تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور ؟!



سالم بن محمد العماري
2009-02-28, 07:55 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
فقد اطلعت على كلام لأحد الفضلاء قرر فيه أن عائشة رضي الله تعالى عنها كانت تصلي في غرفتها التي فيها القبور وأن فعلها هذا من باب الضرورة ...إلى آخر ماقرر ولا شك أن ماقرره يعد
شبهة للصوفية في جواز إدخال القبر للمسجد والصلاة في المقبرة وللرد على هذه الشبهة أقول:
أولا : ظاهر النصوص أن بيتها لم يكن غرفة واحدة بل كان غرفتين قطعا ويدل لذلك ماجاء عند أبي داود قال :
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ وَوَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى سُفْيَانَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ رَكِبَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَرَسًا بِالْمَدِينَةِ فَصَرَعَهُ عَلَى جِذْمِ نَخْلَةٍ فَانْفَكَّتْ قَدَمُهُ فَأَتَيْنَاهُ نَعُودُهُ فَوَجَدْنَاهُ فِى مَشْرَبَةٍ لِعَائِشَةَ يُسَبِّحُ جَالِسًا قَالَ فَقُمْنَا خَلْفَهُ فَسَكَتَ عَنَّا ثُمَّ أَتَيْنَاهُ مَرَّةً أُخْرَى نَعُودُهُ فَصَلَّى الْمَكْتُوبَةَ جَالِسًا فَقُمْنَا خَلْفَهُ فَأَشَارَ إِلَيْنَا فَقَعَدْنَا. قَالَ فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ قَالَ « إِذَا صَلَّى الإِمَامُ جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا وَإِذَا صَلَّى الإِمَامُ قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا وَلاَ تَفْعَلُوا كَمَا يَفْعَلُ أَهْلُ فَارِسَ بِعُظَمَائِهَا ».
قال في النهاية في غريب الأثر المشْرُبة بالضم والفتح : الغُرْفة
وقال في تاج العروس - (1 / 617)
وفي الحَدِيثِ أَنَّ النَّبيَّ صَلَى الله عليه وسَلَم كَانَ في مَشْرُبَة لَه أَي كَان في غُرْفَة وجَمْعُها مَشْرَبَاتٌ ومَشَارِبُ . المَشْرَبَةُ : العِلِّيَّةُ . قال شيخنا : هي كَعطْفِ التَّفْسير على الغُرْفَة وهي أَشْهَرُ من العِلِّيَّة وعليه اقْتَصَر الفَيُّوميّ انتهى . والمَشَارِبُ : العَلاَلِيّ في شِعْر الأَعْشَى . المَشْرَبَةُ : الصُّفَّةُ وقِيلَ : هي كالصُّفَّةِ بَيْن يَدَيِ الغُرْفَة .
ويوضح ذلك أكثر ماجاء في المستدرك على الصحيحين للحاكم - (10 / 316)
4495 - حدثنا أبو بكر بن إسحاق ، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا أبو القاسم بن أبي الزناد ، أخبرني هشام بن سعد ، عن عمرو بن عثمان بن هانئ ، عن القاسم بن محمد قال : « أطلعت في القبر - قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر - من حجرة عائشة رضي الله عنها فرأيت عليها حصباء حمراء »
فقوله اطلعت في القبر من حجرة عائشة ظاهر في أن القبر في غرفة وهي في غرفة أخرى .
وفي دلائل النبوة للبيهقي - (7 / 370) قال :
2807 - وأنبأني أبو عبد الله الحافظ ، إجازة ، أن أبا الحسين أحمد بن عثمان بن يحيى أخبره ، حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي ، حدثنا سعيد بن أبي مريم ، وأنبأني أبو عبد الرحمن السلمي ، أن أبا محمد بن زياد السمذي ، أخبرهم : حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ، حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي ، حدثنا سعيد هو ابن الحكم بن أبي مريم ، قال : حدثني يحيى بن أيوب ، قال : حدثني ابن غزية وهو عمارة ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، قال : كان لعائشة مشربة فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد لقي جبريل لقيه فيها فرقيها مرة من ذلك وأمر عائشة أن لا يطلع إليهم أحد ، قال : وكان رأس الدرجة في حجرة عائشة ، فدخل حسين بن علي فرقي ولم تعلم حتى غشيها فقال جبريل : من هذا ؟ قال : « ابني » ، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجعله على فخذه ، قال جبريل عليه السلام : سيقتل ، تقتله أمتك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أمتي ؟ » قال : نعم ، وإن شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل فيها ، فأشار جبريل عليه السلام إلى الطف بالعراق فأخذ تربة حمراء ، فأراه إياها . هكذا رواه يحيى بن أيوب ، عن عمارة بن غزية مرسلا . ورواه إبراهيم بن أبي يحيى ، عن عمارة موصولا ، فقال : عن محمد بن إبراهيم ، عن أبي سلمة ، عن عائشة .
وقوله : وكان رأس الدرجة في حجرة عائشة دليل واضح على وجود غرفة أخرى .
وفي مسند أحمد بن حنبل - (6 / 202)
25701 - حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا حماد بن أسامة قال أنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت : كنت أدخل بيتي الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم وأبي فاضع ثوبي فأقول إنما هو زوجي وأبي فلما دفن عمر معهم فوالله ما دخلت إلا وأنا مشدودة على ثيابي حياء من عمر
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح على شرط الشيخين
فيه إشارة إلى أن لها غرفة أخرى لأنه يستحيل أن تستمر رضي الله تعالى عنها في بيتها وقد شدت عليها ثيابها .
وقد جاء صريحا عن مالك بن أنس عند ابن سعد في الطبقات الكبرى [ جزء 2 - صفحة 294 ]
أخبرنا موسى بن داود سمعت مالك بن أنس يقول قسم بيت عائشة باثنين قسم كان فيه القبر وقسم كان تكون فيه عائشة وبينهما حائط فكانت عائشة ربما دخلت حيث القبر فضلا فلما دفن عمر لم تدخله إلا وهي جامعة عليها ثيابها . قلت وموسى بن داود الضبى ، أبو عبد الله الطرسوسى ، الخلقانى قال عنه الذهبي ثقة زاهد مصنف .
وفي مستخرج أبي عوانة - (1 / 313)
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْوَهْبِيُّ، قَالَ: أنبا عَمِّي يَعْنِي ابْنَ وَهْبٍ(ح) وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْفَأْفَاءِ الْعَلافُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَخْرَمَةَ بْنِ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى شَدَّادٍ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ يَوْمَ تُوُفِّيَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ، فَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ فَتَوَضَّأَ عِنْدَهَا، فَقَالَتْ: يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ أَسْبِغِ الْوُضُوءَ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: وَيْلٌ لِلأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ.
ومحال أن يتوضأ أخوها في حجرتها وعند القبور.
وقد جاء في مسند أبي يعلى - (7 / 357) مايدل أن لبيتها فناء :
4393 - حدثنا محمد بن عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري : أخبرني عروة بن الزبير قال : جلس رجل بفناء حجرة عائشة فجعل يتحدث قال : فقالت عائشة : لولا أني كنت أسبح لقلت له : ما كان رسول الله يسرد الحديث كسردكم إنما كان حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم فصلا تفهمه القلوب
قال حسين سليم أسد : إسناده صحيح
وجاء في مصنف ابن أبي شيبة - (2 / 300) مايدل أن لها بيتا تخلو فيه وهذا يعني وجود مكان آخر :
(8) حدثنا أبو خالد الاحمر عن ابن عجلان عن القعقاع بن الحكيم عن جدته رمثة قالت دخلت بيت عائشة كانت تخلو فيه فرأيتها صلت فيه من الضحى ثمان ركعات.
وفي شعب الإيمان للبيهقي - (21 / 179) أثر كالصريح في وجود غرفة أخرى :
9859 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا الربيع بن سليمان ، نا عبد الله بن وهب ، أخبرني سليمان بن بلال ، عن علقمة بن أبي علقمة ، عن أمه ، أن امرأة دخلت بيت عائشة فصلت عند بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي صحيحة ، فلم ترفع رأسها حتى ماتت ، قالت عائشة : « الحمد لله الذي يحيي ويميت ، إن هذا لعبرة لي في أخي عبد الرحمن بن أبي بكر ، وكان عبد الرحمن رقد في مقيل قال : فذهبوا يوقظونه فوجدوه قد مات ، فدخل نفس عائشة تهمة أن يكون صنع به شيء ، أو عجل عليه ، فدفن وهو حي ، فرأت أنها عبرة لها ، وذهب ما كان في نفسها »
وفي مسند أبي يعلى الموصلي - (7 / 364) انتظار أصحابه لطعام ولا يمكن أن يقال أنه ينتظر هو وأصحابه الطعام في غرفة عائشة :
3250 - حدثنا العباس ، حدثنا عمران بن خالد الخزاعي ، حدثنا ثابت ، عن أنس ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة وبعض أصحابه ينتظر طعاما ، قال : فسبقتها - قال عمران : أكبر ظني أنها حفصة - بصحفة فيها ثريد وقالت : فوضعتها . قالت : فخرجت عائشة فأخذت القصعة - قال : ذاك قبل أن يحتجبن - قال : فضربت بها فانكسرت ، فأخذها نبي الله صلى الله عليه وسلم فضمها - وقال بكفه - حكى عمران : وضمها - وقال : « كلوا ، غارت أمكم » . قال : فلما فرغ أرسل بالصحفة إلى حفصة ، وأرسل بالمكسورة إلى عائشة ، فصارت قضية : من كسر شيئا فهو له وعليه مثلها .
وفي الخاري ومسلم رأى البرمة تفور ثم أتي بخبز وأدم فقال ألم أر في البيت لحما ..... ولو كانت غرفة واحدة لما سأل .
ثانيا : قد استقر عند الصحابة أنه لايجوز الصلاة إلى القبر ففي صحيح مسلم عَنْ وَاثِلَةَ عَنْ أَبِى مَرْثَدٍ الْغَنَوِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لاَ تَجْلِسُوا عَلَى الْقُبُورِ وَلاَ تُصَلُّوا إِلَيْهَا ».ولو صلت رضي اللله عنها في غرفة القبر لصلت إليها .
وروى البخاري معلقا قال ورأى عمر وأنس بن مالك يصلي عند قبر فقال القبر القبر ولم يأمره بالإعادة قلت وصله البيهقي في السنن الكبرى
رابعا : أن الغرفة امتلأت بالقبور الثلاثة وماورد أنه يوجد مكان لعيسى عليه الصلاة والسلام لا يصح فكيف تصلي فيها وتستضيف فيها أبناء أخيها وأختها .
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة مايؤيد ماذكرته فقال في مجموع الفتاوى [ جزء 27 - صفحة 399 ]
مع أن قبره من حين دفن لم يمكن احد من الدخول إليه لا لزيارة ولا لصلاة ولا لدعاء ولا غير ذلك ولكن كانت عائشة فيه لأنه بيتها وكانت ناحية عن القبور لأن القبور فى مقدم الحجرة وكانت هى فى مؤخر الحجرة ولم يكن الصحابة يدخلون إلى هناك .
بل ذكر مايدل على أن الداخل لبيت عائشة لا يرى القبور فيحتاج إلى تمكين من رؤيتهن فقال في مجموع الفتاوى [ جزء 27 - صفحة 324 ]
ففى حياة عائشة رضى الله عنها كان الناس يدخلون عليها لسماع الحديث ولإستفتائها وزيارتها من غير أن يكون إذا دخل أحد يذهب إلى القبر المكرم لا لصلاة ولا لدعاء ولا غير ذلك بل ربما طلب بعض الناس منها أن تريه القبور فتريه إياهن .
هذا ماظهر لي والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
وكتب : سالم بن محمد العماري

أبو الفداء
2009-02-28, 08:47 AM
بحث موفق وفوائد طيبة ..
بارك الله فيك أخي الفاضل.. ولعله أول الغيث؟
(ابتسامة)

أبو أحمد المهاجر
2009-03-01, 03:57 AM
أحسنت .
زادك الله علما وحلما وفقها.
لكن النقطة"رابعا" هي "ثالثا".

أبو محمد الطنطاوي
2009-03-01, 04:30 PM
بارك الله فيكم الشيخ الكريم سالم بن محمد العماري
وزادكم علماً
لكن قد يرد القبوريون بشبهة سيأخذونها من كلامك وهي :
إذا كانت عائشة تصلى في حجرة مجاورة للحجرة التى بها القبور الثلاثة فهذا لا يختلف عن المساجد ذات الأضرحة
فالأضرحة غالباً ما تكون في حجرة ملحقة بالمسجد ويجمعها سقف واحد والحجرة التى بها الضريح إذا أغلقت فأنتم تقولون الصلاة بالمسجد صحيحة ... وهذا هو الواقع في مسجد الرسول الكريم ورأيناه بأعيننا فالقبور الشريفة في حجرة منفصلة عن المسجد بباب وجدران .
فكيف نبطل لهم هذه الشبهة ؟
أم أنكم تقولون لو أن أي قبر منفصل عن مكان الصلاة بجدر وباب تصح الصلاة في هذا المسجد؟
كنت أتمنى من علماء الدعوة الوهابية المباركة لو فصلوا المسجد عن القبر لئلا تكون هناك أي شبهات للقبوريين .

أبو الفداء
2009-03-01, 06:47 PM
أخي الحبيب، قد ابتلانا الله بضرورة توسعة مسجد الرسول عليه السلام حتى دخلت فيه القبور، وهذا لا دخل له بما هو واقع في المساجد التي بنيت أصلا لتعظيم أصحاب القبور! فالمسجد الذي بني على قبر يهدم، والذي دفن فيه مقبور، ينبش، أما مسجد النبي عليه السلام فلا بني على قبر ولا للقبر، ولا دفن النبي عليه السلام فيه! فلا وجه للقياس أصلا! وقولك حفظك الله بأن يفصل العلماء بين القبر والمسجد هذا كلام من لا يتصور الحال هناك! فالقبر لا يجوز نقله بحال من الأحوال لا لضرورة ولا لغيره، كما أن المسجد لا يمكن أن يتوسع إلا بدخول القبر فيه، وهو متوسع لا محالة! فهل يقال بأن الاشتراك في الصورة يلزم منه الاشتراك في الحكم هنا؟ كلا! لأن ثم فارقا كبيرا بين مسجد النبي عليه السلام وغيره من المساجد - خلا المسجد الحرام والمسجد الأقصى - ألا وهو فضل حرم ذلك المسجد، وضرورة توسعه هو نفسه لاستيعاب المصلين، وعدم قيام غيره من المساجد بفضله الذي جاء به الشرع! وكذا الحال في القبر، فالأنبياء يقبرون حيث يموتون ولا يجوز نقلهم! فلا اتخذ الناس قبر النبي مسجدا، ولا دفنوه في مسجده، إنما دفن في غرفة عائشة عليه السلام حيث مات!
أما ما اتخذه الناس من القبور مساجد، فهذا يكون معروفا أمره، بغض النظر هل المقبور مدفون خلف جدار القبلة أو في غرفة مجاورة أو في داخل المسجد أو غير ذلك! فهو مسجد بناه أصحابه تعظيما للقبر وصاحبه، فلا تجوز الصلاة فيه كما لا تجوز في المسجد الضرار سواء بسواء. والعلماء جاء تفصيلهم في الحكم ما بين كراهة وحرمة الصلاة في مثل هذا لاختلاف الأحوال.. ولكن كل مسجد مبني عند قبر تقصدا لذلك القبر، فلا يجوز الصلاة فيه، وكذا المدفون فيه ميت، ولا دخل لذلك بحال مسجد النبي عليه السلام، والله أعلم.

أبو محمد الطنطاوي
2009-03-01, 07:33 PM
بارك الله فيكم الشيخ الكريم أبا الفداء
وجوابك فيه رد قوى لشبهتهم إلا أنهم يمكن أن يستدركوا قائلين : هب أن هناك مسجداً آخر احتجنا لتوسيعه وكان بجواره قبر غير معظم فدخل في المسجد في غرفة يحيط بها أربع جدر فهل يجوز الصلاة فيه؟؟
واسمح لي بالتعقيب على حكم الصلاة في مساجد الأضرحة فالراجح فيه البطلان كما قال ابن حزم وابن تيمية وأظن الشيخ ابن عبد الوهاب
أما توسعة المسجد فلا يلزم منها نقل القبر الشريف بالطبع بل تكون من الجهة الشرقية للمسجد كما طلب الشيخ الألبانى ومقبل الوادعى رحمهما الله وأقترح أن يوجد ممر بين الحجرة وباقى المسجد ويحيط بالحجرة ليفصلها عن المسجد فيغنينا الله عن الرد عليهم وعن عن سماع أنكر الأصوات .

أبو الفداء
2009-03-01, 10:11 PM
هب أن هناك مسجداً آخر احتجنا لتوسيعه وكان بجواره قبر غير معظم فدخل في المسجد في غرفة يحيط بها أربع جدر فهل يجوز الصلاة فيه؟؟

بارك الله فيك، نقول: كلا لا يجوز وقد تقدم أن القياس فاسد! فلولا أن انفرد مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بما له من الفضل عن غيره من المساجد - خلا الحرمين المكي والمقدسي - لما احتجنا إلى توسعته على هذا النحو أصلا! ولولا أن انفرد القبر بأن المدفون فيه هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما اضطررنا لإبقائه في مكانه، ولأمكن نقله إلى مكان لا تشمله توسعة المسجد! هذان قيدان لا نتقيد بهما في غير هذا المسجد! فلا المسجد هنا كغيره من المساجد ولا القبر كغيره من المقابر .. فلا قياس!
وفي جميع الأحول فينبغي أن يُعلم أن جميع ما آل إليه حال المسجد اليوم - سواء ما كان منه مشروعا أو ما كان فيه محذور شرعي - ليس هو بحجة على الشرع، إنما الشرع حجة عليه! ونحن نرى في بنيان المسجد إسرافا كبيرا في التشييد والزخرفة وكذا، - مثلا - حتى إنه ليشبه - والله - كنائس النصارى في الزخارف الذهبية والزينات البالغة الترف، وهو عين ما نهى عنه النبي عليه السلام في بناء المساجد وفي البناء بعامة! فهل يقال فلنشيد مساجدنا ولنزخرفها ولنسرف في ذلك تعظيما لبيوت الله، اقتداء بما هو قائم في مسجد الرسول عليه السلام؟؟ كلا ولا شك! هذا البنيان القائم هناك ليس بحجة في دين الله، فالذين بنوه على نحو ما نرى ليسوا هم الخلفاء الراشدين، ولم يبنوه على هذا النحو استنادا إلى نص شرعي، بل شيدوه على خلاف النص الشرعي، فلا حجة في ذلك ولا فيما يدعون أنه إجماع سكوتي عليه! وكذا ما نراه هناك من قباب مشرفة، وقد كان النبي عليه السلام يكره القباب ويهدمها! إلى غير ذلك مما قد يكون مخالفا في المسجد، فبقاء ذلك في بنيان المسجد ليس دليلا على مشروعيته! هذا من جهة أصل الاستدلال، أعني استدلالهم بأنه ما دام هذا ما عليه الحال في مسجد النبي عليه السلام، إذا فهو مشروع في غيره قياسا!! نقول كلا، لا قياس، بل ولا يلزم أن يكون مشروعا فيه هو نفسه، والعبرة بالأدلة لا بأفعال الناس!


أما توسعة المسجد فلا يلزم منها نقل القبر الشريف بالطبع بل تكون من الجهة الشرقية للمسجد كما طلب الشيخ الألبانى ومقبل الوادعى رحمهما الله

قلت هذا محل اجتهاد سائغ، فقد يتبين أنه لا مناص من دخوله في حيز التوسعة كما هو الحال. والقاعدة أن ما كان ممنوعا سدا للذريعة فإنه يباح للحاجة.


وأقترح أن يوجد ممر بين الحجرة وباقى المسجد ويحيط بالحجرة ليفصلها عن المسجد فيغنينا الله عن الرد عليهم وعن عن سماع أنكر الأصوات .
قلت: بارك الله فيك، هذا هو ما عليه الحال هناك بالفعل! ليس ممرا ولكنه فاصل يمنع الناس من التمسح بالغرفة أو تقبيلها أو نحو ذلك..
وإليك هذه الفائدة فتأملها: إن هذا الذي قدره الملك العليم الحكيم من جعل القبر في هذا المكان تحديدا، ومن دخوله في توسعات المسجد، إنما هو عين إجابة رب العزة لدعاء النبي عليه السلام "اللهم لا تجعل قبري عيدا"! ذلك أنه لو تصورنا وجود قبر النبي عليه السلام في أي بقعة بعيدة من بقاع الأرض بحيث لا تدخل في حرم المسجد على هذا النحو الذي تدخل به، لعظمها الناس تعظيما خاصا ولاستقلت ببدع مخصوصة يعودها الناس بها استقلالا، ولأصبح فوق القبر ضريح كبير كمراقد الرافضة، فأزمنة الجهل والبدعة التي مرت بالأمة وبأراضي الحجاز ما كانت لتنصرم إلا وقد خلفت من ورائها مثل هذا!! ولكن أجاب الله دعاء نبيه، وجعل القبر في غرفة قريبة شملها المسجد في توسعه، وأصبح الناس يصلون إلى القبلة، والقبر إلى جوارهم - ثم في وسطهم - محاط بغرفات تفصل بينه وبين ساحة المسجد، واليوم من شدة تزاحم الناس على المسجد، قد يذهب المرء للصلاة هناك ولا يتمكن - أصلا - من أكثر من مجرد المرور أمام القبر الشريف، ومن تحيته بما هو مشروع في ذلك، فما أبعد هذا عن اتخاذ القبر عيدا! أرأيت لو كان القبر بعيدا عن تلك البقعة التي شاء الله أن تغوص في توسعة المسجد، أفكان يكون الحال هكذا؟
كلا ولا شك!
فسبحان الملك الحكيم العليم.

أبو محمد الطنطاوي
2009-03-02, 12:00 AM
بارك الله فيكم ...
وبخصوص هذه الفائدة :

وإليك هذه الفائدة فتأملها: إن هذا الذي قدره الملك العليم الحكيم من جعل القبر في هذا المكان تحديدا، ومن دخوله في توسعات المسجد، إنما هو عين إجابة رب العزة لدعاء النبي عليه السلام "اللهم لا تجعل قبري عيدا"! ذلك أنه لو تصورنا وجود قبر النبي عليه السلام في أي بقعة بعيدة من بقاع الأرض بحيث لا تدخل في حرم المسجد على هذا النحو الذي تدخل به، لعظمها الناس تعظيما خاصا ولاستقلت ببدع مخصوصة يعودها الناس بها استقلالا، ولأصبح فوق القبر ضريح كبير كمراقد الرافضة، فأزمنة الجهل والبدعة التي مرت بالأمة وبأراضي الحجاز ما كانت لتنصرم إلا وقد خلفت من ورائها مثل هذا!! ولكن أجاب الله دعاء نبيه، وجعل القبر في غرفة قريبة شملها المسجد في توسعه، وأصبح الناس يصلون إلى القبلة، والقبر إلى جوارهم - ثم في وسطهم - محاط بغرفات تفصل بينه وبين ساحة المسجد، واليوم من شدة تزاحم الناس على المسجد، قد يذهب المرء للصلاة هناك ولا يتمكن - أصلا - من أكثر من مجرد المرور أمام القبر الشريف، ومن تحيته بما هو مشروع في ذلك، فما أبعد هذا عن اتخاذ القبر عيدا! أرأيت لو كان القبر بعيدا عن تلك البقعة التي شاء الله أن تغوص في توسعة المسجد، أفكان يكون الحال هكذا؟
كلا ولا شك!
فسبحان الملك الحكيم العليم.
كلام مبارك وفائدة لم أقرأها في مكان آخر
عسى الله أن ينفع بها ويكتب لك أجرها .

بنت الخير
2009-03-02, 01:48 AM
موضوع طيب
وفوائد جيدة
بارك الله فيكم

ايمان نور
2009-04-05, 02:27 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
بارك الله فيك وزادك من علمه
السؤال : هل كل بيوت النبى صلى الله عليه وآله وسلم كانت مكونة من غرفتين أى جميع زوجاته لديهن مثل أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها أم ماذا ؟
أرجو شرح تلك الرواية بارك الله فيكم
عن داود بن قيس قال رأيت الحجرات من جريد النخل مغشى من خارج بمسوح الشعر، وأظن عرض البيت من باب الحجرة إلى باب البيت نحواً من ست أو سبع أذرع، وأحزر البيت عشر أذرع، وأظن سمكه بين الثمان والسبع ونحو ذلك، ووقفت عند باب عائشة فإذا هو مستقبل المغرب
وماالفرق بين الحجرة والغرفة ؟؟
وجزاكم الله خيرا.

الرجل المحترم
2009-04-05, 02:56 PM
جزاك الله خيرا
هل هناك بحث كامل لنقطة ان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم به قبره وابوبكر وعمر رضى الله عنهما
او تفصيل لها
لان القبوريين عندنا يحتجو بذلك...ويقولون يعنى الصلاة فى المسجد النبوى لاتخلوا حتى من كراهه.......

أبو محمد الطنطاوي
2009-04-07, 03:40 PM
جزاك الله خيرا
هل هناك بحث كامل لنقطة ان مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم به قبره وابوبكر وعمر رضى الله عنهما
او تفصيل لها
لان القبوريين عندنا يحتجو بذلك...ويقولون يعنى الصلاة فى المسجد النبوى لاتخلوا حتى من كراهه.......
راجع مشاركات الشيخ أبي الفداء بدءاً من مشاركة رقم (5) وهناك بحث آخر سأضيفه لاحقاً .

زكـريـااءُ
2009-04-07, 05:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


بارك الله فيك ونفع بك على هذه النقولات الماتعه الجملية ..

======

قبل فترة قرأت كلاماً نفيساً لمعالي الشيخ صالح آل الشيخ يُقرّر فيه أنه إلى الآن لا نستطيع القول أن قبر النبي عليه الصلاة والسلام داخل المسجد النبوي ..
وفيه تفصيل ، لعله يُفيد أخي ( الرجل المُحترم ) :

وهذا نص كلامه :



س2/ هل صحيح أنّ النبي ( بنى مسجده فوق مقبرة؟ إن كان نعم فكيف يُجمع بين نهيه ( الذين اتخذوا القبور مساجد.) ؟

ج/
النبي ( لما بركت النّاقة في موضع مسجده الآن كان فيها مواضع قبور للمشركين، فأمر النبي ( يعني بجزءٍ منه أمر بالقبور فنبشت واتُّخذ هذا المكان مسجدا.
والمقبرة إذا كانت موجودة وبُني على القبر مسجدا فهذا هو الذي جاء فيه النهي.
نبش القبور للمصلحة الشرعية هذا جائز، ولهذا النبي ( امتثل الأمر وبنى في ذلك المكان مسجدا.
وإن كان يَعني بُني مسجدا فوق مقبرة كان يعني بُني المسجد على قبر النبي ( فإن آخر السؤال يدل عليه، وإن كان لها حكم المبرِّئ إيش القائل بذلك وإلى آخره.
إذا كان المقصود أن النبي ( بني مسجده على قبره فهذا غلط كبير، النبي ( بُني مسجده في حياته، وهو لما توفي عليه الصلاة والسلام دفن في حجرة عائشة كانت ملاصقة للمسجد وليست من المسجد.
ولما احتاج المسلمون إلى توسعة المسجد لضيقه بالناس وُسِّع من الجهة الجنوبية ومن الجهة الشمالية ومن الجهة الغربية، وأما الجهة الشرقية التي فيها حجرات أزواجه عليه الصلاة والسلام ومنها حجرة عائشة بالخصوص، فما كان يؤخذ منها إلا لما احتيج، وبقيت حجرة عائشة التي فيها القبور على ما هي عليه، فكانت حجرة عائشة ليست من المسجد وإنما المسجد من جهاتها الثلاث وليست حجرة عائشة بالوسط.
وبقي المسلمون على ذلك زمانا طويلا حتى أُدخل في عصور متأخرة -أظن في الدولة العثمانية أو قبلها- أُدخل الممر الشرقي وذلك بعد شيوع الطواف بالقبور، أدخل الممر الشرقي يعني وُسِّع يعني جعل الحائط يدور على جهة الغرفة الشرقية، صار فيه هذا الممر الذي يمشي معه من يريد الطواف.
وهذا الممر وإن كان السور سور المسجد من تلك الجهة خلفه لكن ليس له حكم المسجد ولا يقال القبر في المسجد إلى الآن، ولا يقال الحجرة الآن في المسجد وإن كان ظاهرها من حيث العين أنها في المسجد؛ لكنها حكما شرعا ليست بمسجد؛ لأن الجهة الشرقية هذه الممر لا يصحّ أن يكون مسجدا شرعا، فلذلك إدخاله في المسجد باطل، ولذلك الصلاة في الجزء ذاك لا تصح، ولهذا يعمل في كثير من الأحيان أنها تسدّ وقت الصلاة، سد الجهة من ذلك الممر حتى ما يصلي المصلون من جميع الجهات.
ولذلك لما جاء في التوسعة الأخيرة توسعة الملك فهد لم يبتدأ في التوسعة من أول المسجد الأصلي وإنما ابتدئ بعد نهاية القبر؛ يعني من نهاية الحجرة بكثير وبعد الباب وصار الامتداد هناك.
فإذن الواقع الآن يعني من حيث التاريخ ليس المسجد مبني على القبر، هذا أولا.
الثاني أن القبر لم يدخل في المسجد وإنما اكتنفه المسجد من الجهات الثلاثة جميعا.
الأمر الثالث الجهة الرابعة الشرقية من الحجر هذه أدخلت في عصور متأخرة لما شارع الطواف بالقبور، ولما قامت الدعوة ووصلت الدولة السعودية إلى ذاك المكان، واستفتي أئمة الدعوة في ذلك فلم يروا تغيير السور وتقطيع المسجد حتى ما تثار أشياء وإنما قالوا الوقف الجزء هذا الصلاة فيه باطلة فيمنع الناس من أن يصلوا فيه الذي هو الممر الشرقي للقبر.
فإذن من كل جهة لا ينطبق عليه أن القبر هذا في المسجد، ولا أن المسجد بني على القبر، وإنما هذا ( دفن في حجرة عائشة لا في المسجد، وحجرة عائشة رضي الله عنها منفصلة عن المسجد وليست في داخل المسجد.
بقي أيضا أنه لما وُسِّع المسجد من الجهة الشمالية واشتُريت بعض حجرات النبي (؛ يعني التي هي من جهة دكة الآغوات وما هو شمال منها، كانت الحجرة حجرة النبي عليه الصلاة والسلام حجرة عائشة جُعل عليها جداران:
الجدار الأول الذي هو يفصل حجرة عائشة عن بقية الحجر هذا الجدار الأول، وهذا الجدار له صفته، يمكن تشوفونها في الخرائط موجودة.
وجعل جدار آخر أيضا مثلث؛ جعل جدار آخر بعد هذا الجدار من الجهة الشمالية صار زاوية في اتجاه السهم كأنه يتجه إلى الجهة الشمالية، فعل ذلك من فعل من العلماء في ذاك الزمان من التابعين وغيرهم حتى لا يَظن أحد أنه يمكن أن يستقبل القبر، لا يُتصور أن القبر أمامه وأنه الآن هو يستقبله، يصير فيه الآن جدران محرفة ويبعد النظر أنه يستقبل القبر.
ثم بعد ذلك عُمِل جدار ثالث، والجدار الثالث هذا طويل يعني طوله في السماء يعني ارتفاعه نحو ستة أمتار ونحو ذلك، فهو غير مسقوف أيضا.
فهذه الجدران الثلاثة فعلها المسلمون ما كون الحجرة ليست في المسجد حتى لا يظن الظان أنه إن صلى في الجهة الشمالية أنه يستقبل القبر؛ لأنه إنْ صح ذلك يقال لا نستقبل القبر مع وجود هذه الجدران الثلاث بينه وبين القبر فمعناه كل إنسان بينه وبين المقبرة جدران فإنه يستقبل القبور، وهذا لا قائل به من أهل العلم، فلهذا جعلوا هذه الجدران الثلاثة حتى لا يُتّخذ قبره مسجدا يصلى فيه ولا يصلى إليه، وحتى لا تتعلق القلوب به، ولا يوصل إلى قبره، ولا يمكن لأحد أن يخلص إلى قبره، ليس هناك أبواب وليس هناك طريق أبدا أن يخلص واحد أن يخلص إلى قبر المصطفى عليه الصلاة والسلام.
ثم بعد أزمان جُعل هذا السياج الحديدي الموجود الآن، فهو الرابع الآن، هذا الياج الحديد الرابع بينه وبين الجدار الثالث ممر، والجدار الثالث هذا هو الذي ترون عليه السترة الخضراء أظن أو شيء، وبعده جدار ثاني وبعد الجدار الثاني الجدار الأول.
وهذه الثلاثة الجدران هي التي ذكرها ابن القيم في النونية بقوله:
فأجاب رب العالمين دعاءه ## وأحاطه به ثلاثة الجدران
يعني بدعاء النبي ( «اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد».
المقصود من هذه المسألة من مهمات المسائل أن تكون واضحة عند طالب العلم تماما؛ لأن الشبهة بها كبيرة، والذين يرددون مثل هذا الكلام كثير.
فلهذا نقول: إن القبر ليس في المسجد، ولا يمكن لأحد أن يستقبل القبر، وإنّما قد يتّخذ بعض الجهلة أو بعض المشركين في قلبه صورة القبر ويستقبل شيئا في قلبه ويأخذ شيئا في قلبه، أما القبر فإنّه ليس وثنا ولا يمكن أن يُتّخذ وثنا وأنه محاط بإحاطات تامة إلى آخر ذلك.

والقبة الموجودة فوق سطح مسجد النبي عليه الصلاة والسلام هذه ليست على القبر بالمسامتة إنما هي على جزء كبير تشمل الجدران الأربعة كلها، ولذلك لأن قطرها كبير جدا والقبر في الداخل، وهذه القبة كانت في زمن مضى من الخشب بلون الخشب أول ما صنعها أظن المماليك، ثم بعد ذلك جعلت باللون الأبيض، ثم جعلت باللون الأزرق، وهي التي كانت في وقت الشيخ محمد بن عبد الوهاب ونحوه كان لونها أزرق، ثم في آخر عهد الدولة العثمانية جُعل لونها أخضر واستمر هذا اللون.
فلما قيل للشيخ محمد بن عبد الوهاب أنك تقول: لو أني أقدر على قبة النبي عليه الصلاة والسلام القبة التي على قبر النبي ( لهدمتها؟ قال: سبحانك هذا بهتان عظيم فما قلت هذا ولا أقوله. لأنه ما يترتب من المفاسد على إزالة هذا المنكر أكثر من المصالح، فالواجب التنبيه وتعليم الناس ودعوتهم إلى التوحيد وعدم تمكين الشرك، والنّهي عن بناء القباب على المساجد نُهي عنه سدا للذريعة، وللعلماء في ذلك كلام يعني في مسألة بقاء القبة.
المقصود أنّ هذا الذي سار عليه أئمة الدعوة رحمهم الله في هذا الشأن فرأوا أن إبقاء القبة أن هذا أمر لازم، وذلك لما أشاعه الأعداء من بُغض أئمة الدعوة وبُغض أتباع دعوة الشيخ رحمه الله للنبي (؛ بل عظّموا النبي عليه الصلاة والسلام وسدّوا كل طريق يمكن أن يؤصل ما قالوه في هذا الباب؛ يعني ما قاله الأعداء.
... إذا كان القبر في مقبرة مستقلة عن المسجد فإن الصلاة في المسجد جائزة إذا كان في القبلة، بمعنى أنه يكون للقبر سور مستقل عن سور المسجد، فإذا قال القائل لا القبر في المسجد أو هذا السور محيط، أو أن القبر واضح أنه في جهة من المسجد فهذا يدلّ على أن المسجد بُني على القبر فلذلك لا تجوز الصّلاة فيه، والصلاة فيه باطلة.
وأما إذا كان المسجد وجد أولا ثم القبر أدخل فيه، هذا يفرّق فيه ما بين إذا كان القبر في قبلة المسجد أو في مؤخرة المسجد، فإذا كان في مؤخرة المسجد فطائفة من العلماء والمشايخ يقولون: إن الصلاة فيه جائزة. وأما إذا كان في القبلة فإنّه لا تجوز الصلاة إليه؛ لأن النبي ( نهى عن الصلاة إلى القبور.
فإذن هنا يفرّق في هذه الحال ما بين إذا كان المسجد جُعل على القبر؛ يعني إذا كان المسجد متأخرا والقبر أولا فيكون هذا حكم المقبرة يعني المسجد وضع على قبر فهذا الصلاة فيه لا تجوز؛ لأن هذا منهي عنه والنهي يقتضي الفساد ولعن النبي ( من فعل ذلك.
وأما إذا كان المسجد موجودا ثم جُعل في طائفة منه القبر:
فأولا نقول إذا كان القبر في الأول في مقدمة المسجد فإن الصلاة محرمة ولا تجوز باطلة لأن النبي ( قال «لا تصلوا إلى القبور» الصلاة إلى القبر جعل القبر قبلة باطلة.
وإذا كان القبر في مؤخرة المسجد والمسجد مبني أولا فطائفة من العلماء يقولون بصحة الصلاة فيه، يعني من علمائنا.


شرح الطحاوية 5

محمد أبوصمادة
2010-12-06, 07:19 AM
الس

قطرات غيث
2010-12-06, 11:41 PM
شكر الله استاذ فهناك الكثير وانا منهم من يحتاج الى هذه المعلومات القيمه
وفقك الله

ابو نسيبة
2010-12-07, 03:27 AM
أخي الحبيب، قد ابتلانا الله بضرورة توسعة مسجد الرسول عليه السلام حتى دخلت فيه القبور، وهذا لا دخل له بما هو واقع في المساجد التي بنيت أصلا لتعظيم أصحاب القبور! فالمسجد الذي بني على قبر يهدم، والذي دفن فيه مقبور، ينبش، أما مسجد النبي عليه السلام فلا بني على قبر ولا للقبر، ولا دفن النبي عليه السلام فيه! فلا وجه للقياس أصلا! وقولك حفظك الله بأن يفصل العلماء بين القبر والمسجد هذا كلام من لا يتصور الحال هناك! فالقبر لا يجوز نقله بحال من الأحوال لا لضرورة ولا لغيره، كما أن المسجد لا يمكن أن يتوسع إلا بدخول القبر فيه، وهو متوسع لا محالة! فهل يقال بأن الاشتراك في الصورة يلزم منه الاشتراك في الحكم هنا؟ كلا! لأن ثم فارقا كبيرا بين مسجد النبي عليه السلام وغيره من المساجد - خلا المسجد الحرام والمسجد الأقصى - ألا وهو فضل حرم ذلك المسجد، وضرورة توسعه هو نفسه لاستيعاب المصلين، وعدم قيام غيره من المساجد بفضله الذي جاء به الشرع! وكذا الحال في القبر، فالأنبياء يقبرون حيث يموتون ولا يجوز نقلهم! فلا اتخذ الناس قبر النبي مسجدا، ولا دفنوه في مسجده، إنما دفن في غرفة عائشة عليه السلام حيث مات!
أما ما اتخذه الناس من القبور مساجد، فهذا يكون معروفا أمره، بغض النظر هل المقبور مدفون خلف جدار القبلة أو في غرفة مجاورة أو في داخل المسجد أو غير ذلك! فهو مسجد بناه أصحابه تعظيما للقبر وصاحبه، فلا تجوز الصلاة فيه كما لا تجوز في المسجد الضرار سواء بسواء. والعلماء جاء تفصيلهم في الحكم ما بين كراهة وحرمة الصلاة في مثل هذا لاختلاف الأحوال.. ولكن كل مسجد مبني عند قبر تقصدا لذلك القبر، فلا يجوز الصلاة فيه، وكذا المدفون فيه ميت، ولا دخل لذلك بحال مسجد النبي عليه السلام، والله أعلم.
لقد استفدت من مشاركاتك القيمة هنا من قبل يا شيخ أبا الفداء .جزاك الله خيرا وزادك علما وآتاك الحكمة.
إن استحواذ الصوفية بدفن رجالهم الصالحين ودعائهم من دون الله - حسب اعتقادهم وهم قطاع طرق في الحقيقة - لهو عين عبادة القبور قديما .. فما معنى أن يدفن هؤلاء كلٌ في مسجد له دون دفن النساء والشبان والاطفال والعجائز في بيوت الله تعالى ؟
هلّا فكر الناس لماذا هؤلاء يستفردون بهذه العادة دون الغير ؟
ومتى كانت بيوت الله تعالى محالّ للجثث الصوفية ؟ متى كانت بيوت الله تعالى مقابر ؟
أهي مساجد للعبادة أم مقابر للجثث الصوفية ؟؟
وهل المسجد بيت الله تعالى أم بيت للصوفي ؟
ثم ما الفرق بين دفن جثة في المسجد أو جثتين أو خمسة أو خمسين ؟ أو تسعين ؟ هل يوجد عند الصوفية نص في العدد ؟
ولو جاء رجل يريد أن يبني مسجدا عظيما على مقبرة فهل مجرد اطلاق اسم المقبرة سيجعل عمله محرما عند الصوفية ؟
ما الفرق بين مقبرة فيها 50 جثة تم بناء مسجد عليها - وبين مسجد تم دفن 50 جثة فيه ؟ (من وجهة نظر الصوفية)
مثلا لو كان هناك 100 (منزل) بالقرب من المسجد النبوي محيطة به وقرر كل مالك لمنزل أن يدفن في منزله وزوجه معه وعندما جاء وقت التوسعة بعد 300 سنة فهل - يحرم - عند الصوفية ضم ال 200 جثة (قبر) من الرجال والنساء الى المسجد النبوي ؟
يا ترى هل يبقى اسمه المسجد النبوي أم يصبح "المقبرة النبوية" ؟
ثم سؤال الى الصوفية : لماذا كل هذا الدفاع المستميت في استحلال دفن جثث أوليائكم في المساجد ؟ .. يا ترى ماذا تخفون ؟
بيت الله يصبح بيت الولي الصوفي (مسجده)
بيت الله فيه الكعبة مع كسوتها وبيت الصوفي فيه قبره وكسوته
بيت الله يسأل فيه الله (يا الله) وبيت الصوفي (مسجده) يسأل فيه (يا ولي الله !)
الله سبحانه وتعالى يدعوه ملايين المسلمين في الليل والنهار من كل مكان والولي الصوفي الميت يدعوه ملايين الصوفية في الليل والنهار من كل مكان في وقت واحد !
الله سبحانه يجيب هؤلاء والولي الصوفي الميت يجيب أولئك
الله سبحانه وتعالى المتصرف في الكون وعند الصوفية الولي الصوفي الميت يتصرف في الكون !
بيت الله الحرام يطوف فيه المسلمون حول كعبته وبيت الصوفي يطوف الصوفية حول كعبته (قبره المكسو)
الكعبة يحضر الناس تغيير كسوتها وكعبة الصوفي (القبر) يتم عمل احتفال لتغيير كسوتها
بيت الله تعالى يشد اليه الرحال وبيت الصوفي يشد اليه الرحال
الله سبحانه وتعالى ينذر له والولي الصوفي ينذر له
الله سبحانه وتعالى يحلف به و الولي الصوفي الميت يحلف به
الله سبحانه وتعالى شرع لنا الاذكار و الولي الصوفي يشرع للصوفية الاوراد
الله سبحانه له مجالس الذكر و الولي الصوفي له مجالس الحضرات
أولياء الله سبحانه ييتغون رضاه ويخشون عذابه و الولي الصوفي يبتغي الصوفية رضاه ويخشون عقابه
الاجابة لما سبق :
يقول ابن عطا السكندري في بيان حقيقة الولي:"ولقد سمعت شيخنا أبا العباس رضي الله عنه يقول:
لو كشف عن حقيقة الولي لعُبِد؛
لأن أوصافه من أوصافه
ونعوته من نعوته" لطائف المنن ص 95
وقال أيضاً في وجود الله تعالى أنه لا خفاء به ولا حجاب عليه : "كيف يتصور أن يحجبه شيء وهو الذي ظهر بكل شيء" . لطائف المنن ص 103
فهل هناك فرق بين الله سبحانه وتعالى وبين الولي الصوفي ؟ ( في التصوف )
أعظم سلاح قبوري على الاطلاق:التقية الصوفية والتقية الرافضية (http://www.asha3ira.co.cc/2010/11/blog-post_25.html)

أسـامة
2010-12-07, 07:45 AM
سددكم الله يا أسود السنة. أصل الموضوع في غاية الجودة، والردود ماتعة. جزاكم الله خيرا ونفع بكم.

أبوبكر الذيب
2010-12-07, 09:07 AM
بارك الله فيكم ونفع بكم .
بحث موفق، وردود طيبة .

احمد ابو انس
2013-09-20, 01:30 PM
بارك الله فيكم ونفع بكم .
بحث ماتع ، وردود طيبة .

ابو العبدين البصري
2013-09-20, 08:03 PM
جزاك الله خيرا أخي الكريم ونفع الله بما كتبت.
ولي رجاء عندك وهو: اختصاره وانزاله بصيغة وورد كي ننقل منه.

ولا يفوتني شكر الاخوة على مشاركاتهم الهادفة النافعة جزاهم الله خيرا.
خصوصا المشرف ابو الفداء وابو محمد الطنطاوي.

أبو البراء محمد علاوة
2018-10-06, 02:10 PM
السؤال


هناك من يعتقد جواز الصلاة في المسجد الذي في داخله قبر مستدلاً بصلاة عائشة رضي الله عنها في حجرتها التي فيها قبر النبي صلى الله عليه وسلم وليس بينها وبين القبر إلا ساتر قماش.
فكيف نرد على هذا الزعم؟






الإجابــة




خلاصة الفتوى:

الصلاة في مسجد فيه قبر محرمة وعائشة رضي الله تعالى عنها كانت تصلي في حجرتها مع وجود جدار فاصل بينها وبين قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر رضي الله عنه، وبعد دفن عمر رضي الله عنه غادرت حجرتها.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصلاة في مسجد فيه قبر محرمة على الراجح كما تقدم تفصيله في الفتوى رقم: 68541 (http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&lang=A&Id=68541).





وعائشة رضي الله عنها كانت تصلي في حجرتها مع وجود جدار بينها وبين قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبر أبي بكر وليس ساتر قماش وبعد دفن عمر غادرت حجرتها وبالتالي فحالتها ليست بدليل على جواز الصلاة في مسجد مشتمل على قبر.
ففي التمهيد لشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ:
وقد قبل الصحابة - رضوان الله عليهم - وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعملوا بها، فدفنوه في مكانه الذي قبض فيه، في حجرة عائشة، وكانت - رضي الله عنها - قد أقامت جدارا بينها وبين القبور، فكانت غرفة عائشة فيها قسمان قسم فيه القبر، وقسم هي فيه.وكذلك لما توفي أبو بكر رضي الله عنه، ودفن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهة الشمال، كانت أيضا في ذلك الجزء من الحجرة، ولما دفن عمر - رضي الله عنه - تركت الحجرة رضي الله عنها، ثم أغلقت الحجرة، فلم يكن ثم باب فيها يدخل منه إليها، وإنما كانت فيها نافذة صغيرة، ولم تكن الغرفة كما هو معلوم مبنية من حجر، ولا من بناء مجصص، وإنما كانت من البناء الذي كان في عهده عليه الصلاة والسلام ؛ من خشب ونحو ذلك. انتهى.
والله أعلم.
إسلام ويب

السعيد شويل
2018-10-06, 05:24 PM
.........
أخى أبو البراء ..
هل معنى ذلك أن صلواتنا فى مصر فى مسجد السيدة زينب أو السيدة نفيسة أو سيدنا الحسين أو غيرهم : محرمة
لا يا أخى :
الحديث النبوى الشريف الذى أخرجه الشيخان من حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) متفق عليه
وما ورد عن جابر فى قوله : ( نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجَصَّصَ الْقَبْرُ وَأَنْ يُقْعَدَ عَلَيْهِ وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهِ ) رواه أحمد ومسلم والنسائى وأبو داود والترمذى
لايعنى ذلك أبدا :
النهى الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هنا هو : اتخاذ القبور مساجد أو بيوت .. تجصيص القبر . القعود على القبر . البناء على القبر .. وهذا يعنى :
أنه لا يجوز بناء مسجد أو مصلى أعلى قبر من القبور .. لكى يُصلى فيه .
ولا يباح إقامة بيت للإقامة والسكنى وأسفله قبر من القبور . ( وهو ما تراه كائناً فى قبر ابن سيرين رحمه الله .. ولذا تراه مهجوراً ) .
هذا : أولاً
ثانيا ً : رسول الله صلى الله عليه وسلم .. بيته فى محياه هو بيته فى مثواه .
رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وإن كان بشراً فهو ليس ككل البشر : { إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } .
رسول الله صلى الله عليه وسلم .. كما كان شاهداً ومبشراً ونذيراً فى محياه . فهو ما زال شاهداً ومبشراً ونذيراً حتى وهو فى مثواه .

أم علي طويلبة علم
2018-10-06, 06:48 PM
فقد رد الشيخ ابن عثيمين رحمه الله على هذه الشبهة في كتابة القول المفيد على كتاب التوحيد، حيث قال:

إذا قال قائل نحن الآن واقعون في مشكلة بالنسبة لقبر الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه في وسط المسجد، فما هو جوابه؟
قلنا: الجواب على ذلك من وجوه:

الوجه الأول: أن المسجد لم يبن على القبر، بل بني المسجد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم.

الوجه الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدفن في المسجد حتى يقال: إن هذا من دفن الصالحين في المسجد، بل دفن في بيته.

والوجه الثالث: أن إدخال بيوت النبي صلى الله عليه وسلم ومنها بيت عائشة مع المسجد ليس باتفاق من الصحابة، بل بعد أن انقرض أكثرهم، ولم يبق منهم إلا القليل، وذلك عام 94هـ تقريباً، فليس مما أجازه الصحابة وأجمعوا عليه مع أن بعضهم خالف في ذلك، وممن خالف أيضا سعيد بن المسيب من التابعين فلم يرض بهذا العمل.

والوجه الرابع: أن القبر ليس في المسجد حتى بعد إدخاله، لأنه في حجرة مستقلة عن المسجد، فليس المسجد مبنيا عليه، ولهذا جعل هذا المكان محفوظاً محوطا بثلاثة جدران، وجعل الجدار في زاوية منحرفة عن القبلة أي مثلثا، والركن في الزاوية الشمالية، بحيث لا يستقبله الإنسان إذا صلى لأنه منحرف.


فبهذا كله يزول الإشكال الذي يحتج به أهل القبور ويقولون هذا من عهد التابعين إلى اليوم، والمسلمون قد أقروه ولم ينكروه،
فنقول: إن الإنكار قد وجد حتى في زمن التابعين، وليس محل إجماع، وعلى فرض أنه إجماع فقد تبين الفرق من الوجوه الأربعة التي ذكرناها. انتهى.



http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&lang=A&Id=68541

محمدعبداللطيف
2018-10-06, 07:44 PM
.........
أخى أبو البراء ..
هل معنى ذلك أن صلواتنا فى مصر فى مسجد السيدة زينب أو السيدة نفيسة أو سيدنا الحسين أو غيرهم : محرمة

يجب اولا ان تفرق بين الصلاة فى مسجد فيه قبر وبين المساجد التى ذكرتها -المساجد التى ذكرتها اخى الكريم - الاضرحة والمشاهد التى فيها تعبد من دون الله ويصرف لها خالص العبادة وما يفعله الجاهلون من الشرك الاكبر بالله فيها هو عين ما كان يفعله اهل الجاهلية الاولى عباد الاصنام والاوثان بل شركهم اعظم واشد من شرك المشركين الاولين -الا ترى عند صلاتك مع هولاء - من الطواف حول هذه الاضرحة والذبخ والنذر وطلب الحوائج من اصحاب هذه الاضرحة -كل ذلك اخى الكريم من العبادة لغير الله ومن أعمال المشركين الأولين والآخرين- الا ترى الحجاج الى هذه الاضرحة يأتون من كل فج عميق يأتون من جميع انحاء البلاد- بل فى يوم مولد البدوى فقط يحج اليه مليونين من الحجاج--يأتون اليه بالنذور ويفعلون من الشرك والمنكرات ما هو معلوم لكل ذى بصيرة------------------------------------------يقول بن القيم رحمه الله -النفوس الجاهلة الضالة أسقطت عبودية الله سبحانه، وأشركت فيها من تعظمه من الخلق، فسجدت لغير الله، وركعت له، وقامت بين يديه قيام الصلاة وحلفت لغيره، ونذرت لغيره، وحلقت لغيره، وذبحت لغيره، وطافت لغير بيته … وسوت من تعبده من المخلوقين برب العالمين، وهؤلاء هم المضادون لدعوة الرسل، وهم الذين بربهم يعدلون. قال تعالى تَاللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ [الشعراء: 97-98]) ----------------------------------------------يقول بن باز رحمه الله-----الذى يفعل عند القبور من الاشتغاثة بها، أو ينذر لها، أو يذبح لها، أو يسألها قضاء الحاجات، شفاء المرضى، تفريج الكروب، كل هذا منكرا عظيما وشركاً ظاهراً، وهذا هو شرك الأولين من الجاهلية، كانوا يفعلون هذا مع الأموات، كانت الجاهلية تشرك بالأموات وتستغيث بهم، وتنذر لهم، ويقولون: هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ [يونس:18]، ويقولون: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:3]، كما حكى الله عنهم ذلك سبحانه وتعالى، فإنه سبحانه قال: وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ [يونس:18] فرد الله عليهم بقوله: قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [يونس:18].
وقال سبحانه: فََاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ۝ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى [الزمر:2-3] يعني: يقولون: ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى، فرد الله عليهم بقوله: إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ [الزمر:3] فبين سبحانه وتعالى أن عبادتهم إياهم بالدعاء والضراعة والاستغاثة، والذبح والنذر، والسجود على القبور، أو نحو ذلك أن هذا هو الشرك بالله، وأن هذا هو الكفر والضلال، وأن هذا لا ينفعهم بل يضرهم، وإن زعموا أنهم شفعاء عند الله، وإن زعموا أنهم يقربونهم زلفى فهو باطل؛ لأن دعاء الأموات، والاستغاثة بالأموات، أو بالأصنام، أو بالأشجار لا يقرب إلى الله، ولا يدني من رضاه، بل يباعد من رحمته، ويوجب غضبه، ويوجب النار، ويحرم عليه الجنة، كما قال الله جل وعلا في كتابه العظيم: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72]، وقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النساء:48]،
وأما الشرك فلا يغفر إذا مات عليه صاحبه، وكذلك الشرك يحبط الأعمال كما قال الله سبحانه: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:88].
والشرك معناه: صرف بعض العبادة لغير الله، من دعاء، أو خوف، أو رجاء، أو توكل، أو ذبح، أو نذر، أو صلاة، أو صوم، أو نحو ذلك، فالذي يدعو الأموات ويستغيث بهم، وينذر لهم، ويزعم أنهم يشفعون له، أو يقربونه إلى الله زلفى، قد فعل فعل المشركين الأولين سواء بسواء، وهكذا إذا تقرب إليهم بالذبائح والنذور، فهذا كله شرك بالله عز وجل .. كله منكر، يجب على أهل العلم إنكاره، وبيان بطلانه، وتحذير العامة من ذلك، وهذا هو نفس الشرك الذي فعله أبو جهل وأشباهه في الجاهلية مع اللات والعزى ومناة، وهذا هو شرك الأولين مع أصنامهم وأوثانهم في كل مكان.
ومن المصائب: أن يظن العامة أن هذا دين وأن هذا قربة، وأن يسكت على ذلك من ينسب إلى العلم، ويتساهل في هذا الأمر، فإن هذا يضر العامة ضرراً عظيماً، إذا سكت المنسوبون للعلم ولم ينكروا هذا الشرك ظن العامة أنه جائز وأنه دين، وأنه قربة، فبقوا عليه واستمروا عليه.
فالواجب على أهل العلم إنكار الشرك بالله، من دعاء الأموات، والاستغاثة بالأموات، وطلب شفاء المرضى، وطلب المدد، أن هذا هو الشرك بالله عز وجل، وهذا يفعله كثير من الناس عند بعض القبور، كما يفعله بعض الناس عند قبر النبي ﷺأيام الحج من بعض الجهلة، وكما يفعله الكثير من الناس عند قبر السيد البدوي في مصر، وعند قبر الحسين في مصر، وعند قبور أخرى، وهكذا يفعل عند قبر الشيخ عبد القادر الجيلاني ، ويفعله بعض الناس وهم بعيدون عن هذه القبور، يدعونها من بعيد، ويسألونها قضاء الحاجات، وشفاء المرضى من بعيد، وهكذا يفعل عند قبور أهل البيت من بعض من يزورها من الشيعة وغير الشيعة ، ، وهكذا عند قبور أخرى في بلدان لا يحصيها إلا الله عز وجل، وهذه بلية عمت، وطم شرها، وعظم ضررها؛ بأسباب قلة العلم، وقلة من ينبه على هذا الأمر الخطير، وإني أهيب بجميع أهل العلم في كل مكان أن يتقوا الله، وأن ينذروا الناس من هذا الشرك، وأن يحذروهم منه، وأن يبينوا لهم أن العبادة حق الله وحده، كما قال سبحانه: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]، وقال عز وجل: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ [الإسراء:23]، وقال سبحانه وتعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا [النساء:36]، وقال عز وجل: فََاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ۝ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [الزمر:2-3]، وقال سبحانه: وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن:18]، في آيات كثيرات تدل على وجوب إخلاص العبادة لله وحده، وأنه لا يجوز أبداً أن يعبد أحد من دونه من الأشجار، أو الأحجار، أو الأموات، أو الأصنام، أو الكواكب، أو غير ذلك، فالعبادة حق الله وحده، ليس لأحد فيها حق، لا الملائكة، ولا الأنبياء، ولا الصالحون، ولا غيرهم، بل العبادة حق الله وحده، الرسل بعثوا ليعلموا الناس دينهم؛ ولينذروهم من الشرك بالله؛ وليوجهوهم إلى عبادة الله وحده، كما قال سبحانه: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [النحل:36]، وقال عز وجل: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ [الأنبياء:25]، في آيات كثيرات أخرى، وقال النبي عليه الصلاة والسلام لـمعاذ: أتدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حق الله على العباد: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله: أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً فهما حقان: حق الله على عباده، وحق العباد على الله، أما حق الله على عباده: وهو حق مفترض، وحق عظيم، يجب عليهم أن يؤدوه، قد خلقوا لأجله، كما قال سبحانه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات:56]، والله أرسل الرسل من أجله كما تقدم، فوجب على العباد أن يعبدوا الله وحده، هذا حقه عليهم، حق فرضه عليهم، فعليهم أداؤه، وعليهم أن يؤدوا كل ما أمر الله به ورسوله، وأن ينتهوا عما نهى الله عنه ورسوله، فإن دعوى الإسلام مع وجود الشرك لا تنفع، بل ينتقض إسلامه بشركه بالله، بل الشرك ينقض الإسلام ويبطله، فوجب على من ينتسب إلى الإسلام أن يحقق إسلامه، وأن يتفقه في دين الله، وأن يحفظ دينه من أنواع الشرك بالله عز وجل، حتى يبقى له إسلامه، وحتى يبقى له دينه، وهكذا يجب على كل أهل الأرض من المكلفين، من جن وإنس وعرب وعجم، يجب عليهم جميعاً أن يعبدوا الله وحده، وأن ينقادوا لما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام

محمدعبداللطيف
2018-10-06, 08:33 PM
رسول الله صلى الله عليه وسلم .. كما كان شاهداً ومبشراً ونذيراً فى محياه . فهو ما زال شاهداً ومبشراً ونذيراً حتى وهو فى مثواه .
إقرأ قوله جل وعلا- وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [المائدة:117]---- النبى صلى الله عليه وسلم حى فى قبره حياة برزخية ولكن لا يلزم من هذه الحياة أنه يعلم الغيب أو يعلم أمور أهل الدنيا بل ذلك قد انقطع بالموت لقوله ﷺ: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له أخرجه مسلم في صحيحه، وقوله - عليه الصلاة والسلام -: يذاد رجال يوم القيامة عن حوضي فأقول: يا رب أصحابي فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك

محمدعبداللطيف
2018-10-06, 08:59 PM
.........
.. وهذا يعنى :
أنه لا يجوز بناء مسجد أو مصلى أعلى قبر من القبور .. لكى يُصلى فيه .

يقول بن القيم رحمه الله فى اغاثة اللهفان-أجمع المسلمون على ما علموه بالاضطرار من دين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الصلاة عند القبور منهى عنها، وأنه لعن من اتخذها مساجد. فمن أعظم المحدثات وأسباب الشرك الصلاة عندها واتخاذها مساجد، وبناء المساجد عليها. وقد تواترت النصوص عن النبى عليه الصلاة والسلام بالنهى عن ذلك والتغليظ فيه------الى ان قال - أن فتنة الشرك بالصلاة فى القبور ومشابهة عباد الأوثان أعظم بكثير من مفسدة الصلاة بعد العصر والفجر. فإذا نهى عن ذلك سدا لذريعة التشبه التى لا تكاد تخطر ببال المصلى، فكيف بهذه الذريعة القريبة التى كثيرا ما تدعو صاحبها إلى الشرك ودعاء الموتى، واستغاثتهم، وطلب الحوائج منهم،---------قال ابن القيم في " زاد المعاد " (3 / 22) بعد أن ذكر قصة مسجد الضرار الذي نهى الله تبارك وتعالى نبيه أن يصلي فيه وكيف أنه صلى الله عليه وسلم هدمه وحرقه قال: ومنها تحريق أمكنة المعصية التي يعصى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فيها مسجد يصلى فيه ويذكر اسم الله فيه لما كان بناؤه ضررا وتفريقا بين المؤمنين ومأوى للمنافقين وكل مكان هذا شأنه فواجب على الإمام تعطيله إما بهدم أو تحريق وإما بتغيير صورته وإخراجه عما وضع له وإذا كان هذا شأن مسجد الضرارفمشاهد الشرك التي تدعو سدنتها إلى اتخاذ من فيها أندادا من دون الله أحق بذلك وأوجب ............. الى ان قال - ومنها أن الوقف لا يصح على غير بر ولا قربة كما لم يصح وقف هذا المسجد -وعلى هذا -فيهدم المسجد إذا بني على قبر كما ينبش الميت إذا دفن في المسجد نص على ذلك الإمام أحمد وغيره - فلا يجتمع في دين الإسلام مسجد وقبر بل أيهما طرأ على الآخر منع منه وكان الحكم للسابق فلو وضعا معا لم يجز ولا يصح هذا الوقف ولا يجوز - ولا تصح الصلاة في هذا المسجدلنهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ولعنه من اتخذ القبر مسجدا أو أوقد عليه سراجا فهذا دين الإسلام الذي بعث الله به رسوله ونبيه وغربته بين الناس كما ترى "

---

محمدعبداللطيف
2018-10-06, 09:03 PM
.........
..
هل معنى ذلك أن صلواتنا فى مصر فى مسجد السيدة زينب أو السيدة نفيسة أو سيدنا الحسين أو غيرهم : محرمة

الجواب - -بل الصلاة باطلة-----------------سُئل الشيخُ بن باز رحمه الله : إذا كان المسجدُ الذي فيه قبرٌ هو الوحيد في البَلَد، فهل يُصلِّي المسلمُ فيه؟.
فأجاب الشيخ: لا يُصلِّي المسلمُ فيه أبداً، وعليه أن يُصلِّي في غيره، أو في بيته إن لم يجد مسجداً سليماً مِن القبور، ويجب على ولاة الأمور نَبْشُ القبر الذي في المسجد إذا كان حادثاً، ونَقْلُ رُفاته إلى المقبرة العامة، وتُوضَعُ في حفرةٍ خاصةٍ يُسَوَّى ظاهرُها كسائر القبور، وإذا كان القبرُ هو الأَوَّلُ فإنه يُهدَم المسجدُ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لَعَنَ اليهودَ والنصارى الذين اتَّخذوا قبورَ أنبيائهم مساجد، ولَمَّا أخبرَتْه أمُّ سلمة وأمُّ حبيبة رضي الله عنهما أنهما رَأَتا كنيسةً في الحبشة وما فيها مِن الصُّوَر، قال لهما عليه الصلاة والسلام "أولئك إذا مات فيهم الرجُلُ الصالحُ بَنَوا على قبره مسجداً، وصَوَّروا فيه تلك الصُّوَرَ، أولئك شِرارُ الخَلْق عند الله"، متَّفقٌ على صحته، ومَن صَلَّى في المساجد التي فيها القبور فصلاته باطلة، وعليه الإعادة، للحديثين المذكورين وما جاء في معناهما. انتهى.-------------------------------- وسُئل الشيخُ بن باز رحمه الله: ما حُكم الصلاة في مسجد فيه ضَرِيحٌ، مع العلم بأن هذا الضريح خَلْف المصلِّين وليس أمامهم، وبين المصلِّين وهذا الضريح حاجِزٌ مِن لَوْحٍ مِن الزُّجاج؟.
فأجاب الشيخ: المساجد التي فيها القبور لا يُصلَّى فيها، سواء كان القبرُ قدَّام المُصلِّين أو عن يمينهم أو عن شمالهم أو خلفهم، جميع المساجد التي تُبنَى على القبور لا يُصلَّى فيها، لقول النبي صلى اللَّه عليه وسلم "لعنة اللَّه على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائِهم مساجد"، وقال صلى اللَّه عليه وسلم "ألا وإن مَن كان قبلكم كانوا يتَّخِذون قبورَ أنبيائِهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتَّخِذوا القبورَ مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك"، فلا يجوز الصلاةُ فيها بالكلية، فالصلاة فيها باطلة.(فتاوى نور على الدرب)

أبو البراء محمد علاوة
2018-10-07, 01:13 AM
نعم: السعيد شويل الصلاة باطلة غير جائزة، وقد أجاد وأفاد الفاضل: محمد بن عبد اللطيف، وللفائدة سئل الشيخ ابن باز:ما حكم الصلاة في مسجد الحسين في مصر، ومعلوم أن الحسين لم يدفن في مصر ويكون القبر خاليًا؟
الجواب:
ما دام عندهم مظهر الحسين، أو الدعوة دعوة الحسين، أو قبر الحسين، لا يجوز للمسلم أن يوافقهم على هذا فلا يصلي فيه ولا يعتبرها صلاة؛ لأن المظهر واضح، سواء في قبر الحسين أو غيره.
<span class="Apple-style-span" style="font-size: 11px; line-height: 0px;">
https://binbaz.org.sa/fatwas/20495/%D8%AD%D9%83%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%84%D8%A7 %D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B3%D8%AC%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%8A %D9%86-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B5%D8%B1

أبو البراء محمد علاوة
2018-10-07, 01:15 AM
وأنصح بمطالعة كتاب: (تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد)، للشيخ الألباني؛ فقد أجاب على أغلب شبهات القبورية وزيادة.

بدرالدين محمد
2018-10-07, 01:46 AM
بارك الله فيكم

أبو البراء محمد علاوة
2018-10-07, 01:50 AM
بارك الله فيكم

وفيكم بارك الله

بدرالدين محمد
2018-10-07, 02:12 AM
بوركتم وجعله الله فى ميزان حسناتكم

السعيد شويل
2018-10-07, 07:51 AM
........
حرمتم الصلاة . وأبطلتم الصلاة . ورميتم من لايتبع الرأى والهوى بالكفر .
وادعيتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قاله سيدنا عيسى عليه السلام عن نفسه .
.......
جعلتم من عقول العباد شرعاً . وأطلقتم لفكركم العنان وأصدرتم أحكاماً شرعية دون علم لم ينزل الله بها من سلطان .
......
ولتعلموا أنكم توافقونى فيما ذكرته .. ولكن دون أن تشعروا .. وسأبين لكم ذلك .
لعن الله من اتخذ القبور مساجد ..
هل هناك من يقوم ببناء مسجد أعلى القبر ويصلى فيه .. ؟ .. من فعل أو يفعل ذلك فقد خالف النهى الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هل هناك من يقوم ببناء بيت أعلى القبر ويقيم به .. ؟ .. من فعل أو يفعل ذلك فقد خالف النهى الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هل هناك من يقوم بتجصيصه أو القعود عليه .. من فعل أو يفعل ذلك فقد خالف النهى الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما :
أن تحرموا وتبطلوا الصلاة فى مسجد فيه قبر وتكفروا من يصلى فيه .. فمن أين لكم هذا .. ؟
......
ياسادة : الأدلة الشرعية التى تُستقى منها الأحكام : تكون كاشفة للحكم وليست منشئة له .. بمعنى :
أنّ ما تم أو يتم الإجماع عليه . وما استنبط أو يتم استنباطه من القياس والإجتهاد وغير ذلك لابد وأن يكون مستنداً إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فمن أين أتيتم بما أتيتم به .. ؟
......

أم علي طويلبة علم
2018-10-07, 11:21 AM
إنا لله وإنا إليه راجعون

محمدعبداللطيف
2018-10-07, 12:54 PM
........
فقد خالف النهى الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

...... اذا علمت علَّة النهى اخى الكريم السعيد شويل زال عنك اشكالك---يقول بن القيم رحمه الله--ومن أعظم مكايد ( إبليس)التي كاد بها أكثر الناس، وما نجا منها إلا من لم يرد الله تعالى فتنته: ما أوحاه قديما وحديثا إلى حزبه وأوليائه من الفتنة بالقبور. حتى آل الأمر فيها إلى أن عبد أربابها من دون الله، وعبدت قبورهم، واتخذت أوثانا، وبنيت عليها الهياكل، وصورت صور أربابها فيها، ثم جعلت تلك الصور أجسادا لها ظل، ثم جعلت أصناما، وعبدت مع الله تعالى...
وقال غير واحد من السلف: كان هؤلاء قوماً صالحين فى قوم نوح عليه السلام، فلما ماتوا عكفوا على قبورهم، ثم صوّروا تماثيلهم، ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم.
فهؤلاء جمعوا بين الفتنتين: فتنة القبور، وفتنة التماثيل. وهما الفتنتان اللتان أشار إليهما رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فى الحديث المتفق على صحته عن عائشة رضى الله عنها:"أَنَّ أُمَّ سَلمَةَ رَضىَ اللهُ عَنْهَا ذَكَرَتْ لِرَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ تَعالى عليهِ وَآلِه وَسلمَ كَنِيسَة رَأَتْهَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ، يُقَالُ لهَا: مَارِيَة. فَذَكَرَتْ لَهُ مَا رَأَتْ فِيهَا مِنَ الصُّوَرِ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله تعالى عليه وآله وسَلّم: أُولِئكَ قَوْمٌ إذَا مَاتَ فِيهِمُ الْعَبْدُ الصَّالِحُ، أوِ الرَّجُلُ الصَّالِحُ، بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا، وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ، أُولِئكَ شِرَارُ الْخَلقِ عِنْدَ اللهِ تَعالَى".
وفى لفظ آخر فى الصحيحين:"أنَّ أُمَّ حَبيبَةَ وَأُمَّ سَلمَةَ ذَكَرَتَا كنَيِسَةً رَأَيْنَهَا".
فجمع فى هذا الحديث بين التماثيل والقبور، وهذا كان سبب عبادة اللات. فقد رأيت أن سبب عبادة وَدّ ويغوث ويعوق ونسراً واللات إنما كانت من تعظيم قبورهم ثم اتخذوا لها التماثيل وعبدوها كما أشار إليه النبى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم.
قال شيخنا (يعني شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى): "وهذه العلة التى لأجلها نهى الشارع عن اتخاذ المساجد على القبور هى التى أوقعت كثيراً من الأمم إما فى الشرك الأكبر، أو فيما دونه من الشرك. فإن النفوس قد أشركت بتماثيل القوم الصالحين، وتماثيل يزعمون أنه طلاسم للكواكب ونحو ذلك.
فإن الشرك بقبر الرجل الذى يعتقد صلاحه أقرب إلى النفوس من الشرك بخشبة أو حجر. ولهذا نجد أهل الشرك كثيراً يتضرعون عندها، ويخشعون ويخضعون، ويعبدونهم بقلوبهم عبادة لا يفعلونها فى بيوت الله، ولا وقت السحر.
منهم من يسجد لها.
وأكثرهم يرجون من بركة الصلاة عندها والدعاء ما لا يرجونه فى المساجد.
فلأجل هذه المفسدة حسم النبى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم مادتها حتى نهى عن الصلاة فى المقبرة مطلقا، وإن لم يقصد المصلى بركة البقعة بصلاته، كما يقصد بصلاته بركة المساجد، كما نهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس وغروبها، لأنها أوقات يقصد المشركون الصلاة فيها للشمس.
فنهى أمته عن الصلاة حينئذ، وإن لم يقصد المصلى ما قصده المشركون، سدا للذريعة".
قال (يعني شيخ الاسلام): وأما إذا قصد الرجل الصلاة عند القبور متبركاً بالصلاة فى تلك البقعة، فهذا عين المحادّة لله ولرسوله، والمخالفة لدينه، وابتداع دين لم يأذن به الله تعالى.
فإن المسلمين قد أجمعوا على ما علموه بالاضطرار من دين رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أن الصلاة عند القبور منهى عنها، وأنه لعن من اتخذها مساجد.
فمن أعظم المحدثات وأسباب الشرك الصلاة عندها واتخاذها مساجد، وبناء المساجد عليها. وقد تواترت النصوص عن النبى عليه الصلاة والسلام بالنهى عن ذلك والتغليظ فيه.
فقد صرح عامة الطوائف بالنهى عن بناء المساجد عليها، متابعة منهم للسنة الصحيحة الصريحة.
وصرح أصحاب أحمد وغيرهم من أصحاب مالك والشافعى بتحريم ذلك.
وطائفة أطلقت الكراهة.
والذى ينبغى أن يحمل على كراهة التحريم إحسانا للظن بالعلماء، وأن لا يظن بهم أن يجوزوا فعل ما تواتر عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لعن فاعله والنهى عنه.
ففى صحيح مسلم عن جندب بن عبد الله البجلى قال: سَمعتُ رسولَ الله صلى اللهُ تعالى عليهِ وَآله وسلم قبل أنْ يَموتَ بخمْسٍ وَهوَ يقول: "إِنى أبْرَأُ إِلى اللهِ أَنْ يَكُون لِى مِنْكمْ خَلِيلا. فَإنَّ اللهَ تَعَالى قَدِ اتَّخَذَنِى خَلِيلا، كما اتّخَذَ إِبْرَاهِيم خَلِيلاً، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذا مِنْ أُمَّتىِ خَلِيلاً لاتّخَذْتُ أَبَا بكْرٍ خَليلا ألا وَإِنَّ مَنْ كانَ قَبْلَكُمْ كانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائهِمْ مَسَاجِدَ، أَلا فَلاَ تَتَّخِذوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، فإِنى أَنْهَاكُمْ عَنْ ذلِكَ".
وعن عائشة وعبد الله بن عباس قالا: "لمّا نُزلَ بِرَسُولِ الله صلى اللهُ تعالى عليه وآله وسلم طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لهُ عَلَى وَجْهِهِ. فَإِذَا اغْتَمَّ كَشَفَهَا فَقَالَ: وَهُوَ كَذلِكَ، لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِوَالن َّصَارَى، اتّخَذُوا قُبُورَ أنْبِيَائهِم مَسَاجِدَ، يُحذرُ مَا صَنَعُوا" متفق عليه.
وفى الصحيحين أيضا عن أبى هريرة رضى الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ تعالى عليه وآله وسلم قالَ: "قَاتَلَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، اتّخَذُوا قُبُورَ أنْبِيَائهِمْ مَسَاجِدَ".
وفى رواية مسلم: "لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائهِمْ مَسَاجِدَ".
فقد نهى عن اتخاذ القبور مساجد فى آخر حياته، ثم إنه لعن وهو فى السياق من فعل ذلك من أهل الكتاب، ليحذر أمته أن يفعلوا ذلك.
قالت عائشة رضى الله عنها: قال رسولُ الله صلى اللهُ تعالى عليه وآله وسلمَ فى مَرَضِه الَّذِى لَمْ يَقُمْ مِنْهُ: "لَعَنَ اللهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائهِمْ مَسَاجِدَ، وَلَوْلا ذلِكَ لأبْرِزَ قَبُرهُ غَيْرَ أنَّهُ خُشِىَ أنْ يُتَّخَذَ مَسْجِداً" متفق عليه.
وقولها: "خُشي" هو بضم الخاء تعليلا لمنع إبراز قبره. وروى الإمام أحمد فى مسنده بإسناد جيد عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه أن النبى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: "إِنَّ مِنْ شِرَار النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَالَّذِينَ يَتَّخِذُونَ القُبُورَ مَسَاجدَ". وفى صحيح البخارى: أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه رأى أنس بن مالك يصلى عند قبر، فقال: القبر، القبر.
وهذا يدل على أنه كان من المستقر عند الصحابة رضى الله عنهم ما نهاهم عنه نبيهم من الصلاة عند القبور. وفعل أنس رضى الله عنه لا يدل على اعتقاده جوازه، فإنه لعله لم يره، أو لم يعلم أنه قبر، أو ذهل عنه.
فلما نبهه عمر رضى الله تعالى عنه تنبه.
فروى مسلم فى صحيحه عن أبى مرثد الغنوى رحمه الله أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال:"لا تجْلِسُوا عَلَى القُبُورِ وَلا تُصَلوا إِلَيْهَا".
وفى هذا إبطال قول من زعم أن النهى عن الصلاة فيها لأجل النجاسة، فهذا أبعد شئ عن مقاصد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو باطل من عدة أوجه:
منها: أن الأحاديث كلها ليس فيها فرق بين المقبرة الحديثة والمنبوشة، كما يقوله المعللون بالنجاسة.
ومنها: أنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لعن اليهود والنصارى على اتخاذ قبور أنبيائهم مساجد. ومعلوم قطعاً أن هذا ليس لأجل النجاسة.
فإن ذلك لا يختص بقبور الأنبياء، ولأن قبور الأنبياء من أطهر البقاع، وليس للنجاسة عليها طريق البتة، فإن الله حرم على الأرض أن تأكل أجسادهم فهم فى قبورهم طريون.
ومنها: أنه نهى عن الصلاة إليها.
ومنها: أنه أخبر أن الأرض كلها مسجد، إلا المقبرة والحمام. ولو كان ذلك لأجل النجاسة لكان ذكر الحشوش والمجازر ونحوها أولى من ذكر القبور.
ومنها: أن فتنة الشرك بالصلاة فى القبور ومشابهة عباد الأوثان أعظم بكثير من مفسدة الصلاة بعد العصر والفجر.
فإذا نهى عن ذلك سدا لذريعة التشبه التى لا تكاد تخطر ببال المصلى، فكيف بهذه الذريعة القريبة التى كثيرا ما تدعو صاحبها إلى الشرك ودعاء الموتى، واستغاثتهم، وطلب الحوائج منهم، واعتقاد أن الصلاة عند قبورهم أفضل منها فى المساجد.
وغير ذلك، مما هو محادة ظاهرة لله ورسوله.
فأين التعليل بنجاسة البقعة من هذه المفسدة؟
ومما يدل على أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قصد منع هذه الأمة من الفتنة بالقبور كما افتتن بها قوم نوح ومن بعدهم.
ومنها: أنه لعن المتخذين عليها المساجد. ولو كان ذلك لأجل النجاسة لأمكن أن يتخذ عليها المسجد مع تطيينها بطين طاهر، فتزول اللعنة، وهو باطل قطعاً.
ومنها: أنه صلى الله تعالى عليه وآله وسلم قال: "اللهُمَّ لا تجْعَلْ قَبْرِى وَثَناً يُعْبَدُ. اشْتَدَّ غَضبُ اللهِ عَلَى قَوْمٍ اتّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ".
فذكره ذلك عقيب قوله: "اللهم لا تجعل قبرى وثنا يعبد" تنبيه منه على سبب لحوق اللعن لهم. وهو توصلهم بذلك إلى أن تصير أوثانا تعبد.
وبالجملة فمن له معرفة بالشرك وأسبابه وذرائعه، وفهم عن الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم مقاصده، جزم جزماً لا يحتمل النقيض أن هذه المبالغة منه باللعن والنهى بصيغتيه: صيغة "لا تفعلوا" وصيغة "إنى أنهاكم" ليس لأجل النجاسة، بل هو لأجل نجاسة الشرك اللاحقة بمن عصاه، وارتكب ما عنه نهاه، واتبع هواه، ولم يخش ربه ومولاه، وقل نصيبه أو عدم فى تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله.
فإن هذا وأمثاله من النبى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم صيانة لحمى التوحيد أن يلحقه الشرك ويغشاه، وتجريد له وغضب لربه أن يعدل به سواه. فأبى المشركون إلا معصية لأمره وارتكاباً لنهيه --------------------------وغرهم الشيطان. فقال: بل هذا تعظيم لقبور المشايخ والصالحين وكلما كنتم أشد لها تعظيما، وأشد فيهم غلوا، كنتم بقربهم أسعد، ومن أعدائهم أبعد -
-ولعمر الله، من هذا الباب بعينه دخل على عبَّاد يغوث ويعوق ونسر، ومنه دخل على عباد الأصنام منذ كانوا إلى يوم القيامة.
فجمع المشركون بين الغلو فيهم، والطعن فى طريقتهم وهدى الله أهل التوحيد لسلوك طريقتهم، وإنزالهم منازلهم التى أنزلهم الله إياها: من العبودية وسلب خصائص الإلهية عنهم.وهذا غاية تعظيمهم وطاعتهم.

أبو البراء محمد علاوة
2018-10-07, 01:28 PM
........

وادعيتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قاله سيدنا عيسى عليه السلام عن نفسه .
.......
.....

؟؟؟ !!!

محمدعبداللطيف
2018-10-07, 01:37 PM
........
. ورميتم من لايتبع الرأى والهوى بالكفر .
رمتني بدائها وانسلت.-----------قال الله تعالى : {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} قال السعدي –رحمه الله - :{ فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ } فلم يأتوا بكتاب أهدى منهما { فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ } أي: فاعلم أن تركهم اتباعك، ليسوا ذاهبين إلى حق يعرفونه، ولا إلى هدى، وإنما ذلك مجرد اتباع لأهوائهم. { وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ } فهذا من أضل الناس، حيث عرض عليه الهدى، والصراط المستقيم، الموصل إلى اللّه وإلى دار كرامته، فلم يلتفت إليه ولم يقبل عليه، ودعاه هواه إلى سلوك الطرق الموصلة إلى الهلاك والشقاء فاتبعه وترك الهدى، فهل أحد أضل ممن هذا وصفه؟" ولكن ظلمه وعدوانه، وعدم محبته للحق، هو الذي أوجب له: أن يبقى على ضلاله ولا يهديه اللّه، فلهذا قال: { إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } أي: الذين صار الظلم لهم وصفا والعناد لهم نعتا، جاءهم الهدى فرفضوه، وعرض لهم الهوى، فتبعوه، سدوا على أنفسهم أبواب الهداية وطرقها، وفتحوا عليهم أبواب الغواية وسبلها، فهم في غيهم وظلمهم يعمهون، وفي شقائهم وهلاكهم يترددون.وفي قوله: { فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ } دليل على أن كل من لم يستجب للرسول، وذهب إلى قول مخالف لقول الرسول، فإنه لم يذهب إلى هدى، وإنما ذهب إلى هوى-------------------{ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ } بتوضيحها بأمثلتها { لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } الحقائق ويعرفون، وأما من لا يعقل فلو فُصِّلَت له الآيات وبينت له البينات لم يكن له عقل يبصر به ما تبين ولا لُبٌّ يعقل به ما توضح، فأهل العقول والألباب هم الذين يساق إليهم الكلام ويوجه الخطاب.------------------------------{ بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ } هويت أنفسهم الناقصة التي ظهر من نقصانها ما تعلق به هواها، أمرا يجزم العقل بفساده والفطر برده بغير علم دلهم عليه ولا برهان قادهم إليه.
{ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ } أي: لا تعجبوا من عدم هدايتهم فإن اللّه تعالى أضلهم بظلمهم ولا طريق لهداية من أضل اللّه لأنه ليس أحد معارضا للّه أو منازعا له في ملكه.---------------------ذكر جل وعلا أنه لولا أنه جعل في القرون الماضية بقايا، من أهل الخير يدعون إلى الهدى، وينهون عن الفساد والردى، فحصل من نفعهم ما بقيت به الأديان، ولكنهم قليلون جدا.
وغاية الأمر، أنهم نجوا، باتباعهم المرسلين، وقيامهم بما قاموا به من دينهم، وبكون حجة الله أجراها على أيديهم، ليهلك من هلك عن بيِّنة ويحيا من حيَّ عن بيِّنة ------------ وفى هذا حث لهذه الأمة، أن يكون فيهم بقايا مصلحون، لما أفسد الناس، قائمون بدين الله، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويبصرونهم من العمى.
وهذه الحالة أعلى حالة يرغب فيها الراغبون، وصاحبها يكون، إماما في الدين، إذا جعل عمله خالصا لرب العالمين.------------إن الحق لا بد فيه من اليقين المستفاد من الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة.
ولما كان دأب[ المعرضين عن كتاب رب العالمين] أنهم لا غرض لهم في اتباع الحق، وإنما غرضهم ومقصودهم، ما تهواه نفوسهم، أمر الله رسوله بالإعراض عمن تولى عن ذكره، الذي هو الذكر الحكيم، والقرآن العظيم، والنبأ الكريم، فأعرض عن العلوم النافعة [والحكمة البالغة]،----------------------أما المؤمنون بالآخرة، المصدقون بها، أولو الألباب والعقول،فهمتهم وإرادتهم للدار الآخرة، وعلومهم أفضل العلوم وأجلها، وهو العلم المأخوذ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والله تعالى أعلم بمن يستحق الهداية فيهديه، ممن لا يستحق ذلك فيكله إلى نفسه، ويخذله، فيضل عن سبيل الله، ولهذا قال تعالى: { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى } فيضع فضله حيث يعلم المحل اللائق به.------------قال الله تعالى : {أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ كَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ} أي: لا يستوي من هو على بصيرة من أمر دينه، علما وعملا قد علم الحق واتبعه، ورجا ما وعده الله لأهل الحق، كمن هو أعمى القلب، قد رفض الحق وأضله، واتبع هواه بغير هدى من الله، ومع ذلك، يرى أن ما هو عليه من الحق، فما أبعد الفرق بين الفريقين! وما أعظم التفاوت بين الطائفتين، أهل الحق وأهل الغي--------{ حِكْمَةٌ } منه تعالى { بَالِغَةٌ } أي: لتقوم حجته على المخالفين ولا يبقى لأحد على الله حجة بعد الرسل، { فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ } كقوله تعالى: { وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ لا يؤمنوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الألِيمَ }

أبو البراء محمد علاوة
2018-10-07, 01:45 PM
........

جعلتم من عقول العباد شرعاً . وأطلقتم لفكركم العنان وأصدرتم أحكاماً شرعية دون علم لم ينزل الله بها من سلطان .
......
ولتعلموا أنكم توافقونى فيما ذكرته .. ولكن دون أن تشعروا .. وسأبين لكم ذلك .
لعن الله من اتخذ القبور مساجد ..
هل هناك من يقوم ببناء مسجد أعلى القبر ويصلى فيه .. ؟ .. من فعل أو يفعل ذلك فقد خالف النهى الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هل هناك من يقوم ببناء بيت أعلى القبر ويقيم به .. ؟ .. من فعل أو يفعل ذلك فقد خالف النهى الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هل هناك من يقوم بتجصيصه أو القعود عليه .. من فعل أو يفعل ذلك فقد خالف النهى الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أما :
أن تحرموا وتبطلوا الصلاة فى مسجد فيه قبر وتكفروا من يصلى فيه .. فمن أين لكم هذا .. ؟
......
ياسادة : الأدلة الشرعية التى تُستقى منها الأحكام : تكون كاشفة للحكم وليست منشئة له .. بمعنى :
أنّ ما تم أو يتم الإجماع عليه . وما استنبط أو يتم استنباطه من القياس والإجتهاد وغير ذلك لابد وأن يكون مستنداً إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فمن أين أتيتم بما أتيتم به .. ؟
......

عجيب أمرك، تمسكت بحديث واحد وفسرته برأيك أنت ولم تذكر لنا واحدًا من العلماء قال بهذا، وترمينا بالهوى.
وقبل أن أسوق إليك نحوًا من أربعين حديثًا في هذا الأمر جمع وتخريج وتعليق العلامة المحدث أبي أويس محمد بن الأمين بوخبزة الحسني ، أذكر لك فهم الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي لله عنه للنهي عن اتخاذ القبور مساجد هل هي كما فهمت:
قال أنس بن مالك رضي الله عنه:كنت أصلي قريبًا من قبر، فرآني عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: القبر القبر، فرفعت بصري إلى السماء، وأنا أحسبه يقول: القمر فقال: إنما أقول القبر، لا تصل إليه. [رواه عبد الرزاق: (1 /404) بسند صحيح.ورواه البخاري معلقًا في الصحيح].

ونهي النبي صلى الله عليه وسلم من أجل عدم مشابهة اليهود والنصارى، فما هو صنيعهم مع قبور أنبيائهم؛ علك تهتدي للمراد والمقصود؟؟؟

أبو البراء محمد علاوة
2018-10-07, 01:52 PM
أربعون حديث نبوية
في النهي عن البناء على القبور واتخاذها مساجد وبطلان الصلاة فيها
جمع وتخريج وتعليق
العلامة المحدث
أبي أويس محمد بن الأمين بوخبزة الحسني الطبعة الأولى
دجنبر2001
المغرب
بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه و سلم .
تقديم
هذه أربعون حديثا صحيحة مختارة. جمعتها في موضوع مهم كثر فيه الخوض ممن لا يعلم.وعاثت فيه المذهبية والتقليد والتعصب فسادا.فخفي الحق فيه وهو واضح وضوح الشمس. وإلتبس الأمر فيه على من لم ينصف في البحث ولم يخلص فيه.وكان أول من عرفناه أشاع بعض هذه الأحاديث وشرحها ودعا إلى العمل بها الدكتور محمد تقي الدين الهلالي السجلماسي لما قدم تطوان مهاجرا من أوروبا.
فلقي عداء وخصومة من طلبة البلدة وعلمائها.وبعد رحيله منها أثارها-على تخوف- الفقيه القاضي أحمد ابن تاويت في بعض دروسه.
فأثار عليه شيخه وشيخ الجماعة الفقيه أحمد الزواقي الذي أوحى إلى صهره عبد الحي القادري مقدم الطريقة القادرية.
فكتب في جريدة (النهار) ردا عليه بإسم :" الفقيه لا يمت إلى العلة بصلة".
ورد عليه الفقيه شفاهيا في دروسه بجامع السوق الفوقي ثم كتب رسالة سماها: (خبايا الزوايا في حكم الصلاة في المقابر والزوايا) قرأتها وهي هزيلة. ثم وقع بيدي كتاب (تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد) لشيخنا محمد ناصر الدين الألباني الدمشقي فشفى وكفى.
إلا أنه لم يحكم ببطلان صلاة من صلى بالمقبرة قائلا بأن البطلان يحتاج إلى دليل خاص ولم يجده.فمن وجده فليتفضل به مشكورا.
فعجبت لتردد الشيخ الذي لا داعي إليه مع تواتر هذه الأحاديث ووضوح معناها وسلامة مبناها وانطوائها على التهديد والوعيد البالغ.
وأقل منه بكثير - كمجرد النهي- يقتضي الفساد كما قال أهل الأصول. فكيف باللعن ونعت الفاعلين بأنهم شرار الخلق عند الله تعالى الخ.
ثم رأيت للشيخ شفاه الله في فتاواه الإماراتية ما يفيد رجوعه عن ذلك إلى الصواب.
من أجل هذا كله راودتني فكرة جمع هذه الأحاديث للحفظ والتذكير فكان ذلك بعون الله وتم.
وهذا ما كتبت منذ سنوات طويلة .
بسم الله الرحمان الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما
(الأربعون حديثا في النهي عن اتخاذ القبور مساجد وبطلان الصلاة فيها والبناء عليها).
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى وعلى آله وأصحابه أولي الإيمان الكامل و الوفا .
أما بعد: فقد جرت عادة العلماء قديما وحديثا باختيار أربعين حديثا في مختلف المواضيع تأسيا بحديث ضعيف رغم تعدد طرقه.ولم يكن من مذهبي العمل بالضعيف مطلقا إلا أني رأيت هذا العمل داخلا في خدمة الحديث ونشره. إن حسن الاختيار . ووضح البيان.
فاستعنت الله تعالى على جمع أربعين حديثا نبوية صحيحة وحسنة وربما كان فيها حديث ضعيف اللفظ صحيح المعنى.معضد المنحى . في موضوع جد مهم وهو اتخاذ القبور مساجد. والبناء عليها. وما يتعلق بذلك. وقد أضرب الناس - عندنا - صفحا عن العمل بها. وتناسوها رغم وجودها.
فكان هذا من غرائب الأمور وعجائب المقدور.
جمعتها لتكون عدة للمفتي المتبع المنصف.
وجوابا قاطعا للمستفتي المتعسف إن كان له دين يزجره عن اقتحام مهالك المخالفة.أو حياء يزعه عن جريمة التعصب للباطل والمخالفة, ويستريح عند سماعها قلب المؤمن من عناء الأقوال المتضاربة . والآراء المتنافرة التي يراها مبثوثة في كتب التقليد التي تنكبت الهدي النبوي فتاهت في بيداء الهوى والمخالفة. وطوحت بأصحابها إلى بحار الفتنة والعذاب التي أوعد الله تعالى بها من تعمد مخالفة رسوله الكريم.عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم فقال تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم}(سورة النور لآية 63).
وكما قال الإمام مالك رحمه الله لمن سأله عن الإحرام قبل الميقات :لا تفعل فإني أخشى عليك الفتنة, قال السائل وأي فتنة في هذا؟ إنما هي مسافة أزيدها, فقرأ عليه مالك الآية السابقة. وإليك الأحاديث الكريمة, فألق إليها سمعك وأقبل إليها بقلبك , والله تعالى يتولى هدانا أجمعين.
الحديث الأول:
عن عبد الله ابن عباس وعائشة رضي الله عنهم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل به (حضرته الوفاة) طفق (جعل) يلقي(يطرح) خميصة له على وجهه (الخميصة ثوب من خز أو صوف معلم) فإذا اغتم كشفها عن وجهه (رفعها عنه ) فقال وهو كذلك : (لعن (لعنة) الله(على ) اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) . - تقول عائشة : يحذر ما صنعوا (يحذر مثل الذي صنعوا).
- وفي رواية لعائشة قالت: كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة سوداء حين اشتد به وجعه, قالت فهو يضعها مرة على وجهه ومرة يكشفها عنه ويقول:(قاتل الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد, يحرم ذلك على أمته) .(1)

(1):- البخاري –الجنائز- باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور وباب ما جاء في قبر النبي عليه الصلاة وسلام وفي المغازي-باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم .ورواه مسلم في المساجد –باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها. والنسائي في المساجد – باب النهي عن اتخاذ القبور مساجد , وفي الجنائز باب اتخاذ القبور مساجد.


الحديث الثاني
عن عائشة رضي الله عنها أن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأيناها بالحبشة , (وفي رواية) : تذاكروا عند النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه,فذكرت أم سلمة وأم حبيبة كنيسة رأيناها في أرض الحبشة فيها تصاوير, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله عز وجل يوم القيامة).
- وفي رواية عنها : لما كان مرض النبي صلى الله عليه وسلم تذاكر بعض نساءه كنيسة بأرض الحبشة يقال لها (مارية ) وقد كانت أم سلمة أم حبيبة قد أتتا أرض الحبشة , فذكرن من حسنها وتصاويرها , قالت : فرفع النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأسه فقال: (أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا تلك الصور,أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة) (2).
(2):- الرواية الأولى عند- البخاري في الصلاة , باب الصلاة في البيعة. ومسلم في المساجد, باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها , والنهي عن اتخاذ القبور مساجد.
- الرواية الثانية عند أحمد في( المسند 6/51 ) وأبو عوانة في( الصحيح 1/ 400 ) والسياق له.

الحديث الثالث
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول :(إن من أشرار الخلق من تدركهم الساعة وهم أحياء,ومن يتخذ القبور مساجد).
- وفي رواية: من شرار الناس...).(3)

(3): - رواه أحمد في ( المسند برقم 3844) والطبراني في ( المعجم الكبير 3/37) وابن خزيمة في صحيحه (1/92) وصححه . و لابن حيان في ( الإحسان 6/94).

الحديث الرابع:
عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الذي مات فيه :( أدخلوا علي أصحابي , فدخلوا عليه - وهو متقنع – فكشف القناع ثم قال :(لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.).(4).
(4):-رواه الطيالسي في مسنده (منحة المعبود)(2/113) وأحمد في المسند (5/204) والطبراني في (المعجم الكبير بسند رجاله موثقون كما في (مجمع الزوائد (2/27) ونيل الأوطار (2/118):و سنده جيد.

الحديث الخامس:
عن علي بن أبي طا لب رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم-في مرضه الذي مات فيه-:(إئذن للناس علي ,فأذنت قال:(لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا ) ثم أغمي عليه فلما أفاق قال:( يا علي , إذن للناس علي , فأذنت للناس عليه, فقال:(لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا),ثم أغمي عليه ,فلما أفاق قال :يا علي, إئذن للناس, فأذنت لهم فقال:(لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا –ثلاثا- في مرض موته).(5).
(5):-رواه البزار في مسنده (البحر الزخار 2/216) وفيه: مساجد ,الأولى في مرضه. وفي مسنده راو فيه كلام (وهو حنيف المؤذن,مجهول وفيه أبو الرقاد وهو مقبول وبقية رجاله موثقون كما في المجمع ( المجمع 2/ 27). (قلت): وقد تقدمت رواية أسامة برقم 4 أنه صلى الله عليه وسلم أمره أن يدخل عليه أصحابه مما يدل أن الحال تكررت.

الحديث السادس
عن عائشة رضي الله عنها قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه:(لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مسجدا). قالت: ولولا ذلك لأبرزت قبره غير أني أخشى أن يتخذ مسجدا.
(قلت):الشيخ :أبي أويس حفظه الله تعالى:
فيه التصريح من عائشة رضي الله عنها بأن العلة في التحريم واللعن: هو خشية الافتتان بالقبر.(6).
(6):-رواه البخاري –الجنائز – باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور , وباب ما جاء في قبر النبي صلى الله عليه وسلم ,وفي المغازي باب مرض النبي ص صلى الله عليه وسلم .ومسلم في المساجد باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها .والبفوي في ( شرح السّنة 2 /415) واللفظ له.

الحديث السابع:

عن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول:(قد كان لي فيكم إخوة وأصدقاء,وإني أبرأ إلى الله أن يكون لي فيكم خليل, فإن الله قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا, ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت من أبي بكر خليلا,ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد, ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك).(7).
(7):- رواه مسلم في الصلاة,باب النهي عن بناء المساجد على القبور .وأبو عوانة في صحيحه (1/400) والسياق له. -وفي رواية الحارث النجرراني قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول(ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد, ألا فلا تتخذوا القبور مساجد , ألا فلا تتخذوا القبور مساجد, وإني أنهاكم عن ذلك. رواه ابن أبي شيبة في المصنف (2/376) بإسناد على شرط مسلم.

الحديث الثامن:
عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قال: لقيني العباس (يعني عم النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم ورضي عنه ) فقال:يا علي,انطلق بنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإن كان لنا من الأمر(الخلافة) شيء, وإلا أوصى بنا الناس,فدخلنا عليه –وهو مغمى عليه- فرفع رأسه فقال: (لعن الله اليهود اتخذوا القبور مساجد ).(8).
(8):- زاد في رواية : ثم قالها الثالثة. فلما رأينا ما به خر جنا ولم نسأله عن شيء. رواه ابن سعد في (الطبقات 4/28). وابن عساكر.

الحديث التاسع:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).
- وفي رواية للنسائي عنه بلفظ : لعن الله... .(9).
(9)-:رواه البخاري في كتاب الصلاة , باب الصلاة في البيعة , ومسلم في المساجد باب النهي عن بناء المساجد على القبور , (قلت) : قاتل الله بمعنى قتل أو لعن . وهو المراد هنا والله أعلم.

الحديث العاشر:
عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله قال : كان من آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال : { قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد,لا يبقين دينان في جزيرة العرب}.(10).
(10):- رواه مالك في الموطأ, كتاب الجامع, باب ما جاء في إجلاء اليهود من المدينة. وهو مرسل وصل في الصحيحين وغيرهما.

الحديث الحادي عشر
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)(11).
(11):- رواه مسلم (2/67) عن أبي هريرة . وأحمد في المسند (5/188) والطبراني في الكبير (2/27) وقال الهيثمي :ورجاله موثقون.ولفظ أحمد.قاتل الله اليهود اتخذوا... .

الحديث الثاني عشر
عن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:(لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. قال: وأحسبه قال:أخرجوا اليهود من أرض الحجاز).(12).
(12):-رواه البزار في مسنده , (المجمع2/27) قال الهيثمي:ورجاله ثقات.

الحديث الثالث عشر
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم لا تجعل قبري وثنا, لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).(13).
(13):-رواه أحمد في(مسنده (2/246) والحميدي في ( مسنده برقم :1025)

الحديث الرابع عشر
عن عمرو بن دينار- وقد سئل عن الصلاة وسط القبور فقال:ذكر لي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(كانت بنو إسرائيل اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد, فلعنهم الله تعالى).(14).

(14): - رواه عبد الرزاق في (المصنف1/406 برقم:1591) وهو مرسل صحيح.

الحديث الخامس عشر:
عن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن :أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالوا:كيف نبني قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم,أنجعله مسجدا؟ فقا ل أبو بكر الصديق رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).(15).

(15) : رواه ابن زنجويه في (فضائل الصديق) كما في (تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد).ص:28.

الحديث السادس عشر
عن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(اللهم إني أعوذ بك أن يتخذ قبري وثنا , فإن الله تبارك وتعالى اشتد غضبه على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).(16).

(16):- رواه البزار في مسنده (المجمع 2/28) بسند فيه راو ضعيف.لكن له شواهد.وقال الحافظ ابن حجر في (مختصر الزوائد برقم :286)و (فيه)عمر بن صهبان أجمعوا على ضعفه.

الحديث السابع عشر:
عن ابن عبا س رضي الله عنهما قال : ( لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور, والمتخذين عليها المساجد والسرج).(17).

(17):-رواه الترمذي في الجامع (2/196-شاكر-) بسند ضعيف.لكن يصح بشواهده إلا السرج فإنها تحرم التشبه بالنصارى (قلت).يعني( المؤلف حفظه الله تعالى): والسرج جمع سراج,أي إيقاد المصابيح والشموع على القبور. -ومن غريب الانحراف: أن يوصي بها ويحبس على إيقادها على القبور.
_على أن الشيخ شاكر حاول تحسين الحديث كما فعل الترمذي.

الحديث الثامن عشر:
عن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمّام).(18).
(18):-وفي رواية لاحمد: كل الأرض مسجد وطهور إلا المقبرة والحمام. رواه في (مسنده3/83) وأبو داود برقم:492 في كتاب الصلاة. باب المواضع التي لاتجوز فيها الصلاة. ورواه الترمذي في (الجامع برقم:317 ) في كتاب الصلاة باب ما جاء أن الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام.ورواه أحمد بن عدي في (الكامل 4/1641) من طريق بن عباد بن كثير الثقفي, عن عثمان( الأعرج, عن الحسن قال: حدثني سبعة رهط من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم :أنس بن مالك :أن النبي صلى الله عليه وسلم(نهى عن الصلاة في المسجد تجاهه حش أو حمام أو مقبرة). عباد بن كثير ضعيف ,والحديث الأول صحيح.

الحديث التاسع عشر:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم :(سبع مواطن لا تجوز الصلاة فيها: ظهر بيت الله, والمقبرة, والمزبلة. والمجزرة, والحمام, وعطن الإبل , ومحجة الطريق).(19)

(19):-رواه ابن ماجة(1/246 برقم 747) وفي سنده أبو صالح كاتب الليث ,وثقه جماعة ,وروى عنه البخاري في الصحيح.
- روى الترمذي برقم 346 في باب كراهية ما يصلى إليه وفيه .عن ابن عمر مرفوعا :( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي في سبعة مواطن : في المزبلة , والمجزرة , والمقبرة , وقارعة الطريق , والحمّام , وفي أعطان الإبل وفوق ظهر بيت الله الحرام ).
- ورواه أبو داود في الصلاة , باب المواضع التي لاتجوز فيها الصلاة وفي إسناده مقال ,ولمعناه شواهد.
- ورواه الطبراني في (المعجم الكبير ) وفيه عبد الله بن كيسان مختلف فيه ( المجمع 2/27). لكن له شواهد يصح بها.

الحديث العشرون:
عن أبي صالح الغفاري أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرّ ببابل وهو يسير فجاءه المؤذن يؤذنه بصلاة العصر فلما برز منها أمر المؤذن فأقام الصلاة فلما فرغ قال :(إن حبي صلى الله عليه وآله وسلم نهاني أن أصلي في المقبرة ونهاني أن أصلي في أرض بابل فإنها ملعونة).(20).
(20): رواه أبو داود في السنن في كتاب الصلاة , باب المواضع التي لاتجوز فيها الصلاة , وفي إسناده مقال , ولمعناه شواهد.

الحديث الواحد والعشرون:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لاتصلوا إلى القبر ولا تصلوا على القبر).(21).

(21):رواه الطبراني في (المعجم الكبير) وفيه عبد الله بن كيسان مختلف فيه (2/27).لكن له شواهد يصح بها.

الحديث الثاني والعشرون:
عن عون بن عبد الله قال:لقيت وائلة بن الأسقع رضي الله عنه فقلت:ما أعلمني إلى الشام غيرك, فحدثني بما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :(اللهم ارحمنا واغفر لنا :ونهانا أن نصلي إلى القبور, أو نجلس عليها). (22).
(22): رواه الطبراني في الكبير (المجمع 2/27) وفيه الحجاج بن ارطاة وهو مدلس , ولمعناه شواهد.

الحديث الثالث والعشرون:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه : (أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بين القبور).(23).
(23): رواه البزار في مسنده (المجمع 2/27) بسند رجاله رجال الصحيح.

الحديث الرابع والعشرون:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي على الجنائز بين القبور).(24).
(24): رواه الطبراني في (الأوسط برقم 5626) والبزار في مسنده, وابن حبان في صحيحه (الإحسان 6/90) قال الهيثمي في (مجمع الزوائد 2/27): رجاله رجال الصحيح.

الحديث الخامس والعشرون:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم,ولا تتخذوها قبورا)(25)
(25): رواه البخاري في (1/420) وأحمد في (المسند برقم 4511) ورواه مسلم (2/187) كما في (أحكام الجنائز ) لشيخنا الألباني رحمه الله تعالى.

الحديث السادس والعشرون:
عن علي زين العابدين بن الحسين رضي الله عنهما أنه رأى رجلا يجئ إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم, فيدخل فيها, ويدعوا, فدعاه فقال:( ألا أحدثك بحديث سمعته من أبي عن جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: )لا تتخذوا قبري عيدا, ولابيوتكم قبورا,وصلوا علي فإن صلاتكم وتسليمكم يبلغني حيثما كنتم).(26)
(26):رواه ابن أبي شيبة في (المصنف 2/83) وإسماعيل القاضي قي في (فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ) ص :36 رقم 20 وهو حديث حسن بطرقه وشواهده , انظر (تحذير الساجد) ص : 140 للشيخ الألباني.

الحديث السابع والعشرون:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(لا تجعلوا بيوتكم قبورا, ولا تجعلوا قبري عيدا, وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم).(27).

(27):رواه احمد في (المسند2/ 367) وهو شاهد للحديث الذي قبله برقم 26 وحسنه شيخنا الألباني في كتابه (تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد).

الحديث الثامن والعشرون:
عن سهيل بن أبي سهيل أنه رأى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فالتزمه ومسح, قال:فحصبني(أي رماه بالحصباء) حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لا تتخذوا بيتي عيدا ولا تتخذوا بيوتكم مقابر, وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني).(28).
(28):-رواه عبد الرزاق في( المصنف 3/ 577) وهو مرسل صحيح ,ويشهد له ما تقدم,ورواه القاضي إسماعيل في (فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم )ص :41 برقم 30 بلفظ أتم وهو : عن سهيل قال: جئت أُسلم على النبي صلى الله عليه وسلم, وحسن بن حسن يتّعشى في بيت عند النبي صلى الله عليه وسلم,فدعاني فجئته فقال: ادن فتعش قال: قلت لا ٌأريده قال : ما لي رأيتك وقفت ؟ قال: وقفت أٌسلم على النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دخلت المسجد فسلم عليه. ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( صلوا في بيوتكم ولا تجعلوا بيوتكم مقابر , لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد , وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم) قال الشيخ الألباني بعده ,حديث صحيح.

الحديث التاسع والعشرون:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:( صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا- - وفي رواية عنه -:اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورا).(29).
(29): رواه مسلم (2/187) والبخاري (1/118) والترمذي برقم 1451 والنسائي (9/197).

الحديث الثلاثون:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تجعلوا بيوتكم مقابر, فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة).(30).
(30): رواه مسلم (2/188) واللفظ له . والترمذي (4/42)وصححه.
الحديث الواحد والثلاثون:
عن أبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه:(ألا أبعثك على ما بعثني عليه خليلي صلى الله عليه وسلم؟ اذهب فلا تدع تمثالا إلا طمسته ,ولا قبرا مشرفا إلا سويته).(31).

(31):-رواه مسلم في الجنائز , باب الأمر بتسوية القبور,والترمذي في الجنائز ,باب ما جاء في تسوية القبور, وفي معناه وبسياق أتم :ما رواه أبو محمد الهذلي, عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فقال: أيكم ينطلق إلى المدينة فلا يدع فيها وثنا إلا كسره, ولا قبرا إلا سواه,ولا صورة إلا لطخها؟ فقال رجل : أنا يا رسول الله , فانطلق فهاب أهل المدينة فرجع , فقال علي: أنا انطلق يا رسول الله قال انطلق ثم رجع فقال : يا رسول الله لم أدع بها وثنا إلا كسرته, ولا قبرا إلا سويته, ولا صورة إلا لطختها؟ ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من عاد لصنعة شيء من هذا
فقد كفر بما أنزل على محمد(عليه الصلاة وسلم) ثم قال: (لا تكونن فتانا, ولا مختالا ,ولا تاجر إلا تجارة خير, فإن أولئك هم المسبوقون بالعمل) رواه أحمد في( المسند 1/87 برقم 637 ) بسند ضعيف , ويشهد له ما قبله , وما بعده.

الحديث الثاني والثلاثون:
عن جرير بن حيان عن أبيه, ويكنى أبا الهياج الأسدي-أن علي رضي الله عنه قال لأبيه :( لأبعثك فيما بعثني فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أن أسوي كل قبر, وأن أطمس كل صنم)(32).

(32):- رواه أحمد في( المسند 1/128) برقم 1064 . ومسلم ( 9/61 ) وهو شاهد لما قبله.

الحديث الثالث والثلاثون:
عن يزيد بن أبي حبيب أن علي الهمداني أخبره أنه رأى فضالة بن عبيد أمر بقبور المسلمين فسويت بأرض الروم, وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:( سووا قبوركم بالأرض).(33).

(33):-رواه عبد الله بن الإمام أحمد في (زوائد المسند 1/128), و في الفتح الباري (1064) وهو عند مسلم في الجنائز برقم: (3/61) وهو شاهد لما قبله في الجملة.
- وفي رواية عن ثمامة بن شفي قال: كنا مع فضالة بن عبيد رضي الله عنه بأرض الروم فتوفي صاحب لنا فأمر فضالة بقبره, فسوي ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بتسويتها.رواه مسلم في الجنائز, باب الأمر بتسوية القبر.
ورواه أبو داود في الجنائز ,باب في تسوية القبر . ورواه النسائي في الجنائز, باب تسوية القبور إذا رفعت.


الحديث الرابع والثلاثون:
عن ابن مرثد الغنوي رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(لاتصلوا إلى القبور,ولا تجلسوا عليها-وفي لفظ-: (لا تجلسوا على القبور,ولا تصلوا إليها).(34).

(34):- رواه أحمد في( المسند 4 / 135 ) ومسلم في الجنائز, باب النهي عن الجلوس على القبر...

الحديث الخامس والثلاثون:
عن أبي سعيد الخذري رضي الله عنه قال:( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبنى على القبور ,أو يقعد عليه, أويصلى عليها).(35).

(35):-رواه أبو يعلى الموصلي في( المسند 3/67 ) بسند رجاله ثقات , ورواه ابن ماجة في النهي عن البناء على القبور, فقط.

الحديث السادس والثلاثون:
عن عمارة بن حزم رضي الله عنه قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالسا على قبر فقال:(يا صاحب القبر,انزل من على القبر,لا تؤذي صاحب القبر,ولا يؤذيك).(36).
(36):- رواه الطبراني في (المعجم الكبير) (المجمع 9/61) والحاكم في (المستدرك) في الجنائز, بسند فيه ابن لهيعة , وقد وثق , وللحديث شواهد.

الحديث السابع والثلاثون:
عن عمرو بن حزم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(لا تقعدوا على القبور).(37).

(37):- رواه النسائي في الجنائز . باب التشديد في الجلوس على القبور. وهو حديث حسن.

الحديث الثامن والثلاثون:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه, فتخلص إلى جلده, خير له من أن يجلس على قبر).(38).

(38):- رواه مسلم في الجنائز, باب النهي عن الجلوس على القبور والصلاة عليهن .وأبو داود في الجنائز, باب في كراهة القعود على القبر. وفي رواية:(لأن أطأ على جمرة أحب إلي من أن أطأ على قبر) رواه الخطيب في التاريخ (10/130) عن أبي هريرة . وفي رواية (لأن أمشي على جمرة , أو سيف, أو أخصف نعلي برجلي,أحب إلي من أن أمشي على قبر مسلم, وما أبالي أوسط القبر قضيت حاجتي أو وسط السوق). رواه ابن ماجة في الجنائز. في باب ما جاء في المشي على القبور, برقم 1567. بسند صحيح, ورواه البيهقي في (السنن 4/79) عن عقبة بن عامر مع أبي هريرة.
* أوردت هذا الحديث برواياته لما فيه من الوعيد على الجلوس على القبور والمشي عليها أو الوطء عليها بالأقدام , وهو يتضمن الرد على من تأول الجلوس لقضاء الحاجة, كالإمام مالك رحمه الله ومن قلده , متذرعين بتفسير أبي هريرة رضي الله عنه بذلك , ولكنه تفسير لا يصح عنه , كما قال الحافظ ابن حجر في (الفتح 3/174) كما يتضمن الحديث الرد على من جوّز الصلاة على القبور لأنها – بداهة – تشتمل على طول الجلوس والقيام كما هو معلوم.

الحديث التاسع والثلاثون:
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينهى أن نقعد على القبر, وأن يقصص, وأن يبنى عليه).(39).
(39):-رواه أحمد في المسند (الفتح الرباني 8/78) وأبو داود في الجنائز, باب في البناء على القبور, وهو حسن . ويقصص ويجصص أي يطلى بالقصة وهي الجص والجير.
- وفي رواية زياد: أو يزاد عليه.
- وفي رواية عن جابر:( نهى أن يجصص وأن يبنى وأن يقعد عليه). وهي عند مسلم في كتاب الجنائز. باب النهي عن تجصيص القبر والبناء عليه.
- وفي رواية زياد:(وأن يكتب عليه وأن يوطأ). رواها الترمذي في الجامع في الجنائز باب ما جاء في كراهية تجصيص القبور والكتابة عليها.
- وفي رواية عن أم سلمة رضي الله عنها قالت :( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبنى على القبر. وأن يجصص) رواه أحمد في (المسند 4/78) وهو حسن بطرقه وشواهده.

الحديث الأربعون:
عن أبي بردة رضي الله عنه قال: أوصى أبو موسى حين حضره الموت فقال : إذا انطلقتم بجنازتي فأسرعوا المشي, ولا يتبعني بجمر, ولا تجعلوا في لحدي شيئا يحول بيني وبين التراب, ولا تجعلوا على قبري بناء, وأشهدكم أني بريء من كل حالقة, أو سالقة أو خارقة, قالوا: أو سمعت فيه شيئا؟ قال: نعم من رسول الله صلى الله عليه وسلم).(40).
(40):-رواه أحمد في المسند (4/357) وإسناده قوي.

الحديث الحادي والأربعون:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان موضع مسجد النبي صلى الله عليه وسلم, لبني النجار, وكان فيه نخل وخرب, وقبور من قبور الجاهلية , فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم , ثامنوني (أي قاولوني في الثمن وساوموني على البيع) فقالوا:لا نبغي به ثمنا إلا عند الله عز وجل, فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنخل فقطع ,وبالخرب فأفسدت, وبالقبور فنبشت, وكان صلى الله عليه وآله وسلم قبل ذلك يصلي في مرابض الغنم حيث أدركته الصلاة).(41).

(41):- رواه البخاري في المساجد, باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية ويتخذ مكانها مساجد, باب ابتناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم.

انتهت الأحاديث المرفوعة الأربعون بحمد الله تعالى وتوفيقه. وتليها: آثار موقوفة مختارة تفيد تحقيق منهج السلف الصالح في موضوعها, وإليكها:

1)- قال بن عباس رضي الله عنهما:لا يصلين إلى حش (وهو المرحاض) ولا في حمّام, ولا مقبرة.(أ).
(أ):-رواه ابن حزم في (المحلى 4/30 منيرية) وعبد الرزاق في (المصنف 1/405) وقال: ابن حزم :لا نعلم لابن عباس في هذا مخالفا من الصحابة.

2)- قال أنس بن مالك رضي الله عنه:كنت أصلي قريبا من قبر, فرآني عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: القبر القبر , فرفعت بصري إلى السماء , وأنا أحسبه يقول: القمر فقال: إنما أقول القبر, لا تصل إليه.(ب).
(ب):- رواه عبد الرزاق في ( المصنف 1/404) بسند صحيح.ورواه البخاري معلقا في الصحيح.

3)-عن عبد الله بن شرحبيل بن حسنة قال: رأيت عثمان بن عفان يأمر بتسوية القبور, فقيل له : هذا قبر أم عمرو بنت عثمان , فأمر به فسوي.(ج).
(ج):- رواه ابن أبي شيبة في ( المصنف 3/28 برقم:11795) ط: كمال الحوت.

4)- عن المعرور بن سويد قال: خرجنا مع عمر في حجة حجها,فقرأ بنا في الفجر(ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) و (لإيلاف قريش) فلما قضى حجه, ورجع الناس يبتدرون, قال : ما هذا؟ فقيل له: مسجد صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هكذا هلك أهل الكتاب, اتخذوا آثار أنبيائهم بيعا,من عرضت له منكم فيه الصلاة فليصل, ومن لم تعرض له فيه منكم صلاة فلا يصل.(د).
(د):-رواه ابن أبي شيبة في( المصنف)بسند صحيح.

خاتمة
هذه أربعون حديثا مرفوعة وبضع آثار موقوفة, جمهرتها صحيحة , وبعضها ضعيف اللفظ صحيح المعنى (على أننا لم نستوعب ما في الباب من أحاديث وآثار) من تأملها ووقف على أسانيدها وطرقها وألفاظها وشواهدها أيقن أنها متواترة المعنى, مستفيضة المبنى, تفيد العلم بمضمونها : من تحريم البناء (عموما) على القبور, واتخاذها مساجد, وفساد الصلاة عليها وإليها (لأن النهي يقتضي الفساد, ولا سيما إذا كان مقرونا باللعن المؤكد, وشهادة بشّريّة الخلق , الشيء الذي يدل على أنه من كبائر الذنوب).

* ثم إن المعنى المفهوم من اتخاذ القبور مساجد , لا يخرج عن ثلاثة أمور: 1)- بناء المساجد عليها, وقصد الصلاة فيها.
2)-أو الصلاة عليها.
3)-أو استقبالها بالصلاة إليها.
وقد نقل شرّاح الحديث كلام علماء السلف في هذه الأمور التي يشملها منطوق هذه الأحاديث المتواترة , وأعجب العجب أن يتواصى المقلدون من فقهاء عصور الجهل والظلام والانحطاط العلمي والفكري , بالإعراض عن هذا النور الإلهي, والوحي المحمدي , وإلغاء العمل به واكتفاء بتقليد غير المعصومين ممن اجتهد فأخطأ جزما ( لأنه لا اجتهاد مع النص و هذه عشرات النصوص المتواترة في الموضوع) معذورا وقضى حميدا بعد أن أعلن البراءة ممن قلّده مقدما بين يدي الله ورسوله ,ومتخيرا بعد أن قضى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أمرا, ومن أتيح له الوقوف على كتب الأئمة السابقين و تلاميذ تهم من تابعين ومتبوعين , ممن كانوا أقرب إلى العصور المشهود لها بالخيرية , على لسان النبوة, علم أنهم كانوا يتحرجون من الكلام في دين الله بالهوى والرأي, ويحتاطون في الفتوى, ويتحرون الحق كثيرا, فلا تجد في أقوالهم إطلاق الكلام بجواز بناء المساجد على القبور, والصلاة عليها أو إليها, بل تراهم يصرحون بتحريم ذلك وكراهيته(على أنهم يعنون بالكراهة . التحريم في الغالب .أو ما يقارب التحريم , بخلاف اصطلاح المتأخرين الذين أهلكوا من دين الله الحرث والنسل) ويفتون بهدم ما يبنى من ذلك عليها (كما حكى الشافعي رحمه الله في (الأم) أنه أدرك العمال يهدمون ما يبنى على القبور) ويحذرون من إيقاد السرج عليها, وتعظيمها المؤدي بصاحبها إلى الفتنة بها, وعبادة أصحابها, بدعائهم والإلتجاء إليهم مما هو عين الشرك الأكبر والعياذ بالله تعالى, وإن عاند المبطلون, وكبار الجاهلون, وتحامق الغالبون, وتحامل المتأولون, الذين شقيت بهم العقول والمذاهب, والأوطان, قطع الله دابر هم , وكفى المسلمين شرهم, وقد قال ابن القيم رحمه الله في (زاد المعاد/525 ط مؤسسة الرسالة) : فصل," ونهي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن اتخاذ القبور مساجد, وإيقاد السرج عليها, واشتد نهيه في ذلك حتى لعن فاعله, ونهى عن الصلاة إلى القبور ونهى أمته أن يتخذوا قبر ه عيدا, ولعن زوارات القبور, وكان هديه أن لا تهان القبور وتوطأ,وأن لا يجلس عليها, ويتكأ عليها ولا تعظم بحيث تتخذ مساجد فيصلى عندها وإليها, وتتخذ أعيادا أو أوثانا", ثم انعكس الأمر, وانقلب الوضع, فأصبح المسجد ملازما للقبر, وتواصى ملوك العجم وأمراء الترك والفرس, ببناء الترب والتكايا لدفنهم فيها,وأصبح معتادا عندنا في المغرب بالبوادي تلازم المساجد والمقابر, فلا يبنى مسجد إلا وسط مقبرة ولا يدفن الموتى إلا بجوار مسجد حوله أو داخله, وهذا بطبيعة الحال من أثر هذا الفقه المعكوس, والفهم المنكوس, الذي درج عليه المتأخر ون قاطبة إلا من رحم ربك من أهل الحديث والأثر, وقليل ما هم, وزاد الطينة بلة والطنبور نغمة, تدخل الصوفية في الأمر, وغلوهم في المشاهد والأضرحة, وعبادة الموتى,مما أخذوه عن أسلافهم الروافض الذين هم أول من قدس القبور, ووضع لها المناسك والأدعية.
* و قبل أن نضع القلم نرى أن نلخص أهم حجج المرجفين من أهل التقليد, الذين يرددون في مثل هذا الموطن كلمة سفيان بن عيينة:( الحديث مضلة إلا للفقهاء). دون أن يفهموا معناها ومراده بها إن صحت ثم يكونون أول من يخالفها , فيحتجون بالحديث كيفما كان ,اتفق يحرفون الكلم عن مواضعه, يرمون ستر الشمس بالغربال, وإطفاء نور الله بأفواههم( والله متمّ نوره ولو كره الكافرون).
-والذي يستحق النظر من شبههم ثلاث:
1)- قول الله تعالى{وقال الذين غلبوا على أمرهم لنّتخذن عليهم مسجدا}.
2)-الحديث الصحيح المشهور (…وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا).
3)-عمل الأمة- في زعمهم – منذ قرون على الصلاة في المشاهد والزوايا المبنية على القبور.
والجواب بغاية الإختصار عن هذه الشبه

* إن الآية الكريمة تحدثت عن غير شريعتنا, وقد قال تعالى{ لكل جعلنا منكم شريعة ومنهاجا}. وعلى أن القول شرع من قبلنا شرع لنا: فإنه مقيد بشرط عدم المخالفة, والإسلام واضح في تحريم هذا الأمر ولعن فاعله, وأول من أثار الاستدلال بهذه الآية في المغرب الشيخ عبد الحي الكتاني وهو من شيوخ الزوايا وسدنة القبور, ثم تبعه الشيخ أحمد بن الصديق الغماري الطنجي في كتابه (إحياء القبور) وهو من شيوخ الطرق وأصحاب الزوايا, وكنت ناقشته في الاستدلال بالآية, فصرح لي بأن وجه الاستدلال بها : أن الله تعالى سكت عن المتخذين عليهم مسجد, ولم ينكر عليهم, وقد جرت عادته سبحانه أن ينكر المنكر, وليس الأمر كما قال, فإن الله تعالى ذكر في معرض المدح والإمتنان , عمل الجن محاريب وتماثيل لسليمان عليه السلام ولم يتعقبه بإنكار , فهل دل ذلك على إباحة صنع التماثيل المحرمة في شريعة الإسلام, وفي القرآن نظائر لهذه المسائل.
* أما حديث : (... جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا).
فلا نزاع في أن عمومه مخصص بما يعلم ضرورة من دين الإسلام أنه مستثنى كالحشوش, والمجزرة, والحمّام, وغيرها من البقاع النجسة, فيجب –كذلك –أن يخصص عمومه بالمقبرة للأدلة الصحيحة الصريحة المتواترة معنويا.
أما الإجماع المزعوم فلا عبرة به, وهو مقابل بمثله, ولا يعرف عن أتباع المذاهب الثلاثة : الحنفية والشافعية والحنابلة, ما عرف عن متأخري المالكية من التساهل في اتخاذ القبور مساجد, بل والغلو في ذلك مما يدخلهم –وهم يعلمون – تحت طائلة التهديد النبوي باللعن , وأنهم شرار الخلق والعياذ بالله , والملاحظ أن متقدميهم كانوا يكرهون ذلك , وخصوصا الحنابلة الذين هم أسعد الناس باتباع الهدي النبوي في هذا الموضوع , فهم مطبقون على التحريم وبطلان الصلاة في المقبرة.
- هذا جوابنا باختصار, وقد تكفل العلماء وخصوصا شيخي الإسلام ابن تيمية وابن القيم وتلاميذهم: كالذهبي, وابن كثير, ومن بعدهم كابن رجب الحنبلي, وأئمة الدعوة السلفية, بردّ شبهات الخلفيين الطالحين وكشف دعاويهم.
ومن أخطر ما ابتلي به المسلمون في هذا العصر كما قال شيخنا ناصر الدين الألباني: كتيب ابن الصديق المشار إليه آنفا فإنه غلا فيه غلوا لم يسبق إليه, وتفنن في التحريف والتلبيس وإيراد الشبه مموهة ومزخرفة, فكان منها, أن حكم على حديث أبي الهياج الأسدي بالبطلان, مع أنه في صحيح مسلم , أو بأنه مؤول.
ولما كان من عادة الله تعالى أن يكشف المبطلين, ويوقعهم في التناقض الصارخ, فإنه بعد أن قال ما قال في إحياء مقبوره, ناقض نفسه , فعقد بابا في رسالته (الاستنفار, لغزو التشبه بالكفار) في تحريم اتخاذ القبور مساجد, لما فيه من التشبه بالكفار. ومما غلا به في كتيبه الإحياء المذكور: أنه صرح أن الصلاة في المساجد والزوايا المبنية على القبور, أفضل من الصلاة في غيرها, لما في الأولى من فضيلة التأسي و الاقتداء بالمسجد النبوي, فهل سمعت بمن يكيد للإسلام كهذا الكيد, وقد ردّ شيخنا الألباني في ( تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد) كثيرا من الشبه التي أوردها ابن الصديق.
- ثم بعد نحو خمسين سنة من صدور كتيب ( إحياء المقبور) طبع شقيق مؤلفه ,وهو الشيخ عبد الله بعد تسريحه من السجن وقدومه المغرب مدخول العقل, مضطرب التفكير, رسالة سماها (إعلام الساجد, بمعنى اتخاذ القبور مساجد) . زعم فيها بكل جرأة ووقاحة, أن تلك الأحاديث المتواترة كلها لا عمل عليها لمخالفتها الواقع, وهو أن اليهود والنصارى لا يبنون معابدهم على القبور ,
فكان كلامه هذا تكذيبا صريحا لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم , وتعاميا على الواقع الملموس, وهو أن الكنائس القديمة في العالم الأوروبي معظمها مبني على قبور القديسين, وهو يعرف هذا {فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور}وسائر الرسالة (إعلام الساجد) ترديد في رسالة شقيقه (إحياء المقبور).
- و نعوذ بالله من علم لا ينفع , ودعاء لا يسمع , وقلب لا يخشع , ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, وصلى الله و سلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين , والحمد لله رب العالمين.

محمدعبداللطيف
2018-10-07, 03:33 PM
........

وادعيتم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قاله سيدنا عيسى عليه السلام عن نفسه .

؟؟؟ !!! لا تستعجب اخى الكريم أبو البراء محمد علاوة - سأجيبك على استفهامك -- الاخ السعيد شويل يقصد اننى ادعيت ما قاله عيسى عليه السلام وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم--ادعيته للتبى صلى الله عليه وسلم-وهذا ليس ادعاء-- استدلالى صحيح اخى الكريم السعيد شويل واليك الدليل- حدثنا أبو الوليد (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11928)حدث ا شعبة (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16102)أخب نا المغيرة بن النعمان قال سمعت سعيد بن جبير (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15992)عن ابن عباس (http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11)رضي الله عنهما قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أيها الناس إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا ثم قال (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=8337&idto=8338&bk_no=52&ID=2400#docu)كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=8337&idto=8338&bk_no=52&ID=2400#docu)إلى آخر الآية ثم قال ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم ألا وإنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصيحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=8337&idto=8338&bk_no=52&ID=2400#docu)فيقال إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم [ صحيح البخاري (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1&idto=13851&lang=&bk_no=52&ID=1) » كتاب تفسير القرآن (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=8049&idto=9098&lang=&bk_no=52&ID=2275) » سورة المائدة (http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=8301&idto=8340&lang=&bk_no=52&ID=2386) » باب وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم]-----هل علمت صحة الاستدلال اخى الكريم السعيد شويل وانه ليس ادعاء----------ولكن الاخ الفاضل الشعيد شويل يعلم عقيدتى ومنهجى فى الاستدلال وما المقصود من الاستدلال - وانا كذلك اعلم عقيدته ومنهجه فى الاستدلال بالاية وما المقصود من الاستدلال -الاخ الكريم صوفى جَلْد لا يتحاشا من اظهار ذلك بل هو صادق مع نفسه وعقيدتة -- ولذلك حينما حملت الاخت ام على طويلبت علم كلام الاخ السعيد شويل فى موضوع سابق على محمل غير منهجه وحملته على محمل حسن لم يحالفها الصواب بل هو لم يرتضى هذا المحمل - لانه من المتعين عند الحوار ان تعرف منهج المخالف ولا تحمل كلام المتكلم على محمل لا يقصده ولا يريده----------------------- الاخ الكريم يقصد ان الرسول صلى الله عليه وسلم ما زال شاهداً ومبشراً ونذيراً حتى وهو فى مثواه --ويزيد البعض على ذلك انه ما دام حيا فى قبره وانه مادام لا يزال شاهداً ومبشراً ونذيراً--فانه تطلب منه الشفاعة ويستغاث به فى الشدائد والملمات وتطلب منه الجوائج--وهذا واضح جدا لمن له اطلاع على عقيدة القوم--فهذا هو الفرق بيننا معشر الوهابية- وبين الصوفية القبورية

أبو البراء محمد علاوة
2018-10-07, 04:58 PM
معنى اتخاذ القبور مساجد

الذي يمكن أن يفهم من هذا الاتخاذ، إنما هو ثلاثة معانٍ:
الأول: الصلاة على القبور، بمعنى: السجود عليها.
الثاني: السجود إليها واستقبالها بالصلاة والدعاء.
الثالث: بناء المساجد عليها، وقصد الصلاة فيها.
أقوال العلماء في معنى الاتخاذ المذكور:
وبكل واحدٍ من هذه المعاني قال طائفة من العلماء، وجاءت بها نصوص صريحة عن سيد الأنبياء صلى الله عليه وسلم.
أما الأول: فقال ابن حجر الهيتمي: واتخاذ القبر مسجداً معناه الصلاة عليه، أو إليه (1) .
فهذا نصٌ منه على أنه يفهم الاتخاذ المذكور شاملاً لمعنيين، أحدهما: الصلاة على القبر.
وقال الصنعاني: واتخاذ القبور مساجد أعمّ من أن يكون بمعنى الصلاة إليها، أو بمعنى الصلاة عليها (2) .
... يعني أنه يعمّ المعنيين كليهما، ويحتمل أنه أراد المعاني الثلاثة، وهو الذي فهمه الإمام الشافعي رحمه الله، وسيأتي نص كلامه في ذلك، ويشهد للمعنى الأول أحاديث:
الأول: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يبنى على القبور، أو يقعد عليها، أو يصلى عليها)).
الثاني: قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تصلوا إلى قبر ولا تصلوا على قبر))) .
الثالث: عن أنس رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة إلى القبور)) .
الرابع: عن عمرو بن دينار - وسئل عن الصلاة وسط القبور - قال: ذكر لي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كانت بنو إسرائيل اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد فلعنهم الله تعالى)) .
وأما المعنى الثاني: فقال المناوي في (فيض القدير) - حيث شرح الحديث الثالث المتقدم -: أي اتخذوها جهة قبلتهم، مع اعتقادهم الباطل، وأن اتخاذها مساجد لازم لاتخاذ المساجد عليها كعكسه، وهذا بيّن به سبب لعنهم لما فيه من المغالاة في التعظيم. قال القاضي - يعني: البيضاوي -: لما كانت اليهود يسجدون لقبور أنبيائهم تعظيماً لشأنهم، ويجعلونها قبلة، ويتوجهون في الصلاة نحوها، فاتخذوها أوثاناً لعنهم الله، ومنع المسلمين عن مثل ذلك ونهاهم عنه...
... وهذا معنى قد جاء النهي الصريح عنه فقال صلى الله عليه وسلم: ((لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها)).
قال الشيخ علي القاري - معللاً النهي -: لما فيه من التعظيم البالغ كأنه من مرتبة المعبود، ولو كان هذا التعظيم حقيقة للقبر أو لصاحبه لكفر المعظِّم، فالتشبه به مكروه، وينبغي أن تكون كراهة تحريم، وفي معناه بل أولى منه الجنازة الموضوعة - يعني قبلة المصلين - وهو مما ابتلي به أهل مكة حيث يضعون الجنازة عند الكعبة ثم يستقبلون إليها (8) ....
ونحو الحديث السابق ما روى ثابت البناني عن أنس رضي الله عنه قال: كنت أصلي قريباً من قبر، فرآني عمر بن الخطاب، فقال: القبر القبر؛ فرفعت بصري إلى السماء وأنا أحسبه يقول: القمر! .
وأما المعنى الثالث: فقد قال به الإمام البخاري، فإنه ترجم للحديث الأول بقوله: (باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور).
فقد أشار بذلك إلى أن النهي عن اتخاذ القبور مسجداً يلزم منه النهي عن بناء المساجد عليه، وهذا أمر واضح، وقد صرح به المناوي آنفاً، وقال الحافظ ابن حجر في شرح الحديث: قال الكرماني: مفاد الحديث منع اتخاذ القبر مسجداً، ومدلول الترجمة اتخاذ المسجد على القبر، ومفهومها متغاير، ويجاب بأنهما متلازمان، وإن تغاير المفهوم (11) .
وهذا المعنى هو الذي أشارت إليه السيدة عائشة رضي الله عنها بقولها في آخر الحديث الأول: فلولا ذاك أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً (12) .
إذ المعنى فلولا ذاك اللعن الذي استحقه اليهود والنصارى بسبب اتخاذهم القبور مساجد المستلزم البناء عليها، لجعل قبره صلى الله عليه وسلم في أرض بارزة مكشوفة، ولكن الصحابة رضي الله عنهم لم يفعلوا ذلك خشية أن يبنى عليه مسجد من بعض من يأتي بعدهم فتشملهم اللعنة.
ويؤيد هذا ما روى ابن سعد بسند صحيح عن الحسن وهو (البصري) قال: ائتمروا أن يدفنوه صلى الله عليه وسلم في المسجد، فقالت عائشة رضي الله عنها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان واضعاً رأسه في حجري إذ قال: ((قاتل الله أقواماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد))، واجتمع رأيهم أن يدفنوه حيث قبض في بيت عائشة رضي الله عنها (13) .
... هذه الرواية - على إرسالها - تدل على أمرين اثنين:
أحدهما: أن السيدة عائشة فهمت من الاتخاذ المذكور في الحديث أنه يشمل المسجد الذي قد يدخل فيه القبر، فبالأحرى أن يشمل المسجد الذي بني على القبر.
الثاني: أن الصحابة أقرّوها على هذا الفهم، ولذلك رجعوا إلى رأيها فدفنوه صلى الله عليه وسلم في بيتها.
فهذا يدل على أنه لا فرق بين بناء المسجد على القبر، أو إدخال القبر في المسجد، فالكل حرام لأن المحذور واحد، ولذلك قال الحافظ العراقي: فلو بنى مسجداً يقصد أن يدفن في بعضه دخل في اللعنة، بل يحرم الدفن في المسجد، وإن شرط أن يدفن فيه لم يصح الشرط لمخالفة وقفه مسجداً (14) .
... وفي هذا إشارة إلى أن المسجد والقبر لا يجتمعان في دين الإسلام...
ويشهد لهذا المعنى الحديث الخامس المتقدم بلفظ: ((أولئك قوم إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً... أولئك شرار الخلق...)) (15) .
فهو نص صريح في تحريم بناء المسجد على قبور الأنبياء والصالحين؛ لأنه صرح أنه من أسباب كونهم من شرار الخلق عند الله تعالى.
ويؤيده حديث جابر رضي الله عنه قال: ((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر، وأن يقعد عليه، وأن يبنى عليه)) (16) .
فإنه بعمومه يشمل بناء المسجد على القبر، كما يشمل بناء القبة عليه، بل الأول أولى بالنهي، كما لا يخفى.
فثبت أن هذا المعنى صحيح أيضاً يدل عليه لفظ (الاتخاذ)، وتؤيده الأدلة الأخرى.
أما شمول الأحاديث للنهي عن الصلاة في المساجد المبنيّة على القبور فدلالتها على ذلك أوضح، وذلك لأن النهي عن بناء المساجد على القبور يستلزم النهي عن الصلاة فيها، من باب أن النهي عن الوسيلة يستلزم النهي عن المقصود بها والتوسل بها إليه، مثاله: إذا نهى الشارع عن بيع الخمر، فالنهي عن شربه داخل في ذلك، كما لا يخفى، بل النهي عنه من باب أولى.
ومن البيّن جداً أن النهي عن بناء المساجد على القبور ليس مقصوداً بالذات، كما أن الأمر ببناء المساجد في الدور والمحلات ليس مقصوداً بالذات، بل ذلك كله من أجل الصلاة فيها، سلباً أو إيجاباً، يوضح ذلك المثال الآتي: لو أن رجلاً بنى مسجداً في مكان قفر غير مأهول، ولا يأتيه أحد للصلاة فيه،
فليس لهذا الرجل أيّ أجر في بنائه لهذا المسجد، بل هو عندي آثم لإضاعة المال، ووضعه الشيء في غير محله!
فإذا أمر الشارع ببناء المساجد فهو يأمر ضمناً بالصلاة فيها، لأنها هي المقصودة بالبناء، وكذلك إذا نهى عن بناء المساجد على القبور، فهو ينهى ضمناً عن الصلاة فيها؛ لأنها هي المقصودة بالبناء أيضاً، وهذا بيّن لا يخفى على العاقل إن شاء الله تعالى.
ترجيح شمول الحديث للمعاني كلها وقول الشافعي بذلك:
وجملة القول: أن الاتخاذ المذكور في الأحاديث المتقدمة يشمل كل هذه المعاني الثلاثة، فهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، وقد قال بذلك الإمام الشافعي رحمه الله، ففي كتابه (الأم) ما نصه:
وأكره أن يُبنى على القبر مسجد وأن يُسوّى، أو يُصلّى عليه، وهو غير مُسوّى - يعني: أنه ظاهر معروف - أو يُصلى إليه، قال: وإن صلى إليه أجزأه وقد أساء، أخبرنا مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) (17) . قال: وأكره هذا للسنة والآثار، وأنه كره - والله تعالى أعلم - أن يُعظّمه أحد من المسلمين، يعني يتخذ قبره مسجداً، ولم تؤمن في ذلك الفتنة والضلال على ما يأتي بعده (18) .
فقد استدل بالحديث على المعاني الثلاثة التي ذكرها في سياق كلامه، فهو دليل واضح على أنه يفهم الحديث على عمومه، وكذلك صنع المحقق الشيخ على القارئ نقلاً عن بعض أئمة الحنفية فقال في (مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح): سبب لعنهم: إما لأنهم كانوا يسجدون لقبور أنبيائهم تعظيماً لهم، وذلك هو الشرك الجلي، وإما لأنهم كانوا يتخذون الصلاة لله تعالى في مدافن الأنبياء والسجود على مقابرهم والتوجه إلى قبورهم حالة الصلاة نظراً منهم بذلك إلى عبادة الله والمبالغة في تعظيم الأنبياء، وذلك هو الشرك الخفي لتضمنه ما يرجع إلى تعظيم مخلوق فيما لم يؤذن له، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم أمته عن ذلك إما لمشابهة ذلك الفعل سنة اليهود، أو لتضمّنه الشرك الخفي. كذا قاله بعض الشراح من أئمتنا، ويؤيده ما جاء في رواية: ((يُحذِّر ما صنعوا)) (19) (20) .
... والسبب الأول الذي ذكره وهو السجود لقبور الأنبياء تعظيماً لهم وإن كان غير مستبعد حصوله من اليهود والنصارى، فإنه غير متبادر من قوله صلى الله عليه وسلم: ((اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) فإن ظاهره أنهم اتخذوها مساجد لعبادة الله فيها على المعاني السابقة تبركاً بمن دُفن فيها من الأنبياء، وإن كان هذا أدى بهم - كما يؤدي بغيرهم - إلى وقوعهم في الشرك الجلي، ذكره الشيخ القارئ. (21)
<span id="enc-21" class="Tips2" title="" data-toggle="tooltip" data-original-title="<strong>
https://dorar.net/aqadia/1622

السعيد شويل
2018-10-07, 08:06 PM
........
أخى أبو البراء .. رأى العلماء لن يدخلنى الجنة إلا إذا كان موافقاً للكتاب والسنة .
...
الأخت أم على .. علم العقيدة يحتاج من المرء أن يكون متفقهاً بكتاب الله وآياته وعلومه وتفسيراته عالماً بسنة نبى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
وعالماً بسيرته ومغازيه وغزواته وملماً بأقواله وأفعاله وتقريراته وأن يكون دارساً للغة العربية وقواعدها متعمقاً فى الفقه وأصوله ومتأسياً بقصص الأنبياء
والمرسلين وأحوال الأمم السابقين ومناهج الصحابة والتابعين واجتهاد الأئمة السابقين .
...
أخى محمد .. المسلم لايؤمن إلا بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .. أما :
الطوائف والمذاهب والأحزاب والتنظيمات الدينية والطرق الصوفية والفرق والجماعات الإسلامية ( هذا سنى وهذا شيعى وهذا صوفى وهذا جهادى وهذا إخوان وهذا سلفى ..... )
فمن فعل أعداء الدين .. وقد أدى ذلك إلى تمزق وتفتت المسلمين . وإلى انفصال وانقسام أهل الإسلام ..
المسلمون أبناء دين واحد .. وأخوة فى كل مكان لايفرقهم لغة ولا اختلاف أوطان ..
.........
المسلمون الصادقون جميعهم يوحدون ويشهدون بأن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله .. أما :
من تسربلوا وارتدوا جلباب الإسلام : فقد نفوا الصفات وأثبتوها .. وقاموا بتقسيم التوحيد وأنكروه .. وأدخلوا العصاة النار وأخرجوهم منها ..
وأباحوا زيارة أهل البيت وجعلوا زيارتهم شرك وعبادة للقبور .. وأجازوا الإحتفالات بالمناسبات الدينية ومنعوها .. وغير ذلك كثير وكثير ..
ساحوا واستباحوا العقول بُغية اشتباك المسلمين وانغماسهم فى الجدل والجدال والسفسطة ..
........

محمد بن عبدالله بن محمد
2018-10-07, 10:39 PM
مسألة:
جاء في صحيح البخاري (5/ 16) في قصة استشهاد سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه قول عمر لابنه عبدالله: انْطَلِقْ إِلَى عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ، فَقُلْ: يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ السَّلاَمَ، وَلاَ تَقُلْ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ، فَإِنِّي لَسْتُ اليَوْمَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَمِيرًا، وَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، فَسَلَّمَ وَاسْتَأْذَنَ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهَا، فَوَجَدَهَا قَاعِدَةً تَبْكِي، فَقَالَ: يَقْرَأُ عَلَيْكِ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ السَّلاَمَ، وَيَسْتَأْذِنُ أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صَاحِبَيْهِ، فَقَالَتْ: كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي، وَلَأُوثِرَنَّ بِهِ اليَوْمَ عَلَى نَفْسِي، فَلَمَّا أَقْبَلَ، قِيلَ: هَذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، قَدْ جَاءَ، قَالَ: ارْفَعُونِي، فَأَسْنَدَهُ رَجُلٌ إِلَيْهِ، فَقَالَ: مَا لَدَيْكَ؟ قَالَ: الَّذِي تُحِبُّ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَذِنَتْ، قَالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ، مَا كَانَ مِنْ شَيْءٍ أَهَمُّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ، فَإِذَا أَنَا قَضَيْتُ فَاحْمِلُونِي، ثُمَّ سَلِّمْ، فَقُلْ: يَسْتَأْذِنُ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، فَإِنْ أَذِنَتْ لِي فَأَدْخِلُونِي، وَإِنْ رَدَّتْنِي رُدُّونِي إِلَى مَقَابِرِ المُسْلِمِينَ.... .
الحديث

إذا كان البيتُ غرفتين أو حجرتين: فلم لم توصِ أن تدفن في الثانية! أليست تريد المجاورة؟

أبو البراء محمد علاوة
2018-10-07, 11:58 PM
إذا كان البيتُ غرفتين أو حجرتين: فلم لم توصِ أن تدفن في الثانية!، أليست تريد المجاورة؟

هل الإشكال عندك في عدد حجرات بيت عائشة، أو في أنها كانت تصلي في الحجرة التي دفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم.
فإن كان في عدد الحجرات فورد ما يدل على أنها أكثر من حجرة، منها:
ما أخرج الحاكم في مستدركه ( 4 / 7 ) بإسناده الصحيح

حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا الحسن بن علي بن عفان ، ثنا أبو أسامة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، رضي الله عنها قالت : « كنت أدخل البيت الذي دفن معهما عمر ، والله ما دخلت إلا وأنا مشدود علي ثيابي حياء من عمر رضي الله عنه » « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ».

- فهذا دليل على اختلاف المكان الذي كانت تعيش فيه عن مكان القبر في نفس الحجرة .

وفي صحيح البخاري حدثنا ( عبد الله بن يوسف ) قال أخبرنا ( مالك ) عن ( هشام بن عروة ) عن أبيه عن ( عائشة ) أم المؤمنين أنها قالت صلى رسول الله في بيته وهو شاك فصلى جالسا وصلى وراءه قوم قياما فأشار إليهم أن اجلسوا فلما انصرف قال إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون

- قال ابن حجر في فتح الباري - -قوله في بيته أي في المشربة التي فى حجرة عائشة كما بينه أبو سفيان عن جابر وهو دال على أن تلك الصلاة لم تكن في المسجد وكأنه صلى الله عليه و سلم عجز عن الصلاة بالناس في المسجد فكان يصلي في بيته بمن حضر لكنه لم ينقل أنه استخلف ومن ثم قال عياض أن الظاهر أنه صلى في حجرة عائشة وائتم به من حضر عنده ومن كان في المسجد وهذا الذي قاله محتمل).انتهى.

وقال أبو داود :حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن أبي فديك أخبرني عمرو بن عثمان بن هانئ عن القاسم قال دخلت على عائشة فقلت يا أمه اكشفي لي عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما فكشفت لي عن ثلاثة قبور لا مشرفة ولا لاطئة مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء.
- فهذا دليل على كونها معزولة عن مكان معيشتها وصلاتها ونحو ذلك.

وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 10 / ص 191)
4375 - أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا حماد بن أسامة ، أنبأ هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : « كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإني واضع ثوبي وأقول : إنما هو زوجي وأبي ، فلما دفن عمر معهم فوالله ما دخلت إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر رضي الله عنه » « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه »
- فدل هذا الحديث على أنها كانت لها حجرة غير التي تدخل فيها إذا يمتنع أنها تظل طوال اليوم بكامل ثيابها.

وإن كان الإشكال في صلاتها في الحجرة التي دفن فيها، فإن عائشة رضي الله عنها ممن روى الأحاديث الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في النهي عن اتخاذ القبور مساجد، وهذا من حكمة الله جل وعلا. وبهذا يعلم أنها ما كانت تصلي في الحجرة التي فيها القبور؛ لأنها لو كانت تصلي فيها لكانت مخالفة للأحاديث التي روتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا لا يليق بها، وإنما تصلي في بقية بيتها.

أما لماذا لم توص بدفنها في الحجرة المجاورة فعلك تذكر لنا السبب إن كنت تعلمه !!!
وأزيدك من العنت بحثًا، لماذا لم توص فاطمة رضي الله عنها؟
ولماذا لم يوص علي رضي الله عنه؟
والحسن والحسين والعباس وابن عباس و... و... و... رضي الله عن الجميع !!!

محمدعبداللطيف
2018-10-08, 12:05 AM
........
فقد نفوا الصفات وأثبتوها .. وقاموا بتقسيم التوحيد وأنكروه .. وأدخلوا العصاة النار وأخرجوهم منها ..
وأباحوا زيارة أهل البيت وجعلوا زيارتهم شرك وعبادة للقبور .. وأجازوا الإحتفالات بالمناسبات الدينية ومنعوها .. وغير ذلك كثير وكثير ..
ساحوا واستباحوا العقول بُغية اشتباك المسلمين وانغماسهم فى الجدل والجدال والسفسطة ..
........ -------قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللَّهُ إِن شَاءَ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ (33) وَلَا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ ۚ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34)أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ (35) وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ (37)

أبو البراء محمد علاوة
2018-10-08, 12:41 AM
إذا كان البيتُ غرفتين أو حجرتين: فلم لم توصِ أن تدفن في الثانية!، أليست تريد المجاورة؟

وعلك لم تقف على هذا الأثر عند الحاكم في المستدرك: (6749): عَنْ قيس بن حازم، قَالَ: قَالَتْ عائشة ضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَكَانَتْ تُحَدِّثُ نَفْسَهَا أَنْ تُدْفَنَ فِي بَيْتِهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، فَقَالَتْ : (إِنِّي أَحْدَثْتُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ حَدَثًا، ادْفُنُونِي مَعَ أَزْوَاجِهِ)، فَدُفِنَتْ بِالْبَقِيعِ. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .

فنريد منك جوابًا عليه ؟؟؟

أم علي طويلبة علم
2018-10-08, 12:56 AM
الذي أعرفه أن هذا المنتدى فيه طلاب يتدارسون العلم الشرعي الذي دل عليه الكتاب والسنة قال تعالى:{وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا إلا بالبلاغ المبين}، وعلى منهج السلف الصالح حيث قال عليه الصلاة والسلام:(فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور)
ويأخذون العلم من العلماء كما أنهم يحترمونهم ويحسنون الظن بهم قال تعالى: {والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا}.

أبو البراء محمد علاوة
2018-10-08, 01:05 AM
الذي أعرفه أن هذا المنتدى فيه طلاب يتدارسون العلم الشرعي الذي دل عليه الكتاب والسنة قال تعالى:{وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن توليتم فإنما على رسولنا إلا بالبلاغ المبين}، وعلى منهج السلف الصالح حيث قال عليه الصلاة والسلام:(فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور)
ويأخذون العلم من العلماء كما أنهم يحترمونهم ويحسنون الظن بهم قال تعالى: {والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا}.

نعم، وهو كذلك.
بارك الله فيكم.

محمد بن عبدالله بن محمد
2018-10-08, 01:06 AM
هل الإشكال عندك في عدد حجرات بيت عائشة، أو في أنها كانت تصلي في الحجرة التي دفن فيها النبي صلى الله عليه وسلم.
فإن كان في عدد الحجرات فورد ما يدل على أنها أكثر من حجرة، منها:
ما أخرج الحاكم في مستدركه ( 4 / 7 ) بإسناده الصحيح

حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا الحسن بن علي بن عفان ، ثنا أبو أسامة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، رضي الله عنها قالت : « كنت أدخل البيت الذي دفن معهما عمر ، والله ما دخلت إلا وأنا مشدود علي ثيابي حياء من عمر رضي الله عنه » « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ».

- فهذا دليل على اختلاف المكان الذي كانت تعيش فيه عن مكان القبر في نفس الحجرة .

وفي صحيح البخاري حدثنا ( عبد الله بن يوسف ) قال أخبرنا ( مالك ) عن ( هشام بن عروة ) عن أبيه عن ( عائشة ) أم المؤمنين أنها قالت صلى رسول الله في بيته وهو شاك فصلى جالسا وصلى وراءه قوم قياما فأشار إليهم أن اجلسوا فلما انصرف قال إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون

- قال ابن حجر في فتح الباري - -قوله في بيته أي في المشربة التي فى حجرة عائشة كما بينه أبو سفيان عن جابر وهو دال على أن تلك الصلاة لم تكن في المسجد وكأنه صلى الله عليه و سلم عجز عن الصلاة بالناس في المسجد فكان يصلي في بيته بمن حضر لكنه لم ينقل أنه استخلف ومن ثم قال عياض أن الظاهر أنه صلى في حجرة عائشة وائتم به من حضر عنده ومن كان في المسجد وهذا الذي قاله محتمل).انتهى.

وقال أبو داود :حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن أبي فديك أخبرني عمرو بن عثمان بن هانئ عن القاسم قال دخلت على عائشة فقلت يا أمه اكشفي لي عن قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضي الله عنهما فكشفت لي عن ثلاثة قبور لا مشرفة ولا لاطئة مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء.
- فهذا دليل على كونها معزولة عن مكان معيشتها وصلاتها ونحو ذلك.

وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم - (ج 10 / ص 191)
4375 - أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا حماد بن أسامة ، أنبأ هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : « كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإني واضع ثوبي وأقول : إنما هو زوجي وأبي ، فلما دفن عمر معهم فوالله ما دخلت إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر رضي الله عنه » « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه »
- فدل هذا الحديث على أنها كانت لها حجرة غير التي تدخل فيها إذا يمتنع أنها تظل طوال اليوم بكامل ثيابها.

وإن كان الإشكال في صلاتها في الحجرة التي دفن فيها، فإن عائشة رضي الله عنها ممن روى الأحاديث الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في النهي عن اتخاذ القبور مساجد، وهذا من حكمة الله جل وعلا. وبهذا يعلم أنها ما كانت تصلي في الحجرة التي فيها القبور؛ لأنها لو كانت تصلي فيها لكانت مخالفة للأحاديث التي روتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا لا يليق بها، وإنما تصلي في بقية بيتها.

أما لماذا لم توص بدفنها في الحجرة المجاورة فعلك تذكر لنا السبب إن كنت تعلمه !!!
وأزيدك من العنت بحثًا، لماذا لم توص فاطمة رضي الله عنها؟
ولماذا لم يوص علي رضي الله عنه؟
والحسن والحسين والعباس وابن عباس و... و... و... رضي الله عن الجميع !!!
الإشكال عندي إذا كانت أكثر من غرفتين فمعنى ذلك أنها متسعة لأكثر من قبر لعمر
فلم قالت: ((
كُنْتُ أُرِيدُهُ لِنَفْسِي، وَلَأُوثِرَنَّ بِهِ اليَوْمَ عَلَى نَفْسِي)).

أبو البراء محمد علاوة
2018-10-08, 01:10 AM
الإشكال عندي إذا كانت أكثر من غرفتين فلم لم تدفن في الغرفة الثانية؟!

وهل زال الإشكال ؟

محمد بن عبدالله بن محمد
2018-10-08, 04:10 PM
وهل زال الإشكال ؟
ما الذي آثرت به عائشة رضي الله تعالى عنها وعن أبويها عمرَ رضي الله عنه؟!
القُرْب من قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه فبيتها متسع، فيه غرف أو غرفتان.
أم المكان، وعليه فليس في بيتها متسع لقبر آخر، فتكون عاشت بين القبور الثلاثة!!!.

أبو البراء محمد علاوة
2018-10-08, 04:43 PM
ما الذي آثرت به عائشة رضي الله تعالى عنها وعن أبويها عمرَ رضي الله عنه؟!
القُرْب من قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه فبيتها متسع، فيه غرف أو غرفتان.
أم المكان، وعليه فليس في بيتها متسع لقبر آخر، فتكون عاشت بين القبور الثلاثة!!!.


وعلك لم تقف على هذا الأثر عند الحاكم في المستدرك: (6749): عَنْ قيس بن حازم، قَالَ: قَالَتْ عائشة ضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَكَانَتْ تُحَدِّثُ نَفْسَهَا أَنْ تُدْفَنَ فِي بَيْتِهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، فَقَالَتْ : (إِنِّي أَحْدَثْتُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ حَدَثًا، ادْفُنُونِي مَعَ أَزْوَاجِهِ)، فَدُفِنَتْ بِالْبَقِيعِ. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .

فنريد منك جوابًا عليه ؟؟؟

؟؟؟

محمد بن عبدالله بن محمد
2018-10-08, 10:44 PM
إذا آثرت أن يكون قبرها قربَ قبر الرسول صلى الله عليه وسلم؟

محمدعبداللطيف
2018-10-09, 12:25 AM
وعلك لم تقف على هذا الأثر عند الحاكم في المستدرك: (6749): عَنْ قيس بن حازم، قَالَ: قَالَتْ عائشة ضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، وَكَانَتْ تُحَدِّثُ نَفْسَهَا أَنْ تُدْفَنَ فِي بَيْتِهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، فَقَالَتْ : (إِنِّي أَحْدَثْتُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ حَدَثًا، ادْفُنُونِي مَعَ أَزْوَاجِهِ)، فَدُفِنَتْ بِالْبَقِيعِ. هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .

فنريد منك جوابًا عليه ؟؟؟

-وهذا القول نظير قول علي بن ابي طالب رضى الله عنه

عن علقمة قال: سمعت عليا - رضي الله عنه - على المنبر، فضرب بيده على منبر الكوفة، يقول: بلغني أن قوما يفضلونني على أبي بكر وعمر، ولو كنت تقدمت في ذلك , لعاقبت فيه، ولكني أكره العقوبة قبل التقدمة، من قال شيئا من هذا فهو مفتر، عليه ما على المفتري , إن خيرة الناس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر، ثم عمر، وقد أحدثنا أحداثا , يقضي الله فيها ما أحب- قال الالبانى إسناده حسن------قال الذهبي رحمه الله :
" روى إِسْمَاعِيْلُ بنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسٍ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ وَكَانَتْ تُحَدِّثُ نَفْسَهَا أَنْ تُدْفَنَ فِي بَيْتِهَا ، فَقَالَتْ: إِنِّي أَحْدَثْتُ بَعْدَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَثاً، ادْفِنُوْنِي مَعَ أَزْوَاجِهِ فَدُفِنَتْ بِالبَقِيْعِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا.
قُلْتُ: تَعْنِي بِالحَدَثِ: مَسِيْرَهَا يَوْمَ الجَمَلِ؛ فَإِنَّهَا نَدِمَتْ نَدَامَةً كُلِّيَّةً وَتَابَتْ مِنْ ذَلِكَ، عَلَى أَنَّهَا مَا فَعَلَتْ ذَلِكَ إلَّا مُتَأَوِّلَةً قَاصِدَةً لِلْخَيْرِ، كَمَا اجْتَهَدَ طَلْحَةُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ وَالزُّبَيْرُ بنُ العَوَّامِ وَجَمَاعَةٌ مِنَ الكِبَارِ رَضِيَ اللهُ عَنِ الجَمِيْعِ " .
انتهى من "سير أعلام النبلاء" (3/ 462) .
وقال الزيلعي رحمه الله :
" وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ عَلِيًّا كَانَ مُصِيبًا فِي قِتَالِ أَهْلِ الْجَمَلِ، وَهُمْ طَلْحَةُ، وَالزُّبَيْرُ، وَعَائِشَةُ، وَمَنْ مَعَهُمْ ، وَأَهْلُ صِفِّينَ، وَهُمْ مُعَاوِيَةُ ، وَعَسْكَرُهُ ، وَقَدْ أَظْهَرَتْ عَائِشَةُ النَّدَمَ ، كَمَا أَخْرَجَهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي كِتَابِ الِاسْتِيعَابِ عَنْ ابْنِ أَبِي عَتِيقٍ ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ لِابْنِ عُمَرَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَا مَنَعَك أَنْ تَنْهَانِي عَنْ مَسِيرِي؟! قَالَ: رَأَيْت رَجُلًا غَلَبَ عَلَيْك - يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ- فَقَالَتْ: أَمَا وَاَللَّهِ لَوْ نَهَيْتَنِي مَا خَرَجْت " .
انتهى من " نصب الراية " (4/ 69) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وَأَمَّا الْحَدِيثُ الَّذِي رَوَاهُ وَهُوَ قَوْلُهُ لَهَا: (تُقَاتِلِينَ عَلِيًّا وَأَنْتِ ظَالِمَةٌ لَهُ)
فَهَذَا لَا يُعْرَفُ فِي شَيْءٍ مِنْ كُتُبِ الْعِلْمِ الْمُعْتَمَدَةِ ، وَلَا لَهُ إِسْنَادٌ مَعْرُوفٌ، وَهُوَ بِالْمَوْضُوعَا تِ الْمَكْذُوبَاتِ أَشْبَهُ مِنْهُ بِالْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ ، بَلْ هُوَ كَذِبٌ قَطْعًا، فَإِنَّ عَائِشَةَ لَمْ تُقَاتِلْ وَلَمْ تَخْرُجْ لِقِتَالٍ ، وَإِنَّمَا خَرَجَتْ لِقَصْدِ الْإِصْلَاحِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَظَنَّتْ أَنَّ فِي خُرُوجِهَا مَصْلَحَةً لِلْمُسْلِمِينَ ، ثُمَّ تَبَيَّنَ لَهَا فِيمَا بَعْدُ أَنْ تَرْكَ الْخُرُوجِ كَانَ أَولَى ، فَكَانَتْ إِذَا ذَكَرَتْ خُرُوجَهَا تَبْكِي حَتَّى تَبُلَّ خِمَارَهَا.
وَهَكَذَا عَامَّةُ السَّابِقِينَ نَدِمُوا عَلَى مَا دَخَلُوا فِيهِ مِنَ الْقِتَالِ ، فَنَدِمَ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ وَعَلِيٌّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ – أَجْمَعِينَ ، وَلَمْ يَكُنْ يَوْمَ الْجَمَلِ لِهَؤُلَاءِ قَصْدٌ فِي الِاقْتِتَالِ .
وَلَكِنْ وَقَعَ الِاقْتِتَالُ بِغَيْرِ اخْتِيَارِهِمْ ، فَإِنَّهُ لَمَّا تَرَاسَلَ عَلِيٌّ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ، وَقَصَدُوا الِاتِّفَاقَ عَلَى الْمَصْلَحَةِ ، وَأَنَّهُمْ إِذَا تَمَكَّنُوا طَلَبُوا قَتَلَةَ عُثْمَانَ أَهْلَ الْفِتْنَةِ ، وَكَانَ عَلِيٌّ غَيْرَ رَاضٍ بِقَتْلِ عُثْمَانَ وَلَا مُعِينًا عَلَيْه ِ، كَمَا كَانَ يَحْلِفُ فَيَقُولُ: وَاللَّهِ مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ وَلَا مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ، وَهُوَ الصَّادِقُ الْبَارُّ فِي يَمِينِهِ، فَخَشِيَ الْقَتَلَةُ أَنْ يَتَّفِقَ عَلِيٌّ مَعَهُمْ عَلَى إِمْسَاكِ الْقَتَلَةِ ، فَحَمَلُوا عَلَى عَسْكَرِ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ، فَظَنَّ طَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ أَنَّ عَلِيًّا حَمَلَ عَلَيْهِمْ ، فَحَمَلُوا دَفْعًا عَنْ أَنْفُسِهِمْ ، فَظَنَّ عَلِيٌّ أَنَّهُمْ حَمَلُوا عَلَيْهِ ، فَحَمَلَ دَفْعًا عَنْ نَفْسِهِ ، فَوَقَعَتِ الْفِتْنَةُ بِغَيْرِ اخْتِيَارِهِمْ ، وَعَائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - رَاكِبَةٌ: لَا قَاتَلَتْ ، وَلَا أَمَرَتْ بِالْقِتَالِ ، هَكَذَا ذَكَرَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْمَعْرِفَةِ بِالْأَخْبَارِ
" . انتهى من "منهاج السنة" (4/316-317) . ---------------فالحدث الذي كانت تتأسف عليه عائشة الصديقة بنت الصديق ـ رضي الله عنها وعن أبيها ـ هو خروجها في موقعة الجمل، جاء في تفسير البحر المحيط عند تفسيره لقوله سبحانه: وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ـ وكانت عائشة إذا قرأت هذه الآية بكت حتى تبل خمارها، تتذكر خروجها أيام الجمل تطلب بدم عثمان. انتهى.
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: ولا ريب أن عائشة ندمت ندامة كلية على مسيرها إلى البصرة وحضورها يوم الجمل، وما ظنت أن الأمر يبلغ ما بلغ. انتهى.
وفي فتح الباري لابن حجر: قال عمار بن ياسر لعائشة لما فرغوا من الجمل ما أبعد هذا المسير من العهد الذي عهد إليكم ـ يشير إلى قوله تعالى: وقرن في بيوتكن ـ فقالت: أبو اليقظان، قال: نعم، قالت: والله إنك ما علمت لقوال بالحق، قال: الحمد لله الذي قضى لي على لسانك. انتهى.------------------

محمدعبداللطيف
2018-10-09, 12:52 AM
إذا آثرت أن يكون قبرها قربَ قبر الرسول صلى الله عليه وسلم؟كَانَتْ تُحَدِّثُ نَفْسَهَا--حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .---ولكن ليس فى هذا دليل على فضيلة العبادة عند القبر-لا وجه للقياس--

أبو البراء محمد علاوة
2018-10-09, 01:34 AM
إذا آثرت أن يكون قبرها قربَ قبر الرسول صلى الله عليه وسلم؟

ثم ماذا ؟؟؟

أبو البراء محمد علاوة
2018-10-09, 11:57 PM
كَانَتْ تُحَدِّثُ نَفْسَهَا--حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .---ولكن ليس فى هذا دليل على فضيلة العبادة عند القبر-لا وجه للقياس--

بل هذا دليل على أن بيتها كانت يتسع لقبرها، وأنه أكثر من حجرة كما بينا بالدليل، وأنها تركته رغبة منها -رضي الله عنها-

محمدعبداللطيف
2018-10-10, 01:13 AM
بل هذا دليل على أن بيتها كانت يتسع لقبرها، وأنه أكثر من حجرةكما بينا بالدليل، وأنها تركته رغبة منها -رضي الله عنها-نعم بارك الله فيك--قال بن رجب رحمه الله-

خرج البخاري (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12070)في هذا الباب :
الحديث الأول :
696 729 - حدثنا محمد ، ثنا عبدة ، (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16513)عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17314)عن عمرة ، (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16693) عن عائشة ، (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=25)قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل في حجرته ، وجدار الحجرة قصير ، فرأى الناس شخص النبي صلى الله عليه وسلم ، فقام أناس يصلون بصلاته ، فأصبحوا فتحدثوا بذلك ، فقام ليلته الثانية ، فقام معه أناس يصلون بصلاته ، صنعوا ذلك ليلتين - أو ثلاثا - حتى إذا كان بعد ذلك جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يخرج ، فلما أصبح ذكر ذلك الناس ، فقال : ( إني خشيت أن تكتب عليكم صلاة الليل ) . (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=302&ID=329&idfrom=1077&idto=1084&bookid=302&startno=1#docu)





الحاشية رقم:1



ليس في هذه الرواية دليل على جواز الائتمام من وراء جدار يحول بين المأموم وبين رؤية إمامه ؛ فإن في هذا التصريح بأن جدار الحجرة كان قصيرا ، وأنهم كانوا يرون منه شخص النبي صلى الله عليه وسلم ، ومثل هذا الجدار لا يمنع الاقتداء .
لكن روى هذا الحديث هشيم (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17249)، عن يحيى بن سعيد (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17293)، فاختصر الحديث ، وقال فيه : صلى النبي صلى الله عليه وسلم في حجرته ، والناس يأتمون به من وراء الحجرة .
وهذا مختصر .
وقد أتم الحديث عبدة بن سليمان وعيسى بن يونس (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16753)وغي هما ، عن يحيى بن سعيد (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=17293)، وذكروا فيه : أن جدار الحجرة قصير ، وأن الناس كانوا يرون شخص النبي صلى الله عليه وس






الحديث الثاني :

697 730 - حدثنا إبراهيم بن المنذر ، (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12366)ثنا ابن أبي فديك ، (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12523)ثنا ابن أبي ذئب ، (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12493)عن المقبري ، (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=15985)عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12031)عن عائشة ، (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=25)أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له حصير يبسطه بالنهار ، ويحتجره بالليل ، فثاب إليه ناس فصفوا وراءه . (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=302&ID=329&idfrom=1077&idto=1084&bookid=302&startno=2#docu)








معنى ( يحتجره ) أي : يتخذه كالحجرة ، فيقيمه ويصلي وراءه .
وهذا هو المراد بالحجرة المذكورة في الحديث الذي قبله ، ليس المراد حجرة عائشة (http://islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=25)التي كان يسكن فيها هو وأهله ؛ فإن حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كانت لها جدرات تحجب من كان خارجا منها أن يرى من في داخلها . [ فتح الباري في شرح صحيح البخاري لابن رجب (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1&idto=1752&lang=&bk_no=302&ID=1) » كتاب الأذان (http://islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=825&idto=1372&lang=&bk_no=302&ID=250) » باب إذا كان بين الإمام وبين القوم حائط أو سترة

أبو البراء محمد علاوة
2018-10-10, 01:45 AM
نعم بارك الله فيك

وفيكم الله بارك

أبو البراء محمد علاوة
2020-07-16, 09:06 PM
هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور ؟! (https://majles.alukah.net/t28015-2/)هل كانت عائشة تصلي في حجرتها وفيها القبور ؟! (https://majles.alukah.net/t28015/)حوار حول حكم الصلاة في مسجد فيه قبر (https://majles.alukah.net/t164727/)

محمدعبداللطيف
2020-07-17, 03:32 PM
حوار حول حكم الصلاة في مسجد فيه قبر (https://majles.alukah.net/t164727/)

نعم بارك الله فيك
وقد انتقيت من هذا الحوار فى آخره بعض الفوائد المهمة فى حكم الصلاة فى مسجد فيه قبر و كلام اهل العلم فى حكم المشرك الجاهل