المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (النصيحة الذهبية للأشاعرة المعاصرين ) .. للشيخ عبدالرحمن الوكيل - رحمه الله -



سليمان الخراشي
2009-02-15, 06:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
تميز الشيخ عبدالرحمن الوكيل – رحمه الله – كما يقول الشيخ محمد علي عبدالرحيم رئيس جماعة أنصار السنة – رحمه الله – بـ " جمال البلاغة ، ووضوح المعاني ، وسعة الاطلاع ، وشرف الغاية ، كما جمع علمًا مصفىً من شوائب البدع والخرافات الصوفية ، وكان حسَن اللغة ، قليل اللحن ، فصيح العبارة " . " جماعة أنصار السنة ، للدكتور الطاهر ، ص 186 " .
قلتُ : وللشيخ كتابٌ مهم صاغه بأسلوبه الجميل ، عنوانه " الصفات الإلهية بين السلف والخلف " ، ناقش فيه أشاعرة عصره من المتأخرين ، الذين خالفوا عقيدة متقدميهم - بعد أن مرّ على مشاهيرهم - ، ثم نصحهم بالعودة إلى العقيدة السلفية ، وأن لا يُكابروا بالتشبث ببدع الجهمية ، أحببتُ أن أنقل جزءًا منه هنا من باب النصيحة - ؛ لعله يجد أذنًا " أشعرية " صاغية ، تؤوب إلى الحق ، قبل أن تلقى – ببدعها – الحق .. والله الهادي .

قال - رحمه الله - :


عقيدة أبي الحسن الأشعري

- أورد كلامه في الإبانة ثم قال - : هذه هي عقيدة إمام الأشاعرة الأول في الاستواء فليتدبر أتباعُه ما وَصَمَ به إمامهم أولئك الذين يؤوِّلون الاستواء بمثل تلك التأويلات الباطلة التي يدين بها الخلفيون الزاعمون أنهم أشاعرة.
ليتدبروا، فلعلهم - على الأقل- لا يوقعون أنفسهم تحت ما حكم به إمامهم الكبير على المؤولة. ولعلهم يوقنون مرة أخرى بأن ما صارت إليه "الأشعرية" على يد متأخري الأشاعرة يخالف كل المخالفة عقيدة إمامهم الأشاعرة الأول، وبأن هؤلاء المتأخرين من الأشاعرة إنما هم أشباح الجهمية والمعتزلة، أو شياطينهم ..
هذه هي عقيدة الأشعري كما بسطها في كتابه "الإبانة"، وقد أثبت الحافظ "ابن عساكر" جل هذه النصوص التي ذكرناها في كتابه "تبيين كذب المفتري"، وابن عساكر قد توفى سنة 571هـ، وهو من خُلَّص الأوفياء لإمامه الكبير أبي الحسن، وقد قدم لهذه النصوص بقوله في كتابه التبيين: "لابد أن نحكي عنه معتقده على وجهه بالأمانة؛ ليُعلم حقيقة حاله في صحة عقيدته في أصول الديانة، فاسمع ما ذكره في أول كتابه الذي سماه بالإبانة"( 1). ثم نقل كثيراً من تلك النصوص.
فابن عساكر - وقد نصب نفسه لتمجيد أبي الحسن ولإثبات أنه كان على عقيدة السلف، وللدفاع عنه في حماس قوي وعاطفة مشبوبة - لم يجد ما يحقق له غرضه سوى ما سجله الأشعري في "الإبانة" ، وهذا مصداق ما قاله ابن تيمية عن كتاب الإبانة: " وقد ذكر أصحابه ـ أي أصحاب الأشعري ـ أنه آخر كتاب صنفه، وعليه يعتمدون في الذَّبِّ عنه عند من يطعن عليه"( 2) .
كما يذكر ابن عساكر أيضاً ما سجله " أبو الحسن" في كتابه "العمد" وهو قوله: " وألفنا كتاباً كبيراً في الصفات. وفي إثبات الوجه لله، واليدين، وفي استوائه على العرش". كما يذكر ابن عساكر قولاً آخر لأبي الحسن سجله أيضاً في كتاب "العمد": "وألفنا كتاباً كبيراً في الصفات نقضنا فيه كتاباً كنا ألفناه قديماً فيها على تصحيح مذهب المعتزلة لم يؤلف لهم كتاب مثله، ثم أبان الله سبحانه لنا الحق، فرجعنا عنه، فنقضناه، وأوضحنا بطلانه"( 3).
كما ينقل ابن عساكر مَرْثيّة رَثَى بها أحد الشعراء أبا الحسن، وقد جاء فيها ما يأتي:
ولا يرَى صِفَاته
مثلَ صفاتِ البَشَرِ
وليس ينفي صفة
له كنَفْي المُنْكِرِ
ويثبتُ استواءَه
كما أتى في السُّور( 4)

كل هذا، بل بعضه يدمغ بالجور أولئك الأشاعرة الذين يمقتون أن يُنسب إلى الأشعري أنه كان يُمجد عقيدة السلف. وذلك حين يتراءون بالارتياب في صحة نسب كتابه "الإبانة" إلى الأشعري(5 )، أو حين يزعمون أنه رجع عما فيه، فألف الكتب التي تنقض ما أثبته فيه!! والإبانة في الحقيقة هو آخر كتاب ألفه!!.
ولا أظن في أشعري مسلم، أنه يرتضي أن يُتهم إمامه بالردة عن دين الحق، أو بأنه كان نَهْبَ الحيرة والاضطراب في عقيدته، أو بأنه كان ذا وجهين ، وجه ينافق به المعتزلة والمعطلة، فكتب في تأويل الصفات أو نفيها، ووجه آخر ينافق به السلفيين، فيكتب في إثبات الصفات، ولا أظن في إنسان يحترم الحقيقة أنه يجنح إلى الريبة في صحة نسب الكتاب إلى الأشعري من غير دليل، إلا إن كنا نعتبر نزغ الهوى دليلاً!!. كما لا أظن أنه يرتاب في أن الأشعري ظل يؤمن بكل كلمة قالها فيه، ولم يؤلف كتاباً آخر ينقض به ما أثبته في الإبانة.
والذين يُجلون الأشعري، ويفخرون بالانتساب إليه، لا أظن أيضاً أنهم يجرؤون على إنكار هذه الحقيقة التي أذكرهم بها مرة أخرى: تلك هي أن ما انتهى إليه مذهب الأشعري على يد بعض أتباعه يخالف ما كان عليه الأشعري نفسه، ويناهضه ، وأن ما كتبه الرازي، أو الجويني وغيرهم من تأويلات يناقض عقيدة الأشعري كل المناقضة، وينتسب برحمٍ ماسَّةٍ إلى المعتزلة والجهمية الذين كفَّرهم أبوالحسن الأشعري!! فهل بعد هذا أستطيع أن أُقدِم على الظن بأن أشاعرة اليوم لن يُقْدِموا على تحطيم إمامهم الكبير؛ ليبنوا على أنقاضه بعض الذين أبوا إلا أن يجحدوا بدين إمامهم الكبير، وإلا أن يعينوا عليه عدوّه من الجهمية والمعتزلة!! وإلا أن يَسُبُّوا كبار أئمتهم ؛ كالأشعري، ليسبوا ـ بَغْياً ـ أنصار السنة؟.
رأي الأشعري في كتاب المقالات: وكتاب المقالات من أنفس وأجل الكتب التي عنيت بترجمة آراء الفرَق الإسلامية وغير الإسلامية، وقد سماه: "مقالات الإسلاميين، واختلاف المصلين" ، وكل أشعري يفخر بهذا الكتاب، غير أن الكثير منهم كان يتمنى أن يحذف منه الأشعري هذا الباب الذي عنون له بقوله: "هذه حكاية جملة قول أصحاب الحديث، وأهل السنة". ولقد بدأه بذكر طرف من عقيدة أهل السنة، ثم ذكر أنهم يُقرون بأن الله سبحانه على عرشه، وأن له يدين بلا كيف، وأن له عينين بلا كيف، وأن له وجهاً، وأنه ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة، وأنه يجيء يوم القيامة، وأنه يقرب من خلقه كيف يشاء، وأنهم يرون اتباع من سلف من أئمة الدين، ومجانبة كل بدعة، وكل داع إلى بدعة. وقد ذكر أبوالحسن بجوار كل مسألة أدلتها النقلية من القرآن والسنة. ثم قال: "وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول، وإليه نذهب، وما توفيقنا إلا بالله، وهو حسبنا، ونعم الوكيل"( 6).
لقد خشي الأشعري أن يظن به ظان أنه ليس من أهل السنة، فعقب على رأي أهل الحديث بما عقب. وهكذا نرى الأشعري لا يترك فرصة تسنح من غير أن يَهْتَبِلَها؛ ليثبت أنه على عقيدة السلف، هذا لأن ولاءه القديم للمعتزلة كان شبحاً رهيباً يؤرقه، ويثير ثائرة شَجْوِه، ويُسعر جحيم الندامة في أعماقه، ويريب فيه أُمَّة من الناس، ويدفعه إلى أن يؤكد في كثير من كتبه التي ألفها بعد توبته من الاعتزال أنه على عقيدة السلف. تُرى، هل اقتنع الأشاعرة؟.
إني لأخشى أن يستبد بهم العناد، فيدفعهم إلى دَمغ إمامهم الكبير أبي الحسن الأشعري بالزيغ والتجسيم؛ ليرموا بنفس هذا البهتان أنصار السنة المحمدية!! أخشى أن يصموا آذانهم عن هذا النداء الخالص من النية الصافية، ومن جلال الحقيقة وسمائها، فيصموا إمامهم الكبير بالردة عن حقيقة الدين الحق!! أما نحن "أنصار السنة المحمدية" فنبرئ إمام الأشاعرة الكبير من هذه الوصمة الشنعاء.


رأي الباقلاني

والباقلاني هو ـ كما يقول: ابن تيمية في "الحموية" - : "أفضل المتكلمين المنتسبين إلى الأشعري، ليس فيهم مثله، لا قبله ، ولا بعده". وقد سجل الباقلاني: أنه سلفي العقيدة في كتبه الآتية: التمهيد، والإبانة، والحيرة، وننقل هنا رأيه عن التمهيد.
إيمانه بالاستواء: قال الباقلاني: "إن قال قائل: فهل تقولون: إن الله في كل مكان؟.
قيل: معاذ الله، بل هو مستوٍ على العرش، كما أخبر في كتابه، فقال عزّ وجل: ( الرحمن على العرش استوى ) ، وقال تعالى: ( إليه يصعد الكلم الطيب ) ، وقال: ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) .
رده على من يزعمون أن الله في كل مكان: يرد الباقلاني على أصحاب هذه الفرية بقوله: "لو كان في كل مكان، لكان في جوف الإنسان، وفي فمه، وفي الحشوش، وفي المواضع التي يُرْغَب عن ذكرها ـ تعالى الله عن ذلك ـ ولو كان في كل مكان، لوجب أن يزيد بزيادة الأمكنة، إذا خلق منها ما لم يكن خَلَقَه. وينقص بنقصانها ، إذا بطل منها ما كان، ولَصَحَّ أن يُرْغب إليه إلى نحو الأرض، وإلى وراء ظهورنا، وعن أيماننا، وعن شمائلنا. وهذا ما قد أجمع المسلمون على خلافة وتخطئة صاحبه".
شبهة وردها: والشبهة الأولى نتجت عن سوء فهم - واعتقد أن سوء الفهم متعمّد - لقوله تعالى: ( وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ) ، فقد زعم أصحاب هذه الشبهة أن هذه الآية الكريمة تثبت أن الله في كل مكان!! وعلى هؤلاء يرد الباقلاني بقوله: " المراد أنه إله عند أهل السماء ، وإله عند أهل الأرض ؛ كما تقول العرب: فلان نبيل مُطَاع بالعراق، ونبيل مطاع بالحجاز. يعنون بذلك أنه مطاع في المصرين، وعند أهلهما. وليس يعنون أن ذات المذكور بالحجاز والعراق موجودة".
شبهة المعية: وردت آيات كثيرة تُثبت المَعِيَّة. وقد زعم المعطلة وأتباعهم أن هذه الآيات تنفي الاستواء، وتُثبت أن الله في كل مكان ، ويرد الباقلاني على مقترفي هذه الشبهة بقوله: " وقوله تعالى : ( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ) ، يعني بالحفظ، والنصر، والتأييد. ولم يُرِد أن ذاته معهم تعالى وقوله تعالى: ( إنني معكما أسمع وأرى ) ، محمولٌ على هذا التأويل ـ أي التفسيرـ، وقوله تعالى: ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) ، يعني: أنه عالم بهم، وبما خَفيَ من سرهم، ونجواهم. وهذا إنما يُستعمَل كما ورد به القرآن، فلذلك لا يجوز أن يقال قياساً على هذا: إن الله بالبَرَدَان، ومدينة السلام( 7)، ودمشق، وأنه مع الثور والحمار، وأنه مع الفُسَّاق، والمهان، ومع المُصْعِدين إلى الحُلْوان( 8) قياساً على قوله: (إن الله مع الذين اتقوا ) ، فوجب أن يكون التأويل على ما وصفناه" .. وسيأتي بسط بيان عن المعية.
رده على من فسّر الاستواء بالاستيلاء: ويقول الباقلاني: " لا يجوز أن يكون معنى استوائه على العرش هو استيلاؤه كما قال الشاعر:
قد استوى بشرٌ على العراق
لأن الاستيلاء : القدرة والقهر. والله تعالى ـ لم يزل قادراً قاهراً، عزيزاً مقتدراً. وقوله تعالى: ( ثم استوى ) ، يقتضي استفتاح هذا الوصف بعد أن لم يكن، فبطل ما قالوه"( 9).
زهق الباطل: نُشر كتاب التمهيد للباقلاني بالقاهرة سنة 1947م وليس فيه هذا النص الذي نقلناه هنا، وقد أشرف على طبعه والتعليق عليه أستاذان من أساتذة جامعة القاهرة، وقد فتنهما عن الحق والتثبت شيخٌ شعوبي ( يعني الكوثري ) ، كان لا يدين إلا بمقت السنة وأئمتها، والعروبة وأبطالها؛ لهذا عاش ينال من كل إمام مسلم عربي الأصل، ويدعو إلى الجهمية الصرفة. فكان أن رمى الأستاذان - بِوَسْوَسَةِ الشيخ - الإمامَ ابنَ تيمية وتلميذه ابنَ القيم بما كان يجب أن يرميا به الشيخ الشعوبي، بعد أن أضلهما وضللهما، ونال من كرامتهما العلمية بين الزملاء والجامعيين، ولاسيما بعد ظهور النسخة الكاملة من التمهيد، فقد أثبتت أنهما كانا ضحية من ضحايا حقد الشيخ على ابن تيمية العظيم، وعلى كل ما هو عربي ، إذ وُجد فيها النص الذي نقلناه ! ولشد ما أدهشنا، وأدهش كل محب للحقيقة أن يخضع الأستاذان الكبيران، لتلبيس حاقد موتور، فيصرفهما عن التثبت والبحث والتنقيب الذي يقيم لهما كل معذرة، وهما من أبناء الجامعات التي تزعم أنهما تعلّم ـ أول ما تعلم ـ الحرية والفكرية!!.
لقد اعترف الأستاذان اعترافاً ضمنياً بوجود نقص كبير في نسختهما الخطية التي عثرا عليها في مكتبة باريس، والتي عنها نشرا " التمهيد " ، وبأنها لا تُطابق الفهرس المخطوط الملحق بالنسخة الباريسية، ولهذا يقولان: " ونلاحظ اختلافاً بين هذا الفهرست، ومضمون نص التمهيد الذي قدمناه للقراء، فهو يحتوي على خمس وعشرين عنواناً غير موجودة في نصّنا، كما أنه لا يشير إلى أبواب كثيرة وردت في التمهيد( 10)" ثم يقولان: "وتبقى أخيراً عدة عناوين نجدها موضع شبهة خطيرة منها رقم (30) الخاص بالاستواء على العرش" هذا؛ لأنهما لم يجداه في النسخة التي بين أيديهما، ثم أشارا إلى ما نقله ابن القيم في "الجيوش الإسلامية" عن كتاب التمهيد، وإلى ما ذكره ابن تيمية أيضاً في الحموية وغيرها، ثم قالا: " ولو صدقنا ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في نقلهما عن التمهيد، للزمنا أن نقرر أن ما بين يدينا من نص التمهيد غير كامل، ولكنا لا نستطيع ـ عند ملاحظة التعارض البيّن بين مذهب الباقلاني، ومعنى ما ينسبه إليه هذان المؤلفان المعروفان بالتحيز ـ إلا الشك في صحة نقلهما، وقد كتب إلينا العلامة الحجة الشيخ " الكوثري" وكيل مشيخة الإسلام في الخلافة العثمانية في هذا الشأن: " لا وجود لشيء مما عزاه ابن القيم إلى كتاب التمهيد في كتاب التمهيد هذا. ولا أدري ما إذا كان ابن القيم عزا إليه ما ليس فيه زوراً؛ ليخادع المسلمين في نحلته، أم ظن بكتاب آخر أنه كتاب التمهيد للباقلاني، ونحن نثق على كل حال بنسخة التمهيد التي بين يدينا ثقة أقوى من ثقتنا بنقل ابن تيمية وابن القيم" !!
وقد ذكر الأستاذان أيضاً: أنه جاء في الفهرس: "باب القول في الوجه واليدين" ولكنهما لم يجداه في النسخة(11 ) ، كما ذكرا أن الباقلاني قال في مقدمة التمهيد أنه سيتكلم عن مسألة ما في باب "التعديل والتجوير" ، ولكنهما لم يجدا لهذا الباب أثراً في نسختهما الخطية( 12). كما ذكرا أنه يوجد نسختان مخطوطتان للتمهيد غير نسختهما محفوظتان بإستانبول، إحداهما في مكتبة أبا صوفيا تحت رقم 2201، والأخرى في مكتبة عاطف تحت رقم 2223. غير أنهما لم يستطيعا الوصول إلى واحدة منهما. كما اعترفا بأن أيدياً امتدت إلى المخطوطة التي نشر عنها الكتاب. كما ذكر الأستاذان أسماء الكتب التي ألفها الباقلاني والتي لم يعرف الكثير منها النشر، ومنها كتاب "الإبانة عن إبطال مذهب أهل الكفر والضلالة" وهو الذي نقل عنه ابن تيمية في "الحموية" عقيدة الباقلاني في الصفات ، وكتاب "الحرة" وهو الكتاب الذي نقل عنه ابن القيم في "الجيوش" ما يؤيد ما ذهب إليه الباقلاني في التمهيد في مسألة الصفات، غير أنه سماه "الحيرة".
ألا ترى أن كل هذا، بل بعضه كان كافياً في إقناع الأستاذين بأن النسخة التي نشرا عنها الكتاب نسخة ناقصة فعلا!! وفي منع الأستاذين من أن يصدرا على الإمامين الجليلين ابن تيمية وابن القيم هذا الحكم الظالم الذي تسرعا في إصداره، والذي كان من بين "حَيْثيَّاته" لقب وكالة المشيخة الإسلامية!! وقد آمن الأستاذان - بعد - أن هذه الوكالة قد غررت بهما، وجعلت منهما أحدوثة يتفكه بها العاكفون على النظر في المخطوطات ونشرها؛ إذ ما كانت الألقاب من الوسائل التي يعتمد عليها في نشر المخطوطات، وفي التنصيص على نفي شيء أو إثباته!! كما كان من بين "الحيثيات" أن ما نقله الإمامان ابن تيمية وابن القيم يخالف مذهب الباقلاني!.
ولست أدري ما الذي دعاهما إلى إصدار حكمهما بإثبات هذه المخالفة المزعومة!!. أكانت بين أيديهما الكتب الباقلانية التي استنبطا منها مذهب الباقلاني ، وجعلتهما يعتقدان أن ما استنبطاه منها يخالف ما نقله الإمامان الجليلان؟ لم يكن بين أيديهما سوى هذه النسخة الناقصة من التمهيد، فأنى لهما العلم بمذهب الباقلاني الحقيقي؟!.
هذا، وقد نسي الأستاذان، أو تناسيا أننا كثيراً ما نعثر بمثل هذا التناقض في مذاهب كثير من أئمة الأشاعرة، فقد كان بعضهم يدين اليوم بما يتراءى له غداً أنه ضلالة، فينصرف عنه إلى غيره. ودليلنا في هذا : الأشعري نفسه، والجويني، والرازي والغزالي، ففي كل منهم مَسٌّ، وفي تاريخ كل منهم دليل الحقيقة التي تقولها.
وابن تيمية على وفرة خصومه، وترصد المئات منهم للنيل منه، لم يجرؤ واحد منهم على التشكيك في أمانته العلمية، وها هي كتب ابن تيمية، وها هي كتب الحديث والتفسير والفقه والأصول والتصوف والكلام والفلسفة والمنطق والتاريخ واللغة والأدب. فراجعوا ما نقله ابن تيمية في كتبه عن كتب هذه الفنون، وثمت تتجلى لكم قيمة هذه الأمانة العظيمة التي كان يمتاز بها الإمام الجلل، وخبرته الواسعة الدقيقة بكل فن من فنون الثقافات في عصره. ومما يوضح القيمة الجليلة لهذه الأمانة، وشمول هذه الخبرة الواسعة أن نذكر أنه لم تكن هناك مطبعة، ولا كتب مطبوعة!! ولا أكون مغالياً إذا قلت : إن النقول التي توجد في كتب ابن تيمية يجب أن تُجعل مرجعاً من المراجع التي يُرجع إليها عند نشر المخطوطات التي نقل عنها ابن تيمية لتحقيقها، وتصويبها!!.
فقَلَم ابن تيمية، وفكره الثاقب، وفهمه الدقيق، وبصيرته المشرقة، وخبرته الواسعة، وشمول ثقافته وأمانته العظيمة المشهود بها له. كل هذا يجعلنا نثق الثقة المطلقة في دقة النصوص التي توجد في كتبه وفي صحتها، حتى فيما ينقل عن فلاسفة الإغريق، كأرسطو، وإفلاطون!! فما بالك بالثقافة العربية والإسلامية؟!.
ثم أقول للأستاذين: ألا نستطيع اتهامهما بأنهما هما اللذان أخفيا باب الاستواء، وباب الوجه واليدين، ولاسيما ونحن نعلم أن الباعث على هذا الإخفاء موجود وقوي، فقد كانا تحت سيطرة ذلك الشيخ الذي كان لا يبغض إماماً كما يبغض ابن تيمية وابن القيم، ولا يحقد على فئة كما يحقد على أهل السنة!! كنا نستطيع ذلك، مادام الاتهام أصبح هيناً يسيراً كما فعل الأستاذان، ولكننا لم نفعل ؛ لأننا نكرم أنفسنا.
وقد شاء الله سبحانه أن يبرئ الإمامين الجليلين " ابن تيمية وابن القيم" مما رماهما به الشيخ الشعوبي، ومحققا كتاب التمهيد؛ إذ صورت إدارة الثقافة بالجامعة العربية مخطوطة التمهيد التي كانت في استامبول بمكتبة عاطف تحت رقم 2223( 13).
وقد قارن أخونا الأستاذ الجليل الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة بين ما في النسخة التي صورتها إدارة الثقافة وبين ما سجله ابن القيم في "الجيوش" وابن تيمية في "الحموية". فتجلت له صورة رائعة من الأمانة العلمية التي امتاز بها الإمام وتلميذه. فنشر هذا في صحيفتنا "الهدي النبوي" وفي رسالة خاصة. وقد طالب الأستاذين أن يذعنا لسلطان الحق القاهر، فيعترفا صراحة بالخطأ، ويستغفرا الله مما بهتا به الإمامين الجليلين، وينشرا في رسالة خاصة ما أغفلته نسختهما، أو يعيدا نشر التمهيد مرة أخرى احتراماً للحقيقة على الأقل. ولم يستجب أحد لهذه الدعوة الجليلة!! وإليك ما جاء في كلمة الأستاذ محمد عبدالرزاق: " بمقارنة نسخة مكتبة مصطفى عاطف بنسخة مكتبة باريس وجدنا نقصاً في نسخة باريس عن نسخة مكتبة عاطف بنحو 72 ورقة تقدر بنحو 30 ورقة من النسخة الباريسية، ومحل النقص بين الورقة 60، والورقة 61 منها" هذا، وقد طبع التمهيد عن العاطفية في بيروت في سنة 1957م من منشورات جامعة بغداد، وقد دحض ناشرها قول الأستاذين اللذين نشرا التمهيد بالقاهرة، وكذبهما فيما نسباه إلى ابن تيمية وابن القيم، مستدلاً بوجود ما نقلاه في النسخ الخطية التي نشر عنها التمهيد في بيروت ومنها العاطفية. وأقول: من يراجع ما نقله الإمام ابن القيم في الجيوش بما في الوجه 137 من النسخة العاطفية المحفوظة صورتها في إدارة الثقافة بالجامعة العربية يجد التطابق التام بين ما نقله ابن القيم في كتابه الجيوش عن التمهيد وبين ما هو موجود في العاطفية. مما يعطينا الدليل فوق ما لدينا من أدلة على أن أمانة ابن القيم وشيخه العظيم ابن تيمية فوق الشبهات. وحق ما يقول أخونا الأستاذ "محمد عبدالرازق حمزة " : " يا ترى هل كان من المصادفات التي لا يؤمن كثير من متعالمي هذا الزمان أنها أقدار الله الجارية بحكمته وعلمه ـ أن تأتي النسخة العاطفية من جبال الأناضول البعيدة عن الناشرين إلى القاهرة على يد هيئة دولية هي إدارة ثقافة الجامعة العربية؟ فقد طارت بتوفيق الله لحضرة السلفي الصالح خادم السنة وباذل ماله ونفسه في نشرها في أقطار العالم الشيخ محمد نصيف بتصوير نسخة منها على نفقته- فجزاه الله خيراً - ليطلع الناس عليها. فيصح عندهم انخرام النسخة الباريسية التي نشرت بالقاهرة، ويقوم دليل جديد بفضل الشيخين ابن تيمية وابن القيم وصحة نقلهما، وبهت من كذبهما، وافترى عليهما". نعم إنها قدرة الله القاهرة.
وهكذا جاء الحق، وزهق الباطل، وثبت ثبوتاً يغمره جلال اليقين أن الباقلاني دان في التمهيد بما يدين به السلف في الصفات، وأنه أحد اللاعنين للخلفية الشوهاء!!.
رأي في الباقلاتي: يقول بروكلمان في دائرة المعارف الإسلامية عن الباقلاني إنه "أدخل في علم الكلام أفكاراً جديدة مأخوذة من الفلسفة اليونانية، أو من المذاهب الاعتقادية للكنيسة الشرقية مثل فكرة الجوهر الفرد، والخلاء(14)، والقول بأن العَرَض لا يحتمل العَرَض، وأنه لا يبقى زمانين" ، وهذه هي إحدى جنايات "الباقلاني، فإنه كما يقول ابن خلدون في مقدمته: "جعل هذه القواعد تبعاً للعقائد الإيمانية في وجوب اعتقادها؛ لتوقف تلك الأدلة عليها، وأن بطلان الدليل يؤذن ببطلان المدلول(15 )".
يجب اعتقاد آراء الكنيسة الشرقية، والفلسفة اليونانية؛ ليصح إيمانناً!! ونحن نسأل الخلف!! أكان صفوة هذه الأمة في قرنها الأول يعرفون الجوهر الفرد والخلاء، والعرض الذي لا يبقى زمانين ؟! ولا يحتمل العرض؟ ونسألهم أيضاً: بم يُحْكَم على هؤلاء؟؟ فقد كانوا جميعاً لا يعرفون شيئاً عن هذه الأوهام التي زعموا أنها الأدلة التي يتوقف على معرفتها الإيمان ، والتي زعموا أنها أصل أصول الإسلام(16 )؟


رأي ابن فُورَك

وأبوبكر بن فورك من كبار أئمة الأشاعرة، وقد اضطربت أقواله في بعض أصول الدين. ولكنه يثبت الصفات الخبرية كالوجه واليدين. وكذلك المجيء والإتيان كما فعل إمامه الكبير أبو الحسن الأشعري. وقد قال فيما صنف في أصل الدين.
" فإن سألت الجهمية عن الدلالة على أن القديم(17 ) سميع بصير؟ قيل لهم: اتفقنا على أنه حي تستحيل عليه الآفات. والحي إذا لم يكن مأْوُوفاً بآفاتٍ تمنعه من إدراك المسموعات والمبصرات كان سميعاً بصيراً.
وإن سألتْ فقالت: أين هو؟ فجوابنا: إنه في السماء، كما أخبر في التنزيل عن نفسه بذلك. فقال ـ عز من قائل ـ : ( أأمنتم من في السماء ) ، وإشارة المسلمين بأيديهم عند الدعاء في رفعها إليه. وإنك لو سألت صغيرهم وكبيرهم، فقلت: أين الله؟ لقالوا : إنه في السماء. ولم ينكروا لفظ السؤال بأين؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم- سأل الجارية التي عرضت للعتق. فقال: (أين الله؟) فقالت: في السماء. مشيرةً بها( 18). فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أعتقها فإنها مؤمنة ) ، ولو كان ذلك قولاً منكراً لم يحكم بإيمانها ولأنكره عليها. ومعنى ذلك أنه فوق السماء؛ لأن" في " بمعنى فوق. قال الله تعالى:( فسيحوا في الأرض ) أي فوقها".
وحسناً فعل أبو بكر بن فورك!! فإنه لم يغضب من "أين" ولا من الجواب عن "أين" كما يفعل أشاعرة اليوم!! ولو غضب من "أين" لاتّهم أعظم العابدين، وخاتم المرسلين بأنه نال عامداً من حرمات الله، وتغاضى جاحداً عن شتم الله، فإنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الذي سأل بأين، وهو الذي حكم بإيمان من أجاب عن "أين"!!.


رأي الجويني
والجويني من أعظم أعلام الأشاعرة، حتى لقد لقبوه بإمام الحرمين، وقد نزع في كتابه " الإرشاد" منزع التأويل ، وعدا على السلف بحملة ظالمة( 19). ولكنه عاد فحرم التأويل، ومجد السلف، وسجل ذلك في آخر كتاب قام بتأليفه، وهو "العقيدة النظامية" وبهذا أدرج "الإرشاد" في الأكفان!! وإليك ما قاله في "النظامية".
7" اختلف مسالك العلماء في الظواهر التي وردت في الكتاب والسنة، وامتن على أهل الحق فحواها(20 )، وإجراؤها على ما تبرزه أفهام أسباب اللسان منها( 21). فرأى بعضهم تأويلها، والتزام هذا المنهج في آي الكتاب، وفيما صح من سنن النبي صلى الله عليه وسلم. وذهب أئمة السلف إلى الانكفاف عن التأويل، وإجراء الظواهر على مواردها، وتفويض معانيها إلى الرب سبحانه.
والذي نرتضيه رأياً وندين الله به عقداً اتباع سلف الأمة، فالأولى الإتباع، وترك الابتداع. والدليل السمعي القاطع في ذلك أن إجماع الأمة سنة متبعة، وهو مستند معظم الشريعة، وقد درج صحب الرسول - صلى الله عليه وسلم- على ترك التعرض لمعانيها ودرك ما فيها، وهم صفوة الإسلام. والمشتغلون بأعباء الشريعة، وكانوا لا يألون جهداً في ضبط قواعد الملة والتواصي بحفظها، وتعليم الناس ما يحتاجون إليه منها، فلو كان تأويل هذه الظواهر مسوغاً، أو محتوماً ؛ لأوشك أن يكون اهتمامهم بها فوق اهتمامهم بفروع الشريعة، فإذا انصرم عصرهم وعصر التابعين على الإضراب عن التأويل، كان ذلك قاطعاً بأنه الوجه المتبع، فحق على ذي الدين أن يعتقد تنزه الرب تعالى عن صفات المحدثات، ولا يخوض في تأويل المشكلات، ويكل معناها إلى الرب.
ومما استُحسن من إمام دار الهجرة مالك بن أنس أنه سئل عن قوله تعالى : (الرحمن على العرش استوى ) فقال: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة" ، فَلْتُجْر آية الاستواء والمجيء، وقوله:( لما خلقتُ بيديّ ) (ويبقى وجه ربك) وقوله : (تجري بأعيننا) وما صح من أخبار الرسول عليه السلام كخبر النزول وغيره على ما ذكرنا. فهذا بيان ما يجب لله تعالى(22 )".
وفي كلام الجويني حق كبير، ولكن فيه أيضاً تناقض بادٍ وخلل مثير!! فقد قرر أن مذهب أئمة السلف هو إجراء الظواهر على مواردها، والانكفاف عن التأويل. وهذا هو الحق الذي أيده هو بما نقله عن مالك. وهو قوله رضي الله عنه: " الاستواء معلوم" فعلام يدل هذا؟ إنه لا يدل إلا على شيء واحد ، هو أن معنى الاستواء مفهوم ، معلوم معناه في لغة القرآن والحديث. ولو لم يكن هذا مراد مالك، لقال: لا أدري، أو لقال: الاستواء مجهول. ولكنه قال "معلوم". أما الذي حكم مالك بأنه مجهول فهو "الكيف" لا "المعنى".
أما التناقض: فقد وقع فيه " الجويني" بسبب زعمه أن السلف كانوا يفوضون "معاني" الصفات. فهذا الزعم الفطير يناقض ما ذكره من قبل، فصار كأنما يقول: مذهب السلف إجراء الظواهر على معانيها، ومذهب السلف تفويض معانيها!! وهذا يدلك، ويؤكد لك أن الجويني لم يُحسن التعبير عن مذهب السلف ، رغم أنه استشهد بالكلمة القيمة المقتصدة التي قالها مالك، والتي ذهب فيها مذهب أستاذه الجليل "ربيعة بن عبدالرحمن(23 )" فقد سئل ربيعة عن كيفية الاستواء، فقال: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، ومن الله الرسالة، وعلى الرسول البلاغ، وعلينا التصديق".
وهكذا نرى إمام دار الهجرة، وأستاذه الجليل يؤكدان أن معنى الاستواء معلوم، أما "كيفية" استواء الله على عرشه، فهي المجهولة!! هذا، وإلا اتهمنا سلف هذه الأمة البررة الأخيار بأنهم كانوا لا يؤمنون في الأسماء والصفات الإلهية إلا بألفاظ خربة خاوية لا معنى لها، ولا دلالة!! وقلنا بأن صفات الله وأسماءه ما هي إلا ألفاظ خالية من كل مدلول أو مفهوم، فلا تثير في قلب العابد إلا الشعور بالعدم، والقلق العميق السحيق. ولا تتصل بالفكر إلا اتصال الرموز المبهمة والألغاز المحيرة، والأحجيات والطلسمات المقنعة بالغموض والإبهام!! أو بأنه سبحانه أبى لنا إلا الضلالة الأبدية والحيرة السرمدية، والتناحر المدمر حول أسمائه وصفاته!!.
وكيف نجرؤ على اتهام الله سبحانه بهذا، وبأنه يوجب علينا الإيمان بأن أسماءه وصفاته ألفاظ لا معنى لها، أو يوجب علينا ـ نحن المخلوقين ـ أن نضع لهذه الأسماء والصفات الإلهية المعاني التي نريد؛ لأنه عجز عن بيان معاني أسمائه وصفات؟!.
وهل يقدر المخلوق، ويعجز الخلاق، والمخلوق آية من آيات قدرته القاهرة؟.إن ما ذكره الجويني يُشعِرك بأنه كان ـ وهو يكتب لتأييد الحق ـ ينظر بإحدى عينيه إلى الماضي الذي صال فيه، وجال ، مُدَّرِعاً بالتأويل، جاحداً بالاستواء، وبعقيدة السلف، ويرمق بالأخرى حاضره الذي انبثقت فيه إشراقة من النور في قلبه، ودوَّت في أعماقه زجرة هادية من الضمير تحثه على الإذعان الخالص للحق، وعلى أن يكفر بماضيه، وولائه للباطل فيه.
فحاول فيما كتبه في "العقيدة النظامية" أن يجعل منه شِفَّ رياء لماضيه، ولحاضره، حتى لا يثير أولئك الذين دانوا بكتبه الأولى، وانضووا تحت لوائه، وهتفوا باسمه، وصفقوا له!.
ثم؛ ليُسْكِن قليلاً من ثورة الحق التي يدوّي هديرها القوي في أعماقه!!
على أن في كلام "الجويني" حقائق جديرة بالتأمل والاعتبار :أولاها: أن خير طريقة هي طريقة السلف، لا طريقة الخلف، فالسلف هم صفوة هذه الأمة، فهم أصحاب الرسول – صلى الله عليه وسلم -، والتابعون لهم بإحسان.
والثانية: وجوب الكف عن التأويل ـ أي الكف عن صرف الألفاظ عن ظواهرها.
الأخيرة: وجوب الاتباع، والكف عن الابتداع، وبهذه الحقائق التي ناصر الجويني فيها دعوة الحق، استحق أن يدعو المسلمون له بالرحمة والمغفرة، ولاسيما من أجل هذه النصيحة التي قال فيها: "يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام، فلو أني عرفت أن الكلام يبلغ بي إلى ما بلغ ما اشتغلت به(24 )".
فعلى الأشاعرة المعاصرين واجب كبير، هو أن يكفوا عن العمل ببدعة الضلالة : بدعة الكلام، كما قال إمامهم الكبير ، وأن يدرسوا ما دان به سلف هذه الأمة دراسة واعية مستبصرة؛ ـ وهو دين الحق الجلي من الكتاب والسنة ـ ؛ ليحققوا بهذه الدراسة، وبالإيمان عن بينة ما دعاهم إليهم إمامهم الكبير الجويني، وهو: وجوب الاتباع، وترك الابتداع.


رأي الغزالي

وأبو حامد الغزالي أشعري كبير، وله صفة أخرى ألصق به من أشعريته هي: أنه صوفي كبير!! ولكننا هنا سنأخذ عن "أشعريته" التي تعلمها على يد أستاذه "الجويني". أما صوفيته الإشراقية، فسنترك لغيرنا الحكم عليها في ترجمته.
يقول في كتابه "إلجام العوام عن علم الكلام": " اعلم أن الحق الصريح الذي لا مِراء فيه عند أهل البصائر هو مذهب السلف ـ أعني الصحابة والتابعين"( 25)، ثم قال: "إن البرهان الكلي على أن الحق في مذهب السلف وحده ينكشف بتسليم أربعة أصول مسلمة عند كل عاقل" وإليك موجزاً عن هذه الأصول التي ذكرها الغزالي.
الأصل الأول: أن النبي – صلى الله عليه وسلم ـ هو أعرف الخلق بصلاح أحوال العباد، بالإضافة إلى حسن المعاد.
الأصل الثاني: أنه بلغ كل ما أوحي إليه من صلاح العباد في معادهم ومعاشهم، ولم يكتم منه شيئاً.
الأصل الثالث: أن أعرف الناس بمعاني كلام الله، وأحراهم بالوقوف على كنهه، وإدراك أسراره هم أصحاب الرسول الذين شاهدوا الوحي والتنزيل، ولازموا الرسول آناء الليل والنهار، مسخّرين أنفسهم لفهم معاني كلام الوحي، وتلقيه بالقبول للعمل به أولاً، ولنقله إلى الذين بعدهم ثانياً. وللتقرب إلى الله بسماعه وفهمه وحفظه ونشره. ثم يقول: "ليت شعري أيُتَّهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإخفائه( 26) ـ يعني الوحي ـ وكتمانه عنهم؟ حاشا منصب النبوة عن ذلك. أو يُتهم أولئك الأبرار في فهم كلامه، وإدراك مقاصده، أو يُتهمون في إخفائه وإسراره بعد الفهم، أو يُتهمون في معاندته من حيث العمل، ومخالفته على سبيل المكابرة مع الاعتراف بفهمه وتكليفه، فهذه أمور لا يتسع لتقديرها عقل عاقل".
الأصل الرابع: إن أصحاب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في طول عصرهم إلى آخر أعمارهم ما دعوا الخلق إلى التأويل، ولو كان التأويل من الدين أو علم الدين؛ لأقبلوا عليه ليلاً ونهاراً ودعوا إليه أولادهم وأهلهم.
وبعد هذه الأصول المحكمة المسلّمة فعلاً عند كل مسلم يُصدر الغزالي هذا الحكم الصادق الحق الخاص بالسلف: "نعلم بالقطع من هذه الأصول أن الحق ما قالوه، والصواب ما رأوه( 27)". ولا ريب في أن كل أصل من هذه الأصول التي أجاد الغزالي في بسطها وعرضها توجب على كل مسلم أن يتبع، لا أن يبتدع. فعلى أشاعرة العصر الحديث، أو على الخلفيين واجب كبير أذكرهم به مرة أخرى، هو: أن يدرسوا مذهب السلف الذي أكد الغزالي أنه وحده هو الصواب والحق والهدى، وأن ما سواه خطأ وباطل وضلالة، دون أن يعتمدوا على الغزالي، فإنه بعد هذا التمجيد للسلف قد نسب إليهم آراء باطلة يبرأ منها صفوة السلف، فأثبت أنه لا يفقه دين السلف!.
وفي كتابه " فصل التفرقة بين الكفر والزندقة" يعرّف البدعة بأنها عبارة عن إحداث مقالة غير مأثورة عن السلف، ثم يتبع هذا بالحديث عن مقامين، فيقول: " يتضح لك أن ها هنا مقامين. أحدهما: مقام عوام الخلق، والحق فيه الاتباع والكف عن تغيير الظواهر رأساً، والحذر عن إبداع التصريح بتأويل لم تصرح به الصحابة، وحَسْمِ باب السؤال رأساً، والزجر عن الخوض في الكلام والبحث، واتباع ما تشابه من الكتاب والسنة. كما روي عن مالك - رحمه الله- أنه سُئل عن الاستواء، فقال: "الاستواء معلوم، والإيمان به واجب، والكيفية مجهولة، والسؤال عنه بدعة" ثم يتكلم عن المقام الثاني فيقول: "المقام الثاني بين النظار الذين اضطربت عقائدهم المأثورة المروية، فينبغي أن يكون بحثهم بقدر الضرورة، وتركهم الظاهر بضرورة البرهان القاطع( 28)".
المقام الأول!! يصفه الغزالي بأنه مقام الاتباع، والكف عن الابتداع، وأصحاب هذه المقام يؤمنون بآيات الصفات والأسماء وأحاديثها من غير تغيير للظواهر أو نزوع إلى التأويل، كما قال مالك في الاستواء!! وكل مسلم يعرف أن هذا المقام هو مقام سلف هذه الأمة وأخيارها من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، كما يعترف الغزالي ضمناً وصراحة. ولكن الغزالي ينعته صراحة أيضاً بأنه مقام العوام!! أما المقام الآخر، فهو مقام النظار أو المتكلمين أو الخلف، وهؤلاء يحرم عليهم ترك الظاهر من غير ضرورة مستمدة من البرهان القاطع؛ لأن ترك الظاهر بغير برهان قاطع كفر كما يقول الغزالي نفسه في نفس الكتاب. ولكن الغزالي يصف هذا المقام بأنه مقام النظار الذين اضطربت عقائدهم!!.
وأعتقد أن كل مسلم يحب أن يوجه إلى الغزالي هذا السؤال: إذا كان البررة الأخيار من سلف هذه الأمة هم العوام في الفكر والعقيدة والدين. فمن ـ يا تُرى ـ هم خواصها وأبرارها ، وأرباب الفكر الثاقب والبصيرة المشرقة، والدين القويم؟ لقد ذكر في "إلجام العوام" أنهم السلف. أما هنا فلا يذكر لنا في مقابل هؤلاء "العوام" سوى: "النظار الذين اضطربت عقائدهم" أفهؤلاء هم الخواص أصحاب الفكر العبقري والدين الخالص السوِيّ؟ ! لقد ضل الغزالي بأتباعه في تيه سحيق عميق!! فهم إن دانوا بما دان به خيار هذه الأمة، سماهم عواماً، وإن دانوا بما دان به علماء الكلام، أو الخلف سمّاهم نظاراً قد اضطربت عقائدهم!!.
والمسلم الحق ـ ولا شك ـ يحب أن يكون من أولئك الذين أطلق عليهم الغزالي أنهم عوام.
وحسبنا من الغزالي اعترافه بأن أصحاب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد كفوا عن التأويل، وأنهم آمنوا بصفاته وأسمائه كما وردت. وأن عقيدة السلف هي الحق والمنجاة، وأن التأويل هلكة ومَهْوَاة. اسمعوا إليه يقول في كتابه " قانون التأويل" عن التأويل في أصول العقيدة: " من أين يتجاسر عن الحكم بالظن، وأكثر ما قيل في التأويلات ظنون وتخمينات؟! ولست أرى أن أحكم بالتخمين. وهذا أصوب وأسلم من كل عاقل، وأقرب إلى الأمن يوم القيامة؛ إذ لا يبعد أن يُسْأل يوم القيامة، ويطالب، ويقال: لم حكمت علينا بالظن؟ ولا يقال له: لِمَ لمْ تستنبط مُرادنا الخفي الغامض( 29)". وتدبر ما ذكره دون أن يتعرض له بإبطال، وهو أن "إثبات الفوْق لله تعالى مشهور عند السلف ولم يذكر أحد منهم أن خالق العالم ليس متصلاً بالعالم، ولا منفصلاً، ولا داخلاً، ولا خارجاً، وأن الجهات الست خالية منه، وأن نسبة جهة فوق إليه كنسبة جهة تحت، فهذا قول بدع( 30)" تُرى هل يقتنع أشاعرة العصر، وهم أحلاس هذه البدعة الملعونة التي ذكرها الغزالي؟.


عقيدة الرازي

والفخر الرازي من أشهر متكلمي الأشاعرة، ومن غلاة المؤولة المسرفين في الطعن على السلف، ومن المؤلفين في كل فن حتى في السحر والتنجيم(31 ).
غير أنه ما لبث أن ارتاب في كل ما كتب ـ كما يقول شيخ الأزهر السابق، الشيخ مصطفى عبدالرازق:
" وقلَّت ثقته في العقل الإنساني، وأدرك عجزه، وأدرك تماماً أنه لا يستطيع الإحاطة بالوجود في ذاته. وكانت تنتابه في بعض مجالس وعظه نوبات فيصرخ مستغيثاً!! وعظ يوماً بحضرة السلطان شهاب الدين الغوري، وحصلت له حال، فاستغاث: " يا سلطان العالم لا سلطانك يبقى، ولا تلبيس الرازي يبقي" ! كما يذكر الشيخ أيضاً ما نقله ابن الصلاح عن الرازي، وهو قوله: " ياليتني لم أشتغل بعلم الكلام، وبكى(32 )".
ومن وَهَج الحسرة البالغة على ما ضيّع من عُمُرٍ في الجدلِ عن الضلالة، ومن دموع الندامة التي كانت تؤُجُّ في أعماقه، ومن أغوار فاجعته النفسية راح يندب نفسه بهذه الأبيات:

نِهايــةُ إقـــدامِ العُقـــولِ عِقالُ

وأكــثرُ سَعـــي العالمين ضلالُ

وأرواحـنا فـي وحْشــةٍ من جسومنا

وحاصــل دنــيانا أذى ووبال

ولم نستفد من بحـثنا طول عمرنا

سـوى أن جمعـنا فيه قيل وقالوا(33 )

إنها عاصفة الشك تجتاح نفسه، وتدمر ثقته في كل ما ألفه وكتب، وقرأ من قبل، وإنها صرخة الندم على ما ضيع!!.
"وأكثر سعي العالمين ضلال!!" إنه سعي "الخَلَفِيّة" ، وسَعي ماضيه الذي تروعه أشباحه، ونفجعه منه ذكريات الإسراف في الجور على قيم الحق ومقدساته، وفي اتهام أولياء الحق المثبتين للصفات بأنهم يهود هذه الأمة!! كما كان ينعتهم من قبل.
"جمعنا فيه قيل وقالوا"!! هذا هو كل ما حصله من معرفة!! إنها أقوال تافهة لا تهدي، ولا تنزع بفكر إلى الاهتداء، وغثاء عفن من الخرافات، وإنها لترجمان صادق عن قيمة كل ما ألف من كتب، وعن قيمة معارف أولئك الذين يَعدُون على الحق، ويوغلون في العدوان عليه!!.
فهل يعتبر أولئك الذين مازالوا على تقديسهم وولائهم لكتب ألفها الرازي في ضلالته، ثم عاد ـ والندم يستحوذ على مشاعره، والتوبة تأخذ بناصيته ـ فوصفها بأنها تافهة وباطل!! لقد برئ منها الرازي، وندم أشد الندم على تأليفه لها، وقد عبر عن هذا الندم في أبياته تلك، وبما سجله في كتابه " أقسام اللذات"(34 ).
براءته من الخلفية: يقول في كتابه (أقسام اللذات) " لقد تأملت الطرق الكلامية، والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً، ولا تُروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن. أقرأ في التنزيه:( والله الغني وأنتم الفقراء) وقوله : ( ليس كمثله شيئ ) ،و ( قل هو الله أحد ) ، وأقرأ : ( الرحمن على العرش استوى ) ، ( يخافون ربهم من فوقهم ) ، ( إليه يصعد الكلم الطيب ) ، ( قل كلٌ من عند الله ) ومن جرّب مثل تجربتي، عرف مثل معرفتي".
وصية الرازي في مرض موته: أملى الرازي في مرض موته على تلميذه "إبراهيم بن أبي بكر الأصفهاني" وصية طيبة، قال عنها " ابن خلكان": "ورأيت له وصية أملاها في مرض موته على أحد تلامذته تدل على حسن العقيدة( 35)"، ومما جاء في هذه الوصية قوله: " ولقد اعتبرتُ الطرق الكلامية، ومناهج الفلسفية، فما رأيت فيها فائدة تساوي الفائدة التي وجدتها في القرآن العظيم" ، وقد استفتحها بقوله: "اعلموا أني كنت رجلاً محباً للعلم، فكنت أكتب في كل شيء شيئاً، لا أقف على كمية، ولا كيفية سواء كان حقاً، أو باطلاً، أو غثاً أو سميناً(36 )".
اعتراف صادق ريّان الإخلاص في ندامته بأن المناهج الكلامية، أو طريقة الخلف لا تهتدي، ولا تهدي إلى يقين، وإنما تورث الشك والقلق والحيرة العاصفة.
وفي وصيته الحزينة صورة موجعة من مأساته الدامية، وإنك لتكاد تلمح دموع التوبة، وهي تنساب من عينيه الذاويتين، وتحس شواظ الحسرة المشبوبة في أعماقه!!.
كما يتبين لك في جلاء : رجوعه عن "خلفيته" الجامحة إلى عقيدة السلف، ويبدو لك إيمانه القوي بالاستواء والفوقية. وإني أخص هاتين بالذكر؛ لأن الرازي ـ رحمه الله ـ كان لا يكفر بشيء قبل توبته كما يكفر بالاستواء والفوقية ! ولكن تداركته رحمة من الله، فشرح للحق صدره، فتاب ومضى في شيخوخته الواهنة المكدودة المتعبة يبتهل إلى الله بالتوبة، ويلعن كل ما كتب من قبل!!.
ثم يُعلن عقيدته في وصيته، ولكنك تحس بالخوف القوي الذي يملك على الرجل أنفاسه، وقلمه، وفكره وهو يقول: " كلما ثبت بالدلائل الظاهرة من وجوب وجوده ووحدته وبراءته عن الشركاء في القِدَم والأزليّة والتدبير الفعالية، فذاك هو الذي أقول به، وألقى الله تعالى به، وأما ما انتهى الأمر فيه إلى الدقة والغموض، فكل ما ورد في القرآن والأخبار الصحيحة المتّفق عليها بين الأئمة المتبعين للمعنى الواحد، فهو كما هو".
ثم يقول، ودموعه تحمل أشجان قلبه وأفلاذه مُسْترحماً الرحمن الرحيم: "لتكن رحمتك مع قصدي، لا مع حاصلي، فذاك جهد المُقِلّ، وأنت أكرم من أن تضايق الضعيف الواقع في زلة ، فأغثني، وارحمني، واستر زَلَّتي، وامحُ حَوْبتي ، يا من لا يزيد ملكة عرفان العارفين، ولا ينقص ملكه بخطأ المجرمين".
ثم يقول ما يجب أن يقول الخلف بعد توبتهم: " وأقول : ديني متابعة سيد المرسلين محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وكتابي القرآن العظيم، وتعويلي في طلب الدين عليهما".
أين الصِّيالُ في سَوْرتِه، وأين الجدال المحموم في رعونته؟ وأين الرازي الخلفي الذي جعل كتاب الله وراءه ظهريا؟ لا ترى إلا قلباً يذوب في توبته، ولوعة تنَفِّس عن غليلها، واستسلاماً مقروناً بالخوف والخشية المهيمنة على نفس ذليلة.
فهل يتدبر الخلفيون الذين يتخذون الرازي رباً من دون الله فيحلون بهواه، ويحرمون بهواه، ويسدون أسماعهم وقلوبهم عن القرآن لهواه؟؟! فهم رازيُّون أكثر من الرازي الأسطورة.وهل يجوز أن يظل بعض الناس مُصرين على الإيمان بقدسية الرازي، ووجوب الاقتداء به في أصل الدين، وهو الذي وقف على شفا القبر يلعن ذلك الماضي الرهيب المعلون الذي استعلن فيه بعدوانه على الحق؟ أيهما أجدر بالاقتداء ـ إن كان يجوز الاقتداء بغير الرسول – صلى الله عليه وسلم- ـ آلرازي ـ وهو نهب الحيرة والضلالة في شبابه المعربد ـ أم الرازي الشيخ الذي شفته التوبة من ضلالته؟ إنه لعجيب أن يحطم صاحب الصنم صنمه، ويعلن في صراحة أنه كان صنماً حقيراً، ومع هذا يأبى الخلفيون إلا أن يعتقدوا فيه أنه ليس صنماً، وإنما هو إله كبير!!.
عجيب أن يَعْتَدَّ الخلفيون الزاعمون أنهم يتبعون الكتاب والسنة بكتب الرازي التي برئ هو منها، وجدَّ في لعنها، وسجد بين يدي الله في ذلة يضرع إليه ألا يحاسبه على ما بث فيها من زيغ وضلال!! عجيب أن يجعلوا هذه اللعنة عقبة كأداء تحول بينهم، وبين القرآن؟.


كلمة أخيرة مع الأشعرية

من هذا العرض الأمين يتبين لنا أن أبا الحسن الأشعري دان - بعد الاعتزال- بأهم أصول عقيدة السلف، وأنه لم ينقض شيئاً مما قاله في الإبانة، وأن كبار أئمة الأشاعرة كانوا ـ إذا ضلوا، وأضلوا ـ سرعان ما يفزعون بالتوبة إلى الله من الخلفية، ويفيئون إلى السلفية ، يستروحون منها سكينة الهدى بعد أن أهلكهم السُّرى في غياهب الضلالة!!.
حتى الغزالي!! فإن ابن عساكر يقول عنه: " وكانت خاتمة أمره إقباله على حديث المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومجالسة أهله، ومطالعة الصحيحين البخاري ومسلم(37 )".
ولهذا ؛ أسأل الزاعمين أنهم على دين الخلف: أين هو دين الخلف، وهؤلاء الذين تعدونهم أئمة الخلف، قد لعنوا هذا الدين الخَلَفِيَّ، وبرئوا إلى الله منه، ودعوا جميعاً إلى الإيمان بما آمن به سلف هذه الأمة، وكما آمنوا؟ وإني لأستطيع أن أجيب بالحق البين: ليس للخلفية من معنى، ولا سلطان تعتد به بعد هذا إلا ذكريات تعسة!! فقد شهد التاريخ أئمة هذه "الخلفية" وهم يهوون بمعاولهم عليها، ويأتون بنيانها الواهن من القواعد، ويُخَلِّفون أطلالها الثكلى تقص للتاريخ قصة أولئك الذين شيدوها، ثم حطموها، وتركوها أنقاضاً تثير العِبْرة والعَبْرة!! تركوها، ومالها من وجود إلا في متحف الآثار البالية!! ثم أقول للخلفيين أيضاً: إنه لا "الإرشاد " ولا " المواقف "، ولا " العقائد العضدية "، ولا "المقاصد "، ولا "العقائد النسفية" ، ولا كل الشروح الطوال لها، ولا الحواشي المسرفات في اللغو والهذر، ولا كل كتب الرازي التي ألفها قبل توبته. لا كتاب من هذه الكتب يمثل حقيقة ما ذهب إليه أبو الحسن الأشعري، ثم هو بالأحرى لا يهدي إلى يقين، ولا يمثل صورة من صور اليقين!! أروني الذين هُدوا إلى الإسلام على يد هؤلاء؟ " . انتهى كلام الشيخ الوكيل -رحمه الله - ، ( ص 47 - 98 ) .

تنبيه : كلامه عن محققَي التمهيد للباقلاني ، سبق الحديث عنه هنا :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24051
وهنا : رسالة الشيخ محمد عبدالرزاق حمزة - رحمه الله - عن الباقلاني وكتابه :
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18111

الهوامش

(1)ص 152 بيين كذب المفتري.
(2)ص448 ج1 مجموعة الرسائل الكبرى.
(3)انظر صفحتي129، 131 من تبيين كذب المفتري.
(4)ص175 المصدر السابق.
(5)ذكر الحافظ أبو محمد بن علي البغدادي في رسالة الذب عن الأشعري أنه شاهد نسخة من الإبانة بخطه مقروءة مصححة. ثم عرّض بأشعري ارتاب في نسبة الكتاب إلى أبي الحسن. فقال: " فما دريت من أي أمريه أعجب، أمن جهله بالكتاب مع شهرته وكثرة من ذكره في التصانيف من العلماء. أو من جهله بحال شيخه الذي يفتري عليه بانتمائه إليه. واشتهاره قبل توبته بالاعتزال" ص10 رسالة " الكوثري وتعليقاته" مطبعة الإمام.
(6)ص 320 وما بعدها ج1 مقالات الإسلاميين طبع النهضة ويقول ابن تيمية عن كتابه هذا " إنه من أجمع الكتب، وقد استقصى فيه أقاويل أهل البدع، ولما ذكر قول أهل السنة والحديث ذكره مجملاً غير مفصل" ص247 مجموعة تفسير ابن تيمية.
(7)البردان: اسم يطلق على قرية في بغداد، وعلى مواضع أخرى. ومدينة السلام: هي بغداد.
(8)حُلوان: تقال على عدة أماكن منها حلوان العراق، وكانت مدينة عامرة، وحلوان قوهستان بنيسابور، وحلوان مصر.
(9)ص119 وما بعدها اجتماع الجيوش الإسلامية، ص 452 ج1 مجموعة الرسائل الكبرى، ص169 ج3 شذرات الذهب وانظر النسخة المصورة من التمهيد الموجودة في حوزة إدارة الثقافة بالجامعة العربية، وهي منقولة عن نسخة مكتبة مصطفى عاطف باستانبول رقم 2223 ويوجد هذا النص في أثناء وجه 137 من النسخة العاطفية.
(10)ص 262 من كتاب التمهيد.
(11)وجد في النسخة العاطفية لكتاب التمهيد، وذلك في أثناء وجه 136 منها.
(12)وجد في النسخة العاطفية في أثناء وجه 169.
(13)أشرت إلى هذا في كتابي "دعوة الحق" المطبوع سنة 1952 حينما عرضت رأي الباقلاني.
(14)يقول بعض المتكلمين، ومنهم الأشاعرة : إن الكائنات مؤلفة من أجزاء متماثلة في ذاتها، وكل جزء من هذه الأجزاء يسمى الجزء الذي لا يتجزأ، أو الجوهر الفرد، أو الذرة في الاصطلاح العلمي الحديث. وقد عرّف الكلاميون الجوهر الفرد بأنه ذو وضع لا يقبل القسمة أصلاً. لا قطعاً، ولا كسراً ولا وهماً، ولا فرضاً.
والإيمان عند الأشعرية يتوقف على الإيمان بمسألة الجوهر الفرد، فهو حجر الزاوية في مذهبهم، أو كما عبر كبير منهم، الأصل السادس من أصول الإسلام ، أو القاعدة التي ينبني عليها كثير من قواعد الإسلام، كإثبات القادر المختار، وكثير من أحوال النبوة والمعاد!! والخلق المستمر، هكذا يؤكد الأشاعرة أنه بدون دليل الجوهر الفرد، لا يمكن إثبات قدرة الله واختياره، ولا إثبات نبوة من النبوات، ولا القيامة التي أخبر الله عنها! أما الخلاء، فقد افترضوا وجوده، لكي يمكن تحرك هذه الجواهر الفردة، فتجتمع، أو تفترق. والأشاعرة لم يبتدعوا القول بالجوهر الفرد، وإنما قلدوا غيرهم وغلوا في التقليد، حتى أصبح الجوهر الفرد عندهم هو الدليل المعتمد وحده في التوحيد. إنهم استمدوه من المتكلمين قبلهم، وهؤلاء استمدوه من الفلسفة اليونانية القديمة التي كانت قبل سقراط، ولاسيما فلسفة "ديمقريطس" ، فقد قسم هذا الفيلسوف الطبعي الوجود إلى عدد غير متناه من الوحدات المتجانسة غير المنقسمة، غير المحسوسة لتناهيها في الدقة، وحكم عليها بالوجود في خلاء غير متناه تتحرك فيه، فتتلافى، وتفترق ، فيحدث الكون بتلاقيها، والفساد بافتراقها. وديمقريطس يحكم بقدم هذه الجواهر الفردة أو الذرات وببقائها الأبدي السرمدي، وبأن الحركة تعصف بها منذ القدم بذاتها، أي لا صلة لإله بحركتها !
وينتقل مذهب الفيلسوف، ويؤمن به الأشاعرة، فيصير ديمقريطس هو النبي المستتر لأشاعرة الجوهر الفرد، وتصير أسطورته الأصل الذي يتوقف عليه إيمانهم ونجاتهم هذا، وقد فجر العلم الذرة، وعصف بها، وفتتها. تُرى بماذا يثبت الأشاعرة اليوم وجود الصانع المختار، والنبوات، ومجيء اليوم الآخر؟.
(15)ص206 ط عبدالرحمن محمد.
(16)يقول الغزالي: " من أشد الناس غلواً وإسرافاً طائفة من المتكلمين كفروا عوام المسلمين، وزعموا أن من لا يعرف الكلام معرفتنا، ولم يعرف العقائد الشرعية بأدلتنا التي حررناها، فهو كافر، فهؤلاء ضيقوا رحمة الله الواسعة على عباده" ص97 الجواهر الغوالي مجموعة رسائل للغزالي.
(17)نبهنا مراراً على أن القديم ليس من أسماء الله الحسنى ، وإنما من أسمائه الأول والآخر.
(18)أي بإصبعها، وقد صرح في رواية أبي هريرة التي أخرجها أبو داود "فأشارت إلى السماء بأصبعها".
(19)انظر ص40 من كتاب الإرشاد، وقد روى محمد بن طاهر المقدسي أن الشيخ أبا جعفر الهمداني حضر أبا المعالي، وهو يخطب على المنبر بقوله: " كان الله، ولا عرش" ، ويؤكد نفي الاستواء، فقال له الهمداني: " يا أستاذ دعنا من ذكر العرش ـ يعني؛ لأن ذلك إنما جاء في السمع ـ: وأخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا، ما قال عارف قط: يا الله إلا وجد من قلبه معنى يطلب العلو، لا يلتفت يمنة، ولا يسرة ، فكيف ندفع هذه الضرورة عن قلوبنا" ، فصرخ أبو المعالي - ووضع يده على رأسه - : "حيرني الهمداني" ! ثم نزل من على المنبر. وقد علق شيخ الإسلام ابن تيمية على هذه القصة بقوله: " فهذا الشيخ الهمداني ـ تكلم بلسان جميع بني آدم، فأخبر أن العرش والعلم باستواء الله عليه إنما أخذ من جهة الشرع وخبر الكتاب والسنة ، بخلاف الإقرار بعلو الله على الخلق من غير تعيين عرش، ولا استواء، فإن هذا أمر فطري ضروري نجده في قلوبنا نحن، وجميع من يدعو الله تعالى، فكيف ندفع هذه الضرورة عن قلوبنا؟" ص 52 نقض المنطق.
(20)الفحوي = معنى الكلام ولحنه. وتعبير أبي المعالي يخالف الحقيقة ، فالذي امتنع على أهل الحق: هو إدراك الكيفية لا المعنى.
(21)أي امتنع إجراؤها على حسب ما يفهم الناس منها بالنسبة إلى الخلق.
(22)انظر ص23 وما بعدها العقيدة النظامية ط سنة 1948 بمطبقة الأنوار بالقاهرة، وهي قسم من كتاب كبير ألفه الجويني في العقيدة والأركان المبني عليها الإسلام. وقد عمد تلميذه "أبوبكر بن العربي" إلى فصل قسم العقيدة من هذا الكتاب. وتسميته: "العقيدة النظامية".
(23)أطلق عليه " ربيعة الرأي" وقد قال عنه مالك: "ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة" توفي سنة 136هـ.
(24)ص61 نقض المنطق.
(25)ص 5 إلجام العوام ط منير.
(26)الصوفية التي آمن بها الغزالي، ونصرها تؤكد ذلك، فتزعم أنه كتم الحقيقة، وأظهر الشريعة! وأنه اختص بالحقيقة قوماً دون قوم من أصحابه!! وانظر النصوص الدالة على هذا في كتابَي " مصرع التصوف " و " هذه هي الصوفية".
(27)ص 33 وما بعدها إلجام العوام.
(28)ص 88 الجواهر الغوالي رسالة " فيصل التفرقة" ط أولى سنة 1353هـ.
(29)ص 12 قانون التأويل.
(30)ص88 رسالة فيصل التفرقة، داخل مجموعة الجواهر الغوالي.
(31)ألف فيه كتاب "السر المكتوم في مخاطبة الشمس والنجوم". وقد ألفه كما يقول ابن تيمية في السحر وعبادة الكواكب والأوثان ، مع أنه كثيراً ما يحرم ذلك، وقد نقل ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى: " يُعلمون الناس السحر" نصوصاً كثيرة ، منها : زعمه: أن الساحر قد يقلب الإنسان حماراً، والحمار إنساناً، وأن تحصيل العلم بالسحر واجب، وأن السحر ثمانية أنواع، منه سحر الذين كانوا يعبدون الكواكب السبعة، وقد ذكر فيه طريقهم في مخاطبة كل كوكب من هذه الكواكب السبعة وكيفية ما يفعلونه، وما يلبسونه، وما يتمسكون به، كما ذكر أن من أنواع السحر الاستعانة بالأرواح الأرضية، وهم الجن،وذكر أنه يمكن الاتصال بها بالرقى والدخن أو بالعزائم وعمل التسخير. ثم يقول ابن كثير: "ويقال إنه تاب منه، وقيل بل صنفه على وجه إظهار الفضيلة لا على سبيل الاعتقاد" ، وقال عنه الذهبي في "ميزان الاعتدال": " وله كتاب السر المكتوم في مخاطبة النجوم" سحر صريح، فلعله تاب من تأليفه إن شاء الله" ، كما ذكر ابن خلكان أسماء كتب الرازي التي ألفها، ثم قال: " وفي الطلسمات السر المكتوم أو المكنون".
وله كتاب في تفسير حديث المعراج يقول عنه ابن تيمية ما يأتي: "احتذى فيه حذو ابن سينا. فإنه روى الحديث بسياق طويل وأسماء عجيبة وترتيب لا يوجد في شيء من كتب المسلمين. وإنما وضعه بعض السوّال والطرقية، أو بعض شياطين الوعاظ، أو بعض الزنادقة. ثم إنه مع الجهل بحديث المعراج فسره بتفسير الصابئة الضالة المنجمين. وجعل معراج الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ترقيه بفكره إلى الأفلاك ! وأن الأنبياء الذين رآهم هم الكواكب ، فآدم هو القمر، وإدريس هو الشمس والأنهار الأربعة هي العناصر، وأنه عرف الوجود الواجب المطلق" !! ص53 نقض المنطق.
(32)ص20 من مقال صدّر به الشيخ كتاب: "اعتقادات فرق المسلمين والمشركين" للرازي.
(33)انظر ترجمة الرازي في وفيَات الأعيان لابن خلكان، وتذكرنا هذه الأبيات بقول الشهرستاني صاحب الملل والنحل: لقد طفت في تلك المعاهد كلها * وسيرت طرفي بين تلك المعالم * فلم أر إلا واضعاً كف حائر * على ذقَن أو قارعاً سن نادم ، وقد قدم بهما لكتابه "نهاية الإقدام" كما ذكر ابن خلكان في ترجمته.
(34)سماه الشيخ مصطفى عبدالرازق أقسام الذات، ولعله خطأ مطبعي، فالكتاب يتحدث عن أقسام اللذات الإنسانية.
(35)ذكرها في ترجمة الرازي.
(36)23، 24 مقدمة الشيخ مصطفى عبدالرازق لكتاب الرازي.
(37)ص 296 تبيين كذب المفتري.

الآجري
2009-02-15, 08:21 PM
بارك الله فيك .
وكتاب الشيخ قيم فعلاً ، أحسب لو قرأه الأشاعرة لثاب نصفهم أو أكثر إلى الحق ، قد جمع الحجة والأسلوب .
جزاه الله خيراً .

رشيد الحضرمي
2009-02-15, 08:39 PM
بارك الله فيكما ،وهل الكتاب موجود على النت؟؟

طالب الإيمان
2009-02-16, 02:56 PM
يا شيخ سليمان .. اتقِ الله ،..
و الله إنّ الوقتَ والأزمةَ التي نعيشُها .. لتُوجب علينا صبّ الجهد على الأهمّ صبّا ..
و الله .. لستُ مع الأشاعرة .. ولكن :
إنّ العكوفَ على إصلاح العقائد .. ومجادلة الأموات حول بدعهم وانحرافاتهم ، في مجتمع لا توجد فيه فِرق بدعية أو طوائف كلامية ، وكان الأولى أن نحارب الاستعمار والتبعية السياسية المشينة ، والحرب العلمانية الكائدة المصالحية المُفسدة ..
و إنّ عدم تحديد أولويات العمل في المرحلة الحاضرة ، والعيش بين الماضي البعيد .. واللحظة الحاضرة .. لهوَ مفارقة عجيبة !
فنرجع إلى الوراء .. فننبش قبر (زاهد الكوثري) .. ممن لا أثر لهم على فَكر الأمة ..وإنْ كان فقليل !
.. ثم لا نرى أبعد من أرنبة أُنوفنا !
كلّ هذا .. لهوَ بالبعد عن مصلحة الأمة وأولويات أهدافها .. البُعد البعيد !
والعجيب : أنّ الموقع لا يُثبت إلا ما لا فائدة منه على الواقع المُعاش ..
فما بالنا وبال : عبد القادر الجزائري .. ، إذا علمنا أن الرجل ليس على عقيدة وحدة الوجود .. طيب : و بعد هذا !
اتقِ الله .. يا شيخ سليمان ..
ما عدد الأشاعرة في الأمة ؟ .. يا أخي : اعتبر أنْ لا وجودَ لهم !
ما بالنُا .. وبال الحوارِ بين المعتزلة والأشاعرة ؟!
إن الإغراق في ما لا طائل تحته لهوَ خيانه للأمة !
اتق الله .. يا شيخ سليمان .. و و الله إني محبٌ لك وناصح !
الطوفان قادم .. وإن لم نفعل ما يجبُ فعله .. فسنغرق معه ..
أرِحْنا ..أراحْ الله قلبك .
أخوك

الآجري
2009-02-16, 03:20 PM
طالب الإيمان .. !

الأشاعرة يقرؤون في هذا المنتدى ، وبعضهم له عضوية فيه ، وآخرون قذفوا بمشاركاتهم ، ولازالوا بين الفينة والأخرى !

هذا من حيث وجودهم ، أما من حيث الموضوع وقدره ، فإذا كنت لا تقيم للعلميات المتعلقة بالعقائد وزناً وتفضل الخوض في العمليات ، فليس رأيك صائباً !

لا تعارض بينهما أصلاً ، ومن يختلق التعارض فيرى الكلام في إحداها مجلبة للتفريط في الأخرى فليس أهلاً لقيادة الأمة وإرشادها والإسهام في فكرها ، إذ هو عاجز أمام شمولية الإسلام .

أما إذا كنت تقر بأهمية المسائل العقدية ، ولا تعرف أثر الصفات وموقعها من الإعراب : فإنها متعلقة بالرب جل جلاله المقصود والغاية لكل المسلمين ، وليس شيء أعظم منه أو أولى أو أهم في حيز فكر المسلم - كما يجب - .

سددك الله

أبو فهر السلفي
2009-02-16, 05:31 PM
الأشاعرة لا وجود لهم ؟؟؟!!!!!!

هذه فعلاً نكتة..

ونكتة مصرية كمان..

المسروحي
2009-02-16, 07:59 PM
نشكر الشيخ سليمان على هذا الموضوع الرائع والمهم في نفس الوقت
ولعل بعض الإخوة الأشاعرة الذين في المنتدى أو ممن يمر عليه يقرأ هذا الكلام فيستفيد

وأصبح غلاة الأشاعرة في هذا العصر يكفرون ابن تيمية وابن القيم ومن يسمونهم الوهابية
يعني أصبحوا تكفيريين والعياذ بالله وما بعد التكفير الا التفجير كما يقول المثل.

سليمان الخراشي
2009-02-16, 08:14 PM
الإخوة الفضلاء الكرام :
بارك الله فيكم جميعًا ، ووفقني وإياكم لما يُحب ويرضى

- أخي : رشيد : لا أعلمه موجودًا .
- أخي : طالب الإيمان : جزاكم الله خيرًا عن النصيحة . والمقال لا يُعارض ما تُطالب به ، سواء قمتُ به أنا أو أنت أو غيرنا ، المهم أن تتكامل الجهود ، فكلٌ منا على ثغر ، والهدف واحد - إن شاء الله - ، وهو الدعوة إلى هذا الدين بصفائه الأول ، ولا يكون هذا إلا بـ: نشره ، مع نُصح الحائدين عنه - في أي من جوانبه - ليعودوا لجادة الطريق .وقد أجاد الفاضل الآجري في تعليقه . وفقكم الله ..

أبو ممدوح
2009-02-16, 09:34 PM
جزاك الله خير ياشيخ سليمان الخراشي .

أبو عبدالرحمن بن ناصر
2009-02-16, 10:18 PM
جزاكم الله خيرا شيخنا

فهمي الهاشمي
2009-02-16, 10:35 PM
الإخوة الفضلاء الكرام :
بارك الله فيكم جميعًا ، ووفقني وإياكم لما يُحب ويرضى
- أخي : رشيد : لا أعلمه موجودًا .
- أخي : طالب الإيمان : جزاكم الله خيرًا عن النصيحة . والمقال لا يُعارض ما تُطالب به ، سواء قمتُ به أنا أو أنت أو غيرنا ، المهم أن تتكامل الجهود ، فكلٌ منا على ثغر ، والهدف واحد - إن شاء الله - ، وهو الدعوة إلى هذا الدين بصفائه الأول ، ولا يكون هذا إلا بـ: نشره ، مع نُصح الحائدين عنه - في أي من جوانبه - ليعودوا لجادة الطريق .وقد أجاد الفاضل الآجري في تعليقه . وفقكم الله ..

لعل الأخ قصد أن عموم المسلمين لم تعد هذه قضاياهم المرتبطة بعلم الكلام أو التعمق في باب العقائد وربما مثل هذه القضايا تهم فقط العلماء وطلبة العلم ولعل التوغل في مثل هذه الأمور بعيدة عن العوام
فهؤلاء باتت تشغلهم قضايا أخرى وجب التنبيه اليها قبل غيرها مثل انتشار المخدرات والأغاني الماجنة وتقليد الغرب وغير ذلك من الأمور التي تؤدي إلى الإنسلاخ من الدين بالكلية .
بالاضافة الى قضايا ترتبط بتخلف الأمة بصفة عامة
ولا أعني أننا لا ينبغي أن نهتم بعقائدنا ولكني أختلف فقط في طريقة العرض
ينبغي أن نجد أشكال عرض أخرى تتوخى ايصال العقائد الصحيحة للجميع لأنني أعتقد شخصيا لو اطلع العوام على مثل هذه الأمور لكان ضررها أكثر من نفعها والله أعلم

طالب الإيمان
2009-02-17, 12:59 AM
مساكين أنتم معاشر السلفيين / .. و كما يقال عندنا في الشام : " دٌقّ الماء وهيَ ..... ماءْ " !
............ ............ ................
الأستاذ الآجري :
أما عن الأشعرية -بخاصة- أو أصحاب العقائد المخالفة في " العقيدة " .. فمعروفون ! .
وقد زاد العلماء وأفاد الباحثون .. في ما لا زيادة عليه ..
وإن كنتَ تعتقد أنني لا أعلم عن الإلتزامات التي .. يُلزم بها الأشاعرة في " الأسماء والصفات " -خاصة- فلأعلمك أنني :
من طلاب الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- ، وأحفظ " الواسطية " و" الحموية " عن ظهرِ قلب ! .. وقارئ الفتاوى ، ومنهج الأشاعرة .. ، .. ومكتفٍ في (هذا) -ولله الحمد- !
حتى لا تعلم أنني أتحدثُ من كيسي .. فيما لا أُحسن .
وأظن أنّ كلامي واضحٌ : تضخمٌ في علمٍ من العلوم على حساب علم آخر أهمّ منه ! (هل أكرر؟!) !
ويمكنُني أن أسألك سؤال :
هل تعتقد أنّ المُتأول في (الأسماء والصفات) .. مُخطئ في (أصل تأويلهِ) أم في (نتائج تأويله) ؟!
وهل مسألةُ القربِ والبعدِ عن الله -جل وعلا- تتحددُ بتأويل آيات وأحاديث الأسماء والصفات ؟!
هل كلّ ما تستطيع تنظيرهُ من (مقدمة) و (نتيجة) يلتزمه الأشاعرة ؟!
ماذا نقول عن (صلاح الدين ) .. الأشعري ، عندما أراد أن ينشرَ (عقيدة الأشاعرة) في مملكته عن طريق مُفتي الشافعية (قراقوش) .. وقد نصَرَهُ الله - سبحانه وتعالى- ؟!
هل تعتقد أن النهضة التي قام بها الإمامين (الجويني) و (الغزالي) .. قد أثرت على الحنبلي (القادري الجيلاني) .. لأنهم يختلفون في (حيثيات العقيدة ) .. / وإن كانت أصولُ الإستدلال ومناهج الإنطلاق تختلف .. فكيف نصَرَهم الله ؟!
هل تقول لي القَدَر ؟! .. طيب قلي : الأشاعرة أنت تُلزمهم بالإرجاء .. أليس كذلك ؟! .. فلماذا جاهدوا مع صلاح الدين ؟! ولماذا أعادوا القدس ؟! بل لماذا جاهد صلاح الدين ذاته ؟!
وهمُ في أدبيات عقيدتهم أن الإرجاءَ لهم عقيدة .. ثم يقولون لأنفسهم : فلنجلس في بيوتنا ! على موائدنا ! بين أهلنا !
قُلي : هل التنظير الفكري الأشعري المنفك عن الواقع أثّرَ على المنهج الحركي العملي النهضوي ؟! ..
............. ........... ...........
أما : (أبي فَهر " لا فِهر " ) .. فأظنّ أنني محتاجٌ لأعلمك القراءة ... و " التهجئة " !
أو أنك واقع في " التفكير الظاهري " - عافاك الله منه - :
فهل يظهر من كلامي أنّ (الأشاعرة) منقرضون ؟ أم أنهم غير معتبرين ؟!
وإن كنتَ لا تأخذ باقتضاء النص .. فهل لهم أثرٌ على واقع الأمة المعاش من جراء تنظيراتهم ؟!
........... ........... ...........
أما الأخ المسروحي : عندما كفّر الأشاعرةُ شيخَ الإسلام .. أتستطيع إلزامهم بتكفير الأمة (المعتقدة ما يعتقد) ؟!
يعني : هل تكفير الأشاعرة لشيخِ الإسلام من أجل معتقد أم من جراء إختلافات شخصية ؟!
أرجوا إثبات ذلك .
أما عن التكفير بأنّهُ يتلازم مع التفجير .. فغير صحيح ! ، و هوَ ينبني على استقراءٍ ناقص .
ولأسألك سؤال : التكفير من (الدين) .. أم لا ؟!
....... .......... ........
الشيخ سليمان : بارك الله فيك .. ونفع بك .. وابق على ثغرك ، فالأنسان صانعُ قدْرِه !

أحمد إدريس الطعان
2009-02-17, 02:48 AM
المشكلة ان صاحب المقال يقرأ الأشعرية بعيون السلفية ... وأعني السلفية المعاصرة ...
وهو يقرأ بخلفية شيوخه .... لم يتمكن من قراءة الغزالي والجويني والرازي بتجرد ... ولذلك قراءته منذ البداية قراءة تصنيفية ... فهو للأسف لم يفهم الأشعرية ولا السلفية .. وهنا أعني السلفية الحقيقية . لأن الأشعرية منذ الأشعري إلى ما بعد الرازي هي لم تفارق السلفية ولا لحظة واحدة ... علماً أن لآحادهم لا شك بعض الأخطاء ... وهي ليست أخطاء أشعرية وإنما أخطاء أشخاص كما يخطئ أي عالم سلفي او صحابي أو تابعي .. أو غيرهم ... فلا عصمة لأحد بعد الوحي ..
والله أعلم ...

سليمان الخراشي
2009-02-17, 07:50 AM
الإخوة الفضلاء الكرام :
بارك الله فيكم جميعًا ، ووفقني وإياكم لما يُحب ويرضى

- أخي الكريم : فهمي : قلتم : ( ولكني أختلف فقط في طريقة العرض ) . ليتكم - رعاكم الله - تُبينون الطريقة المثلى . مع ملاحظة أن المقال عبارة عن نصيحة وتنبيه بأسلوب علمي ، من عالمٍ خبير بحال القوم قبل توفيق الله له بلزوم منهج السلف - رحمه الله - .

- أخي الكريم : طالب الإيمان : بارك الله فيك . مادمت ترى - ولله الحمد - أن " الأشعرية " بدعة مخالفة لعقيدة سلف الأمة ، فما الذي يضيرك من معالجة هذا بالنصيحة ؟ ألا يُفرحك اجتماع الأمة ، بدلا من تفرقها ؟ وإن كنت تخالف في الأسلوب أو الأولويات ، فلاتعارض - كما سبق - بين الجهود المتنوعة ، مادامت تخدم هدفًا واحدًا . وعن نفسي فقد كتبتُ فيما أهمك كثيرًا . وفقك الله ويسّر أمرك ..

- الأخ الكريم : الدكتور أحمد : بارك الله فيكم . تكرمًا : مَنْ في نظرك يُمثل " المذهب الأشعري " ؛ لنحاكم الآخرين إليه . لأني أراك تقول : ( علماً أن لآحادهم لا شك بعض الأخطاء ) . أي : بناء على ماذا كانت أخطاءً عندك ؟ وفقكم الله ونفع بجهودكم ..

القضاعي
2009-02-21, 02:19 PM
[color="red"]

ماذا نقول عن (صلاح الدين ) .. الأشعري ، عندما أراد أن ينشرَ (عقيدة الأشاعرة) في مملكته عن طريق مُفتي الشافعية (قراقوش) .. وقد نصَرَهُ الله - سبحانه وتعالى- ؟!
هل تعتقد أن النهضة التي قام بها الإمامين (الجويني) و (الغزالي) .. قد أثرت على الحنبلي (القادري الجيلاني) .. لأنهم يختلفون في (حيثيات العقيدة ) .. / وإن كانت أصولُ الإستدلال ومناهج الإنطلاق تختلف .. فكيف نصَرَهم الله ؟!
هل تقول لي القَدَر ؟! .. طيب قلي : الأشاعرة أنت تُلزمهم بالإرجاء .. أليس كذلك ؟! .. فلماذا جاهدوا مع صلاح الدين ؟! ولماذا أعادوا القدس ؟! بل لماذا جاهد صلاح الدين ذاته ؟!
وهمُ في أدبيات عقيدتهم أن الإرجاءَ لهم عقيدة .. ثم يقولون لأنفسهم : فلنجلس في بيوتنا ! على موائدنا ! بين أهلنا !
قُلي : هل التنظير الفكري الأشعري المنفك عن الواقع أثّرَ على المنهج الحركي العملي النهضوي ؟! ..
!
هذا الاقتباس من أعجب ما ذكرت يا طالب الإيمان .
فهل يسوغ لك يا طالب ابن عثيمين رحمه الله أن تحتج بالأقدار الكونية على صحة ما تقرر !!
وللأسف أن يصدر هذا عن مثلك وقد كشفت لنا عن حالك وما تحمل من علم أما أن ينفعك أو يكون حجة عليك ؟!
فيا أخ الإسلام انتصار الأشعري أو غيره ممن خالف الصراط المستقيم , لا يصحح عقيدتهم الباطلة , وإنما تلك هي حكمة العليم الحكيم وامتحانه لعباده الموافقين والكخالفين , فتنبه .

طالب الإيمان
2009-02-21, 07:45 PM
و الله يا شيخ قضاعة .. -بارك الله فيك-
الإقتباس في هذا الموضع مضلل ..
وعلى العموم :
أنا لا أحتج بالقَدَر ، فهوَ إنْ كانَ بلاء أو نصراً فيكون مما يُعاب على إخوتنا من (السلفيين) .. التشدق بنصرِ صلاح الدين على الصليبين و الباطنيين .. وهوَ الأشعري ! (فتنبّة أنت !!)
وأظنّ أنك محتاجٌ للإجابة على باقي الإسئلة حتى تفهم .

أبو عبدالرحمن بن ناصر
2009-02-22, 11:51 AM
لاشك أن الأشاعرة لهم أكبر الاثر في انحراف المسلمين والعالم الإسلامي حتى في توحيد الألوهية فما قامت هذه الاضرحة والقبور التي تُدعى من دون الله ويستغاث بها من دون الله ويذبح لها من دون الله إلا على تفسير الأشاعرة لمعنى ( لا إله إلا الله ) وهو أنه لا قادر على الاختراع إلا الله ، فبدلوا الدين وقاموا عن هذه البدع منافحين وأشهر الأشاعرة المنافحين كما قال عنهم الألوسي - رحمه الله . هم ( الفخر والسبكي والهيتمي )

و أما نصر صلاح الدين والتغني به ، فهم أكثر من يتغنى به وبنصره - رحمه الله - و والصحيح أن السلفيين يبنغي أن يفتخروا بالفاتحيين الأوائل من السلف ، وبني أمية كانوا على العقيدة السلفية وفتحوا المشرق والمغرب ، ولم يستطع أشعري واحد من خلال الدول التي تعاقبت منهم أن يفتحوا مثل تلك البلاد ، بل لما تمكنت العقيدة الأشعرية في بلاد الأندلس وضاعت السنة ، ضاعت البلاد ، ومثلها في البلاد الإسلامية الأخرى ، فلم يأت الجهل لهذه الأمة إلا عن طريق الأشاعرة الصوفية اتباع أبي حامد الغزالي ومن سار على دربه .

وأقول أن المهدي الذي سينصره الله على الكفار في آخر الزمان هو سلفي ولن يكون أشعري أو صوفي أو غيرها من العقائد الباطلة

القضاعي
2009-02-22, 12:01 PM
و الله يا شيخ قضاعة .. -بارك الله فيك-
الإقتباس في هذا الموضع مضلل ..
وعلى العموم :
أنا لا أحتج بالقَدَر ، فهوَ إنْ كانَ بلاء أو نصراً فيكون مما يُعاب على إخوتنا من (السلفيين) .. التشدق بنصرِ صلاح الدين على الصليبين و الباطنيين .. وهوَ الأشعري ! (فتنبّة أنت !!)
وأظنّ أنك محتاجٌ للإجابة على باقي الإسئلة حتى تفهم .
وفيك بارك ولكنك رقيت بي إلى المشيخة وما أنا إلا قضاعي صغير في تلك القبيلة الجليلة , فإن كنت ساخراً فلا يليق بك , وإن كنت مازحاً فلا يجوز لك , وإن كنت مبالغاً فهذا حال أكثرنا يا طلبة علم هذه الأيام , والله المستعان .
نرجع لموضوعنا :
فأقول لك : إن المتشدقين بقصة صلاح الدين الأيوبي رحمه الله وجزاه عن الإسلام خير الجزاء , هم أحد رجلان : إما جاهل بحقيقة دين الإسلام ويغتر بظواهر الحوادث , وإما حزبي يدعو إلى هواه وهو أيضاً جاهل .
لأن التشدق بقصة الناصر صلاح الدين مراده ضرب الدعوة إلى الإسلام الصافي , فيحتج الجاهل بأن المسلمين قد انتصروا وهم على تقصير في شيء من جوانب الإسلام الصافي !!
ويغفل هذا الجاهل أن ذاك التقصير قد يكون معذور صاحبه , لاسيما أ صاحبه قد قام بشتى أنواع الإصلاح التي مهدت الطريق لذاك الانتصار .
بل ويغفل ذاك الجاهل أن من جاهد في سبيل الله وكان عليه دين وهو مع سيد المرسلين صلوات ربي وسلامه عليه , لم تضع الشريعة عنه ذاك الدين , فكيف بمن كان صاحب شرك أو ترك للصلاة أو على عقيدة فاسدة في الأسماء والصفات !
قال تعالى { إن تنصروا الله ينصركم } وهذه الأية محكمة والذي لا يفهم معنى الإحكام , لابد أنه يفهم قول أهل الدنيا ( 1+1=2) وقد يختل الإحكام في قول أهل الدنيا , ولكنه في قول العزيز الحكيم ثابت لا يختل أبداً .
فليعلم الجميع بأن أي نصر يحبه الله ويرضاه في التاريخ الإسلامي , لم يتم إلا بتحقيق الشرط الذي في هذه الأية ولابد .
وأنا على يقين بأن صلاح الدين وغيره ممن نصروا الإسلام لم يتحقق لهم هذا النصر إلا بنصرهم لما استطاعوا أن ينصروه , وما قصروا عنه , فقد عُذروا فيه , وهو فتنة لمن بعدهم من المفتونين الحزبيين والجهال والله المستعان .

عبدالرحمن الناصر
2009-02-22, 12:16 PM
والتشدق بنصرِ صلاح الدين على الصليبين و الباطنيين .. وهوَ الأشعري ! (فتنبّة أنت !!)



أخي الكريم ، من قال أن صلاح الدين رحمه الله كان أشعريا ؟!
صلاح الدين لم يكن أشعريا .

طالب الإيمان
2009-02-22, 12:43 PM
أخي (أبو عبد الرحمن) - بارك الله فيك - :
من الظلم : عدم اعتبار .. بل والافتخار بانتصارات صلاح الدين - رحمه الله - ، فهي - اي الانتصارات - معلومة واضحة .. ومعلَمةٌ بارزة مشرقةٌ من تاريخنا الإسلامي
أما أنها - أي هذه الإفتخارات - من الإخوان أو غيرهم : فهذا لا يعنينا ! .. ولا يتدخل في حكمنا على الأشياء ..!
و أما الافتخار بفتوحات بني أميّة : فصحيح .. ولِمَ لا ؟!
ولكن : يمكنني أن أسألك سؤالاً - حتى نحدد طريقة تعاطينا مع التاريخ - :
يزيد بن معاوية -مثالاً- من بني أميّة .. هل بإمكانك أن تفتخر بفتوحاته وانتصاراته .. وهوَ قاتل الإمام الحسين -رضي الله عنه - عن طريق ( عبيد الله بن زياد - قبحه الله - ) ؟!
الحجاج بن يوسف الثقفي .. سياسي أموي وقائد عسكري , قاتل الخليفة الحقّ عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - .. مع أنّه فاتح بلاد السند والهند عن طريق القائد ( محمد بن مسلم الثقفي - رحمه الله - ) .. هل يمكننا الإفتخار بفتوحاته ؟!
الحجاج .. قاتِل الإمام سعيد بن جبير - رحمه الله - هل يمكننا الإفتخار بانتصاراته ؟!
أخي الفاضل :
هل يمكنك قراءة التاريخ بطريقةٍ انتقائيةٍ عجيبةٍ غريبةٍ .. والسبب هوَ : من أجل عدم التوافق بين التاريخ والعقيدة !
والحديث عن الإمام المهدي .. فبعيد وغريب .. ! وهي دعوى بلا دليل .. فلم يرد بالسنّة عن شيءٍ من مثل هذا .. !
ودعهُ حتى يخرج : حتى نرى ما القول فيه .. ؟! و ما هيَ عقيدته ؟ !
- وفقك الله -

طالب الإيمان
2009-02-22, 01:00 PM
أخي (القضاعي) .. و الله ما كنتُ مستهزأً ، ولكن هيَ من التقريب بين الأخوة .. - وفقك الله - :
الموضوع وما فيهِ : إذا أجبتني عن باقي الأسئلة لكان الأمر واضح - ولله الحمد - :
هل خطأ الأشاعرة في (أصل التأويل) أم في (نتائج التأويل) ؟!
حتى لا ندّعي أن المتشدقين بهذه الإنتصارات يريدون هدم العقيدة الصحيحة .. !
وضربتُ مثالاً على : الإرجاء .. والذي هوَ : من اللوازم التي يُلزم بها الأشاعرة ؟! أليس كذلك ؟!
و أما نهضة الإمام الغزالي .. فينظر إليها من عدة جوانب .. وباختصار : هي َ : السبب الرئيس في خروج أمثال صلاح الدين ونور الدين محمود زنكي ،.. مع نهضة (عبد القادر الكيلاني ) .. وغيرهم .. !
وإن أردتَ التفصيل فهو في كتاب ( هكذا ظهر جيل صلاح الدين .. وهكذا عادت القدس ) للدكتور ماجد عرسان الكيلاني - وفقه الله - ..!
-بارك الله فيك-

الآجري
2009-02-22, 01:06 PM
هل خطأ الأشاعرة في (أصل التأويل) أم في (نتائج التأويل) ؟!

ما مرادك من هذا السؤال ؟

أرجوا التوضيح والإبانة ، فما هو ( أصل التأويل ) الذي تقصده ؟

طالب الإيمان
2009-02-22, 01:08 PM
أخي عبد الرحمن الناصر : إنّ تاريخ الناصر صلاح الدين .. يؤكد (هذا) :
يذكر السيوطي أن صلاح الدين أمر المؤذنين بإعلان العقيدة الأشعرية من منابرهم كل ليلة وذلك في كتاب (الوسائل إلى مسامرة الأوائل) ، كما يذكر عنه قاضيه وكاتب سيرته ابن شداد أنه كان يستمع لسماع الصوفية .. !
...................
أقول للإخوة :
لماذا توقفتم عند قصة (صلاح الدين) وأشعريته ، وتركتم الإجابة عن السؤال المهمّ ؟!

محمد المبارك
2009-02-22, 01:25 PM
"منقول"

في مضادَّة الفِرق والمذاهب التي تبتعد عن دائرة الإسلام فالذي عليه شيخ الإسلام و غيره :
ان الأشاعرة أهل سنة في مقابل المعتزلة و الرافضة.
يعني أهل سنة عند المقارنة مع هؤلاء
يعني لو قلت هل الأشاعرة معتزلة أو رافضة أو من أهل السنة ؟
يقال : لا ، بل من أهل السنة.
و لو قلت هل الأشاعرة من أهل السنة أو من أهل البدع
يقال:هم من أهل البدع.
و قد حرر قول شيخ الإسلام هذا في كتابه القيم : "موقف إبن تيمية من الأشاعرة" ـ المجلد الثاني

-------------
ـ أمَّا لدى التعريف بمذهب اهل السنة و الجماعة
فيخرج االأشاعرة والماترودية من أهل السنة والجماعة ؟
قال الشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ في شرحه على العقيدة الواسطية عند شرح قول شيخ الإسلام :
( أهل السنة والجماعة )
فقال الشيخ الإمام محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ
"قال ـ أي شيخ الإسلام ـ { أهل السنة والجماعة } أضافهم إلى السنة لأنهم متمسكون بها والجماعة لأنهم مجتمعون عليها....... سموا أهل السنة لأنهم متمسكون بها وسموا أهل الجماعة لأنهم مجتمعون عليها فهم متصفون بهذا الوصف أهل السنة متمسكون بالسنة ظاهرا وباطنا وجماعة مجتمعون عليها .
ولهذا لم تفترق هذه الفرقة كما افترقت أهل البدع .
نجد أهل البدع كالجهمية متفرقين والمعتزلة متفرقين والروافض متفرقين وغيرهم من أهل التعطيل متفرقين لكن هذه الفرقة مجتمعة على الحق .
وإن كان قد يحصل بينهم خلاف لكنه خلاف لا يضر وهو خلاف لا يضلل أحدهم الآخر به أي أن صدورهم تتسع له و إ لا فقد اختلفوا في أشياء مما يتعلق بالعقيدة مثل هل رأى النبي صلى الله عليه وسلم ربه بعينه أم لم يره ؟. ومثله هل عذاب القبر على البدن والروح أو الروح فقط ؟. ومثل بعض الأمور يختلفون فيها لكنها مسائل تعتبر فرعية بالنسبة للأصول وليست من الأصول ثم هم مع ذلك إذا اختلفوا لا يضلل بعضهم بعضا بخلاف أهل البدع .
إذن فهم مجتمعون على السنة فهم أهل السنة والجماعة
وعُلم من كلام المؤلف رحمه الله أنه لا يدخل فيهم من خالفهم في طر يقتهم
فالأشاعرة مثلا والما تريدية لا يعتبرون من أهل السنة والجماعة في هذا الباب لأنهم مخالفون لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحا به في إجراء صفات الله سبحانه وتعالى على حقيقتها
ولهذا يخطئ من يقول إن أهل السنة والجماعة ثلاثة (سلفيون وأشعريون وماتريديون ) فهذا خطأ .
نقول كيف يكون الجميع أهل سنة وهم مختلفون فماذا بعد الحق إلا الضلال وكيف يكونون أهل سنة وكل واحد يرد على الآخر؟
هذا لا يمكن إلا إذا أمكن الجمع بين الضدين فنعم .
وإلا فلا شك أن أحدهم هو صاحب السنة فمن هو ؟ الأشعرية ـ الماترودية ـ السلفية ؟
ترى من وافق السنة فهو صاحب السنة ومن خالف السنة فليس بصاحب سنة .
فنحن نقول السلف هم أهل السنة والجماعة ولا يصدق الوصف على غيرهم أبدا
والكلمات تعتبر بمعانيها
لننظر كيف نسمي من خالف السنة أهل السنة ؟ لا يمكن وكيف يمكن أن نقول هؤلاء ثلاث طوائف مختلفة ؟ نقول هم مجتمعون فأين الاجتماع ؟
فأهل السنة والجماعة إذن هم السلف معتقدا حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فإنه سلفي" .
( شرح العقيدة الواسطية 1/33 ـ 34 طبعة مكتبة طبرية ت أشرف عبد المقصود ط 1)

طالب الإيمان
2009-02-22, 01:28 PM
بمعنى :
هل هم مخطئون في استخدام التأويل - وهوَ أصل (صحيح) - في فهم النص ..أم في ما خرجوا به من نتائج ؟!
أي هل نعذرهم أم لا ؟ !
مع اعترافي أنّهم مخطئون .
-حياك الله-

سليمان الخراشي
2009-02-22, 01:54 PM
الإخوة الكرام :
بارك الله فيكم جميعًا


وهدى الله الأشاعرة المعاصرين إلى ما يُحب ويرضى ، وجزى الله خيرًا من ساهم - ولو بكلمة - في جمع الأمة على ماكان عليه صحابة نبيها صلى الله عليه وسلم ، الذين جعلهم الله تعالى معيارًا لمن بعدهم ، بقوله عنهم : ( فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا ) . فجمعها لا يكون بغير هذا ، وإلا أصبحت - كما قال تعالى - : ( تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى ) .
وهنا رابط مهم عن هذا الموضوع :
( توحيد الكلمة على كلمة التوحيد ) ..
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=83&book=2237

وفقكم الله ..

أبو فهر السلفي
2009-02-22, 02:10 PM
تأويلهم ليس أصلاً صحيحاً في فهم النص..بل منهجهم في فهم النص منهج فاسد هو أودى بهم.

القضاعي
2009-02-22, 09:19 PM
الموضوع وما فيهِ : إذا أجبتني عن باقي الأسئلة لكان الأمر واضح - ولله الحمد - :
هل خطأ الأشاعرة في (أصل التأويل) أم في (نتائج التأويل) ؟!
حتى لا ندّعي أن المتشدقين بهذه الإنتصارات يريدون هدم العقيدة الصحيحة .. !
وضربتُ مثالاً على : الإرجاء .. والذي هوَ : من اللوازم التي يُلزم بها الأشاعرة ؟! أليس كذلك ؟!
و أما نهضة الإمام الغزالي .. فينظر إليها من عدة جوانب .. وباختصار : هي َ : السبب الرئيس في خروج أمثال صلاح الدين ونور الدين محمود زنكي ،.. مع نهضة (عبد القادر الكيلاني ) .. وغيرهم .. !
وإن أردتَ التفصيل فهو في كتاب ( هكذا ظهر جيل صلاح الدين .. وهكذا عادت القدس ) للدكتور ماجد عرسان الكيلاني - وفقه الله - ..!
-بارك الله فيك-
خلاصة كلامك بحسب فهمي : أنك تزعم بأن هذه الاختلافات العقدية لا تؤثر في مسيرة اهل الإسلام نحو الإصلاح , بل ولا دخل لها في ميزان النصر والهزيمة , وكأنك تنكر أن الذنوب التي هي أقل مما تقدم مثل (( معصية العُجب بالكثرة )) و (( معصية مخالفة أمر النبي في أحد )) لم تكن من أسباب الهزيمة انذاك , وهذا ثابتٌ في الوحيين !!؟
فإن قلت : الاختلاف في أصله ليس اختلاف تضاد ؟
قلت لك : بل هو كذلك , لأن المذاهب متنافرة , ووحدة الهدف لا تصحح هذا التنافر ولن تجمع بينه , وربنا جل وعز يقول { فإن تنازعتم في شيء فردوه لله وللرسول } , وجميع المذاهب عدا أهل الحق لا يقولون بمقتضى هذه الأية , وإن زعموه بقالهم فهم مخالفون له بحالهم والله المستعان , ولسان حالهم يقول بل نرده لقواعد أئمتنا وعلمائنا !
وأما أصل التأويل لا يصح إلا على الرد لقواعد أئمتهم , وأما حين نرد أصل تأويلهم إلى الكتاب والسنة وفهم السلف لهما , ينكشف لك الغطاء عن فساد أصل التأويل هذا وفقك الله , وإنما حقيقة الخلاف في ذلك , وإلا فبعض النتائج تتحد كموافقة الأشاعرة لأهل السنة في اثبات الصفات السبع , ولكن كيف تم لهم هذا الاثبات ؟؟؟
هنا السؤال والله المستعان .....

أبو عمار السلفي
2009-02-23, 12:58 AM
ماذا تقصد "بالتأويل أصل صحيح"؟

هل تقصد ما فعله الأشاعرة؟ والأحرى أن يسمى تحريفا، لأنه تأويل إلى معنى غير ظاهر بدون دليل شرعي.

طالب الإيمان
2009-02-23, 01:50 AM
يا شيخ قضاعة - وفقك الله - :
ما تحدثنا عنهُ جزئية بسيطة في الموضوع لم أُرد الخوض فيه ، كان حديثي أننا قد اكتفينا في الرد على الأشاعرة .. والأمر أصبح واضحاً تماماً ، لأن الأزمة التي نعيشها لا تسمح بإضاعة الأوقات في أمرٍ قد دبّج العلماء فيه الأوراق .. والصحائف .
وإن كان الأمر يحتاج إلى مزيد تحرير ..!
ووأما عن ما قلتَه -وهذا آخر ما سأقوله آيضاً - فأظنّ والله أعلم :
أنكَ قلت (اختلافات عقدية) .. و أثبتّ لها (ذنوباً) .. (وهذا) يُخالف الحديث الشريف (إذا حكَمَ الحاكم .. ) ، باعتبار أنّ ما فعلوه لم يكن عن (هوى) أو أنها (بدعة مكفرة) أو (غليظة) و أنهم تحرّوا (الحق) في ذلك .. !
وأنت تعلم أنّ : الذنوب غير المقصودة لا أثر لها على (الهزيمة) و (النصر) ..! ، هذا إنْ كانت ذنوباً ؟!
على العموم :
(هذا) ليسَ ميزاناً شرعياً .. !

والجميل : أنّك قلتَ : المذاهب متنافرة .. فهيَ مذاهب لا فِرق ..! وهذا ينبني عليه أنّ : مذهب الأشاعرة في تعاطيهم مع (النصوص) .. و فهم (العقائد) والردّ على الفلاسفة .. إنما هو أصل شرعي في فهم النًص وهوَ (التأويل) - وإنْ كابر فلان وفلان - .
و هذا الأمر يُحتّم علينا تحرير معنى (التأويل) .. حتى لا يختلط ذِهنياً في عقولنا مع التحريف .. !
فلِمَ يكون التأويل تأويلاً لأن نتيجته صحيحة ، ويكون التأويل تحريفاً لأنه نتيجته فاسدة و باطلة وهوَ أمر واحد ؟!
يعني : لِمَ لا نقول خطأ في التأويل ؟!
معَ أننا نحنُ - آيضاً- نتخذ التأويل طريقاً عندما يوهم النصّ تعارضاً مع نصٍ آخر أو يؤدي إلى فهمٍ غير مقبول ، .. و (هذا) الأمر مبسوط في مدونات أصول الفقه - و لله الحمد - .
ولتعلم أنّ : الجميع - مع الأسف - يقول : شيخي يقول : .. وأستاذي : أعلمَنا .. وهلمّ جرا !!
(وفقك الله)

القضاعي
2009-02-23, 04:09 PM
وفقني الله وإياك أخي الكريم
وأنا سوف اُعلق على بعض كلامك والله يهدي من يشاء وإليه المصير .
قولك ( أنكَ قلت (اختلافات عقدية) .. و أثبتّ لها (ذنوباً) .. (وهذا) يُخالف الحديث الشريف (إذا حكَمَ الحاكم .. ) ، باعتبار أنّ ما فعلوه لم يكن عن (هوى) أو أنها (بدعة مكفرة) أو (غليظة) و أنهم تحرّوا (الحق) في ذلك .. !)
الخلاف الخالي عن اتباع الهوى خارج النزاع سلمك الله ولو كان عقدياً , ولكن هذا النوع من الخلاف والخالي من الهوى لا يلبث إلا أن يصاحبه الهوى إذا لم يرجع المخالف فيه ولا بد .
لأن المحجة بيضاء نقية يا رعاك الله , وخلاف التضاد لابد فيه من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر , وقد يُعذر من انشأ الخلاف بما لا يُعذر من يتبعه عليه .

قولك ( المذاهب متنافرة .. فهيَ مذاهب لا فِرق ..! ) !!
هناك فرق يا رعاك الله , فشتان بين المذهب الحق وما سواه من المذاهب المنحرفة , لأن الصراط المستقيم كما تعلم واحد , والمذهب الحق واحد , والحزب الإلهي واحد , والجماعة المحمودة واحدة , فمتى فتحت هذه التاء المربوطة في ( الجماعة ) , ومتى جُمع المفرد من كلمتي ( حزب ) و ( مذهب ) دخلنا في قوله تعالى { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ } [الأنعام : (159)]

قولك ( وهذا ينبني عليه أنّ : مذهب الأشاعرة في تعاطيهم مع (النصوص) .. و فهم (العقائد) والردّ على الفلاسفة .. إنما هو أصل شرعي في فهم النًص وهوَ (التأويل) - وإنْ كابر فلان وفلان - . )
هذا هو اُس الخلاف يا حماك الله !
فالأشاعرة رحمك الله يصرحون بأن فهمهم للنصوص أحكم من فهم السلف !!
فالمنهج المتبع في فهم النصوص , هو المشكل الذي فرّق الأمة وجعلها شذر مذر والله المستعان .
فالأشعري مذهباً لا يُسلّم لظاهر الآيات في باب الصفات وهو في سائر الأبواب مستسلم منقاد , فتجد العالم النحرير منهم يأتي على قوله (( على منابر من نور يوم القيامة )) فيثبت هذه المنابر وهذا النور على ظاهرهما ويقول لا مانع من التسليم بهذا الظاهر الذي لا تدركه عقولنا والله أعلم بكنهها !!
فإذا جاء لقوله (( وكلتا يديه يمين )) ذهب وأتى وأقبل وأدبر , وجاء بالتكلفات والتنطعات التي تلفظها العقول السليمة والأفئدة المنقادة .
ولو سألته ما الفارق بين الأول والثاني : قال لك القواعد والأصول التي بنتها العقول تقتضي هذا التفريق .

وأخيراً قولك ( ولتعلم أنّ : الجميع - مع الأسف - يقول : شيخي يقول : .. وأستاذي : أعلمَنا .. وهلمّ جرا !! )
لاشك عندي في صحة قولك هذا , مع الاستثناء بقوله (( لا تزال طائفة ... الحديث )) , والعبرة سلمك الباري بالأفعال لا بالأقوال , فمن قال : شيخي قال : إمامنا قال ... الخ فاطرح قوله ولا تبالي إن عارض المنقول والمعقول .
ولكن إن قال لك : شيخي قال : يقول الله تعالى.... أو يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ..... أو يقول الصحابي الفلاني رضي الله عنه , فهذا هذا .
وختاماً يا طالب الإيمان , لا تعارض سلمك الله بين تصفية العقيدة مما شابها من الأدران , وبين نصرة الدين والإسلام , بل لا طريق للثاني إلا بعد أن يقام الأول أو يُسعى في إقامته والله اعلم .

ناقل خير
2009-02-23, 05:43 PM
شكرا لك
والله يهدي الأشاعره

ولد علي
2009-02-23, 06:53 PM
السلام عليكم

بما أنها أول مشاركة لي ارحب بالجميع واتمنى من الله العلي القدير أن ينصر أهل السنة والجماعة ويجعلنا ممن يستمع القول ويتبع أحسنه .

أما بالنسبة لفرقة الأشاعرة فهي موجودة بل وبدأت تنتشر خاصة في المذهب المالكي المتواجد في محافظة الأحساء متمثلا بعائلة الشيخ مبارك الساكنة في منطقة الصالحية والشهابية
وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدي ضال المسلمين .

المقدسى
2009-02-23, 07:52 PM
بارك الله فيك يا شيخ سليمان ونفع بك ..
أتمنى لو كان الكتاب موجود ليتم تحميله

أبو عمار السلفي
2009-02-23, 09:47 PM
قولك:

و هذا الأمر يُحتّم علينا تحرير معنى (التأويل) .. حتى لا يختلط ذِهنياً في عقولنا مع التحريف .. !
فلِمَ يكون التأويل تأويلاً لأن نتيجته صحيحة ، ويكون التأويل تحريفاً لأنه نتيجته فاسدة و باطلة وهوَ أمر واحد ؟!

أجيب عيه بأن التأويل المذموم عند الأشاعرة سببه المنهجية الخاطئة و ليست النتائج المترتبة على هذا المنهج، ذلك أنهم استعملوا التأويل بمعنى:
"صرف اللفظ عن ظاهره إلى معنى آخر مرجوح بدون دليل شرعي"


...


أيضا، بالنسبة لموضوع البطل صلاح الدين رحمه الله، ألا تظن أن الأمة حين قام فيها من يقاوم بدعة الرفض، ولكنه تلبس بما هو أيسر منه - بل نعتبره سنيا عند مقابلته بالرافضة - استطاع أن يحرر بيت المقدس و أن يرد الكفار عن أغلب بلاد المسلمين؟

فما بالك إن قام في الأمة من كان منهجه أقرب و أنقى و كان على منهج السلف في كل شيء، ألا تظن أنه على يدي مثل هذا، لن نكتفي برد الكفار عن بلاد الإسلام، بل و تحرير العالم (كله أو أغلبه) و انتزاع الأرض من أيدي الكفار و غزوهم في بلادهم؟

طالب الإيمان
2009-02-23, 09:48 PM
جميل (هذا) الإستقصاء .. ، و إن كانَ وجود الأشاعرة فهوَ (علمائي) فقط ، أي لا وجود له في فِكر العامّة .
و إن كانَ لهم وجود فلا أظنّه مُخيفاً ، وإن في الإحساء ما يخيف أكثر من الأشاعرة ( فتنبّه !! ) .
وإن كان عندي ملاحظة :
ألا تلاحظون أن الأشاعرة في الفقهِ تتمثل في الغالب في (الشافعية) - وهم الأكثر - و (الحنفية) .. وها هيَ (المالكية) ..!
و في المقابل تجد أن الرافضة يتمثل فقههم بالـ(الجعفرية) ..!
حتى نفرّق -تماماً- بين الفِرق والمذاهب ..!
أي : مذاهب في (الفقهِ) .. ومذاهب في (العقيدة) ، فنحن نقرأ (النصوص) على ظاهرها وحقيقتها ..! وهمُ توهموا التعارض ، أو إثبات (المعنى) اللا مقبول عند إمرارها على حقيقتها .. فلجأووا إلى (التأويل) .. وهذا (ما أودى بهم - كما قال الأخ-) ..
فلماذا لا نقبل (الخلاف) على (هذا) الأساس ؟!

أبو عمار السلفي
2009-02-23, 10:05 PM
لأنهم خرقوا إجماع السلف في فهم هذه المسألة، و أصّلوا قواعد تبرر فهمهم، فهم اعتقدوا ثم استدلوا، و لو استدلوا ثم اعتقدوا لرشدوا.

أبو عمار السلفي
2009-02-23, 10:07 PM
ثم هل أفهم من كلامك يا أخي الكريم أن الخلاف مع الأشاعرة سائغ؟

أم أنك فقط تختلف معنا في درجة أهمية الرد عليهم؟

أبو بكر المكي
2009-02-23, 10:44 PM
(( و أما نصر صلاح الدين والتغني به ، ف ، فهم أكثر من يتغنى به وبنصره - رحمه الله - و والصحيح أن السلفيين يبنغي أن يفتخروا بالفاتحيين الأوائل من السلف ، وبني أمية كانوا على العقيدة السلفية وفتحوا المشرق والمغرب ، ولم يستطع أشعري واحد من خلال الدول التي تعاقبت منهم أن يفتحوا مثل تلك البلاد ، بل لما تمكنت العقيدة الأشعرية في بلاد الأندلس وضاعت السنة ، ضاعت البلاد ، ومثلها في البلاد الإسلامية الأخرى ، فلم يأت الجهل لهذه الأمة إلا عن طريق الأشاعرة الصوفية اتباع أبي حامد الغزالي ومن سار على دربه .

وأقول أن المهدي الذي سينصره الله على الكفار في آخر الزمان هو سلفي ولن يكون أشعري أو صوفي أو غيرها من العقائد الباطلة))

--------------------
جزاك الله خيرا .
وهذا هو الحاصل في (خلافة بني عثمان) .
وما نراه هو من نتائج ذلكم العهد .
والتاريخ خير شاهد !
أسألُ : من الذي صد أهل دمشق عن هروبهم قبل (شقحب) ؟ وحرض العساكر على الجهاد ، أليس شيخ الإسلام مفتي الفرق ، ابن تيمية ررر - كما نقلته (جميع) كتب التاريخ - !
ومن الذي قال لسلطان مصر ما قاله وتوعدّه لكي يقوم بنصرة المسلمين في الشام !

طالب الإيمان
2009-02-23, 11:20 PM
أخي (أبي عمار) :
هل لديك دليلاً على أنّ الأشاعرة : اعتقدوا ثم استدلوا ؟! ., (هذا ) الأمر فهمناه من مشايخنا بطريق الإستنباط لا الوقائع والكلام المحكي .!
على العموم :
(هذا) خارجٌ عن محلّ النزاع , ولن ينفع .. فنحن نتناقش بحُجج لُغوية ، و إثباتات شرعية نقلية وعقلية .. مع تأصيل تاريخي لمسألة الإفتراق ..
وعلى ماذا تمّ (هذا) الإفتراق ؟!
أما مسألة التأويل : .. فلا شك أن (التأويل) حقّ ، وهذا رأي شيخ الإسلام .
لكن : لماذا نعتبر تأويلهم تحريفاً .. لا خطأً ..!
أما مسألة (الإجماع) : فعن أي إجماع تتحدث ؟!
الإجماع أو ما يشبه الإجماع الذي قالوه هوَ : أن (الصحابة) -رضي الله عنهم - لم يسألوا النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن (معاني) و ( كيفيات) آيات الأسماء والصفات ، إذاً هم : فهموها على ظاهرها ؟! - وهذا الأصح - .
ولكنه - أي فعل الأشاعرة-
: ليس دليلاً على خرق الإجماع .. فليس من إجماع (هنا) ، إنما هوَ استصحاب أصل المعنى .
وأن الصحابة - رضوان الله عليهم - لم يسألوا ، .. لأن اللغة تقول : الأصل هو فهم اللفظ على ظاهره أولاً ، فهوُ أمر (فهمي) فهمناه من عدم سؤالهم .. لا على إجماع حكوه (فتنبّه !) .
وإن كان إجماعاً فسكوتي ؟! .. وإن كنتَ مصرّاً : فكثيرٌ من أهل السنّة لا يأخذون بالإجماع (الصريح) فكيف (السكوتي) ؟!
وهل يصح إخراج جماعةٍ من الناس من (الجماعة) بمجرد توهم الإجماع ؟!
على العموم :
الموضوع يحتاج مزيد تحرير ، وما قلتُه هو أنّ ترك (هذا) أولى ..!
(وفقك الله)

طالب الإيمان
2009-02-23, 11:39 PM
أخي (أبي بكر) :
الحديث عن التاريخ وتأصيل الهويّة ليس انتقائياً .. فمن وافقنا في معتقدنا ونصرنا فهو الحق ، و من خالف معتقدنا ونصرنا فهوَ الباطل مع نصرته لنا .. فكيف يكون (هذا) ؟!
مع العلم أن معركة (شقحب) .. نصرُها جزئي ، بخلاف فتوحات (صلاح الدين) .. فهي نصر كامل .. والدليل : عودة القدس بأيدي المسلمين ..!
طيب : (هذا) .. الإمام العز بن عبد السلام - رحمه الله - أشعري ..! وقد وقف وقفاتٍ في (الشام) و (مصر) ..
فلماذا تهضمه حقه ؟!
أم لأن (ابن تيمية) سلفي العقيدة قد ضربتَ مثالاً عليه ؟!
............. ............. ............
أما التفسير والتحليل النسبي للتاريخ ، و أن سبب الهزيمة في (الأندلس) .. هيَ (كذا) بإطلاق .. فهذه مشكلة حقيقةً ..
ولا يصح هذا التبسيط في تحليل التاريخ .. !
لِمَ لا تقول :
أنّ سبب هزيمة المسلمين في (الأندلس) .. هوَ التفرق السياسي - أولاً- ، و ضعف الولاء والبراء - ثانياً- بولائهم مع النصارى على بعضهم ، و ضعف الإلتزام بالدين وأحكامه ، ومظاهر الفسوق التي سادت في تلك الفترة ..
فقط لأنّهم كانوا على العقيدة الأشعرية .. ؟! .. والله : هذا ظلم وبغي في الحكم على الأشياء .
(وفقك الله)

القضاعي
2009-02-24, 09:24 AM
وهمُ توهموا التعارض ، أو إثبات (المعنى) اللا مقبول [ في عقولهم ] عند إمرارها على حقيقتها .. فلجأووا إلى (التأويل) [ بعقولهم ] .. وهذا (ما أودى بهم - كما قال الأخ-) ..
فلماذا لا نقبل (الخلاف) على (هذا) الأساس ؟!
بعد أن تلاحظ في الإقتباس ما أدرجتها في كلامك باللون الأحمر يكون جواب سؤالك هو :
لأنهم ردوا الخلاف إلى عقولهم ولم يردوه إلى حيث أمرهم الله جل وعز .

القضاعي
2009-02-24, 09:33 AM
أنّ سبب هزيمة المسلمين في (الأندلس) .. هوَ التفرق السياسي - أولاً- ، و ضعف الولاء والبراء - ثانياً- بولائهم مع النصارى على بعضهم ، و ضعف الإلتزام بالدين وأحكامه ، ومظاهر الفسوق التي سادت في تلك الفترة ..
فقط لأنّهم كانوا على العقيدة الأشعرية .. ؟! .. والله : هذا ظلم وبغي في الحكم على الأشياء .
(وفقك الله)
والله وبالله وتالله إن الانحراف في العقيدة هو سبب كل فساد .
فمتى عبدت القبور إلا بعد الانحراف في معنى (( لا اله إلا الله )) !
ومتى تسلط الأعداء إلا بعد الخلل في عقيدة (( الولاء والبراء )) !
فلو حلف الحالف بالأيمان المغلظة على أن الانحراف في العقيدة سبب كل فساد , ثم عدد ما شاء من الانحرافات ونسبها إلى فساد العقيدة , فلن يحنث قطعاً .

أبو بكر المكي
2009-02-24, 10:07 AM
* طالب الإيمان - رضي الله عنك - :
قلتَ : { أخي (أبي بكر) :
الحديث عن التاريخ وتأصيل الهويّة ليس انتقائياً .. فمن وافقنا في معتقدنا ونصرنا فهو الحق ، و من خالف معتقدنا ونصرنا فهوَ الباطل مع نصرته لنا .. فكيف يكون (هذا) ؟!
مع العلم أن معركة (شقحب) .. نصرُها جزئي ، بخلاف فتوحات (صلاح الدين) .. فهي نصر كامل .. والدليل : عودة القدس بأيدي المسلمين ..!
طيب : (هذا) .. الإمام العز بن عبد السلام - رحمه الله - أشعري ..! وقد وقف وقفاتٍ في (الشام) و (مصر) ..
فلماذا تهضمه حقه ؟! }

لم أنتقِ - غفرَ اللهُ لَكَ - ، ولم أهضم حق أحد .
لكن هم الذين يتغنون بهذا ، فهم من انتقوا لا نحنُ ! .
ولمَ لمْ يذكر د. كيلاني جهود الحافظين السِّلَفي وابن عَوف في ثغر الاسكندرية !
أمر آخر : ما الذي مكّن الصليبيين من دخول الديار الإسلامية في ذلكم العهد ؟
ربما قلتَ : الباطنية وغيرهم ممن خانوا الإسلام والمسلمين، لكن أقول : هو الخلل العقدي عند معاشر المسلمين الذي هو ناتج عن الصراع بين المدرسة (العقلية) والمدرسة (الشرعية) .
وأسألُ : من الذين سكتوا أيام دخول الفرنسيس مصر ؟ لقد مكثوا يقرأون صحيح البخاري في المساجد ، ولم يُهزموا، بل استباحوا مصر !
من الذي حرض العثمانيين على حرب الموحدين في الجزيرة ! ومن ومن ومن ...........؟؟

كل ذلك ناتج عن (الخلل) في العقائد ، ولست أدري ماذا بعد انحراف من قال : (التمسك بظواهر الكتاب والسنة كفر) أو نحو هذا ؟
فأي انحراف بعده ! .

طالب الإيمان
2009-02-24, 01:59 PM
يا شيخ قضاعة :
نحنُ كذلك نستخدم عقولنا في فهم النصوص ،
ومحلّ الإفتراق بيننا وبينهم : أننا أخذنا بظواهر النصوص وحقيقتها لأننا لم نتوهم إشكالاً أو التزاماً لمعنى فاسد عند إمرارها على ظاهرها .
وهم : توهموا أن إمرارها على ظاهرها يلتزم معنىً فاسد .. وهذا ما جعلهم يأوّلون النصوص ..!
وأنا أكرر : أنهم أخطئوا في تأويلهم ، ولكن (هذا) لا يخرجهم من (الجماعة) ..
لأنهم : أرداوا نفي المعنى الفاسد عن الله -جل وعلا- ، ولكنهم أخطئوا الطريق ..!
هذا كل ما في الموضوع .
طيب :
وما علاقة الأشاعرة بضعف (عقيدة الولاء والبراء) ؟!
بل التاريخ يقول : أنّ هناك وقفات عظيمات من جانبهم تنفي ضعف الولاء والبراء عندهم ..
ولأضرب لهذا أمثلة :
(1) الإمام العز بن عبد السلام : و مواقفه مع حاكم (دمشق) ، ثم مع .. مماليك مِصر .
(2) الإمام الجويني : ونهضته العلمية ، وإن لم تكن واضحة لكن نتائجها اللاحقة أثبتت ذلك ، و(هذا) يظهر - تماماً- نظرياً في كتابه (غياث الأمم بالتياث الظلم) - وهوَ كتاب عظيم - .
(3) الإمام الغزالي : ونهضته العلمية .
(4) الإمام حسن حبنّكة الميداني - رحمه الله - : و مواقفه المشرّفة في (دمشق) .
(5) ابنه العلامة عبد الرحمن - رحمه الله - : و ردوده ف في (كواشف زيوف) و ( صراع مع الملاحة حتى العظم ) .. وغيرها .
(6) يتضح (هذا) في كتابه (الخمينية : شذوذ في المواقف ..شذوذ في العقائد) ، فهل موقف هؤلاء يوالي الرافضة - قبحهم الله - مثلاً ؟ .
فكيف موقفهم من النصارى أو الصليبين إذن ؟!
فـعن أيّ ولاء وبراء تتحدث ؟!
(وفقك الله)

طالب الإيمان
2009-02-24, 02:38 PM
و رضي عنك يا أبا بكر .. أقول :
أظنّ أننا محتاجون لتحرير جميع مصطلحاتنا ..
فما الفرق بين (التأويل) و (التحريف) ؟!
و ما هي (المدرسة العقلية) و (المدرسة الشرعية) ومواصفاتهما ؟!
أي - مثلاً- : هل الأشاعرة يتوافقون - تماماً- في الأصول مع المعتزلة ؟! " أصحاب الأصول الخمسة "
.......... .......... ...........
و أقول كذلك : الدكتور الكيلاني ذكر المؤسسين المباشرين للنهضة في ذلك الوقت !
ولا يعتبر عدم ذكره هضم لهم .
كذلك : (أكرر) .. لا يصح قول أن السبب هوَ (كذا) بإطلاق .!
فهل هزيمتنا بسبب : قراءة بعض الجهلة للبخاري بنيّة النصر ..؟!
أقول يجب النظر إلى الموضوع من جميع الجوانب ، لا شك أن للباطنيين أثر , وللضعف المعنوي والعسكري أثر ، .. وللتفرق السياسي أثر ، وضعف همّة الجهاد في قلوب الناس أثر ..
.... ..... .....
أما الحديث عن العثمانيين والموحدين .. فموضوع يطول - ولي نظرة مغايرة - ... دعها الآن ..!
ولكن يمكن القول : (هذا) ما يدمي القلب هوَ تحارب الأخوة بفرض أن الأشاعرة من حرّضوا على حرب نهضة الإمام محمد بن عبد الوهاب ..! ، أو يمكن القول - وهذا أقرب- أن محمد علي باشا أراد أن يستقل بمصر والحجاز عن العثمانيين وهوَ ما حصل ، .. فالحديث عن : محمد علي باشا وعمالته وخيانته ..!
يمكنك أن تقرأ في (هذا) :
(1) مدخل إلى التاريخ الإسلامي وتأصيل الهوية : د.حامد الخليفة .
(2) الضعف المعنوي وأثره على سقوط الأمم : د.السحيباني .
(3) صحوة الرجل المريض : د.موفق بني المرجة .
........ ......... .........
أما عن : قولهم ( من تمسك بظواهر الكتاب والسنة فقد كفر ) فهذا مبنيٌ على أصلهم .. وهوَ توهم المعنى الفاسد ..!
ولا يمكن أن تلزمهم بأنهم يكفروننا بهذه (القاعدة) ، فلديهم كذلك (شروط) تثبت .. وموانع (تنفى) ..
ومع (هذا) : فهوَ أمرٌ خاطئ وإشكال حقيقي أن يؤصل كل منّا قواعد نتيجتها تكفير بعضنا ..
(والله أعلم)

أبو الحسن المقدسي الشافعي
2009-02-27, 11:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
لعلي اطلعت على هذه المعمعة بعد أيام من كتابتها، لكني أقول، وبفضل الله وقوته أصول وأجول:
إن كثيرا مما كتبه الشيخ الوكيل والموافقون له مجرد اجتهادات، فأحدهم يدعي أن ذا العالم سلفي، وآخر يدعي أنه أشعري، ونسي الجميع أن العالِم على كلتا الحالتين سني، ولو أنصف المتألهون ممن يكفرون أو يبدعون أو يفسقون لوقفوا عند حدودهم، وتركوا العلماء وشأنهم، وشغلوا أنفسهم بالنافع.
أما من يدعي أهمية الموضوع فليذكر ما خالف فيه الصحابة ومن بعدهم بعضهم البعض من مسائل العقيدة، وليذكر ما خالف فيه ابن تيمية وغيره أهل السنة في القديم والحديث، فليتق الله أغمار هذا الزمان، ممن خلت علومهم إلا من السب والسلب، والله المطلع على أسرار كل قلب.

سليمان الخراشي
2009-02-27, 11:45 PM
الأخ الكريم : أباالحسن الشافعي : ليس في المقال أي " سب " ، إنما هو نصيحة عالم خبير لمن حادوا عن عقيدة أهل السنة ، وتذكيره لهم بحال من " يقلدونهم " ؛ لعلهم ينتهون عن الإصرار على الخطأ ، وهذا مما يُفرح المسلم الذي يسعى لجمع كلمة الأمة ..

وهنا - وفقك الله - رابط رابطين مفيدين لبيان عقيدة " الشافعي " - رضي الله عنه - ، الذي انتسبت إليه :
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=10&book=373

وهنا :
http://arabic.islamic***.com/sunni/imams_creed.htm

سدد الله خطاكم لما يُحب ويرضى ..

فريد طارق
2009-02-28, 12:58 AM
- أخي سليمان شكرا لجهودك جزاك الله خيرا


- الرابط الثاني لم يفتح معي .

سليمان الخراشي
2009-02-28, 08:38 AM
وجزاك خيرًا أخي فريد ..

ضع بدل النجمات الثلاث في الرابط السابق ، كلمة ( ويب) بالإنجليزي . ( كتبتها هنا ولكنها تحولت لنجمات ! ) .

وليت أحد الإخوة يفتينا في سبب ظهور النجمات بدلها .

جمال سعدي
2009-03-01, 12:10 AM
صلاح الدين الايوبي كان اشعريا المعتقد شافعي المذهب دليل ذلك كلام ابن علان في شرح رياض الصالحين حيث امر بقراءة متن من العقيدة الاشعرية

فريد طارق
2009-03-01, 01:39 AM
وقد بلغني أن حركة طالبان على مذهب الأشاعرة والله أعلم

سليمان الخراشي
2009-03-01, 05:06 PM
وبلغني :
أن الصحابة - رضي الله عنهم - ، والقرون المفضلة كانوا على عقيدة ( أهل السنة ) .. !

فريد طارق
2009-03-01, 08:52 PM
وبلغني :
أن الصحابة - رضي الله عنهم - ، والقرون المفضلة كانوا على عقيدة ( أهل السنة ) .. !

أحسن الظن ياشيخ
والله لم أُرِدْ الاستدراك عليك أو معارضتك في أصل كلامك
إنما أردتُ المشاركة بما يُكمل الموضوع حتى لا نكون إقصائيين أو من آحادي النظرة، بل لستُ متأكداً من حركة طالبان هل على مذهب الأشاعرة أو لا ، ولذلك قلتُ : ( وقد بلغني....)

وشكرا لك .

أبو بكر المكي
2009-03-02, 04:11 PM
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا - : (و الله إنّ الوقتَ والأزمةَ التي نعيشُها .. لتُوجب علينا صبّ الجهد على الأهمّ صبّا ..)
= قلتُ : ولست أدري اعتقادنا في الله أهم أم غيره ؟
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا - : (إنّ العكوفَ على إصلاح العقائد .. ومجادلة الأموات حول بدعهم وانحرافاتهم ، في مجتمع لا توجد فيه فِرق بدعية أو طوائف كلامية ، وكان الأولى أن نحارب الاستعمار والتبعية السياسية المشينة ، والحرب العلمانية الكائدة المصالحية المُفسدة ..)
= قلتُ : لست أدري ، ما هذه المؤسسات التي تنتشر يومًا بعد يوم وتنشر كتب (الأموات) الذين تأثروا بمناهج اليونان والمؤسسات التي تقذف الدراسات التي تضرب عقائدنا بها كل يوم ..
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا - : (و إنّ عدم تحديد أولويات العمل في المرحلة الحاضرة ، والعيش بين الماضي البعيد .. واللحظة الحاضرة .. لهوَ مفارقة عجيبة !)
= قلت : كلام إنشائي عاطفي بعيد عن فقه الإسلام .
= قلت : كأنك ما قرأت كلام ابن مسعود : (من كان مستناً فليستن بمن قد مات ، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة) . أليس المنهج يتوارثه الجيل عمن قبله عمن قبله ....
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا - : (والعجيب : أنّ الموقع لا يُثبت إلا ما لا فائدة منه على الواقع المُعاش ..
فما بالنا وبال : عبد القادر الجزائري .. ، إذا علمنا أن الرجل ليس على عقيدة وحدة الوجود .. طيب : و بعد هذا !) .
= قلت : وماذا بعد توضيح السلف لحال ابن كلاب ومعبد الجهني والجهم ووووو ...
كأنهم كانوا جهلة بحال الأمة !
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا - : (إن الإغراق في ما لا طائل تحته لهوَ خيانه للأمة !) .
= قلت : الخيانة للأمة أن نسكت عن توضيح عقيدة النبي والصحابة في الله الذي نعبده ، أم نعبد صنمًا !!!
وهذا دليل ناصع ساطع : أن مسألة الصفات والأسماء وشبيهاتها من مسائل الاعتقاد هي أعظم المسائل على الإطلاق = ما حصل من الخلاف الشديد والتناحر، مما يدل على خطورتها، ويدل على نتائج مكابرة الفطرة التي أودعها الله فينا !
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا - : (ماذا نقول عن (صلاح الدين ) .. الأشعري ، عندما أراد أن ينشرَ (عقيدة الأشاعرة) في مملكته عن طريق مُفتي الشافعية (قراقوش) .. وقد نصَرَهُ الله - سبحانه وتعالى- ؟!) .
= قلتُ : نصره الله ، وأعد جندًا يهدون إلى الصراط المستقيم في العقائد .
وأسألك : نصر الله المعتصم وهو يعذب أحمد في (خلق القرآن) والقول به كفر فما توجيهك ؟
فهيا : نسكت عن التحذير من القول بخلق القرآن حتى نتوحد مع المعتزلة - ويوجدون في عصرنا بكثرة - ضد غير المسلمين !
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا - : (هل تعتقد أن النهضة التي قام بها الإمامين (الجويني) و (الغزالي) .. قد أثرت على الحنبلي (القادري الجيلاني) .. لأنهم يختلفون في (حيثيات العقيدة ) .. / وإن كانت أصولُ الإستدلال ومناهج الإنطلاق تختلف .. فكيف نصَرَهم الله ؟!) .
= قلت : أرجو منك التوضيح ، أي ما مرداك بالتأثير ؟
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا - : (هل التنظير الفكري الأشعري المنفك عن الواقع أثّرَ على المنهج الحركي العملي النهضوي ؟! ..) .
= قلتُ : هذا غمض عليَّ فأرجو التوضيح .
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا - : (أنا لا أحتج بالقَدَر ، فهوَ إنْ كانَ بلاء أو نصراً فيكون مما يُعاب على إخوتنا من (السلفيين) .. التشدق بنصرِ صلاح الدين على الصليبين و الباطنيين .. وهوَ الأشعري ! (فتنبّة أنت !!) )
= قلت : لا يُعاب ؛ لأنه ليس فخرًا وإنما تحدثٌ بنعمة الله ، أجراها الله على أحد عباده !
ولذا كان ابن قدامة من المجاهدين مع صلاح الدين ومع ذلك ألّف اللمعة في الاعتقاد !
وأعجبني هذا النقل من أحد الإخوة : ((في مضادَّة الفِرق والمذاهب التي تبتعد عن دائرة الإسلام فالذي عليه شيخ الإسلام و غيره :
ان الأشاعرة أهل سنة في مقابل المعتزلة و الرافضة.
يعني أهل سنة عند المقارنة مع هؤلاء
يعني لو قلت هل الأشاعرة معتزلة أو رافضة أو من أهل السنة ؟
يقال : لا ، بل من أهل السنة.
و لو قلت هل الأشاعرة من أهل السنة أو من أهل البدع
يقال:هم من أهل البدع.
و قد حرر قول شيخ الإسلام في كتاب القيم : "موقف إبن تيمية من الأشاعرة" ـ المجلد الثاني)) .
فالأشاعرة - وهم من جملة أهل القبلة - : لما واجهوا الكفرة والباطنيين والصليبيين : نصرهم الله تعالى .
هذا إن صح أن الأشاعرة واجهوهم ، وهذا انتقاء سيء من د. كيلاني ومتابعه - طالب الإيمان - .
فأثبت لي أن الجميع من الجد كانوا أشاعرة ! أليس فيهم أتباع المذهب السني في العقائد !!
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا - : (الحجاج بن يوسف الثقفي .. سياسي أموي وقائد عسكري , قاتل الخليفة الحقّ عبد الله بن الزبير - رضي الله عنه - .. مع أنّه فاتح بلاد السند والهند عن طريق القائد ( محمد بن مسلم الثقفي - رحمه الله - ) .. هل يمكننا الإفتخار بفتوحاته ؟!
الحجاج .. قاتِل الإمام سعيد بن جبير - رحمه الله - هل يمكننا الإفتخار بانتصاراته ؟!) .
= قلت : إي نعم والله نفخر بفتوحاته ، ورحمه الله !! وهو الذي طحن عظام المتشيعة - جزاه الله كل خير - .
فلا تعارض بين جهاده وبين ظلمه ... (إن الله لينصر هذا الدين بالرجل الفاجر) أو كما قال نبينا - صلى الله عليه وسلم - .
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا - : (ولتعلم أنّ : الجميع - مع الأسف - يقول : شيخي يقول : .. وأستاذي : أعلمَنا .. وهلمّ جرا !!) .
=قلت : إن كان قولهم (شيخي يقول) في حق، فلا بأس ، فديننا متصل مسلسل إلى رسول الله : شيخ عن شيخ عن صحابي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - !
أما مذهب الغزالي ومدرسته فمنقطع مبتور ... وفي أي شيء : في اعتقادنا في الله !!!!!!!!!!
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا - : (لكن : لماذا نعتبر تأويلهم تحريفاً .. لا خطأً ..!) .
= قلت : سبحان الله : (أتستبدلون الذي أدني بالذي هو خير) !!!!!
فهلا دعوتهم - بهذا الجهد الذي تبذله هنا - إلى المذهب الحق (وأنت تقول : و الله .. لستُ مع الأشاعرة) .
سمّيناه خطأ لأنه حرّف المعنى وجرّد (الله) مما (وصف به نفسه) ... أتدري ما الله !!!!!!!!! (ما قدروا الله حق قدره) .
* قال طالب الإيمان - زاده الله إيمانًا - : ( الإجماع أو ما يشبه الإجماع الذي قالوه هوَ : أن (الصحابة) -رضي الله عنهم - لم يسألوا النبيّ - صلى الله عليه وسلم - عن (معاني) و ( كيفيات) آيات الأسماء والصفات ، إذاً هم : فهموها على ظاهرها ؟! - وهذا الأصح - .
ولكنه - أي فعل الأشاعرة-
: ليس دليلاً على خرق الإجماع .. فليس من إجماع (هنا) ، إنما هوَ استصحاب أصل المعنى .
وأن الصحابة - رضوان الله عليهم - لم يسألوا ، .. لأن اللغة تقول : الأصل هو فهم اللفظ على ظاهره أولاً ، فهوُ أمر (فهمي) فهمناه من عدم سؤالهم .. لا على إجماع حكوه (فتنبّه !) .
وإن كان إجماعاً فسكوتي ؟! .. وإن كنتَ مصرّاً : فكثيرٌ من أهل السنّة لا يأخذون بالإجماع (الصريح) فكيف (السكوتي) ؟!
وهل يصح إخراج جماعةٍ من الناس من (الجماعة) بمجرد توهم الإجماع ؟!
على العموم :
الموضوع يحتاج مزيد تحرير ، وما قلتُه هو أنّ ترك (هذا) أولى ..! )
= قلت : قولك : (إنما هوَ استصحاب أصل المعنى ) هذا الاستصحاب - إن صحت تسميتك - أليس هو الأولى والأبرأ للذمة أمام الله !
وأسألك : لو جاء الصحابة أو جاء النبي بل لو جاء الخلفاء الأربعة الراشدون : هل سيسكتون عن هؤلاء المخرّفين ويفسدون على الناس عقائدهم .
وكأنك ما قرأت كتب السلف المسندة ففيها النص على الإجماع من أئمة الدين أجمع .
أخي الكريم :
أسألك : مالذي ترمي إليه ؟ هل نتوقف عن تبيين الحق للتوحد ؟ فإن كان ذلك مرادك : فيسكتوا هم ، ولكن : لن يستقيم !
لأنه لو قام شيطان من الجهمية ، ولهم بقايا - وقال : يا أيها الناس لا يثبت اسم ولا صفة لله لأن إثباتها يتشابه مع المخلوقين !!!!!!!!!!
كيف ترد ؟ بمذهب السلف أم بمذهب الآشعري !! والغزالي !
ثم إنك قرأت كتاب د. كيلاني وهو يشيد بمدرستين : مدرسة الغزالي ومدرسة التصوف ..
ولست أدري : هناك علماء كثر معاصرون للغزالي ولهم نهضة علمية لكن إنصاف د. كيلاني الواضح جعله لا يبصر البقية !! .
فأنت متابع لما رقمه د. كيلاني لم تقرأ كتب التاريخ ! ثم تعيب علينا : (يقول شيخي) !!!!!!!!!
ثم إن منهج المقارنة بين هذا العالم وهذا : لا يجوز ، ولا نفعله نحن ، لكن الذي بدأ يفخر بانتصار صلاح الدين هو الناشر لهذه المقارنة السيئة .

ابو قتادة السلفي
2009-03-03, 06:51 PM
حقيقة من الحزن يا طالب الايمان ان يكون امثالك من طلبة الشيخ العلامة الفقيه ابن العثيمين رحمه الله
وكذلك انك اساءت الادب مع الشيخ سليمان حفظه الله
وايضا لا اظن انك شاركت بتلك المشاركة الا من باب المجادلة وعرض العضلات وهذا الذي ظهر في مشاركتك
وايضا اتنهى الناس عن شيء وان تاتيه الست قد نهيت اخواننا عن الخوض والكلام في الاشاعرة والمعتزلة فلماذا تتكلم الان وترد وتضيع وقتك فيما لا ينفع كما ادعيت وزعمت في اول مشاركتك
اني لك ناصح امين اتق الله واياك والغرور وامسك عما لا يعنيك وعما انت تجهله

عبدالرزاق الحيدر
2009-03-06, 07:46 AM
اخي طالب الايمان,

ارجو ألا تتمسح بالشيخ العثيمين- رحمه الله -وانت تخالفه!
الشيخ رحمه الله معروف بالدعوة الى السنة والتحذير من البدعة والمقالات الباطلة!؟

@ وهذا سيكشف مذهبك!؟

( مساكين أنتم معاشر السلفيين / .. و كما يقال عندنا في الشام : " دٌقّ الماء وهيَ ..... ماءْ " !)!!!!!!!!


# وخذ هذه الهدية لعل الله يهديك:

وقفة مع الجعد بن درهم وتلقيه النظريات الباطلة

من درس: الأسماء والصفات (الحلقة السادسة والعشرون)

وهنا نقف قليلاً عند الجعد بن درهم ، الذي هو أشهر من نسبت إليه المقالة السابقة، فـالجعد بن درهم تلقى هذه النظريات الباطلة عن فلاسفة الصابئين و -خاصة أهل حران - وهم قوم يعبدون الكواكب ويسمون الفلاسفة الروحانيين، ويدّعون أنهم روحانيون، وهؤلاء مذهبهم على مذهب قدماء اليونان -أيضاً- في إنكار الصفات، ولهم عقائد باطلة كثيرة، فتلقى الجعد بن درهم عن هؤلاء الصابئين من أهل حران ومن غيرهم هذه العقيدة الفاسدة، ومنه تلقى الجهم ، مع أن الجهم -كما سنوضحه إن شاء الله- أخذ عن السمينية وهم طائفة من فلاسفة الهنود.

فـالجعد بن درهم كان شؤماً، وهكذا كل أهل البدع كانوا شؤماً على أممهم وعلى دولهم، فمن شؤم الجعد بن درهم أنه كان مؤدباً لـمروان بن محمد الذي يسمى مروان الحمار آخر خلفاء بني أمية، وسمي الحمار لكثرة المصائب والبلايا التي تحملها، وذلك من تساقط الأقاليم والمدن في أيدي العدو؛ لأنه جاء وقت ضعف الدولة وكان نهاية دولة بني أمية في عهده، فالمقصود أننا لو نظرنا إلى الأمم المكذبة لدعوات الرسل، نجد أنهم: يتطيرون برسل الله سبحانه وتعالى، ويتطيرون بدعوة الحق والخير والهدى، ويظنون أن الخير والبركة فيما هم عليه من الضلالات، والواقع أنهم بعكس ذلك، فطائرهم معهم وشؤمهم من أنفسهم، أما دعوة التوحيد والإيمان، فهي يمن وخير وبركة على من آمن بها، وناصرها وأيدها واعتقدها في قديم الدهر وفي حديثه.

فما اتبع قوم دعوة التوحيد والسنة إلا أبدلهم الله تبارك وتعالى بعد الفقر غنى، وبعد الذل عزة، وبعد التشتت تمكيناً واستقراراً، هذه قاعدة معروفة في التاريخ كله قديمه وحديثه، وبالعكس من ذلك: ما تبنت دولة من الدول مذهب أهل الضلال والبدع، إلا طوق بها، ومزقها الله تبارك وتعالى شر ممزق، فكانت دولة بني أمية على أقوى ما تكون، وكان شتاتها على يد الضال الجعد بن درهم وبشؤمه، وكذلك دولة بني العباس تزعزعت أركانها بسبب شؤم المعتصم الذي عذب الإمام أحمد وضربه وجلده، ففي عهد المعتصم بدأ استخدام الترك واعتماد الدولة بالكلية عليهم، فلما استبدوا بالأمر وأصبحت القوة -مع مرور الوقت- بأيديهم، كانوا يأتون بالخليفة فيسملون عينيه، أي: يدقون في كل عين من عينيه المسامير، ويعزلونه ويأتون بخليفة آخر فينصبونه كما يشاءون، بل بعض خلفاء بني العباس لم تستمر خلافته إلا يوماً وليلة فقط، منهم الشاعر المشهور عبد الله بن المعتز صاحب الشعر؛ لأنه لم يعجب أولئك الأجناد المتسلطين، الذين كانوا جنوداً للمعتصم عندما قبض على الإمام أحمد وعذبه وآذاه، فنجد أهل البدع وأهل الضلال وجند الشر وجند الخرافة شؤماً على دولهم وعلى أممهم، فهذا الجعد بن درهم كان هذا حاله في عهد الدولة الأموية.

مقتل الجعد بن درهم على يد خالد القسري
يقول رحمه الله: [وكان أول من ابتدع هذا في الإسلام هو الجعد بن درهم ] يعني أول من أظهره ممن ينتمي إلى الإسلام، وإلا فهو مذهب موجود من قبل أخذه عن أولئك الصابئين الفلاسفة .

قوله: [في أوائل المائة الثانية، فضحى به خالد بن عبد الله القسري أمير العراق والمشرق بـواسط ]، خالد بن عبد الله القسري كان من أمراء بني أمية على العراق وعلى المشرق، وبلغته هذه الدعوة وهذا المذهب الخبيث، الذي قال به الجعد بن درهم ولم يسبقه إليه أحد من أهل الإسلام، فأحضره فأقر بذلك، وأبى إلا أن يموت عليه، نسأل الله العفو والعافية، وكان خالد رجلاً حازماً شديداً قوياً، فأخذه و[خطب الناس يوم الأضحى فقال: أيها الناس! ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فإني مضح بـالجعد بن درهم إنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، ولم يكلم موسى تكليماً، ثم نزل فذبحه].

وأخبار خالد بن عبد الله القسري مشهورة في كتب السير والتواريخ، وكان لجده صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصله يرجع إلى إحدى قبائل هذيل المعروفة، فكانت تلك حسنة وهدية عظمى، وفضيلة كبرى لهذا الرجل، حفظها له علماء الإسلام من المؤرخين والعلماء، وكل من تحدث في الفرق ونشأتها، فهي مأثرة ومنقبة ومحمدة لهذا الأمير؛ وذلك بما فعل بذلك الملحد في أسماء الله تعالى وصفاته هذه الفعلة وهو يستحقها، وقد شكره عليها كل العلماء بغض النظر عن من أفتاه بأن يفعل ذلك؟! وكل من بلغه ذلك من التابعين فرح واستبشر، ولم ينقل قط عن أحد من علماء المسلمين أو قضاتهم في ذلك الزمن إلا الفرح والسرور بالقضاء على هذا الضال، الذي أنكر ما صرح الله تبارك وتعالى به في القرآن.

يقول هذا الملحد: إن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً، والله تعالى يقول: وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا [النساء:125] ويقول -أيضاً-: إن الله لم يكلم موسى تكليماً، والله تعالى يقول: وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا [النساء:164] لا يمكن أن يسمع بمقتله مسلم إلا ويفرح ويدعو لمن فعل هذه المأثرة والمنقبة غفر الله لنا وله.

ثم يقول: [وكان ذلك بفتوى أهل زمانه من علماء التابعين رضي الله عنهم، فجزاه الله عن الدين وأهله خيراً].



الجهم بن صفوان يتابع الجعد بن درهم في ضلالاته
قال: [وأخذ هذا المذهب عن الجعد الجهم بن صفوان ، فأظهره وناظر عليه، وإليه أضيف قول الجهمية ] والجهمية: علم مشهور يطلق على منكري صفات الله سبحانه وتعالى، وعلى القائلين أيضاً: بأن الإيمان هو مجرد المعرفة، فبمجرد أن الإنسان يعرف الله فهو مؤمن عندهم، وعلى الجبرية الذين يقولون: إن الإنسان كالريشة في مهب الريح، لا إرادة له ولا اختيار، أرأيتم كيف جمع الجهم بين هذه المصائب الثلاث، وكل واحدة منها كافية في أن يعاقب بما عاقبته به الأمة الإسلامية، من ذكره بأسوأ الذكر في كل كتب تواريخها وسيرها وأعلامها ورجالها، فضلاً عما عوقب به من القتل في عصره. فهو يقول: إن الله تعالى لا يوصف بشيء، ويقول: إن الإيمان هو المعرفة، ويقول: إن العبد مجبور على أفعاله، لا إرادة له ولا اختيار، بل هو كالريشة في مهب الريح. وكل واحدة من هذه تستحق أن يعاقب صاحبها إذا أصر عليها بمثل العقوبة التي عوقب بها الجهم .

والجهم ترجم له وذكر شأنه كثير من العلماء، ومن أجلهم وأقدمهم الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه خلق أفعال العباد ، ذكر نبذاً من ذلك عن الأئمة الذين تكلموا في الجهم .



تناظر الجهم وتشككه في دينه السمنية
وهناك طائفة موجودة في الهند ومثل فكرتها أيضاً في الفكر اليوناني، يقولون: لا نؤمن إلا بالمحسوس المشاهد الذي يراه الإنسان بعينه، ويلمسه بيده ويسمعه بإذنه، ويشمه بأنفه، هذا المحسوس نؤمن به، فما عدا ذلك ينكرونه بزعمهم، وفي الحقيقة لا يوجد إنسان ينكر كل شيء غاب عن هذه الحواس بهذا الشكل القاطع، لكن هكذا ظهرت، وهذا الضال المسكين -الجهم - لأنه أراد أن يتشبه بشيخه الجعد ، وأراد أن يصبح فيلسوفاً أو حكيماً وأعرض عن الكتاب والسنة، وكان من أجهل الناس بالقرآن والسنة وأحكامهما، وكان من أبعد الناس عن العلماء وعن حلقاتهم، وهنا نأخذ العبرة والعظة من أين تأتي الضلالات؟!

فالتقى بقوم من فلاسفة الهنود فلما قالوا: ما دينك؟ قال: مسلم. قالوا: من تعبد؟ قال: أعبد الله. قالوا: كيف ربك هذا؟ قال: ما أدري. قالوا: هل رأيته؟ قال: لا. قالوا: هل لمسته؟ قال: لا. قالوا: هل شممته؟ قال: لا. قالوا: هل سمعته؟ قال: لا. قالوا: هل ذقته؟ قال: لا. قالوا: إذاً: أنت يا جهم تؤمن بشيء لا وجود له، فشككوه في دينه، فانظروا إلى هذا المسكين، لا علم عنده ولا فقه، ولم يرد الأمر إلى أهل العلم، لأن الله يقول: فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النحل:43] وهكذا تجد أي مسلم عنده شبهة وضلالة فإنما هو من مجالسة أهل البدع، ولهذا نعلم خطورة قول من يقول: يجب أن ننفتح على الفكر العالمي ونحن واثقون مطمئنون، ونقول: سبحان الله! أننفتح على الأفكار الهدامة والضلالات المردية، فيقع في القلوب من الشبه والشكوك ما الله به عليم؟!

المهم أن الجهم قال: أمهلوني. فشك في دينه وبقي أربعين يوماً لا يصلي -كما ذكر ذلك الإمام أحمد رحمه الله نقلاً عن شيوخه- فظل يفكر بالليل والنهار كيف يجيبهم، فتذكر شيئاً قال: هذا الهواء ليس له طعم ولا لون ولا ريح، فخرج إليهم فقال: إن ربه مثل الريح، وقيل في بعض النسخ: إنه قال: مثل الروح ليس له طعم ولا لون ولا رائحة، بطبيعة الحال لن تؤمن السمينية بمثل هذا الكلام، ولكن الذي ضل هو هذا الرجل، ولذلك أخذ يؤصل لمذهب خبيث وهو أنه ليس لله تبارك وتعالى صفات، وأن تنزيه الله هو بنفي صفاته كما قال شيوخه من الفلاسفة ، وحتى امرأته -كما نقل الإمام عثمان الدارمي رحمه الله في رده على بشر - تعلمت منه، ولقيها بعض من العلماء في سوق الدباغين، فسمعت رجلاً يقول: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [طه:5] قالت: محدود على محدود؟! فعلّم زوجته وأفسدها، وهكذا دعاة الشر يفسدون نساءهم، ومع الأسف أن بعض دعاة الخير لا يصلحون أزواجهم.



بشر المريسي وبرغوث يحملان راية البدعة بعد جهم
تلقف هذه المقالة بعده وحمل الراية بشر بن غياث المريسي اليهودي، وذلك بعد هلاك الجهم فقد قتله والي بني أمية سلم بن أحوز ، وعندما جيء به ليقتله وذلك لأنه قد كان شارك في ثورة قامت على الدولة الأموية، وكان الجهم كاتباً لقائد هذه الثورة فلما قضت الدولة الأموية على هذه الثورة، جاء والي الشرطة وقال لـجهم : والله يا جهم ! إنك لأحقر عندي من أن أقتلك على ما فعلت -أي: لا تظن أنني أقتلك لأنك شاركت من ثاروا على الخلافة، فالأمر أهون من ذلك -ولكن لما بلغني عنك. يعني انحرافك في العقيدة من إنكار الصفات فقتله، ونسأل الله تعالى أن يجعل ذلك في ميزان سلم بن أحوز وأن يثيبه، فقد أراح الأمة من شر عظيم، لكن جاء بشر المريسي ومن معه مثل برغوث ، وما أدراك ما برغوث المعتزلي فرفعوا راية التجهم وإنكار الصفات.


http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub***** **&*******ID=4866

# اما الاستدلال والاستغراب لما حصل للفاتح صلاح الدين -رحمه الله- من فتوحات , فلأن بدعة الاشاعرة اخف - بكثير- من كفر العبيديين والنصارى !
-فمن عدل الله وحكمته ان ينصر دولة صلاح الدين-ذات الحكومة الاشعرية وليس كل الدولة اشاعرة- على دولة العبيديين الكافرة!
هل فهمت؟!

-س: هل كان صلاح الدين رحمه الله عالم من علماء الاشاعرة ؟!
-ج: كان رحمه الله يحضر الدروس كي يتعلم!!
فمثل هذا, الا يعذره الله لحسن نيته وينصره على مثل هؤلاء ؟!

# اما انت يا ابي الحسنات الدمشقي الاشعري!
( فلست شافعيا )!

# وعن موضوعك- الاشاعرة - الذي حذف سيأتي الرد عليه ان شاء الله!

@ ( # فقد اتبع الإمام فيها طريق التفويض الذي هو طريق جمهور السلف !!

# وعلّق العلامة الكوثري رحمه الله تعالى في هامش الصفحة معرِّفاً بابن كلاب !!

# وقال العلامة كمال الدين البياضي رحمه الله تعالى ( إشارات المرام من عبارات الإمام ص/23 ) :

( لأن الماتريدي مفصّل لمذهب الإمام ـ يعني أبا حنيفة ـ وأصحابِه المظهرين قبل الأشعري لمذهب أهل السنة , فلم يخلُ زمان من القائمين بنصرة الدين وإظهاره . . وقد سبقه ـ يعني الأشعري ـ أيضاً في ذلك ـ يعني في نصرة مذهب أهل السنة ـ الإمام أبو محمد عبدالله بن سعيد القطان . . ) اهـ .

# هذه بعض ما في مقالتك من مغالطات!!

طالب الإيمان
2009-03-06, 07:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
أعتذر من الأخوة الأفاضل عدمَ إمكاني الكتابة هذه الأيام بسبب إنشغالي في الجامعة .. !
والسبب الآخر : هوَ عدم أهميّة الموضوع في سلّم الأولويات عندي .. !
على العموم .. ما أودّ قوله هوَ :
- اعتقدنا في الله أمرٌ مهمّ .. ولكنّه لا فرقَ كبير بيننا وبين الأشاعرة في المحبة والقُرب من الله - جل وعلا - : أيّ أن هذا ينبني على ما ذكرت أنهم قوم أراود نفي المعنى الفاسد عن الله - جل وعلا - بتأويلهم .. ، و هذا يُحسب لهم لا عليهم ، ولكنَ الطريق .. الطريق هوَ الخاطئ ..!
- منهج أهل الكلام في التعاطي مع آيات الأسماء والصفات منهجٌ صحيح في مجمله .. وذلك عبر :
(1) دلالة الإلتزام .
(2) دلالة القياس .
أيّ أنّ الردّ على المناطقة بالقرآن .. لا يمكن لأن السقف أو المرجع الذي يرجعون إليه غير مرجعنا ، .. فلا يمكن أن تحاجج بالقرآن من لا يؤمن بالقرآن - وهذا أمر مهم - ، ولكن المشكلة أن الأشاعرة لم يسحبوا جميعَ آيات الأسماء والصفات على إثبات الأسماء والصفات بدلالة الإلتزام .. وهذا أمر قلّد فيهم اللاحق عن السابق ، فلم يفهموا أو لم يستطيعوا أن يثبتوا غير سبع صفات .. عن طريق هذه الدلالة ، مع إمكانهم أن يُثبتوا جميعَ الأسماء والصفات . - هذا أولاً - .
الأمر الآخر الذي أخطئوا فيه : أنهم استخدموا المنهج العقلي في إثبات الأسماء والصفات معنا نحنُ المسلمين مع أننا نتفق معهم بالإطار المرجعي العام .. وهوَ القرآن والسنَة .
على خلاف بيننا وبينهم في مسألة : سنّة الآحاد .. وهذه مسألة اجتهادية خلافية - لا إشكال فيها - .
ما يجب إيضاحهُ أنّ :
هؤلاء القوم أرادوا أن ينفوا عن الله - جل وعلا - المعنى الفاسد .. وهوَ أمرٌ مهمّ ..!
وهذا أمرُ سأشرحه في الرسالة النقدية . - والله أعلى وأعلم - .
- لا أعلم ما هوَ وجه التطابق بين (عبد القادر الجزائري) و (معبد الجهني) في المسألة العقائدية .. والسياسية ، فهوَ قياس مع الفارق ، رجلٌ مجاهد والآخر في مقدمة أولوياته هدم الحضارة الإسلاميّة .. و الجزائري رجل غير مؤدلج أي غير عالم .. في مقابل رجل له باع في مسائل الفلسفة و أحاديث الهنود ومعتقداتهم .
أما توضيح إشكاليات لصيقة بالشخص فلا إشكال فيه إذا كان : (1) مؤثر على فِكر الأمة وشبابها .. وإلا يُعتبر (إيقاظاً للفتنة) ..! (2) و منصفاً في التعاطي مع المخالف .
- المعتصم مشهور في التاريخ أنَه رجل شجاع و غير متعلم - وكان جاهلاً - وكان في قوله متابعٌ لأخيه (المامون) - هذا السبب الأول - ، و السبب الثاني : البطانة التي كانت قريبة من أخيه وهم (ابن أبي دؤاد) .. وغيره .. ! مع أنّ التاريخ المنصف ذكر أن : هذا المعتزلي كان من أفضل الناس في التعامل مع السياسة والواقع .. و لكن : لا يعدوا قدرْه فهو : معتزلي مع الأسف - ، فيُعذر الرجل بالجهل .
- جهاد ابن قدامة مع صلاح الدين دليل على عدم نظره إلى أشعريته ، وتصوّر أن قائداً اليوم يأمر بقراءة العقيدة الأشعرية في الجيش .. ويسكت العلماء المجاهدون معه إلا أن يكون : (1) هذا العالم محابي للسلطان - وهذا بعيد عن ابن قدامة رحمه الله - أو / (2) لا يرى بأساً في هذا الأمر - وهوَ الأقرب - .
- المقارنة بين الحجاج وصلاح الدين مقارنة ظالمة .. فنترحم على رجل قتل الحسين وعبد الله بن الزبير وسعيد بن جبير - رضي الله عنهم وفتك في الناس وظلمهم .. لأنه - إن كان - موافقاً لنا في العقيدة ، .. ولا نفتخر بنصر صلاح الدين - رحمه الله - لأنه أشعري .. ! فها هوَ الأشعري .. كتب في (الخمينية) أعظم الكتب .. فما رأيك ؟!
- الكيلاني لم يقتصر على الإشادة بمدرسة الغزالي وإنما أشاد بمدرسة عبد القادر الكيلاني - رحمه الله - وهوَ حنبلي والحنابلة في الغالب سلفيون .
- بالنسبة لي لا أتمسح بدراستي على ابن عثيمين .. والسبب : (1) أنها لم تكن طويلة - لأنه توفى رحمه الله - . (2) أنني أخالفه في التعامل مع الأشاعرة .. ، إنما ذكرت ذلك أنني سلفي العقيدة - ولله الحمد - .. ولكن فرق بين العقيدة الأشعرية .. وبين التعامل السليم مع الأشاعرة ..!
- لا أدري .. كيف قوّلني أحد الأخوة أنني أرى التعامل مع الأشاعرة كالتعامل مع المعتزلة .. فنحنُ نختلف مع المعتزلة بالأصول ..!
- كلام لكنّه لا يلزم الأشاعرة .. !
- الأشاعرة نظرياً من أكبر فِرق الأرجاء .. عملياً ؟! " فهذا هوَ الفرق بين التنظير الفكري المنبتّ عن الواقع " ..!
(والله أعلم)

سليمان الخراشي
2009-03-08, 12:26 AM
الإخوة الكرام :
بارك الله فيكم جميعًا .وهدى الله الأشاعرة إلى مايُحب ويرضى ، وأظن الجميع متفقًا على مخالفتهم لأهل السنة في قضايا كثيرة .

فريد طارق
2009-03-08, 02:01 AM
وأظن الجميع متفقًا على مخالفتهم لأهل السنة في قضايا كثيرة .

وأظن الجميع متفقاً على أن الأشاعرة ليست من الفرق الضالة ( الاثنتين والسبعين ) .

ومَن غلا منهم في التعطيل ووافق الجهمية فليس أشعريا بل يدخل في حكم الجهمية .

سليمان الخراشي
2009-03-08, 12:52 PM
بورك فيك ..
المقصد - بعد حصول الاتفاق السابق على المخالفة - : أن يجتهد الجميع في " نُصحهم " و " دعوتهم " ، كلٌ بحسب طريقته التي يراها مناسبة ومُحققة للغرض .

أبو بكر المكي
2009-03-08, 04:42 PM
- المقارنة بين الحجاج وصلاح الدين مقارنة ظالمة .. فنترحم على رجل قتل الحسين وعبد الله بن الزبير وسعيد بن جبير - رضي الله عنهم وفتك في الناس وظلمهم .. لأنه - إن كان - موافقاً لنا في العقيدة ، .. ولا نفتخر بنصر صلاح الدين - رحمه الله - لأنه أشعري .. ! .. كتب في (الخمينية) أعظم الكتب .. فما رأيك ؟!
(والله أعلم)

يا أخي لم أقارن !
أنت استغربت الافتخار بفتوحاته ! .
ثم إن فسوقه لا يمنع الترحم عليه ، ولم يثبت عنه ما يخرجه من (الإسلام) .
ولم يقتل الحسين بن علي ، بل الذي تولى قتله اثنان :
عمر بن سعد - أمير الجيش - ، ووالي البصرة ، (عبد الله بن زياد - فيما أذكر -) .
قإن قتلَ الحسينِ في ولايةِ يزيدِ بن معاوية بعد الستين للهجرة، ومقتل الزبير عندما قاتله مروان بن الحكم ، وقاد الجيش : الحجاج بن يوسف الثقفي .
ومن أدراك أنا لا نذكر صلاح الدين بخير أو لا (نفتخر) بأعماله !
من أراد أن يحابي في هذه المسائل ، قال : هاهو صلاح الدين : أشعري .... وو ....!
فلست أدري من بدأ بإذكاء الفتنة ! - ولست أعنيكَ أخي الكريم الفاضل - .

بارك الله فيك ونور قلبك وزادك إيمانًا وفقهك في دينه وأسكنك الفردوس .

طالب الإيمان
2009-03-08, 07:23 PM
آمين .. أخي الكريم وإياك بالمثل - و زيادة - :
اختلط عليّ الأمر ، فأنا أقصد العهد الأموي بشكل عام ، فقاتل الحسين هوَ عبيد الله بن زياد بأمرٍ من يزيد بن معاوية - عامله الله بما يستحق - .. !
قصدتُ أنه قاتل عبد الله بن الزبير .. - أي الحجاج - !
وأننا بإماكننا الافتخار بالأفاضل من أي زمانٍ كان .. !
- وفقك الله -

الصيعاني
2009-03-09, 10:30 AM
إلى طالب الإيمان [ نرجو ]
أولا الدال المنقوطة لا تعمل عندي في الكيبورد فكتبتها مهملة
لمادا تصب جهدك في الجدل والمهاترة مخالفا ما تدعو إليه من توفير الجهود لما هو أهم ؟
لمادا تلزم الآخرين بما تراه أنت أهم ليتركوا ما يرونه هم أهم ؟
لمادا تستخف بغيرك في الكلام تارة تصفهم بالمساكين ، وأخرى يجادلون الموتى وينبشون القبور ، ولا يرى أبعد من أرنبته ، والموقع لا يبث إلا ما لافائدة فيه ، ومحتاج لأعلمك القراءة والتهجئة ، وتصف بالتشدق ولم تكتف بهدا حتى أشرت لتهمتهم بالخيانة
ثم تأتي وتزخرف غايتك بدعوى مصلحة الأمة وأولويات أهدافها
واضح أخي طالب الإيمان إدا ما الدي درسته على الشيخ العثيمين ؟
فلو كان الأدب يكتفى فيه بالتنظير لقلنا كنت غائبا يوم درسه الشيخ ، ولكن يبدو أنك غبت عن دروسه جلها ولم تحضر إلا مقدار ما يحصل به شرف التلمدة
وأما عن الطوفان فاحتط منه لنفسك قبل أن تظهر الشفقة على غيرك
ومن الدي لا يرى أبعد من أرنبة أنفه ؟
المتفطن للباطل المنتشر والدي يسعى فيه أهله ليل نهار من أشاعرة وجهمية كتلاميد الكوثري ومن تبعهم كالسقاف وسعيد فودة وعمر كامل ومحمود سعيد ممدوح وسعيد فودة وتلميده سيف العصري وأمثالهم كثر و الدي لا زال يتهم دعوة شيخ الاسلام ابن عبد الوهاب بأنها من صنع الإنجليز لإفساد الدين والجفري القبوري والقرضاوي الدي ينشر العقيدة الأشعرية تأليفا وتقديما ويروج للتفويض ـ الدي يقول عنه شيخك ابن عثيمين بأنه شر أقوال أهل البدع ـ بل قدم لكتاب سيف الدي ملأه سبا لعلمائنا وعرض بكفرهم في مواطن من الكتاب التسامح والاعتدال ليناصر هدا الكتاب وغاوجي ممجد الكوثري
فمن الدي لا يرى أبعد من أرنبة أنفه
لكن هنيئا لك يا طالب الجدل صرفك المشاركين عن الموضوع وشغلهم بتاريخ و أمور اخرى ولعل هدا هو بيت القصيد
ولا يبعد عنك المقدسي المتشفع فقد سب وشتم بوصفهم بالأغمار والمتألهين وأنكر تصنيف العلماء مظهرا إجلالهم بينما غمز في شيخ العلماء ابن تيمية رحمه الله فهنيئا له ولك وهكدا فلتكن الصفاقة

عبدالرزاق الحيدر
2009-03-14, 12:29 AM
الاخ أبي الحسنات الدمشقي الاشعري,

لعل جل ما في كلامك الذي كتبته في مقالتك التي ألغيت من هذه الكتب التي هي كما قال تعالى : ( كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً ) :

- مؤلفات ورسائل وتحقيقات الكوثري ومقالاته .

2- تهنئة الصديق المحبوب ونيل السرور المطلوب بمغازلة ! سفر المغلوب (نقد كتابه : منهج الاشاعرة في العقيدة) تأليف السيد حسن بن علي السقاف دار الامام النووي الطبعة الاولى 1414 ه* .

3- رسائل ومؤلفات السيد عبد الله بن عبد الرحمن المكي الهاشمي ، كالقول الوجيه في ذم القول بالتشبيه ، وغيرها .


4- عقيدة القاضي عبد الوهاب البغدادي المالكي تأليف الدكتور أحمد نور سيف ، وهي دراسة مفردة ، قدم بها لكتاب شرح عقيدة ابن أبي زيد القيرواني في كتابه الرسالة للقاضي عبد الوهاب البغدادي المالكي ، وقد قرظها مفتي مصر السابق الدكتور أحمد الطيب .


5- كفى تفريقا باسم السلف للدكتور عمر كامل .


6- عقيدة الإمام الأشعري مذهب السواد الأعظم من المسلمين في الأصول ، للسيد مصطفى بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوي العطاس ، طبع بدار الأصول باليمن 2006م .


7- كتاب الاشاعرة بين الحقائق والاوهام : تأليف الشيخ محمد صالح الغرسي وهو من تركيا .


8- أهل السنة الأشاعرة - شهادة علماء الأمة وأدلتهم :
جمع وإعداد : حمد السنان ، و فوزي العنجري

قرظه جماعة وهم :
الدكتور محمد حسن هيتو، والدكتور وهبة الزحيلي ، والدكتور حسين عبد الله العلي ، والدكتور محمد فوزي فيض الله ،
والدكتور عجيل جاسم النشمي ، والدكتور محمد عبد الغفار الشريف ، والدكتور عبد الفتاح البزم
صدر عن دار الضياء للطباعة والنشر والتوزيع - الطبعة الأولى 1427هـ -
2006م

#( طبعا هذه المكتبة صوفية قح! حتى انها تبيع للجفري!!! تشابهت قلوبهم قبحهم الله).


9- كتاب عقائد الأشاعرة - في حوار هادئ مع المناوئين
للدكتور صلاح الدين الإدلبي , ويقع في نحو ( 266صفحة )


# وسيأتي الرد عليها - ان شاء الله - في خلال....؟ بس اصبر!؟

@ اما اذا كنت مستعجلا فعليك بكتاب الشيخ فيصل قزار الجاسم " الاشاعرة في ميزان أهل السنة ".

وإليك رابط تحميل الكتاب:

http://www.kabah.info/uploaders/al_ash3rah.pdf


# طبعا منقول !

# وحبذا لو تضع لي روابط كتب الاشاعرة كي توفر علي الوقت والجهد (والمال )!

أبو بكر المكي
2009-03-17, 11:08 PM
فقاتل الحسين هوَ عبيد الله بن زياد بأمرٍ من يزيد بن معاوية - عامله الله بما يستحق - .. !

ليس بأمر منه كما هو المشهور عند العوام .
وهذا بحاجة إلى موضوع مستقل .
وأرجو الاحجام عن شتمه .

شذى الجنوب
2009-03-27, 01:34 AM
وجدت هذا الكلام النفيس يكشف فيه جانب خفي في الأشاعرة، لأول مرة أقرأه،
يقول رحمه الله في تفريغ شريط الرد على الأشاعرة والمعتزلة:
(الأشاعرة يصرحون فيقولون الله موصوف بصفة الكلام فيجب أن نؤمن بأن الله متكلم وأن له صفة اسمها صفة الكلام ، كلام طيب ، صفوا لنا هذا الكلام ما هو؟؟!! وهل هذا القرآن الذي نقرأ ونستدل به وتحفظه ونكتبه هل هو كلام الله ؟؟ قالوا (لا..) كلام الله شيء آخر ، القرآن عند الأشاعرة ليس بكلام الله حقيقة وإنما يطلق عليه أنه كلام الله مجازا لماذا؟ لأنه إما دال على كلام الله الحقيقي أو عبارة عنه أو ترجمة له أما هو فمخلوق هذا الذي نعني غير هذا كلام (..) الا وهو الكلام النفسي الذي ليس بحرف ولا صوت أما وصف الله بأنه يتكلم بكلام له حرف وصوت مستحيل لا يليق بالله ، الأشعري عندما يستدل بالآية ألا يقول قال الله تعالى ثم يذكر الآية؟؟ إذن ما معنى كلامك عندما تريد أن تستدل بآية قرآنية فتقول قال الله تعالى: ( إذا جاء نصر الله )يقول (لا.. ) لا ينبغي أن نصرح في كل مقام بأن هذا القرآن مخلوق ولكن هذا سر بين الشيخ وبين التلاميذ يهمس بآذانهم فيقول اعلموا بأن هذا القرآن مخلوق ولكن لا يقال في كل مقام لئلا يُسْتَخَفَّ به لماذا؟؟ لأنه يجب احترامه لا احتراما ذاتيا ولكن لكونه دليلا على كلام الله الحقيقي النفسي أو لكونه عبارة عنه أو لكونه ترجمة له ، فكلام الله النفسي الحقيقي لو كُشِفَ عنا الحجاب لفهمنا منه مِنَ الأحكام كالتحليل والتحريم والنهي والأمر كما نفهم من هذا الكلام اللفظي المجازي الذي يدل على كلام الله ، تكون اتفاقية سرية بين الشيخ وبين التلاميذ لكن أمام الجمهور يقولون قال الله تعالى فيتلوا الآية فيقول للناس القرآن كلام الله ، موقفان موقف سري وموقف علني الموقف السري الذي بين الشيخ وبين التلاميذ هي الحقيقة وهو الصحيح لكن الموقف الآخر إنما هي دبلوماسية لئلا يُمَس هذا الكلام الدال على كلام الله تعالى وإلا هو ليس بكلام الله .
هذه حقيقة الأشاعرة في كتب الكلام ما الفرق إذن بين الأشاعرة وبين المعتزلة في صفة الكلام؟؟ خلاف لفظي غير حقيقي كلهم يتفقون على أن هذا القرآن الذي نقرأه ونحفظه ونكتبه مخلوق وليس بكلام الله ، تتفق الأشاعرة مع المعتزلة على هذا بل موقف الأشاعرة أخطر لأن موقف المعتزلة واضح)

أبو أمامة السلفي
2009-03-27, 01:05 PM
السلام عليكم أيها الإخوة الفضلاء.
لدي بعض الأسئلة لأخينا في الله طالب الإيمان -زاده الله إيمانا وحرصا على ما ينفعه- حول قوله (أنهم قوم أراود نفي المعنى الفاسد عن الله - جل وعلا - بتأويلهم .. ، و هذا يُحسب لهم لا عليهم) :
-هل من إرادتهم نفي المعنى الفاسد عن الله -جل وعلا- أن نفوْا استواءه على عرشه فقالوا بأنه الاستيلاء والهيمنة والسيطرة؟...
-هل من إرادتهم نفي المعنى الفاسد عن الله -جل وعلا- أن نفوْا علوَّ ذاته -سبحانه- على خلقه؟؟...
-أليسوا هم القائلين بأنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته...إلخ كالرازي والآمدي -رحمهما الله-، أو أنه في كل مكان كبعض المعاصرين؟؟؟....
-أليسوا هم نفاة الرحمة والحكمة والمحبة (الإرادة الشرعية وما يترتب على ذلك من ضلال في باب القدر)؟...
-أليسوا هم الذين أضحكوا العقلاء عليهم لما قالوا: رؤية الله جائزة لكن من غير جهة (أو مقابلة)؟...
-أليسوا هم القائلين بالكلام النفسي -وأخونا إن شاء الله على علم بما يلزم منه من لوازم باطلة (انظر التسعينية لشيخ الإسلام)-.....
-أليسوا هم القائلين أن أحسن البيان وأفصحه وأصدقه -الذي جاءنا من عند الحكيم الخبير- أن من ظواهره ما هو كفر، بل منهم من جعل التمسك بظواهر نصوص الأسماء والصفات -وهو مذهب السلف قاطبة- من أصول الكفر؟؟.....
وغيرها كثير...
ولا يخفاك إن شاء الله موقف الإمام أحمد من المحاسبي والكرابيسي وابن كلاب وأضرابهم وأقواله هو وغيره من أئمة السنة مشهورة.
-وفقك الله لما يحب ويرضى-

ابن طالب
2009-03-27, 01:16 PM
صلاح الدين الايوبي كان اشعريا المعتقد شافعي المذهب دليل ذلك كلام ابن علان في شرح رياض الصالحين حيث امر بقراءة متن من العقيدة الاشعرية
وماذا سيزيد ذلك أو سينقص هل تريد قائدا عظيما على عقيدة السلف
إليك القائد يوسف بن تاشفين رحمه الله كان على عقيدة السلف رحمهم الله وهو قائد موقعة الزلاقة التي شبهت بحطين أو أكبر منها
وانظروا كيف نشأت دول المرابطين. كان منشأها على علماء مالكية وهو عبد الله بن ياسين رحمه


وقد بلغني أن حركة طالبان على مذهب الأشاعرة والله أعلم
أن قرأت أنهم ماتريدية.


وبلغني :
أن الصحابة - رضي الله عنهم - ، والقرون المفضلة كانوا على عقيدة ( أهل السنة ) .. !
أصبت بارك الله فيك

أبو أمامة السلفي
2009-03-27, 02:38 PM
عوْد إلى أسئلة أخرى يا طالب الإيمان -وفقه الله لما فيه نفعه-:
-قولك: (أيّ أنّ الردّ على المناطقة بالقرآن .. لا يمكن لأن السقف أو المرجع الذي يرجعون إليه غير مرجعنا ، .. فلا يمكن أن تحاجج بالقرآن من لا يؤمن بالقرآن - وهذا أمر مهم -). أقول لك: هل كفار قريش الذين خاطبهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بنص التنزيل -أي: القرآن- كانوا يؤمنون بالقرآن لما خاطبهم به؟ هل كان السقف أو المرجع الذي يرجعون إليه -على حد تعبيرك- هو القرآن أم غير ذلك كعادات الآباء وآرائهم....؟
أرجو منك النظر والتأمل بدقة -زادك الله حرصا-
قولك: (الأمر الآخر الذي أخطئوا فيه : أنهم استخدموا المنهج العقلي في إثبات الأسماء والصفات معنا نحنُ المسلمين مع أننا نتفق معهم بالإطار المرجعي العام .. وهوَ القرآن والسنَة .) أقول:
-هل المنهج العقلي الذي استخدموه مع المسلمين -مع أنهم يتفقون معهم بالإطار المرجعي العام..- الذي يقول: بدليل الحدوث في الرد على من قال بقدم العالم -وذلك أثناء مناظرتهم للزنادقة والفلاسفة- مع ما أداهم إليه من التزام لوازم باطلة (حين استخدموه مع المسلمين كما تقول أنت)كالقول باستحالة قيام الحوادث بذات الله = فنفوْا أن تقوم الصفات والأفعال الاختيارية بذاته سبحانه وتعالى من الأخطاء السائغة ومن موارد الاجتهاد أم هي من البدع الكلية؟
أرجو منك جوابا دقيقا على ذلك -بارك الله فيك-.

-قولك: (المعتصم مشهور في التاريخ أنَه رجل شجاع و غير متعلم - وكان جاهلاً - وكان في قوله متابعٌ لأخيه (المامون) - هذا السبب الأول - ، و السبب الثاني : البطانة التي كانت قريبة من أخيه وهم (ابن أبي دؤاد) .. وغيره .. ! مع أنّ التاريخ المنصف ذكر أن : هذا المعتزلي كان من أفضل الناس في التعامل مع السياسة والواقع .. و لكن : لا يعدوا قدرْه فهو : معتزلي مع الأسف - ، فيُعذر الرجل بالجهل ) أقول:
-لِمَ لم تقل مثل ذلك في صلاح الدين، أي: مشهور في التاريخ أنه رجل شجاع مجاهد قائد سياسي ماهر لكنه لا يعدو قدره فهو: أشعري مع الأسف، فيعذر الرجل بالجهل (وقد عذر شيخ الإسلام ابن تيمية أئمة كبارا من أئمة الأشعرية -وبخاصة المتأخرين- فانظر مناظرته حول الواسطية في المجموع المجلد 3تجد ذلك). وقد يقول لك قائل أن بطانته هي التي أدت به إلى ذاك الاعتقاد.
نأمل منك الجواب -أعانك الله على الخير-

أبو أمامة السلفي
2009-03-27, 05:57 PM
قد سأل أخونا طالب الإيمان -زاده الله إيمانا وفقها- فقال: "ماذا نقول عن (صلاح الدين ) .. الأشعري ، عندما أراد أن ينشرَ (عقيدة الأشاعرة) في مملكته عن طريق مُفتي الشافعية (قراقوش) .. وقد نصَرَهُ الله - سبحانه وتعالى- ؟!"
الجواب:

قال الدكتور : " وقبل أن نذكر نماذج من مواقفه الإيجابية من الأشاعرة، لا بد من بيان الملاحظات التالية:
1-أن شيخ الإسلام بنى ذلك على أصل ثابت عنده، وهو تفاوت الطوائف في القرب والبعد من الحق، فيسلك مع الأشاعرة هذا المسلك، يقول شيخ الإسلام معلقا على مسألة تأثر الأشاعرة بالمعتزلة: " مع أنه يمكن بيان أن قول الأشعري أقرب إلى صريح المعقول من قول المعتزلة، كما يمكن أن يبين أن قول المعتزلة أقرب إلى صريح المعقول من قول الفلاسفة، لكن هذا يفيد أن هذا القول أقرب إلى المعقول وإلى الحق، ولا يفيد أنه هو الحق في نفس الأمر، فهذا ينتفع به من ناظر الطاعن على الأشعرية من المعتزلة، والطاعن على المعتزلة من الفلاسفة، فتبين له أن قول هؤلاء خير من قول أصحابك، فإنه كما أن كل من كان أقرب إلى السنة فقوله أقرب إلى الأدلة الشرعية، فكذلك قوله أقرب إلى الأدلة العقلية. ولا ريب أن هذا مما ينبغي سلوكه، فكل قول –أوقائل- كان إلى الحق أقرب فإنه يبين رجحانه على ما كان من الحق أبعد، ألا ترى أن الله تعالى لما نصر الروم على الفرس –وكان هؤلاء أهل الكتاب وهؤلاء أهل أوثان- فرح المؤمنون بنصر الله لمن كان إلى الحق أقرب على من كان عنه أبعد. وأيضا فيمكن القريب إلى الحق أن ينازع البعيد عنه في الأصل الذي احتج به عليه البعيد، وأن يوافق القريب إلى الحق للسلف الأول الذين كانوا على الحق مطلقا". ولذلك أنصف خصومه كلهم من الأشاعرة وغيرهم بناءً على هذه القاعدة." اهـ من (موقف ابن تيمية من الأشاعرة 2/701-702).
فأرجو أن يكون قد تبين لأخينا طالب الإيمان –وفقه الله- لماذا فرح أهل السنة والجماعة بنصر الله لصلاح الدين –رحمه الله-.
ولي على كلامه الكثير وقفات أخرى إن شاء الله.

أبو أمامة السلفي
2009-03-27, 06:30 PM
وقفة أخرى مع أخينا طالب الإيمان -وفقه الله لمراضيه-
قال أخونا طالب الإيمان –سدده الله-: (هل تعتقد أنّ المُتأول في (الأسماء والصفات) .. مُخطئ في (أصل تأويلهِ) أم في (نتائج تأويله) ؟!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: " وهذه التأويلات الموجودة اليوم بأيدي الناس مثل أكثر التأويلات التي ذكرها أبو بكر بن فورك في كتاب "التأويلات" وذكرها أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي في كتابه الذي سماه "تأسيس التقديس" ويوجد كثير منها في كلام خلق غير هؤلاء مثل: أبي علي الجبائي، وعبد الجبار بن أحمد الهمذاني، وأبي الحسين البصري، وأبي الوفاء بن عقيل، وأبي حامد وغيرهم، هي بعينها التأويلات التي ذكرها بشر المريسي (التي ذكرها) [لعلها زائدة] في كتابه، وإن كان قد يوجد في كلام بعض هؤلاء رد التأويل وإبطاله أيضا ولهم كلام حسن في أشياء. فإنما بينت أن عين تأويلاتهم هي عين تأويلات المريسي، ويدل ذلك كتاب الرد الذي صنفه عثمان بن سعيد الدارمي أحد الأئمة المشاهير في زمان البخاري، صنف كتابا سماه: "رد عثمان بن سعيد على الكاذب العنيد فيما افترى على الله في التوحيد" حكى فيه من التأويلات بأعيانها عن بشر المريسي بكلام يقتضي أن المريسي أَقْعَدُ بها، وأعلم بالمنقول والمعقول من هؤلاء المتأخرين الذين اتصلت إليهم من جهته، ثم رد عثمان بن سعيد إذا طالعه الذكي العاقل علم حقيقة ما كان عليه السلف، وتبين له ظهور الحجة لطريقتهم، وضعف حجة من خالفهم.
ثم إذا رأى الأئمة –أئمة الهدى- قد أجمعوا على ذم المريسية وأكثرهم كفروهم أو ضللوهم، وعلم أن هذا القول الساري في هؤلاء المتأخرين هو مذهب المريسية، تبين الهدى لمن يريد الله هدايته، ولا حول ولا قوة إلا بالله" اهـ (الفتوى الحموية) ط: دار الصميعي.
وأنا أقول له: هل تعتقد أن الجهمي المتأول للأسماء والصفات مخطئ في أصل تأويله أم في نتائج تأويله؟!!
أترك الإجابة لأخينا الفاضل –وفقه الله-

شذى الجنوب
2009-03-27, 10:54 PM
السلام عليكم أيها الإخوة الفضلاء.
لدي بعض الأسئلة لأخينا في الله طالب الإيمان -زاده الله إيمانا وحرصا على ما ينفعه- حول قوله (أنهم قوم أراود نفي المعنى الفاسد عن الله - جل وعلا - بتأويلهم .. ، و هذا يُحسب لهم لا عليهم) :
-هل من إرادتهم نفي المعنى الفاسد عن الله -جل وعلا- أن نفوْا استواءه على عرشه فقالوا بأنه الاستيلاء والهيمنة والسيطرة؟...
-هل من إرادتهم نفي المعنى الفاسد عن الله -جل وعلا- أن نفوْا علوَّ ذاته -سبحانه- على خلقه؟؟...
-أليسوا هم القائلين بأنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته...إلخ كالرازي والآمدي -رحمهما الله-، أو أنه في كل مكان كبعض المعاصرين؟؟؟....
-أليسوا هم نفاة الرحمة والحكمة والمحبة (الإرادة الشرعية وما يترتب على ذلك من ضلال في باب القدر)؟...
-أليسوا هم الذين أضحكوا العقلاء عليهم لما قالوا: رؤية الله جائزة لكن من غير جهة (أو مقابلة)؟...
-أليسوا هم القائلين بالكلام النفسي -وأخونا إن شاء الله على علم بما يلزم منه من لوازم باطلة (انظر التسعينية لشيخ الإسلام)-.....
-أليسوا هم القائلين أن أحسن البيان وأفصحه وأصدقه -الذي جاءنا من عند الحكيم الخبير- أن من ظواهره ما هو كفر، بل منهم من جعل التمسك بظواهر نصوص الأسماء والصفات -وهو مذهب السلف قاطبة- من أصول الكفر؟؟.....
وغيرها كثير...
ولا يخفاك إن شاء الله موقف الإمام أحمد من المحاسبي والكرابيسي وابن كلاب وأضرابهم وأقواله هو وغيره من أئمة السنة مشهورة.
-وفقك الله لما يحب ويرضى-
زد على هذا أخي الفاضل أن المعتزلة والجهمية أيضا أرادوا نفي المعنى الفاسد!!
وكل صاحب بدعة يظن نفسه معظما لله طائعا له!!

طالب الإيمان
2009-03-28, 07:55 PM
أظن أنّ بعض الإخوة لم يفهموا ما أرمي إليه :

- أنا لا أدافع عن الأشاعرة وكيفية تعاطيهم مع النصوص ، ولكن : أنبّه على وجود الكثير من وسائل الربط التي تُمكننا من القٌرب بيننا وبينهم ، و يجب فهم الموضوع الكلّي لا جزئيات النقاش بيننا وبينهم ،

- التأويل أداة لفهم النصّ - عند الاستشكال - .. وهيَ مسألة لُغوية ، لا نستطيع إسقاطها بمجرد أن أحمقاً جهمياً أراد أن يعطّل النصوص عن طريقها ، .. وعلى هذا فكلام شيخ الإسلام لا ُيمكن ان نفهم منه نقض الإداة إنما نقض نتائج الإداة .. وطريقة فهم النص - مسألة إجتهادية - .. !

- استخدام منهج أهل الكلام اضطرار .. وليس اختيار ، و إلا فكيف نفهم تأليف شيخ الإسلام لكتابي ( درء التعارض ) و ( الرد على المنطقيين ) .. ، مع أنّ القرآن الكريم ما كان إلا حجج عقلية في ردّه على العرب ، وهوَ علّمنا التدبر والتفكر والتعقل ، و قياس المنطقيين على العرب قياس مع الفارق ، والفارق : أنّ اليونان قوم متعلمون ، و العرب كانوا ينظرون إلى ( البلاغة ) و قوة ( السبك اللغوي ) أكثر من القول العقلي ، وهذا ما فهمناه من القرآن .. فهوَ دائماً ما يخبرنا بعربيته .. ، و العرب قوم يؤمنون بوجود الله - عز و جل - واليونان : - في الغالب - لا يؤمنون بوجوده .. !

- الإفتراق قضّية تاريخية قبل أن تكون جدل عقَدي ، فعلينا أن نفهم أسباب الافتراق و مظاهره و .. ، ولنضرب على هذا مثالاً : في حرب العثمانيين على حركة محمد بن عبد الوهاب ، الكثير يرجح السبب العقدي ، وأنه من تحريض المفتي العثماني .. ، ولكن : أليس من الأقرب أن تكون القضيّة سياسية ، وأنّ محمد علي باشا أراد أن ينفرد بمصر والحجاز عن الدولة العثمانية ، وإن تنزّلنا : فلِمَ لا يكون السبب هوَ (التعصب المذهبي) وأنّ القوم كانوا حنفية متعصبة .. .. ! فيجب فهم جميع الأسباب الملابسة للموضوع .

- في مثالي عن صلاح الدين ، لا أدافع عن الأشاعرية ، وإنما على كيفية التعامل السليم مع الأشاعرة .

- لا يصح تعميم ما حدث مع ابن تيمية ، على جميع الأشاعرة .. - وهذا أمر مهم - ، فالقضية تاريخية لا تصح فهمها عن طريق شيخ الإسلام فقط ..

- و الله أعلم . ولستُ مهتماً بنقض مقالات الأشاعرة .

أبو أمامة السلفي
2009-03-29, 04:52 PM
[size="5"]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فأقول لأخينا طالب الإيمان -زاده الله توفيقا-:
قلتَ: (هؤلاء القوم أرادوا أن ينفوا عن الله - جل وعلا - المعنى الفاسد .. وهوَ أمرٌ مهمّ ..!
وهذا أمرُ سأشرحه في الرسالة النقدية
ثم تقول في نفس الوقت!!!: (ولستُ مهتماً بنقض مقالات الأشاعرة )
إذاً عن ماذا ستتحدث في كتابك؟!!! ولماذا كل هذا الكلام مع إخوانك السلفيين في هذا المنتدى؟ لِمَ لا تبذل هذا الجهد في الكتابة في نصح الأشاعرة وتبين لهم أخطاءهم ليرجعوا؟!!!
قلت:(- التأويل أداة لفهم النصّ - عند الاستشكال - .. وهيَ مسألة لُغوية ، لا نستطيع إسقاطها بمجرد أن أحمقاً جهمياً أراد أن يعطّل النصوص عن طريقها)
من قال بهذا من الأئمة المعتبرين؟ هذا يقودنا إلى البحث عن معنى التأويل الوارد في الكتاب والسنة والتأويل المصطلح عليه عند المتكلمين، وحكم أئمة السنة المعتبَرين على هذا التوع الأخير.
قلت: ( وعلى هذا فكلام شيخ الإسلام لا ُيمكن ان نفهم منه نقض الإداة إنما نقض نتائج الإداة ..)
أقول: هذا هو موضع النزاع!!! وهذا يحتاج إلى وقفة مستقلة -بتوفيق الله وعونه-
-قلت: (وطريقة فهم النص - مسألة إجتهادية - .. !)
أقول: هل تريد بهذا أنه ليس هناك طريقة يجب أن نسلكها لفهم نصوص الكتاب والسنة؟ أم أنّا لم يُبَيَّن لنا في شرعنا طريقة فهم نصوص الكتاب والسنة؟ ماذا عن فهم السلف الصالح؟ أولسنا ملزمين به؟!!!
إن الخوارج لما ضلوا في بعض الآيات وهي آيات الوعيد كانوا متأولين وسبب ضلالهم ليس أنهم عارضوا بين تلك النصوص وقواعدَ أصلوها على وَفق علوم منقولة عمن قبلهم -كفلسفة اليونان أو الهند أو الفرس-، بل كان من جهة عدم استيعابهم لموارد النصوص في ذاك الباب وعدم الرجوع إلى الصحابة وهم بين ظهرانيهم، وبذلك احتج عليهم ابن عباس -رضي الله عنهما- لما ناظرهم، قال لهم: "جئتكم من عند أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أُنزِل القرآن وليس فيكم أحد منهم..." وغير ذلك من الأدلة كقوله تعالى: {فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق} وغيرها كثير، وقد استقصاها ابن القيم في "إعلام الموقعين" عند كلامه حول مسألة حجية قول الصحابي فانظره.
يقول الشيخ الدكتور يوسف الغفيص -خفظه الله-: "وقد أشار شيخ الإسلام إلى كيفية ضبط مذهب السلف، فقال: واعتبار مذهب السلف الذي هو مذهب لازم يجب اتباعه بدلالة القرآن والحديث هو ما علم إجماعهم فيه، قال: ومعرفة الإجماع تقع بنقل علماء الإسلام الكبار بأن هذا إجماع للسلف، أو بتواتر مقالاتهم في هذه المسألة ولا يحفظ لأحد منهم مخالفة . فهذان طريقان يعرف بهما إجماع السلف: الأول: التنصيص من كبار العلماء المتقدمين أو المحققين من المتأخرين على أن هذا إجماع للسلف. الثاني: تواتر المقالة عن السلف، ولم يحفظ لأحد منهم فيها مخالفة. وقد أراد شيخ الإسلام بهذا درء مسألة تحصيل مذهب السلف بطريق الفهم؛ ولهذا قال رحمه الله: وأما من تحصل له فهم في الكتاب والسنة فقال: إن هذا مذهب السلف؛ لأن السلف عنده لا يخرجون عن دلالة القرآن والسنة، فهذه طريقة يستعملها من يستعملها ممن انتحل مذهب السنة والجماعة من متأخري المتكلمين، ومن قلدهم من الفقهاء وغيرهم.. وهذا التنبيه غاية في الأهمية، وهو أن مذهب السلف لا يصح تحصيله بالفهم. وهذا قد وقع في كلام كثير من الفقهاء وفي كلام كثير من المتكلمين، ويقع اليوم قدر كثير منه بين بعض طلبة العلم، حيث نجد أنهم يعينون مسائل ويقولون: هذا مذهب للسلف. مع أن المسألة فيها نزاع بين كبار أئمة السلف؛ لكونها مسألة فقهية. إذاً: لابد أن يعتبر مذهب السلف بالأصول الثلاثة، فكل ما أضيف إلى مذهب السلف، ولا يوجد عليه دليل من الكتاب والسنة والإجماع فإنه لا يعد من مذهب السلف الذي هو إجماع لهم، وإنما قد يكون محل خلاف بين أهل السنة والسلف أنفسهم؛ لأنه إذا انضبط أن هذا مذهب للسلف لزم أن يكون صواباً محضاً، وما يقابله يكون بدعةً وضلالاً محضاً على حد قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة). فكل ما قابل مذهب السلف فهو بدعة وضلالة؛ ولهذا لا تُعين مسألة أنها مذهب للسلف إلا إذا عُلم أنها إجماع لهم..." اهـ. فتأمله.
-قلتَ: (و قياس المنطقيين على العرب قياس مع الفارق ، والفارق : أنّ اليونان قوم متعلمون )
اقول: فماذا عن مجادلة القرآن لأهل الكتاب؟ هل كانوا مقرين بالقرآن ويؤمنون به؟ ألم يكونوا ذوي علم سابق وقد سماهم الله أهل الذكر؟. ألم يكن من العرب طائفة من الملاحدة الدُّهرية الذين أشار القرآن إليهم في قوله: {إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر}؟!!!
إن استخدام المنهج الكلامي في الرد على أهل الكلام بالذات أمر لا ننكره، لكن تأمل معي في هذا الكلام وهو للدكتور الشيخ يوسف الغفيص -حفظه الله- في شرحه على الواسطية.
قال الدكتور يوسف -حفظه الله-: "قد يقول قائل: لم اتخذوا طريقة علم الكلام وتركوا الطريقة التي عليها أئمة السنة والحديث؟ فأقول: هذا لضعف فقههم في طريقة أهل السنة، ولسببٍ مهم آخر قد لا يكون مشهوراً، وهو أن القوم أرادوا تقريب هذه الطريقة إلى قوم من الزنادقة والفلاسفة الذين لا يدينون بالإسلام أصلاً، فأرادوا الرد عليهم بتقرير عقيدة المسلمين بنفس مادتهم .. وهذا هو أول إشكال وقعت فيه المعتزلة وأمثالها، وهو أنهم أرادوا إثبات معتقد المسلمين والرد على الفلاسفة بنفس مادة الفلاسفة التي سموها علم الكلام الذي نقول: إنه محصل من الفلسفة من جهة جوهره، وإن كان فيه قدر من الشريعة واللغة والعقل، فهذا القدر هو باعتبار تفريعه أو ما يتعلق بمسائله وبحوثه. فأرادوا ذكر معتقد المسلمين، فبدءوا بمسألة وجود الرب سبحانه وتعالى، فلما أراد القوم إثبات وجود الرب سبحانه وتعالى، قالوا: الدليل على وجوده هو وجود العالم، والعالم حادث، وكل حادث لا بد له من محدث، وظنوا أن هذا هو قول الله تعالى: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ [الطور:35] وثمة فرق بين دليلهم على إثبات وجود الرب سبحانه وتعالى وبين طريقة القرآن، فإن قول الله تعالى: أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمْ الْخَالِقُونَ [الطور:35] ليس هو في مورد إثبات وجود الرب؛ فإن هذا بديهة؛ بل هو في مورد إثبات جملة من معاني الربوبية التي لم يحقق الإيمان بها جملة من المشركين .. فهنا فرق بيِّن. وبعد أن قال هؤلاء: إن الدليل على ثبوت وجوده هو حدوث العالم، أرادوا إثبات حدوث العالم، فإن منازعيهم من الفلاسفة يقولون: إن العالم قديم، فأراد هؤلاء إثبات حدوث العالم، فبم استدلوا على حدوث العالم؟ هنا انقسموا إلى قسمين: - تعداد جهميتهم ومعتزلتهم قالوا: إن الدليل على حدوث العالم هو اتصافه بالصفات التي سموها الأعراض. - تعداد متكلمة الصفاتية منهم كـابن كلاب و الأشعري و الماتريدي : إن الدليل على حدوث العالم هو اتصافه بالحركة، وأنه لا يبقى على زمان واحد. فأثبتوا وجود الله بهذه الطريقة التي عليها جملة من الإشكالات: أولاً: أنها طريقة مُتكلَّفة. ثانياً: أنها استلزمت عندهم لوازم باطلة. ثم جاءوا إلى صفات الباري سبحانه وتعالى، فلم يمكن للجهمية والمعتزلة أن تثبت صفات الله على طريقتهم؛ لأن دليل حدوث العالم عندهم هو اتصافه بالصفات، فلزم أن يكون الرب على خلاف هذا العالم؛ فلو أثبتوا صفات الله -على زعمهم- لوصفوه بالحدوث، ومن هنا نفوا الصفات. ثم لما جاء الأشعري وترك الاعتزال وأعلن توبته منه، تمسك بأصل الاعتزال في باب الصفات، وقال: إن الدليل على حدوث العالم هي الأعراض والصفات، ولكن ليس جميعها، وإنما المتحرك منها، فالدليل على حدوث العالم: أنه متحرك ولا يبقى زماناً واحداً ثابتاً. وهذا مما يبين لك غلط من يقول بأن الأشعري رجع إلى معتقد أهل السنة، بل المسألة فيها تفصيل. فإن الأشعري -ومن قبله ابن كلاب - وكذلك قرينه -أعني: قرين الأشعري - الماتريدي ، التزموا نتيجة لهذه القاعدة نفي بعض الصفات، وهي كل صفة من صفات أفعال الرب المتعلقة بمشيئته وإرادته، ومن هنا نفى القوم من هؤلاء أو هؤلاء: إما سائر الصفات، وإما صفات الأفعال المتعلقة بالقدرة والمشيئة. ومن هنا وقع الجهمية والمعتزلة والأشاعرة والماتريدية والكلابية فيما يسمى عند أهل السنة بالتعطيل، وهو نفي الأسماء والصفات أو نفي الصفات أو نفي جملة من الصفات. وقد نفى أولئك القوم الصفات أو ما هو منها وهم لم ينظروا في دليل القرآن: أهو مثبت للصفات أم ناف لها. فلما نفوا الصفات على هذا الدليل الذي جعلوه مثبتاً لحدوث العالم -وهو ما يسمى عند القوم بدليل الأعراض- رجعوا إلى القرآن، فوجدت المعتزلة أن القرآن يثبت الصفات لله، ونتيجتهم التي يرون أنها لازمة لإثبات وجود الله تقول بالنفي، وكذلك لما رجع ابن كلاب و الأشعري و الماتريدي إلى القرآن وجدوا أن القرآن في أكثر من مائة موضع؛ كما يقول الرازي من الأشاعرة؛ يقول: (إن القرآن في أكثر من مائة موضع يثبت مسألة الحركة) أي: الأفعال المتعلقة بالقدرة والمشيئة. فوجد هؤلاء وهؤلاء أن القرآن خالف نتيجتهم العقلية. مما سبق يتبين أن القوم نفوا الصفات أو نفوا ما هو منها لا تفريعاً عن أدلة من القرآن؛ بل بناءً على أصل باطل ابتدعوه. ومن هنا كان خلاف هؤلاء في الصفات يختلف عن خلاف الخوارج ..، وذلك لأن الخوارج لما كفَّروا مرتكب الكبيرة استدلوا بقول الله تعالى: إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلْ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ [آل عمران:192].. كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا [السجدة:20] بخلاف هؤلاء، فليس عندهم على نفي الصفات أو ما هو منها أدلة مفصَّلة من القرآن؛ بل المعتبر عندهم دليل واحد، وهو ما يسمى بدليل الأعراض؛ وهو دليل ليس له أصل في الشرع ولا معنى في لغة العرب؛ إنما هو منقول من الفلسفة التي كان عليها جملة من الملاحدة اليونان، وهذا الدليل أنتج عند المعتزلة والجهمية وأمثالهم نفي الصفات، وأنتج عند ابن كلاب ومن وافقه كـالأشعري و أبي منصور الماتريدي نفي صفات الأفعال. فلما رجع القوم إلى كتاب الله .. وجدوه يخالف ما هم عليه، فأرادوا أن من تهمة مخالفتهم له...."
ثم قال: "ولكن لما نظروا القرآن وجدوا أن للقرآن تفصيلاً على خلاف طريقتهم؛ فرجعوا إلى لغة العرب؛ فحصَّلوا من لغة العرب نظريةً زعموها أصلاً في اللغة وهي محدثة، وإن شئت فقل على سبيل التنزل: إنها بدعة في اللغة، فكما أنك تقول: إن هذه بدعة في الشرع، فهذه بدعة في اللغة، ذلك هو ما زعموه بأن اللغة منقسمة إلى حقيقة ومجاز، فاستدعوا مسألة الحقيقة والمجاز ليبنوا عليها قانون التأويل الذي يقول: صرف اللفظ عن الحقيقة إلى المجاز لقرينة. وصرف نصوص الصفات عن ظاهرها إلى معاني لا يشترط عندهم فيها إلا شرط واحد، وهو أن يكون المعنى الذي صُرف اللفظ إليه لا يتعارض مع مذهبهم..." إلخ
ولا أريد الخوض في مسألة التأويل والمجاز -الآن-، لكن تأمل هذا الكلام تجده خلاصة ما أراد الإخوة أن يقولوه، ولعلك تجد أجوبة على كثير من أسئلتك السابقة في مشاركاتك كقولك: هل المتأول مخطئ في أصل تأويله أو في نتائجه؟
-والله أعلم-.

أبو أسامة الشمري
2009-03-30, 11:38 PM
أدعو الجميع لقراءة كتاب : منهج الأشاعرة في العقيدة .

أبو أمامة السلفي
2009-03-31, 07:58 PM
هل يمكنك يا أخانا الشمري أن ترفع لنا الكتاب فإني لم أجده مصورا؟، وإن أردت التفصيل الدقيق فعليك بكتاب "موقف ابن تيمية من الأشاعرة" فهو أحسن ما كُتِبَ في الموضوع كما قاله الشيخ مشهور بن حسن -حفظه الله-
أسأل الله أن يوفقك لخير الدنيا والآخرة.

ابن الرومية
2009-04-06, 11:41 PM
فيما يتعلق بالاختلاف بين طوائف الأمة و سياسة هذا الاختلاف برفق و لين دون تضييع الشدة اللازمة لبيان الأقوال الدخيلة و المحافظة على بيضة الاسلام نقية أن تصاب بتحريف كالأمم السابقة و انزال الناس منازلهم و دفعهم بالتي هي أحسن الى التوحد أقرب ما أمكن حسب القدرة تحذيرا واعذارا ولاءا و براءا ة والوصول الى التكاثف و الحركة في الأمة كالجسم الواحد أمام التحديات بمختلف طوائفها ..فقد تنبأ به النبي صلى الله عليه و سلم و دعا فيه الدعاء المشهور و انطلاقا منه يمكن "أن يقال : هذا الدعاء استجيب له في جملة الأمة ولا يلزم من ذلك ثبوته لكل فرد وكلا الأمرين صحيح ؛ فإن ثبوت هذا المطلوب لجملة الأمة حاصل ولولا ذلك لأهلكوا بعذاب الاستئصال كما أهلكت الأمم قبلهم . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : { سألت ربي لأمتي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة سألته أن لا يهلك أمتي بسنة عامة فأعطانيها وسألته أن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم فيجتاحهم فأعطانيها وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها . وقال : يا محمد إني إذا قضيت قضاء لم يرد } . وكذلك في الصحيحين : لما نزل قوله تعالى { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم } قال النبي صلى الله عليه وسلم أعوذ بوجهك { أو من تحت أرجلكم } قال : أعوذ بوجهك { أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض } قال : هاتان أهون } وهذا لأنه لا بد أن تقع الذنوب من هذه الأمة ولا بد أن يختلفوا ؛ فإن هذا من لوازم الطبع البشري لا يمكن أن يكون بنو آدم إلا كذلك ولهذا لم يكن ما وقع فيها من الاختلاف والقتال والذنوب دليلا على نقصها ؛ بل هي أفضل الأمم وهذا الواقع بينهم من لوازم البشرية وهو في غيرها أكثر وأعظم وخير غيرها أقل والخير فيها أكثر والشر فيها أقل فكل خير في غيرها فهو فيها أعظم وكل شر فيها فهو في غيرها أعظم . وأما حصول المطلوب للآحاد منها فلا يلزم حصوله لكل عاص ؛ لأنه لم يقم بالواجب ولكن قد يحصل للعاصي من ذلك بحسب ما معه من طاعة الله تعالى أما حصول المغفرة والعفو والرحمة بحسب الإيمان والطاعة فظاهر ؛ لأن هذا من الأحكام القدرية الخلقية من جنس الوعد والوعيد وهذا يتنوع بتنوع الإيمان والعمل الصالح"
" وسنتكلم على هذا بما ييسره الله متحرين للكلام بعلم وعدل . ولا حول ولا قوة إلا بالله : فما زال في الحنبلية من يكون ميله إلى نوع من الإثبات الذي ينفيه طائفة أخرى منهم ومنهم من يمسك عن النفي والإثبات جميعا . ففيهم جنس التنازع الموجود في سائر الطوائف لكن نزاعهم في مسائل الدق ؛ وأما الأصول الكبار فهم متفقون عليها ولهذا كانوا أقل الطوائف تنازعا وافتراقا لكثرة اعتصامهم بالسنة والآثار لأن للإمام أحمد في باب أصول الدين من الأقوال المبينة لما تنازع فيه الناس ما ليس لغيره . وأقواله مؤيدة بالكتاب والسنة واتباع سبيل السلف الطيب . ولهذا كان جميع من ينتحل السنة من طوائف الأمة - فقهائها ومتكلمتها وصوفيتها - ينتحلونه ثم قد يتنازع هؤلاء في بعض المسائل . فإن هذا أمر لا بد منه في العالم والنبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر بأن هذا لا بد من وقوعه وأنه لما سأل ربه أن لا يلقي بأسهم بينهم منع ذلك . فلا بد في الطوائف المنتسبة إلى السنة والجماعة من نوع تنازع لكن لا بد فيهم من طائفة تعتصم بالكتاب والسنة كما أنه لا بد أن يكون بين المسلمين تنازع واختلاف لكنه لا يزال في هذه الأمة طائفة قائمة بالحق لا يضرها من خالفها ولا من خذلها حتى تقوم الساعة . ولهذا لما كان أبو الحسن الأشعري وأصحابه منتسبين إلى السنة والجماعة : كان منتحلا للإمام أحمد ذاكرا أنه مقتد به متبع سبيله . وكان بين أعيان أصحابه من الموافقة والمؤالفة لكثير من أصحاب الإمام أحمد ما هو معروف حتى إن أبا بكر عبد العزيز يذكر من حجج أبي الحسن في كلامه مثل ما يذكر من حجج أصحابه لأنه كان عنده من متكلمة أصحابه .
وكان من أعظم المائلين إليهم التميميون : أبو الحسن التميمي وابنه وابن ابنه ونحوهم ؛ وكان بين أبي الحسن التميمي وبين القاضي أبي بكر بن الباقلاني من المودة والصحبة ما هو معروف مشهور . ولهذا اعتمد الحافظ أبو بكر البيهقي في كتابه الذي صنفه في مناقب الإمام أحمد - لما ذكر اعتقاده - اعتمد على ما نقله من كلام أبي الفضل عبد الواحد بن أبي الحسن التميمي . وله في هذا الباب مصنف ذكر فيه من اعتقاد أحمد ما فهمه ؛ ولم يذكر فيه ألفاظه وإنما ذكر جمل الاعتقاد بلفظ نفسه وجعل يقول : " وكان أبو عبد الله " . وهو بمنزلة من يصنف كتابا في الفقه على رأي بعض الأئمة ويذكر مذهبه بحسب ما فهمه ورآه وإن كان غيره بمذهب ذلك الإمام أعلم منه بألفاظه وأفهم لمقاصده ؛ فإن الناس في نقل مذاهب الأئمة قد يكونون بمنزلتهم في نقل الشريعة"
"والمقصود هنا ذكر " أصل جامع " تنبني عليه معرفة النصوص ورد ما تنازع فيه الناس إلى الكتاب والسنة فإن الناس كثر نزاعهم في مواضع في مسمى الإيمان والإسلام لكثرة ذكرهما وكثرة كلام الناس فيهما والاسم كلما كثر التكلم فيه فتكلم به مطلقا ومقيدا بقيد ومقيد بقيد آخر في موضع آخر . كان هذا سببا لاشتباه بعض معناه ثم كلما كثر سماعه كثر من يشتبه عليه ذلك . ومن أسباب ذلك أن يسمع بعض الناس بعض موارده ولا يسمع بعضه ويكون ما سمعه مقيدا بقيد أوجبه اختصاصه بمعنى فيظن معناه في سائر موارده كذلك ؛ فمن اتبع علمه حتى عرف مواقع الاستعمال عامة وعلم مأخذ الشبه أعطى كل ذي حق حقه وعلم أن خير الكلام كلام الله وأنه لا بيان أتم من بيانه ؛ وأن ما أجمع عليه المسلمون من دينهم الذي يحتاجون إليه أضعاف أضعاف ما تنازعوا فيه .
فالمسلمون : سنيهم وبدعيهم متفقون على وجوب الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ومتفقون على وجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج ومتفقون على أن من أطاع الله ورسوله فإنه يدخل الجنة ؛ ولا يعذب وعلى أن من لم يؤمن بأن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه فهو كافر وأمثال هذه الأمور التي هي أصول الدين وقواعد الإيمان التي اتفق عليها المنتسبون إلى الإسلام والإيمان فتنازعهم بعد هذا في بعض أحكام الوعيد أو بعض معاني بعض الأسماء أمر خفيف بالنسبة إلى ما اتفقوا عليه مع أن المخالفين للحق البين من الكتاب والسنة هم عند جمهور الأمة معروفون بالبدعة ؛ مشهود عليهم بالضلالة ؛ ليس لهم في الأمة لسان صدق ولا قبول عام كالخوارج والروافض والقدرية ونحوهم وإنما تنازع أهل العلم والسنة في أمور دقيقة تخفى على أكثر الناس ؛ ولكن يجب رد ما تنازعوا فيه إلى الله ورسوله"

الاقتباس من كلام شيخ الاسلام

أبو أمامة السلفي
2009-04-09, 12:42 AM
السلام عليكم ورحمة الله.
جزاك الله خيرا يا ابن الرومية على نقل هذه الدرر من كلام شيخ الإسلام، لكن...
لما نقلتَ (فتنازعهم بعد هذا في بعض أحكام الوعيد أو بعض معاني بعض الأسماء أمر خفيف بالنسبة إلى ما اتفقوا عليه ) لو ضخمت قوله الأخير:(بالنسبة إلى ما اتفقوا عليه) لكان أدل على مقصود شيخ الإسلام من هذا الكلام النفيس بارك الله فيك

ابن الرومية
2009-04-09, 12:50 AM
و فيكم بارك الله أبا امامة اما عن تضخيم المقطع فلعل تركه هكذا يكون مغريا أكثر للمتأمل :)

أبو أمامة السلفي
2009-04-09, 01:35 PM
وفيك بارك الله يا أخي
أما حول تضخيم الكلمة، فلصيانة كلامه من الظنون الكاذبة كأن يقال -وقد قيل- إن خلاف الخوارج والمرجئة أمره خفيف!!، نعم، إن كان بالنظر إلى ما أحدثته الرافضة والجهمية والمعتزلة، لكن هكذا على إطلاقه ففي النفس ما فيها....والله أعلم
وفقك الله لما يرضيه.

أسـامة
2009-12-22, 01:27 AM
جزاك الله خيرًا يا شيخ سليمان

العاصمي من الجزائر
2010-06-23, 04:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الكريم هذه هديتي إليكم .. كتاب ( الصفات الإلهية بين السلف والخلف ) للشيخ العلامة عبد الرحمن الوكيل وآسف لعدم إتقاني لتقنيات النسخ الضوئي ..

http://www.4shared.com/get/323938357/daeb5d7d/_2__Livre.html

العاصمي من الجزائر
2010-06-23, 08:13 PM
حمّل الآن من المرفقات إذ لست أدري لم لم أستطع نسخ الرابط على المشاركة السابقة

أبوأسامة البحار
2010-06-24, 06:51 PM
اخي طالب الإيمان هل أنت طالب الدعاء الذي كان يكتب قديما في منتدى انا المسلم

أبو سعيد الباتني
2010-06-25, 08:14 PM
جزاكم الله خيرا
الردود نفسها، والتعليقات مشابهة
وكل من رد على الأشاعرة أتى بنفس الكلام
بعضهم يأتي بمجموعة من اللوازم، ثم ينطلق منها للرد على الأشاعرة
والبعض الآخر يأت بكلام لأئمة الأشاعرة ويهديه للقوم، كأن الأشاعرة لم يقرأوا هذا الكلام
.....................
لست أشعريا، ولكني أتأسف كثيرا عندما أقرأ مثل هذه الردود
....................
وفي المنطق يقال: الحكم على الشيء فرع عن تصوره
ومن غير المعقول أن يكون تصورنا عن القوم مخلخلا، ونحكم عليهم
وليس الاكتفاء بتكرار كلام السابقين يعد ردا مدحضا
...................
فوالذي نفسي بيده: إن صدق الواحد فينا، ودعا بالتي هي أحسن، وأخلص، لرأى النتائج
فلما كانت النتائج افتراق أمة، وتجزأ للجماعات، فاعلم يقينا أننا نحتاج إلى تصحيح نيات.
..................
جزى الله فاعل الخير

سليمان الخراشي
2010-06-25, 11:34 PM
أخي الكريم : الباتني :
تقول : ( ومن غير المعقول أن يكون تصورنا عن القوم مخلخلا، ونحكم عليهم ) ..
حبذا تفيدنا بالتصور غير المخلخل عنهم .. وحكمك عليهم ..؟

أبو أمامة السلفي
2010-06-26, 06:00 PM
لا أدري ما أقول حول كلامه هذا... وبخاصة قوله كل من رد على الأشاعرة أتى بنفس الكلام؟؟؟. هلا أتحفنا بشيء... لم تستطعه الأوائل؟؟
ولا أدري كذلك هل كلامه هذا... يشمل ما كتبه الإمام الكبير أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية رحمة الله عليه؟؟
أسأله تعالى أن يصلح الأحوال.

ابو نسيبة
2010-06-27, 10:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الكريم هذه هديتي إليكم .. كتاب ( الصفات الإلهية بين السلف والخلف ) للشيخ العلامة عبد الرحمن الوكيل وآسف لعدم إتقاني لتقنيات النسخ الضوئي ..

http://www.4shared.com/get/323938357/daeb5d7d/_2__Livre.html

جزاك الله خيرا اخي العاصمي
لقد تم اضافة الكتاب الى مكتبة الرد على الاشاعرة
كتب في الرد على الاشاعرة
http://www.4shared.com/dir/mFNeN_Y5/____.html
وهذا رابط جديد له :
http://www.4shared.com/get/327525869/56acd95d/_____-_____.html;jsessionid=AEDCE82C 3EFD6E7CFDD12101B15699D8.dc214

ابو نسيبة
2010-06-27, 10:42 PM
لاشك أن الأشاعرة لهم أكبر الاثر في انحراف المسلمين والعالم الإسلامي حتى في توحيد الألوهية فما قامت هذه الاضرحة والقبور التي تُدعى من دون الله ويستغاث بها من دون الله ويذبح لها من دون الله إلا على تفسير الأشاعرة لمعنى ( لا إله إلا الله ) وهو أنه لا قادر على الاختراع إلا الله ، فبدلوا الدين وقاموا عن هذه البدع منافحين وأشهر الأشاعرة المنافحين كما قال عنهم الألوسي - رحمه الله . هم ( الفخر والسبكي والهيتمي )
و أما نصر صلاح الدين والتغني به ، فهم أكثر من يتغنى به وبنصره - رحمه الله - و والصحيح أن السلفيين يبنغي أن يفتخروا بالفاتحيين الأوائل من السلف ، وبني أمية كانوا على العقيدة السلفية وفتحوا المشرق والمغرب ، ولم يستطع أشعري واحد من خلال الدول التي تعاقبت منهم أن يفتحوا مثل تلك البلاد ، بل لما تمكنت العقيدة الأشعرية في بلاد الأندلس وضاعت السنة ، ضاعت البلاد ، ومثلها في البلاد الإسلامية الأخرى ، فلم يأت الجهل لهذه الأمة إلا عن طريق الأشاعرة الصوفية اتباع أبي حامد الغزالي ومن سار على دربه .
وأقول أن المهدي الذي سينصره الله على الكفار في آخر الزمان هو سلفي ولن يكون أشعري أو صوفي أو غيرها من العقائد الباطلة

(وأشهر الأشاعرة المنافحين كما قال عنهم الألوسي - رحمه الله . هم ( الفخر والسبكي والهيتمي ))
صدقت والله
لقد وجدت نسخة أشعرية تمشي على رجلين ولها فم تقول : قال السبكي وقال الهيتمي لكنها لا تأتي بالرازي لأنه بعيد عن الحديث رغم أنه الشيخ الاكبر لهم.


و أما نصر صلاح الدين والتغني به ، فهم أكثر من يتغنى به وبنصره - رحمه الله - و والصحيح أن السلفيين يبنغي أن يفتخروا بالفاتحيين الأوائل من السلف ، وبني أمية كانوا على العقيدة السلفية وفتحوا المشرق والمغرب ، ولم يستطع أشعري واحد من خلال الدول التي تعاقبت منهم أن يفتحوا مثل تلك البلاد ، بل لما تمكنت العقيدة الأشعرية في بلاد الأندلس وضاعت السنة ، ضاعت البلاد ، ومثلها في البلاد الإسلامية الأخرى ، فلم يأت الجهل لهذه الأمة إلا عن طريق الأشاعرة الصوفية اتباع أبي حامد الغزالي ومن سار على دربه .

كلام جميل فعلا.
المسلمون الاوائل فتحوا واتوا بالجديد
وهؤلاء ضيعوا واستردوا بعض ما ضيعوا

الان الاشاعرة والصوفية يدعمون من قبل امريكا والغرب عموما ماديا ومعنويا

محمود داود دسوقي خطابي
2010-08-24, 02:39 AM
جزاك الله خيراً ... ورحم الله الإمام ابن تيميَّة والشيخَ عبدَ الرحمن الوكيل والمسلمين أجمعين.آمين.
*** ومما له تعلق بعبارة جاءت في هذه النصيحة العظيمة وهي : قول الشيخ عبد الرحمن الوكيل رحمه الله تعالى :" ولا أكون مغالياً إذا قلت : إن النقول التي توجد في كتب ابن تيمية يجب أن تُجعل مرجعاً من المراجع التي يُرجع إليها عند نشر المخطوطات التي نقل عنها ابن تيميَّة لتحقيقها، وتصويبها" . انتهى.
ولها تعلق بإمام الأشاعرة :الإمام أبي الحسن الأشعري المُتَوفَّى سنة 324 هـ رحمه الله تعالى عند تحقيق الدكتور/محمد السيد الجليند لرسالة : أصول أهل السنة والجماعة[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27240&highlight=%C7%E1%E4%D5%ED%CD%C 9+%C7%E1%D0%E5%C8%ED%C9&page=2#_ftn1) (المسماة: برسالة أهل الثَّغْرللإمام أبي الحسن الأشعري المُتَوفَّى سنة 324 هـ رحمه الله تعالى ) .
قال المحقق ، [ص19] :" اعتمدنا في نشر هذه الرسالة على المصورة...وسبق أن بينا ما في هذه المخطوطة من صعوبات تمثلت في رداءة الخط وكثرة الأخطاء اللُّغَوية والإملائية وطمس بعض الكلمات تماماً.
ثم عثرنا على نسخة أخرى عند ابن تيميَّة في كتابه درء تعارض العقل والنقل ...وهي عبارة عن الباب الأول من الرسالة وتبلغ نصف[ ص20] الرسالة تقريباً وكان هذا الكشف كبير الفائدة بالنسبة لنا؛ إذ سهل لنا قراءة الكلمات المطموسة في المصورة كما أكمل لنا بعض الكلمات التي وجدناها ساقطة في المصورة وهي المأخوذة عن الأصل..." .انتهى.
فلما قرأتُ ذلك قلتُ: جزى الله خيراً الشيخ سليمان ورحم الله تعالى الإمامين:أبا الحسن الأشعري و ابن تيميَّة والشيخَ عبدَالرحمن الوكيل.آمين.











[1] (http://majles.alukah.net/showthread.php?t=27240&highlight=%C7%E1%E4%D5%ED%CD%C 9+%C7%E1%D0%E5%C8%ED%C9&page=2#_ftnref1) - وهذه الرسالة [أصول أهل السنة والجماعة (المسماة: برسالة أهل الثَّغْرللإمام أبي الحسن الأشعري المُتَوفَّى سنة 324 هـ رحمه الله تعالى ) ]مع اللُّمَع والإبانة " تتضح الصورة تماماً وتنجلي الرؤية ؛ ذلك أن هذه الرسائل الثلاثة تُجلي الموقف السلفي لأبي الحسن الأشعري : فثلاثتها رد على المعتزلة من جانب ، وانتصار لمذهب السلف من جانب آخر". مقدمة المحقق، ص 22 .