المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لتكن زهرة الحياة الدنيا تحت أقدام من يقتتلون لأجلها،فقط يا رب هب لي سكينة النفس ....



أبو فهر السلفي
2006-11-22, 01:49 PM
لتكن زهرة الحياة الدنيا تحت أقدام من يقتتلون لأجلها،فقط يا رب هب لي سكينة النفس وقلباً غير مضطرب....

الصحة...والحب...وا لموهبة ...والقوة...والثرا ء...والشهرة...عناص ر يملأ بها الكثيرون فراغ جدول سعادتهم..غافلين أو متغافلين عن العنصر المهم الذي يؤدي فقدانه إلى أن يصبح ذلكم الجدول عبث لا يطاق...ومرارة لا تنتهي...


إنه سكينة النفس واطمئنان القلب....

طلب أقوام السعادة في المال وحده...فاستحالت دنانيرهم عقارب تلسع وحيات تنهش ...لمَا حصلوها وفقدوا النفس المطمئنة...

وطلبها أقوام في المناصب وحدها...فاستحالت مناصبهم مضاجع من جمرات اللهب تقضهم...لمَا حصلوها وفقدوا النفس المطمئنة...

وطلبها أقوام في الشهرة والسمعة وحدها...فاستحال ذكر الناس وثناءهم كلاليب تخطفهم وتهوي بهم ....لمَا حصلوها وفقدوا النفس المطمئنة...

وطلبها...وطلبها... .وطلبها...وطلبها.. ..إلى آخر فريق المقتتلين امام لعاعة من الدنيا لا تساوي شربة ماء...

هي الدنيا تقول بملء فيها ننن ننن ننن حذار حذار من بطشي وفتكي

فلا يغرركم حسن ابتسامي ننن ننن ننن فقولي مضحك والفعل مبكي

أما أولئك القوم الفطن....فرأوا ما تصنع الدنيا بأترابهم ...وتفكروا فإذا كل ذلك ظل زائل وليس يبقى سوى ما يورث القلب طمأنينته ويحفظ على النفس سكينتها...فجعلوا همهم ورأس مرادهم سكينة النفس وقلباً غير مضطرب...

طلبوا ذلك في الإيمان بمالك النفس والقلب ومصرفهما جل وعلا...فإذا الحياة ورود وأزاهير وشموس مشرقة...

طلبوا ذلك في علم ينفع وينجي...فكانت فرحة الواحد منهم بالمسألة يتعلمها تعدل فرحة الرجل بالبكر العروب يرزقها من غير كلفة ولا مؤنة....وتفوق فرحة العقيم يرزق بالولد بعد أن ظن أن لن يرزقا...

طلبوا ذلك في وداد صافي مع إخوان متحابين...فكانت نجوى النفوس بينهما تورث القلب نعيماً يظن صاحبه أن قد جمعت له الدنيا من أطرافها...قيا سعادة المتحابين في جلالك يا رب...

طلبوا ذلك في ركعتين يصف فيهما الواحد قدمه بين يدي الواحد الأحد يناديه ويناجيه يرغب إليه ويرهب منه ...قد أناخ كل طالب ركائبه بباب مطلوبه...وقرع هو أبواب السماء فيوشك أن تفتح بالخير المنهمر...

طلبوا ذلك في القرآن فكان لهم خير واعظ مذكر...ونعم ناصح لمن تدبر....فاطمئنت به قلوب من ذكر....وكان فيه عبرة لمن يعتبر...

وطلبوا...وطلبوا... وطلبوا....جاعلين ندائهم...اللهم ارزقنا سكينة نفس وقلباً غير مضطرب.....

الحمادي
2006-11-22, 03:36 PM
اللهم ارزقنا سكينة نفس وقلباً غير مضطرب



آمين
نفع الله بك أخي الفاضل

عبد الرحمن السديس
2006-11-22, 04:17 PM
أهلا وسهلا بالشيخ الغالي أبي فهر حياكم الله ، وبارك فيكم .

أبو فهر السلفي
2006-11-22, 04:31 PM
بارك الله في الشيخين الكريمين؛الحماد ي،والسديس.....

===========================



الحمد لله وحده...

ومن الناس فئام حوّلوا الوسيلة إلى غاية؛ فاضطربت نفوسهم ...

مع أن وسيلتهم نبيلة، وغايتهم أنبل!



لكنهم غفلوا عن تفقد قلوبهم... ومراعاة أحوالها، ومتابعة أمراضها، والاشتغال بها!

نعم؛

كان ينبغي أن ينشغلوا ويشتغلوا بها..

لا يغلبنهم الشيطان!

أو تغلبنهم أنفسهم... والنفس أمّارة..



أولئك قوم غفلوا أنه لا مطلوب لذاته إلا الله رب العالمين..

فتعلموا العلم بادئ ذي بدء لمرضاته..

ثم تحوّلت قلوبهم فصار يتعلّم العلم.. لأنه..

لأنه..

لأنه ماذا؟

وماذا لأنه؟!

ليس يدري..



نعم!

لأنه يجب أن يتعلم ويعلم!

فكيف يُسأل ولا يجيب؟!

وتطرح المسألة ولا يكون له فيها نصيب؟!!



وهكذا انصرفت قلوبهم عنه سبحانه من حيث لا يشعرون، فضاقت عليهم أنفسهم، وخسروا جهدًا بذلوه..



وفقدوا من أنفسهم لذةً كانوا كافحوها ومارسوها..

وضاعت من بين أضلعهم حلاوة كانوا عاينوها.. وتلذذوا بها..



فحاصوا وحاروا..

وعلى أعقابهم داروا..

وما تفطنوا أن الهمَّ إذا تفرّق عن الشيء الوحيد الذي هو مطلوب لذاته؛

راحت سكينة النفس، وذهبت طمأنينة القلب، وضاقت الأرض، واضطربت الروح..



فيالله!

هل من متفطّن واعٍ؟

وإلى صلاح نفسه ساعٍ؟



ربنا خذ بأيدينا إليك، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين..

**********************

أبا فهر..

جزاك الله خيرًا



كانت هذه مشاركة أبي حمزة في التعليق على موضوعي هذا على منتدى ((أنا المسلم)) ومن روعتها نقلتها لكم......

ظــاعنة
2006-11-25, 10:47 AM
سكينة النفس لا تقدر بثمن ..

أشكر لك هذا التذكير ..

أبو فهر السلفي
2006-12-05, 12:45 AM
شكر الله لكِ.........

طلال
2006-12-07, 04:22 AM
الصحة...والحب...وا لموهبة ...والقوة...والثرا ء...والشهرة...عناص ر يملأ بها الكثيرون فراغ جدول سعادتهم..غافلين أو متغافلين عن العنصر المهم الذي يؤدي فقدانه إلى أن يصبح ذلكم الجدول عبث لا يطاق...ومرارة لا تنتهي...[/SIZE][/COLOR]


إنه سكينة النفس واطمئنان القلب....

[SIZE="6"][COLOR="Blue"]طلب أقوام السعادة في المال وحده...فاستحالت دنانيرهم عقارب تلسع وحيات تنهش ...لمَا حصلوها وفقدوا النفس المطمئنة...


جزاك الله خيراً أخي العزيز أبا فهر..
وتعليقات أبي حمزة من أروع ما يكون ، وهذه عطفاً على كلامه.
قال ابن تيمية – رحمه الله - "الصفدية" (2/266) :
( والمقصود هنا أن السعادة التي هي كمال البهجة والسرور واللذة ليست هي نفس العلم، ولا تحصل اللذة بمجرد العلم، بل العلم شرط فيها، بل لا بد من العلم بالله وأمره، كما قال -النبي صلى الله عليه وسلم - في الحديث المتفق على صحته: «من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين» فكل من أراد الله به خيراً فلا بد أن يفقهه في الدين، فمن لم يفقهه في الدين، لم يرد به خيراً، وليس كل من فقهه في الدين قد أراد به خيراً، بل لا بد مع الفقه في الدين من العمل به.)اهـ





وأما عن الترف وأحلام الثراء والشهرة :
فيقول أبو فهر ص166 من الجزء الأول من جمهرة مقالاته:


إنّ الترف والنعمة والكفاية ، وأحلام الغنى وكنوز الثراء ، إن هي إلا الماحقات الآكلات التي تمحق العواطف الإنسانية النبيلة حين لا ملجأ إلا إلى الخشونة والشدة والصبر وحقيقة الفقر. إن الفقراء هم أكثر الناس رغبة في النسل على ضيق رزقهم ، والأغنياء أقل الناس إقبالاً على ما يجدون من السعة.الفقراء أشد حزناً على من فقدوا من أبنائهم وأحبابهم ، ولكن أولئك لا يحزنون إلا ريث يشعرون الناس أنهم حزنوا ، ولئلا يقول الناس إنهم لم يحزنوا على أحبابهم ..الأغنياء ، الأغنياء...نعم هم زينة الحياة الدنيا ، ولكن مع الزينة الخداع ، ومع الخداع الضعف ، ومع الضعف القسوة حين تجد ما يتلين لها أو يتساهل أو يستكين...أو يثق.
فمن صادق غنيًّا فليحذر ، ومن آخى ثريًّا فليتحصن ، ..اهـ ثم ذكر كلاماً تركته لعدم مناسبته للمقام.


أبا فهر ؛ تعاهدنا بفوائدك الرائعة.
دمتَ موفقاً مسدداً.

طلال
2006-12-10, 03:44 AM
غفرَ الله للجميع.
ومن جميل كلام الرافعي(1) في معرض تأمله في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- الاجتماعية(2/53 من وحي القلم) :
ليس هناك درعٌ مرهونة في ثلاثين صاعاً ، ولا الفقر ولا خبر الشعير .كلا ، كلا ، بل هناك تقريرٌ أن النصر في معركة الحياة لا يأتي من المال والثراء والمتاع ، ولكن من المعاناة والشدة والصبر ؛ بل هو انتزاعٌ من الحوادث بالأخلاق التي تتغلّب على الأزمات ولا تتغلبُ الأزمات عليها ، وأن هذا المال وهذه الشهوات – في حقائق الحياة ومصائرها – ككنوزِ الأحلام : لا تكون كنوزاً إلا في مواضعها من أرض الغفلة والنوم ، فلا لذة منها إلا بمقدارٍ خفيفٍ من الغفلة.وليس إلا الأحمق أو المخذول أو الضائع هو الذي يقطع العمر نائماً أبداً ليظل مالكاً أبداً لهذه الكنوز.وهو يعلم أنّه لا بدّ مستيقظ ، وأنّه متى انتبه في آخرته لم يجد منها شيئاً (ووجد الله عنده فوفّاه حسابه).
كلا ، كلا ، ليس هناك فقرٌ ولا جوعٌ وما إليهما ، بل هناك وضعُ هذه الحقيقة : ينبغي أن تجد نفسك، وموضع نفسك وإيمان نفسك ، وعزة نفسك. فإذا أدركت ذلك ورفعت نفسك إلى موضعها الحق ، وأقررتها فيه ، وحبستها عليه ، وحددتها بالإنسانية من ناحية وبالله من الناحية المقابلة – رأيتَ إذن أنّ قيمتك الصحيحة في أن تكون وسيلةً تُعطي وتعملُ لتعطي ، لا غايةً تأخذ وتعملُ لتأخذ ، ومهما ضُيّق عليك فإنما أنت كالشجرة الطيبة تأخذ تراباً وتصنع حلاوة.
اهـ

---------
(1) (أستاذ أبوفهر محمود شاكر).

أبو فهر السلفي
2007-09-10, 08:25 PM
رحمك الله بقد ما رق قلبي لنقلك يا طلال ....وكأني لم أره سوى الساعة...

محمد الأمين الجزائري
2007-09-15, 07:00 PM
ما شاء الله أحسنت

أبو فهر السلفي
2007-09-15, 07:48 PM
أحسن الله إليك.....

عبدالكريم الشهري
2007-09-15, 07:56 PM
جزيت خيرا ابافهر
واجد في نفسي شيئا من قولة :"فقط يا رب هب لي"
بارك الله فيك

الأحمدى عثمان الهوارى
2007-10-03, 10:35 AM
أبا فهر ... سلام الله عليك ورحمته وبركاته
أسلوب رائق ... وفكر راقٍِ
بارك الرحمن فيك

أبو فهر السلفي
2007-10-03, 11:36 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...

جزاكم الله خيراً

المجتهدة
2007-10-04, 01:03 AM
كلام مؤثر وجميل...
نفع الله بكم، وزادكم علماً وعملاً.

أبو فهر السلفي
2007-10-04, 02:12 AM
آمين...

وبارك الله فيكم...

أبو فاطمة مسلم
2007-10-04, 06:31 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لله عبادا فطنا
طلقوا الدنيا و خافوا الفتن
نظروا فيها فلما عاموا
أنها ليست لحي وطتنا
جععلوهالجة و اتخذوا
صالح الأعمال فيها سفنا

أبو فهر السلفي
2007-10-14, 04:17 PM
جزاك الله خيراً

خلوصي
2008-08-31, 12:55 AM
أبا فهر الغالي :

جزاكم الله خيراً .. و أحسن إليكم .

و تستحق هذه الهدية من أستاذي :

" إنه لا يليق بالقلب أن يتعلّق بما لا يرافقه " و " ينطفيء عند باب القبر "

و أرجوك أن تدعو الله عز و جل أن يعينني على نفسي الكسلى في رمضان .

أبو فهر السلفي
2008-08-31, 04:01 AM
أبا فهر الغالي :

جزاكم الله خيراً .. و أحسن إليكم .

و تستحق هذه الهدية من أستاذي :

" إنه لا يليق بالقلب أن يتعلّق بما لا يرافقه " و " ينطفيء عند باب القبر "

و أرجوك أن تدعو الله عز و جل أن يعينني على نفسي الكسلى في رمضان .

بارك الله فيك وأعاننا الله وإياك على القيام بحقه سبحانه...