المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التساهل في الحديث



أبو عبد البر رشيد
2009-07-14, 10:02 PM
عند دراستي لكتاب خلاصة الجرح و التعديل للشيخ شريف حاتم العوني تطرق إلى مسألة و هي في جهالة التابعين و أنه يتسامح في توثيقهم و قبول حديثهم لصعوبة الوقوف على حالهم عند المتأخرين ، فما صحت هذا القول و هل هو مذهب متبعا من الأئمة المعتبرين في هذا الشأن أم أن المسألة مخالفة لما عليه الأئمة من التشدد في الحديث المرفوع خاصة، أفيدونا بارك الله فيكم.

ضيدان بن عبد الرحمن اليامي
2009-07-14, 10:47 PM
أخي أبو عبد البر ـ حفظه الله ـ : تساهل بعض أهل العلم في جهالة التابعين , ورقوا أحاديث بعض من جهلت حاله من التابعين إلى الحسن , بل وإلى الصحة ، برهانهم في ذلك قول رسول الله : " خير الناس قرني, ثم الذين يلونهم ..".
وهذا التساهل في جهالة التابعين مشروط ما لم يأت مجهولهم بما يستنكر، وهذا هو الصحيح . فالجهالة في الأصل علّة يردُّ بها الخبر ، ولكن أحياناً يقبل حديث من ليس بالمشهور وكان فيه جهالة إذا احتفت به القرائن التي تقوّي خبره، وبالذات إذا كان من الطبقات المتقدمة كطبقة كبار التابعين .

عبد الكريم بن عبد الرحمن
2009-07-14, 11:08 PM
الذي أعرفه أنه يفرق بين التابعين في العصر الأول و التابعين المتأخرين فإن كان تابعي متقدم و قريب من عهد النبي عليه الصلاة و السلام فهناك تساهل إن وجد أن جل رواياته صالحة و وافقه الثقات في أغلبها أما إن كان التابعي متأخرا فهذا في حكم المرسل و الله أعلم

أبو عبد البر رشيد
2009-07-16, 01:13 AM
أخي أبو عبد البر ـ حفظه الله ـ : تساهل بعض أهل العلم في جهالة التابعين
أرجوا أن هذا البعض من أهل العلم حتى نعرف من هم سلفنا في هذه المسألة من المتقدمين خاصة و شكرا.

أبو عبد البر رشيد
2009-07-16, 01:15 AM
أرجوا أن تذكروا هذا البعض من أهل العلم حتى نعرف من هم سلفنا في هذه المسألة من المتقدمين خاصة و شكرا.

ضيدان بن عبد الرحمن اليامي
2009-07-16, 03:22 AM
قال الذهبي في ديوان الضعفاء (ص374) :
" وأما المجهولون من الرواة ، فإن كان الرجل من كبار التابعين أو أوساطهم احتمل حديثه وتلقى بحسن الظن ، إذا سلم من مخالفة الأصول وركاكة الألفاظ " .
وإشار إلى ذلك ابن كثير في اختصار علوم الحدبث النوع الثالث والعشرون : معرفة من تقبل روايته ومن لا تقبل وبيان الجرح والتعديل (http://www.taimiah.org/Tree.asp?ID=76&t=book49&pid=1) ، وفي التفسير :
قال ـ رحمه الله ـ في تفسيره 1/407 ، حيث ساق حديثاً رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده من طريق عثمان بن واقد ، عن أبي نصيرة ، عن مولى لأبي بكر ، عن أبي بكر ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " ما أصر من استغفر ، وإن عاد في اليوم سبعين مرة " .
قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ : " ورواه أبو داود ، والترمذي ، والبزار في مسنده ، من حديث عثمان بن واقد ، وقد وثقه يحيى بن معين به ، وشيخه أبو نصيرة الواسطي واسمه : مسلم بن عبيد وثقه الإمام ، أحمد ، وابن حبان .
وقول علي بن المديني ، والترمذي : ليس إسناد هذا الحديث بذاك ، فالظاهر أنه لأجل جهالة مولى أبي بكر ، ولكن جهالة مثله لا تضر ؛ لأنه تابعي كبير ، ويكفيه نسبته إلى أبي بكر ، فهو حديث حسن والله أعلم " . انتهى كلام ابن كثير .

ضيدان بن عبد الرحمن اليامي
2009-07-16, 04:53 AM
أخي أبو عبد البر رشيد : هذه القاعدة التي أشار إليها ابن كثير ، والذهبي، وابن جماعة وغيرهم
فيها خلاف كما لا يخفى .
ومن أشهر من يخالف هذه القاعدة ابن القطان الفاسي ـ رحمه الله ـ في كتابه
( بيان الوهم والإيهام ) .
وهذا ليس محل بحثنا .


حفظك الله ورعاك .

أبو عبد البر رشيد
2010-10-05, 12:25 AM
جاء في شرح العلل لابن رجب - رحمه الله (1/377) ما يلي:
نُقل عن يحيى بن معين (ت233هـ) أنه إذا روى عن الرجل مثلُ ابن سيرين والشعبي، وهؤلاء، أهل العلم، فهو غير مجهول..، وإذا رَوى عنه مثلُ سماك بن حرب وأبي إسحق - يعني السبيعي - ونحوهما فمن يروون عن مجهولين، فلا تزول جهالة المروي عنه، برواية واحد من أمثال هؤلاء.
وعقب ابن رجب على ذلك بقوله: وهذا تفصيل حسن، وهو يخالف إطلاق محمد بن يحيى الذهلي (ت 258هـ) الذي تبعه عليه المتأخرون: أنه لا يَخُرج الرجل من الجهالة إلا برواية رجلين.