الله
عن المطيعين من امة محمد صلى الله عليه وسلم‏:‏ هل هم افضل من الملائكة؟‏

فاَجَـاب‏:‏
قد ثبت عن عبد اللّه بن عمرو انه قال‏:‏ ان الملائكة قالت‏:‏ يا رب، جعلت بني ادم ياكلون في الدنيا ويشربون ويتمتعون، فاجعل لنا الاخرة كما جعلت لهم الدنيا‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏لا افعل‏)‏‏.‏ ثم اعادوا عليه فقال‏:‏ ‏(‏لا افعل‏)‏‏.‏ ثم اعادوا عليه مرتين او ثلاثًا فقال‏:‏ ‏(‏وعزتي لا اجعل صالح ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له‏:‏ كن فكان‏)‏‏.‏ ذكره عثمان ابن سعيد الدارمي، ورواه عبد اللّه بن احمد في كتاب[‏السنن‏]‏عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا‏.‏


وعن عبد اللّه بن سلام انه قال‏:‏ ما خلق اللّه خلقًا اكرم عليه من محمد، فقيل له‏:‏ ولا جبريل ولا ميكائيل ‏؟‏ فقال للسائل‏:‏ اتدري ما جبريل وما ميكائيل‏؟‏ انما جبريل وميكائيل خلق مسخر كالشمس والقمر، وما خلق اللّه خلقًا اكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم، وما علمت عن احد من الصحابة ما يخالف ذلك‏.‏ وهذا هو المشهور عند المنتسبين الى السنة من اصحاب الائمة الاربعة وغيرهم، وهو‏:‏ ان الانبياء والاولياء افضل من الملائكة
ولنا في هذه المسالة [‏مصنف‏] مفرد ذكرنا فيه الادلة من الجانبين‏

إسلام بن منصور
2009-07-25, 02:48 AM
الأخ أبو محمد العمري ، والعطاب الحميري ، وابن العاص جزاكم الله خيرا على مشاركتكم ولكنكم في الحقيقة وقعتم في الذي خشيتُ منه .


إلى الأخ الفاضل حامل المسك الفراتي: جزاكم الله خيرا فقد أتيت من كلام الشيخ الألباني الواضح أنه يقول :



وأما بشأن الكلام المستفسر عنه فقد قال الشيخ :
..... الدكتور قد ادعى أن النبي(ص)أفضل الخلائق عند الله على الإطلاق. وهذه عقيدة، وهي لا تثبت عنده(1) (http://majles.alukah.net/#_ftn1)، إلا بنص قطعي الثبوت قطعي الدلالة(2) (http://majles.alukah.net/#_ftn2)، أي بآية قطعية الدلالة، أو حديث متواتر قطعي الدلالة، فأين هذا النص الذي يثبت كونه (ص) أفضل الخلائق عند الله على الإطلاق؟ ومن المعلوم أن هذه القضية مختلف فيها بين العلماء، وقد توقف فيها الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى، ومن شاء التفصيل فعليه بشرح عقيدة الإمام أبي جعفر الطحاوي الحنفي رحمه الله، (ص337-348، طبعة المكتب الإسلامي بتحقيقي).اهـ
هذا هو كلام الشيخ رحمه الله من كتابه التوسل .

فالغماري قد صدق في هذه .

وإلى الأخ الفاضل أبو محمد الغامدي: جزاك الله خيرا ، فقد اتيت بما يؤيد كلام الغماري من كلام أهل السنة .وأن خلاف الأحناف ليس في أصل المسألة كما زعم الشيخ الألباني رحمه الله تعالى .

فالحق أحق أن يتبع ، ولا يضر الشيخ الألباني ما وقع فيه من خطأ اجتهد فيه ، حتى وإن نبه عليه الغماري ، ولا ينبغي الدفاع عن الخطأ أياً كان ، بغض النظر عن قائله ، أو عن المنبه عليه. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال عن الشيطان (...صدقك وهو كذوب...).
جزاكم الله خيرا جميعا ، فقد تعلمت منكم الكثير . بارك الله في جهود الجميع .

الأثري الفراتي
2009-07-25, 03:19 AM
الإخوة الأفاضل والأخ الكريم إسلام منصور . . . وفق الله الجميع لكل خير :

بالنسبة لكلام الشيخ الألباني رحمه الله : الذي أظنه أن له وجه، إذ أن الشيخ ذكر أن القول بذلك عقيدة، بل هو أيضا من أمور الغيب التي لايصح القطع بها إلا بنص صحيح صريح، والذي يبدو من كلام الشيخ رحمه الله أنه لايجزم بشيئ معيّن تجاه المسألة، هذا لمن تأمّل كلامه رحمه الله .

أمّا الغماري، فهو معروف بعداوته لأهل السنة بل وانحرافه عن السنة، ومن شاء الاستزادة عن حال الرجل فعليه بــ :

تنبيه القاري إلى فضائح أحمد بن صديق الغماري، لمؤلفه : مصطفى اليوسفي، بتقديم : المغراوي .

وكذلك : كشف المتواري من تلبيسات الغماري، للشيخ : علي الحلبي .

ولعلي أضع روابطا للكتابين لاحقا، بإذن الله

شريف شلبي
2009-07-25, 12:16 PM
كلام الشيخ الألباني رحمه الله في غاية الدقة والتحقيق
والاجماع المذكور عن ابن عابدين ينبغي التثبت منه فقد قال ابن حزم "

قال أهل الحق أن الملائكة أفضل من كل خلق حلقه الله تعالى ثم بعدهم الرسل من النبيين عليهم السلام ثم بعدهم الأنبياء غير الرسل عليهم السلام ثم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما رتبنا قبل " أ.هـ

ولم يأت أحد ممن خالف هذا القول بدليل قوي واضح

فالنبي قال ": أنا سيد ولد آدم " ولم يقل سيد الخلق .

والحديث الآخر : " إني سأقوم مقاما يوم القيامة يرغب إلى الخلق كلهم حتى أبوهم إبراهيم الخليل"
المقصود بالخلق البشر فقط او اشرافهم من الأنبياء بدلالة قوله " حتى أبوهم ابراهيم " ومعلوم ان ابراهيم ليس أنو الخلق بل أبو الانبياء .

وما ذكر في فتوى شيخ الاسلام عن عبد الله بن عمرو كلام مرسل لا ينتهي الى معصوم فلا يصح الاستدلال به على شيء .

والآيات عديدة في بيان تقديم الملائكة على البشر فليرجع اليها في كتاب الفصل لابن حزم ففيها الهدى والحق المبين .

أنس الشامي
2009-07-25, 03:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي
أخي الحبيب (إسلام) كيف حالك ؟
أسأل الله تبارك وتعالى أن تكون وجميع الإخوة بخير حال .
عنوان موضوعك هو :

هل قال الشيخ الألباني: بأن محمد ليس هو أفضل المخلوقات؟
ثم إنك قلت في المشاركة الأولى :

قرأت في كتاب السيف البتار للغماري - أثناء دفاعة عن النبي (ص) - أن الشيخ الألباني قال ذلك في رده على البعض
فهل صدق الغماري ؟
ثم إنك قلت في المشاركة الثامنة :

فالغماري قد صدق في هذه
وأقول لك : ما صدق الغماري (غفر الله تعالى له) ، أو قل إن شئت : ما كان دقيقا في نقله أو في فهمه لكلام الشيخ الألباني (رحمه الله تعالى)
لأن الشيخ الألباني (رحمه الله تعالى) ما قال هذه العبارة (محمد ليس هو أفضل المخلوقات؟)
وإنما قال (ومن المعلوم أن هذه القضية مختلف فيها بين العلماء، وقد توقف فيها الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى)
فالشيخ الألباني (رحمه الله تعالى) ذَكَرَ أولا أن القضية مختلف فيها وثانيا أن الإمام أبا حنيفة (رحمه الله تعالى) توقف فيها ، فأين في هذا النقل خصوصا عن الشيخ الألباني (رحمه الله تعالى) أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم (ليس هو أفضل المخلوقات) ؟ بالنفي هكذا ، كما هو عنوان الموضوع ؟
وأيضا فإن الشيخ الألباني (رحمه الله تعالى) ذَكَرَ أن البعض (هداه الله تعالى) ادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أفضل الخلائق عند الله تعالى على الإطلاق ، وأن هذه عقيدة ، وأن العقيدة لا تثبت عند البعض (هداه الله تعالى) إلا بنص قطعي الثبوت قطعي الدلالة ، ثم طالبه بالنص ، فالذي فهمتُه أن الشيخ الألباني (رحمه الله تعالى) سمى ما قاله البعض دعوى وطالبه بالنص ، وأشار إلى أن المسألة فيها خلاف وهناك من توقف فيها ، ولم يحدد موقفه من الخلاف فيها ، بل إن إحالته على توقُّف الإمام أبي حنيفة (رحمه الله تعالى) فيها ، ربما أشار إلى أن الشيخ أيضا يتوقف في هذه المسألة ، ولم أر أن تسمية الشيخ لمقالة البعض (هداه الله تعالى) بالدعوى فيها تحديد لموقف الشيخ من الخلاف في المسألة
والشيخ الألباني (رحمه الله تعالى) ليس بالمعصوم بل ربما أخطأ
ولكن هذا ما فهمتُه من النقول السابقة
والله أعلم بالصواب
وأسأل الله تبارك وتعالى أن يغفر للشيخ الألباني وأن يرحمه وأن يتجاوز عنه
وصلى الله وسلم على رسوله وصفوته محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
أخوكم أنس

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-07-25, 04:50 PM
وقد كان أبو حنيفة رضي الله عنه يقول أولاً بتفضيل الملائكة على البشر، ثم قال بعكسه، والظاهر أن القول بالتوقف أحد أقواله. والأدلة في هذه المسألة من الجانبين إنما تدل على الفضل، لا على الأفضلية، ولا نزاع في ذلك.
وللشيخ تاج الدين الفزاري رحمه الله مصنَّف سماه: (الإشارة في البشارة (في تفضيل البشر على الملك، قال في آخره: اعلم أن هذه المسألة من بدع علم الكلام، التي لم يتكلم فيها الصدر الأول من الأمة، ولا من بعدهم من أعلام الأئمة، ولا يتوقف عليها أصل من أصول العقائد ، ولا يتعلق بها من الأمور الدينية كبير من المقاصد . ولهذا خلا عنها طائفة من مصنفات هذا الشأن ، وامتنع من الكلام فيها جماعة من الأعيان ، وكل متكلم فيها من علماء الظاهر بعلمه ، لم يخل كلامه عن ضعف واضطراب . انتهى والله الموفق للصواب
. فما استدل به على تفضيل الأنبياء على الملائكة: أن الله أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم ، وذلك دليل على تفضيله عليهم ، ولذلك امتنع إبليس واستكبر (قال تعالى - حكايةً عنه -): {أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ} [الإسراء:62] . قال الآخرون: إن سجود الملائكة كان امتثالاً لأمر ربهم ، وعبادة وانقياداً وطاعة له ، وتكريماً لآدم وتعظيماً ، ولا يلزم من ذلك الأفضلية ، كما لم يلزم من سجود يعقوب لابنه عليهما السلام تفضيل ابنه عليه ، ولا تفضيل الكعبة على بني آدم بسجودهم إليها امتثالاً لأمر ربهم . وأما امتناع إبليس ، فإنه عارض النص برأيه وقياسه الفاسد بأنه خير منه ، وهذه المقدمة الصغرى ، والكبرى محذوفة ، تقديرها: والفاضل لا يسجد للمفضول ! وكلتا المقدمتين فاسدة: أما الأولى: فإن التراب يفوق النار في أكثر صفاته ، ولهذا خان إبليس عنصره ، فأبى واستكبر ، فإن من صفات النار طلب العلو والخفة والطيش والرعونة ، وإفساد ما تصل إليه ومحقه وإهلاكه وإحراقه ، ونفع آدم عنصره ، في التوبة والاستكانة ، والانقياد والاستسلام لأمر الله ، والاعتراف وطلب المغفرة ، فإن من صفات التراب الثبات والسكون والرصانة ، والتواضع والخضوع والخشوع والتذلل ، وما دنا منه ينبت ويزكو ، وينمي ويبارك فيه ، ضد النار. وأما المقدمة الثانية ، وهي: أن الفاضل لا يسجد للمفضول -: فباطلة ، فإن السجود طاعة لله وامتثال لأمره ، ولو أمر الله عباده أن يسجدوا لحجر لوجب عليهم الامتثال والمبادرة ، ولا يدل ذلك على أن المسجود له أفضل من الساجد ، وإن كان فيه تكريمه وتعظيمه ، وإنما يدل على فضله . قالوا: وقد يكون قوله: هذا الذي كرمت علي ، بعد طرده لامتناعه عن السجود له ، لا قبله ، لينتفي الاستدلال به . ومنه: أن الملائكة لهم عقول وليست لهم شهوات ، والأنبياء لهم عقول وشهوات ، فلما نهوا أنفسهم عن الهوى ، ومنعوها عما تميل إليه الطباع ، كانوا بذلك أفضل . وقال الآخرون: يجوز أن يقع من الملائكة من مداومة الطاعة وتحمل العبادة وترك الونى والفتور فيها ما يفي بتجنب الأنبياء شهواتهم ، مع طول مدة عبادة الملائكة .
ومنه: أن الله تعالى: جعل الملائكة رسلاً إلى الأنبياء ، وسفراء بينه وبينهم . وهذا الكلام قد اعتل به من قال: إن الملائكة أفضل ، واستدلالاتهم به أقوى، فإن الأنبياء المرسلين ، إن ثبت تفضيلهم على المرسل إليهم بالرسالة ، ثبت تفضيل الرسل من الملائكة إليهم عليهم ، فإن الرسول الملكي يكون رسولاً إلى الرسول البشري . ومنه: قوله تعالى:{وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا} [البقرة:31] ، الآيات .
قال الآخرون: وهذا دليل على الفضل لا على التفضيل، وآدم والملائكة لا يعلمون إلا ما علمهم الله ، وليس الخضر أفضل من موسى، بكونه عالم ما لم يعلمه موسى ، وقد سافر موسى وفتاه في طلب العلم إلى الخضر ، وتزود لذلك ، وطلب موسى منه العلم صريحاً ، وقال له الخضر: إنك على علم من علم الله ، إلى آخر كلامه . ولا الهدهد أفضل من سليمان عليه السلام ، بكونه أحاط بما لم يحط به سليمان عليه السلام علماً . ومنه: قوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص:75]. قال الآخرون: هذا دليل الفضل لا الأفضلية ، وإلا لزم تفضيله على محمد صلى الله عليه وسلم . فإن قلتم: هو من ذريته ؟ فمن ذريته البر والفاجر ، بل يوم القيامة إذا قيل لآدم: ابعث من ذريتك بعثاً إلى النار ، يبعث من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار ، وواحداً إلى الجنة. فما بال هذا التفضيل سرى إلى هذا الواحد من الألف فقط.
ومنه: قول عبدالله بن سلام رضي الله عنه: ((ما خلق الله خلقاً أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم)) ، فالشأن في ثبوته وإن صح عنه فالشأن في ثبوته في نفسه ، فإنه يحتمل أن يكون من الإسرائيليات .
ومنه: حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الملائكة قالت: يا ربنا ، أعطيت بني آدم الدنيا يأكلون فيها ويشربون ويلبسون، ونحن نسبح بحمدك ، ولا نأكل ولا نشرب ولا نلهو، فكما جعلت لهم الدنيا فاجعل لنا الآخرة؟ قال: لا أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي كمن قلت له: كن فكان)) .
.. وأخرج عبدالله بن أحمد بن محمد بن حنبل عن عروة بن رويم ، أنه قال: أخبرني الأنصاري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الملائكة قالوا ، الحديث ، وفيه: ((وينامون ويستريحون ، فقال الله تعالى: لا ، فأعادوا القول ثلاث مرات ، كل ذلك يقول: لا)) والشأن في ثبوتهما ، فإن في سنديهما مقالاً ، وفي متنهما شيئاً ، فكيف يظن بالملائكة الاعتراض على الله مرات عديدة ؟ وقد أخبر الله تعالى: عنهم أنهم لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ؟ وهل يظن بهم أنهم متبرمون بأحوالهم ، متشوفون إلى ما سواها من شهوات بني آدم ؟ والنوم أخو الموت ، فكيف يغبطونهم به ؟ وكيف يظن بهم أنهم يغبطونهم باللهو ، وهو من الباطل ؟ قالوا: بل الأمر بالعكس ، فإن إبليس إنما وسوس إلى آدم ودلاه بغرور ، إذ أطمعه في أن يكون ملكاً بقوله: ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين. فدل أن أفضلية الملك أمر معلوم مستقر في الفطرة ، يشهد لذلك قوله تعالى - حكايةً عن النسوة اللاتي قطعن أيديهن عند رؤية يوسف -: {حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ} [يوسف: 31] . وقال تعالى:{قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ} [الأنعام:50] . قال الأولون: إن هذا إنما كان لما هو مركوز في النفس: أن الملائكة خلق جميل عظيم ، مقتدر على الأفعال الهائلة ، خصوصاً العرب ، فإن الملائكة كانوا في نفوسهم من العظمة بحيث قالوا إن الملائكة بنات الله ، تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً . ومنه قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران:33] . قال الآخرون: قد يذكر العالمون ، ولا يقصد به العموم المطلق ، بل في كل مكان بحسبه ، كما في قوله تعالى: {لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان:1] {قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ} [الحجر:70] {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ} [الشعراء:165] . {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [الدخان:32]. ومنه قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ} [البينة:7] . والبرية: مشتقة من البرء ، بمعنى الخلق ، فثبت أن صالحي البشر خير الخلق . قال الآخرون: إنما صاروا خير البرية لكونهم آمنوا وعملوا الصالحات ، والملائكة في هذا الوصف أكمل ، فإنهم لا يسأمون ولا يفترون ، فلا يلزم أن يكونوا خيراً من الملائكة . هذا على قراءة من قرأ البريئة ، بالهمز وعلى قراءة من قرأ بالياء ، إن قلنا: إنها مخففة من الهمزة ، وإن قلنا: إنها نسبة إلى البرى وهو التراب ، كما قاله الفراء فيما نقله عنه الجوهري في (الصحاح) -: يكون المعنى: أنهم خير من خلق من التراب ، فلا عموم فيها - إذاً - لغير من خلق من التراب. قال الأولون: إنما تكلمنا في (تفضيل) صالحي البشر إذا كملوا ، ووصلوا إلى غايتهم وأقصى نهايتهم ، وذلك إنما يكون إذا دخلوا الجنة ، ونالوا الزلفى ، وسكنوا الدرجات العلى ، وحباهم الرحمن بمزيد قربه ، وتجلى لهم ليستمتعوا بالنظر إلى وجهه الكريم . وقال الآخرون: الشأن في أنهم هل صاروا إلى حالة يفوقون فيها الملائكة أو يساوونهم فيها ؟ فإن كان قد ثبت لهم أنهم يصيرون إلى حال يفوقون فيها الملائكة سلم المدعى ، وإلا فلا .
ومما استدل به على تفضيل الملائكة على البشر قوله تعالى: {لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ } [النساء:172] وقد ثبت من طريق اللغة أن مثل هذا الكلام يدل على أن المعطوف أفضل من المعطوف عليه ، لأنه لا يجوز أن يقال. لن يستنكف الوزير أن يكون خادماً للملك ، ولا الشرطي أو الحارس ! وإنما يقال: لن يستنكف الشرطي أن يكون خادماً للملك ولا الوزير . ففي مثل هذا التركيب يترقى من الأدنى إلى الأعلى ، فإذا ثبت تفضيلهم على عيسى عليه السلام ثبت في حق غيره ، إذ لم يقل أحد إنهم أفضل من بعض الأنبياء دون بعض .
أجاب الآخرون بأجوبة ، أحسنها ، أو من أحسنها: أنه لا نزاع في فضل قوة الملك وقدرته وشدته وعظم خلقه ، وفي العبودية خضوع وذل وانقياد ، وعيسى عليه السلام لا يستنكف عنها ولا من هو أقدر منه وأقوى وأعظم خلقاً ، ولا يلزم من مثل هذا التركيب الأفضلية المطلقة من كل وجه . ومنه قوله تعالى:: {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ} [الأنعام:50] . ومثل هذا يقال بمعنى: إني لو قلت ذلك لادعيت فوق منزلتي ، ولست ممن يدعي ذلك . أجاب الآخرون: إن الكفار كانوا قد قالوا: مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق . فأمر أن يقول لهم: إني بشر مثلكم أحتاج إلى ما يحتاج إليه البشر من الاكتساب والأكل والشرب ، لست من الملائكة الذين لم يجعل الله لهم حاجة إلى الطعام والشراب ، فلا يلزم حينئذ الأفضلية المطلقة .
ومنه ما روى مسلم بإسناده، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير)) . ومعلوم أن قوة البشر لا تداني قوة الملك ولا تقاربها . قال الآخرون الظاهر أن المراد المؤمن من البشر- والله أعلم - فلا تدخل الملائكة في هذا العموم. ومنه ما ثبت في (الصحيح) عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال فيما يرويه عن ربه عز وجل ، قال: ((يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم)) http://majles.alukah.net/imgcache/2009/07/41.jpg ، الحديث . وهذا نص في الأفضلية .
قال الآخرون: يحتمل أن يكون المراد خيراً منه للمذكور لا الخيرة المطلقة . ومنه ما رواه إمام الأئمة محمد بن خزيمة ، بسنده في كتاب (التوحيد) عن أنس رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بينا أنا جالس إذ جاء جبرائيل ، فوكز بين كتفي ، فقمت إلى شجرة مثل وكري الطير ، فقعد في إحداها ، وقعدت في الأخرى ، فسمت وارتفعت حتى سدت الخافقين ، وأنا أقلب بصري ، ولو شئت أن أمس السماء مسست ، فنظرت إلى جبرائيل كأنه حلس لاطىء، فعرفت فضل علمه بالله علي))
. قال الآخرون: في سنده مقال فلا نسلم الاحتجاج به إلا بعد ثبوته.
وحاصل الكلام: أن هذه المسألة من فضول المسائل . ولهذا لم يتعرض لها كثير من أهل الأصول، وتوقف أبو حنيفة رضي الله عنه في الجواب عنها ، كما تقدم . والله أعلم بالصواب.

شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي - 2/410

أبو عبدالرحمن بن ناصر
2009-07-25, 06:13 PM
إلى الأخ الفاضل حامل المسك الفراتي: جزاكم الله خيرا فقد أتيت من كلام الشيخ الألباني الواضح أنه يقول :



فالغماري قد صدق في هذه .

.

لم يصدق الغماري .. ####

فالألباني كان يناقش في كون البعض جعل مناط التوسل أن النبي صلى الله عليه وسلم هو كونه أفضل الخلق

فهؤلاء أشعرية لا يرون الاحتجاج إلا بقطعي الثبوت . فألزمهم الألباني أنه لا نص قاطع في المسألة .. بل لا يوجد إجماع حتى يحتج به .. وعلى سيبل التزل لو ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس بأفضل المخلوقات فهل معنى هذا أنه عند هؤلاء لا يتوسل به إلى الله ؟؟؟ هذا الذي أراد الألباني أن يوصله لهم ومن تابعهم ... ولم يرد بحث مسألة هل النبي صلى الله عليه وسلم أفضل المخلوقات أما لا ... وهذا الأسلوب ... أعني اسلوب الزام الخصم بالدلائل التي يعتقدها ... استخدمه شيخ الإسلام أيضا مع الروافض في " منهاج السنة " حتى نسبه البعض لانتقاص علي بن أبي طالب رضي الله عنه

أبو حازم البصري
2009-07-25, 11:04 PM
الأخ إسلام: الألباني ما قال: بأن محمداً -صلى الله عليه وسلم- ليس هو أفضل الخلق.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين مراراً عن هذا ، وهذه إحدى إجاباته:


المستمع الذي رمز لاسمه بـ: أ. ح. الأردن يقول في رسالته: هل محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق قاطبة، أم أفضل البشر فقط؟ وما الدليل على ذلك؟


فأجاب رحمه الله تعالى: الجواب الذي أعلمه من ذلك أنه صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم كما ثبت ذلك عنه، وأما أنه أفضل الخلق على الإطلاق فلا يحضرني الآن دليل في ذلك، لكن بعض أهل العلم صرح بأنه أفضل الخلق على الإطلاق، كما في قول صاحب الأرجوزة:
وأفضل الخلق على الإطلاق * * * نبينا فمل عن الشقاق
والمهم أن محمداً عبد الله ورسوله، أرسله الله تعالى إلى الثقلين الإنس والجن هادياً ومبشراً ونذيراً، فعلينا أن نؤمن به تصديقاً لأخباره، وامتثالاً لأوامره، واجتناباً لنواهيه، هذا هو الذي ينفع الإنسان في دينه ودنياه ومعاشه ومعاده.


فتاوى نورٌ على الدرب/ العثيمين (الشريط 143: ب)

إسلام بن منصور
2009-07-26, 01:19 AM
قال الشيخ الألباني كما نقله الأخ الحبيب حامل المسك

(( 4 - خطؤه في ادعائه أن مناط التوسل بالنبي r كونه أفضل الخلائق:
وهذا خطأ آخر وقع فيه الدكتور نتيجة لتهوره وعدم تفكيره فيما يكتب، حيث ادعى أن مناط التوسل بالنبي r هو كونه أفضل الخلائق عند الله على الإطلاق، وكونه رحمة من الله للعباد كما تقدم من كلامه.
.......
........
الدكتور قد ادعى أن النبي r أفضل الخلائق عند الله على الإطلاق. وهذه عقيدة، وهي لا تثبت عنده(1) (http://majles.alukah.net/#_ftn1)، إلا بنص قطعي الثبوت قطعي الدلالة(2) (http://majles.alukah.net/#_ftn2)، أي بآية قطعية الدلالة، أو حديث متواتر قطعي الدلالة، فأين هذا النص الذي يثبت كونه r أفضل الخلائق عند الله على الإطلاق؟


فإلى الأخوة الأفاضل بارك الله فيكم جميعا وإني أحبكم جميعا في الله
كيف أفهم هذا الكلام بارك الله فيكم ؟
فالشيخ الألباني يسسأل مستهجنا عن نص يثبت كونه (ص) أفضل الخلائق عند الله على الإطلاق .
أليس هذا دليل على إنكاره لهذا القول ؟!
وهل معنى كون السؤال جاء في سياق الرد على الذي قال لا يثبت إلا ما جاء بيقيني الثبوت يقيني الدلالة ، هل معنى ذلك أن الشيخ الألباني - رحمه الله- يقيد الاستفهام عن الدليل على المسألة بهذا ؟!
فما معنى نقله بعد ذلك لخلاف الأحناف في المسألة ، إن كان يقصد مجرد الرد على هؤلاء بحسب مذهبهم ؟!
وهذا هو كلام الشيخ الألباني - في معرض رده عليهم - في كتاب التوسل من ص140 إلى 141 بوضوح ، قال رحمه الله:

إنه قد خلط في كلامه السابق بين الحق والباطل خلطا عجيبا فاستدل بحقه على باطله فوصل من جراء ذلك إلى رأي لم يسبقه أحد من العالمين
وإذا أردنا أن نميز بين نوعي كلامه فإننا نقول :
إن الحق الذي تضمنه هو : .............


وأما الباطل الذي تضمنه كلامه وفيه الخلاف العريض فهو : ..........

ح - ادعاؤه أن محمدا صلى الله عليه و سلم أفضل الخلائق على الإطلاق .اهـ
فكيف أفهم هذا التصريح الواضح من الشيخ ؟
هل أفهم منه أنه متوقف في المسألة؟
أرجو أن تعلموني بارك الله فيكم .

ملحوظة: أصل مسألة التفضيل - كما أشار إلى ذلك أحد الأخوة الأفاضل من خلال فتوى للشيخ ابن عثيمين - لا ينبغي الانشغال بها ، وليست هي المسألة التي وضعت لها المشاركة ، فأرجو من الإخوة بارك الله فيهم الا يضيعوا جهودهم .
وإنما المشاركة من أجل أمر واحد :
هل ثبت أن الشيخ الألباني قال بما أنكره عليه الغماري؟.....فقط .
بغض النظر هل أصاب الشيخ الألباني في قوله أو أخطأ ، وبغض النظر عن تعدي الغماري . وبغض النظر عن مسألة التفضيل والإجماع فيها أو عدمه، وبغض النظر بما يؤيد به قول الغماري في المسألة أو ينقضه .
فأرجو من الأخوة الانتبهاه لذلك والتركيز عليه . بارك الله فيكم جميعا .

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-07-26, 01:49 AM
اخي الكريم إسلام بن منصور
تريد الفهم الصحيح لما ادعاه الغماري على الالباني فماقاله الاخ الفاضل انس الشامي هنا هو الصواب ان شاء الله :
وإنما قال (ومن المعلوم أن هذه القضية مختلف فيها بين العلماء، وقد توقف فيها الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى)
فالشيخ الألباني (رحمه الله تعالى) ذَكَرَ أولا أن القضية مختلف فيها
وثانيا أن الإمام أبا حنيفة (رحمه الله تعالى) توقف فيها ، فأين في هذا النقل خصوصا عن الشيخ الألباني (رحمه الله تعالى) أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم (ليس هو أفضل المخلوقات) ؟ بالنفي هكذا ، كما هو عنوان الموضوع ؟
وأيضا فإن الشيخ الألباني (رحمه الله تعالى) ذَكَرَ أن البعض ادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أفضل الخلائق عند الله تعالى على الإطلاق ، وأن هذه عقيدة ، وأن العقيدة لا تثبت عنده (هداه الله تعالى) إلا بنص قطعي الثبوت قطعي الدلالة ، ثم طالبه بالنص ، فالذي فهمتُه أن الشيخ الألباني (رحمه الله تعالى) سمى ما قاله هذا (هداه الله تعالى) دعوى وطالبه بالنص ،
وأشار إلى أن المسألة فيها خلاف وهناك من توقف فيها ، ولم يحدد موقفه من الخلاف فيها
، بل إن إحالته على توقُّف الإمام أبي حنيفة (رحمه الله تعالى) فيها ، ربما أشار إلى أن الشيخ أيضا يتوقف في هذه المسألة ، ولم أر أن تسمية الشيخ لمقالة هذا (هداه الله تعالى) بالدعوى فيها تحديد لموقف الشيخ من الخلاف في المسألة
والشيخ الألباني (رحمه الله تعالى) ليس بالمعصوم بل ربما أخطأ
ولكن هذا ما فهمتُه من النقول السابقة
والله أعلم بالصواب
وأسأل الله تبارك وتعالى أن يغفر للشيخ الألباني وأن يرحمه وأن يتجاوز عنه
وصلى الله وسلم على رسوله وصفوته محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين

إسلام بن منصور
2009-07-26, 05:05 AM
الأخ الغامدي بارك الله بك وجزاكم الله خيرا:

كيف أفهم هذه العبارة للشيخ الألباني ؟ قال الشيخ في كتاب التوسل ص 141:

وأما الباطل الذي تضمنه كلامه- يعني هذا الرجل- وفيه الخلاف العريض فهو : .......... ادعاؤه أن محمدا صلى الله عليه و سلم أفضل الخلائق على الإطلاق .اهـ
هل هذه كلمة رجل متوقف في المسألة ، أم كلمة مرجح ؟!
لقد حكم الشيخ بأن هذا القول باطل ، فكيف يكون متوقف في المسألة؟!
وهذه العبارة هي ما ذكره الشيخ أولاً ، لا الخلاف في المسألة ...كما ذكرتَ بارك الله فيك .
ثم ختم الشيخ النقاش بقوله : فأين هذا النص الذي يثبت كونه - صلى الله عليه وسلم- أفضل الخلائق عند الله على الإطلاق؟.اهـ
فما معنى استنكار وجود نص على إثبات مسألة ما؟!

ضيدان بن عبد الرحمن اليامي
2009-07-26, 07:30 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي
أخي الحبيب (إسلام) كيف حالك ؟
أسأل الله تبارك وتعالى أن تكون وجميع الإخوة بخير حال .
عنوان موضوعك هو :

ثم إنك قلت في المشاركة الأولى :

ثم إنك قلت في المشاركة الثامنة :

وأقول لك : ما صدق الغماري (غفر الله تعالى له) ، أو قل إن شئت : ما كان دقيقا في نقله أو في فهمه لكلام الشيخ الألباني (رحمه الله تعالى)
لأن الشيخ الألباني (رحمه الله تعالى) ما قال هذه العبارة (محمد ليس هو أفضل المخلوقات؟)
وإنما قال (ومن المعلوم أن هذه القضية مختلف فيها بين العلماء، وقد توقف فيها الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى)
فالشيخ الألباني (رحمه الله تعالى) ذَكَرَ أولا أن القضية مختلف فيها وثانيا أن الإمام أبا حنيفة (رحمه الله تعالى) توقف فيها ، فأين في هذا النقل خصوصا عن الشيخ الألباني (رحمه الله تعالى) أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم (ليس هو أفضل المخلوقات) ؟ بالنفي هكذا ، كما هو عنوان الموضوع ؟
وأيضا فإن الشيخ الألباني (رحمه الله تعالى) ذَكَرَ أن البعض (هداه الله تعالى) ادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أفضل الخلائق عند الله تعالى على الإطلاق ، وأن هذه عقيدة ، وأن العقيدة لا تثبت عنده (هداه الله تعالى) إلا بنص قطعي الثبوت قطعي الدلالة ، ثم طالبه بالنص ، فالذي فهمتُه أن الشيخ الألباني (رحمه الله تعالى) سمى ما قاله هذا (هداه الله تعالى) دعوى وطالبه بالنص ، وأشار إلى أن المسألة فيها خلاف وهناك من توقف فيها ، ولم يحدد موقفه من الخلاف فيها ، بل إن إحالته على توقُّف الإمام أبي حنيفة (رحمه الله تعالى) فيها ، ربما أشار إلى أن الشيخ أيضا يتوقف في هذه المسألة ، ولم أر أن تسمية الشيخ لمقالة الرجل (هداه الله تعالى) بالدعوى فيها تحديد لموقف الشيخ من الخلاف في المسألة
والشيخ الألباني (رحمه الله تعالى) ليس بالمعصوم بل ربما أخطأ
ولكن هذا ما فهمتُه من النقول السابقة
والله أعلم بالصواب
وأسأل الله تبارك وتعالى أن يغفر للشيخ الألباني وأن يرحمه وأن يتجاوز عنه
وصلى الله وسلم على رسوله وصفوته محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين
أخوكم أنس
أحسنت ، بارك الله فيك .
هذا هو المفهوم من كلام الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ .

القضاعي
2009-07-26, 09:33 AM
لم يصدق الغماري .. ####

فالألباني كان يناقشهم في كونه جعل مناط التوسل أن النبي صلى الله عليه وسلم هو كونه أفضل الخلق

فهؤلاء أشعرية لا يرون الاحتجاج إلا بقطعي الثبوت . فألزمهم الألباني أنه لا نص قاطع في المسألة .. بل لا يوجد إجماع حتى يحتج به .. وعلى سيبل التزل لو ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس بأفضل المخلوقات فهل معنى هذا أنه عندهم لا يتوسل به إلى الله ؟؟؟ هذا الذي أراد الألباني أن يوصله لهم ومن تابعه ... ولم يرد بحث مسألة هل النبي صلى الله عليه وسلم أفضل المخلوقات أما لا ... وهذا الأسلوب ... أعني اسلوب الزام الخصم بالدلائل التي يعتقدها ... استخدمه شيخ الإسلام أيضا مع الروافض في " منهاج السنة " حتى نسبه البعض لانتقاص علي بن أبي طالب رضي الله عنه
جزاك الله خيراً أبا عبد الرحمن فهذا هو الحق .
وأشعر بالحسرة على مشاركات الإخوة والتي يصدق عليها قول القائل :
سارت مشرقة وسرت مغرباً ... شتان بين مشرق ومغرب
والحسرة أكثر على إساءة الظن بعلماء الحق بناءً على شبهات علماء الضلالة والله المستعان .
ولبيان ما ذكره ابن ناصر أقول :
الشيخ الألباني يلزم هؤلاء بمذهبه في الاستدلال لا أكثر , ولازم هذه الطريقة لا يلزم الشيخ الألباني فتنبهوا هداني الله وإياكم .

القضاعي
2009-07-26, 10:03 AM
الأخ الغامدي بارك الله بك وجزاكم الله خيرا:

كيف أفهم هذه العبارة للشيخ الألباني ؟ قال الشيخ في كتاب التوسل ص 141:

وأما الباطل الذي تضمنه كلامه- يعني بعضهم- وفيه الخلاف العريض فهو : .......... ادعاؤه أن محمدا صلى الله عليه و سلم أفضل الخلائق على الإطلاق .اهـ
هل هذه كلمة رجل متوقف في المسألة ، أم كلمة مرجح ؟!
لقد حكم الشيخ بأن هذا القول باطل ، فكيف يكون متوقف في المسألة؟!
وهذه العبارة هي ما ذكره الشيخ أولاً ، لا الخلاف في المسألة ...كما ذكرتَ بارك الله فيك .
ثم ختم الشيخ النقاش بقوله : فأين هذا النص الذي يثبت كونه - صلى الله عليه وسلم- أفضل الخلائق عند الله على الإطلاق؟.اهـ
فما معنى استنكار وجود نص على إثبات مسألة ما؟!

معناه أن الشيخ الألباني يقول لهؤلاء : كيف تدعي أن العقيدة لا تثبت إلا بنص وليس هذا فحسب بل وبنص قطعي , وأنت في التوسل تثبت عقيدة بدون هذا النص القطعي بل وقد ذُكر فيها الخلاف بين أهل العلم , وأهل العلم لا يختلفون متى وجد النص القطعي .
فالتعريج لذكر الخلاف لإثبات عدم وجود النص القطعي , مما ينقض عليهم استدلاله .

سالم بن محمد العماري
2009-07-26, 05:37 PM
الأخ إسلام بن منصور
مراد العلامة الألباني رحمه الله أن هذه المسألة من مسائل الاعتقاد التي لا يجوز فيها النفي أو الاثبات إلا بدليل ويشبهها لو سمعت أحدا يثبت لله صفة لم يرد فيها نص فستطالبه بالدليل ولو نفى فستطالبه بالدليل .

أبو أسماء الحنبلي النصري
2010-07-26, 04:57 AM
كلام الشيخ واضح كما فهمه الإخوة ،فالشيخ ليس في مقام الترجيح ، بل هو في مقام الإلزام ، ولو شاء طالب علم أن ينسب للشيخ هنا مذهبا في المسألة ، لقال : إن الشيخ متوقف.
وأما المسألة من حيث هي أعني التفضيل بين الخلائق ، فهي مسألة مطروقة عند السلف ، وليست كلامية ، وقد نقل الشيخ الأشقر مبحثا في ذلك أنقله لكم لفائدته:
(المفاضلة بين الملائكة وبني البشر
الخلاف في المسألة قديم :
قال ابن كثير (1) : " قد اختلف الناس في تفصيل الملائكة على البشر على أقوال : فأكثر ما توجد هذه المسألة في كتب المتكلمين ، والخلاف فيها مع المعتزلة ومن وافقهم .
وأقدم كلام رأيته في هذه المسألة ما ذكره الحافظ ابن عساكر في تاريخه في ترجمة أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص : " أنّه حضر مجلساً لعمر بن عبد العزيز وعنده جماعة ، فقال عمر : ما أحد أكرم على الله من كريم بني آدم ، واستدل بقوله تعالى : ( إنَّ الَّذين آمنوا وعملوا الصَّالحات أولئك هم خير البريَّة ) [ البينة : 7 ] . ووافقه على ذلك أمية بن عمرو بن سعيد .
فقال عراك بن مالك : ما أحد أكرم على الله من ملائكته ، هم خدمة دارَيْه ، ورسله إلى أنبيائه ، واستدل بقوله تعالى : ( ما نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عن هذه الشَّجرة إلاَّ أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ) [ الأعراف : 20 ] .
فقال عمر بن عبد العزيز لمحمد بن كعب القرظي : ما تقول أنت يا أبا حمزة ؟ فقال : قد أكرم الله آدم فخلقه بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وأسجد له ملائكته ، وجعل من ذريته الأنبياء ، والرسل ومن يزوره الملائكة .
فوافق عمر بن عبد العزيز في الحكم واستدل بغير دليله " .
وهذا الذي ذكره ابن كثير من كلام عمر بن عبد العزيز وجلسائه في هذه المسألة يبين الخطأ ما قاله تاج الدين الفزاري ، حيث يقول : " هذه المسألة من بدع علم الكلام ، التي لم يتكلم فيها الصدر الأول من الأمة ، ولا من بعدهم من أعلام الأئمة " (2) ، بل قد ثبت أن بعض الصحابة تكلموا في شيء من ذلك ، فهذا عبد الله بن سلام يقول : " ما خلق الله خلقاً أكرم عليه من محمد . فقيل له : ولا جبريل ولا ميكائيل ؟ "
فقال للسائل : " أتدري ما جبريل وميكائيل ؟ إنما جبريل وميكائيل خلق مسخر كالشمس والقمر ، وما خلق الله خلقاً أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم " . رواه الحاكم في مستدركه وصححه هو والذهبي (3) .
الأقوال في المسألة :
يذكر شارح الطحاوية أنه ينسب إلى أهل السنة تفضيل صالحي البشر والأنبياء فقط على الملائكة ، وأن المعتزلة يفضلون الملائكة ، وأتباع الأشعري على قولين ، منهم من يفض الأنبياء والأولياء ، ومنهم من يقف ، ولا يقطع في ذلك قولاً ، وحكي عن بعضهم ميل إلى تفضيل الملائكة ، وحكي ذلك عن غيرهم من أهل السنة وبعض الصوفية .
وقالت الشيعة : إن جميع الأئمة أفضل من جميع الملائكة . ومن الناس من فصّل تفصيلاً آخر .
ولم يقل أحد ممن له قول يؤثر : إن الملائكة أفضل من بعض الأنبياء دون بعض ، وذكر أن أبا حنيفة ، رحمه الله ، توقف في الجواب عن هذه المسألة ، وإلى التوقف جنح شارح الطحاوية رحمه الله (4) .
وذكر السفاريني (5) أنّ الإمام أحمد ، رحمه الله ، كان يقول : " يخطئ من فضَّل الملائكة ، وقال : كل مؤمن أفضل من الملائكة " .
موطن النزاع :
لا خلاف في أن الكفرة والمنافقين غير داخلين في المفاضلة ، فهؤلاء أضل من البهائم : ( أولئك كالأنعام بل هم أضلُّ ) [ الأعراف : 179 ] .
ولا نعني بالمفاضلة : التفضيل بين حقيقة البشر وحقيقة الملائكة ،وإنّما المفاضلة بين صالحي البشر والملائكة ، وإن ذهب بعض الناس إلى أن الملائكة أفضل من سائر المؤمنين ، والنزاع عندهم في المفاضلة بين الأنبياء والملائكة .
حجة الذين يفضلون صالحي البشر على الملائكة :
بعد أن حررنا محل النزاع نبين حجة الذين ذهبوا إلى تفضيل البشر .
الدليل الأول : أن الله أمر الملائكة بالسجود لآدم ، فلولا فضله لما أمروا بالسجود له : ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلاَّ إبليس أبى واستكبر ) [ البقرة : 34 ] .
ورد بعضهم أن السجود كان لله ، وآدم إنما كان قبلة لهم ، ولو كان هذا صحيحاً لقال : اسجدوا إلى آدم ، وما قال : ( اسجدوا لآدم ) [ الإسراء : 61 ] .
ولو كان المقصود اتخاذ آدم قبلة لما امتنع من السجود ، ولما زعم أنّه خير من آدم ، فإنّ القبلة تكون أحجاراً ، وليس في اتخاذها قبلة تفضيل لها .
صحيح أن سجود الملائكة لآدم كان عبادة لله ، وطاعة له ، وقربة يتقربون بها إليه ، إلا أنه تشريف لآدم وتكريم وتعظيم .
ولم يأتِ أن آدم سجد للملائكة ، بل لم يؤمر آدم وبنوه بالسجود إلا لله رب العالمين ؛ لأنّهم - والله أعلم - أشرف الأنواع ، وهم صالحوا بني آدم ، ليس فوقهم أحد يحسن السجود له إلا الله رب العالمين .
الدليل الثاني : قوله قصصاً عن إبليس : ( أَرَأَيْتَكَ هذا الَّذي كرَّمت عَلَيَّ ) [ الإسراء : 62 ] فإن هذا نص في تكريم آدم على إبليس إذ أمر بالسجود له .
الدليل الثالث : أن الله تعالى خلق آدم بيده ، وخلق الملائكة بكلمته .
الدليل الرابع : قوله تعالى : ( إِنِّي جاعلٌ في الأرض خليفةً ) [ البقرة : 30 ] . فالخليفة يفضل على من ليس خليفة ، وقد طلبت الملائكة أن يكون الاستخلاف فيهم ، والخليفة منهم حيث قالوا : ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) [البقرة:30] فلولا أن الخلافة درجة عالية أعلى من درجاتهم لما طلبوها وغبطوا صاحبها .
الدليل الخامس : تفضيل بني آدم عليهم بالعلم حين سألهم الله عزّ وجلّ عن علم الأسماء ، فلم يجيبوه ؛ بل اعترفوا أنهم لا يحسنونها ، فأنبأهم آدم بذلك ، وقد قال تعالى : ( قل هل يستوي الَّذين يعلمون والَّذين لا يعلمون ) [ الزمر : 9 ] .
الدليل السادس : ومما يدل على تفضيلهم أن طاعة البشر أشقّ ، والأشق أفضل ، فإن البشر مجبولون على الشهوة ، والحرص ، والغضب ، والهوى ، وهي مفقودة في الملك .
الدليل السابع : أن السلف كانوا يحدثون الأحاديث المتضمنة فضل صالحي البشر على الملائكة ، وتروى على رؤوس الناس ، ولو كان هذا منكراً لأنكروه ، فدلّ على اعتقادهم ذلك .
الدليل الثامن : مباهاة الله بهم الملائكة : فالله يباهي بعباده الملائكة ، إذا أدوا ما أوجبه عليهم وأمرهم به . فإذا صلوا الفريضة باهى بهم الملائكة ، ففي المسند وابن ماجة عن عبد الله : أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( ابشروا ، هذا ربكم قد فتح باباً من أبواب السماء ، يباهي بكم الملائكة ، يقول : انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة ، وهم ينتظرون أخرى ) (6) .
وعن أبي هريرة : أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء ، فيقول لهم : انظروا إلى عبادي هؤلاء جاؤوني شعثاً غبراً ) . إسناده صحيح ، رواه ابن حبان في صحيحه ، والحاكم ، والبيهقي في السنن (7) .
والذين فضلوا الملائكة احتجوا بمثل حديث : ( من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ) .
واحتجوا بأن بني آدم فيهم النقص والقصور ، وتقع منهم الزلات والهفوات ، واحتجوا بمثل قوله تعالى : ( ولا أقول لكم إِنِّي ملك ) [ الأنعام : 50 ] . وهذا يدل على فضل الملائكة على البشر .
تحقيق القول في ذلك :
وتحقيق القول في ذلك ما ذكره ابن تيمية من أن صالحي البشر أفضل باعتبار كمال النهاية ، وذلك إنما يكون إذا دخلوا الجنة ، ونالوا الزلفى ، وسكنوا الدرجات العلا ، وحياهم الرحمن ، وخصهم بمزيد قربه ، وتجلى لهم ، يستمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم ، وقامت الملائكة في خدمتهم بإذن ربهم .
والملائكة أفضل باعتبار البداية ، فإن الملائكة الآن في الرفيق الأعلى ، منزهون عمّا يلابسه بنو آدم ، مستغرقون في عبادة الرب ، ولا ريب أن هذه الأحوال الآن أكمل من أحوال البشر .
قال ابن القيم : وبهذا التفصيل يتبين سرّ التفضيل ، وتتفق أدلة الفريقين ، ويصالح كل منهم على حقه (8) . والله أعلم بالصواب )اهـ.من (عالم الملائكة الأبرار).

أسـامة
2010-07-26, 06:55 AM
عفوا...
قبل الاستطراد الغير علمي... على المعترض أن يثبت اعتراضه بـ( الأدلة ) وليس مجرد اعتراض خاوي من العلم والحكمة.

أبو مالك المديني
2017-01-19, 07:16 PM
كلام أخينا أنس الشامي - وفقه الله لكل خير - قوي ، والشيخ الألباني رحمه الله في مقام الرد والإلزام ، وكأنه في مناظرة ، فلا ينسب إلى الشيخ ما لم يقله .

محمد طه شعبان
2017-01-19, 07:44 PM
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
"المشهور عند كثير من العلماء إطلاق أن محمداً صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق ، كما قال الناظم :
وأفضل الخلق على الإطلاق *** نبينا فمل عن الشقاق
لكن الأحوط والأسلم أن نقول: محمد صلى الله عليه وسلم سيد ولد آدم، وأفضل البشر، وأفضل الأنبياء، أو ما أشبه ذلك اتباعا لما جاء به النص، ولم أعلم إلى ساعتي هذه أنه جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل الخلق مطلقاً في كل شيء . . . فالأسلم أن الإنسان في هذه الأمور يتحرى ما جاء به النص. مثلاً لو قال قائل: هل فضل الله بني آدم عموماً على جميع المخلوقات؟ قلنا: لا؛ لأن الله تعالى قال: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُم ْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) الإسراء/70 ، لم يقل : على كل من خلقنا، فمثل هذه الإطلاقات ينبغي على الإنسان أن يتقيد فيها بما جاء به النص فقط ولا يتعدى . والحمد لله ، نحن نعلم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ، وأشرف الرسل وأفضلهم وأكرمهم عند الله عز وجل ، وأدلة ذلك من القرآن والسنة الصحيحة معروفة مشهورة ، وأما ما لم يرد به دليل صحيح فإن الاحتياط أن نتورع عنه ، لكنه مشهور عند كثير من العلماء ، تجدهم يقولون : إن محمداً أشرف الخلق" انتهى "لقاءات الباب المفتوح" (53/11) .

إسلام بن منصور
2017-01-20, 04:25 AM
نعم..
بارك الله في جهود الأخوة الأفاضل الكرام..
لا يُنسب للشيخ ما لم يقله..
كذب الغماري..
وأستغفر الله.