مشاهدة النسخة كاملة : هل لقول ابن القيم هذا ... حظ من النظر ؟
القاموس
2009-01-05, 04:29 AM
أعذروني إذا بدوتُ حزينـاً *** إن وجـه المحـب وجه حزينُ
ودعوني أعلّلُ نفسي بالقوافي *** قليـلاً فطبعـها لا يلـينُ
إن هذا القريضَ يحكي جنوني *** لستُ أدري هل يُستطابُ الجنونُ
( معذرة .. فإن أحداث غزة لتذهل المرء عن طعامه وشرابه .. ولا يمكن أن يدارس العلم رجل أسِف .. قد ملئ هماً وحزنا )
لكن المسألة لها ارتباط بعبادة قد حلت وهي :
ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه ( زاد المعاد ) 2/63 : أن صيام يوم عاشوراء على ثلاث مراتب وهي ، قال : ( مراتب صومه ثلاثة ، أكملها : أن يُصام قبله يوم وبعده يوم ، ويلي ذلك أن يصام التاسع والعاشر ، وعليه أكثر الأحاديث ، ويلي ذلك إفراد العاشر وحده بالصوم ) .
قلت : الذي يظهر لي والعلم عند الله أن صيام يوماً قبله ويوماً بعده ، لا يسعفه الدليل !
فإن قيل : هذا أكمل في المخالفة ؟ فالجواب : أن هذا يلزم منه - أن يكون صيام يومين قبله ويومين بعده - أكمل في المخالفة من سابقه ؟ ولم يقل بهذا أحد فيما أعلم .
فالوقوف مع النص وصيام يوم التاسع والعاشر ، هو الأرجح ، والأوفق للاتباع ، والله أعلم .
( الموضوع مطروح للمناقشة العلمية )
أبو مالك العوضي
2009-01-05, 05:57 AM
ليس المقصود بالكمال في كلام ابن القيم هو كثرة الصيام.
وإنما المقصود إعمال جميع الأدلة والخروج من الخلاف.
تأمل.
صالح العواد
2009-01-05, 10:14 AM
حديث ابن عباس عند الإمام أحمد الذي رفعه للنبي صلى الله عليه وسلم (خالفوا اليهود صوموا يوما قبله أو يوما بعده) حديث ضعيف لأن فيه ابن أبي ليلى وداود بن علي، بل الذي ثبت عن ابن عباس موقوفا في مصنف عبدالرزاق أنه قال: (خالفوا اليهود صوموا التاسع والعاشر)
على هذا الأكمل صيام يوم التاسع والعاشر لأنه هو الثابت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله (لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع)، أما صيام التاسع والعاشر والحادي عشر فلا دليل عليه، وأما صيام العاشر والحادي عشر فأيضا لايثبت لضعف حديث ابن عباس المذكور أعلاه والعبادات كما هو معلوم توقيفية لا يجوز فعلها إلا بدليل.
فلم يبق إلا صيام اليوم التاسع والعاشر وهو الأكمل، ويأتي بعده في المرتبة العاشر فقط مع الكراهة عند بعضهم.
القاموس
2009-01-06, 02:23 PM
أخي / أبو مالك العوضي ،
ما الدليل على صيام التاسع والعاشر والحادي عشر ، حتى يجمع بين الأدلة ؟ هل هو الحديث الذي رواه الإمام أحمد وفيه ( يوماً قبله أو يوماً بعده ) أم أن هناك غيره ؟
بندر المسعودي
2009-01-06, 04:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اتفق الفقهاء على سنية صوم عاشوراء وتاسوعاء - وهما : اليوم العاشر والتاسع من المحرم - لقول النبي صلى الله عليه وسلم في صوم عاشوراء : أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ولحديث معاوية رضي الله عنه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه وأنا صائم فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع .
وقد كان صوم يوم عاشوراء فرضا في الإسلام ثم نسخت فرضيته بصوم رمضان فخير النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين في صومه وهو اختيار كثير من العلماء واختيار شيخ الاسلام وهو الذي قاله الأصوليون .
قال الشيخ زروق في شرح القرطبية : واستحب بعض العلماء صوم يوم قبله ويوم بعده وقال الشربيني الخطيب : بل نص الشافعي في الأم والإملاء على استحباب صوم الثلاثة .
وذكر العلماء في حكمة استحباب صوم تاسوعاء أوجها :
أحدها : أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر وهو مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود وصوموا قبله يوما أو بعده يوما " والحديث فيه مقال لكن يكفي قول الصحابي وقول الصحابي معروف من الادلة المختلف فيها وأكثر العلماء على أنه حجة وقول الصحابي من أصول الأئمة الاربعة حتى من خالف في حجية قول الصحابي لم يهمش قوله بل يرجحوه على غيره.
الثاني : أن المراد به وصل يوم عاشوراء بصوم كما نهى أن يصوم يوم الجمعة وحده .
الثالث : الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع الغلط فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر وهذا هو مأخذ ابن القيم وأظن أنه صرح بهذا لكن لا اذكر في اي كتبه على العموم حتى لو لم يصرح فحمل كلامه على هذا ظاهر .
القاموس
2009-01-06, 06:47 PM
أخي / بندر الطائي ، وفقك الله وسددك
أظن أن مسألتنا لم تتضح عندك ، أو أنني لم أفهم كلامك على الوجه الذي تريده ،
آمل أن توضح أكثر ، ما الذي يظهر لك ولماذا ؟
بندر المسعودي
2009-01-06, 08:38 PM
بارك الله فيك .
قَالَ ابْنُ الْحَاجِبِ : وَأَكْثَرُ الْقَوْلِ بِالْمُوجَبِ هَذَا الْقِسْمِ ، أَيْ الَّذِي يُسْتَنْتَجُ فِيهِ مَا يُتَوَهَّمُ أَنَّهُ مَأْخَذُ الْخَصْمِ ، وَلَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ ، وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا أَكْثَرَ لِخَفَاءِ الْمَآخِذِ ، وَقِلَّةِ الْعَارِفِينَ بِهَذَا ، وَالْمُطَّلِعِي نَ عَلَى أَسْرَارِهَا ، بِخِلَافِ مَحَلِّ الْخِلَافِ فَإِنَّ ذَلِكَ مَشْهُورٌ فَكَمْ مَنْ يَعْرِفُ مَحَلَّ الْخِلَافِ ، وَلَكِنْ لَا يَعْرِفُ الْمَأْخَذَ .
أقصد أن دليل ابن القيم حيث قال مراتب الصوم ثلاثة أكملها : أن يصام قبله يوم وبعده يوم هو تعليل بأنه الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال أو زيادته.
صالح العواد
2009-01-06, 09:37 PM
أخي بندر..
ليس هذا مأخذ ابن القيم حسب علمي ولا أظنه صرح بهذا ولا ألمح أيضا، ولكنه استند على رواية منكرة عند أحمد والبزار كما ذكر ذلك ابن حجر الهيثمي في مجمع الزوائد من حديث ابن عباس: (صوموا يوما قبله ويوما بعده) كذا بالواو غير رواية ( أو ) وكلاهما لاتصحان، وكذلك رواهما - اللفظين (أو) و الواو - البيهقي في السنن الكبرى و لاتصحان،
ويدل لذلك أن ابن القيم أورد اللفظين في الهدي (2/72) واعتبرهما في احتجاجه بهذا القول..
وأتصور أن المسألة حديثية، وبعد تمييز الألفاظ الصحيحة من الشاذة تعرض على أقوال الرجال.. والله ولي التوفيق
بندر المسعودي
2009-01-07, 01:00 AM
بارك الله فيك .
لا اعتقد أن الحافظ ابن القيم يخفى عليه هذه الرواية المنكرة ولاعتماد عليها وايرادها لا يدل على أنه اعتمد عليها وهذه هي طريقة ابن القيم يأتي بالبعيد والقريب وما قلته هو الائق بالحافظ ابن القيم خصوصا وأن بعض العلماء يرى الحكمة من أن يصام قبله يوم وبعده يوم هو الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال أو زيادته.
وأما مسألة تمييز الألفاظ الصحيحة من الشاذة هذا والله يا أخي هو المطلب .
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.