المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابن تيمية: (الزناة واللوطية، وتارك الجهاد، وأهل البدع، وَشَرَبَةُ الخمر، هؤلاء كلهم و



عامر بن بهجت
2009-01-18, 11:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وبعد:
فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
((وَهَذَا الَّذِي جَاءَتْ بِهِ الشَّرِيعَةُ مِنْ النَّفْيِ هُوَ نَوْعٌ مِنْ الْهِجْرَةِ أَيْ هَجْرِهِ وَلَيْسَ هَذَا كَنَفْيِ الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا وَلَا هَجْرُهُ كَهَجْرِهِمْ فَإِنَّهُ مَنَعَ النَّاسَ مِنْ مُخَالَطَتِهِمْ وَمُخَاطَبَتِهِ مْ حَتَّى أَزْوَاجُهُمْ وَلَمْ يَمْنَعْهُمْ مِنْ مُشَاهَدَةِ النَّاسِ وَحُضُورِ مَجَامِعِهِمْ فِي الصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا وَهَذَا دُونَ النَّفْيِ الْمَشْرُوعِ فَإِنَّ النَّفْيَ الْمَشْرُوعَ مَجْمُوعٌ مِنْ الْأَمْرَيْنِ وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْآدَمِيِّينَ مُحْتَاجِينَ إلَى مُعَاوَنَةِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا عَلَى مَصْلَحَةِ دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ فَمَنْ كَانَ بِمُخَالَطَتِهِ لِلنَّاسِ لَا يَحْصُلُ مِنْهُ عَوْنٌ عَلَى الدِّينِ بَلْ يُفْسِدُهُمْ وَيَضُرُّهُمْ فِي دِينِهِمْ وَدُنْيَاهُمْ اسْتَحَقَّ الْإِخْرَاجَ مِنْ بَيْنِهِمْ وَذَلِكَ أَنَّهُ مَضَرَّةٌ بِلَا مَصْلَحَةٍ ؛ فَإِنَّ مُخَالَطَتَهُ لَهُمْ فِيهَا فَسَادُهُمْ وَفَسَادُ أَوْلَادِهِمْ ؛ فَإِنَّ الصَّبِيَّ إذَا رَأَى صَبِيًّا مِثْلَهُ يَفْعَلُ شَيْئًا تَشَبَّهَ بِهِ وَسَارَ بِسِيرَتِهِ مَعَ الْفُسَّاقِ فَإِنَّ الِاجْتِمَاعَ بِالزُّنَاةِ وَاللُّوطِيِّين َ فِيهِ أَعْظَمُ الْفَسَادِ وَالضَّرَرِ عَلَى النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ وَالرِّجَالِ فَيَجِبُ أَنْ يُعَاقَبَ اللُّوطِيُّ وَالزَّانِي بِمَا فِيهِ تَفْرِيقُهُ وَإِبْعَادُهُ . وَجِمَاعُ الْهِجْرَةِ هِيَ هِجْرَةُ السَّيِّئَاتِ وَأَهْلِهَا وَكَذَلِكَ هِجْرَانُ الدُّعَاةِ إلَى الْبِدَعِ وَهِجْرَانُ الْفُسَّاقِ وَهِجْرَانُ مَنْ يُخَالِطُ هَؤُلَاءِ كُلَّهُمْ أَوْ يُعَاوِنُهُمْ وَكَذَلِكَ مَنْ يَتْرُكُ الْجِهَادَ الَّذِي لَا مَصْلَحَةَ لَهُمْ بِدُونِهِ فَإِنَّهُ يُعَاقَبُ بِهَجْرِهِمْ لَهُ لَمَّا لَمْ يُعَاوِنْهُمْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى فَالزُّنَاةُ وَاللُّوطِيَّةُ وَتَارِكُ الْجِهَادِ وَأَهْلُ الْبِدَعِ وشربة الْخَمْرِ هَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ وَمُخَالَطَتُهُ مْ مُضِرَّةٌ عَلَى دِينِ الْإِسْلَامِ وَلَيْسَ فِيهِمْ مُعَاوَنَةٌ لَا عَلَى بِرٍّ وَلَا تَقْوَى فَمَنْ لَمْ يَهْجُرْهُمْ كَانَ تَارِكًا لِلْمَأْمُورِ فَاعِلًا لِلْمَحْظُورِ فَهَذَا تَرْكُ الْمَأْمُورِ مِنْ الِاجْتِمَاعِ وَذَلِكَ فِعْلُ الْمَحْظُورِ مِنْهُ فَعُوقِبَ كُلٌّ مِنْهَا بِمَا يُنَاسِبُ جُرْمَهُ فَإِنَّ الْعُقُوبَةَ إنَّمَا تَكُونُ عَلَى تَرْكِ مَأْمُورٍ أَوْ فِعْلِ مَحْظُورٍ كَمَا قَالَ الْفُقَهَاءُ : إنَّمَا يَشْرَعُ التَّعْزِيرُ فِي مَعْصِيَةٍ لَيْسَ فِيهَا حَدٌّ فَإِنْ كَانَ فِيهَا كَفَّارَةٌ فَعَلَى قَوْلَيْنِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَد وَغَيْرِهِ . قَالَ : وَمَا جَاءَتْ بِهِ الشَّرِيعَةُ مِنْ الْمَأْمُورَاتِ وَالْعُقُوبَاتِ وَالْكَفَّارَات ِ وَغَيْرِ ذَلِكَ فَإِنَّهُ يَفْعَلُ مِنْهُ بِحَسَبِ الِاسْتِطَاعَةِ فَإِذَا لَمْ يَقْدِرْ الْمُسْلِمُ عَلَى جِهَادِ جَمِيعِ الْمُشْرِكِينَ فَإِنَّهُ يُجَاهِدُ مَنْ يَقْدِرُ عَلَى جِهَادِهِ وَكَذَلِكَ إذَا لَمْ يَقْدِرْ عَلَى عُقُوبَةِ جَمِيعِ الْمُعْتَدِينَ فَإِنَّهُ يُعَاقِبُ مَنْ يَقْدِرُ عَلَى عُقُوبَتِهِ فَإِذَا لَمْ يُمْكِنْ النَّفْيُ وَالْحَبْسُ عَنْ جَمِيعِ النَّاسِ كَانَ النَّفْيُ وَالْحَبْسُ عَلَى حَسَبِ الْقُدْرَةِ مِثْلَ أَنْ يُحْبَسَ بِدَارِ لَا يُبَاشِرُ إلَّا أَهْلَهَا لَا يَخْرُجُ مِنْهَا أَوْ أَنْ لَا يُبَاشِرَ إلَّا شَخْصًا أَوْ شَخْصَيْنِ فَهَذَا هُوَ الْمُمْكِنُ ؛ فَيَكُونُ هُوَ الْمَأْمُورُ بِهِ وَإِنْ أَمْكَنَ أَنْ يُجْعَلَ فِي مَكَانٍ قَدْ قَلَّ فِيهِ الْقَبِيحُ وَلَا يُعْدَمُ بِالْكُلِّيَّةِ كَانَ ذَلِكَ هُوَ الْمَأْمُورُ بِهِ فَإِنَّ الشَّرِيعَةَ جَاءَتْ بِتَحْصِيلِ الْمَصَالِحِ وَتَكْمِيلِهَا وَتَعْطِيلِ الْمَفَاسِدِ وَتَقْلِيلِهَا فَالْقَلِيلُ مِنْ الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِهِ وَدَفْعُ بَعْضِ الشَّرِّ خَيْرٌ مِنْ تَرْكِهِ كُلِّهِ))
الفتاوى 15/312
اللهم اعفُ عنّا واغفر لنا

الإمام الدهلوي
2009-01-18, 11:26 PM
جزاك الله خير أخي الحبيب على هذه الفائدة الرائعة .. ورحم الله شيخ الإسلام رحمة واسعة .

أبو القاسم
2009-01-19, 01:17 PM
الله أكبر ولله العزة
أحسنت صنعا في سوْق هذا
المقطع من كلام هذا الإمام

عدنان البخاري
2009-01-19, 08:25 PM
هجر (المبتدع والعاصي) منوطٌ بالمصلحة الشَّرعيَّة، لا على إطلاقه:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=213

خلوصي
2009-01-19, 08:48 PM
هجر (المبتدع والعاصي) منوطٌ بالمصلحة الشَّرعيَّة، لا على إطلاقه:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=213

نعم سيدي !
بل إن الزمان بشدة الغفلة فيه قد أفرز أحكاما كثيرة خاصة غريبة ؟ !
فهل من أحد يستفرغ الوسع في تبين ملامح " فقه آخر الزمان " هذا ؟!؟
و أنا بضعفي له من المعينين !؟ :)

عدنان البخاري
2009-01-19, 08:50 PM
/// سأجيبك أن قمت بتبيين كلامك.. وأكون لك من المعينيين.

خلوصي
2009-01-19, 09:07 PM
تكرم عينك يا سيدي ..
قصدي أن اختلاف الزمان الشديد عن ذي قبل قد جعل اختلاف الأحكام شديدا كذلك إلى درجة الغرابة ...
يعني مثلا " يصبح مؤمنا و يمسي كافرا " يجعلك تحذر كثيرا و تفكر كثيرا و تتصرف تصرفا مغايرا كثيرا حتى تتعامل مع صاحب هذا الشأن !؟!
ألم يقل سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم " تجعل الحليم حيران " !! ؟ !!

خلوصي
2009-06-02, 01:53 AM
نعم سيدي !
بل إن الزمان بشدة الغفلة فيه قد أفرز أحكاما كثيرة خاصة غريبة ؟ !
فهل من أحد يستفرغ الوسع في تبين ملامح " فقه آخر الزمان " هذا ؟!؟
و أنا بضعفي له من المعينين !؟ :)


/// سأجيبك أن قمت بتبيين كلامك.. وأكون لك من المعينيين.




تكرم عينك يا سيدي ..

قصدي أن اختلاف الزمان الشديد عن ذي قبل قد جعل اختلاف الأحكام شديدا كذلك إلى درجة الغرابة ...
يعني مثلا " يصبح مؤمنا و يمسي كافرا " يجعلك تحذر كثيرا و تفكر كثيرا و تتصرف تصرفا مغايرا كثيرا حتى تتعامل مع صاحب هذا الشأن !؟!

ألم يقل سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم " تجعل الحليم حيران " !! ؟ !!


ها قد بينت لكم أستاذنا الكريم .... من زمااااااان !! :)

فكن صاحب ذلك الفقه و كن مؤلف ذلك الكتاب ! أرجوكم فأنتم لها بإذن الله .

أبو القاسم
2009-06-02, 07:00 AM
محاولة التفصيل في مثل هذا الكلام النفيس :يفسده
والله أعلم

أبو فهد السمراني
2009-06-03, 08:42 AM
جزاك الله خيرا أخانا الكريم عامر بهجت

ورحم الله شيخ الاسلام ابن تيمية

سلام الهروي
2009-06-19, 03:15 PM
سمعت ان الشيخ محمد حسان قال لا يصح ان نقول اللوطية لان فيها تجريح لسيدنا لوط عليه السلام ونما نقول عامل عمل قوم لوط لان رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال لوطي ابدا بل قال من عمل عمل قوم لوط وجزاكم الله خيرا