المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأصل أن يكون الظاهر دليلاً على الباطن ، إلاّ إذا قدح في كمال دلالته مانع .



أبو عمر الكناني
2007-05-03, 02:31 AM
ولهذا صور :

منها : أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في وقت حياته كانت علاقته بكل شخص تتعدد ، فإضافة لكونه نبيّاً فهو أيضاً زوج وأب وحاكم وجار وأخ .

وعليه فإن ما يصدر ممن حوله وهو حي من أقوال تدل على الكفر الباطن قد لا يدل على الكفر بسبب قيام شبهة ، وهو أن المتكلم لعله يخاطب فيه صلّى الله عليه وسلّم الجانب البشري المحض وينسى أو يغفل عن حقيقة أنه نبيّ معصوم .

فمن ذلك عدم قتل من لمزه في الصدقات .

وزوجاته رضي الله عنهنّ قد سألنه العدل عندما أرسلن إليه فاطمة ؟

وكذلك الرجل الّذي قال له : أن كان ابن عمّك ؟ في قصة اختصامه مع سعد في شراج الحرة .

فهذه الغفلة مانع من عدّه ما صدر منهم دليل على كفر الباطن .

أمّا من جاء بعد النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلا يُقبل هذا المانع في حقه لأن موت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد أسقط وأبطل كل رابطة بينه وبين أحد ممن بعده إلا رابطة النبوّة .

عبد الرحمن السديس
2007-05-03, 04:14 PM
وكذلك الرجل الّذي قال له : أن كان ابن عمّك ؟ في قصة اختصامه مع سعد في شراج الحرة .
.
الصواب: عمتك - الزبير .

أبو عمر الكناني
2007-05-03, 05:23 PM
جزاك الله خيراً على التصويب شيخ عبدالرحمن ..

عبد الرحمن السديس
2007-05-03, 09:06 PM
بارك الله فيكم


ولهذا صور :
فمن ذلك عدم قتل من لمزه في الصدقات .
لعله تركه كغيره لئلا يتحدث الناس أنه (ص) يقتل أصحابه.

فائدة:
قال الإمام ابن تيمية 11/412:
رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - قَالَتْ : { أَلَا أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قُلْنَا : بَلَى قَالَتْ : لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِي الَّتِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا عِنْدِي انْقَلَبَ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ وَبَسَطَ طَرَفَ إزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ وَاضْطَجَعَ فَلَمْ يَثْبُتْ إلَّا رَيْثَمَا ظَنَّ أَنِّي رَقَدْت فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا وَانْتَقَلَ رُوَيْدًا وَفَتَحَ الْبَابَ رُوَيْدًا فَخَرَجَ ثُمَّ أَجَافَهُ رُوَيْدًا فَجَعَلْت دِرْعِي فِي رَأْسِي وَاخْتَمَرْت وَتَقَنَّعْت إزَارِي ثُمَّ انْطَلَقْت عَلَى إثْرِهِ حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ . فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ انْحَرَفَ فَانْحَرَفْت وَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْت فَهَرْوَلَ وَهَرْوَلْت وَأَحْضَرَ وَأَحْضَرْت فَسَبَقْته فَدَخَلْت فَلَيْسَ إلَّا أَنْ اضْطَجَعْت فَقَالَ : مَا لَك يَا عَائِشَةُ حشيا رَابِيَةً ؟ قَالَتْ : لَا شَيْءَ .
قَالَ : لِتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ . قَالَتْ : قُلْت : يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي فَأَخْبَرْته . قَالَ : فَأَنْتَ السَّوَادُ الَّذِي رَأَيْت أَمَامِي ؟ قُلْت : نَعَمْ فَلَهَزَنِي فِي صَدْرِي لَهْزَةً أَوْجَعَتْنِي . ثُمَّ قَالَ : أَظْنَنْت أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْك وَرَسُولُهُ قَالَتْ : قُلْت مَهْمَا يَكْتُمْ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : فَإِنَّ جِبْرِيلَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - أَتَانِي حِينَ رَأَيْت فَنَادَانِي - فَأَخْفَاهُ مِنْك فَأَجَبْته وَأَخْفَيْته مِنْك وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْك وَقَدْ وَضَعْت ثِيَابَك وَظَنَنْت أَنَّك رَقَدْت وَكَرِهْت أَنْ أُوقِظَك وَخَشِيت أَنْ تَسْتَوْحِشِي - فَقَالَ : إنَّ رَبَّك يَأْمُرُك أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ . قُلْت : كَيْفَ أَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : قُولِي : السَّلَامُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِين َ وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِ ينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِ رِين وَإِنَّا إنْ شَاءَ اللَّهُ لَلَاحِقُونَ } . فَهَذِهِ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ : سَأَلَتْ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَلْ يَعْلَمُ اللَّهُ كُلَّ مَا يَكْتُمُ النَّاسُ ؟
فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعَمْ .
وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ ذَلِكَ وَلَمْ تَكُنْ قَبْلَ مَعْرِفَتِهَا بِأَنَّ اللَّهَ عَالِمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ يَكْتُمُهُ النَّاسُ كَافِرَةً وَإِنْ كَانَ الْإِقْرَارُ [ بِذَلِكَ ] بَعْدَ قِيَامِ الْحُجَّةِ مِنْ أُصُولِ الْإِيمَانِ وَإِنْكَارِ عِلْمِهِ بِكُلِّ شَيْءٍ كَإِنْكَارِ قُدْرَتِهِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ هَذَا مَعَ أَنَّهَا كَانَتْ مِمَّنْ يَسْتَحِقُّ اللَّوْمَ عَلَى الذَّنْبِ، وَلِهَذَا لَهَزَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ : أَتَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْك وَرَسُولُهُ وَهَذَا الْأَصْلُ مَبْسُوطٌ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ .
فَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ هَذَا الْقَوْلَ كُفْرٌ وَلَكِنَّ تَكْفِيرَ قَائِلِهِ لَا يُحْكَمُ بِهِ حَتَّى يَكُونَ قَدْ بَلَغَهُ مِنْ الْعِلْمِ مَا تَقُومُ بِهِ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ الَّتِي يَكْفُرُ تَارِكُهَا.

رائد
2007-05-03, 10:40 PM
اذا كان الأصل هو أن الظاهر يدل على الباطن فمن زالت عنه أعمال الايمان الظاهرة وهي عمل الجوارح فقد زال عنه ايمان الباطن فيكون غير مؤمن

هل رجعت عن رأيك في عدم التلازم ؟ وعدم تكفير من ترك كل أعمال الجوارح ؟

أرجو ذلك

أبو عمر الكناني
2007-05-03, 10:54 PM
ما ذكرته أخي عبدالرحمن وارد ، وهو صحيح في ذاته ، لكن هل تركه للجميع لهذا السبب فقط ؟
لأنّا لو قلنا هذا فهذا يعني أنه صلى الله عليه وسلم عطّل حكماً شرعياً لهذه العلة ، أعني حكم الردة .
لكن هناك صور أخرى لا تقبل مثل هذا التعليل ، وقد تأملت فتوصلت إلى ما ذكرته أعلاه .
فمثلاً قول فاطمة له (إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة) ..
فهن يسألن ما يرين أنه ليس موجود ، وهذا يُفهم منه اتهامه من قبل أزواجه بالحيف والظلم ، ولاشك أنّ أحدنا لو قال هذا عنه صلى الله عليه وسلم الآن لكان كافراً ، أما أزواجه فمنطلقهنّ الجانب البشري .
وكذلك اللامز .. وكذلك الأنصاري الذي خاصم الزبير ..
وفي ظني أنّ هذا أولى ..
وهذا يبطل دعوى بعض المتفلسفين من الإسلاميين اليوم الذين ينكرون على السلفيين موقفهم من الرافضة بسبب سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وبغضهم ، ويحتجون بأن الصحابة نفسهم كان بعضهم يبغض بعض ويقاتل بعضهم بعضاً ، فلماذا نتشدد في موقفنا من الرافضة إذا كان لهم موقف من هذا الصحابي أو ذاك ؟
فهذه حجة مريضة ، لنفس العلة التي ذكرتها أعره ، فبغض الصحابي وسبه وقتاله لصحابي آخر يحتمل التأويل لأنه عايشوا بعضهم فالعلائق بينهم قد تجر مثل هذه النزاعات .
أما من بعدهم فلا علاقة لهم بهم إلا أنهم أصحاب نبيّهم وحبيبهم ونقلة شريعتهم ودينهم ، فاي تأويل أو عذر يمكن أن يُقبل معه سب الرافضة أو حتى مجرد عذرهم .

ثانياً بخصوص كلام شيخ الإسلام في شرح كلام عائشة على أنه سؤال وما بنى عليه .
أخي في رأيي أنّ هذا غير صحيح ، فلا يمكن أن تكون عائشة الفقيهة العالمة لا تعلم شمول علم الله وهي تقرأ في كل مكان (إن الله بكل شيء عليم )وهي التي نزلت سورة المجادلة وهو في بيتها ، وهذه الحادثة التي استدل بها الشيخ فيما يظهر في آخر حياته صلى الله عليه وسلم .
والذي يترجح عندي أنها قالت ذلك على سبيل التقرير لا السؤال ، بل قال النووي إنها هي التي قالت نعم ، بمعنى أنها قالت ذلك وأكدته بقولها : نعم ، وقال النووي إن الرواية هكذا في الأصول أي أنه قولها .
والله أعلم .

أبو عبدالله النجدي
2007-05-04, 12:28 AM
بارك الله فيكم .... هذه قاعدة فقهية عامة، أعني أنها مشتركة بين المذاهب الفقهية، وأتسع فيها الشافعي، وعكسه مالك ـ رحمهما الله ـ.
وهي نافعة للقاضي والمفتي وغيرهما ...
فالمرأة إذا ادعت على زوجها عيباً بعد مضي مدة طويلة لم يقبل قولها، لأن سكوتها هذا الدهر الطويل قرينة على عدم صدقها، أو على رضاها بذلك...
والمتبايعان إذا تعاقداً عقداً صحيحاً في الظاهر: كان ذلك جائزاً، ما لم يظهر منهما قصد التحايل على مواقعة محرم...

عبد الرحمن السديس
2007-05-04, 01:24 AM
ثانياً بخصوص كلام شيخ الإسلام في شرح كلام عائشة على أنه سؤال وما بنى عليه .
بارك الله فيك ، لو قلنا: إنه من كلامها :
أرجو أن تتأمل معي في السياق الذي في صحيح مسلم :
ثم قال: أظننتِ أن يحيف الله عليك ورسوله ؟
قالت: ـ مهما يكتم الناس يعلمه الله ـ نعم .
= نعم ظننت أن يحيف الله علي ورسوله !
وهذا باطل .
وقد جاء في المسند (25897 ) والنسائي (3936) و(3964 ) والدعاء (1246) للطبراني :... قالت: مهما يكتم الناس فقد علمه الله عز وجل؟ قال: نعم. قال: فإن جبريل عليه السلام
لكن عند عبد الرزاق والنسائي في موضع وابن حبان
أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله ؟
قالت : فقلت : مهما يكتم الناس فقد علمه الله، قال: فإن جبريل...

وعلى كل فكان مرادي ذكر تقرير شيخ الإسلام ولو لم يسلم المثال .

أبو عمر الكناني
2007-05-04, 04:57 AM
أخي عبدالرحمن أنا وعيت عنك أنك أوردته للتمثيل وهو مثال جيد وفي بابه لأنه يهمنا تقرير شيخ الإسلام للقاعدة .
وإنما أردت اغتنامها فرصة لطرح الإشكال على هذا التوجيه .
وفي رأيي أن نجعل قول عائشة تقريراً لشمول علم الله ، حتى لو قلنا إن قول : (نعم) هو من كلام النّبيّ صلى الله عليه وسلم فهو إقرار منه للكلام ، وإذا كان من قول عائشة فكذلك يعود لجملتها هي ، لا لقوله : (أظننت أن يحيف الله عليك )
بارك فيك ربي ..

أبو عبدالرحمن بن ناصر
2007-05-04, 01:11 PM
أذكر ابن تيمية جعل هذا دليلا - أعني حديث عائشة - أن منكر علم الله بالجزئيات جهلا من المنكر لا يكفر ، والله أعلم