مشاهدة النسخة كاملة : الإيمان هو التصديق بالقلب و القول باللسان و العمل بالجوارح .. و لكن ؟
شامل باسييف
2009-02-01, 08:54 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة ..
الحمدلله و أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمد عبده و رسول الله
أما بعد ...
كما تعلمون بأن الإيمان هو التصديق بالقلب و القول باللسان و العمل بالجوارح
و أيضا الإيمان له نواقض و لا يحتاج لذكره لانة معروفه
السؤال الآن اذا اختل التعريف !!
نضرب مثل ليكون اسهل و أوضح
شخص مؤمن بقلبة و يقولها بلسانة و لكن يعمل عمل بالجوارح ناقض من نواقض الإيمان فماذا يكون حكم هذا الشخص ؟!!
أرجو يكون الجواب يعني بختصار جدا حتى يمكن فهم المسألة و عدم التشتت في المسألة
جزاكم الله خيرا و باركم الله بكم
السكران التميمي
2009-02-01, 09:40 PM
بسم اله الرحمن الرحيم
عفوك يا رب
اعلم وفقك الله تعالى أن الإيمان عبارة عن الإقرار والتصديق التام القائم بالقلب المستلزم لما وجب من الأعمال القلبية وأعمال الجوارح، فإن هذه لوازم الإيمان التام.
وقول باللسان، فمن لم يقر ويصدق بلسانه مع القدرة لا يسمى مصدقا، فليس بمؤمن كما اتفق على ذلك سلف الأمة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.
وقصد يعقد بالجنان، فمن تكلم بكلمة التوحيد غير معتقد لها بقلبه فهو منافق وليس بمؤمن.
وإذا كان مصدقا بقلبه غير ناطق بلسانه مع القدرة فليس بمؤمن عند سلف الأمة، قال الله تعالى: {ومن الناس من يقول ءامنا بالله واليوم الآخر وما هم بمؤمنين}، فنفى تعالى الإيمان عن المنافقين.
وكذلك من قام بقلبه علم وتصديق وهو يجحد الرسول وما جاء به ويعاديه كاليهود وغيرهم ممن سماه الله كافرا ولم يسمهم مؤمنين قط فهم كفار، قال تعالى: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا}.
وعمل بالأركان، وهذا هو اللفظ الوارد عن السلف.
فالسلف قالوا: هو اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان، وأرادوا بذلك أن الأعمال شرط في كماله ومن هنا نشأ لهم القول بزيادة الإيمان ونقصه.
فالسلف جعلوا الأعمال شرطا في كماله، وهذا بالنظر إلى ما عند الله تعالى.
أما بالنظر إلى ما عندنا فالإيمان هو الإقرار فقط، فمن أقر أجريت عليه الأحكام في الدنيا ولم يحكم عليه بكفر إلا إن اقترن بإقراره فعل يدل على كفره كالسجود للصنم، فإن كان الفعل لا يدل على الكفر كالفسق فمن أطلق عليه الإيمان فبالنظر إلى إقراره، ومن نفى عنه الإيمان فبالنظر إلى كماله، ومن أطلق عليه الكفر فبالنظر إلى أنه فعل فعل الكافر، ومن نفاه عنه فبالنظر إلى حقيقته.
وقال الحافظ ابن رجب: المشهور عن السلف وأهل الحديث أن الإيمان قول وعمل ونية، وأن الأعمال كلها داخلة في مسمى الإيمان.
وحكى الشافعي رضي الله طتعالى عنه إجماع الصجابة والتابعين ومن بعدهم فمن أدركهم على ذلك.
وأما قول القائل: أن الإيمان إذا ذهب بعضه ذهب كله. فممنوع، وهذا هو الأصل الذي تفرعت منه البدع في الإيمان، فإنهم ظنوا أنه متى ذهب بعضه ذهب كله.
ومذهب أهل الحق من السلف ومن وافقهم: أن الإيمان يتفاضل فيزيد وينقص، فتزيده التقوى وينقصه الزلل والخطايا.
والحاصل أن الإيمان عند السلف ومن وافقهم من أئمة السنة والعرفان، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.
والله سبحانه وتعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
أم معاذة
2009-02-01, 11:11 PM
الفاضل السكران ، تفسيرك هذا
[center]فالسلف قالوا: هو اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان، وأرادوا بذلك أن الأعمال شرط في كماله ومن هنا نشأ لهم القول بزيادة الإيمان ونقصه.
فالسلف جعلوا الأعمال شرطا في كماله، وهذا بالنظر إلى ما عند الله تعالى.
.
ينقضه نقلك هذا
[center]وقال الحافظ ابن رجب: المشهور عن السلف وأهل الحديث أن الإيمان قول وعمل ونية، وأن الأعمال كلها داخلة في مسمى الإيمان.
.
وأنصحك بالرابط التالي http://shrajhi.com/?Cat=3&SID=19
الفاضل شامل ، كل من أتى بناقض من نواقض الإسلام كفر .
السكران التميمي
2009-02-01, 11:23 PM
الأخت (أم معاذة) أعتقد أن القراءة السريعة للموضوع من قبلكم قد أدت إلى سرعة الرد بلا معرفة أو علم، فكلامي لا تناقض فيه أبدا، بيان ذلك:
أن كلامي الأول وهو قول:
فالسلف قالوا: هو اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان، وأرادوا بذلك أن الأعمال شرط في كماله ومن هنا نشأ لهم القول بزيادة الإيمان ونقصه.
فالسلف جعلوا الأعمال شرطا في كماله، وهذا بالنظر إلى ما عند الله تعالى.
هو نص كلام الحافظ ابن حجر في الفتح، وهو كلام سليم جدا لا غبار فيه، ومراده رحمه الله بيان أن الإيمان قد يتأثر بما قد يفعله الإنسان من أعمال مما قد تزيده أو تنقصه.
وبالنسبة لكلام الحافظ ابن رجب: المشهور عن السلف وأهل الحديث أن الإيمان قول وعمل ونية، وأن الأعمال كلها داخلة في مسمى الإيمان.
فهو عين كلام الحافظ ابن حجر السابق، فلا معارضة، بيان ذلك:
أن كلام الحافظ ابن رجب تأكيد على أن الأعمال مؤثرة تأثير مباشر في الإيمان بسبب دخولها في مسماه، فيقال: إيمانه زائد أو زاد، ويقال: إيمانه ناقص أو نقص، فأثرت الأعمال في نفس الإيمان.
فلا معارضة.
لكن المعارضة فيمن لا يعرف ما يقرأ، ومن ثم يقصف بكلامه الآخرين قصفا.
فلا حول ولا قوة إلا بالله
وادي الذكريات
2009-02-01, 11:35 PM
الأخت (أم معاذة) أعتقد أن القراءة السريعة للموضوع من قبلكم قد أدت إلى سرعة الرد بلا معرفة أو علم، فكلامي لا تناقض فيه أبدا، بيان ذلك:
أن كلامي الأول وهو قول:
فالسلف قالوا: هو اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان، وأرادوا بذلك أن الأعمال شرط في كماله ومن هنا نشأ لهم القول بزيادة الإيمان ونقصه.
فالسلف جعلوا الأعمال شرطا في كماله، وهذا بالنظر إلى ما عند الله تعالى.
هو نص كلام الحافظ ابن حجر في الفتح، وهو كلام سليم جدا لا غبار فيه، ومراده رحمه الله بيان أن الإيمان قد يتأثر بما قد يفعله الإنسان من أعمال مما قد تزيده أو تنقصه.
وبالنسبة لكلام الحافظ ابن رجب: المشهور عن السلف وأهل الحديث أن الإيمان قول وعمل ونية، وأن الأعمال كلها داخلة في مسمى الإيمان.
فهو عين كلام الحافظ ابن حجر السابق، فلا معارضة، بيان ذلك:
أن كلام الحافظ ابن رجب تأكيد على أن الأعمال مؤثرة تأثير مباشر في الإيمان بسبب دخولها في مسماه، فيقال: إيمانه زائد أو زاد، ويقال: إيمانه ناقص أو نقص، فأثرت الأعمال في نفس الإيمان.
فلا معارضة.
لكن المعارضة فيمن لا يعرف ما يقرأ، ومن ثم يقصف بكلامه الآخرين قصفا.
فلا حول ولا قوة إلا بالله
وفقك الله تعالى لكل خير ، في هذا الكتاب ستجد الرد من العلامة البراك على ما نسبته للحافظ بن حجر رحمه الله تعالى
http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=2531
تعليقات الشيخ البراك على المخالفات العقدية في فتح الباري
وادي الذكريات
2009-02-01, 11:38 PM
نبرأ أن نكون منهم، والله ما يفرحنا أن نكون من أهل النار، فننقل أو نتكلم بما لا نعلم، فوالله همنا الجنة وما اجتهدنا من عملنا إلا لنفوز بها.
فدعوى التلميحات هذه لا تفيدكم شيئا، ثم إن وجد في الكلام المنقول المكتوب شيئا مخالفا، سواء كان لي أو لغيري، وسواء كان في العقيدة أو غيرها؛ فالآن يحق للجميع أن يضرب بيد من حديد على القائل أو إن صح التعبير (المفتري).
نعم مخالف لأجماع أهل السنة الذي نقله الإمام الشافعي : الإيمان قول وعمل ونية ولا يجزىء واحد من الثلاثة إلا بالآخر .
السكران التميمي
2009-02-01, 11:41 PM
نعم مخالف لأجماع أهل السنة الذي نقله الإمام الشافعي : الإيمان قول وعمل ونية ولا يجزىء واحد من الثلاثة إلا بالآخر .
بارك الله فيك ونفع، ومذهبي وعقيدتي أخي الكريم هي والله نفس ما نقل الإمام المطلبي الإجماع عليه.
أم معاذة
2009-02-01, 11:42 PM
الفاضل السكران ، لقد قرأت ردك بتمعن وخرجت بتلك النتيجة .
وقرأت ردك الثاني بتمعن أيضا وخرجت بنفس النتيجة .
هل دخلت الرابط الذي وضعته لك ؟
السكران التميمي
2009-02-01, 11:52 PM
الفاضل السكران ، لقد قرأت ردك بتمعن وخرجت بتلك النتيجة .
وقرأت ردك الثاني بتمعن أيضا وخرجت بنفس النتيجة .
هل دخلت الرابط الذي وضعته لك ؟
قرأته أختي، والمسألة معلومة لدي ولله الحمد فإنشاء الله أنني متبع لمنهج السلف آمين.
ولكن أختي الفاضلة كان نقلي للكلام في باب أن العمل بحسب حسنه وقبحه يؤثر تأثيرا كاملا على الإيمان، من جهة زيادته أو نقصانه، ومن المعلوم أن إيمان العامل المكثر، أكبر بكثير من العامل المقل، ناهيك إذا عمن لمم يعمل أصلا واكتفى بالفرائض فقط.
هذا هو كل المراد الذي أردت توضيحه، والله من وراء القصد.
علي أحمد عبد الباقي
2009-02-01, 11:59 PM
الأخ الفاضل / السكران التميمي
قضية أن الأعمال شرط كمال في الإيمان تكلم فيها بعض أهل العلم المعاصرين ونقل فيها كلام الحافظ ابن حجر لكنها مخالفة لما عليه السلف ، وقد كثر الكلام فيها ولابد لك من قراءة ومراجعة بحث الشيخ البراك الذي وضعت لك الأخت أم معاذ رابطه وأيضًا يمكنك مراجعة كتاب ((الإيمان عند السلف وعلاقته بالعمل وكشف شبهات المعاصرين)) للشيخ محمد محمود آلخضير من مطبوعات مكتبة الرشد.
علي أحمد عبد الباقي
2009-02-02, 12:04 AM
قرأته أختي، والمسألة معلومة لدي ولله الحمد فإنشاء الله أنني متبع لمنهج السلف آمين.
ولكن أختي الفاضلة كان نقلي للكلام في باب أن العمل بحسب حسنه وقبحه يؤثر تأثيرا كاملا على الإيمان، من جهة زيادته أو نقصانه، ومن المعلوم أن إيمان العامل المكثر، أكبر بكثير من العامل المقل، ناهيك إذا عمن لمم يعمل أصلا واكتفى بالفرائض فقط.
هذا هو كل المراد الذي أردت توضيحه، والله من وراء القصد.
أخي الفاضل كلامك هنا لا غبار عليه ، فأنت تقر بأن الإيمان قول وعمل وتقر بأن العمل يؤثر في الإيمان زيادة ونقصًا ، وكل هذا من مذهب أهل السنة والجماعة لكن قولك : ((العمل شرط كمال)) يلزم منها أن انتفاء العمل بكامله يلزم منه نفي كمال الإيمان فقط وليس هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة بل هناك من الأعمال ما تركه كفر أكبر يخرج من الملة ولا يبقى مع غيابه شيء من الإيمان.
هذا هو موضع الكلام ، بارك الله فيك .
السكران التميمي
2009-02-02, 12:18 AM
أخي الفاضل كلامك هنا لا غبار عليه ، فأنت تقر بأن الإيمان قول وعمل وتقر بأن العمل يؤثر في الإيمان زيادة ونقصًا ، وكل هذا من مذهب أهل السنة والجماعة لكن قولك : ((العمل شرط كمال)) يلزم منها أن انتفاء العمل بكامله يلزم منه نفي كمال الإيمان فقط وليس هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة بل هناك من الأعمال ما تركه كفر أكبر يخرج من الملة ولا يبقى مع غيابه شيء من الإيمان.
هذا هو موضع الكلام ، بارك الله فيك .
أخي العزيز (علي) أسأل الله أن يجعلك من الذين يدخلهم الجنة بغير حساب آمين.
ويعلم الله أخي أن نقلي لقول: العمل شرط كمال. أردت به أنه فقط يؤثر في كمال وارتقاء العمل، بمعنى: إن أرد إيمانا كاملا فاعمل. لا أكثر ولا أقل. ومرادي بالأعمال هنا الأعمال الحسنة أعمال الطاعات، وليس لي علاقة بأعمال الكفريات.
ولا يعنيني من قد يستغل هذه العبارة في غير وجهها فلست منهم، فمالي طريق للنجاة إلا طريق السلف.
أشكركم جميعا واحدا واحدا
علي أحمد عبد الباقي
2009-02-02, 12:27 AM
جزاك الله خيرا ، ورزقنا الله وإياك العلم النافع .
أم معاذة
2009-02-02, 01:09 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضل السكران التميمي أنصحك بأن تبحث في هذه المسألة ، لأنه يظهر من كلامك أنك لم تحررها كما يلزم .
شامل باسييف
2009-02-02, 11:45 AM
جزاكم الله خيرا اجمعين
لكي توضح لي المسألة اكثر
الآن فهمت بأن العمل يزيد و ينقص الإيمان
لكن اذا العمل كان كفري ؟ مثال معاونت الكفار على المسلمين ؟ أو الحكم بغير ما أنزل الله ؟ أو أي عمل كفري
للعلم هو يؤمن بالله بقلبة و يقولها بلسانة لكن عمله مخالف للإيمان
هل يكفر أو فقط ينقص إيمانة !!
بارك الله فيكم
السكران التميمي
2009-02-02, 01:09 PM
أخي الفاضل سأنقل لك بعض ما قرره أئمة نجد في وقتهم حول هذه المسألة، وبإذن الله يتضح المراد لك:
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله:
فيما دل عليه حديث عمر رضي الله عنه في سؤال جبريل -عليه السلام- للنبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "أخبرني عن الإسلام، فقال: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله"… الحديث "قال: أخبرني عن الإيمان، قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره".
فأخبر أن الإسلام هو الأعمال الظاهرة، والإيمان يفسر بالأعمال الباطنة، وبذلك يفسر كل منهما عند الاقتران، فإذا أُفْرِدَ الإيمان -كما في كثير من آيات القرآن- دخل فيه الأعمال الظاهرة والباطنة كما دل على ذلك كثير من الآيات والأحاديث، كقوله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ}[سورة النساء آية: 136] … الآية.
فتناولت الآية جميع الأعمال الباطنة والظاهرة لدخولها في مسمى الإيمان. وأما الأركان الخمسة فهي جزء مسمى الإيمان، ولا يحصل الإسلام على الحقيقة إلا بالعمل بهذه الأركان والإيمان بالأصول الستة المذكورة في الحديث.
وأصول الإيمان المذكورة تتضمن الأعمال الباطنة والظاهرة؛ فإن الإيمان بالله يقتضي محبته وخشيته وتعظيمه وطاعته بامتثال أمره وترك نهيه، وكذلك الإيمان بالكتب يقتضي العمل بما فيها من الأمر والنهي؛ فدخل هذا كله في الأصول الستة.
ومما يدل على ذلك قوله -تعالى-: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً}[سورة الأنفال آية: 2] إلى قوله: {أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً}[سورة الأنفال آية: 4].
فدلت هذه الآيات على أن الأعمال الظاهرة والباطنة داخلة في مسمى الإيمان كقوله -تعالى-:
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}[سورة الحجرات آية: 15] فانتفاء الشك والريب من الأعمال الباطنة، والجهاد من الأعمال الظاهرة، فدل على أن الكل إيمان.
ومما يدل على أن الأعمال من الإيمان قوله -تعالى-: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} أي: صلاتكم إلى بيت المقدس قبل تحويل القبلة إلى الكعبة. ونظائر هذه الآية في الكتاب والسنة كثيرة كقوله صلى الله عليه وسلم في حديث وفد عبد القيس: "آمركم بالإيمان بالله وحده، أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ شهادة ألا إله إلا الله، وأني رسول الله، وتقيموا الصلاة، وتؤتوا الزكاة، وتؤدوا خمس ما غنمتم"، ففسر الإيمان بالأعمال الظاهرة، لأنها جزء مسماه كما تقدم.
إذا عرفت أن كلا من الأعمال الظاهرة والباطنة من مسمى الإيمان شرعا، فكل ما نقص من الأعمال التي لا يخرج نقصها من الإسلام، فهو نقص في كمال الإيمان الواجب كما في حديث أبي هريرة: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا ينتهب النهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن"، وقوله صلى الله عليه وسلم: "لا إيمان لمن لا أمانة له"، ونفي الإيمان عمن لا يأمن جاره بوائقه. فالمنفي في هذه الأحاديث كمال الإيمان الواجب فلا يطلق الإيمان على مثل هذه الأعمال إلا مقيداً بالمعصية أو بالفسوق، فيكون معه من الإيمان بقدر ما معه من الأعمال الباطنة والظاهرة، فيدخل في جملة أهل الإيمان على سبيل إطلاق أهل الإيمان كقوله: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ}[سورة النساء آية: 92].
الفرق بين الإيمان المطلق ومطلق الإيمان
وأما المؤمن الإيمان المطلق الذي لا يتقيَّد بمعصية ولا بفسوق وبنحو ذلك، فهو الذي أتى بما يستطيعه من الواجبات مع تركه لجميع المحرمات، فهذا هو الذي يطلق عليه اسم الإيمان من غير تقييد، فهذا هو الفرق بين مطلق الإيمان والإيمان المطلق؛ والثاني هو الذي لا يصر صاحبه على ذنب، والأول هو المصر على بعض الذنوب. وهذا الذي ذكرته هنا هو الذي عليه أهل السنة والجماعة في الفرق بين الإسلام والإيمان، وهو الفرق بين مطلق الإيمان. والإيمان المطلق فمطلق الإيمان هو وصف المسلم الذي معه أصل الإيمان الذي لا يتم إسلامه إلا به، بل لا يصح إلا به؛ فهذا في أدنى مراتب الدين، إذا كان مصرا على ذنب أو تاركا لما وجب عليه مع القدرة عليه.
والمرتبة الثانية من مراتب الدين مرتبة أهل الإيمان المطلق الذين كمل إسلامهم وإيمانهم بإتيانهم بما وجب عليهم، وتركهم ما حرمه الله عليهم، وعدم إصرارهم على الذنوب؛ فهذه هي المرتبة الثانية التي وعد الله أهلها بدخول الجنة، والنجاة من النار كقوله -تعالى-: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ}[سورة الحديد آية: 21] … الآية. فهؤلاء اجتمعت لهم الأعمال الظاهرة والباطنة، ففعلوا ما أوجبه الله عليهم وتركوا ما حرم الله عليهم، وهم السعداء أهل الجنة. والله -سبحانه وتعالى- أعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
أبو القاسم
2009-02-02, 01:49 PM
كلام الأخ السكران التميمي غير سديد
وقد وقع له تضارب -كما قالت الأخت أم معاذة-في توصيف حقيقة الإيمان وشيء من التخليط
كما في قوله ((فالسلف قالوا: هو اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان، وأرادوا بذلك أن الأعمال شرط في كماله ومن هنا نشأ لهم القول بزيادة الإيمان ونقصه.
فالسلف جعلوا الأعمال شرطا في كماله، وهذا بالنظر إلى ما عند الله تعالى.
أما بالنظر إلى ما عندنا فالإيمان هو الإقرار فقط...إلخ))
كما أن المشهور عن السلف أنهم قالوا الإيمان :قول وعمل..
والمقصود به قول اللسان..وقول القلب
وعمل القلب وعمل الجوارح
فأي وحدة من هذه الأجزاء انتقض
لم يكن هناك إيمان أصلا..وكان صاحبه كافرا
ولم ينشأ لهم القول في زيادة الإيمان ونقصانه بسبب ما قلته
بل لأنهم فهموا كلام رسول الله دون تكلّف
كقوله الواضح"الإيمان بضع وستون شعبة....وأدناها إماطة الأذى"
فلما كان إماطة الأذى داخلة في مسمى الإيمان..فما ظنك بما هو أعلى منها.؟
فدل أن انتقاص أي شعبة من هؤلاء..ينقص الإيمان
وهنا أمر مهم..
هذا الباب وغيره كثير من الناس ضلوا فيه
لأنهم لم يحكموا الأسماء الشرعية
وإنما تنضبط هذه المسألة العظيمة بأمرين
-سعة الفقه والإلمام بالشرع كتابا وسنة
-وحسن الاقتفاء والاتباع..
أبو القاسم
2009-02-02, 02:04 PM
شخص مؤمن بقلبة و يقولها بلسانة و لكن يعمل عمل بالجوارح ناقض من نواقض الإيمان فماذا يكون حكم هذا الشخص ؟
إذا ارتكب ناقضا من نواقض الإيمان فهو كافر..
كالذي يصلي وأثناء الصلاة أحدث..انتقضت صلاته..
وتبقى مسألة الحكم على المعين بالضوابط المعروفة
فكما ترى أخي التميمي الأمر أيسر من هذا التطويل
وقد وقع في كلامك عبارات غير محررة
كما أن قولك :الإيمان هو الإقرار والتصديق التام المستلزم..إلخ
مشكِل..وفيه مشابهة لكلام مرجئة الفقهاء..وحتى لو كان خلافنا لفظيا معك
كما في توضيحك..فالصواب ما قاله السلف :قول وعمل
أو قول وعمل ونية كعبارة الشافعي التي زادت الأمر وضوحا
أما قولك :شرط كمال..فغير صحيح , وما على هذا جادة السلف
ولم يقولوه أصلا
عبد الرحيم صابر
2009-02-02, 02:45 PM
زيادة الإيمان ونقصانه ليست منحصرة في أعمال الجوارح فقط، بل تشمل أصل الإيمان وواجباته ومستحباته من قول وعمل، هذا أولا.
ثانيا: الأعمال المكفرة هي كل ما طعن في أصل الإيمان ، بمعنى أن العمل المكفر يدل دلالة على انتفاء وعدم وجود الإيمان في القلب.
وهذا أخي بعموم وللجزئيات تفاصيل
آبومصعب المجآهد
2009-02-02, 03:06 PM
الفاضل السكران ، تفسيرك هذا
ينقضه نقلك هذا
وأنصحك بالرابط التالي http://shrajhi.com/?cat=3&sid=19
الفاضل شامل ، كل من أتى بناقض من نواقض الإسلام كفر .
بارك الله فيك اختنا الكريمة ام معاذة ..
لكن كلمة الكفر ليست هينة .. نواقض الاسلام كلنا نعرفها ولكن القاعدة :
هل كل من وقع عليه الكفر ، كفر .. وفيه تفصيلات جمة في الكفر المعين ..
لذا نتحرز من الوقوع في هذه المخالفات ..
وفقكم الله ..
عبد الرحيم صابر
2009-02-02, 03:21 PM
[/right]
ولكن القاعدة :
هل كل من وقع عليه الكفر ، كفر .. وفيه تفصيلات جمة في الكفر المعين ..
لذا نتحرز من الوقوع في هذه المخالفات ..
وفقكم الله ..
الأدق أخي أن يقال:
هل كل من وقع في الكفر، كفر
أو
هل كل من وقع منه الكفر، كفر
فهذا أدق، والله أعلم
وثانيا لم تذكر قاعدة بل تساؤلا
أمين بن محمد
2009-02-02, 03:35 PM
الفاضل شامل ، كل من أتى بناقض من نواقض الإسلام كفر .
السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كلام الأخت واضح لا غبار عليه, فهي تقصد كفر النّوع و ليس كفر العين.
فلا نحمّل كلام النّاس ما لا يحتمل.
دمتم بودّ.
أم معاذة
2009-02-02, 04:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ أبو مصعب ، المقام هنا ليس مقام تفصيل وإنما مقام رد باختصار على الصورة التي أدلى بها صاحب الموضوع وهي كالتالي :-
شخص مؤمن بقلبة و يقولها بلسانة و لكن يعمل عمل بالجوارح ناقض من نواقض الإيمان فماذا يكون حكم هذا الشخص ؟!!
فالجواب أنه كافر . فإذا كان لديك مزيد توضيح فتفضل فمنكم نستفيد ، بارك الله فيك.
السكران التميمي
2009-02-02, 05:16 PM
(أبا القاسم) (أم معاذة) كلمة واحدة في حقكما:
ما هكذا تورد الأبل
أبو القاسم
2009-02-02, 05:26 PM
ألأننا خالفناك..لم نعد نحسن إيراد الإبل؟
هب أننا أخطأنا , فهل هذا هو الرد العلمي؟
إنما كان التوجيه أن تحقق العبارة وتحررها..
وهذا مطلب مشروع حتى لا يسيء فهمك أحد
سامحك الله وغفر لك..
أم معاذة
2009-02-02, 05:45 PM
(أبا القاسم) (أم معاذة) كلمة واحدة في حقكما:
ما هكذا تورد الأبل
ما شاء الله عليك ، رد رصين كسابقيه ، هلا أفهمتنا ما هي الإبل التي لم نحسن إيرادها، أو على الأقل بين لنا كيف تورد ! الله المستعان .
ألا بالمناسبة هي أربع كلمات وليست كلمة واحدة .
السكران التميمي
2009-02-02, 06:18 PM
نعوذ بالله من المكابرة والإصرار على المخالفة، فلا حول ولا قوة إلا بالله
سئل الشيخ العلامة الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله:
هل يعتبر الحكام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله كفاراً؟ وإذا قلنا: إنهم مسلمون، فماذا نقول عن قوله تعالى :{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}؟.
الجواب: الحكام بغير ما أنزل الله أقسام، تختلف أحكامهم بحسب اعتقادهم وأعمالهم، فمن حكم
بغير ما أنزل الله يرى أن ذلك أحسن من شرع الله فهو كافر عند جميع المسلمين، وهكذا من
يحكم القوانين الوضعية بدلاً من شرع الله ويرى أن ذلك جائز، ولو قال: إن تحكيم الشريعة
أفضل فهو كافر، لكونه استحل ما حرم الله.
أما من حكم بغير ما أنزل الله اتباعاً للهوى أو لرشوة أو لعداوة بينه وبين المحكوم عليه، أو
لأسباب أخرى، وهو يعلم أنه عاص لله بذلك، وأن الواجب عليه تحكيم شرع الله، فهذا يعتبر
من أهل المعاصي والكبائر، ويعتبر قد أتى كفراً أصغر وظلماً أصغر وفسقاً أصغر، كما جاء
هذا المعنى عن ابن عباس رضي الله عنهما وعن طاووس وجماعة من السلف الصالح، وهو
المعروف عند أهل العلم، والله ولي التوفيق. مجموع الفتاوى لابن باز 3/990-991
وسئل أيضا : كثير من المسلمين يتساهلون في الحكم بغير شريعة الله والبعض يعتقد أن ذلك الًساهل لا يؤثر في تمسكه بالإسلام، والبعض الآخر يستحل الحكم بغير ما أنزل الله ولا يبالي بما يترتب على ذلك، فما هو الحق في ذلك؟.
الجواب: (( هذا فيه تفصيل وهو أن يقال: من حكم بغير ما أنزل الله وهو يعلم أنه يجب عليه الحكم بما انزل الله وأنه خالف الشرع ولكن استباح هذا الأمر ورأى أنه لا حرج عليه في ذلك
وأنه يجوز له أن يحكم بغير شريعة الله فهو كافر كفراً أكبر عند جميع العلماء؛ كالحكم بالقوانين
الوضعية التي وضعها الرجال من النصارى أو اليهود أو غيرهم ممن زعم أنه يجوز الحكم بها، أو زعم أنها أفضل من حكم الله، أو زعم أنها تساوي حكم الله وأن الإنسان مخير إن شاء حكم بالقرآن والسنة وأن شاء حكم بالقوانين الوضعية، من اعتقد هذا كفر بإجماع العلماء كما تقدم.
أما من حكم بغير ما أنزل الله لهوى أو لحظ عاجل وهو يعلم أنه عاص لله ورسوله وأنه فعل
منكراً عظيماً وأن الواجب عليه الحكم بشرع الله فإنه لا يكفر بذلك الكفر الأكبر لكنه قد أتى
منكراً عظيماً ومعصية كبيرة وكفراً أصغر، كما قال: ذلك ابن عباس ومجاهد وغيرهما من
أهل العلم، وقد ارتكب بذلك كفراً دون كفر، وظلماً دون ظلم، وفسقاً دون فسق، وليس هو
الكفر الأكبر، وهذا قول أهل السنة والجماعة )) . مجموع الفتاوى لابن باز 3 / 991-992
فاتقي الله يا امرأة، لا تردي المهالك أو تورديها.
أبو القاسم
2009-02-02, 06:29 PM
ما علاقة هذا بما نحن فيه أصلحني الله وإياك؟
ومع هذا فجواب الشيخ ابن باز رحمه الله في هذه القضية إنما مستنده
كلام ابن عباس ولا يصحّ..بل الثابت عنه عكس ذلك
فمن وضع للناس غير شرع الله وحملهم عليهم
فهذا يكفر ولو لم يستحل..
أكرر .لا علاقة لهذا بأصل الموضوع غفر الله لك
السكران التميمي
2009-02-02, 06:34 PM
ما علاقة هذا بما نحن فيه أصلحني الله وإياك؟
ومع هذا فجواب الشيخ ابن باز رحمه الله في هذه القضية إنما مستنده
كلام ابن عباس ولا يصحّ..بل الثابت عنه عكس ذلك
فمن وضع للناس غير شرع الله وحملهم عليهم
فهذا يكفر ولو لم يستحل..
أكرر .لا علاقة لهذا بأصل الموضوع غفر الله لك
ما شاء الله (أبا القاسم) أعلم من سماحة العلامة الشيخ مفتي المملكة العربية السعودية في وقته، بحيث يغفل الشيخ عن مسألة ويعرفها (أبا القاسم). إنا لله وإنا إليك راجعون. [زببت قبل أن تحصرم].
وبالنسبة لما أوردته أنا عن الشيخ فهو مثال واحد على عين المسألة يوضحها، وعليه فقس. ثم ليس أنت صاحب المشاركة والسؤال لتحكم، فدعه هو يحكم.
أبو القاسم
2009-02-02, 06:37 PM
لو كان للشافعي قول..ولمالك قول..
ثم قلت :الشافعي مستنده كذا ولا يصح
فأنا مع قول مالك..
هل هذا يعني أني أعلم من الشافعي؟
وأما طلب عدم تدخلي فلا يليق بأخ مسلم..
لأن السؤال في صلب الموضوع لم يوجه لشخص معين
وفقني الله وإياك للحق
أم معاذة
2009-02-02, 07:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أشكرك على النصيحة ، وأسأل الله تعالى أن يجعلنا جميعا من عباده المتقين.
وبالنسبة لما أوردته أنا عن الشيخ فهو مثال واحد على عين المسألة يوضحها، وعليه فقس. .
كيف نقيس على الفتوى التي أوردتها ؟ هل تقصد أنك ترى شرط الإستحلال القلبي في التكفير ؟
الصقر المكسور
2009-02-02, 09:29 PM
رجل شهد الشهادتين..ولم يعمل بشىء من اعمال الجوارح..وليس لديه عذر يمنعه من العمل ..حتى مات..فهل يوصف بأنه مؤمن ناقص الأيمان.وامره الى الله إن شاء عذبه او إن شاء رحمه..او نقول عنه كافر..وأي القولين لأهل السنة..ولأهل الارجاء..والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
حارث البديع
2009-02-02, 10:09 PM
بارك الله فيكم إخواني
واحب ان أقول :أن السلف مجمعون كما تعلمون ان الإيمان قول وعمل واعتقاد
وبهذا التعريف الجلى يتبن ان من فعل ناقضا قوليا كفر فقد قال الله سبحانه (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم)فكفرهم سبحانه بكلمة
وذاك القبيح الذي( يسب الله تعالى سبا صراحا أجمعت الأمة على كفره
ولانبالى إن كان يعتقد له ام لم يعتقد استحل أم لم يستحل) نقل الاجماع أكثر من واحد على هذا منهم ابن تيمية نقلته بتصرف يسير من شيخ الاسلام
ومثال العمل :أن يسجد لصنم او يمتهن المصحف ويلقي به في القذورات فمثل هذا مجمع على كفره
ولاعبرة بإعتقاده
أما من اعتقد أن هناك دينا سوى الإسلام هو الصحيح فلا شك في كفره
والإشكال اين يرد؟
لايرد في الأخير (المعتقد أن هناك دين غير الاسلام هو الحق او لا يعتقد بدين) فأجمع أهل السنة والمرجئة على كفره
اذا المشكل في الأعمال والأقول الكفرية الظاهرة يقول ابن القيم:
( وهذا مدار المعركة بين اهل السنة والمرجئة فالمرجئة بل غلاتهم لا يكفرون احدا حتى يعتقد وهذا خلاف منهج السلف الحق)بتصرف يسير.
وبعض طلبة العلم التبس ببعض شبه المرجئة فصار يشترط فى كفر الحاكمية الاستحلال
وفى الموالاة الاستحلال
ويريدون أن يجروا هذه القاعدة في سائر المكفرات الظاهرة
والخلاصة :
أن من تلفظ بكفر صريح أو عمل كفري صريح كما مثلنا فهذا كافر بالله تعالى
ويقول ابن نجيم الحنفي (من تكلم بكلمة الكفر هازلا أوجادا كفر عند الكل ولا عبرة بإعتقاده)
فالمرجئة هم الذين حصروا مسمى الإيمان في الإعتقاد فقط وأخرجوا الأعمال منها فاشترطوا الاعتقاد وهو شرط فاسد كما بينا
وان حصر الكفر بالإعتقاد في المكفرات الظاهرة ليست من منهج السلف في شئ
وإلا لما كان لإجماع السلف من معنى في تعريفهم ان الايمان قول وعمل واعتقاد.
انتهى مختصرا وبالله التوفيق.
أسامة بن أبيه
2009-02-04, 03:24 PM
هل العمل في الإيمان شرط كمال أم شرط صحة؟
هل العمل في الإيمان شرط كمال؟ أم شرط صحة؟ مع الدليل، وجزاكم الله خيرا.
* * *
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فالإيمان كما هو معروف عند أهل السنة والجماعة؛ قول وعمل، قول القلب وقول اللسان، وعمل القلب وعمل اللسان.
وقول القلب هو؛ الاعتقاد والتصديق.
وعمله هو؛ الإخلاص والحب والخوف والرجاء وسائر أعمال القلوب التي هي واجبة باتفاق أئمة الدين.
وقول اللسان هو؛ النطق بالشهادتين والإقرار بلوازمهما.
وعمل الجوارح ما لا يؤدى إلا بها، وهي تابعة لأعمال القلوب ولازمة لها.
فالقلب إذا كان فيه معرفة وإرادة؛ سرى ذلك إلى البدن بالضرورة.
وعدم الأعمال الظاهرة؛ دليل على انتفاء الأعمال الباطنة، يقول الله تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة:22]، وقال تعالى: {وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ} [المائدة:81].
فالباطن والظاهر - كما هو واضح في الآيات - متلازمان، لا ينفك أحدهما عن الآخر.
إذا تقرر ذلك...
فالذي يعد شرطا في صحة الإيمان؛ هو جنس العمل، فترك جنس العمل مخرج من الملة.
والأدلة على ذلك كثيرة، منها...
قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِين َ} [النور:47].
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية : (فنفى الإيمان عمن تولى عن العمل وإن كان قد أتى بالقول) [انظر الفتاوى: 7/142].
ويقول في موضع آخر: (من الممتنع أن يكون الرجل مؤمناً إيماناً ثابتاً في قلبه بأن الله فرض عليه الصلاة والزكاة والصيام والحج، ويعيش دهره لا يسجد لله سجدة ولا يصوم رمضان ولا يؤدي لله زكاة ولا يحج لله بيته، فهذا ممتنع ولا يصدر هذا إلا مع نفاق في القلب وزندقة، لا مع إيمان صحيح، ولهذا إنما يصف سبحانه بالامتناع من السجود الكفار، كقوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ* َاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ} [القلم: 42 - 43]) [مجموع الفتاوى 7/611].
أما العمل الذي هو شرط في كمال الإيمان؛ فهو آحاده وأفراده.
فمن ترك واجباً من الواجبات الشرعية أو ارتكب معصية؛ نقص إيمانه، لكن لا يزول بالكلية.
والأدلة على ذلك كثيرة، منها؛ قول الله تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} [الحجرات:9]، فسماهم مؤمنين رغم اقتتالهم وهو من الكبائر.
فالإيمان عند أهل السنة شعب متفاوته - كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم - وكل شعبة تسمى إيماناً، وهذه الشعب منها ما يزول الإيمان بزوالها كشعبة شهادة التوحيد، ومنها ما لا يزول بزوالها كترك أماطة الأذى عن الطريق.
والله أعلم
أسامة بن أبيه
2009-02-04, 03:30 PM
حكم من تلفظ بالشهادتين ولم يعمل شيئاً من فرائض الإسلام
المفتي: محمد بن علي الشوكاني
ما حكم الأعراب سكان البادية الذين لا يفعلون شيئاً من الشرعيات، إلا مجرد التكلم بالشهادتين، هل هم كفار أم لا؟ وهل على المسلمين غزوهم أم لا؟
* * *
الجواب:
أقول:
من كان تاركاً لأركان الإسلام وجميع فرائضه، ورافضاً لما يجب عليه من ذلك، من الأقوال والأفعال، ولم يكن لديه إلا مجرد التكلم بالشهادتين؛ فلا شك، ولا ريب أن هذا كافر شديد الكفر، حلال الدم.
وصيانة الأموال؛ إنما تكون بالقيام بأركان الإسلام.
فالذي يجب على من يجاور هذا الكافر من المسلمين في المواطن والمساكن؛
أن يدعوه إلى العمل بأحكام الإسلام والقيام بما يجب عليه القيام به على التمام، ويبذل تعليمه، ويلين له القول، ويسهّل عليه الأمر، ويرغّبه في الثواب، ويخوّفه من العقاب، فإن قبل منه ورجع إليه وعوّل عليه؛ أكدها، أو يوصله إلى من هو أعلم منه بأحكام الإسلام.
وإن أصر ذلك الكافر على كفره؛
وجب على من يبلغه أمره من المسلمين أن يقاتلوه، حتى يعمل بأحكام الإسلام على التمام، فإن لم يعمل؛ فهو حلال الدم والمال، حكمه حكم أهل الجاهلية، وما أشبه الليلة بالبارحة.
وقد ابان لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم - قولاً وفعلاً - ما نعتمده في قتال الكافرين، والآيات القرآنية والأحاديث النبوية في هذا الشأن؛ معلومة لكل فرد من أهل العلم، بل هذا الأمر هو الذي بعث الله سبحانه به رسوله، وأنزل لأجله كتابه، والتطويل في شأنه والاشتغال بنقل برهانه؛ من باب إيضاح الواضح، وتبيين البيّن.
فإذا صح الإصرار على الكفر؛
فالدار؛ دار حرب، بلا شك ولا شبهة، والأحكام؛ الأحكام.
وقد اختلف المسلمون في غزو الكفار إلى ديارهم، هل يشترط فيه الإمام الأعظم أم لا؟
والحق الحقيق بالقول؛ أن ذلك واجب على كل فرد من أفراد المسلمين، والآيات القرآنية والأحاديث النبوية مطلقة، غير مقيدة.
أسامة بن أبيه
2009-02-04, 03:31 PM
ما الفرق بين الحكم والتشريع، وأيهما كفر أكبر؟
المفتي: علي بن خضير الخضير
ما حكم وما الفرق بين؛ الحكم بغير ما أنزل الله؟ والتشريع شرعا غير شرع الله - وهو ما انتشر في بلاد إسلامية شتى -؟
ومن فيهما يعد كفرا دون كفر ومن يعد كفرا اكبر؟
وهل الحكم بغير ما انزل الله؛ من نواقض الإيمان، أم انه من شروط كمال الإيمان؟
* * *
الجواب:
الفرق بينهما؛ أن التشريع أخص من الحكم بغير ما أنزل الله، والحكم بغير ما أنزل الله أعم.
لأن الذي يحكم بغير ما أنزل الله قد يحكم عن تشريع وقانون أو يحكم هوى وشهوة بدون تشريع.
أما التشريع؛ فهو كفر أكبر - بدون تفصيل - وهو كفر أكبر عملي، لا ينظر فيه إلى الاعتقاد، قال تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}، وقال تعالى: {وإن أطعتموهم إنكم لمشركون}.
أما الحكم بغير ما أنزل الله؛ ففيه تفصيل.
فإن حكم هوى أو شهوة في القضايا المعينة؛ فهذا كفر دون كفر، لحديث: (القضاة ثلاثة، قاضيان في النار...)، ثم ذكر القاضي الجاهل والقاضي الذي يحكم هوى - وهذا هو الشاهد - [رواه أهل السنن].
أما إن حكم بتشريع أو قانون أو مادة أو لائحة أو تعميم أو أعراف وعادات ونحوه مخالف للشريعة؛ فهذا كفر أكبر، قال تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}، قال تعالى: {ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به}.
وقال تعالى: {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله}، وقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بالطاعة في التحليل والتحريم.
وقال تعالى: {وإن أطعتموهم إنكم لمشركون}.
ومن فيهما يعد كفرا دون كفر، ومن يعد كفرا اكبر؟
الجواب؛ الحكم بغير ما أنزل الله فيه تفصيل، قد يكون كفرا أكبر ناقض للإيمان والملة، فيما لو حكم بقانون أو أعراف وعادات أو تشريع مخالف للشريعة.
أما إن حكم هوى أو شهوة؛ فهذا كفر أصغر ينافي الإيمان الواجب، لحديث: (القضاة ثلاثة قاضيان في النار ثم ذكر القاضي الجاهل والقاضي الذي يحكم هوى) - وهذا هو الشاهد - [رواه أهل السنن].
أما التشريع بما يخالف الشريعة؛ فهذا كفر اكبر، لا تفصيل فيه.
وهل الحكم بغير ما انزل الله؛ من نواقض الإيمان، أم انه من شروط كمال الإيمان؟
الجواب؛ الحكم بغير ما أنزل الله فيه تفصيل؛ قد يكون كفرا أكبر ناقض للإيمان والملة فيما لو حكم بقانون أو أعراف وعادات أو تشريع مخالف للشريعة، أما إن حكم هوى أو شهوة فهذا كفر أصغر ينافي الإيمان الواجب.
[سؤال طرح على الشيخ ضمن لقاء منتدى السلفيين]
أبو و أم معاذ
2009-02-05, 12:11 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة ..
الحمدلله و أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمد عبده و رسول الله
أما بعد ...
كما تعلمون بأن الإيمان هو التصديق بالقلب و القول باللسان و العمل بالجوارح
و أيضا الإيمان له نواقض و لا يحتاج لذكره لانة معروفه
السؤال الآن اذا اختل التعريف !!
نضرب مثل ليكون اسهل و أوضح
شخص مؤمن بقلبة و يقولها بلسانة و لكن يعمل عمل بالجوارح ناقض من نواقض الإيمان فماذا يكون حكم هذا الشخص ؟!!
أرجو يكون الجواب يعني بختصار جدا حتى يمكن فهم المسألة و عدم التشتت في المسألة
جزاكم الله خيرا و باركم الله بكم
من أتى بناقض من نواقض الإسلام سواء كان عمليا أو قوليا أو اعتقاديا يكفر بغض النظر عن ادعاءه الإسلام و الصلاح و التقوى,وبغض النظر عن الأمور الأخرى.
و بالطبع هذا كحكم عام أما على التعيين فالأمر يحتاج لانتفاء الشروط و الموانع.
و ليس من موانع التكفير أن الرجل قلبه مؤمن و يشهد بلسانه و يصلي وووو.....
و الإيمان إذا عرفناه بالإعتقاد و القول و العمل,فالكفر يكون بالإعتقاد أو القول أو العمل أو الشك.
فلا بد من كلمة أو في الكفر بخلاف الإيمان نجد واو.
أخوك أبو معاذ.
أبو الفضل الجزائري
2009-02-07, 01:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، يبدو أن الأخ له قصور في فهم مذهب السلف في مسألة دخول العمل في الإيمان فهو عنده داخل في كمال الإيمان لا في أصله والذي به ينجو من الخلود، واعتراضات أم معاذة صحيحة ووجيهة ، لأن الإيمان عند السلف قول وعمل وانظر قولهم عمل أي مطلق العلمل وهو ما سماه المتأخرون حسب الاصطلاح المنطقي جنس العمل، فالمصدق بالقلب والمقر باللسان يجب عليه أن يصدق هذا بعمل من الأعمال الإيمان يعمله كالصلاة مثلا، ولا عبرة بمن يثير الغبار حول اختلاف الأئمة في تكفير تارك الصلاة، وأن المكفرين وحدهم هم الذين يدخلون جنس العمل في الصلاة فهذا فكلام لا يصدر إلى ممن جهل كلام السلف، بل هم مجمعون أن ترك العمل بالكلية ناقض من نواقض الإيمان الاعتقادية، واختلفوا فيما بعد في تعيين هذا العمل، ومن لم يكفر بأحد أركان الإسلام كفر بتركها بالكلية وكلام شيخ الإسلام واضح وصريح في المسألة ، فليراجع الإيمان الأوسط.
أما كلام الحافظ ومن بعده ومن قبله فقد جمعوا بين مذهب السلف في الإيمان ومذهب مرجئة الفقهاء، حيث رأوا أن السلف أدخلوا الأعمال فيها ورأوا مرجئة الفقهاء شنعوا على من جعل العمل ركنا بأن فيه رائحة اعتزالية فرام المتأخرون الجمع بين القولين بالخروج بأن العلم شرط كمال ؟؟؟
والحقيقة أن المعتزلة جعلوا العمل الواجب المفترض وترك المحرم كله من الإيمان فمن عصى أو ترك مفترضا واحدا فقد كفر، بخلاف مذهب السلف فهم جلعوا مطلق العمل من أصل الإيمان لا كله، وطبعا فإن الازدياد في الأعمال زيادة لهذا الإيمان ومن هنا قالوا بزيادته ونقصانه.
أما سؤال الأخ الذي افتتح الموضوع فهو يدل على مشكل عميق في فهمه لمسائل الإيمان، وهو بطبيعة الحال يفهمهما على طريقة المرجئة ولست في صدد التنقيص أو العيب، ولكني أصف الموقف والله المستعان، وأقول يا أخي أن الإيمان حقيقة مركبة من أصل لا يصح بدونه، وفروع تكمله، الأصل مركب من عقائد وأعمال قلبية وهذه بدورها تسترزم قول اللسان وجنس الأعمال الظاهرة.
ومن العقائد أصول الإيمان الستة ( الإيمان بالله والكتب والرسل و ...و..). ثم إن الإيمان بالله تستلزم حبه والخشية منه والإخلاص له، فمن عمل عملا يناقض هذه الأشياء كأن صرف العمل لغير الله فقد ناقض عضوا يتركب منه أصل الإيمان فذهب إيمانه، والإيمان بالرسول يستلزم الإنقياد له، والانقياد هو العمل بالأعمال الظاهرة التي أخبر ان الله فرضها، فمن ترك جميع العمل فقد ناقض الانقياد، إذن ناقض أصل إيمانه وهكذا دواليك والله أعلم.
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.