المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرحلة التي جمعت بين المحامد: الطبري - وابن خزيمة - والمروزي - والروياني



زوجة وأم
2009-03-11, 03:38 PM
قال الخطيب البغدادي في تاريخه في ترجمة الإمام الطبري رحمه الله:
حدثني أبو الفرج محمد بن عبيد الله بن محمد الخرجوشي الشيرازي لفظا قال سمعت احمد بن منصور بن محمد الشيرازي يقول سمعت محمد بن احمد الصحاف السجستاني يقول سمعت أبا العباس البكري من ولد أبي بكر الصديق يقول:

جمعت الرحلة بين محمد بن جرير، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، ومحمد بن نصر المروزي، ومحمد بن هارون الرّوياني بمصر، فارملوا ولم يبق عندهم ما يقوتهم، وأضرَّ بهم الجوع، فاجتمعوا ليلة في منزل كانوا يأوون إليه، فاتفق رأيهم على أن يَسْتَهموا ويضربوا القُرعة، فمن خرجت عليه القُرعة سأل لأصحابه الطعام، فخرجت القرعة على محمد بن إسحاق بن خزيمة، فقال لأصحابه: أمهلوني حتى أتوضا وأصلي صلاة الخِيَرة.

قال: فاندفع في الصلاة فإذا هم بالشموع وخصى من قِبل وَالِي مصر يدقُّ الباب، ففتحوا الباب فنزل عن دابته فقال: أيكم محمد بن نصر؟
فقيل: هو هذا.
فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها إليه، ثم قال: أيكم محمد بن جرير؟
فقالوا: هو ذا.
فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها إليه، ثم قال: أيكم محمد بن هارون ؟
فقالوا: هو ذا.
فأخرج صرة فيها خمسون دينارا فدفعها إليه، ثم قال: أيكم محمد بن إسحاق بن خزيمة ؟
فقال: هو ذا يصلي، فلما فرغ دفع إليه الصرة وفيها خمسون دينارا. ثم قال:
إن الأمير كان قائلا بالأمس فرأى في المنام خيالا قال: إنّ المحامد طووا كَشْحهم جياعًا، فأنفذ إليكم هذه الصِّرار، وأقسم عليكم إذا نفدت فابعثوا إلىَّ أمدكم.

المصدر: تاريخ مدينة السلام (بغداد) للخطيب البغدادي (2/552)
______________
معاني كلمات :
أرملـوا : نفد طعامهم وزادهم .
طوو كشحهم : أي باتت بطونهم خاوية .

السرخسي المصري
2009-03-11, 04:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم

أبو مسلم السني
2009-03-12, 07:35 AM
هذا زمن الشرف والعزة
علماء يركبون الصعاب ليصلوا إلي المحابّ
وأمراء لهم همٌّ غير جمع المال والظلم والإستغلال !
رزقنا الله وإياكم عفوه ومغفرته

--
-

معاذ احسان العتيبي
2009-08-08, 12:42 AM
ذكر الذهبي في السير ( 14 /271 ) و ابن عساكر في تاريخه ( 52 /193 ) والبغدادي في تاريخه 2 / 165، و ياقوت الحموي في " معجم الادباء " 18 / 47 " والتاج السبكي في الطبقات ( 2 / 251 ) قصة جميلة فيها فوائد وعب جليلة معروفة :
اجتمع أربعة من كبار العلماء في ذلك الوقت هم: محمد بن جرير الطبري ، ومحمد بن نصر المروزي ، ومحمد بن هارون الروياني، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة إمام التوحيد، جمعتهم الرحلة في طلب العلم بمصر، كانوا مجتمعين في مكان واحد، فلم يبق عندهم شيء البتة، وأضر بهم الجوع ، فاجتمعوا ليلة في منزل كانوا يأوون إليه، فاتفق رأيهم تحت وطأة الجوع الشديد على أن يستهموا ويضربوا القرعة، فمن خرجت عليه القرعة سأل لأصحابه الطعام. ما كانوا يسألون حتى أضر بهم الجوع، فليس في البيت شيء مطلقاً، ولا يوجد عند أحدهم قرشاً، ولا يرضى أحدهم أن يذهب ويسأل الناس طعاماً، ويقول: أعطونا رغيفاً أو أسلفونا رغيفاً فهم في غاية العفة، لكن ما هو الحل؟ أن يبقوا على هذه الحالة إلى أن يموتوا من الجوع؟ فخرجت القرعة على محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله تعالى، فقد كان من أولياء الله الصالحين، فقال لأصحابه: أمهلوني حتى أتوضأ وأصلي صلاة الاستخارة فاندفع في الصلاة يدعو الله تعالى، فإذا هم أثناء صلاة ابن خزيمة بالشموع وبرجل من قبل والي مصر يدق الباب، ففتحوا الباب، فنزل عن دابته، فقال: أيكم محمد بن نصر ؟ فقيل: هو ذا، فأخرج صرة فيها خمسون ديناراً فدفعها إليه، ثم قال: أيكم محمد بن جرير ؟ فقالوا: هو ذا، فأخرج صرة فيها خمسون ديناراً فدفعها إليه، ثم قال: أيكم محمد بن هارون ؟ فقالوا: هو ذا، فأخرج صرة فيها خمسون ديناراً فدفعها إليه، ثم قال: أيكم محمد بن إسحاق بن خزيمة فقالوا: هو ذا يصلي، فلما فرغ دفع إليه الصرة وفيها خمسون ديناراً، ثم قال: إن الأمير كان قائلاً (1) بالأمس -نوم القيلولة- فرأى في المنام خَيّالاً يقول: إن المحمدين -الأربعة كل واحد اسمه محمد- طووا كشحهم جياعاً في بلدك، فأنفذ إليهم هذه الصرار وأقسم عليكم إذا نفذت فابعثوا إلي أمدكم، يقول: الأمير يقسم عليكم بالله إذا انتهت أن تعلموه ليزيدكم.

من الفوائد في هذه القصة :

1: عفة المحمّدين الأربع.
2: إخلاصهم الشديد وصلاحهم في طلبهم للعلم ولو لم يكن ذلك لمّا يسر الله لهم الرزق الطيب .
3: صبرهم المديد حيث إنهم بعدما يئسوا وجاعوا أشد الجوع لجئوا إلى الوسائل المنقصة .
4: فضل اللجوء إلى الله تعالى وأن الله عزوجل لا يضيّع أحدا من أوليائه .
5: عظم العلماء عند الملوك , وعلم الملك أن أقرب الناس إلى الله أوليائه , فكأنه أراد التقرب إلى الله بهؤلاء العلماء .
6: استحباب اجتماع الطلبة مع بعضهم في الرحلة والمذاكرة والمدارسة , لما فيه من العون بينهم .

_________
أي: نائما في القائلة: وهي نصف النهار.

أبو العالية
2009-12-16, 06:49 PM
الحمد لله ، وبعد ..

قال شيخنا العلامة شعيب الأرنؤوط ، وهذه القصة لا تصح ، وهي مكذوبة .

والسلام

رضا الحملاوي
2011-04-14, 07:42 PM
سبحان الله

خلوصي
2011-04-15, 11:36 PM
الحمد لله ، وبعد ..
قال شيخنا العلامة شعيب الأرنؤوط ، وهذه القصة لا تصح ، وهي مكذوبة .
والسلام

الله يسامح الباحثين المعاصرين في الحديث ! خالفوا السلف الصالح !
أية معايير يريدونها لصحة قصص ذات عبر ؟
إذا كان الحديث نفسه في المغازي و السير يتساهل فيه !؟!
فكيف و نحن بأمسّ الحاجة إلى هذه المعاني الغيبية لتقويتها في قلوبنا !؟!
لطالما قال لي أصحابي :
" بدمعتين في ركعتين قبل الفجر بساعتين "
تنال مرادك !
و برغم أنني نلت بحوادث غريبة ما أردت حتى من غير سَحَر .. إلا أنني مررت بعدها بظروف تعجّبت فيها من قلبي كيف تغيّر !؟!
فإذا كان قلب من عانى و عاين هكذا , فكيف بقلب غيره ؟
ارحموا المسلمين .
...
أين أنت أيّها العطّاب الحميري ؟

خلوصي
2011-05-13, 10:22 AM
أين أنت أيّها العطّاب الحميري ؟


للرفع و البحث عن العطّاب :)