المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ضبط كلمة في حرز الأماني



القارئ المليجي
2009-03-14, 01:49 PM
يقول الإمام الشاطبي - رحمه الله -:

وأخلق به إذ ليس يخلق جدة * * * جديدا مواليه على الجد مقبلا
كلمة ((يخلق)) ضبطها الشيخ محمد تميم الزعبي بفتح الياء، وعلى اللام ضمة وفتحة معًا.
فهي عنده فعل ثلاثي، وعينه مضمومة أو مفتوحة.
وفي طبعات أخرى يكتفون بضم اللام (عين الفعل)، وهكذا قرأها الشيخ مشاري.
وهي بهذا الضبط مقلقة - خصوصا عندي -.
لكني وجدت في طبعة قديمة للشيخ الضباع هكذا:
يُخلِق
فالفعل رباعي.
وبحثت في الشروح، فوجدت في شرح شعلة أنه قدَّم الرباعي أولا، وكذا الشيخ أبو شامة.
فهذا الذي أختاره وأرتضيه في ضبط هذا الكلمة، والله أعلم.

محمد صالح نهار
2010-04-13, 11:00 AM
أظنها يُخْلَقُ

القارئ المليجي
2010-04-13, 11:10 AM
يا أخي الكريم.
الواضح لديَّ - من خلال الشروح - أنه فعل رباعي مبني للفاعل.
يُخلِق

محمد صالح نهار
2010-04-13, 11:21 AM
أرجو المعذرة أنا أجبتك بسرعة فكان يجب علي التفكر قبل الجواب
والله أعلم من حيث النحو لا فرق بين ما كان رباعي أو ثلاثي أي خلق بمعنى وجد , وأخلق بمعنى أوجد ولهذا بعض المشايخ يظمها ويفتحها معا

القارئ المليجي
2010-04-13, 11:26 AM
بارك الله فيك يا أخي.
نعم، الثلاثي والرباعي بمعنى [واحد].
لكن معناهما: بَلِي
وليس (وجد) كما ذكرت.

محمد صالح نهار
2010-04-13, 11:31 AM
بارك الله فيك وبك ومعك
أنا قصدت خلق بمعناها العام مثل خلقنا الله من عدم أي أوجدنا ولم أقصد البيت تحديدا وجزيت خيرا على ملاحظتك الدقيقة ويبدو أنك طالب علم متميز .وفقك الله وإياي

أبوبكر الذيب
2010-06-26, 02:51 PM
جاء في كتاب "تحفة الأحوذي " للعلامة المباركفوري عند شرحه لهذا الحديث الضعيف :
"عَنْ الْحَارِثِ بن الأعور قَالَ :
مَرَرْتُ فِي الْمَسْجِدِ فَإِذَا النَّاسُ يَخُوضُونَ فِي الْأَحَادِيثِ فَدَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا تَرَى أَنَّ النَّاسَ قَدْ خَاضُوا فِي الْأَحَادِيثِ قَالَ وَقَدْ فَعَلُوهَا قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَمَا إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَلَا إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ فَقُلْتُ مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ وَلَا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا
{ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ }
مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هَدَى إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ خُذْهَا إِلَيْكَ يَا أَعْوَرُ
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَإِسْنَادُهُ مَجْهُولٌ وَفِي الْحَارِثِ مَقَالٌ"
قال الشيخ المباركفوري :
( وَلَا يَخْلُقُ )
بِفَتْحِ الْيَاءِ وَضَمِّ اللَّامِ ، وَبِضَمِّ الْيَاءِ وَكَسْرِ اللَّامِ مِنْ خَلُقَ الثَّوْبُ إِذَا بَلِيَ ، وَكَذَلِكَ أَخْلَقَ....

القارئ المليجي
2010-06-26, 04:39 PM
جُزيتَ خيرًا يا أبا العُمرَين.
لكنَّ هذا ما خفي على أخيك، فالوجهانِ جائزانِ لا شكَّ.
لكن الإمام السيوطي - رحمه الله - قال: وفي "أَخلِق" و "يُخلِق" جناس مطابق، وفي "حَبْل" و "حِبْل" جناس محرَّف.

راجع هذا الرابط:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=59600

أبو تميم الأهدل
2010-08-24, 05:33 PM
يقول الإمام الشاطبي - رحمه الله -:

وأخلق به إذ ليس يخلق جدة * * * جديدا مواليه على الجد مقبلا
كلمة ((يخلق)) ضبطها الشيخ محمد تميم الزعبي بفتح الياء، وعلى اللام ضمة وفتحة معًا.
فهي عنده فعل ثلاثي، وعينه مضمومة أو مفتوحة.
وفي طبعات أخرى يكتفون بضم اللام (عين الفعل)، وهكذا قرأها الشيخ مشاري.
وهي بهذا الضبط مقلقة - خصوصا عندي -.
لكني وجدت في طبعة قديمة للشيخ الضباع هكذا:
يُخلِق
فالفعل رباعي.
وبحثت في الشروح، فوجدت في شرح شعلة أنه قدَّم الرباعي أولا، وكذا الشيخ أبو شامة.
فهذا الذي أختاره وأرتضيه في ضبط هذا الكلمة، والله أعلم.



بسم الله الرحمن الرحيم
قال الإمام ابن جبارة المقدسي (ت 728هـ):
" ويُروى (يُخْلِقُ) بضم الياء وكسر اللام, مضارع أَخْلَقَ, وبفتح الياء وضم اللام, مضارع خَلَقَ, وهما لغتان بمعنى واحد, يقال: أخْلَقَ الثوب وخَلَقَ إذا بلي ".
(المفيد في شرح القصيد, 1/118).

احمد محمد محمد الشويمي
2010-08-24, 11:22 PM
قال الشيخ عبد الفتاح القاضي في شرحه على الشاطبية (الوافي) ويخلق بفتح الياء وضم اللام بمعنى يبلى.
وهذا الراجح والله أعلم بعد المقارنة ببعض الشروح الأخرى.

القارئ المليجي
2010-08-25, 09:49 AM
قال الشيخ عبد الفتاح القاضي في شرحه على الشاطبية (الوافي) ويخلق بفتح الياء وضم اللام بمعنى يبلى.
وهذا الراجح والله أعلم بعد المقارنة ببعض الشروح الأخرى.

لا يا أخي الكريم ....
بل هذا الذي ينبغي أن يكون ثانيا لا مُقدَّمًا كما هو في شروح المتقدمين، وفيما سبق وذكرته، وما ذكره الشيخ محمد أحمد الأهدل كفاية، فلا تستخف به .. رعاك الله.

أبو عبد الله المليباري
2010-08-30, 06:50 AM
لا يا أخي الكريم ....
بل هذا الذي ينبغي أن يكون ثانيا لا مُقدَّمًا كما هو في شروح المتقدمين، وفيما سبق وذكرته، وما ذكره الشيخ محمد أحمد الأهدل كفاية، فلا تستخف به .. رعاك الله.


في رأيي أن تقديم وجه على وجه في مثل هذه المسألة ينبغي أن يكون مبنياً على كلام أهل اللغة ، فما دام أن علماء اللغة وكذلك شراح الشاطبية لم ينصوا على تقديم ضبط على آخر ، فنحن كذلك لا يسعنا إلا أن نصنع مثلهم .

وأما تقديم وجه في الذكر فهو ليس صريحاً في تقديمه من حيث اللغة بحيث يكون المذكور أولاً أولى من الآخر ، وخاصة إن علم أن العلماء بينهم اختلاف في تقديم ذكر أحد الوجهين على الآخر .

فإذا كان شعلة والفاسي مثلاً قدما ذكر الصيغة الرباعية ، فإن الجعبري واالسنباطي مثلاً قدما ذكر الصيغة الثلاثية ، وعامة أهل اللغة من أصحاب المعاجم يقدمون في الذكر الفعل الثلاثي ثم يردفونه بذكر الرباعي .

فالمسألة سهلة ، وكلا الضبطين صحيح ، وأرى أنه لا يقدم أحدهما على الآخر إلا بأحد أمرين : إما بنص من علماء اللغة ، أو بنص من الشراح بما يفيد أن الضبط الذي أراده الناظم هو كذا ، والله أعلم .

القارئ المليجي
2010-08-30, 09:41 AM
الأخ أبا عبد الله المليباري
جزاك الله خيرًا على المرور.
قولكم:
في رأيي أن تقديم وجه على وجه في مثل هذه المسألة ينبغي أن يكون مبنياً على كلام أهل اللغة
ــ
أقول: يبدو أن أكثر الأفاضل هنا لم ينظر جيِّدًا إلى نص الإمام السيوطي .... وهو إمام في اللغة بلا منازع، وفي الحديث ... وشارح للشاطبية.
والذي ذكرته عنه أعده نصا صريحًا في ضبط الكلمة من الرباعي.
وكذلك الإمام السخاوي تلميذ الشاطبي لم يذكر في شرحه الذي اطلعت عليه إلا الرباعي ...
والرجاء مطالعة ما في الرابط الذي أشرت إليه قبلُ، وهو:
متن الشاطبية (هنا كل ما يتعلق بتقويم النظم المبارك) (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=59600)

أبو عبد الله المليباري
2010-08-30, 05:15 PM
أقول: يبدو أن أكثر الأفاضل هنا لم ينظر جيِّدًا إلى نص الإمام السيوطي .... وهو إمام في اللغة بلا منازع، وفي الحديث ... وشارح للشاطبية.


الأخ الفاضل القارئ المليجي :

الإمام السيوطي لم يكن بصدد المقارنة بين الضبطين حتى يقال إنه قدم الرباعي على الثلاثي ، بل هو بصدد ذكر الفائدة البلاغية في كلام الشاطبي .

ثم إن السيوطي لم يتلق المتن ولا علم القراءات عن علمائها وإنما درسها من خلال الكتب ، ولذا أرى أنه لا يعتمد على شرحه في حل ألفاظ القصيدة كمرجع أساس .

والصحيح الذي توصلت إليه : أن الكلمة فيها ضبطان (يَخلُق) و(يُخلِق) وكلاهما صحيح ، وهما لغتان بمعنى واحد كما أفاد الفاسي وابن جبارة .

ولا أعرف أحداً من الشراح رجح ضبطاً معيناً ، ولكن يذكر بعضهم أولاً الصيغة الثلاثية وبعضهم يذكر الصيغة الرباعية ، وليس في ذلك دلالة واضحة على الترجيح ، فإذا كان شعلة والفاسي وأبو شامة ذكروا أولاً الفعل الرباعي ، فإننا نجد في المقابل الجعبري والسنباطي وملا علي القاري قدموا في الذكر الفعل الثلاثي .



وكذلك الإمام السخاوي تلميذ الشاطبي لم يذكر في شرحه الذي اطلعت عليه إلا الرباعي


هذا ليس صحيحاً ، فالسخاوي ذكر الرباعي والثلاثي معاً فقال رحمه الله (1/74) تحقيق د. مولاي : (ويقال : أخلق الشيء يُخلق ، وخلق يَخلق إذا بلي) .

فالخلاصة يا أخي الكريم : أن العلماء لم يقدموا وجهاً على وجه ، بل هما لغتان بمعنى واحد ، وقد اقتصر على الفعل الثلاثي بعض العلماء ، منهم الشيخ القاضي في الوافي ، وكذلك د. أيمن سويد في تحقيقه للشاطبية ، والله أعلم .

القارئ المليجي
2010-09-14, 09:10 AM
الأخ الفاضل المليباري
مرحبًا بك وأهلا، وكلَّ عام أنت بخير.
لم أطَّلع على مشاركتك القيمة إلا مؤخَّرًا، فاعذرني على تأخير الرَّد.
قولكم:


الإمام السيوطي لم يكن بصدد المقارنة بين الضبطين حتى يقال إنه قدم الرباعي على الثلاثي ، بل هو بصدد ذكر الفائدة البلاغية في كلام الشاطبي.
ثم إن السيوطي لم يتلق المتن ولا علم القراءات عن علمائها وإنما درسها من خلال الكتب ، ولذا أرى أنه لا يعتمد على شرحه في حل ألفاظ القصيدة كمرجع أساس.
أقول: الإمام السيوطي - رحمه الله - قال كلاما محدَّدًا مفاده أن قراءته للكلمة (يُخلِق) رباعيًّا.
وهذا هو المأخوذ من قوله: وفي "أَخلِق" و "يُخلِق" جناس مطابق، وفي "حَبْل" و "حِبْل" جناس محرَّف.

أما إن السيوطي لم يتلق المتن ولا علم القراءات عن علمائها وإنما درسها من خلال الكتب ، ولذا أرى أنه لا يعتمد على شرحه في حل ألفاظ القصيدة ... فهذا ما كان ينبغي أن نتعرض له في هذا السياق؛ أولا: نحن نتكلم في ضبط كلمة واحدة من مقدمة أبيات الشاطبية، ولا تعلُّق لها بدقائق علم القراءات، وثانيًا: الرَّجل تصدَّى لشرح الشاطبية كاملة، وذكر في أول شرحه "أخبرنا شيخنا ... علم الدين ... البلقيني، وأم الفضل بنت أبي الفضل محمد ... إجازة منهما" فهل تظنه لم يتوفر على الرجوع في شرحه إلى ما يمكنه من كلام العلماء، وهو مع هذا لغوي قدير على ضبط مثل هذا.

والصحيح الذي توصلت إليه : أن الكلمة فيها ضبطان (يَخلُق) و(يُخلِق) وكلاهما صحيح ، وهما لغتان بمعنى واحد كما أفاد الفاسي وابن جبارة.
نحن متفقان وجميع مَن كتب في هذه الصفحة في هذا .... الضبطان كلاهما صحيح، وهما بمعنًى، مع التحفظ على كلمة "لغتان" فإنها تقال في غير هذا.

ولا أعرف أحداً من الشراح رجح ضبطاً معيناً ، ولكن يذكر بعضهم أولاً الصيغة الثلاثية وبعضهم يذكر الصيغة الرباعية ، وليس في ذلك دلالة واضحة على الترجيح ، فإذا كان شعلة والفاسي وأبو شامة ذكروا أولاً الفعل الرباعي ، فإننا نجد في المقابل الجعبري والسنباطي وملا علي القاري قدموا في الذكر الفعل الثلاثي.
أقول: ليس هناك إشكال في تقديم الثلاثي؛ إذ هو الأصل؛ لأنه مجرَّد والرباعي هو الثلاثي زِيدَ فيه همزة الإفعال، فلا دلالة في تقديم الثلاثي مع ذكر الرباعي.
إنما الدلالة في تقديم الرباعي مع وجود الثلاثي.
وأرجو أن ينشرح الصدر لمثل هذا ولا يُعدّ من القول المستثقل.
وأما تعليقكم على ما نقلته عن الإمام السخاوي:

هذا ليس صحيحاً ، فالسخاوي ذكر الرباعي والثلاثي معاً فقال رحمه الله (1/74) تحقيق د. مولاي : (ويقال : أخلق الشيء يُخلق ، وخلق يَخلق إذا بلي) .
فأرجو أن يكون ما نقلتموه أنتم هو الصواب، لكن هذا ما لديَّ، وهو تحقيق د. أحمد عدنان بن ياسين سعيد الزعبي، وقد نقلت نص الإمام السخاوي في الرابط الذي أشرتُ إليه ... قال: [أي: فجاهد به حِبْل العدا وما أوْلاه، كما تقول: اجعل زيدًا لمهمَّاتك وما أخلقه.
وللتعجُّب لفظان: أَفْعِلْ به، وما أفعله، فلفظه في أحدِهما لفظ الأمر، والفرق بينه وبين الأمْر لزوم الباء له في كلّ أحواله، وبقاء لفظه على حاله والمخاطَب جمع ومؤنث، فهو إذًا خبرٌ بلفظ الأمر، وجاز ذلك كما جاء [لعلها: جاز] الدعاء بلفظ الخبر، وقد قيل في الفرق بينه وبين "ما أفعل" أنَّه تعجَّب هاهنا ودعا غيرَه إلى التعجُّب، وثَمَّ تعجّب فقط.
((إذ ليس يخلق جدَّة)).
أي:لا تبلى جِدَّته كما جاء في الحديث.
ويقال: أخْلَقَ الشَّيء يُخلِقُ إذا بَلِي، وما لا تبْلى جدَّته خليق أن يُجعل عدَّةً في مجاهدة العدا.
و ((جديدًا)) فعيل من الجدّ]
والله - عزَّ وجلَّ - أعلى وأعلم، وله الحمد في الأولى والآخرة.

أبو تميم الأهدل
2010-09-16, 12:08 PM
وثَلَّثْتُ أَنَّ الحَمْدَ لله دَائِمًا***........... .........

قال ابن جبارة المقدسي ـ رحمه الله ـ (المفيد في شرح القصيد 1/111ـ112):
"ويجوز فتح إنَّ في البيت وكسرها، وكلاهما مَرْوِيٌّ،
فالكسر على تقدير: فقلت: إنَّ الحمد لله ...
وفَتح أنَّ على تقدير حرف الجر، أي: بأنَّ الحمد لله". اهـ باختصار.

القارئ المليجي
2010-09-18, 11:42 AM
أشكر الشيخ أبا تميم الأهدل على المبادرة بتوسيع دائرة الموضوع، وأوافقه على ذلك.

وَإِضْجَاعُ رَا كُلِّ الفَوَاتِحِ ذِكْرُهُ /// /// /// حِمًى غَيْرَ حَفْصٍ طَا وَيَا صُحْبَةٌ وَلا
قال الإمام أبو شامة:
و (وِلا) في آخر البيت بكسْر الواو في شرح الشيخ [أي السخاوي] ورأيتُه في بعض النسخ من القصيدة بفتْحها، وهو أحسن؛ لأنَّ قبله: (وبنيانه وِلا) بالكسر وهو قريبٌ منْه.
فالكسر بمعنى متابعةً أي: أمال صحبة "طا" و "يا" متابعةً للنَّقل، فهو مفعول من أجله.
والفتح على تقدير "ذا وَلا" أي نصْر للإمالة ومحبَّةٍ لها، فهو حال من صحبة، أي أمالوهما ذوي وَلا.
والله أعلم.

القارئ المليجي
2010-09-18, 12:17 PM
وَمَعْ رَسْمِهِ زَجَّ القَلُوصَ أَبِي مَزَا /// /// /// دَةَ الأَخْفَشُ النَّحْوِيُّ أَنْشَدَ مُجْمِلا
وقول الناظم - رحمه الله -: "أبي مزادة الأخفش" بفتح الهاء من "مزادة"، أراد أن يأتي بلفظ الشاعر فأبقى الهاء ساكنة، فلقيها سكون اللام في الأخفش فلزم تحريكُها، ففتَحَها على حدِّ قوله سبحانه: (الم الله) في أول آل عمران.
ولو أبدل الهاء تاءً على الأصل وفتحَها لكان له وجه؛ لأنَّه واصلٌ، وشاعرها أبدلها هاءً للوقف، ولكن كان يفوت لفظ الحكاية.
وكان بعض الشيوخ يُجيزون قراءتَه بالتاء، ولم نسمعْه من الشيخ أبي الحسن - رحمه الله - إلا بالهاء.
واتَّفق أني رأيت الشَّيخ الشاطبي - رحمه الله - في المنام وسألته عنْه: أهو بالتاء أو بالهاء، فقال بالهاء،، والله أعلم.
فعلى رأي أبي شامة يكون الصواب:
وَمَعْ رَسْمِهِ زَجَّ القَلُوصَ أَبِي مَزَا /// /// /// دَهَ الأَخْفَشُ النَّحْوِيُّ أَنْشَدَ مُجْمِلا

القارئ المليجي
2010-09-21, 03:47 PM
قال الإمام:

وَلا يَمْنَعُ الإِدْغامُ إِذْ هُوَ عَارِضٌ * * * إِمَالَةَ كَالأَبْرَارِ وَالنَّارِ أَثقَلا

قال الإمام أبو شامة:
و (إمالةَ) مفعولُ (يمنعُ)، وسقط التنوينُ منه لإضافتِه إلى (كالأبرار)، وهو مُشكِلٌ؛ فإنّه ليس في القرآن (كالأبرار) بالكاف، فالوجه أن يقال هو مضاف إلى الكاف وحدَها، وهي هنا اسم بمعنى "مثل" كقول الراجز: يضحكن عن كالبرد المثهم
أي: "إمالةَ مثلِ الأبرارِ".
ويجوز أن تكون الكاف ضميرَ المخاطَب و "الأبرارَ" مفعولُ إمالةَ؛ أي: "إمالتَكَ الأبرارَ" فهو مثل قوله: وإِضجاعُك التَّوراةَ ...
والناظم - رحمه الله - كان ضريرًا فأمْلى هذا اللَّفظ، فسبق إلى ذِهن الكاتب السَّامع منه أنَّها كاف التشبيه، فكتبها متَّصلة بالأبرار،، والله أعلم.


فيكون البيت على هذا الاحتمال:
وَلا يَمْنَعُ الإِدْغامُ إِذْ هُوَ عَارِضٌ * * * إِمَالَتَكَ "الأَبْرَار" وَالنَّارِ أَثقَلا

وتكون الأبرار محتملة للجر على الحكاية أو النصب مفعول إمالتك.

القارئ المليجي
2010-09-21, 03:51 PM
قال الإمام:

فَمَا ظَنُّكُمْ بالنَّجْلِ عِنْدَ جَزَائِهِ * * * أُولئِكَ أَهْلُ اللهِ والصَّفْوَةُ المَلا

قال الإمام أبو شامة:
والأهلُ اسم جمعٍ كالرهط والركب، وقد جُمع في الحديث جمعَ السَّلامة، ومثله في القرآن العزيز: (شغلتْنا أموالنا وأهلونا)، (إلى أهليهم أبدًا)، فيجوز أن يكون في بيت الشاطبي - رحمه الله تعالى - أيضا مجموعًا وسقطت النون للإضافة، والواو لالتقاء الساكنين، واللفظ بالمفرد والجمع في مثل هذا واحد وإنما يفترقان في الخط، فتُزاد واو في الجمع.
والمصنف لم يكتب ما نظمه لأنَّه كان ضريرًا وإنما أملاه، ولا يظهر في اللفظ جمعٌ فكتبه السامع مفردًا.

فيكتب البيت على هذا الاحتمال:
فَمَا ظَنُّكُمْ بالنَّجْلِ عِنْدَ جَزَائِهِ * * * أُولئِكَ أَهْلُو اللهِ والصَّفْوَةُ المَلا

القارئ المليجي
2011-10-19, 03:40 PM
وورد في الشاطبية:
في فرش سورة المائدة:

وَنُكْرٍ دَنَا وَالعَيْنَ فَارْفَعْ وَعَطْفَهَا * * * رِضًى وَالجُرُوحَ ارْفَعْ رِضى نَفَرٍ مَلا

في فرش سورة الأعراف:

وَحَرِّكْ وَضُمَّ الكَسْرَ وَامْدُدْهُ هَامِزًا * * * وَلاَ نُونَ شِرْكًا عَنْ شَذَا نَفَرٍ مِلا

في فرش سورة الكهف:

وَعُقْبًا سُكُونُ الضَّمِّ نَصُّ فَتىً وَيَا * * * نُسَيِّرُ وَالَى فَتْحَهَا نَفَرٌ مِلا

تكرَّرت (نفر ملا)
أقول: أمَّا "نفر" فهي رمز ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر...
فلا حاجة إلى اعتبار الميم من "ملا" رمزًا لابن ذكوان .. لدخوله في ابن عامر، الداخل بدوْره في جملة "نفر".
أما ضبط "ملا"...
ففي الموضع الأول بالفتح ... قال أبو شامة: والملا: الأشراف.
وفي الموضعين الثاني والثالث بالكسر ...
قال في موضع سورة الأعراف: خُذه عن بقية نفر مِلا .. أي ثقاة.
وقال في موضع سورة الكهف: نفر مِلا .. وهو جمع مليّ، وهو الثقة.
والله أعلم.

القارئ المليجي
2011-10-19, 04:32 PM
فأما "مَلا" بفتح الميم، فهي مَلأ .. وسهَّل الهمزة.
كما قال في المقدمة: أولئك أهل الله والصفوة المَلا
- - -
وأما "مِلا" بكسر الميم، فهي "مِلاء" .. جمع "مليء" أو "مليّ" فهي فِعال جمع فعيل ... وحذف الهمزة.

القارئ المليجي
2011-12-02, 12:20 PM
وقد جُمع في الحديث جمعَ السَّلامة، ومثله في القرآن العزيز: (شغلتْنا أموالنا وأهلونا)، (إلى أهليهم أبدًا)، فيجوز أن يكون في بيت الشاطبي - رحمه الله تعالى - أيضا مجموعًا وسقطت النون للإضافة، والواو لالتقاء الساكنين، واللفظ بالمفرد والجمع في مثل هذا واحد وإنما يفترقان في الخط، فتُزاد واو في الجمع.

وقد قال بعضهم نَحوَ هذا في قوله تعالى: ((فإنَّ اللهَ هو مولاهُ وجبريلُ وصالحُ المؤمنين)).
يريدون أنها: وصالحو المؤمنين.
وهذا مردودٌ برسم المصحف.

القارئ المليجي
2012-01-18, 08:58 AM
في باب الوقف على أواخر الكلم ... البيت (372) :
ومَا نُوِّعَ التَّحْريكُ إلاَّ للازمٍ * * * بناءً وإعرابٍ غَدَا مُتنقِّلا
قوله (وإعرابٍ) صوابها بالجر .. كما قدَّمتُ.
نصَّ عليه شعلة في شرحِه؛ قال:
"بناءً" منصوب على التمييز، و "إعرابٍ" مجرور عطفًا على لازم.
وقال الشيخ القاضي:
وقول الناظم "بناءً" نصب على التَّمييز، وقوله "إعراب" بالجرِّ عطف على "لازمٍ" بتقدير مضافٍ كما تقدم في التقدير.
[أي: ذي إعرب].
في بعض طبعات الشاطبية وتسجيلاتها وشروحِها: "بناءً وإعرابًا" .... وليس هذا بصواب.

القارئ المليجي
2012-02-12, 11:58 PM
في فرش سورة النحل ... البيت (810) :
سَمَا كامِلاً يَهدِي بِضمٍّ وفَتْحةٍ * * * وخاطِبْ يَرَوْا شَرْعًا والاخِرُ فِي كِلا
قوله: (وخاطِبْ يروا .....) أي: اقرأ بالخطاب (أولم يروا إلى ما خلق الله) [48] لحمزة والكسائي، واقرأ بالخطاب (ألم يروا إلى الطير) [79] لحمزة وابن عامر.
وليس في سورة النحل (يروا) سوى هذين الموضعين.
فقوله: (والاخر) يحتمِلُ فتح الخاء، أي: والموضع الآخَر.
ويحتمل كسر الخاء؛ أي: والموضع الأخير.
لكن نصَّ الإمام أبو شامة على أن الرواية بكسر الخاء، قال:
والآخِر بكسر الخاء، يريد: (ألم يرَوا إلى الطير مسخَّراتٍ) الخطاب فيه لحمزةَ وابنِ عامر، والأوَّل لحمزة والكسائي، ولو فتحتَ الخاءَ من "الآخر" لم يتَّضِح الأمر لإبهامِه، فلم يُعلَم الذي قرأه الكسائيُّ من الذي قرأه ابن عامر إلاَّ بقرينةِ تقدُّم الذِّكر، وذلك قد يخفى، وقد ترك الناظم الترتيب في مواضع.. اهـ.