المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل قول بعض الكتاب "الإسلام يدعو إلى عمارة الأرض" صحيح بإطلاق ؟



عبدالله الشهري
2007-04-25, 01:25 PM
هذه قضية استوقفتني ، وأردت طرحها للنقاش.

أبو مالك العوضي
2007-04-25, 02:16 PM
الإسلام يدعو إلى عمارة الأرض من باب الوسائل لا من باب المقاصد !
وبذلك نجمع بين النصوص المتعارضة في هذا الباب
فهناك نصوص تفيد مشروعية عمارة الأرض مثل قوله تعالى: {واستعمركم فيها} { فامشوا في مناكبها } ( إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة)، وغيرها كثير.
وهناك نصوص تفيد عدم المشروعية مثل ( يؤجر العبد في كل شيء إلا في هذا التراب).
والجمع بينها هو ما قدمتُ ذكره، ولكن بعضُ المعاصرين يغلب عليه النظرة العصرية فيقبل النصوص الأولى، ولا ينظر للأخرى، وهذا خطأ.
والله أعلم

علي أحمد عبد الباقي
2007-04-25, 04:49 PM
أخي الحبيب أبو مالك جزاك الله خيرًا وبارك الله فيك ، حديث : ((يؤجر العبد في كل شيء إلا في هذا التراب)) لم أقف على هذا اللفظ والذي في صحيح البخاري (5672) : حدثنا آدم حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال دخلنا على خبّاب نعوده وقد اكتوى سبع كيات فقال: إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا وإنا أصبنا ما لا نجد له موضعا إلا التراب ولولا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به. ثم أتيناه مرة أخرى - وهو يبني حائطا له – فقال: إن المسلم ليؤجر في كل شيء ينفقه إلا في شيء يجعله في هذا التراب.)).
فهل ذكرت اللفظ من حفظك أم ماذا ؟

أبو مالك العوضي
2007-04-25, 05:06 PM
نعم يا أخي الحبيب، ذكرته من رأسي

ثم بحثت فوجدته بلفظ ( العبد ) عند ابن ماجة، وبلفظ ( الرجل ) عند الترمذي ، وبلفظ ( المرء ) عند الطبراني

عبدالله الشهري
2007-04-25, 06:08 PM
المتتبع لآي القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم يجد ترغيباً عن عمارة الأرض أكثر من الترغيب في ذلك ، وعمل الناس والمجتمعات كافة اليوم على خلاف ذلك ، بل أعجب من بعض المشايخ إذا حشد كل ما عنده من أجل أن يستقر في أذهان المسلمين أن عمارة الأرض أصل عظيم ومطلب كبير في رسالة الدين الإسلامي.

وللحديث بقية.

عبدالله الشهري
2007-04-26, 01:32 PM
قد قال تعالى (إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا * وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا)

قال تعالى (ولا تنس نصيبك من الدنيا) ، تقليلاً من شأن الدنيا جعلها كالأمر المنسي.

(الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه).

(لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم).

(واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا)

وأنقل كلاما للشيخ عبدالله مانع العتيبي من مقال له في "الإسلام اليوم" :
(...عدم المبالغة في البناء. قال البخاري في صحيحه: باب ما جاء في البناء وقال أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من أشراط الساعة إذا تطاول رعاة البهم في البنيان). قال الحافظ في الفتح وقد ورد ذم البناء مطلقا في حديث خباب ( يؤجر الرجل في نفقته كلها إلا التراب) أخرجه الترمذي وصححه وأخرج له شاهدا عن أنس بلفظ (إلا البناء فلا خير فيه) وللطبراني من حديث جابر رفعه (إذا أراد الله بعبد شرا خضر له في اللبن والطين حتى يبني) ومعنى خضر: حسن وزنا ومعنى وله شاهد من حديث أبي بشر الأنصاري ( إذا أراد الله بعبد سوءا أنفق ماله في البنيان) وأخرج أبو داوود من حديث عبدالله بن عمر بن العاص قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أطين حائطا فقال (الأمر أعجل من ذلك) صححه الترمذي وابن حبان. وهذا كله محمول على ما لا تمس الحاجة إليه مما لابد منه للتوطن وما يقي البرد والحر. وقد أخرج أبو داوود أيضا من حديث أنس رفعه (أما إن كل بناء وبال على صاحبه إلا ما لا إلا ما لا) أي إلا ما لابد منه ورواته موثوقون إلا الراوي عن أنس وهو أبو طلحة الأسدي فليس بمعروف، وله شاهد من حديث واثلة بن الأسقع عند الطبراني) أ.هـ كلام الحافظ (11/92-93).
-----------------------
قلت : يتبين إذاً خطأ من جعل بناء الأرض وعمرانها دعوة يدعو إليها الدين الإسلامي ، وهذا الأمر إنما جعله الإسلام متاعاً و جعل الأهم عمران مباني المعاني في النفس الإنسانية من توحيد وإيمان وصدق ووفاء وحب ورحمة وإحسان ، ولا خير في حضارة مادية الآدمي بها وفيها كالوحش في سطوته و كالبهيمة في شهوته وكالعجماوات في خلقه.

نضال مشهود
2007-05-30, 01:49 AM
تذكّرت هنا كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ، أن ( الورع ) ترك ما يخاف ضرره في الآخرة ، و ( الزهد ) ترك ما لا يرجى نفعه فيها . وهما - بحق - تعليمان أصيلان للإسلام في تعايشه مع الدنيا .

فالبذاذة من الإيمان - لما فيه من إظهار العبودية . ولو كان الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ، ما سقى منها غرفة ماء كافرا .

وعمارة الأرض مشروعة ومأمورة بلا شك .
لكن ، بماذا نعمّرها ؟

بالفيزياء والتكنولوجيا ؟!

بل بالعبادة والتقوى ! بالتوحيد والدعوة ! بالجهاد ونشر الهدى !
فإن الأرض أرض الله ، فلا يصلحها إلا الإيمان والعبادة . ولا يفسدها إلا الشرك والكفر والمعصية .
( تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ¤ أن دعو للرحمن ولداً ¤ وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً ¤ إن كل من في السموات والارض الا آتي الرحمن عبدا ¤ لقد أحصاهم وعدهم عدا ¤ وكلهم آتيه يوم القيامة فردا ) . و ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ) - فالعياذ بالله جل وعلا من الكفر والفسوق والعصيان ، ما ظهر منها وما بطن .

ونعمرها كذلك بـ( العدل ) و ( الإصلاح ) و ( الإحسان ) . فإن الله : ( يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ، يعظكم لعلكم تذكرون ) . وما حديث (غرس الفسيلة قُبيل يوم القيامة) إلا من هذا الباب . وهو مأمور مشروع كما تقدم . ولأن الله قد ذم - في أكثر من موضع في القرآن - من ( سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل . والله لا يحب الفساد ) . ولا بد هنا من التنبيه ، أن ( عمارة الأرض وإصلاحها ) غير (الطمع والحرص من حظوظ الدنيا وأهوائها ) .

والمعلوم أن الله تعالى جميل يحب الجمال . وهو نظيف يحب النظافة .
لكن ، جمال القلوب والصدور ، ونظافة الألباب والأرواح : هو المقدم قبل الجمال الظاهر والنظافة الظاهرة . فإنه - جل وعلى - لا ينظر الى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر الى قلوبكم وأعمالكم .

ولعل هذا هو السر في عدم كثرة اعتناء الأئمة والعلماء والمشايخ - عبر القرون - بالعلوم التجريبية ( الهيئة والفلك والفيزياء والبييولوجيا والهندسة والميكانيكا وهلم جرا ) ؛ في حين أن الفلاسفة والأطباء والسحرة وخدام السلاطين ، هم الأئمة في تلك الفنون التي يؤسفنا اغترار البعض بهم - بحيث يظنون أن ( الحضارة الإسلامية ) إنما تبلغ قمتها في عهد ( المأمون ) بنقله ( علوم الأوائل ) إلى الديار الإسلامية الطاهرة . فتراهم - مع الأسف الشديد - يفضلون ( ابن سينا ) على ( الإمام البخاري ) ، بل ويجعلون ( جابر ابن حيان ) - ذلك الرجل المجهول - فوق ( أحمد بن محمد بن حنبل ) بدرجات . وهذا بلاء وأي بلاء .

فنسأل الله أن يجعلنا من التائبين العابدين الزاهدين الصالحين . . . اللهم آمين !

نضال مشهود
2007-12-16, 01:31 PM
قال الله تبارك وتعالى : " فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ " .

قال ابن كثير رحمه الله : قال مالك عن الزهري : {فتحنا عليهم أبواب كل شيء} قال : رخاء الدنيا ويسرها . وقد قال الإمام أحمد عن عقبة بن عامر عن النبي (ص) ، قال : «إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج» ، ثم تلا رسول الله (ص) : {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون} . وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله (ص) كان يقول : ( إذا أراد الله بقوم بقاءً أو نماءً رزقهم القصد والعفاف، وإذا أراد الله بقوم اقتطاعًا فتح لهم – أو فتح عليهم – باب خيانة {حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون} ، كما قال: {فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين} ) .

مأختزل هنا شيئا من كلام الدكتور زغلول النجار مقتطعنا عن سياقه للفائدة :


"أجمع المفسرون على أن من دلالات هذا النص القرآني الكريم فتح أبواب الرزق من قبيل الاستدراج . والنص يشتمل أيضًا على فتح أبواب المعارف المكتسبة التي ميزت عصرنا بأنه عصر الصواريخ ورحلات الفضاء ، وعصر الذرة والطاقة النووية ، وعصر الإلكترونات والحواسب الإلكترونية الشخصية منها والعملاقة، والطائرات فائقة السرعة والحجم،وأجهزة التحكم عن بعد، وعصر شبكات المعلومات الدولية ، والهواتف المحمولة ، وعصر الاستشعار عن بعد ، وعصر الهندسة الوراثية ، والتقنيات فائقة الدقة والموصلات فائقة القدرة ، ووسائل النقل والاتصال فائقة السرعة ، وعصر مصادر الطاقة المتعددة والمتجددة ، وعصر أشعات الليزر والميزر المتنوعة، وتطبيقاتها في مختلف المجالات المدنية والعسكرية، أو بصفة عامة هو عصر تفجر المعرفة وتطور التقنيات الدقيقة والمتطورة بصورة لا يكاد العقل البشري أن يتصورها قبل قرن واحد من الزمن أو أقل من ذلك ."
(http://www.elnaggarzr.com/index.php?l=ar&id=1445&cat=6)

فالله الهادي إلى سواء الصراط .

خالد المرسى
2007-12-16, 02:26 PM
قول بعض الكتاب "الإسلام يدعو إلى عمارة الأرض" صحيح بإطلاق ؟
أرى انها قطعا صحيحة
سمعنا ان الابتداع فى امور الدنيا محمود اما العبادة فلا
أليس الاسلام يأمر بكل خير هذا هو المقصود من عمارة الارض اى العمارة التى لاتأتى الا بخير أما العمارة الزائدة عن الحاجة فهل يقال أن هذه عمارة أم هى مضيعة للوقت والجهد والمال فى غير منفعة راجحة اذ أن لن تنتهى المصالح الراجحة ابدا حتى نقول انتهت المصالح الراجحة ولم تعد ثم ارض كفر نغزوها مثلا بل والله ان انتهى ما فيه المصالح الراجحة فلانفراد حينئذ مع ذكر الله أثوب وأقرب الى الله من عمارة زائدة عن قدر لحاجة اذ الذكر عمارة للدار التى لا تفنى
المهم ان قائل هذه المقولة تكن نيته حسنة وصحيحة وان لاتقال من باب الحق الذى يراد به الباطل

عبدالله الشهري
2008-09-12, 06:43 AM
جزاك الله خيرا. نعم ، نصوص الشرع تدل على اكتساب وطلب ما تدعو إليه الحاجة من الدنيا ، وانظر إلى هذا الإفراط من قبل البشرية في تطلب أكثر مما يحتاجون ماذا جلب على كوكب الأرض من الويلات: التلوث ، اختفاء شبه تام للغابات طلباً للأخشاب ، فساد التربة ومياه البحار بسبب الاستهلاك المتزايد للمواد الكيميائية ، خلل في هرمونات وجينات الجنس البشري المتأخر بسبب الأغذية الصناعية ، وهلم جراَ.

عبدالله الشهري
2008-12-27, 09:00 AM
وقد نص ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة في الدرر المضية على أن النظر إلى الأشجار والأنهار ونحو ذلك - والنظر إلى ذلك مباح في الأصل - نظر استحسان للدنيا من النظر المذموم. واستدل بقوله تعالى (لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم ) الآية.
= = = = = = =
لفتة : إيرنست جلنر [1] (Ernest Gellner) من أبرز فلاسفة الإقتصاد والإجتماع في القرن المنصرم ، وقد صرّح في كثير من أبحاثه ومقالاته بأن الحضارة المادية (materialism) - حتى لو كانت بريئة (أي مباحة أو حلال بلغتنا) - إذا سادت في أي مجمتع متدين ، مهما كان تدينه ، فإنها لابد أن تبذر بذور الأيديولوجيا العلمانية. وقد احتج بشواهد تاريخية كثيرة أكدت هذا الأمر.
ولذلك...فإن ما نراه من توسع وانتشار عشوائي وفوضوي ومفرط للمجمعات التجارية الضخمة ، والمولات والبلازات الفاخرة ، وغير ذلك من مقدمات الاستهلاك المادي ، وكذلك ما نشهده من تخطيط مقصود ومرتّب لزرع مكونات الثقافة المادية في بيئات المجتمعات الإسلامية وبالذات دول الخليج العربي ، لهو أمر يخشاه من تأمل العواقب حق التأمل - وإن كانت برئية كطما يقول جلنر ، وإن كانت مباحة ، وإن كانت حلال ، وغن كانت من أجل رفاهية الوطن والمواطن كما يقال ، وأود التذكير بأن العلمانية والليبرالية والديمقراطية عناصر متلازمة تلازماً قوياً ، وجود أحدها يعني وجود ما بقي ، وإن تفاوتت قوة الوجود في الظهور والأثر.
= = = == = = =
[1] له أبحاث ومقالات قيّمة حول الإسلام ونظمه ، وقد خلص إلى أن الإسلام يحمل في داخله قوة طاردة للثقافة العلمانية ، مما يميزه كنظام حياة. قلت : فليتنبه للفرق هنا بين الإسلام والمسلمين ، لأن المسلمين يساهمون بضعفهم في نقض عرى الإسلام عروة عروة. أما الإسلام في ذاته فدين متين ، وشجرة طيبة أصلها ثابت.

أبوهلا
2008-12-27, 04:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الفاضل الخلوق عبد الله الشهري

نعم الإسلام يدعو إلى عمارة الأرض بعمل الآخرة ، والزراعة والصناعة والفيزياء والكيمياء والهندسة والطب و..... هي من عمل الآخرة لمن صلحت نيته . حتى اللقمة يضعها المرء في في امرأته ... أرأيت إن وضعها في حرام .

أما الركون والزهد البارد ورهبانية النصارى فلا يعرفها الإسلام ... لأنها تخالف طبيعته .

وفقك الله

أبو الفداء
2008-12-27, 05:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل الخلوق عبد الله الشهري
نعم الإسلام يدعو إلى عمارة الأرض بعمل الآخرة ، والزراعة والصناعة والفيزياء والكيمياء والهندسة والطب و..... هي من عمل الآخرة لمن صلحت نيته . حتى اللقمة يضعها المرء في في امرأته ... أرأيت إن وضعها في حرام .
أما الركون والزهد البارد ورهبانية النصارى فلا يعرفها الإسلام ... لأنها تخالف طبيعته .
وفقك الله
لم أر أحدا هنا يدعو الى الركون أو "الزهد البارد" فضلا عن الرهبانية! انما يتلكم الأفاضل في الحد الدقيق - الذي لا يراه الا حكيم مبصر - بين الاقتصار على الحاجة من متاع الدنيا، وبين الافراط في ذلك والاخلاد اليه الى درجة الانغماس في طينها ووحلها بدعوى التقدم والتحضر والعلو الفارغ!! فرق بين من يقول نبني ونصنع في سبيل الله لاصابة المنفعة الفلانية تحديدا - وقد سماها من بعد ما تبين له الحاجة اليها - وبين من يقول: ولم لا؟ هل بنو يغرب أحسن منا؟؟ هل أهل بلاد كذا وكذا وأذكى وأعقل منا؟ ثم يحتج بافراطه وغلوه هذا على من يدعوه الى الاعتدال بقوله: الاسلام لا يأمرنا بالنوم والكسل، بل يامرنا بالنشاط والعمل!!
اللهم ارزقنا البصيرة الثاقبة والوسطية الحق بلا افراط ولا تفريط، من بعد الاخلاص التام في كل عمل نعمله، لك وحدك لا شريك لك .. آمين.

عبدالله الشهري
2008-12-27, 08:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل الخلوق عبد الله الشهري
نعم الإسلام يدعو إلى عمارة الأرض بعمل الآخرة ، والزراعة والصناعة والفيزياء والكيمياء والهندسة والطب و..... هي من عمل الآخرة لمن صلحت نيته . حتى اللقمة يضعها المرء في في امرأته ... أرأيت إن وضعها في حرام .
أما الركون والزهد البارد ورهبانية النصارى فلا يعرفها الإسلام ... لأنها تخالف طبيعته .
وفقك الله
بارك الله فيك أبا هلا واشكرك على حسن ظنك.
حصل التوضيح بكلام أبي الفداء جزاه الله خيرا.

لم أر أحدا هنا يدعو الى الركون أو "الزهد البارد" فضلا عن الرهبانية! انما يتلكم الأفاضل في الحد الدقيق - الذي لا يراه الا حكيم مبصر - بين الاقتصار على الحاجة من متاع الدنيا، وبين الافراط في ذلك والاخلاد اليه الى درجة الانغماس في طينها ووحلها بدعوى التقدم والتحضر والعلو الفارغ!! فرق بين من يقول نبني ونصنع في سبيل الله لاصابة المنفعة الفلانية تحديدا - وقد سماها من بعد ما تبين له الحاجة اليها - وبين من يقول: ولم لا؟ هل بنو يغرب أحسن منا؟؟ هل أهل بلاد كذا وكذا وأذكى وأعقل منا؟ ثم يحتج بافراطه وغلوه هذا على من يدعوه الى الاعتدال بقوله: الاسلام لا يأمرنا بالنوم والكسل، بل يامرنا بالنشاط والعمل!!
اللهم ارزقنا البصيرة الثاقبة والوسطية الحق بلا افراط ولا تفريط، من بعد الاخلاص التام في كل عمل نعمله، لك وحدك لا شريك لك .. آمين.

أبوهلا
2008-12-27, 08:50 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر الأخ أبو الفداء على إعادة صياغة ما قلته ، ولكن ببيان أوضح مما في مشاركتي .

أسعدكم الله جميعا

عبدالله الشهري
2008-12-27, 09:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الأخ أبو الفداء على إعادة صياغة ما قلته ، ولكن ببيان أوضح مما في مشاركتي .
أسعدكم الله جميعا

نعم ، جزاه الله خيرا على التوضيح والتصحيح :)

أبوهلا
2008-12-27, 09:50 PM
هي من عمل الآخرة لمن صلحت نيته .

الضمير يعود إلى عمارة الأرض !

عبدالله الشهري
2010-01-11, 11:37 AM
"ومن أبوابه [أي الشيطان]: حب التزيين في المنزل والثياب والأثاث ، فلا يزال يدعو إلى عمارة الدار وتزيين سقوفها وحيطانها".
منهاج القاصدين ، ص 149.


وعمارة الدنيا - بالمعنى السائد الذي يروجون له - كعمارة هذه الدار في نص المقدسي ، ولا شك أنه سبب للغفلة الشديدة.

أمجد الفلسطيني
2010-01-11, 02:32 PM
بارك الله في الجميع

/// كيف تردون على هذا النظر:
1_ قوة الأمة وعزتها ونصرتها مطلب شرعي بالاتفاق
2_ والتقدم والتميز في العلوم التجريبة وخاصة ما يتعلق بالاقتصاد وحماية الأمة من أعدائها (التقدم العسكري وهو الآن مبني على التقدم في العلوم التجريبية) من أبرز عوامل القوى والنصرة للأمم بالاتفاق
3_ ينتج أن إعمار الأرض بهذه الصورة مطلوب بالاتفاق

أبو الفداء
2010-01-11, 07:42 PM
بارك الله في الجميع

/// كيف تردون على هذا النظر:
1_ قوة الأمة وعزتها ونصرتها مطلب شرعي بالاتفاق
2_ والتقدم والتميز في العلوم التجريبة وخاصة ما يتعلق بالاقتصاد وحماية الأمة من أعدائها (التقدم العسكري وهو الآن مبني على التقدم في العلوم التجريبية) من أبرز عوامل القوى والنصرة للأمم بالاتفاق
3_ ينتج أن إعمار الأرض بهذه الصورة مطلوب بالاتفاق
بارك الله فيكم
لا إشكال في هذا المعنى ولا يخالف فيه أحد.
ولكن يلزم التفصيل عند إعماله.
فليس كل مبحث من مباحث العلوم التجريبية يوصف بأنه ضروري أو لازم للتفوق والتقدم الذي به تتحقق قوة الأمة وعزتها ونصرتها، أو يوصف بأنه من إعمار الأرض الذي هو مقصود الشريعة.. وهذا التفصيل هو ما يتخلف عنه كثير من العصرانيين والمفتتنين بما عند الغرب، فتراهم يأخذون بلا تدقيق ولا تفصيل، بدعوى أن الغرب لم يبلغ ما بلغ من العلو الدنيوي في التقنيات والصناعات إلا لما فتحوا أبواب البحث والتجريب في كل شيء ولكل شيء بلا حاجز ولا مانع، وهذا ما حمل فلاسفة الغرب - لما رأوا معارضة الكنيسة لكثير مما تحتاج إليه الأمم من العلوم التجريبية - ومن اتبعهم عندنا من العلمانيين، على الزعم بأن النموذج العلماني هو مصير الأمم المتقدمة أو التي تريد التقدم والعلو لا محالة!
وهذه النظرة التي تحكم على العلم التجريبي هكذا بالجملة = خطأ بالجملة! وسبب المدخل الإجمالي فيها افتقاد النصرانية - وغيرها من الفلسفات التشريعية - لتشريع مفصل محكم الأصول والفروع كالذي أنزله الله على نبيه الخاتم عليه السلام، يفرق بين النافع والضار، وبين الطيب والخبيث، ويجمع بين الأشباه والنظائر، ويقدر كل شيء بقدره الصحيح، فلا يدع لعاقل منصف شبهة أو مدخلا لدعوى أن الدين (هكذا بإجمال عبارة الملاحدة وإطلاقهم) يعوق التقدم الدنيوي والتفوق في العلوم التجريبية، أو أن الأمم لا محيص لها من ترك الدين إن أرادت التفوق والعلو في علوم الدنيا!!
كل بحث علمي ينبغي أن يحقق القائم به - أو ناقله - في غايته والغرض منه، وفي محل ذلك الغرض نفسه من منظومة مقاصد الشرع الحكيم فضلا عن منزلته من الأحكام الخمسة التكليفية. هذا هو الفرق بين من يعمل في الدنيا ويريد العلو فيها ابتغاء الآخرة، ومن يعمل فيها ابتغاء الخلد فيها، يريد العلو لمجرد العلو والتفوق..

أمجد الفلسطيني
2010-01-11, 09:07 PM
بارك الله فيكم
إنما بنيت ما ذكرتُ على بعض المشاركات التي زهدت في العلوم التجريبية

وعليه يمكن أن يقال أن عمران الأرض بمعنى التكثر من البناء وتزيينه مذموم
أما عمران الأرض بمعنى التقدم في العلوم التجريبية التي فيها صلاح الأمة وعزتها كالعلوم التي يكون التقدم فيها والتفوق على الآخرين وهذا لا يتأتى إلا بطلب دقيق هذه العلوم = سببا في تقدم إقتصاد الأمة وقوتها العسكرية فهو مطلوب غير مذموم

فمثلا : دخل في ذلك الإكثار من الزراعة والصناعة حتى يقوم للأمة إقتصاد يسندها في الأزمات السياسية (أوقات الجهاد مثلا)
وهكذا

أبو الفداء
2010-01-12, 07:37 AM
دخل في ذلك الإكثار من الزراعة والصناعة حتى يقوم للأمة إقتصاد يسندها في الأزمات السياسية (أوقات الجهاد مثلا)

أحسنتم، بارك الله فيكم.. والقاعدة التفصيل والإمرار عبر مصفاة الشرع.. فما كان مشروعا تصنيعه مطلوبا في ذاته، فالمنافسة فيه والتفوق الصناعي به مشروع ومطلوب، والوسائل لها نفس أحكام المقاصد كما هو متقرر. وما كان من المصنوعات مباحا في نفسه فمآله إلى نظر القائم على أمر الاقتصاد في البلاد والمتابع - في ذات الوقت - لأحوال الناس من جهة تأثير التكثير من إنتاج تلك المباحات على حياتهم ودينهم (وهذا يحتاج إلى بحوث إحصائية اجتماعية يشرف عليها علماء الشرع)، فتكون الموازنة حينئذ بين مصلحة تكثير الإنتاج منها ومفسدة ذلك، فإنها إن كثر إنتاجها وأغرقت الأسواق قل ثمنها وزاد إقبال الناس عليها، والعكس صحيح، وقد لا يتضرر اقتصاد البلد بتقليل إنتاج ذلك المنتج بعينه أو حتى منعه.. فهذا ميزان دقيق يحتاج إلى نظر رشيد وفقه سديد.

نضال مشهود
2010-02-08, 02:20 PM
بارك الله فيكم
إنما بنيت ما ذكرتُ على بعض المشاركات التي زهدت في العلوم التجريبية

وعليه يمكن أن يقال أن عمران الأرض بمعنى التكثر من البناء وتزيينه مذموم
أما عمران الأرض بمعنى التقدم في العلوم التجريبية التي فيها صلاح الأمة وعزتها كالعلوم التي يكون التقدم فيها والتفوق على الآخرين وهذا لا يتأتى إلا بطلب دقيق هذه العلوم = سببا في تقدم إقتصاد الأمة وقوتها العسكرية فهو مطلوب غير مذموم

فمثلا : دخل في ذلك الإكثار من الزراعة والصناعة حتى يقوم للأمة إقتصاد يسندها في الأزمات السياسية (أوقات الجهاد مثلا)
وهكذا

أعطنا نموذجا واقعيا لمثل هذا من التاريخ . . . لننظر أمره بشكل مباشر

أمجد الفلسطيني
2010-02-08, 02:46 PM
حال الأمة اليوم...

عبدالله الشهري
2010-12-16, 11:11 PM
فائـدة
يُروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:"...فإني بعثت بخراب الدنيا، ولم ابعث بعمارتها" ، وهو حديث لا يصح، ولله الحمد، فإن الله لا يأمر بالفساد. إلا أنه قد روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:"الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه"، حسّنه بعض العلماء وصححه الألباني. والأحاديث الواردة في ذم الدنيا كثيرة، منها حديث مروره صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم بالجيفة وتشبيه الدنيا بها، وهو أصح من سابقه.

نضال مشهود
2010-12-17, 01:10 AM
خلاصة الكلام ان عمارة الدنيا مطلوبة فيما أدى إلى صلاح الآخرة، ومنهية فيما أدى إلى خلافه .

اميرفوزى السلفى المصرى
2010-12-17, 07:18 AM
نقاش مفيد مثمر جزاكم الله خيرا ونفع بكم جميعا .

بن سلامة
2010-12-17, 07:21 AM
نفع الله بكم، وجعلكم مفاتيخ خير ....

نضال مشهود
2010-12-19, 10:03 PM
بارك الله فيكم أجمعين.

فائدة: قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 6 / ص 473):

وَقَدْ ذَكَرَ طَائِفَةٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ مِنْ أَصْحَابِنَا وَغَيْرِهِمْ : أَنَّ أُصُولَ الصِّنَاعَاتِ كَالْفِلَاحَةِ وَالْحِيَاكَةِ وَالْبِنَايَةِ : فَرْضٌ عَلَى الْكِفَايَةِ . وَالتَّحْقِيقُ : أَنَّهَا فَرْضٌ عِنْدَ الْحَاجَةِ إلَيْهَا ؛ وَأَمَّا مَعَ إمْكَانِ الِاسْتِغْنَاءِ عَنْهَا فَلَا تَجِبُ . وَهَذِهِ حَكَيْنَا بَيْعَهَا ؛ فَإِنَّ مَنْ يُوجِبُهَا إنَّمَا يُوجِبُهَا بِالْمُعَاوَضَة ِ ؛ لَا تَبَرُّعًا . فَهُوَ إيجَابُ صِنَاعَةٍ بِعِوَضٍ ؛ لِأَجْلِ الْحَاجَةِ إلَيْهَا . وَقَوْلِي عِنْدَ الْحَاجَةِ . فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ قَدْ يَسْتَغْنُونَ عَنْ الصِّنَاعَةِ بِمَا يَجْلِبُونَهُ أَوْ يُجْلَبُ إلَيْهِمْ مِنْ طَعَامٍ وَلِبَاسٍ .

عبدالله الشهري
2011-08-15, 04:18 PM
من بركات رمضان أني توقفت عند قوله تعالى (أتبنون بكل ريع آية تعبثون (http://majles.alukah.net/#docu) * وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون [1])
وفيها إنكار النبي على أمته بناء ما لاتدعو الحاجة إليه، فهو عبث. وكذلك إنكار العمل الذي يحمل في تضاعيفه سمات الأمل البعيد في الدنيا...ومن تأمل بعض ما يجري في بعض الدول العربية وجده من مثال ما سبق.

= = = = = = = = = = = = =
[1] سرد الإمام الطبري أقوال السلف في تفسير "مصانع" ثم خلص إلى الآتي:
"... ولا خبر يقطع العذر بأي ذلك كان ، ولا هو مما يدرك من جهة العقل . فالصواب أن يقال فيه ما قال الله : إنهم كانوا يتخذون مصانع".

أمجد الفلسطيني
2011-08-15, 07:02 PM
يارك الله فيكم

ولا شك أن الحاجة الداعية إلى إصلاح الأرض وما إليه من بناءٍ وإنشاء لتقوية دولة أو إنعاش وتطوير اقتصاد تختلف من زمن لآخر وأنها في زمننا أوسع منها في زمن قبله
والله أعلم

أمجد الفلسطيني
2011-08-15, 07:10 PM
البخاري في الأدب بإسناد حسن عن أبى نضرة قال رجل منا يقال له جابر أو جويبر : طلبت حاجة إلى عمر في خلافته فانتهيت إلى المدينة ليلا فغدوت عليه وقد أعطيت فطنة ولسانا أو قال منطقا فأخذت في الدنيا فصغرتها فتركتها لا تسوى شيئا وإلى جنبه رجل أبيض الشعر أبيض الثياب فقال لما فرغت كل قولك كان مقاربا إلا وقوعك في الدنيا وهل تدرى ما الدنيا إن الدنيا فيها بلاغنا أو قال زادنا إلى الآخرة وفيها أعمالنا التي نجزى بها في الآخرة قال فأخذ في الدنيا رجل هو أعلم بها منى فقلت يا أمير المؤمنين من هذا الرجل الذي إلى جنبك قال سيد المسلمين أبى بن كعب..............

باب اصطناع المال
حنش بن الحارث عن أبيه قال : كان الرجل منا تنتج فرسه فينحرها فيقول أنا أعيش حتى أركب هذا فجاءنا كتاب عمر أن اصلحوا ما رزقكم الله فإن في الأمر تنفسا
انتهى

عبدالله الشهري
2012-02-10, 11:05 AM
عند شرحه لحديث:"ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا..." الحديث.
قال الحافظ بن حجر:"وفي الحديث فضل الغرس والزرع ، والحض على عمارة الأرض، ويستنبط منه اتخاذ الضيعة، والقيام عليها. وفيه فساد قول من أنكر ذلك من المتزهدة. وحمل ما ورد من التنفير عن ذلك على ما إذا شغل عن أمر الدين، فمنه حديث ابن مسعود مرفوعا (لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا) الحديث". [فتح الباري، جـ5 ، ص 6].

أبو زرعة حازم
2012-02-24, 07:15 AM
إن نظرنا للميزان الحضاري الذي ينتج عنه تغلب الكفار وانتشار عقائدهم ( العلمانية والليبرالية والديمقراطية ) وطريقة حياتهم بين المسلمين نتيجة الهزيمة النفسية أمام المتغلب رأينا أن عمارة الأرض (فيما يرضي الله) ضرورة كشكل من أشكال حفظ الدين فهي تحفظ عزة نفس المسلم وتجعل اللكافر يتطلع لزيارة بلاد المسلمين والاختلاط بهم والتعلم فيها كما نرى عكس ذلك اليوم
على ألا تطغى المادية على نظرتنا فننسى الآخرة وأن الدنيا ما هي إلا لعب ولهو
بالخلاصة الأمة قوية العقيدة تبني الحضارة لتحفظ العقيدة
فمتى صارت العمارة هي الهدف ذهب الاثنان