مشاهدة النسخة كاملة : ما نوع (ما) في هذا التركيب
البسام
2009-06-27, 11:56 AM
من الأساليب المتعاورة : وهذا الجزء من كلام سيبويه مقتضب ؛ (مما) جعل الشراح يختلفون فيه كثيرا .
فما نوع (ما) فيه ؟ .
البسام
2009-06-27, 12:12 PM
ينقل إلى قسم اللغة العربية
حامد الأنصاري
2009-06-27, 04:55 PM
وضحي أكثر حتى نجيبك بارك الله فيك
خزانة الأدب
2009-06-27, 05:08 PM
السؤال واضح
وبيانه: أن المعاصرين يفرطون في استعمال (مما) لترتيب الجملة الثانية على الأولى، فيقولون مثلاً:
وقد هطل المطر طيلة النهار، مما جعل الناس يجمعون الظهر والعصر
وإذا استمع القارئ إلى نشرة الأخبار فالغالب أنه سيجد (مما) هذه مرة أو مرتين!
وقد بحثت عن مسوغ أو شاهد لهذا التغبير قلم اجد شيئاً، ولا توجد أي إشارة إليه في كتب النحو المشهورة عند الكلام على (مما).
وأرجو أن لا يستعجل الإخوان بالاستشهاد بقوله تعال (مما خطيئاتهم)، لأنها خارج الموضوع
أبو الإمام الأثري
2009-06-28, 02:50 AM
لماذا لا تكون ( ما ) في هذا التعبير مصدرية
وتكون ( ما ) و ما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بحرف الجر ( من )
ويكون المعنى في المثال الأول :
و هذا الجزء من كلام سيبويه مقتضب و ذلك - أي الاقتضاب من كلام سيبويه - من أسباب جَعْلِ الشراح يحتلفون فيه كثيرا ، (على تقدير حذف مضاف )
ويكون المعنى في المثال الثاني :
و قد هطل المطر طيلة النهار و ذلك - أي هطول المطر - من أسباب جَعْلِ الناس يجمعون بين الظهر و العصر .
و الله أعلى و أعلم .
دمتم طيبين
البسام
2009-06-28, 10:58 AM
لماذا لا تكون ( ما ) في هذا التعبير مصدرية
وتكون ( ما ) و ما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بحرف الجر ( من )
ويكون المعنى في المثال الأول :
و هذا الجزء من كلام سيبويه مقتضب و ذلك - أي الاقتضاب من كلام سيبويه - من أسباب جَعْلِ الشراح يحتلفون فيه كثيرا ، (على تقدير حذف مضاف )
ويكون المعنى في المثال الثاني :
و قد هطل المطر طيلة النهار و ذلك - أي هطول المطر - من أسباب جَعْلِ الناس يجمعون بين الظهر و العصر .
و الله أعلى و أعلم .
دمتم طيبين
شكرا ، ولكن هذا التحليل يقتضي أن تكون (من) تبعيضيه دائما في هذ االتركيب ، فكيف يكون الأمر إذا كان ما قبلها هو السبب الوحيد
البسام
2009-06-28, 03:13 PM
ولعل الصحيح أن يقال : وهذا الجزء من كلام سيبويه مقتضب ، وهذا جعل الشراح يختلفون
البسام
2009-06-28, 04:59 PM
ولعل الصحيح أن يقال : وهذا الجزء من كلام سيبويه مقتضب ، وهذا جعل الشراح يختلفون
أو يقال : مما جعل الشراح يختلفون اقتضاب كلام سيبويه
خزانة الأدب
2009-07-02, 12:37 AM
فرقٌ كبير بين:
مما جَعَلَ
و
من أسباب جَعْل
والمهم على كل حال أنه لا يوجد لهذه العبارة شاهد قديم (على حدّ علمي القاصر)
الواحدي
2009-07-02, 03:26 PM
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
قرأت كلام الأخ "بسّام" والاستشكال الذي ذكره. وكان أوَّل ما أسعفتني به الذاكرة قوله تعالى: "مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَارًا". وتذكّرت كذلك قول الشاعر (ابن عمّار أو ابن رشيق):
مِمَّا يُزَهِّدُنِي في أَرْضِ أَنْدَلُسٍ --- أَلْقَابُ مُعْتَصِمٍ فِيها ومُعْتَضِدِ
لكنّني وجدت الشاهدين لا يطابقان ما أشار إليه الأخ تمام المطابقة. وزاد في حيرتي أنّ هذا التركيب استعمله بعضُ مَن لا يُشكُّ في أصالة عربيته من المعاصرين.
وظللت أتدبّر المسألة مديمًا فيها النظر إلى أن اختلسني النوم...
ثم استيقظت فإذا جواب المسألة يجول في خاطري، واضحًا وضوح الشمس، كأنّما قرأته مِن كتاب!
وهذا يقع للعقل في حل القضايا التي لها بالذَّاكرة بعض تعلُّق، وهو في ذلك مثل جهاز الحاسوب حيث يواصل عملياته ولو كان في حالة غفوة..
أقول هذا حتَّى لا تُظنَّ بي دعوى اللجوء إلى الإلهام أو الرؤى واتخاذها مصدرًا للمعرفة. (ابتسامة)
وكان أوَّل شيء تبادر إلى ذهني عند انتباهي: اسم العلاَّمة الشيخ عبد القادر المغربي، وكأنَّه يُسمِعني مقابل ذلك التركيب باللغة الفرنسية.
وهو: ce qui fait que مقابل: "ممّا يجعل". أو Telle chose fait que
و: ce qui a fait que مقابل "ممّا جعل". أو: Telle chose a fait que
وهذه العبارة تأتي عادةً بين جملتين تربطهما علاقة سببيّة.
وهذا ممّا سماه العلامة المغربي "تعريب الأساليب"، ولهذا تذكّرته لمّا استيقظت...
وراجح ظنّي أنَّ ما شغل بال الأخ "بسّام" هو من الأساليب الأعجمية الدخيلة التي جلبها "عصر الترجمة الأخير" إلى لساننا.
وهذا النوع من المستوردات مَرَدّ قبوله أو رفضه إلى الذوق السليم المنسجم مع الأسلوب العربي الأصيل. ثم الزمن وحده ووتيرة الاستعمال كفيلان بإزالته أو التكريس له...
والله أعلم.
خزانة الأدب
2009-07-02, 03:37 PM
جاء أخونا الواحدي بفصل الخطاب
ومثلها بالإنجليزية (which) عندما تستخدم للربط بين جملتين، فتكون الأولى سبباًً للثانية
البسام
2009-07-02, 06:53 PM
لا ثُلَّ قلمك .
البسام
2009-07-02, 06:59 PM
وبارك الله تعالى فيك وفي الجميع .
لسان العرب
2009-07-03, 09:18 PM
السلام عليكم
لا يظهر التعلل بأعجمية الأسلوب دقيقا تماما ، فقد جرى على ألسنة العلماء نظائره ، يقول أبو حيان في البحر المحيط : ( وينبغي أن ينظر من الضيف هل يأكل أو لا ويكون بتلفت ومسارعة ، لا بتحديد النظر ، لأن ذلك مما يجعل الضيف مقصرا في الأكل.) 6/180
وهذا مما يجعلني أرى أن نسبة هذه الأساليب إلى العجمة ليس دقيقا .
أبو قصي المنصور
2009-07-03, 10:16 PM
قد تدخل إلى العربية بعض الأساليب الأعجمية في التعبير ؛ فلا يكون ذلك سببًا في الحُكم عليها بالخطأ ، حتى تخالفَ قياسَ العربيَّة .
ولا أجِد هذا الاستعمالَ مخالفًا القياسَ ؛ بل هو موافِقٌ له . وذلك على أن تكونَ ( ممَّا ) في موضع الخبرِ ، والمبتدأ محذوفٌ لأنه في تأويلِ ( هذا ) ، أو ( هو ) التي تعودُ إلى المسنَد قبلَه . وإذا كان المبتدأ كذلك ، جازَ حذفُه ، لثبوتِ ما يدلّ عليه ؛ فاستغنوا عنه لذلك ؛ فقولك : ( وهذا الجزء من كلام سيبويه مقتضب ؛ (مما) جعل الشراح يختلفون فيه كثيرا ) في تقدير : ( وهذا الجزء من كلام سيبويه مقتضب . وهذا الاقتضاب مما جعل الشراح يختلفون فيه كثيرا ) ، و ( ما ) موصولة ، والجار والمجرور متعلقان بالخبر المحذوف . وينبغي أن توضَع نقطةٌ بعد قولك : ( مقتضب ) لأن الجملة تمَّت بها ، وابتُدئت جملةٌ أخرَى .
والحذفُ كثيرٌ جدًّا في كلامِ العرب ؛ ولكنَّ له قياساتٍ مطَّردةً تضبطه ، وتحدّه . وليس كلُّ ما فُهِمَ المعنَى بدونِه جازَ حذفُه ؛ فمن المواضع التي قاست العربُ الحذفَ فيها ما دلَّ عليهِ المقال ، وما دلت عليه الحال . والحذفُ في ( مما ) من دلالة المقال . ولكن ينبغي أن يكونَ معلومًا أن هذه الدلالة تقتضي أمرينِ :
الأول : وجود ما أغنَى عن المحذوفِ بلفظِه ، أو معناها سابِقًا لموضعِ الحذف .
الثاني : وجودُ قرينةٍ دالَّةٍ ظنيًّا على أن هذا المتقدِّمَ للمحذوفِ هو الذي أغنَى عن المحذوفِ .
مثالُ ذلك :
1-حذفُهم المسنَد ، أو المسنَد إليه في جوابِ السؤالِ ، كقولِك جوابًا لمن سألك : من ربك ؟ ( الله ) ؛ فالأمر الأول ؛ وهو وجود ما أغنَى عن المحذوفِ ثابتٌ ؛ هو ( ربك ) في جملة السؤال . والأمر الآخَر ؛ وهو القرينةُ الدالَّة على أن هذا المتقدِّم هو الذي أغنَى عن المحذوفِ ، ثابتٌ أيضًا ، لأن السؤالَ يُطلبُ فيهِ معرفةُ شيء مجهول بشيءٍ معلومٍ ؛ فذِكرُه المجهولَ في الجوابِ يدُلُّ على أن المحذوفَ هو المعلومُ الواردُ في السؤالِ .
2-حذفُهم العاملَ في الجملةِ التوكيديَّة التي تأتي بعدَ تمامِ جملةٍ قبلَها سواءٌ كان العاملُ فِعلاً أم اسمًا ؛ فالفعلُ نحو قوله تعالى : (( ويومئذٍ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصرُ من يشاءُ وهو العزيز الرحيمِ * وعدَ الله لا يخلف الله وعدَه )) . والاسم نحو قراءةِ : (( فريضةٌ من الله )) . فأما الأمر الأول مما تقضيه الدلالة ، فثابتٌ بمعناه ؛ وهو الجملةُ كلّها ، لأن قولَه : (( ويومئذ يفرح المؤمنون )) وعدٌ ؛ فكأنه ذكرَه بلفظِه ، وقولَه : (( إنما الصدقات للفقراء ... )) فريضةٌ ؛ فكأنَّه ذكرَ المبتدأ ( هذا ) بلفظِه ؛ فاستغنى عنه لأنَّه بمعنَى ما قبلَه ؛ ألا ترَى أن ( هذا ) هو نفسُه الكلامُ السابقُ كلُّه . وأما الأمر الثاني ؛ وهو الذي دلَّ المخاطبَ على أن هذا الكلام السابقَ هو الذي أغنَى عن المحذوف ، لأنه بمعناه ، فثابتٌ أيضًا ؛ فإنَّ (( وعدَ الله )) ، و (( فريضة )) تأكيدٌ للكلامِ قبلَها ؛ فإذا ذُكِرت ، أدركَ المخاطبُ تعلُّقَها بهِ . ومن هذا الضربِ المثالُ المشكِلُ الذي أوردَه السائلُ ؛ ذلكَ أنَّ المحذوفَ موجودٌ في الكلامِ السابقِ بلفظِه ؛ فتحقَّقَ فيه الأمرُ الأولُ . وأما الأمر الثاني ، فإنَّ قولَك : ( ... مما جعلَ الشراحَ ) متعلِّقٌ بالكلامِ قبلَه ، لأنَّه ذِكرٌ للازمٍ من لوازمِه ، وليس كلامًا مستأنفًا ؛ ذلك أنَّ معرفةَ اقتضاب هذا الجزء من كلامِ سيبويه قد يوصِلك إلى معرفةِ ما ينشأ عنه ، كاختلافِ الشُرَّاح ، وغيرِه . وهذا كحذفِ عاملِ الجملةِ التي تأتي تمثيلاً لجملةٍ تامَّة قبلَها . وانظر فضلاً هذا الرابطَ :
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1056
فهذا هو حدُّ الحذفِ القياسيِّ في ما دلّ عليه المقالُ ؛ فمتَى وُجِد شرطاه ، جازَ .
والله تعالى أعلمُ .
البسام
2009-07-03, 10:38 PM
قد تدخل إلى العربية بعض الأساليب الأعجمية في التعبير ؛ فلا يكون ذلك سببًا في الحُكم عليها بالخطأ ، حتى تخالفَ قياسَ العربيَّة .
ولا أجِد هذا الاستعمالَ مخالفًا القياسَ ؛ بل هو موافِقٌ له . وذلك على أن تكونَ ( ممَّا ) في موضع الخبرِ ، والمبتدأ محذوفٌ لأنه في تأويلِ ( هذا ) ، أو ( هو ) التي تعودُ إلى المسنَد قبلَه . وإذا كان المبتدأ كذلك ، جازَ حذفُه ، لثبوتِ ما يدلّ عليه ؛ فاستغنوا عنه لذلك ؛ فقولك : ( وهذا الجزء من كلام سيبويه مقتضب ؛ (مما) جعل الشراح يختلفون فيه كثيرا ) في تقدير : ( وهذا الجزء من كلام سيبويه مقتضب . وهذا الاقتضاب مما جعل الشراح يختلفون فيه كثيرا ) ، و ( ما ) موصولة ، والجار والمجرور متعلقان بالخبر المحذوف . وينبغي أن توضَع نقطةٌ بعد قولك : ( مقتضب ) لأن الجملة تمَّت بها ، وابتُدئت جملةٌ أخرَى .
والحذفُ كثيرٌ جدًّا في كلامِ العرب ؛ ولكنَّ له قياساتٍ مطَّردةً تضبطه ، وتحدّه . وليس كلُّ ما فُهِمَ المعنَى بدونِه جازَ حذفُه ؛ فمن المواضع التي قاست العربُ الحذفَ فيها ما دلَّ عليهِ المقال ، وما دلت عليه الحال . والحذفُ في ( مما ) من دلالة المقال . ولكن ينبغي أن يكونَ معلومًا أن هذه الدلالة تقتضي أمرينِ :
الأول : وجود ما أغنَى عن المحذوفِ بلفظِه ، أو معناها سابِقًا لموضعِ الحذف .
الثاني : وجودُ قرينةٍ دالَّةٍ ظنيًّا على أن هذا المتقدِّمَ للمحذوفِ هو الذي أغنَى عن المحذوفِ .
مثالُ ذلك :
1-حذفُهم المسنَد ، أو المسنَد إليه في جوابِ السؤالِ ، كقولِك جوابًا لمن سألك : من ربك ؟ ( الله ) ؛ فالأمر الأول ؛ وهو وجود ما أغنَى عن المحذوفِ ثابتٌ ؛ هو ( ربك ) في جملة السؤال . والأمر الآخَر ؛ وهو القرينةُ الدالَّة على أن هذا المتقدِّم هو الذي أغنَى عن المحذوفِ ، ثابتٌ أيضًا ، لأن السؤالَ يُطلبُ فيهِ معرفةُ شيء مجهول بشيءٍ معلومٍ ؛ فذِكرُه المجهولَ في الجوابِ يدُلُّ على أن المحذوفَ هو المعلومُ الواردُ في السؤالِ .
2-حذفُهم العاملَ في الجملةِ التوكيديَّة التي تأتي بعدَ تمامِ جملةٍ قبلَها سواءٌ كان العاملُ فِعلاً أم اسمًا ؛ فالفعلُ نحو قوله تعالى : (( ويومئذٍ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصرُ من يشاءُ وهو العزيز الرحيمِ * وعدَ الله لا يخلف الله وعدَه )) . والاسم نحو قراءةِ : (( فريضةٌ من الله )) . فأما الأمر الأول مما تقضيه الدلالة ، فثابتٌ بمعناه ؛ وهو الجملةُ كلّها ، لأن قولَه : (( ويومئذ يفرح المؤمنون )) وعدٌ ؛ فكأنه ذكرَه بلفظِه ، وقولَه : (( إنما الصدقات للفقراء ... )) فريضةٌ ؛ فكأنَّه ذكرَ المبتدأ ( هذا ) بلفظِه ؛ فاستغنى عنه لأنَّه بمعنَى ما قبلَه ؛ ألا ترَى أن ( هذا ) هو نفسُه الكلامُ السابقُ كلُّه . وأما الأمر الثاني ؛ وهو الذي دلَّ المخاطبَ على أن هذا الكلام السابقَ هو الذي أغنَى عن المحذوف ، لأنه بمعناه ، فثابتٌ أيضًا ؛ فإنَّ (( وعدَ الله )) ، و (( فريضة )) تأكيدٌ للكلامِ قبلَها ؛ فإذا ذُكِرت ، أدركَ المخاطبُ تعلُّقَها بهِ . ومن هذا الضربِ المثالُ المشكِلُ الذي أوردَه السائلُ ؛ ذلكَ أنَّ المحذوفَ موجودٌ في الكلامِ السابقِ بلفظِه ؛ فتحقَّقَ فيه الأمرُ الأولُ . وأما الأمر الثاني ، فإنَّ قولَك : ( ... مما جعلَ الشراحَ ) متعلِّقٌ بالكلامِ قبلَه ، لأنَّه ذِكرٌ للازمٍ من لوازمِه ، وليس كلامًا مستأنفًا ؛ ذلك أنَّ معرفةَ اقتضاب هذا الجزء من كلامِ سيبويه قد يوصِلك إلى معرفةِ ما ينشأ عنه ، كاختلافِ الشُرَّاح ، وغيرِه . وهذا كحذفِ عاملِ الجملةِ التي تأتي تمثيلاً لجملةٍ تامَّة قبلَها . وانظر فضلاً هذا الرابطَ :
http://www.ahlalloghah.com/showthread.php?t=1056
فهذا هو حدُّ الحذفِ القياسيِّ في ما دلّ عليه المقالُ ؛ فمتَى وُجِد شرطاه ، جازَ .
والله تعالى أعلمُ .
شكرا جزيلا ، ولكن هذا التحليل يقتضي أن تكون (من) تبعيضيه دائما في هذ االتركيب ، فكيف يكون الأمر إذا كان ما قبلها هو السبب الوحيد
خزانة الأدب
2009-07-04, 12:56 AM
السلام عليكم
لا يظهر التعلل بأعجمية الأسلوب دقيقا تماما ، فقد جرى على ألسنة العلماء نظائره ، يقول أبو حيان في البحر المحيط : ( وينبغي أن ينظر من الضيف هل يأكل أو لا ويكون بتلفت ومسارعة ، لا بتحديد النظر ، لأن ذلك مما يجعل الضيف مقصرا في الأكل.) 6/180
وهذا مما يجعلني أرى أن نسبة هذه الأساليب إلى العجمة ليس دقيقا .
لا تتسرَّع في الاعتراض بارك الله فيك!
قوله (مما يجعل النظر ...) لا إشكال فيه!
من: حرف جر بمعنى التبعيض، وما مصدرية، أي من الأشياء التي تجعل
وهو كقوله تعالى (مما جعلكم مستخلفين فيه)
ومثله قولك (وهذا مما يجعلني)
وهذا لا علاقة له بما نحن بصدده!
لأن قولنا (هطل المطر طيلة النهار) هو جملة تامة، وليس كذلك قول ابن حيان (لأن ذلك) ولا قولك (وهذا)، فكلاهما ينتظر خبر الجملة!
وقولنا (الناس يجمعون الظهر والعصر) هو إخبار عن واقعة أخرى وقعت في نفس اليوم
وقد استعملنا (مما) للربط بين الجملتين، وهذا الاستعمال لا أصل له ولا شاهد في العربية.
نعم، يستقيم القياس لو حذف ابن حيان قوله (لأن ذلك)!
والإشكال الآخر أن قولنا (مما جعل الناس يجمعون) لا يقصد منه التبعيض، أي إننا لا نقصد أن هذا هو أحد أسباب الجمع، بل نقصد أن هذا هو سبب الجمع!
عادل أحمدموسى
2009-07-04, 12:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أبدأ ببيان تركيب ( مما ) :
مما تتكون من حرف الجر (من و الاسم الموصول ما ) وحذفت النون وأغلب استخدام مما في القرآن الكريم على ذلك التركيب فقد استخدمت مما (113 )مرة على شاكلة الآية التالية{أُولَـئ كَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُواْ وَاللّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ }البقرة .
وفي الشعر كذلك كقول النابغة الذبياني
واليأس مما فات يعقب راحة ...........
ولقد بحثت في الموسوعة الشعرية عن مما ولم أجد فيما تصفحته _ وهو كثير _ استخدام مماثل لتلك الجملة ( وهذا الجزء من كلام سيبويه مقتضب ؛ (مما) جعل الشراح يختلفون فيه كثيرا .ثم قلت لا مسوغ لفصاحة الجملة إلا بتقدير محذوف
ثم تساءلت لماذا نبعد عن فصيح الكلام ؟ولنقل:
وهذا الجزء من كلام سيبويه المقتضب جعل الشراح يختلفون فيه كثيرا .
والله أعلى وأعلم .
موتمباي رجب
2009-07-15, 04:28 AM
قال صاحب خزانة الأدب:
الشاهد التاسع والثلاثون بعد الثمانمائة
وهو من شواهد س:
وإنا لمما نضرب الكبش ضربةً ... على رأسه تلقي اللسان من الفم
على أن من الجارة لما كفت بما، تغير معناها، وصارت بمعنى ربما، مفيدة للتكثير أو للتقليل، على خلاف في مدلولها.
قال سيبويه في باب من أبواب أن التي تكون والفعل بمنزلة مصدره ما نصه: وتقول: إني مما أن أفعل ذاك، كأنه قال: أني من الأمر، أو من الشأن أن أفعل ذاك. فوقعت ما في هذا الموضع، كما تقول العرب: بئسما، يريدون بئس الشيء. إلى أن قال: وإن شئت قلت: إني مما أفعل، فتكون ما مع من بمنزلة كلمة واحدة، نحو: ربما. قال أبو حية النميري:
وإنا لمما نضرب الكبش ... .............البيت
انتهى.
قال الأعلم: الشاهد في قوله: لمما، ومعناه لربما، وهي من زيدت إليها ما، وجعلت معها على معنى ربما، فركبت تركيبها. انتهى.
وفي البغداديات لأبي علي: قال أبو العباس: إن أراد سيبويه أن ما كافة لمن أنها كافة لرب، فهو كما قال سيبويه. وإن أراد أنه للتقليل، كما أن ربما للتقليل كان ذلك مسوغاً، إذا ثبت مسموعاً. ويبعد ذلك في البيت، فإنه ينبغي أن يكون غير مقلل لضربه للكبش على رأسه انتهى. وإنما قال هذا، لأن رب وربما عنده لا تفيد إلا القلة. وكأن أبا حيان لم يقف على ما قدمناه.
قال في الارتشاف: وزعم السيرافي، والأعلم، وابن طاهر، وابن خروف، أن من إذا كان بعدها ما كانت بمعنى ربما، وزعموا أن سيبويه يشير إلى هذا المعنى في كلامه.
وأنكر الأستاذ أبو علي وأصحابه ذلك وردوه، وتأولوا ما زعموه من ذلك. هذا كلامه.
وتبعه ابن هشام في موضعين من المغني أحدهما: في من، قال عند معانيها: العاشر مرادفة ربما، وذلك إذا اتصلت بما، كقوله:
وإنا لمما نضرب الكبش البيت
قاله السيرافي، وابن خروف، وابن طاهر، والأعلم، وخرجوا عليه قول سيبويه: إنهم مما يحذفون كذا. والظاهر أن من فيهما ابتدائية وما مصدرية، وأنهم جعلوا كأنهم خلقوا من الضرب والحذف، مثل: " خلق الإنسان من عجل " . انتهى.
وثانيهما: في ما الكافة، قال: إنها تتصل بأحرف فتكفها من عمل الجر. الرابع: من، كقول أبي حية:
وإنا لمما نضرب الكبش البيت
قاله ابن الشجري. والظاهر أن ما مصدرية، وأن المعنى مثله في: " خلق الإنسان من عجل " ، وقوله:
وضنت علينا والضنين من البخل
فجعل الإنسان والبخيل مخلوقين من العجل والبخل مبالغة. انتهى.
وسياق الكلام منهما ظاهر في أن المعنى الأول، لم يقل به سيبويه، وإنما هو شيء استنبطه خدمة كتابه من كلامه، وليس كذلك.
وتخريج ابن هشام فاسد، وذلك أن فعل الصلة في المثالين الأولين مسند إلى ضمير المحدث عنه، فيلزم عند السبك إضافة المصدر إلى ذلك الضمير، فيؤول الأمر إلى جعلهم، كأنهم خلقوا من ضربهم، ومن حذفهم. وذلك غير متصور البتة. ولا يلزم هذا في الآية والبيت الأخير.
والكبش هنا: الرئيس وسيد القوم، لأنه يقارع دونهم ويحميهم. قال ابن النحاس: وإن شئت جعلت ما بمعنى الذي، ورفعت الكبش. انتهى.
أقول: هذا لا يصح. فتأمل. ومثل هذا البيت قول الفرزدق:
وإنا لمما نضرب الكبش ضربةً ... على رأسه والحرب قد لاح نارها
قال صاحب النحو الوافي 2/466:
من الأساليب الواردة المأثورة: " مما" كالتي في حديث لابن عباس، نصه "
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَالِجُ مِنْ التَّنْزِيلِ شِدَّةً، وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ"
وكقول الشاعر:
وإنا لمما نضرب الكبش ضربة ... على رأسه تلقي اللسان من الفم
ثم ذكر كلاما..." ا.هـ
وانظروا كلام الحافظين العسقلاني والعيني في شرح الحديث
وبهذا يظهر غرابة كلام الإخوة في هذا الأمر، حتى نسب بعضهم هذا الأسلوب إلى الأعاجم
خزانة الأدب
2009-07-15, 05:57 PM
الغرابة أن يفتي في الموضوع من لم يقرأ السؤال! السؤال كان عن (مما) التي تُبدأ بها جملة جديدة، لإفادة أنها مترتبة على الجملة السابقة! وجميع ما تفضل الأخ بنقله من كلام البغدادي لا علاقة له بالموضوع المسؤول عنه!
الياقوتة
2009-07-16, 12:26 AM
السلام عليكم
(ما) في هذه العبارة موصولة بمعنى من الذى.
و من:جارة،سببية. والله أعلم .
موتمباي رجب
2009-07-16, 11:07 AM
الغرابة أن يفتي في الموضوع من لم يقرأ السؤال! السؤال كان عن (مما) التي تُبدأ بها جملة جديدة، لإفادة أنها مترتبة على الجملة السابقة! وجميع ما تفضل الأخ بنقله من كلام البغدادي لا علاقة له بالموضوع المسؤول عنه!
أظهر لي عدم العلاقة، حتى أجيبك
معلومة: حديث ابن عباس الذي أوردته، لو قسته على الكلام الذي نسمعه لرأيت الناس يقولون الآن: كان رسول الله (ص) يعاني شدة من التنزيل، مما يجعله يحرك شفته
أليس لهذا الكلام علاقة؟
عجيب
خزانة الأدب
2009-07-16, 01:56 PM
أيها الفاضل: سأفعل، مع أنك أنت الذي يجب عليه إثبات أن الشاهد ينطبق على المسألة! لقد ظهر لي أنك إلى الآن لم تستوعب المسألة، من غير نقصان في فضلك وعلمك، لأنك تقول (الناس يقولون الآن)، مع علمك بأن الإشكال هو في هذه الكلمة من كلام الناس الآن! وأما حديث ابن عباس فلا إشكال فيه، وليس مما نحن فيه، لأنه يقول (وكان مما)، فهذه جملة جديدة معطوفة على الأولى بالواو، وجاءت فيها (مما) بعد الفعل (كان)، ومعناها (ربما) كما قال النحاة. فالتركيب غير التركيب. ولا يخفى أن استعمال (مما) في هذا السياق لا يحتاج إلى جملة سابقة، بدليل قول الشاعر (وإنا لمما نضرب الكبش)، أي ربما. أضف إلى ذلك أن جعل (مما) في حديث ابن عباس بمعنى أن تحريك الشفتين كان بسبب الشدة المذكورة في الجملة السابقة -- لا يستقيم إلا بتكلف، وحتى لو كان هذا هو المقصود - افتراضاً - فالسببية مفهومة من السياق، وليس لأن (مما) تفيد السببية. ومعلوم أن (مما) ما جيء بها في الجملة المسؤول عنها إلا لمعنى التسبيب. والغريب أنك أوردت كلام النحاة في أن (مما) تأتي بمعنى (ربما)، ولم تفطن إلى أن هذا المعنى هو الذي ينطبق على حديث ابن عباس، لأن المراد (وكان ربما يحرك شفتيه)! وتحاول أن تصرفها إلى معنى السببية الذي لا أثر له في كلامهم. وهذا آخر ما عندي في الموضوع، إلا أن يوجد شاهد صحيح صريح مطابق.
البسام
2009-08-12, 12:13 PM
ألا يمكن فض النزاع بأن يقال : إن (ما) كافة لحرف الجر عن الدخول على الاسم .
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.