المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا أفعل أحب المدح والثناء كثيرااا ؟؟؟ فكيف السبيل للخلاص من ذلك ؟؟؟



الحافظة
2009-05-09, 12:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




ماذا أفعل أحب المدح والثناء كثيرااا فيما أقوم به ؟؟؟ فكيف السبيل للخلاص من ذلك ؟؟؟





أقول :

قال :
الإمام بن القيم الجوزية : لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس ، إلا كما يجتمع الماء والنار والضبُّ والحوت .
فإذا حدثتك نفسك بطلب الإخلاص فأقبِل على الطمع أولاً فاذبحه بسكين اليأس ، وأقبِل على المدح والثناء فازهد فيهما زهد عُشاق الدنيا في الآخرة فإذا استقام لك ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح ؛ سهل عليك الإخلاص .

فإذا قلت وما الذي يُسهل علي ذبح الطمع والزهد في الثناء والمدح .

قلت : أما ذبح الطمع فيسهله عليك علمُك يقيناً أنه ليس من شيء يُطمع فيه إلا وبيد الله وحده خزائنه ، لا يملكها غيره ، ولا يؤتى العبد منها شيئا سواه .

وأما الزهد في الثناء والمدح فيسهله عليك علمُك أنه ليس أحدٌ ينفع مدحه ويزين ويضر ذمه ويشين إلا الله وحده ، كما قال ذلك الأعرابيّ للنبي صلى الله عليه وسلم : إن مدحي زين وذمي شين . فقال : (( ذلك الله عز وجل )) .

فازهد في مدح من لا يزينك مدحه وفي ذم من لا يشينك ذمه ، وارغب في مدح من كلُّ الزين في مدحه وكل الشين في ذمه .

ولن تقدر على ذلك إلى بالصبر واليقين ؛ فمتى فقد الصبر واليقين كنت كمن أراد السفر في البحر في غير مركب .

قال تعالى : ((فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون )) سورة الروم الآية (60) .

وقال تعالى (( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآيتنا يوقنون )) السجدة الآية (26) .

(( الفوائد )) : ص (219-220)




ربي أسألك الإخلاص في القول والعمل


وأن


ترزقني حبك ورضاك وتوفيقك

ابن تيميـة
2009-05-09, 02:24 PM
ماذا أفعل أحب المدح والثناء كثيرااا فيما أقوم به ؟؟؟ فكيف السبيل للخلاص من ذلك ؟؟؟





يقول ابن حزم رحمه الله :
(باب عظيم من أبواب العقل والراحة، وهو اطراح المبالاة بكلام الناس واستعمال المبالاة بكلام الخالق عز وجل بل هذا باب العقل والراحة كلها.
من قدّر أنه يسلم من طعن الناس وعيبهم فهو مجنون)
وقال :
(من حقق النظر وراض نفسه على السكون إلى الحقائق وإن آلمتها في
أول صدمة كان اغتباطه بذم الناس إياه أشد وأكثر من اغتباطه بمدحهم إياه لأن مدحهم إياه إن كان بحق وبلغه مدحهم له أسرى ذلك فيه الْعُجْب فأفسد بذلك فضائله. وإن كان بباطل فبلغه فسره فقد صار مسروراً بالكذب وهذا نقص شديد.وأما ذم الناس إياه فإن كان بحق فبلغه فربما كان ذلك سبباً إلى تجنبه ما يعاب عليه وهذا حظ عظيم لا يزهد فيه إلا ناقص.
وإن كان بباطل وبلغه فصبر اكتسب فضلاً زائداً بالحلم والصبر وكان مع ذلك غانماً لأنه يأخذ حسنات من ذمه بالباطل فيحظى بها في دار الجزاء أحوج ما يكون إلى النجاة بأعمال لم يتعب فيها ولا تكلفها وهذا حظ عظيم لا يزهد فيه إلا مجنون . وأما إن لم يبلغه مدح الناس إياه فكلامهم وسكوتهم سواء وليس كذلك ذمهم إياه لأنه غانم للأجر على كل حال بلغه ذمهم أو لم يبلغه. ولولا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثناء الحسن:[عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قُلْتُ لَهُ الرَّجُلُ يَعْمَلُ الْعَمَلَ لِلَّهِ فَيُحِبُّهُ النَّاسُ عَلَيْهِ؟ قَالَ:] َذلِكَ عَاجِلُ بُشْرَى الْمُؤْمِنِ". لوجب أن يرغب العاقل في الذم بالباطل أكثر من رغبته في المدح بالحق ولكن إذا جاء هذا القول فإنما تكون البشرى بالحق لا بالباطل، فإنما تجب البشرى بما في الممدوح لا بنفس المدح)
وقال :
(وليس في الرذائل أشبه بالفضائل من محبة المدح ودليل ذلك أنه في الوجه سخف ممن يرضى به وقد جاء في الأثر في المداحين ما جاء إلا أنه قد ينتفع به في الإقصار عن الشر والتزيد من الخير وفي أن يرغب في ذلك الخلق الممدوح من سمعه . ولقد صح عندي أن بعض السائسين للدنيا لقي رجلاً من أهل الأذى للناس وقد قلد بعض الأعمال الخبيثة فقابله بالثناء عليه وبأنه قد سمع شكره مستفيضاً ووصفه بالجميل والرفق منتشراً فكان ذلك سبباً إلى إقصار ذلك الفاسق عن كثير من شره)

وقال :
(ومما ينجع في الوعظ أيضاً الثناء بحضرة المسيء على من فعل خلاف فعله فهذا داعية إلى عمل الخير. وما أعلم لحب المدح فضلاً إلا هذا وحده وهو أن يقتدي به من يسمع الثناء)

وقال :
(فصل: في تطلع النفس إلى ما يستر عنها من كلام مسموع أو شيء يدني إلى المدح وبقاء الذكر
هذا أمران لا يكاد يسلم منهما أحد إلا ساقط الهمة جداً أو من راض نفسه الرياضة التامة وقمع قوة نفسه الغضبية قمعاً كاملاً.....)

ثم ذكر كلاما طويلا في غاية النفاسة .



والله من وراء القصد .

الحافظة
2009-05-09, 06:58 PM
... بارك الله فيكم وزادكم من فضله ...

ربوع الإسـلام
2009-05-09, 08:40 PM
من حقق النظر وراض نفسه على السكون إلى الحقائق وإن آلمتها في
أول صدمة كان اغتباطه بذم الناس إياه أشد وأكثر من اغتباطه بمدحهم إياه لأن مدحهم إياه إن كان بحق وبلغه مدحهم له أسرى ذلك فيه الْعُجْب فأفسد بذلك فضائله. وإن كان بباطل فبلغه فسره فقد صار مسروراً بالكذب وهذا نقص شديد.وأما ذم الناس إياه فإن كان بحق فبلغه فربما كان ذلك سبباً إلى تجنبه ما يعاب عليه وهذا حظ عظيم لا يزهد فيه إلا ناقص.

جزاكم الله خيرًا ..

وجزى الله خيرًا اختي الحافظة ..

الحافظة
2009-05-10, 12:10 AM
الله يرضى عليك أختي ربوع الإسلام ويبارك فيك ويوفقك لمرضاته