تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحريق



عبد الله آل سيف
2009-01-16, 12:29 AM
تربع الشيخ جارح وسوى عمامته والتفت على أحد طلبته الذين تحلقوا حوله وكأن على رؤوسهم الطير قائلاً:


أين بلغنا في درس الأمس يا بني؟.


بلغنا قول المؤلف : " والجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك".


نعم ، نعم ، وقلت لكم : إن الحق هو ما عليه جماعتنا المباركة ، ومن خالفنا فقد تنكب عن الجماعة ، و ابتدع في الدين ، وخالف سبيل المؤمنين ، و..

وفجأة. . .
سمعوا طرقاً شديداً على الباب..
فقطع الشيخ حديثه ، والتفت إلى أحد الطلبة الذي هب إلى الباب ففتحه. . .
وإذا برجل أشعث الرأس مسوّد الوجه يصيح:


يا شيخ .. يا شيخ . . . بيت " عادل " يحترق..

فما زاد الشيخ على أن التفت – وهو جالس - إلى مصدر الصوت:


وما شأني؟.


نريد منك ومن طلابك المساعدة..


وهل تريد مني إصلاح ما أفسده " عادل " بسبب إهماله؟.


يا شيخ . . . البيت مليء بالنساء والذرية!..


هو السبب ، هذا نتيجة إهماله..

وأومأ إلى من فتح الباب فأغلقه بوجه الرجل ، وعاد إلى المجلس ، فأكمل الشيخ درسه وقال :


واعلموا أيها الأبناء أن من تكلم في جماعتنا المباركة فهو رجل ضال ، مبتدع ، خبيث.

فسأل أحد الطلبة:


حتى لو كان من أهل السنة؟.


كيف هذا ؟ أنت لم تفقه إلى هذا الوقت ؟ كيف يتكلم أحد على جماعتنا المباركة ويكون من أهل السنة؟ هذا مبتدع ، بل أخبث من أهل البدع لأنه يلبس على الناس أكثر. . .

وقطع الحديث طرق على الباب أشد من الأول. . .
فهب أحدهم لفتح الباب ، فإذا بذلك الرجل نفسه يصيح :


يا شيخ . . . الحريق قد وصل إلى بيت " صالح ". . .


صالح . . . أتعني ذلك المبتدع ؟..


يا شيخ . . . هبوا لإنقاذ من في بيته ، ثم انصحوه.

فأومأ برأسه وقال :


هذه عقوبة عاجلة من الله لهذا المبتدع.

وأومأ إلى من فتح الباب فأغلقه.

وأكمل الشيخ قائلاً:


انظروا إلى العقوبة العاجلة لهذا المبتدع الخبيث ، فإنه من المتسترين بمذهب السنة ، ولكن الله هتك أستاره لما تكلم بجماعتنا المباركة ، ثم زاد عليه العقوبة فاحترق بيته.

فقال أحد الطلبة:


يا شيخ . . . ولكني أعرف " صالحاً " . . . ولم أر عليه أي بدعة!..


هذا لأنك لم تتمكن في علم " الجرح والتعديل " بعد ، وهذا ما يجعلني أقول لكم أن المتستر بالسنة أخطر من المبتدع المصرح ببدعته ، هذا الرجل رأيته مرارا ً في المسجد لا يلتفت إليّ ولا يسلم عليّ ويعرض عني.


هل هذه بدعة؟.


نعم ، نعم ، لو كان من جماعتنا المباركة لسلم علي!.

وقطع الحديث طرق شديد للمرة الثالثة ، فلما فتح الباب ، إذا بنفس الرجل يصيح :


يا شيخ .. الحريق قد وصل إلى المسجد.

فالتفت إليه الشيخ ، ثم قال :


قد ظننت هذا الأمر ، لأنه مسجد لا يسلم من صلاة المبتدعة فيه ، قد أكثرت علينا أيها الرجل ، لا تأت إلينا مرة أخرى .


يا شيخ . . . المسجد!.


وإن كان مسجداً . . . السبب الأول هو " عادل " وهو الذي يبوء بالإثم .

وأومأ إلى من فتح الباب فأغلقه.

فأكمل الشيخ :


انظروا إلى شؤم البدعة ولا حول ولا قوة إلا بالله . . . حتى المسجد لم يسلم.


يا شيخ . . . ولكن لماذا لا نعينهم في إخماد النار عن المسجد؟.

فتنحنح الشيخ ، ثم قال :


يا بني . . . إن الذين يقومون بإطفاء الحريق أخلاط من الناس ، منهم المبتدع ، ومنهم الفاسق ، وجماعتنا نقية منهم ، ولو شاركناهم لأصابنا شيء من شؤمهم.

ثم التفت إلى أحد الطلبة وقال له :


اقرأ بارك الله فيك.

وقبل أن يقرأ . . . دوى صوت شديد أفزعهم. . .
فهبوا جميعاً يتسابقون – ومعهم شيخهم – إلى الباب. . .
وما إن فتحوه وخرجوا. . .
حتى سقط جدار بيتهم. . .
وقد اندلعت منه ألسنة النيران من كل جهة . . .
(منقول)

الجابري سرحان
2009-01-16, 12:41 AM
يا أخي غفر الله لنا ولك نحن نظن في العلماء خيرا ولا نقول الا ما يرضي ربنا وليس للدرجة التي صورت
سامحك الله

بن نعمان
2009-01-16, 07:03 PM
رائع جدا يا أخ عبد الله
هذا والله حال بعض الناس هدانا الله وإياهم