مشاهدة النسخة كاملة : هل صاحب مدين هو شعيب النبي المعروف أم لا ؟
السلفية النجدية
2009-04-01, 04:10 AM
قال الشيخ العلامة : ( عبد الرحمن السعدي ) - رحمه الله تعالى - في تفسير سورة القصص بعدما ذُكرت قصة موسى - عليه السلام - مع صاحب مدين ، عدد الآيات ( 22 – 28 ) ، فارجع لها إن شئت :
(( وهذا الرجل أبو المرأتين صاحب مدين ليس بشعيب النبي المعروف كما اشتُهِر عند كثير من الناس ، فإن هذا قولُ لم يدل عليه دليل ، وغاية ما يكون أن شعيبًا عليه السلام قد كانت بلده مدين ، وهذه القضية جرت في مدين ، فأين الملازمة بين الأمرين ؟! وأيضا فإنه غير معلوم أن موسى أدرك زمان شعيب ، فكيف بشخصه ؟!
ولو كان ذلك الرجل شعيبا ؛ لذكره الله تعالى ولسمَّـتْه المرأتان ، وأيضا فإن شعيبا عليه الصلاة والسلام قد أهلك الله قومه بتكذيبهم إيّاه ، ولم يبقَ إلا من آمن به ، وقد أعاذ الله المؤمنين به أن يرضَوْا لبنتي نبيّهم بمنعهما عن الماء وصدّ ماشيتهما حتى يأتيهما رجل غريب فيُحسِن إليهما ويسقي ماشيتهما ، وما كان شعيب ليرضى أن يرعى موسى عنده ويكون خادما له وهو أفضل منه وأعلى درجة ؛ إلا أن يقال : هذا قبل نبوة موسى ؛ فلا منافاة . وعلى كل حال ، لا يُعتَمد على أنه شعيب النّبي بغير نقل صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم . والله أعلم )) انتهى .
انظر : ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، المجلد الثالث " 5 - 6 " ، ص 1278 – 1279 ) .
السلفية النجدية ..
أبو الحارث السلفي
2009-04-01, 06:34 AM
بارك الله فيك فائدة طيبة وفعلا هذا شائع عند الناس
أبو الفداء
2009-04-01, 07:00 AM
بارك الله فيك.. هو كما قال الشيخ رحمه الله وطيب ثراه.. غير أنه استوقفني قوله:
وما كان شعيب ليرضى أن يرعى موسى عنده ويكون خادما له وهو أفضل منه وأعلى درجة
فهذا الكلام يُفهم منه وجود تلازم في عرف أهل تلك البلاد في زمانهم بين العمل كراع أجير عند واحد من الناس، وبين كون الأجير أدنى منزلة من المستأجر، وهذا غير معلوم لنا! ومن المعلوم أن هناك فرقا بين كون الرجل راعيا مستأجرا وبين كونه خادما.. فصحيح أن الخادم يكون في منزلة أدنى من المخدوم غالبا، ولكن أين ما منه يفهم أن الرجل استأجره عليه السلام ليكون عنده خادما؟ النص دل على أنه استأجره ليعمل عنده ولكن لم يدل على أنه جعله خادما له. وفي الحقيقة فلو قلنا أنه يمتنع أن يكون هذا الرجل هو نبي الله شعيب لهذه العلة، فمن باب أولى أن يمتنع كونه رجلا من عامة المؤمنين في زمان موسى لذات العلة، فإن لم يرض نبي باستعمال موسى لكونه أرفع منه منزلة في النبوة، أفيرضى بذلك رجل مؤمن من عامة الناس من دون الأنبياء؟
فالحاصل أن استدلال الشيخ رحمه الله بهذا التلازم ليس بصحيح، والحجة على أصحاب هذا القول عدم الدليل كما ذكر رحمه الله، والله أعلم.
حفيد صلاح الدين
2009-04-01, 10:03 AM
رحم الله العلامة الشيخ السعدي رحمة واسعة ..
وسؤال لطلبة العلم :
ولو كان ذلك الرجل شعيبا ؛ لذكره الله تعالى ولسمَّـتْه المرأتان
هل من شارح لهذه العبارة .؟! وكيف السبيل الى هذه الفرضية .؟
أبو عبد العظيم
2009-04-01, 12:28 PM
بارك الله فيكم على الفائدة
التقرتي
2009-04-01, 12:44 PM
جامع الرسائل : ابن تيمية
رسالة في قصة شعيب عليه السلام :
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
أما بعد فقد ذكر الله سبحانه وتعالى قصة شعيب النبي في غير موضع من كتابه وإرساله إلى أهل مدين وقال في موضع آخر كذب أصحاب الأيكة المرسلين سورة الشعراء 176 فأكثر الناس يقولون إنهم أهل مدين ومن الناس من يجعلها قصتين
شيخ مدين لم يكن شعيبا
وذكر في قصة موسى أنه ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما الآية سورة القصص 23 إلى آخر القصة فموسى عليه السلام قضى أكمل الأجلين ولم يذكر عن هذا الشيخ أنه كان شعيبا ولا أنه كان نبيا ولا عند أهل الكتابين أنه كان نبيا ولا نقل عن أحد من الصحابة أن هذا الشيخ الذي صاهر موسى كان شعيبا النبي لا عن ابن عباس ولا غيره بل المنقول عن الصحابة أنه لم يكن هو شعيب
قال سنيد بن داود شيخ البخاري في تفسيره بإسناده عن ابن عباس قال اسمه يثرى قال حجاج وقال غيره يثرون وعن شعيب الجبائي أنه قال اسم الجاريتين ليا وصغوره وامرأة موسى صغوره ابنة يثرون كاهن مدين والكاهن الحبر وفي رواية عن ابن عباس أن اسمه يثرون أو يثرى
وقال ابن جرير اسم إحدى الجاريتين ليا ويقال شرفا والأخرى صغورة وقال أيضا وأما أبوهما فمختلف في اسمه فقال بعضهم اسمه يثرون وقال ابن مسعود الذي استأجر موسى ابن أخي شعيب يثرون وقال أبو عبيدة هو يثرون ابن أخي شعيب النبي
وقال آخرون اسمه يثرى وهو منقول عن ابن عباس
وقال الحسن يقولون هو شعيب النبي لا ولكنه سيد أهل الماء يومئذ
قال ابن جرير وهذا لا يدرك علمه إلا بخبر عن معصوم ولا خبر في ذلك
وقيل اسمه أثرون
فهذه كتب التفسير التي تروي بالأسانيد المعروفة عن النبي والتابعين لم يذكر فيها عن أحد أنه شعيب النبي ولكن نقلوا بالأسانيد الثابتة عن الحسن البصري أنه قال يقولون إنه شعيب وليس بشعيب ولكنه سيد الماء يومئذ
فالحسن يذكر أنه شعيب عمن لا يعرف ويرد عليهم ذلك ويقول ليس هو شعيب
وإن كان الثعلبي قد ذكر أنه شعيب فلا يلتفت إلى قوله فإنه ينقل الغث والسمين فمن جزم بأنه شعيب النبي فقد قال ما ليس له به علم وما لم ينقل عن النبي ولا عن الصحابة ولا عمن يحتج بقوله من علماء المسلمين وخالف في ذلك ما ثبت عن ابن عباس والحسن البصري مع مخالفته أيضا لأهل الكتابين فإنهم متفقون على أنه ليس هو شعيب النبي فإن ما في التوراة التي عند اليهود والإنجيل الذي عند النصارى أن اسمه يثرون وليس لشعيب النبي عندهم ذكر في التوراة
كان شعيب عربيا وموسى عبرانيا
وقد ذكر غير واحد من العلماء أن شعيبا كان عربيا بل قد روي عن أبي ذر مرفوعا إلى النبي رواه أبو حاتم وغيره أن شعيبا كان عربيا وكذلك هود وصالح وموسى كان عبرانيا فلم يكن يعرف لسانه
وظاهر القرآن يدل على مخاطبة موسى للمرأتين وأبيهما بغير ترجمان
وإنما شبهة من ظن ذلك أنه وجد في القرآن قصة شعيب وإرساله إلى أهل مدين ووجد في القرآن مجيء موسى إلى مدين ومصاهرته لهذا فظن أنه هو
والقرآن يدل أن الله أهلك قوم شعيب بالظلة فحينئذ لم يبق في مدين من قوم شعيب أحد وشعيب لا يقيم بقريه ليس بها أحد وقد ذكروا أن الأنبياء كانوا إذا هلكت أممهم ذهبوا إلى مكة فأقامة بها إلى الموت كما ذكر أن قبر شعيب بمكة وقبر هود بمكة وكذلك غيرهما
وموسى لما جاء إلى مدين كانت معمورة بهذا الشيخ الذي صاهره ولم يكن هؤلاء قوم شعيب المذكورين في القرآن بل ومن قال إنه كان ابن أخي شعيب أو ابن عمه لم ينقل ذلك عن ثبت والنقل الثابت عن ابن عباس لا يعارض بمثل قول هؤلاء
وما يذكرونه في عصا موسى وأن شعيبا أعطاه إياها وقيل أعطاه إياها هذا الشيخ وقيل جبريل وكل ذلك لا يثبت
وعن أبي بكر أظنه الهذلي قال سألت عكرمة عن عصا موسى قال هي عصا خرج بها آدم من الجنة ثم قبضها بعد ذلك جبريل فلقي بها موسى ليلا فدفعها إليه
وقال السدي في تفسيره المعروف أمر أبو المرأتين ابنته أن يأتي موسى بعصا وكانت تلك العصا عصا استودعها ملك في صورة رجل إلى آخر القصة استودعه إياها ملك في سورة رجل وأن حماه خاصمه وحكما بينهما رجلا وأن موسى أطاق حملها دون حميه وذكر عن موسى أنه أحق بالوفاء من حميه
ولو كان هذا هو شعيبا النبي لم ينازع موسى ولم يندم على إعطائه إياها ولم يحاكمه ولم يكن موسى قبل أن ينبأ أحق بالوفاء منه فإن شعيبا كان نبيا وموسى لم يكن نبيا فلم يكن موسى قبل أن ينبأ أكمل من نبي وما ذكره زيد من أنه كان يعرف أن موسى نبي إن كان ثابتا فالأحبار والرهبان كانت عندهم علامات الأنبياء وكانوا يخبرون بأخبارهم قبل أن يبعثوا والله سبحانه أعلم
فصل
وأما شياع كون حمى موسى شعيبا النبي عند كثير من الناس الذين لا خبرة لهم بحقائق العلم ودلائله وطرقه السمعية والعقلية فهذا مما لا يغتر به عاقل فإن غاية مثل ذلك أن يكون منقولا عن بعض المنتسبين إلى العلم وقد خالفه غيره من أهل العلم وقول العالم الذي يخالفه نظيره ليس حجة بل يجب رد ما تنازعا فيه إلى الأدلة
ومثال ذلك ما ذكره بعضهم أو كثير منهم من أن الرسل المذكورين في سورة يس هم من حواريي المسيح عليه السلام وأن حبيب النجار آمن بهم وهذا أمر باطل عند أجلاء علماء المسلمين وعند أهل الكتاب فإن الله قد أخبر عن هذه القرية التي جاءها المرسلون أنه قد أهلك أهلها فقال تعالى إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون الآية 29
وأنطاكية لما جاءها اثنان من الحواريين بعد رفع المسيح آمنوا بهما وهي أول مدينة اتبعت المسيح ولم يهلكهم الله بعد المسيح باتفاق المسلمين وأهل الكتاب فكيف يجوز أن يقال هؤلاء هم رسل المسيح
وأيضا فإن الذين أتوهم كانا اثنين من الحواريين وأهل الكتاب معترفون بذلك ولم يكن حبيب النجار موجودا حينئذ بل هؤلاء رسل أرسلهم الله قبل المسيح وأهلك أهل تلك القرية وقد قيل إنها أنطاكية وآمن حبيب بأولئك الرسل ثم بعد هذا عمرت أنطاكية وجاءتهم رسل المسيح بعد ذلك
والحواريون ليسوا رسل الله عند المسلمين بل هم رسل المسيح كالصحابة الذين كان النبي يرسلهم إلى الملوك ومن زعم أن هؤلاء حواريون فقد جعل للنصارى حجة لا يحسن أن يجيب عنها وقد بسطنا ذلك في الرد على النصارى وبينا أن الحواريين لم يكونوا رسلا فإن النصارى يزعمون أن الحواريين رسل الله مثل إبراهيم وموسى وقد يفضلونهم على إبراهيم وموسى وهذا كفر عند المسلمين وقد بينا ضلال النصارى في ذلك
(آخره والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه)
http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8%B9_%D8%A 7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D8%A 6%D9%84/%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9 _%D9%81%D9%8A_%D9%82%D8%B5%D8% A9_%D8%B4%D8%B9%D9%8A%D8%A8_%D 8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87_%D8%A7% D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85
أبو حازم البصري
2009-04-01, 01:40 PM
رحم الله العلامة الشيخ السعدي رحمة واسعة ..
وسؤال لطلبة العلم :
ولو كان ذلك الرجل شعيبا ؛ لذكره الله تعالى ولسمَّـتْه المرأتان
هل من شارح لهذه العبارة .؟! وكيف السبيل الى هذه الفرضية .؟
أي لذكره الله -عز وجل باسمه- وكذلك ابنتاه.
ولشيخ الإسلام رسالة نصر فيها ما اختاره الشيخ السعدي -رحمهما الله-.
الراجية رحمة الله وعفوه
2009-04-01, 03:08 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسنتم أحسن الله إليكم طالما كنا نظن أن شعيباً هو المقصود في قصة موسى عليه السلام مع المرأتين
حفيد صلاح الدين
2009-04-01, 04:48 PM
أخي الكريم ابو حازم رعاك الله ..
أفهم العبارة .. ومنذ عشرين سنة "او اكثر" ادري ولله الحمد انه ليس بشعيب النبي عليه الصلاة والسلام .. ولكن العبارة مشكلة .! بهذا الجزم لوكان شعيبا لذكره الله .! ولسمته ابنتاه .! لا اكاد افهم ..
واضيف : ان الله تعالى لم يسم صاحب موسى "الخضر" ولم يسمه موسى كذلك في القرآن ومع ذلك هو خضر ..؟!
وبانتظار حل الاشكال ..
التقرتي
2009-04-01, 05:08 PM
أخي الكريم ابو حازم رعاك الله ..
أفهم العبارة .. ومنذ عشرين سنة "او اكثر" ادري ولله الحمد انه ليس بشعيب النبي عليه الصلاة والسلام .. ولكن العبارة مشكلة .! بهذا الجزم لوكان شعيبا لذكره الله .! ولسمته ابنتاه .! لا اكاد افهم ..
واضيف : ان الله تعالى لم يسم صاحب موسى "الخضر" ولم يسمه موسى كذلك في القرآن ومع ذلك هو خضر ..؟!
وبانتظار حل الاشكال ..
الله سبحانه و تعالى لم يذكر الخضر باسمه بعكس شعيب فهو مذكور في العديد من الآيات لذلك لو كانت هذه الآية تخصه لكان ذكر اسمه كما ذكره في العديد من المواضع
و الله اعلم
حفيد صلاح الدين
2009-04-01, 05:45 PM
الموضوع وسياق الاية هو موسى في كلا القصتين عليه السلام .. ولا داعي لذكر الامور الاخرى .!
والاشكال باق فمن له .؟
السكران التميمي
2009-04-01, 06:30 PM
ولكن العبارة مشكلة .! بهذا الجزم لوكان شعيبا لذكره الله .! ولسمته ابنتاه .! لا اكاد افهم ..
واضيف : ان الله تعالى لم يسم صاحب موسى "الخضر" ولم يسمه موسى كذلك في القرآن ومع ذلك هو خضر ..؟!
وبانتظار حل الاشكال ..
كلامك واضح أخي (حفيد صلاح الدين) وإشكالك وصل.
والجواب على النحو الآتي:
أن الله سبحانه وتعالى لمّا أراد أن يظهر لموسى أنه يوجد من هو أعلم منه، أخبره أن هناك رجلا لا يعرفه موسى عليه السلام من قبل، فناسب أن يعبر عنه بصيغة النكرة، لعدم حصول سابق علم لموسى بهذا الرجل، وفي هذا زيادة دهشة من الله لموسى، بمعنى رجل غريب لا يعرفه يعلم وموسى الرجل المعروف النبي يجهل، فكانت هذه مناسبة التنكير وعدم ذكر الخضر في القصة.
أما بالنسبة لقصة شيخ مدين، فلشهرة نبي الله شعيب في المدينة واشتهار أمره وسكنى هذا الشيخ أيضا معه في نفس البلدة أراد الله سبحانه وتعالى أن لا يحصل لبس بينهما ففارق في الوصف، وأن الشيخ شخص آخر غير نبي الله شعيب. فلذلك قالوا: لو كان شعيبا لذكره الله.
وغفر الله لي ولكم أجمعين
حفيد صلاح الدين
2009-04-01, 06:43 PM
نعم الكلام .. هكذا يكون رفع الاشكال ..
جزاك الله خيرا شيخنا التميمي وزادك بسطة في العلم ..الامر واضح الان .. وكنتَ له حقا .
أبو الفداء
2009-04-01, 07:27 PM
أخي (حفيد)، الأمر هين إن شاء الله .. فهذا لم يذكره الشيخ من باب الاستدلال وإنما من باب الاستئناس أو الاعتضاد.
فقوله رحمه الله
ولو كان ذلك الرجل شعيبا ؛ لذكره الله تعالى ولسمَّـتْه المرأتان
يريد أن النبي شعيبا عليه السلام من الأنبياء الذين ذكرهم الله في القرءان مرارا وذكر قصصهم مع أقوامهم، فلو كان هو ذاك الرجل الذي لقيه موسى ووقع معه ما وقع من قصته تلك فلماذا لم يذكره بالاسم ولو لمرة واحدة في سياق القصة، مع عدم ظهور ما يمنع من ذلك؟ فإن قيل أن الخضر نبي كذلك - على الراجح - وقد وقع منه مع موسى ما هو أعظم مما وقع مع ذلك الرجل ومع ذلك لم يُسمه القرءان، فمن باب أولى ألا يسمي شعيبا في هذه القصة، قلنا لعل سبب عدم تسميته أن الخضر لم تكن له قصته المنفردة التي أفرد الله ذكره فيها مع قومه في القرءان، ولم يأت ذكره إلا في سياق درس واحد علمه الله لنبيه موسى، ولم يكن هناك ما يدعو إلى ذكر المزيد من خبره فوق ذلك.. فلا يقاس حاله في القصص في كتاب الله على حال شعيب عليه السلام! فلو قسنا لقلنا أنه قد يدعو لتسمية شعيب هنا - إن كان هو حقا - ما لا يدعو مثله لتسمية الخضر في قصته.. ولكن لا قياس.
وقد يقال أن مدار القصة هنا - كما في قصة الخضر - على موسى عليه السلام، فلا يدعو داع لذكر اسم الخضر في سياق قصته كما لا يدعو إلى ذكر اسم هذا الرجل هنا، وهذا وجيه، ولكن قد يجاب عنه بأن شعيبا ممن عالجوا قومهم وابتلوا بهم ابتلاءا شديدا، وليس مكث موسى عليه السلام معه فيهم عشر سنين مما يتصور أن يمر هكذا دون أن يكون له أثر في قصة كل من النبيين وفي قصة أهل مدين نفسها.. والله أعلم
لهذا فمن باب تتبع أحوال ذكر الأنبياء وقصصهم في القرءان، يرى الشيخ رحمه الله أن مجرد عدم التسمية هنا قد يكون قرينة إضافية للاستئناس تعضد قوله بأنه لم يكن هو ذلك الرجل.. وليست دليلا منفردا أو حجة يُرتكن إليها في ذلك، فالأمر هين إن شاء الله.
أبو الفداء
2009-04-01, 07:39 PM
أما بالنسبة لقصة شيخ مدين، فلشهرة نبي الله شعيب في المدينة واشتهار أمره وسكنى هذا الشيخ أيضا معه في نفس البلدة أراد الله سبحانه وتعالى أن لا يحصل لبس بينهما ففارق في الوصف، وأن الشيخ شخص آخر غير نبي الله شعيب. فلذلك قالوا: لو كان شعيبا لذكره الله.
بارك الله فيك.. كلام طيب، وهو أخصر وأقصد وأقل تكلفا مما كتبته أنا، وما رأيته إلا الآن (ابتسامة)
ويمكن أن يضاف إليه ما يبين أن اشتراك النبي شعيب وهذا الرجل في كونهما من أهل مدين، لا يلزم منه تعاصرهما، (أعني شعيبا والشيخ الذي لقيه موسى) لأن تعاصرهما في زمان تلك القصة يأول بنا إلى الإشكال الذي ذكرتُه في المشاركة الآنفة، والله أعلم.
السكران التميمي
2009-04-01, 07:55 PM
رفع الله قدرك يا شيخ (أبا الفداء)
حفيد صلاح الدين
2009-04-01, 07:59 PM
جزاك الله خيرا استاذنا "ابو الفداء" على ماتفضلت به من افادة طيبة.. الحمد لله الامور واضحة ..!
ومن المهم ان الفت نظركم الى اننا عندنا نقول هناك اشكال .. او ملاحظة او التباس فانما هو لقصور فهمنا وقلة بضاعتنا .. ونرفعه اليكم كي نتجاوزه .. وليس قصدنا الاستدراك على العلامة السعدي رحمه الله تعالى رحمة واسعة وامثاله من اعلام الامة ..!
وبارك الله فيكم .
السلفية النجدية
2009-04-02, 11:43 PM
إخواني الكرام :
إضافات مشرقة قد أضفتموها هنا ..
فبارك الله فيكم ..
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.