المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هي الطريقة الشرعية عند الاعتذار و ما معنى هذا الأثر



عبدالله الجنوبي
2009-03-20, 05:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أيها الاخوة الفضلاء, أرجو توضيح معاني هذه الآثار و بيان الطريقة الشرعية في الاعتذار و جزاكم الله خيرا
آداب الاعتذار ومعانيه
676. قال ابن عون: اعتذر رجل عند إبراهيم فقال: قد عذرناك غير معتذر إن الإعتذار يخالطه الكذب. (الصمت ص248 والحلية 4/224 والبيان والتبيين 1/194)
677. سمعَ طلحةُ بن مصرف رجلاً يعتذرُ إلى رجلٍ فقالَ: لا تكثر الاعتذارَ إلى أخيكَ، أخافُ أنْ يبلغَ بكَ الكذبَ. (5/17)
678. قال مطرف: المعاذر مفاجر ، والمعاتب مغاضب. (الزهد ص241 والصمت ص248)

أخوكم و محبكم

السكران التميمي
2009-03-20, 09:35 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

حقيقة الإعتذار هي طلب العذر والعفو والصفح مما قد كان _ هو نفسه أو مظنته _ سببا في وقوع عداوة أو خلاف أو سوء فهم.
فهو حاجز بين الأطراف وبين وقوع شيء أياً كان بينهما.
وليس يكاد أن يكون الإعتذار من الرجل إلى صاحبه إلا وهو بريء من الذنب الذي قرف واتهم به، وهذا غالبا، وإلا قد يحصل الإعتذار عن شيء ويكون على طريقة نفي وقوعه وحصوله من الشخص المعتذر؛ وهنا يكون الإعتذار كما ورد في الآثار التي وضعتها أنت حفظك الله؛ نوعا من أنواع الكذب.
فلهذا كان بعض العرب وبعض السلف يكني عن الإعتذار بأنه ذريعة للكذب، وطريقا إليه، طبعا إذا كان الإعتذار مزيفا مصطنعا فقط من أجل صرف مشكلة كبيرة قد تحصل لهذا الشخص إذا لم يعتذر.
ولكن ما أجمل قوله صلى الله عليه وسلم: "الصدق منجاة".

هذه الأمور هي التي تحدد طريقة الإعتذار الشرعي المقبول، والذي معه تصفوا النفوس حق الصفاء، ولا يبقى معها وفيها حقد أو غل أو حسد.

من أراد كسب أخيه، وعرف أنه قد أخطأ عليه، فيعلم الله سيعرف كيف يحافظ عليه؛ طبعا بالصدق لا بالكذب، فكما يقال: الكذب حبله قصير.

وعليه أخي الفاضل ما ذكرت من آثار فإنها تحكي الغالب من نوايا الأشخاص المعتذرين، وليست تحكي تعميما كاملا عليهم، فمنهم من يكون صادق الطوية مخلص النية في اعتذاره.

عبدالله الجنوبي
2009-03-20, 05:07 PM
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل و جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم

أبو عبدالرحمن بن ناصر
2009-03-20, 10:58 PM
جاء في حديث مرفوع في (السلسلة الصحيحة - (ج 3 / ص 495)
(و إياك و كل أمر يعتذر منه ) وحسنه الألباني

وقال المناوي في فيض القدير للمناوي - (ج 3 / ص 151)
(إيا ك) منصوب بفعل مضمر لا يجوز إظهاره من قبيل قولهم إياك والأسد وأهلك والليل وتقديره هنا باعد واتق (وكل أمر يعتذر منه) أي احذر أن تتكلم بما تحتاج أن تعتذر عنه.
قال ذا النون : ثلاثة من أعلام الكمال وزن الكلام قبل التفوه به ، ومجانبة ما يحوج إلى الاعتذار ، وترك
إجابة السفيه حلما عنه ، وأخرج أحمد في الزهد عن سعد بن عبادة أنه قال لابنه : إياك وما يعتذر منه من القول والعمل وافعل ما بدا لك وفي رواية فإنه لا يعتذر من خير وخرج ابن عساكر عن ميمون بن مهران قال لي عمر بن عبد العزيز : احفظ عني أربعا : لا تصحب سلطانا وإن أمرته بمعروف ونهيته عن منكر ، ولا تخلون بامرأة وإن أقرأتها القرآن ، ولا تصلن من قطع رحمه فإنه لك أقطع ولا تتكلمن بكلام تعتذر منه غدا.
وأخرج القالي في أماليه عن بعضهم : دع ما يسبق إلى القلوب إنكاره وإن كان عندك اعتذاره فلست بموسع عذرا كل من أسمعته نكرا ، وهذا الحديث عده العسكري من الأمثال ) والله أعلم