المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : [ فائدة عن معنى "الحسن" عند الدارقطني ]



سلمان أبو زيد
2007-04-27, 08:50 PM
[ فائدة عن تحسين الدارقطني]



بسم الله الرحمن الرحيم

قال الشيخ طارق عوض الله - حفظه الله - في (( الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات )) (ص145-150 ) :
( وهذه أمثلة عن الإمام الدارقطني :
فمن ذلك :
أخرج في " السنن " (1 ) :
حديث : الوليد بن مسلم : أخبرني ابن لهيعة : أخبرني جعفر بن ربيعة ، عن يعقوب بن الأشج ، عن عون بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، عن عمر بن الخطاب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ـ في التشهد ـ : " التحيات لله ، والصلوات الطيبات المباركات لله " .
ثم قال :
" هذا إسناد حسن ، وابن لهيعة ليس بالقوي " .
وقوله : " إسناد حسن " بمعنى : غريب منكر .
ويدل على ذلك :
أنه أخرجه في كتاب " الغرائب والأفراد " ( 2) ، وقال :
" غريب من حديث عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن حديث ابن عباس عنه ، ولم يروه غير جعفر بن ربيعة عن يعقوب بن الأشج ، ولا نعلم أحداً رواه غير الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة ، وتابعه عبد الله بن يوسف التَّنَّيسي".
يعني : تابع الوليد ؛ فالحديث مما تفرد به ابن لهيعة .
وقال نحو هذا في " العلل " (3 ) ؛ وزاد :
" ... ولا نعلم رفعه عن عمر عن النبي صصص غير ابن لهيعة ، والمحفوظ ما رواه عروة ، عن عبد الرحمن بن عبد القاري ، أن عمر كان يعلِّم الناس التشهد ـ من قوله ؛ غير مرفوع " .
قلت : وهذا يدل على أن رواية ابن ليهعة عنده شاذة أو منكرة ؛ لتفرده برفع الحديث عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم لمخالفته للمحفوظ عند الدارقطني ، وهو وقف الحديث .
ومن ذلك :
أخرج الدارقطني في " السنن " ( 4) :
عن عبد الله بن سالم : عن الزبيدي : حدثني الزهري ، عن أبي سلمة وسعيد ، عن أبي هريرة ، قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته ، وقال : " آمين " .
ثم قال الدارقطني :
" هذا إسناد حسن " .
ولم يرد الدارقطني من قوله هذا تثبيت الحديث ؛ بدليل أنه ذكر هذا الحديث في " العلل " (5 ) ، وذكر أوجه الخلاف فيه سنداً ومتناً ، ثم قال : " والمحفوظ : من قول الزهري مرسلاً " .
ومن ذلك :
أخرج في " السنن " (6 ) :
حديث : محمد بن عقيل بن خويلد ، عن حفص بن عبد الله ، عن إبراهيم بن طهمان ، عن أيوب ، عن ابن عمر ـ مرفوعاً ـ : " أيُما إهاب دُبغ فقد طهُر " .
ثم قال الدراقطني :
" إسناد حسن " .
أي : غريب ؛ بدليل :
أن هذا الحديث ـ مع أحاديث أخرى ـ مما استنكروه على ابن خويلد هذا ، وهو وإن كان من جملة الثقات ، إلا أنه أخطأ في إسناد هذا الحديث .
قال أبو أحمد الحاكم :
" حدث عن حفص بن عبد الله بحديثين ، لم يتابع عليهما ، ويقال : دخل له حديث في حديث ، وكان أحد الثقات النبلاء " .
وقال ابن حبان في " الثقات " ( 7) :
" ربما أخطأ ؛ حدَّث بالعراق بمقدار عشرة أحاديث مقلوبة " .
وذكره الذهبي في " الميزان " (8 ) ، وقال :
" معروف ، لا بأس به ، إلا أنه تفرد بهذا " .
ثم ذكر له هذا الحديث بعينه ، وأتبعه بقول الدارقطني !
هذا ؛ وإنما يعرف هذا المتن من حديث عبد الرحمن بن وعلة ، عن ابن عباس ، وقد أخرجه مسلم (1/191) وغيره .
راجع : "غاية المرام " (28) للشيخ الألباني ـ حفظه الله تعالى .
ومن ذلك :
أخرج في " السنن " (9 ) :
حديث : ابن أبي مسرة ، عن يحيى بن محمد الجاري ، عن زكريا ابن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمر ـ مرفوعاً ـ : " من شرب في إناء من ذهب أو فضة ، أو إناء فيه شيء من ذلك ، فإنما يجرجر في بطنه نار جهنم " .
ثم قال :
" إسناده حسن " .
وقول الدارقطني هذا ، لا يمكن حمله على " الحسن " الاصطلاحي ؛ وإنما هذا بمعنى الغريب أو المنكر ، على نحو ما يُعرف عن المتقدمين .
وذلك لأمور :
الأول : أن يحيى الجاري هذا ؛ لا يرقى حديثه إلى رتبة الحسن ، بل هو إلى الضعيف أقرب ( 10) .
قال البخاري : " يتكلمون فيه " .
وأدخله ابن حبان في " الثقات " ، وقال " يُغْرب " .
ثم أدخله في " المجروحين " ، وقال : " كان ممن ينفرد بأشياء لا يتابع عليها ، على قلة روايته ، كأنه كان يَهِم كثيراً ؛ فمن هنا وقع المناكير في روايته ، يجب التكُّبُ عما انفرد من الروايات ، وإن احتج به محتج فيما وافق الثقات ، لم أر بذلك بأساً " .
ووثقه العجلي ، وقال ابن عدي : " ليس بحديثه بأس " .
الثاني : أن زكريا بن إبراهيم بن عبد الله بن مطيع ، مجهول الحال ، وكذا أبوه ( 11) .
الثالث : أن زيادة " أو إناء فيه شيء من ذلك " ، زيادة منكرة في هذا الحديث ، وقد صرح بذلك ، الإمام الذهبي ، حيث أدخل الحديث في ترجمة يحيى الجاري من " الميزان " ، ثم قال :
" هذا حديث منكر ، أخرجه الدارقطني ، وزكريا ليس بالمشهور " .
وجزم شيخ الإسلام ابن تيمية بضعف هذه الزيادة ، فقال ( 12) : " إسناده ضعيف " .
وإنما هذه الزيادة تصح عن ابن عمر ، من فعله هو ، وقد بين ذلك الحافظ البيهقي في " السنن الكبرى : و " الخلافيات " . وأشار إليه الحاكم في " معرفة علوم الحديث " ( 13) .
فالحاصل ؛ أن إطلاق الدارقطني لفظ " الحسن " على هذا الحديث ، ليس من باب الإطلاق الاصطلاحي ، بل بمعنى الغريب والمنكر ، كما سبق .
وبالله التوفيق .) اهـ.


- - - - - - - - الحواشي - - - - - - - -
(1) (1/351) .
(2) " أطراف الغرائب " لابن طاهر (32/1 - 2) .
(3) (2/82- 83) .
(4) " السنن " (1/335) .
(5) (8/84-92) .
(6) " السنن " (1/48) .
(7) " الثقات " (9/139-147) .
(8) (3/649-650) .
(9) (1/40) .
(10) وانظر : " السلسلة الصحيحة " للشيخ الألباني (2/343) .
(11) " فتح الباري " لابن حجر (10101) ، و " الجوهر النقي " (1/29) .
(12) " مجموع الفتاوى " (21/85) .
(13) " الكبرى " (1/29) ، و" الخلافيات " (1/274-278) و " المعرفة " (ص 131) .
هذا ؛ وقد استفدت كثيراً من مادة هذا الحديث ، مما علقه أخونا مشهور حسن على " الخلافيات " فجزاه الله خيراً .

علي أحمد عبد الباقي
2007-04-27, 09:27 PM
جزى الله خيرًا الكاتب والناقل.

أبو مالك العوضي
2007-04-27, 09:36 PM
هذا كثير عند جل المتقدمين، وليس عند الدارقطني وحده

وقد ذكر ذلك الشيخ طارق حفظه الله ( ص 134) فقال:
(( .... وإنما هو تحسين جار على اصطلاح العلماء المتقدمين، حيث يطلقون الحسن أحيانا ويريدون به الحسن المعنوي، وأحيانا أخرى يريدون به الغرابة والنكارة ))

ونقل عن ابن عبد البر قوله:
(( حديث حسن جدا! ولكن ليس له إسناد قوي)).

عبدالله الشهري
2007-04-27, 09:46 PM
جزاك الله خيرا ، وإطلاق الحُسن على الغرابة موجود عند الأئمة و الشيخ طارق يذكر مثل هذه الفوائد في كتبه ولعلّي أضيف من هذا الباب فائدة من "شرح لغة المحدث" للشيخ طارق حفظه الله (ص144) ، قال :

(( "...ومن ذلك قول وكيع : قلت لشعبة : مالك تركت فلاناً وفلاناً ورويت عن جابر الجعفي؟ قال: روى أشياء لم نصبر عنها".

يعني : لم يصبر على السكوت عنها ، وراى انه لابد من بيانها وتحذير الناس منها)). أ.هـ.[1]

ولذلك قال الإمام ابن حبان في "المجروحين" : ((وأما شعبة وغيره من شيوخنا فإنهم رأو عنده - أي: عند جابر الجعفي - أشياء لم يصبروا عنها ، وكتبوها ليعرفوها فربما ذكر احدهم عنه الشيء بعد الشيء على جهة التعجب ، فتداوله الناس بينهم)) انتهى نقلاً عن "شرح لغة المحدث".[2]
=====================
[1] قلت : وجابر متروك متهم بالكذب ولذلك يمكن اعتبار هذه قرينة نلتمس فيها الاعتذار لشعبة فيما رواه عن أبان بن أبي عياش ، لأن تكرر هذا عن شعبة لا يمكن أن يحمل على ولعه برواية الغرائب وإنما على رغبة مقصودة في معرفة ما لا ينبغي روايته.
[2] قلتُ : ويفسّرُه ما رواه أمية بن خالد أنه قيل لشعبة:"مالك لاتروي عن بن أبي سليمان العرزمي وهو حسن الحديث؟ فقال شعبة: من حسنها فررت " . فهنا نصّ شعبة على فراره من رواية الغرائب رغبة في الغرائب (وكانوا - المتقدمين - يسمونها "حسنة" لغرابتها!!) مستفاد من "شرح لغة المحدث" بتصرّف (ص147)

سلمان أبو زيد
2007-05-05, 10:21 PM
جزاكم الله خيرًا .

ابن رجب
2007-05-11, 05:40 PM
جزاكم الله خيرا

أبو حماد
2007-05-11, 06:59 PM
هناك ملاحظة: أحكام الدارقطني على الأحاديث في سننه فيها كلام لبعض محققي أهل العلم، وقد أفادني شيخنا المحقق سعد بن عبدالله الحميد متعه بالصحة والعافية أنه وقف على كلام للإمام ابن رجب ينص فيه على أن الأحكام التي على السنن ليست من كلام الحافظ الدارقطني بل من صنيع النساخ، وأذكر أني سمعت شيئاً من ذلك قديماً من شيخنا عبدالله السعد أحسن الله إليه.

وعلى هذا فليُحرر القول في المنقول من أحكام الحافظ الدارقطني على الأحاديث في سننه.

والله تعالى أعلم.

محمد بن عبدالله
2007-05-11, 07:23 PM
هناك ملاحظة: أحكام الدارقطني على الأحاديث في سننه فيها كلام لبعض محققي أهل العلم، وقد أفادني شيخنا المحقق سعد بن عبدالله الحميد متعه بالصحة والعافية أنه وقف على كلام للإمام ابن رجب ينص فيه على أن الأحكام التي على السنن ليست من كلام الحافظ الدارقطني بل من صنيع النساخ، وأذكر أني سمعت شيئاً من ذلك قديماً من شيخنا عبدالله السعد أحسن الله إليه.
وعلى هذا فليُحرر القول في المنقول من أحكام الحافظ الدارقطني على الأحاديث في سننه.
والله تعالى أعلم.
أحسن الله إليكم .

وقد سمعتُ شيخنا الشيخ تركي الغميز يذكر أنه قد قيل إن الأحكام التي في السنن للبرقاني لا للدارقطني .

لكن البيهقي ينقل في سننه كثيرًا هذه الأحكام ، ويصدرها بقوله : قال علي بن عمر ، أو : قال أبو الحسن .

أبو حماد
2007-05-11, 08:13 PM
لكن البيهقي ينقل في سننه كثيرًا هذه الأحكام ، ويصدرها بقوله : قال علي بن عمر ، أو : قال أبو الحسن .

أحسنت أحسن الله إليك، وهذا مدخل جيد لتحرير الأحكام، فهو يضيق دائرة البحث، وعلى هذا يكون المدخل الأول مطابقة ماينقله الإمام البيهقي على السنن، وعرضه على مصنفات الدارقطني الأخرى كالعلل، والحكم عليه بعد ذلك، ثم تتبع الآخر الذي لم ينص أحد على أنه من كلام الحافظ الدارقطني إلا ما يوجد في نسخ السنن.


والله تعالى أعلم.

سلمان أبو زيد
2007-05-11, 08:18 PM
جزاكم الله خيرًا أبا حماد .

ابن رجب
2007-05-12, 12:12 AM
وأذكر أني سمعت شيئاً من ذلك قديماً من شيخنا عبدالله السعد أحسن الله إليه.

لكني اذكر كلام قديما للشيخ عبدالله السعد لما سئل عن سبب ادخال الامام الدارقطني للاحاديث الضعيفة في سننه وهو امام عارف بعلل الحديث .
فأجاب الشيخ: أنما اراد الامام الدارقطني بيان العلل ويمكن ان يوضع كتابه في كتب العلل . والله اعلم.

جلييبيب
2011-04-25, 02:50 PM
http://majles.alukah.net/imgcache/broken.gif

سلمان أبو زيد
2011-04-25, 03:52 PM
آمين.
وجزاكُم اللَّـهُ خَيرًا، وباركَ فيكُم.

ابو عبد الاله المسعودي
2011-04-26, 01:57 AM
إخراجُ تحسينِ الأئمة -المتقدّمين منهم والمتأخرين-للأحاديث أو أسانيدها
عن ظاهره الموضوع له وهو:التحسين الاحتجاجي ..
إلى التحسين الاستغرابي، والتعجبي، أوالتحسين اللغوي واللفظي
لا يكون إلا بقرينة تجيء في سياق كلامهم ..تَصْرِفُ تحسينهم للحديث عن ظاهره .
لذلك نجد أهل الاصطلاح يقيّدون تصرفهم هذا بـ"أحيانا"
ونجدُ الأمثلةَ التي يوردونها تحت هذه المسألة، عن هؤلاء الأئمة
واضحةً في إرادة المعنى الاستغرابي، أواللّغوي للحُسْنِ، والتّحْسين
لأن في سياق كلامهم .. وما احتف به من قرائن لفظية، ومعنوية
ما يخرجُه عن إرادتهم المعنى الاصطلاحي (= الاحتجاجي) لهما.
أما تعميم القول بأنهم إذا أطلقوا الحسن على الإسناد فهم يعنون غرابته ونكارته،
دون أن تكون هناك قرينة في كلامهم فغريبٌ وعجيب !!
لم يقل به أحدٌ؛ لا من المتقدمين ولا المتأخرين .
والأمثلة التي أتى بها الشيخ طارق بن عوض للتدليل على أن الدارقطني
يتصرف هذا التصرف ؛ منقوضة.. ولا تساعده ألبتة على ما يريد الوصول إليه.
فهو كلما جاء إلى حديث حسّن إسناده الدارقطني..
يعقبه بأن الدارقطني نفسه أعله في كتابيه الآخرين: "العلل" أو "الغرائب"
فيستنتج مباشرة أن تحسينه للحديث كان لاستغرابه واستنكاره !!
وغفل أن الدارقطني إنما حسَّن إسناده فقط بمعنى أنه نظر إلى رجال الإسناد فقط، وحكم عليه ..
ولم يتطرق بإطلاقه ذاك "المصطلح"؛ إلى الاختلاف في الاسناد، وترجيح الصواب فيه ..
وهذا الفهمُ مبنيٌّ على مسئلةٍ أخرى مبسوطة في علم الاصطلاح وهي:
"هل قولهم إسناده صحيح أو حسن = حديث صحيح أو حسن محفوظ غير معلول" ؟؟
وقد كنتُ تطرقت إليها مساجلةً مع بلدينا عدلان حفظه الله في هذا المجلس المبارك..
وأزيد هنا أن الدارقطني إذا اقتصر على تحسين الإسناد فإنما يعني
أن رجاله خرجوا من دائرة الضعف، ودخلوا في حدّ الاحتجاج
ولا دخل للعلل والتعليل في عبارته هاته . والله أعلم

عدلان الجزائري
2011-04-26, 02:50 AM
أخرج في " السنن " (1 ) :
حديث : الوليد بن مسلم : أخبرني ابن لهيعة : أخبرني جعفر بن ربيعة ، عن يعقوب بن الأشج ، عن عون بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، عن عمر بن الخطاب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ـ في التشهد ـ : " التحيات لله ، والصلوات الطيبات المباركات لله " .
ثم قال :
" هذا إسناد حسن ، وابن لهيعة ليس بالقوي " .




وأزيد هنا أن الدارقطني إذا اقتصر على تحسين الإسناد فإنما يعني
أن رجاله خرجوا من دائرة الضعف، ودخلوا في حدّ الاحتجاج
ولا دخل للعلل والتعليل في عبارته هاته . والله أعلم

أخي أبا عبد الإله سددك الله وزادك هداية وتوفيقا
أرى أن هذا الذي زدته هنا فيه نظر ظاهر ويضعفه أول حديث ساقه سلمان الذي فيه ابن لهيعة وقد حسن له هذا الحديث مقتصرا على ذلك وعلى القاعدة التي أصلت قد خرج عنده من دائرة الضعف ودخل في حد الاحتجاج مع أن ابن لهيعة ضعيف ليس ممن يحتج به وبحديثه الدارقطني قال في السنن 2/ 112 وفي العلل 5 /347 : لا يحتج به وقال في السنن 1/76 : لا يحتج بحديثه
فأرجو أخي الكريم أن تعيد النظر فيما سطرت وفقني وإياك الله تعالى

ابو عبد الاله المسعودي
2011-04-26, 06:15 PM
أخي عدلان حياك الله وبياك وجعل الجنة متقلبك ومثواك
أتظنني لم أقرأ الأمثلة التي نقلها الأخ سلمان ؟!
والمثال الأول (بَعْدَى) (*)!!
ما ذكرتَه من نظرٍ ظاهرٍ، وزعمتَ أنه يضعّف ما زدتُه.. هو على بالي ...
وقولُ الدّارقطني : "هذا إسناد حسن ، وابن لهيعة ليس بالقوي"
لا يخفى على مثلك فضلا عن الحديثي المبتدئ أن معنى كلامه :
"إسناده حسن لولا ابن لهيعة"
أو "إسناده حسن لكن ابن لهيعة ليس بالقوي"
أو "إسناده حسن إلا ابن لهيعة فليس بالقوي"
ومثل هذه العبارة .. وهذا الأسلوب ..؛ كثيرٌ في كلام المُخرّجين
من الحُفّاظ المتقدّمين، والمتأخرين.
وفقك الله أخي الكريم
وجمعني الله بك على قرب الديار !!
قلتُ:
وذا المثال الأول من أحسن الأمثلة التي تؤيّد ما زدتُـــــــــــ ــــه ؛
فإنه لما حسّن إسنادَه ،استدرك بأن ابن لهيعة ضعيف
ففهمنا أنه عَنَى بحُسنِ إسناده: صدقَ رجال إسناده، وضبطهم ..
وليس في عبارته تلك ؛ تطرقٌ إلى وجود العلّة أو انتفائها .
والله أعلــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــم.
_______
(*) عامية جزائرية .

ابو عبد الاله المسعودي
2011-04-27, 12:35 AM
وأزيد هنا أن الدارقطني إذا اقتصر على تحسين الإسناد فإنما يعني
أن رجاله خرجوا من دائرة الضعف، ودخلوا في حدّ الاحتجاج
ولا دخل للعلل والتعليل في عبارته هاته . والله أعلم


قال ابن الوزير (ت840هـ) في "تنقيح الأنظار في علوم الآثار"
1 /234 - بشرح "توضيح الأفكار" للصنعاني-:
" المراد بصحة الإسناد وحسنه:
من أساليب أهل الحديث: أنْ يحكموا بالصّحة، والحسن، والضعف
على الإسناد دون متن الحديث فيقولون: إسناد صحيح دون حديث صحيح ،
ونحو ذلك ؛ لأنه قد يصح الإسناد لثقة رجاله، ولا يصح الحديث لشذوذ أو علة
كما سيأتي في الشاذ والمعلل، وهذا كثيرٌ ما يقعُ في كلام الدّارقطنيّ، والحاكم ." انتهى

المتأني
2011-05-02, 11:39 PM
سنن الدارقطني (1/ 338):
2 - حدثنا محمد بن مخلد البجلي حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي نا سهل بن عامر البجلي ثنا هريم بن سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال : صليت خلف بن عباس بالبصرة فقرأ في أول ركعة بالحمد وأول آية من البقرة ثم قام في الثانية فقرأ الحمد والآية الثانية من البقرة ثم ركع فلما انصرف أقبل علينا فقال إن الله تعالى يقول فاقرؤا ما تيسر منه هذا إسناد حسن وفيه حجة لمن يقول إن معنى قوله فاقرؤا ما تيسر منه إنما هو بعد قراءة فاتحة الكتاب والله أعلم

التاريخ الأوسط 256 - (4 / 967)
1545- سهل بن عمار (1) البجلي الكوفى عن مالك بن مغول.
مُنكَر الحَديثِ (2) لا يكتب حديثه.
_حاشية__________
(1) "عمار" كذا في الأصل , وفي رواية الخفاف : "عامر".
(2) في رواية الخفاف بعده : "ذاهب".
الجرح والتعديل (4/ 202):
873 - سهل بن عامر البجلي روى عن مالك بن مغول روى عنه أبو شيبة إبراهيم بن عبد الله بن أبى شيبة سمعت أبى يقول ذلك ويقول هو ضعيف الحديث روى أحاديث بواطيل أدركته بالكوفة وكان يفتعل الحديث قال أبو محمد روى عن جعفر الأحمر وإسرائيل وشريك وفضيل بن مرزوق ويزيد بن عمر وعبيدة بن حميد روى عنه داود الجعفري وأحمد بن أشكاب بن معمر الكوفى نزيل مصر وأحمد بن عثمان بن حكيم والحسن بن على بن عفان

الكامل في الضعفاء (3/ 442):
859 - سهل بن عامر البجلي كوفي ثنا الجنيدي ثنا البخاري قال سهل بن عامر البجلي الكوفي عن مالك بن مغول منكر الحديث قال الشيخ ولسهل أحاديث عن مالك بن مغول خاصة وعن غيره ليست بالكثيرة وأرجو أنه لا يستحق ولا يستوجب تصريح كذبه

* قال الحاكم رحمه الله (ج 1 ص 204 ح 435):
أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد بن شعيب الفقيه، ثنا سهل بن عامر.
سهل بن عمار كذبه الحاكم وغيره كما في " الميزان " و " اللسان ".
قال الحافظ في " اللسان " وصحح له الحاكم في " المستدرك " وتعقبه المصنف في " تلخيصه " بالتناقض.

3707- سهل بن عامر البجلي.
عن مالك بن مغول.
كذبه أبو حاتم.
وَقال البُخاري : منكر الحديث. انتهى.
ولفظ أبي حاتم فيما نقله ابنه : ضعيف الحديث روى لنا أحاديث بواطيل أدركته بالكوفة كان يفتعل الحديث.
وذَكَره ابن حِبَّان في "الثقات" وقال : يروي عنه يعقوب بن أبي سفيان.
وروى عنه الحسن بن علي بن عفان وأحمد بن عثمان بن حكيم وأحمد بن إشكاب وجماعة.
وقال ابن عَدِي : أرجو أنه لا يستحق الترك.

أشرف بن محمد
2011-05-08, 02:45 PM
قال ابن رجب في الفتح 6/414: (وقد قال العقيلي في كتابه: لا يصح في الجهر بالبسملة حديث مسند. يعني: مرفوعا إلى النّبي (ص).
وحكي مثله عن الدارقطني.
وما ينقل عنه في سننه من تصحيح أحاديث في هذا الباب؛ فلا توجد في جميع النسخ، بل في بعضها؛ ولعله من زيادة بعض الرواة).

ابو عبد الله السعدي
2011-05-08, 04:14 PM
جزاكم الله خيرا اخواني
واتماما للفائده اقول ان الحسن يأتي علي معاني عده كما بين ذلك المحدث عبد الله بن عبد الرحمن السعد في شرحه علي الموقظه
1- المعني الاول:هو ما جاء في اصطلاح الترمذي في تعريفه للحديث الحسن وهو عنده قسم لا يصل الي درجة الثبوت ولا هو شديد الضعف
2- الحسن من حيث اللفظ وجزالة العباره كما ذكر الذهبي ومن حيث انه تكلم علي اشياء مهمه في الدين ومسائل مهمه
3- كون الحديث غريب وهذا يستعمله ابن المديني وايضا البخاري فيما يبدوا ولكنهم اكثر ما يستعملون الحسن في الحديث الثابت
4-الحديث الذي خف ضبط راويه ونزل عن درجة الثقه وهو المشهور عند المتأخرين
5-الحديث الذي فيه ضعف ويأتي من طرق متعدده وهو ما يسمي بالحسن لغيره في الاصطلاح
6-وهذا خاص بابن حجر فأحيانا يطلق لفظ الحسن علي الحديث الذي لم يصرح بعض المدلسين فيه بالتحديث كلأعمش مثلا وغيره فهذا يقول عليه انه حسن كما في نتائج الأفكار
8- ما استعمله البغوي في كتابه مصابيح السنه حيث قسم كتابه الي ثلاثة اقسام : (أ) ما كان في الصحيحين أو احدهما فسماه صحيحا
(ب) ما كان في السنن فسماه حسنا
(ج) ما كان خرج الكتب السته فسماه ضعيفا او نحو ذلك
فهذه ثمانية معاني يأتي بها الحسن عند العلماء

أشرف المنياوي
2011-05-20, 09:53 PM
جزاكم الله تعالى خيرًا

أبو مالك المديني
2015-09-07, 01:49 PM
لكني اذكر كلام قديما للشيخ عبدالله السعد لما سئل عن سبب ادخال الامام الدارقطني للاحاديث الضعيفة في سننه وهو امام عارف بعلل الحديث .
فأجاب الشيخ: أنما اراد الامام الدارقطني بيان العلل ويمكن ان يوضع كتابه في كتب العلل . والله اعلم.
قال ابن عبد الهادي في الصارم المنكي ص 48 :
.. وقد كره مالك وغيره أن يقول القائل: زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم وهذا اللفظ لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم بل الأحاديث المذكورة في هذا الباب مثل قوله: ((من زارني وزار أبي في عام واحد ضمنت له على الله الجنة)) وقوله ((من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي ومن زارني بعد مماتي حلت عليه شفاعتي)) ونحو ذلك كلها أحاديث ضعيفة بل موضوعة ليس في شيء من دواوين المسلمين التي يعتمد عليها ولا نقلها إمام من أئمة المسلمين لا الأئمة الأربعة ولا نحوهم، ولكن روى بعضها البزار والدارقطني ، ونحوها بإسناد ضعيف؛ لأن من عادة الدارقطني وأمثاله أن يذكروا هذا في السنن ليعرف، وهو وغيره يبينون ضعف الضعيف من ذلك والله سبحانه وتعالى أعلم.اهـ

أبو مالك المديني
2015-09-07, 03:03 PM
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 27 / 166:
وَغَايَةُ مَا يُعْزَى مِثْلُ ذَلِكَ إلَى كِتَابِ الدارقطني وَهُوَ قَصَدَ بِهِ غَرَائِبَ السُّنَنِ ؛ وَلِهَذَا يَرْوِي فِيهِ مِنْ الضَّعِيفِ وَالْمَوْضُوعِ مَا لَا يَرْوِيهِ غَيْرُهُ وَقَدْ اتَّفَقَ أَهْلُ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ عَلَى أَنَّ مُجَرَّدَ الْعَزْوِ إلَيْهِ لَا يُبِيحُ الِاعْتِمَادَ عَلَيْهِ وَمَنْ كَتَبَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ فِيمَا يُرْوَى فِي ذَلِكَ يُبَيِّنُ أَنَّهُ لَيْسَ فِيهَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ .اهـ

أبو البراء محمد علاوة
2015-09-07, 03:40 PM
في موضوع سابق قلت:

ويبقى إشكال وهو أن الدارقطني قال علي هذه الزيادة: (صحيحة الإسناد)، وكذلك قال بن حجر في الدراية تخريج أحاديث الهداية (1/96) رواه الدارقطني وفيه سلمة بن رجاء و(إسناده حسن).
وقد تعقب مغلطاي، الدارقطني في شرحه لابن ماجة (1/99) قائلًا : (وفيه نظر؛ لأن في إسناده : ابن رجاء).
قلت: والمتتبع لصنيع الدارقطني في سننه أنه قد يذكر الحديث في السنن ويصحح إسناده ثم يأتي ويُعِلُّه في العلل، وهذا الحديث مثالًا على ذلك، انظر العلل للدارقطني ( 8/239) .
وقد يُحمل كلامهم عليهم رحمة الله تعالى :[إنما قصدوا صحة الإسناد ولم يقصدوا صحة الحديث فلإسناد يصلح للاستشهاد لا أن يكون حجة بنفسه]، وبهذا يستقيم كلام الأئمة، والله أعلى وأعلم.

انظر:
فصل البيان في زيادة[ إنهما لا يطهران] (http://majles.alukah.net/t108055/)

أبو مالك المديني
2015-09-07, 05:53 PM
الدارقطني لم يقصد صحة الإسناد - أو حسنه - من عدمه ، بل قصد ذكر غرائب السنن ، كما ذكر شيخ الإسلام ، وابن عبد الهادي ، والمتتبع لسننه وصنيعه فيه يدرك هذا ، بل إنه يترك أحاديث صحيحة في الباب ، ويستعيض عنها بالغرائب والحسان التي يفر منها ( على غرار : من حسنها فررت ) ، كل هذا لما ذكرناه آنفا ، والله أعلم .