المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَمَضى شَفيق



أحمد البكري
2009-04-22, 03:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إليكم قصيدة تثير في -مجددا- الشجون:


وَمَضى شَفيق

وَمَضى شَفيق...
كَالشِهابِ بومضهِ وعبورهِ...
كالكوكبِ الدريَّ قَد مَلأ السماء بنورهِ...
كالبلبلِ الصدّاحِ عادَ لشدوهِ وصفيرهِ...
كالجدولِ الرقراقِ يُشجي القلبَ صوتُ خَريرهِ...

وَمَضى شَفيق...
لستُ أدري كيفَ نَحيا بَعدهُ...
أم كيفَ نَنسى ذلكَ الماضي وَنَنسى وجدهُ...
ما كانَ يَعشقُ طِفلةً غيداءَ تَعشقُ شدوهُ...
بل كانَ يَعشقُ زمهريرَ الحربِ يصنعُ مَجدهُ...

وَمَضى شَفيق...
والجبالُ تميدُ.. تصرخُ حَولنا....
أرى نسوةً يَصرخنَ ذُعرًا.. من تُرى يَبقى لنا...
وَضَجَيجُهنَّ وَمَن سَيَحميهُنَّ مِن دَنِسِ الخَنا...
عُد يا شَفيق مُجَدَّدًا... عُد يا شَفيق مُجَدَّدًا...
هَلّا رَحمتَ بُكائنا...

وَمَضى شَفيق...
والزمانُ يسيرُ هوناً في فتور...
هي عِبرةُ الماضي وصوتُ الحقَّ صَدّاحٌ جَهور...
والحَقُّ أبلجُ ساطعٌ... والحَقُّ مَحفوفٌ بِنور...
مِن أجلهِ قُتَلوا شَفيقَ فَيَا لِعربَدةِ الفُجور...

إن كُنتُ أنسى.. لستُ أنسى ذلكَ اليَوم العَصيب...
يَوم التِفافِ الخَصمِ حولَ عَرينهِ الصعبِ المَهيب...
وتراجعَ الأبطال.. كُلٌ للقيادةِ مُستَجيب...
وَمَضى بِمِدفعهِ وحيداً يدفعُ الموتَ الرَّهيب…
ويقولُ دَعني عَلَّ ما أرجوهُ مِن أملٍ قَريب...

وتَوالَتِ الضَرباتُ والأهوالُ تَرقُصُ حَولَهُ...
والشَرُّ يَهتِفُ صارِخاً... هَذا شَفيقُ.. فَمَن لَهُ...
ثُمَّ انقَضى...
وجاءَ ما يَرجوهُ... صارَ حيالهُ...
وتناثرت أشلاءُهُ ودِماءُهُ.. سَعداً لَهُ...
وَمَضى شَهيداً.. خالداً...

ومضى أُخيَّ هناك... في القُصورِ وفي الجِنان...
ويَطيرُ مِن غُصنٍ إلى غُصنٍ... يُحييهِ المَكان...
حُورٌ.. وأطيارٌ.. وأنهارٌ.. وشُكورٌ وامتِنان...
يلقى الأحبةَ غادياً...
ويَروحُ تَصحَبَهُ الحِسان...

وَمَضى شَفيق...
وَيحَكُم تَدرونَ مَن هَذا شَفيق...

وَمَضى شَفيق...
يُحيي شَباباً صادِقاً.. عَرَفَ الطريق...
صَنَعوا لنا التاريخَ... والآمالَ... والمَجدَ العَريق...
بِدمائِهم وجِهادِهِم... وَضعوا المَشاعِلَ في الطريق...


القصيدة بصوت رائع:

http://download.media.islamway.com/several/246/01_Qwafel1.rm
أو
http://download.media.islamway.com/several/246/01_Qwafel1.mp3

العقل العربي
2009-04-22, 07:40 PM
هداك الله لقد بعثرت الجراح

أبو ذر العاملي
2013-05-18, 08:35 AM
غفر الله لك .. أعدتنا 25 عاماً إلى ذكرى محفورة وشجن نغالبه
رحم الله شفيقاً وشيخه ورفاقهم وألحقنا بهم غير خزايا ولا مفتونين