المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : « جواب الشيخ البراك عن محمد عابد الجابري وموقفه من سلامة القرآن من النقص والتغيير »



سلمان أبو زيد
2009-03-05, 08:16 PM
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

« جواب صَاحِبِ الفَضِيلَةِ الشَّيخِ العلَّامَةِ عَبدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نَاصِرٍالبَرَّا ك عن محمد عابد الجابري وموقفه من سلامة القرآن من النقص والتغيير »

السؤال :

فضيلة الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك وفقه الله

سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعدُ:

فقد صدر مؤخراً عن مركز دراسات الوحدة العربية كتابٌ للدكتور/ محمد بن عابد الجابري بعنوان "مدخل إلى القرآن الكريم"، تضمن هذا الكتاب فصلاً بعنوان "جمع القرآن ومسألة الزيادة فيه والنقصان"، ومما جاء فيه صفحة 232 قوله عن القرآن الكريم: (ومن الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه، زمن عثمان أو قبل ذلك، فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين، وقد وقع تدارك بعض النقص كما ذُكر في مصادرنا، وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَـزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾، فالقرآن نفسه ينص على إمكانية النسيان والتبديل والحذف والنسخ..) ثم ساق بعض الآيات التي تدل على وقوع النسخ إجمالاً في القرآن الكريم، وختمها بقوله: (ومع أن لنا رأياً في معنى " الآية " في بعض هذه الآيات، فإن جملتها تؤكد حصول التغيّر في القرآن، وإن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته).

فما هو قولكم أحسن الله إليكم في هذا الذي قرره الدكتور الجابري، لاسيما أن كلامه هذا قد انتشر كثيراً في وسائل الإعلام المختلفة من الصحف والمواقع على الشبكة الإلكترونية وغيرها، وفرح به خصوم الإسلام وأعداؤه من اليهود والنصارى والملاحدة والرافضة، وعدّوه تصريحاً مهماً يثبت وقوع التغيير في كتاب الله الكريم قاله أحد كبار المفكّرين الإسلاميين.

أرجو إفادتي في ذلك، نفع الله بكم وبعلمكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإجابة :


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، الجواب :

الحمد لله الذي يقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق، وصلى الله وسلم على رسوله محمد الذي بلغ ما نُزل إليه من ربه، وآله وصحبه؛ أما بعد فإن هذا الكلام المذكور في السؤال ظاهرٌ منه القصد إلى التشكيك في القرآن الذي بأيدي المسلمين في سلامته من التغيير والزيادة والنقص، وحينئذ فلا يبقى وثوق بصحة القرآن، ولكن صاحب هذا الكلام لم يؤثِر الصراحة خوف التشنيع عليه وافتضاح فكره، فآثر أن يجعل الأمر محتملا، بل جعل احتمال التغيير في القرآن راجحا، وسَلَك لذلك لَبْسَ الحق بالباطل واستعمالَ الألفاظ المجملة ، ويظهر ذلك بأمور مما جاء في كلامه:

1ـ قوله : (ومن الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه زمن عثمان أو قبل ذلك فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين) .

نقول: تضمنت هذه الجملة التشكيك في سلامة القرآن من الخطأ حين جمعه، لقوله: (من الجائز أن تحدث أخطاء حين جمعه) ولقوله: ( فالذين تولوا هذه المهمة لم يكونوا معصومين ).

ونقول: كذبت! فإنه لا يجوز أن يحدث خطأ حين جمع القرآن لضمان الله حفظ كتابه في قوله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَـزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾

ونقول: إن الذين قاموا بمهمة جمع القرآن معصومون في عملهم هذا، فإن الصحابة مجمعون على هذا الجمع، ولا يجوز أن يجمعوا على خطأ، وأجمع المسلمون بعدهم على هذا القرآن الذي تلقوه عمن تلقاه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأجمع المسلمون على كفر من زعم تحريف القرآن أو جوّز ذلك، لأن ذلك ينافي قوله تعالى : ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَـزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ فحَفِظَه أولا من أن تصل إليه الشياطين ﴿ إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ﴾ وحفظه ثانيا بتبليغ نبيه صلى الله عليه وسلم وكتابته وحفظه في الصدور، ثم جَمْع الصحابة له وإجماعهم على ذلك.

2ـ قوله : (وقد وقع تدارك بعض النقص كما ذكر في مصادرنا).

نقول: اكتفى صاحب هذا الرأي الفاسد بإبهام النقص وإبهام المصادر، لأن غرضه لا يتحقق إلا بهذا الإبهام، وهو إحداث التشويش في عقيدة المسلم بالقرآن. وإذا وقع التدارك لم يكن نقص.

3ـ قوله: (وهذا لا يتعارض مع قوله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَـزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾

نقول: هذه دعوى باطلة جاء بها لدفع الاعتراض عليه بالآية، فإن وَعْد الله بحفظ تنزيل القرآن يستلزم امتناع جواز الخطأ فيه فضلا عن وقوعه، فدعوى المذكور عدمَ التعارض تلبيسٌ وتمويهٌ على السذج والجهال.

4ـ قوله: (فالقرآن نفسه ينص على إمكانية النسيان والتبديل والحذف والنسخ) نقول: هذا من أقبح التلبيس والتلاعب بعقول القراء، وإلا؛ فما نصَّ عليه القرآن من ذلك راجع إلى تشريعه سبحانه وحكمته بمشيئة وقت نزول القرآن ﴿ مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ﴾ ، وليس ما ذُكر في هذه الآية مما وعد الله بحفظ القرآن منه، فإدخاله فيه غايةٌ في المغالطة والتلبيس.

5ـ قوله: (مع أن لنا رأيا في هذه الآية ـ يريد: ماننسخ من آية أو ننسها ـ فإن جملتها تؤكد حصول التغير في القرآن، وإن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته)،

نقول: أبنْ لنا عن رأيك في معنى الآية، وقولك: (فإن جملتها تؤكد حصول التغير في القرآن)

نقول: في هذا ما في الذي قبله من اللبس والتلبيس؛ فالتغيير الذي تدل عليه الآيات هو من قِبَل الله الذي أنزل القرآن، فهو بمشيئة الله وعلمه وحكمته ولا يكون إلا في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ﴿ يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ﴾ التغيير قد انقطع بموته صلى الله عليه وسلم لانقطاع الوحي، وأما التغيير الباطل فهو ما يحصل من فعل الناس عمدا أو خطأ، وهذا ما وعد الله بحفظ كتابه منه، وعصم منه هذه الأمة أن تُجمع على شيء منه، وقد أجمعت الأمة على هذا القرآن المكتوب في مصاحف المسلمين المحفوظ في صدور الحافظين المتلوِّ في المحاريب بألسن القارئين، وأجمعوا على سلامته من التحريف والتغيير والتبديل، كما أجمعوا على كفر من ادعى ذلك في القرآن، و أنه مرتد وإن زعم أنه مسلم.

وقول هذا المشكك في سلامة القرآن: (وإن ذلك حدث بعلم الله ومشيئته) هو من جملة التمويه على القارئ؛ فإن كل ما يحدث في الوجود من خير وشر وحق وباطل هو بعلم الله ومشيئته، فهي كلمة حق أريد بها باطل.

وبعد ما تقدم أقول: يجب الحذر من صاحب هذا الكلام المسؤول عنه، فإنه ماهر في التمويه ومخادعة القارئ في نفث فكره العفن مما أدى إلى اغترار كثير من الأغرار بكلامه وكتبه، وفرح به من يوافقه على فكره،

نسأل الله أن يقينا والمسلمين شر المفسدين والملحدين، وأن يمن علينا بالثبات والبصيرة في الدين، كما ندعو هذا الرجل إلى التوبة إلى الله قبل أن يدركه الموت، وأن يعلن إيمانه بسلامة القرآن من التغيير والتبديل، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


أملاه

عَبدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَاصِرٍ البَرَّاك
الأُستاذ ( سابقًا ) بجامعة الإمام مُحمَّد بن سعود الإسلاميَّة

الرّياض في 7 ربيع الأوَّل 1430

سلمان أبو زيد
2009-03-05, 08:18 PM
المصدر : موقع شيخنا.
(http://albarrak.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=30720&catid=&Itemid=35)

طارق منينة
2009-03-05, 10:28 PM
رد طيب بارك الله في الشيخ حفظه الله
ولقد كنت اهييء ردا في نفسي علي هذا الكتاب او بالاحري علي فكرة هذا الكتاب والكيد الدقيق المصبوغ به كل صفحة من صفحاته و الذي ياخذ صيغة التدرج -والتقدم!-الخفي الحثيث الي اتمام الفكرة والمكيدة!-بمستويات القراءة العلمانية-للجابري في كتابه هذا- التي قد تخفي علي القاريء نظرا لسيطرة الكاتب علي اسلوبه المشبع بالدهاء والمكر والمتمكن من استغفال القاريء العادي لو صح التعبير
و الشيخ بهذا الرد قد اغناني عن الرد في المسائل التي رد فيها
وبما انني اعرف سياق الكتاب وعناصر تكوين فكرته الماكرة فان تسني لي الوقت فسافرد لموضوع الكتاب رابط خاص
وسوف اري القاريء الكريم مدي دقة المحاولة الجابرية في اتهام القرآن نفسه بامور رماه بها المستشرقون لكن الجابري له اسلوبه الخاص في قول مايقوله المستشرقون واخوانه العلمانيون
سنري في الرابط ان يسر الله لنا كتابته هذه الطريقة الجابرية التي يحدوها التؤدة والصياغة الخاصة التي بتفكيكها يصل الانسان الي معرفة طريقة الجابري الخاصة في نقد القرآن
لن اكشف في هذا الرابط عن الطريقة والتصور
لكن فرحت جدا بهذا الرد العلمي المصغر علي كتاب مدخل الي القران وهو الجزء الاول لانه هو الذي صدر حتي الان
جزاكم الله خيرا اخي سلمان ابو زيد

والشيخ يقول

يجب الحذر من صاحب هذا الكلام المسؤول عنه، فإنه ماهر في التمويه ومخادعة القارئ في نفث فكره العفن مما أدى إلى اغترار كثير من الأغرار بكلامه وكتبه، وفرح به من يوافقه على فكره،
وهذا ولله الحمد يوافق قولي في كتابي اقطاب العلمانية الاول وماتقدم في هذا الموقع الكريم وماسيتاكد بالرابط المنتظر ان شاء الله

د على رمضان عبد المجيد
2009-03-22, 01:05 PM
شكرا لك ... بارك الله فيك ... وشكر لكم هذا الرد الطيب فالجابرى وأمثاله من الحداثيين ينبغى الرد عليهم من خلال كتاباتهم وإظهار تهافت أفكارهم ، و أنهم إنما يعيدون كلام المستشرقين مع اختلاف فى الصياغة و كما قيل ( شنشنة نعرفها من أخزم )

التقرتي
2009-03-22, 02:06 PM
بارك الله في شيخنا البراك


فكاتب الكتاب جاهل الصحابة معصومون بالاجماع في هذا العمل و اكثر من ذلك و لو جمعه صحابي واحد فالقرآن معصوم من الضياع بدليل القرآن نفسه فلا نحتاج للبحث في المسألة


فمن شك أن حرفا واحدا من القرآن ضاع فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم

بارك الله في شيخنا و زاده الله علما

يزيد الموسوي
2009-12-25, 08:50 AM
نريد ان نعرف من هو هذا الجابري
وهل هو مسلم اصلا
فان هذا الكلام لا يطرحه مسلم قط

أبو أنس مصطفى البيضاوي
2009-12-25, 12:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية جزى الله الشيخ البراك على رده على هذا الدعي المفتون في نفسه الفاتن لغيره.إلا أننا في حاجة لمن يخصص ردا وبأسلوب علمي لهذا المنحرف عقديا وفكريا.

نريد ان نعرف من هو هذا الجابري
وهل هو مسلم اصلا
فان هذا الكلام لا يطرحه مسلم قط
أما بخصوص سؤال يزيد الموسوي فأقول له:
اسمه: محمد عابد الجابري
المهنة: أستاذ الفلسفة والفكر الاسلامي بكلية الآداب والعلوم الانسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط.المغرب
كل كتبه هي تصب في التنقص من الشريعة الاسلامية والنيل منها بطرق مباشرة أو غير مباشرة،وأذكر على سبيل المثال لا الحصر:
الدين والدولة وتطبيق الشريعة
مسألة الهوية

ابن رشد:سيرة وفكر
العقل الأخلاقي العربي
مدخل إلى القرآن
فهم القرآن
وغيرها...
هذا وقد عقد لقاءات كثيرة عبر القناة الثانية المغربية 2m التي عرفت بعداوتها للاسلام وكل كلامه هو انتقاص من الشريعة عبر هذه القناة المنحرفة كفانا الله شرها وشر من تستقبلهم

أم تميم
2009-12-25, 12:30 PM
حفظ الله العلامة البراك وجعلهُ شوكةً في حلوقِ المتسيلمين ..

وادي الذكريات
2009-12-25, 01:36 PM
سبحـان الله العظيـم
مهما فعلوا ولله الحمد
فمطبوع على قلب وعقل كل مسلم أن الله عز وجل تكفل بحفظ كتابه .

حارث البديع
2009-12-25, 09:56 PM
تعجبني دقة الشيخ
وليس غريبا عليه
فلم يسارع لتكفيره
وإنما حلل كلامه
بأسلوب قوى.