المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (الفِقْه اللغَوي للمُصْطلح الحدِيثي)



العطاب الحميري
2009-07-08, 05:34 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

كان من لطف الله بالأمة أن جعل العربية لغتها ووسيلة التخاطب بين أفرادها...
فالعربية قالبٌ بيانيٌ لا سمي له ولاشبيه بين لغات العالم طرا..
ولقد أحسن شاعر النيل عندما قال بلسان العربية:
أنا البحر في أحشائه الدر كامن ***فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
وفي عتيق الزمان أنشأ العرب الأقحاح البناء اللغوي وتكاملت لبناته عبر الإرث التراكمي...
وعندما أراد المحدثون إيجاد مصطلحات حديثية تداولية بينهم كانت العربية مأرِزَهم في ما يصبون إليه...
ومن المعلوم أن ثمةَ خيطاً رفيعاً بين المصطلح الحديثي والمعنى اللغوي لذلك المصطلح ، ولنضرب مثالا على ما سبق:
مصطلح التعديل الشهير(ثقة) قد جاء في لغة العرب وأشعارهم كما قال حسان رضي الله عنه في مدح أبي بكر:
إذا تذكرت شجوا من أخي (ثقة)***فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
فالمعنى اللغوي لـ(ثقة) في البيت ظاهر واضح والمراد منه التعديل والثناء...
وترى المحدثين يطلقون مصطلح(ثقة) على من توافرت فيه شرائط التوثيق عندهم القاضية بقبول حديث الراوي...
وإدراك الفقه اللغوي للمصطلح الحديثي يسعف الباحث في مواطن كثيرة...
فإذا صادف الباحث راو قد أطبقت كلمة النقاد على سوء ضبطه ولاح اجتهادُ ناقدٍِ قال عن ذلك الراوي(ثقة) فالباحث بين أمرين...
إما أن يتجاهل قول الناقد الموثِّق ويبني على قول النقَدة الآخرين أو أن يحمل قول الناقد على الصواب ما أمكن ...
والحمل على الصواب أولى وذلك بحمل التوثيق على معناه اللغوي أي أن التوثيق ينصب على العدالة فحسب-وهذا إذا يتكلم أحد النقاد في عدالة الراوي-
وهكذا يتوافق قول الناقد الموثَّق ورأي الجمهور بتفريغ الدلالة العرفية من المصطلح وحمله على المعنى اللغوي...
وبذلك استفدنا من الفقه اللغوي للمصطلح بحمل كلام الناقد على أحسن محمل...
والأمثلة في هذا المقام كثيرة ولعلي-إن شاء الله- أذكر في وقت لاحق أمثلة أخرى...
ولله الأمر من قبل ومن بعد...

أبو مالك العوضي
2009-07-09, 01:35 AM
وفقك الله وسدد خطاك

قال الخليلي عن (أبي زكير المدني): "شيخ صالح".
قال الحافظ ابن حجر في النكت: (أراد به في دينه لا في حديثه؛ لأن من عادتهم إذا أرادوا وصف الراوي بالصلاحية في الحديث قيدوا ذلك فقالوا: صالح الحديث، فإذا أطلقوا الصلاح فإنما يريدون به الديانة، والله أعلم).

أبو مالك العوضي
2009-07-09, 01:37 AM
ومن الرواة: ( يونس بن محمد البصري الصدوق ).

سمي بالصدوق تهكما لأنه كذوب !
قال الإمام أحمد: رأيت يونس الصدوق عند إبراهيم بن سعد فجعل يذاكره.
قال عبد الله بن أحمد: يعني بالصدوق الكذوب مقلوبا.
وقال الذهبي: (يونس الصدوق سمي بالضد).
وقال ابن حجر: (إنما قيل له الصدوق على سبيل التهكم).

الواحدي
2009-07-09, 01:55 AM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

_ وفي "سير أعلام النبلاء" (ترجمة محمد بن عثمان بن أبي شيبة):

"وقال مُطَيَّن: هو عصا موسى: يتلقَّف ما يأفكون."
وهذا من بديع صيغ الجرح على ألسنة المحدِّثين!

أبو مالك العوضي
2009-07-09, 02:22 AM
وينظر شرح ألفية العراقي عند قوله:
واعن بالالقاب فربما جعل ............ الواحد اثنين الذي منها عطل
نحو (الضعيف) أي بجسمه ومن ............ ضل الطريق باسم فاعل .... إلخ
..........
أبو محمد الطرسوسي الضعيف، لقب بذلك لضعفة جسمه من كثرة العبادة، وقيل غير ذلك.
معاوية بن عبد الكريم الضال، لقب بذلك لأنه ضل الطريق في مكة.

والمراد هنا التنبيه على عكس الفائدة التي ذكرها الأخ الفاضل صاحب الموضوع؛ فالوصف بـ(الضعيف) و(الضال) يراد بهما هنا المعنى اللغوي لا الاصطلاحي.

والله أعلم.

العطاب الحميري
2009-07-14, 10:44 PM
جزاكم الله خيرا