تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الولاء حينما يكرس أزمة!



أبو سلمان المسلم
2009-03-15, 01:07 AM
من أعظم مقتضيات ومتطلبات كلمة التوحيد (لا إله إلا الله ) موالاة المؤمنين ومعاداة الكافرين وكتاب الله مليء بالآيات التي توجب هذا الحكم وتؤكده بل قال بعض العلماء،: 'أعظم قضية بعد التوحيد ونبذ الشرك في كتاب الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى هي قضية الموالاة والمعاداة'

و هذا يزيل و يدفع شبهة كل من يريد تهميشها وتمييعها وتغييبها مستخدم في ذلك مصطلحات منمقة وشعارات محدثة ظاهرها الرحمة والخير و حقيقتها الجناية على أحكام الشريعة ونصوص الكتاب والسنة التي هي كالشمس في وضح النهار في تلك القضية .

وفي هذا الحكم منقبة عظيمة لمن تأملها حيث يقول الله -تبارك وتعالى-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقّ [الممتحنة:1]
فكفى به فخرا أن يكون اسمك مقترنا باسم الله سبحانه وتعالى فيكون عدو الله عدوك وحبيب الله حبيبك .
وتتجسد الموالاة والمعاداة في المحبة والمودة والقرب وفي البغض والعداوة والبعد وهي معاني وأعمال قلبية ولكن لابد من ظهور أثرها على الجوارح واللسان فتتجلى النصرة والنصح و الدعاء للمؤمنين والحذر من التشبه والجهاد بالمال واللسان والسنان ونحوها للكافرين .

فمفهوم الموالاة يستوجب النصرة والنصح فيعظم اللوم والسخط لمن يجعل كلمة التوحيد شعارا له ودثارا ثم يرى بعد ذلك وهو تارك للنصح لما يظهره الاستبداد من منكرات علنية يعم فسادها البلاد والعباد أو يرى وهو يناصر الاستبداد بتلميعه أو بإضفاء الشرعية له على المستبد عليه المظلوم .

إننا بذلك نكون غير صادقين مع أنفسنا وغير ملتزمين لنهج ربنا ونصبح بذلك كمن يتشدق و يرفع صوته بقيمة الحرية التي يمتلكها مذهبه الليبرالي ثم إذا أتينا أرض الواقع ومحكه نراه يمارس ألوان من الاستبداد والإقصاء والظلم لأهل الإسلام والخير مناقضا بذلك نفسه وما تشدق به ورفع صوته . فالإنسان إذا لم يكن صادقا فيما يعتقده وما هو مقتنع به من مبادئ وقيم فلا قيمة له ولا وزن .


محمد المسلم .