المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تحقيق نسبة تجهيل الإمام ابن حزم ( للإمام الترمذي )



بدر الشثري
2009-01-03, 02:14 PM
هذه رسالة تبعث على التأكد والبحث من نسبة تجهيل الإمام الترمذي من قبل ابن حزم ، والتي قد استنكرها جمع من الأئمة :

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد ..

فهذه وريقات قامت لتحرير إشكالٍ عَلِقَ في الأذهان عند الكثيرين ممن نقلوا حكايةَ تجهيل الإمام ابن حزم  للإمام الترمذي  ، قسمتها على فصول مقتضبة لتبيين ما يَخْلُصُ عنها ، واللهَ أسأل الإعانة والسداد والهداية والرشاد على ما يُصبى إليه ويُراد ، فأقول:

** (فصلٌ) في كلام أبرز العلماء الذين حكوا تجهيل الإمام ابن حزم  للإمام الترمذي  فيما وقفتُ عليه:

(أولاً) قول الإمام أبي الحسن علي ابن القطَّان ، ونصه:
((محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي الترمذي ، وترمذ بخراسان ، جهله بعض من لم يبحث عنه ، وهو أبو محمد ابن حزم ، فقال في كتاب الفرائض من "الإيصال" إثر حديثٍ أورده ، إنه مجهول)). ( )

(ثانياً) قول الحافظ الذهبي ، ونصه:
((والعجب من أبي محمد بن حزم حيث يقول في أبي عيسى: "مجهول" ، قاله من كتاب "الإيصال")).( )
(ثالثاً) قول الحافظ ابن كثير ، ونصه:
((وجهالة ابن حزم لأبي عيسى الترمذي لا تضره حيث قال في محلاه: "ومَنْ محمد بن عيسى ابن سورة؟" ، فإن جهالته لا تضع من قدره عند أهل العلم بل وضعت منزلة ابن حزم عند الحفاظ)). ( )

(رابعاً) قول الحافظ ابن حجر في ترجمة الإمام الترمذي ، ونصه:
((وأما أبو محمد بن حزم فإنه نادى على نفسه بعدم الاطلاع ، فقال في كتاب الفرائض من "الإيصال إلى فهم كتاب الخصال": محمد بن عيسى بن سَوْرة مجهول! ولا يقولنَّ قائلٌ لعله ما عرَفَ الترمذيّ ولا اطلع على حفظه وتصانيفه ، فإنّ هذا الرجل قد أطلق هذه العبارة في خَلْقٍ من المشهورين من الثقات الحُفّاظ كأبي القاسم البغوي( ) ، وإسماعيل بن محمد بن الصفّار( )، وأبي العباس الأصمّ( ) ، وغيرهم( ) ، والعَجَبُ أن الحافظ ابن الفَرَضي( ) ذكرَهُ ــ أي الإمام الترمذي ــ في كتابه "المؤتلِف والمختلِف" ، ونبَّه على قدْرِه ، فكيف فات ابن حزم الوقوف عليه فيه !!)). ( )

** (فصلٌ) في التعقيب على أقوال الأئمة المنقول عنهم أعلاه ــ في نقاط ــ :
(أولاً) التعقيب على قولهم بأن الإمام ابن حزم قام بتجهيل الإمام الترمذي في كتابه الإيصال إثر حديثٍ أورده (وهو قول الإمام ابن القطان والحافظ الذهبي والحافظ ابن حجر) ، فأقول:
ليس بين أيدينا اليوم كتاب "الإيصال" للتحقق من صحة النسبة .. والعلاَّمة أحمد شاكر رحمه الله يذهب إلى أن الحافظ ابن حجر لم يقف على كتاب الإيصال أصلاً ، حيث يقول: ((وأنا أظنُّ أن هذا تحامل شديد من الحافظ ابن حجر على ابن حزم ، ولعله لم يعرف الترمذي ولا
كتابه ، بل لعل الحافظ الذهبي أخطأ نظره حين نقل ما نقل عن كتاب الإيصال ، وما أظن ابن حجر رأى كتاب الإيصال ونقل منه ، وإنما أرجح أنه نقل من الذهبي ، والله أعلم)). ( ) ، قلتُ: زيادةً على ذلك ، أن الحافظ ابن حجر لم ينقل عن كتاب الإيصال في ((فتح الباري)) ألبتة ، إنما الذي كان يورد عنه "المحلى" ( ) ، وأيضاً لم يذكره في ((المعجم المفهرس)) مما يعضُدُ من أنه نقله عن الحافظ الذهبي أو الإمام ابن القطان .

وإن سلَّمنا بصحة ما نقلوه: فقد يكون هذا أول ما كَتَب ، لأنه من المعلوم أن "الإيصال" كان من أوائل كتبه ، فقد قام باختصاره( ) ، فلعله لم يعرفه أول الأمر ، ثم عرفه حين وقف على كتابه ، وهذا الذي ذكرت يقع لكل من اشتغل بالصنعة الحديثية لا نستثني من ذلك أحداً ، بل إمام أئمة النقد يحيي بن معين رحمه الله كان ربما شَهِدَ على الراوي في أحايين شهادةً ثم غيَّرها بعد ذلك إن تبيَّن له خلافها.

بهذا التوجيه يُقال إذا لم نقف على تعريفه له في موضعٍ آخر من كتبه أو رسائله .. فكيف وقد عرَّفه وأثنى عليه في أحد رسائله آخرة العهد بقوله: ((وأما الحفظ فهو ضبط ألفاظ الأحاديث ، وتثقيف سوادها في الذكر ، والمعرفة بأسانيدها ، وهذه صفة حفاظ الحديث كالبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبي داود وابن عقدة( ) والدارقطني والعقيلي والحاكم ونظرائهم ، فهؤلاء في هذه الطريقة فوق هؤلاء المذكورين إلا أحمد ، فإنه في الحفظ نظير هؤلاء ، وبالله تعالى التوفيق)). ( ) فهذا النقل قطعٌ لكل من قال بتجهيل الإمام ابن حزم للإمام الترمذي ، وليس بعد ذلك إلا النقمة وحط الأقدار.

(ثانياُ) التعقيب على قولهم بأن الإمام ابن حزم قام بتجهيل الإمام الترمذي في كتابه "المُحلَّى" (وهو قول الحافظ ابن كثير) ، فأقول:
لعل الحافظ رحمه الله وَهِمَ في ذلك والله أعلم ، وعليه فقد تبعه على ذلك عددٌ من النقلة .. فمن المعاصرين فضيلة الشيخ سعد الحميِّد حفظه الله حيث قال: (لكننا نعجب من ابن حزم رحمه الله حينما نص على أن الترمذي مجهول في كتابه المحلى وفي غيره أيضاً من كتبه). ( )
والصحيح أن الإمام الترمذي لم يُذكر في "المُحلَّى" إلا في موضعٍ واحد ولم يُتعرض له بتجهيلٍ ولا بغيره ، وهاكه بتمامه:
قال رحمه الله: ((وموَّه بعضهم بان قال: قد روى عن رسول الله  أنه قال: أفرض أمته زيد بن ثابت قلنا: هذه رواية لا تصح إنما جاءت إما مرسلة وإما مما حدثنا به أحمد ابن عمر بن أنس العذري قال: نا على بن مكي بن عيسون المرادى وأبو الوفا عبد السلام بن محمد بن على الشيرازي قال مكي: نا أحمد بن أبى عمران الهروي نا أبو حامد احمد ابن على بن حسنويه المقرى بنيسابور نا أبو عيسى محمد بن عيسى الترمذي نا سفيان ابن وكيع نا حميد بن عبد الرحمن عن داود بن عبد الرحمن العطار عن معمر عن قتادة عن أنس عن رسول الله  فذكره وفيه وافرضهم زيد بن ثابت وأقرؤهم أبى بن كعب وقال أبو الوفاء: إنا عبد الله بن محمد بن احمد بن جعفر السقطي نا إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الصفار نا احمد بن محمد بن غالب نا عبيد الله بن معاذ العنبري نا بشر ابن المفضل عن خالد الحذاء عن أبى قلابة عن انس عن النبي  فذكره وفيه وأقرؤهم أُبيّ وافرضهم زيد قال إسماعيل بن محمد الصفار: ونا الحسن بن الفضل بن السمج نا محمد بن أبي غالب نا هشيم عن الكوثر عن نافع عن ابن عمر عن النبي  فذكره، وفيه :و(أنَّ أقرأها لأُبيّ ، وأنَّ أفرضها لزيد ، وأنَّ أقضاها لعلي).
قال أبو محمد –وهو ذاته ابن حزم-: هذه أسانيدٌ مظلمةٌ لأن أحمد بن أبى عمران وأبا حامد بن حسنويه مجهولان ، وإسماعيل الصفار مثلهم ، وأحمد بن محمد بن غالب إن كان غلام خليل فهو هالكٌ متهمٌ ، وإن كان غيره فهو مجهول ، والحسن بن الفضل ، ومحمد بن أبى غالب ، والكوثر مجهولون ثم لو صحَّت لما كان لهم فيها حُجَّة ، لأنه لا يوجب كونه أفرضهم أن يقلِّد قوله كما لم يجب عندهم ما في هذه الأخبار من أن أبىَّ بن كعب أقرؤهم وعلياً أقضاهم أن يقتصروا على قراءة أبىٍّ دون سائر القراءات ولا على أقضية عليٍّ دون أقضية غيره ، وهم يقرُّون أن الصحابةَ خالفوا زيداً في هذه المسألة))( )

قلتُ: وهنا تلحظ أن سياق إيراد الروايات هنا: أنه في مقام التعليل لها ، ولو كان يقول بجهالة الترمذي كما نُقِلَ عنه لصرَّح بها هنا إمعاناً في إسقاط الرواية وما تردد !! ، فبه قد قام اليقين أنه ذكره في مقامِ تعليلٍ ولم ينتقده بشيءٍ ، لا بتجهيلٍ ولا بغيره ، وليست هذه عادته رحمه الله !! ، وعليه .. فهذه حجةٌ ثانيةٌ على عدم تجهيله له في آخره.

** (إلحاقةٌ بسؤالٍ)
- ما لدليل على أن ابن حزم اطلع على كتاب الترمذي ؟؟
يجب استحضار أن ما يذهب إليه الحافظ ابن حجر رحمه الله في كلامه في تهذيب التهذيب المنصوص عليه أعلاه: أنَّ ابن حزم يعرف الترمذي معرفةً تامةً ، وقد اطلع على كتابه ، لكنه حكم بجهالته على سبيل التعنت!! ، ولا مانع من إعادة قوله هنا ، قال ـ رحمه الله ـ : ((ولا يقولنَّ قائلٌ لعله ما عَرََفَ الترمذي ، ولا اطلع على حفظه ، ولا على تصنيفه ، فإن هذا الرجل ـ يعني ابن حزم ـ قد أطلق هذه العبارة في حقِّ خلقٍ من المشهورين من الثقات الحفاظ)).( )
لكن الإمام ابن القطان والحافظ الذهبي يذهبان إلى أن ابن حزم لم يعرف الترمذي ، ولا رأى كتابه الجامع ، فهما لم يذهبا إلى الجزم بوقوعه عنده ، بل نفوا عنه ذلك بالكلية ، والذي أراه القصد بينهما: بأنه لم يقع عنده ابتداءً فجهَّله ، ووقع عنده فيما بعد فأثنى عليه ، أو نقول: اعتراه السهوَ والوَهْمَ حينها ، والله يعلم.

لماذا أقول ذلك ، بل وأقطع به؟؟
لأن من عادة الإمام ابن حزم رحمه الله إذا تبيَّن له خلاف ما قال في راوٍ ، أو أشار عليه أحدٌ بخطئه لم يتردد في تصحيحه والعدول عما كان غلطاً ، فقد كان رحمه الله بحراً لا تكدِّره الدِّلاء ، وإنما بوسع الطاقة التي هي ليست بمعصومة أصالةً ، والتي تثبت البشرية بوقوعها في الخطأ ، فمن ذا الذي يسلم !! ، فهذا تلميذه البار الحميدي من العراق يخبره بصحة حديث (نهى رسول الله  أن تغتسل المرأة بفضل الرجل ، وأن يغتسل الرجل بفضل المرأة ، وليغترفا معا) فقد ضعَّفه ابن حزم بداود بن يزيد الأودي وصوابه (داود بن عبد الله الأودي) ، فعَدَلَ وعدَّل.
وهو الذي يقول: ((وكذلك من جهِلَه إنسانٌ ، وعَرَفَ عدالته آخر ، فالذي عندَه يقينُ عدالتِه هو المحق)) ( ) ، فبأي قولٍ بعده تحتجون !!

هذا .. وإن هناك مقولة للحافظ الذهبي رحمه الله ، وهي: (( ... أنَّ جامع الترمذي لم يدخل بلاد الأندلس إلا بعد وفاة ابن حزم)). ( ) يجب التعقيب عليها.
فأقول: هذا القول فيه نظر !! ، فإن جامع الترمذي من مرويات الحافظ أبي عمر ابن عبد البر الأندلسي ، قرين ابن حزم ورفيقه ( ) ، وابن عبد البر يروي الكتاب عن شيخه أبي زكريا يحيى بن محمد الجياني( ) ، فإذا تذكرنا أن ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ لم يخرج من بلاد الأندلس ، فمعنى هذا أن كتاب الترمذي قد أدخل الأندلس قبل وفاة ابن حزم بأكثر من خمس وستين سنة ، فلماذا لا نقول أن الكتاب لعله لم يشتهر هناك إلا بعد وفاته !! ، والله تعالى أعلم.

** (إلماعةٌ أخيرةٌ): نبهني بعض المشايخ أنه قد يكون مدار الإشكال كلُّه: إلى وقوع التصحيف في اسم الترمذي في كلام ابن حزم !!
وإيضاحه: أنه قد يكون مُصحَّفاً من: (محمد بن عيسى بن سورة) إلى: (محمد بن يعقوب بن سورة)( )!!
فتأملتُ وقلتُ: لا وجهَ لذلك ، فإنَّ ابن حزم قد قام بتجهيل "محمد بن يعقوب بن سورة" أيضاً !! ، وفي كلام الحافظ ابن حجر تصريحٌ بأنه جهَّلَه (أعني: ابن يعقوبٍ هذا) عند ذكر عددٍ ممن جهلهم ابن حزم ، فما من إشكالٍ يُدارُ على تنبيههم.

فالراجح الذي أذهبُ إليه وأجزمُ به: ما حررتُه أعلاه ، من عدم صحة نسبة هذا القول للإمام ابن حزم ، وإذا قلنا به تنزُّلاً على الأوَّليِّة ، فهاهو رحمه لم يجهِّله في آخر كتبه التي صنَّفها (وهو المُحلَّى) ، بل ودونك ثناؤه عليه في رسالته (الباهرة) كما سَبَقَ إيرادُ كلامِه بتمام.

والله أعلم وأحكم .. ومنه نوال الخير المجمَّم
وصلى الله على نبينا محمدٍ وعلى آل بيته وصحبه أجمعين ..

مشهور الحرازي .

حارث همام
2010-06-04, 08:21 PM
جزاك الله خيرا

الطيب صياد
2010-06-08, 10:01 PM
أحسن الله إليك و جزاك الله خيرا على هذه التنبيه المهمِّ ، و الكلام الملمِّ بالموضوع ..
و العجب من التقليد كيف يدفع بالفضلاء أن يتوارد آخروهم على أوليهم فيجزموا بما لم يطلعوا عليه و لم يطلع عليه مقلَّدُهم ألبتةَ ،
و ينبغي أن يكون هذا في البال ، خاصة عند المهتمين بـ(الإنصاف) ..

ابن الشجري
2010-06-08, 11:37 PM
رحم الله الجميع ، رحم الله منجنيق الإسلام ابن حزم ، ورحم الله الحافظ الكبير الترمذي ، ومثل هذه المسألة قد يراها البعض من ملح العلم وهي كذلك ، إلا أنها من كباره ، ولأهل الحديث صانهم الله عناية بمثل ذلك .

وإنك لتعجب من دقتهم وحذقهم بمثل هذا المنزع انتزعوه من كلام ابن حزم رحمه الله ـ على القول بثبوته ـ ومن تضاعيف كتبه المطولة ، فكيف لو كان بين أيديهم هذه الشبكة المتدفقه بالعلم والمعرفة ، وكيف لو توفر لهم ما استحدث في هذا الزمن من وسائل البحث والنظر...، سأترك لك التأمل والنظر... فكلا الاحتمالين وارد .

أشكر أخي بدر على هذه الخاطرة اللطيفة .
أحببت أن أعلق على ما نقله من الرسالة الباهرة ، بما استشكله محقق الرسالة ـ المعصومي ـ من خشيته أن يكون ذكر الترمذي مقحما من قبل الناسخ ، وهو ما ارتضاه الشيخ عبدالله السعد وأخي الشيخ علي الصياح في مجلس جمعنا قبل سبعة أعوام في روضة زكية من رياض نجد ، يحفها نسيم الربيع الذي بفعم الأنف برائحة شيحه وقيصومه .


سقى الله أيام الصبا ما يسرها
ويفعل فعل البابلي المعتق

أمجد الفلسطيني
2010-06-09, 01:36 AM
بارك الله فيكم

/// الذي يظهر أن أول من نقل تجهيل ابن حزم للترمذي هو ابن القطان
ويبعد أن يكون ابن القطان _المتأثر بابن حزم_ لم يطلع على كتاب الإيصال

/// ثم إن الأصل تصديق العلماء وعدم تكذيبهم
ومن ادعى عكس ذلك طولب بالدليل الناقل
وكذا الأصلُ تثبت الأئمة النقاد الأثبات في نقلهم وعدم وهمهم
ومن ادعى عكس ذلك طولب بالدليل الناقل

/// وأيضا عبارة ابن القطان تؤيد ذلك فإنه حدد موضع الكلام من ذلك الكتاب الكبير فقال:
"في كتاب الفرائض من "الإيصال" إثر حديثٍ أورده إنه مجهول".

/// ثم يتأيد ذلك بمتابعة كبار المحققين له كالذهبي وابن حجر

/// فالأظهر أن تجهيل ابن حزم للترمذي ثابت
ولا عبرة بفرض الاحتملات بعد ذلك
ولا يقال لعله أخطأ
لعله زاغ بصره وما أشبه هذه العبارات والاحتمالات
فلو سلكنا هذا المسلك لشككنا في أغلب نقول أهل العلم
وبما أن الإيصال لم يصلنا كاملا
ولم يطلع أحد على ذلك الموضع لينفي ما أثبته ابن القطان الذي اطلع
فلتُجعل أرأيت ولعل في اليمن أليس كذلك!!!

/// وعليه فالأقرب أن يقال قد تسرع ابن حزم في تجهيل أبي عيسى الترمذي ثم تراجع عنه بعدُ _إن ثبتت سلامة النص المنقول في الرسالة الباهرة_ فإن في النفس منه شيء.

/// أما مسألة اطلاع ابن حزم على جامع الترمذي من عدمه فمحتملة وقد بحثت هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2708
وأزيد :
أنا إذا قلنا أن ابن حزم لم يطلع على كتاب الترمذي لم يكن ذلك مسوغا للحكم عليه بالجهالة
لأنه قد وجد _قطعا_ شيخه أبا عمر ابن عبد البر نقل عنه في كتبه أصنافا من علوم الحديث
ووجد شيخه ابن الفرضي قد ذكر الترمذي في كتبه ونبه على قدره

/// مما ينبغي التنبيه عليه أن الحافظ ابن حزم على سعة اطلاعه وعلمه كان كثير الوهم والغلط في الحكم على الأحاديث والرواة كما قال أهل الفن (الذهبي وابن عبد الهادي والزيلعي وابن حجر وغيرهم)
وهذا ظاهر في مصنفاته
ومن أثقلها وزنا تجهيله للإمام أبي القاسم البغوي صاحب المصنفات وأبي العباس الأصم راوية كتب الشافعي وغيرهم


والسبب في ذلك ما ذكره الحفظ ابن حجر من قاعدة ابن حزم حيث قال في اللسان في ترجمة الإمام الصفار الذي قال عنه ابن حزم مجهول:
"ولم يعرفه بن حزم فقال في المحلي أنه مجهول وهذا هو رمز بن حزم يلزم منه أن لا يقبل قوله في تجهيل من لم يطلع هو على حقيقة أمره ومن عادة الأئمة أن يعبروا في مثل هذا بقولهم لا نعرفه أولا نعرف حاله وأما الحكم عليه بالجهالة بغير زائد لا يقع إلا من مطلع عليه أو مجازف".
وابن حزم الأندلسي رغم جلالته وفضله وعلمه وحفظه وسعةِ إدراكه؛ إلا أنّه كثير الوهم والغلط في الرواة، ولذلك رد بعض الأحاديث الصحيحة، وحكم بالوضع على بعض الأحاديث في الصحيحين، وله رسالة ذكر فيها حديثين، وجعلهما موضوعَين، وحكم عليهما بالكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهما في الصحيحين .
وقد نص الأئمة على وهم ابن حزم وغلطه في هذا الباب, كما نص عليه ابن عبد الهادي في كتابة " طبقات علماء الحديث " .
وكذلك قد نص عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابة " التهذيب " وكذلك في " اللسان " وكذلك في " الفتح ".
.....ومن قاعدة ابن حزم الأندلسي- رحمه الله-: أن من لم يعرفه بداهة يحكم عليه بالجهالة، وقد حكم على رواةٍ كُثُرٍ، وقد تتبّعها بعض الأئمة في مصنّف, وهو الحافظ قطب الدين الحلبي ثم المصري من ( المحلى )، ولا أعلم أهو مطبوع أم لا ؟
ومن نظر في كتاب " المحلّى " ونظر إلى من حكم عليه بالجهالة من الرواة المعروفين عرف ذلك، بل حتى من الصحابة، فقد حكم على يعلى بن مرّه أنه مجهول، وهو صحابي معروف.
ولذلك قال الزيلعي رحمه الله- حينما علّق على أوهام بن حزم في ردّه للأحاديث الصحيحة الصريحة عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وحكمه على أحاديث بأنها معلولة وهي ظاهرة الصحة- قال الزيلعي:( ولابن حزم من ذلك مواضع كثيرة جداً من الوهم والغلط في أسماء الرواة ) .
يقول ابن القيم في كتابه "الفروسية" : (تصحيحه للأحاديث المعلولة، وإنكاره لتعليلها نظير إنكاره للمعاني والمناسبات، والأقيسة التي يستوي فيها الأصل والفرع من كل وجه، والرجل يصحح ما أجمع أهل الحديث على ضعفه, وهذا بين في كتبه لمن تأمله) .
وقول ابن القيم هذا ظاهر جلي لكل منصف، عرف كتب ابن حزم.

والله يغفر للجميع ويرحم

الجندى السلفى الأثرى
2010-06-09, 03:52 AM
بارك الله فيك يا أخى الحيب , وفى بحثك الرائع ,

لكنى أذهب ألى انه ثبت ذلك عن - بن حزم - رحمه الله , و انه بالفعل - كان جالهل لحال الترمذى - و لا أرى فى ذلك مشكله

و يكفى نقل - القطان - لكلام بن حزم ,, فلا داعى لفرض الاحتمالات , بغير ذلك ..

و قول - بن حزم - رحمه الله , غير مأخوذ به فى الترمذى , بارك الله فيك

محمد مناع
2010-12-24, 12:42 PM
أخى الفاضل من الانصاف ان الشيخ سعد الحميد قد تراجع عن كلامه فى ان ابن حزم جهل الترمذى وقد سمعته من شرحه على كتاب جامع الترمذى الشريط الاول وجزاك الله خيرا

ربيع الأديب
2010-12-28, 05:41 PM
جزاك الله خيرا وبارك فيك على هذا المجهود

ابو قتادة السلفي
2010-12-30, 03:35 PM
جزاك الله خيرا على هذا البحث
ولكن في النفس شيء من انكار نسبة ذلك الى ابن حزم رحمه الله
وبارك الله في اخينا امجد مشاركته مفيدة جدا ولعل ما ذكرته اخي امجد هو الحق والله اعلم

أبو محمد الطنطاوي
2010-12-30, 04:45 PM
وعلى فرض صحة الدعوى بتجهيل ابن حزم للترمذي :
يقول الأستاذ نور الدين الحميدي الإدريسي ما مختصره:
إذا كان الإمام ابن حزم يلام على تجهليه للترمذي، فالحافظ الخطيب البغدادي أحق باللوم و أولى بالمؤاخذة و المحاسبة على هذا الخطأ لأنه مشرقي شأنه شأن الترمذي، مع سعة حفظه و روايته، و شدة تعنِّيه بتاريخ الرجال و سيرهم، و حصره لهمته في هذا العلم دون غيره، بخلاف الإمام ابن حزم الذي كان صاحب علوم و فنون، فتجهيلُ مثلِه للترمذي أدخل في باب الغرابة و التعجب من تجهيل ابن حزم له.
و كان تجهيل الخطيب البغدادي للترمذي أحرى بالشيوع و الذيوع من تجهيل الإمام ابن حزم، و لكن شافعية الخطيب البغدادي درأتْ عنه مالم تدرأه ظاهرية ابن حزم عن صاحبها.
و قد نقل تجهيل الخطيب البغدادي للترمذي الحافظُ ابنُ دحية السبتيُّ عندما ذكر أن الإمام ابن حزم جهَّله، و هذا نصُّ كلامه نقلا عن "البدر المنير،1/305" : "..ونقل ابن دِحْيَة في كتاب(التنوير في مولد السراج المنير) جهالته -أي الترمذي- عن ابن حزم، ثُم قَالَ:" وكذلك قَالَ فيه الخطيب، ولم يذكره في تاريخه"."اهـ.
قلت: و في هذا الموطن يُزَمُّ اللسان عن الكلام، و يبادر بالاعتذار لهذا الإمام، فرحمه الله و رضي عنه، فليس تجهيله للترمذي وعدم ذكره له في "تاريخه" بِمُنقصٍ من قدره و حفظه، فهذه جِبلة الإنسان، إذ هو مفطور على الزلل و النقصان. و من الله تعالى نستجدي العصمة.

أمجد الفلسطيني
2010-12-30, 05:47 PM
بارك الله فيك

هذا من أعجب ما سمعت
وأغرب ما حكي من التقليد والتعصب للرجال

الخطيب يجهل الترمذي !!!

قال الخطيب ابن ثابت رحمه الله في الكفاية:
ومما يتلو الصحيحين سنن أبي داود السجستاني وأبي عبد الرحمن النسوي وأبي عيسى الترمذي وكتاب محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري الذي شرط فيه على نفسه

وأسند في شرف أصحاب الحديث:
محمد بن أحمد بن محبوب ، قال : حدثنا أبو عيسى الترمذي ، وذكر ، حديث معاوية بن قرة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تزال طائفة من أمتي منصورين ، لا يضرهم من خذلهم ، قال أبو عيسى : قال محمد بن إسماعيل « قال علي بن المديني : هم أصحاب الحديث

وأسند في الفصل:
عن محمد بن أحمد بن محبوب قال ثنا أبو عيسى الترمذي قال حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم لا نكاح الا بولي حديث فيه اختلاف...وذكر كلام الترمذي المشهور

وفي التاريخ:
"....وحدث عنه أيضا مسلم بن الحجاج النيسابوري وأبو عيسى الترمذي وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي ومحمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري في كتبهم الصحاح...

وفيه: ..."حدثنا عنه أبو بكر البرقاني والقاضي أبو عبد الله الصيمري سمعت أبا بكر البرقاني ذكر بن الأبنوسي فلم يحمد أمره وقال سألني عن كتاب الجامع الصحيح لأبي عيسى الترمذي فقلت هو سماعي لكن ليس لي به نسخة وقال أبو بكر فوجدت في كتب بن الأبنوسي بعد موته نسخة بكتاب أبي عيسى قد ترجمها وكتب عليها اسمي واسمه وسمع لنفسه في النسخة مني فذكرت أنا هذه الحكاية لحمزة بن محمد بن طاهر الدقاق....الخ

وفيه:
".... أبو علي المروزي السبخي سكن بغداد وحدث بها عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي كتاب الجامع عن أبي عيسى الترمذي

وفيه:
"...روى عنه عفان بن مسلم والبخاري وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وأبو داود السجستاني وأبو عيسى الترمذي وأبو عبيد الرحمن النسوي وغيرهم من الحفاظ

وغير ذلك في كتبه كثير
وفي أشهر كتب المصطلح أيضا التي لا تخفى على حديثي مبتديء

/// ومما يؤكد إثبات تجهيل أبي محمد ابن حزم لأبي عيسى الترمذي نقل ابن دحية لذلك في كتابه التنوير كما في البدر المنير وهو ظاهري المذهب


/// أما زعم ابن دحية أن الخطيب جهل الترمذي فإما أن

العطاب الحميري
2010-12-30, 06:21 PM
بارك الله فيك

هذا من أعجب ما سمعت
وأغرب ما حكي من التقليد والتعصب للرجال

الخطيب يجهل الترمذي !!!

قال الخطيب ابن ثابت رحمه الله في الكفاية:
ومما يتلو الصحيحين سنن أبي داود السجستاني وأبي عبد الرحمن النسوي وأبي عيسى الترمذي وكتاب محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري الذي شرط فيه على نفسه

وأسند في شرف أصحاب الحديث:
محمد بن أحمد بن محبوب ، قال : حدثنا أبو عيسى الترمذي ، وذكر ، حديث معاوية بن قرة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تزال طائفة من أمتي منصورين ، لا يضرهم من خذلهم ، قال أبو عيسى : قال محمد بن إسماعيل « قال علي بن المديني : هم أصحاب الحديث

وأسند في الفصل:
عن محمد بن أحمد بن محبوب قال ثنا أبو عيسى الترمذي قال حديث أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم لا نكاح الا بولي حديث فيه اختلاف...وذكر كلام الترمذي المشهور

وفي التاريخ:
"....وحدث عنه أيضا مسلم بن الحجاج النيسابوري وأبو عيسى الترمذي وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي ومحمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري في كتبهم الصحاح...

وفيه: ..."حدثنا عنه أبو بكر البرقاني والقاضي أبو عبد الله الصيمري سمعت أبا بكر البرقاني ذكر بن الأبنوسي فلم يحمد أمره وقال سألني عن كتاب الجامع الصحيح لأبي عيسى الترمذي فقلت هو سماعي لكن ليس لي به نسخة وقال أبو بكر فوجدت في كتب بن الأبنوسي بعد موته نسخة بكتاب أبي عيسى قد ترجمها وكتب عليها اسمي واسمه وسمع لنفسه في النسخة مني فذكرت أنا هذه الحكاية لحمزة بن محمد بن طاهر الدقاق....الخ

وفيه:
".... أبو علي المروزي السبخي سكن بغداد وحدث بها عن أبي العباس محمد بن أحمد المحبوبي كتاب الجامع عن أبي عيسى الترمذي

وفيه:
"...روى عنه عفان بن مسلم والبخاري وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وأبو داود السجستاني وأبو عيسى الترمذي وأبو عبيد الرحمن النسوي وغيرهم من الحفاظ

وغير ذلك في كتبه كثير
وفي أشهر كتب المصطلح أيضا التي لا تخفى على حديثي مبتديء

/// ومما يؤكد إثبات تجهيل أبي محمد ابن حزم لأبي عيسى الترمذي نقل ابن دحية لذلك في كتابه التنوير كما في البدر المنير وهو ظاهري المذهب


/// أما زعم ابن دحية أن الخطيب جهل الترمذي فإما أن


جزاكم الله خيرا أخي الشيخ أمجد...
وقد افتقدتكم مدة...
حفظكم الله أينما كنتم...

الطيب صياد
2010-12-30, 06:27 PM
....

/// أما زعم ابن دحية أن الخطيب جهل الترمذي فإما أن
إما أن ماذا يا أمجد؟
ثم جهل ابن حزمٍ بأبي عيسى الترمذي لا ينقص من قدرهما شيئًا، فلئن جهله لقد عرف غيره من الأئمة أصحاب التصانيف التي فاقت سنن الترمذي كأبي محمد قاسم بن أصبغ البيَّاني القرطبي صاحب السنن و المجتبى و غيرهما و له من الأسانيد العوالي و النظاف الصحيحات الكثير الطيب، و لله الحمد فهي لم تذهب سدى و لكنها محفوظة في كتب ابن عبد البر و ابن حزم و الداني و غيرهم.و لئن جهل ابن حزمٍ الترمذي لقد عرف ابن وضاح القرطبي و بقي بن مخلد القرطبي و عرف ابن أيمن القرطبي و كلهم أئمة أصحاب تصانيف رحم الله الجميع.
فكان ماذا أن جهل ابن حزم الترمذي؟؟
ثم كان ماذا أن الترمذي لم يعرفه ابن حزمٍ؟ لا يضر الترمذي هذا شيئا لأن غير ابن حزمٍ من الأيمة قد عرفوه و عرفوا قدره و إمامته و نحن نستفيد من الجميع علومهم و آثارهم رضي الله عنهم أجمعين.
و قضية جهل فلان بفلانٍ ليست من الغرابة، فكثير من أهل العلم اليوم لا يُعرَفونَ إلا في دائرة محصورة و هذا لا ينقص من قدرهم شيئا، مع أننا في زمنٍ كثرت فيه وسائل التواصل و التعرف بشكل كبير و متطور للغاية، فهلا يلام رجلٌ كان بإسبانيا بينه و بين ترمذٍ آلاف الكيلومترات؟؟
اللهم غفرانك!

أبو محمد الطنطاوي
2010-12-30, 06:38 PM
هذا من أعجب ما سمعت
وأغرب ما حكي من التقليد والتعصب للرجال

الخطيب يجهل الترمذي !!!
إن كنت تقصد يا أمجد ابن دحية بوصفك هذا فيرد عليك أنه ذكر أن ابن حزم جهل الترمذي فلو كان متعصباً له لأنكر ذلك أو برره على أقل تقدير.
و قضية جهل فلان بفلانٍ كما قال أخونا الطيب ليست من الغرابة، فكثير من أهل العلم اليوم لا يُعرَفونَ إلا في دائرة محصورة و هذا لا ينقص من قدرهم شيئا، مع أننا في زمنٍ كثرت فيه وسائل التواصل و التعرف بشكل كبير و متطور للغاية، فلا يلام رجلٌ كان بالأندلس بينه و بين بلد الخطيب البغدادي آلاف الفراسخ لو نقل نقلاً خاطئاً عن الخطيب!
ولو كانت لديه الشاملة ويبحث فيها مثلك بسرعة لما وقع في الخطأ! :)
وإن كنت تقصد من نقل الكلام ومن نقل عنه فلا يضرهما إن شاء الله وعند الله تجتمع الخصوم.

أمجد الفلسطيني
2010-12-30, 07:00 PM
جزاكما الله خيرا

أنا منذ البداية لم أقصد التشنيع على أبي محمد ابن حزم رحمه الله في هذا الأمر
ولا أقول:
إن الحافظ أبا الظاهر السلفي رحمه الله قال: إن كتاب الجامع لأبي عيسى من الكتب التي اتفق على صحتها علماء المشرق والمغرب
فإذا كانوا _شرقا وغربا_ مختلفين في عده من كتب الصحاح _وأبو الطاهر يرى اتفاقهم_ ويعدونه من كتب الأصول التي هي أصول الإسلام
فكيف لمحدث أن يجهله ، بل كيف لمدعي الاجتهاد المطلق أن يجهله
لا أقول ذلك
لأن أبا محمد معروف بسعة الاطلاع ولأنه قد أفضى إلى ما قدم ولا فائدة من الكلام بعد ذلك

ولكن يؤسفني أن نلزق هذه الزلة من أبي محمد بغيره من الأئمة من غير بحث وتدقيق في صحة ذلك تعصبا لأبي محمد الذي ما كان في الدنيا شيء أبغض إليه من التعصب والتقليد المذموم

ويؤسفني أن المنقول عنه قد أعماه التعصب عن رؤية تلك النقول في كتب الخطيب إذ كانت قريبة المأخذ والمصدر ولم يكلف نفسه حتى البحث في الشاملة
والبحث في الشاملة وغيرها من الموسوعات الإلكترونية لا يذم بإطلاق بل يذم إذا صاحبه قلة تحقيق وكثرة تصحيف ونحو هذا

والمهم الخطير: أن الخطيب لم يجهل الترمذي وأن الترمذي علم على نار وإمام لا يشق له غبار ويقبح بطالب العلم جهله وجهل كتابه خاصة في هذه الأزمنة والأعصار
والله أعلم وهو المستعان وعليه التكلان.

أبو محمد الطنطاوي
2010-12-30, 07:06 PM
ولكن يؤسفني أن نلزق هذه الزلة من أبي محمد بغيره من الأئمة من غير بحث وتدقيق في صحة ذلك تعصبا لأبي محمد الذي ما كان في الدنيا شيء أبغض إليه من التعصب والتقليد المذموم
ويؤسفني أن المنقول عنه قد أعماه التعصب عن رؤية تلك النقول في كتب الخطيب إذ كانت قريبة المأخذ والمصدر ولم يكلف نفسه حتى البحث في الشاملة

بارك الله فيكم
المنقول عنه أخى الإدريسي مظلوم :)
فبحثه تحت الإعداد ولم ينتهى منه وربما لم يراجعه بعد والمتسرع في نقل هذا هو أخوكم أبو محمد :)
غفر الله له ولكم :)
* نسيت إخباركم أن هنا مشاركة لي محذوفة كانت قد تكررت فحذفت المشاركتان بدلاً من واحدة منهما
يرجى مراجعة القسم السري (الاقتراحات) فقد كتبت لكم مشاركة فيه.

أمجد الفلسطيني
2010-12-30, 07:11 PM
أخي الكريم العطاب الحميري جزاك الله خيرا على حسن ظنك بإخيك

أخي أبا محمد لا بأس وأرجو أن تكون صادقا
ودمت بخير وعافية

أبو محمد الطنطاوي
2010-12-30, 08:14 PM
...أخي أبا محمد لا بأس وأرجو أن تكون صادقا..
!!
سامحك الله
ما علينا
****************

أخى الفاضل من الانصاف ان الشيخ سعد الحميد قد تراجع عن كلامه فى ان ابن حزم جهل الترمذى وقد سمعته من شرحه على كتاب جامع الترمذى الشريط الاول وجزاك الله خيرا
بوركتم
قال الشيخ سعد الحميد حفظه الله في شرحه على جامع الترمذي : أنه تبين له بعد البحث أنه يبعد ان يكون ابن حزم قد وصف الترمذي بذلك لعدة امور
1- اننا لانجد نص ابن حزم على ذلك وليس في المحلى كما ذكر ابن حجر ، وانما نقله ابن القطان عنه من كتاب الايصال ، ولعل ابن القطان لم ينقل نص العباره وانما تصرف فيها كما فهمها
2- ان ابن حزم قد اثنى على الامام الترمذي في رسالته المذكوره ، وهذا كلامه بين ايدينا
3- تضعيفه للحديث الذي رواه من طريقه ولم يتعرض للامام الترمذي بشيء
(منقول)

الطيب صياد
2010-12-30, 10:44 PM
بارك الله فيكم،
لكن ألا تروْنَ أن الترمذيَّ الذي ذكره ابن حزم في رسالته ما هو إلا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي صاحب الحميدي و الذي كثيرا ما يروي ابنُ حزمٍ أحاديث من طريقه؟

أبو محمد الطنطاوي
2010-12-30, 10:55 PM
بارك الله فيكم،
لكن ألا تروْنَ أن الترمذيَّ الذي ذكره ابن حزم في رسالته ما هو إلا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي صاحب الحميدي و الذي كثيرا ما يروي ابنُ حزمٍ أحاديث من طريقه؟

لا أظن فالسياق يقتضى أنه الإمام أبو عيسى الترمذي.

أبو محمد الطنطاوي
2010-12-30, 10:59 PM
فائدة :
كما ذكر الأخوة أعلاه فعدم معرفة ابن حزم بالترمذي-لو كان صحيحاً- لا يستحق هذا الثدر من تشنيع بعض المتأخرين عليه ممن لا يضاهون علمه أو مكانته.
قال أحمد صديق الغماري ، في ((دُر الغمام الرقيق)) (ص: 171 ـ 172):
((أويس القرني أول ما تلقى فضائلة في (صحيح مسلم) الذي خرَّج فيه حديث ((خير التابعين رجل يقال له أويس)) وحديث أمره صلى الله عليه وسلم لعمر وعلي وأمثالهم أن يطلبوا منه الدعاء والاستغفار، ثم في كُُتُبِ الحديث الأخرى ك(صحيح الحاكم) و(دلائل النبوة) لأبي نعيم والبيهقي وغيرهما، ثم في (كنزل العمال) لابن المتقي الهندي, و(منتخبه) الذي بهامش (مسند أحمد) وفي (الحلية) لأبي نعيم، و(التهذيب في تراجم الكتب السنة)) و(الإصابة في اسماء الصحابة)، في القسم الثالث منه، ولعلي القاري (المعدن العدني في فضائل أويس القرني) كان عندنا في مجموعة من مؤلفاته.
ومع هذا فقد أنكره مالك وقال: إنه لم يسمع بوجوده وإنه لا أصل له... مما هو وصمة وعار في جبين جهلة المقلدة الذين يعتقدون أن مالكاً لا تخفى عليه خافية، وأن علمه محيط بكل شيء، وأن من عداه لا يحيطون بشيء من علمه إلَّا بما شاء، تعالى الله عن قولهم علوًّ كبيراً، ونزه الله مالكاً وبرأه من عقائدهم الفاسدة فيه..
والسنة أخبرت بأنه ـ يعني أويساُ ـ مجاب الدعاء وأنه يشفع يوم القيامة في أكثر من ربيعة ومضر)).
وقد قال الذهبي في ترجمة أويس في ((السير)):
قال أبو أحمد بن عدي في ((الكامل)): أويس ثقة صدوق، ومالك ينكر أويسا، ثم قال: ولا يجوز أن يشك فيه.

الطيب صياد
2010-12-30, 11:07 PM
إضافة طيبة،
رحم الله أئمة الإسلام، وجزاهم عنا خير الجزاء، و حشرنا معهم تحت لواء سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم

أمجد الفلسطيني
2010-12-31, 08:29 AM
بارك الله فيكم،
لكن ألا تروْنَ أن الترمذيَّ الذي ذكره ابن حزم في رسالته ما هو إلا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي صاحب الحميدي و الذي كثيرا ما يروي ابنُ حزمٍ أحاديث من طريقه؟

هذا محتمل
وأبو إسماعيل الترمذي إمام كبير القدر مكثر ومصنف وهو من طبقة البخاري وقد روى عنه أبو داود والنسائي
وذكره ابن حزم بعد البخاري ومسلم وقبل أبي داود والنسائي
فهذا محتمل
ويؤيده أيضا (وكل هذه احتمالات لتعذر القطع هنا):
أن أبا محمد لم يذكر ابن ماجه مع النسائي وأبي داود
ولم يذكره في مصنفاته
فلعله جهله كما جهل الترمذي
وقد قال الذهبي في السير:
ورأيته _ابن حزم_ قد ذكر قول من يقول: أجل المصنفات " الموطأ " فقال:
بل أولى الكتب بالتعظيم " صحيحا " البخاري ومسلم، و " صحيح " ابن السكن، و " منتقى " ابن الجارود، و " المنتقى " لقاسم بن أصبغ، ثم بعدها كتاب أبي داود، وكتاب النسائي، و " المصنف " لقاسم بن أصبغ ، مصنف أبي جعفر الطحاوي.
قلت (الذهبي): ما ذكر " سنن " ابن ماجة، ولا " جامع " أبي عيسى، فإنه ما رآهما، ولا أدخلا إلى الأندلس إلا بعد موته......)ا.هـ

ففيه أن ابن حزم لم يذكر جامع الترمذي مما يدل على جهله به وبكتابه والتشكيك في النص الذي في الرسالة الباهرة
وفيه خطأ الإمام الذهبي إذ ظن أن جامع الترمذي لم يدخل الأندلس إلا بعد وفات ابن حزم
فكتاب الترمذي كان في الأندلس قبل ابن حزم فقد كان عند شيوخ ابن حزم (ابن عبد البر وابن الفرضي)

أما كتاب ابن ماجه فيظهر أن كلام الذهبي فيه صحيح

وعلى كل النص المنقول من الباهرة فيه نظر ويحتاج إلى بحث
قال بعض الأعضاء في رابط الملتقى المشار إليه في الأعلى:
فالذي يظهر أن ما ذكره محقق الرسالة لا يبعد عن الصواب، فلقد علق على النص المذكور، وشكك في سلامته، وجوز أن يكون إقحام الترمذي وهماً من الناسخ، وهذا ليس ببعيد.ا.هـ
مع المنقول عن الشيخ السعد والصياح في مشاركة الأخ ابن الشجري هنا
ولم أقف على طبعة الرسالة الباهرة بعد



/// ومما يضاف في مسألة وقوف الذهبي على الإيصال أنه وصفه وصف مطلع عليه
فقال عنه في التذكرة: أورد فيه أقوال الصحابة فمن بعدهم والحجة لكل قول
وقال في السير: ولابن حزم مصنفات جليلة أكبرها كتاب " الايصال إلى فهم كتاب الخصال " خمسة عشر ألف ورقة.

أمجد الفلسطيني
2010-12-31, 08:47 AM
/// وهناك فرق بين إنكار الإمام مالك لأويس القرتي وبين عدم معرفة ابن حزم للترمذي وإطلاق كلمة مجهول عليه
يعرف ذلك من واقع الحقبة الزمنية الحديثية في عهد الإمام مالك وعهد ابن حزم رحمه الله

ثم إن أهل العلم اختلفوا في وجود أويس القرني بناء على صحة حديثه
فقد قال إمام الأئمة البخاري في التاريخ الكبير: أويس القرني يمني مرادي أو أصله من اليمن في إسناده نظر
وقال في الضعفاء الكبير: في إسناده نظر يُروي عن أويس في إسناد ذلك.
فقال الذهبي في الميزان معلقا: هذه عبارته يريد أن الحديث الذي روي عن أويس في الإسناد إلى أويس نظر، ولولا أن البخاري ذكر أويساً في الضعفاء لما ذكرته أصلاً فإنه من أولياء الله الصادقين وما روى الرجل شيئاً؛ فيضعف أو يوثق من أجله .

وقال الإمام ابن حبان في الثقات :ويحكون في موته قصصا تشبه المعجزات التي رويت عنه وقد كان بعض أصحابنا ينكر كونه في الدنيا ثم أسند شعبة أن كان يقول سألت عمرو بن مرة وأبا إسحاق _هو السبيعي_ عن أويس القرني فلم يعرفاه .ا.هـ
وهؤلاء أئمة أكثروا في طلب الحديث

وينظر كلام ابن عدي في الكامل ففيه زيادة وكذا ميزان الذهبي وضعفاء العقيلي

وقول الذهبي في الميزان: ولولا الحديث الذي رواه مسلم في فضل أويس لما عرف لأنه عبد الله تقي خفي وما روى شيئا فكيف يعرفه عمرو وليس من لم يعرف حجة على من عرفه .

يُبين حقيقة الأمر وأن مالكا لا يعاب على عدم معرفته بأويس القرني
على أن الظاهر أنه قد عرفه لكنه أنكر وجوده وقال لم يكن لأن حديثه لم يصح عنده.

ولم أرم تضعيف قصة أويس ولكن أردت بيان الفرق بين الأمرين وبعضا من الواقع الحديثي لزمن مالك ولرواية أويس.

ـــــــــ

/// ثم ظهر لي _بعد تدبر كلام الحافظ ابن حجر وغيره_ أن ابن حزم اطلع على كتاب الترمذي وجهله تسرعا وتعنتا
وأن هذا كان من عادة ابن حزم رحمه الله وقد ذكر أهل العلم على ذلك أمثلة فينظر كلام الحافظ وغيره في تهذيب التهذيب
والله يغفر له ويرحمه

ابن الرومية
2011-01-01, 04:53 PM
ظاهر عبارة ابن حجر ليست على ما تأملته يا شيخ أمجد...نعم لها دلالتها على التسرع أما التعنت فلا..و الحق مع ابن حجر في تتبع منهج ابن حزم في الرجال و قاعدته في التجهيل و للامام ابن حزم تسرعات مشهورة غيرها ..لكن ما كان بالمتعنت و لا وصفه الامام ابن حجر بالتعنت..بل من عرفه شهد بانصافه و قبول الحق على نفسه..أما تسرعاته و غلطاته فليتصدى من حط عليه لما تصدى له الامام ابن حزم من بناء كافة العلوم و القيام بأمر الاسلام في عامة فنونه و لينظر ان كان سيأتي بأقل من تسرعاته...فليس امر المتخصص كامر المتفنن ...و هو نفس ملحظ الانتقاد على شيخ الاسلام ابن تيمية ممن حطوا عليه ايضا ببعض اوهامه في الحكم على الأحاديث و الرجال...
و قول الامام الذهبي في مسألة الترمذي اعدل من قول الامام ابن حجر اذ يبقى مع ذلك احتمال كونه في بداية امره ..و معروف ان الايصال قد تواصل عليه عمل الامام ابن حزم في مؤلفاته الأخرى تنقيحا و مراجعة و تقويما فلم نر فيها ذكرا للامام الترمذي بسوء ..فلو كان فيه على رأيه الأول لما سكت و هو مقتضى كلام الشيخ الحميد...و ان كان أمر يعاب به الامام ابن حزم فما أخذه عليه الامام الذهبي -و لله دره فما اصوب نظره و ادق عبارته في الرجال- من اغتراره بالمنطق اليوناني حتى اختلط بدمه و ترك فيه آثارا -وددت لو محيت ببعض كذا و كذا من مالي - أضرت اضرارا ظاهرا بنظرة ابن حزم في العلوم بما فيها الحديث و ان كان اقلها..و وسمتها باطلاقية تحكمية بني عليها هذا المنطق السوء تظن ان كل اعيان و افراد العلوم على جادة واحدة من الانتظام ..و هو ما يلمسه المرء من اطلاقات الامام ابن حزم في كثير من الرجال دون مراعاة للخصوصية التي لا يراعيها اللسان الأرسطي..و مع ذلك لا يغض من منزلة الامام ابن حزم في علم الحديث و الرجال بل و في اصول الحديث و علله و طرائق علم النقل الا مكابر لا يعلم قدر الأئمة كما قال بعض من غره علمه انه لا يعتمد عليه او كلاما كهذا..و لينظرالى كلام الناس بعده في فلسفة علم النقل و اصوله و ليقارن بكلامه ليعرف محله من هذا العلم و خبرته به ...

أمجد الفلسطيني
2011-01-01, 06:39 PM
ظاهر عبارة ابن حجر ليست على ما تأملته ...نعم لها دلالتها على التسرع أما التعنت فلا..

بارك الله فيك أخي الكريم وإني لأحب مذاكرتك
الاتهام بالتعنت مبني على ترجيخ وقوف ابن حزم رحمه الله على جامع أبي عيسى ومعرفته بحاله
وهذا ظهر بالقرائن :
/// منها منزلة ابن حزم في البحث عن المعرفة وانتقاء الكتب
/// ومنها اطلاعه على كتب شيخيه أبي عمر ابن عبد البر وابن الفرضي وقد ذكرا في كتبهم المصنفة الترمذي وجامعه والأخير أثنى عليه وهو من مرويات الأول
/// ولأن جامع أبي عيسى دخل الأندلس قبل ابن حزم خلافا للذهبي
/// ولأن هذا وقع منه في مشهورين كثر غير الترمذي

ومن لم يترجح له ذلك قال ابن حزم تسرع في الحكم بالجهالة قبل أن يعلم ويبحث كابن القطان والذهبي وابن كثير وغيرهم


أما تسرعاته و غلطاته فليتصدى من حط عليه لما تصدى له الامام ابن حزم من بناء كافة العلوم و القيام بأمر الاسلام في عامة فنونه و لينظر ان كان سيأتي بأقل من تسرعاته...
ليس الغرض هو : الحط عليه
ولكن التنبيه على هذه الأغلاط التي ليست بالهينة وبيان شناعتها مع حفظ حق قائلها في الإسلام كما هو منهج أهل العلم دون أهل الجهل والغباوة


فليس امر المتخصص كامر المتفنن ...
أحسنت

و مع ذلك لا يغض من منزلة الامام ابن حزم في علم الحديث و الرجال بل و في اصول الحديث و علله و طرائق علم النقل الا مكابر لا يعلم قدر الأئمة
هذا صحيح
ولا يعارض هذا بيانُ أخطائه الحديثية الفرعية والمنهجية وأنه لم يكن في علم العلل والحكم على الاحاديث على طريقة سوية بل كان مخالفا لمنهج أرباب هذا العلم من المتقدمين وهذا ليس فيه حقه وحده بل من أهل الحديث من كان واسع الرواية والاطلاع إلا أنه كلامه في هذا الفن خفيف الوزن عن أهل الصنعة

الطيب صياد
2011-01-01, 06:41 PM
رحمكم الله!
لكن ما معنى التسرع ؟

الطيب صياد
2011-01-01, 06:59 PM
ب
ولا يعارض هذا بيانُ أخطائه الحديثية الفرعية والمنهجية وأنه لم يكن في علم العلل والحكم على الاحاديث على طريقة سوية بل كان مخالفا لمنهج أرباب هذا العلم من المتقدمين وهذا ليس فيه حقه وحده بل من أهل الحديث من كان واسع الرواية والاطلاع إلا أنه كلامه في هذا الفن خفيف الوزن عن أهل الصنعة
تعلمون حفظكم الله أنه ليست المشكلة في المخالفة، و لكن المشكلة في: لماذا تخالف؟
و تعلمون - بارك الله فيكم - أن ابن حزم بنى منهجه على اليقين و عدم العمل بالظنون مهما غلبتْ، فمن ذلك أن الثقة إذا تفرد بالإسناد أو الحديث فرفعه و وقفه مئة رجل من الثقات فالمرفوع صحيح، لأن خبر الواحد الثقة يفيد العلم عنده فلا يجوز تخطئته إلا ببرهان يقيني، فأما مخالفة الثقات لهذا الواحد فليس برهانا على أنه أخطأ كما هو واضح، بل يحتمل احتمالا كبيرا أنه أخطأ...غير أن ابن حزم لا يأبه لهذا الاحتمال الكبير.

أمجد الفلسطيني
2011-01-01, 07:24 PM
أخي الطيب هذا ليس موضوعنا وقد أفرد الناس في منهج ابن حزم الحديثي أبحاثا وكتبا
والذي ذكرته أحد الأصول التي خالف فيه ابن حزم منهج أهل الحديث وأئمته المتقدمين
وعلم قوانين الحديث والتصحيح والتضعيف وحفظ السنة النبوية إنما يؤخذ من كلام وصنيع الأئمة المتقدمين من أئمة الصنعة ولا مجال لدخول الاحتمالات العقلية فيه إلا قليلا
ودليل هذه المقدمة عشرات الأدلة تجدها في مظانها
والمحدث بعد التقدم في هذا العلم يعلم أن منهج الأئمة المتقدمين موافق للأدلة العقلية
ومن ذلك مسألة ترجيح رواية الوقف على الرفع ورواية الأكثر على الأقل
وكل قاعدة أو منهج عقلي كان أو غير عقلي خارج من محدث متأخر أو أصولي متقدم أو غيرهما خالف منهج أئمة الصنعة المتقدمين (مالكٌ وشعبة والثوري ثم القطان وابن المهدي ثم أحمد ويحيى وعلي وإسحاق وابن نمير ثم البخاري والرازيان والذهلي ثم مسلم والنسائي وأبو داود والترمذي وابن خزيمة ثم موسى بن هارون وابن حبان والعقيلي ثم البرديجي والدارقطني وابن عدي)
فهو مردود وخطأ من صاحبه


ــــــــ
/// ومما يضاف ويؤكد وقوع التجهيل من ابن حزم للترمذي
ما ذكره الزركشي في النكت (3/388) بعد أن نقل عن أبي حيان _وكان أبو حيان ظاهريا ثم تحول شافعيا فيما قيل_ أن ابن حزم أطلق الجهالة على البغوي وابن حبابة:
"قلت _أي الزركشي_ وكذلك قال في كتاب الإيصال " أبو عيسى الترمذي مجهول ".

/// قولي سابقا:
ويؤيده أيضا: أن أبا محمد لم يذكر ابن ماجه مع النسائي وأبي داود
خطأ لأن ابن ماجه لم يشتهر عده مع كتب الأصول إلا مؤخرا

أمجد الفلسطيني
2011-01-01, 08:50 PM
/// تنبيه: الإمام أبو القاسم البغوي عبد الله بن محمد علمٌ مشهور وإمام جبل وحديثه مشهور منثور وإمامته وتصانيفه معلومة ظاهرة
فإطلاق ابن حزم عليه اسم الجهالة ليس دون إطلاقه على الترمذي
والبغوي وكتبه كانت قبل ابن جزم في الأندلس كان بعضها عند أبي علي ابن السكن
وكان كتاب الجعديات والصحابة عند أبي عمر ابن عبد البر
ونقل عنه كثيرا في مصنفاته
فلا أدري كيف أطلق عليه ابن حزم وصف الجهالة !!!! وكذا على ابن حبابة !!!

الطيب صياد
2011-01-03, 04:51 PM
رحمكم الله!
لكن ما معنى التسرع ؟


رحمكم الله!
:)

أبو محمد الطنطاوي
2011-01-03, 10:09 PM
اطلعت على ما كتبه الأخ أمجد وفقه الله في مشاركاته الأخيرة ولم يتسن لي التعقيب والرد على كثير مما كتبه من تقريرات لا يسلم له كثير منها :)
ولا أستطيع الرد تفصيلياً الآن لظروف سفر عارض وسأنبه باختصار على بعض منها في عجالة:

وهناك فرق بين إنكار الإمام مالك لأويس القرتي وبين عدم معرفة ابن حزم للترمذي وإطلاق كلمة مجهول عليه
لا فارق تقريباً لو علمت معنى المجهول عند ابن حزم والمغاربة في حقبته وما يليها
وجامع الترمذي لو كان عند ابن عبد البر فهو لا يرويه بالسند المتصل بل إجازة فيما أذكر ولو راجعت موقف ابن حزم من الرواية بالإجازة (تجدها في الإحكام باب الخبار) لتغير رأيك هذا لو سلمنا بأن ابن حزم جهله أو تمادى على تجهيله!

الاتهام بالتعنت مبني على ترجيخ وقوف ابن حزم رحمه الله على جامع أبي عيسى ومعرفته بحاله
جواب هذه في ردي السابق

ذكره الزركشي في النكت (3/388) ...."قلت _أي الزركشي_ وكذلك قال في كتاب الإيصال " أبو عيسى الترمذي مجهول ".
لعله نقل القول عمن أخطأ أو وهم فلا أظنه اطلع على الإيصال


والبغوي وكتبه كانت قبل ابن جزم في الأندلس كان بعضها عند أبي علي ابن السكن
وكان كتاب الجعديات والصحابة عند أبي عمر ابن عبد البر
ونقل عنه كثيرا في مصنفاته
فكان ماذا؟
هل وجود كتاب عند قرين المرء أو شيخه أو كان يروى عنه إجازة أو سماعاً يلزم أهل عصره أن يعرفوا كتب المروى عنه أو حاله؟
وهل عصرهم كعصرنا؟!
ولا تنس أن ابن عبد البر عمر بعد وفاة ابن حزم .
* أمر آخر :
المطلع على كتب ابن حزم يجده دائماً أو غالباً يروي بسنده حتى صاحب الكتاب المعروف كالبخاري ومسلم ثم يذكر سند صاحب الكتاب إلى الصحابي وكان لا يحيل إلى الكتب إلا من خلال شيوخه وهم معروفون وأغلبهم روى عنهم في المحلى .
فتجد أنه رغم معرفته بإمام السنة أحمد بن حنبل وثنائه عليه دائماً وعلى مسنده لا يروي منه شيئاً إلا بسنده إلى عبد الله بن أحمد بن حنبل. وهذا يؤيد ما ذكرته من أنه لا يروي إلا بالسند المتصل.
وعند عودتى أفصل أكثر بإذن الله.
فتح الله علينا وعليكم وزادنا من فضله .

أمجد الفلسطيني
2011-01-04, 12:02 AM
لم تأت بشيء ودفعت بالصدر مع احترامي لك
واجعل (أريت) (ولعل) باليمن
وجزاك الله خيرا

ــــ
هامش: وكذا المحدث الحافظ المكثر إسماعيل الصفار مذكور في كتب ابن ابي البر (التمهيد وغيره) بكثرة أيضا

أبو حمزة مأمون السوري
2011-01-20, 09:38 AM
بارك الله فيكم

/// الذي يظهر أن أول من نقل تجهيل ابن حزم للترمذي هو ابن القطان
ويبعد أن يكون ابن القطان _المتأثر بابن حزم_ لم يطلع على كتاب الإيصال

/// ثم إن الأصل تصديق العلماء وعدم تكذيبهم
ومن ادعى عكس ذلك طولب بالدليل الناقل
وكذا الأصلُ تثبت الأئمة النقاد الأثبات في نقلهم وعدم وهمهم
ومن ادعى عكس ذلك طولب بالدليل الناقل

/// وأيضا عبارة ابن القطان تؤيد ذلك فإنه حدد موضع الكلام من ذلك الكتاب الكبير فقال:
"في كتاب الفرائض من "الإيصال" إثر حديثٍ أورده إنه مجهول".

/// ثم يتأيد ذلك بمتابعة كبار المحققين له كالذهبي وابن حجر

/// فالأظهر أن تجهيل ابن حزم للترمذي ثابت
ولا عبرة بفرض الاحتملات بعد ذلك
ولا يقال لعله أخطأ
لعله زاغ بصره وما أشبه هذه العبارات والاحتمالات
فلو سلكنا هذا المسلك لشككنا في أغلب نقول أهل العلم
وبما أن الإيصال لم يصلنا كاملا
ولم يطلع أحد على ذلك الموضع لينفي ما أثبته ابن القطان الذي اطلع
فلتُجعل أرأيت ولعل في اليمن أليس كذلك!!!

/// وعليه فالأقرب أن يقال قد تسرع ابن حزم في تجهيل أبي عيسى الترمذي ثم تراجع عنه بعدُ _إن ثبتت سلامة النص المنقول في الرسالة الباهرة_ فإن في النفس منه شيء.

/// أما مسألة اطلاع ابن حزم على جامع الترمذي من عدمه فمحتملة وقد بحثت هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2708
وأزيد :
أنا إذا قلنا أن ابن حزم لم يطلع على كتاب الترمذي لم يكن ذلك مسوغا للحكم عليه بالجهالة
لأنه قد وجد _قطعا_ شيخه أبا عمر ابن عبد البر نقل عنه في كتبه أصنافا من علوم الحديث
ووجد شيخه ابن الفرضي قد ذكر الترمذي في كتبه ونبه على قدره

/// مما ينبغي التنبيه عليه أن الحافظ ابن حزم على سعة اطلاعه وعلمه كان كثير الوهم والغلط في الحكم على الأحاديث والرواة كما قال أهل الفن (الذهبي وابن عبد الهادي والزيلعي وابن حجر وغيرهم)
وهذا ظاهر في مصنفاته
ومن أثقلها وزنا تجهيله للإمام أبي القاسم البغوي صاحب المصنفات وأبي العباس الأصم راوية كتب الشافعي وغيرهم


والسبب في ذلك ما ذكره الحفظ ابن حجر من قاعدة ابن حزم حيث قال في اللسان في ترجمة الإمام الصفار الذي قال عنه ابن حزم مجهول:
"ولم يعرفه بن حزم فقال في المحلي أنه مجهول وهذا هو رمز بن حزم يلزم منه أن لا يقبل قوله في تجهيل من لم يطلع هو على حقيقة أمره ومن عادة الأئمة أن يعبروا في مثل هذا بقولهم لا نعرفه أولا نعرف حاله وأما الحكم عليه بالجهالة بغير زائد لا يقع إلا من مطلع عليه أو مجازف".

وابن حزم الأندلسي رغم جلالته وفضله وعلمه وحفظه وسعةِ إدراكه؛ إلا أنّه كثير الوهم والغلط في الرواة، ولذلك رد بعض الأحاديث الصحيحة، وحكم بالوضع على بعض الأحاديث في الصحيحين، وله رسالة ذكر فيها حديثين، وجعلهما موضوعَين، وحكم عليهما بالكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وهما في الصحيحين .
وقد نص الأئمة على وهم ابن حزم وغلطه في هذا الباب, كما نص عليه ابن عبد الهادي في كتابة " طبقات علماء الحديث " .
وكذلك قد نص عليه الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابة " التهذيب " وكذلك في " اللسان " وكذلك في " الفتح ".
.....ومن قاعدة ابن حزم الأندلسي- رحمه الله-: أن من لم يعرفه بداهة يحكم عليه بالجهالة، وقد حكم على رواةٍ كُثُرٍ، وقد تتبّعها بعض الأئمة في مصنّف, وهو الحافظ قطب الدين الحلبي ثم المصري من ( المحلى )، ولا أعلم أهو مطبوع أم لا ؟
ومن نظر في كتاب " المحلّى " ونظر إلى من حكم عليه بالجهالة من الرواة المعروفين عرف ذلك، بل حتى من الصحابة، فقد حكم على يعلى بن مرّه أنه مجهول، وهو صحابي معروف.
ولذلك قال الزيلعي رحمه الله- حينما علّق على أوهام بن حزم في ردّه للأحاديث الصحيحة الصريحة عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وحكمه على أحاديث بأنها معلولة وهي ظاهرة الصحة- قال الزيلعي:( ولابن حزم من ذلك مواضع كثيرة جداً من الوهم والغلط في أسماء الرواة ) .
يقول ابن القيم في كتابه "الفروسية" : (تصحيحه للأحاديث المعلولة، وإنكاره لتعليلها نظير إنكاره للمعاني والمناسبات، والأقيسة التي يستوي فيها الأصل والفرع من كل وجه، والرجل يصحح ما أجمع أهل الحديث على ضعفه, وهذا بين في كتبه لمن تأمله) .
وقول ابن القيم هذا ظاهر جلي لكل منصف، عرف كتب ابن حزم.

والله يغفر للجميع ويرحم
أحسنت بارك الله فيك

ابو محمد هاشمي
2023-05-07, 09:47 PM
بارك الله فيكم جميعا أفدتمونا كثيرا وأتمنى عودتكم للملتقيات فصفحاتكم في الفيسبوك واتويتر لم تقم بدور المنتديات العلمية حتى الآن..
ورحم الله العلامة البحر الغطمطم المحدث الحافظ ابن حزم فقد كان موسوعيا وعالما قل نظيره واختار حياة العلم والكد على المناصب التي تقلدها قبل ذلك وتعرض لانواع الابتلاء ولم يثنه ذلك عن مواصلة طريقه في تعلم العلم وتعليمه وبثه في كتبه وتلاميذه.