أبو زياد النوبي
2009-03-03, 01:47 AM
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وبعد :
فلا شك أن كل واحد منا بحاجة إلى الوعظ والموعظة الطيبة ومن أصول الدعوة إلى الله عز وجل هي الدعوة بالموعظة الحسنة كما قال رب العزة : ( ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ... )
ومن أهميته أنه سبب في طهارة القلوب واسيقاظها من سباتها
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول الصحابة بالموعظة كما قالوا كان رسول الله يتخولنا بالموعظة
لأن هذه الموعظة تكون سببا لجلاء ما على القلب مما يجعله قلبا قاسيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا
وفي اهمية هذا يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( إنه ليغان على قلبي )
فإذا كان ذلك يحدث مع النبي وهو أطهر البشر قلبا وهو المعصوم صلى الله عليه وسلم فيكف بأحدنا ؟ !!
فهذا كله يدل على أهمية الموعظة بالنسبة للإنسان وأنها من اسباب الحفاظ على سلامة قلبه وطهارته
لكن الذي أقوله هنا واقصده ما يكون من بعض الاخوة بارك الله فيهم من الاكثار من ذلك أصلا وموضوعا
الاكثار اصلا : بكثر كتابة المواضيع الوعظية في المنتديات العلمية
وكثرة الكتابة داخل الموضوع الواحد
فتجد موضوعا في الوعظ قوامه ثلاثين صفحة ورقية !!
وانا لي نظر في ذلك وهو محل نقاش بين الاخوة بارك الله فيهم
الذي اراه هو عدم الكثرة من هذه المواضيع _ قيدته بالكثرة _ وذلك لأسباب
أولا : ان الاصل في الموعظة ان تكون عابرة قاصرة وذلك حتى لا يمل من تريد وعظه
وإنك - ارشدني الله واياك إلى الفهم الصحيح - لترى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخول الصحابة بالموعظة وهذا اللفظ يدل على أنها لم تكن موعظة مستمرة وإنما كانت من حين لآخر
وإنك - حفظك الله - لو نظرت في حال اهل الوعظ في السلف الكريم لوجدت ان وعظهم كان كلمة أو كلمتين كما هو الحال مثلا مع ابراهيم بن ادهم والحسن البصري وغيرهم
ولو أنك - علمني الله واياك - تاملت في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم لوجدتها خطبة تحتوي على كلمات قليلة وكانت سنته في ذلك عدم الاكثار وكذا كانت سنة الصحابة
بينما لما خطبهم بالعلم وفي العلم خطب ثم نزل فصلى الظهر ثم صعد المنبر ثم نزل يصلى العصر ثم صعد المنبر ... وهكذا لأن شان العلم غير شان الوعظ
ثانيا : أنك - غفر الله لي ولك - أولا إما أن تكون تخاطب بها إما صاحب معصية بعيد عن طلب العلم والتمسك بالنسة - ما نسيمه ليس ملتزما - وإما أنك تخاطب به طالب علم او ما نسميه اليوم ( ملتزم ) ولكن المعصية اثرت في قلبه وجعلته قاسيا مستوحشا
أما النوع الاول : فهو لا يحب القرآة - وهذا هو الغالب - ويمل من كثرة القراءة
وأما النوع الثاني : فإنه بسبب ما في قلبه من قسوة سيتكاسل عن القراءة والشيطان من وراءه يزهده في ما يقرء وسيمضى على عجله
فالذي اراه بارك الله فيكم أن تكون الموعظة قاصرة قليلة الكلمات لأن هذا اوقع في حصول المقصود خاصة وهي موعظة مقرؤة لا مسموعه والفرق بينهما كبير
والله تعالى أعلم وفي انتظار نقاشكم وأرائكم فيما قلت وكتبت على عجالة
والله الموفق والمستعان وعليه التكلان
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أخوكم أبو زياد النعماني
فلا شك أن كل واحد منا بحاجة إلى الوعظ والموعظة الطيبة ومن أصول الدعوة إلى الله عز وجل هي الدعوة بالموعظة الحسنة كما قال رب العزة : ( ادعوا إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ... )
ومن أهميته أنه سبب في طهارة القلوب واسيقاظها من سباتها
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول الصحابة بالموعظة كما قالوا كان رسول الله يتخولنا بالموعظة
لأن هذه الموعظة تكون سببا لجلاء ما على القلب مما يجعله قلبا قاسيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا
وفي اهمية هذا يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : ( إنه ليغان على قلبي )
فإذا كان ذلك يحدث مع النبي وهو أطهر البشر قلبا وهو المعصوم صلى الله عليه وسلم فيكف بأحدنا ؟ !!
فهذا كله يدل على أهمية الموعظة بالنسبة للإنسان وأنها من اسباب الحفاظ على سلامة قلبه وطهارته
لكن الذي أقوله هنا واقصده ما يكون من بعض الاخوة بارك الله فيهم من الاكثار من ذلك أصلا وموضوعا
الاكثار اصلا : بكثر كتابة المواضيع الوعظية في المنتديات العلمية
وكثرة الكتابة داخل الموضوع الواحد
فتجد موضوعا في الوعظ قوامه ثلاثين صفحة ورقية !!
وانا لي نظر في ذلك وهو محل نقاش بين الاخوة بارك الله فيهم
الذي اراه هو عدم الكثرة من هذه المواضيع _ قيدته بالكثرة _ وذلك لأسباب
أولا : ان الاصل في الموعظة ان تكون عابرة قاصرة وذلك حتى لا يمل من تريد وعظه
وإنك - ارشدني الله واياك إلى الفهم الصحيح - لترى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخول الصحابة بالموعظة وهذا اللفظ يدل على أنها لم تكن موعظة مستمرة وإنما كانت من حين لآخر
وإنك - حفظك الله - لو نظرت في حال اهل الوعظ في السلف الكريم لوجدت ان وعظهم كان كلمة أو كلمتين كما هو الحال مثلا مع ابراهيم بن ادهم والحسن البصري وغيرهم
ولو أنك - علمني الله واياك - تاملت في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم لوجدتها خطبة تحتوي على كلمات قليلة وكانت سنته في ذلك عدم الاكثار وكذا كانت سنة الصحابة
بينما لما خطبهم بالعلم وفي العلم خطب ثم نزل فصلى الظهر ثم صعد المنبر ثم نزل يصلى العصر ثم صعد المنبر ... وهكذا لأن شان العلم غير شان الوعظ
ثانيا : أنك - غفر الله لي ولك - أولا إما أن تكون تخاطب بها إما صاحب معصية بعيد عن طلب العلم والتمسك بالنسة - ما نسيمه ليس ملتزما - وإما أنك تخاطب به طالب علم او ما نسميه اليوم ( ملتزم ) ولكن المعصية اثرت في قلبه وجعلته قاسيا مستوحشا
أما النوع الاول : فهو لا يحب القرآة - وهذا هو الغالب - ويمل من كثرة القراءة
وأما النوع الثاني : فإنه بسبب ما في قلبه من قسوة سيتكاسل عن القراءة والشيطان من وراءه يزهده في ما يقرء وسيمضى على عجله
فالذي اراه بارك الله فيكم أن تكون الموعظة قاصرة قليلة الكلمات لأن هذا اوقع في حصول المقصود خاصة وهي موعظة مقرؤة لا مسموعه والفرق بينهما كبير
والله تعالى أعلم وفي انتظار نقاشكم وأرائكم فيما قلت وكتبت على عجالة
والله الموفق والمستعان وعليه التكلان
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أخوكم أبو زياد النعماني