تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عـقـيدة بـني الـعـباس وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة



أبو عبدالرحمن العباسي
2009-06-09, 11:26 AM
عـقـيدة بـني الـعـباس




وحمايتهم للدين والعقيدة والسنة







قال النبي الهاشمي صلى الله عليهوآله وسلم ( أيها الناس قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا : كتاب الله و عترتي أهل بيتي ) صحيح الجامع .







جمعه وأعده


الشريف أبو العباس
عبدالإله بن حاتم بن أحمدالعباسي
والشريف أبو عبدالرحمن
عبدالمحسن بن حاتم بن أحمد العباسي




a.h.a.abbasi @gmail.com






بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , أما بعد :-
فإن بني العباس بن عبدالطلب عم النبي صلىالله عليه وآله وسلم وعصبته أحد البيوت الأربعة من بيوت آل النبي صلى الله عليهوآله وسلم , وهذا الأمر عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد روى مسلم أن زيد بن أرقم سئل عن آل البيت فقال هم آل العباس وآل عقيل وآل جعفر وآل علي , وهذا باتفاق أهل السنة والجماعة أيضا ولم يخالف في ذلك إلا المبتدعة فقد قال ابن تيمية في منهاج السنة (4\359):- ( اتفق العلماء على أن بني العباس وبني الحارث بن عبدالمطلب من آل محمد الذين تحرم عليهم الصدقة ويدخلون في الصلاة ويستحقون من الخمس).
وأثبت بنو العباس بأقوالهم وأفعالهم أنهم من آل البيت تدينا وعقيدة وليس نسبا فقط , فقد نصروا الدين و عقيدة السلف وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ودافعوا عنها وقاموا بحمايتها أتم حماية وشهد لهم بذلك أهل العلم في كتبهم , ولم يخالف ذلك منهم إلا من شذ فتبرأوا منه , ولا نعلم قبيلة أو عشيرة من بني هاشم بل من قريش بل من العرب بل من العجم قامت بعشر ما قام به بنوالعباس من نصرة الدين والعقيدة والسنة وحمايتها وذلك من نعمة الله ومنته عليهم ( ولكن الله يمن على من يشاء من عباده ) , ولذلك رماهم أهل البدع والأهواء والحاسدون والحاقدون عن قوس واحدة فتكلموا فيهم وكذبوا عليهم وشوهوا تاريخهم وحاربوهم بشتى الوسائل ولكن ( إن الله يدافع عن الذين ءامنوا ) .
فأصبح من شعار أهل البدع التبرؤ من بني العباس كما قال ابن أبي العز في شرح الطحاوية (ص 490) :- قال القاضي أبو بكر ابن الطيب عن الباطنية وكيفية إفسادهم لدينالإسلام قال يقولون للداعي : يجب عليك إذا وجدت من تدعوه مسلما أن تجعل التشيع عنده دينه وشعاره واجعل المدخل من جهة ظلم السلف لعلي وقتلهم الحسين والتبري من تيم وعدي وبني أمية وبني العباس . انتهى .
وأصبح كل من أثنى على بني العباس وذكر أخبارهم ناصبيا مهددا من الروافض , كما حصل مع الخطيب البغدادي عندماأخرج من دمشق بسبب أنه ناصبي يروي فضائل الصحابة وأخبار خلفاء بني العباس في الجامع فكان ذلك سبب إخراج الخطيب من دمشق كما ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق (14\285) .
فهذا كتاب عظيم جمعنا فيه مجموعة من العقائد التي كتبها بنو العباس بأنفسهم واعتقدوها , وجمعنا أيضا نقولات عن الأئمة يثنون فيها على بني العباس وعقائدهم , وذكرنا أيضا عقيدة بعض الأفراد من بني العباس وجهودهم في حماية ونصرة الدين والعقيدة والسنة , وجعلنا بعد ذلك مختصرا لعقيدة بنيالعباس التي ذكرت في هذا الكتاب , وتكلمنا في نهاية الكتاب عن بعض من شذ عن بني العباس وخالف طريقتهم , وجمعنا لهذا الكتاب له عدة أسباب منها :-
1- هدية لبني العباس كلهم حتى يعلموا عقيدة أسلافهم , فمن كان عليها فليحمد الله , ومن خالف شيئا منها فليتق الله وليعتقد مااعتقدوه حتى يكون منهم نسبا وعقيدة .
2- حتى يعلم عامة الناس أن هذه عقيدة آل البيت وليست عقيدتهم الأشعرية أو الزيدية أو الرفض أو التصوف البدعي أوالشركي .
3- الرد على بعض من تطاول على بني العباس فوصفهم بأوصاف سيئة وطعن في عقيدتهم .
4- أن هذا من حقوق أجدادنا وأسلافنا علينا , فإن الخمسمائة سنة الأخيرة من تاريخ المسلمين كانت سنوات نحسات اندرس فيها العلم وانخفتت فيها أنوار العقيدة , فجهل كثير من بني العباس ماكان عليه أسلافهم وأجدادهم , فتبيين ما كانوا عليه حق لهم علينا .
وهنا كلمة نوجهها لبني العباس فنقول لماكان بنو العباس أهل ديانة متمسكين بالسنة مبعدين ومحاربين للمبتدعة كانت دولتهم قوية عزيزة , فلما أظهر المأمون البدع لم تمكث إلا 14 سنة فسرعان ما أزالوهاوأعادوا السنة وتمسكوا بها واستمروا على ذلك , ودخل الضعف فيهم لما ظهرت فيهم المعصية لكن مع التمسك بالعقيدة والسنة وقد فسدت عقائد كثير من الناس فكانت الدول تنشأ وتسقط دولة بعد دولة وهم باقون , فلما قويت ديانتهم قويت دولتهم ولم يكن لأحدمعهم كلمة إلى أن جعل الخليفة المستعصم وزيره رافضيا بإختياره فحصلت القاصمة , مع أن المستعصم كما سيأتي كان على عقيدة السلف وكان الرافضة مهانين في وقته , فكان السقوط عقابا من الله لبني العباس لتقريبهم أهل البدع والله أعلم , فعلى بني العباس أن يتعظوا مما حصل مع أسلافهم فيكونون أهل ديانة وعقيدة معادين لأهل البدع والضلال وقدوة للناس .
ونحن نحمد الله عز وجل حمدا كثيرا طيبا على أن جعلنا من بني العباس وعلى عقيدتهم , وهذه النعمة وهي نعمة النسب ليس للإنسان أييد فيها , فإن الإنسان يولد و معه نسبه ولم يبذل في تحصيله أي مشقة بعكس نعمة المالوالصحة فإنها غالبا ما تحتاج إلى نوع من المشقة .
ومن حقوق القراء علينا أن نسرد نسبنا , فإن الإنتساب إلى بني هاشم لابد له من بينة ولا سيما أنه قد كثر فيهذه الأيام ادعاءات النسب الهاشمي بمختلف فروعه .
فنحن عبدالمحسن وعبدالإله ابنا حاتم بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن سليمان بن أحمد بن الحسينبن علي بن علاء الدين بن علي بن هاشم بن أبي بكر بن محمد بن علي بن محمد بن الحسنبن أحمد بن جعفر بن علي بن شرف الدين بن تقي الدين أبي بكر بن موسى بن تقي الدين أبي بكر ابن جعفر بن الخليفة الطائع لله بن الخليفة المطيع لله بن الخليفة المقتدربالله بن الخليفة المعتضد بالله بن الأمير الموفق طلحة بن الخليفة المتوكل على اللهبن الخليفة المعتصم بالله بن الخليفة هارون الرشيد بن الخليفة المهدي بن الخليفةأبي جعفر المنصور بن الإمام محمد بن علي السجاد بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلببن هاشم بن عبد مناف القرشي .
وهذا النسب مذكور في الصك الصادر من نقابةالأشراف العباسيين في صفد عام 985 هـ وهو موجود اليوم مع الإضافات الملحقة به إلى يومنا هذا .
وأخيرا فكما قال رسول الله صلى الله عليهوآله وسلم ( من لا يشكر الناس لا يشكر الله ) فبعد شكر الله عز وجل نشكر صاحب الفضل الأكبر علينا منذ الصغر من بعد فضل الله تعالى الوالد الشريف النسابة أبا عبدالمحسن حاتم بن أحمد العباسي فقد كانت له توجيهات مهمة استفدنا منها , ونشكر أيضا العم الأكبر الشريف النسابة أبا أحمد حسني بن أحمد العباسي الذي له جهود كبيرة في خدمةالنسب العباسي وتعريف الناس بهم ومعه الوالد , وقد شجعانا على القيام بهذا الجمع المبارك , حفظهما الله من كل شر وسوء ومكروه ووفقهما لكل خير وسدد خطاهما وأيدهماعلى ضعاف الدين والأمانة والمبتدعين .
كتبه عبدالمحسن وعبدالإله ابنا حاتم العباسي - جدة - 10\6\1430هـ


الفهرس



الموضوع الصفحة

المقدمة .............................. .............................. ............. 5

الفصل الأول :- عقائد بني العباس

1- عقيدة أمير المؤمنين الخليفة أبو العباس القادر بالله .............................. 8



2- عقيدة القاضي الشريف أبو علي ابن أبي موسى الحنبلي العباسي ............... 12



الفصل الثاني :- ثناء الأئمة على بني العباس .............................. ..... 15

الفصل الثالث :- عقيدة وجهود أفراد بني العباس

1- حبر الأمة الصحابي عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب ......................... 18

2- علي السجاد بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب ............................ 18

3- أمير المؤمنين الخليفةأبو العباس السفاح .............................. ........ 19



4- أمير المؤمنين الخليفةأبو جعفر المنصور .............................. ........ 20

5- أمير المؤمنين الخليفة أبو موسى المهدي .............................. ......... 21

6- أمير المؤمنين الخليفة الهادي .............................. .................. 25

7- أمير المؤمنين الخليفة هارون الرشيد .............................. ............ 26

8- أمير المؤمنين الخليفة الأمين .............................. ................... 29

9- أمير المؤمنين الخليفة أبو الفضل المتوكل على الله .............................. 30

10- أمير المؤمنين الخليفة المهتدي بالله .............................. ............ 35

11- أمير المؤمنين الخليفة المعتز بالله .............................. ............... 35

12- أمير المؤمنين الخليفة أبو العباس المعتضد بالله .............................. .. 36

13- أمير المؤمنين الخليفة المقتدر بالله .............................. ............ 38

14- أمير المؤمنين الخليفة القاهر بالله .............................. ............. 38

15- أمير المؤمنين الخليفة الراضي بالله .............................. ............ 39

16- أمير المؤمنين الخليفة المتقي لله .............................. ............... 39

17- أمير المؤمنين الخليفة أبو بكر الطائع لله .............................. ....... 39

18- أمير المؤمنين الخليفة أبو العباس القادر بالله .............................. ... 40

19- أمير المؤمنين الخليفة القائم بأمر الله .............................. .......... 42

20- أمير المؤمنين الخليفة المستضيء بالله .............................. .......... 43

21- أمير المؤمنين الخليفة الظاهر بالله .............................. ..............44

22- أمير المؤمنين الخليفة أبو أحمد المستعصم بالله .............................. .. 44

23- الأمير محمد بن سليمان بن علي بن عبدالله بن عباس ........................ 45

24- الأمير عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس ............... 45

25- الإمام سليمان بن داود بن داود بن علي بن عبدالله بن عباس ............... 46

25- الأمير موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس ..... 46

26- الإمام هارون بن العباس بن عيسى بن عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس. 47

27- الإمام إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى بن عبدالله بن محمدبن علي بن عبدالله بن عباس.47

28- الشريف أبو جعفر عبد الخالق ابن أبي موسى الحنبلي العباسي ................ 48

29- الشريف القاضي أبو علي محمد ابن أبي موسى الحنبلي العباسي .............. 51

30- أبو البركات عبدالله بن الحسين السويدي العباسي .......................... 52

31- العلامة الشريف علي بن محمد بن سعيد بن عبدالله السويدي العباسي ........ 52

32- العلامة الشريف أبو الفوز محمد أمين بن علي بن سعيد السويدي العباسي .... 52

الفصل الرابع :- مختصر عقيدة بني العباس المذكورة في الكتاب ................. 53

الفصل الخامس :- بعض من شذ فخالف هذا الإعتقاد من بني العباس

1- أمير المؤمنين الخليفة المأمون .............................. ................... 57

2- أمير المؤمنين الخليفة المعتصم بالله .............................. .............. 59

3- أمير المؤمنين الخليفة الواثق بالله .............................. ............... 63

4- أمير المؤمنين الخليفة الناصر لدين الله .............................. ........... 66



الفصل السادس :- المراجع .............................. ..................... 67

وهذا هو الفصل الثاني من الكتاب ، والباقي في المرفقات:



( الفصل الثاني :- ثناء الأئمة على بني العباس )


كان الخلفاء من بني أمية يسبون آل البيت إلا عمر بن عبدالعزيز ويزيد بن الوليد .
قال ابن حزم الأموي مولاهم في رسائله عن بني العباس (2\147) :- إلا أنهم لم يعلنوا بسب أحد من الصحابة، رضوان الله عليهم ، بخلاف ما كان بنو أمية يستعملون من لعن عليّ بن أبي طالب رضوان الله عليه ، ولعن بنيه الطاهرين من بني الزهراء ؛ وكلهم كان على هذا حاشا عُمر بن عبد العزيز ويزيد بن الوليد رحمهما الله تعالى فإنهما لم يستجيزا ذلك .
قالابن تيمية في منهاج السنة (8\170) :- وأعظم ما نقمه الناس على بني أمية شيئان أحدهما تكلمهم في علي والثاني تأخير الصلاة عن وقتها .
قلنا : ومن أخطائهم أيضا تأخير الصلاة عن وقتها بل أحيانا إخراجها عن وقتها , وتقديم الخطبة على الصلاة في العيدين , والتأذين لصلاة العيدين , وأنهم كانوا يخطبون قعودا , واستمروا على هذا حتى أماتواالسنن وظن الناس أن البدع هي السنن , فلما جاء بنو العباس رضوان الله عليهم أحيواهذه السنن التي أميتت وأوقفوا سب الصحابة ولعنهم .
وهذه نصوص عن الأئمة في الثناء على بني العباس وعقيدتهم :-
1- قال ابن كثير في البداية والنهاية (14\396) :-
قال البيهقي ولم يكن في الخلفاءقبله - أي المأمون - من بني أمية وبني العباس خليفة إلا على مذهب السلف ومنهاجهم،فلما ولي هو الخلافة اجتمع به هؤلاء فحملوه على ذلك وزينوا له .
2- قال أبو عبيد الآجريفي السؤالات (1\290) :-
حدثنا أبو داود حدثنا أحمد بن عبدة قال: سمعت معاذ بن معاذ قال لما قدم بنو العباس بدأوا بالصلاة قبل الخطبة، فانصرف الناس وهم يقولون: بدلت السنة بدلت السنة يوم العيد .

3- قال الذهبي في تاريخ الإسلام (1\1007) :-
قال عبيد الله العيشي: قال أبي: سمعت الأشياخ يقولون: والله لقد أفضت الخلافة إلى بني العباس وما في الأرض أحد أكثرقارئاً للقرآن ولا أفضل عابداً وناسكاً منهمبالحميمة.
4- قال ابن تيمية في منهاج السنة (6\225) :-
وما زال بنو العباس مثبتين لخلافة الأربعة مقدمين لأبي بكر وعمر وعثمان على المنابر فلم يقاتل أحد من شيعتهم ولا من شيعة بني أمية قدحا في خلافة الثلاثة .
5- وقال في منهاج السنة (8\169) :-
ولهذا لما تولى بنو العباس كانوا أحسنمراعاة للوقت من بني أمية .
6- وقال في منهاج السنة (8\171) :-
ثم كان من نعم الله سبحانه ورحمته بالإسلام أن الدولة لما انتقلت إلى بني هاشم صارت في بني العباس فإن الدولةالهاشمية أول ما ظهرت كانت الدعوة إلى الرضا من آل محمد وكانت شيعة الدولة محبين لبني هاشم وكان الذي تولى الخلافة من بني هاشم يعرف قدر الخلفاء الراشدينوالسابق ين الأولين من المهاجرين والأنصار فلم يظهر في دولتهم إلا تعظيم الخلفاءالراشدين وذكرهم على المنابر والثناء عليهم وتعظيم الصحابةوإلا فلو تولى والعياذ بالله رافضي يسب الخلفاء والسابقين الأولين لقلب الإسلام ولكن دخل في غمارالدولة من كانوا لا يرضون باطنه ومن كان لا يمكنهم دفعه كما لم يمكن عليا قمعالأمراء الذين هم أكابر عسكره كالأشعث بن قيس والأشتر النخعي وهاشم المرقال وأمثالهم ودخل من أبناء المجوس ومن في قلبه غل على الإسلام من أهل البدع والزنادقةوتتبعه م المهدي بقتلهم حتى اندفع بذلك شر كبير وكان من خيار خلفاء بني العباس وكذلك الرشيد كان فيه من تعظيم العلم والجهاد والدين ما كانت به دولته من خيار دول بني العباس وكأنما كانت تمام سعادتهم فلم ينتظم بعدها الأمر لهم .
7- وقال في منهاج السنة (4\358) :-
قيل آل محمد يدخل فيهم بنو هاشم وأزواجه وكذلك بنو المطلب على أحد القولين وأكثر هؤلاء تذمهم الإمامية فإنهم يذمون ولد العباس لا سيماخلفاؤهم وهم من آل محمد صلى الله عليه وسلم ويذمون من يتولى أبا بكر وعمر وجمهوربني هاشم يتولون أبا بكر وعمر ولا يتبرأ منهم صحيح النسب من بني هاشم إلا نفر قليل بالنسبة إلى كثرة بني هاشم , وأهل العلم والدين منهم يتولون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما .
8- وقال في منهاج السنة (4\55) :-
الوجه الثامن: أن يقال دعوى كون جميع الخلفاء كانوا مشتغلين بما ذكره من الخمور والفجور كذب عليهم والحكايات المنقولة في ذلك فيها ما هو كذب وقد علم أن فيهم العدل الزاهد كعمر بن عبدالعزيز والمهتدي بالله وأكثرهم لم يكن مظهرا لهذه المنكرات من خلفاء بني أمية وبني العباس وإن كان أحدهم قد يبتلى ببعض الذنوب وقديكون تاب منها وقد يكون له حسنات كثيرة تمحو تلك السيئات وقد يبتلى بمصائب تكفر عنه خطاياه ففي الجملة الملوك حسناتهم كبار وسيئاتهم كبار والواحد من هؤلاء وإن كان له ذنوب ومعاص لا تكون لأحاد المؤمنين فلهم من الحسنات ما ليس لأحاد المسلمين من الأمربالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود وجهاد العدو وإيصال كثير من الحقوق إلى مستحقيها ومنع كثير من الظلم وإقامة كثير من العدل ونحن لا نقول إنهم كانوا سالمين من الظالم والذنوب كما لا نقول إن أكثر المسلمين كانوا سالمين من ذلك لكن نقول وجودالظلم والمعاصي من بعض المسلمين وولاة أمورهم وعامهم لا يمنع أن يشارك فيما عمله منطاعة الله وأهل السنة لا يأمرون بموافقة ولاة الأمور إلا في طاعة الله لا في معصيته .

10- قال ابن واصل في مفرج الكروب (4\166) :- وكان الناصرلدين الله يتشيع ويميل إلى مذهب الامامية، وهو خلاف ما كان عليه آباؤه من القادرإلى المستضئ فإنهم كانوا يذهبون مذهب السلف، وللقادر عقيدة مشهورة في ذلك .(

جمال سعدي
2009-06-09, 01:26 PM
نسيت المأمون و المعتصم أيام الفتنة

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-06-09, 01:54 PM
ألم تقرأ في الفهرس أعلاه

الفصل الخامس :- بعض من شذ فخالف هذا الإعتقاد من بني العباس

1- أمير المؤمنين الخليفة المأمون .............................. ................... 57

2- أمير المؤمنين الخليفة المعتصم بالله .............................. .............. 59

3- أمير المؤمنين الخليفة الواثق بالله .............................. ............... 63

4- أمير المؤمنين الخليفة الناصر لدين الله .............................. ........... 66

أبو القاسم
2009-06-09, 02:41 PM
حديث :كتاب الله وعترتي..لا يصح ,أخي المكرم..
بل حديث كتاب الله وسنتي الذي أخرجه الحاكم معلول لا يصح أيضا(ولكن معناه صحيح بلاشك)
والشيخ الألباني لديه تساهل وإن كان يظهر تساهله هذا بوضوح في أحيان دون أحيان..
وليس هو على ذات الوتيرة في التصحيح في كل الأحيان
ولتعلم أني عباسي مثلك..ولكن الحق أحق أن يحق
والله الموفق

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-06-20, 06:18 PM
أما كون أهل البيت أحد الثقلين فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث زيد بن أرقم وفيه : فحمد الله وأثنى عليه . ووعظ وذكر . ثم قال " أما بعد . ألا أيها الناس ! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب . وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله . واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ورغب فيه . ثم قال " وأهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي . أذكركم الله في أهل بيتي . أذكركم الله في أهل بيتي ".


وأما كون التمسك بهم عصمة من الضلال فخارج الصحيح وقد ثبته جمع من أهل العلم (كالترمذي والطحاوي والذهبي وبن كثير وغيرهم) والمقصود به من كان منهم على السنة والتوحيد ولا نكارة في هذا أبدا ، وتحسين الإمام الألباني له بمجموع طرقه يدخل في باب الحسن لغيره الذي تختلف فيه الاجتهادات.



وإن كنت قد وجدت له سندا قويا عند الفسوي (ثقة حافظ) في المعرفة والتاريخ (ج1 ص295) : حدثنا يحيى(بن يحيى النيسابوري) (ثقة ثبت إمام) قال حدثنا جرير (بن عبدالحميد) (ثقة صحيح الكتاب ، قيل : كان فى آخر عمره يهم من حفظه) عن الحسن بن عبيد الله (ثقة فاضل)عن أبي الضحى (ثقة)عن زيد بن أرقم قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم ك إني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض.


وبالنسبة لسماع أبي الضحى من زيد بن أرقم فقد أثبته الإمام مسلم في كتاب الأسماء والكنى ص 455
1722أبو الضحى مسلم بن صبيح سمع ابن عباسوالنعمان بن بشير وزيد بن أرقم روى عنه الأعمش وحبيب بن أبي ثابت.


وأما ما زعمته عن الإمام الألباني ففيه نظر ، ولا نوافقك عليه ، والرد عليه والخوض فيه أرجو ألا يكون في هذا الموضوع ، وقد رد مشايخنا السلفيون على هذه الدعوى المزعومة.


وقد تعمدنا وضع هذا الحديث على غلاف الكتاب مع علمنا بما قيل فيه ردا على الرافضة والصوفية وحتى يتبين جليا المقصود بالحديث.


وأما قولك ولكن الحق أحق أن يحق ، فلا ندري ما الذي دعاك لكتابة هذا الكلام ، فلم نرك خالفتنا في شيء مهم أو له صلة بموضوعنا ، الذي هو في بيان عقيدة قومنا وذكر جهودهم والذب عنهم.


وأخيرا ، من أي العباسيين أنت ؟

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-06-28, 10:20 AM
اليوم سأبدأ في استعراض الكتاب مبتدأ بجزء من الفصل الأول منه المتعلق بعقيدة أمير المؤمنين الخليفة الإمام أبي العباس القادر بالله العباسي الشافعي.

ولأني وجدت الكثيرين يجهلون هذا الإمام ويستغربون أنا بدأنا كتابنا بذكر عقيدته ، فلهؤلاء وغيرهم هاكم هذه النقولات عن الأئمة الأعلام شيوخ الإسلام عن هذا الإمام الهاشمي العباسي الشافعي سليل بيت النبوة وأمير المؤمنين وخليفة المسلمين لأكثر من أربعين سنة :

قال بن كثير في البداية والنهاية (15\637) عنه :-
وقد كان حليما كريما، محبا لاهل العلم والدين والصلاح، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وكان على طريقة السلف في الاعتقاد، وله في ذلك مصنفات كانت تقرأ على الناس، وكان أبيض حسن الجسم طويل اللحية عريضها يخضبها، وكان يقوم الليل كثير الصدقة، محبا للسنة وأهلها، مبغضا للبدعة وأهلها، وكان يكثر الصوم ويبر الفقراء من أقطاعه، يبعث منه إلى المجاورين بالحرمين وجامع المنصور، وجامع الرصافة.

وقال الذهبي في السير (15\128) :-
وصنف كتابا في الأصول، ذكر فيه فضل الصحابة، وإكفار من قال: بخلق القرآن , وكان ذلك الكتاب يقرأ في كل جمعة في حلقة أصحاب الحديث، ويحضره الناس مدة خلافته، وهي إحدى وأربعون سنة وثلاثة أشهر .

قال ابن الجوزي في المنتظم (4\326):-
أخبرنا سعد الله بن علي البزار أنبأ أبو بكر الطريثيثي، أنبأ هبة الله بن الحسن الطبري قال: وفي سنة ثمان وأربعمائة استتاب القادر بالله الخليفة فقهاء المعتزلة، فأظهروا الرجوع وتبرأوا من الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام، وأخذت خطوطهم بذلك، وأنهم متى خالفوا أحل فيهم من النكال والعقوبة ما يتعظ به أمثالهم، وامتثل محمود بن سبكتكين أمر أمير المؤمنين في ذلك واستن بسنته في أعماله التي استخلفه عليها من بلاد خراسان وغيرها، في قتل المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والجهمية والمشبهة، وصلبهم وحبسهم ونفاهم، وأمر بلعنهم على المنابر، وأبعد جميع طوائف أهل البدع ، ونفاهم عن ديارهم، وصار ذلك سنة في الإسلام.

قال بن تيمية في نقض التأسيس 2/331 :-
(وكانت قد انتشرت إذ ذاك دعوة الملاحدة المنافقين،وكان هذا مما دعا القادر إلى إظهار السنة، وقمع أهل البدع، فكتب الاعتقاد القادري.. وأمر باستتابة من خالف ذلك من المعتـزلة وغيره.)

وقال الحافظ الذهبي في العبر 3/98 :-
(وفيها استتاب القادر بالله – وكان صاحب سنّة- طائفة من المعتـزلة والرافضة، وأخذ خطوطهم بالتوبة.)

وقال ابن القيم في الصواعق المرسلة 4/1286 :-
(وكان [القادر] قد استتاب من خرج عن السنة من المعتـزلة والرافضة ونحوهم.. فتحرك ولاة الأمور لإظهار السنة).

وقال بن كثير في البداية والنهاية (15\626) :-
(وعزل خطباء الشيعة، وولى خطباء السنة ولله الحمد والمنة على ذلك وغيره.
وجرت فتنة بمسجد براثا، وضربوا الخطيب السني بالآجر، حتى كسروا أنفه وخلعوا كتفه، فانتصر لهم الخليفة وأهان الشيعة وأذلهم، حتى جاؤوا يعتذرون مما صنعوا، وأن ذلك إنما تعاطاه السفهاء منهم).

قال الشريف أبو عبدالرحمن العباسي : ونود التنبيه أن بعض أهل الأهواء والبدع في بعض المنتديات غاظهم هذا الاعتقاد ، فكذبوا وزعموا أن القادر كان خليفة ضعيفا وجاهلا بالشرع "هكذا خرصا من عندهم" فكيف يكتب اعتقادا وكيف تعتمدانه أنتما وتبدآن به كتابكما ، فنقول

قال ابن الأثير في الكامل 9/415:-
(وكانت الخلافة قبله قد طمع فيها الديلم والأتراك، فلما وليها القادر بالله أعاد جدّتها، وجدّد ناموسها، وألقى الله هيبته في قلوب الخلق، فأطاعوه أحسن طاعة وأتمها).

ومما يدل على أن القادر بالله يعدّ من أهل العلم وساداتهم، أن ابن الصلاح في كتابه طبقات الشافعية 1/324 عدّه من فقهاء الشافعية، وأنه من خيار خلفاء بني العباس وأحبارهم ، وقد ذكر أيضا في طبقات الشافعية للأسنوي 2/310

وأخيرا ، فقد وصفه صاحب ذيل تجارب الأمم الروذراوري 3/207، 208 قائلا :-

(سلك من طريق الزهد والورع ما تقدمت فيه خطاه، فكان راهب بني العباس حقاً، وزاهدهم صدقاً ساس الدنيا والدين، وأغاث الإسلام والمسلمين، واستأنف في سياسة الأمر طرائق قويمة، ومسالك مأمونة، لم تعرف منه زلة، ولا ذمت له خلة، فطالت أيامه، وطابت أخباره، وأقفيت آثاره، وبقيت على ذريته الشريفة أنواره).

(قلت الشريف أبو عبدالرحمن العباسي : كل من بعده من الخلفاء في بغداد والقاهرة من ذريته رحمه الله ، وهم اليوم بالآلاف).

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-06-30, 09:46 AM
عقيدة أمير المؤمنين الخليفة أبو العباس القادر بالله




قال ابن الجوزي في المنتظم (4\384) :-
أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ حدثنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء قال: أخرج الإمام القائم بأمر الله أمير المؤمنين أبو جعفر ابن القادر بالله في سنة نيف وثلاثين وأربعمائة الاعتقاد القادري الذي ذكره القادر فقرئ في الديوان وحضر الزهاد والعلماء وممن حضر الشيخ أبو الحسن علي بن عمر القزويني فكتب خطة تحته قبل أن يكتب الفقهاء وكتب الفقهاء خطوطهم فيه


أن هذا اعتقاد المسلمين ومن خالفه فقد فسق وكفر, وهو:-


يجب على الإنسان أن يعلم أن الله عز وجل وحده لا شريك له .
لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد .
لم يتخذ صاحبة ولا ولدا .
ولم يكن له شريك في الملك .


وهو أول لم يزل وآخر لا يزال .


قادر على كل شيء غير عاجز عن شيء .
إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون .


غني غير محتاج إلى شيء لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم .
يطعم ولا يطعم .
لا يستوحش من وحدة ولا يأنس بشيء .
وهو الغني عن كل شيء .
لا تخلفه الدهور والأزمان وكيف تغيره الدهور والأزمان وهو خالق الدهور والأزمان والليل والنهار والضوء والظلمة والسموات والأرض وما فيها من أنواع الخلق والبر والبحر وما فيهما وكل شيء حي أو موات أو جماد .


كان ربنا وحده لا شيء معه .
ولا مكان يحويه فخلق كل شيء بقدرته وخلق العرش لا لحاجته إليه فاستوى عليه كيف شاء وأراد لا استقرار لراحة كما يستريح الخلق .


وهو مدبر السموات والأرضين ومدبر ما فيهما ومن في البر والبحر ولا مدبر غيره ولا حافظ سواه يرزقهم ويمرضهم ويعافيهم ويميتهم ويحييهم .
والخلق كلهم عاجزون والملائكة والنبيون والمرسلون والخلق كلهم أجمعون .


وهو القادر بقدرة والعالم بعلم أزلي غير مستفاد .


وهو السميع بسمع والمبصر ببصر يعرف صفتهما من نفسه لا يبلغ كنههما أحد من خلقه .
متكلم بكلام لا بآلة مخلوقة كآلة المخلوقين .


لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه عليه السلام .


وكل صفة وصف بها نفسه أو وصفه بها رسوله صلى الله عليه وسلم فهي صفة حقيقية لا مجازية .


ويعلم أن كلام الله تعالى غير مخلوق تكلم به تكليماً وأنزله على رسوله صلى الله عيه وسلم على لسان جبريل بعدما سمعه جبريل منه فتلاه جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم وتلاه محمد على أصحابه وتلاه أصحابه على الأمة ولم يصر بتلاوة المخلوقين مخلوقاً لأنه ذلك الكلام بعينه الذي تكلم الله به فهو غير مخلوق فبكل حال متلواً ومحفوظاً ومكتوباً ومسموعاً ومن قال أنه مخلوق على حال من الأحوال فهو كافر حلال الدم بعد الاستتابة منه .


ويعلم أن الإيمان قول وعمل ونية وقول باللسان وعمل بالأركان والجوارح وتصديق به يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .


وهو ذو أجزاء وشعب فأرفع أجزائه لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الإيمان .


والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد .


والإنسان لا يدري كيف هو مكتوب عند الله ولا بماذا يختم له فلذلك يقول مؤمن إن شاء الله وأرجو أن أكون مؤمناً ولا يضره الإستئناء والرجاء ولا يكون بهما شاكاً ولا مرتاباً لأنه يريد بذلك ما هو مغيب عنه من أمر آخرته وخاتمته .


وكل شيء يتقرب به إلى الله تعالى ويعمل لخالص وجهه من أنواع الطاعات فرائضه وسننه وفضائله فهو كله من الإيمان منسوب إليه .


ولا يكون للإيمان نهاية أبدا لأنه لا نهاية للفضائل ولا للمتبوع في الفرائض أبداً .


ويجب أن يحب الصحابة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم ونعلم أنهم خير الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .


وأن خيرهم كلهم وأفضلهم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم .


ويشهد للعشرة بالجنة ويترحم على أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم .


ومن سب سيدتنا عائشة رضي الله عنها فلا حظ له في الإسلام .


ولا يقول في معاوية رضي الله عنه إلا خيراً .


ولا يدخل في شيء شجر بينهم ويترحم على جماعتهم، قال الله تعالى: " والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم " وقال فيهم: " ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين " .


ولا يكفر بترك شيء من الفرائض غير الصلاة المكتوبة وحدها فإنه من تركها من غير عذر وهو صحيح فارغ حتى يخرج وقت الأخرى فهو كافر وإن لم يجحدها قوله صلى الله عليه وسلم بين العبد والكفر ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر .
ولا يزال كافراً حتى يندم ويعيدها فإن مات قبل أن يندم ويعيد أو يضمر أن يعيد لم يصل عليه وحشر مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف .
وسائر الأعمال لا يكفر بتركها وإن كان يفسق حتى يجحدها .


هذا قول أهل السنة والجماعة الذي من تمسك به كان على الحق المبين وعلى منهاج الدين والطريق المستقيم ورجى به النجاة من النار ودخول الجنة إن شاء الله تعالى .


وقال النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة قيل لمن يا رسول الله , قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين ولعامتهم .
وقال عليه السلام: أيما عبد جاءته موعظة من الله تعالى في دينه فإنها نعمة من الله سيقت إليه فإن قبلها يشكر وإلا كانت حجة عليه من الله ليزداد بها إثماً ويزاد بها من الله سخطاً .


جعلنا الله لآلائه من الشاكرين ولنعمائه ذاكرين وبالسنة معتصمين وغفر لنا ولجميع المسلمين.

عبدالله بن عبدالرحيم
2009-07-03, 11:51 AM
أخي شريف النسب:
لفظة "عترتي" و "لن يفترقا حتى يردا علي الحوض" لا يصحان
وضعفها جمع من الحفاظ كما قال ابن تيمية في المنهاج
فلا يصح الاعتماد عليها مستمسكا لتقرير عصمة التمسك بأهل البيت (كما يقول الرافضة!)
وغاية مافي رواية مسلم الوصاية بإكرام أهل البيت ومودتهم

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-07-03, 02:45 PM
قد قلت سابقا :





أما كون أهل البيت أحد الثقلين فقد ثبت في صحيح مسلم من حديث زيد بن أرقم وفيه : فحمد الله وأثنى عليه . ووعظ وذكر . ثم قال " أما بعد . ألا أيها الناس ! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب . وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله . واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ورغب فيه . ثم قال " وأهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي . أذكركم الله في أهل بيتي . أذكركم الله في أهل بيتي ".











وأما كون التمسك بهم عصمة من الضلال فخارج الصحيح وقد ثبته جمع من أهل العلم (كالترمذي والطحاوي والذهبي وبن كثير وغيرهم) والمقصود به من كان منهم على السنة والتوحيد ولا نكارة في هذا أبدا ، وتحسين الإمام الألباني له بمجموع طرقه يدخل في باب الحسن لغيره الذي تختلف فيه الاجتهادات.








وإن كنت قد وجدت له سندا قويا عند الفسوي (ثقة حافظ) في المعرفة والتاريخ (ج1 ص295) : حدثنا يحيى(بن يحيى النيسابوري) (ثقة ثبت إمام) قال حدثنا جرير (بن عبدالحميد) (ثقة صحيح الكتاب ، قيل : كان فى آخر عمره يهم من حفظه) عن الحسن بن عبيد الله (ثقة فاضل)عن أبي الضحى (ثقة)عن زيد بن أرقم قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم إني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض.






وبالنسبة لسماع أبي الضحى من زيد بن أرقم فقد أثبته الإمام مسلم في كتاب الأسماء والكنى ص 455

1722أبو الضحى مسلم بن صبيح سمع ابن عباس والنعمان بن بشير وزيد بن أرقم روى عنه الأعمش وحبيب بن أبي ثابت.







وأما ما زعمته عن الإمام الألباني ففيه نظر ، ولا نوافقك عليه ، والرد عليه والخوض فيه أرجو ألا يكون في هذا الموضوع ، وقد رد مشايخنا السلفيون على هذه الدعوى المزعومة.







وقد تعمدنا وضع هذا الحديث على غلاف الكتاب مع علمنا بما قيل فيه ردا على الرافضة والصوفية وحتى يتبين جليا المقصود بالحديث.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-07-03, 03:31 PM
أما لفظة "وعترتي" فلها سند آخر صحيح لذاته :

وهو ما أخرجه الفسوي ، فقال :
حدثنا عبيد الله بن موسى (ثقة ، كان يتشيع ، من رجال الجماعة) قال: أخبرنا إسرائيل بن يونس (ثقة ، من رجال الجماعة) عن عثمان بن المغيرة (ثقة ، من رجال الجماعة غير مسلم) عن علي بن ربيعة (ثقة ، من رجال الجماعة) قال: لقيت زيد بن أرقم وهو يريد الدخول على المختار فقلت له: بلغني عنك حديث. قال: ما هو ؟ قلت: أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي ؟ قال: نعم.

وقد أخرجه الطحاوي والطبراني من طريق أبي غسان مالك بن إسماعيل النهدي (ثقة متقن صحيح الكتاب من رجال الجماعة) قال : ثنا إسرائيل بن يونس به.

عبدالله بن عبدالرحيم
2009-07-03, 10:24 PM
انظر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22425

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-07-04, 12:43 AM
وانظر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=85009 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=85009)

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-07-07, 09:14 AM
عقيدة القاضي الشريف أبو علي محمد ابن أبي موسى الحنبلي العباسي (428هـ)



قال أبو يعلى في طبقات الحنابلة (2\53):-

قرأت على المبارك بن عبد الجبار من أصله في حلقتنا بجامع المنصور قلت له: حدثك القاضي الشريف أبو علي قال: باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من واجب الديانات.

حقيقة الإيمان عند أهل الأديان الاعتقاد بالقلب والنطق باللسان:

أن الله تعالى واحد أحد فرد صمد لا يغيره الأبد ليس له والد ولا ولد .

وأنه سميع بصير بديع قدير حكيم خبير علي كبير ولي نصير قوي مجير ليس له شبيه ولا نظير ولا عون ولا ظهير ولا شريك ولا وزير ولا ند ولا مشير .

سبق الأشياء فهو قديم لا كقدمها وعلم كون وجودها في نهاية عدمها .

لم تملكه الخواطر فتكيفه ولم تدركه الأبصار فتصفه .

ولم يخل من علمه مكان فيقع به التأبين ولم يقدمه زمان فينطلق عليه التأوين .

ولم يتقدمه دهر ولا حين ولا كان قبله كون ولا تكوين .

ولا تجري ماهيته في مقال ولا تخطر كيفيته ببال ولا يدخل في الأمثال والأشكال .

صفاته كذاته ليس بجسم في صفاته جل أن يشبه بمبتدعاته أو يضاف إلى مصنوعاته ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .

أراد ما الخلق فاعلوه ولو عصمهم لما خالفوه ولو أراد أن يطيعوه جميعاً لأطاعوه .

خلق الخلائق وأفعالهم وقدر أرزاقهم وآجالهم .

لا سمي له في أرضه وسماواته على العرش استوى وعلى الملك احتوى وعلمه محيط بالأشياء.

كذلك سئل الإمام أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه عن قوله عز وجل ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا فقال: علمه.

والقرآن كلام الله تعالى وصفة من صفات ذاته غير مخلوق ولا محدث .

كلام رب العالمين في صدور الحافظين وعلى ألسن الناطقين وفي أسماع السامعين وأكف الكاتبين وملاحظة الناظرين برهانه ظاهر وحكمه قاهر ومعجزه باهر.

وأن الله عز وجل كلم موسى تكليماً وتجلى للجبل فجعله دكاً هشيماً .

وأنه خلق النفوس وسواها وألهمها فجورها وتقواها , والإيمان بالقدر خيره وشره حلوه ومره .

أن مع كل عبد رقيباً وعتيداً وحفيظاً وشهيداً يكتبان حسناته ويحصيان سيئاته .

وأن كل مؤمن وكافر وبر وفاجر يعاين عمله عند حضور منيته ويعلم مصيره قبل ميتته.

وأن منكراً ونكيراً إلى كل أحد ينزلان سوى النبيين فيسألان ويمتحنان عما يعتقده من الأديان .

وأن المؤمن يخبر في قبره بالنعيم والكافر يعذب بالعذاب الأليم .

وأنه لا محيص لمخلوق من القدر المقدور ولن يتجاوز ما خط في اللوح المسطور.

وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور.

وأن الله جل اسمه يعيد خلقهم كما بدأهم ويحشرهم كما ابتدأهم من صفائح القبور وبطون الحيتان في تخوم البحور وأجواف السباع وحواصل النسور.

وأن الله تعالى يتجلى في القيامة لعباده الأبرار فيرونه بالعيون والأبصار .

وانه يخرج أقواماً من النار فيسكنهم الجنة دار القرار .

وأنه يقبل شفاعة محمد المختار في أهل الكبائر والأوزار .

وأن الميزان حق توضع فيه أعمال العباد فمن ثقلت موازينه نجا من النار ومن خفت موازينه أدخل جهنم وبئس القرار .

وأن الصراط حق يجوزه الأبرار .

وأن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم حق يرده المؤمنون ويذاد عنه الكفار.

وأن الإيمان غير مخلوق وهو قول باللسان وإخلاص بالجنان وعمل بالأركان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.

وأن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وأفضل المرسلين .

وأمته خير الأمم أجمعين وأفضلهم القرن الذين شاهدوه وآمنوا به وصدقوه .

وأفضل القرن الذي صحبوه أربع عشرة مائة بايعوه بيعة الرضوان وأفضلهم أهل بدر إذ نصروه

وأفضلهم أربعون في الدار كنفوه , وأفضلهم عشرة عزروه ووقروه شهد لهم بالجنة وقبض وهو عنهم راض , وأفضل هؤلاء العشرة الأبرار الخلفاء الراشدون المهديون الأربعة الأخيار .

وأفضل الأربعة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي عليهم السلام .

وأفضل القرون القرن الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يتبعونهم.

وأن نتولى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بأسرهم ولا نبحث عن اختلافهم في أمرهم ونمسك عن الخوض في ذكرهم إلا بأحسن الذكر لهم.

وأن نتولى أهل القبلة ممن ولي حرب المسلمين على ما كان فيهم من علي وطلحة والزبير وعائشة ومعاوية رضوان الله عليهم ولا ندخل فيما شجر بينهم إتباعاً لقول رب العالمين والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم .

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-07-10, 02:27 PM
والآن نبدأ بمقتطفات من الفصل الثالث (جهود أفراد من بني العباس في نصرة العقيدة والسنة) من الكتاب :


قبل البدء نذكر ببعض ما مر في كتابنا :

قال ابن حزم الأموي مولاهم في رسائله عن بني العباس (2\147) :- إلا أنهم لم يعلنوا بسب أحد من الصحابة، رضوان الله عليهم ، بخلاف ما كان بنو أمية يستعملون من لعن عليّ بن أبي طالب رضوان الله عليه ، ولعن بنيه الطاهرين من بني الزهراء ؛ وكلهم كان على هذا حاشا عُمر بن عبد العزيز ويزيد بن الوليد رحمهما الله تعالى فإنهما لم يستجيزا ذلك .

قال ابن تيمية في منهاج السنة (8\170) :- وأعظم ما نقمه الناس على بني أمية شيئان أحدهما تكلمهم في علي والثاني تأخير الصلاة عن وقتها .

قلنا : بل وصل الأمر بهم أحيانا إلى إخراجها عن وقتها , وتقديم الخطبة على الصلاة في العيدين , والتأذين لصلاة العيدين , وأنهم كانوا يخطبون قعودا , واستمروا على هذا حتى أماتوا السنن وظن الناس أن البدع هي السنن , فلما جاء بنو العباس رضوان الله عليهم أحيوا هذه السنن التي أميتت وأوقفوا سب الصحابة ولعنهم .

والآن نبدأ في استعراض الفصل الثالث من الكتاب:




1)أمير المؤمنين الخليفة أبو العباس سفاح المال






1- قال ابن الجوزي في كشف المشكل من حديث الصحيحين (1\16) :-



وقد روى أبو سليمان الخطابي عن أبي عمر الزاهد عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال أول خطبة خطبها السفاح في قرية يقال لها العباسية بالأنبار فلما افتتح الكلام وصار إلى ذكر الشهادة من الخطبة قام رجل من آل أبي طالب في عنقه مصحف فقال أذكرك الله الذي ذكرته إلا أنصفتني من خصمي وحكمت بيني وبينه بما في هذا المصحف , فقال له ومن ظالمك ؟ فقال أبو بكر الذي منع فاطمة فدك , فقال له وهل كان بعده أحد ؟ قال نعم , قال من ؟ قال عمر , قال فأقام على ظلمك ؟ قال نعم , قال وهل كان بعده أحد ؟ قال نعم , قال من ؟ قال عثمان , قال فأقام على ظلمك ؟ قال نعم , قال وهل كان بعده أحد ؟ قال نعم , قال من ؟ قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب , قال وأقام على ظلمك ؟ فأسكت الرجل وجعل يلتفت إلى ما وراءه يطلب مخلصا , فقال له والله الذي لا إله إلا هو لولا أنه أول مقام قمته ثم إني لم يكن تقدمت إليك في هذا قبل لأخذت الذي فيه عيناك , اقعد , وأقبل على الخطبة .




2- قال ابن كثير في السيرة النبوية (1\30) :-


لما هلك أبرهة وابناه، وزال ملك الحبشة عن اليمن هجر القليس الذي كان بناه أبرهة وأراد صرف حج العرب إليه، لجهله وقلة عقله، وأصبح يبابا لا أنيس به, وكان قد بناه على صنمين، وهما كعيب وامرأته، وكانا من خشب طول كل منهما ستون ذراعا في السماء، وكانا مصحوبين من الجان، ولهذا كان لا يتعرض أحد إلى أخذ شيء من بناء القليس وأمتعته إلا أصابوه بسوء، فلم يزل كذلك إلى أيام السفاح أول خلفاء بنى العباس فذكر له أمره وما فيه من الأمتعة والرخام الذي كان أبرهة نقله إليه من صرح بلقيس الذي كان باليمن، فبعث إليه من خربه حجرا حجرا، وأخذ جميع ما فيه من الأمتعة والحواصل.




3- قال في الوافي بالوفيات (1\2459) :-
ولما صعد المنبر خطب قائماً، فقال الناس: يا ابن عم رسول الله أحييت السنة ، وكانت بنو أمية يخطبون قعوداً .

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-07-13, 02:24 PM
2- أمير المؤمنين الخليفة أبو جعفر المنصور (158هـ)





1- قال ابن كثير في البداية والنهاية (13\336) :-


ثم دخلت سنة إحدى وأربعين ومائة فيها خرجت طائفة يقال لها الراوندية على المنصور. ذكر ابن جرير عن المدائني: أن أصلهم من خراسان، وهم على رأي أبي مسلم الخراساني، كانوا يقولون بالتناسخ، ويزعمون أن روح آدم انتقلت إلى عثمان بن نهيك، وأن ربهم الذي يطعمهم ويسقيهم أبو جعفر المنصور, وأن الهيثم بن معاوية جبريل، قبحهم الله. قال ابن جرير: فأتوا يوما قصر المنصور فجعلوا يطوفون به ويقولون: هذا قصر ربنا، فأرسل المنصور إلى رؤسائهم فحبس منهم مائتين، فغضبوا من ذلك وقالوا: علام تحبسهم ؟ ثم عمدوا إلى نعش فحملوه على كواهلهم وليس عليه أحد، واجتمعوا حوله كأنهم يشيعون جنازة، واجتازوا بباب السجن، فألقوا النعش ودخلوا السجن قهرا واستخرجوا من فيه من أصحابهم، وقصدوا نحو المنصور وهم في ستمائة، فتنادى الناس وغلقت أبواب البلد، وخرج المنصور من القصر ماشيا، لأنه لم يجد دابة يركبها، ثم جئ بدابة فركبها وقصد نحو الراوندية وجاء الناس من كل ناحية، وجاء معن بن زائدة، فلما رأى المنصور ترجل وأخذ بلجام دابة المنصور، وقال: يا أمير المؤمنين ارجع ! نحن نكفيكهم , فأبى وقام أهل الأسواق إليهم فقاتلوهم، وجاءت الجيوش فالتفوا عليهم من كل ناحية فحصدوهم عن آخرهم، ولم يبق منهم بقية.



2- قال ابن حجر في تهذيب التهذيب (9\163) عند ترجمة محمد بن سعيد المصلوب الذي وضع حديثاً عن أنس مرفوعاً: "أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي إلا أن يشاء الله :- قال عبد الله بن أحمد عن أبيه قتله أبو جعفر المنصور في الزندقة.



3- قال ابن تيمية في الفتاوى (12\420) :-
ولا خلاف بين الأمة أن أول من قال القرآن مخلوق الجعد بن درهم ثم الجهم بن صفوان وكلاهما قتلهم المسلمون وممن أفتى بقتل هؤلاء مالك بن أنس ومحمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى وسفيان ابن عيينة وأبو جعفر المنصور الخليفة و معتمر بن سليمان ويحيى ابن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي ومعاذ بن معاذ ووكيع بن الجراح وأبوه وعبد الله بن داود الخريبى وبشر بن الوليد صاحب أبى يوسف وأبو مصعب الزهري وأبو عبيد الله القاسم بن سلام وأبو ثور وأحمد بن حنبل وغير هؤلاء من الأئمة.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-07-15, 10:16 PM
3- أمير المؤمنين الخليفة المهدي (169هـ)



1- قال ابن كثير في البداية والنهاية (13\532) :-

وفيها - أي سنة 167 هـ - تتبع المهدي جماعة من الزنادقة في سائر الآفاق فاستحضرهم وقتلهم صبرا بين يديه، وكان المتولي أمر الزنادقة عمر الكلواذي.


2- قال ابن تيمية في الفتاوى (4\20) :-

وكان المهدي من خيار خلفاء بني العباس وأحسنهم إيمانا وعدلا وجودا فصار يتتبع المنافقين الزنادقة كذلك .


3- قال القلقشندي في مآثر الإنافة في معالم الخلافة (1\84) :-

وفي أيامه قتل المقنع الخراساني وهو رجل ساحر خيل للناس صورة قمر يطلع ويراه الناس من مسافة شهرين وكان مشوه الصورة أعور قصيرا فاتخذ وجها من ذهب وتقنع به فسمي المقنع وادعى مع ذلك الربوبية وأطاعه خلق كثير وكان له قلعة فحصروه بها حتى قتلوه .


4- قال الذهبي في ترجمة المهدي (1\1256) :-

كان جواداً، ممداحاً، معطاءً، محبباً إلى الرعية، قصاباً في الزنادقة، باحثاً عنهم.



5- قال البخاري في خلق أفعال العباد (1\37) :-

حدثني أبو جعفر قال سمعت الحسن بن موسى الأشيب وذكر الجهمية فقال منهم ثم قال : أدخل رأس من رؤساء الزنادقة يقال له شمغلة على المهدي فقال دلني على أصحابك فقال أصحابي أكثر من ذلك فقال دلني عليهم فقال صنفان ممن ينتحل القبلة , الجهمي إذا غلا قال ليس ثم شيء وأشار الأشيب إلى السماء , والقدري إذا غلا قال هما اثنان خالق خير وخالق شر , فضرب عنقه وصلبه .


5- قال ابن الجوزي في المنتَظَم في تاريخ الملوك والأمم (3\92) :-

وهو يؤرخ لعام 167 هـ : وفيها: جد المهدي في طلب الزنادقة والبحث عنهم في الآفاق وقتلهم، وولى أمرهم عمر الكلواذي، فأخذ يزيد بن الفيض كاتب المنصور، فأقر فحبس فهرب من الحبس. أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال: اتهم المهدي صالح بن عبد القدوس البصري بالزندقة، فأمر بحمله إليه فأحضر، فلما خاطبه أعجب بغزارة علمه وأدبه وحسن ثيابه فأمر بتخلية سبيله، فما ولي رده فقال: ألست القائل:
والشيخ لا يترك أخلاقه ... حتى يواري في ثرى رمسه
إذا ارعوى عاد إلى جهله ... كذا الضنى عاد إلى نكسه
قال: بلى، قال: وأنت لا تترك أخلاقك، ونحن نحكم فيك بحكمك. ثم أمر به فقتل وصلب على الجسر. قال ابن ثابت: وقيل إنه بلغه عنه أبيات يعرض فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم، قال: ويقال إنه كان مشهوراً بالزندقة وله مع أبي الهذيل العلاف مناظرات.


6- قال اللالكائي في اعتقاد أهل السنة (4\720) :-

سمعت الحسين الأخباري يقول قرأت في أخبار إبراهيم بن المهدي أنه حدث عن زبية المدني أن المهدي أشخص من المدينة ثلاثين شيخا ممن تكلم في القدر واشتهر به قال فكنت فيهم فلما مثلنا بين يديه ضربهم بالسياط أجمعين .


7- قال الذهبي في السير (7\402) :-

وذكر ابن أبي الدنيا أن المهدي كتب إلى الامصار يزجر أن يتكلم أحد من أهل الاهواء في شئ منها , وعن يوسف الصائغ قال: رفع أهل البدع رؤوسهم، وأخذوا في الجدل، فأمر بمنع الناس من الكلام، وأن لا يخاض فيه.


8- قال ابن القيم في نقد المنقول (1\95) :-

أما غياث بن إبراهيم فكذاب خبيث وهو الذي دخل على المهدي فوجده يلعب بالحمام فروى له لا سبق إلا في خف أو نصل أو حافر أو جناح فلما خرج قال أشهد أن قفاك قفا كذاب على رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم أمر بذبح الحمام لتسببهن في كذب هذا على رسول الله صلى الله عليه و سلم .


9- قال الإسفراييني في التبصير في الدين (ص 35) :-

الكاملية :- احداهما الكاملة وهم أتباع أبي كامل يقولون أن الصحابة كلهم كفروا بتركهم بيعة على وكفر علي أيضا بتركه قتالهم إذ كان واجبا عليه أن يقاتلهم كما قاتل أهل صفين والجمل , وكان بشار بن برد الشاعر منهم لما سئل عن الصحابة فقال كفروا فقيل له ما تقول في علي فأنشد قول الشاعر :-


وما شر الثلاثة أم عمرو ... بصاحبك الذي لا تصحبيا

وبشار هذا زاد على الكاملية بنوعين من البدعة
أحدهما أنه كان يقول بالرجعة قبل القيامة كما كان يقولها الرجعية من الروافض
والثاني انه كان يقول بتصويب إبليس في تفضيل النار على الأرض ولذلك قال :-


الأرض مظلمة والنار مشرقة ... والنار معبودة مذ كانت النار

ووفق الله سبحانه المهدي بن منصور الخليفة حتى غرقه وأتباعه في دجلة ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-07-18, 01:23 PM
4- أمير المؤمنين الخليفة الهادي (170هـ)






1- روى ابن الجوزي في المنتظم بسنده إلى المطلب بن عكاشة المزني (3\100) :-


قال قدمنا على أمير المؤمنين الهادي شهوداً على رجل منا شتم قريشاً وتخطى إلى ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم، فجلس لنا مجلساً أحضر فيه فقهاء أهل زمانه، ومن كان بالحضرة على بابه، وأحضر الرجل وأحضرنا، فشهدنا عليه بما سمعنا منه، فتغير وجه الهادي ثم نكس رأسه ثم رفعه فقال: إني سمعت أبي المهدي يحدث عن أبيه المنصور، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن عبد الله، عن أبيه عبد الله بن عباس قال: من أراد هوان قريش أهانه الله، وأنت يا عدو الله لم ترض بأن أردت ذلك من قريش حتى تخطيتَ إلى ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، اضربوا عنقه؛ فما برحنا حتى قتل.



2- وقال في المنتظم وهو يؤرخ لسنة 169هـ (3\101) :-


وفيها اشتدّ طلب موسى للزنادقة، فقتل منهم جماعة، فكان فيمن قتل كاتب يقطين وابنه علي بن يقطين، وكان علي قد حج فنظر إلى الناس في الطواف يهرولون، فقال: ما أشبههم ببقر يدور في البيدر؛ فقال شاعر:
قل لأمين الله في خلقه وارث الكعبة و المنبر ماذا ترى في رجل كافر يشبِّه الكعبة بالبيدر؟


ويجعل الناس إذا ما سعوا حُمْراً يَدُوس البُرَّ والدَّوسر؟


فقتله موسى ثم صلبه.


وقال ابن الجوزي أيضا : وقتل من بني هاشم يعقوب بن الفضل بن عبد الرحمن بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وكان المهدي أتى به وبابن لداود بن علي فحبسهما لما أقرّا بالزندقة، وقال ليعقوب: لولا محمد رسول الله من كنتَ! أما والله لولا أني كنت جعلتُ على الله عهداً إن ولاني أن لا أقتل هاشمياً لما ناظرتك؛ ثم التفت إلى الهادي، فقال: يا موسى، أقسمتُ عليك بحقي إن وليتَ هذا الأمر من بعدي أن لا تناظرهما ساعة واحدة، فمات ابن داود بن علي في الحبس قبل وفاة المهدي، فلما قدم الهادي من جرجان ذكر وصية المهدي، فأرسل إلى يعقوب وألقى عليه فراشاً وأقعِدت عليه الرجال حتى مات، ولها عنه.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-07-20, 12:17 PM
5- أمير المؤمنين الخليفة هارون الرشيد (193هـ)







1- قال بن كثير في البداية والنهاية (13\562) :-
وفيها – أي سنة 170 هـ - تتبع الرشيد خلقا من الزنادقة فقتل منهم طائفة كثيرة.




2- وقال أيضا (14\45) :-
وفضائل الرشيد ومكارمه كثيرة جدا , قد ذكر الأئمة من ذلك شيئا كثيرا فذكرنا منه أنموذجا صالحا , وقد كان الفضيل بن عياض يقول: ليس موت أحد أعز علينا من موت الرشيد لما أتخوف بعده من الحوادث وإني لأدعو الله أن يزيد في عمره من عمري , قالوا: فلما مات الرشيد وظهرت تلك الفتن والحوادث والاختلافات، وظهر القول بخلق القرآن، فعرفنا ما كان تخوفه الفضيل من ذلك.




3- قال اللالكائي في اعتقاد أهل السنة (1\127) :-
حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني محمد بن نوح المضروب عن المسعودي القاضي سمعت هارون أمير المؤمنين يقول بلغني أن بشرا المريسي يزعم إن القرآن مخلوق لله علي إن أظفرني به إلا قتلته قتلة ما قتلتها أحدا قط .





4- قال ابن تيمية في الفتاوى (4\20) :-
وتعظيم أئمة الأمة وعوامها للسنة والحديث وأهله في الأصول والفروع من الأقوال والأعمال أكثر من أن يذكر هنا وتجد الإسلام والإيمان كلما ظهر وقوى كانت السنة وأهلها أظهر وأقوى وإن ظهر شيء من الكفر والنفاق ظهرت البدع بحسب ذلك مثل دولة المهدي والرشيد ونحوهما ممن كان يعظم الإسلام والإيمان ويغزو أعداءه من الكفار والمنافقين كان أهل السنة في تلك الأيام أقوى وأكثر وأهل البدع أذل وأقل فإن المهدي قتل من المنافقين الزنادقة من لا يحصى عدده إلا الله والرشيد كان كثير الغزو والحج .





5- روى الخطيب في تاريخ بغداد (6\173) :_
عن خرزاذ القائد قال : كنت عند الرشيد فدخل أبو معاوية الضرير وعنده رجل من وجوه قريش فجرى الحديث إلى أن خرج أبو معاوية إلى حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة: " أن موسى لقي آدم فقال: أنت آدم الذي أخرجتنا من الجنة " وذكر الحديث.
فقال القرشي: أين لقي آدم موسى قال: فغضب الرشيد وقال: النطع والسيف زنديق والله يطعن في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فما زال أبو معاوية يسكنه ويقول: كانت منه بادرة ولم يفهم يا أمير المؤمنين حتى سكنه .





6- روى الخطيب البغدادي بإسناده في شرف أصحاب الحديث (1\55) :-
عن هارون الرشيد أنه قال : طلبت أربعة فوجدتها في أربعة , طلبت الكفر فوجدته في الجهمية , وطلبت الكلام والشغب فوجدته في المعتزلة , وطلبت الكذب فوجدته عند الرافضة , وطلبت الحق فوجدته مع أصحاب الحديث .





7- قال ابن الجوزي في المنتظم (3\107) :-
وكان الرشيد يستقبح المدح بالكذب ويذم المادح به , قال يوماً لبعض ولاته: كيف تركت الناس؟ فقال: يا أمير المؤمنين، أحسنت فيهم السيرة وأنسيتهم سيرة العمرين , فغضب الرشيد واستشاط وقال: ويلك يا ابن الفاعلة، العمرين العمرين، وأخذ سفرجلة فرماه بها فكادت تهلكه، وأخرج من بين يديه.




8- وقال أيضا (3\108) :-
وقام الرشيد إلى الصلاة، فجاء غلام ابن أبي مريم فقال: أمير المؤمنين قد قام إلى الصلاة ، فألقى عليه ثيابه ومضى نحوه ، فإذا هو يقرأ في صلاة الصبح " ومالي لا أعبد الذي فطرني " فقال له ابن أبي مريم لا أدري والله , فما تمالك أن ضحك في صلاته ، ثم التفت كالمغضب فقال يا ابن أبي مريم في الصلاة أيضاً؟ قال يا هذا، ما صنعت؟ قال قطعت علي الصلاة , قال والله ما فعلت ، إنما سمعت منك كلاماً غمني حين قلت " وما لي لا أعبد الذي فطرني " فقلت: لا أدري , فضحك وقال: إياك والقرآن والدين ولك ما شئت بعدها.





9- روى ابن عساكر في تاريخ دمشق (7\127) :-
عن إسماعيل بن إبراهيم قال أخذ هارون الرشيد زنديقا فأمر بضرب عنقه فقال له الزنديق لم تضرب عنقي يا أمير المؤمنين قال أريح العباد منك قال فأين أنت من ألف حديث وضعتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها ما فيها حرف نطق به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك ينخلانها فيخرجانها حرفا حرفا.





10- قال ابن بطة في الإبانة (5\370) :-
حدثنا أبو بكر عبد العزيز ، قال : نا أبو بكر الخلال ، قال : حدثني روح بن الفرج ، قال : نا أبو داود السجستاني ، قال : نا عبد الرحمن بن قريب الأصمعي ، قال : سمعت عمي الأصمعي ، يقول : « أتي هارون برجل يقول : القرآن مخلوق فقتله » .





11- قال ابن بطة في الإبانة (5\371) :-
حدثنا أبو بكر ، قال : نا محمد بن عبد الرحمن بن أبي طاهر الأزدي ، قال : سمعت أبي : قال لي حسين الخادم المعروف بالكبير : « جاءني رسول الرشيد ليلا ، فلبست سيفي ودخلت إليه ، فإذا به على كرسي مغضبا ، وإذا شيخ في نطع ، فقال لي : يا حسين اضرب عنقه قال : فسللت سيفي فضربت عنقه . قال : فتغير من ذاك وجهي لأني لم أعرف قصته ، قال : فرفع الرشيد رأسه إلي فقال لي : لا تكره ما فعلت يا حسين ، فإن هذا كان يقول : القرآن مخلوق » .

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-07-22, 03:10 PM
6- أمير المؤمنين الخليفة الأمين (198هـ)




روى ابن عساكر في تاريخ دمشق (56\218) :-


عن الإمام المبجل أحمد بن حنبل أنه قال : لما أن دخل إسماعيل ابن علية على محمد بن زبيدة أمير المؤمنين فلما بصره قال له يا ابن الفاعلة أنت الذي تقول كلام الله مخلوق , قال فوقف إسماعيل وجعل ينادي يا أمير المؤمنين زلة من عالم , قال أبو عبد الله إني لأرجو أن يرحم الله محمدا بإنكاره على إسماعيل هذا الشأن.اهـ.



قلنا :وأما ما يذكر عن أمير المؤمنين الأمين رحمه الله من مثالب ، فأكثره كذب وافتراء ، لأمور ثلاث :




1- عداء الفرس له ، حيث كانوا ضده مع المأمون ، كونهم أخواله ، وأما الأمين فكان هاشميا أبا وأما ولا يشاركه في ذلك من الخلفاء إلا أمير المؤمنين الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وكان العرب هم أعوانه ضد المأمون.




2- عداء المعتزلة له ، وذلك لشدته على من قال بخلق القرآن.




3- عداء الروافض له ، وذلك لأنه في زعمهم ناصبي كأبيه الرشيد وأجداده المهدي والمنصور ، وليس كأخيه الضال المعتزلي الشيعي المأمون.



ولا نعلم أحدا من علماء أهل السنة ومؤرخيها نعته بالفاسق ، بل قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ج 9 ص 335 : بأن فيه صحة إسلام ودين.



وغاية ما نقم عليه رعونته وسوء تدبيره وإيثاره اللعب واللهو وذلك والله أعلم إن ثبت عنه ولم يكن من تلفيق الفرس والمعتزلة والروافض ، فراجع إلى صغر سنه ، لا إلى فسق فيه ,والله أعلم.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-07-25, 09:34 PM
7- أمير المؤمنين الخليفة المتوكل على الله (247هـ)





1- قال في البداية والنهاية (14\317) :-
وقد دخل عبد العزيز بن يحيى الكناني - صاحب كتاب الحيدة - على المتوكل وكان من خيار الخلفاء لأنه أحسن الصنيع لأهل السنة، بخلاف أخيه الواثق وأبيه المعتصم وعمه المأمون ، فإنهم أساؤوا إلى أهل السنة وقربوا أهل البدع والضلال من المعتزلة وغيرهم .


2- وقال أيضا (14\341) :-
أمر المتوكل أهل الذمة أن يتميزوا عن المسلمين في لباسهم وعمائمهم وثيابهم، وأن يتطيلسوا بالمصبوغ بالقلى وأن يكون على عمائمهم رقاع مخالفة للون ثيابهم من خلفهم ومن بين أيديهم، وأن يلزموا بالزنانير الخاصرة لثيابهم كزنانير الفلاحين اليوم، وأن يحملوا في رقابهم كرات من خشب كثيرة، وأن لا يركبوا خيلا، ولتكن ركبهم من خشب، إلى غير ذلك من الأمور المذلة لهم المهينة لنفوسهم، وأن لا يستعملوا في شيء من الدواوين التي يكون لهم فيها حكم على مسلم، وأمر بتخريب كنائسهم المحدثة، وبتضييق منازلهم المتسعة، فيؤخذ منها العشر، وأن يعمل مما كان متسعا من منازلهم مسجد، وأمر بتسوية قبورهم بالأرض، وكتب بذلك إلى سائر الأقاليم والآفاق، وإلى كل بلد ورستاق.


3- وقال أيضا (14\346) :-
ثم دخلت سنة ست وثلاثين ومائتين فيها أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي بن أبي طالب وما حوله من المنازل والدور، ونودي في الناس من وجد هنا بعد ثلاثة أيام ذهبت به إلى المطبق.


4- وقال أيضا (14\349) :-
وفي عيد الفطر منها أمر المتوكل بإنزال جثة أحمد بن نصر الخزاعي والجمع بين رأسه وجسده وأن يسلم إلى أوليائه، ففرح الناس بذلك فرحا شديدا، واجتمع في جنازته خلق كثير جدا، وجعلوا يتمسحون بها وبأعواد نعشه، وكان يوما مشهودا.
ثم أتوا إلى الجذع الذي صلب عليه فجعلوا يتمسحون به، وأرهج العامة بذلك فرحا وسرورا، فكتب المتوكل إلى نائبه يأمره بردعهم عن تعاطي مثل هذا وعن المغالاة في البشر، ثم كتب المتوكل إلى الآفاق بالمنع من الكلام في مسألة الكلام والكف عن القول بخلق القرآن، وأن من تعلم علم الكلام لو تكلم فيه فالمطبق مأواه إلى أن يموت.
وأمر الناس أن لا يشتغل أحد إلا بالكتاب والسنة لا غير، ثم أظهر إكرام الإمام أحمد بن حنبل واستدعاه من بغداد إليه .


5- وقال أيضا (14\375) :-
وفيها أمر الخليفة المتوكل على الله بضرب رجل من أعيان أهل بغداد يقال له عيسى بن جعفر بن محمد بن عاصم، فضرب ضربا شديدا مبرحا، يقال إنه ضرب ألف سوط حتى مات.
وذلك أنه شهد عليه سبعة عشر رجلا عند قاضي الشرقية أبي حسان الزيادي أنه يشتم أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة رضي الله عنهم.
فرفع أمره إلى الخليفة فجاء كتاب الخليفة إلى محمد بن عبد الله بن طاهر بن الحسين نائب بغداد يأمره أن يضربه بين الناس حد السب ، ثم يضرب بالسياط حتى يموت ويلقى في دجلة ولا يصلى عليه، ليرتدع بذلك أهل الإلحاد والمعاندة.
ففعل معه ذلك قبحه الله ولعنه.


6- وقال أيضا (14\412) :-
فلما ولي المتوكل على الله الخلافة استبشر الناس بولايته، فإنه كان محبا للسنة وأهلها، ورفع المحنة عن الناس، وكتب إلى الآفاق لا يتكلم أحد في القول بخلق القرآن، ثم كتب إلى نائبه ببغداد - وهو إسحاق بن إبراهيم - أن يبعث بأحمد بن حنبل إليه .


7- وقال أيضا (14\413) :-
ثم إن رجلا من المبتدعة يقال له ابن البلخي وشى إلى الخليفة شيئا فقال: إن رجلا من العلويين قد أوى إلى منزل أحمد بن حنبل وهو يبايع له الناس في الباطن.
فأمر الخليفة نائب بغداد أن يكبس منزل أحمد من الليل.
فلم يشعروا إلا والمشاعل قد أحاطت بالدار من كل جانب حتى من فوق الأسطحة، فوجدوا الإمام أحمد جالسا في داره مع عياله فسألوه عما ذكر عنه فقال: ليس عندي من هذا علم، وليس من هذا شيء ولا هذا من نيتي، وإني لأرى طاعة أمير المؤمنين في السر والعلانية، وفي عسري ويسري ومنشطي ومكرهي، وأثره علي، وإني لأدعو الله بالتسديد والتوفيق، في الليل والنهار، في كلام كثير.
ففتشوا منزله حتى مكان الكتب وبيوت النساء والأسطحة وغيرها فلم يروا شيئا.
فلما بلغ المتوكل ذلك وعلم براءته مما نسب إليه علم أنهم يكذبون عليه كثيرا، فبعث إليه يعقوب بن إبراهيم المعروف بقوصرة - وهو أحد الحجبة - بعشرة آلاف درهم من الخليفة، وقال: هو يقرأ عليك السلام ويقول: استنفق هذه، فامتنع من قبولها.


8- وقال أيضا (14\419) :-
وكتب رجل رقعة إلى المتوكل يقول: يا أمير المؤمنين إن أحمد يشتم آباءك ويرميهم بالزندقة.
فكتب فيها المتوكل: أما المأمون فإنه خلط فسلط الناس على نفسه، وأما أبي المعتصم فإنه كان رجل حرب ولم يكن له بصر بالكلام، وأما أخي الواثق فإنه استحق ما قيل فيه.
ثم أمر أن يضرب الرجل الذي رفع إليه الرقعة مائتي سوط، فأخذه عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم فضربه خمسمائة سوط.
فقال له الخليفة: لم ضربته خمسمائة سوط ؟ فقال: مائتين لطاعتك ومائتين لطاعة الله، ومائة لكونه قذف هذا الشيخ الرجل الصالح أحمد بن حنبل.
وقد كتب الخليفة إلى أحمد يسأله عن القول في القرآن سؤال استرشاد واستفادة لا سؤال تعنت ولا امتحان ولا عناد.
وقال أحمد بن مروان المالكي: ثنا أحمد بن علي البصري قال: وجه المتوكل إلى أحمد بن المعذل وغيره من العلماء فجمعهم في داره ثم خرج عليهم فقام الناس كلهم إليه إلا أحمد بن المعذل.
فقال المتوكل لعبيد الله: إن هذا لا يرى بيعتنا ؟ فقال: يا أمير المؤمنين بلى ! ولكن في بصره سوء.
فقال أحمد بن المعذل: يا أمير المؤمنين ما في بصري سوء، ولكن نزهتك من عذاب الله.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار ".
فجاء المتوكل فجلس إلى جنبه.



9- وقال أيضا (14\454) :-
وكان المتوكل محببا إلى رعيته قائما في نصرة أهل السنة، وقد شبهه بعضهم بالصديق في قتله أهل الردة، لأنه نصر الحق ورده عليهم حتى رجعوا إلى الدين.
وبعمر بن عبد العزيز حين رد مظالم بني أمية.
وقد أظهر السنة بعد البدعة، وأخمد أهل البدع وبدعتهم بعد انتشارها واشتهارها فرحمه الله.
وقد رآه بعضهم في المنام بعد موته وهو جالس في نور قال فقلت: المتوكل ؟ قال: المتوكل.
قلت: فما فعل بك ربك ؟ قال: غفر لي.
قلت: بماذا ؟ قال: بقليل من السنة أحييتها.



10- قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (4\21) :-
وكان في أيام المتوكل قد عز الإسلام، حتى ألزم أهل الذمة بالشروط العمرية، وألزموا الصغار، فعزت السنة والجماعة،وقمعت الجهمية والرافضة ونحوهم ففي عهده رفعت المحنة بخلق القرآن .


11- وقال في مجموع الفتاوى (3\25) :-
ثم إن الله كشف الغمة عن الأمة في ولاية المتوكل على الله الذي جعل الله عامة خلفاء بني العباس من ذريته دون ذرية الذين أقاموا المحنة لأهل السنة، فأمر المتوكل برفع المحنة وإظهار الكتاب والسنة، وأن يروى ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة والتابعين .


12- قال الزركلي في الأعلام (7\180) :-
محمود بن الفرج (..- 235 ه =..- 850 م) محمود بن الفرج النيسابوري: متنبئ، أصله من نيسابور, ظهر بسامراء في أيام المتوكل العباسي، فزعم أنه نبي وأنه (ذو القرنين) وتبعه 27 رجلا، وكتب مصحفا سماه (القرآن) وزعم أن جبريل نزل به عليه , وخرج أربعة من أصحابه ببغداد، فانتشر خبره، فقبض عليه المتوكل وأمر به فضرب ضربا شديدا وحمل إلى بغداد، فأكذب نفسه، وأمر أصحابه أن يضربه كل واحد منهم عشر صفعات , ومات من الضرب، وحبس أصحابه .


13- قال في الوافي بالوفيات (1\1015) :-
أبو عبد الله الجهمي أحمد بن محمد بن حميد بن ثور بن سليمان بن حفص بن عبد الله ابن أبي الجهم بن حذيفة العدوي القرشي من بني عدي بن كعب يعرف بالجهمي، نسبة إلى جده أبي الجهم، يكنى أبا عبد الله، حجازي نشأ بالعراق، وكان أديباً راوية شاعراً خبيث اللسان هجاء، وقع بينه وبين قومٍ من العمريين والعثمانيين كلام فذكر سلفهم بأقبح ذكر، فنهاه بعض العباسيين فذكر العباس بأقبح ذكر ورماه بأمر عظيم، وتشاهدوا عليه وأنهي خبره إلى المتوكل فأمر بضربه مائة سوط فضربه إياها إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم في مجلس العامة بسر من رأى .


14- قال الخلال في كتابه السنة (1\84) :-
أخبرنا أبو بكر المروذي قال سمعت أبا عبدالله وذكر الخليفة المتوكل رحمه الله فقال إني لأدعو له بالصلاح والعافية وقال لئن حدث به حدث لتنظرن ما يحل بالإسلام .

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-07-28, 11:38 AM
8- أمير المؤمنين الخليفة المعتز بالله (255هـ)



قال الطبري في التاريخ (5\419) :-



وكان محمد بن عمران الضبي مؤدب المعتز قد سمى رجالا للمعتز للقضاء نحو ثمانية رجال فيهم الخلنجي والخصاف وكتب كتبهم , فوقع فيه شفيع الخادم ومحمد بن إبراهيم بن الكردية وعبدالسميع بن هارون بن سليمان بن أبي جعفر , وقالوا إنهم من أصحاب ابن أبي داود وهم رافضة وقدرية وزيدية وجهمية , فأمر المعتز بطردهم وإخراجهم إلى بغداد .

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-07-31, 01:56 PM
9- أمير المؤمنين الخليفة المهتدي بالله بن الواثق بالله (256هـ)



قال الذهبي في السير (12\535) :-

قال ابن أبي الدنيا: حدثنا أبو النضر المروزي، قال لي جعفر بن عبد الواحد: ذاكرت المهتدي بشيء، فقلت له: كان أحمد بن حنبل يقول به، ولكنه كان يخالف، كأني أشرت إلى آبائه - فقال: رحمه الله أحمد بن حنبل، لو جاز لي لتبرأت من أبي، تكلم بالحق وقل به، فإن الرجل ليتكلم بالحق فينبل في عيني .

وكان قد اطرح الملاهي، وحرم الغناء، وحسم أصحاب السلطان عن الظلم، وكان شديد الإشراف على أمر الدواوين، يجلس بنفسه، ويجلس بين يديه الكتاب، يعملون الحساب، ويلزم الجلوس يومي الخميس والاثنين، وقد ضرب جماعة من الكبار، ونفى جعفر بن محمود إلى بغداد لرفض فيه .

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-08-03, 09:37 PM
10- أمير المؤمنين الخليفة المعتضد بالله (289هـ)




1- قال ابن تيمية في الفتاوى (4\22) :-
وكان في أيام المتوكل قد عز الإسلام حتى ألزم أهل الذمة بالشروط العمرية وألزموا الصغار فعزت السنة والجماعة وقمعت الجهمية والرافضة ونحوهم وكذلك في أيام المعتضد والمهتدي والقادر وغيرهم من الخلفاء الذين كانوا أحمد سيرة وأحسن طريقة من غيرهم وكان الإسلام في زمنهم أعز وكانت السنة بحسب ذلك .


2- قال بن كثير في البداية والنهاية (14\642) :-
وفيها نودي ببغداد أن لا يمكن أحد من القصاص والطرقية والمنجمين ومن أشبههم من الجلوس في المساجد ولا في الطرقات، وأن لا تباع كتب الكلام والفلسفة والجدل بين الناس، وذلك بهمة أبي العباس المعتضد سلطان الإسلام.


3- وقال أيضا (14\659) :-
وفيها نهى المعتضد الناس أن يعملوا في يوم النيروز ما كانوا يتعاطونه من إيقاد النيران وصب الماء وغير ذلك من الأفعال المشابهة لأفعال المجوس، ومنع من حمل هدايا الفلاحين إلى المنقطعين في هذا اليوم وأمر بتأخير ذلك إلى الحادي عشر من حزيران وسمي النيروز المعتضدي، وكتب بذلك إلى الآفاق.


4- وقال أيضا (14\699) :-
قال له مسامره علام قتلت أحمد بن الطيب وقد كان خادمك ولم يظهر جناية ؟ فقال – أي المعتضد – ويحك إنه دعاني إلى الإلحاد والكفر بالله فيما بيني وبينه فقلت له : يا هذا أنا ابن عم صاحب الشريعة وأنا منتصب في منصبه فأكفر حتى أكون من غير قبيلته ؟ فقتلته على الكفر والزندقة .



5- وقال أيضا (14\701) :-
عن ابن سريج القاضي إسماعيل بن إسحاق قال: دخلت يوما على المعتضد فدفع إلى كتابا فقرأته فإذا فيه الرخص من زلل العلماء قد جمعها بعض الناس - فقلت: يا أمير المؤمنين إنما جمع هذا زنديق.
فقال: كيف ؟ فقلت: إن من أباح المتعة لم يبح الغناء، ومن أباح الغناء لم يبح إضافته إلى آلات اللهو، ومن جمع زلل العلماء ثم أخذ بها ذهب دينه.
فأمر بتحريق ذلك الكتاب.



6- وقال أيضا (14\761) :-
جاء القاضي يوما بعض خدم الخليفة المعتضد فترفع في المجلس على خصمه فأمره حاجب القاضي أن يساوي خصمه فامتنع إدلالا بجاهه عند الخليفة، فزبره القاضي وقال: ائتوني بدلال النخس حتى أبيع هذا العبد وأبعث بثمنه إلى الخليفة، وجاء حاجب القاضي فأخذه بيده وأجلسه مع خصمه، فلما انقضت الحكومة رجع الخادم إلى المعتضد فبكى بين يديه فقال له: ما لك ؟ فأخبره بالخبر وما أراد القاضي من بيعه، فقال: والله لو باعك لأجزت بيعه ولما استرجعتك أبدا، فليس خصوصيتك عندي تزيل مرتبة الشرع فإنه عمود السلطان وقوام الأديان .

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-08-07, 01:37 AM
11- أمير المؤمنين الخليفة المقتدر بالله (323هـ)





1- قال بن كثير في البداية والنهاية (14\750) :-
أمر المقتدر بأن لا يستخدم أحد من اليهود والنصارى في الدواوين، وألزموا بلزومهم بيوتهم، وأن يلبسوا المساحي ويضعون بين أكتافهم رقاعا ليعرفوا بها، وألزموا بالذل حيث كانوا.



2- وقال أيضا (14\737) :-
ورد الحلاج إلى محبسه وتأخر جواب المقتدر ثلاثة أيام حتى ساء ظن الوزير حامد بن العباس، فكتب إلى الخليفة يقول له: إن أمر الحلاج قد اشتهر ولم يختلف فيه اثنان وقد افتتن كثير من الناس به , فجاء الجواب بأن يسلم إلى محمد بن عبد الصمد صاحب الشرطة وليضربه ألف سوط، فإن مات وإلا ضربت عنقه ففرح الوزير بذلك .



3- وقال أيضا (15\18) :-
وفي صفر منها – أي سنة 313 هـ - بلغ الخليفة أن جماعة من الرافضة يجتمعون في مسجد براثا فينالون من الصحابة ولا يصلون الجمعة ويكاتبون القرامطة ويدعون إلى محمد بن إسماعيل الذي ظهر بين الكوفة وبغداد ويدعون أنه المهدي ويتبرأون من المقتدر وممن تبعه.
فأمر بالاحتياط عليهم واستفتى العلماء بالمسجد فأفتوا بأنه مسجد ضرار، فضرب من قدر عليه منهم الضرب المبرح، ونودي عليهم , وأمر بهدم ذلك المسجد المذكور فهدم .

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-08-11, 11:47 AM
13- أمير المؤمنين الخليفة الراضي بالله (329هـ)




قال الإمام بن كثير في البداية والنهاية (15\82) :-


وفيها ظهر ببغداد رجل يعرف بأبي جعفر بن علي الشلمغاني ويقال له ابن العرافة ، فذكروا عنه أنه يدعي ما كان يدعيه الحلاج من الإلهية، وكانوا قد قبضوا عليه في دولة المقتدر عند حامد بن العباس، واتهم بأنه يقول بالتناسخ فأنكر ذلك.

ولما كانت هذه المرة أحضره الراضي وادعى عليه بما كان ذكر عنه فأنكر ثم أقر بأشياء، فأفتى قوم أن دمه حلال إلا أن يتوب من هذه المقالة، فأبى أن يتوب، فضرب ثمانين سوطا، ثم ضربت عنقه وألحق بالحلاج، وقتل معه صاحبه ابن أبي عون لعنه الله وكان هذا اللعين من جملة من اتبعه وصدقه فيما يزعمه من الكفر.

وقد بسط ابن الأثير في كامله مذهب هؤلاء الكفرة بسطا جيدا، وشبه مذهبهم بمذهب النصيرية.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-08-17, 01:09 AM
14- أمير المؤمنين الخليفة المتقي لله (357هـ)







قال بن كثير في البداية والنهاية (15\151) :-


وفيها (في إحدى سنوات خلافة المتقي) كثر الرفض ببغداد فنودي بها من ذكر أحدا من الصحابة بسوء فقد برئت منه الذمة.

ماجد مسفر العتيبي
2009-08-18, 08:40 AM
الاخ الفاضل الشريف أبو عبدالرحمن عبد المحسن بن حاتم العباسي جزاك الله كل خير انت واخيك الشريف أبو العباس عبدالإله بن حاتم بن أحمد العباسي على ما قمتم به من عمل عظيم في جمع واخراج هذا الكتاب الرائع والذي استفدت منه كثيراً وخاصة عن الخليفة القادر رحمه الله وأعلى درجته في عليين

اتمنى ان ارى جزء ثاني من هذا الكتاب فيه ذكر جهاد وفتوحات بني العباس وحمياتهم لدولة الاسلام

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-09-23, 03:37 PM
الأخ الفاضل ماجد مسفر العتيبي ، جزاك الله خيرا ، وبارك فيك.



15- أمير المؤمنين الخليفة الطائع لله (393هـ)





قال بن كثير في البداية والنهاية (15\476) :-



وبعث الخليفة الطائع لله إلى ابن سمعون من أحضره إليه وهو مغضب عليه، فخيف على ابن سمعون منه، فلما جلس بين يديه أخذ في الوعظ، وكان أكثر ما أورده من كلام علي بن أبي طالب، فبكى الخليفة حتى سمع نشيجه، ثم خرج من بين يديه وهو مكرم، فقيل للخليفة: رأيناك طلبته وأنت غضبان، فقال: بلغني أنه ينتقص عليا فأردت أن أعاقبه، فلما حضر أكثر من ذكر علي فعلمت أنه موفق، فذكرني وشفى ما كان في خاطري عليه.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-09-26, 12:14 PM
16- أمير المؤمنين الخليفة أبو العباس القادر بالله (422هـ)





1- قال ابن الجوزي في المنتظم (4\326):-


أخبرنا سعد الله بن علي البزار أنبأ أبو بكر الطريثيثي، أنبأ هبة الله بن الحسن الطبري قال: وفي سنة ثمان وأربعمائة استتاب القادر بالله الخليفة فقهاء المعتزلة، فأظهروا الرجوع وتبرأوا من الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام، وأخذت خطوطهم بذلك، وأنهم متى خالفوا أحل فيهم من النكال والعقوبة ما يتعظ به أمثالهم، وامتثل محمود بن سبكتكين أمر أمير المؤمنين في ذلك واستن بسنته في أعماله التي استخلفه عليها من بلاد خراسان وغيرها، في قتل المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والجهمية والمشبهة، وصلبهم وحبسهم ونفاهم، وأمر بلعنهم على المنابر، وأبعد جميع طوائف أهل البدع ، ونفاهم عن ديارهم، وصار ذلك سنة في الإسلام.




2- قال بن كثير في البداية والنهاية (15\519) :-


وفي عاشر رجب - سنة 398 هـ - جرت فتنة بين السنة والرافضة، سببها أن بعض الهاشميين قصد أبا عبد الله محمد بن النعمان المعروف بابن المعلم - وكان فقيه الشيعة - في مسجده بدرب رباح، فعرض له بالسب فثار أصحابه له واستنفر أصحاب الكرخ وصاروا إلى دار القاضي أبي محمد الأكفاني والشيخ أبي حامد الإسفراييني، وجرت فتنة عظيمة طويلة، وأحضرت الشيعة مصحفا ذكروا أنه مصحف عبد الله بن مسعود، وهو مخالف للمصاحف كلها، فجمع الأشراف والقضاة والفقهاء في يوم جمعة لليلة بقيت من رجب، وعرض المصحف عليهم فأشار الشيخ أبو حامد الإسفراييني والفقهاء بتحريقه، ففعل ذلك بمحضر منهم، فغضب الشيعة من ذلك غضبا شديدا، وجعلوا يدعون ليلة النصف من شعبان على من فعل ذلك ويسبونه، وقصد جماعة من أحداثهم دار الشيخ أبي حامد ليؤذوه فانتقل منها إلى دار القطن، وصاحوا يا حاكم يا منصور، وبلغ ذلك الخليفة فغضب وبعث أعوانه لنصرة أهل السنة، فحرقت دور كثيرة من دور الشيعة، وجرت خطوب شديدة، وبعث عميد الجيوش إلى بغداد لينفي عنها ابن المعلم فقيه الشيعة، فأخرج منها ثم شفع فيه، ومنعت القصاص من التعرض للذكر والسؤال باسم الشيخين، وعلي رضي الله عنهم، وعاد الشيخ أبو حامد إلى داره على عادته.




3- وقال أيضا (15\576) :-


ثم دخلت سنة تسع وأربعمائة في يوم الخميس السابع عشر من المحرم قرئ بدار الخلافة في الموكب كتاب في مذهب أهل السنة وفيه أن من قال القرآن مخلوق فهو كافر حلال الدم.



4- وقال أيضا (15\626) :-


وفي هذا اليوم جمع القضاة والعلماء في دار الخلافة، وقرئ عليهم كتاب جمعه القادر بالله، فيه مواعظ وتفاصيل مذاهب أهل السنة، وفيه الرد على أهل البدع، وتفسيق من قال بخلق القرآن، وصفة ما وقع بين بشر المريسي وعبد العزيز بن يحيى الكناني من المناظرة، ثم ختم القول بالمواعظ، والقول بالمعروف، والنهى عن المنكر.
وأخذ خطوط الحاضرين بالموافقة على ما سمعوه.
وفي يوم الاثنين غرة ذي القعدة جمعوا أيضا كلهم وقرئ عليهم كتاب آخر طويل يتضمن بيان السنة والرد على أهل البدع ومناظرة بشر المرسي والكناني أيضا، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفضل الصحابة، وذكر فضائل أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما، ولم يفرغوا منه إلا بعد العتمة، وأخذت خطوطهم بموافقة ما سمعوه.
وعزل خطباء الشيعة، وولى خطباء السنة ولله الحمد والمنة على ذلك وغيره.
وجرت فتنة بمسجد براثا، وضربوا الخطيب السني بالآجر، حتى كسروا أنفه وخلعوا كتفه، فانتصر لهم الخليفة وأهان الشيعة وأذلهم، حتى جاؤوا يعتذرون مما صنعوا، وأن ذلك إنما تعاطاه السفهاء منهم.



5- وقال أيضا عن القادر (15\637) :-


وقد كان حليما كريما، محبا لاهل العلم والدين والصلاح، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وكان على طريقة السلف في الاعتقاد، وله في ذلك مصنفات كانت تقرأ على الناس، وكان أبيض حسن الجسم طويل اللحية عريضها يخضبها، وكان يقوم الليل كثير الصدقة، محبا للسنة وأهلها، مبغضا للبدعة وأهلها، وكان يكثر الصوم ويبر الفقراء من أقطاعه، يبعث منه إلى المجاورين بالحرمين وجامع المنصور، وجامع الرصافة، وكان يخرج من داره في زي العامة فيزور قبور الصالحين .



6- قال الذهبي في السير عن القادر (15\128) :-


وصنف كتابا في الأصول، ذكر فيه فضل الصحابة، وإكفار من قال: بخلق القرآن , وكان ذلك الكتاب يقرأ في كل جمعة في حلقة أصحاب الحديث، ويحضره الناس مدة خلافته، وهي إحدى وأربعون سنة وثلاثة أشهر .

أبو عائشة المغربي
2009-09-27, 06:32 AM
بارك الله فيك أخي الحبيب:
لقد طالعت رسالتك في الدفاع عن بني العباس،ولي عليها جملة من الملاحظات،أكتفي بواحدة في هذه المداخلة:
لقد استثنيت من ملوك بني العباس أربعة:المأمون والمعتصم والواثق والناصر، أما الثلاثة الأول فلقولهم بخلق القرآن،مع ماكان عليه المأمون من تشيع،أما الناصر فلا تهمة له سوى ما نسب له من التشيع أيضا،ولي عودة لهذه التهمة،لكن ما أود التعليق عليه في هذه المداخلة هو عدم استثناء المتوكل من المخالفين لعقيدة السلف،وهذا عجيب غريب، فرجل مثلك من آل بيت رسول الله،لا يعتبر النصب بدعة،ولا يعده رذيلة،مع ما أتحفتنا به من فضائل آل البيت،ودعوة المصطفى لمحبة من يحبهم،وبغض من يبغضهم،فهذا حقا لا أفهمه ولا أبلعه.
والذي يظهر لي أن عدم إيرادك للمتوكل ضمن المنحرفين عن منهج السلف لا يخرج عن هذه الأسباب:
1- إما أنك لا تعتبر المتوكل ناصبيا،وهذه مصيبة،إذ تخالف بذلك ما عليه أهل السير والتاريخ،وإليك البيان:
- قال إمام التاريخ والتفسير أبو جعفر الطبري:(وفيها ( أي سنة 236 ) أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي وهدم ما حوله من المنازل والدور وأن يحرث ويبذر ويسقى موضع قبره وان يمنع الناس من اتيانه فذكر ان عامل صاحب الشرطة نادى في الناحية من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة بعثنا به إلى المطبق فهرب الناس وامتنعوا من المصير إليه وحرث ذلك الموضع وزرع ما حواليه ).
-وقال ابن الأثير:(ذكر ما فعله المتوكل بمشهد الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام في هذه السنة ،أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي عليه السلام وهدم ما حوله من المنازل والدور وأن يبذر ويسقى موضع قبره وأن يمنع الناس من إتيانه فنادى [ عامل صاحب الشرطة ] بالناس في تلك الناحية : من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة حبسناه في المطبق ! فهرب الناس وتركوا زيارته وخرب وزرع .
وكان المتوكل شديد البغض لعلي بن أبي طالب عليه السلام ولأهل بيته وكان يقصد من يبلغه عنه أنه يتولى عليا وأهله بأخذ المال والدم وكان من جملة ندمائه عبادة المخنث وكان يشد على بطنه تحت ثيابه مخدة ويكشف رأسه وهو أصلع ويرقص بين يدي المتوكل والمغنون يغنون قد أقبل الأصلع البدين خليفة المسلمين يحكي بذلك عليا عليه السلام والمتوكل يشرب ويضحك ففعل ذلك يوما والمنتصر حاضر فأومأ إلى عبادة يتهدده فسكت خوفا منه فقال المتوكل ما حالك فقام وأخبره فقال المنتصر يا أمير المؤمنين إن الذي يحكيه هذا الكلب ويضحك منه الناس هو ابن عمك وشيخ أهل بيتك وبه فخرك فكل أنت لحمه إذا شئت ولا تطعم هذا الكلب وأمثال منه فقال المتوكل للمغنين غنوا جميعا : ( غار الفتى لابن عمه * رأس الفتى في حر أمه )
فكان هذا من الأسباب التي استحل بها المنتصر قتل المتوكل .
وقيل إن المتوكل كان يبغض من تقدمه من الخلفاء : المأمون ، والمعتصم ، والواثق في محبة علي وأهل بيته وإنما كان ينادمه ويجالسه جماعة قد اشتهروا بالنصب والبغض لعلي منهم علي بن الجهم الشاعر الشامي من بني شامة بن لؤي وعمرو بن فرخ الرخجي وأبو السمط من ولد مروان بن أبي حفصة من موالي بني أمية وعبد الله بن محمد بن داود الهاشمي المعروف بابن أترجة .
وكانوا يخوفونه من العلويين ويشيرون عليه بإبعادهم والإعراض عنهم والإساءة إليهم ثم حسنوا له الوقيعة في أسلافهم الذين يعتقد الناس علو منزلتهم في الدين ولم يبرحوا به حتى ظهر منه ما كان فغطت هذه السيئة جميع حسناته وكان من أحسن الناس سيرة ومنع الناس من القول بخلق القرآن إلى غير ذلك من المحاسن ).
- قال الذهبي إمام السير:( وفي سنة ست وثلاثين هدم المتوكل قبر الحسين رضي الله عنه ، فقال البسامي أبياتا منها :
أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا * في قتله فتتبعوه رميما
وكان المتوكل فيه نصب وانحراف ، فهدم هذا المكان وما حوله من الدور ، وأمر أن يزرع ، ومنع الناس من انتيابه ).
وقال أيضا:( وعفى قبر الشهيد الحسين وما حوله من الدور . فكتب الناس شتم المتوكل على الحيطان ، وهجته الشعراء كدعبل وغيره . ................وكان ظلوما جهميا .
ثم ولي القضاء الحارث بن مسكين ، فكان يضربه كل حين عشرين سوطا ليؤدي ما وجب عليه ، فإنا لله ) .
وقال في ترجمة ابن السكبت:(ولابن السكيت شعر جيد . ويروى أن المتوكل نظر إلى ابنيه المعتز والمؤيد ، فقال لابن السكيت (http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12758) : من أحب إليك : هما ، أو الحسن والحسين ؟ فقال : بل قنبر . فأمر الأتراك ، فداسوا بطنه ، فمات بعد يوم . وقيل : حمل ميتا في بساط . وكان في المتوكل نصب ، نسأل الله العفو) .
وقال رحمه الله في سفره التاريخ تحت أحداث 236:( فيها أمر المتوكل بهدم قبر السيد الحسين بن علي رضي الله عنهما ، وهدم ما حوله من الدور ، وأن تعمل مزارع . ومنع الناس من زيارته وحرث وبقي صحراء ،وكان معروفا بالنصب ، فتألم المسلمون لذلك ، وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان و المساجد ، وهجاه الشعراء ، دعبل ، وغيره .
وفي ذلك يقول يعقوب بن السكيت ، وقيل هي للبسامي علي بن أحمد ، وقد بقي إلي بعد الثلاثمائة :
بالله إن كانت أمية قد أتت * قتل ابن بنت نبيها مظلوما
فلقد أتاه بنو أبيه بمثله * هذا لعمرك قبره مهدوما
أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا * في قتله ، فتتبعوه رميما).
فهل يكفيك أخي الكريم ما سبق لإثبات ما كان عليه المتوكل من نصب؟
2- الأ يكون النصب بدعة عندك وانحرافا عن منهج السلف،وهذه أعظم وأشنع وأشد،وأعيذك بالله منها،فالا نحراف عن آل البيت انحراف عن الدين،وتضييع لوصية لرسول الله،ونقص في محبته،وهوبدعة ضلالة،ورذيلة منكرة،باء بكبرها بنو أمية،وورثها عنهم جماعة من المنتسبين إلى السنة،وأخاف أن يكون عدم استثنائك لهذا الناصبي الخبيث من بقايا هذا الإرث.
وإلا قل بربك أيها الحبيب بكل إنصاف وعدل،كيف تستثني الناصر مع أنه لا ذنب له عندك،سوى أنه يقدم عليا على سائر الصحابة،ولا يعلم عنه سب للشيخين أو لغيرهم،وهذا ما سطره قلمك،فهل يستثنى مثل هذا،ولا يستثنى من كان ناصبيا خبيثا ينصب العدواة لآل البيت،وهدم قبر الحسين ،وفعل من المنكر ما يقف له الشعر وترتجف له الافئدة.؟فهل ما فعله الناصر عندكم أشنع من فعل ذلك الناصبي الخبيث؟.
3-أن تكون قد ورثت عن أجدادك العباسيين،بغضهم للعلويين،وإعلان هم الحرب عليهم،بعد أن سلبوهم الحكم،ونقضهم ما عاهدوهم عليه من أخذ البيعة للرضا من آل محمد،بل قتلهم والتنكيل بهم كما فعلوا بمحمد النفس الزكية و أخيه إبراهيم وكل أقاربهم وشيعتهم،ولئن كان هذا هو السبب فلبئس ما أتيت،إذ لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محور حبنا وولائنا،فآل علي أحب إلينا من آل العباس،فهم أحفاد سيدة نساء العالمين،وأحفاد أمير ومولى المؤمنين،وأحفاد السبطين،وأجداده م هم خاصة آل البيت،بل أولى الناس بذلك وأحراهم،فقد جللهم المصطفى بكسائه وقال هؤلاء أهل بيتي،ولم يجلل معهم العباس ولا الزوجات المرضيات -رضي الله عن الجميع-،وقد جمعهم دون غيرهم لمباهلة أهل نجران ولم يجمع معهم غيرهم،فكان أولى بك الانتصار لهم،حبا لرسول الله،وليس الانتصار لمن آذاهم وأبغضهم من أمثال أبي جعفر وهارون، فهذه هي حقيقة المحبة لآل البيت عليهم السلام،المحبة المجردة عن كل عصبية أو قبلية أو قومية.
4- أن تعتبر ما كان منه في قضية خلق القرآن،ماحيا لهذه السيئات العظيمة،والله ما ذلك بماح ولا مكفر،فبدعة النصب أخزى وأشنع وأقبح،فبدعة الخلق لأصحابها تأويلات ومتمسكات قربت أو بعدت،أما النصب فلا متمسك له إلا العداء لآل البيت النبوي،وخاصة آل علي الذين هم خاصة آل البيت وخلاصتهم.
وعليه فحتى لوكان موقفه ذلك حسنة -ودوافع ذلك محل دراسة-،فهي مغمورة في بحر هذه السيئات والخطايا المقيتة،-عليه من الله ما يستحق-.
فأمام ما سبقك لا يسعك أخي الحبيب إلا استثناء هذا التاصبي،محبة لرسول الله وآل بيته،ولي مع رسالتك وقفات أخرى إن شاء الله.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-09-27, 10:58 AM
الحمد لله الذي خلق الخلق فجعلهم قبائل وعشائر وبيوتا ، فجعلني من خيرهم قبيلة وعشيرة وبيتا ، والشكر له سبحانه الذي أراد كونا تفرق المسلمين إلى فرق ، فجعلني من خيرهم فرقة أهل السنة والجماعة ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد الذي أخبر أن كل الفرق في النار إلا من كان على مثل ما كان عليه هو وأصحابه ، أما بعد :

فنحن نرحب بأي نقد ورد ، حتى لو كان نفس الرد والنقد نفسا شيعيا واضحا ، لأنه لا ينقصنا ولله الحمد علم ولا حلم ، فجدنا الحبر البحر ، وحلمنا كما قال بن كثير في البداية والنهاية المجلد الخامس عشر صفحة 567 "حلم العباسيين غزير".

أما بالنسبة لما كتبته فكما أشرت في بداية كلامي أن النفس الشيعي واضح في كلامك وأسلوبك وحنقك على بني العباس أبقاهم الله شوكة في حلوق أهل البدع أجمعين.

وسأرد على كلامك ردا تفصيليا ، لكن سأبدأ بنقل كلام أئمة أهل السنة عن جدي الإمام ناصر السنة والدين وقامع البدعة والمبتدعين وعدو المعتزلة والروافض المشركين أمير المؤمنين وخليفة المسلمين المتوكل رحمه الله :

الإمام المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى :

قال عبدالله بن الإمام أحمد في كتابه السنة ج 1 ص 134 :-
كتب عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى أبي يخبره أن أمير المؤمنين أطال الله بقاءه يعني المتوكل أمرني أن اكتب إليك أسألك عن أمر القرآن لا مسألة امتحان ولكن مسألة معرفة وبصيرة
وأملى علي أبي إلى عبيد الله بن يحيى أحسن الله عاقبتك أبا الحسن في الأمور كلها ودفع عنك مكاره الدنيا والآخرة برحمته فقد كتبت إليك رضي الله عنك بالذي سأل عنه أمير المؤمنين أيده الله من أمر القرآن بما حضرني وإني أسأل الله عز وجل أن يديم توفيق أمير المؤمنين أعزه الله بتأييده فقد كان الناس في خوض من الباطل واختلاف شديد ينغمسون فيه حتى أفضت الخلافة إلى أمير المؤمنين أيده الله عز وجل فنفى الله تعالى بأمير المؤمنين أعزه الله كل بدعة وانجلى عن الناس كل ما كانوا فيه من الذل وضيق المحابس فصرف الله عز وجل ذلك كله وذهب به بأمير المؤمنين أعز الله نصره ووقع ذلك من المسلمين موقعا عظيما ودعوا الله عز وجل لأمير المؤمنين فاسأل الله تعالى أن يستجيب في أمير المؤمنين صالح الدعاء وأن يتم ذلك لأمير المؤمنين أدام الله عزه وأن يزيد في نيته ويعينه على ما هو عليه.


قال الخلال في كتابه السنة (1\84) :-
أخبرنا أبو بكر المروذي قال سمعت أبا عبدالله أحمد بن حنبل وذكر الخليفة المتوكل رحمه الله فقال إني لأدعو له بالصلاح والعافية وقال لئن حدث به حدث لتنظرن ما يحل بالإسلام .
قال العباسي السلفي : وهذا من أصح الأسانيد للإمام أحمد رحمه الله.

الإمام الدارمي رحمه الله تعالى:

قال في نقضه على المريسي الجهمي العنيد ج 1 ص 534 :-
فلم تزل الجهمية سنوات يركبون فيها أهل السنة والجماعة بقوة ابن أبي داؤد المحاد لله ولرسوله حتى استخلف المتوكل رحمة الله عليه فطمس الله به آثارهم وقمع به أنصارهم حتى استقام أكثر الناس على السنة الأولى والمنهاج الأول.


الإمام شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى:

قال في مجموع الفتاوى (4\21) :-
وكان في أيام المتوكل قد عز الإسلام، حتى ألزم أهل الذمة بالشروط العمرية، وألزموا الصغار، فعزت السنة والجماعة،وقمعت الجهمية والرافضة ونحوهم ففي عهده رفعت المحنة بخلق القرآن.

وقال في مجموع الفتاوى (3\25) :-
ثم إن الله كشف الغمة عن الأمة في ولاية المتوكل على الله الذي جعل الله عامة خلفاء بني العباس من ذريته دون ذرية الذين أقاموا المحنة لأهل السنة، فأمر المتوكل برفع المحنة وإظهار الكتاب والسنة، وأن يروى ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة والتابعين.

الإمام بن كثير رحمه الله تعالى:

قال في البداية والنهاية (14\317) :-
وقد دخل عبد العزيز بن يحيى الكناني - صاحب كتاب الحيدة - على المتوكل وكان من خيار الخلفاء.

وقال أيضا (14\454) :
وكان المتوكل محببا إلى رعيته قائما في نصرة أهل السنة، وقد شبهه بعضهم بالصديق في قتله أهل الردة، لأنه نصر الحق ورده عليهم حتى رجعوا إلى الدين.
وبعمر بن عبد العزيز حين رد مظالم بني أمية.وقد أظهر السنة بعد البدعة، وأخمد أهل البدع وبدعتهم بعد انتشارها واشتهارها فرحمه الله.وقد رآه بعضهم في المنام بعد موته وهو جالس في نور قال فقلت: المتوكل ؟ قال: المتوكل.
قلت: فما فعل بك ربك ؟ قال: غفر لي.
قلت: بماذا ؟ قال: بقليل من السنة أحييتها.

قال الشريف أبو عبدالرحمن العباسي السلفي حفيد المتوكل : فالحمد لله أن أهل السنة الفرقة الناجية أهل الحديث والأثر يعرفون فضل هذا الإمام قديما وحديثا ، ويثنون عليه ويترحمون عليه ولا يذكرونه إلا بالجميل.
ولا يتتبعون زلاته
لأنهم يعلمون أنه لا أحد معصوم من الزلل
ولأنهم يعلمون حسناته الكبيرة وجهوده العظيمة في نصرة السنة وأهلها
ويعلمون مدى بغض أهل البدع له وخاصة الروافض والمعتزلة.


وقد كتب في ذمه في هذا العصر المبتدع حسن المالكي وقد رد عليه أهل السنة وذبوا عن المتوكل رحمه الله ، راجع كتاب قمع الدجاجلة لعبدالعزيز الراجحي تقديم العلامة الفوزان.

وأما اتهامك له بالنصب رحمه الله ، فلنا مقال في تبرأته من هذه التهمة الخبيثة والرد على ما استند عليه في اتهامه بذلك رحمه الله وأعلى درجته ، وهي ثلاث حوادث أو قصص ، فصلنا الكلام عنها في مقالنا ذلك.

وأنت في تسويدك هذا قد ذكرت كلام ثلاثة من المؤرخين ، الأول منهم وهو إمامهم (ابن جرير الطبري) ولم يذكر شيئا من النصب بل نقل عملا عظيما من أعمال جدي الخليفة المتوكل الجليلة في نصرة العقيدة والسنة وهو هدم ما بني على قبر سيد شباب أهل الجنة الحسين رضي الله عنه ، وقد ذكرنا هذا ضمن جهوده في نصرة العقيدة والسنة في كتابنا عقيدة بني العباس.

والثاني هو الإمام الذهبي رحمه الله وقد اضطرب كلامه في هذا فمرة يقول (وكان في المتوكل نصب) ومرة يقول (وكان معروفا بالنصب) ومرة قال (ولم يصح عنه النصب) كما في تاريخ الإسلام.
فلذلك كان لابد من الرجوع لما يذكرونه من قصص وحوادث يستدلون بها على نصبه رحمه الله وحاشاه فهو الذي قال عنه أحمد أن الله نفى به كل بدعة ، وهذا الذي فعلناه في مقالنا الآنف الذكر.

والثالث هو ابن الأثير ولي عودة للكلام عنه.

وأما بقية كلامك عن قومي وأجدادي بني العباس عصبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فسأرد عليه لا حقا مكتفيا برد لي سابق على أحد المتصوفة المتشيعين :

وأما قولك ونكل بآل البيت عليهم السلام ، فيشم منه إنكارك كون بني العباس من آل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا مخالف للإجماع ، كيف وهم بإجماع أهل السنة والجماعة عصبته صلى الله عليه وآله وسلم ، فلو كان صلى الله عليه وآله وسلم يورث لما ورثه من الرجال إلا عمه وصنو أبيه جدنا العباس رضي الله عنه.

وقد قلنا في مقدمتنا :

فإن بني العباس بن عبدالطلب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعصبته أحد البيوت الأربعة من بيوت آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم , وهذا الأمر عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد روى مسلم أن زيد بن أرقم سئل عن آل البيت فقال هم آل العباس وآل عقيل وآل جعفر وآل علي , وهذ باتفاق أهل السنة والجماعة أيضا ولم يخالف في ذلك إلا المبتدعة فقد قال ابن تيمية في منهاج السنة (4\359):- ( اتفق العلماء على أن بني العباس وبني الحارث بن عبدالمطلب من آل محمد الذين تحرم عليهم الصدقة ويدخلون في الصلاة ويستحقون من الخمس).


وأما إن كنت تقصد من قتل من أبناء عمنا الحسنيين رحمهم الله ، فهذه عاقبة الصراع عن السلطة دائما ، ففي عهد أبي بكر وعمر كان بنو عبد مناف شيئا واحدا وفيهم كما تعلم (بنو هاشم وبنو أمية) ، وكذلك بنو هاشم كانوا جميعا يدا واحدة إلى وقت خروج مدعي المهدية محمد بن عبدالله المحض "الملقب بالنفس الزكية وهذا فيه ما فيه" وشقه لجماعتهم ، وكذلك العلويون كانوا جماعة واحدة ثم لما تولى بعضهم بعض الإمارات والولايات الصغيرة غير المستقلة تقاتل الحسنيون والحسينيون ، حتى قال قتادة الحسني بعد أحد معاركه مع حسينيي المدينة:

مصارع آل المصطفى عدت كما بدأت ولكن صرت بين الأقارب

ثم أيضا تقاتل الحسنيون فيما بينهم حتى رمى سرور شريف مكة بن عمه الفعر في البحر.

ونحن وبكلامنا هذا لا نبرر ما حصل والعياذ بالله ، ونقول (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون) ، نسأل الله أن يثيب محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم.

وأقول الآن لقد أحسن بنو العباس إلى أبناء عمهم العلويين كثيرا ، فمن ذلك ما حصل في عهد أمير المؤمنين أبي العباس سفاح المال عندما وصل عبد الله المحض بن الحسن المثنى بمليون درهم كان المحض لم يرها في حياته فضلا عن أن يملكها ، وكذلك تولية الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب إمارة المدينة وأخيرا إنشاء نقابة خاصة للعلويين وتعيين نقيب منهم عليها ، وإنما ساءت العلاقة عند تمذهب بعضهم بالمذهب الزيدي كمحمد بن عبد الله المحض مدعي المهدية وخروجه على الجماعة وشق عصا الطاعة.

ولي عودة.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-09-27, 06:06 PM
وأما كلام ابن الأثير فلم يسبقه إليه أحد بل كلمة أئمة أهل السنة متفقة على خلاف كلامه من الثناء على أمير المؤمنين المتوكل رحمه الله ، كيف ومن أثنى على المتوكل أعلى قدرا بمراحل من ابن الأثير كأحمد بن حنبل والدارمي وابن كثير وابن تيمية وخليفة بن خياط وغيرهم وفيهم من عاصره ومن كان قريبا من عهده.

زد على هذا نزعة التشيع الموجودة في كتاب ابن الأثير الكامل في التاريخ ، وإليك هذا المقال:

نظرة في كتاب (الكامل) لابن الأثير د . سليمان الدخيل :

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23958 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23958)

قال في بدايته :
هناك فرق بين أن ننسب ابن الأثير - عليه رحمة الله - إلى التشيع وحاشاه عن ذلك ونحن لا نملك عليه دليلاً ، بل نجد في ترجمته ثناء العلماء والحفاظ من مشاهير أهل السنة ؛ وبين أن نقف عند نزعة التشيع في كتابه (الكامل في التاريخ) وقفة لا تقلل من قدر الكتاب وقيمته بقدر ما تلفت النظر إلى ملاحظة يحسن التنبه لها .

قال الشريف أبو عبدالرحمن العباسي السلفي : وباقي المقال على الرابط أعلاه.

ولي عودة.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-09-27, 07:14 PM
وأما بالنسبة لهذه الأبيات : أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا * في قتله فتتبعوه رميما

فقائلها إما البسامي أو يعقوب بن السكيت وكلاهما شيعي ، فلا غرابة أن يقولا مثل هذا الكلام ، أما أهل السنة فلا يمكن أن يقولوا مثل هذا الكلام.

وأما دعبل الذي هجا جدنا المتوكل رحمه الله ، فهو رافضي خبيث ، فهجاؤه يعتبر مفخرة لجدنا رفع الله درجته.


وأما ما جاء في ثنايا كلام الذهبي "وكان ظلوما جهميا" وقد بترت ما قبله لتوهم أن المقصود به جدنا رحمه الله وهيهات هيهات فالمقصود هو قاضي قضاة مصر محمد بن أبي الليث ، كما في كلام الذهبي الذي بترته ، هداك الله.

وأما قصة جدنا ناصر السنة المتوكل رحمه الله مع الشيعي يعقوب بن السكيت الذي ذكرها الذهبي في ترجمة بن السكيت ، فمنكرة لا تصح ، وقد ذكرها الذهبي بصيغة التمريض ، وقد كتبت بحثا كاملا في تضعيف هذه القصة المنكرة.

ولي عودة.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-09-27, 08:02 PM
وبالنسبة لكلامك عن أجدادي ودعوتك لي أن أبغضهم وأبرأ منهم وبالأخص أميري المؤمنين المنصور والرشيد حتى أكون محبا لآل البيت ، فقد قلت سابقا :



وأما بقية كلامك عن قومي وأجدادي بني العباس عصبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فسأرد عليه لا حقا مكتفيا برد لي سابق على أحد المتصوفة المتشيعين :

وأما قولك ونكل بآل البيت عليهم السلام ، فيشم منه إنكارك كون بني العباس من آل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا مخالف للإجماع ، كيف وهم بإجماع أهل السنة والجماعة عصبته صلى الله عليه وآله وسلم ، فلو كان صلى الله عليه وآله وسلم يورث لما ورثه من الرجال إلا عمه وصنو أبيه جدنا العباس رضي الله عنه.

وقد قلنا في مقدمتنا :

فإن بني العباس بن عبدالطلب عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعصبته أحد البيوت الأربعة من بيوت آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم , وهذا الأمر عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقد روى مسلم أن زيد بن أرقم سئل عن آل البيت فقال هم آل العباس وآل عقيل وآل جعفر وآل علي , وهذ باتفاق أهل السنة والجماعة أيضا ولم يخالف في ذلك إلا المبتدعة فقد قال ابن تيمية في منهاج السنة (4\359):- ( اتفق العلماء على أن بني العباس وبني الحارث بن عبدالمطلب من آل محمد الذين تحرم عليهم الصدقة ويدخلون في الصلاة ويستحقون من الخمس).


وأما إن كنت تقصد من قتل من أبناء عمنا الحسنيين رحمهم الله ، فهذه عاقبة الصراع عن السلطة دائما ، ففي عهد أبي بكر وعمر كان بنو عبد مناف شيئا واحدا وفيهم كما تعلم (بنو هاشم وبنو أمية) ، وكذلك بنو هاشم كانوا جميعا يدا واحدة إلى وقت خروج مدعي المهدية محمد بن عبدالله المحض "الملقب بالنفس الزكية وهذا فيه ما فيه" وشقه لجماعتهم ، وكذلك العلويون كانوا جماعة واحدة ثم لما تولى بعضهم بعض الإمارات والولايات الصغيرة غير المستقلة تقاتل الحسنيون والحسينيون ، حتى قال قتادة الحسني بعد أحد معاركه مع حسينيي المدينة:

مصارع آل المصطفى عدت كما بدأت ولكن صرت بين الأقارب

ثم أيضا تقاتل الحسنيون فيما بينهم حتى رمى سرور شريف مكة بن عمه الفعر في البحر.

ونحن وبكلامنا هذا لا نبرر ما حصل والعياذ بالله ، ونقول (تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسئلون عما كانوا يعملون) ، نسأل الله أن يثيب محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم.

وأقول الآن لقد أحسن بنو العباس إلى أبناء عمهم العلويين كثيرا ، فمن ذلك ما حصل في عهد أمير المؤمنين أبي العباس سفاح المال عندما وصل عبد الله المحض بن الحسن المثنى بمليون درهم كان المحض لم يرها في حياته فضلا عن أن يملكها ، وكذلك تولية الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب إمارة المدينة وأخيرا إنشاء نقابة خاصة للعلويين وتعيين نقيب منهم عليها ، وإنما ساءت العلاقة عند تمذهب بعضهم بالمذهب الزيدي كمحمد بن عبد الله المحض مدعي المهدية وخروجه على الجماعة وشق عصا الطاعة.

ولي عودة.


وأزيد هنا فأقول:

لتعلم أن بني العباس قد أوقفوا سب أمير المؤمنين أبي الحسنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وأن داود بن علي عم السفاح قد قال في خطبته عند قيام الدولة في الكوفة كما في تاريخ الطبري (ج 4 / ص 348) : والله ما صعد منبركم هذا خليفة بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم إلا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأمير المؤمنين عبد الله بن محمد وأشار بيده إلى أبي العباس.

وأن أمير المؤمنين أبا جعفر المنصور قد قال كما في البداية والنهاية (ج 10 / ص 130) الخلفاء أربعة : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي.

وغير ذلك الكثير مما يدل على حب بني العباس لعلي والحسن والحسين رضي الله عنهم وللصالحين السنيين من ذريتهم.



فائدة مهمة : قال الحافظ الذهبي في تاريخ الإسلام (ج 4 / ص 418) بعد نقله عن أحد الروافض قوله وجوب التبري من أعداء آل محمد ولعنهم :

"هذا الكلام أبو جاد الرفض (أي أول الرفض) . فإن آل محمد عليه السلام قد عادى بعضهم بعضا على الملك، كآل العباس، وآل علي، وإن تبرأت من آل العباس لأجل آل علي فقد تبرأت من آل محمد، وإن تبرأت من آل علي لأجل آل العباس فقد تبرأت من آل محمد".اهـ.

أبو عائشة المغربي
2009-09-28, 04:23 AM
بدأت ردك بادعائك بأن النفس الشيعي ظاهر في كتابتي،بل كدت تدعي أني شيعي،ولهذا كان لا بد لي أن ألفت نظرك إلى أني أقدم منك في هذا المنتدى،وكثير من رواده يعرفونني عن قرب،ويعرفون سنيتي وسلفيتي،يكفيك من ذلك تخرجي من الجامعة الإسلامية بطيبة الطيبة،فلا تحاول المزايدة ،وهات ما في جعبتك من كتاب أو سنة.

فضلا على أني لا أدري ما تقصده بالتشيع،فإن كنت تريد زيادة محبة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب-عليه وعلى آل البيت السلام-،ولآله وذريته،اتباعا لوصية رسول الله فيهم،مع معرفة حق الصحب الكرام،وذكر سبقهم وفضلهم وبذلهم،خاصة صديق الأمة أبو بكر،وفاروقها عمر،وشهيدها عثمان،وحبيبة رسول الله الصديقة عائشة،فأنعم به وأكرم،وهات من كتاب الله أو سنة رسول الله ما يمنعه أو يدفعه.

أما ما ادعيته من حنقي على بني العباس،فعلم الله تعالى محبتنا لآل العباس ،فهم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم،فإن زادوا في الطاعة والصلاح زادت المحبة،وإن انحرفوا عن ذلك نقص من حبنا لهم مقدار ما كان من انحرافهم،مع حفظ حق الانتساب،هذا منهجنا في الحكم عليهم جميعا حكاما ومحكومين،وليس بيني وبينهم أي ضغائن أو أحقاد أو سوابق،فلا تهوش بارك الله فيك.

أما ما نقلته من كلام الإمام المبجل أحمد بن حنبل نور الله ضريحه،وكثله عن الدارمي ثم شيخ الإسلام بن تيمية وتلميذه ابن كثير،فأقوال الرجال يحتج لها ولا يحتج بها،وأحكام الرجال على الناس خاصة الحكام لا بد من توخي الحذر فيها،لما يعتريها من الملابسات والظروف وتقديرات المصالح والمفاسد التي لا تجعلنا نطمئن لهذه الأحكام،والمخرج من هذا كله عرض الحاكم وأفعاله على الكتاب والسنة،والحكم عليها بميزان العدل والقسط،وقد عرضنا المتوكل على هذا الميزان السماوي ،فلقيناه ناصبيا خبيثا منحرفا عن السنة،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أما دعواك بأن أهل السنة لا يتتبعون زلاته ،إذ لا أحد معصوم من الزلل،فأعجب من الصيام في رجب،فلم لم تستر عورة المأمون ولا المعتصم ولا الواثق،أم أن القول بخلق القرآن بدعة غليظة منكرة لا يسكت عليها،والنصب خطأ وديع رقيق حري بنا أن نستره ونكتمه،تالله كيف تزنون وتكيلون؟،بل إن بدعة النصب أشنع وأقبح من بدعة الخلق،فهذه لأصحابها تأويلات ومتمسكات،قربت أم بعدت،أما النصب فلا متمسك سوى الحقد على أمير المؤمنين علي وأبنائه.

والأعجب من هذا كله،أنك لم ترحم الناصر المسكين ،واستثنيته مع أنه لا ذنب له سوى تفضيل علي على سائر الصحابة،-وهو مذهب جمع من الصحابة كما قرر الحافظ ابن عبد البر النمري-،ولم تستر له عورته هذه حسب مفهومك ومنظورك الضيق ،بل العجب أن تكون هاشميا وتشحذ كل سنانك للدفاع عن النواصب.

أما محاولاتك اليائسة لتبرئة المتوكل من النصب ،فهو أغرب أوابدك،وأنكر مذاهبك،ولعل بحثك هذا يرفع همتي لأسود بحثا مثله في تبرئة المأمون والمعتصم من القول بخلق القرآن،وتبرئة الحجاج من دماء الصالحين،وتبرئة بعض بني أمية من سب علي وذريته.


فالحق أحق أن يتبع أيها الشريف،وهؤلاء مؤرخو الأمة ،وجهابذة السير،وصيارفة الأسانيد،حكوا هذا وأثبتوه واستشهدوا له،بل إن بعضهم قد رمي بالنصب،ومع ذلك لا يتوانى في الحكم على جدك المتوكل بالنصب والانحراف عن السنة.

أما ما فعله جدك من هدم لقبر الإمام الحسين ،فلبئس ما جاء به جدك وما جئت به،فهل إهانة القبر الشريف،والعبث بجثمان ابن رسول الله ،وابن سيدة نساء العالمين،وسيد شباب أهل الجنة،منقبة تعتز بها وتفخر؟.

إنني طبعا لا أذب عن القبورية ولا القبوريين،ولا الشرك ولا المشركين،وأعوذ بالله أن أكون داعية أو مبررا لمواسم النذر والذبح والدعاء لغير الله تعالى،لكن محاربة الشرك لا تكون بهدم القبر الشريف،وإهانته وجعله مرعى يروى ويسقى ويحرث،ولو فعل ذلك بأبيك أو جدك لما رضيت،بل قل لي بالله عليك،لماذا لم يهدم شيوخ الدعوة الوهابية وعلماؤها مشهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم،ولا زال الناس يقفون عنده داعين مستغيثين ناذرين راجين خائفين،وهذه القبة الخضراء وهي رمز المشاهد وعلامته لا زالت ماثلة للعيان،فلماذا لا تطالب أيها الشريف حكام آل سعود بهدم القبة أو حتى هدم القبر-قطعت يد من سولت له نفسه ذلك-؟

فحتى لو كان المتوكل مخلصا في هدمه،-رغم أن قرائن الحال لا تساعد على ذلك-،فما هكذا تورد الإبل.

وليس ما ادعيته من إجماع كاذب،وراجع (جلاء الأفهام)لابن القيم تجد الخلاف محررا- هم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباس،إضافة للزوجات الطاهرات المرضيات،لكن آل علي هم خصوص آل البيت،وأقربهم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم،وأعظمهم منزلة عنده،وهذا ليس من جيبي ولا من جيب مشايخ قم ولا مشايخ صعدة،بل هو ما رواه أئمتنا أئمة السنة والحديث،فحديث الكساء الذي جلل فيه المصطفى عليا وفاطمة والحسن والحسين،ولم يجلل سواهم من الآل،رواه سادتنا مسلم وأحمد والترمذي،وحديث المباهلة حين أراد سيد الخلق مباهلة أهل نجران فجاء بهؤلاء الأربعة الكرام،ولم يأت بالعباس ولا بغيره من الآل،لم يروه الكليني ولا ابن بابويه ،وإنما رواه سيدنا مسلم في صحيحه،فلذا نحن نفضل آل علي على سائر الآل،لتفضيل رسول الله لهم،وتقديمه لهم على غيرهم.

ونختم بما أتيت به من شنائع في حق الإمام محمد النفس الزكية،تعصبا لأجدادك،فادعيت أنه شق عصا المسلمين،ولا أجد لك شبيها إلا من ادعى أن الإمام الحسين شق عصا أمير المؤمنين التقي النقي العادل يزيد بن معاوية،فاستحق ما لقيه يوم الطف،أو ببعض النواصب الذين زعموا أن الحسين قتل بسيف جده،كبرت كلمة خرجت منهم ومنك ،ولو طالعت التاريخ متجردا من عصبيتك،لعلمت أن أجدادك قد بايعوا أبناء عمومتهم بالأبواء ،وجعلوا الأمر لهم،فلما تم لهم الحكم،وأغراهم بفتنته،نكصوا على أعقابهم،وقابلوا بني عمهم أحفاد الحسن والحسين بما لا يقابل به أعداء الأمة من يهود ونصارى ووثنيين،فذبحوهم وقتلوهم وسجنوهم وشردوهم،فقام الإمام النفس الزكية –عليه السلام- مع أخيه إبراهيم،غاضبين لله،ثائرين لحرماته،على مذهبهم ومذهب آل البيت في الخروج على الظلمة والفجرة،فأيدهما في خروجهما كبار أئمة الإسلام،-كبار أئمة الإسلام يا من تعد خروجهما شقا لعصا المسلمين-،كمالك وابن أبي ذئب من أهل المدينة،والأعمش وأبي حنيفة ويزيد بن هارون وعيسى بن يونس وشعبة بن الحجاج وعباد بن العوام وهشيم بن بشير من أهل العراق،قال ابن الأثير(وجماعةكث رة من الفقهاء وأهل العلم)،وهذا الأعمش يقول: (ما يُقْعِدُكم عنه، (إبراهيم)أما إني لو كنت بصيراً لخرجت)،وهذا أبو إسحاق الفزاري يحكي: جئت إلى أبي حنيفة فقلت له: ما اتقيت اللّه حيث أفتيت أخي في الخروج مع إبراهيم بن عبد اللّه بن حسن حتى قتل! فقال لي: قَتْلُ أخيك حيث قُتِل يعادل قَتْلَه لو قتل يوم بدر، وشهادته مع إبراهيم خير له من الحياة!! قلت: فما منعك أنت من ذاك؟ قال: ودائع كانت للناس عندي).،وهذا شعبة أمير المؤمنين في الحديث يقول:باخمرا (معركة إبراهيم مع جنود المنصور) بدر الصغرى،فهؤلاء أئمة الفقه والحديث شبهوا ما عددته أنت شقا لعصا المسلمين بما كان يوم بدر،فمن أصدق؟أأصدقك أنت المبتلى بعصبية نتنة،أم أئمة الإسلام من فقهاء ومحدثين؟.

أما أنا فليس لي عصبية ولله الحمد إلا لكتاب الله،وسنة رسول الله،ولآل بيته بالعموم والإجمال،ثم لخاصة آل بيته أهل الكساء،حتى لو تعرض لهم بنو عمومتهم،فهم عندنا أولى وأحرى،لأن أجدادهم كانوا عند رسول الله أولى وأحرى،ولأن أحفاد رسول الله وأسباطه،عانوا الويلات على يد أجدادك في سجون أبي جفر وهارون،ولا أحسبك يخفى عليك ما كانوا يذوقونه في سجن المطبق اللعين،الذي لو قورن بغوانتنامو بوش لكان غوانتامو جنة ورياضا،فمن حق أحفاد رسول الله علينا أن نبغض مبغضهم،ونعادي عدوهم.

وفي الأخير ملحوظة وفائدة،أما الملحوظة فما ادعيته من بتر فليس بترا،وإن كنت أصوب كلامك وأصحح ما كان مني،لكن علم الله أن ذلك لم يكن قصدا ولا عمدا،ولست بحاجة لذلك،ففي النقل الصحيح غنية وكفاية.

فائدة مهمة:الدفاع عن المبتدعة النواصب مثل يزيد بن معاوية والمتوكل وأمثالهما ليس أول النصب،بل هو النصب بعينه،عافاني الله وإياك.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-09-28, 01:52 PM
ما زلت تعيد كلامك المنكر الباطل من أن بدعة النصب أعظم من بدعة خلق القرآن ، والقول بخلق القرآن هو الكفر البواح والردة الصراح ، وقد أجمع السلف على كفر من قال بخلق القرآن بل وكفر أكثرهم من شك في كفره.

وأما النصب الخبيث النتن فخذ هذه الفائدة:
قال ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب - (ج 8 / ص 410)
"وقد كنت استشكل توثيقهم الناصبي غالبا وتوهينهم الشيعة مطلقا ولا سيما أن عليا ورد في حقه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلى منافق ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البغض ها هنا مقيد بسبب وهو كونه نصر النبي صلى الله عليه و سلم لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق المبغض والحب بعكسه وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالبا والخبر في حب علي وبغضه ليس على العموم فقد أحبه من أفرط فيه حتى ادعى أنه نبي أو أنه إله تعالى الله عن إفكهم والذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق الأنصار وأجاب عنه العلماء أن بغضهم لأجل النصر كان ذلك علامة نفاقه وبالعكس فكذا يقال في حق علي وأيضا فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهورا بصدق اللهجة والتمسك بأمور الديانة بخلاف من يوصف بالرفض فإن غالبهم كاذب ولا يتورع في الإخبار والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن عليا رضي الله عنه قتل عثمان أو كان أعان عليه فكان بغضهم له ديانة بزعمهم ثم انضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربه في حروب علي".اهـ.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-09-28, 02:05 PM
فرق كبير بين فعل سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي رضي الله عنه وبين فعل محمد بن عبدالله المحض الذي ادعى المهدية وامتنع عن بيعة أميري المؤمنين أبي العباس والمنصور بسبب ذلك ثم خرج على الجماعة وشق عصا الطاعة.


قال شيخ الإسلام بن تيمية في منهاج السنة النبوية ج 4 ص 585 - 586 : "وقاتل عثمان اعظم إثما من قاتل الحسين فهذا الغلو الزائد يقابل بغلو الناصبة الذين يزعمون أن الحسين كان خارجيا وأنه كان يجوز قتله لقول النبي صلى الله عليه وسلم من أتاكم وأمركم على رجل واحد يريد أن يفرق جماعتكم فاضربوا عنقه بالسيف كائنا من كان رواه مسلم


وأهل السنة والجماعة يردون غلو هؤلاء وهؤلاء ويقولون إن الحسين قتل مظلوما شهيدا وإن الذين قتلوه كانوا ظالمين معتدين وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي يأمر فيها بقتال المفارق للجماعة لم تتناوله فإنه رضي الله عنه لم يفرق الجماعة ولم يقتل إلا وهو طالب للرجوع إلى بلده أو إلى الثغر إو إلى يزيد داخلا في الجماعة معرضا عن تفريق الأمة ولو كان طالب ذلك أقل الناس لوجب إجابته إلى ذلك فكيف لا تجب إجابة الحسين إلى ذلك"اهـ.


وقال أيضا في منهاج السنة النبوية ج 4 ص 535 : " وكذلك الحسين رضي الله عنه لم يقتل إلا مظلوما شهيدا تاركا لطلب الإمارة طالبا للرجوع إما إلى بلده أو إلى الثغر أو إلى المتولي على الناس يزيد"اهـ.


وقال أيضا في منهاج السنة النبوية ج 6 ص 340 : "فلم يقتل رضي الله عنه وهو يقاتل على ولاية بل قتل وهو يطلب الدفع عن نفسه لئلا يؤسر ويظلم".اهـ.


فهذا شيخ الإسلام بن تيمية يثبت أن الحسين لم يقتل وهو خارج على جماعة المسلمين بل داخلا في الجماعة وأنه لم يقتل وهو يطلب الخلافة.


بعكس محمد بن عبدالله المحض فقد قتل وهو خارج على جماعة المسلمين وهو يطلب الخلافة وقد أوقع النزاع بين بني هاشم بعد أن كانوا متفقين ، ولذلك قال شيخ الإسلام بن تيمية في منهاج السنة النبوية ج 6 ص 171 "فخرج محمد وإبراهيم ابنا عبد الله بن حسن على المنصور"اهـ.


وقال أيضا في منهاج السنة النبوية ج 6 ص 341 :"والذين خرجوا عليهم (أي على بني العباس) مثل محمد بن عبد الله بن الحسن بالمدينة وأخيه إبراهيم بالبصرة إنما خرجا ومن معهما على المنصور".


وقال أيضا في منهاج السنة النبوية ج 6 ص 170 - 171 :"فكان بنو هاشم من آل علي والعباس وغيرهم في الخلافة الأموية متفقين لا نزاع بينهم ولما خرج من يدعو إليهم صار يدعو إلى الرضا من آل محمد ولا يعينه وكانت العلوية تطمع أن تكون فيهم وكان جعفر ابن محمد وغيره قد علموا أن هذا الأمر لا يكون إلا في بني العباس فلما أزالوا الدولة الأموية وصارت الدولة هاشمية وبنى السفاح مدينة سماها الهاشمية ثم تولى المنصور وقع نزاع بين الهاشميين فخرج محمد وإبراهيم ابنا عبد الله بن حسن على المنصور وسير المنصور إليهما من يقاتلهما"



وقال أيضا في منهاج السنة النبوية ج 4 ص 536 رابطا بين خروجه ومذهب من يرى السيف على أهل القبلة : "وبهذا الوجه صارت الخوارج تستحل السيف على أهل القبلة حتى قاتلت عليا وغيره من المسلمين وكذلك من وافقهم في الخروج على الأئمة بالسيف في الجملة من المعتزلة والزيدية والفقهاء وغيرهم كالذين خرجوا مع محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن وأخيه إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن".



فلا حول ولا قوة إلا بالله ، كيف تقارن يا أخي ؟ بين سيد شباب الجنة الحسين رضي الله عنه وهو صحابي وبين من خرج على الجماعة وقاتل على الملك وقتل على ذلك ، وكيف تقارن بين يزيد والمنصور ، والمنصف يعرف الفرق الكبير بينهما.



وقد قال بن خلدون في تاريخه ج 7 ص 14 : "ثم نفس آل أبي طالب على آل العباس ما أكرمهم الله به من الخلافة والملك فخرج المهدي محمد بن عبد الله المدعو بالنفس الزكية في بني أبي طالب على أبي جعفر المنصور وكان من أمرهم ما هو مذكور".اهـ.



وقال أبو الحسن الأشعري في مقالات الإسلاميين ج 1 ص 79:


"ثم خرج محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن على بن ابى طالب بالمدينة وبويع له في الآفاق فبعث اليه أبو جعفر المنصور بعيسى ابن موسى وحميد بن قحطبة فحارب محمد حتى قتل ومات تحت الهدم ابوه عبد الله بن الحسن بن الحسن وعلى بن الحسن بن الحسن وقتل بسببه رجال من اهل بيته ووجه محمد بن عبد الله اخاه ادريس بن عبد الله إلى المغرب ولولده هناك مملكة


ثم خرج بعد محمد بن عبد الله أخوه إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ابن الحسن بن على بن ابى طالب بالبصرة فغلب عليها وعلى الاهواز وعلى فارس واكثر السواد وشخص عن البصرة في المعتزلة وغيرهم من الزيدية يريد محاربة المنصور ومعه عيسى بن زيد بن على فبعث اليه أبو جعفر بعيسى بن موسى وسعيد بن سلم فحاربهما إبراهيم حتى قتل وقتلت المعتزلة بين يديه".اهـ.


أتمنى أن أكون قد أوضحت لك الفرق أخي الفاضل الفرق بين الفتنتين وكيف أن أهل السنة والجماعة قالوا بأن الحسين لم يخرج وأن محمد بن عبدالله المحض خرج وفرق الجماعة وادعى المهدية ثم الخلافة وقاتل على الملك وقتل عليه ، ولم أقل شيئا من عندي وإنما أوضحت الفرق من كلام شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله ، فالحمد لله على توفيقه.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-09-28, 02:15 PM
كيف تعامل العلماء مع خروج محمد وإبراهيم ابني عبدالله بن الحسن على أمير المؤمنين الخليفة أبو جعفر المنصور


الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم , أما بعد :-
فهذا البحث له أسباب :-

1- رد على من زعم أن محمد هو الخليفة الشرعي وأن أمير المؤمنين الخليفة المنصور هو الخارج عليه .

2- خدمة لمنهج أهل السنة والجماعة في تحريم الخروج على الإمام المسلم , وتبيين أن هذا المنهج هو منهج الزيدية والروافض والخوارج , وأن الأئمة أنكروا على من وافقهم من أهل السنة .

فأقول
سمى المؤرخون من أهل السنة فعل محمد وإبراهيم خروجا على أمير المؤمنين الخليفة المنصور ولم يقولوا عنه طلبا للحق أو ظهورا كما قال غيرهم .
ولم يعتبروهما خلفاء شرعيين وإنما ذكروا أن المنصور هو الخليفة وهو أمير المؤمنين .
وهذا رأي المؤرخين من أهل السنة والجماعة .
وأما عن تعامل العلماء مع هذا الخروج :-

العلماء المعاصرون للخروج

1- الإمام جعفر الصادق
قال الطبري (4\449) :-خرج مع محمد حمزة بن عبد الله بن محمد بن علي وكان عمه جعفر ينهاه وكان من أشد الناس مع محمد .

2- الإمام مالك
قال الذهبي في السير عند كلامه عن الفتنة (6\215) :- ولزم مالك بيته .

3- الإمام ابن أبي ذئب
قال الذهبي في السير (7\141) عند ترجمة ابن أبي ذئب :-
ولما خرج محمد بن عبد الله بن حسن ، لزم بيته إلى أن قتل محمد .

4- عبيدالله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب
قال الذهبي في تاريخ الإسلام نقلا عن ابن سعد (3\37) :- ولزم عبيد الله بن عمر ضيعة له واعتزل فيها .


5- محمد بن عمرو بن عطاء القرشي العامري
قال ابن حجر في تقريب التهذيب (ص499) عنه :-
ووهم من قال إن القطان تكلم فيه أو إنه خرج مع محمد بن عبد الله بن حسن .

6- سفيان الثوري
قال الذهبي في تاريخ الإسلام (9\23) :-
وكان سفيان يتكلم في عبد الحميد بن جعفر لخروجه مع محمد بن عبد الله بن حسن .
قال الإمام أبي داود كما في سؤالات الآجري (ص 93 )-:
وأبو خالد الأحمر خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن فلم يكلمه سفيان حتى مات .

7- الأوزاعي
قال عبدالله بن أحمد في كتابه السنة (1\185) :-
قال الأوزاعي احتملنا عن أبي حنيفة كذا وعقد بأصبعه واحتملنا عنه كذا وعقد بأصبعه الثانية واحتملنا عنه كذا وعقد بأصبعه الثالثة العيوب حتى جاء السيف على أمة محمدصلى الله عليه وسلم فلما جاء السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم لم نقدرأن نحتمله .

8- عبدالله بن المبارك
قال عبدالله بن أحمد في كتابه السنة (1\213) عن ابن المبارك :-
أنه دخل رجل عليه والدار غاصة بأصحاب الحديث فقال يا أبا عبدالرحمن مسألة كذا وكذا قال فروى ابن المبارك فيه أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال الرجل يا أبا عبدالرحمن قال أبو حنيفة خلاف هذا فغضب ابن المبارك وقال أروي لك عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه تأتيني برجل كان يرى السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

9- أبو يوسف القاضيصاحب أبي حنيفة
فقد ثبت عن الحسن بن موسى الأشيب كما في السنة لعبد الله بن أحمد (1\181) :- أنه قال : سمعت أبا يوسف يقول كان أبو حنيفة يرى السيف قلت فأنت ؟قال معاذ الله.

10- أبو إسحاق الفزاري
قال الذهبي في تاريخ الإسلام (3\354) :-
عن الأصمعي قال: كنت جالساً بين يدي الرشيد وأبو يوسف جالس، فأدخل أبو إسحاق الفزاري وقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. فقال: لا سلم الله عليك ولا قرب دارك ولا حبى مزارك. قال: لم؟ قال: أنت الذي تحرم السواد؟ قال: من أخبرك بهذا يا أمير المؤمنين؟ لعل ذا أخبرك، وأشار إلى أبي يوسف وذكر كلمة، والله يا أمير المؤمنين، لقد خرج إبراهيم بن عبد الله على جدك المنصور، فخرج أخي معه، وعزمت على الغزو، فأتيت أبا فلان فذكرت ذلك له، فقال لي: مخرج أخيك أحب إلي مما عزمت عليه من الغزو، والله ما حرمت السواد.
وقال عبدالله بن أحمد في كتابه السنة (1\218) عن أبي إسحاق :-
أنه قال : كان أبو حنيفةيرى السيف .

11- عبدالله بن عون
قال الذهبي في السير عن ابن عون (6\370) :-
وقد سعت به المعتزلة إلى إبراهيم بن عبد الله ابن حسن الذي خرج بالبصرة فقالوا: هاهنا رجل يربث عنك الناس.
فأرسل إليه إبراهيم: أن مالي ولك ؟ فخرج عن البصرة حتى نزل القريظية وأغلق بابه.

12- شعبة
قال الذهبي في السير (6\223) :-
ولم يخرج شعبة .


ومن فضلاء أهل المدينة الذين لم يخرجوا مع محمد بن عبدالله :-
1- إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب
2- عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي كما ذكر ذلك الطبري (4\427) .
3- الضحاك بن عثمان بن عبد الله بن خالد بن حزام
4- عبد الله بن المنذر بن المغيرة بن عبد الله بن خالد بن حزام
5- أبو سلمة بن عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب
6- خبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير كما ذكر ذلك الطبري (4\426) .
7- الحسين بن علي بن الحسين بن علي كما ذكر ذلك الطبري (4\422) .


موقف العلماء الغير معاصرين للخروج
1- أبو عوانة
قال ابن كثير في البداية والنهاية (10\95) :-
قال أبو عوانة محمد وإبراهيم خارجيان.

2- أبو داود
قال ابن كثير في البداية والنهاية (10\95) :-
قال أبو عوانةمحمد وإبراهيم خارجيان قال أبو داود بئس ما قال هذا رأي الزيدية .

قلنا : كلام أبو عوانة في أنهم خرجوا لأنهم على عقيدة الخوارج وهذا باطل ولذلك أنكر أبو داود كلامه وبين أنهم خرجوا لكونهم على رأي الزيدية , والله أعلم .

3- الذهبي
قال في السير (7\329) عن عبدالله بن جعفر المخرمي :-
وله هفوة، نهض مع محمد بن عبد الله بن حسن ، وظنه المهدي، ثم إنه ندم فيما بعد، وقال: لا غرني أحد بعده.

وقال في السير (9\20) عن أبي خالد الأحمر :-
وله هفوة، وهي خروجه، مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن .

من خرج معهما وأيدهما وموقف الأئمة منهم
1-ابن عجلان [والظاهر أنه رجع]
قال الذهبي فيتاريخ الإسلام (3\37) :-
قال محمد بن سعد : خرج ابن عجلان معه فلما قتل وولي المدينة جعفر بن سليمان أتوه بابن عجلان فكلمه كلاما شديدا وقال : خرجت مع الكذاب وأمر بقطع يده , فلم ينطق إلا أنه حرك شفتيه فقال من حضر من العلماء فقالوا : أصلح الله الأميرإن ابن عجلان فقيه المدينة وعابدها وإنما شبه عليه وظن أنه المهدي الذي جاءت فيه الروايةولم يزالوا يرغبون إليه حتى تركه .

2-عبدالحميد بن جعفر
قال الذهبي في السير (6\215) :-
وكان سفيان يتكلم في عبد الحميد بن جعفر لخروجه مع محمدبن عبد الله بن حسن وسفيان يقول وان مر بك المهدي وأنت في البيت فلا تخرج اليه حتى يجتمع الناس .

3- عبدالله بن جعفر المخرمي [وقد رجع]
قال الذهبي في السير (7\329) عنه :-
له فضل وشرف ومروءة،وله هفوة،نهض مع محمد بن عبد الله بن حسن ،وظنه المهدي، ثم إنه ندم فيما بعد، وقال: لاغرني أحد بعده .

4- عبدالله بن يزيد بن هرمز [وقد رجع]
قال الطبري (6\321) :-
وحدثني عيسى قال حدثني حسين بن يزيد قال أتي بابن هرمز إلى عيسى بعد ما قتل محمد فقال أيها الشيخ أما وزعك فقهك عن الخروج مع من خرج قال كانت فتنة شملت الناس فشملتنا فيهم قال اذهب راشدا .

5- أبو حنيفة
قال الذهبي في السير (6\223) :-
وكان أبو حنيفة يأمر بالخروج . انتهى .
وأما إنكار الأئمة عليه فارجع لما ذكرنا سابقا عن الأوزاعي وابن المبارك وأبي يوسف والفزاري .

6- أبو خالد الأحمر
قال الإمام أبي داود كما في سؤالات الآجري (ص 93):-
وأبو خالد الأحمر خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن حسن فلم يكلمه سفيان حتى مات .

7- عبدالله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب [وقد رجع]
قال المزي في تهذيب الكمال (15\331) :-
قال محمد بن سعد خرج عبد الله بن عمر مع محمد بن عبد الله بن حسن فلم يزل معه حتى انقضى أمره واستخفى عبد الله بن عمر ثم طلب فوجد فأتي به أبو جعفر المنصور فأمر بحبسه فحبس في المطبق سنتين ثم دعا به فقال الم أفضلك وأكرمك ثم تخرج علي مع الكذاب فقال يا أمير المؤمنين وقعنا في أمر لم نعرف له وجها والفتنة بعد فإن رأى أمير المؤمنين أن يعفو ويصفح ويحفظ في عمر بن الخطاب فليفعل فتركه وخلى سبيله .

قلنا : وقد حكي عن غير هؤلاء تأييد محمد وإبراهيم .

قال الذهبي في السير (6\223) :-
وخرج معه أبو خالد الاحمر، وهشيم، وعباد بن العوام، وعيسى بن يونس، ويزيد بن هارون .انتهى .
وفي صحة ذلك عن غير الأحمر نظر فقد قال ابن كثير في البداية والنهاية (13\383) :-وقد حكي عن جماعة من العلماء والأئمة أنهم مالوا إلى ظهورهما ، وفي هذا نظر ، والله أعلم . انتهى .
ولم يذكر ذلك الذهبي نفسه عندما ترجم لهم في السير , ولم يذكره المزي في تهذيب الكمال ولا ابن حجر في تهذيب التهذيب مع أنهم يذكرون ذلك عن الراوي عندما يترجمون له .
ولو صح ذلك لانتشر عنهم , ولأنكر الأئمة عليهم كما أنكروا على غيرهم كأبي خالد الأحمر وعبدالحميد بن جعفر وأبي حنيفة .
كما أن بعض هؤلاء كان فيهم تشيع كعباد بن العوام فقد ذكر ذلك الذهبي عنه في السير .
وأما ما قاله الطبري في تاريخه (4\468) :-
حدثني الحارث قال حدثنا ابن سعد قال قال محمد بن عمر لما ظهر محمد بن عبد الله بن الحسن وغلب على المدينة ومكة وسلم عليه بالخلافة وجه أخاه إبراهيم بن عبد الله إلى البصرة فدخلها في أول يوم من شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة فغلب عليها وبيض بها وبيض أهل البصرة معه وخرج معه عيسى بن يونس ومعاذ بن معاذ بن العوام وإسحاق بن يوسف الأزرق ومعاوية بن هشام وجماعة كثيرة من الفقهاء وأهل العلم . انتهى .
ففيه محمد بن عمر الواقدي وهو متفق على ضعفه كما ذكر ذلك الذهبي ولا يحتج به ولا سيما في أمر كهذا .

فخلاصة البحث أن اثنا عشر إماما من كبار الأئمة لم يخرجوا معهما وأنكر أكثرهم إنكارا شديدا على الخارجين معهما والمؤيدين لهما .
وحكي عن إحدى عشرة من العلماء تأييدهم وهم أقل علما وقدرا من سابقيهم .
وقد رجع من هؤلاء الإحدى عشرة أربعة :- ابن عجلان وابن هرمز وعبدالله بن جعفر وعبدالله بن عمر .
وثلاثة لم يرجعوا فهجرهم الأئمة وذموهم , وهم :- أبو حنيفة وعبدالحميد بن جعفر وأبو خالد الأحمر .
وواحد فيه تشيع وهو عباد بن العوام .
وأما البقية وهم :- يزيد بن هارون وعيسى بن يونس وهشيم .
فالظاهر أنه لا يصح عنهم كما ذكرنا سابقا , ولو صح لاحتمل رجوعهم , وإن لم يرجعوا فقد أخطأوا وهم متأولون فلا يرمون بالبدعة .
وأما العلماء الذين لم يكونوا معاصرين للخروج فلا خلاف بينهم في إنكاره كما ذكرنا عن أبي عوانة وأبي داود والذهبي .

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-09-28, 06:19 PM
وأما بقية كلامك عن قومي وأجدادي بني العباس عصبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فسأرد عليه لا حقا مكتفيا برد لي سابق على أحد المتصوفة المتشيعين :

وأما قولك ونكل بآل البيت عليهم السلام ، فيشم منه إنكارك كون بني العباس من آل بيته صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا مخالف للإجماع ، كيف وهم بإجماع أهل السنة والجماعة عصبته صلى الله عليه وآله وسلم ، فلو كان صلى الله عليه وآله وسلم يورث لما ورثه من الرجال إلا عمه وصنو أبيه جدنا العباس رضي الله عنه.


فكلامي السابق موجه كما قلت في بدايته لأحد المتصوفة المتشيعين وليس لك.

وأما الإجماع ، فقد قال ابن تيمية في منهاج السنة (4\359):- ( اتفق العلماء على أن بني العباس وبني الحارث بن عبدالمطلب من آل محمد الذين تحرم عليهم الصدقة ويدخلون في الصلاة ويستحقون من الخمس).

أما ابن القيم فيتكلم عن المقصود بالآل في التشهد ، وقد حكى أربعة أقوال:

1-الذين حرمت عليهم الصدقة.
2- ذريته وأزواجه خاصة.
3- أتباعه إلى يوم القيامة.
4-الأتقياء من أمته.

وكل قول منها ذكر جماعة ممن يقول به ، إلا القول الثاني فلم ينسبه لأحد وإنما نقله عن ابن عبدالبر الذي لم ينسبه لأحد أيضا.

ومن غرائب هذا القول أنه يخرج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم فهو ليس من الأزواج ولا من الذرية.

وإن أردنا اتباع طريقتك ، لقلنا بعد نقل هذا الكلام عن ابن القيم ، أن دخول الأزواج في الآل مجمع عليه وأما دخول علي بن أبي طالب في الآل غير مجمع عليه وهذا ظاهر الفساد والبطلان.



- وقد قال بعضهم ردا على ما نقلناه من إجماع :
ولكن هناك من خالف في ذلك من العلماء الخلف والسلف.

- فقلت له ، وأقولها لك أيضا :

أرجو أن تذكر أسماء هؤلاء العلماء من السلف والخلف ، من غير النقل المبهم الذي ورد في كلام بعض العلماء (أعني أن تذكر أسماء محددة وليس أن تنقل خلافا منسوبا لمبهمين غير مسمين).

وأيضا مع تجنب ذكر أسماء بعض العلماء المتأخرين من أصحاب الخلفية الزيدية.

ولي عودة للتفصيل أكثر.

القضاعي
2009-09-29, 08:57 AM
بوركت أبا عبد الرحمن على هذه الفائدة النفيسة .


قال ابن حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب - (ج 8 / ص 410)
"وقد كنت استشكل توثيقهم الناصبي غالبا وتوهينهم الشيعة مطلقا ولا سيما أن عليا ورد في حقه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلى منافق ثم ظهر لي في الجواب عن ذلك أن البغض ها هنا مقيد بسبب وهو كونه نصر النبي صلى الله عليه و سلم لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حق المبغض والحب بعكسه وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالبا والخبر في حب علي وبغضه ليس على العموم فقد أحبه من أفرط فيه حتى ادعى أنه نبي أو أنه إله تعالى الله عن إفكهم والذي ورد في حق علي من ذلك قد ورد مثله في حق الأنصار وأجاب عنه العلماء أن بغضهم لأجل النصر كان ذلك علامة نفاقه وبالعكس فكذا يقال في حق علي وأيضا فأكثر من يوصف بالنصب يكون مشهورا بصدق اللهجة والتمسك بأمور الديانة بخلاف من يوصف بالرفض فإن غالبهم كاذب ولا يتورع في الإخبار والأصل فيه أن الناصبة اعتقدوا أن عليا رضي الله عنه قتل عثمان أو كان أعان عليه فكان بغضهم له ديانة بزعمهم ثم انضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربه في حروب علي".اهـ.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-09-29, 02:19 PM
وأما مسألة هدم القبر المنسوب لسيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي رضي الله عنهما، فكلامك فيها بعيد عن منهج أهل الحديث والأثر الفرقة الناجية.

ولم يقم جدنا رحمه الله بما قام به إلا غيرة على حرمات الله وتطبيقا لسنة بن عمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كذلك نحسبه والله حسيبه ، ولا نزكي على الله أحدا.

وقد قامت جيوش دولة التوحيد الدولة السعودية الأولى عام 1216هـ بقيادة الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد بن سعود بهدم القبر المنسوب للحسين بن علي رضي الله عنهما أثناء حملتهم على العراق.




الأخ القضاعي :
بارك الله فيك.

أبو عائشة المغربي
2009-09-30, 03:21 AM
أرجو الإجابة الواضحة عن هذه الأسئلة :
- لماذا استثنيت الناصر مع أنه لا ذنب له إلا تفضيل علي على الصحابة،وهو مذهب كثير من الصحابة والتابعين كما قرر ذلك الحافظ ابن عبد البر؟
- ماقولك في نقض العباسيين لبيعة الأبواء،وخيانته م للعهد؟
- ألا تقربأن آل علي هم خصوص آل البيت،وأنهم أولى وأقرب إلى رسول الله من كل الآل؟
-من من مؤرخي الإسلام نفى عن المتوكل تهمة النصب؟
- لماذا لم يهدم آل سعود القبة الخضراء،وجنود التوحيد الذين تتحدث عنهم لماذا لم يهدموا قبر المصطفى الكريم،كما فعلوا بقبر سبطه وحفيده؟،ولماذا لم يقدم على هذه الشناعة-المنقبة عندك وعند النواصب- إلا المتوكل وآل سعود؟
- ما قولك في خروج الإمام الحسين على يزيد،فهل كان هو الآخر زيديا معتزليا،ما دام قد خرج على حاكم مسلم،ولا تقل لي أنه اختار الجماعة وذلك الكلام الفارغ،فإنه لم يفعل ذلك إلا حينما رآى تخلي أهل الكوفة عنه،وقلة عدده وعدته،أما خروجه من أصله فكان لمنابذة يزيد الفاجر وليس الكافر،وكذلك رآى محمد في المنصور،فإنه كان ظلوما سفاكا للدماء،فقل لي:هل كان الإمام الحسين على مذهب حفيده زيد قبل أن يولد؟ وهل كان أهل المدينة أيضا معتزلة يوم خرجوا على يزيد؟ وهل كان فقهاء الأمة على بدعة الخوارج والروافض والزيدية كما تدعي حين خرجوا مع ابن الأشعث على الحجاج؟

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-09-30, 10:25 PM
أما سؤالك الأول :

اسثنيت الناصر الشيعي لأنه خالف أصلا من أصول أهل السنة والجماعة التي اتفقوا على تبديع من خالفها ألا وهو تفضيل أبي بكر وعمر على جميع الصحابة.
ولأنه كان مائلا إلى الروافض الأنجاس غير متبرأ منهم مذلا لهم قاتلا كما كان أجداده رحمهم الله.

قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في مجموع فتاواه :
أَمَّا تَفْضِيلُ أَبِي بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرَ عَلَى عُثْمَانَ وَعَلِيٍّ . فَهَذَا مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ الْمَشْهُورِينَ بِالْإِمَامَةِ فِي الْعِلْمِ وَالدِّينِ : مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ ؛ وَهُوَ مَذْهَبُ مَالِكٍ وَأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَاللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ وَأَهْلِ مِصْرَ والأوزاعي وَأَهْلِ الشَّامِ ؛ وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَحَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَحَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَأَمْثَالِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ . وَهُوَ مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد وَإِسْحَاقَ وَأَبِي عُبَيْدٍ وَغَيْرِ هَؤُلَاءِ : مِنْ أَئِمَّةِ الْإِسْلَامِ الَّذِينَ لَهُمْ لِسَانُ صِدْقٍ فِي الْأُمَّةِ . وَحَكَى مَالِكٌ إجْمَاعَ أَهْلِ الْمَدِينَةِ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ مَا أَدْرَكْت أَحَدًا مِمَّنْ أَقْتَدِي بِهِ يَشُكُّ فِي تَقْدِيمِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ . وَهَذَا مُسْتَفِيضٌ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ . وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ أَنَّهُ قَالَ لِأَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ : يَا أَبَتِ مَنْ خَيْرُ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَا بُنَيَّ أَوَمَا تَعْرِفُ قُلْت : لَا . قَالَ : أَبُو بَكْرٍ . قُلْت : ثُمَّ مَنْ ؟ قَالَ : عُمَرُ . وَيُرْوَى هَذَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ مِنْ نَحْوِ ثَمَانِينَ وَجْهًا وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُهُ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ ؛ بَلْ قَالَ : لَا أوتى بِأَحَدِ يُفَضِّلُنِي عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ إلَّا جَلَدْته حَدَّ الْمُفْتَرِي . فَمَنْ فَضَّلَهُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ جُلِدَ بِمُقْتَضَى قَوْلِهِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - ثَمَانِينَ سَوْطًا . وَكَانَ سُفْيَانُ يَقُولُ مَنْ فَضَّلَ عَلِيًّا عَلَى أَبِي بَكْر فَقَدْ أَزْرَى بِالْمُهَاجِرِي نَ ؛ وَمَا أَرَى أَنَّهُ يَصْعَدُ لَهُ إلَى اللَّهِ عَمَلٌ - وَهُوَ مُقِيمٌ عَلَى ذَلِكَ.

إلى أن قال:
وَلِهَذَا كَانَ أَئِمَّةُ الْإِسْلَامِ مُتَّفِقِينَ عَلَى تَبْدِيعِ مَنْ خَالَفَ فِي مِثْلِ هَذِهِ الْأُصُولِ.

ولي عودة ، لكلام ابن عبدالبر.

أبو عائشة المغربي
2009-10-01, 12:37 AM
طيب أنا لن أقول شيئا حتى أرى تعليقك على كلام الحافظ ابن عبد البر
لكن أنبهك مرة أخرى،نحن هنا في باب المناظرة والنقاش،وعليه فلا حجة إلا في كتاب الله أو سنة رسول الله،وما عدا ذلك من أقوال الرجال فليس هذا موضعه،لأني أستطيع أن آتيك بما يعارضه،وبالتالي ليس كلام بعضهم حجة على بعض.
مثلا:تبديع الذي فضل عليا على باقي الصحابة ما الدليل عليه من الكتاب والسنة؟
ولا تحاول إرعابي بالإجماع المدعى،فمثل هذه الإجماعات الكاذبة لا تخيفني،وخاصة في هذا المسألة،فادعاء الإجماع فيها من أبطل الباطل.
لا تنس أخي الكريم أن هناك أسئلة أخرى تنتظر الجواب.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-10-01, 01:04 AM
وأما ابن عبدالبر فهذا كلامه الذي وقفت عليه:

قال أبو عمر : وقف جماعة من أئمة أهل السنة والسلف في علي وعثمان رضي الله عنهما فلم يفضلوا أحدا منهما على صاحبه منهم مالك بن أنس ويحيى بن سعيد القطان وأما أختلاف السلف في تفضيل علي فقد ذكر ابن أبي خيثمة في كتابه من ذلك ما فيه كفاية وأهل السنة اليوم على ما ذكرت لك من تقديم أبي بكر في الفضل على عمر وتقديم عمر على عثمان وتقديم عثمان على علي رضي الله عنهم وعلى هذا عامة أهل الحديث من زمن أحمد بن حنبل إلا خواص من جلة الفقهاء وأئمة العلماء فإنهم على ما ذكرنا عن مالك ويحيى القطان فهذا ما بين أهل الفقه والحديث في هذه المسألة وهم أهل السنة.اهـ.

يتبين مما سبق أن ابن عبدالبر يثبت إجماع أهل السنة على تفضيل الخلفاء الثلاثة على علي ، ويذكر عن مالك ويحيى بن سعيد أنه لم يربعوا بعلي.

وأما ما حكاه عن السلف ، فقد حكى أكثر أهل العلم خلافه من عهد الصحابة فمن بعدهم ، فمن الصحابة ابن عمر كما في البخاري وغيره ، ثم كثير من التابعين وأئمة الأمصار ثم الإمام أحمد بن حنبل وأخيرا شيخ الإسلام ابن تيمية كلهم ذكر اتفاق الصحابة ومن بعدهم على تفضيل أبي بكر وعمر.


ولي عودة.

أبو عائشة المغربي
2009-10-01, 02:13 AM
قال أبو عمر : وقف جماعة من أئمة أهل السنة والسلف في علي وعثمان رضي الله عنهما فلم يفضلوا أحدا منهما على صاحبه منهم مالك بن أنس ويحيى بن سعيد القطان وأما أختلاف السلف في تفضيل علي فقد ذكر ابن أبي خيثمة في كتابه من ذلك ما فيه كفاية وأهل السنة اليوم على ما ذكرت لك من تقديم أبي بكر في الفضل على عمر وتقديم عمر على عثمان وتقديم عثمان على علي رضي الله عنهم وعلى هذا عامة أهل الحديث من زمن أحمد بن حنبل إلا خواص من جلة الفقهاء وأئمة العلماء فإنهم على ما ذكرنا عن مالك ويحيى القطان فهذا ما بين أهل الفقه والحديث في هذه المسألة وهم أهل السنة.اهـ.
لم أجد فيه شيئا، اللهم إن كنت تريد قوله:(وأهل السنة اليوم)،أو قوله(وعلى هذا عامة أهل الحديث من زمن أحمد بن حنبل)،فإذا كان هذا هو الإجماع عندك فلنصل صلاة الجنازة على علم أصول الفقه،وصدق الإمام أحمد إذ يقول:(من ادعى الإجماع فقد كذب).
خذ مني هذه الفائدة الأصولية: مما علمنيه مشايخي في علم أصول الفقه شيخي محمد المختار الشنقيطي وشيخي حسين الجيزاني وغيرهم من مشايخي بالمشرق والمغرب أن الخلاف إذا استقر في عصر من العصور لا يرفع إلى يوم القيامة.
أما كلام الحافظ ابن عبد البر فكثير يكفيك منه قوله في الاستيعاب في ترجمة الإمام علي:
( وروي عن سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب وجابر وأبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم: أن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ أوّل من أسلم، وفضّله هؤلاء على غيره.)
ولا تقل (روي) من صيغ التمريض،فهذه متعلقة بكونه أول من أسلم،أما التفضيل قثد جاء فيه بصيغة الجزم(وفضله).
وأزيدك أقوال غيره:
قال ابن حزم في الفصل:اختلف المسلمون فيمن هو أفضل الناس بعد الأنبياء عليهم السلام، فذهب بعض أهل السنّة وبعض المعتزلة وبعض المرجئة وجميع الشيعة، إلى أن أفضل الاُمّة بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: علي بن أبي ـ طالب. وقد روينا هذا القول نصّاً عن بعض الصحابة رضي الله عنهم، وعن جماعة من التابعين والفقهاء.
إلى أن قال :وروينا عن نحو عشرين من الصحابة: أن أكرم الناس على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علي بن أبي طالب والزبير بن العوام.
وقال الإمام أبو بكر الباقلاني في مناقب الإمام الأربعة:(والقول بتفضيل علي رضوان الله عليه مشهور عند كثير من الصحابة ، كالذي يروى عن عبد الله بن عباس ، وحذيفة بن اليمان ، وعمار ، وجابر بن عبد الله ، وأبي الهيثم بن التيهان ، وغيرهم ).
بل خذ مني قول الإمام الذهبي في السير (ترجمة 332):(ليس تفضيل علي برفض ولا هو ببدعة، بل قد ذهب إليه خلق من الصحابة والتابعين).
قال أبو عائشة :إذا ثبت الخلاف في عهد الصحابة فلا إجماع إلى يوم القيامة،وسبحان ربك رب العزة عما يصفون ،وسلام على المرسلين،والحمد لله رب العالمين.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-10-01, 02:47 AM
المهم أني قد أجبت عن سؤالك الأول ، وذكرت ما خالف فيه الناصر عقيدة أهل السنة والجماعة وعقيدة أجدادي من بني العباس ، في تفضيله لعلي ، وفي ميله للروافض الأنجاس وعدم قمعه لهم.

ولي عودة.

أبو عائشة المغربي
2009-10-01, 03:07 AM
أخي الكريم فضلا،لم تجب على شيء ،ولا زلنا في بداية المسألة،إذا ثبت خلاف الصحابة في مسألة فل يتحدث لي أحد عن عقيدة أهل السنة والجماعة،فهل كان أولائك الصحابة المفضلون لعلي منحرفين عن هذه العقيدة،إذن المسألة خلاف،ولا عقيدة ولا هم يحزنون،ولا بدعة ولا رفض،فاستثناؤك له ظلم وتجريم له بغير جرم،فعليك الرجوع إلى الحق،فالحق أحق أن يتبع.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-10-31, 07:35 PM
قال ابن عبدالبر في الاستذكار - (ج 5 / ص 110) ناقلا الإجماع على تفضيل أبي بكر وعمر :

قال أبو عمر جماعة أهل السنة وهم أهل الفقه والآثار على تقديم أبي بكر وعمر وتولي عثمان وعلي وجماعة أصحاب النبي عليه السلام وذكر محاسنهم ونشر فضائلهم والاستغفار لهم ، وهذا هو الحق الذي لا يجوز عندنا خلافه والحمد لله.اهـ.

هذا آخر ما عندي في مسألة التفضيل ، وبعدها سنتكلم عن مؤتمر الأبواء ، بإذن الله تعالى.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-10-31, 08:06 PM
نكمل استعراض الكتاب ، بعد أن عاد من مجلس المشرفين ، ولله الحمد.



17- أمير المؤمنين الخليفة القائم بأمر الله (467هـ)




1- قال ابن كثير في البداية والنهاية (15\669) :-


وفيها - أي سنة 429 هـ - استدعى الخليفة بالقضاة والفقهاء وأحضر جاثليق النصارى ورأس جالوت اليهود، وألزموا بالغيار.



2- وقال أيضا (15\685) :-


وفيها - أي سنة 433 هـ - قرئ الاعتقاد القادري الذي جمعه الخليفة القادر، وأخذت خطوط العلماء والزهاد عليه بأنه اعتقاد المسلمين، ومن خالفه فسق وكفر، وكان أول من كتب عليه الشيخ أبو الحسن علي بن عمر القزويني، ثم كتب بعده العلماء، وقد سرده الشيخ أبو الفرج بن الجوزي بتمامه في منتظمه، وفيه جملة جيدة من اعتقاد السلف.



3- وقال أيضا (15\736) :-


وفيها - أي سنة 448 هـ - ألزم الروافض بترك الأذان بحي على خير العمل، وأمروا أن ينادي مؤذنهم في أذان الصبح، وبعد حي على الفلاح: الصلاة خير من النوم، مرتين، وأزيل ما كان على أبواب المساجد ومساجدهم من كتابة: محمد وعلي خير البشر، ودخل المنشدون من باب البصرة إلى باب الكرخ، ينشدون بالقصائد التي فيها مدح الصحابة .


وأمر رئيس الرؤساء الوالي بقتل أبي عبد الله بن الجلاب شيخ الروافض، لما كان تظاهر به من الرفض والغلو فيه، فقتل على باب دكانه، وهرب أبو جعفر الطوسي ونهبت داره.



4- وقال أيضا (16\7) :-


ثم دخلت سنة ثمان وخمسين وأربعمائة في يوم عاشوراء أغلق أهل الكرخ دكاكينهم وأحضروا نساء ينحن على الحسين، كما جرت به عادتهم السالفة في بدعتهم المتقدمة المخالفة، فحين وقع ذلك أنكرته العامة، وطلب الخليفة أبا الغنائم وأنكر عليه ذلك.


فاعتذر إليه بأنه لم يعلم به، وأنه حين علم أزاله، وتردد أهل الكرخ إلى الديوان يعتذرون من ذلك، وخرج التوقيع بكفر من سب الصحابة وأظهر البدع.



5- وقال أيضا (16\14) :-


وفي يوم السبت النصف من جمادى الآخرة - سنة 460 هـ - قرئ الاعتقاد القادري الذي فيه مذهب أهل السنة، والإنكار على أهل البدع، وقرأ أبو مسلم الكجي البخاري المحدث كتاب التوحيد لابن خزيمة على الجماعة الحاضرين.


وذكر بمحضر من الوزير ابن جهير وجماعة الفقهاء وأهل الكلام، واعترفوا بالموافقة، ثم قرئ الاعتقاد القادري على الشريف أبي جعفر بن المقتدي بالله بباب البصرة، وذلك لسماعه له من الخليفة القادر بالله مصنفه.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-11-01, 10:23 AM
بل خذ مني قول الإمام الذهبي في السير (ترجمة 332):(ليس تفضيل علي برفض ولا هو ببدعة، بل قد ذهب إليه خلق من الصحابة والتابعين).


لا حول ولا قوة إلا بالله ، ما هذا فعل المتقين ! ما هذا فعل المصلحين ! ، كلام الإمام الذهبي هذا قد بترته ولم تكمله وأوهمت أنه يقصد تفضيله على الشيخين وليس كذلك ، بل يقصد تفضيله على عثمان ، وهذا هو كلامه كاملا في سير أعلام النبلاء في ترجمة الدارقطني:

ليس تفضيل علي برفض ولا هو ببدعة، بل قد ذهب إليه خلق من الصحابة والتابعين، فكل من عثمان وعلي ذو فضل وسابقة وجهاد، وهما متقاربان في العلم والجلالة، ولعلهما في الآخرة متساويان في الدرجة، وهما من سادة الشهداء رضي الله عنهما، ولكن جمهور الامة على ترجيح عثمان على الامام علي وإليه نذهب.

والخطب في ذلك يسير، والافضل منهما بلا شك أبو بكر وعمر، من خالف في ذا فهو شيعي جلد ، ومن أبغض الشيخين واعتقد صحة إمامتهما فهو رافضي مقيت، ومن سبهما واعتقد أنهما ليسا بإمامي هدى فهو من غلاة الرافضة، أبعدهم الله.اهـ.

القضاعي
2009-11-01, 02:43 PM
خذ مني هذه الفائدة الأصولية: مما علمنيه مشايخي في علم أصول الفقه شيخي محمد المختار الشنقيطي وشيخي حسين الجيزاني وغيرهم من مشايخي بالمشرق والمغرب أن الخلاف إذا استقر في عصر من العصور لا يرفع إلى يوم القيامة.

تنبيه : المقصود بالخلاف المستقر , هو الخلاف القوي العالي , والمفتقر للنصوص المرجحة , لا كل خلاف حصل بين السلف .
وهذا النوع من الخلاف غير موجود على الإطلاق في أصول العقيدة السلفية , عقيدة أهل السنة والجماعة , وهم أهل الحديث , وهم السلفيون , فلن تجد فيها خلافًا مستقرًا من هذا النوع , ألبتة فانتبه .
يقول أبو المظفر السمعاني رحمه الله في الانتصار : " ومما يدل على أن أهل الحديث هم على الحق , أنك لو طالعت جميع كتبهم المصنفة , من أولهم إلى آخرهم قديمهم وحديثهم , مع اختلاف بلدانهم وزمانهم وتباعد ما بينهم في الديار وسكون كل واحد منهم قطراً من الأقطار , وجدتهم في بيان الإعتقاد على وتيرة واحدة ونمط واحد يجرون فيه على طريقة لا يحيدون عنها ولا يميلون فيها , قولهم في ذلك واحد وفعلهم واحد لا ترى بينهم اختلافاً ولا تفرقاً في شيء ما وإن قل , بل لو جمعت جميع ما جرى على ألسنتهم ونقلوه عن سلفهم , وجدته كأنه جاء من قلب واحد وجرى على لسان واحد وهل على الحق دليل أبين من هذا ".اهـ

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-11-02, 05:09 PM
[quote=أبو عائشة المغربي;277098
- ماقولك في نقض العباسيين لبيعة الأبواء،وخيانته م للعهد؟
[/quote]


نعم ذكر بعض المؤرخين أن جدنا أمير المؤمنين الخليفة المنصور قد بايع محمد بن عبدالله المحض ، لكن عند التحقيق في المسألة نجد أن هنالك أمورا تنفي ذلك :-

1- قد أجمع المؤرخون على أن بداية أمر بني العباس كان سنة 100 هـ وكان المقدم فيهم محمد بن علي بن عبدالله بن العباس فلما توفي سنة 118هـ أوصى من بعده لابنه إبراهيم فلقب عند ذلك بالإمام , ولما أمر مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية بالقبض عليه أوصى إبراهيم من بعده لأخيه أبي العباس بالإمامة فلما تم الأمر وتغلبت الجيوش واستولت على الكوفة في شهر ربيع الأول سنة 132 هـ بايعه الناس بالخلافة , واستمر في خلافته أربع سنين وعهد من بعده لأخيه المنصور , فلما مات أبو العباس سنة 136 هـ بويع لأبي جعفر بالخلافة .
فكما تلاحظ أخي الكريم أن الخلافة وصلت إليه بطريقة شرعية وهي العهد من الخليفة الذي قبله كما عهد أبو بكر لعمر من بعده وأجمع أهل السنة والجماعة كما ذكر الإمام أحمد بن حنبل أن من طرق حصول الإمامة هو أن يعهد الإمام لرجل من بعده .
فهذه كيفية وصول الإمامة إلى أبي جعفر من أبيه محمد إلى أخيه إبراهيم إلى أخيه أبي العباس ثم إليه .
فمتى بايع لمحمد بن عبدالله المحض وقد بايع أباه وأخويه من قبل.

ومؤتمر الأبواء حصل سنة 127هـ ، أي بعد 27 سنة ، من بداية دعوة بني العباس ، فكيف يبايع بني العباس رجلا من غيرهم ، ودعوتهم قاربت أن تؤتي ثمارها!!

2- أن المصادر الشيعية والسنية التي ذكرت روايات اجتماع بني هاشم في الأبواء والذي يزعم أن بيعة العباسيين لمحمد حصلت فيه ، قد أجمعت كلها على عدم مبايعة جعفر بن محمد الحسيني الملقب بالصادق لابن عمه محمد بن عبد الله الحسني ورفضه لذلك ، فكيف لا يبايعه ابن عمه الأقرب إليه من العباسيين ، ويبايعه العباسيون.


3- أنه في الرسائل التي بين المنصور ومحمد بن عبدالله المحض ، لم يشر محمد إلى هذه البيعة أبدا عندما كان يذكر أدلة أحقيته بالخلافة على المنصور .

4- أنه في الخطبة التي خطبها محمد بعد خروجه في أهل المدينة والتي رواها الطبري ، لم يذكر أن المنصور بايعه ، في سياق ما ذكره من مبررات لخروجه.

5- أن أهل العلم الذين خرجوا مع محمد وإبراهيم لم يحتجوا بذلك وإنما ذكروا أنهم قد ظنوا أنه المهدي لذلك خرجوا معه فلما رأوه قتيلا علموا أنهم قد أخطئوا ، وأيضا ما نقل عن مالك في تبريره لفتواه لو ثبتت عنه وهو قوله إنما بايعتم مكرهين ، فلم يذكر هذه البيعة المزعومة.

فالذي يظهر من ذلك كله أن هذه المبايعة لم تحصل , والله أعلم بالصواب .

ولو سلمنا أن البيعة قد حصلت فهي غير شرعية لوجود خليفة وحتى البيعات التي كانت تحصل سرا لبني العباس فهي غير صحيحة لوجود خليفة وقد قال صلى الله عليه وسلم ( إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما ) , وأول بيعة شرعية صحيحة لبني العباس هي بيعة الناس لأمير المؤمنين الخليفة أبي العباس بعد سقوط دولة بني أمية .

وأيضا قد ذكر أهل العلم أن البيعات السرية التي تحصل كمبايعة بعض الجماعات الحزبية لأميرهم أو مبايعة الصوفية لمشايخهم أنها محرمة غير شرعية وإن صدرت من رجل فإنها غير ملزمة له .

وزيادة على ما سبق من حجج وبراهين تدل على عدم وقوع البيعة ، نقول:

من زعم وقوع البيعة في مؤتمر الأبواء لم يأت ولا برواية واحدة بالإسناد تدل على وقوع البيعة في ذلك المؤتمر والاجتماع.

ومن نعمة الله علينا أن قد وقفنا على أصل قصة الإجتماع المعروف بمؤتمر الأبواء كاملة التي يزعم البعض أن البيعة حصلت في ذلك الإجتماع وهي التي ينقل عنها المؤرخون .

قال أبو سعد منصور بن الحسين الآبي المتوفى سنة 421هـ في كتابه نثر الدرر (1\258) :-

روى الصولي (335 هـ) بإسنادٍ له عن عبدالله بن جعفر بن عبد الرحمن بن مسور ابن مخرمة قال : اجتمع رجال من بني هاشم في منزلي منهم : إبراهيم بن محمد ابن علي بن عبد الله بن العباس ، وعبد الله بن علي وغيرهم من بني العباس . ومن ولد أبي طالب عبد الله والحسن ابنا الحسن ، وابنا عبدالله محمد وإبراهيم ، وجعفر بن محمد رضي الله عنهم وغيرهم من أهلهم ، وكان اجتماعهم للحج ، فخفي بذلك إبراهيم ،
فابتدأ محمد بن عبد الله ؛ فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، يا بني هاشم ، فإنكم خيرة الله ، وعترة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وبنو عمه وذريته ، فضلكم الله بالوحي ، وخصكم بالنبوة ، وإن أولى الناس بحفظ دين الله ، والذب عن حرمه من وضعه الله بموضعكم من نبيه صلى الله عليه وسلم ،وقد أصبحت الأمة مغصورةً ، والسنة مبدلةً ، والأحكام معطلة ، فالباطل حي ، والحقميتٌ فأبلوا أنفسكم في طاعة الله ، واطلبوا باجتهادكم رضاه ، واعتصموا بحبله من قبلأن تهونوا بعد كرامةٍ ، وتذلوا بعد عز ، كما ذلت بنو إسرائيل من قبلكم ، وكانت أحبالخلق في وقتها إلى ربكم ، فقال فيهم جل وعز : ' كانوا لا يتناهون عن منكرٍ فعلوه ' . فمن رأى منكم نفسه أهلا لهذا الأمر فإنا نراه له أهلاً ، وهذي يدي له بالسمعوالطاعة ، ومن أحس من نفسه ضعفاً ، أو خاف منها وهناً وعجزاً فلا يحل له التولي علىالمسلمين ، وليس بأفقههم في الدين ، ولا أعلمهم بالتأويل . أقول قولي هذا وأستغفرالله العظيم لي ولكم .
قال : فوالله ما رد أحدٌ كلمةً غير أبي جعفر عبد الله بن محمد ، فإنه قال : أمتع الله قومك بك ، وكثر فيهم مثلك ، فوالله لا يزال فينا من يسمو إلى الخير ،ويرجى لدفع الضيم ، ما أبقاك الله لنا وشد بك أزرنا .
فقالوا لعبد الله : أنت شيخ بني هاشموأقعدهم ، فأمدد يدك حتى نبايعك ؛ فقال : ما أفعل ذلك ، ولكن هذا ابني محمدٌفبايعوه ،
فقالواله : إنما قيل لك هذا لأنه لم يشك فيك ، وها هنا من هو أحق بالأمر من ابنك ،واختلطت الأصوات ، وقاموا لوقت صلاة .
قال عبد الله بن جعفر ؛ فتوكأ جعفر بن محمدعلى يدي وقال : والله لا يملكها إلا هذان الفتيان - وأومأ إلى السفاح والمنصور - ثمتبقى فيهم حتى يتلعب بها خدمهم ونساءهم ، وإن الراد على محمد بن عبد الله كلامه منالعباسيين هو قاتله وقاتل أبيه وأخيه .
ثم افترقوا ، فقال لي محمد بن عبد اللهالمنصور - وكان بيني وبينه خاصة ود : ما الذي قال لك جعفر ؟ فعرفته ذلك ، فقال : إنه خيرنا آل محمد ، وما قال شيئا قط إلا وجدناه كماقال.

فواضح من هذه القصة إن صحت أنهم لم يبايعوا لأحد وإنما اختلفوا ورأوا أن بعض الموجودين أحق بالأمر من محمد بن عبدالله حتى اختلطت أصواتهم وانتهى المجلس .

وهذه أيضا رواية أخرى لقصة اجتماع بني هاشم في مكة التي يستدل بها على هذه البيعة المزعومة .



قال الأخباري النسابة الصدوق صاحب أخبار الدولة العباسية ابن النطاح الهاشمي مولاهم:-

عمر بن شبة قال: سمعت عيسى بن عبد اللهقال: حدثني أبي قال:
وافينا مكة، وعلينا عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك أميرا على الحج،
فجاء رسول عبدالله بن حسن إلى جعفر بن محمد،
فأرسلني أبي لانظر ما اجتمعوا له،
فارسل جعفر الارقطمحمد بن عبد الله بن علي لذلك، قال:
فجئتهم فوجدت عبد الله بن حسن وإبراهيموالمنصو ر ابني محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وجماعة من بني هاشم،
ووجدت محمد بن عبدالله بن حسن قائما يصلي على طنفسة رحل مثنية، فقلت: أرسلني أبي يسألكم لاي شئاجتمعتم،
فقال عبد الله بن حسن: اجتمعنا لنبايع للمهدي محمد بن عبد الله بن حسن.
قال: فإناعلى ذلك إذ دخل داخل فألقم إذن إبراهيم بن محمد ابن علي فساره مليا،
فأقبل عليهم إبراهيم فقال: لا أرى، أبا محمد ، جعفر ابن محمد بن علي حضر، ولا أرى وجوه شيعتكم،فلو انصرفنا في هذا العام واجتمعنا قابلا.
ثم نهض قائما وقمنا معه،
وإذا الذي ساره قال له: أتبايع هذا الفتى وشيعتك بخراسان يدعون إليك !
قال: وأرسل إليهم عبد الواحد بن سليمان: إنكنتم تريدون شيئا خليتكم والذي تريدون.
قال: فلما استيأس ابن حسن من إبراهيم كتب إلى مروان: إني برئ من إبراهيم ابن محمد وماأحدث.



فهذه الرواية صريحة في أنهم اجتمعوا ليبايعوا لمحمد بنعبدالله فانسحب إبراهيم الإمام ومعه بنو العباس فلما يئس عبدالله بن حسن من مبايعتهم لابنه أخبر مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية بما يريد أن يفعل إبراهيم الإمام فقبضوا عليه .

وهذه رواية ثالثة لقصة اجتماع بني هاشم في مكة التي يستدلبها على هذه البيعة المزعومة .

قال الأخباري النسابة الصدوق صاحب أخبار الدولة العباسية ابن النطاح الهاشمي مولاهم :-

إن إبراهيم كان حج فيسنة تسع وعشرين ومئة وحج معه قحطبة،
فلقيه عبد الله بن الحسنبن الحسن بن علي بن أبي طالب بمكة فاستسلفه مالا، وقد
بلغه أن قحطبة قدم عليه بمال من خراسان،
فقال له إبراهيم: كمتريد ؟
قال: أريد أربعة دينار،
فقال إبراهيم: والله ما هي عندي، ولكن هذه ألف دينار فخذها صلة ، وأمر عروةمولاه بحملها إليه.
وانصرفوا صادرين من حجهم وقد سقط إلى عبدالله بن الحسن وضح من أمر إبراهيم، فلما صاروا إلى المدينة اتخذ عبد الله بن الحسنطعاما فدعا أهل بيته، ودعا إبراهيم ومن كان معه، فلما طعمواقال عبد الله لابراهيم، وليس معهما إلا رجلان من مشايخهم: إنه قد بلغنا أن أهل خراسان قد تحركوا لدعوتنا، فلو نظرنا في ذلك فاخترنا منا من يقوم بالامر فيهم، فقال إبراهيم: نجمع مشايخنا فننظر فلن نخرج مما اتفقوا عليه.
وافترقا على ذلك، وجمع أهله وأهل بيته وبعث إلى إبراهيم ومعه يومئذ داود بن علي ويحيى بن محمد، فلما أتوه قدم إليهم الطعام، فلما فرغوا من طعامهم،
قال عبد الله: إنه قد انتهى إلي تشمير أهل المشرق في الدعاء إلى آل محمد صلى الله عليه وسلم فانظروا في ذلك، واتفقوا على رجل يقوم بالامر فتأتيهم رسله.
فقال بعضهم: أنت أسن أهل بيتك فقل، فقال: نعم، محمد ابني فقد أملته الشيعة وهو في فضله ونعمة الله عليه،فوصفه بالفضل فأسكت القوم.
فقال إبراهيم: سبحان الله يا أبا محمد ! تدع مشايخنا وذوي الاسنان منا وتدعونا إلى فتى كبعضنا، لو دعوتنا إلى نفسك، أو إلى بعض من ترى،
ما هاهنا أحد من ذوي الاسنان يرضى بهذا في نفسه،وإنأعطاك الرضا في علانيته.
قال من حضر منهم: صدق وبر، فأيقن بأن قد وطأ الامر لنفسه.
وانصرف إبراهيم إلى منزله من الشراة فكان على ما كان عليه من معالجة أمر الدعوة.
فانتهى إلى مروان ما يدعون إليه في الظاهر من ذكر الرضا من آل محمد،
فقال: شيخ هذا البيت وذو سنهم عبد الله بن الحسن وأحر به أن يكون صاحب هذا الشأن،
فبعث إليه فأقدمه، وهو بحران، فأخبره بما انتهى إليه من أمر الدعوة، وأنه اتهمه في ذلك.
فقال له عبد الله بن الحسن: وما أنا وهذا،وصاحب أمرهم إبراهيم بن محمد ، وهو المتحرك لها، وكان أبوه من قبله على مثل رأيه،فشأنك به.
فحلفه على براءته مما ظن به فحلف له، ولماحلف له أخذ بيعته وخلى عنه.

فيتضح من هذه الرواية لكل عاقل أنهم اجتمعوا ليبايعوا رجلا , فاختار عبدالله بن حسن ابنه محمد , فرفض إبراهيم الإمام وقال لا نرضاه وأقره على ذلك كل من حضر .


قال الشيعي الفاسق الماجن أبو الفرج الأصفهاني :-

أخبرني يحيى بن علي، وأحمد بن عبد العزيز، وعمر بن عبيد الله العتكي، قالوا: حدثنا عمر بن شبة، قال: حدثني محمد بن يحيى ، عن عبد العزيز بن عمران، عن عبد اللهبن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة ،
قال أبو زيد ، وحدثنيجعفر بن محمد بن إسماعيل بن الفضل الهاشمي، عن رجل من بني كنانة،
قال أبو زيد ، وحدثني عبد الرحمن بن عمرو بن حبيب، عن الحسن بن أيوب مولىبني نمير، عن عبد الأعلى بن أعين.
كل هؤلاء قد روى هذاالحديث بألفاظ مختلفة، ومعان قريبة، فجمعت رواياتهم، لئلا يطول الكتاب بتكريرالأسانيد:
أن بني هاشم اجتمعوا فخطبهم عبد الله بنالحسن فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إنكم أهل البيت قد فضلكم الله بالرسالة،واختار كم لها، وأكثركم بركة يا ذرية محمد صلى الله عليه وسلم بنو عمه وعترته، وأولىالناس بالفزع في أمر الله، من وضعه الله موضعكم من نبيه صلى الله عليه وسلم، وقدترون كتاب الله معطلاً، وسنة نبيه متروكة، والباطل حياً، والحق ميتاً. قاتلوا للهفي الطلب لرضاه بما هو أهله، قبل أن ينزع منكم اسمكم، وتهونوا عليه كما هانت بنواإسرائيل، وكانوا أحب خلقه إليه. وقد علمتم أنا لم نزل نسمع أن هؤلاء القوم إذا قتلبعضهم بعضاً خرج الأمر من أيديهم، فقد قتلوا صاحبهم - يعني الوليد بن يزيد - فهلم نبايع محمداً، فقد علمتم أنه المهدي.
فقالوا: لم يجتمعأصحابنا بعد، ولو اجتمعوا فعلنا، ولسنا نرى أبا عبد الله جعفر بن محمد، فأرسل إليهابن الحسن فأبى أن يأتي، فقام وقال: أنا آت به الساعة، فخرج بنفسه حتى أتى مضربالفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحرث، فأوسع له الفضل ولم يصدره، فعلمتأن الفضل أسن منه، فقام له جعفر وصدره، فعلمت أنه أسنمنه.
ثم خرجنا جميعاً حتى أتينا عبد الله، فدعىإلى بيعة محمد،فقال له جعفر: إنك شيخ، وإن شئت بايعتك، وأما ابنك فوالله لاأبايعه وأدعك.
وقال عبد الله الأعلى في حديثه: إن عبدالله بن الحسن قال لهم: لا ترسلوا إلى جعفر فإنه يفسد عليكم، فأبوا. قال: فأتاهموأنا معهم، فأوسع له عبد الله إلى جانبه وقال: قد علمت ما صنع بنا بنو أمية،وقدرأينا أن نبايع لهذا الفتى.
فقال: لا تفعلوا: فإن الأمر لم يأتبعد.
فغضب عبد الله وقال: لقد علمت خلاف ماتقول، ولكنه يحملك على ذلك الحسن لابني.
فقال: لا والله، ما ذاكيحملني،ولكن هذا وإخوته وأبناؤهم دونكم. وضرب يده على ظهر أبي العباس، ثم نهضواتبعه، ولحقه عبد الصمد، وأبو جعفرفقالا: يا أبا عبد الله، أتقول ذلك؟ قال: نعم والله أقوله وأعلمه!.
قال أبو زيد، وحدثني إبراهيم بن محمد بنعبد الله بن أبي الكرام بهذا الحديث، عن أبيه: أن جعفراً قال لعبد الله بنالحسن: إنها والله ما هي إليك، ولا إلى ابنيك، ولكنها لهؤلاء، وإن ابنيك لمقتولان. فتفرق أهل المجلس ولم يجتمعوا بعدها.
وقال عبد الله بن جعفربن المسور في حديثه:
فخرج جعفر يتوكأ على يدي فقال لي: أرأيتصاحب الرداء الأصفر؟ يعني أبا جعفر. قلت: نعم. قال: فإنا والله نجده يقتل محمداً،قلت: أو يقتل محمداً؟ قال: نعم. فقلت في نفسي: حسده ورب الكعبة. ثم ما خرجت واللهمن الدنيا حتى رأيته قتله.
أخبرني عيسى بن الحسين الوراق، قال: حدثناالخراز عن المدائني، وأخبرني الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد الله بن أبي سعد، قال: حدثني علي بن عمرو، عن ابن داحة: أن جعفر بن محمد قال لعبد الله بن الحسن: إن هذاالأمر، والله ليس إليك، ولا إلى ابنيك، وإنما هو لهذا - يعني السفاح - ثم لهذا - يعني المنصور، ثم لولده من بعده، لا يزال فيهم حتى يؤمروا الصبيان، ويشاورواالنساء.
فقال عبد الله: والله يا جعفر، ما أطلعكالله إلى غيبه، وما قلت هذا إلا حسداً لابني.
فقال: لا والله ما حسدتابنك، وإن هذا - يعني أبا جعفر - يقتله على أحجار الزيت، ثم يقتل أخاه بعدهبالطفوف، وقوائم فرسه في الماء.
ثم قام مغضباً يجر رداءه، فتبعه أبو جعفرفقال: أتدري ما قلت يا أبا عبد الله؟ قال: أي والله أدريه، وإنهلكائن.
قال: فحدثني من سمع أبا جعفر يقول: فانصرفتلوقتي فرتبت عمالي، وميزت أموري تمييز مالكلها.



فهذا الشيعي الضال فيالغلو في بني علي , الضال في البغض لبني العباس , جاء بهذه القصةبعدة أسانيد فوافق بذلك ما رواه مؤرخو السنة كالصولي وابن النطاح , وهو في ذلك بعيدكل البعد عن المحاباة .

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-11-02, 05:10 PM
......

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-11-04, 08:35 PM
18- أمير المؤمنين الخليفة المقتدي بأمر الله (487هـ)




1- جاء في تاريخ الخلفاء (1\174) :-


وفي سنة ثمان وستين خطب للمقتدي بدمشق وأبطل الأذان بحي على خير العمل وفرح الناس بذلك .



2- قال ابن الجوزي في المنتظم (4/494) :-


وخرج توقيع من المقتدي بأمر الله ينقض ما علا من دور بني الحرر اليهود وسد أبواب لهم كانت تقابل الجامع، وأخذ عليهم غض الصوت بقراءة التوراة في منازلهم، وإظهار الغيار على رؤوسهم، ونودي بالأمر بالمعروف النهي عن المنكر، والتقدم إلى والي كل محلة بالسد من الطائفة الصمدية، وأريقت الخمور، وكسرت الملاهي، ونقضت دور أهل الفساد .



3- وقال أيضا (5/2) :-


نودي في يوم الخميس غرة المحرم برفع الضرائب و المكوس بتوقيع شريف صدر عن المقتدي بأمر الله، وكتبت ألواح ألصقت على الجوامع بتحريم ذلك.



4- وقال أيضا (5/8) نقلا عن ابن عقيل :-


وسب أهل الكرخ الصحابة وأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم على السطوح، وارتفعوا إلى سب النبي صلى الله عليه وسلم، ولم أجد من سكان الكرخ من الفقهاء والصلحاء من غضب ولا انزعج عن مساكنتهم، فنفر المقتدي إمام العصر نفرة قبض فيها على العوام، وأركب الأتراك، وألبس الأجناد الأسلحة، وحلق الجمم و الكلالجات، وضرب بالسياط، وحبسهم في البيوت تحت السقوف .



5- وقال أيضا (5/11) :-


وفي رابع عشر صفر خرج توقيع الخليفة بإلزام أهل الذمة بلبس الغيار والزنار، والدرهم الرصاص المعلق في أعناقهم مكتوب عليه: ذمي، وأن تلبس النساء مثل هذا الدرهم في حلوقهن عند دخول الحمام ليعرفن، وأن تلبس الخفاف فرداً أسود وفرداً أحمر، وجلجلاً في أرجلهن .



6- قال ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة (2/47) :-


العلاء بن الحسن بن وهب بن الموصلايا أبو سعد الكاتب الفاضل , كتب في الإنشاء للخلفاء خمساً وستين سنة , وكان نصرانياً فأسلم في سنة أربع وثمانين وأربعمائة على يد الخليفة المقتدي بالله العباسي.اهـ.



قلنا : وقد كان أمير المؤمنين الخليفة المقتدي بأمر الله مع أهل السنة ضد الأشاعرة عندما حصلت فتنة ابن القشيري في بغداد سنة 469 هـ التي سوف يأتي تفصيلها عند كلامنا عن الشريف أبي جعفر العباسي الحنبلي فهو الذي تصدى للمبتدعة في تلك الفتنة .

عبدالله العباسي
2009-11-06, 09:05 PM
جمع مشكور ، نفع الله بكم .

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-11-08, 02:00 PM
جزاك الله خيرا ، وبارك فيك.



19- أمير المؤمنين الخليفة المقتفي لأمر الله (555هـ)





1- قال الذهبي في تاريخ الإسلام (8/474) :-
قال ابن النجار : حكى ابن صفية أن المقتفي كان قد نزل يوما في المخيم بنهر عيسى والدنيا صيف فدخل إليه المستنجد وقد أثر الحر والعطش فيه
فقال : أيش بك
قال : أنا عطشان
قال : ولم تركت نفسك
قال : يا مولانا فإن الماء في الموكبيات قد حمي
فقال : أيش في فمك
قال : خاتم يزدن عليه مكتوب اثني عشر إمام وهو يسكن من العطش
فضحك الخليفة المقتفي وقال : ويلك يريد يصيرك يزدن رافضيا , سيد هؤلاء الأئمة الحسين ومات عطشانا , أرمه من فمك .




2- قال ابن الجوزي في المنتظم عن أيام المقتفي (5/172) :-
في يوم السبت – سنة 547 هـ -: أخذ البديع صاحب ابي النجيب وكان متصوفاً يعظ الناس، فحمل إلى الديوان واخذ من عنده الواح من طين فيها قبل وعليها مكتوب، اسماء الائمة الاثنا عشر، فاتهموه بالرفض، فشهر بباب النوبي وكشف رأسه وأدب والزم بيته.

احمد زاجي
2009-11-09, 11:19 AM
ماقولك شيخنا الفاضل في مالقيه الامام ابو حنيفة النعمان -رضي الله عنه - على يد الخليفة المنصور وماقولك في غدر السفاح بابن هبيرة بعد ان اعطاه الامان وما قولك في قتل المنصور لعمه عبدالله بن علي بعد الامان وقتل الامويين بعد الامان في نهر ابي فطرس وفي مجلس السفاح ونقض كتاب الامان الذي اعطاه الخليفة الرشيد ليحيى بن عبدالله بن الحسن صاحب الديلم واغتيال حميد الطائي قائد العباسيين المخلص لدولتهم واغتيال العباس بن المامون من قبل عمه المعتصم وقتل ابراهيم بن المهدي من قبل المامون في السجن.
هذه وقائع تاريخية تحتاج الى توضيح
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-11-09, 11:56 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أخي بارك الله فيك ، الموضوع موضوع عقيدة وليس موضوع تاريخ وتراجم ، ولم نقل بأن خلفاء بني العباس كانوا معصومين ، ولكن لا بأس من نقل جواب لنا سابق على من وصف جدنا أمير المؤمنين الخليفة أبا جعفر المنصور بالغدر ، وما قلناه سابقا ينطبق على كثير مما ذكرته ، مع التنبيه بأننا لا نقول بعصمتهم وصواب جميع أفعالهم.




من المعلوم أن عبدالله بن علي خرج على أمير المؤمنين الخليفة المنصور فأمكن الله أمير المؤمنين منه فالحد الشرعي هو أن يقتل عبدالله فقد قال عليه الصلاة والسلام (من أتاكم و أمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم و يفرق جماعتكم فاقتلوه ) صحيح الجامع .
لكن أمير المؤمنين رأى مصلحة في إبقائه ثم لما رأى انتهاء المصلحة تخلص منه .
وأما أبو مسلم الخرساني فرجل سفاك للدماء ولم يأت عن الخليفتين السفاح والمنصور أنهما أقراه على سفك كل هذه الدماء فقد كان واليا على خراسان ومعه الجنود يفعل ما يشاء وكان قبل ذلك موكلا بإقامة الدعوة في خراسان .
ثم لما ظهر لأمير المؤمنين المنصور فساد نيته وخبث طويته وكونه خطرا على استقرار الدولة عزم على قتله وأظهر ذلك لأخيه فلم يجبه فلما تولى الخلافة تأكد عنده فساد نية أبي مسلم وخطره على الدولة فقرر التخلص منه بأي طريقة فإنه يصعب التخلص منه بطريقة الحرب لطاعة الناس له فمكر به حتى أراح الناس من شره .
وقد قال رحمه الله وغفر له للناس عن قتله لأبي مسلم لو تعلمون ما أعلم لعذرتموني .
وأما ابن هبيرة فأبى مبايعة أمير المؤمنين السفاح وأصر على القتال فأرسل لقتاله ولي عهده المنصور فصالحه اجتهادا منه من غير موافقة أمير المؤمنين السفاح فلما علم بذلك لم يعجبه فأمره بقتله فقتله طاعة لأمير المؤمنين .

وإن كان في هذه الأفعال شيء من الكذب والخداع فقد قال ابن حجر في الفتح :-

قَوْله : ( بَاب الْكَذِب فِي الْحَرْب )
تَرْجَمَ بِذَلِكَ لِقَوْلِ مُحَمَّد بْن مَسْلَمَةَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلًا " اِئْذَنْ لِي أَنْ أَقُول ، قَالَ قُلْ " فَإِنَّهُ يَدْخُل فِيهِ الْإِذْن فِي الْكَذِب تَصْرِيحًا وَتَلْوِيحًا
قَالَ النَّوَوِيّ : الظَّاهِر إِبَاحَة حَقِيقَة الْكَذِب فِي الْأُمُور الثَّلَاثَة ، لَكِنَّ التَّعْرِيض أَوْلَى .
وَقَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ : الْكَذِب فِي الْحَرْب مِنْ الْمُسْتَثْنَى الْجَائِز بِالنَّصِّ رِفْقًا بِالْمُسْلِمِين َ لِحَاجَتِهِمْ إِلَيْهِ وَلَيْسَ لِلْعَقْلِ فِيهِ مَجَال ، وَلَوْ كَانَ تَحْرِيم الْكَذِب بِالْعَقْلِ مَا اِنْقَلَبَ حَلَالًا اِنْتَهَى .
وَيُقَوِّيه مَا أَخْرَجَهُ أَحْمَد وَابْن حِبَّانَ مِنْ حَدِيث أَنَس فِي قِصَّة الْحَجَّاج اِبْن عِلَاط الَّذِي أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِم فِي اِسْتِئْذَانه النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقُول عَنْهُ مَا شَاءَ لِمَصْلَحَتِهِ فِي اِسْتِخْلَاص مَاله مِنْ أَهْل مَكَّة وَأَذِنَ لَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَإِخْبَاره لِأَهْلِ مَكَّة أَنَّ أَهْل خَيْبَر هَزَمُوا الْمُسْلِمِينَ وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا هُوَ مَشْهُور فِيهِ .



ولي عودة...

احمد زاجي
2009-11-09, 12:16 PM
شكرا لك اخي الكريم على سعة صدرك ومااثرناه من اسئلة لاقصد لنا منه سوى الجانب التاريخي والله من وراء القصد

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-11-14, 07:08 PM
20- أمير المؤمنين الخليفة المستنجد بالله (566هـ)






قال ابن الأثير في الكامل في التاريخ - (ج 5 / ص 89) :-




في هذه السنة أمر الخليفة المستنجد بالله بإهلاك بني أسد أهل الحلة المزيدية، لما ظهر من فسادهم، ولما كان في نفس الخليفة منهم من مساعدتهم السلطان محمداً لما حصر بغداد، فأمر يزدن بن قماج بقتالهم وإجلائهم عن البلاد، وكانوا منبسطين في البطائح، فلا يقدر عليهم، فتوجه يزدن إليهم، وجمع عساكر كثيرة من راجل وفارس، وأرسل إلى ابن معروف مقدم المنتفق، وهو بأرض البصرة، فجاء في خلق كثير فحصرهم وسد عليهم الماء، وصابرهم مدة، فأرسل الخليفة إلى يزدن يعتب عليه ويعجزه وينسبه إلى موافقتهم في التشيع، وكان يزدن يتشيع، فجد هو وابن معروف في قتالهم والتضييق عليهم، وسد مسالكهم في الماء ، فاستسلموا حينئذ، فقتل منهم أربعة آلاف قتيل، ونادى فيمن بقي: من وجد بعد هذا في المزيدية فقد حل دمه؛ فتفرقوا في البلاد، ولم يبق منهم في العراق من يعرف، وسلمت بطائحهم وبلادهم إلى ابن معروف.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-11-16, 08:52 PM
21- أمير المؤمنين الخليفة المستضيء بالله (575هـ)




1- قال الذهبي في السير عن المستضيء (21/70) :-


ويميل إلى مذهب الحنابلة، وضعف بدولته الرفض ببغداد وبمصر وظهرت السنة، وحصل الامن، ولله المنة.



2- قال ابن كثير في البداية والنهاية (16\541) :-

وكان من خيار الخلفاء آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، مزيلا عن الناس المكوسات والضرائب، مبطلا للبدع والمعائب، وكان حليما وقورا كريما .


3- وقال أيضا (16\530) :-

وفيها - سنة 554 هـ - احتيط ببغداد على شاعر ينشد للروافض يقال له ابن قرايا , يقف في الأسواق ويذكر أشعارا يضمنها ذم الصحابة وسبهم و تجويرهم وتهجين من يحبهم، فعقد له مجلس بأمر الخليفة واستنطق فإذا هو رافضي جلد خبيث داعية إليه، فأفتى الفقهاء بقطع لسانه ويديه، ففعل به ذلك، ثم اختطفته العامة فما زالوا يرمونه بالآجر حتى ألقى نفسه في دجلة فاستخرجوه منها وقتلوه حتى مات، فأخذوا شريطا وربطوه في رجله وجروه على رجله حتى طافوا به البلد وجميع الأسواق، ثم ألقوه في بعض الأتونات مع الآجر والكلس وعجز الشرط عن تخليصه منهم .


وقال ابن الجوزي عن هذه الحادثة في المنتظم (5/231) :-

كبس بالكرخ على رجل يقال له أبا السعادات ابن قرايا كان ينشد على الدكاكين ويقال إنه كان يذكر على العوني وغيره من الرفض فوجدوا عنده كتباً كثيرة فيها سب الصحابة وتلقيفهم فأخذ فقطع لسانه بكرة الجمعة وقطعت يده ثم حط إلى الشط ليحمل إلى المارستان فضربه العوام بالآجر في الطريق فهرب إلى الشط فجعل يسبح وهم يضربونه حتى مات ثم أخرجوه وأحرقوه ثم رمي باقيه إلى الماء فطفا بعد أيام فقالت العامة مارضيته السمك وقالت العامة فيه الشعر الكثير المسمى بكان .
ثم تتبع جماعة من الروافض فجعلوا يحرقون كتباً عندهم من غير أن يطلع عليها مخافة أن ينم عليهم وخمدت جمرتهم بمرة وصاروا أذل من اليهود.


4- قال ابن الجوزي عن أيام المستضيء (5/220) :-

وكان الرفض في هذه الايام - سنة 571 - قد كثر فكتب صاحب المخزن إلى أمير المؤمنين إن لم تقوي يدي ابن الجوزي لم تطق على دفع البدع , فكتب أمير المؤمنين بتقوية يدي فأخبرت الناس بذلك على المنبر وقلت إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قد بلغه كثرة الرفض وقد خرج توقيعه بتقوية يدي في إزالة البدع فمن سمعتموه من العوام يتنقص بالصحابة فأخبروني حتى انقض داره واخلده الحبس وإن كان من الوعاظ حدرته المشان فانكف الناس .


5- وقال أيضا عن أيام المستضيء (5/231) :-

وفي ليلة السبت تاسع عشرين رمضان: حضر الجماعة على طبق صاحب المخزن فتكلم ابن البغدادي الفقيه فقال إن عائشة قاتلت علياً رضي الله عنه فصارت من جملة البغاة فتقدم صاحب المخزن بإقامته من مكانه ووكل به في المخزن وكتب إلى أمير المؤمنين بذلك فخرج التوقيع بتعزيره فجمع الفقهاء فقيل لهم ما تقولون فيما قال ؟ وهل يجوز أن يترك تعزيره إذا أقر بالخطأ ؟ فجعل هو يناظر على ما قال , والفقهاء يردون ما يقول , فقلت أنا من بين الجماعة هذا رجل ليس له علم بالنقل وقد سمع إنه جرى قتال , ولعمري لقد جرى قتال ولكن ما قصدته عائشة ولا علي إنما أثار الحرب سفهاء الفريقين ولولا علمنا بالسير لقلنا مثل ما قال , وتعزير مثل هذا إن يقر بالخطأ بين الجماعة ويصفح عنه ، فكتب إلى أمير المؤمنين بذلك فوقع إذا كان قد أقر بالخطأ فيشترط عليه أن لا يعاود ثم أطلق .


6- وقال أيضا عن أيام المستضيء (5/228) :-

وجاء قوم من أهل المدائن بعد العيد- سنة 537 هـ- فشكوا من يهود بالمدائن وإنه كان لهم مسجد يصلي فيه الجماعة ويكثر فيه التأذين وهو إلى جانب كنيسة اليهود فقال بعض اليهود قد آذيتمونا بكثرة الآذان فقال المؤذن ما نبالي تأذيتم أم لا فتناوشوا وجرت بينهم خصومة استظهر فيها اليهود فجاء المسلمون يستنفرون ويستغيثون مما جرى عليهم من اليهود .
وتقدم أمير المؤمنين بنقض الكنيسة التي بالمدائن وأمر أن تجعل مسجداً .

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-11-21, 11:48 AM
22- أمير المؤمنين الخليفة الظاهر بالله (623هـ)



قال القلقشندي في مآثر الإنافة في معالم الخلافة (1\199) :-


لما ولي الخلافة أظهر العدل وأزال المكوس وأخرج المسجونين من السجن ومشى على مذهب أهل السنة وترك ما كان عليه أبوه من التشيع.اهـ.



قلنا: يعني القلقشندي رحمه الله بأبيه الناصر بن المستضيء ، راجع في هذا الفصل الخامس من كتابنا ، وعنوانه "بعض من شذ فخالف هذا الإعتقاد من بني العباس" ، وقد تكلمنا فيه عن الناصر رحمه الله.


وقد نقلنا سابقا في الفصل الثاني من الكتاب ، قول بن واصل في مفرج الكروب (4\166) :- وكان الناصر لدين الله يتشيع ويميل إلى مذهب الامامية، وهو خلاف ما كان عليه آباؤه من القادر إلى المستضئ فإنهم كانوا يذهبون مذهب السلف، وللقادر عقيدة مشهورة في ذلك.اهـ.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-12-01, 11:03 PM
23- أمير المؤمنين الخليفة المستنصر بالله (640هـ)



1- قال الذهبي في تاريخ الإسلام - (ج 1 / ص 4780)
قال ابن النجار : فنشر العدل في الرعايا وبذل الإنصاف في القضايا وقرب أهل العلم والدين وبنى المساجد والربط والمدارس والمارستانات وأقام منار الدين وقمع المتمردة ونشر السنن وكف الفتن وحمل الناس على أقوم سنن وقام بأمر الجهاد احسن قيام وجمع الجيوش لنصرة الإسلام وحفظ الثغور وافتتح الحصون .




2- وقال أيضا في سير أعلام النبلاء - (ج 23 / ص 379)
فقام الوجيه القيرواني ومدح الخليفة (يعني المستنصر) بأبيات منها: لو كنت في يوم السقيفة حاضرا * كنت المقدم والامام الاورعا فقال الناصر (أحد السلاطين): أخطأت، قد كان العباس جد أمير المؤمنين حاضرا ولم يكن المقدم إلا أبو بكر الصديق، فأمر (يعني الخليفة المستنصر) بنفي الوجيه فسافر وولي بمصر تدريسا، ثم خلعوا على الناصر وحاشيته.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-12-08, 05:38 PM
24- أمير المؤمنين الخليفة المستعصم بالله (656هـ)



1- قال ابن كثير في البداية والنهاية (17\366) :-

وقد كان حسن الصورة جيد السريرة ، صحيح العقيدة مقتديا بأبيه المستنصر في المعدلة وكثرة الصدقات وإكرام العلماء والعباد .

وقد استجاز له الحافظ ابن النجار من جماعة من مشايخ خراسان منهم المؤيد الطوسي ، وأبو روح عبد العزيز بن محمد الهروي , وأبو بكر القاسم بن عبد الله بن الصفار وغيرهم .

وحدث عنه جماعة منهم مؤدبه شيخ الشيوخ صدر الدين أبو الحسن علي بن محمد بن النيار.

وأجاز هو للإمام محيي الدين بن الجوزي ، وللشيخ نجم الدين البادرائي ، وحدثا عنه بهذه الاجازة.

وقد كان رحمه الله سنيا على طريقة السلف واعتقاد الجماعة كما كان أبوه وجده ، ولكن كان فيه لين وعدم تيقظ ومحبة للمال وجمعه.





2- قال ابن إياس الحنفي في بدائع الزهور في وقائع الدهور (1/287) :-

وقال شمس الدين الجزري : وأرسل إليهم الخليفة المستعصم بالله يقولُ : " أعلمونا إن كان ما بقي عندكم في مصر من الرجال مَن يصلح للسلطنة، فنحن نرسل إليكم من يصلح لها ! أما سمعتم في الحديث عن رسول الله : " لا يفلح قوم ولّوا أمرهم امرأة " " . وأنكر عليهم بسبب ذلك غاية الإنكار ... فلمّا بلغ شجرة الدرّ ذلك، جمعت الأمراء والقضاة وخلعت نفسها من السلطنة برضاها، فكانت مدَّة سلطنتها بمصر ثلاثة أشهر إلاّ أيّاماً.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-12-14, 10:25 AM
25- أمير المؤمنين الخليفة المعتضد بالله المصري (763 هـ )





قال الإمام المؤرخ المفسر الحافظ المحدث ابن كثير في البداية والنهاية (13/209) في منظومته عن الخلفاء :-



ثم تولى وقتنا المعتضد ... ولا يكاد الدهر مثله يجد
في حسن خلق واعتقاد وحلي ... وكيف لا وهو من السيم الأولي



2- وقال أيضا في البداية والنهاية (14/245) :-
شاب حسن الشكل مليح الكلام متواضع جيد الفهم حلو العبارة رحم الله سلفه .

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-12-19, 08:56 AM
26-الأمير محمد بن سليمان بن علي بن عبدالله بن عباس (173هـ)






1- قال ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان (4\51) :-
عبد الكريم بن أبي العوجاء خال معن بن زائدة , زنديق مفتر .
قال أبو احمد بن عدي لما أخذ ليضرب عنقه قال لقد وضعت فيكم أربعة آلاف حديث احرم فيه الحلال واحلل الحرام .
قتله محمد بن سليمان العباسي الأمير بالبصرة .



2- قال الإسفراييني في التبصير في الدين (ص 137) :-
وكان عبد الكريم ابن أبي العوجاء خال معن بن زائدة في السر على دين المانوية .
وكان يقول بالتناسخ وكان في الظاهر ينتسب إلى القدرية والرافضة ووضع كثيرا من الأحاديث اغتر بها الروافض وأفسد على الروافض صومهم ووضع لهم حسابا يغيرون به رؤوس الشهور ونسب ذلك إلى جعفر بن محمد بن جعفر الصادق رضي الله عنه ولما ظهر خبر وضع الحساب أمر بقتله أبو جعفر محمد بن سليمان الهاشمي فصلب .

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-12-23, 02:38 AM
27- الأمير عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس


قال الشهرستاني في الملل والنحل (ص 52) :-

الخطابية : أصحاب أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأسدي الأجدع مولى بني أسد، وهو الذي عزا نفسه إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق رضي الله عنهم , فلما وقف الصادق على غلوه الباطل في حقه تبرأ منه ولعنه، وأمر أصحابه بالبراءة منه ، وشدد القول في ذلك وبالغ في التبري منهم واللعن لهم ؛ فلما اعتزل عنه ادعى الإمامة لنفسه.

زعم أبو الخطاب: أن الأئمة أنبياء ثم آلهة وقال بإلهية جعفر بن محمد وإلهية آبائه رضي الله عنهم؛ وهم أبناء الله وأحباؤه , والإلهية نور في النبوة ، والنبوة نور في الإمانة، ولا يخلو العالم من هذه الآثار والأنوار , وزعم أن جعفراً هو الإله في زمانه، وليس هو المحسوس الذي يرونه ؛ ولكن لما نزل إلى هذا العالم لبس تلك الصورة فرآه الناس فيها.

ولما توقف عيسى بن موسى صاحب المنصور على خبث دعوته قتله بسبخة الكوفة.

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-12-27, 03:36 PM
28- الإمام الأمير سليمان بن داود بن داود بن علي بن عبدالله بن عباس (ت 229هـ)





1- قال الذهبي في السير (10\625) :-


قال الزعفراني: قال لي أبو عبد الله الشافعي: ما رأيت أعقل من هذين الرجلين: أحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشمي .



2- قال الخطيب في تاريخ بغداد (9\31) :-


قال ابن خراش بلغني عن أحمد بن حنبل أنه قال لو قيل لي اختر للأمة رجلا استخلفه عليهم استخلفت سليمان بن داود الهاشمي .



3- قال ابن تيمية في درء التعارض (1\442) :-


قال سليمان بن داود الهاشمي - أحد أئمة الإسلام نظير الشافعي و أحمد و إسحاق و أبي عبيد و أبي بكر بن أبي شيبة وأمثالهم - قال : ( من قال القرآن مخلوق فهو كافر وإن كان القرآن مخلوقا كما زعموا فلم صار فرعون أولى بأن يخلد في النار إذ قال : { أنا ربكم الأعلى } من هذا ؟ وكلاهما عنده مخلوق ) فأخبر بذلك أبو عبيد فاستحسنه وأعجبه , ذكر ذلك البخاري في كتاب خلق أفعال العباد .



4- قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (2\118) :-


قَالَ أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ داود الْهَاشِمِيُّ : الِاسْتِثْنَاءُ جَائِزٌ وَمَنْ قَالَ : أَنَا مُؤْمِنٌ حَقًّا وَلَمْ يَقُلْ : عِنْدَ اللَّهِ وَلَمْ يَسْتَثْنِ ؛ فَذَلِكَ عِنْدِي جَائِزٌ وَلَيْسَ بِمُرْجِئِ .



5- قال البخاري في خلق أفعال العباد (1\34) :-


قال سليمان بن داود الهاشمي : من صلى خلف من يقول القرآن مخلوق أعاد صلاته .

أبو عبدالرحمن العباسي
2009-12-31, 01:38 PM
29-الأمير موسى بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس




قال القاضي عياض في الشفا في التعريف بحقوق المصطفى (2\309) :-


وشتم رجل عائشة بالكوفة فقدم إلى موسى بن عيسى العباسي فقال من حضر هذا فقال ابن أبى ليلى أنا فجلد ثمانين وحلق رأسه وأسلمه للحجامين.

أبو عبدالرحمن العباسي
2010-01-04, 09:53 AM
30- الإمام هارون بن العباس بن عيسى بن أبي جعفر المنصور بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس




قال الخلال في كتابه السنة (1\237) :-
قال أبو العباس هارون بن العباس الهاشمي من رد حديث مجاهد فهو عندي جهمي , ومن رد فضل النبي فهو عندي زنديق لا يستتاب ويقتل لأن الله عز و جل قد فضله على الأنبياء عليهم السلام ....فاحذروا من رد حديث مجاهد , وقد بلغني عنه أخزاه الله أنه ينكر أن الله عز و جل ينزل فمن رد هذا وحديث مجاهد فلا يكلم ولا يصلى عليه .

أبو عبدالرحمن العباسي
2010-01-11, 10:41 AM
31-الإمام إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى بن عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس




قال الخلال في كتابه السنة (1\237) :-

قال أبو علي إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي إن هذا المعروف بالترمذي عندنا مبتدع جهمي , ومن رد حديث مجاهد فقد دفع فضل رسول الله ومن رد فضيلة الرسول فهو عندنا كافر مرتد عن الإسلام .

وقد كان ورد علي كتاب منه فيه إن العرش سرير مثل عرش بلقيس وعرش سبأ وعرش يوسف وعرش إبليس فأنكرت هذا وغيره من قوله وأنكره أهل العلم والإسلام إنكارا شديدا , والذي ندين الله عز وجل به حديث مجاهد يقعده على العرش فمن رد هذا فهو عندنا جهمي كافر .

وبلغني أنه قال الهاشميون معي على مثل قولي وكذب أخزاه الله ما هاشمي يدفع فضيلة لرسول الله إذ كان ذلك فخرة وله , ومن فعل ذلك من الهاشميين فيجب التفتيش عنه والنظر في أمره ولا أعرفه ولا رأيته قط من حيث أعرفه , ولقد كان عند صالح بن علي الهاشمي رضي الله عنه بالمدينة فقربه وأدناه ثم إنه ظهر منه العداء لله على ما حبسه عليه وأطال حبسه من دفعه هذا الحديث وغيره مما أطلق به لسانه ووضع في الكتب , وذكر أن بيعة أبي مسلم أصح من بيعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه , ووضع لآل أبي طالب كتابا يذكر فيه أن العلوية أحق بالدولة من أبي بكر الصديق يتقرب بذلك إليهم , وقد أراد صالح بن علي رضي الله عنه حين حبسه أراد أن يقدم عليه حتى أخرجه ابني في جوف الليل , فسمعت صالح بن علي يذكر ذلك كله عنه ويضعه فينبغي لسامع ذكره أن يتقي الله وحده لا شريك له ويحذر عنه الناس ويتبين عليه ما هو فيه .

أبو عبدالرحمن العباسي
2010-01-31, 11:59 AM
32- الأمير أبو جعفر عبيد الله بن محمد المهتدي بالله بن هارون الواثق بالله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب





قال ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد - (ج 2 / ص 100):



أنبأنا الحسن بن محمد الكاتب عن أحمد بن أبي منصور الفقيه قال: أنبأنا جعفر بن أحمد الاديب إذنا عن أبي نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي السجستاني قال: أنبأنا أبو الحسن بن فراش حدثنا أبو محمد إبراهيم بن محمد التيمي قال: سمعت أبا جعفر بن المهتدي بالله يقول: في جماعة كنت فيهم حاضرا ذكروا أنهم من حذاق المعتزلة



فقال لهم أبو جعفر بن المهتدي:



طلب فاطمة والعباس مورثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنع أبي بكر لهما ، لا يخلو من منع أبي بكر حقا يجب لهما ، أو يكونا طلبا ما لا يجب لهما ، فليس يخلو أن يكون مع أحدهما الحق.



قال أبو محمد التيمي: ورأيتهم كانوا يحبون مناظرته على ذلك.



فقال لهم أبو جعفر بن المهتدي: الحق معهما فقالوا: كيف ذا ؟



قال: ذا لا يشك أنهم علموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نحن معاشر الانبياء لا نورث ما تركناه فهو صدقة) فتأولت فاطمة والعباس أن ذلك في الكراع والسلاح وآلة الجهاد دون المال فهما طالبان لحق بتأويل تأولاه



ومنعهما أبو بكر لأن المراد من قول النبي صلى الله عليه وسلم من جميع ما يملكه من كراع وسلاح.




قال: ولم يجز لابي بكر بعد أن سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعطيهما من ذلك شيئا ومنع بحق وكان طلب فاطمة والعباس بحق.اهـ.




فهذا موقف عظيم لأحد أمراء بني العباس فيه الذب عن أبي بكر الصديق وفاطمة والعباس رضي الله عنهم أجمعين.

أبو عبدالرحمن العباسي
2010-02-06, 05:47 PM
33-القاضي الشريف أبو علي محمد ابن أبي موسى الحنبلي العباسي (428هـ)



قال في كتابه الإرشاد إلى سبيل الرشاد (ص 5):-
{ باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من واجب الديانات }
حقيقة الإيمان عند أهل الأديان الاعتقاد بالقلب والنطق باللسان أن الله تعالى واحد أحد فرد صمد لا يغيره الأبد ليس له والد ولا ولد .
وأنه سميع بصير بديع قدير حكيم خبير علي كبير ولي نصير قوي مجير ليس له شبيه ولا نظير ولا عون ولا ظهير ولا شريك ولا وزير ولا ند ولا مشير .
سبق الأشياء فهو قديم لا كقدمها وعلم كون وجودها في نهاية عدمها .
لم تملكه الخواطر فتكيفه ولم تدركه الأبصار فتصفه .
ولم يخل من علمه مكان فيقع به التأيين ولم يقدمه زمان فينطلق عليه التأوين .
ولم يتقدمه دهر ولا حين ولا كان قبله كون ولا تكوين .
ولا حل في الأشياء تعالى الله رب العالمين .
ولا تجري ماهيته في مقال ولا تخطر كيفيته ببال ولا يدخل في الأمثال والأشكال .
صفاته كذاته ليس بجسم في صفاته جل أن يشبه بمبتدعاته أو يضاف إلى مصنوعاته ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
أراد ما الخلق فاعلوه ولو عصمهم لما خالفوه ولو أراد أن يطيعوه جميعاً لأطاعوه .
خلق الخلائق وأفعالهم وقدر أرزاقهم وآجالهم .
لا سمي له في أرضه وسماواته , ولا عديل له في حكمه وإردته .
على العرش استوى وعلى الملك احتوى وعلمه محيط بالأشياء.
كذلك سئل الإمام أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه عن قوله عز وجل ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا فقال: علمه.
والقرآن كلام الله تعالى وصفة من صفات ذاته غير مخلوق ولا محدث .
كلام رب العالمين في صدور الحافظين وعلى ألسن الناطقين وفي أسماع السامعين وأكف الكاتبين وملاحظة الناظرين برهانه ظاهر وحكمه قاهر ومعجزه باهر.
وأن الله عز وجل كلم موسى تكليماً وتجلى للجبل فجعله دكاً هشيماً .
وأنه خلق النفوس وسواها وألهمها فجورها وتقواها .
والإيمان بالقدر خيره وشره حلوه ومره كلٌ من الله تعالى .
أن مع كل عبد رقيباً وعتيداً وحفيظاً وشهيداً يكتبان حسناته ويحصيان سيئاته .
وأن كل مؤمن وكافر وبر وفاجر يعاين عمله عند حضور منيته ويعلم مصيره قبل ميتته.
وأن منكراً ونكيراً إلى كل أحد ينزلان سوى النبيين فيسألان ويمتحنان عما يعتقده من الأديان .
وأن المؤمن يخبر في قبره بالنعيم والكافر يعذب بالعذاب الأليم .
وأنه لا محيص لمخلوق من القدر المقدور ولن يتجاوز ما خط في اللوح المسطور.
وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور.
وأن الله جل اسمه يعيد خلقهم كما بدأهم ويحشرهم كما ابتدأهم من صفائح القبور وبطون الحيتان في تخوم البحور وأجواف السباع وحواصل النسور.
وأن الله تعالى يتجلى في القيامة لعباده الأبرار فيرونه بالعيون والأبصار .
وأنه يخرج أقواماً من النار فيسكنهم الجنة دار القرار .
وأنه يقبل شفاعة محمد المختار في أهل الكبائر والأوزار .
وأن الميزان حق توضع فيه أعمال العباد فمن ثقلت موازينه نجا من النار ومن خفت موازينه أدخل جهنم وبئس القرار .
وأن الصراط حق يجوزه الأبرار .
وأن حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم حق يرده المؤمنون ويذاد عنه الكفار.
وأن الإيمان غير مخلوق وهو قول باللسان وإخلاص بالجنان وعمل بالأركان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.
وأن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وأفضل المرسلين , وأمته خير الأمم أجمعين .
وأفضلهم القرن الذين شاهدوه وآمنوا به وصدقوه .
وأفضل القرن الذي صحبوه أربع عشرة مائة بايعوه بيعة الرضوان .
وأفضلهم أهل بدر إذ نصروه .
وأفضلهم أربعون في الدار كنفوه .
وأفضلهم عشرة عزروه ووقروه شهد لهم بالجنة وقبض وهو عنهم راض .
وأفضل هؤلاء العشرة الأبرار الخلفاء الراشدون المهديون الأربعة الأخيار .
وأفضل الأربعة أبوبكر الصديق ثم عمر الفاروق ثم عثمان ذوالنورين ثم علي الرضا عليهم السلام.
وأفضل القرون القرن الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يتبعونهم.
وأن نتولى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بأسرهم ولا نبحث عن اختلافهم في أمرهم ونمسك عن الخوض في ذكرهم إلا بأحسن الذكر لهم.
وأن نتولى أهل القبلة ممن ولي حرب المسلمين على ما كان فيهم من علي وطلحة والزبير وعائشة ومعاوية رضوان الله عليهم .
ولا ندخل فيما شجر بينهم إتباعاً لقول رب العالمين { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم }.

يتبع...

أبو عبدالرحمن العباسي
2010-02-13, 10:50 PM
تابع للقاضي الشريف أبو علي محمد ابن أبي موسى الحنبلي العباسي


وقال أيضا في كتابه الإرشاد إلى سبيل الرشاد (ص 65) :-
ولا تجوز إمامة جهمي ولا قدري ولا معتزلي ولا واقفي ولا لفظي , ومن ائتم بهم لم تجزه الصلاة , وأعاد ما صلى بصلاتهم , قل ذلك أم كثر .
وكذلك لا يجوز الائتمام برافضي ولا مرجئ , ولا تجوز إمامة إباضي ولا حروري .


وقال أيضا (ص 267) :-
ومن زوج معتزليا أو جهميا أو قدريا أو حروريا فرق بينه وبين امرأته .
ومن سب السلف من الروافض فليس بكفء ولا يزوج , ومن رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه مرق من الدين ولم ينعقد له نكاح على مسلمة إلا أن يتوب وتظهر توبته .


وقال أيضا (ص 492) :-
ولا يجوز قضاء جهمي , ولا قدري , ولا معتزلي , ولا ساب السلف من الروافض , ولا مرجئ , ولا أهل البدع المتظاهرين بأهوائهم المضلة وبدعهم , الدعاة إليها , ولا التقدم إليهم , ولا الشهادة عندهم , ولا تجوز ولايتهم في إنكاح من لا ولي لها من الأيامى .


وقال أيضا (ص 507) :-
ولا تجوز شهادة قدري لأنه مجوسي , ولا شهادة جهمي , ولا معتزلي , ولا شهادة مرجئ يعتقد أن الإيمان قول بلا عمل , ولا شهادة رافضي يسب السلف لأنه مشرك , ولا شهادة مبتدع يعلن ببدعته , ولا شهادة شارب الخمر , إلا أن يتوبوا وتظهر توبتهم .


وقال أيضا (ص 518) :-
والخوارج كلاب أهل النار كذلك قال أحمد بن حنبل رضي الله عنه لحديث فيهم من عشرة أوجه ( الخوارج كلاب أهل النار ) , والحكم فيهم ما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين سمع رجلا في ناحية المسجد يقول : لا حكم إلا لله , فقال علي ( كلمة حق أريد بها باطل , لكم علينا ثلاث : أن لا نمنعكم مساجد الله تذكرون فيها اسم الله عز وجل , ولا نمنعكم الفيء ما دامت أيديكم مع أيدينا , ولا نبدؤكم بقتال ) .


وقال أيضا (ص 524) :-
وعلم أصول التوحيد فريضة على الأعيان , والأخذ فيه بما صحت الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , وما ثبت من قول أئمة السلف عليهم السلام , وترك ما أحدثه المحدثون .


وقال أيضا (ص 531) :-
وفرض عليه [أي المؤمن] النصيحة لإمامه وطاعته في غير معصية الله عز وجل , والذود عنه , والجهاد بين يديه إذا كان فيه فضل لذلك , واعتقاد إمامته , فإن من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه , وإن بات ليلة لا يعتقد فيها إمامته فمات على ذلك , كانت ميتته ميتة جاهلية .



وقال أيضا (ص 531) :-
والهجران الجائز هجران ذي البدعة أو مجاهر بالكبائر , ولا يصل إلى عقوبته , ولا يقدر على موعظته أو لا يقبلها , ولا غيبة في هذين في ذكر حالهما , ولا فيما يشاور فيه من النكاح أو مخالطته .

أبو عبدالرحمن العباسي
2010-02-20, 10:20 PM
34- الشريف أبو جعفر عبد الخالق ابن أبي موسى الحنبلي العباسي ( 470 هـ)





1- قال أبو يعلى في طبقات الحنابلة عن الشريف (2\102) :-
وكان إذا بلغه منكر قد ظهر عظم عليه ذلك جداً وعرف فيه الكراهة الشديدة , وكان شديد القول واللسان في أصحاب البدع والقمع لباطلهم ودحض كلمتهم وإبطالها .
ولم تزل كلمته عالية عليهم وأصحابه متظاهرين على أهل البدع لا يرد يدهم عنهم أحد .



2- وقال أيضا (2\103) :-
وصل إلى مدينة السلام بالجانب الشرقي ابن القشيري وأظهر على الكرسي مقالة الأشعري ولم تكن ظهرت قبل ذلك على رؤوس الأشهاد لما كان يلحقهم من أيدي أصحابنا وقمعهم لهم فعظم ذلك عليه – أي الشريف - وأنكره غاية الإنكار وعاد إلى نهر المعلى منكراً لظهور هذه البدعة وقمع أهلها فاشتد أزر أهل السنة وقويت كلمتهم وأوقعوا بأهل هذه البدعة دفعات وكانت الغلبة لطائفتنا طائفة الحق .



3- قال ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة (1\13) :-
وفي سنة ستين وأربعمائة كان أبو علي بن الوليد- شيخ المعتزلة- قد عزم على إظهار مذهبه لأجل موت الشيخ الأجل أبي منصور بن يوسف، فقام الشريف أبو جعفر، وعبر إلى جامع المنصور، هو وأهل مذهبه، وسائر الفقهاء وأعيان أهل الحديث، وبلغوا ذلك. ففرح أهل السنة بذلك، وقرأوا كتاب التوحيد لابن خزيمة. ثم حضروا الديوان، وسألوا إخراج الاعتقاد الذي جمعه الخليفة القادر. فأجيبوا إلى ذلك. وقرىء هناك بمحضر من الجميع، واتفقوا على لعن من خالفه وتكفيره. وبالغ ابن فَورك في ذلك.
ثم سأل الشريف أبو جعفر، والزاهد الصحراوي: أن يسلم إليهم الاعتقاد، فقال لهم الوزير: ليس ههنا نسخة غير هذه. ونحن نكتب لكم به نسخة لتقرأ في المجالس. فقالوا: هكذا فعلنا في أيام القادر، قرىء في المساجد والجوامع. فقال: هكذا تفعلون، فليس اعتقاد غير هذا، وانصرفوا. ثم قرىء بعد ذلك الاعتقاد بباب البصرة، وحضره الخاص والعام.
وكذلك أنكر الشريف أبو جعفر على ابن عقيل تردده إلى ابن الوليد وغيره، فاختفى مدة ثم تاب وأظهر توبته.


يتبع باقي جهود الشريف أبي جعفر رحمه الله....