المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مظاهر الرياء عند طلبة العلم! بقلم: حسام الدين سليم الكيلاني.



ربوع الإسـلام
2009-05-20, 04:22 AM
أحذرك أخي في الله وأحذر نفسي من تلك الشهوة الخفية فلا بد أن أذكر لك بعض مظاهرها ؛ لأنها قد تخفى على الكثيرين إلا من وفقه الله وهداه .

* فمن مظاهر الرياء عند طلبة العلم التي ينبغي الحذر منها :

أولاً ــ الجرأة على الفتوى وتعجل التدريس :

وهذه للأسف الشديد هي سمة الكثيرين من طلبة العلم من أهل هذا العصر .

قال الله تعالى : (( آلله أذن لكم أم على الله تفترون )) [ يونس/59 ]

ومن تأمل سير السلف يعرف حقًا كيف كان هؤلاء الأكابر أكثر الناس علمًا وورعًا ، فكانوا يهابون مما يقتحمه المتعالمون في هذه الأيام ، ومما يقع فيه علماء السوء من شواذ المسائل .

قال أبو داود في مسائله : ما أحصى ما سمعت أحمد سئل عن كثير مما فيه الاختلاف في العلم فيقول لا أدري .
قال : وسمعته يقول ما رأيت مثل ابن عيينة في الفتوى أحسن فتيا منه ، كان أهون عليه أن يقول لا أدري .

وقال عبد الله ابنه في مسائله سمعت أبي يقول وقال عبد الرحمن بن مهدي سأل رجل الإمام مالك بن أنس عن مسألة فقال لا أدري فقال يا أبا عبد الله تقول لا أدري قال نعم فأبلغ من ورائك أني لا أدري .

وقال عبد الله : كنت أسمع أبي كثيرًا يسأل عن المسائل فيقول : لا أدري ، ويقف إذا كانت مسألة فيها اختلاف ، وكثيرا ما كان يقول : سل غيري فإن قيل له من نسأل قال سلوا العلماء ولا يكاد يسمي رجلا بعينه.

يقول ابن القيم :وكان السلف من الصحابة والتابعين يكرهون التسرع في الفتوى ، ويود كل واحد منهم أن يكفيه إياها غيره ، فإذا رأى أنها قد تعينت عليه بذل اجتهاده في معرفة حكمها من الكتاب والسنة أو قول الخلفاء الراشدين ثم أفتى . [إعلام الموقعين لابن القيم (1/33،34) ، المدخل لابن بدران (1/120) ط مؤسسة الرسالة] .

قال عبد الرحمن ابن أبي ليلى : أدركت عشرين و مائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ، فما كان منهم محدث إلا ود أن أخاه كفاه الحديث ، ولا مفت إلا ود أن أخاه كفاه الفتيا.

وقال سحنون بن سعيد : أجسر الناس على الفتيا أقلهم علما يكون عند الرجل الباب الواحد من العلم يظن أن الحق كله فيه .

فأين هؤلاء الأصاغر المتعالمون من أدب سلفنا الصالح في الفتيا والاستفتاء ،فترى هؤلاء المتعالمين المتفيقهين يتعجل أحدهم الفتيا ويتعجل التدريس ويتعجل كل شيء ، يظن بنفسه أنه محيي الدين يود أحدهم لو كان مفتي البلاد والعباد ، ولكنها الشهوة الخفية ، وأين هؤلاء من الشروط والأسس التي وضعها سلفنا لحفظ جناب الدين من المتفيقهين .

* قال الإمام أحمد : " لا ينبغي للرجل أن يعرض نفسه للفتيا حتى يكون فيه خمس خصال :

إحداها :: أن تكون له نية ، أي أنْ يخلص في ذلك لله تعالى ، ولا يقصد رياسة ولا نحوها ، فإن لم يكن له نية لم يكن عليه نور ، ولا على كلامه نور،إذ الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى .

الثانية : أن يكون له حلم ووقار وسكينة ، و إلا لم يتمكن من فعل ما تصدى له من بيان الأحكام الشرعية .

الثالثة : أن يكون قويًا على ما هو فيه وعلى معرفته ، و إلا فقد عرض نفسه لعظيم .

الرابعة :: الكفاية و إلا أبغضه الناس ، فإنه إذا لم تكن له كفاية احتاج إلى الناس ، وإلى الأخذ مما في أيديهم فيتضررون منه .

الخامسة : معرفة الناس .[ كشاف القناع للبهوتي (6/299) ط دار الفكر] .

ولعلك إن فتشت فيمن حولك عمن تنطبق فيه تلك الأوصاف لا يسعفك عد عشرة على أصابع اليدين ولا حول ولا قوة إلا بالله .

فحذار حذار من فتنة التصدر ، وطلب الشهرة والجاه ، فإنها عمار للنار ، قتالة للقلب ، مفسدة له ، دالة على سوء النوايا ، وإنما من ابتلي بذلك صبر ، ومن استراح من هذا شكر لو تعلمون .


ثانياً ــ الاشتغال بفرض الكفاية عن فرض العين :

فتجد هذا المتعالم والمتفيقه بلا عقيدة صحيحة ، ولا معرفة صادقة بأسماء الله وصفاته ، ولا إلمام بتصحيح العبادات الظاهرة والباطنة ، ومع ذلك هو عاكف على علوم الآلات ، ويهجم على النصوص ويستنبط ويرجح بين الأقوال ، ويرد على العلماء ويتعصب ، ويغضب لنفسه ورأيه ، لا لدين الله عز وجل ، فهذا هو الخذلان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

قال في مختصر منهاج القاصدين : ( وأنت تجد الفقيه يتكلم في الظهار واللعان والسبق والرمي ، ويفرع التفريعات التي تمضي الدهور ولا يحتاج إلى مسألة منها ، ولا يتكلم في الإخلاص ، ولا يحذر من الرياء ، وهذا عليه فرض عين ؛ لأنَّ في إهماله هلاكه ، والأول فرض كفاية ، ولو أنَّه سئل عن علة ترك المناقشة للنفس في الإخلاص والرياء لم يكن له جواب ) [ مختصر منهاج القاصدين ص (27)] .


ثالثاً ــ حب المناظرة ، وحب الجدل و كثرة الكلام : ( يهرف بما لا يعرف )

قال الله تعالى : (( وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً )) [ الكهف /54]

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أَنَا زَعِيمٌ بِبَيْتٍ في رَبَضِ الْجَنّةِ لِمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقاّ، وَبِبَيْتٍ في وَسَطِ الْجَنّةِ لِمَنْ تَرَكَ الْكَذِبَ وَإِنْ كان مَازِحاً، وَبِبَيْتٍ في أعْلَى الْجَنّةِ لِمَنْ حَسّنَ خُلُقَهُ ) [ أخرجه أبو داود (4800) ك الأدب ، باب في حسن الخلق ، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (4015)] .

قال الأوزاعي : إذا أراد الله بقوم شراً فتح عليهم الجدل ، ومنعهم العمل.

قال معروف الكرخي : إذا أراد الله بعبد خيرًا فتح له باب العمل ، وأغلق عنه باب الجدل ، وإذا أراد الله بعبد شرًا فتح له باب الجدل ، وأغلق عنه باب العمل . [اقتضاء العلم العمل ص (79)] .

وقال بعض السلف : إذا رأيت الرجل لجوجًا مماريًا معجبًا برأيه فقد تمَّت خسارته .

وإنما يعطى الجدل الفتانون ، فما ضل قوم بعد هدى إلا أوتوا الجدل ، وما يشتهي المناظرة إلا الباحثون عن أعراض الدنيا الزائلة ، وإنما كان الرجل من السلف لا يقع في المناظرة إلا اضطرارًا ، وما زلَّ من زلَّ في هذا الباب إلا بسبب الرياء والسمعة ، وإنما كان همُّ الأوائل الأعمال لا الأقوال ، وصار قصارى همّ بعضنا الآن الكلام طلبًا للظهور .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيت شحا مطاعا، وهوى متبعا، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك ، ودع العوام، فان من ورائكم أياما الصبر فيهن القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم."[ أخرجه الترمذي (3058) ك التفسير ، باب ومن سورة المائدة ، وقال : حسن غريب] .

وهذه وصية نبوية غالية ، تشير إلى أمراض خطيرة: ( شح مطاع ، هوى متبع ، دنيا مؤثرة ، عجب وإعجاب بالرأي ) فيا لها من أمراض قتَّالة ، وأوبئة فتَّاكة ، تفتك بالدين ، وتقتل الإخلاص ، وإنَّما المرض العضال الحامل على كل هذا والمؤدي إليه : ( حب الظهور ، وشهوة التصدر ، والرغبة في الشهرة ، والعلو على الأقران ) فنسأل الله العافية من أمراض القلوب ، ونسأله هو العلي القدير أنْ يرزقنا الإخلاص ، وأنْ يجمعنا على الصالحين من عباده في الدنيا والآخرة .

عن عبد الله بن المبارك قال : قيل لحمدون بن أحمد : ما بال كلام السلف أنفع من كلامنا ؟!!
قال : لأنَّهم تكلموا لعز الإسلام ، ونجاة النفوس ، ورضا الرحمن ، ونحن نتكلم لعز النفوس ، وطلب الدنيا ، ورضا الخلق .

قال أبو قلابة لأيوب السختياني : يا أيوب إذا أحدث الله لك علمًا فأحدث لله عبادة ، ولا يكونن همك أن تحدث به الناس .

قال الحسن البصري : همة العلماء الرعاية ، وهمة السفهاء الرواية .
فإذا لم تجد القول موافقًا للعمل فاعلم أنه نذير النفاق .

قال عبد الله بن المعتز : علم المنافق في قوله ، وعلم المؤمن في عمله .

وحكى الذهبي عن أبى الحسن القطان قوله : ( أُصبت ببصري ، وأظن أنى عوقبت بكثرة كلامي أيام الرحلة ) ، ثم قال الذهبي : " صدق والله ، فقد كانوا مع حسن القصد وصحة النية غالباً يخافون من الكلام ، وإظهار المعرفة. واليوم يكثرون الكلام مع نقص العلم ، وسوء القصد ثم إن الله يفضحهم ، ويلوح جهلهم وهواهم واضطرابهم فيما علموه فنسأل الله التوفيق والإخلاص . أهـ( من سير أعلام النبلاء ) .

وعن معمر بن راشد قال : إنَّ الرجل يطلب العلم لغير الله فيأبى عليه العلم حتى يكون لله.
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء : (( نعم يطلبه أولاً ، والحامل له حب العلم ، وحب إزالة الجهل عنه وحب الوظائف ، ونحو ذلك ، ولم يكن عَلِم وجوب الإخلاص فيه ، ولا صدق النية ، فإذا علم حاسب نفسه ، وخاف من وبال قصده ، فتجيئه النية الصالحة كلها أو بعضها ، وقد يتوب من نيته الفاسدة ، ويندم ، وعلامة ذلك أنه يُقْصِر من الدعاوى وحب المناظرة ، ومن قَصْدِ التأثير بعلمه ، ويُزْري على نفسه ، فإن تَكَثَّر بعلمه ، أو قال أنا أعلمُ من فلان فبعداً له )) .


رابعاً ــ الولع بالغرائب والبحث عن المهجور من الأقوال :

فترى من ابتلي بهذه الشهوة الخفية ألا وهي الرياء يتصيد الغرائب ويتصيد المهجور من أقوال العلماء ، فبمجرد أن يتصيد مسألة من هنا أو هناك ، سمعها في مجلس ، أو من شريط ، أو قرأها في صحيفة ، أو في كتاب ، يوالي ويعادى على تلك المسألة. ، وأكثر الناس اليوم لا علم له إلا ببعض المسائل ، وليتها بالنافعة ، وإنما شواذ المسائل ، وغريب الآراء ، والمهجور من الأقوال ، وكأن الشعار "خالف تُعرف" فالخلاف عنده أشهى من الاتفاق .

حتى وجدنا بعض المتعالمين من يشغل العامة بالمسائل النادرة الحدوث والمختلف عليها والتي هي أصلاً ليست أهلاً لطرقها على المنابر من أمثال ( الحجامة ) فتراه يصطنع عليها خطباً متكررة متنوعة ، إنما الشذوذ والغرابة والبحث عن المهجور من الأقوال ساقه إليها ، وكان الأولى شغل الناس والعامة بعوالي الأمور والمهمات الجسيمة التي ترقى بهم وبإيمانهم .

فالولع بالغريب والشاذ من الأقوال ، وإحياء المسائل المهجورة والتي حسمها أهل العلم منذ زمن بعيد ، كل ذلك ـ إن كان عن عمد ـ يدل على خلل واضح ، وسوء قصد بيِّن ، لا سيما إذا كان الأمر زلَّ فيه عالم من العلماء ، ومن هنا حذر أهل العلم من تتبع هذه المسائل التي أسموها بـ (( الطبوليات )) إذ قيل : (( زلة العالم مضروب لها الطبل )) [حلية طالب العلم ص (7) للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد] .


خامساً ــ الشغب على المخالف والزهو بالمتبع :

فإنك تراه يشاغب على من خالفه ، ويعاديه ، وينفر منه ، ويفرح بالمدح ، ويزهو بكثرة الأتباع ، وبالضد تتميز الأشياء ، وتلك من نتاج العصبيات والحزبيات ، لعدم تحقيق عقيدة الولاء والبراء فيصير الولاء للمتبع ، والبراء من المخالف ، وما كان هذا هدي السلف في الخلاف ، لا سيما في الفروع ،وكم من مجر للخلاف على ألسنة الناس لمجرد الشغب عليه لمخالفته إياه ، أو الزهو بمن اتبعه ، ومن أهم علامات الصادق استواء المدح والذم عنده ، فإن لم يكن كذلك فليتهم نفسه .

قال الإمام الذهبي في [سير أعلام النبلاء (7/393 )] : عن عبد الرحمن بن مهدى عن طالوت : سمعت إبراهيم بن أدهم يقول : ما صدق الله عبد أحب الشهرة .

ثم قال الذهبي : علامة المخلص الذي قد يحب الشهرة ، ولا يشعر بها ، أنه إذا عوتب في ذلك لا يحرد ، ولا يبرئ نفسه ، بل يعترف ويقول : رحم الله من أهدى إلىَّ عيوبي ، ولا يكن معجباً بنفسه ، لا يشعر بعيوبها ، بل يشعر أنه لا يشعر ، فإن هذا داء مزمن " أهـ

وما أغلاه من كلام ، وصدق من قال : الذهبي ذهبي الكلام ، حقاً إنه كلام أغلى من الذهب، فالمخلص إذا اتهم لم يكابر، لم يشمخ بأنفه ، ولم تأخذه العزة بالإثم فيقول : أنا.. أنا.. أنا ، وإنما يخضع ويذعن ، ويخاف ويخشى ، ويتهم نفسه ، ويسيء الظن بها ، ويقول : ويلى ، وويل أمي ، إنْ لم يرحمني ربى .

وعن الفضيل بن عياض قال : يا مسكين ، أنت مسيء وترى أنَّك محسن ، وأنت جاهل وترى أنَّك عالم ، وتبخل وترى أنَّك كريم ، وأحمق وترى أنَّك عاقل ، أجلك قصير ، وأملك طويل
.
قال الذهبي: ( قلت : إي والله صدق ، وأنت ظالم وترى أنَّك مظلوم ، وآكل للحرام وترى أنَّك متورع ، وفاسق وتعتقد أنَّك عدل ، وطالب العلم للدنيا وترى أنَّك تطلبه لله ) [سير أعلام النبلاء (8/440)] .

• خاتمة :
فيا أخي والله أريد الفلاح لك ولنفسي ولهذا ضع نصب عينيك ما أخرجه الإمام مسلم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( إن أول الناس يقضي يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى يعرفه نعمته فعرفها، قال فما عملت فيها: قال قاتلت فيك حتى استشهدت. قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت ليقال: عالم! وقرأت القرآن ليقال: قارئ! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتى فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال: جواد! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على زجهه حتى ألقي في النار)). رواه مسلم.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه غيري تركته وشركه)) رواه مسلم.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من تعلم علما يبتغي به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به غرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة )) رواه أبو داود بسند صحيح.

فالله أسأل أن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم إنه أكرم مسؤول وجوده أعظم مأمول .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

بقلم : حسام الدين سليم الكيلاني

السلفية النجدية
2009-05-20, 05:17 AM
إنها درر ..

جزى الله الناقل والمنقول عنه خير الجزاء ..

شجرة الدرّ
2009-05-20, 06:10 AM
ضع نصب عينيك ما أخرجه الإمام مسلم من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي يرويه أبو هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( إن أول الناس يقضي يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى يعرفه نعمته فعرفها، قال فما عملت فيها: قال قاتلت فيك حتى استشهدت. قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن، فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت ولكنك تعلمت ليقال: عالم! وقرأت القرآن ليقال: قارئ! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتى فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك. قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال: جواد! فقد قيل، ثم أمر به فسحب على زجهه حتى ألقي في النار)). رواه مسلم.




بارك الله فيك ..

أم معاذة
2009-05-20, 04:51 PM
شكرا لك ... بارك الله فيك ...

ربوع الإسـلام
2009-05-21, 11:13 AM
أخواتي الغاليـات ..

"السلفية النجدية" ... "شجرة الدر" ... "أم معاذة" ..

أضاءتْ الصفحات بمروركن .. وأنارتْ ..

أبوعبيدة الأثري الليبي
2009-05-21, 07:59 PM
يقول ابن القيم :وكان السلف من الصحابة والتابعين يكرهون التسرع في الفتوى ، ويود كل واحد منهم أن يكفيه إياها غيره ، فإذا رأى أنها قد تعينت عليه بذل اجتهاده في معرفة حكمها من الكتاب والسنة أو قول الخلفاء الراشدين ثم أفتى . [إعلام الموقعين لابن القيم (1/33،34) ، المدخل لابن بدران (1/120) ط مؤسسة الرسالة] .

فحذار حذار من فتنة التصدر ، وطلب الشهرة والجاه ، فإنها عمار للنار ، قتالة للقلب ، مفسدة له ، دالة على سوء النوايا ، وإنما من ابتلي بذلك صبر ، ومن استراح من هذا شكر لو تعلمون .



قال الإمام الذهبي في [سير أعلام النبلاء (7/393 )] : عن عبد الرحمن بن مهدى عن طالوت : سمعت إبراهيم بن أدهم يقول : ما صدق الله عبد أحب الشهرة .

ثم قال الذهبي : علامة المخلص الذي قد يحب الشهرة ، ولا يشعر بها ، أنه إذا عوتب في ذلك لا يحرد ، ولا يبرئ نفسه ، بل يعترف ويقول : رحم الله من أهدى إلىَّ عيوبي ، ولا يكن معجباً بنفسه ، لا يشعر بعيوبها ، بل يشعر أنه لا يشعر ، فإن هذا داء مزمن " أهـ


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه غيري تركته وشركه)) رواه مسلم.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من تعلم علما يبتغي به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به غرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة )) رواه أبو داود بسند صحيح.





بارك الله فيكم .

ربوع الإسـلام
2009-05-22, 08:21 PM
وفيكم أخي الكريم ..
شكر الله لكم مروركم ..

ربوع الإسـلام
2009-05-27, 09:40 AM
* *
* * * *
.. للتذكير والأهمية ..
.. غفر الله لي ولكم ..
* * * *
* *

أبا إبراهيم عبدالرحمن
2009-05-30, 08:40 AM
والله بعضهم اذا رايته يصلي النافلة تتعجب من تقليب البصر في الوجوه سواء كان ممن يحضرون الدروس
او الذين عليهم ظاهر الاستقامة وهذه اصبحت ظاهرة حتى انني والله في بعض الدروس اشك انهم مباحث
هل من لاحظ مثلي

حسن ابو عدي
2009-05-30, 02:40 PM
جزاك الله خير وبارك فيك

قسورة السلفى
2009-05-30, 02:52 PM
والله بعضهم اذا رايته يصلي النافلة تتعجب من تقليب البصر في الوجوه سواء كان ممن يحضرون الدروس
او الذين عليهم ظاهر الاستقامة وهذه اصبحت ظاهرة حتى انني والله في بعض الدروس اشك انهم مباحث
هل من لاحظ مثلي

و الله رأيت من المشايخ الأفاضل من يفعلها و لا حول ولا قوة إلا بالله

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

فتاة التوحيد والعقيده
2009-05-30, 03:05 PM
لا حرمك الله الأجر أختاه

أبو مساعد
2009-06-01, 02:41 AM
بارك الله فيك ونفع بك...
أحسنت وقعت على الجرح...

عبد الله عبد الرحمن رمزي
2009-06-01, 04:33 PM
جزاك الله خير وبارك فيك

ربوع الإسـلام
2009-06-01, 04:37 PM
إخوتي الفُضلاء ..
"أبو أبراهيم " ... " أبو صهيب " ..
" قسورة السلفي " ... " أبو مساعد " ..
شكر الله لكم المرور ..
ورزقنا الله وإياكم صدق القول والعمل ..

أختي .. " قلبي مملكة " ..
وإياكِ ، جزاك الله خيرًا ..


أحسنت وقعت على الجرح...
وإنه لجرحٌ غائر أليـم ، شفانا وإياكم العزيز الرحيم ..


اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم ربنا آميـن ..

ابن العيد
2010-10-22, 03:10 AM
موضوع له اهمية جدا

وزادكم وإيانا توفيقا وعملا

السليماني
2010-10-23, 08:57 PM
بارك الله فيك

أبو محمد الطنطاوي
2010-10-23, 09:14 PM
..........
حتى وجدنا بعض المتعالمين من يشغل العامة بالمسائل النادرة الحدوث والمختلف عليها والتي هي أصلاً ليست أهلاً لطرقها على المنابر من أمثال ( الحجامة ) فتراه يصطنع عليها خطباً متكررة متنوعة ، إنما الشذوذ والغرابة والبحث عن المهجور من الأقوال ساقه إليها ، وكان الأولى شغل الناس والعامة بعوالي الأمور والمهمات الجسيمة التي ترقى بهم وبإيمانهم .....
الحجامة وردت في أحاديث وهي وسيلة علاجية ناجحة للكثير من الأمراض واعترف بها الطب الغربي رغم أنفه!
واكتب cupping في محرك البحث وانظر!

الحضرمية
2010-10-23, 09:41 PM
جزاك الله خيراً أختاه على هذه التذكره بالغة الأهمية
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرزقني وكل طالب وطالبة علم الاخلاص في تعلم العلم وتعليمه

د/معتوق
2010-10-23, 10:02 PM
أحسن الله اليك وبارك فيك وفي علمك وهدانا واياك الصراط المستقيم ..موضوع اصاب كبد الحقيقة جزاك الله عنا خير الجزاء

عماد البيه
2010-10-23, 10:17 PM
جازاكِ الله خيرا ما أحوج كل طالب علم لأن يعي هذا , جعله الله في ميزان حسناتك

أم نور الهدى
2010-10-24, 02:14 AM
جزاكِ الله خيرا كثيرا ..

أبو الهمام البرقاوي
2010-11-17, 10:49 AM
ها قد علمنا خطورة الرياء ، وعواقبه الفاسدة ، فمتى نخلصُ العمل لله العظيم ؟
متى تنوقف عن ذكر ثناء النفوس ، بما عملت وقرأت ؟
متى تنوقف عن سبر الأقلام ؟ ليقال ( فلان أديب أريب ) فيطرب لها !
متى نتذكر حديث أبي هريرة مرفوعا ( أول من تسعر بهم النار ) أنت أيها العالم أنت أول من تسعر بك النار ، يا من أفنيت دهرك ، وقضيت وقتك ، بين آية وحديث ، وإجماع وقياس ، ومذاكرة وتدريس ، فهلا سلكت سبيل الهداية ، وخلَّفتَ سبيل الغواية .!

النفوس ضعيفة ، وتحبُّ الثناء ، ويأتي الرياء والاستعلاء .
علاجها : أن يتذكر طالب العلم مدى توفيقه في الطلب بجعل المدح والذمِّ سواء ، وإلا هلك .

اللهم حطَّ عنا خطايانا ، وجنِّبنا الرياء والعجب والخيلاء .

طالبة فقه
2010-11-17, 11:20 AM
والله خوفي من الرياء يمنعني من بعض الاعمال

ابن أبي الحسن
2010-11-22, 12:58 PM
والله خوفي من الرياء يمنعني من بعض الاعمال

سمعت من بعض العلماء أن ترك الأعمال لمخافة الرياء رياء أيضا
ولم أقرأ عن هذه المسألة
يقول أحد السلف (ما جاهدت نفسي على شيء مجاهدتها على الإخلاص )

طالبة فقه
2010-11-23, 11:49 AM
في الحقيقة اترك احيآنآ صلاة السنة إن كان عندي احد..بل إذا مدحت من احد بعمل عملته تركته كله وكأن مدحه نهي لي<<<ارجوكم هل هذا رياء؟

ابن أبي الحسن
2010-11-23, 01:15 PM
في الحقيقة اترك احيآنآ صلاة السنة إن كان عندي احد..بل إذا مدحت من احد بعمل عملته تركته كله وكأن مدحه نهي لي<<<ارجوكم هل هذا رياء؟
انتبهي ، لا يستدرجكِ الشيطان ، ولا تضيعي السنن وأنت تعلمين قول النبي صلى الله عليه وسلم (عليكم بسنتي)

أما مسألة المدح فهي خطيرة جدا ، وربما أهلكت الممدوح ، فإذا مدحكِ أحد فقولي أنكِ مقصرة و إنما يتقبل الله من المتقين ونسأل الله الإخلاص في القول والعمل ، ويجب أن لاندع أحد يمدحنا ، فنبين له أن هذا المدح سيجر إلى الرياء ، وإن كان المادح لم يقصد ذلك

ولا يعلم أحد إن كان تُقبّل منه أم لا ، ولا ننسى أنه لن يدخل أحد الجنة بعمله ، بل برحمة الله

نسأل الله الإخلاص في القول والعمل والسلامة من الرياء
يقول تعالى ((أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء))

طالبة فقه
2010-11-23, 01:20 PM
والله أنني تركت اعمال كثيره وأنا الآن في عراك مع نفسي.

ابن أبي الحسن
2010-11-23, 01:28 PM
والله أنني تركت اعمال كثيره وأنا الآن في عراك مع نفسي.
قال تعالى ((أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء))

وقال تعالى((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُ وا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ))

طالبة فقه
2010-11-23, 01:42 PM
أحسن الله إليك اخي ابن ابو الحسن
واسالكم بالله الدعاء فالحمل قد ثقل والقلب لايحتمل

ابن أبي الحسن
2010-11-23, 04:10 PM
اسالكم بالله الدعاء فالحمل قد ثقل والقلب لايحتمل

اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ

رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ

فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }--- والكلمات هي :
{قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}

لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ


ربِّ إني مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ



رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ{9} رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ


إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ {191} الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُون َ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ{192} رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ{193} رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ{194} رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ

رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ


اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه




مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا

ابن أبي الحسن
2010-12-01, 04:37 PM
للفائدة

هل للرياء علامات يعرف بها المرائي ؟ وما حكم الإسلام فيمن يترك بعض أعمال الإسلام - سواء كانت واجبات أو مستحبَّات - خوف الرِّياء ؟ ومن ابتُلي بالرِّياء ؛ فبم تنصحونه ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالرياء هو الشرك الخفي ، وهو شرك السرائر ـ أعاذنا الله منها ـ والمكلف هو أدرى الناس بنفسه كما قال عز وجل { بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ } القيامة14 ، فمن حاسب نفسه وراقب ربه في السر والعلن سلم من هذا الداء العضال ، ولعل اظهر علامات الرياء أن صاحب يتقصد إظهار أعماله الصالحة بين الناس ، ويتعمد الحديث عن حسناته وطاعاته من أجل أن ينال مدح الناس وثنائهم ، وليس للعبد أن ينزل الطاعات خوف الرياء ، فإن ذلك من مكايد الشيطان ، إذ الشيطان يحرص على إيقاع العبد في الرياء تارة ، من أجل أن يفسد عمله ، أو يزين له ترك العلم خوف الرياء تارة أخرى ، من أجل أن يقطعه عن الصالحات ، والمتعين العمل والحرص على فعل الطاعات ابتغاء وجه الله ، ومدافعة وساوس الشيطان ومكايده ، فمن عزم على عبادة وتركها مخافة الرياء فهو مراء ، لأنه ترك العمل لأجل الناس ، لكن لو تركها ليصليها في خلوة فهذا مستحب ، إلا أن تكون فريضة .

وعلاج الرياء بأمور كثيرة , وأهمها العزيمة الصادقة على التخلص منه و الإقلاع عنه. وتذكر اليوم الآخر والوعيد الشديد في شأن المرائي ، وأن يوقن العبد أن النفع و الضر بيد الله - تعالى - ، وأن الذي مدحه زين وذمه شين هو الله - تعالى - وحده لا شريك له ، و أن يحاسب نفسه ويتفقد عيوبه و آفاته و تقصيره ، وأن يكثر من العبادة السر من صلاة ليل و صدقة سر، و البكاء خالياً من خشية الله ..

كما عليه أن يستعين بالله تعالى على تحقيق الإخلاص ، وأن يدعو بهذا الدعاء الوارد عن النبي صلى الله عليه و سلم( اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك و أنا أعلم و أستغفرك لما لا أعلم ).
والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

من موقع الشيخ عبدالعزيز العبداللطيف
http://www.alabdulltif.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=31296

طالبة فقه
2010-12-07, 01:26 AM
لاحرمك الله الاجر والمثوبه بارك الرحمن فيك على الفائده

ابن أبي الحسن
2011-01-09, 02:42 PM
في كتابه الإعلام بشرح نواقض الإسلام:






النوع الثاني : الشرك الخفي :






وهو الشرك في النيات والمقاصد والإرادات كالرياء والسمعة كمن يعمل عملاً مما يتقرب به إلى الله فيُحسن عمله من صلاة أو قراءة لأجل أن يمدح ويثنى عليه لما روي في المسند من حديث يزيد يعنى بن الهاد عن عمرو عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله قال: الرياء .






وهذا النوع من الشرك لا يكاد يسلم منه أحد، قال ابن القيم رحمه الله : ( فذلك البحر الذي لا ساحل له، وقلَّ من ينجو منه، فمن أراد بعمله غير وجه الله ونوى شيئاً غير التقرب إليه وطلب الجزاء منه فقد أشرك في نيَّته وإرادته ) أ. هـ.






قال الطيبي رحمه الله : ( هو من أضر غوائل النفس وبواطن مكائدها، يبتلى به العلماء والعباد والمشمرون عن ساق الجد لسلوك طريق الآخرة، فإنهم مهما قهروا أنفسهم وفطموها عن الشهوات ، وصانوها عن الشبهات، عجزت نفوسهم عن الطمع في المعاصي الظاهرة، وطلبت الاستراحة إلى إظهار العلم والعمل، فوجدت مخلصا من مشقة المجاهدة إلى لذة القبول عند الخلق ولم تقنع باطلاع الخالق وفرحت بحمد الناس، ولم تقنع بحمد الله وحده، فأحبت مدحهم وتبركهم بمشاهدته وخدمته وإكرامه وتقديمه في المحافل فأصابت النفس بذلك أعظم اللذات وأعظم الشهوات وهو يظن أن حياته بالله وبعبادته وإنما حياته هذه الشهوة الخفية التي تعمى عن دركها العقول النافذة، وقد أثبت اسمه عند الله من المنافقين وهو يظن أنه عند الله من عباده المقربين) انتهى .






وهذا النوع نوع دقيق جداً وللشيطان فيه من المسلم نصيب عظيم القدر حتى من أهل الزهادة والعبادة، وضل فيه أكثر الناس، بين مُسرف علّق قلبه بمدح الناس أو ذمهم فلم يكن له في الآخرة من عمله نصيب، وبين تارك للعبادة خشية الرياء والسمعة وقد تمادى أصحاب هذا المسلك حتى قصدوا ذمّ الناس ولومهم، ففعلوا ما يلامون عليه، وسموا بـ( الملامية ) أرادوا بذلك مقابلة أهل الرياء والسمعة ، والحق بين ذلك الأمر بالإخلاص في الطاعة، والحث على الإكثار من العمل الصالح، فالإخلاص هو حقيقة الدين ومفتاح دعوة الرسل قال تعالى : ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) .






والعمل الذي يرد عليه الرياء لا يخلوا من حالات ذكرها الحافظ ابن رجب ومُلخّصها :






الأولى : أن ينشيء العامل العبادة من أصلها لغير الله، فلا يريد بها إلا متاع الدنيا المحض، فهذا العمل عمل المنافقين، ولا يُتصور وقوعه من مؤمن، بل هو من صفات المنافقين الخُلّص قال تعالى: (وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ) ولا يكاد يصدر عن مؤمن في فرض الصلاة والصيام وقد يصدر في الصدقة الواجبة والحج وغيرهما من الأعمال الظاهرة ملكاً يتعدى نفعها فإن الإخلاص فيها عزيز وهذا العمل لا يشك مسلم أنه حابط وأن صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة .






الثانية : يكون العمل لله ويشاركه الرياء من أصله فالنصوص الصحيحة تدل على بطلانه أيضا وحبوطه وفي صحيح مسلم عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تبارك وتعالى: ( أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه )






العمل إذا خالطه شيء من الرياء كان باطلاً، ولا نعرف عن السلف في هذا خلافا وإن كان فيه خلاف عن بعض المتأخرين .






الثالثة : أن يكون أصل العمل لله ثم طرأت عليه نية الرياء فإن كان خاطراً ودفعة لا يؤثر بغير خلاف فإن استرسل معه فهل يحبط عمله أم لا ويجازى على أصل نيته في ذلك اختلاف بين العلماء من السلف قد حكاه الإمام أحمد وابن جرير الطبري وأرجو أن عمله لا يبطل بذلك وأنه يجازى بنيته الأولى .






مسألة :






وقد يكون الامتناع من عمل الخير خشية الرياء رياء، روى البيهقي في شعب الإيمان من حديث محمد بن عبدويه قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: ( ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما ) .






قال النووي رحمه الله : ( ومعنى كلامه أن من عزم على عبادة وتركها مخافة أن يراه الناس، فهو مراء، لأنه ترك العمل لأجل الناس، أما لو تركها ليصليها في الخلوة فهذا مستحب إلا أن تكون فريضة، أو زكاة واجبة، أو يكون عالماً يقتدى به، فالجهر بالعبادة أفضل ... ) انتهى

أسأل الله أن يخلصنا من الرياء بصورتيه

الإعلام بشرح نواقض الإسلام
http://d1.islamhouse.com/data/ar/ih_books/single/ar_alealam_bsharh_nwaked_alisl am.pdf

طالبة فقه
2011-01-09, 03:31 PM
جزاكـ الله الجنة..آمين

ابن أبي الحسن
2011-01-10, 03:32 PM
كتاب الإخلاص والشرك الأصغر للشيخ المحقق عبدالعزيز العبداللطيف

المرفقات >