مشاهدة النسخة كاملة : حديث: (إذا توضأ أحدكم ولبس خفيه فليمسح عليهما..) ضعَّفه الإمام ابن حزم.
الحُميدي
2009-03-14, 02:39 PM
بسم الله الرحمن الرحيم:
كنت كتبت بحثا في تخريج هذا الحديث ، ورأيت اختصاره و نقله هنا للفائدة ..،
بسم الله الرحمن الرحيم :
الحمدالله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه و من والاه، أما بعد :
فقد اختلفت مع بعض أحبابي من طلبة العلم في مسألة متفرعة عن المسح على الخفين ،واحتجوا علي بحديث ،وسأبين في هذه الرسالة رتبته، وهل يصلح لإثبات الاحكام الفقهية بمثله ،والله المستعان.
والحديث هو قول رسول الله –صلى الله عليه وسلم - : " إذا توضأ أحدكم ولبس خفيه فليصل فيهما وليمسح عليهما ،ثم لا يخلعهما إن شاء إلا من جنابة." .
قلت : قد روي هذا الحديث عن انس بن مالك –رضي الله عنه – مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،و روي موقوفا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه من كلامه .
أما حديث أنس :
فقد أخرجه ،الدارقطني في (سننه1/203) ،و من طريقه البيهقي في (سننه1/279) ،عن أبي محمد بن صاعد ثنا الربيع بن سليمان ثنا أسد بن موسى ثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن أبي بكر وثابت عن أنس به.
قلت : وقد تابع أسد بن موسى على روايته عبدالغفار بن داود :
فقد أخرجها الدارقطني في (سننه1/203) ، والحاكم في (مستدركه1/250) ،و البيهقي في (سننه الكبرى1/279)، عن مقداد بن داود عن عبد الغفار بن داود الحراني أنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن أبي بكر وثابت عن أنس بن مالك به.
واما الحديث الموقوف فيرويه اسد بن موسى عن حماد بن سلمة ،:
فقد اخرجه- أيضا -الدراقطني في (سننه1/203) ،و من طريقه البيهقي في (سننه1/279) ، عن أبي محمد بن صاعد ثنا الربيع بن سليمان ثنا أسد بن موسى ثنا حماد بن سلمة عن محمد بن زياد عن زبيد بن الصلت قال سمعت عمر-رضي الله عنه –يقول: ( إذا توضأ أحدكم ولبس خفيه فليمسح عليهما وليصل فيهما ولا يخلعهما إن شاء إلا من جنابة.).
فحص السند :
قلت : أرى أن هذا الحديث مردود لا تقوم به حجة كما سيتضح إن شاء الله ، و نبين حال عبد الغفار بن داود ،و أسد بن موسى :
أما عبدالغفار ، فهو كاتب ابن ليهعة ،وقد وثقه ابن يونس و الحاكم ، و قال أبو حاتم:
(صدوق،لا بأس به).
و اما أسد بن موسى ، ملقب بـ (أسد السنة) ،فقد تناوشته ألسن الجرح ،فقد قال فيه ابن يونس : "أسد بن موسى حدث بأحاديث منكرة ، وكان ثقة ، وأحسب الآفة من غيره."
وقال عنه النسائي : " ثقة ، ولو لم يصنف لكان خيرا له".
و وثقه العجلي والبزار،وقال الخليلي: " مصري صالح".
وضعفه الإمام الأشم ابن حزم ،وعبدالحق الإشبيلي.
قلت : فهو صدوق أيضا.
قلت: وقد قال ابن صاعد-شيخ الدارقطني- وهو احد رواة هذا الحديث مرفوعا و موقوفا من طريق أسد بن موسى ، :" وما علمت أحدا جاء به إلا أسد بن موسى."
ولكن أشار الدارقطني و البيهقي إلى متابعة عبدالغفار بن داود ،فقد قال البيهقي : " وقد تابعه في الحديث المسند عبد الغفار بن داود الحراني،..".
ولكنه قال بعد ذلك : "...، وليس عند أهل البصرة عن حماد ،وليس بمشهور، والله أعلم."
وكذا قال شيخه الحافظ أبو عبدالله الحاكم ،بعد إيراده للحديث : " إسناد صحيح على شرط مسلم ،عبد الغفار بن داود ثقة ،غير أنه ليس عند أهل البصرة عن حماد."
قلت : سنده ليس على شرط مسلم ،فعبد الغفار لم يخرج له مسلم، وأما متابعة عبد الغفار بن داود فهي ساقطة ،كما سيظهر من مناقشة ابن دقيق العيد –رحمه الله -.
وقد صرح بضعف هذا الحديث الإمام ابن حزم كما ذكر الزيلعي في (نصب الراية،1/376) ،فقد نقل عن ابن دقيق العيد قال : " قال الشيخ في " الإمام " قال ابن حزم : هذا ممن انفرد به أسد بن موسى عن حماد، وأسد منكر الحديث لا يحتج به ، قال الشيخ : وهذا مدخول من وجهين : أحدهما : عدم تفرد أسد به ، كما أخرجه الحاكم عن عبد الغفار ثنا حماد .
الثاني : أن أسدا ثقة ، ولم ير في شيء من كتب الضعفاء له ذكر ، وقد شرط ابن عدي أن يذكر في " كتابه "،كل من تكلم فيه ، وذكر فيه جماعة من الأكابر والحفاظ ، ولم يذكر أسدا ، وهذا يقتضي توثيقه، ونقل ابن القطان توثيقه عن البزار ."
قلت : هذا كلام ابن دقيق العيد نقله عنه الزيلعي ، وعليه مآخذ :
أولا : متابعة عبد الغفار ساقطة ،فقد رواه عن عبدالغفار المقدام بن داود ،وهو مشهور بالرواية عن أسد بن موسى ، وليس عن عبدالغفار ، وذكره لعبدالغفار بن داود في هذا الحديث وهم منه وغفلة ،ولتعلم وهاء هذه المتابعة أنظر ما قاله الأئمة في مقدام بن داود :
فقد قال عنه النسائي :" ليس بثقة."
وقال ابن أبي حاتم و ابن يونس : " تكلموا فيه".
وقال أبو عمرو محمد بن يوسف الكندي: "كان فقيها مفتيا، لم يكن بالمحمود في الرواية."
وقال الدارقطني: "ضعيف.".
وضعفه ابن القطان الفاسي .
وروى له الذهبي حديثا منكرا اتهمه به ،راجع ترجمته في (السير)،بل اكثر من ذلك فقد ذكره سبط ابن العجمي في (الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث،رقم: 782 ) ،و ذكر له حديثا آخر اتهمه به الحافظ الذهبي ، وذكره ابن الجوزي في الضعفاء (ص: 3/137) ، وأعاد ذكره الذهبي في (المغني في الضعفاء، ص2/275) .
قلت : فقد تبين لك ان هذه المتابعة ساقطة ، فذِكر عبدالغفار وهْمٌ أو تعمد من مقدام بن داود ، فعاد الحديث إلى أسد بن موسى ،و مدار الحديث عليه ،وصح ما قاله الحافظ ابن صاعد : " وما علمت أحدا جاء به إلا أسد بن موسى".
وبذلك يسلم كلام الإمام ابن حزم من الاعتراض ،والآن اناقش رواية أسد بن موسى إن شاء الله .
ثانيا : قوله أن أسدا ثقة ،واستدل لذلك بأنه لم يذكر في كتب الضعفاء ، بالخصوص (الكامل ) لابن عدي.
قلت : وهذا مردود من وجهين :
الأول : لا يلزم من عدم ذكره في كتاب (الكامل) عدم ضعفه ، حتى نبني على ذلك العدم توثيقا له ، إذ العلم لا يبنى على العدم ، بل ينظر إلى روايته وما احتف بها من القرائن التي تقوي حديثه او تقضي عليه بالضعف ، فيحكم له بذلك ، وهذا ينطبق على كل راو و إن كان ثقة ثبتا .
الثاني : اما بالنسبة لصاحب (الكامل في الضعفاء) فهو لم يستوعب في كتابه كل من ضُعف، فقد فاته الشيء الكثير ،مما دفع بابن الرومية الظاهري أن يذيل عليه بـ(الحافل في التذييل على الكامل) ، فتوثيق اسد بن موسى بعدم ذكره في كتاب (الكامل) ، توثيق مردود لا وزن له .
وقد قال الزيلعي معقبا على كلام ابن دقيق العيد ، ومناقشا للإمام ابن حزم : (ولعل ابن حزم وقف على قول ابن يونس في " تاريخ الغرباء " أسد بن موسى حدث بأحاديث منكرة ، وكان ثقة ، وأحسب الآفة من غيره ، فإن كان أخذ كلامه من هذا فليس بجيد .
لأن من يقال فيه منكر الحديث ليس كمن يقال فيه : روى أحاديث منكرة ؛ لأن منكر الحديث وصف في الرجل يستحق به الترك لحديثه ، والعبارة الأخرى تقتضي أنه وقع له في حين لا دائما ، وقد قال أحمد بن حنبل في " محمد بن إبراهيم التيمي " : يروي أحاديث منكرة ، وقد اتفق عليه البخاري . ).
قلت : أستبعد أن يكون ابن حزم بنى حكمه على كلام ابن يونس، بل حكم عليه من خلال رواياته المشهورة بالأندلس ، وقد اشتهرت عن طريق تلميذه عبدالملك بن حبيب الأندلسي المالكي ، وبسببها اتهم عبدالملك بالكذب ،فمن قرأ كتاب (الزهد) لأسد بن موسى ،وجد أحاديث كثيرة منكرة ،الحمل فيها عليه، لهذا قال النسائي : "ولو لم يصنف لكان خيرا له."
قلت : الزيلعي يرد على قول الإمام ابن حزم في أسد بن موسى : (منكر الحديث) بأصول غيره ، وإلا فإن ألفاظ التعديل و التجريح عند الإمام الأشم بابها واسع ،وهو يعبر عن ضعف الراوي بما يراه مناسبا ، بخلاف ما جرى عليه الأمر عند المشارقة ، فإن الفاظ التجريح والتعديل لها مراتب، و رغم ذلك فالقول في أسد بن موسى قول الإمام ابن حزم ، فهو لا يحتج به مطلقا عنده ، إلا أنه يصلح للاعتبار على طريقة طائفة من أهل الحديث، بخلاف الإمام الأشم –رحمه الله – فدرجة الاعتبار غير مقررة عنده ، وقد نهج نهْج الإمام الأشم في عدم الاحتجاج به مطلقا عبد الحق الإشبيلي، وقد قال بدرالعيني الحنفي في (مغاني الأخبار6/18) عن أسد بن موسى : " أسد السنة، صدوق، يغرب، فيه نصب."
قلت : وهذا انصف قول في حقه ،واما رميه بالنصب ،فالله أعلم بحقيقته .
إذن فأسد بن موسى لا يحتج به ،بل يصلح للاستشهاد فقط ، وبهذا يرد حديثه هذا ، فقد تفرد به عن حماد بن سلمة ، كما انه اضطرب فيه فتارة يرويه عن حماد بن سلمة مرفوعا إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم -، وتارة موقوفا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،وهذا اضطراب موهن للحديث ومسقط له ، واما متابعة عبدالغفار فقد بينا وهاءها ، فمما سبق يتبين ان هذا الحديث ضعيف ساقط مطروح ، لا يحتج و لا يتعبد بمثله.
و هناك جمع من المتأخرين قووا هذا الحديث اغترارا بظاهر السند ،فقد قال ابن عبدالهادي في (تنقيح التحقيق ،1/334)،: " إسناد هذا الحديث قويٌ.
وأسدٌ صدوقٌ ، وثقه النَسائي وغيره، ولا إلتفات إل كلام ابن حزم فيه .
وقد صحَح إسناده الحاكم، وذكر أَنه شاذٌ بمرَّةٍ."
قلت : عجيب هذا الصنيع من ابن عبدالهادي ،وهو الذي يقال عنه أنه من المتاخرين الذين نهجوا نهج المتقدمين في تعليل الاخبار ، و لكنه في هذا الحديث يذر طريقة المتقدمين وراءه ظهريا ، ولا أدري لماذا قَوَّى هذا الحديث - رحمه الله- ؟ ، وهو غير مصيب فيما ذهب إليه ، وأسد السنة لا يحتمل منه التفرد بهذا الحديث عن حماد بن سلمة ، و تقويته لهذا الحديث تساهل منه، و اما الحاكم فهو متساهل في التصحيح ،وهو لم يحكم على هذا الحديث بالشذوذ ، بل الذي حكم عليه بالشذوذ هو الإمام الذهبي –رحمه الله - ، وقد ذهب ابن عبد الهادي –تبعا لابن الجوزي – على تقييد هذا الحديث بالاحاديث التي ورد فيها التوقيت للمسح درءا للشذوذ 1الذي يكتنفه ، و جمعا بين تعارضهما .
قلت : والجمع بين الحديثين المتعارضين مبني على صحتهما ، فلا وجه للجمع بين هذين الحديثين هنا، لأن الحديث الذي وقع به التعارض ضعيف ساقط لا يصلح للمعارضة .
وممن ذهب إلى تصحيحه العلامة محدث العصر ومجدده شيخ مشايخنا محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله - ،و لكن قد تبين لك خلاف ذلك فمتابعة عبدالغفار ساقطة لعدم صحة السند إليه ، وأسد بن موسى صدوق لا يحتمل تفرده بهذا الحديث،و الشيخ الألباني قد حكم عليه بما ادى إليه اجتهاده فهو معذور مأجور إن شاء الله .
وآخر ما اختم به هذا المبحث ، هو ما قاله الإمام الأشم ابن حزم -في المحلى (2/90- معلا لهذا الحديث: (...،وأسد منكر الحديث ، ولم يرو هذا الخبر احد من ثقات أصحاب حماد بن سلمة ،..) .
فأنظر إلى دقة نظره ،وسدادة حكمه –رحمات ربي عليه- ، وهذا ما بيناه ،و دللنا عليه أعلاه ،فلله الحمد من قبل و من بعد.
________________________
1قلت : قد أعل الحافظ الذهبي هذا الحديث بالشذوذ .، انظر(المستدرك مع تعليقات الذهبي عليه ،1/250).
______________________________ __
ومن أراد الرجوع إلى الإحالات والعزو ..، فهي بالمرفق:
الحُميدي
2009-03-17, 11:00 PM
للفائدة ..،
فواز الحر
2009-09-02, 01:20 AM
بارك الله فيك أخي الحميدي.
قلت:
و اما أسد بن موسى ، ملقب بـ (أسد السنة) ،فقد تناوشته ألسن الجرح ،فقد قال فيه ابن يونس : "أسد بن موسى حدث بأحاديث منكرة ، وكان ثقة ، وأحسب الآفة من غيره."
وقال عنه النسائي : " ثقة ، ولو لم يصنف لكان خيرا له".
و وثقه العجلي والبزار،وقال الخليلي: " مصري صالح".
وضعفه الإمام الأشم ابن حزم ،وعبدالحق الإشبيلي.
قلت : فهو صدوق أيضا.
الظاهرُ أن أسدًا ثقةٌ؛ فيكفي أن ابن يونس - وهو أعرف الناس بالمصريين - وثقه. بل نفى عن حديثه النكارة بقوله: "وأحسب الآفة من غيره".
فمن ابنُ حزم وعبدُ الحق عند ابن يونس في المصريين؟! زد على ذلك توثيقَ النسائيِّ - وهو ذو شدة - وكذا العجليِّ والذهبيِّ له.
أو من الممكن أن يقال جرح ابن حزم: "منكر الحديث" يفسره قول ابن يونس أنه من غيره، وأما قول عبد الحق الأشبيلي: "لا يحتج به عندهم"! فلا أدري من هؤلاء (العند)!!
وفقك الله.
ملاحظة: يكثر في مشاركاتك تطويلُ الفراغ بين كل سطر والذي يليه، فحبذا تقليلها!! لكي لا تطول المشاركة فتفتر الهمم عن قراءتها.
الحُميدي
2009-09-02, 07:23 PM
بارك الله فيك أخي الحميدي.
و فيك بارك أخي الفاضل ،
قلت:
الظاهرُ أن أسدًا ثقةٌ؛ فيكفي أن ابن يونس - وهو أعرف الناس بالمصريين - وثقه. بل نفى عن حديثه النكارة بقوله: "وأحسب الآفة من غيره".
أرى من البعيد أن يكون ثقة ، و أرى أقوم الأقوال فيه ، تلخيص الحافظ لحاله في ( التقريب) : "صدوق يغرب ".
و أرى أن غاية ما يفيده توثيق ابن يونس إثبات أن أسد السنة يعتبر بحديثه ، و ينظر إلى الرواي عنه في حديثه ، فإذا كان ثقة ، فلا يعتمد حديثه حتى يتابع .
زد على ذلك توثيقَ النسائيِّ - وهو ذو شدة - وكذا العجليِّ والذهبيِّ له.
و أما قلته عن شدة النسائي ، فانظر لكلام ابن كثير - رحمه الله - في ( اختصار علوم الحديث ، 31) :" وقول الحافظ أبي علي بن السكن، وكذا الخطيب البغدادي في كتاب السنن للنسائي: إنه صحيح، فيه نظر. وإن له شرطا في كتاب السنن للنسائي: إنه صحيح، فيه نظر. وإن له شرطا في الرجال أشد من شرط مسلم غير مسلم. فإن فيه رجالا مجهولين: إما عينا أو حالا، وفيهم المجروح، وفيه أحاديث ضعيفة ومعللة ومنكرة، كما نبهنا عليه في " الأحكام الكبير ."
أو من الممكن أن يقال جرح ابن حزم: "منكر الحديث" يفسره قول ابن يونس أنه من غيره، وأما قول عبد الحق الأشبيلي: "لا يحتج به عندهم"! فلا أدري من هؤلاء (العند)!!
حملك لجرحة الإمام الأشم ابن حزم على كلام ابن يونس بعيد ، فتعبير الإمام يفيد أن المناكير تأتي من قبله ( فهو غير حجة عنده)، و هذا يفيده صنيعه أيضا ، و أما مقصود عبد الحق الإشبيلي فهو ظاهر ، أي عند أهل الحديث ..، و لا يلزم من نفيه أن يكون حجة نفي الاعتبار به ،
فكما أسلفت ، فأسد بن موسى صدوق يغرب ( و هو حكم الحافظ)..، و هذا ما ترجح لي ، و الله تعالى أعلم .
و أما بخصوص حديثه هنا ، فقد بينت بأن للحديث عللا أخرى :
1) الاضطراب .
2) أن حماد بن سلمة تغير بآخرة كما قال البيهقي ، و نقله الحافظ ،و لا ندري متى روى عنه أسد بن موسى.
3) تفرد أسد بن موسى به دون أصحاب حماد بن سلمة ، كما قال الإمام ابن حزم ، و أشار إليه الحافظ ابن صاعد و البيهقي و غيره ..،
و تشكر على ما قلتَ، و على ملاحظتك ..،
فواز الحر
2009-09-02, 11:35 PM
الأخ الفاضل الحميدي.
أرى أنك لم تجب عن استفساراتي كما ينبغي.
قلت:
و أرى أن غاية ما يفيده توثيق ابن يونس إثبات أن أسد السنة يعتبر بحديثه ، و ينظر إلى الرواي عنه في حديثه ، فإذا كان ثقة ، فلا يعتمد حديثه حتى يتابع .
أقول: قولة ابن يونس واضحةٌ في توثيق أسد بن موسى بقرينة أنه جعل النكارة في حديثه من غيره لا منه؛ إذ كيف يقول عنه ابن يونس - وهو إمام في معرفة المصريين - ثقة، ثم تأتي - بارك الله فيك - وتقول يعتبر بحديثه؟! لأن الثقة - كما لا يخفاك - تُصحح الروايات من أجله ثقته. ومفهوم كلام ابن يونس أنه إن كان السند إليه (أسد) صحيحاً، فإن الرواية يُحتج بها.
ثم وجدتُ من المعاصرين من يؤيد توثيقي لأسد بن موسى - بل زاد أشياء فاتتني، بل فيه رد على الحافظ ابن حجر رحمه الله -، وهو الدكتور قاسم علي سعد وفقه الله وذلك في كتابه الفذ "منهج النسائي في الجرح والتعديل" (1/229-231). ولولا طوله لنقلتُه لنفاسته ورصانته. فارجع إليه غير مأمور.
قلت:
و أما قلته عن شدة النسائي ، فانظر لكلام ابن كثير - رحمه الله - في ( اختصار علوم الحديث ، 31) :" وقول الحافظ أبي علي بن السكن، وكذا الخطيب البغدادي في كتاب السنن للنسائي: إنه صحيح، فيه نظر. وإن له شرطا في كتاب السنن للنسائي: إنه صحيح، فيه نظر. وإن له شرطا في الرجال أشد من شرط مسلم غير مسلم. فإن فيه رجالا مجهولين: إما عينا أو حالا، وفيهم المجروح، وفيه أحاديث ضعيفة ومعللة ومنكرة، كما نبهنا عليه في " الأحكام الكبير ."
ما علاقة هذا الكلام بشدة النسائي؟! الكلام حفظك الله عن الشدة في التعديل لا عن الشرط.
وأما عن شدة النسائي وأنه لا يوثق أحدًا إلا بعد الجهد، فقد قال الحافظ الذهبي رحمه الله: "وحديث الحارث الأعور في السنن الأربع، والنسائي مع تعنته في الرجال فقد احتج به، وقوى أمره. والجمهور على توهين أمره ...."(1) أ.هـ.
وقال أيضًا: "وحسبك بالنسائي وتعنته في النقد حيث يقول: وابن وهب ثقة"(2) أ.هـ.
وقال أيضًا: "مالك بن دينار .... هذا النسائي قد وثقه، وهو لا يوثق أحدًا إلا بعد الجَهْد"(3) أ.هـ.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "وأحمد بن عيسى التستري .... وقد احتج به النسائي مع تعنته"(4) أ.هـ.
ثم ختم الدكتور قاسم منهج النسائي في التعديل بقوله: "وفي ختام هذا الموضوع - أعني منهج النسائي في التوثيق والتعديل - أشير أن أبا عبد الرحمن يعد من المتشددين في التوثيق والتعديل ...." (5) أ.هـ. (2/1022)
قلت:
و أما مقصود عبد الحق الإشبيلي فهو ظاهر ، أي عند أهل الحديث
لا زلت منتظرًا من هم أهل الحديث الذين لم يحتجوا بأسد بن موسى. أما ابن حزم فلا يُقدَّم قوله على قول ابن يونس - الخبير في المصريين بلا مدافعة - وكلام النسائي والعجلي والذهبي. ولبيان مخالفات ابن حزم لمنهج الأئمة المتقدمين موضعٌ آخرُ. ليس فقط في الحكم على الرجال، بل في سائر أبواب علوم الحديث. فما بالك وقد وثقه من هم أعرف منه في هذا الفن؟!
وهذا رابط كتاب "منهج النسائي في الجرح والتعديل" للدكتور قاسم علي سعد:
http://www.waqfeya.com/book.php?bid=600
وفقك الله.
___________________
(1) "ميزان الاعتدال" (1/437).
(2) "سير أعلام النبلاء" (9/228).
(3) "المغني في الضعفاء" (2/538).
(4) "هدي الساري" (ص387). هذه النقول مستفادة من كتاب "منهج النسائي في الجرح والتعديل" (2/999-1000) للدكتور قاسم علي سعد.
(5) "منهج النسائي ...." (2/1022).
الحُميدي
2009-09-03, 02:26 AM
الأخ الفاضل الحميدي.
أرى أنك لم تجب عن استفساراتي كما ينبغي.
قلت:
أقول: قولة ابن يونس واضحةٌ في توثيق أسد بن موسى بقرينة أنه جعل النكارة في حديثه من غيره لا منه؛ إذ كيف يقول عنه ابن يونس - وهو إمام في معرفة المصريين - ثقة، ثم تأتي - بارك الله فيك - وتقول يعتبر بحديثه؟! لأن الثقة - كما لا يخفاك - تُصحح الروايات من أجله ثقته. ومفهوم كلام ابن يونس أنه إن كان السند إليه (أسد) صحيحاً، فإن الرواية يُحتج بها.
ثم وجدتُ من المعاصرين من يؤيد توثيقي لأسد بن موسى - بل زاد أشياء فاتتني، بل فيه رد على الحافظ ابن حجر رحمه الله -، وهو الدكتور قاسم علي سعد وفقه الله وذلك في كتابه الفذ "منهج النسائي في الجرح والتعديل" (1/229-231). ولولا طوله لنقلتُه لنفاسته ورصانته. فارجع إليه غير مأمور.
أخي الفاضل قد سبق أن بينت قولي في أسد بن موسى ، وهو قول الحافظ ، و بينت القصد من توثيق ابن يونس له ،
و حتى يتجلى لنا أثر توثيقك - و توثيق قاسم علي سعد- لأسد بن موسى ،أود منك أخي الفاضل ، أن تأيني بحديث واحد فقط لأسد بن موسى تفرد به - و الإسناد صحيح إليه- و ذاك الحديث صحيح ، حتى يكون لتوثيقك وزن علمي، و حتى لا يكون كلامنا خاويا فارغا ..،
و إذا ألفيته أنا ذاعن لك راضخ لما ذهبت إليه ، بإذن الله ..،
ما علاقة هذا الكلام بشدة النسائي؟! الكلام حفظك الله عن الشدة في التعديل لا عن الشرط.
وأما عن شدة النسائي وأنه لا يوثق أحدًا إلا بعد الجهد، فقد قال الحافظ الذهبي رحمه الله: "وحديث الحارث الأعور في السنن الأربع، والنسائي مع تعنته في الرجال فقد احتج به، وقوى أمره. والجمهور على توهين أمره ...."(1) أ.هـ.
وقال أيضًا: "وحسبك بالنسائي وتعنته في النقد حيث يقول: وابن وهب ثقة"(2) أ.هـ.
وقال أيضًا: "مالك بن دينار .... هذا النسائي قد وثقه، وهو لا يوثق أحدًا إلا بعد الجَهْد"(3) أ.هـ.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "وأحمد بن عيسى التستري .... وقد احتج به النسائي مع تعنته"(4) أ.هـ.
ثم ختم الدكتور قاسم منهج النسائي في التعديل بقوله: "وفي ختام هذا الموضوع - أعني منهج النسائي في التوثيق والتعديل - أشير أن أبا عبد الرحمن يعد من المتشددين في التوثيق والتعديل ...." (5) أ.هـ. (2/1022)
نعم هو متعنت ..، و مع ذلك فهو قد وثق مجاهيل ، و بنى على توثيقه لهم الاحتجاج بأحاديثهم ..،
فتشدد النقاد في الجرح و التعديل يبقى أمرا نسبيا ..، فإنك تجد بعض المتشددين يتسهالون ..، و إن كان الغالب عليهم التشدد ..،
لا زلت منتظرًا من هم أهل الحديث الذين لم يحتجوا بأسد بن موسى. أما ابن حزم فلا يُقدَّم قوله على قول ابن يونس - الخبير في المصريين بلا مدافعة - وكلام النسائي والعجلي والذهبي.
أنا بينت مقصود ابن الخراط ، و السؤال يجب أن يوجه له لا لي ؟؟
و لعله : رأى أصحاب الصحيح لم يررووا عنه مع أنهم رووا عن أقرانه ، فرأى في تنكبهم عنه ما دفعه ليقول ما قال ..، و أنا أحاول أن أعتذر له - رحمه الله- ، و إلا فإنني قد قلت : بأن ابن الخراط - رحمه الله - هو المعني بالإجابة ..،( و أرى أن ما قاله صحيح).
ولبيان مخالفات ابن حزم لمنهج الأئمة المتقدمين موضعٌ آخرُ.ليس فقط في الحكم على الرجال، بل في سائر أبواب علوم الحديث. فما بالك وقد وثقه من هم أعرف منه في هذا الفن؟!
رحم الله الإمام الأشم و البحر الأطم ابن حزم ، و أثابه الباري أجزل الثواب ، و العصمة دفنت يوم دفن المعصوم - صلى الله عليه و سلم - . :)
و أود منك اخي الفاضل ألا تخرج على موضوع البحث ، فكل ما ذكرتَه لا يؤثر في الحديث المخرج أعلاه صحة و لا ضعفا ، فأنا إن سلمت لك أن أسد بن موسى ثقة - وهو ليس كذلك- فالحديث سيبقى ضعيفا للعلل الأخرى ..،
تابعي
2009-09-03, 01:43 PM
جزاكم الله خيراً ..
بغض النظر عن صحة الحديث من عدمه فالراجح في أسد بن موسى - والله أعلم - هو توثيق الجمهور ويعضد ذلك تصحيح الأئمة له كابن خزيمة وابن حبان والحاكم ..
أما عن تغير حماد بن سلمة فلا يسلم له هنا لأنه أثبت الناس في ثابت البناني كما نص على ذلك غير واحد من الأئمة .
وتبقى مسألة التفرد مدار البحث ..
الحُميدي
2009-09-03, 04:56 PM
شكر الله لك اخي الفاضل تابعي ..، و مدار البحث سيكون على هذه العلل :
1) الاضطراب .
2) أن حماد بن سلمة تغير بآخرة كما قال البيهقي ، و نقله الحافظ ،و لا ندري متى روى عنه أسد بن موسى.
3) تفرد أسد بن موسى به دون أصحاب حماد بن سلمة ، كما قال الإمام ابن حزم ، و أشار إليه الحافظ ابن صاعد و البيهقي و غيره ..،
4) الشذوذ الذي تضمنه المتن ، كما قال الذهبي.
و بخصوص توثيق الجمهور ، نورد أقوالهم مع فحص لها :
فقد قال ابن يونس : "أسد بن موسى حدث بأحاديث منكرة ، وكان ثقة ، وأحسب الآفة من غيره."
قلت : جَعْل ابن يونس النكارة من غير أسد بن موسى حسبان و ظن منه ، و هو لم يقطع بأن النكارة من غيره فعبر بـ(وأحسب) ، فهذا حسبان و ظن ..،
و أما قول ابن حزم :" منكر الحديث"
قلت : فهذا يقين و جزم من الإمام ابن حزم على أن النكارة من أسد بن موسى نفسه ، و اليقين مقدم على الظن ،
و هذا جلعني أقطع بأن مراد بـ( الثقة) عند ابن يونس - و كذا عند شيخه النسائي - مطلق الثقة لا الثقة المطلقة ، إذ هو أقر بأن أسد بن موسى روى أحاديث منكرة بقوله (حدث بأحاديث منكرة ) ، و أراد أن يبين أنه لم يكن يتعمد، فقال : ( و كان ثقة) ، أي كان من أهل الصدق و العدالة ، لا أنه كان حافظا غاية في الحفظ و الضبط ، و كذلك قول شيخه النسائي : " ثقة ، ولو لم يصنف لكان خيرا له" ، فقصده بـ( ثقة) إثبات صدقه و عدالته ، و إلا لما قال : ( ولو لم يصنف لكان خيرا له) ، إن كان عنده حافظا ضابطا ، و قد قال الحافظ في ( الفتح1/465 ) عن كلام النسائي هذا :" وأشار النسائي إلى خطئه ".
و يؤيد هذا صنيع إمام الصناعة البخاري عندما روى له مستشهدا لا معتمدا ، و استشهد به في موضع واحد من ( صحيحه) فقط ، فهو صالح للاستشهاد لا للاحتجاج ،
و بهذا تعلم صحة قول عبد الحق الإشبيلي :" لا يحتج به عندهم"، فهو لا يحتج به ، بل يعتبر به فقط ،
و كذا تعلم صدق قول الحافظ :" صدوق يغرب" ، و اتبعه في ذلك العيني ( مغانيه) ..،
فهذه أقوال من سبر و خبر حديث أسد بن موسى ، و فهم المقصود من توثيق الأئمة له ، و أنهم لم يقصدوا إلا إثبات صدقه و عدالته ، لما كان عليه من سنة و قمع لأهل البدع رحمه الله ،
و أقول لك أخي الفاضل فواز ، إنك لن تأتيني بحديث واحد بالوصف الذي ذكرتُ لك ، و إن أمضيت عمرك كله في البحث ؟؟
و لا أقول هذا احتقارا لك ، لا لا ..، و لكن هي الحقيقة أخي الفاضل ..،
و مما أنعاه عليك أخي الفاضل ..، هو تقليدك للمعاصرين و تسليمك لهم ، فأنا تعجبت لما أخذت تحيلني على كتبهم ، فأنأ أقول كما يقول ابن حزم : " لا أمتطي ظهر غيري ، و لا اتحلى بحلي مستعار". ، و أغلب من يكتب في علم الحديث من المعاصرين ، تجد بحوثهم سطحية ينقصها التحرير و الدقة ، و قليل منهم من يعطي البحث حقه ..،
فأنت أخي الفاضل رضيت بأن تكون من أهل هذه الصناعة ، فلا تسمح لنفسك بالتسليم للمعاصرين ، و دونك المورد العذب الزلال ، و اكرع من كتب السالفين المتقدمين ، و لا تقنع إلا بالوقوف على الحجة و البرهان ، فتكون بذلك قد أحكمت البنيان ،
فواز الحر
2009-09-03, 10:11 PM
وأود منك أخي الفاضل ألا تخرج على موضوع البحث ، فكل ما ذكرتَه لا يؤثر في الحديث المخرج أعلاه صحة و لا ضعفا ، فأنا إن سلمت لك أن أسد بن موسى ثقة - وهو ليس كذلك- فالحديث سيبقى ضعيفا للعلل الأخرى ..،
يا أخي الفاضل.
أنا لم أخرج عن موضوع البحث، كلامي معك عن توثيق أسد بن موسى فقط. أما النقول التي ذكرتُها عن شدة النسائي فهي فرعٌ عن موضوعنا وليست خروجًا عنه. افهم بارك الله فيك. والحقيقة أن كلامك في غمز أسد لم أر فيه كبير شيء حتى أرد عليه، فالأئمة - عدا ابنُ حزم - على توثيقه، وما ذكرتُه من أن أسد بن موسى ثقةٌ هو الحق إن شاء الله، ولا أجدُ داعيًا لإعادة الكلام مرة أخرى. ولا زلت منتظرًا لكي أعرف هؤلاء (العند)! الذي ذكر عنهم الأشبيلي.
ولي عودةٌ بإذن الله
فواز الحر
2009-09-03, 11:01 PM
قلت:
و بخصوص توثيق الجمهور ، نورد أقوالهم مع فحص لها :
فقد قال ابن يونس : "أسد بن موسى حدث بأحاديث منكرة ، وكان ثقة ، وأحسب الآفة من غيره."
قلت : جَعْل ابن يونس النكارة من غير أسد بن موسى حسبان و ظن منه ، و هو لم يقطع بأن النكارة من غيره فعبر بـ(وأحسب) ، فهذا حسبان و ظن ..،
و أما قول ابن حزم :" منكر الحديث"
قلت : فهذا يقين و جزم من الإمام ابن حزم على أن النكارة من أسد بن موسى نفسه ، و اليقين مقدم على الظن ،
و هذا جلعني أقطع بأن مراد بـ( الثقة) عند ابن يونس - و كذا عند شيخه النسائي - مطلق الثقة لا الثقة المطلقة ، إذ هو أقر بأن أسد بن موسى روى أحاديث منكرة بقوله (حدث بأحاديث منكرة ) ، و أراد أن يبين أنه لم يكن يتعمد، فقال : ( و كان ثقة) ، أي كان من أهل الصدق و العدالة ، لا أنه كان حافظا غاية في الحفظ و الضبط ، و كذلك قول شيخه النسائي : " ثقة ، ولو لم يصنف لكان خيرا له" ، فقصده بـ( ثقة) إثبات صدقه و عدالته ، و إلا لما قال : ( ولو لم يصنف لكان خيرا له) ، إن كان عنده حافظا ضابطا ، و قد قال الحافظ في ( الفتح1/465 ) عن كلام النسائي هذا :" وأشار النسائي إلى خطئه ".
و يؤيد هذا صنيع إمام الصناعة البخاري عندما روى له مستشهدا لا معتمدا ، و استشهد به في موضع واحد من ( صحيحه) فقط ، فهو صالح للاستشهاد لا للاحتجاج ،
و بهذا تعلم صحة قول عبد الحق الإشبيلي :" لا يحتج به عندهم"، فهو لا يحتج به ، بل يعتبر به فقط ،
و كذا تعلم صدق قول الحافظ :" صدوق يغرب" ، و اتبعه في ذلك العيني ( مغانيه) ..،
هذا فهمُك رعاك الله. فيكفينا فهم الإمام الذهبي (وهو من أهل الاستقراء التام) رحمه الله فإنه فهم أنه ثقة ولم يصنع كما صنعت!. وفهمك لتوثيق النسائي أنه يعني العدالة فهو بعيد؛ إذ التوثيق ينصرف بداهةً للعدالة والضبط. والذي أفهمه من فهمك لقول النسائي: "ولو لم يصنف لكان خيرًا له" أن سبب الخلل في ضبط أسد أنه صنَّف، فأثبت لي - رعاك الله - أن هذا الحديث من مصنفات أسد، وإلا فسيبقى الأمر على الأصل أنه ثقة عند النسائي. أقول هذا على فرض صحة فهمك لكلام النسائي، وإلا فإنه يكفيني توثيق الذهبي (وهو من أهل الاستقراء التام) والعجلي.
وأراك طبقتَ قولة ابن حزم "لا أمتطي ظهر غيري" حذو القذة بالقذة، فضربت الصفح عن ذكر توثيق الذهبي لأسد وعن فهمه لكلام الأئمة ، وجعلتَه وراءك ظهريًا.
وأما عن استشهاد البخاري به تعليقًا، فهل اشترط البخاري رحمه الله إدخال كل الثقات في صحيحه؟!!
و مما أنعاه عليك أخي الفاضل ..، هو تقليدك للمعاصرين و تسليمك لهم ، فأنا تعجبت لما أخذت تحيلني على كتبهم ، فأنأ أقول كما يقول ابن حزم : " لا أمتطي ظهر غيري ، و لا اتحلى بحلي مستعار". ، و أغلب من يكتب في علم الحديث من المعاصرين ، تجد بحوثهم سطحية ينقصها التحرير و الدقة ، و قليل منهم من يعطي البحث حقه ..،
فأنت أخي الفاضل رضيت بأن تكون من أهل هذه الصناعة ، فلا تسمح لنفسك بالتسليم للمعاصرين ، و دونك المورد العذب الزلال ، و اكرع من كتب السالفين المتقدمين ، و لا تقنع إلا بالوقوف على الحجة و البرهان ، فتكون بذلك قد أحكمت البنيان ،
هذا - والله - أراه تجنيًا عليَّ؛ فأنا لم أقلد الدكتور، وإنما ذكرتُ كلامَه تأييدًا لكلامي. فأنا ذكرتُ أقوال أهل العلم القاضية بتوثيق أسد ثم وجدتُ كلام الدكتور فأحلتُك عليه؛ بدليل قولي:
ثم وجدتُ من المعاصرين من يؤيد توثيقي لأسد بن موسى - بل زاد أشياء فاتتني، بل فيه رد على الحافظ ابن حجر رحمه الله -، وهو الدكتور قاسم علي سعد وفقه الله وذلك في كتابه الفذ "منهج النسائي في الجرح والتعديل" (1/229-231). ولولا طوله لنقلتُه لنفاسته ورصانته. فارجع إليه غير مأمور.
أهذا تقليد؟!!!! عفا الله عنك.
وأما عن رسالة الدكتور قاسم فهي مرجع لمعرفة كلام النسائي ومنهجه في الجرح والتعديل، وقد أجيزت الرسالة بمرتبة الشرف الأولى بإشراف الشيخ العالِم أحمد نور سيف، فلا داعي أخي الكريم لهذا اللمز ومن دون قراءةٍ لها.
وفقك الله.
الحُميدي
2009-09-04, 02:14 AM
هذا - والله - أراه تجنيًا عليَّ؛ فأنا لم أقلد الدكتور، وإنما ذكرتُ كلامَه تأييدًا لكلامي. فأنا ذكرتُ أقوال أهل العلم القاضية بتوثيق أسد ثم وجدتُ كلام الدكتور فأحلتُك عليه؛
أنا لم أقصد صاحب هذا الكتاب فقط ، بل صاحب كتاب آخر ذكرته أعلاه ، و على كل حال ، فإن رأيت في كلامي تجن عليك ، فأنا أعتذر لك ..، و لعل عذري مقبول إن شاء الله ..،:)
و أود قبل أن أناقشك فيما ذكرت ، أن أبين لك أنني لا أبحث عن الغلبة و اللجاج ..، و قد قلت لك : على فرض تسليم توثيقك لأسد بن موسى ، ايتيني بحديث واحد فقط صحيح من روايته ، مع صحة السند إليه ..، و أنت لم تفعل حتى الآن ؟؟ ،
و إن فعلت سأرجع عما قلته ، و أقول بما تقوله ، و اقطع بأنه الحق ، و هذا سيزيح النزاع ، بإذن الله..،
فأرجو منك أن يكون الحق بغيتك و مطلبك ، و كن منصفا و جادا في تحصيله ، وفقك الله و بارك فيك .
والذي أفهمه من فهمك لقول النسائي: "ولو لم يصنف لكان خيرًا له" أن سبب الخلل في ضبط أسد أنه صنَّف، فأثبت لي - رعاك الله - أن هذا الحديث من مصنفات أسد، وإلا فسيبقى الأمر على الأصل أنه ثقة عند النسائي.
أخي الفاضل هذا ليس فهمي ، بل فهم الحافظ فإنني قد بينت بأنه قال عن قول (و لم يصنف لكان خيراله ) ...، ( و أشار النسائي إلى خطئه) كما في (الفتح)..، أي ان النسائي أشار إلى خطئه عندما صنف..، فتمنى بذلك أنه لم يصنف..،
و أما قولك :
فأثبت لي - رعاك الله - أن هذا الحديث من مصنفات أسد، وإلا فسيبقى الأمر على الأصل أنه ثقة عند النسائي.
فلا أدري أي حديث تقصد ..،؟؟ فإن كنت تقصد الحديث المخرج أعلاه ..، فأظن أني و إن قلتُ بتوثيق أسد بن موسى فإنك لن تصحح الحديث بذلك ..، لأن به أدواء تحتاج إلى دواء ..،
و أما قولك :
وإلا فإنه يكفيني توثيق الذهبي (وهو من أهل الاستقراء التام)
لا يا أخي هذا لا يكفيك ..، فأنت معارَض بتضعيف من هم أجل من الذهبي حفظا و استقراءً و اطلاعا من الحفاظ الذين تقدموا عليه ، و أما من المتأخرين فالحافظ من أهل الاستقراء التام أيضا ، فيصح فيه ما قاله عن الذهبي أيضا ..،فاستقراء الذهبي معارَض باستقراء ابن حجر رحمة الله عليهما ..، و معارض بأمر آخر يأتي بعد ..،
و أما قولك :
فضربت الصفح عن ذكر توثيق الذهبي لأسد وعن فهمه لكلام الأئمة ، وجعلتَه وراءك ظهريًا.
ألا أوقفتني على نص توثيقه بارك الله فيك و شكر لك ..،؟
و أما قولك :
فهل اشترط البخاري رحمه الله إدخال كل الثقات في صحيحه؟!!
سؤال ليس في محله ، لأنني لم أقل أن البخاري لم يخرج له ، بل قلت انه خرج له ، و لكن في الشواهد فقط، وكان الأليق أن يكون السؤال كالآتي ، هل يكفي في إخراج البخاري لحديث الراوي في الشواهد أن لا يكون حجة معتمدا؟
فيجاب عنه : نعم يفيد أنه ليس بحجة عند البخاري و لا معتمد عنده ، إذ لو كان حجة عنده لما اكتفى بتخريج حديثه في الشواهد ، فصنيعه يدل على أن أسد بن موسى يستشهد به فقط عنده ، و قد استشهد به في موضع واحد من صحيحه !!!
و كان صنيع البخاري كافيا للمنصف في بيان أن أسد بن موسى يستشهد به فقط ، إذ هو أمير المؤمنين في الحديث و إمام هذه الصنعة ، و من تسمك بصنيعه كانت حجته ظاهرة ،
و بخصوص تعلقك بتوثيق الذهبي ، فكما هو معارض بما ذكرت آنفا ، فهو توثيق معارَض بجرح مفسر ، فيجب تقديم الجرح المفسر على التوثيق ،
فالذين يرون بأن أسد بن موسى لا يحتج به هم : البخاري و الخليلي و ابن حزم و ابن الخراط و الحافظ و بدر العيني .
و انت ترى أخي الفاضل بأن من قال : بأن أسد السنة صالح للاعتبار ، تؤيده القواعد الحديثية وغيرها ..،
و أود أن أنبهك أخي الفاضل ، أنك إن لم تأتني بحديث واحد لأسد السنة بالوصف الذي ذكرتُ أعلاه ..، فلن أسطر حرفا بعد الآن إن شاء الله ..،لأنك ان قلتَ بتوثيقه ..، و لم تبن على هذا التوثيق تصحيح أحاديثه التي يرويها متفردا بها ..، فما الجدوى من هذا التوثيق ..، بل ستجد الواقع يقضي على هذا التوثيق بالوهن ..، لأنك لن تجد حديثا واحدا تفرد به اسد السنة مع صحة السند إليه صحيحا سليما..، و أسأل الله لي و لك التوفيقو السداد..،
السكران التميمي
2009-09-04, 03:52 AM
والله يا أخي لم أزل متعجباً منك ومن كلامك على الأحاديث والرجال، وقد عزمت على ترك أي تعقيب عليك، ولكن سأخالف هذه المرة فقط حتى أضع بين يديك من هو (أسد بن موسى) إن كنت لا تعرفه:
- قال البخاري: (مشهور الحديث).
- وذكره ابن حبان في (الثقات).
- وقال النسائي وابن يونس وابن قانع والبزار والعجلي وابن ماكولا: (ثقة) بل زاد ابن يونس قوله: (حدث بأحاديث منكرة وهو ثقة؛ فأحسب الآفة من غيره).
- وقال الخليلي: (مصري صالح).
- وقال الذهبي: (وما علمت به بأساً، وقال ابن حزمٍ: منكر الحديث ضعيف. وهذا تضعيف مردود).
- وقال ابن حجر: (صدوق يغرب) وقال مرة: (محدث مشهور).
- وقال ابن عبد الهادي: (صدوق وثقه النسائي وغيره؛ ولا التفات إلى كلام ابن حزم فيه).
- وقال ابن دقيق العيد في (الإمام): (قال ابن حزم: هذا مما انفرد به أسد بن موسى، عن حماد، وأسد منكر الحديث لا يحتج به. قال ابن دقيق العيد: وهذا مدخول من وجهين:
أحدهما: عدم تفرد أسد به؛ كما أخرجه الحاكم عن عبد الغفار؛ ثنا حماد.
والثاني: أن أسد ثقة؛ ولم ير في شيء من كتب الضعفاء له ذكر، وقد شرط ابن عدي أن يذكر في كتابه كل من تكلم فيه؛ وذكر فيه جماعة من الأكابر والحفاظ ولم يذكر أسداً، وهذا يقتضي توثيقه)
وقال: (ولعل ابن حزم وقف على قول ابن يونس في تاريخ الغرباء: أسد بن موسى حدث بأحاديث منكرة وكان ثقة؛ وأحسب أن الآفة من غيره. فإن كان أخذ كلامه من هذا؛ فليس بجيد، لأن من يقال فيه: منكر الحديث ليس، كمن يقال فيه: روى أحاديث منكرة، لأن منكر الحديث وصف في الرجل يستحق الترك لحديثه، والعبارة الأخرى تقتضي أنه وقع له في حينٍ لا دائما).
- أما الإمام أحمد فلم يذكره إلا بخير؛ بحسب ما سأله عنه أبو داود.
فهل عرفت من هو (أسد بن موسى) وما هي مكانته وحديثه؟!!!
فالذين يرون بأن أسد بن موسى لا يحتج به هم : البخاري و الخليلي و الحافظ و بدر العيني .
أما هذه فمن كيسك الذي دائما ما عودتنا على إفراغه هنا. فاتق الله في حديث رسول الله ونَقَلَتِه.
فواز الحر
2009-09-04, 04:12 AM
قال الإمام الأشم صاحب الاستقراء التام الشمس الذهبي - رحمه الله تعالى ونوَّر وجهه وضريحه - عن أسد بن موسى: "هو الإمام الحافظ الثقة ...." "سير أعلام النبلاء" (10/162).
الحُميدي
2009-09-04, 04:33 AM
والله يا أخي لم أزل متعجباً منك ومن كلامك على الأحاديث والرجال، وقد عزمت على ترك أي تعقيب عليك، ولكن سأخالف هذه المرة فقط حتى أضع بين يديك من هو (أسد بن موسى) إن كنت لا تعرفه:أود منك أن تخالف نفسك دائما .، لأن مشاركتك تعجبني و أحبها :)
أكثرت النقل ..،و لو قرأت ما هو مكتوب أعلاه لما نقلت ما نقلت ..، فكل ما ذكرت قد اجيب عنه أعلاه ..، و ما يهمني نقلك هو قول الذهبي :
(وما علمت به بأساً، وقال ابن حزمٍ: منكر الحديث ضعيف. وهذا تضعيف مردود).أرجو منك أن تبين لي ما تفيده عبارة الذهبي ، هل تفيد بأن أسدالسنة حجة ، أما تفيد أنه صالح للاعتبار ؟؟
فهل عرفت من هو (أسد بن موسى) وما هي مكانته وحديثه؟!!!عرفت بأنك ترد على مواضيع لم تقرأها ..، و ليس هذه طريقة اهل الفن عند النظر في أوقال المعدلين و المجرحين ، فيجب أن تبين لنا خلاصة القول من أقوال النقاد ، و ذلك بإعمال قواعد الترجيح المعمول بها عند أهل الشأن ، أما أن تنسخ أقوالهم و تلصقها ، فهذه الصناعة يحسنها كل شخص لا صلة له بالعلم الشرعي أصلا ..،فيجب أن تنقل ،
أما هذه فمن كيسك الذي دائما ما عودتنا على إفراغه هنا. فاتق الله في حديث رسول الله ونَقَلَتِه.لا تكن صاحب دعوى ..، و بين كيف هي من كيسي ...؟
و أنا قد بينت كيف أنهما لم يريا أن أسد بن موسى حجة ، و هذا دليل على أنك لم تقرأ شيئا، أو قرأت و لم تفهم ..،فارجع و تمعن فيما هو مسطور أعلا ه..،
و أنا سأبين للناظر كيف جعلت أسد بن موسى حجة عند البخاري ،و ذلك انك رأيته قال فيه :" مشهور الحديث ".
و إني سائلك ..،هل يفيد هذا توثيقا ..؟ :)
و تمنيت لو أنك انتظرت حتى نرى جواب الأخ الفاضل ، و ما لعله يأتي به من فوائد
الحُميدي
2009-09-04, 04:37 AM
رحمة الله على الإمام الأشم و البحر الأطم و الطود الشمم الذهبي ..،
و سأعيد ما قلته لآخر مرة :
و أود أن أنبهك أخي الفاضل ، أنك إن لم تأتني بحديث واحد لأسد السنة بالوصف الذي ذكرتُ أعلاه ..، فلن أسطر حرفا بعد الآن إن شاء الله ..،لأنك ان قلتَ بتوثيقه ..، و لم تبن على هذا التوثيق تصحيح أحاديثه التي يرويها متفردا بها ..، فما الجدوى من هذا التوثيق ..، بل ستجد الواقع يقضي على هذا التوثيق بالوهن ..، لأنك لن تجد حديثا واحدا تفرد به اسد السنة مع صحة السند إليه صحيحا سليما..، و أسأل الله لي و لك التوفيقو السداد..،
فواز الحر
2009-09-04, 04:55 AM
و أود أن أنبهك أخي الفاضل ، أنك إن لم تأتني بحديث واحد لأسد السنة بالوصف الذي ذكرتُ أعلاه ..، فلن أسطر حرفا بعد الآن إن شاء الله ..،لأنك ان قلتَ بتوثيقه ..، و لم تبن على هذا التوثيق تصحيح أحاديثه التي يرويها متفردا بها ..، فما الجدوى من هذا التوثيق ..، بل ستجد الواقع يقضي على هذا التوثيق بالوهن ..، لأنك لن تجد حديثا واحدا تفرد به اسد السنة مع صحة السند إليه صحيحا سليما..، و أسأل الله لي و لك التوفيقو السداد..،
هذا السؤال حريٌّ بأن يوجه لابن يونس، والنسائي، والعجلي، والبزار، والذهبي وغيرهم ممن وثقوه (ابتسامة).
ثم يا أخي، ما الفائدة من إتياني بحديثٍ عن أسد بن موسى بهذه المواصفات التي ذكرتَ، إذا كان ثقةً؟
فإذا سلَّمتَ بأنه ثقة، فلا داعي لهذا الشرط المُتكلَّف ألا وهو:
لأنك ان قلتَ بتوثيقه ..، و لم تبن على هذا التوثيق تصحيح أحاديثه التي يرويها متفردا بها ..،فما الجدوى من هذا التوثيق ..،
ثم إني سائلُك: ما الدليل على هذا الشرط في حديث الثقة؟
؛ فمن وثقه أعلاه لم يشترطوا هذا الشرط الذي لا أدري من أين أتيت به؟
وفقك الله.
السكران التميمي
2009-09-04, 05:04 AM
لا تقل الناس ما لم يقولوه
ولا تجعل ساحة العلم مرتعاً لخواطرك وبنيات أفكارك
ورد على الآخرين بعلم ودع عنك الاستنتاجات التي يخترعها عقلك
وللإنصاف والحق: أعطني نسبة الأحاديث التي تفرد بها عن غيرها
ثم في الأحاديث التي تفرد بها أعطني نسبة ما توبع عليها مما لم يتابع.
أحضر الحاسبة وأنا أنتظر المجموع النهائي
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
ما قرّعنا ولا أغلظنا عليك وأنت لا تستحق
أما هذه:
أرجو منك أن تبين لي ما تفيده عبارة الذهبي ، هل تفيد بأن أسدالسنة حجة ، أما تفيد أنه صالح للاعتبار ؟؟فتفيد هذه:
قال الإمام الأشم صاحب الاستقراء التام الشمس الذهبي - رحمه الله تعالى ونوَّر وجهه وضريحه - عن أسد بن موسى: "هو الإمام الحافظ الثقة ...." "سير أعلام النبلاء" (10/162).وبالمناسبة؛ هل تعرف أن الإمام البخاري قد احتج به ورى له؟! طبعاً لا تعرف؛ وإلا لما تجرأت وقلت عنه ما قلته سابقاً. وليس شرطاً في الصحيح، وسأجعلها لك لكي تكتشفها أنت بنفسك؛ فأنت (خبير)
وعلى فكرة أيضاً؛ أقسم بالله ما حنثت في قسمي، لن يعلقه البخاري رحمه الله ومن ثم يحيل عليه وهو لا يحتج به أو لا يراه حجة مقبولاً، وإلا كانت خيانة يربأ عنها الإمام وحاشاه.
فيكفي جرأة، ورحم الله إمراءً عرف قدر نفسه
الحُميدي
2009-09-04, 05:31 AM
هذا السؤال حريٌّ بأن يوجه لابن يونس، والنسائي، والعجلي، والبزار، والذهبي وغيرهم ممن وثقوه (ابتسامة).لا يا أخي السؤال لا يلزمهم مادام أن توثيقهم معارض بتجريح مفسر ، و لكن يلزمك انت الذي تقول بأنه أسد السنة في غاية الحفظ و الضبط ..،
ثم يا أخي، ما الفائدة من إتياني بحديثٍ عن أسد بن موسى بهذه المواصفات التي ذكرتَ، إذا كان ثقةً؟الفائدة أنك ستثبت بأن أسد السنة حجة ..، و هذا الذي تنافح عليه بداية ..، فأرنا أحاديث هذا الراوي الحجة عندك ..،
ثم إني سائلُك: ما الدليل على هذا الشرط في حديث الثقة؟
؛ فمن وثقه أعلاه لم يشترطوا هذا الشرط الذي لا أدري من أين أتيت به؟
وفقك الله.لا أنت الذي اشترطت أن يكون الإسناد صحيحا إليه ، و هذا مسطور أعلاه من حر لفظك ، و كلامك دليل على أن أسد بن موسى ليس حجة إذا تفرد ..، و أعد هذا تهربا أو اسنحابا منك عن تلبية الطلب ..،
فواز الحر
2009-09-04, 05:51 AM
ممن وثق أسد السنة:
1) ابن العماد في "الشذرات".
2) الهيثمي في "المجمع".
3) الرحماني المباركفوري في "مرعاة المفاتيح".
4) مصنفو تحرير التقريب.
فواز الحر
2009-09-04, 06:04 AM
بل أزيد هنا قاعدة في قبول مرويات من كان حالُه كحال أسد:
1- أن يكون السندُ إليه صحيحًا.
2- أن يروي عن الثقات.
3- أن لا يكون الحديثُ من منكراته التي نصَّ عليها العلماء (لا الأخ الحميدي)!! (ابتسامة)
فواز الحر
2009-09-04, 06:16 AM
لا أنت الذي اشترطت أن يكون الإسناد صحيحا إليه ، و هذا مسطور أعلاه من حر لفظك ، و كلامك دليل على أن أسد بن موسى ليس حجة إذا تفرد ..، و أعد هذا تهربا أو اسنحابا منك عن تلبية الطلب ..،
لم يكن مرادي عدمَ الاحتجاج بتفردات أسد. أقول هذا فهمك، فالذي يلعب بكلام الأئمة ويضرب كلام بعضهم ببعض= سهلٌ عليه أن يفهم كلام مثلي كما يشاء.
ثم أتعلم أن أسدًا يعتبر من المكثرين عن حماد بن سلمة؟؟!! أظنها صدمةً!!
الحُميدي
2009-09-05, 05:20 PM
ما كنت أظن أخي الفاضل أنك ستسلك هذا المسلك ..، و على أي أنا سأسطر انسحابي مادام الحديث المخرج أعلاه ضعيفا ..، و السلام ..،
فواز الحر
2009-09-05, 08:58 PM
ما كنت أظن أخي الفاضل أنك ستسلك هذا المسلك ..، و على أي أنا سأسطر انسحابي مادام الحديث المخرج أعلاه ضعيفا ..، و السلام ..،
أيُّ مسلك رعاك الله؟
أبو الفضل الجزائري
2009-09-27, 11:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: بمناسبة الكلام على هذا الحديث فقد كنت أتصفح فهرسة السلسة الصحيحة على الأبواب الفقهية للشيخ مشهور حسن ففتحت أبواب الطهارة فاسترعى انتباهي لفظ هذا الحديث من حديث أبي هريرة، وقد كنت أعلم أن أبا هريرة من منكري المسح على الخفين فكيف يروي حديثا في المسح ثم ينكره ؟ فاسترعاني الأمر فرجعت إلى السلسلة كي أطالع إسناد الحديث فوجدت الأمر كالآتي: رواه ابن أبي شيبة في المصنف عن وكيع عن جرير عن أيوب عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير قال توضأ جرير ومسح على خفيه وقال أبو زرعة: قال أبو هريرة وذكر الحديث.
فاستغربت الأمر لنظافة الإسناد إذ الظاهر أن جريرا هو ابن حازم البصري وهو وإن كان في حفظه شيء فإن ذلك يكاد يكون فيما حدث به بمصر أو ما حدث به عن قتادة.
وأيوب الظاهر أنه السختياني الحافظ المعروف. لكن استغربت رواية أيوب عن أبي زرعة إذ الأول بصري والآخر كوفي فراجعت برنامجا حديثيا فتبين لي أن ليس لأيوب رواية عن أبي زرعة إلا في هذا الحديث مما يثير ريبة في النفس فلعل في الإستاد خللا ما، وبالفعل فقد راجعت العلل للدارقطني جزء 8 / مسند أبي هريرة، حيث سئل عن أحاديث المسح عن أبي هريرة منها هذا الحديث لكن بإسناد مخالف: وكيع عن جرير بن أيوب البجلي عن أبي زرعة به، فتبين لي أن في طبعة مصنف ابن أبي شيبة خللا فاحشا نشأ عن تصحيف " بن" إلى "عن": فصار من جرير بن أيوب إلى جرير عن أيوب. وجرير منكر الحديث وقد اتهمه أبو نعيم بالوضع. وقد أشار محقق العلل إلى الأر أيضا فجزاه الله خيرا، فانظر إلى تصحيف إسنادي كيف أفضى بالشيخ الألباني رحمه الله إلى تصحيح الحديث على ظاهر الإسناد.
وفيما يخص إنكار أبي هريرة لحديث المسح فقد رواه مسلم في التمييز من طريق شعبة عن يزيد بن زاذان - على ما علق في ذهني - عن أبي زرعة نفسه.
ونص عليه أحمد، كما ذكر الدارقطني وابن رجب في شرح العلل. وبالله التوفيق.
عبد الكريم بن عبد الرحمن
2009-09-28, 12:08 AM
قول أن الالباني رحمه الله أخد الحديث من مطبوع المصنف فيه نظر فالذي نعلمه عن الشيخ هو النظر في المخطوط إلا اذا كان التصحيف في المخطوط و الله أعلم
أبو الفضل الجزائري
2009-09-28, 09:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله، الشيخ الألباني أشار إلى ذلك ( عزوه إلى المطبوع ) عن طريق رقم الجزء والصفحة والحديث موجود في الصحيحة برقم 1201 على ما أذكر فارجع إليه إن شئت.
الحُميدي
2010-08-13, 11:14 PM
نسأل الله تعالى أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق..
العطاب الحميري
2010-08-14, 08:12 PM
حياك الله أخي الحُميدي وأسأل الله لي ولك التوفيق في الدارين..
أشهد الله وملائكته على حب منجنيق الغرب الإمام الحافظ أبو محمد ابن حزم الظاهري..
وقد منَّ الله عليَّ باقتناء رسالته النفيسة(الإعراب عن الحيرة والإلتباس)-الطبعة المحققة- و(رسالة التلخيص) و(حجة الوداع)وغيرها من المؤلفات القيمة، وأسأل الله العلي العظيم أن يقيض للمحلى من يخدمه خدمة تليق به...
لكن لا يعني حبي له أن أنساق وراء آرائه دون تمحيص...لا سيما في فن الحديث...
ومن المعلوم أن الإمام ابن حزم قد تكلم الأئمة المحدثون عن منهجه الحديثي وذكروا مآخذ عليها
وراجع إن شئت هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6686
وسأذكر في هذا المقام كلاماً للإمام المعلمي يردُّ فيه على الكوثري قوله في أسد السنة (( منكر الحديث عند ابن حزم )) حيث قال-رحمه الله تعالى-( قد قال البخاري : (( مشهور الحديث )) وهذا بحسب الظاهر يبطل قول ابن حزم ، لكن يجمع بينهما قول ابن يونس (( حدَّث بأحاديث منكرة وأحسب الآفة من غيره )) وقول النسائي (( ثقة ولو لم يصنف كان خيراً له )) وذلك أنه لما صنف احتاج إلى الرواية عن الضعفاء فجاءت في ذلك مناكير ، فحمل ابن حزم على أسد ، ورأى ابن يونس أن أحاديثه عن الثقات معروفة ، وحقق البخاري فقال (( حديثه مشهور )) يريد والله أعلم مشهور عمن روى عنهم فما كان فيه من إنكار فمن قِبَلِه ، وقد قال ابن يونس أيضاً والبزَّار وابن قانع حافظ الحنفية : ثقة ، وقال العجلي : ثقة صاحب سنة . وفي ( الميزان ) : (( استشهد به البخاري ، واحتج به النسائي وأبو داود وما علمت به بأساً )) انتهى.
وعليه فجماهير النقاد على توثيق أسد السنة وهو الحق..
وتكرماً لا أمرا أخي الحميدي
هل من قال عنهم الحافظ-كأسد السنة- (صدوق يغرب) يحتج بحديثهم عند الحافظ أم هم من أهل الإعتبار ؟
ثانيا:قلتَ للأخ المحاور:
(و بخصوص تعلقك بتوثيق الذهبي ، فكما هو معارض بما ذكرت آنفا ، فهو توثيق معارَضبجرح مفسر ، فيجب تقديم الجرح المفسر على التوثيق ،
فالذين يرون بأن أسد بن موسىلا يحتج به هم : البخاري و الخليلي و ابن حزم و ابن الخراط و الحافظ و بدر العيني)
وقلتَ:
(لا يا أخي السؤال لا يلزمهم مادام أن توثيقهم معارض بتجريح مفسر ، و لكن يلزمك انتالذي تقول بأنه أسد السنة في غاية الحفظ و الضبط)
*والسؤال هو أرجو أن تبين تفسير الجرح؟؟
تقبل شكري
أبو المظَفَّر السِّنَّاري
2010-08-14, 08:51 PM
التحقيق عندي: أن أسد السنة ثقة له أوهام، والأصل قبول حديثه ما لم يخالفه من هو أوثق منه، أو يأتي بما ينكره عليه أحد حُذَّاق نقَّاد تلك الصناعة.
وقد نكتَ المحدث أبو إسحاق الحويني على الإمام ابن حزم، لكلامه في أسد السنة بما تراه في مقدمة تخريجه لـ ( الزهد/لأسد بن موسى).
الحُميدي
2010-08-15, 05:53 AM
حياك الله أخي الحُميدي وأسأل الله لي ولك التوفيق في الدارين..
أشهد الله وملائكته على حب منجنيق الغرب الإمام الحافظ أبو محمد ابن حزم الظاهري..
وقد منَّ الله عليَّ باقتناء رسالته النفيسة(الإعراب عن الحيرة والإلتباس)-الطبعة المحققة- و(رسالة التلخيص) و(حجة الوداع)وغيرها من المؤلفات القيمة، وأسأل الله العلي العظيم أن يقيض للمحلى من يخدمه خدمة تليق به...
أسعِدْ بما اقتينت...، و نفعك الله بها في الدنيا و الآخرة..،
لكن لا يعني حبي له أن أنساق وراء آرائه دون تمحيص...لا سيما في فن الحديث...
لا يصدُقُ حُبُّ المحب لابن حزم إلا بتخطئته..، بل حب ابن حزم يدعوك لتخطئه..، و هذا ما جعلني من المُغرقين في حبه..،فرحمة الله عليه و رضي عنه..،
ومن المعلوم أن الإمام ابن حزم قد تكلم الأئمة المحدثون عن منهجه الحديثي وذكروا مآخذ عليها
وراجع إن شئت هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6686
أما ما قلتَه عن منهج الإمام ابن حزم فحديث تردده ألسن لم تع منهج الإمام حق الوعي، و إلا فالرجل كغيره من الأئمة المعروفين بسعة الاطلاع و الحفظ يهم و يخطئ في آحاد المسائل..،
هل من قال عنهم الحافظ-كأسد السنة- (صدوق يغرب) يحتج بحديثهم عند الحافظ أم هم من أهل الإعتبار ؟
ما أعلمه أن مثل هذه العبارات تصدق على من هم من أهل الاعتبار، أم عند الحافظ فتحتاج لتحرِّ.
والسؤال هو أرجو أن تبين تفسير الجرح؟؟
قول الإمام ابن حزم: أنه منكر الحديث.
وفقني الله و إياك..،
العطاب الحميري
2010-08-15, 04:36 PM
أسعِدْ بما اقتينت...، و نفعك الله بها في الدنيا و الآخرة..،
آمين
ما أعلمه أن مثل هذه العبارات تصدق على من هم من أهل الاعتبار، أم عند الحافظ فتحتاج لتحرِّ.
مراجعة مقدمة التقريب ومعرفة المرتبة الرابعة عند الحافظ كافٍ في معرفة ذلك
قول الإمام ابن حزم: أنه منكر الحديث.
أين تفسير الجرح الذي جعلته معارضا للتوثيق؟؟
فائدة:
قال الشيخ عبد الله السعد - حفظه الله - في تقديمه لـ ( الجزء العاشر من مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه ) للإمام يعقوب بن شيبة ، الذي حققه الشيخ د. علي الصياح ( ص9 - 10 ) :
"من القواعد التي يرجع إليها عند اختلاف الحفاظ في الحكم على الرواة : النظر إلى مكانة هؤلاء الحفاظ في علم الحديث ، ومن المقرر أن المتكلمين في الرجال ليسوا على درجة واجدة في العلم بهذا الفن ..
فعلي بن المديني مثلاً ليس مثل أبي عيسى الترمذي
وأبو عيسى ليس مثل الحاكم
ويحيى بن معين مثلاً ليس مثل ابن حبان
وابن حبان ليس مثل أبي نعيم
وأحمد بن حنبل ليس مثل أبي جعفر العقيلي
والعقيلي ليس مثل أبي الفتح الأزدي .
فعندما يختلف قول علي بن المديني مع قول أبي عيسى الترمذي ، فالأصل هو تقديم قول علي بن المديني ، وعندما يختلف قول يحيى بن معين مع قول ابن حبان ، فالأصل هو تقديم قول يحيى بن معين ، حتى لو كان جرح ابن حبان مفسراً (1) .
وأما القاعدة التي تقول : ( الجرح المفسر يقدم على التعديل المجمل ) أو عكس ذلك : ( إذا كان الجرح غير مفسر فإن التعديل يقدم عليه إذا وجد ) ، فهذه القاعدة ليست على إطلاقها ، بل هي مقيدة بما تقدم . والله تعالى أعلم" ا.هـ .
وفقني الله و إياك..
آمين
_______________________
(1) إلا إذا تبين بالدليل الواضح صحة قول ابن حبان ، كأن يوجد لهذا الراوي مثلاً أحاديث منكرة ، فهنا يقدم قول ابن حبان . ( تنبيه : الهامش من وضع الشيخ عبد الله السعد ) .
الحُميدي
2010-08-15, 05:54 PM
قال الشيخ عبد الله السعد - حفظه الله - في تقديمه لـ ( الجزء العاشر من مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه ) للإمام يعقوب بن شيبة ، الذي حققه الشيخ د. علي الصياح ( ص9 - 10 ) :
"من القواعد التي يرجع إليها عند اختلاف الحفاظ في الحكم على الرواة : النظر إلى مكانة هؤلاء الحفاظ في علم الحديث ، ومن المقرر أن المتكلمين في الرجال ليسوا على درجة واجدة في العلم بهذا الفن ..
فعلي بن المديني مثلاً ليس مثل أبي عيسى الترمذي
وأبو عيسى ليس مثل الحاكم
ويحيى بن معين مثلاً ليس مثل ابن حبان
وابن حبان ليس مثل أبي نعيم
وأحمد بن حنبل ليس مثل أبي جعفر العقيلي
والعقيلي ليس مثل أبي الفتح الأزدي .
فعندما يختلف قول علي بن المديني مع قول أبي عيسى الترمذي ، فالأصل هو تقديم قول علي بن المديني ، وعندما يختلف قول يحيى بن معين مع قول ابن حبان ، فالأصل هو تقديم قول يحيى بن معين ، حتى لو كان جرح ابن حبان مفسراً (1) .
.
و هذا ليس على إطلاقه..، فالأمر يرجع لنظر المحدث أو المحقق بحيث يرجح قولا على قول لمرِّجحات و أمارات و قرائن تتحصل له بإمعان النظر، و إعمال الفكر، و طول المزاولة لهذا الفن، و في تحصيل هاته المرجحات و القرائن تتفاوت الأنظار و العقول، فيبرز الذكي الفهم اللقن، و يعجز قليل الفهم عن إدراك ما أدركه الأول، و بسط هذا يطول،
و لنرجع لصلب الموضوع....،
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.