تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ما هو وجه قول الإمام أبي حاتم رحمه الله



شهاب الدين السعدي
2009-07-06, 11:09 AM
حديث عبد الله ابن بريدة عن أبيه قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول اللهم إني أسألك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يكن له كفوا أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب .
أخرجه بهذا اللفظ أبو داود والترمذي وابن ماجة وأحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه والنسائي في الكبرى وابن أبي شيبة في المصنف وعبد الرزاق في المصنف كلهم من طريق مالك بن مغول عن عبد الله بن بريدة عن أبيه ، ورواه الحاكم في المستدرك من طريق شريك عن أبي إسحاق عن ابن بريدة عن أبيه ، وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار من طريق شريك عن أبي إسحاق ومالك بن مغول عن ابن بريدة عن أبيه .
لكن روى أبو داود في السنن ، والنسائي في الصغرى وأحمد في المسند وابن خزيمة في صحيحه والحاكم في المستدرك والطبراني في الكبير من طريق عبد الوارث عن حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن حنظلة بن علي عن محجن بن الأدرع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قد غفر له ، ولم يقل : لقد سأل الله باسمه الأعظم .
قال أبو حاتم في العلل (5/417 الحميد )(2082) : حديث عبد الوارث أشبه .
فما هو وجه ترجيح الإمام أبي حاتم لهذه الرواية على رواية مالك بن مغول مع أن طريق مالك أوثق وقد رواه عنه وكيع وابن عيينة وغيرهما .
وهل بذلك نستطيع ان نضعف الحديث لأن الطريق التي رجحها ابو حاتم وهي طريق عبد الوارث فيها حسين المعلم وهو ثقة ربما وهم .
وجزاكم الله خيراً

السكران التميمي
2009-07-06, 11:58 AM
قول أبو حاتم: حديث عبد الوارث أشبه.
أي: أشبه في الجادة الصحيحة للفظ الحديث وقصته، وأنها بلفظ ورواية عبد الوارث أصح، وأن مالك بن مغول قد خالفه في سياق اللفظ للقصة، وأنه وهم في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل بعد سماعه لقوله.

ألمح إليه النسائي في كتاب (النعوت) له وفي (السنن الكبرى).

شهاب الدين السعدي
2009-07-06, 12:19 PM
كيف وحسين المعلم هو الموسوم بالوهم أما مالك بن مغول فهو ثقة ورواه عنه جمع من الأكابر

السكران التميمي
2009-07-06, 02:11 PM
أحسن الله إليك يا أخي (شهاب الدين السعدي)..

لتعلم رحمك الله تعالى أن الخلل كله في رواية ابن بريدة للحديث، ففي طريق عبد الوارث يرويه ابن بريدة عن حنظلة بن علي، عن محجن بن الأدرع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي طريق مالك يرويه ابن بريدة عن أبيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهنا الخلل.

فرواية عبد الوارث أشبه وأصح من رواية مالك وكلا الروايتين إسنادهما ثقات.

ابو بردة
2009-07-10, 06:35 PM
لتعلم أخي
أن أئمة الحديث لهم مسالك كثيرة في ترجيح بعض الطرق على بعض
ومن هذه المسالك ما يسمى ((مخالفة الجادة ))
فالجادة في رواية ابن بريدة أن تكون عن أبيه
فلمَّا خالف عبدُ الوارث ورواه عن حسين عن ابن بريدة عن حنظلة بن علي عن محجن
وعبد الوارث ثقة دل على مزيد ضبطه لهذه الرواية حتى وإن خالفه من هو أوثق منه
قال الحافظ في الفتح (ضمن كلامِه على سند حديثٍ )
((الَّذِي يَجْرِي عَلَى طَرِيقَة أَهْل الْحَدِيث أَنَّ رِوَايَة عَبْد الْعَزِيز شَاذَّة لِأَنَّهُ سَلَكَ الْجَادَّة ، وَمَنْ عَدَلَ عَنْهَا دَلَّ عَلَى مَزِيد حِفْظه ))
وهذا هو وجه ترجيح أبي حاتم لرواية عبد الوارث
والله أعلم وأحكم
وانظر على سبيل المثال
حديث سيد الاستغفار في صحيح البخاري وكلام الحافظ عليه في الفتح