المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مرثية الشيخ بداه ولد البوصيري رحمه الله (حامد العلي)



أبو و أم معاذ
2009-05-08, 03:22 PM
من موقع الشيخ حامد


مضى فالعلْم منتحبٌ يَهيــمُ ** وكـلُّ المسْلمينَ بهمْ وُجـُـومُ
ومن لمْ يبكِ من أسَفٍ عليهِ ** فلا نُعْمـى عليهِ ، ولا كريــمُ
كــأنَّ تردَّدَ الأفْلاكِ نَعْـيُّ ** تـُردِّدُه ، بــها حزنٌ إليــمُ
تطيفُ بهِ الكواكبُ نائحاتٍ ** وذلكَ أنَّ كوْكَبـَـهُ الزعيــمُ
وقدْ بكت النُّجوم لهُ وناحتْ ** فقـدْ كانتْ به تُهدَى النجـومُ
كذا الجوزاءُ تذْكره فتُبـْدي ** إلى الدبران ما يُبـدِي الكليـمُ
هو المثَـَلُ الكبير من المعالي ** هو الأدبُ الرفيـعُ ، هو العلـومُ
هو الأسَدُ الهزبرُ فلا يُبـَالي ** يقولُ الحقَّ ، إنْ ضـَجَّ الغَشـُومُ
وأطلقَ منْ مَعارفـِهِ عُلوُمــاً ** بها في النَّاس تنْـدهشُ الفهُـومُ
علا فوقَ المعارفِ وهْيَ شمسٌ ** ففوْقَ الشمسِ منزلُه العظيــمُ
سأبكيـِهِ ومـا أُبقـي بعيـْنٍ ** سـوى دمـعٍ على دمعٍ يدومُ


حامد بن عبدالله العلي

ابو البراء الغزي
2009-05-09, 09:51 AM
وفاة مفتي موريتانيا العلامة ولد البوصيري


لواء الشريعة ـ وكالات
أضيف في :7 - 5 - 2009

أُعلن في العاصمة الموريتانية نواكشوط صباح اليوم رسميًّا عن وفاة مفتي البلاد العلامة البارز الشيخ "بداه ولد البوصيري"، بعد مرض طويل أقعده عن التعليم والتدريس، منذ نحو ست سنوات تقريبًا.

وقد أدى آلاف الموريتانيين صلاة الجنازة على الشيخ "ولد البوصيري" في المسجد الكبير بالعاصمة نواكشوط، وسط حالة من الصدمة والذهول والحزن على فراق "ولد البوصيري"، الذي يأتي بعد أسبوع من رحيل علامة بارز آخر هو الشيخ "محمد سالم ولد عدود".

وقد رحل "ولد البوصيري" بعد عمر يناهز تسعين عامًا، حيث ولد في عام 1919م، وتلقى كل تعليمه في المحاضر "المدارس التقليدية"، ثم أصبح أحد أبرز شيوخ ومدرسي هذه المحاضر، التي شكلت لقرون من الزمن المؤسسات التعليمية الوحيدة في البلد.

وأسس "البوصيري" محضرته الخاصة في العاصمة نواكشوط قبل استقلال البلاد عام 1960م، وأمَّ أول صلاة جمعة أقيمت في العاصمة بعد استقلالها عن المستعمر الفرنسي، وبقي من حينها إمامًا للجامع الكبير في العاصمة ومفتيًا للبلاد.

وقد أشرف "ولد البوصيري" على تطبيق الشريعة الإسلامية في عهد الرئيس الأسبق "محمد خونا ولد هيداله" في الفترة من 1980م إلى 1984م؛ حيث كان يصدر فتاواه التي تأخذ بعدًا رسميًّا في كل مناحي تطبيق الشريعة الإسلامية في فترة "ولد هيداله".

ويقول ذووه والمقربون منه: إنه حفظ القرآن الكريم برواية الإمام نافع وهو ابن سبع سنين، قبل أن يأخذه بروايات أخرى بعد ذلك، ثم تبحر في علوم الشريعة واللغة العربية على يد العلماء المعاصرين له في أنحاء المنطقة الصحراوية قبل ميلاد الدولة الموريتانية الحالية، وقبل أن تأخذ خريطة البلاد شكلها الحالي.

مواقف وفتوى:

اشتهر ولد البوصيري بين الناس بقول الحق أمام الحكام، وكانت مواقفه القوية في وجه حكام البلاد منذ استقلالها وحتى سنواته الأخيرة مثار حديث وإعجاب واهتمام من قبل كل الموريتانيين.

كما اشتهر أيضًا بقيادته لأول مظاهرة ضد القوانين الوضعية المخالفة للشريعة في البلاد، حيث قاد مظاهرة لإلغاء ما يعرف بدستور "ولد ابنيجاره" الذي كان رئيسًا للوزراء في مطلع الثمانينات، وهو أول دستور للبلاد يوصف بأنه علماني، لكن السلطات تراجعت عن ذلك الدستور بعد الضغط المكثف الذي قاده "ولد البوصيري" وقتها.

كما عارض بشدة الاعتقالات التي نفذها نظام الرئيس الأسبق "معاوية ولد الطايع" لمجموعات من أئمة وعلماء البلاد، ووقع على فتوى تحرم التطبيع مع "إسرائيل"، قبل أن يضعفه المرض، ويلزم فراشه منذ عام 2003م تقريبًا.

وله الكثير من المؤلفات في المجالات الفقهية والشرعية عمومًا، كما اشتهر أيضًا بالزهد فيما تقدمه الدولة من مزايا وخدمات وهدايا ظل يرفضها باستمرار.

وبرحيل العلامة "ولد البوصيري"، وقبله بنحو أسبوع العلامة "محمد سالم ولد عدود" تكون موريتانيا قد فقدت أهم عالمين جليلين ظلا يشكلان لعقود من الزمن مرجعية علمية وفقهية ركينة في المشهد الفقهي بموريتانيا، ما جعل البعض يسمي أسبوع رحيلهما بأسبوع الحزن.





رحم الله علماء المسلمين
و اسكنه الله الجنه