المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة من الذاكرة ..



العاصمي من الجزائر
2009-03-25, 09:49 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرام هذه رواية بالمعنى لاحد النصوص الادبية في كتاب القراءة للمرحلة الابتدائية عندنا في الجزائر حملتني الذاكرة اليه بينما كنت اتأمل في الماضي واحداثه واتعجب من سرعة مرور الايام واقفا عند محطات الاسى والحزن ومنطلقا الى ايام الفرح والسرور فارجوا ان لا اكون قد اخللت بجماليته والعتب على ذاكرتي .. اتمنى ان ينال اعجابكم
قصة من الذاكرة ..
بينما كنت ارتب اوراقي المتناثرة واقلب صفحات دفاتري القديمة وقعت عيني على قصاصة صفراء انهكتها السنين واثرت في اليافها الرطوبة فهي تتفتت بين الاصابع الحانية تفتت الكثيب اذا شتدت به الريح فلم يثبط ذلك من عزيمتي بل زادني اصرارا على قراءة القصاصة الغريبة فاذا بها تحكي قصة حطاب فقير رث الثياب لا يملك من الدنيا غير كوخ مهترئ لا يقي من قر ولا يحمي من قيظ وكان لصاحبنا هذا شغف خاص بالصيد وكان يعينه على امره ذاك ابن عرس صغير تعاهده بالرعاية مذ وجده جريحا مضرجا في دمائه في احد اطراف الغابة فداوى جراحه وسد حاجته ودربه على الصيد وذات يوم مشرق من ايام الربيع خرج الحطاب الى غايته تاركا ابنه الرضيع على سريره وعاد بعد حين ليجد الهدوء وقد خيم على المكان وضع الحطب جانبا وانطلق مسرعا ليجد ابن عرس مبتهجا عند باب الكوخ والدماء تتقاطر من فمه فانفجر الغضب في عروق الحطاب ولم يشعر الا وابن عرسه الصغير متطايرة اشلاؤه قد اعمل الفأس في رأسه وجسده ودخل صاحبنا الكوخ مجهشا بالبكاء على تقصيره وغفلته التي جعلته يترك ابنه الرضيع في عهدة حيوان شرس ولكن المفاجأة كانت شديدة لم يجد معها بدا من الهوي الى الارض على ركبتيه فقد كان طفله على السرير يلهوا بكرة صغيرة ومن تحت السرير حية كبيرة اعمل فيها ابن عرس انيابه فهي ترزخ في دمائها ميتة لا راك فيها فما ان انجلى اثر الصدمة تن نفسه حتى عرف الحطاب حقيقة ما وقع ويا لها من مفاجأة أترك لكم تحرر عبرها ..

فتاة التوحيد والعقيده
2009-03-26, 07:50 PM
سبحان الله

نعم أخي قصه فعلا مؤثر بل ومحزنه

ربما يأتي علينا أمر في ظاهره شر ولكن لا نلبث(لا نصبر)وأن نعلم أنه كان خيرا لنا
أخي بوركت لهذا الموضوع
الذي يجعلنا نفكر قبل ان نقدم في اي قرار

أبو هارون الجزائري
2009-03-26, 08:36 PM
الله أكبر ذكرتني بالقصة بارك الله فيك ورددتني سنين إلى الوراء.

إن لم تخن ذاكرتي فقد قرأتها في الصف الرابع أساسي (ابتدائي). بل أكاد أجزم أن القصة موجودة في كتاب القراءة للصف الرابع.

يا حسرا على الزمان.

العاصمي من الجزائر
2009-03-27, 01:44 PM
سبحان الله
نعم أخي قصه فعلا مؤثر بل ومحزنه
ربما يأتي علينا أمر في ظاهره شر ولكن لا نلبث(لا نصبر)وأن نعلم أنه كان خيرا لنا
أخي بوركت لهذا الموضوع
الذي يجعلنا نفكر قبل ان نقدم في اي قرار


أحسن الله إليك ..
الحق ان السطحية في تشخيص المشكلة وسوء تقدير الأمور يجعل من تصرفاتنا جملة من ردود الافعال الخارجة عن نطاق السيطرة وتدفعنا الى ارتكاب اخطاء لم نقصد يوما الوقوع فيها

العاصمي من الجزائر
2009-03-27, 01:51 PM
الله أكبر ذكرتني بالقصة بارك الله فيك ورددتني سنين إلى الوراء.
إن لم تخن ذاكرتي فقد قرأتها في الصف الرابع أساسي (ابتدائي). بل أكاد أجزم أن القصة موجودة في كتاب القراءة للصف الرابع.
يا حسرا على الزمان.

إيه يا أخي .. هو في كتاب الرابعة -ابتدائي (سابقا)- وقد كانت لي خالة طيبة لا ترك ليلة تمر دون ان تقرأ علينا نصا من تلك النصوص رحم الله ذلك الزمان واهله .. كيف بهم لو وقفوا على ما يدرّس لصبياننا اليوم ..

أم آمال
2009-03-27, 03:48 PM
قصة مؤثرة فعلاً لنا فيها عبر..جزاك الله خيراً

أبو هارون الجزائري
2009-03-27, 05:42 PM
نعم أخي، كانت ذكريات طيبة. وأنا أيضا يومها كانت تدرسني امرأة كبيرة في السن طيبة محجبة ممن شاركن في حرب التحرير، بل توفي لها زوج في الجبل يومها. على كل حال، كانت تزرع فينا قيم النخوة والشهامة ـ جزاها الله خيرا ـ

أما البلاد فهي في وجداني مع ابتعاد جسدي عنها.

نسأل الله أن يهدينا لسواء السبيل وأن يعجل برجوع الخير إلى البلاد وإلى جميع بلاد الإسلام.