المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى المشايخ الفضلاء والطلبة الكرام، من يفيدني بمصدر هذا الحديث؟



أبو هارون الجزائري
2009-03-24, 01:10 AM
أذكر أني قرأت يوما حديثا معناه كالتالي ـ فأنا لا أحفظ متنه ـ :

أن امرأة تمشي في الجنة وكان لها زوج في الدنيا فلا تذكره، لكن الله أراد أن يرفع درجة زوجها إليها فيذكرها إياه، فتدعو الله أن يجمعها بزوجها فيرتقي حينها إليها. انتهى.

أنا أبحث عن هذا الحديث حاليا في مظانه ولا أجده وقد اعتقدت أني قرأته في كتاب اليوم الآخر الجنة والنار لسليمان الأشقر، لكنني لا أجده هناك.

فهل من أحد مرّ بهذا الحديث فيخبرنا به، لأن ريقي قد نشف من البحث؟

طبعا إن كان الحديث أصلا موجودا فلعلي واهم ـ و الله أعلم ـ

وجزاكم الله خيرا ،،

السكران التميمي
2009-03-24, 01:47 AM
أخي (أبا هارون) سلمه الله ورعاه

خذ مبتغاك قد استللته لك من كتاب لي لم ير النور بعد، قد قمت بتحقيقه ولعل الله يخرجه للنور بإذن الله تعالى:

رابع عشرها: إذا كان أحد الزوجين أعلا من الآخر منزلة، أينزل الأرفع أم يرتفع(3) الأنزل، فيشكل بقوله(4) تعالى: [وأن ليس للإنسان إلا ما سعى]؟ جوابه(5):
بل يرتفع(6) الأنزل إلى منزلة(7) الأعلى بفضل الله {تعالى}(8)، فقد روى ابن مردويه والضياء المقدسي عن ابن عباس {رضي الله تعالى عنهما}(9) رفعه: "إذا دخل الرجل الجنة(10) سأل عن أبويه وزوجته وولده، فيقال: إنهم لم يبلغوا درجتك أو(1) عملك. فيقول: يا رب قد عملت لي ولهم. فيؤمر بالإلحاق به"(2).
وأخرجه الطبراني {والبزار}(3) وأبو نعيم عن ابن عباس مرفوعا بلفظ: "ذرية المؤمن في درجته، وإن كانوا دونه في العمل، لتقر بهم عينه"، ثم قرأ {قوله تعالى}(4): [والذين امنوا {واتبعناهم ذرياتهم}(5)...] إلى قوله {تعالى}(6): [...وما ألتناهم من عملهم من شيء]. {قال}(7): {و}ما(8) نقصنا الآباء مما أعطينا البنين(9).
ولا يشكل هذا بقوله {تعالى}(10): [وأن ليس للإنسان(11) إلا ما سعى]، لأنه إما منسوخ بقوله {تعالى}(12): [والذين امنوا واتبعناهم ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم]، كما روي عن ابن عباس، وإن ضعفه الإمام أبو محمد بن عطية بأنه خبر لا ينسخ، ولأن(1) شروط النسخ ليست هنا، اللهم إلا أن يتجوز في لفظ النسخ، أو(2) كان هذا الحكم في شريعة إبراهيم وموسى {عليهما السلام}(3)، وأما هذه الأمة فلها {ما}(4) سعى(5) غيرها كما قاله(6) عكرمة، بدليل حديث سعد بن عبادة: يا رسول الله هل لأمّي إن تطوعت عنها؟ قال: "نعم"(7).
و(8) المراد بالإنسان الكافر، أما المؤمن فله ما سعى {وما سعى له}(9) غيره كما قاله الربيع بن خيثم.
وسأل عبد الله بن طاهر والي خراسان الحسين بن الفضل عن هذه الآية مع قوله تعالى(1): [والله يضاعف لمن يشاء]، فقال: ليس له بالعدل {إلا ما سعى}(2) وله {بفضل الله}(3) {تعالى}(4) ما شاء(5) الله {تعالى}(6).
والجمهور {على}(7) أن الآية محكمة، قال ابن عطية: والتحرير عندي أن ملاك المعنى في اللام من قوله: [للإنسان] فإذا حققت الشيء الذي حُق لإنسان(8) أن يقول: لي كذا، لم يُجْزَ إلا سعيه، وما زاد من رحمة لشفاعة(9) أو رعاية أب صالح أو ابن صالح أو تضعيف حسنات ونحو ذلك، فليس هو للإنسان ولا يصح أن يقول: لي كذا، إلا على تجوز، وإلحاق بما(10) هو(11) له {حقيقة}(12).انتهى
{فقد طاح الإشكال بواحد من أربعة، فكيف بها}(1).

السكران التميمي
2009-03-24, 01:49 AM
طبعا أخي الفاضل الأرقام التي ترها في المشاركة _ ومعذرة منك _ هي أرقام الحواشي

التقرتي
2009-03-24, 01:57 AM
المعجم الكبير للطبراني :

حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان ، ثنا شريك ، عن سالم الأفطس ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أظنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا دخل الرجل الجنة سأل عن أبويه وزوجته وولده فيقال إنهم لم يبلغوا درجتك وعملك فيقول : يا رب قد عملت لي ولهم فيؤمر بإلحاقهم به " وقرأ ابن عباس والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان إلى آخر الآية. حديث رقم ‏12039‏

درجة الحديث موضوع ضعيف الجامع برقم 485

أبو هارون الجزائري
2009-03-24, 02:02 AM
بارك الله فيك أخي السكران التميمي وحفظك وراعاك ورفعك في العليين .. آمين.

أسأل الله يرى كتابك النور وأن يشمله قوله صلى الله عليه وسلم : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث .. "

و لا أخفيك سرا، فقد أنقذتني من ورطة. فقد حضرت درسا أسبوعيا لشيخ يتكلم في أحوال الجنة. وفي نهاية الدرس طرح عليه سؤال حول ارتقاء الناس في الجنة إلى بعضهم البعض مع تفاوت الأعمال.
الشيخ أنكر المسألة وقال أن الأعلى ينزل إلى الأسفل وهذا يشهد له أثر أو حديث.

فعقبت قائلا من باب الإفادة أن المرأة الصالحة تشفع لزوجها الذي هو دونها في الرتبة فيرتقي إليها.
طالبني حينها بالدليل ولم أملك حينها إلا القول أني في يوم من الأيام مر علي حديث .. إلى آخر القصة. ووعدته وبقية الحاضرين باحضار المصدر في القريب العاجل.

أبو هارون الجزائري
2009-03-24, 02:06 AM
وبارك الله فيك أيضا أخي التقرتي وأعظم لك المثوبة.

إذن الحديث ضعيف على ما يبدو. مع أنه يراودني شعور قوي أنه مر علي حديث حول امرأة تمشي في الجنة.

التقرتي
2009-03-24, 02:12 AM
الحديث ضعيف لكن الأية صحيحة قال تعالى : وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُم ْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ. الطور 21


قال بن كثير في تفسيره :

يُخْبِر تَعَالَى عَنْ فَضْله وَكَرَمه وَامْتِنَانه وَلُطْفه بِخَلْقِهِ وَإِحْسَانه أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا اِتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّاتهمْ فِي الْإِيمَان يُلْحِقُهُمْ بِآبَائِهِمْ فِي الْمَنْزِلَة وَإِنْ لَمْ يَبْلُغُوا عَمَلَهُمْ لِتَقَرَّ أَعْيُن الْآبَاء بِالْأَبْنَاءِ عِنْدهمْ فِي مَنَازِلهمْ فَيَجْمَع بَيْنهمْ عَلَى أَحْسَن الْوُجُوه بِأَنْ يَرْفَع النَّاقِصَ الْعَمَلِ بِكَامِلِ الْعَمَل وَلَا يَنْقُص ذَلِكَ مِنْ عَمَله وَمَنْزِلَته لِلتَّسَاوِي بَيْنه وَبَيْن ذَاكَ وَلِهَذَا قَالَ" أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلهمْ مِنْ شَيْء " قَالَ الثَّوْرِيّ عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : إِنَّ اللَّه لَيَرْفَع ذُرِّيَّةَ الْمُؤْمِن فِي دَرَجَته وَإِنْ كَانُوا دُونه فِي الْعَمَل لِتَقَرّ بِهِمْ عَيْنه ثُمَّ قَرَأَ " وَاَلَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُم ْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلهمْ مِنْ شَيْء " وَرَوَاهُ اِبْن جَرِير وَابْن أَبِي حَاتِم مِنْ حَدِيث سُفْيَان الثَّوْرِيّ بِهِ . وَكَذَا رَوَاهُ اِبْن جَرِير مِنْ حَدِيث شُعْبَة عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة بِهِ وَرَوَاهُ الْبَزَّاز عَنْ سَهْل بْن بَحْر عَنْ الْحَسَن بْن حَمَّاد الْوَرَّاق عَنْ قَيْس بْن الرَّبِيع عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة عَنْ سَعِيد عَنْ اِبْن عَبَّاس مَرْفُوعًا فَذَكَرَهُ ثُمَّ قَالَ وَقَدْ رَوَاهُ الثَّوْرِيّ عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة عَنْ سَعِيد بْن اِبْن عَبَّاس مَوْقُوفًا . وَقَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا الْعَبَّاس بْن الْوَلِيد بْن يَزِيد الْبَيْرُوتِيّ أَخْبَرَنِي مُحَمَّد بْن سَعِيد أَخْبَرَنِي شَيْبَان أَخْبَرَنِي لَيْث عَنْ حَبِيب بْن أَبِي ثَابِت الْأَسَدِيّ عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْل اللَّه تَعَالَى" وَاَلَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُم ْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتهمْ " قَالَ هُمْ ذُرِّيَّة الْمُؤْمِن يَمُوتُونَ عَلَى الْإِيمَان فَإِنْ كَانَتْ مَنَازِل آبَائِهِمْ أَرْفَع مِنْ مَنَازِلهمْ أُلْحِقُوا بِآبَائِهِمْ وَلَمْ يُنْقَصُوا مِنْ أَعْمَالهمْ الَّتِي عَمِلُوهَا شَيْئًا . وَقَالَ الْحَافِظ الطَّبَرَانِيّ حَدَّثَنَا الْحُسَيْن بْن إِسْحَاق التُّسْتَرِيّ حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن غَزْوَان حَدَّثَنَا شَرِيك عَنْ سَالِم الْأَفْطَس عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنْ اِبْن عَبَّاس أَظُنّهُ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " إِذَا دَخَلَ الرَّجُل الْجَنَّة سَأَلَ عَنْ أَبَوَيْهِ وَزَوْجَتِهِ وَوَلَدِهِ فَيُقَال إِنَّهُمْ لَمْ يَبْلُغُوا دَرَجَتَك فَيَقُول يَا رَبّ قَدْ عَمِلْت لِي وَلَهُمْ فَيُؤْمَر بِإِلْحَاقِهِمْ بِهِ " وَقَرَأَ اِبْن عَبَّاس " وَاَلَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُم ْ ذُرِّيَّتهمْ بِإِيمَانٍ " الْآيَة . وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي هَذِهِ الْآيَة يَقُول وَاَلَّذِينَ أَدْرَكَ ذُرِّيَّتهمْ الْإِيمَان فَعَمِلُوا بِطَاعَتِي أَلْحَقْتهمْ بِإِيمَانِهِمْ إِلَى الْجَنَّة وَأَوْلَادهمْ الصِّغَار تُلْحَق بِهِمْ وَهَذَا رَاجِع إِلَى التَّفْسِير الْأَوَّل فَإِنَّ ذَلِك مُفَسَّرًا أَصْرَح مِنْ هَذَا . وَهَكَذَا يَقُول الشَّعْبِيّ وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَإِبْرَاهِيم وَقَتَادَة وَأَبُو صَالِح وَالرَّبِيع بْن أَنَس وَالضَّحَّاك وَابْن زَيْد وَهُوَ اِخْتِيَار اِبْن جَرِير وَقَدْ قَالَ عَبْد اللَّه بْن الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا عُثْمَان بْن أَبِي شَيْبَة حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن فُضَيْل عَنْ مُحَمَّد بْن عُثْمَان عَنْ زَاذَان عَنْ عَلِيّ قَالَ سَأَلَتْ خَدِيجَةُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَلَدَيْنِ مَاتَا لَهَا فِي الْجَاهِلِيَّة فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " هُمَا فِي النَّار" فَلَمَّا رَأَى الْكَرَاهِيَة فِي وَجْههَا قَالَ " لَوْ رَأَيْت مَكَانَهُمَا لَأَبْغَضْتهمَا " قَالَتْ يَا رَسُول اللَّه فَوَلَدِي مِنْك قَالَ" فِي الْجَنَّة " قَالَ ثُمَّ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ الْمُؤْمِنِينَ وَأَوْلَادَهُمْ فِي الْجَنَّة وَإِنَّ الْمُشْرِكِينَ وَأَوْلَادَهُمْ فِي النَّار " ثُمَّ قَرَأَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " " وَاَلَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُم ْ ذُرِّيَّتهمْ بِإِيمَانٍ " " الْآيَة هَذَا فَضْله تَعَالَى عَلَى الْأَبْنَاء بِبَرَكَةِ عَمَل الْآبَاء وَأَمَّا فَضْله عَلَى الْآبَاء بِبَرَكَةِ دُعَاء الْأَبْنَاء فَقَدْ قَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا يَزِيد حَدَّثَنَا حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ عَاصِم بْن أَبِي النَّجُود عَنْ أَبِي صَالِح عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِنَّ اللَّه لَيَرْفَع الدَّرَجَة لِلْعَبْدِ الصَّالِح فِي الْجَنَّة فَيَقُول يَا رَبّ أَنَّى لِي هَذِهِ ؟ فَيَقُول بِاسْتِغْفَارِ وَلَدك لَك " إِسْنَادُهُ صَحِيح وَلَمْ يُخْرِجُوهُ مِنْ هَذَا الْوَجْه وَلَكِنْ لَهُ شَاهِد فِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " إِذَا مَاتَ اِبْن آدَم اِنْقَطَعَ عَمَله إِلَّا مِنْ ثَلَاث صَدَقَة جَارِيَة أَوْ عِلْم يُنْتَفَع بِهِ أَوْ وَلَد صَالِح يَدْعُو لَهُ " وَقَوْله تَعَالَى " كُلّ اِمْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِين " لَمَّا أَخْبَرَ عَنْ مَقَام الْفَضْل وَهُوَ رَفْع دَرَجَة الذُّرِّيَّة إِلَى مَنْزِلَة الْآبَاء عَنْ غَيْر عَمَل يَقْتَضِي ذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ مَقَام الْعَدْل وَهُوَ أَنَّهُ لَا يُؤَاخِذ أَحَدًا بِذَنْبِ أَحَد فَقَالَ تَعَالَى " كُلّ اِمْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ " أَيْ مُرْتَهِن بِعَمَلِهِ لَا يَحْمِل عَلَيْهِ ذَنْب غَيْره مِنْ النَّاس سَوَاء كَانَ أَبًا أَوْ اِبْنًا كَمَا قَالَ تَعَالَى " كُلّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة إِلَّا أَصْحَاب الْيَمِين فِي جَنَّات يَتَسَاءَلُونَ عَنْ الْمُجْرِمِينَ .


و قال الطبري


الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُم ْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ } اخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي تَأْوِيل ذَلِكَ ، فَقَالَ بَعْضهمْ : مَعْنَاهُ : وَالَّذِينَ آمَنُوا وَأَتْبَعْنَاهُ مْ ذُرِّيَّاتِهِمْ بِإِيمَانٍ ، أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْجَنَّة ، وَإِنْ كَانُوا لَمْ يَبْلُغُوا بِأَعْمَالِهِمْ دَرَجَات آبَائِهِمْ ، تَكْرِمَةً لِآبَائِهِمْ الْمُؤْمِنِينَ ، وَمَا أَلَتْنَا آبَاءَهُمْ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ أُجُور أَعْمَالهمْ مِنْ شَيْء. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 25035 ء حَدَّثَنَا ابْن بَشَّار ، قَالَ : ثنا عَبْد الرَّحْمَن ، قَالَ : ثنا شُعْبَة ، عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة ، عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر ، عَنِ ابْن عَبَّاس ، فِي هَذِهِ الْآيَة : " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَأَتْبَعْنَاهُ مْ ذُرِّيَّاتِهِمْ بِإِيمَانٍ " فَقَالَ : إِنَّ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَرْفَع لِلْمُؤْمِنِ ذُرِّيَّتَهُ ، وَإِنْ كَانُوا دُونَهُ فِي الْعَمَل ، لِيُقِرَّ اللَّهُ بِهِمْ عَيْنَهُ . * حَدَّثَنَا ابْن بَشَّار ، قَالَ : ثنا مُؤَمَّل ، قَالَ : ثنا سُفْيَان ، عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة ، عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر ، عَنِ ابْن عَبَّاس ، قَالَ : إِنَّ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيَرْفَع ذُرِّيَّةَ الْمُؤْمِن فِي دَرَجَته ، وَإِنْ كَانُوا دُونه فِي الْعَمَل ، لِيُقِرّ بِهِمْ عَيْنَهُ ، ثُمَّ قَرَأَ " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُم ْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلهمْ مِنْ شَيْء " . * حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد ، قَالَ : ثنا مِهْرَان ، عَنْ سُفْيَان ، عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة الْجَمَلِيّ ، عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر ، عَنْ ابْن عَبَّاس ، قَالَ : إِنَّ اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيَرْفَع ذُرِّيَّةَ الْمُؤْمِن مَعَهُ فِي دَرَجَته ، ثُمَّ ذَكَرَ نَحْوه ، غَيْر أَنَّهُ قَرَأَ " وَأَتْبَعْنَاهُ مْ ذُرِّيَّاتِهِمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ " . * حَدَّثَنِي مُوسَى بْن عَبْد الرَّحْمَن الْمَسْرُوقِيّ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن بِشْر ، قَالَ : ثنا سُفْيَان بْن سَعِيد ، عَنْ سَمَاعَة ، عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة ، عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر ، عَنِ ابْن عَبَّاس ، نَحْوه . * حَدَّثَنَا ابْن الْمُثَنَّى ، قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر ، قَالَ : ثنا شُعْبَة ، عَنْ عَمْرو بْن مُرَّة ، عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عَنِ ابْن عَبَّاس ، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَة " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَأَتْبَعْنَاهُ مْ ذُرِّيَّاتِهِمْ بِإِيمَانٍ " قَالَ : الْمُؤْمِن تُرْفَع لَهُ ذُرِّيَّتُهُ ، فَيُلْحَقُونَ بِهِ ، وَإِنْ كَانُوا دُونه فِي الْعَمَل . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ : وَالَّذِينَ آمَنُوا وَأَتْبَعْنَاهُ مْ ذُرِّيَّاتِهِمْ الَّتِي بَلَغَتِ الْإِيمَانَ بِإِيمَانٍ ، أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ الصِّغَار الَّتِي لَمْ تَبْلُغ الْإِيمَان ، وَمَا أَلَتْنَا الْآبَاء مِنْ عَمَلهمْ مِنْ شَيْء . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 25036 ء حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن سَعْد ، قَالَ : ثني أَبِي ، قَالَ : ثني عَمِّي ، قَالَ : ثني أَبِي عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْن عَبَّاس ، قَوْله : " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَأَتْبَعْنَاهُ مْ ذُرِّيَّاتِهِمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ " يَقُول : الَّذِينَ أَدْرَكَ ذُرِّيَّتهمْ الْإِيمَان ، فَعَمِلُوا بِطَاعَتِي ، أَلْحَقْتهمْ بِإِيمَانِهِمْ إِلَى الْجَنَّة ، وَأَوْلَادهمْ الصِّغَار نُلْحِقُهُمْ بِهِمْ . 25037 ءحُدِّثْت عَنِ الْحُسَيْن ، قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : أَخْبَرَنَا عُبَيْد ، قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَأَتْبَعْنَاهُ مْ ذُرِّيَّاتِهِمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ " يَقُول : مَنْ أَدْرَكَ ذُرِّيَّته الْإِيمَان ، فَعَمِلُوا بِطَاعَتِي أَلْحَقْتهمْ بِآبَائِهِمْ فِي الْجَنَّة ، وَأَوْلَادهمْ الصِّغَار أَيْضًا عَلَى ذَلِكَ . وَقَالَ آخَرُونَ نَحْو هَذَا الْقَوْل ، غَيْر أَنَّهُمْ جَعَلُوا الْهَاء وَالْمِيم فِي قَوْله : { أَلْحَقْنَا بِهِمْ } مِنْ ذِكْر الذُّرِّيَّة ، وَالْهَاء وَالْمِيم فِي قَوْله : ذُرِّيَّتهمْ الثَّانِيَة مِنْ ذِكْر الَّذِينَ ، وَقَالُوا : مَعْنَى الْكَلَام : وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُم ْ ذُرِّيَّتهمْ الصِّغَار ، وَمَا أَلَتْنَا الْكِبَار مِنْ عَمَلهمْ مِنْ شَيْء . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 25038 ء حَدَّثَنِي يُونُس ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ابْن وَهْب ، قَالَ : قَالَ ابْن زَيْد ، فِي قَوْله : " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَأَتْبَعْنَاهُ مْ ذُرِّيَّاتهمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ " قَالَ : أَدْرَكَ أَبْنَاؤُهُمُ الْأَعْمَال الَّتِي عَمِلُوا ، فَاتَّبَعُوهُمْ عَلَيْهَا وَاتَّبَعَتْهُم ْ ذُرِّيَّاتهمْ الَّتِي لَمْ يُدْرِكُوا الْأَعْمَال ، فَقَالَ اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ { وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلهمْ مِنْ شَيْء } قَالَ : يَقُول : لَمْ نَظْلِمهُمْ مِنْ عَمَلهمْ مِنْ شَيْء فَنُنْقِصهُمْ ، فَنُعْطِيه ذُرِّيَّاتهمْ الَّذِينَ أَلْحَقْنَاهُمْ بِهِمْ ، الَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْأَعْمَال أَلْحَقَتْهُمْ بِالَّذِينَ قَدْ بَلَغُوا الْأَعْمَال . وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُم ْ ذُرِّيَّتهمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتهمْ } فَأَدْخَلْنَاهُ مُ الْجَنَّة بِعَمَلِ آبَائِهِمْ ، وَمَا أَلَتْنَا الْآبَاء مِنْ عَمَلهمْ مِنْ شَيْء. ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 25039 ءحَدَّثَنَا ابْن عَبْد الْأَعْلَى ، قَالَ : ثنا الْمُعْتَمِر بْن سُلَيْمَان ، قَالَ : سَمِعْت دَاوُدَ يُحَدِّث عَنْ عَامِر ، أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَة " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَأَتْبَعْنَاهُ مْ ذُرِّيَّاتهمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتهمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلهمْ مِنْ شَيْء " فَأَدْخَلَ اللَّه الذُّرِّيَّة بِعَمَلِ الْآبَاء الْجَنَّة ، وَلَمْ يُنْقِص اللَّه الْآبَاء مِنْ عَمَلهمْ شَيْئًا ، قَالَ : فَهُوَ قَوْله : { وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلهمْ مِنْ شَيْء } . 25040 ء حَدَّثَنَا ابْن الْمُثَنَّى ، قَالَ : ثنا ابْن أَبِي عَدِيّ ، عَنْ دَاوُدَ ، عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر أَنَّهُ قَالَ فِي قَوْل اللَّه : " أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتهمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلهمْ مِنْ شَيْء " قَالَ : أَلْحَقَ اللَّه ذُرِّيَّاتهمْ بِآبَائِهِمْ ، وَلَمْ يُنْقِص الْآبَاء مِنْ أَعْمَالهمْ ، فَيَرُدَّهُ عَلَى أَبْنَائِهِمْ . وَقَالَ آخَرُونَ : إِنَّمَا عَنَى بِقَوْلِهِ : " أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ " : أَعْطَيْنَاهُمْ مِنْ الثَّوَاب مَا أَعْطَيْنَا الْآبَاء. ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 25041 ء حَدَّثَنَا ابْن بَشَّار ، قَالَ : ثنا عَبْد الرَّحْمَن ، قَالَ : ثنا سُفْيَان ، عَنْ قَيْس بْن مُسْلِم ، قَالَ : سَمِعْت إِبْرَاهِيم فِي قَوْله : " وَأَتْبَعْنَاهُ مْ ذُرِّيَّاتهمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتهمْ " قَالَ : اعْطُوا مِثْل أُجُور آبَائِهِمْ ، وَلَمْ يُنْقِصْ مِنْ أُجُورهمْ شَيْئًا . * حَدَّثَنَا ابْن حُمَيْد ، قَالَ : ثنا مِهْرَان ، عَنْ سُفْيَان ، عَنْ قَيْس بْن مُسْلِم ، عَنْ إِبْرَاهِيم " وَأَتْبَعْنَاهُ مْ ذُرِّيَّاتهمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتهمْ " قَالَ : اعْطُوا مِثْل أُجُورهمْ ، وَلَمْ يُنْقَص مِنْ أُجُورهمْ . 25042 ء قَالَ : ثنا حَكَّام ، عَنْ أَبِي جَعْفَر ، عَنِ الرَّبِيع " وَأَتْبَعْنَاهُ مْ ذُرِّيَّاتهمْ بِإِيمَانٍ " يَقُول : أَعْطَيْنَاهُمْ مِنْ الثَّوَاب مَا أَعْطَيْنَاهُمْ { وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلهمْ مِنْ شَيْء } يَقُول : مَا نَقَصْنَا آبَاءَهُمْ شَيْئًا . 25043 ء حَدَّثَنَا بِشْر ، قَالَ : ثنا يَزِيد ، قَالَ : ثنا سَعِيد ، عَنْ قَتَادَة ، قَوْله : " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَأَتْبَعْنَاهُ مْ ذُرِّيَّاتهمْ " كَذَلِكَ قَالَهَا يَزِيد " ذُرِّيَّاتهمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتهمْ " قَالَ : عَمِلُوا بِطَاعَةِ اللَّه فَأَلْحَقَهُمْ اللَّه بِآبَائِهِمْ . وَأَوْلَى هَذِهِ الْأَقْوَال بِالصَّوَابِ وَأَشْبَهُهَا بِمَا دَلَّ عَلَيْهِ ظَاهِر التَّنْزِيل ، الْقَوْل الَّذِي ذَكَرْنَا عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر ، عَنْ ابْن عَبَّاس ، وَهُوَ : وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُوله ، وَأَتْبَعْنَاهُ مْ ذُرِّيَّاتهمْ الَّذِينَ أَدْرَكُوا الْإِيمَان بِإِيمَانٍ ، وَآمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُوله ، أَلْحَقْنَا بِالَّذِينَ آمَنُوا ذُرِّيَّتَهُمْ الَّذِينَ أَدْرَكُوا الْإِيمَان فَآمَنُوا ، فِي الْجَنَّة فَجَعَلْنَاهُمْ مَعَهُمْ فِي دَرَجَاتهمْ ، وَإِنْ قَصُرَتْ أَعْمَالُهُمْ عَنْ أَعْمَالهمْ تَكْرِمَةً مِنَّا لِآبَائِهِمْ ، وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ أُجُور عَمَلهمْ شَيْئًا. وَإِنَّمَا قُلْت : ذَلِكَ أَوْلَى التَّأْوِيلَات بِهِ ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ الْأَغْلَب مِنْ مَعَانِيه ، وَإِنْ كَانَ لِلْأَقْوَالِ الْأُخَر وُجُوه . وَاخْتَلَفَتِ الْقُرَّاء فِي قِرَاءَة قَوْله : " وَأَتْبَعْنَاهُ مْ ذُرِّيَّاتهمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ " فَقَرَأَ ذَلِكَ عَامَّة قُرَّاء الْمَدِينَة { وَاتَّبَعَتْهُم ْ ذُرِّيَّتُهُمْ } عَلَى التَّوْحِيد بِإِيمَانٍ " أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ " عَلَى الْجَمْع ، وَقَرَأَتْهُ قُرَّاء الْكُوفَة { وَاتَّبَعَتْهُم ْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ } كِلْتَيْهِمَا بِإِفْرَادٍ . وَقَرَأَ بَعْض قُرَّاء الْبَصْرَة وَهُوَ أَبُو عَمْرو " وَأَتْبَعْنَاهُ مْ ذُرِّيَّاتِهِمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّاتِهِمْ " . وَالصَّوَاب مِنَ الْقَوْل فِي ذَلِكَ أَنَّ جَمِيع ذَلِكَ قِرَاءَاتٌ مَعْرُوفَاتٌ مُسْتَفِيضَات فِي قِرَاءَة الْأَمْصَار ، مُتَقَارِبَات الْمَعَانِي ، فَبِأَيَّتِهِمَ ا قَرَأَ الْقَارِئ فَمُصِيب .

التقرتي
2009-03-24, 02:21 AM
هل الرفع لدرجة الآباء في الجنة يكون للذرية جميعها صغارها وكبارها ؟
السؤال: قرأتُ أنه من كرم الله سبحانه وتعالى أنه يرفع درجة الأبناء في الجنة إلى درجة آبائهم الأعلى منهم , وعلى هذا الأمر فإن أبناء الصحابة سترفع درجتهم لدرجة آبائهم ، والأحفاد لدرجة الآباء ، وهكذا كل جيل يرفع الجيل التالي حتى يصل الأمر لجيلنا فنرتفع لدرجة الصحابة إذا كنا أحفادهم ، مما قد يسبب التهاون بالعمل ونعتمد على هذا الكرم الإلهي ، فما رأيكم ؟


الجواب:
الحمد لله
هذا الإشكال الوارد في السؤال يرد عند الحديث على قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُم ْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ) الطور/21 ، وقد اختلف أهل التفسير في لفظ " الذرية " هل يراد به : الصغار ، أو الكبار ، فأما من قال إن المراد به الصغار ، فلا إشكال عنده في معنى الآية ، وإنما يرد الإشكال في حال كون معنى " الذرية " : الكبار ، والراجح في تفسيرها أنهم الصغار ، وعليه : فلا يرد ما استشكله الأخ السائل ، فالرفع للذرية الصغار ، وإلا للزم كون جميع أهل الجنة في درجة واحدة .
1. قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
" وقد اختلف المفسرون في " الذرية " في هذه الآية ، هل المراد بها : الصغار ، أو الكبار ، أو النوعان ، على ثلاثة أقوال . ....
ثم قال :
واختصاص " الذرية " ههنا بالصغار : أظهر ؛ لئلا يلزم استواء المتأخرين بالسابقين في الدرجات ، ولا يلزم مثل هذا في الصغار ؛ فإن أطفال كل رجل وذريته معه في درجته ، والله أعلم " انتهى .
"حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح" (ص 279-281) باختصار .
2. قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
" إذا كان الأولاد سعداء ، والأب من السعداء : فإن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُم ْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ ) يعني : أن الإنسان إذا كان له ذرية ، وكانوا من أهل الجنة : فإنهم يَتبعون آباءهم ، وإن نزلت درجتُهم عن الآباء ، ولهذا قال : ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ ) أي : ما نقصنا الآباء ( مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) بل الآباء بقي ثوابهم موفَّراً ، ورُفعت الذرية إلى مكان آبائها ، هذا ما لم يَخرج الأبناء عن الذرية بحيث ينفردون بأزواجهم ، وأهليهم ، فيكون هؤلاء لهم فضلهم الخاص ، ولا يلحقون بآبائهم ؛ لأننا لو قلنا : كل واحد يلحق بأبيه ولو كان له أزواج ، أو كان منفرداً بنفسه : لكان أهل الجنة كلهم في مرتبة واحدة ؛ لأن كل واحد من ذرية من فوقه ، لكن المراد بالذرية : الذين كانوا معه ، ولم ينفردوا بأنفسهم ، وأزواجهم ، وأولادهم ، فهؤلاء يرفعون إلى منزلة آبائهم ، ولا يُنقص الآباء من عملهم من شيء " انتهى .
"فتاوى نور على الدرب" ( شريط 324 ، وجه : أ ) .
3. وقال رحمه الله - أيضاً - :
" ثم قال عز وجل : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُم ْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) الطور/21 ، الذين آمنوا واتبعتهم الذرية بالإيمان ، والذرية التي يكون إيمانها تبعاً : هي الذرية الصغار ، فيقول الله عز وجل : ( أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) أي : جعلنا ذريتهم تلحقهم في درجاتهم .
وأما الكبار الذين تزوجوا : فهم مستقلون بأنفسهم في درجاتهم في الجنة ، لا يلحقون بآبائهم ؛ لأن لهم ذرية ، فهم في مقرهم ، أما الذرية الصغار التابعون لآبائهم : فإنهم يرقَّون إلى آبائهم ، هذه الترقية لا تستلزم النقص من ثواب ودرجات الآباء ، ولهذا قال : ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) ، ( ألتناهم ) يعني : نقصناهم ، يعني : أن ذريتهم تلحق بهم ، ولا يقال أخصم من درجات الآباء بقدر ما رفعتم درجات الذرية ، بل يقول : ( وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) " انتهى .
"تفسير القرآن من الحجرات إلى الحديد" (ص 187) .
والله أعلم




الإسلام سؤال وجواب

http://www.islamqa.com/ar/ref/121192

أبو هارون الجزائري
2009-03-24, 01:00 PM
أحسنت أخي التقرتي وبارك الله فيك على هذه الإضافة الجميلة.

وأخي السكران التميمي، لا عليك فقد فهمت أن الأرقام سببها الحواشي ـ ابتسامة ـ

أبو سماحة
2009-03-27, 02:33 AM
لعل الذي دار في ذهنك هو حديث الرميصاء بنت ملحان

التقرتي
2009-03-27, 02:46 AM
( دخلت الجنة فسمعت خشفة فقلت من هذا؟ قالوا هذه الرميصاء بنت ملحان ام انس بن مالك).


ما دخل هذا الحديث مع ما ذكره الأخ ؟

أبو سماحة
2009-03-27, 03:51 PM
مع أنه يراودني شعور قوي أنه مر علي حديث حول امرأة تمشي في الجنة.
أردت أن أبين له مصدر هذا الشعور وأنه لا علاقة له بالحديث الذي سأل عنه

التقرتي
2009-03-27, 04:04 PM
جيد اختي لكن الأحسن ذكر الحديث للأخ لكي لا يظن انه المقصود فيضيع الوقت في البحث فيه و هو لا يوفي بمراده.