المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل طلب الدعاء من الغير خلاف الأفضل؟؟؟!!!



ابن عبد القادر
2009-05-23, 12:40 AM
السلام عليكم أحبتي في الله
شيخ الإسلام تيمية يجعل طلب الدعاء عموما خلاف الأفضل فكيف يجب علي حديث عكاشة الذي هو من السبعين ألفا ؟؟؟


وقرأت في كتاب من كتب المعاصرين ما يلي


"فطلب الدعاء من الحي مشروع ، وذلك إذا كان في أمر أخروي مستحب ممن يرجى صلاحه، وأما إذا كان في أمر دنيوي فالأولى تركه
كما قال النبي للرجل الأعمي الذي قال له : ادع الله لي أن يعافيني
فقال النبي" إِنْ شِئْتَ أَخَّرْتُ لَكَ وَهُوَ خَيْرٌ وَإِنْ شِئْتَ دَعَوْتُ فَقَالَ ادْعُهْ فَأَمَرَهُ أَنْ يَتَوَضَّأَ فَيُحْسِنَ وُضُوءَهُ وَيُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ وَيَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاءِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ يَا مُحَمَّدُ إِنِّي قَدْ تَوَجَّهْتُ بِكَ إِلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي هَذِهِ لِتُقْضَى اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ"
فهذا قد اختار الحال الأقل بدليل حديث بن عباس في البخاري
قال عطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ قُلْتُ بَلَى قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي قَالَ إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ فَقَالَتْ أَصْبِرُ فَقَالَتْ إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لَهَا "
كانت عندما يأتيها الصرع يحصل نوع من تكشف الثياب عنها فدعا النبي ألا تتكشف
وهوفي هذا الحديث قد بين أن الأفضل أن يصبر الإنسان ولا يطلب الرقية ولا يطلب الدعاء من الآخرين
أما في الأمر الأخروي الديني وهو ألا تتكشف مثلا لأن التستر يحبه الله وشرعه وأمر به وأوجبه فلما كانت عند صرعها تتكشف لم يقل لها (ص) إن شئت صبرت ولك الجنة وإنما دعا لها مباشرة ورغبها في الصبر علي الصرع"
وكذلك حديث عكاشة لما طلب الدعاء لأمر اخروي وهو من السبعين ألفا؟

السكران التميمي
2009-05-23, 01:04 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أخي الفاضل (ابن عبد القادر)

لعل مراد المتكلم الذي نقلت كلامه فوق، من قوله: (وأما إذا كان في أمر دنيوي فالأولى تركه).

ليس مراده أن طلب الغير خلاف الأفضل، بل مراده: أن ترك هذا الطلب أولى للإنسان من ناحية زيادة أجره وحسناته وتكفير ذنوبه، بعكس ما لو طلب ذلك فتحقق طلبه، فإنه يسخسر هذه المميزات والحالة هذه.

والله تعالى أعلم

ابن عبد القادر
2009-05-23, 01:23 AM
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا علي اهتمامكم وجعله الله في ميزان حسناتكم

وحِلْمكم يغريني أن أزيد في الأسئلة

1. هل هناك فرق في طلب الدعاء لأمر دنيوي بين رفع البلاء بعد نزوله ودفعه قبل نزوله وحصول المراد؟؟!!

يعني أنا لو
/// مريض
///أريد ألا أصاب بمكروه
///عندي امتحانات أو أريد وظيفة
هل الأفضل أن لا أسأل غيري الدعاء عملا بحديث المرأة التي من أهل الجنة؟؟!!

2.كيف يجيب شيخ الاسلام (وهو يجعل كل طلبٍ للدعاء ولو أخروي خلاف الأفضل)عن حديث عكاشة ؟!

السكران التميمي
2009-05-23, 01:32 AM
أبشر بما يسرك بإذن الله تعالى

لكن لعلك ومن بعد إذنك أن تمهلني للغد إن شاء الله تعالى لتأخر الوقت عندنا.

السكران التميمي
2009-05-23, 06:15 PM
1. هل هناك فرق في طلب الدعاء لأمر دنيوي بين رفع البلاء بعد نزوله ودفعه قبل نزوله وحصول المراد؟؟!!

يعني أنا لو
/// مريض
///أريد ألا أصاب بمكروه
///عندي امتحانات أو أريد وظيفة
هل الأفضل أن لا أسأل غيري الدعاء عملا بحديث المرأة التي من أهل الجنة؟؟!!


إجابة لسؤالك هذا أخي العزيز، نقول: إن الضابط له هو: نوعية الطلب وشخصية الطالب.
بيان ذلك بما يلي:

أولا: لتعلم أن طلب الدعاء إن كان من الغير فإنه لا يجوز إلا من شخص حي فيما يقدر عليه، ويكون الأمر المطلوب جائز.

ثانيا: بالنسبة لنوع الطلب؛ فهو:
إما أن يكون الطلب لشيء لا يقدر على إزالته إلا من وضعه،كالمرض والبلاء ونحوها.
وإما أن يكون لإرادة تحقق الشيء المطلوب وتأكيد حصوله، كالنجاح والتوظف ونحوها.

فالأول يكون طلبه بنفسك ممن هو سببه، وهو الله سبحانه وتعالى، وهذا هو الأولى لزيادة التعلق وزيادة الثقة وزيادة الإيمان بالله تعالى والرضا بقدره.
وأما الثاني فكذلك؛ الأولى أن يكون الطلب من نفس الشخص الطالب ليتبين هنا قوة الإعتماد على الله وشدة الرغبة الصادقة لله تعالى.

إذا يبقى عندنا الضابط الثاني، وهو شخصية الطالب، وبيان ذلك:
إن كان طلبه لإرادة تحقق الشيء وتأكيد حصوله؛ فهو إما أن يرى من نفسه ثقة في طلبه ودعائه لله لمعرفته بنفسه أنه ممن أخلص لله في السر والعلن على مدى الأيام فلا إشكال فيه، وليس كبعضهم ممن لا يعرف الله إلا في الشدائد، فهذا هو الذي يرى أن نفسه ليست أهلا لأن يستجيب الله له ليس شكا بالله تعالى وإنما معرفة بنفسه المقصرة، فهذا الأولى له بعد طلب الله بنفسه طلب الدعاء من الغير ممن يعرف صلاحهم وخيريتهم بإذن الله تعالى، وهذا هو الأولى له في هذه الحالة.

وإن كان طلبه للشيء من أجل رفعه أو إنزاله فيما لا يقدر عليه إلا من وضعه، فهذا أيضا إن كان يرى أن إيمانه بالله تعالى وبقضائه وقدره سيزيد في تعلقه وتصبره على ما فيه، فهذا الأولى له أن يعتمد على نفسه في طلب الله وحده في ذلك الأمر.
بخلاف من كان يعلم من نفسه ضعفها واعتراضها وتسخطها، أو قد يتسبب عليها بالإتلاف كالإنتحار ونحوه، أو الإعتراض على قضاء الله وقدره، فهذا الأولى له والأفضل أن يطلب الدعاء له من الغير ممن يرجى صلاحه وخوفه وبره وتعلقه بالله تعالى.

وهذا هو أخي الكريم ما تتضمنه الأحاديث الشريفة من فحوى معاني، والقصص في هذا معروفة مشاهدة واضحة لمن عاشها.

والله تعالى أعلم

السكران التميمي
2009-05-23, 06:24 PM
2.كيف يجيب شيخ الاسلام (وهو يجعل كل طلبٍ للدعاء ولو أخروي خلاف الأفضل)عن حديث عكاشة ؟!

لايمكن أخي العزيز أن يندفع الإشكال عندك هنا إلا إذا حملت كلام الشيخ رحمه الله على الأصل المطلوب.
فإنه في الأصل: يكون الدعاء والطلب من نفس صاحبه، ولا يلجأ إلى الغير إلا في حالة وجود خلل فيه، وهذا الخلل هو الذي لا نريده بين العبد وربه، فلما أجعل خللا بيني وبين ربي قد يمنع معه استجابة دعائي؟!

فهنا نعم؛ الأصل ان الدعاء من الغير لحاجتك خحلاف الأفضل بالنسبة لك. فلا إشكال في كلام الشيخ حينئذ.

والله تعالى أعلم