المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما المقصود بقولهم : فهم سلف الأمة؟



عبد الرحمان المغربي
2009-07-08, 06:34 PM
السلام عليكم؟


ذات مرة في الجامعة , كنت أتكلم فقلت : علينا أن نتبع الكتاب والسنة ..فقاطعتني الأستاذة وقالت : نعم ! ولكن بفهم من ؟
وأنا أعرف أنها كانت تنتظر مني أن أقول : بفهم سلف الأمة...


لكنني لم أقول ذلك و لسبب بسيط : أنني لم أفهم لحد الآن ما المقصود بهذا المفهوم ؟
إن كان إجماع السلف فلا إشكال هنا , وليس بعد هذا إلا الإشكالات ولربما عند أحد الأفاضل جوابات استشكالاتي...

جمانة انس
2009-07-08, 06:59 PM
أضم صوتي فهذا السؤال مهم ففيه اشكالات ..
و لعله من المو ضوعات المهمة ..التي سيطرقها علماء الجلس و با حثيه
و اسال الله من فضله التو فيق الى تمام الصواب
فانه (وما تو فيقي الا بالله)
و جزى الله جميع من يشارك خير الجزاء

علي أحمد عبد الباقي
2009-07-08, 08:29 PM
حقيقة لم أكن أتصور أن هذه القضية عويصة في الفهم إلى هذا الحد الذي طرحه الإخوة، لكن أحب قبل الخوض أن أبين أن فهم هذه المسألة شيء ومناقشتها شيء آخر.
روى الشافعي رحمه الله في "الرسالة" (ص450): أخبرني أبو حنيفة بن سماك بن الفضل الشهابي قال: حدثني ابن أبي ذئب عن المقبري عن ابن شريح الكعبي أن النبي قال - عام الفتح -: من قتل له قتيل فهو بخير النظرين إن أحب أخذ العقل وإن أحب فله القود، قال أبو حنيفة: فقلت لابن أبي ذئب: أتأخذ بهذا يا أبا الحارث؟ فضرب صدري وصاح علي صياحا كثيرا ونال مني وقال: أحدثك عن رسول الله وتقول: تأخذ به؟ نعم آخذ به وذلك الفرض علي وعلى من سمعه إن الله اختار محمدا من الناس فهداهم به وعلى يديه واختار لهم ما اختار له وعلى لسانه فعلى الخلق أن يتبعوه طائعين أو داخرين لا مخرج لمسلم من ذلك قال وما سكت حتى تمنيت أن يسكت.

فقد اختار الله محمدًا صلى الله عليه وسلم من بين خلقه فأنزل عليه الرسالة وآتاه من القوة في البيان والصحة في الفهم ما لا يصح أن يقاربه أو يساويه غيره فقد كان معصومًا وغيره ليس كذلك.
واختار له أصحابه فكانوا أفضل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثرهم فهمًا لمراد الله ومراد رسوله وأحرصهم على التأسي والمتابعة، بحيث لا يضاهيهم في ذلك جيل غيرهم، فالدين الذي نحتكم إليه هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه.
فما كان عليه الصحابة هو الدين الذي لا يجوز الخروج عنه فما أجمعوا عليه فالخروج عنه بدعة لا يستقيم دين المرء معها ، وما اختلفوا فيه فيسع من بعدهم الاختلاف فيه ولا يجوز الخروج عن اختلافهم في تلك الأمور.
ولا شك أن أشد الناس انضباطًا في تلك القاعدة هم أتباع الصحابة : أبناؤهم وتلامذتهم الذين ساروا على طريقهم واستنوا بسنتهم ، ومن تبع هؤلاء بإحسان هم أهل السنة في كل زمان ومكان وهم اتباع السلف ، نسأل الله أن يحشرنا معهم وأن يميتنا على ما ماتوا عليه غير مغيرين ولا مبدلين.
أكتب هذا بعيدًا عن الفلسفات والفذلكات والتنطع وقيل وقال، فما هو الإشكال في هذا الفهم البسيط وما يعكر على هذا المعنى الواضح ، بارك الله فيكم؟!

أبو عبد الأكرم الجزائري
2009-07-08, 09:14 PM
قال قتادة رحمه الله في قوله تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [سبأ: 6] " أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم" http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif .وقال سفيان رحمه الله في قوله تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} [النحل:59]" هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم" http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif .وفي منزلة علمهم واجتهادهم وفتاواهم قال الشافعي رحمه الله:... فعلموا ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم عاماً وخاصاً، وعزما وإرشاداً، وعرفوا من سنته ما عرفنا وجهلنا، وهم فوقنا في كل علم واجتهاد، وورع وعقل، وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من رأينا عند أنفسنا، ومن أدركنا ممن يرضى أو حكى لنا عنه ببلدنا صاروا فيما لم يعلموا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه سنة إلى قولهم إن اجتمعوا، أو قول بعضهم إن تفرقوا، وهكذا نقول، ولم نخرج عن أقاويلهم، وإن قال أحدهم ولم يخالفه غيره أخذنا بقوله http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif .

أبو أحمد المهاجر
2009-07-08, 09:24 PM
أحسنت يا شيخ عليا ، زادك الله بصيرة.

ابن شهاب الزهري
2009-07-09, 03:12 AM
ماذا نفعل إن اختلفوا

أبو خالد الكمالي
2009-07-09, 08:49 AM
^^^
لا نأتي بأقوال لم يقولوها

عبد الرحمان المغربي
2009-07-09, 09:37 AM
أحسن الله إليكم جميعا...


أقول للأخ أبو خالد : ما ذكرته هو محل الإشكال : إن أجمعوا أخذنا بفهمهم : ونحن في الحقيقة إنما أخذنا بمدلول الإجماع.
وإن اختلفوا لم يجز إحداث قول ثالث : بمعنى أن فهوم بعض السلف هي التي تصير حجة لا كلهم , وبما أنه لا أسبقية لفهم أحد على الآخر : فالحجة تكون مع من وافق الدليل الشرعي , وعليه فنحن إنما عملنا بمقتضى الدليل.
فصار هذا المفهوم بلا معنى...ففي الولى عملنا بالإجماع وفي الثانية عملنا بالمرجح...

عدنان البخاري
2009-07-09, 11:17 AM
وإن اختلفوا لم يجز إحداث قول ثالث : بمعنى أن فهوم بعض السلف هي التي تصير حجة لا كلهم , وبما أنه لا أسبقية لفهم أحد على الآخر : فالحجة تكون مع من وافق الدليل الشرعي , وعليه فنحن إنما عملنا بمقتضى الدليل.


فصار هذا المفهوم بلا معنى...ففي الولى عملنا بالإجماع وفي الثانية عملنا بالمرجح...



/// القضيَّة ليست بهذا التسهيل!



/// كلامنا ونقاشنا ليس عن أنَّنا أخذنا بإجماعهم في مسألة فيها نصٌّ قاطعٌ للنِّزاع!
/// بل عندنا مسألة فيها دليل أوأدلَّة -من كتاب أوسنَّة- يحمل على وجهين أوأوجه، ولكلّ منها حظٌّ من النَّظر في الظَّاهر؛ فوجدنا السَّلف قد أطبقوا على أحد هذين الوجهين وإبطال الآخر؛ فلا شكَّ أنَّ أخذنا بفهمهم واجبٌ، وليست القضيَّة أنَّهم وافقوا الدليل أو خالفوه، بل لأنَّ فهمهم له هنا هو الصواب؛ لأنَّ لهم معرفة يفقدها أويضعف فيها من تأخر عنهم، كالعرف اللغوي والشَّرعي وسبب النزول والسياق ... الخ.


/// أو مسألة فيها نصوص متضاربة في الظَّاهر يخالف إعمال إحداها للآخر؛ فوجدنا السَّلف قد أطبقوا على إعمال أحد النَّصَّين على الآخر، وحمل الآخر على خلاف ما قد يراه المتأخِّر، كالاستحباب خلافًا للوجوب.. الخ..

/// فكذلك يجب الرجوع إلى إجماعهم هنا؛ ليس لأنَّهم وافقوا النَّصَّ وغيرهم خالفه، ولكن لأنَّ فهمهم لذلك الدليل (المزعوم كونه نصًّا غير قابل للنِّقاش) = هو الصواب الواجب المصير إليه؛ لما تقدَّم من ذكر المرجِّحات الخارجة عن قضيَّة التمسُّك بالنصِّ أومخالفته.
/// وهكذا..





/// وأمَّا عند الخلاف (فيما بينهم) فكلامنا ونقاشنا ليس عن أنَّ أحدهما أخذ بالنَّص والآخر خالفه! أولم يقف عليه مثلًا؛ بل لأنَّ أحدهما وافق الدَّليل بفهم يوافق عليه بأمور خارجة عن مجرَّد الأخذ بالنَّص أوالإعراض عنه..

/// وكل هذا فيما لو كان النَّاظر في الخلاف متأهِّلًا للنَّظر في الحجاج لا متعصِّبًا لرأي متأخِّر عنهم مقلِّد لقوله.

/// وإلَّا فيُقال إنَّ المسألة إذا كانت للتَّقليد دون فهم للحجاج =فيجب عليه الأخذ بقول السَّلف أيضًا؛ لأنَّ المقلِّد يجب عليه الأخذ بقول الأعلم أوالأورع؛ وهاتان الصِّفتان أرجح في السَّلف عند تنازعهم مع الخلف.



/// ومن نظر في مسائل الخلاف بين الأئمَّة الأعلام المحتجِّ كل واحد منهم بالأدلة من كتاب وسُنَّة ونظر (فهم) لهما= تبيَّن له هذا الأمر بجلاء.

عدنان البخاري
2009-07-09, 11:42 AM
/// وقد قال صاحب جوهرة التَّوحيد (منظومة العقيدة الأشعرية) في آخر منظومته:

وكل خيرٍ في اتِّباع مَن سلف /// /// وكل شرٍّ في ابتداع من خلف
وكأنَّ هذا البيت قد نقض به صاحب المنظومة أغلبها. (ابتسامة)

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-07-09, 12:30 PM
إذا اختلف أهل القبلة وتنازعوا الحق والنجاة والفلاح في الدنيا والآخرة، فإن أجدر الفرق بالصواب وأولاها بالحق وأقربها إلى التوفيق من كان في جانب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا كان الكتاب الكريم حمال أوجه في الفهم مختلفة؛ فإن بيان أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم له حجة وأمارة على الفهم الصحيح. أبر الأمة قلوباً، وأعمقها علما، وأقلها تكلفاً، وأصحها فطرة، وأحسنها سريرة، وأصرحها برهاناً، حضروا التنزيل وعلموا أسبابه، وفهموا مقاصد الرسول صلى الله عليه وسلم وأدركوا مراده، اختارهم الله تعالى على علم على العالمين سوى الأنبياء والمرسلين، "فكان من له لسان صدق من مشهور بعلم أو دين، معترف بأن خير هذه الأمة هم الصحابة رضي الله عنهم http://majles.alukah.net/imgcache/2009/07/41.jpg ."فمن أخبرنا الله عز وجل أنه علم ما في قلوبهم، فرضي عنهم، وأنزل السكينة عليهم، فلا يحل لأحد التوقف في أمرهم، أو الشك فيهم البتة" http://majles.alukah.net/imgcache/2009/07/41.jpg .قال قتادة رحمه الله في قوله تعالى: {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} [سبأ: 6] " أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم" http://majles.alukah.net/imgcache/2009/07/41.jpg .وقال سفيان رحمه الله في قوله تعالى: {قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} [النحل:59]" هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم" http://majles.alukah.net/imgcache/2009/07/41.jpg .وفي منزلة علمهم واجتهادهم وفتاواهم قال الشافعي رحمه الله:... فعلموا ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم عاماً وخاصاً، وعزما وإرشاداً، وعرفوا من سنته ما عرفنا وجهلنا، وهم فوقنا في كل علم واجتهاد، وورع وعقل، وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من رأينا عند أنفسنا، ومن أدركنا ممن يرضى أو حكى لنا عنه ببلدنا صاروا فيما لم يعلموا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه سنة إلى قولهم إن اجتمعوا، أو قول بعضهم إن تفرقوا، وهكذا نقول، ولم نخرج عن أقاويلهم، وإن قال أحدهم ولم يخالفه غيره أخذنا بقوله http://majles.alukah.net/imgcache/2009/07/41.jpg .
وأفضل علم السلف ما كانوا مقتدين فيه بالصحابة.يقول ابن تيمية رحمه الله: ولا تجد إماماً في العلم والدين، كمالك، والأوزاعي، والثوري، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ومثل: الفضيل وأبي سليمان، ومعروف الكرخي، وأمثالهم، إلا وهم مصرحون بأن أفضل علمهم ما كانوا فيه مقتدين بعلم الصحابة، وأفضل عملهم ما كانوا فيه مقتدين بعمل الصحابة، وهم يرون الصحابة فوقهم في جميع أبواب الفضائل والمناقب http://majles.alukah.net/imgcache/2009/07/41.jpg .ثم إن التابعين وتابعيهم قد حصل لهم من العلم بمراد الله ورسوله ما هو أقرب إلى منزلة الصحابة ممن هم دونهم؛ وذلك لملازمتهم لهم، واشتغالهم بالقرآن حفظا وتفسيراً، وبالحديث رواية ودراية، ورحلاتهم في طلب الصحابة وطلب حديثهم وعلومهم مشهورة معروفة، "ومن المعلوم أن كل من كان بكلام المتبوع وأحواله وبواطن أموره وظواهرها أعلم، وهو بذلك أقوم كان أحق بالاختصاص به، ولا ريب أن أهل الحديث أعلم الأمة وأخصها بعلم الرسول صلى الله عليه وسلم" http://majles.alukah.net/imgcache/2009/07/41.jpg .والمسلمون في شأن العقيدة يحتاجون إلى" معرفة ما أراد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بألفاظ الكتاب والسنة، وأن يعرفوا لغة القرآن التي بها نزل، وما قاله الصحابة والتابعون لهم بإحسان وسائر علماء المسلمين في معاني تلك الألفاظ، فإن الرسول لما خاطبهم بالكتاب والسنة، عرفهم ما أراد بتلك الألفاظ، وكانت معرفة الصحابة لمعاني القرآن أكمل من حفظهم لحروفه، وقد بلغوا تلك المعاني إلى التابعين أعظم مما بلغوا حروفه، فإن المعاني العامة التي يحتاج إليها عموم المسلمين، مثل معنى التوحيد، ومعنى الواحد والأحد والإيمان والإسلام، ونحو ذلك.. فلابد أن يكون الصحابة يعرفون ذلك، فإن معرفته أصل الدين" http://majles.alukah.net/imgcache/2009/07/41.jpg .
فمذهب السلف أسلم وأعلم وأحكم، لا كما يدعيه المخالفون، باختلاف نحلهم ومذاهبهم، فتارة يقول أهل السياسة والملك: إنهم لم يمهدوا قواعد الحكم والسياسة والتدبير لانشغالهم بالعلم والعبادة، وتارة يدعي أهل التصوف أنهم ما حققوا المقامات والأحوال لانشغالهم بالجهاد والقتال وهكذا...والحق أن "كل هؤلاء محجوبون عن معرفة مقادير السلف، وعمق علومهم، وقلة تكلفهم، وكمال بصائرهم، وتالله ما امتاز عنهم المتأخرون إلا بالتكلف والاشتغال بالأطراف التي كانت همة القوم مراعاة أصولها، وضبط قواعدها، وشد معاقدها، وهممهم مشمرة إلى المطالب العالية في كل شيء، فالمتأخرون في شأن، والقوم في شأن آخر، وقد جعل الله لكل شيء قدراً http://majles.alukah.net/imgcache/2009/07/41.jpg .وقال ابن رجب رحمه الله: فمن عرف قدر السلف، عرف أن سكوتهم عما سكتوا عنه من ضروب الكلام، وكثرة الجدل والخصام، والزيادة في البيان على مقدار الحاجة؛ لم يكن عيا، ولا جهلا، ولا قصورا، وإنما كان ورعاً وخشية لله، واشتغالاً عما لا ينفع بما ينفع http://majles.alukah.net/imgcache/2009/07/41.jpg .وفي تحديد مفهوم السلف، قال سبحانه: {وَالسَّابِقُون الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة: 100]، فالسلف اسم يجمع الصحابة فمن بعدهم ممن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وفي الصحيح: ((خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم..)) http://majles.alukah.net/imgcache/2009/07/41.jpg .وهذه الخيرية خيرية علم وإيمان وعمل، ولقد حكى ابن تيمية رحمه الله الإجماع على خيرية القرن الأول ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم.. وأنهم أفضل من الخلف في كل فضيلة http://majles.alukah.net/imgcache/2009/07/41.jpg .
ولقد اعتصم أهل السنة والجماعة بحجية فهم السلف الصالح من الصحابة والتابعين فعصمهم هذا من التفرق والضلال، فقالوا بما قال به السلف، وسكتوا عما سكتوا عنه، ووسعهم ما وسع السلف.أما أهل الضلال والابتداع، فمذهبهم الطعن في الصحابة وتنكب طريق السلف، قال الإمام أحمد رحمه الله: "إذا رأيت الرجل يذكر أحداً من الصحابة بسوء، فاتهمه على الإسلام" http://majles.alukah.net/imgcache/2009/07/41.jpg .فالصحابة يكفرهم الرافضة تارة، والخوارج أخرى، والمعتزلة يقول قائلهم وهو عمرو بن عبيد – عليه من الله ما يستحق -: لو شهد عندي علي وطلحة والزبير وعثمان، على شراك نعل ما أجزت شهادتهم! http://majles.alukah.net/imgcache/2009/07/41.jpg .وصدق أبو حاتم الرازي رحمه الله حين قال: علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر http://majles.alukah.net/imgcache/2009/07/41.jpg .ورضي الله عن أبي زرعة الرازي حيث قال: إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا، ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة http://majles.alukah.net/imgcache/2009/07/41.jpg

علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة لمحمد يسري - ص266

الحُميدي
2009-07-09, 01:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم :

للإمام الأشم ابن حزم - رحمه الله - في هذا الباب أقوال نفيسة يطول سوقها،

و حتى الإخوة الذين تكلموا في مشاركتاهم تكلموا في أمور لم يتحققوها ، و نقلوا دون أن يعوا موطن التنازع ،

و أما من أورد كلامه حول فهم السلف في العقيدة ، و لعل هذا سبب منشأ هذه المقولة ، إذ أرادوا بها أن يجددوا عقائد الناس التي انهد ركنين من أركانها ، و هما : توحيد الألوهية و توحيد الأسماء و الصفات ، فراموا أن يعيدوهم إلى الأمر الأول الذي كان عليه الصحابة - رضي الله عنهم - و يستندوا على فهمهم في هذين الركنين ..، متنكبين عن سبل أهل الضلال التي ظهرت بعدهم ..،

و هذا أمر لا يخالف فيه من يدعو إلى الأخذ بفهم السلف في هذا الموطن ..،

و سؤالي : هل معنى فهم السلف الاعتماد على تفسير السلف للنصوص ، و الركون إلى فقههم و فهومهم دون تخطيها و الاقتصار عليها ...؟؟؟





بل عندنا مسألة فيها دليل أوأدلَّة -من كتاب أوسنَّة- يحمل على وجهين أوأوجه، ولكلّ منها حظٌّ من النَّظر في الظَّاهر؛ فوجدنا السَّلف قد أطبقوا على أحد هذين الوجهين وإبطال الآخر؛ فلا شكَّ أنَّ أخذنا بفهمهم واجبٌ، وليست القضيَّة أنَّهم وافقوا الدليل أو خالفوه، بل لأنَّ فهمهم له هنا هو الصواب؛ لأنَّ لهم معرفة يفقدها أويضعف فيها من تأخر عنهم، كالعرف اللغوي والشَّرعي وسبب النزول والسياق ... الخ.


هذا هو الإجماع عينه أخي الفاضل ...،

عبد الكريم بن عبد الرحمن
2009-07-09, 01:26 PM
خير القرون قرني .....

عليكم بسنتي .....

عدنان البخاري
2009-07-09, 01:44 PM
للإمام الأشم ابن حزم - رحمه الله - في هذا الباب أقوال نفيسة يطول سوقها
/// ولغيره أقوال يطول سوقها، وليس المقصود هنا هو مجرَّد النَّقل، بل النَّظر في تحرير الصواب من هذه النقول.


وحتى الإخوة الذين تكلموا في مشاركتاهم تكلموا في أمور لم يتحققوها ، و نقلوا دون أن يعوا موطن التنازع
/// هذه الدعوى سهلة الإطلاق، ولمنازعك أن يقول: أنك لم تعِ موطن النِّزاع وتكلَّمت في أمرٍ لم تتحقَّقه.. وننهي الحوار بسهولة، بادِّعاء كلِّ طرف على الآخر ما ليس بصوابٍ.
وأنا لم أنقل حرفًا حتى يورد على كلامي مثل هذه التعبيرات السَّهلة..
/// أمَّا مواضع النِّزاع فقد تقدَّم الكلام عليها سابقًا بالتَّفصيل في تعقيبي السَّابق.
/// أمَّا قولك:

و سؤالي : هل معنى فهم السلف الاعتماد على تفسير السلف للنصوص ، و الركون إلى فقههم و فهومهم دون تخطيها و الاقتصار عليها ...؟؟؟
/// الجواب المتقدِّم بالتَّفصيل كان على السؤال المطروح في تعقيب رقم 8 ..
وهذا سؤال جديد.

/// وأمَّا قولك:

فهذا هو الإجماع عينه أخي الفاضل ...،
أين موضع النِّزاع الآن؟
ليس النِّزاع في تسميته إجماعًا !
ولكن.. إجماعٌ على ماذا؟
هل على الأخذ بهذا القول؛ لأنَّه أيَّده دليلٌ أوبُنِي على دليل، أوعلى فهم هذا القول في هذا الدَّليل دون غيره من الأفهام؟!

السكران التميمي
2009-07-09, 01:50 PM
عبارة (فهم السلف) هي في الأساس عبارةٌ أتت مفهوم مخالفةٍ لأي فهمٍ آخر مخالف لفهمهم _ طبعا الصحيح السليم _.
فلذلك قال أهل العلم: ولما كان أصل السنة التمسك بالكتاب والسنة على فهم السلف الصالح ونبذ بدع أهل الأهواء.

طبعاً لماذا؟ أعتقد أن الجميع يعرف لماذا يؤخذ بفهم السلف دون سواهم.
فسلف الأمة وأئمتها؛ _ وهم: أئمة العلم والدين من شيوخ العلم والعبادة _ في مقابلة سقط الأمة وحثالتها _ وهم أهل البدع والضلال والزيغ والفساد فيها _.

فأين الخلل والخطر وعدم الإستيعاب لفهم الشرع ونصوصه بفهمهم رحمهم الله، في خضم هذه الأفكار والفهوم الباطلة المخذولة التي تبناها الشيطان وأعوانه؟!

فإن قلت: مقتضى كلامك أننا في هذه الحالة فهمنا النص نفسه.
قلت: نعم، لكن يحتاج النص للسان يبينه ويفهمه، ولا أصدق لسانا من لسان السلف لتوضيح ذلك وتفهيمه.

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-07-09, 02:10 PM
بالمثال يتضح المقال
كيف فهم الصحابة النصوص وكيف فهمها غيرهم
مناظرة ابن عباس للخوارج
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، أما بعد
أثناء الحرب التي دارت بين علي و معاوية ، خرج فريق كفّر عليا ومعاوية وجاءوا بأمور لم تكن معروفة من قبل ،
وذهب ابن عباس إليهم ليوضح الحق ، ويكشف الشبهة وهي قصة مشهورة .
قال ابن عباس : دخلت عليهم وهم قائلون ، فإذا هم مسهمة وجوههم من السهر ، قد أثّر السجود في جباههم ، كأن أيديهم ثفن الإبل ( ثفن الإبل : ما يقع على الأرض من الإبل كالركبتين ) ، عليهم قُمص مرحضة ( أي مغسولة ) ، فقالوا : ما جاء بك يا بن عباس ؟ وما هذه الحلة التي عليك ؟
قال : قلت : ما تعيبون من ذلك ، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه أحسن ما يكون من الثياب اليمنية ، قال : ثم قرأت هذه الآية ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ) .
فقالوا : ما جاء بك ؟
قال : جئتكم من عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس فيكم منهم أحد ، ومن عند ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليهم نُزّل القرآن ، وهم أعلم بتأويله ، جئت لأبلغكم عنهم وأبلغهم عنكم .
فقال بعضهم : لا تخاصموا قريشا ، فإن الله يقول (( بل هم قوم خصمون )) .
قال بعضهم : بلى فلنكلمنه ، قال : فكلمني منهم رجلان أو ثلاثة .
قال : قلت : ماذا نقمتم عليه ؟
قالوا : ثلاثا .
فقلت : ما هنّ ؟
فقالوا : حكّم الرجال في أمر الله ، وقال الله تعالى (( إن الحكم إلا لله )) .
قال : هذه واحدة ، وماذا أيضا ؟
قالوا : فإنه قاتَلَ ، فلم يسبِ ولم يغنم ، فلئن كانوا مؤمنين ما حلّ قتالهم ، ولئن كانوا كافرين ، لقد حلّ قتالهم وسبيهم .
قال : قلت : وماذا أيضا ؟
قالوا : ومحا نفسه من أمرة المؤمنين ، فإن لم يكن أمير المؤمنين ، فهو أمير الكافرين .
قال : قلت : أرأيتم إن أتيتكم من كتاب الله وسنة رسوله بما ينقض قولكم هذا أترجعون ؟
قالوا : وما لنا لا نرجع .
قال : قلت : أما قولكم : حكّم الرجال في أمر الله ، فإن الله قال في كتابه (( يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم )) ، وقال في المرأة وزوجها (( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها )) ، فصيّر الله ذلك إلى حكم الرجال ، فناشدتكم الله ، أتعلمون حكم الرجال في دماء المسلمين وفي إصلاح ذات بينهم أفضل ، أو في أرنب ثمنه رُبع درهم ؟ وفي بُضع امرأة ؟
قالوا : بلى ، هذا أفضل .
قال : أخرجتم من هذه ؟
قالوا : نعم .
قال : أما قولكم : قاتل ولم يسبِ ولم يغنم . أتسْبونَ أمّكم عائشة ؟
فإن قلتم : نسبيها ، فنستحلّ ما نستحلّ من غيرها فقد كفرتم ، وإن قلتم : ليست بأمّنا فقد كفرتم ، فأنتم ترددون بين ضلالتين ، أخرجتم من هذه ؟
قالوا : بلى .
قال : أما قولكم : محا نفسه من إمرة المسلمين . فأن آتيكم بمن ترضون ، إن نبي الله يوم الحديبية حين صالح أبا سفيان وسهيل بن عمرو ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( اكتب يا علي : هذا ما صالح عليه محمد رسول الله )) فقال أبو سفيان وسهيل بن عمرو : ما نعلم إنك رسول الله ولو نعلم إنك رسول الله ما قاتلناك .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( اللهم إنك تعلم أني رسولك ، يا علي اكتب : هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله وأبو سفيان وسهيل بن عمرو )) .
لقد كان ابن عباس بحرا زخّارا ، كشف الشبهة ودحضها ، وأتى بالأدلة البينة من الكتاب والسنة ، ولقد أثمرت جهوده فرجع منهم عن باطلهم ألفان .
وما أحوج المسلمين اليوم إلى علماء أمثال ابن عباس ،
كي يقارعوا أهل الباطل ويكشفوا عن شبهاتهم ، ويوضحوا الطريق الحق ، وفي الأمة بقية خير ، والله غالب على أمره .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أبو الفداء
2009-07-09, 03:19 PM
الحمد لله وحده ..
هذا تعقيب فيه فوائد لعلها تتعلق بمجرى الحوار، فيه مناقشة لاستدلالات ابن حزم رحمه الله في كتابه الإحكام في "فصل فيمن قال: ما لا يعرف فيه خلاف فهو إجماع، وبسط الكلام فيما هو إجماع" .. جاء في سياق مشاركة هذا رابطها:
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=170741&postcount=8
فرأيت سوقه إليكم سائلا الله عز وجل أن يكشف به الحق، وأن يلهم الإخوة الصبر على قراءته على طوله..


ان أول ما يؤخذ على كلام الامام رحمه الله أنه يجعل انكاره على الواحد من الأئمة وأهل العلم في عصر من العصور ادعاءه الاجماع بناءا على قوله عن نفسه "لا أعلم فيه خلافا" مسوغا للانكار كذلك على قوله "لا يُعلم فيه مخالف"، فضلا عن ورود ذلك القول عن غيره من الأئمة المعاصرين له المماصرين أو غير المماصرين له وتراكم ذلك عند من جاءوا بعده، فضلا عن عدم ورود أي نص بقول مخالف بداية من ذلك القرن ووصولا الى الصدر الأول.. فهو بذلك يسوي في النكير بين صورتين لا تستويان!
فنحن نوافقه على البطلان العقلي لجعل مجرد خروج إمام أو عالم ليقول لا أعلم فيه مخالفا = دليلا على وجود الإجماع القاطع للنزاع! فقد يأتينا من طرق أخرى أقوال لبعض الصحابة والتابعين تخالف ما ذهب إليه وعده هو أو أتباعه إجماعا! فغلو أتباع الأئمة في اتباعهم إياهم، بدعواهم الإجماع على مثل هذه المقولة من أئمتهم، حتى وإن لزم من ذلك إنكار ما قد يأتيهم من أقوال مخالفة من ذات العصر أو مما قبله، ومن ذات الطبقة أو مِن طبقة أعلى منها، هذا منكر نكرهه ولا شك، ولا نرى كلاما أقوى في إبطاله من هذا الذي سطره ابن حزم رحمه الله في هذا الفصل .. فمجرد بلوغ القول لمسامع الفقيه، وثبوته عمن هو منسوب إليه ممن يناظرونه أو ممن هم أعلى منه، هذا يجب أن يكفي لإبطال دعوى الاجماع عنده! أما أن يقال وما يدريكم لعل هناك من خالف، اعتراضا بذلك على قولنا بأنه بعد استقراء أقوال الصحابة الواردة عنهم وأقوال فقهاء الأمصار وغيرهم المتراكمة عبر القرون الفاضلة وما بعدها، تبين لنا بأنه "لا يُعلم في المسألة مخالف"، وبالتالي اعتُبر أنه "إجماع"، فهذا كلام ينقض عصمة إجماع الأمة من الضلالة، وهو باب لو فتح لانجر معه فساد الدين كله!! ولأمكن لكل صاحب بدعة أن يحتج به ويقول: وما يدريكم لعل هناك من الصحابة من قال بمثل قولي هذا وغفلتم كلكم عنه أو مات وقوله معه ولم يبلغه للناس!!
ونقول نعم، لعل هناك من خالف .. ولكن نحن لم نكلف بما لا نطيق، فان جاءنا نص وثبت، فهو طلبتنا، وعليه يتغير نظرنا، ولكن إن لم يأتنا، وقد أفرغنا الوسع في استقراء الأقوال والأدلة والنصوص والمذاهب التي تراكمت عبر قرون من قول أئمة صنعة العلم في الأمة وعملهم، أفيسوغ لنا بعد كل هذا أن نستحدث قولا جديدا خارجا عن كل ما اجتمع لدينا ونقول لعله قال بمثله بعض الصحابة ولم يبلغنا (مع أنه لم يبلغنا حقيقة أي أثر بمثل ذلك)؟؟ هذا رجم بالغيب! وخرق لما جرى عليه عمل الأمصار عبر الأعصار بلا دليل إلا اتباع الظن والافتراض!!
فحتى وإن افترضنا أنه قد ألهم الله واحدا من مجتهدي الصحابة بمثل هذا القول الذي اهتديت أنت إليه، ولكنه مات ولم ينتشر قوله ذاك ولم يتناقله الناس عنه، ألا يكفي هذا ليكون قرينة واضحة على أن الحق لم يكن فيه؟ بل هو دليل معتبر على هذا المعنى..
وإلا فكيف خلت منه كتب الأولين والآخرين ولم يبلغ الخبر به أحدا من فقهاء الأمصار عبر القرون، على توافر الدواعي وشدة العناية والقرب من مورد العلم والنص وما يلزم لضبط الفهم فيه من علوم، إلا أن يكون ذلك القول قولا ذاهبا قد كتب الله له الفناء، وكان الحق في خلافه، لعموم الأدلة الدالة على أن الأمة لا تتفق على ضلالة لا سيما خير القرون فيها؟
سبحان الله، حتى تلك القرون التي طغى فيها التقليد، لو تأملها رجل عميق النظر والفهم لوجد أنها والله كان فيها خير للأمة من وجه قد يغفل عنه الكثيرون.. نعم! ليس في كون أكثر الناس فيها مقلدين، فالتقليد شر ولا شك، ولكن في سهولة إثبات أن هذه الأقوال التي اجتمعت بين أيدي الفقهاء من لدن الصحابة والتابعين وحتى عصر الأئمة المتبوعين، قد شاعت وذاعت في جميع بلاد المسلمين حتى استحكمت ولم يكد يظهر في مصر من الأمصار من يخالفها أو يخرج عليها، وأنها قد جرى عمل الأمة بها قرونا طويلة دونما التفات لمن يخرج عليها! فما بال هذه القرون من الأمة التي هلكت على تقليد تلك الأقوال دون غيرها، أماتوا على ضلالة والحق خارج عما كان بين أيديهم جميعا؟؟ كلا ولا ريب، وإلا لكذبنا الوحي ولأفسدنا الجماعة!!
فلهذا نقول أنه لا يسوغ لنا خرم ما اتفق عليه أئمة الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة (أئمة خير القرون).. وتأمل: أئمة الصحابة، لا عامتهم، فهؤلاء القلة منهم الذين نقلت إلينا فتاواهم وأقوالهم لا نقول بأنه لم تنقل فتياهم هم دون غيرهم بسبب كون غيرهم قد ضاعت فتاواهم كما يفهم من كلام ابن حزم رحمه الله، ولا لأسباب سياسية مثلا كما يدعي الروافض الأنجاس، وإنما لأن هؤلاء المنقول عنهم كانوا أئمة علماء أهلا للفتيا والنظر، مقدمين على غيرهم من الصحابة في ذلك، كما يكون في سائر الأعصار وفي سائر طبقات الأمة من عامة وخاصة، وفي كل صنعة من صناعات البشر! فهؤلاء الخاصة هم الذين بهم الاعتبار في الاجماع والاتفاق وخلافه، ولهذا كان عمر رضي الله عنه إذا ما حزبه أمر جمع له أهل بدر – وهم أهل علم ونظر – واستفتاهم، فما اتفقوا عليه عده إجماعا وقضى به، مع أنه يعلم ولا شك بأنه ربما كان هناك صحابي آخر في بلد آخر عنده قول مخالف لهذا .. ولكنه رضي الله عنه لم يتكلف ما لا يطيق، ولم يبطل الاحتجاج بقول الجماعة لمجرد احتمال – لا يخفى مثله على مثله – أن يكون هناك من يخالفون ذلك المذهب من الصحابة في المشرق أو في المغرب! ولم يبعث في طلب سائر الصحابة من جميع أقطار الأرض ليتحقق من صحة ما عدوه اتفاقا وإجماعا!! وهو لم يزل رضي الله عنه وقافا على الحق، فكلما بلغه قول من أحدهم يرفعه إلى النبي عليه السلام، تراجع عما معه من خلافه وعمل بذلك القول، وهكذا مضى حالهم رضي الله عنهم، حتى اجتمعت السنة من طرقهم الكثيرة في حجور تابعيهم وفي صدورهم وقراطيسهم، ومن تابعيهم إلى تابعيهم وهكذا، لا يشذ عنها شاذ إلا علموا شذوذه وأنكروه، وإن خفي ذلك على أحدهم علمه غيره منهم، فلا يخرج الحق عن مجموعهم، وهكذا ..
والواقع والحس يشهدان بأن من ظهر عليه العلم والتحديث من الصحابة والتابعين فإن الناس تتوافد عليه طلبا لذلك منه، والأسباب والدواعي تتوافر عندهم وبشدة كما لم يكن في قرن من قرون المسلمين بعدهم، لاحتمال العلم والحديث عن هذا البارز المبرز منهم وتناقل الخبر به، فإن خفي كلامه في عصر من الأعصار فإنه ولا شك سيظهر في عصر لاحق.. لا سيما وهي قرون فاضلة لا شغل للناس فيها بشيء كشغلهم بالقرءان والحديث وطلب العلم وجمع مسائل الدين وتتبع مصادرها، وقد كانت سيرتهم فيما احتملوا من المشاق في سبيل ذلك مما تتصاغر إليها قمم الجبال وتنكسر دونها رقاب الرجال!
فالداعي للنقل ولفشو الخبر بالقول داع قوي شديد القوة، ما دام القائل به ممن يعتد ويعتبر بقوله فيهم، حتى وإن دعت ضرورة إلى إخفائه في قرن من القرون لمثل ما ضرب ابن حزم به المثل في هذا الفصل من آثار، فحتى لو وقع ذلك، أفيبقى القول خافيا في بقية القرون الفاضلة جميعا حتى مع زوال الداعي لذلك الإخفاء؟؟! كلا والله لا يكون هذا، ولو كان لما بلغنا نحن اليوم الخبر بتلك الأقوال المخالفة بتلك الأسانيد التي ساقها الإمام رحمه الله نفسه ليحتج بها على بطلان دعوى الإجماع في تلك المسائل بعينها! وكيف يبقى على دعوى الإجماع فيها من وصلت إليه تلك الأخبار التي ساقها الإمام هنا إلا معاند مماحك؟؟ فالحجة ولله الحمد مقلوبة عليه في ذلك!
القول المندثر لا يكون هو الحق في مسألة من المسائل أبدا عظمت أو صغرت والإ بطل بذلك كل نص يثبت أن الأمة لا تجتمع على ضلالة!

/// إن الإجماع الذي به تقوم الحجة على العباد، ليس إجماع سائر من بلغ رتبة الاجتهاد من المسلمين - من الصحابة أو غيرهم في غير عصرهم - فهذا لا يتصور في البشر القدرة على استقرائه ومعرفته أصلا!! من ذا الذي يملك أن يسأل كل صحابي من صحابة النبي عليه السلام عن رأيه في مسألة بعينها مما نقل إلينا إجماع الصحابة فيه، حتى يجزم بيقين بأن الصحابة ليس منهم من خالف ذلك الإجماع؟؟ هذا مستحيل! فإذا علم ذلك، تبين أن الإجماع الذي به تكليفنا، إنما هو في الحقيقة ما قام على أصل صحيح، واتفق أئمة العلم المجمع على إمامتهم فيه (من الصحابة والتابعين) على قبوله ورد ما يخالفه، ولم يظهر في الأمة - فيما يسعنا كمكلفين العلم به ومعرفته - مجتهدٌ منهم يخالفه!
علماء الأمة ومجتهدوها في جميع العصور مكلفون في اجتهادهم بما يسعهم، لا بما يفوق مقدرتهم أو تصورهم! فيا ليتنا نفهم هذا المعنى! ينبغي أن نفهم أن كل دعوى إجماع تأتينا من إمام عالم، وتكون موافقة للنصوص والأصول ولا نعلم لها - بعد البحث في المنقول عن الأئمة المعتبر بخلافهم - خارما معتبرا، فهي معتبرة صحيحة، لأنه لا يتصور في الإجماع أكثر من هذا: قول لا يعلم علماء الأمة، أئمة الصناعة المجمع على إمامتهم فيها، من خالفه من أهل النظر المعتبر بكلامهم في العلم!
لهذا فإننا نقول بأن هذا القول المندثر الذي لم يصل إلينا من أي طريق قط، فهو قول ساقط ولابد، إذ لم يجتمع على توارثه والعمل به جماعة من علماء المسلمين في عصر من الأعصار ولم ينتشر به الخبر على توافر الداعي عبر أجيال الأمة لنقله ومدارسته! فخفاء القول عن علماء الأمة المتقدمين وتخلفه عن خرق اتفاق القرون الأولى وما تلاها ومن نقل عنها: دليل ظاهر على بطلانه! ولا حجة في واحد من الخلق بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يعنينا أن مات من الصحابة واحد له رأي مخالف لسائر ما بلغنا اجتماع الناس عليه من أقوال ولم يبلغنا قوله هذا! فلو كان هو الحق لبلغنا أن من الأئمة أو العلماء من قال به وعمل به، ولكان من جملة الأقوال التي اجتهدت قرون وأجيال من العلماء في جمعها ومقارنتها وموازنتها والترجيح فيما بينها.. ولكن لم يكن!

/// أما أن يفنى جميع الصحابة ومن تبعوهم ومن تبعوا أتباعهم، ولا ينقل عنهم إلا جمع من الأقوال معلوم مستقر في بلاد المسلمين، ثم يأتي بعدُ من يقول بقول ويدعي أنه ربما كان له فيه سلف منهم، فنعم ربما كان له سلف، ولكنه كان ولابد سلفا لا يعتد الناس بخلافه لقلة علمه، وإن كان صحابيا، أو كان إماما فيهم ولكن كان قوله هذا شاذا مردودا عليه لذا لم ينتشر في أقرانه من العلماء في زمانه ولم يعتنِ الطلاب من التابعين وتابعيهم به، إذ لم يكتب الله له البقاء في الأرض كغيره من الأقوال..

ومن هنا يتبين أن قولنا بالاجماع على التقيد بجملة ما بين أيدينا من منقول الأقوال في القرون الفاضلة وعدم الاعتداد بما يخرج عنها، هذا قول حق موافق لما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم .. فإن ثبت لنا بأثر صحيح السند انخرام ما كنا من قبل نعده إجماعا، فلن نكابر كما يكابر المقلدة الذين ينكر عليهم ابن حزم هنا، وهكذا أيضا كان نهج علماء الصحابة رضي الله عنهم وفقههم: ايتونا بخارم معتبر بالدليل ممن نعتبر بخلافهم لما عددناه إجماعا (إذ اتفق عليه القوم وجرى عليه في المنقول إلينا عمل الجماعة) = نقر لكم حينئذ ونذعن بأنه ليس بإجماع.. وإلا فما أسهل الكلام في الدين وما أهونه إذا!!!
الإجماع لا يجتمع للأمة إلا على ما وسع جماهير أهل النظر فيها معرفته من الأقوال في كل مسألة.. فهذا ما يجري عليه العمل حتى يثبت - إن ثبت - أنه ليس بإجماع! هو اتفاق، يغلب الظن على أنه لم يكن هناك قول خارج عنه، فهذا تكليفنا، ألا نخرج عنه، إن كان قولا واحدا لزمنا المصير إليه، وإن كانت عدة أقوال لم نخرج عن مجموعها، لا تقليدا وإنما اجتهادا في حدودها، على اعتقاد بأن الحق لن يخرج عن جملة تلك الأقوال .. فإن أدى بنا اجتهادنا إلى قول خارج عنها جميعا، ولم نسمع به سلفا من قبل عبر قرون الأمة الطويلة، اتهمنا فهمنا، وعلمنا أنه قول ساقط باطل وأننا قد أخطأنا فيه وإن رأيناه صحيحا، وسنجد من يثبت لنا بطلان استدلالنا الذي أدى بنا إليه إن أخلصنا وتأنينا في البحث والنظر لا محالة، لماذا؟ لأنه لا تزال طائفة من الأمة ظاهرين على الحق إلى يوم الدين، وغفلة القرون والأمصار عن هذا القول الجديد وعن العمل به هذه حجة تكفي لإسقاطه!
فلا يكون لنا حجة إذا في قولنا "لعله قال به أحد قبلي"! نعم لعله، ولكن لو كان هو الصواب لما اندثر، وإن قال به إمام من أئمة الصحابة.. ولما خلت منه قرون المسلمين! فكيف اهتديت أنت يا متأخر يا مسكين إلى ما غفلت عنه قرون الأمة الفاضلة واحتجب عن جماهير علمائها؟؟
لو كان القول حقا لقيض الله من ينشره في المسلمين ليكون له اعتبار بين أقوالهم المعمول بها في أمصارهم.. أما أن يخفى ويشذ ويندثر فلا!
ألا ترى أن الله قد جبل الناس على عناية أهل كل صنعة بالصالح والمعتبر من الأقوال فيها وإهمال الشاذ والساقط منها؟ ألا ترى أننا نستبعد أن يقال بأن أهل صنعة من صنائع الدنيا أيا كانت، لما اختلفوا في مسألة من المسائل، وتوفرت لهم في زمانهم سائر الدواعي المعينة على معرفة الحق فيها وسائر المعارف اللازمة لذلك جاز أن تمر عليهم القرون الطويلة دون أن يهتدي أحد منهم إلى هذا القول الجديد؟ هذا مستبعد في صنائع مادتها علوم الدنيا التي تزيد بمر الزمان تراكما ولا تنقص.. فكيف إذا كانت مادة تلك الصنعة، مادة البحث والنظر فيها تنقص ولا تزيد ؟؟ فهي كلام نظري وتطبيق عملي لم يحظ بسماعه ولا برؤية تطبيقه الأول إلا هذا الجيل الأول من العالمِين به المختصين بأمره، ولا يعقل أن يتوفر لمن يأتي من بعدهم مثل ما توفر لهم من دواعي معرفة الحق فيه لبعد العهد وتناقص الطرق المؤدية إلى تلك المشكاة، فهل يتصور أن يأتي من بعد تلك القرون، - وهم من هم في الحرص على معرفة الحق وتحقيق الخلاف في الفتيا والمسائل وجمع الأقوال فيها عن أئمة تلك المشكاة - من يهتدي إلى ما لم ينقله أهل الصنعة عن هؤلاء ولم يعرف بينهم قطّ؟؟
نعم قد يكون لك سلف بمثل هذا، ولكنه سلف ساقط غير ذي بال ولا شأن، ولو كان ذا بال وشأن لاعتنى أئمة القرون الفاضلة بقوله ولاعتدوا بخلافه ولأظهره الله! رأس الهرم في هذه الصنعة هناك، من قِبَلِ الأوائل السالفين لا من جهتنا نحن، فتأملوا يا أولي الألباب!!
فليكن أن القول هذا قد اهتدى إليه أحد الناس في القرون الفاضلة ولم يبلغنا، فكان ماذا؟ كان هذا دليلا على وهائه أصلا وبطلانه وعدم اعتباره هو وصاحبه!! فالأمة لا تجتمع على ضلالة في جميع أعصارها فكيف بخير القرون وأعلمها وأقربها إلى المشكاة؟؟
ولا يعنينا إذن أن كان قد ذهب إليه فقيه من فقهاء الإنس أو الجن ولم يبلغنا، فالعبرة بما عليه الجماعة: ما بلغنا منه وصح ثبوته، بعد إفراغ الوسع في تحريه .. وهذا هو الذي لزم ألا يخرج الحق عنه، أما استبطان أقوال من شذ من فقهاء الإنس والجن، انتصارا لنقض ما جرى عليه عمل الأمة، فلا نقبله من ابن حزم ولا من غيره، رحمة الله على الجميع!!

/// والواقع أن في قوله هنا حجة عليه إذ يقول: "ثم انقضى عصر الصحابة رضي الله عنهم وأتى عصر التابعين فملؤوا الأرض بلاد خراسان وهي مدن عظيمة كثيرة وقرى لا يحصيها إلا خالقها عز وجل وكابل وفارس وأصبهان والأهواز والجبال وكرمان وسجستان ومكران والسودان والعراق والموصل والجزيرة وديار ربيعة وأرمينية وأذربيجان والحجاز واليمن والشام ومصر والجزائر وإفريقية وبلاد البربر وأرض الأندلس ليس فيها قرية كبيرة إلا وفيها من يفتي ولا فيها مدينة إلا وفيها مفتون فمن الجاهل القليل الحياء المدعي إحصاء أقوال كل مفتي في جميع هذه البلاد مذ أفتوا إلى أن ماتوا إن كل واحد يعلم ضرورة أنه كذاب افك ضعيف الدين قليل الحياء"

قلت مهلا يا إمام، عفا الله عنك .. ليس بالسباب والرجم والتنقص من دين المخالف تقوم الحجة! من الذي ادعى أنه لم يكن هناك مخالفٌ قط في تلك الأمصار فيما يفتي به الناس؟؟ ليس كذلك! بل إن هذه الكثرة الوافرة لأهل العلم لمدعاة واضحة والله لخلاف ما تدعيه لأنه لو وجد قول مخالف له اعتبار وحظ من النظر لتلقته تلك الجماعة بالقبول ولانتشر في المسلمين ولتوارثته العصور التالية لعصره منقولا عن السالفين به!! ويكفي أن يدعي أحدهم أن هناك إجماعا على كذا، وينشر ذلك الزعم – حتى ولو كان انتشاره يحتاج إلى أكثر من قرن من الزمان فهو واقع لا محالة والحال كما تذكر – حتى يخرج من بلغه علم ناقض لذلك الإجماع المزعوم بسند عنده فينقضه ويكذبه، بل ويؤلف وينافح في الرد عليه ويدرس ذلك لتلامذته من بعده!!
فلو كان القول المخالف حقا لوجد من ينافح عنه بين هؤلاء الجبال الشوامخ الكثيرين في زمان التابعين ومن تبعهم ومن تتلمذ عليهم، ولبقي في الأرض له أثر ولا شك!
أما أن يندثر على هذا النحو ولا يبقى له ذكر، ثم يقال لعل أحدهم قال به وأفتى به في قريته ولم يتناقله الناس، فلا يمتنع أن يكون الحق فيه وأن ينتقض به الإجماع، فما رأينا أضعف من هذا ولا أوهن احتجاجا والله!!!
هذا الذي يحتج به الإمام والله لهو أظهر على عظم الداعي لتناقل الفتاوى والأقوال على اختلافها ونشرها وطيرانها في الآفاق والأمصار بين حملة تلك العلوم، وليس على ضد ذلك!!! فرحمه الله وعفا عنه.

/// يجب أن نميز بين دعوى وقوع الإجماع حقيقة بإطلاق على جميع من هم أهل للنظر في الأمة بلا مخالف، وبين دعوى عدم العلم بالمخالف.. فكل مجتهد مكلف بما انتهى إليه علمه، وإن كان قاصرا في ذلك عن إحصاء بعض أفراد الأدلة وآحادها، فنحن بشر على أي حال ولم نكلف إلا بما في وسعنا! وكل من ادعى وجود إجماع على مسألة بعينها وبلغنا مع ذلك خلاف معتبر فيها، فدعوى الإجماع مردودة عليه، كائنا من كان، ولا إشكال! فلا تأثير لتلك الحرب الضروس التي شنها الإمام رحمه الله على الذين يدعون العلم بامتناع وجود المخالف مطلقا في أي مكان في الأرض! فهي دعوى لا يقول بها عاقل أصلا وليست هي ما ينطلق منه مخالفوه!

/// وأما قوله رحمه الله: " فإن قالوا إنما يقول المرء هذا إجماع عندي فقط قلنا قوله هذا كلا قول لأن الإجماع عنده إذا لم يكن إجماعا عند غيره فمن الباطل أن يكون الشيء مجمعا عليه عند غير مجمع عليه معا وأيضا فإن قوله هذا إجماع عندي باطل لأنه منهي عن القطع بظنه"

فهذا تناقض من الإمام رحمه الله، لأن قول القائل "عندي" = دليل على بنائه كلامه على ظنه هو واجتهاده، لا على القطع!! ونحن مكلفون باتباع غلبة الظن ولا إشكال في ذلك! هذا هو ما انتهى إليه اجتهاده فكان الحق عنده، فلو ألزمناه بأن قوله "عنده" يلزم منه القطع واتباع الظن، لهدمنا باب الاجتهاد كله من أوله إلى آخره!!

/// وكل ما ساقه بعد ذلك في الفصل من ذكر لأقوال للصحابة خالفوا فيها ما اجتمع عليه غيرهم هو احتجاج في غير محجة، لأننا نوافقه على أن وصول ذلك القول المخالف إلينا بسند صحيح فيه دلاله على أنه لم ينعقد الإجماع ابتداءا، ولولا توفر الداعي الحامل على نقل قول هذا المخالف لما نُقل، ولما كان سائغا لمن جاء من بعده أن يخالف هو الآخر موافقة لهذا القول!
فالضابط في النهاية يبقى هو جملة ما وصل إلينا واجتمع بين أيدينا، وقامت به الحجة، لا ما هو موجود في الحقيقة ولا ما افترضناه من إمكان كذا وإمكان كذا وغفلة قرون الأمة عنه!!

/// إلى أن قال: "وأما تنظيركم بأهل مذهب الشافعي ومالك وأبي حنيفة والبلاد التي ظهر فيها وغلب عليها قول ما فهذا أعظم حجة عليكم لأنه لا يختلف اثنان أن جمهور القائلين بمذهب رجل ممن ذكرتم لم يخلو قط من خلاف لصاحبهم في المسألة والمسألتين والمسائل وكذلك لم تخل قط البلاد المذكورة من مخالف لمذهب أهلها ولا أكثر من غلبة مذهب مالك على الأندلس وإفريقية وقد كان طوائف علماء مخالفون له جملة قائلون بالحديث أو بمذهب الظاهر أو مذهب الشافعي وهذا أمر مشاهد في كل وقت ولا أكثر من غلبة الإسلام على البلاد التي غلب عليها ولله الحمد وإن فيها مع ذلك يهود ونصارى وملحدين كثيرا جدا فظهر فساد تنظيرهم عيانا وعاد ما موهوا به مبطلا لدعواهم وثبت بهذا حتى لو انتشر القول وعرفه جميع العلماء وإن في الممكن أن يخالفه جمهورهم أو بعضهم ...."

قلنا وحينئذ ينظر في القول المخالف لو كان مستندا على نظر في الدليل، وكان له سلف في القرون الفاضلة، (والقرون الفاضلة يدخل فيها الأئمة الأربعة كما هو معلوم) كان قولا مقبولا، يسوغ الخلاف به، ولكن ما خرج عن تلك الصفة، عددناه من الشذوذ عن جملة ما اتفقت عليه جماعة القرون الفاضلة .. أما من ادعى أن هناك إجماعا على قول تمذهب هو به من أقوال بعض الأئمة أيا ما كان واقع الحال وطبيعة خلاف من يخالفونه في ذلك القول ومستنداتهم، وحتى مع وجود من وصل إلينا النقل بخلاف قوله ممن يعتبر بخلافهم، فهذا زعمه ساقط منه لا التفات إليه ولا شك!!
وأما هل يعذر صاحب هذه الدعوى بدعواه تلك أم لا، فنقول لو أنه علم - دونما تفريط منه في البحث والنظر - بأن هناك مخالف لقوله وأصر على دعوى الإجماع فيه فإنه يلام على ذلك ويرد عليه قوله، وإلا فهو مجتهد من أهل الأجر الواحد، ونحن نحسن الظن بأئمة المسلمين جميعا، وهذا منهجنا الذي ندين الله به ولله الحمد والمنة..
انتهى.

الحُميدي
2009-07-09, 03:22 PM
/// ولغيره أقوال يطول سوقها، وليس المقصود هنا هو مجرَّد النَّقل، بل النَّظر في تحرير الصواب من هذه النقول.

ألا أريتني بعضا من هذه النقولات ..،أم أن لذكر الإمام الأشم في هذا الموطن شأن ...،






/// هذه الدعوى سهلة الإطلاق، ولمنازعك أن يقول: أنك لم تعِ موطن النِّزاع وتكلَّمت في أمرٍ لم تتحقَّقه.. وننهي الحوار بسهولة، بادِّعاء كلِّ طرف على الآخر ما ليس بصوابٍ.
وأنا لم أنقل حرفًا حتى يورد على كلامي مثل هذه التعبيرات السَّهلة..


لا ليست دعوى بل كلام محقق ..، و أنا لم أقصدك أنت فقط بل انت و غيرك ..، و ما قلتُه يظهر بأدنى تمعن ..،وليس كلامي من الإطلاقات السهلة ..، لأنك انتَ و غيرك ممن فاه في المسألة ..، لم يحدد الموطن الذي يؤخذ فيه بفهم السلف ..، بل رأيتكم بين مشرق و مغرب ..، فذا يتكلم في العقيدة و آخر في غيرها ..، و هذا خبط يجب أن يضبط ..،






/// أمَّا مواضع النِّزاع فقد تقدَّم الكلام عليها سابقًا بالتَّفصيل في تعقيبي السَّابق.
/// أمَّا قولك:

/// الجواب المتقدِّم بالتَّفصيل كان على السؤال المطروح في تعقيب رقم 8 ..
وهذا سؤال جديد.


نعم سؤال جديد ..، ولكنه بيت القصيد في المسألة ..، و لم أر من اجاب عنه و لا حام حوله ..،






أين موضع النِّزاع الآن؟
ليس النِّزاع في تسميته إجماعًا !
ولكن.. إجماعٌ على ماذا؟
هل على الأخذ بهذا القول؛ لأنَّه أيَّده دليلٌ أوبُنِي على دليل، أوعلى فهم هذا القول في هذا الدَّليل دون غيره من الأفهام؟!


سبق لي ان قلت لك أن هذا من صور الإجماع ..،و لعلك لم تحرر صور الإجماع بعد ..،لهذا أدخلت صور الإجماع في ( فهم السلف)..،

و هذه الصورة من الأخذ بفهم السلف ، يتفق في الأخذ بها السلفي و الحنبلي و الشافعي الأشعري و الحنفي الماتريدي و.و.،

وهذا مقرر عندهم في كتب ( أصول الفقه) لمن طالعها، و هو متى حمل السلف نصا شرعيا على محمل دون خلاف بينهم ، كان هذا إجماعا تقوم به الحجة ..،


و قبل الخوض في هذه المسألة ..،يجب تحديد المحل الذي يؤخذ به بفهم السلف..، ثم نرى دليله على تحديده ..،

و أما عن سؤالي فلا زلت أنتظر مجيبا مصيبا ..؟؟؟

الحُميدي
2009-07-09, 03:38 PM
أخي الفاضل أبو الفداء كلامك فيه من المغالطات و الجهالات الشيء الكثر ..، و هو يدل دلالة واضحة على أنك لم تفهم أصول الإمام الأشم ..، و هو يحتاج إلة غربلة و لعلي أتفرغ لذلك ..، و إن شئت وضعت موضوعا على الألوكة لبيان ذلك بالحجج ..، بشرط عدم حذفه كما هي عادتكم الموقرة..،

انتظر الموافقة ..،

أبو الفداء
2009-07-09, 03:43 PM
أخي الفاضل أبو الفداء كلامك فيه من المغالطات و الجهالات الشيء الكثر ..، و هو يدل دلالة واضحة على أنك لم تفهم أصول الإمام الأشم ..، و هو يحتاج إلة غربلة و لعلي أتفرغ لذلك ..، و إن شئت وضعت موضوعا على الألوكة لبيان ذلك بالحجج ..، بشرط عدم حذفه كما هي عادتكم الموقرة..،

انتظر الموافقة ..،
بارك الله فيك .. لا أقبل منك دعواك أن الكلام فيه جهالات ومغالطات إلا بالبينة والدليل .. ولا أوافق على فتح موضوع مستقل لهذه "الغربلة"!
فتفضل في هذه الصفحة - بارك الله فيك - بالمناقشة و"الغربلة"، ولن نحذف لك شيئا من ذلك ما التزمت بشروط الكتابة العلمية المنضبطة ، وفقك الله.

السكران التميمي
2009-07-09, 04:21 PM
بل رأيتكم بين مشرق و مغرب ..، فذا يتكلم في العقيدة و آخر في غيرها ..، و هذا خبط يجب أن يضبط ..،


سامحك الله..
ويبقى كلامك فقط هو الموزون!!!


دعوا النظرة القاصرة لا ننظر بها في مناقشاتنا. ولا يجرمنكم شنئآن قوم على ألا تعدلوا.

علي أحمد عبد الباقي
2009-07-09, 04:51 PM
أخي الفاضل أبو الفداء كلامك فيه من المغالطات و الجهالات الشيء الكثر ..، و هو يدل دلالة واضحة على أنك لم تفهم أصول الإمام الأشم ..، و هو يحتاج إلة غربلة و لعلي أتفرغ لذلك ..، و إن شئت وضعت موضوعا على الألوكة لبيان ذلك بالحجج ..، بشرط عدم حذفه كما هي عادتكم الموقرة..،
انتظر الموافقة ..،

يا أخي الفاضل
نحن نتناقش في مسألة علمية كبيرة وتحريرها فيه نفع كبير لذلك علينا التزام الأدب الشرعي وترك التنابز، ونحن نحذف من المشاركات والمواضيع ما فيه تجاوز للأدب الشرعي في الحوار كهذه المشاركة ، فرجاء ضع هذا خلف ظهرك وناقش في الموضوع بعلم وحياد بارك الله فيك.



و سؤالي : هل معنى فهم السلف الاعتماد على تفسير السلف للنصوص ، و الركون إلى فقههم و فهومهم دون تخطيها و الاقتصار عليها ...؟؟؟



وهذا السؤال يا أخانا الفاضل هو موضع الكلام ، لكن الجواب عليه يحتاج إلى تقرير أمر: هل أنزل الله على نبيه كل ما أراده من خلقه في باب الاعتقاد والعبادات؟
أم أنه أنزل بعض ما أراد وأجل بعضه يوحي به إلى من شاء من خلقه بعد محمد صلى الله عليه وسلم .
الثاني فاسد ومعارض لظاهر القرآن الكريم .
فلم يبق إلا الأول أن الله أنزل الدين وأتمه ، ثم هل بلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه أم قصر في البلاغ ؟!
الجواب أنه بلغ ونصح ورشد وأدى الأمانة .
ثم هل فهم الصحابة مراد الله ومراد رسوله أم لم يفهموا ؟
الجواب / فهموا ذلك في الجملة وما لا تجده عند بعضهم تجده عند البعض الآخر ن ولا يخرج الصواب في ذلك عن مجموعهم.
وما كانوا عليه هو الدين، وما لم يكن يومئذ دين فليس اليوم دين.
لذلك جواب سؤالك :
نعم (( فهم السلف )) في العقائد والعبادات هو ما قرروه وما نقل عنهم بالسند الصحيح وهو تفسيرهم لنصوص العقائد والعبادات والركون إلى فهمهم وفقههم فيها دون تخطيها ، لأن الحق في هذه الأمور لا يخرج عن مجموعهم بحال من الأحوال، ولا يصح تجاوزهم فيها بأي صورة من الصور .

أبو فهر السلفي
2009-07-09, 05:25 PM
سؤال مختصر سهل يبحث عن إجابة..

الاحتجاج بفهم السلف هل هو احتجاج بالإجماع أم هو من جنسه أم هو غيره ؟؟

عدنان البخاري
2009-07-09, 05:29 PM
الأخ الحميدي.. لو حاولت جاهدًا ترك رمي غيرك بعدم الفهم والخلط فهو خير لك دنيا وآخرة، وأقرب لقبول الحق إن كان عندك من الإخوة.
وأنا لا أحب الحوار مع من يتحذلق بالفهم بمجرَّد إطلاق عبارات التجهيل والغربلة والإمام الأشم والخلط .. الخ ممَّا يقدر عليه الصبية من المبتدئة.. ونقاشنا هنا ليس مع الصبية أوالمتعالمين.. فاترك مثل هذا بارك الله فيك في هذا الموضوع وفي غيره.
أجب بحجة أوبنقضها فقط، واترك محاولة النفخ في العبارات أونبز غيرك بما مثله قد يكون ألصق بك.. رزقني الله وإياك حسن القول

عبد الرحمان المغربي
2009-07-09, 05:42 PM
لا حول ولا قوة إلا بالله أردت الإستيضاح فاقلب الموضوع مشاتمة!
أخي الحميدي أنا هنا للمناقشة : والمطارحة الهادئة .

******
وأنضج مشاركة هنا -حسب رأيي- هي مشاركة الشيخ عدنان البخاري ثم الشيخ السكران رغم مواطن لم أستسغها..
يا شيخ عدنان : قولك : أطبقوا على هذا الفهم : هو الإجماع عينه ! وابن حزم يوافق على هذا أيضا (ولم اشأ أن أقحمه لكن لا ادري لما زج باسمه) فيقول إن التأويل إذا أجمعت عليه الأمة أخذنا به .
وإذا اختلفوا رجحنا قول أحد الفريقين بدليل ...
وإذا غاب عنا الحق ولم تكن لنا طاقة قلدنا الأورع والأعلم وو...

السؤال : لماذا عبارة فهم السلف بالذات؟
قال الشيخ السكران : إنما قلنا بهذا المفهوم لأنه في مقابلة شئ آخر : وقد سرني تخريجه هذا ...
لكن هذا المفهوم أوقع في مطبات علمية وضبابيات غريبة والمثال : أهل التبديع !
ولا حاجة لمزيد توضيح ..بانتظار ردودكم ..

واعيد وأكرر نحن لسنا في ساحة حرب : وقد مضى زمن الشدة والسرعة وإنما الشديد من اشتدت حججه.

عبد الرحمان المغربي
2009-07-09, 05:46 PM
سؤال مختصر سهل يبحث عن إجابة..

الاحتجاج بفهم السلف هل هو احتجاج بالإجماع أم هو من جنسه أم هو غيره ؟؟

فتح الله عليك ايها الشيخ الفاضل.

أبو الفداء
2009-07-09, 05:47 PM
لكن هذا المفهوم أوقع في مطبات علمية وضبابيات غريبة والمثال : أهل التبديع !
ولا حاجة لمزيد توضيح ..بانتظار ردودكم ..
بل يلزمك التوضيح، بارك الله فيك

أبو الفداء
2009-07-09, 05:52 PM
سؤال مختصر سهل يبحث عن إجابة..

الاحتجاج بفهم السلف هل هو احتجاج بالإجماع أم هو من جنسه أم هو غيره ؟؟
أحسن الله إليك.. السؤال يحتاج إلى تحرير أدق في نظري. ففهم السلف هو الطريق الصحيح لفهم خطاب الشارع، الذي به تقام الحجج على الخلق.. فطلبنا لهذا الفهم، إنما هو طلب للفهم الذي به تقوم الحجة.

هب أن رجلا جاءك بخطاب بعثه ولي أمر إلى عماله، مكتوب بلغة لا تفهمها أنت (وفهم لغة النص = آلة من آلات تلزمنا لفهم مراد الشارع من النصوص)..
وقال لك هذا كلام فيه أمر من ولي الأمر بكذا وكذا، يلزمك طاعته كما لزم أول المخاطبين به بلسانهم وفي زمانهم .. وأنت لا تفهم، فيكف تقوم حجة هذا الأمر عليك وكيف تقوم أنت بواجب الإجابة بدون تحقيق الفهم اللازم لذلك، وجمع ما يلزم له من لوازم أخرى تتعلق بصدق الناقل والإحاطة بقرائن الحال ونحو ذلك؟ وأي طريق أقوى لطلب هذا كله من البحث عن أول مخاطب ممن خاطبهم ولي الأمر ذاك بهذا الكلام بلسانهم وفهموه عنه وشهد ولي الأمر نفسه لهم - شهادة مجملة - بذلك؟

الحُميدي
2009-07-09, 05:59 PM
أعتذر إن كنت أسأت لي شخص ما ...،ما اود قوله ، هو توضيح عبارتي بأن للإمام الأشم في هذا المقام كلام نفيس ..، و إنا قصدت بذلك الأخذ بفهم السلف ..، فهو قد نسف هذه المقولة ...، و أتى على بنيانها من القواعد ...،

و هذا ما لم يفهمه بعض الإخوة فأخذوا يوردون كلاما لابن حزم يصب في غير المسألة التي نحن فيها ..،

نعم (( فهم السلف )) في العقائد والعبادات هو ما قرروه وما نقل عنهم بالسند الصحيح وهو تفسيرهم لنصوص العقائد والعبادات والركون إلى فهمهم وفقههم فيها دون تخطيها ، لأن الحق في هذه الأمور لا يخرج عن مجموعهم بحال من الأحوال، ولا يصح تجاوزهم فيها بأي صورة من الصور .

مع أن هذا الكلام ليس صحيحا ..،

فعندي سؤال : هل الصحابة - رضي الله عنهم - اختلفوا في فهم النصوص الشرعية (الكتاب و النسة) ..؟

الحُميدي
2009-07-09, 06:08 PM
هب أن رجلا جاءك بخطاب بعثه ولي أمر إلى عامل عنده، مكتوب بلغة لا تفهمها أنت (وفهم لغة النص = آلة من آلات تلزمنا لفهم مراد الشارع من النصوص)..


هذا قياس فاسد ، لأن خطاب الشارع بلغة مفهومة بنص القرآن ، إلا إذا رميت الشريعة بالنقص ، و من تمام حفظ شرع الله الذي قام الله بحفظه ، أن تحفظ الوسائل و الأدوات المعينة على فهمه فهما صحيحا ...، و إلا فما حفظ الله شرعه ..، و في هذا تكذيب للقرآن..،

فشتان بين المسألة التي نحن فيها و بين المثال الذي أتيت به .، ففيهما من الفوارق ما يبطله .، و قد مضى واحد منها..،

أبو الفداء
2009-07-09, 06:21 PM
هذا قياس فاسد ، لأن خطاب الشارع بلغة مفهومة بنص القرآن ، إلا إذا رميت الشريعة بالنقص ، و من تمام حفظ شرع الله الذي قام الله بحفظه ، أن تحفظ الوسائل و الأدوات المعينة على فهمه فهما صحيحا ...، و إلا فما حفظ الله شرعه ..، و في هذا تكذيب للقرآن..،قاتل الله العجلة!!!
/// يا أخي قولك "بلغة مفهومة" قول ساقط التحرير لا ينضبط!!
نعم هي لغة مفهومة قطعا، ولكن بلسان من، وبفهم من؟ بلسان العامة أشباه الأعاجم أهل زماننا، أم بلسان العرب المخاطبين الأوائل؟ وكلامك هذا يكذبه الواقع لمن طالع أحوال الناس من فهم أبسط آيات قصار السور التي يصلي بها أكثر المسلمين في زماننا وهم حتى لا يفهمون أكثرها، ولا حول ولا قوة إلا بالله!!!
/// سلمنا لك بأنه "قياس فاسد"، فهل لو جئتك الآن بمثل صحيح، ستقبل القياس؟؟ أنت لا تقول بالقياس أصلا، فلا معنى عندك لضرب المثل ولا ثمرة له في إفهامك، والله المستعان!
/// ضياع لسان العرب اليوم وغلبة العجمة على أهل الزمان لا يعني ضياع القرءان وإلا كنا كأهل الكتاب سواءا بسواء! حفظ الله تعالى للذكر إنما هو بحفظ آلات فهمه معه وبقائها في الطائفة الظاهرة إلى يوم القيامة، وإلا أصبح القرءان نفسه على مر الزمان طلاسمات لا يفهمها الناس!! وهذه الآلات هي - بتمامها وبجملتها - ما نسميه بفهم السلف!!
فافهم الكلام قبل الرد، بارك الله فيك.

السكران التميمي
2009-07-09, 06:22 PM
حقيقة أنا لم أستوعب بعد على أي شيء يجادل المجادلون في مسألة (فهم السلف)؟!

هل يجادلون لماذا السلف فقط يفهمون ونحن لا نفهم؟!
أم يجادلون لأنهم لا يعتقدون فهمهم فهما صحيحا معتبرا؟!
أم أنهم يجادلون لأنه يكفينا نصوص الكتاب والسنة فقط حرفيا دون النظر في فهم مرادها والأوجه المحتملة منها؟!
أم أنهم يجادلون لأن ما يسمى (فهم السلف) ينقض مذهبهم ولا يتفق معه؟!

والكلام كثير، لكن الفهم للأمور هو القليل.

لعل لي عودة قريبة للتوضيح إن شاء الله، وفي المشايخ الكرام خير كبير.

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-07-09, 06:36 PM
يقول اخي الفاضل التميمي لماذا يؤخذ بفهم السلف دون سواهم.
فسلف الأمة وأئمتها؛ _ وهم: أئمة العلم والدين من شيوخ العلم والعبادة
_ في مقابلة سقط الأمة وحثالتها _ وهم أهل البدع والضلال والزيغ والفساد فيها
واضبف الى ذلك الجهلة في كل عصر

اقول وكما نقلت عن الامام ابن تيمية رحمه الله: ولا تجد إماماً في العلم والدين، كمالك، والأوزاعي، والثوري، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ومثل: الفضيل وأبي سليمان، ومعروف الكرخي، وأمثالهم، إلا وهم مصرحون بأن أفضل علمهم ما كانوا فيه مقتدين بعلم الصحابة، وأفضل عملهم ما كانوا فيه مقتدين بعمل الصحابة، وهم يرون الصحابة فوقهم في جميع أبواب الفضائل والمناقب http://majles.alukah.net/imgcache/2009/07/41.jpg .
ثم إن التابعين وتابعيهم قد حصل لهم من العلم بمراد الله ورسوله ما هو أقرب إلى منزلة الصحابة ممن هم دونهم؛ وذلك لملازمتهم لهم، واشتغالهم بالقرآن حفظا وتفسيراً، وبالحديث رواية ودراية، ورحلاتهم في طلب الصحابة وطلب حديثهم وعلومهم مشهورة معروفة،
"ومن المعلوم أن كل من كان بكلام المتبوع وأحواله وبواطن أموره وظواهرها أعلم، وهو بذلك أقوم كان أحق بالاختصاص به،
ولا ريب أن أهل الحديث أعلم الأمة وأخصها بعلم الرسول صلى الله عليه وسلم"
.والمسلمون في شأن العقيدة يحتاجون إلى" معرفة ما أراد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بألفاظ الكتاب والسنة،
وأن يعرفوا لغة القرآن التي بها نزل،
وما قاله الصحابة والتابعون لهم بإحسان وسائر علماء المسلمين في معاني تلك الألفاظ،
فإن الرسول لما خاطبهم بالكتاب والسنة،
عرفهم ما أراد بتلك الألفاظ،
وكانت معرفة الصحابة لمعاني القرآن أكمل من حفظهم لحروفه،
وقد بلغوا تلك المعاني إلى التابعين أعظم مما بلغوا حروفه، ))))))

عبد الكريم بن عبد الرحمن
2009-07-09, 06:45 PM
هل المسلم العاقل يجادل في فهم الصحابة للنصوص و الوحي أنزل بينهم و هل المسلم يجادل في فهم التابعين بعد أن امتدحهم الرسول عليه الصلاة و السلام و أثنى على قرنهم.


لم يخالف في هذا الا اثنان أولهما المبتدعة و لا حاجة في محاورتهم و ثانيهم داود الظاهري بجعله قول الصحابي أمرنا و نهينا ليس له حكم المرفوع فزعم أن فهم الصحابة للنص مقدوح فيه و لا بد ان يصرح بأمر النبي عليه الصلاة و السلام.


و يرد على كليهما بآية واحدة : صراط الذين أنعمت عليهم. هذا الصراط الذي اتبعه الصحابة رضوان الله عليهم و من جاء بعدهم فمن نهج نهجهم قد تسمك به و من خرج عنه ضل ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم قال ((خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم))

قال ابن مسعود(( من كان منكم مستناً فليستن بمن مات ، فإن الحي لاتؤمن عليه الفتنه ، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم ، كانوا أفضل هذه و أبرها قلوباً ، وأعمقها علماً.........ءإلى أن قالء فإنهم كانوا على الهدى المستقيم))


وقال رضي الله عنه أيضاً(( إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه و سلم خير قلوب العباد ، فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد ، فجعلهم وزراء نبيه ، يقاتلون على دينه ، فما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن ، وما رأوه سيئاً فهو عند الله سيء)) إذن فالمسلمون المقصودون عند ابن مسعود هم الصحابة
قال تعالى((السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه))
فالرضا على من جاء بعد الصحابه كان من أجل إقتدائهم بهم


و لا يطعن في فهم السلف إلا أصحاب البدع و من شابههم فهم المغتاظون من الصحابة و فضلهم.

قال الله عز وجل: ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا .


و السلام عليكم

السكران التميمي
2009-07-09, 06:53 PM
أكرمك الله أخي الفاضل (أبا عبد الرحمن) وألانك (ابتسامة)

وتعقيبا على كلام الشيخ الموقر (أبا محمد) فأقول:

قال الإمام الشاطبي في (الموافقات ج3/ص404):
(لأن فهم القرآن إنما يرد على القلوب على وفق ما نزل له القرآن وهو الهداية التامة على ما يليق بكل واحد من المكلفين وبحسب التكاليف وأحوالها لا بإطلاق وإذا كانت كذلك فالمشي على طريقها مشي على الصراط المستقيم ولأن الإعتبار القرآني قلما يجده إلا من كان من أهله عملا به على تقليد أو اجتهاد فلا يخرجون عند الإعتبار فيه عن حدوده كما لم يخرجوا في العمل به والتخلق بأخلاقه عن حدوده بل تنفتح لهم أبواب الفهم فيه على توازي أحكامه ويلزم من ذلك أن يكون معتدا به لجريانه على مجاريه والشاهد على ذلك ما نقل من فهم السلف الصالح فيه فإنه كله جار على ما تقضي به العربية وما تدل عليه الأدلة الشرعية حسبما تبين قبل.). انتهى

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-07-09, 06:58 PM
يقول بعض الفضلاء
يقول ابن القيم: وكلام جميل في أعلام الموقعين يقول: الصحابة كل جهدهم في أمرين: ماذا قال الله ورسوله وما معناه فقط.
كل جهدهم استفرغوا جهدهم كله في ماذا؟ قال الله ورسوله، يتناقلون الحديث والآية وما معناها،
الصحابة ما كانوا يحتاجون علم المصطلح أخذوا الوحي مباشرة،
ما يحتاجون علم أصول الفقه، فهمهم فهم عربي، ما أدركتهم عجمة، ما يحتاجون إلى النحو، لسانهم لسان عربي،
ما يحتاجون إلى كثير مما أحدثه الناس. فإذًا كلهم، الآن يكون في حتى أهل الحديث يكون كثير منهم لا يصل إلى الوحي إلا وقد تعبت ضعفت قواه من كثرة ما يصرفها في علوم الآلة، ولذلك خذ من علوم الآلة الضروري، واجعل كل جهدك في ... ماذا قال الله وما معناه، ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم وما معناه، ماذا قال الصحابة في الآثار وما معناه.
اجعل كل جهدك، هذا هو العلم، هذا هو العلم. نعم

الحُميدي
2009-07-09, 07:13 PM
قاتل الله العجلة!!!
/// يا أخي قولك "بلغة مفهومة" قول ساقط التحرير لا ينضبط!!
نعم هي لغة مفهومة قطعا، ولكن بلسان من، وبفهم من؟ بلسان العامة أشباه الأعاجم أهل زماننا، أم بلسان العرب المخاطبين الأوائل؟ وكلامك هذا يكذبه الواقع لمن طالع أحوال الناس من فهم أبسط آيات قصار السور التي يصلي بها أكثر المسلمين في زماننا وهم حتى لا يفهمون أكثرها، ولا حول ولا قوة إلا بالله!!!


لا ادري أين ذكرتُ العامة و أشباه الأعاجم في كلامي ، حتى تجعل كلامي يتضمن الإشارة إليهم ..، فأنا أقصد اهل النظر و الاجتهاد ..، و مع ذلك فما قلتَه عن العامة يهوي عليه الواقع بقذائف الفساد و البطلان ..، فأنت إن سألتَ شخصا من عامة الناس عن معنى آية ، أعطاك معناها الجمْلي الذي يتبادر إلى ذهن كل شخص له بالعربية صلة - و إن كانت هشة-..، و مع أن معانيه لائحة للعامة فهو في نفس الوقت معجز النظم ، تعجز الأقحاح عن الإتيان بمثله ..، وهذا لا ينكره إلى مكابر او معاند ..، وهذه من آيات الله ..،

و لا أدري من يكذبه الواقع و من يصدقه ؟؟



وهذه الآلات هي - بتمامها وبجملتها - ما نسميه بفهم السلف!!
فافهم الكلام قبل الرد، بارك الله فيك.


ما سميته أنت الآن بفهم السلف ، متناقض مع ما ذكره إخوانك المناصرين لك أعلاه ، فهم لا يقولون أن طريقة فهم النصوص أو النظر الصحيح في النصوص ، هو ( فهم السلف) ..، إذ هذا محل اتفاق ، فاستجماع نصوص الباب مع توظيف الأدوات المسدِّدة للفهم و الاجتهاد أمر لا يخالف فيه مخالف ...، و ليست هي المقصودة بـ(فهم السلف).

إذ المقصود بـ( فهم السلف ) هو الأخذ بمؤدى فهمهم ، أو الأخذ بنِتاج أنظارهم ، و تبنيها دون الخروج عنها ، أو الالتزام بفهوهم مع عدم الإتيان بفهم لا يتفق مع فهمٍ فهمَه أحدُهم ، و إلا عُد شذوذا عنهم ...، و ذلك بعدة اعتبارات ذكرها بعض الأفاضل منها : الأفضلية و غيرها...،

فهذه هي المعاني التي يحوم حولها من يتبنى الأخذ بـ(فهم السلف) ، و أما ان نسلك المسلك السديد في فهم النصوص ..، فهذا ليس محل النزاع ..،

الحُميدي
2009-07-09, 07:19 PM
يقول ابن القيم: وكلام جميل في أعلام الموقعين يقول: الصحابة كل جهدهم في أمرين: ماذا قال الله ورسوله وما معناه فقط.
كل جهدهم استفرغوا جهدهم كله في ماذا؟ قال الله ورسوله، يتناقلون الحديث والآية وما معناها،
الصحابة ما كانوا يحتاجون علم المصطلح أخذوا الوحي مباشرة،
ما يحتاجون علم أصول الفقه، فهمهم فهم عربي، ما أدركتهم عجمة، ما يحتاجون إلى النحو، لسانهم لسان عربي،
ما يحتاجون إلى كثير مما أحدثه الناس. فإذًا كلهم، الآن يكون في حتى أهل الحديث يكون كثير منهم لا يصل إلى الوحي إلا وقد تعبت ضعفت قواه من كثرة ما يصرفها في علوم الآلة، ولذلك خذ من علوم الآلة الضروري، واجعل كل جهدك في ... ماذا قال الله وما معناه، ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم وما معناه، ماذا قال الصحابة في الآثار وما معناه.
اجعل كل جهدك، هذا هو العلم، هذا هو العلم. نعم

أخي الفاضل ..، ليس في هذا كلام دليلا على الالتزام بفهم الصحابة رضي الله عنهم ، فكل ما ذكره العلامة ابن القيم -رحمه الله - صحيح و لكن ليس حجة و لا دليلا ..،

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-07-09, 07:56 PM
اخي الكريم تقول:
ليس في هذا الكلام دليلا على الالتزام بفهم الصحابة رضي الله عنهم
اقول كانك لم تقرا مانقل
عن ابن مسعود رضي الله عنه (من كان مستنا فليستن بمن قد مات، اولئك اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا خير الأمة، أبرها قلوباً، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه)
وما قاله الامام الشافعي رحمه الله:.'
.. فعلموا ما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم عاماً وخاصاً، وعزما وإرشاداً، وعرفوا من سنته ما عرفنا وجهلنا، وهم فوقنا في كل علم واجتهاد، وورع وعقل،
وآراؤهم لنا أحمد وأولى بنا من رأينا عند أنفسنا، ومن أدركنا ممن يرضى أو حكى لنا عنه ببلدنا
صاروا فيما لم يعلموا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيه سنة إلى قولهم إن اجتمعوا،
أو قول بعضهم إن تفرقوا، وهكذا نقول، ولم نخرج عن أقاويلهم، وإن قال أحدهم ولم يخالفه غيره أخذنا بقوله

شذى الجنوب
2009-07-09, 08:56 PM
لعل في إجابة الشيخ الألباني هذه ردا وافيا -إن كنتُ قد فهمتُ مناط الموضوع ومحور الخلاف-

ما معنى السلفية ؟ وإلى من تنسب ؟ وهل يجوز الخروج عن فهم السلف الصالح في تفسير النصوص الشرعية ؟


___________
السؤال


بعض الأخوة الجالسين يسمعون عن الدعوة السلفية سماعاً ويقرؤون عنها ما يُكتب من قِبَلِ خصومها لا من قِبَلِ أتباعها ودُعاتِها ، فالمرجو من فضيلتكم – وأنتم من علماء السلفية ودعاتها – شرح موقف السلفية بين الجماعات الإسلامية اليوم


الجواب


أنا أجبتُ عن مثل هذا السؤال أكثر من مرة ، لكن لا بد من الجواب وقد طُرِحَ السؤال ، فأقول : أقول كلمة حقٍّ لا يستطيع أي مسلم أن يجادل فيها بعد أن تتبين له الحقيقة : أول ذلك : الدعوة السلفية ، نسبة إلى ماذا ؟ السلفية نسبة إلى السلف ، فيجب أن نعرف من هم السلف إذا أُطلق عند علماء المسلمين : السلف ، وبالتالي تُفهم هذه النسبة وما وزنها في معناها وفي دلالتها ، السلف : هم أهل القرون الثلاثة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية في الحديث الصحيح المتواتر المخرج في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) هدول القرون الثلاثة الذين شهد لهم الرسول عليه السلام بالخيرية ، فالسلفية تنتمي إلى هذا السلف ، والسلفيون ينتمون إلى هؤلاء السلف ، إذا عرفنا معنى السلف والسلفية حينئذٍ أقول أمرين اثنين :


الأمر الأول : أن هذه النسبة ليست نسبة إلى شخص أو أشخاص ، كما هي نِسَب جماعات أخرى موجودة اليوم على الأرض الإسلامية ، هذه ليست نسبة إلى شخص ولا إلى عشرات الأشخاص ، بل هذه النسبة هي نسبةٌ إلى العصمة ، ذلك لأن السلف الصالح يستحيل أن يجمعوا على ضلالة ، وبخلاف ذلك الخلف ، فالخلف لم يأتِ في الشرع ثناء عليهم بل جاء الذم في جماهيرهم ، وذلك في تمام الحديث السابق حيث قال عليه السلام : ( ثم يأتي من بعدهم أقوامٌ يَشهدون ولا يُستشهدون ، ) إلى آخر الحديث ، كما أشار عليه السلام إلى ذلك في حديث آخر فيه مدحٌ لطائفةٍ من المسلمين وذمٌّ لجماهيرهم بمفهوم الحديث حيث قال عليه السلام : ( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله ) أو ( حتى تقوم الساعة ) ، فهذا الحديث خص المدح في آخر الزمن بطائفة ، والطائفة : هي الجماعة القليلة ، فإنها في اللغة : تطلق على الفرد فما فوق .


فإذن إذا عرفنا هذا المعنى في السلفية وأنها تنتمي إلى جماعة السلف الصالح وأنهم العصمة فيما إذا تمسك المسلم بما كان عليه هؤلاء السلف الصالح حينئذٍ يأتي الأمر الثاني الذي أشرتُ إليه آنفاً ألا وهو أن كل مسلم يعرف حينذاك هذه النسبة وإلى ماذا ترمي من العصمة فيستحيل عليه بعد هذا العلم والبيان أن – لا أقول : أن – يتبرأ ، هذا أمرٌ بدهي ، لكني أقول : يستحيل عليه إلا أن يكون سلفياً ، لأننا فهمنا أن الانتساب إلى السلفية ، يعني : الانتساب إلى العصمة ، من أين أخذنا هذه العصمة ؟ نحن نأخذها من حديث يستدل به بعض الخلف على خلاف الحق يستدلون به على الاحتجاج بالأخذ بالأكثرية – بما عليه جماهير الخلف – حينما يأتون بقوله عليه السلام : ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) ، ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) لا يصح تطبيق هذا الحديث على الخلف اليوم على ما بينهم من خلافات جذرية ، ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) لا يمكن تطبيقها على واقع المسلمين اليوم وهذا أمرٌ يعرفه كل دارس لهذا الواقع السيء ، يُضاف إلى ذلك الأحاديث الصحيحة التي جاءت مبينةً لما وقع فيمن قبلنا من اليهود والنصارى وفيما سيقع في المسلمين بعد الرسول عليه السلام من التفرق ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ) قالوا : من هي يا رسول الله ؟ قال : ( هي الجماعة ) هذه الجماعة : هي جماعة الرسول عليه السلام هي التي يمكن القطع بتطبيق الحديث السابق : ( لا تجتمع أمتي على ضلالة ) أن المقصود بهذا الحديث هم الصحابة الذين حكم الرسول عليه السلام بأنهم هي الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم ونحا نحوهم ، وهؤلاء السلف الصالح هم الذين حذرنا ربنا عز وجل في القرآن الكريم من مخالفتهم ومن سلوك سبيل غير سبيلهم في قوله عز وجل : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا )


أنا لَفَتّ نظر إخواننا في كثيرٍٍ من المناسبات إلى حكمة عطف ربنا عز وجل قوله في هذه الآية ويتبع غير سبيل المؤمنين على مشاققة الرسول ، ما الحكمة من ذلك ؟ مع أن الآية لو كانت بحذف هذه الجملة ، لو كانت كما يأتي : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا ) لكانت كافية في التحذير وتأنيب من يشاقق الرسول صلى الله عليه وسلم ، والحكم عليه بمصيره السيئ ، لم تكن الآية هكذا ، وإنما أضافت إلى ذلك قوله عز وجل : ( ويتبع غير سبيل المؤمنين ) هل هذا عبث ؟! - حاشا لكلام الله عز وجل من العبث ـ إذن ما الغاية..؟


ما الحكمة من عطف هذه الجملة ((ويتبع غير سبيل المؤمنين)) على مشاققة الرسول..؟ الحكمة في كلام الإمام الشافعي، حيث استدل بهذه الآية على الإجماع، أي : من سلك غير سبيل الصحابة الذين هم العصمة – في تعبيرنا السابق – وهم الجماعة التي شهد لها الرسول عليه السلام أنها الفرقة الناجية ومن سلك سبيلهم ، هؤلاء هم الذين لا يجوز لمن كان يريد أن ينجو من عذاب الله يوم القيامة أن يخالف سبيلهم ، ولذلك قال تعالى : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوَلِّهِ ما تولى ونُصْلِهِ جهنم وساءت مصيرا .


إذن على المسلمين اليوم في آخر الزمان أن يعرفوا أمرين اثنين :


أولاً : من هم المسلمون المذكورين في هذه الآية ثم ما الحكمة في أن الله عز وجل أراد بها الصحابة الذين هم السلف الصالح ومن سار سبيلهم ..؟ قد سبق بيان جواب هذا السؤال أو هذه الحكمة وخلاصة ذلك أن الصحابة كانوا قريب عهد بتلقي الوحي غضا طريا من فم النبي صلى الله عليه وآله وسلم أولاً ثم شاهدوا نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم الذي عاش بين ظهرانيهم يطبق الأحكام المنصوصة عليها في القرآن والتي جاء ذكر كثير منها في أقواله عليه الصلاة والسلام بينما الخلف لم يكن لهم هذا الفضل من سماع القرآن وأحاديث الرسول عليه السلام منه مباشرةً ثم لم يكن لهم فضل الاطلاع على تطبيق الرسول عليه السلام لنصوص الكتاب والسنة تطبيقاً عملياً ، ومن الحكمة التي جاء النص عليها في السنة : قوله عليه السلام : ( ليس الخبر كالمعاينة ، ) ومنه بدأ ومنه أخذ الشاعر قوله : ( وما راءٍ كمن سمع ) فإذن الذين لم يشهدوا الرسول عليه السلام ليسوا كأصحابه الذين شاهدوا وسمعوا منه الكلام مباشرة ورأوه منه تطبيقاً عمليا ، اليوم توجد كلمة عصرية نبغ بها بعض الدعاة الإسلاميين وهي كلمة جميلة جداً ، ولكن أجمل منها أن نجعل منها حقيقةً واقعة ، يقولون في محاضراتهم وفي مواعظهم وإرشاداتهم أنه يجب أن نجعل الإسلام يمشي واقعاً يمشي على الأرض ، كلام جميل ، لكن إذا لم نفهم الإسلام وعلى ضوء فهم السلف الصالح كما نقول لا يمكننا أن نحقق هذا الكلام الشاعري الجميل أن نجعل الإسلام حقيقة واقعية تمشي على الأرض ، الذين استطاعوا ذلك هم أصحاب الرسول عليه السلام للسببين المذكورين آنفاً ، سمعوا الكلام منه مباشرةً ، فَوَعَوْهُ خير من وَعِيَ ،ثم في أمور هناك تحتاج إلى بيان فعلي ، فرأوا الرسول عليه السلام يبين لهم ذلك فعلاً ، وأنا أضرب لكم مثلاً واضحاً جداً ،هناك آيات في القرآن الكريم ، لا يمكن للمسلم أن يفهمها إلا إذا كان عارفاً للسنة التي تبين القرآن الكريم ، كما قال عز وجل : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّلَ إليهم ) مثلاً قوله تعالى : (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما )


الآن هاتوا سيبويه هذا الزمان في اللغة العربية فليفسر لنا هذه الآية الكريمة (والسارق) ،من هو ؟ لغةً لا يستطيع أن يحدد السارق ، واليد ما هي ؟ لا يستطيع سيبويه آخر الزمان لا يستطيع أن يعطي الجواب عن هذين السؤالين ، من هو السارق الذي يستطيع أو الذي يستحق قطع اليد ؟ وما هي اليد التي ينبغي أن تُقطع بالنسبة لهذا السارق ؟ اللغة : السارق لو سرق بيضة فهو سارق ، واليد في هذه لو قُطِعَتْ هنا أو هنا أو في أي مكان فهي يدٌ ، لكن الجواب هو : - حين نتذكر الآية السابقة : ( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزِّلَ إليهم )


الجواب في البيان ، فهناك بيان من الرسول عليه السلام للقرآن ، هذا البيان طَبَّقَهُ عليه السلام فعلاً في خصوص هذه الآية كمثل وفي خصوص الآيات الأخرى ، وما أكثرها ، لأن من قرأ في علم الأصول يقرأ في علم الأصول أنه هناك عام وخاص ومطلق ومقيد وناسخ ومنسوخ ، كلمات مجملة يدخل تحتها عشرات النصوص ، إن لم يكن مئات النصوص ، نصوص عامة أوردتها السنة ، ولا أريد أن أطيل في هذا حتى نستطيع أن نجيب عن بقية الأسئلة .


المفتي : الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ... نقلا عن بوابة الإسلام

تساؤل بريء..
لم كثر التلميح حول فهم السلف الصالح في هذه الأيام؟؟
ولم بعض من ينتسب للعلم بدأ يظهر نوع تبرم أو تشكيك في لزوم التمسك بفهم السلف الصالح؟؟
وهل يريدون الاعتذار لبعض الخلف في فهمهم المخالف لفهم السلف الصالح؟؟

عبد الرحمان المغربي
2009-07-09, 10:30 PM
شيخنا السكران : استغفر الله في حقك , وانا عبد الرحمن وليس والده (ابتسامة) .. وإنما قصدت بلم استسغه : لم يعجبني .
وأرجو أن العذر قد قام (ابتسامة).

كل هذا الكلام والتطويل فليس فيه إلا :
1-إجماع السلف واجب اتباعه : وهذا إجماع لازم عند الجمهور والأغلبية الساحقة من الأمة.
2-إن اختلفوا فلا مزية لقول أحد على الآخر إلا بالدليل : والدليل من نص أو لغة .
3-نقول : الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة قطعا لدابر المبتدعة وأتصور أن مجرد تقعيد قواعد الإستنباط الصحيحة كاف لهذا الغرض , وذلك أن البعض صار يستغل مسألة فهم السلف : لتحريم كل شئ ولتبديع كل أحد ولقمع كل مخالف!

_ما سؤالك البرئ يا شذى الجنوب : فنحن في منتدى تأمل ونقاش و وغذا لم نتناقش فليغلق المنتدى إذ ما فائدته آنذاك : تحميل الكتب فقط!

السكران التميمي
2009-07-09, 10:52 PM
يعلم الله يا أخي الحبيب المبارك (عبد الرحمن) يخشى والله ان تتطور الأمور فيما بعد إلى أبعد من مسألة (ترك فهم السلف والإعراض عنه) إلى مسألة أخطر وأعظم وهي (ترك السلف أنفسهم وهجرهم) ومن ثم الدخول شيئا فشيئا إلى (الهالة السوداء أو الثقب الأسود) الذي لا رجعة معه.

والله الذي لا إله إلا هو لولا الله ثم السلف لما وصلت هذه السنة الغراء إلى كل من يحاول طمس أثرهم وفهمهم، يقولون في الأمثال: (أعط القوس باريها) فوالله لأن الخلق بعد نبيهم صلى الله عليه وسلم عيال عليهم، ولهم في رقبة كل منصف للحق دين لابد من إيفائه.

ومن ثم يأتي من يقول: لا عبرة بفهم السلف!!
سألتكم بالله تعالى وهل هؤلاء السلف سيفهمون فهما مجانبا للصواب غير مقبول وسيسكت عنهم بقيتهم ويقرونهم عليه بدون نكير؟!
وهل قد سمعنا عن واحد من السلف الصالح أنه فهم فهما لنص من النصوص مجانبا للصواب ومن ثم جعلنا فهمه هذا حجتنا بيننا وبين الله؟!

من هم سلف الأمة بنظركم؟
بشر المريسي! عبد الله بن سبأ! واصل بن عطاء! الجهم بن صفوان!

والله ما سلف الأمة إلا: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن و...، أمة وصحبة قد اختارها الله لرسوله، فنأتي نحن ونضرب بفهمهم عرض الحائط!

ثم من خلفهم؟
ابن كلاب! الحلاج! الجعد! ابن عربي!
والله ما خلفهم إلا: سعيد والحسن والثوري وابن عيينة وإبراهيم و...، أمة لا يوجد في فضل رجالها منازع، لكن هي الأهواء والتعصب الأعمى.

ماذا أقول وماذا أكتب، والله إني لأتحسر من أجد من يتبنى مثل هذا الأمر وهم من بني جلدتنا. فالله الأمر من قبل ومن بعد.

أبو الفداء
2009-07-09, 11:38 PM
الله المستعان! ألم أقل لك أنك تعجل وترد بلا تأمل!


لا ادري أين ذكرتُ العامة و أشباه الأعاجم في كلامي ، حتى تجعل كلامي يتضمن الإشارة إليهم ..، فأنا أقصد اهل النظر و الاجتهاد ..

وكيف يصبح العامي أعجمي اللسان واحدا من أهل النظر والاجتهاد؟ أليس بتعلم تلك الآلات التي بها يضبط الناس الفهم الصحيح لخطاب رب العالمين، التي لا يوصف الرجل بأنه مجتهد إلا بتحقيقها؟؟


، و مع ذلك فما قلتَه عن العامة يهوي عليه الواقع بقذائف الفساد و البطلان


دع عنك هذا القرع الأجوف أصلحك الله، فلا تقوم به الحجة ولا يُروى به الغليل!

فأنت إن سألتَ شخصا من عامة الناس عن معنى آية ، أعطاك معناها الجمْلي الذي يتبادر إلى ذهن كل شخص له بالعربية صلة - و إن كانت هشة-..، و مع أن معانيه لائحة للعامة فهو في نفس الوقت معجز النظم ، تعجز الأقحاح عن الإتيان بمثله ..، وهذا لا ينكره إلى مكابر او معاند ..، وهذه من آيات الله ..،

الله المستعان! أنا ما ذكرت "العامة" إلا لأبين لك الضرورة إلى تعلم لسان القرءان والسنة، لسان المخاطبين الأوائل، لا الأخذ بألسنتنا نحن على حالها هذا!! واللسان ليس إلا جزءا من أجزاء يلزم الناس تعلمها حتى يتأهل الواحد منا للاحتجاج بالقرءان والسنة في مثل هذا الذي نحن فيه! فإن كنت لا ترى وجوب هذا التعلم حتى يتأهل الناس للاجتهاد، فلا أدري لماذا أنت هنا أصلا؟!
يا أخ حميدي، القصد من هذا المثال - كما لا أظنه قد خفي على أحد سواك - أننا لم نكن حاضري الوحي ولا شهدناه، ونحن مطالبون بالعمل به كما عمل أول المخاطبين به الذين زكاهم الله، فلا الفهم الصحيح ولا العمل الصحيح يستقيمان لنا إلا اقتداءا بهم .. (واللغة – لغة هؤلاء المخاطبين الأوائل - ليست إلا جانبا من جوانب كثيرة يلزمنا الإلمام بها حتى نرجو أن نفهم الخطاب كما فهموه وأن يسعنا ما وسعهم وألا نشذ عن سبيلهم الذي زكاه الله وأمر باتباعه)
فلا الكتاب ولا السنة ولا الإجماع ولا غير ذلك يمكن الاستفادة منهما على الوجه الصحيح في معرفة أحكام الله تعالى ومراداته من خطابه إلا بتلمس طرق تحقيق هذا الفهم...
فهل عندك اعتراض على هذا المعنى ؟؟؟
أنا لا أتكلم عن العامة الأعاجم وأشباههم ومدى فهمهم لما يصلهم من القرءان إذا ما سمعوه! ففهمهم لا تقوم به حجة في الدين أصلا، إلا إن كنتَ من جملة القائلين بأن القرءان يمكن لأي أحد أن يفهمه كما يشاء، وأنه علينا أن نتخذ له تفسيرا عصريا جديدا يناسب زماننا، من باب تجديد الدين وتحقيق المرونة التي تناسب أحوالنا – زعموا! فإن كان للفظ الواحد في القرءان أربعة أو خمسة وجوه في اللغة، وقال السلف الأول بوجه منها، فلا يلزمنا ذلك الوجه، ولنختر نحن ما يحلو لنا، ما دامت اللغة العربية تتسع له!!!
فإن قلت أنك ترى جواز هذه الطريقة في التعامل مع النصوص، فاسمح لي أن أنهي حواري معك الآن ولا أعقب، والله المستعان.


ما سميته أنت الآن بفهم السلف ، متناقض مع ما ذكره إخوانك المناصرون لك أعلاه ، فهم لا يقولون أن طريقة فهم النصوص أو النظر الصحيح في النصوص ، هو ( فهم السلف) ..، إذ هذا محل اتفاق ، فاستجماع نصوص الباب مع توظيف الأدوات المسدِّدة للفهم و الاجتهاد أمر لا يخالف فيه مخالف ...، و ليست هي المقصودة بـ(فهم السلف).
أهذا ما فهمته من كلامهم؟ أنهم لا يقولون بأن طريقة فهم النصوص أو النظر الصحيح هي من فهم السلف؟؟ سبحان الله!
أراك والله ما تدري ما تقصده بقولك "طريقة فهم النصوص والنظر الصحيح في النصوص"!
من أين أخذ الناس هذا النهج نفسه بالأساس : "استجماع نصوص الباب مع توظيف الأدوات المسدِّدة للفهم و الاجتهاد أمر لا يخالف فيه مخالف" إلا من فهم السلف ومن طريقتهم، وسعيا للوصول إلى ما وصلوا إليه وما جرى به عملهم؟؟؟
ما هذه المكابرة؟؟؟


إذ المقصود بـ( فهم السلف ) هو الأخذ بمؤدى فهمهم ، أو الأخذ بنِتاج أنظارهم ، و تبنيها دون الخروج عنها ، أو الالتزام بفهوهم مع عدم الإتيان بفهم لا يتفق مع فهمٍ فهمَه أحدُهم ، و إلا عُد شذوذا عنهم ...، و ذلك بعدة اعتبارات ذكرها بعض الأفاضل منها : الأفضلية و غيرها...،

فهذه هي المعاني التي يحوم حولها من يتبنى الأخذ بـ(فهم السلف) ، و أما ان نسلك المسلك السديد في فهم النصوص ..، فهذا ليس محل النزاع ..،

أقول وبالله المستعان، هذا الصدع الذي ضربتَه بين "الفهم" و"مؤدى الفهم" أو "نتاج الفهم" إنما هو مصدر ذلك الخلل الأصيل عندك لو تأملت بروية وإنصاف! المجتهد يا أخي الكريم عندما يشرع في جمع النصوص والنظر فيها، ماذا يريد؟ لا يريد إلا الوصول إلى حكم الله تعالى التكليفي على مراد الله جل وعلا من عباده! أليس كذلك؟ بلى ولا شك!
فإن كان ذلك كذلك، فهل هو أول من خوطب بهذا النص، وحضر مهبط الوحي وسمع من أمين الوحي ما سمع ورأى منه ما رأى؟ أم أنه خرج في زمان غير الزمان ومكان غير المكان ولسان غير اللسان، فهو مطالب بتلمس السبل لما علم أنه ينقصه ولا شك، حتى يفهم كما فهموا ويجيب كما أجابوا؟؟؟
أو تراه اكتشف هذا النص في رقاع في صندوق في قاع البحر – مثلا -، فهو أول آخذ لما فيه من الأحكام غير مسبوق إلى ذلك ؟؟؟
المراد بالاجتهاد معرفة حكم جرى به عمل قرون طويلة من المسلمين فيمن سلف (فهو موجود فيهم وإلا أجمعوا على ضلالة وهو ممتنع) - بخلاف النوازل التي سبيلها القياس والأشباه والنظائر وغير ذلك مما عرفناه من طريقة الصحابة رضي الله عنهم!
فإن كان ذلك كذلك، واختلف الناس على أقوال شتى، فما المرجع إن لم يكن اتفاق وخلاف الأولين المشهود لهم بحسن الأداء والإجابة، الذين رأوا من رسول الله ما لم نره وسمعوا منه ما لم نسمعه، ومات عليه السلام وهو عنهم راض؟؟؟ إن فهمت كما فهموا، فستخرج بما ترجو معه أن تكون على الحكم الصحيح الذي نجزم بأنه لم يخرج عما قالوا به!!
فمن أين يا رعاك الله جئت بهذا الفصل بين الفهم وأدواته وبين ما يؤدي إليه الفهم؟؟
والله لو فهمت النصوص كما فهموها لما وصلت إلا لما وصلوا إليه!!
يا أخي راجع الكلام وتأمل بروية بارك الله فيك ولا تعجل في الرد، فلسنا هنا في حرب مذهبية، وإنما الغاية بيان الحق ومعرفته بدليله، والله الموفق المستعان.

عبد الرحمان المغربي
2009-07-10, 12:23 AM
بارك الله فيك يا شيخنا التميمي : وكلامك صحيح , وكل من يقول قول الصحابي لا عبرة به وفهم السلف نطرحه...فقد فهم الأمر على غير وجهه...
لكنني أريد تحرير المسألة فقط ومحاولة التحرير هذه -لك ان ترى أين أصولتنا- فلم يستطع أحد ان يوصل المسألة ببيان ناصع ...
وكل ما يقوله الشيخ البخاري وغيره : فأنا أوافقهم فيه : لأن حاصل قولهم "ما أطبق عليه السلف نطبق عليه" وهذا المعنى جيد لأنه هو الإجماع بعينه...
ولكم أن تلاحظوا يا شيخنا التميمي : أن الكثير يستخدم هذا المصطلح -أعني فهم السلف- من غير انضباط علمي : بل وربما بلا مستند أصلا !!

أبو فهر السلفي
2009-07-10, 01:54 AM
يا أبا الفداء رضي الله عنك وعن والديك...مكن تصحح سؤالي وتحرره زي ما انت عاوز بس تجاوبني عليه ...

الاحتجاج بفهم السلف هل هو احتجاج بإجماعهم على فهم معين من نص معين أو هو من جنس ذلك أو هو غيره ؟؟

أبو الفداء
2009-07-10, 05:09 AM
آمين وعنك وعن والديك والمسلمين.
والله يا أخي في ظني أني أجبتك.
فإن كان قد خفي عليك الجواب فأقول:
حجية النص في العقائد والأحكام (وفي منزلتها تأتي حجية إجماع السلف) شيء، وضبط فهم النص بالأساس - ومن ثم مآل الاستدلال به - على الفهم الصحيح ومنهج النظر الصحيح (فهم السلف المفضي ولا شك إلى لزوم أقوالهم بالجملة عند اختلافهم) شيء آخر.

فهل تقوم بالنص حجة أصلا دون فهمه الفهم الصحيح؟؟
وهل اختلاف الناس إلا من زعم كل طائفة منهم أن فهمها هو الفهم الصحيح؟؟
فما المرجع وما المآل عندئذ لتحقيق الفهم الصحيح؟؟
القصد أن لزوم فهم السلف واجب لا من جهة حجيته كالنص .. وإنما من جهة أنه السبيل الصحيح إلى معرفة معنى ومآل النص وكيفية الانتفاع به عند النظر والاستنباط، وبالتالي كيفية الاحتجاج به على الوجه الصحيح.
وهذا مؤداه وحاصله عند التأمل: قولنا بأنهم إن اختلفوا لم يجز لنا الخروج عن جملة أقوالهم، وجاز أن يسعنا ما وسعهم.. أما أن نخرج عما وسعهم بقول لم يروا هم ولا من تبعهم أي اعتبار له - مع توافر الدواعي لنقله بين المنقول من المذاهب - (على افتراض أنه قد وجد فيهم أصلا) فهذا شذوذ عن الفهم الصحيح والسبيل المستقيم، ولا فرق في ذلك بين العقائد والأحكام..

هذا جوابي إن كنتُ قد فهمتُ سؤالك الفهم الصحيح (ابتسامة)
فأفصح عما في خاطرك، بارك الله فيك.

الحُميدي
2009-07-10, 06:28 AM
سأترك بعضا من كلامك الذي لا أرى له صلة بما نحن فيه ، و أحادثك فيما يندرج في صلب المسألة ..،


أراك والله ما تدري ما تقصده بقولك "طريقة فهم النصوص والنظر الصحيح في النصوص"!


راجع كلامي و تمعنه جيدا ..، فقد قررت أن "النظر الصحيح " عُلم من صنيع السلف الصالح ...، فالأناة الأناة ..،





فإن كان ذلك كذلك، واختلف الناس على أقوال شتى، فما المرجع إن لم يكن اتفاق وخلاف الأولين المشهود لهم بحسن الأداء والإجابة، الذين رأوا من رسول الله ما لم نره وسمعوا منه ما لم نسمعه، ومات عليه السلام وهو عنهم راض؟؟؟ إن فهمت كما فهموا، فستخرج بما ترجو معه أن تكون على الحكم الصحيح الذي نجزم بأنه لم يخرج عما قالوا به!!
فمن أين يا رعاك الله جئت بهذا الفصل بين الفهم وأدواته وبين ما يؤدي إليه الفهم؟؟
والله لو فهمت النصوص كما فهموها لما وصلت إلا لما وصلوا إليه!!




فمفاد كلامك هذا بين البطلان ، لأنك ظننت بأن اتحاد المسلك - أو الطريقة - في فهم النصوص ، يلزم منه أن تكون النتيجة واحدة، و هذا يدري بطلانه كل من له بالفقه أدنى اعتناء ..،


اعلم أنه لا يلزم من انتهاج نفس النهج في فهم النصوص أن تتفق الأقوال ..، و ذلك لعوارض قد تعرض للمجتهد ، و انا هنا اتكلم بالخصوص عن السلف - رضي الله عنهم - فمع سلوكهم المنهج الصحيح في فهم النصوص لم يتفقوا ، بل اختلفوا ، و سبب الاختلاف سطرها الإمام الأشم في ( الإحكام) و شيخ الإسلام في (رفع الملام) ..،


و ما يهمني هنا ، هو : تفاوت الناس في قوة الفهم ، فهذا أمر جبل عليه الإنسان ، و هذا ينطبق على السلف ، إذ مراتب الفهم لديهم متفاوتة كل بحسبه ،

و من ادعى أن فهم السلف على اتفاق ، فقد ادعى باطلا ، و يستثنى من هذا ما اجمعوا عليه ..،

و قد يأتي من بعد السلف من يسلك مسلكهم في فهم النصوص ، و يفهم منه فهما لم يقل به أحد منهم (أي السلف) ، و هو فهم مبني على النظر الصحيح ، فهل يطرح هذا الفهم لأن أحدا من السلف لم يقل به ؟

فطريقة الفهم ، ليس هو مؤدى الفهم ، الذي يتمثل في أقوالهم التي بنوها على هذا الفهم ...،

فطريقتهم في فهم النصوص ننتهجها ، ولا يلزم من ذلك أن ما توصلنا سيكون متفقا و ما توصلوا إليه ..،



فلزوم فهم السلف واجب لا من جهة حجيته كالنص .. وإنما من جهة أنه السبيل الصحيح إلى معرفة معنى ومآل النص وكيفية الانتفاع به عند النظر والاستنباط، وبالتالي الاحتجاج به على الوجه الصحيح.


عندي سؤال : هل السلف اختلفوا في ( فهم النص) أم لا ؟





وهذا مؤداه قولنا بأنهم إن اختلفوا لم يجز لنا الخروج عن جملة أقوالهم، وجاز أن يسعنا ما وسعهم..



ما دليلك على هذا من ( القرآن و السنة) ..؟؟؟؟




أما أن نخرج عما وسعهم فهذا شذوذ عن سبيلهم، ولا فرق في ذلك بين العقائد والأحكام..



ما معنى الشذوذ بارك الله فيك ...،؟؟


تنبيه : أشكرك على تنبيهك على الخطأ النحوي الذي وقعت فيه ..،

طلب : حاول أن تناقشني بدون إطالة ..، حتى لا أطيل أيضا ..،

أبو الفداء
2009-07-10, 07:42 AM
فمفاد كلامك هذا بين البطلان ، لأنك ظننت بأن اتحاد المسلك - أو الطريقة - في فهم النصوص ، يلزم منه أن تكون النتيجة واحدة، و هذا يدري بطلانه كل من له بالفقه أدنى اعتناء ..،

إن كنتَ قد فهمتَ من كلامي أن اتحاد المسلك يلزم منه الانتهاء إلى قول واحد، فأعد قراءة الكلام واجمع بعضه إلى بعض، واسأل عما أشكل عليك فيه لأعيد بيانه إن لك إن لزم الأمر!! أما هذه الجعجعة التي يحسنها الأقزام ولا يحسنون غيرها (يدري بطلانه كل من له بالفقه أدنى اعتناء) فلن أصبر على مواصلة الحوار معك بها!!

وكم من عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم!!!




اعلم أنه لا يلزم من انتهاج نفس النهج في فهم النصوص أن تتفق الأقوال ..، و ذلك لعوارض قد تعرض للمجتهد ، و انا هنا اتكلم بالخصوص عن السلف - رضي الله عنهم - فمع سلوكهم المنهج الصحيح في فهم النصوص لم يتفقوا ، بل اختلفوا ، و سبب الاختلاف سطرها الإمام الأشم في ( الإحكام) و شيخ الإسلام في (رفع الملام) ..،




أكرر: لإن كنت فهمت من كلامي أن لازمه عدم وقوع الخلاف بين السلف، فوالله ما فهمتَ شيئا ولن أكرر بيان ما أمللتُ قراء هذا الشريط وغيره في تلك البابة من أجل أنك لا تقرأ إلا ما يعجبك!!

قد تقدم الكلام مفصلا على ما قاله ابن حزم رحمه الله في الإحكام فراجعه.. (وفي انتظار غربلتك "للجهالات")!




و قد يأتي من بعد السلف من يسلك مسلكهم في فهم النصوص ، و يفهم منه فهما لم يقل به أحد منهم (أي السلف) ، و هو فهم مبني على النظر الصحيح ، فهل يطرح هذا الفهم لأن أحدا من السلف لم يقل به ؟




في مسألة القول المندثر وتوافر دواعي النقل تفصيل قد تقدم بيانه في مشاركات آنفة، لو كلفت نفسك قراءته بروية لما قلتَ هذا الكلام، والله المستعان.

أما قولك "فهم مبني على النظر الصحيح" فقول مقلوب، بل النظر الصحيح – الذي هو عندي بمعنى الاستنباط، ولا أدري ما معناه عندك - هو الذي لا يتأتى إلا بعد تحقيق الفهم الصحيح لآحاد النصوص ومفرداتها واتباع الجادة الصحيحة المتبوعة في تفقهها، وكل هذا بجملته وتفصيل ما فيه من المذاهب (التي حاصلها جملة الأقوال) هو ما نصطلح عليه بفهم السلف ..

ولو شئتُ أن أعكر عليك صفو الحوار لقلتُ مثلما تهوى أنت أن تقول – هداك الله – : "وهذا أمر يعرفه من له أدنى قدر من الدراية بالأصول والفقه وعلوم الشريعة"!!!

وأقول: حرر لو تكرمت ما تصطلح عليه بالفهم وما تقصده بالنظر إن أردت لهذا الحوار أن يصل بنا إلى ثمرة!!


فطريقة الفهم ، ليس هو مؤدى الفهم ، الذي يتمثل في أقوالهم التي بنوها على هذا الفهم ...، فطريقتهم في فهم النصوص ننتهجها ، ولا يلزم من ذلك أن ما توصلنا سيكون متفقا و ما توصلوا إليه

سبحان الله!

يا أخ حميدي، المسائل القديمة التي اختلف فيها الصحابة والتابعون في القرون الفاضلة على أقوال معدودة، ولم يُنقل عنهم خلافها مع توفر الداعي القوي إلى ذلك النقل عن أئمة النظر والفهم منهم (لا عن عامتهم الذين لا اجتهاد لهم ولا قول لهم ينقل) لا يُتصور أن يخرج الحق عنها، كما لا يُتصور – لزوما - أن يؤدي الفهم الصحيح للنصوص عندهم إلى استنباط قول خارج عما نُقل عنهم! وإن وقع ذلك في مجتهد منا فإنه يدل على فساد فهمه هو وطريقته هو، لا على ضياع نظير ذلك القول الذي جاء به في المنقول عن السلف!!

الذي يأتي بقول لم يعمل به أحد في الأمة من قبل فيما مضى به علم وعمل وفتيا أئمة تلك الصناعة، في مسألة كأمثال هذه المسائل القديمة (لا النوازل فهذه لها شأن آخر) ثم يقول لعله قد قيل به من قبل ثم اندثر، هذا يُجَهِّل ويضلل سالف الأمة من قبله!! إذ لو كان حقا لما أخفاه الله على المسلمين من قبله، ولكان أولى الناس به خير القرون ولا ريب، ولكان – ولابد - من جملة ما اعتنى الأتباع وأتباعهم به من الأقوال التي تناقلوها وجرى عليها عمل الناس في أقطار المسلمين من بعدهم، فتأمل!!

الأشاعرة – مثلا - يقولون أن ما عندهم من أقوال لا سلف لهم فيها (يعني في ذات الأقوال)، إنما هي تأويلات للنصوص يسوغ لنا بفهم السلف الخلاف فيها، وسائر الطوائف المنحرفة التي عرفتها الأمة تدعي أن طريقة السلف في الفهم تسوغ لهم الوصول إلى هذا الذي وصلوا إليه، وأنه لابد من موافق لهم من السلف فيما يقولون وإن خفي عنهم .. فإن كان لك جواب عليهم – أصلا – في دعواهم تلك، فهو جوابنا عليك ههنا، والله المستعان!


طلب : حاول أن تناقشني بدون إطالة ..، حتى لا أطيل أيضا ..،

طلب: حاول أن تتأنى وتصبر على قراءة كلامي على طوله إن أردت أن يصل إليك مرادي منه وحتى لا نضطر إلى التكرار!! فأنا سأصبر – بعون الله – على قراءة ما تتفضل به وإن طال.

وقد تبين لي الآن – والله أعلم – أنك لم تقرأ كلامي الطويل في الرد على ما في الإحكام إلا قراءة عابرة، ولو تأنيت فيه ودققت لما احتجنا إلى التكرار الممل، والله المستعان!

أسأل الله الهداية والسداد لي ولك وللمسلمين.

عبد الرحمان المغربي
2009-07-10, 10:06 AM
قال الشيخ أبو فهر :



الاحتجاج بفهم السلف هل هو احتجاج بإجماعهم على فهم معين من نص معين أو هو من جنس ذلك أو هو غيره ؟؟



فرد الأخ أبو الفداء :


حجية النص في العقائد والأحكام (وفي منزلتها تأتي حجية إجماع السلف) شيء، وضبط فهم النص بالأساس - ومن ثم مآل الاستدلال به - على الفهم الصحيح ومنهج النظر الصحيح (فهم السلف المفضي ولا شك إلى لزوم أقوالهم بالجملة عند اختلافهم) شيء آخر.

فهل تقوم بالنص حجة أصلا دون فهمه الفهم الصحيح؟؟
وهل اختلاف الناس إلا من زعم كل طائفة منهم أن فهمها هو الفهم الصحيح؟؟
فما المرجع وما المآل عندئذ لتحقيق الفهم الصحيح؟؟
القصد أن لزوم فهم السلف واجب لا من جهة حجيته كالنص .. وإنما من جهة أنه السبيل الصحيح إلى معرفة معنى ومآل النص وكيفية الانتفاع به عند النظر والاستنباط، وبالتالي كيفية الاحتجاج به على الوجه الصحيح.
وهذا مؤداه وحاصله عند التأمل: قولنا بأنهم إن اختلفوا لم يجز لنا الخروج عن جملة أقوالهم، وجاز أن يسعنا ما وسعهم.. أما أن نخرج عما وسعهم بقول لم يروا هم ولا من تبعهم أي اعتبار له - مع توافر الدواعي لنقله بين المنقول من المذاهب - (على افتراض أنه قد وجد فيهم أصلا) فهذا شذوذ عن الفهم الصحيح والسبيل المستقيم، ولا فرق في ذلك بين العقائد والأحكام..


أخي أبو الفداء : كلامك غاية في الضبابية , وليس ذلك لعدم فهمي : بل لعدم تحريرك مواطن النزاع والمفهوم من المصطلح وغير ذلك.
أنت تقول فهمهم حجة : ولما تحدد لنا ما المقصود بفهم السلف! (هل إجماعهم -هل فهم الواحد منهم - هل فهم جمهورهم ...أم شئ آخر)
إن قلت إجماعهم فكل من في عالم النت من أهل الإسلام سيوافقك ولا داعي لهذا المصطلح فمصطلح الإجماع فيه غناء, فواجب البقاء مع الإصطلاح المتعارف عليه درءا لهذه الإستشكالات والصراعات.
إن قلت فهم الواحد منهم : قلنا وما ميزته على قول غيره , فإن قلت نرجح قوله بدليل(نص-لغة-ضرورة حس) : عدنا إلى الدليل وما عادت هنا قيمة لفهم ذاك الإمام.
فإن قلت -وقد قلته- : إذا اختلفوا لا نخرج عن الأقوال المنقولة عنهم , نقول : وهذا يوافقك في خلق الله أجمعين وهي قضية اصولية شهيرة مع أن بعض سهام النقد قد توجه إليها : لو وصلنا قولان للسلف في مسألة لم يصلنا غيرهما وهذا وارد فلم تكن أنذاك مراكز حفظ المعلومات , ووصلنا حديث مخالف لما دل عليه قولي الرجلين : ماذا نفعل , وهنا سندخل في قصة أخرى : (الحديث الذي ليس عليه العمل..ذكرها الشاطبي في الإعتصام)

وحاصل ما تحصل لحد الآن : أن الإخوة ماعدا المشاركتين التين ذكرتهما لم يفيدوني بشئ , فأنا لم أفهم لحد الآن ماذا تقصدون : وإن كنت أجزم أنكم لا تقصدون إلا إجماعهم أو فهم الواحد بدليل مرجح .لكن ما يشككني أنني لما أقول هذا الكلام ينكر علي !!!!!!!!!!

************

أخي الفاضل ابو الفداء ! قولك :

القصد أن لزوم فهم السلف واجب لا من جهة حجيته كالنص .. وإنما من جهة أنه السبيل الصحيح إلى معرفة معنى ومآل النص وكيفية الانتفاع به عند النظر والاستنباط،
هذه عبارة إنشائية بامتياز لا تحق حقا ولا تبطل باطلا , واصل النزاع في أصل استدلالك!!!!
على أن في عبارتك تناقضا عجيبا !
وأرجو تحرير المفهوم والنظر في كل معنى على حدة وإلا فسنخرج الآن بالمشاركات الطويلة ولا شئ فيها إلا : أنت لا تفهم الفقه _ أنت لا تفهم كيفية النظر في النصوص - بل انت من لا يعرف.....

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-07-10, 11:08 AM
اخي الكريم تقول (( وحاصل ما تحصل لحد الآن : أن الإخوة ماعدا المشاركتين التين ذكرتهما لم يفيدوني بشئ , فأنا لم أفهم لحد الآن ماذا تقصدون :))
اقول سبحان الله وصل عدد المشاركات الى اكثر من اربعين ولم تفهم منها سوى اثنتين اذا عند ك اشكالية في فهم السلف وفي فهم المتاخرين

أبو الفداء
2009-07-10, 12:10 PM
أخي أبو الفداء : كلامك غاية في الضبابية , وليس ذلك لعدم فهمي : بل لعدم تحريرك مواطن النزاع والمفهوم من المصطلح وغير ذلك.
ما أسهل هذا الكلام.. وما أسهل أن أردَّ أنا عليه ويرد غيري ويقول: "بل أنت الذي لم تفهم كلام أحد من الإخوة المشاركين جميعا إلى الآن، والله المستعان.

أنت تقول فهمهم حجة : ولما تحدد لنا ما المقصود بفهم السلف! (هل إجماعهم -هل فهم الواحد منهم - هل فهم جمهورهم ...أم شئ آخر)
أنا ما زلت أتكلم في عموميات بدا لي واضحا - ولغيري هنا - أنها على الرغم من بداهتها إلا أن أخاك الحميدي له فيها رأي آخر! يعني يا رجل لما يقال للأخ أن لغة العرب وحدها - وليست عندي إلا آلة من عدة آلات كلها سبيل لتحقيق فهم السلف - فيها من الوجوه للفظ الواحد الكثير، فإلى أيها نذهب إن لم يكن إلى المعتمد عند السلف، فيقول ما أفهم أنا وغيري منه ما حاصله أن المتبادر إلى ذهن الناس أيا كان من تلك الوجوه يصح الأخذ به لأن القرءان لكل زمان ومكان، فبالله من الذي يتكلم دون تحرير لاصطلاح ولا ضبط لمعاني الكلام أصلا ؟؟؟؟؟
الإجماع على قول من الأقوال = دليل من الأدلة التي تعمل عمل النص، وحجيته ملزمة لوجود النص على ذلك (الذي لولا موافقتنا لفهم السلف له ما قلنا بحجية ذلك الإجماع أصلا فتأمل!)، وأما المنصوص عن آحاد الصحابة وفقههم ففي الاستدلال به تفصيل وخلاف معروف فيما يقدم وما يؤخر منه.
فالخلاف أو النزاع الذي ترمينا جميعا بالعجز عن تحريره يا أخانا، إنما هو النزاع في حجية أقوال آحاد السلف، - التي تجعله بمنزلة النص كالإجماع -، أي أنه الخلاف في بعض طرق الوصول إلى معرفة قول وعمل الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم، وهو خلاف معتبر، وليس مؤداه جواز الخروج عن جملة أقوالهم كما يحلو لكل صاحب هوً متبوع أن يقول "ما داموا قد اختلفوا، فلنقل إذن بما نراه صحيحا في فهم النص أيا كان ولا يعنينا تتبع ولزوم أقوالهم"!!
أما الخلاف في وجوب التزام فهمهم وتقديمه على ما دونه بالأساس، فلا عبرة به أبدا، والفرق بينهما واضح، إلا أن من المنتسبين إلى العلم وطلبه من يراه معتبرا، ولولا هذا ما أطلتُ الكلام والبيان كما فعلت، والله المستعان!
فالذي تتكلم أنت فيه = جزء من أصل كلي وجب تحريره أولا قبل الخوض في تفاصيله، لوجود اللبس عند الكثيرين فيه!!

/// إن اختلفوا فبأي شيء مما جاءنا عنهم نرجح المذهب الصحيح من جملة ما قالوا به = هذه مسألة
/// وإن اختلفوا فهل يجوز لنا الخروج عن كل ما وصل إلينا منهم بقول جديد = هذه مسألة أخرى!

سؤال الأخ الفاضل أبي فهر الذي جعلته أنت محل النزاع - ولك ذلك فأنت صاحب الموضوع على أي حال - يصب في المسألة الجزئية الأولى، وأنا ما زلت إلى الآن أتكلم في المسألة الكلية الثانية لمنازعة المنازع فيها، وما المسألة الأولى إلا فرعا عنها كما أرجو ألا تكون "ضبابية" كلامي أنا والإخوة قد منعتك من فهم هذا المعنى!

إن قلت فهم الواحد منهم : قلنا وما ميزته على قول غيره , فإن قلت نرجح قوله بدليل(نص-لغة-ضرورة حس) : عدنا إلى الدليل وما عادت هنا قيمة لفهم ذاك الإمام.
لا ميزة له على قول غيره من أقرانه ومن طبقته، على تفصيل في هذا، أما من دونه في الطبقة فهو مميز ومقدم عليهم ولا شك!!
وعند اختلاف تلك الطبقة فقطعا لن أجعل المرجح النص في ذاته، لأن النص لا يستقيم لي فهمه على وجهه الصحيح بالأساس - وبالتالي الاستدلال به - إلا بمتابعة من أتابعه منهم في ذلك - بناءا على اجتهادي بالأداة التي تعلمتها منهم أيضا.. ومنها اللغة، فإن قلتَ اللغة، قلنا فأي لغة؟ اللغة التي فهم بها القرن الفاضل وعمل بها القوم، واتسعت أفهامهم لوجه واحد أو أكثر من وجوهها على التعيين ولم ينكر أحدهم فيها على الآخر، ومضى القرن بجملة تلك الوجوه المعتمدة عندهم دون نشاذ عنها، أم لغة أخرى - وإن كانت أصيلة فصيحة في ذاتها - ترجحها أنت بغير سلف منهم ولا رجوع إلى أحد منهم لمجرد أنها "لغة صحيحة"؟؟؟ وما يدريك أنهم هكذا فهموها؟؟ أم أنه لا يعنيك كيف فهموها؟؟؟
هذا حرف المسألة وسبب طول دندنتي بمسألة اللغة هذه، لأنها أظهر مثال يبين الخلط في طريقة من أجادلهم!!
يقول أحدكم أتمسك بظاهر النص، فنقول له أي ظاهر؟؟ كل المعاني والأوجه المحتملة يصح لكل عربي قح - لا لأعجمي مثلي ومثلك - أن يقول هذا هو ظاهر النص وهو مراد الشارع!! فمن الحكم بيننا لنعرف أي تلك "الظواهر" هو المراد على وجه الترجيح؟؟؟؟؟ وكيف يقال أن الحكم هو اللغة نفسها ؟؟؟

فإن قلت -وقد قلته- : إذا اختلفوا لا نخرج عن الأقوال المنقولة عنهم , نقول : وهذا يوافقك في خلق الله أجمعين وهي قضية اصولية شهيرة
لا لا يوافقني فيها خلق الله أجمعين، وهذا واضح لا يحتاج إلى بيان! وأكثر نزاعنا هنا كان مع أخ لك لا يقرك عليها، ولو أقرك عليها لأراحنا جميعا، والله المستعان!!

لو وصلنا قولان للسلف في مسألة لم يصلنا غيرهما وهذا وارد فلم تكن أنذاك مراكز حفظ المعلومات , ووصلنا حديث مخالف لما دل عليه قولي الرجلين : ماذا نفعل
لو تأملتَ يا أخي فيما تقول لبان لك فيه لازم شنيع أرجو ألا تلتزمه = ألا وهو تجهيل السلف، ولا حول ولا قوة إلا بالله!! تماما كالذي يقول الناس الآن تطلع على مئات المجلدات المطبوعة وبموسوعات الكمبيوتر وشبكة الانترنت يمكننا بالضغط على زر واحد أن نخرج عشرات التخريجات للحديث الواحد والقول الواحد، إذن فنحن أعلم من السلف وأوعى لمصادر الدين وللحديث رواية ودراية ... فوالله مثل هذا القول - وهو موجود لا يسعك إنكار وجوده - حقه الإهمال والزجر ولا يُرد على صاحبه ولا حول ولا قوة إلا بالله!!!
أي مراكز معلومات التي تتكلم عنها يا هداك الله ؟؟؟
راجع ما تعقبتُ به على كلام ابن حزم رحمه الله في الإحكام وما أورده فيه من استدلالات فهو كلام طويل لا أريد أن أكرره المرة تلو المرة، وأنتم تضطرون الناس إلى التكرار لأنكم لا تريدون تكلف القراءة، وإن قرأتم قلتم هذا إنشاء ممتاز ولكن لا يحق حقا ولا يبطل باطلا، أو علقتم بمثل هذه التعليقات العامة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فإلى الله المشتكى والله المستعان!!!
أكرر، الخلاف واقع معتبر في بعض الطرق للوصول إلى فهم الصحابة وعملهم وهو خلاف يسعنا كما وسع سلفنا، لكن هذا مع الاتفاق على أن هذا الفهم وجملة ما خرج منه من أحكام = قيد لنا، فهل ترى أنت التقيد به؟؟؟ إن كنت ترى ذلك فهنا بعضهم لا يرونه!!

عبد الكريم بن عبد الرحمن
2009-07-10, 12:32 PM
لو وصلنا قولان للسلف في مسألة لم يصلنا غيرهما وهذا وارد فلم تكن أنذاك مراكز حفظ المعلومات , ووصلنا حديث مخالف لما دل عليه قولي الرجلين : ماذا نفعل , وهنا سندخل في قصة أخرى : (الحديث الذي ليس عليه العمل..ذكرها الشاطبي في الإعتصام)





الحديث الذي وصلنا من أوصله إلينا ؟ هل قفز من الرسول عليه الصلاة و السلام دون المرور بالسلف !!!! و من قال أن قول السلف يعارض الحديث ؟ ربما فهمك للحديث هو الذي يعارض فهم السلف لا الحديث و لو فهمت الحديث بفهمهم لما عارضه و هات مثال عن حديث لم يصل إليهم و وصلك على حد زعمك!!!

عبد الرحمان المغربي
2009-07-10, 01:09 PM
بسم الله ...

بداية : من عادتي أن لا اقرأ المشاركات التي يكون فيها نسخ ولصق ولا أرد على مشاركات الصيادين!
الشيخ الفاضل ابو الفداء : لا علاقة لي بما يقوله الحميدي فكلمني أنا , ولو لم تتكلم عنه وعن حججه في مشاركة موجهة لي لكان ردك مختصرا وهذا ما أريده : فإنني أضجر من التطويلات التي لاتكون على قدر من الأهمية.
************
وقد قلت للتو في نفسي : عجبا والله ! لما قرات جملتك هذه :

لو تأملتَ يا أخي فيما تقول لبان لك فيه لازم شنيع أرجو ألا تلتزمه = ألا وهو تجهيل السلف،
لأنني قلت :

لو وصلنا قولان للسلف في مسألة لم يصلنا غيرهما وهذا وارد فلم تكن أنذاك مراكز حفظ المعلومات , ووصلنا حديث مخالف لما دل عليه قولي الرجلين : ماذا نفعل
إن قصدي من "قرينة" لم يكن هناك مركز حفظ المعلومات واضح : قصدي أن قد لا ينقل لنا قول المصيب , وغنما نقل فقط قولان لمن لم يصب! ولا شئ في العقل ولا في الشرع يمنع من هذا ...
*****************
على انني أذكرك - وما مثلك بالذي تخفى عليه- بمقدمة الشوكاني رحمه الله لتفسيره فتح القدير فقد شفى وكفى في موضوع اللغة وفعاليتها في فهم التشريع والموقف من أقوال السلف...
بالمختصر المفيد : لو أحطت بلغة العرب وتبحرت فيها واعتمدت على المعاجم الموثوقة وأحطت علما بأساليب التركيب الواقعة في غرائز القوم : كنت كالواحد منهم ستفهم ما يفهمونه , لن اللغة العربية لم تكن يوما : مجموعات فلسفية نظرية..
على ان الطريق الصحيح هنا : لتفسير اللفظ طريق أول هو الشرع نفسه باستقراء النصوص وإلا فتفسير الصحابي للفظ وإلا فالمعاجم .يرافق كل هذا ملاحظة اقوال السلف استئناسا إذ لربما خفي عنا وجه من الأوجه وهي تدخيل في معنى (تقليب النظر والمشاورة العلمية)..
وهنا مسألة : تقول أنت للفظة العربية عدة أوجه فإلى أي المعاني نصير : اقول لا بد لأحد الترجيحات من دليل وعودا على بدء يكون الترجيح من إلحاظ معنى تلك الألفاظ في استعمال الشارع وإلا فبدليل مرجح من اللغة نفسها وإلا فحمل اللفظة على كل معانيها التي تصلح لها. فلا إشكال بحمد الله.
وتجدر افشارة إلى أنني لم أرمكم بالعجز -حاشاكم- لكن شدة الردود بينك وبين الحميدي أدت إلى إغفال النظر السليم أعني : تحرير محل النزاع , هذا كل ما أقصد.

والسلام عليكم.
وأعيد فأكرر الطلب : الرجاء التخفيف من حدة النقاش وقد ظهر لي فساده بعد أن واقعته اشهرا طويلة, في هذا المنتدى وغيره ..
ولا فائدة فيه بل سببه : الإنجرار أو قلة العلم أو الرغبة في الإنتقام .
اقول هذه حال : من يسلك هذا الأسلوب وإنني أعيذكم من الأخيرتين وأبرؤكم منها صدقا , اما الأولى فتبدو واقعة.

أبو الفداء
2009-07-10, 03:02 PM
بداية : من عادتي أن لا اقرأ المشاركات التي يكون فيها نسخ ولصق ولا أرد على مشاركات الصيادين!
أكرمك الله، والله ما نسخت ولا لصقت شيئا، واقتباسي الوحيد لكلام من خارج الموضوع كان من مشاركة قديمة لي ذات تعلق وثيق بالمسألة (أو هكذا أحسبها)..
ولم أفهم ماذا تقصد بالصيادين ؟؟؟

قصدي أن قد لا ينقل لنا قول المصيب
أحسن الله إليك: هذا والله هو بيت القصيد ومربط الفرس ومحل النزاع بالأساس! وما كتبتُ أنا ما كتبته ولا أطلتُ فيه حتى أمللتُ القراء به إلا لأبين بكل طريق يسعني طرقه أن هذا المعنى ممتنع أصلا: أن يكون الصواب والحق كائنا في قول لم يُنقل إلينا قطّ!! لأن الداعي عند أهل صنعة النظر من هؤلاء الأئمة الأوائل لنقل تلك الأقوال وحصرها وتصفيتها والترجيح فيما بينها = كانا قويا شديدا، فقد كان ذلك في قوم المجتهد فيهم كلامه كالماء والهواء للناس لا غنية لهم عنه، فمن غير المتصور أن يندثر القول الحق ولا يكون - على الأقل - واحدا من تلك الجملة من الأقوال المحفوظة المنقولة إلينا! ولولا هذا الداعي نفسه ما حفظ لنا القرءان ولا نقلت إلينا السنة ولا تحقق موعود الله بحفظ الذكر، ولا صح أن تكون الأمة معصومة من الاجتماع على ضلالة (وضياع القول الحق فيها في أي مسألة من المسائل مهما صغرت يعني اجتماعها على ضلالة) فتأمل هذا المعنى بارك الله فيك.

لو أحطت بلغة العرب وتبحرت فيها واعتمدت على المعاجم الموثوقة وأحطت علما بأساليب التركيب الواقعة في غرائز القوم : كنت كالواحد منهم ستفهم ما يفهمونه , لن اللغة العربية لم تكن يوما : مجموعات فلسفية نظرية..
لا لو فعلتُ ما قلته يا أخي الكريم لم أكن كواحد منهم، إذ أن اللسان ليس هو العائق الوحيد في الطريق إلى حسن فهم المراد من النص، وإلا لما شق على نفوس هؤلاء الصحابة أهل اللسان أنفسهم قول الله تعالى لهم: ((الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ)) [الأنعام : 82] ولما أشكل عليهم إشكالا كبيرا حتى رفع النبي عليه السلام لهم هذا الإشكال!! فهذه عدة اللسان قد اكتملت عندهم، ومع ذلك لم يفهموا الوجه الصحيح من الكلام، فطلبوه من مصدره الأول عليه السلام! وهكذا نحن، نتعلق بأهداب الصحب والتابعين المنقول إلينا كلامهم ولا نجاوزه لغيره! فإن اتفقوا لزمنا أن نتفق، وإن اختلفوا لزمنا خلافهم أيضا، ولم يسعنا أن نقول أن الحق قد يكون في وجه من وجوه اللغة التي نعرفها من المعاجم (التي فيها هي نفسها السمع والرأي وغيره) استقلالا عن المنقول عنهم والمعمول به عندهم!

وعودا على بدء يكون الترجيح من إلحاظ معنى تلك الألفاظ في استعمال الشارع وإلا فبدليل مرجح من اللغة نفسها وإلا فحمل اللفظة على كل معانيها التي تصلح لها
كل هذا صحيح ولكن لا يكون إلا بالتقيد بجملة ما نقل إلينا عنهم، وعدم الخروج على أقوالهم في ذلك.. وأراك توافق على هذا القيد بالجملة، أليس كذلك؟

أبو ميمونة
2009-07-10, 03:08 PM
أخي بارك الله فيك وإن كنت أحمد لك التثبت والتدقيق فيما يصدر عنك، إلا أني لا أدري لم هذا التوقف عندك في إلحاق فهم السلف الصالح بالكتاب والسنة.
قبل أن أطرح لك الموضوع من وجهة نظري أود أن أبث خاطرة وردت إلي من جراء التأمل في أسباب ضلال الفرق التي خرجت عن دائرة أهل السنة والجماعة
وجدت أن من أعظم الأسباب أنهم يقفزون من المجمل إلى بعض التفصيلات التي قد يبدو في ظاهرها أنها تخالف المجمل وبالتالي هي تدعم ما يرمون إليه وهم بذلك لم يحققوا الإيمان الذي ذكره الله تعالى في قوله (هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ {7}) لا أقصد وأعيذك بالله أن أكون قد وجهت الكلام أو جزءا منه إلى شخصكم الكريم أعاذني الله وإياك، لكن المقصد أن ثمة أمور لا ينبغي أن نشكك في مصداقيتها بمجرد بعض الجزئيات التي تصرف الأمر عن إطلاقه مثلا
لو كانت العبارة (الكتاب والسنة (و) فهم السلف الصالح) لكانت المسألة إلى ماذهبتَ إليه أقرب ولكن العبارة (الكتاب والسنة (على) فهم السلف الصالح) إذن الفهم ليس متروكا هكذا وإنما المعنى أن يكون مجالُه كتابَ الله عز وجل وسنةَ رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى الافتراض الأول فإنه أيضا ليس بالضرورة أن يكون محلَّ إشكال لأن الفهم يحتاج إلى مفهوم والذي هو كما يقتضيه السياق كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم
وخلاصة الكلام في هذه المسألة
1-أن الكتاب والسنة هما المرجع الأساس
2-أن أولى الناس بفهم هذا المرجع الأساس هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان في الزمن الخيِّر لأن خير الناس قرنُ رسول الله صلى الله عليه وسلم كما دل على ذلك الحديث ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
3-أنه لا يجوز لأحد أن يتجاوز أقوال (مجموع) السلف الصالح في مسألة معينة ويقول أنا فهمت منها ذلك نقول له ومن أنت حتى يتجاوز الحقُّ كل الزمن الخير ويأتي ليحط رحاله عندك؟
4-وعليه فيتحتم علي وعليك أخي الحبيب ألا نقول بمسألة إلا ولنا فيها سلف
5-إضافة أخرى أنه عند تصادم الدليل وكلام (أحد) السلف فإن ذلك لا يعني أنه لا معنى لكلمة (على فهم السلف) لأن لكل حق سلفًا فإن أخطأ هذا فسيصيبه آخر.
هذا من عندي فما أخطأت فمني وحدي وإن أصبت فمن الله تعالى وأسأل الله لي ولك التوفيق

عبد الرحمان المغربي
2009-07-10, 03:31 PM
أكرمك الله، والله ما نسخت ولا لصقت شيئا، واقتباسي الوحيد لكلام من خارج الموضوع كان من مشاركة قديمة لي ذات تعلق وثيق بالمسألة (أو هكذا أحسبها)..
ولم أفهم ماذا تقصد بالصيادين ؟؟؟
قال عبد الرحمن : لاوالله ما قصدتك يا شيخنا : والمقصود يعرف نفسه . أما النسخ واللصق فلم أقصدك به أيضا لأنني رايت موضوع ابن حزم , لكنني خفت لما رايته طويلا (ابتسامة) .

أحسن الله إليك: هذا والله هو بيت القصيد ومربط الفرس ومحل النزاع بالأساس! وما كتبتُ أنا ما كتبته ولا أطلتُ فيه حتى أمللتُ القراء به إلا لأبين بكل طريق يسعني طرقه أن هذا المعنى ممتنع أصلا: أن يكون الصواب والحق كائنا في قول لم يُنقل إلينا قطّ!! لأن الداعي عند أهل صنعة النظر من هؤلاء الأئمة الأوائل لنقل تلك الأقوال وحصرها وتصفيتها والترجيح فيما بينها = كانا قويا شديدا، فقد كان ذلك في قوم المجتهد فيهم كلامه كالماء والهواء للناس لا غنية لهم عنه، فمن غير المتصور أن يندثر القول الحق ولا يكون - على الأقل - واحدا من تلك الجملة من الأقوال المحفوظة المنقولة إلينا! ولولا هذا الداعي نفسه ما حفظ لنا القرءان ولا نقلت إلينا السنة ولا تحقق موعود الله بحفظ الذكر، ولا صح أن تكون الأمة معصومة من الاجتماع على ضلالة (وضياع القول الحق فيها في أي مسألة من المسائل مهما صغرت يعني اجتماعها على ضلالة) فتأمل هذا المعنى بارك الله فيك.

قال عبد الرحمن : أحسن الله إليك ! المقدمة الأولى غير جميلة وذلك أن : الله تعالى قد تكفل بحفظ كتابه وسنته فسواء اجتهدوا أم لا فلا مجال لضياعهما : واعتناء السلف بهما توجيه رباني .
أما اقوال السلف فلا ادعى أحد حفظ الله تعالى لها لا بدليل من كتاب ولا عقل : أما الكتاب فنص على الوحي فقط واما العقل فيجوز ضياع شئ من أقوالهم , وهنا الإشكال .
لا لو فعلتُ ما قلته يا أخي الكريم لم أكن كواحد منهم، إذ أن اللسان ليس هو العائق الوحيد في الطريق إلى حسن فهم المراد من النص، وإلا لما شق على نفوس هؤلاء الصحابة أهل اللسان أنفسهم قول الله تعالى لهم: ((الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ)) [الأنعام : 82] ولما أشكل عليهم إشكالا كبيرا حتى رفع النبي عليه السلام لهم هذا الإشكال!! فهذه عدة اللسان قد اكتملت عندهم، ومع ذلك لم يفهموا الوجه الصحيح من الكلام، فطلبوه من مصدره الأول عليه السلام! وهكذا نحن، نتعلق بأهداب الصحب والتابعين المنقول إلينا كلامهم ولا نجاوزه لغيره! فإن اتفقوا لزمنا أن نتفق، وإن اختلفوا لزمنا خلافهم أيضا، ولم يسعنا أن نقول أن الحق قد يكون في وجه من وجوه اللغة التي نعرفها من المعاجم (التي فيها هي نفسها السمع والرأي وغيره) استقلالا عن المنقول عنهم والمعمول به عندهم!

قال عبد الرحمن : هل في اللغة يأتي الظلم بمعنى الشرك ! وقد قلت سابقا مصادر تفسير اللفظ : 1-الشرع 2-اللغة ...فهنا لم تدل اللغة على الشرك , فوجب النظر في الشرع : وهذا ما ندعو إليه نحن .

ونحم إن اتفقوا وجب علينا أن لا نخالفهم , وإن اختلفوا فلا حجة لأحد على أحد إلا بدليل من جديد.
أما ان كل المعاجم فيها الراي : فليس لي بها علم ومنكم يستفاد وكنت أرى ان معجم الأزهري كتاب أسانيد وليس أراء؟

كل هذا صحيح ولكن لا يكون إلا بالتقيد بجملة ما نقل إلينا عنهم، وعدم الخروج على أقوالهم في ذلك.. وأراك توافق على هذا القيد بالجملة، أليس كذلك؟

بالجملة أوافقك . وفي نفسي شئ من قول من قال إن أقوالهم حفظت لكنني لم أجد دليلا يصلح لذلك.

أبو الفداء
2009-07-10, 04:32 PM
الحمد لله رب العالمين .. أرى أنه قد قربت المسافة بيننا جدا.
ولي بعدُ تعقيبات يسيرة:
/// قولك:

الله تعالى قد تكفل بحفظ كتابه وسنته فسواء اجتهدوا أم لا فلا مجال لضياعهما : واعتناء السلف بهما توجيه ربانيأقول إن كلامك في هذا عجيب، إذ لم يكن حفظ الله للكتاب والسنة وعموم الذكر إلا بعملهم واجتهادهم وشدة حرصهم على الرواية والدراية والفهم عن ربهم، رحمهم الله ورضي عنهم!
/// أما المعاجم فأنا لم أقل أنها كلها يقع فيها الرأي، ولكن يقع في كثير منها، وليس على هذه المسألة معول في الكلام عندي أصلا، وإنما ذكرتها استئناسا، فدعك منها، أحسن الله إليك.
/// أما قولك:

واما العقل فيجوز ضياع شئ من أقوالهم , وهنا الإشكال . قلت لا فائدة في نص يحفظ رسمه ولا يحفظ فهمه معه يا أخي الحبيب .. ثم إن حفظ أقوالهم ومذاهبهم لا يلزم أن يكون بالنقل اللفظي عن آحادهم، وسبل الوصول إلى معرفتها ليست مقصورة على هذا فقط! وعلى أي حال فما ضاع لا يعنينا، لأن ضياعه يعني أنه لم يكن هو الحق .. فتأمل بارك الله فيك.
-------------


هذا ويطيب لي في خاتمة الكلام أن أرد بعون الله على شبهة مشهورة يوردها بعض إخواننا على دعوى لزوم فهم السلف، يستدلون فيها بكلام في الإحكام لابن حزم رحمه الله.

قال: "وقد قال قائلون من المقلدين : نحن لم نرزق من العقل و الفهم ما يمكننا أن نأخذ الفقه من القرآن وحديث النبي صلى الله عليه وسلم !
فيُقال لهم : أمنعكم الله تعالى العقل الذي تفهمون به ما قد ألزمكم بفهمه ، إذ يقول ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) .
وقد سمعتموه يقول ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) ، فلولا أن في وسعكم الفهم لأحكام القرآن ما أمركم بتدبره ولولا أن في وسعكم الفهم لكلام النبي صلى الله عليه وسلم ما أمره بالبيان لكم ، هذا إن كنتم تصدقون كلام ربكم !
فليت شعري كيف قصرت عقولكم عن فهم ما افترض الله تعالى عليكم تدبره والأخذ به ، واتسعت عقولكم للفهم عن الشافعي ومالك وأبي حنيفة ؟"
اهـ. ( الإحكام : 2/292)



يقول الإخوة هذه حجة القرءان عليكم! ونقول كلا، بل هو احتجاج ابن حزم رحمه الله علينا بفهمه هو، وهو مردود!
فمن الذي قال أن المراد بعموم التدبر هنا - وهو الواجب وجوبا عينيا على كل أحد - استنباط الأحكام الشرعية واستكمال عدة الاجتهاد والتفقه في الدين؟؟ كلا والله! وإلا فما وجه قوله تعالى: ((وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَه ُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً)) [النساء : 83]؟؟

وما وجه قوله تعالى: ((وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُو اْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ)) [التوبة : 122] وما وجه قوله تعالى: ((فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)) [الأنبياء : 7]؟؟

من التدبر - يا كرام - ما لا يلزم له إلا الإلمام بلسان القرءان، لسان المخاطبين به في زمانه ومكانه، وهو القدرُ المتحقق في كفار قريش في زمان التنزيل وهو الذي به يُبَكِّتهم الرب جل وعلا ويستنكر عليهم عدم تدبرهم لمعانيه التي تهدم شركهم وباطلهم هدما! فلولا أن قلوبهم مقفلة بالهوى لتدبروا ولاتبعوا الحق من بعد ما تبين لهم الهدى!! أما ما نحن فيه من النظر في المسائل واستنباط الأحكام فيها من أدلتها فالنص واضح في أن لهذه الصنعة أهلها المختصون بها في كل زمان من الأزمان، هم أولو الأمر وأهل الذكر الذين يستنبطونه، الذين إليهم المرجع دون غيرهم!! فالله وإن كان قد كلف جميع المسلمين بالتدبر، إلا أنه لم يكلف جميع المسلمين باستنباط الأحكام الشرعية في كل المسائل، حتى يقال أن لكل المسلمين عقولا كعقول علماء الصحابة تؤهلهم لمعرفة مراد الله من الخطاب التكليفي كما عرفوا هم! وهل كان الصحابة جميعهم سواءا في أخذ الأحكام من القرءان والسنة مباشرة، أم كان منهم من يفتي ومن يستفتي، وكانوا جميعا يرجعون إلى أهل الذكر والفقه منهم – من بعد النبي عليه السلام - في ذلك؟؟ وهل شهدنا نحن ما شهدوه هم وهل سمعنا من النبي عليه السلام ما سمعوه هم وعملوا به تحت نظره ومتابعته عليه السلام حتى صاروا - ولابد - الجيل الأفهم والأوعى لمراد الله من خطابه وتكليفه؟؟؟ وهل ينازعُ في هذا عاقل أو يطالبُ عليه بدليل من النص؟؟؟ وهل النص أصلا إلا روايتهم التي نقلوها إلينا بدرايتها وفهمها معها (اتفقوا في ذلك أو اختلفوا في بعضه)؟؟
سبحان الله!


وأقول فلنتأمل بروية في القول المردود عليه هنا لنرى هل تلحقُ دعوى اتباع فهم السلف بالمردود عليهم فيه حقا أم لا!

يقول القائلون المذكورون: نحن لم نرزق من العقل والفهم ما يمكننا من أن نأخذ الأحكام من الكتاب والسنة.. ونقول لهؤلاء كذبتم، فالله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وعقولكم المركبة فيكم ما خلقت أصلا إلا للعبادة وللفهم عن رب العالمين! ولكن الفهم والعقل قوامه العلم! والعلم درجات ومراتب لا على درجة واحدة!! وبدون العلم لا عقل أصلا ولا قيمة لما يأتي به العقل! وهذا مطرد في القرءان لا يحتاج إلى استدلال! ونحن نطالبكم بتحصيل هذا العلم والسعي في سبيل الوصول إليه إن أردتم أن تكونوا من الذين يستنبطون الأحكام!!

فإن قلتم وهل العلم إلا الكتاب والسنة؟ قلنا كلا، ليس العلم إلا الكتاب والسنة، ولكن ما السبيل إلى معرفة الكتاب والسنة معرفة صحيحة، يمتاز بها أهل الحق عن أهل الزيغ والباطل، وما سبيل استخراج الأحكام منهما على النحو الصحيح؟ أليس العلم بلسان المخاطبين الأوائل بهما وأحوالهم في العمل بذلك الخطاب؟ أليس العلم بالناسخ والمنسوخ منهما وما استقر عليه العمل عند ظهور التعارض؟ أليس العلم بما علََّمه النبي عليه الصلاة والسلام لأصحابه وعليه قام فهمهم وجرى عملهم حتى مات وهو عنهم راض، ثم مضى عليه أمر الخلفاء الراشدين من بعده بلا نكير من أئمتهم وأهل النظر منهم؟ أليس العلم بما كان عليه هؤلاء الخلفاء الراشدون المهديون الذين جاء النص واضحا على أن سنتهم من سنته عليه السلام ويجب اتباعها بلفظ إيجاب لا لبس فيه حيث قال "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي .."؟

أفيستوي قولٌ منسوب إلى عمر رضي الله عنه بقول منسوب إلى مالك أو الشافعي أو الأوزاعي أو من جاء بعدهما؟ وهل نحن إذ ننادي بلزوم فهم السلف، نطالب الخلق بأن يقلدوا الواحد من أئمة الصحابة والتابعين عميانا كما يقلد متعصبة المذاهب أئمة مذاهبهم، على النحو الذي ذمه ابن حزم وكتب هذا الكلام في إبطاله؟؟

يقول بعض إخواننا: أنتم تقولون باتباع فهم السلف، طيب إذا اختلف اثنان من الصحابة في مسألة ما، فكيف يكون العمل حينئذ؟ هل نقلد أحدهما دون الآخر بالاختيار والتشهي؟ إذن نتبع الهوى ونهلك!!

ونقول لهم لا يا إخوان هداكم الله، ليس هذا والله ما نريد بقولنا بلزوم فهم السلف! لا نقول للمجتهد "قلد فلانا من الصحابة حتى لا تهلك!!"

بل نقول حصِّلوا ما وجب تحصيله من النظر في كافة الأدلة والقرائن على نحو ما كان يصنع الصحابة والسلف بالمنقول عنهم والمعتمد عند تابعيهم، وبالأصول التي جرى عليها نظرهم، واجتهدوا في سلوك كافة الطرق التي يمكن أن توصل إلى معرفة ما كان عليه أهل القرون الفاضلة في المسألة وعلى رأسهم الصحابة والخلفاء، ثم انظروا بعدُ – وفي ضوء ما اجتمع لكم من سنة الخلفاء الراشدين المهديين وما جرى عليه عمل القرن الأول ومن تابعهم في القرون الثلاثة الفاضلة - أيَّ المذهبين أرجح وأولى بالصواب!

فإن وجدتم أنكم قد خرجتم بمذهب ثالث غير ما انحصر فيه الخلاف في القرون الفاضلة جميعا، عند الصحابة وتابعيهم الناقلين عنهم المتتلمذين عليهم، فأعيدوا النظر وأعيدوا الكرَّة واتهموا نظركم، لأن الحق في تلك المسألة ما كان ليغيب عنهم جميعا ثم يأتي الواحدَ منكم!! فلو كان صوابا لما غاب عنهم ولما أخفاه الله على المسلمين – الذين هم تبع لهؤلاء الأئمة في الفتيا والعمل – حتى جاء فلان فاكتشفه! فأهل الحل والعقد والنظر والفتيا المعمول بفتاواهم في كل عصر معروفون، يتوارثون العلم خلفا عن سلف، يظهرهم الله للناس حتى يتسنى لعامة المسلمين أن يعملوا بقوله تعالى ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون))! فلو كان ما توصلتَ أنت إليه - دونما سلف منقول بمثله – له حظ من النظر لما اندثر ولوجدنا من يعمل به ويورثه للمسلمين خلفا عن سلف، في جملة المعمول به من الأقوال عندنا!! فلا وجه لقول القائل: ما يدريك لعله وُجد ذلك القول ولكنه لم يبلغنا ولم يصل إلينا! هذا المعنى لو طردناه لهدمنا به حفظ الله تعالى للحق في الأمة، إذ لو كان حقا فكيف لم يصل إلينا من بعض الذين سبقونا خلفا عن سلف، وكيف يتحقق بذلك موعود رب العالمين المتواتر بحفظ الحق وبقاء طائفة ظاهرة عليه في الأمة لا يضرهم من خالفهم، وامتناع ضلال الأمة كلها بضياع شيء منه أو اندثاره؟؟ وكيف نرد إذن على من يدعي أن مذهبه الباطل في الأسماء والصفات – مثلا – كان الخلاف به سائغا ولكن اندثر قول من قال به من الصحابة؟؟ كيف نردُّ على كل زائغ من أهل الأهواء يقول "لعل لي سلفاً بهذا القول ولكنه لم يصل إلينا"؟؟

الخلاف فيما اختلف فيه السلف منحصر ولا تصح مجاوزته بقول آخر، تماما كما أن الإجماع فيما أجمعوا عليه لا يصح معه إحداث قول آخر!

ولو لم نلتزم بهذا لدخلنا إذن في قوله تعالى: ((وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً)) [النساء : 115]

نسأل الله السلامة والعافية، والله المستعان!

عبد الكريم بن عبد الرحمن
2009-07-10, 05:33 PM
فهم السلف ليس قيدا إنما هو دلالة النص ، و كل فهم غير ذلك لم يأتي به النص ، هذا واضح لما تكتب رسالة لطبيب يفهمها الطبيب و إن لم تكن طبيبا فستحرف المقصود من النص و إن ظننت أنك تفهمه ، القرآن و السنة جاءت في عصر الصحابة حسب فهمهم و طبيعتهم لذلك فهمهم هو المعتبر و كل فهم غيره فهو باطل لأنه لم يأتي به النص.

عندما يأتي الحديث بكلمة سنة مثلا فهل هذه هي لفظ سنة الذي تفهمها أنت أو لفظ سنة حسب ما كانت تفهمه العرب وقتها ؟ أو لما يقول الحديث بالاستجمار فهل هذا هو الاستنجاء أو استعمال البخور !!!

الأمر لا يحتاج حتى مناقشة واضح أن كل علم أهله ادرى به فلا يعقل ان احد يقول انا افهم النص احسن من الصحابة و هل الوحي نزل بلغتك الركيكة أو بلغة عرب ذلك العصر و بمنطقهم !!

أمجد الفلسطيني
2009-07-11, 11:15 PM
/// تعقيب يسير توضيحا للأمور:

حقيقة أصحاب هذه الأسئلة الواردة على هذا الأصل الاستدلالي الكلي السلفي العظيم _أي التقيد بفهم سلف الأمة للنصوص_ هي إنكار هذا الأصل وهدمه من أساسه ليتسنى لهم ترويج بضاعتهم الكاسدة من آراء شاذة مطروحة

وهذا ما صرحوا به في حالة غضبٍ يوما ما فأخرجت المخبوء المكنون الذي يخشى صاحبه من التصريح يه هنا:

قال بعضهم _وهو ينتسب إلى أهل الظاهر_ بعد أن قال أنه ملزم بفهم السلف في العقائد لا غير:



وإن قال الجاهل : حتى في الأحكام الفقهية والمسائل التشريعية .

نسأل الجاهل : هل فهم السلف في هذا الباب متآلف متحد ، لا اختلاف فيه؟

فإن قال الجاهل : لا بل نجد فهمهم للكتاب و السنة-في هذا الباب- مختلف غير مؤتلف ،و قد نجد في المسألة الواحدة عدة أقوال و مذاهب .

نقول للجاهل : فبفهم من نأخذ إذن ؟

فإن قال : بفهم فلان ،لأنه إمام وحصل من الأدوات كيت وكيت ، و زاهد و ورع و..و..و.،

قلنا للجاهل: حتى فلان ليس بأقل من فلانك في تحصيل العلوم ،مع فرط ورعه و زهده ، و هذا ينطبق على تلان ،و كذا علان ، وهكذا.. ،كل متبع لفهم إمام يقول لك أن فهم إمامي أصوب و افضل و..و.و...و،

فبطل قول الجاهل بأننا ملزمون بفهم السلف ، وقد تبين لك أخي الفاضل أن ذلك في العقيدة لا غير ، لأن عقيدة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الحق المبني على الكتاب و السنة ، وأما غير ذلك فلم يبق سوى الرجوع إلى الكتاب و السنة ، فنعرض فهم السلف عليهما ، فما وافقهما يؤخذ و إن لم يوافقهما فيطرح ..،

فالله تعالى لم يتعبدنا بفهم الصحابة فكيف بمن بعدهم

قلت : فإذا تبين لك أخي الفاضل أن المقصود بالسلف ، هم : أهل القرون المفضلة ،وأننا غير ملزمين بفهمهم ، كما مر معك مفصلا، فهذا هو مقصود الظاهرية...


ما شاء الله على هذا التحلل من الدين
غريب والله هذا التناقض
يقول مسوغا تفريقه بين العقائد وغيرها في الأخذ بهذا الأصل:

لأن عقيدة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هي الحق المبني على الكتاب و السنة طيب وفقههم ؟
باقي كلامهم في أمور الدين؟
أليس حقا ؟

على أن أخذهم بفهم السلف في العقائد مشكوك فيه
ألا ترى كثيرا منهم ينصر أقوال ابن حزم في التجهم والأسماء والصفات ويطعنون في أهل العلم الذين رموه بالضلال في باب الاعتقاد
فالله أعلم بحقيقة هؤلاء القوم وحقيقة بواطنهم
ورأيتهم مرة ينقلون في موقعهم عن الجابري ذاك العلماني في موضوع عدم التقيد بسلطة السلف في فهم النصوص
ومعلوم عداوة هذا الرجل للتراث الإسلامي
فاللهم سلمنا وجنبنا الضلال وطرقه

/// يحتج لكلامه المطروح بأن السلف اختلفوا
وهذا دليل على عدم تحريره لمحل النزاع وتخبطه في المسألة
وما أكثر المتكلمين في الأصول على غير بصيرة وعلم
وما أكثر مدعي التحقيق في هذه الأيام؟!
اللهم إنا نشكوا إليك هذا الغثاء

أقول جوابا على ذلك:
إذا اتفقوا فإجماع والإجماع حجة بالإجماع
وإذا اختلفوا أخذنا منها ما وافق الكتاب والسنة
ولا نخرج عن أقوالهم
فإن قال : ونحن نقول كذلك
قيل له أخطأت أو كذبت
فأنتم _ يا أهل الظاهر ومن تبعهم من طالبي الشذوذ والغرائب_ ترون أن قول من قال لا تقل في مسألة ليس لك فيها سلف = بدعة ضلالة
وهو معنى قولك _ أنت وعيرك _أعلاه : إن الله لم يتعبدنا بفهم الصحابة فضلا عن غيرهم!!!

/// والحاصل:

أنه قد اتضح من جميع ما تقدم أن القوم ينكرون هذا الأصل بالكلية ولا يرون أنهم ملزمون بفهم السلف
وأن هذه الأسئلة والمراوغات إنما هي للتشكيك في هذا الأصل الذي ينقض مذهبهم وكثير من أراءهم التي شذوا بها عن أهل العلم
وبذلك يكونون قد خالفوا أهل السنة والجماعة
ووافقوا أهل الكلام من المعتزلة ونحوهم في هذا الأصل
كما وافقوا بعض الجماعات المعاصرة ممن ناقض الدعوة السلفية من أغلب الوجوه
والله الهادي وهو المستعان.