مشاهدة النسخة كاملة : نقد محاضرة الشيخ الدكتور عبد المحسن العسكر حول المجاز...
أبو فهر السلفي
2008-12-15, 11:48 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ الدكتور عبد المحسن العسكر رجل فاضل من أهل العلم، ولا تزال أخباره العلمية تبلغني من بعض وثيقي الصلة به ، وقد فرحتُ لما علمتُ بمحاضرته تلك؛ إذ فضل مخالفك لا يقل أبداً عن فضل موافقك ؛فالمخالف يهديك بخطأه قبل صوابه إلى جوانب من الحق لربما ما كنت تهتدي إليها لولا منازعته إياك الرأي،ومماراته لك في المذهب،وإني إذ أرجو نقل نقدي له= أرجو أن يتقبله بقبول حسن ،وأنه نقد محب يحب لأخيه من موافقة الحق ما يُحب لنفسه،وأنه نقد عارفٍ بفضل وعلم من يردُ عليه..
1- قال الدكتور : ((أيها الأخوة ، لم أجد بابا من أبواب العلم كثر الخوض فيه ممن يحسنون العلم وممن لا يحسنونه - كما وقع في المجاز)).
قلت: هذه مبالغة من الدكتور فما كان هكذا في أبواب العلم كثير ،والمجاز في هذا دون غيره.
2- قال الدكتور: ((فبينما ترى في علماء الإسلام من يعُد المجاز شطر الحسن في القرءان ، ويعده أحدَ مفاخر العربية ودليل الفصاحة فيها ورأس البلاغة ، ومن أكبر الوسائل إلى الافتنان في التعبير وإيراد المعنى الواحد بالصور المختلفة ، وأنه يُكسب اللغة مرونة وتجددا واتساعا يؤدي إلى استيعاب المكتشفات الحديثة وافتراع المصطلحات التي تناسبها)).
قلت: الحمد لله فقد جمع نفاة هذه القسمة الباطلة بين نفي الباطل= والتمتع بهذا الحسن الذي أشار إليه الدكتور على وجه هو أتم وأحسن، وهذا الكلام من الدكتور هو أول مثال على المغالطات التي تكثر في كلام مثبتة هذه القسمة ؛ فثبوت ظاهرة الاتساع في الكلام واستعمال اللفظ الواحد في أكثر من معنى ليس محلاً للنزاع ، وبالتالي فنفاة المجاز يثبتونه ويتمتعون بما فيه من مواطن الجمال = لكنهم يرفضون تأطير هذا الاتساع وتلك الظاهرة =تحت هذه القسمة بما تحمله من قوانين = ثم هم أسعد بمواطن الجمال في الاتساع من مثبتة القسمة من وجوه أهمها: أنهم يطلبون القرينة الدالة على مراد المتكلم في كل كلام فلا يتوقفون عن تدبر الكلام لمعرفة مراد المتكلم تحت دعوى أن المعنى الأصلي هو الذي يتوقف عنده أو المعنى المتبادر،وأنه لا حاجة للبحث عن مراد المتكلم إلا إذا ظهرت قرينة تصرف عن إرادة المعنى الأصلي.
فالذي يتدبر ويتأمل ويبحث في كل لفظ عن المعنى المراد =ولا يركن إلى السهولة والتيسير الكامنين في القسمة =هو أسعد وأمتع بوجوه الجمال ومواطنه في ظاهرة الاتساع تلك ،وذلك كله من جنس قول الشافعي عن سنن العرب: ((وتكلَّمُ بالشيء تُعَرِّفُه بالمعنى دون الإيضاح باللفظ كما تعرِّف الإشارةُ ثم يكون هذا عندها من أعلى كلامها لانفراد أهل علمها به دون أهل جَهَالتها)).
الخلاصة: أن ظاهرة الاتساع باستعمال اللفظ الواحد في عدة معاني = ثابتة ، والتمتع بمواطن الجمال فيها لا يتوقف على قسمة تلك المعاني إلى حقائق ومجازات.وأن تمتع الباحث عن القرائن المحيطة بكل لفظ من غير حاجز يحجزه عن توقع إرادة أي معنى من معاني اللفظ = هو أعظم من تمتع غيره ممن تحجزه الحواجز المشار إليها.
3- قال الدكتور: (( ... إذ تجد في مقابل ذلك من يطعُن في المجاز ويحاول هدمه من أصوله وأنه حادث في هذه الأمة ، وما جاء إلا من المعتزلة والجهمية وأضرابهم من المتكلمين ، وأن المجاز طاغوت التجأ إليه المعطلة لتعطيل نصوص الوحي ، وأن الذين اخترعوه جهمية وزنادقة ، كما قرأنا هذا في مصنفات بعض المعاصرين)) .
قلت : ليس هذا زعم المعاصرين فحسب يا دكتور ، ومن أئمة أهل السنة السابقين من وكد كون المجاز بدعة جهمية ومركب معتزلي وسنة أشعرية = كل ذلك والمعاصرون في أصلاب آبائهم ؛فإلصاق هذا بالمعاصرين فحسب = غير حسن وغير دقيق.
4- قال الدكتور : ((إن الذين يثبتون المجاز هم علماء هذه الأمة)).
قلت: كذا قال الدكتور ((علماء هذه الأمة)) (!!) ثم عاد واستدرك بغير صيغة استدراك فقال: ((جمهورهم يحكي القول بالمجاز)).. ثم لم يترك لنا مجالاً للاعتذار له بأن الثانية تفسر الأولى فعاد فقال مضرباً على لفظ الجمهور : ((بل حكى يحيى بن حمزة العلوي في كتابه ( الطراز ) إجماعَ علماء الأمة على القول بالمجاز)).
الآن فلنترك التعليق على هذا ونعزوه لطبيعة المحاضرة الصوتية ، ونكتفي بالتعليق على النقل الذي نقله الدكتور عن العلوي والذي من المفترض أن نجدَ فيه حكاية ثبوت المجاز بإجماع علماء الأمة ...
قال العلوي : ((أجمعَ أهل التحقيق من علماء الدين والنظار من الأصوليين وعلماء البيان - أجمعوا على جواز دخول المجاز في كلام الله تعالى ، وكلام رسوله - صلى الله عليه وسلم - )) انتهى كلامه .
قلت: نعم انتهى كلامه وقد برئ الرجل وسلمت عبارته من هذه الدعوى العريضة (إجماع علماء الأمة)) وما قال الرجل غير الصدق ، فأهل التحقيق (لا غيرهم عنده) من علماء الدين = والنظار (لا غيرهم عنده) من الأصوليين = وعلماء البيان (من أول الشيخ الجاحظ) أجمعوا على ما ذكر..
وإن كنتُ لا أخلي الشيخ العلوي من بعض التهمة (!)
ألم يك يكفيه ما في حكايات الإجماع من إجمال وتعميم حتى يحكي عبارته مملؤة بالقيود ،أولم يعلم أن من الناس من سيُعرض عن قيوده الحذرة فيجعل الكلام إجماعاً لعلماء الأمة...
ما علينا...
الحق أن الدكتور قد قذف بي بسبب كلامه هذا في أودية من الحيرة..
هل يعني الدكتور بالفعل أن الإجماع منعقد على ثبوت المجاز (؟!)
هذا عجيب..
أبِجَدٍ يعتقد الدكتور العسكر أن إثبات المجاز هو من معاقد الإجماع عند المسلمين (؟؟!!)
إن كان هذا فهو عجيب عجيب...بل لا يكون هذا الإجماع أبداً..
ما أعجب هذا الإجماع الذي لا يستطيع مدعيه أن ينقل لفظاً واحداً يدل عليه دلالة تخلو من المصادرة عبر مائتي عام من عمر هذه الأمة(!!)
ما أعجب هذا الإجماع الذي يُقر مدعيه معنا أن من أهل العلم من أنكر المجاز قبل ولادة العلوي (!!)
وَ لَمُنْكِرُ المجاز حقيق بأن يدعي هذه الدعوى وأن ينافحَ عنها ، ومعه الأصل الثابت الواضح = أن ليس لعالمٍ من علماء القرون الثلاثة فمن بعدهم من الأئمة الأربعة عبارة واحدة تشير إلى المجاز تخلو دلالتها من المصادرة ، والمجاز نصف بلاغة القرءان كما ادعى الشيخ ..
أفيليق بنصف بلاغة القرآن أن يُعرض عن بيانه سادة مفسري القرآن من الصحابة والتابعين وأتباعهم فالأئمة الأربعة (؟؟!!)
وليطمئن الدكتور فلسنا نلزمه بلفظ المجاز وإنما نريد على الأقل شيوع استعمال معاني المجاز وقوانينه وتطبيقاته بين السلف = شيوعاً يليق بنصف بلاغة القرآن..
ولكنا نريح الدكتور فلن يجد من ذلك شيئاً ..فالمجاز وقوانينه كذبة يونانية برئ منها قوم خلقهم الله عُرب القلوب والوجوه والألسنة وهم أفصح وأبلغ من أن تجري على ألسنتهم أوهام أرسطوطاليس.
فهذا التقسيم هو اصطلاح حادثٌ بعد انقضاء القرون الثلاثة , لم يتكلم به أحدٌ من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان , ولا أحدٌ من الأئمة المشهورين في العلم , كمالك والثوري والأوزاعي , وأبي حنيفة , والشافعي , بل ولا تكلم به أئمة اللغة والنحو , كالخليل , وسيبويه , وأبي عمرو بن العلاء , ونحوهم .
وإذاً : فليس لثبوت هذا الإجماع شبر من الأرض يقف عليه، فلا هو بالثابت في نفسه = ولا عبارة العلوي التي نقلها الدكتور تدل عليه..
لم يبق في أيدينا إذاً، إلا أن يكون الدكتور قصد بسياقه هذا أن يُغري سامعه بأن يقع في أسر الوهم المجرد .فما دام أهل التحقيق والنظار وأهل البيان وجماهير العلماء وهم من هم = قد أثبتوا المجاز فلا حيلة لنا إلا الإذعان والتسليم قبل إبداء الحجج وتمحيص الأدلة. وهذا وجه من تقرير الصواب اعتاده الناس اليوم وقبل اليوم ، وكل من نجاه الله من أسر هذا الوهم المجرد عبر تاريخ الأمة كان أهدى للحق وأعرف به، إذ تلك الكثرة التي اعتاد الناس الاعتزاء إليها هي من بعد القرون المفضلة لا تزال تبعد عن النور الأول في الصدر الأول ، ويوماً من بعد يوم يكثر الظلام المحيط بالنور الأول فلا يكاد يستبين ذلكم النور إلا من جعل طلبه والوصول إليه = أكبرهمه و أعظم قصده ، أما من اعتزى للكثرة بعد افتراق الناس فِرقاً بعدت كل واحدة منها عن النور الأول بقدر ما كتب لها الله= فلا يكاد يُبصر هذا النور الأول أو يهتدي إليه إلا ما شاء الله.
5- قال الدكتور : ((المجاز في اللغة عند المثبتين يقابل الحقيقة)).
قلت : وهذا تعميم غير دقيق،وهو من آفة الباحثين في العلم عموماً وآفة الباحثين في المجاز على وجه الخصوص ؛ فما كل مثبتة المجاز قسموا الكلام إلى حقيقة يُقابلها المجاز ، وإنما هذا من محدثات أبي عبد الله البصري الشهير بالجُعل..
فأبو عبيدة معمر بن المثنى التيمي لم يذكر لفظ الحقيقة في كتابه , وابن المعتز ذكر الاستعارة , ولم يذكر حقيقة ولا مجازاً , والجاحظ لم يجعل الحقيقة قسماً من الكلام يقابله المجاز , وأولئك الثلاثة كانوا أئمة المتكلمين في المجاز والاستعارة إلى آخر المائة الثالثة من الهجرة , فالذي وقع في المائة الثالثة , وأواخر الثانية هو ذكر المجاز والاستعارة , وليس تقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز , وأما تقسيم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز فلم يظهر إلا في المائة الرابعة من الهجرة , وكان أول من أظهره هو أبو عبد الله البصري المعتزلي , وأصحابه من بعده : أبو الحسن الكرخي , وأبو بكر الجصاص , والقاضي عبد الجبار , وأبو الحسين البصري , ومن اتبعهم .ولسنا نزعم أن الجاحظ ومن معه قد ازوروا عن هذه القسمة =لا. فالأصل الذي ينقل منه الجاحظ والبصري واحد .نحن فقط نريد شيئاً من الدقة العلمية،ونُرجع عدم ذكر الجاحظ للقسمة بتمامها مع كونه ينقل عن نفس الأصل اليوناني الذي ينقل عنه البصري إلى أحد سببين:
الأول: اختلاف التعبيرات عند ترجمة النص اليوناني.
الثاني: أن يكون الجاحظ –كعادته-أعمل عقله ولسانه في الأصل اليوناني فأخذ منه وترك وزاد فيه ونقص= على العكس من البصري وطبقته الذين كانوا يتقيلون الأصل اليوناني حذو القذة بالقذة.
6- قال الدكتور: ((الذي يظهر - يا أخوة - أن هذا التقسيم - تقسيم الكلم إلى حقيقة ومجاز - ليس خاصا بالعربية - كما ذهب إلى ذلك جمع من العلماء - ، بل هو أمر فطري تقتضيه طبيعة اللغات ، وتفرضه قرائح المتكلمين ؛ لأنه خروج بالكلام عن الأصل الذي اطرد به الاستعمال ، وهذا موجود في كل لغة ، ولا تختص به لغة دون لغة ، ولا تختص به أمة دون أمة ، ومن المعلوم بداهة أن هناك طرائق في التعبير ، وأساليب مشتبهة بين البشر ، وهذه الأساليب المشتركة إنما هي تتبع الخصائص الموجودة في النوع الإنساني ، فطبعي بعد ذلك أن يكون في كل لغة حقيقة ومجاز .
والتعبير بـ ( القمر ) عن الطلعة البهية ، وبـ ( السبع ) عن الرجل الشجاع ، هذا لا تختص به هذه اللغة العربية ، بل هو موجود في كل لغة ، نعم هذه اللغة العربية تمتاز بوفرة مجازاتها وبوفرة أساليبها حتى اعترف بذلك المستشرقون الذين لهم اطلاع على لغات واسعة)) .
قلت: الآن أرجو أن ينتبه الإخوة إلى أهم المغالطات والمصادرات الكامنة في كلام مثبتة المجاز.
عندنا ظاهرة تشترك فيها الألسنة جميعاً وهي : استعمال اللفظ الواحد للدلالة على أكثر من معنى.
هذا القدر لا نزاع فيه.
محل النزاع: هو قول مثبتة المجاز إن واحداً من هذه المعاني بعينه فقط، هو الأصل = وهو ظاهر اللفظ = (وبدءاً من أبي عبد الله البصري) سيُجعل هذا المعنى: هو الذي وضع اللفظ للدلالة عليه أول الأمر،أو وضعت له في اصطلاح التخاطب بعدُ = وهذا المعنى تُعرف دلالة اللفظ عليه من غير احتياج إلى قرينة = وهذا المعنى هو الأصل الذي يجب التمسك به فلا نقول أن غيره من المعاني هو مقصود المتكلم من اللفظ إلا بقرينة تدل على ذلك = وأن هذا المعنى الذي زعم أنه الأصل وأول ما وضع اللفظ للدلالة عليه هو الحقيقة = وأن غيره من المعاني مجازات.
هذا هو القانون الذي وُضع ليحكم قضية استعمال اللفظ الواحد في عدة معاني .
الآن نفاة هذه القسمة لا يُنازعون في حقيقة الظاهرة الموسومة أولاً، وإنما ينازعون في تأطيرها داخل هذا القانون، ويقولون، إن هذا القانون فيه من التألي على الألسنة عموماً وعلى لسان العرب خصوصاً ما فيه = وأن فيه من التألي على المتكلم وجعل ظنون السامع حكماً على مراده شئ كثير = وأنه يقود إلى ضروب شتى من الأوهام في تفسير الكلام = ويقولون أنه لا يوجد معنى من المعاني التي استعمل فيها أهلُ اللسانِ اللفظَ ؛ لا يحتاج هذا المعنى لقرينة = وأن قضية أصل الوضع اللغوي التي يتكئ عليها المتكلم بهذه القسمة كثيراً ؛ وهم علمي ومن أكثر قضايا العلم افتقاداً للبرهان الصادق= بل هي درب عماية وجهالة = وليس مع المتكلم بها إلا ظنون وخيالات ودعاوى عارية عن البينات= وأن قضية اصطلاح التخاطب التي بنى عليها مثبتة الحقائق الشرعية كلامهم ؛ هي من اختلاف الألسنة = وأن بحثها على ضوء أن لكل لسان ولكل لسان ظواهره هو البحث الصحيح = وأن إثبات أن لسان النبي صلى الله عليه وسلم فارق لسان قومه عن طريق النقل والتغير الدلالي ؛ بدعة عقدية من افتراع المعتزلة = ويقولون أن السبيل الصحيح للتعامل مع هذه الظاهرة هو جمع القرائن المحيطة بالكلام للوقوف على المعنى المعين الذي أراده المتكلم من كلامه من غير الوقوع في أسر أحكام مسبقة من أوهام أصل الوضع والمعنى الأصلي ،والمعنى المتبادر،وغيرها من الأشياء التي تُضل عن الصواب في فهم مراد المتكلم.
الآن أين مكمن المغالطة: تكمن المغالطة والمصادرة في أن الدكتور تجاهل أن مخالفيه لا ينكرون ظاهرة استعمال اللفظ في أكثر من معنى ، وإنما ينازعون في تقسيم هذه المعاني إلى حقيقة ومجازات أو مجاز = والتعامل مع هذه المعاني بعد هذا التقسيم وفقاً للقانون السابق ، راح يستدل بوجود الظاهرة التي لا خلاف على وجودها= على إثبات المجاز وهذه مغالطة وحيدة عن محل النزاع = ثم صادر فبدلاً من أن يستعل ألفاظاً تدل على القدر المشترك الذي لا نزاع فيه وفي كونه أمراً واقعاً = استعمل لفظي الحقيقة والمجاز وبات يقول إنهما هما الأمر الواقع وأنه يستدل بوجود هذه الظاهرة (التي باتت عنده : انقسام اللفظ إلى حقيقة ومجاز)على ثبوت القسمة إلى حقيقة ومجاز.
7- قال الدكتور: ((إن تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز ، هذا في الحقيقة يشبه تقسيمه إلى خبر وإنشاء ، وتقسيمه إلى اسم وفعل وحرف ، وليس يخلو كلام - أي كلام - من هذه التقسيمات ؛ فهي تقسيمات تفرضها طبائع اللغات ، وهذه التقسيمات مفهومة من معاني كل كلام ، ومن مدلولات الألفاظ .
هذه التقسيمات - وفيها التقسيم إلى حقيقة ومجاز - تقسيمات اصطلاحية تواطأ عليها العلماء ، والمقصود منها ضبط دلالات الألفاظ وتحرير معانيها )).
قلت: هذه مغالطة اخرى من مغالطات مثبتة هذه القسمة، وهي دعواهم أن هذه القسمة قسمة اصطلاحية كغيرها من تقسيمات العلوم،وهم يقرنون هذا عادة بأن خلاف نفاة القسمة معهم لفظي ..
وهذا الكلام خطأ من وجهين:
الوجه الأول: أن كل تقسيم لابد أن يستند إلى براهين علمية تبرر هذه القسمة وتظهر معالم الفصل بين القسمين.
الآن: عندنا لفظ واحد ..استعمله العربي للدلالة على عدة معاني ، ما هو البرهان الذي استند عليه من قسم هذه المعاني إلى معنى واحد هو الحقيقة ومعنى أو معان هي مجازات(؟؟)
هذا البرهان ينحصر في شئ واحد وهو نظرية بدء اللغة والوضع اللغوي،وأن الألفاظ وضعت أولاً للدلالة على المحسوسات فإذا عبر بها عن غيرها كان هذا خروجاً عن المعنى الأصلي إلى المعنى المجازي.
وهذه نظرية يونانية أخذها المعتزلة عن كتب اليونان ،وهي نظرية باطلة .وهي شديدة الاتصال بنظرياهم في بدء الخليقة ، ولي مقال منفصل في الإشارة لهذه النظرية وأصولها أكتفي بالإحالة إليه.
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=10924
وهنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=11069
أما كلام الدكتور في إجابة الأسئلة عن كون الاستعمال هو ضابط الحقيقة ، فليس انفكاكاً عن القول بالوضع كما ظن الدكتور، بل هو عين القول بالوضع = غاية الأمر أن القائلين بالوضع جعلوا من علامات معرفة الأصل الذي وضعت له الكلمة أولاً هو شيوع وكثرة استعمالها في معنى معين،وظن الدكتور أنه بمسألة الاستعمال هذه قد فر من مسألة الوضع= هو من أعجب ما وقع لي من كلامه في محاضرته هذه.فالوضع والاستعمال وجهان لعملة واحدة وتأمل تعبير شيخ الإسلام: ((سواء ثبت وضع متقدم على الاستعمال او كان المراد بالوضع هو ما عرف من الاستعمال)).
فتأمل كيف جعل الشيخ القول بالاستعمال أحد مفاهيم الوضع،ومع ذلك فقد نص على أن استعمال الألفاظ للدلالة على المعاني لا يكون إلا مصحوباً بالقرينة الدالة على المعنى المراد و لا يصلح لمعرفة مراد المتكلم باللفظ بغير قرينة يقول الشيخ: ((كذلك لا يوجد في الاستعمال لفظ مطلق مجرد عن جميع الأمور المعينة ، فإن الكلام إنما يفيد بعد العقد و التركيب و ذلك تقييد و تخصيص =كقولك أكرم الانسان أو الانسان خير من الفرس و مثله قوله أقم الصلاة و نحو ذلك و من هنا غلط كثير من الناس فى المعانى الكلية حيث ظنوا و جودها في الخارج مجردة عن القيود و في اللفظ المتواطىء حيث ظنوا تجرده فى الاستعمال عن القيود و التحقيق أنه لايوجد المعنى الكلي المطلق فى الخارج إلا معيناً مقيدا و لا يوجد اللفظ الدال عليه فى الاستعمال إلا مقيداً مخصصا و إذا قدر المعنى مجرداً كان محله الذهن و حينئذ يقدر له لفظ مجرد غير موجود فى الاستعمال مجرداً)).
وأبلغ رد على محاولة الدكتور حشر شيخ الإسلام في كلامه عن الاستعمال=أن مثال جناح الطائر الذي ضربه الشيخ العسكر على دلالة الاستعمال =قد أبطله وأبطل دلالته على القسمة ومنع أن يكون جناح الطائر هو الأصل=نعم نفس المثال وعينه أبطله الشيخ في رده على الآمدي.
ودلالة الاستعمال هذه تحتاج إلى استقراء لكلام أهل اللسان المراد تفسير كلامهم ،أما ما يفعله من يستدل بها=فهو أن يُفسر كلام المتكلم بغلبة استعمال اللفظ في لسانه هو لا في لسان المتكلم،والسبيل الصحيح أن يُنظر في لسان المتكلم نفسه وإلى موارد استعمال اللفظ نفسه عنده وعند طبقته فإن ثبتت غلبة الاستمال في معنى معين=فغاية ذلك أن يكون قرينة تحتاج إلى مساعد لها ينفي إرادة معنى آخر،ا أن يُتمسك بغلبة استعمال مظنونة متأثرة بلسان المتلقي يحمل بها المتلقي لسان المتكلم على لسانه هو ويفسره به.طلباً للسهولة،وقعوداً عن طلب القرائن ،وتحقيق الصدق في تفسير كلام المتكلم.
فإذا ظهر بطلان النظرية التي بني عليها التقسيم بطلت هذه القسمة من ناحية الأسس العلمية وصارت باطلة في نفسها بقطع النظر عن البدع التي بنيت عليها= وبقطع النظر عن قوانين التألي التي سنشير إليها في:
الوجه الثاني الدال على بطلان القول بأن هذه القسمة كغيرها من التقسيمات وأن خلاف مثبتة ظاهرة الاتساع نفاة القسمة=خلاف لفظي يظهر بتأمل ما يلي:
العرب استعملت اللفظة الواحدة وأرادت بها أكثر من معنى...إلى هنا وهذا قدر متفق عليه لا نزاع فيه...
الآن: لنتصور أن باحثاً سمى هذا الأسلوب من أساليب العرب= توسعاً
وسماه آخر: تجوزاً
وسماه ثالث: فخامة
وسماه رابع: اتساعاً
إلى هنا وهنا فقط يمكننا تسمية ذلك خلافاً لفظياً ويمكننا عد الخلاف هنا من بابة الخلاف في التلقيب فحسب....
طيب ....هل هذه هي حقيقة الحال في مسألة المجاز والنزاع فيه (؟؟؟)
الجواب: لا وكلا وكلا ولا .......
فواقع الحال: أن لدينا تياراً كبيراً نحن نتنازع معه .هذا التيار مارس من أنواع التألي والادعاء على العرب والعربية والشرع ما لا يمكن وصفه ووصف خطورته إلا بوصف واحد وهو: الجناية.
زعموا :
1- إن أحد هذه المعاني التي تكلمت العرب بهذا اللفظ تريدها هو المعنى الحقيقي وهو الذي ينبغي حمل الكلام عليه إذا خلا الكلام من القرائن ...ومعنى حمل الكلام : أنك تقول: إن المتكلم الذي بيني وبينه قرون قد أراد هذا المعنى بالذات.
2- ثم زادوا في الزعم والتألي فقالوا إن هذا المعنى الحقيقي هو الذي وضع له اللفظ منذ نشأة اللسان ...يا سلام
3- ثم زادوا في الزعم والتألي فقالوا إن المعاني الأخرى غير هذا المعنى الحقيقي مجاز وإنه لا يجوز أن يقال إن المتكلم أراد معنى منها إلا مع وجود القرينة ...ومش بس كده حتى لو وجدت القرينة فمادام الحمل على المعنى الأول الحقيقي ممكن فإنه يمتنع الحمل على المجاز...
وزادوا وعادوا وكرروا وفرعوا وزادوا ونقصوا وبنوا وهدموا واشترطوا وأجازوا ومنعوا...
ولو جئت تسأل من أنبأكم بهذا عن العرب...ومن أين لكم هذه الحدود والقوانين ومن أخبركم أن اللغة موضوعة ومن أعلمكم أن هذا المعنى بالذات حقيقي وأن الآخر مجاز...حاروا وأبلسوا وصارت الألسنة مضغ لحم تُلاك في الفم لا تدري ما البيان....
ما علينا....
الآن مع كل هذه الأحكام التي رتبها من وصف طريقة العرب آنفة الذكر هل لا يزال يسوغ أن نقول: إن الخلاف خلاف في التلقيب وما الفرق بين أن نسميه حقيقة ومجازاً وبين أن نسميه اتساعاً وتوسع ،أو حقيقة مفردة وحقيقة تركيبية و...و... (؟؟)
لا لا يجوز أبداً ...بل هذا لعب بالعقول وسخرية باللسان وأهله...
بل مذهب المجاز مذهب تام قائم له أحكام وقوانين وتبعات وليس مجرد تلقيب...
ولا والله ما جرت أحكامه وقوانينه على أمة العرب والإسلام إلا الفساد =فساد الدين وفساد اللسان...
8- تكلم الدكتور كلاماً طويلاً عن شيوع القسمة في أوساط البلاغيين والأصوليين ،وختم كلامه بقوله: ((إن الأقلام المختلفة إذا تعاورت على باب من أبواب العلم ، فلا شك أنها تزيده وضوحا وجلاء ، وتكسب الموضوع عمقا)) .
قلت: والحق أنه ما ثم إلا قلم واحد شيخنا الفاضل وهو القلم الاعتزالي ومخنثه الأشعري ،لن يخرجه عن هذين الوصفين تدثره بدثار البلاغة أو استخفاءه بلثام الأصول،ولن يُساعده على النجاء من التهمة تسليم بعض أهل السنة بهذه الألفاظ ورضاءهم بهذه التقسيمات؛ فللشيوع أثره،ولغلبة الكثرة أثرها،ولضعف غير المتخصص تحت ضغط الألفاظ التي يلوكها المتخصص وطأته.
9- تكلم الدكتور عن وجود المجاز في شعر الجاهلية وفي القرآن وفي كلام النبي ثم ذكر الاتساع الذي ذكره سيبويه وأشار إلى سعة تصرف العرب في كلامها الذي ذكر الشافعي.
قلت: لا يزال الدكتور سادراً في نفس المغالطة والمصادرة = وهي : الاستدلال بوجود ظاهرة الاتساع واستعمال اللفظ الواحد في أكقر من معنى وإشارة سيبويه والشافعي إليها= على ثبوت القسمة ..بل والتعبير بالقسمة نفسها على الرغم من أن من نقل عنهم لم يستعملوا نفس ألفاظ القسمة ولا أشاروا إلى الأحكام والقوانين المنضوية تحت القسمة. أما تفسير مثبة المجاز من شراح سيبويه لاتساع سيبويه بأنه مجاز فليس أقل كذباً من تفسير كلام الله على المعاني البدعية الذي فعله كثير ممن فسر القرآن، فلا يصلح ذلك دليلاً يكشف عن مراد سيبويه، واستدلال الدكتور بوحدة الأمثلة عجيب جداً ؛ لأن محل البحث واحد وهو ظاهرة الاتساع وأمثلتها،وإنما الشأن في القسمة والتلقيب والأحكام المنضوية تحت التقسيم فستظل الأمثلة واحدة عند الجميع.
وقد أشرتُ إلى وجه المغالطة والمصادرة من قبل فلا أعيد..وإنما أُقرب بمثال:
إنما مثل الدكتور في كلامه كمثل من يثبت التواتر والآحاد ولا يحتج بالآحاد في الاعتقاد فيستدل فيقول: وهذا الذي نقرره ظاهر في سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
فإن حاققته: أين لفظ التواتر ولفظ الآحاد في كلام النبي(؟؟)
أجابك: ليست العبرة بالألفاظ والمسميات ألا ترى أن من الأحاديث ما روي من طرق لا تُحصى كثرة ومنها ما روي من طريق واحد
فتجيبه: نعم أرى هذه الظاهرة وأقر بوجودها وأقدر بوجود أساس مبدئي واضح للتفريق وهو اختلاف عدد الطرق ولكني لا أعلم أن أحداً سمى هذه متواتر وتلك آحاد فهذا قدر زائد على مجرد وجود الظاهرة.
القدر الزائد الثاني على مجرد وجود الظاهرة وعلى مجرد تقسيم الظاهرة إلى قسمين = إعطاء كل قسم أحكام تخالف القسم الآخر من ناحية الحجية مثلاً = بلا بينة.
الآن أرجو تطبيق هذا على قضية المجاز مع التنبه للفرق في قضية المجاز فالقدر الزائد فيها أكبر : ظاهرة الاتساع موجودة في الكلام العربي .
القدر الزائد الأول: تقسيم المعاني (أو الألفاظ)إلى بلا دليل صالح.
القدر الزائد الثاني: تسمية قسم بالحقيقة والباقي بالمجاز أو المجازات.
القدر الزائد الثالث: الأحكام التي ستُعطى لما زعم أنه حقيقة وتنزع عن ما زعم مجازاً.
10- قال الدكتور: ((ممن سمى المجاز في عصر سيبويه ( استعارةً ) أبو عمرو بن العلاء ( ت 154 هـ ) ؛ فإنه - رحمه الله - قد سمى المجاز ( استعارةً ) ، ونقل له شواهد على ذلك ابنُ رشيق في ( العمدة ).
قلت: هذا نقل معلق لا سند له.
11- ذكر الدكتور كلام الأخفش.
قلت: والأخفش بصري معتزلي لا يٌفرح بمثله.
12- ذكر الدكتور أبا عبيدة معمر بن المثنى.
قلت: كتبتُ عن كتابه مقالاً طويلاً فليُراجع.
13- ذكر الدكتور كلام ابن قتيبة والبخاري وغيرهم من أهل السنة وهناك بعدهم .
وختم بقوله: ((وهذا الإيراد للمجاز بمعناه الاصطلاحي في هذه البيئات المختلفة ؛ الأدباء ، واللغويون ، والمحدثون ، وعلماء الشريعة - يدل على أنه كان مشهورا في القرن الثالث لا سيما في المنتصف الأول منه )).
قلتُ: نحن لا ننفي ورود المجاز على لسان هؤلاء ،بعد شيوعه على لسان الجاحظ ومن بعده وسطوة اللفظ والتقسيم وتلقي العقول السنية له ليس بمستنكر فقد نُقب النقب.
ولذا فالذي ادعاه نفاة المجاز عدم وجود هذا اللفظ قبل المعتزلة ومنظريهم وسلامة القرون الثلاثة الأول والأئمة الأربعة ،وطبقتهم = منه.
وإن كنت أستشعر من سياق الدكتور وحرصه على إثبات وجود المجاز في القرن(المئوي) الثالث = أنه أخطأ في فهم مراد أهل العلم عموماً ونفاة المجاز خصوصاً من عبارة: ((القرون الثلاثة)) ..فالمراد بلفظ القرن في تلك العبارة في كلام أهل العلم وفي كلام النبي صلى الله عليه وسلم = القرن أي الجيل من الناس وليس القرن الذي هو (مئة عام) فهذا اصطلاح متأخر.
فالقرون الثلاثة: هم الصحابة والتابعون وأتباعهم.فليتنب وليُجعل هذا مثالاً على خدعة الشيوع والمتبادر للذهن.
14- تطرق الدكتور لنفي نسبة القول بنفي المجاز عن جماعة ممن نُسب إليهم ذلك ، ولا أحب التعرض لذلك فليس مع الدكتور في نفيه علم يُرد عليه،وليس معنا في إثبات نسبة القول لهم إلى تتابع النقل عنهم تتابعاً نطمئن إلى ثبوت النقل به عنهم.
15- تطرق الدكتور لشيخ الإسلام وحاول حصر دافع الشيخ في الدافع العقدي وهذا خطأ محض والمتأمل في كلام الشيخ وربطه بين مثبتة المجاز وبين الأصول اللغية للمسألة يعلم أن الشيخ يُبطل المجاز في نفسه بقطع النظر عن أثره العقدي..وما نقله الدكتور عن الشيخ بواسطة القاسمي سبق إبطاله .
16- تطرق الشيخ للأصول العقدية التي تيسر الجمع بين ثبوت المجاز وبين النجاة من توسل المبتدعة به إلى بدعهم.وهنا فقط أحب أن أشير لشئ مهم تجمعه نقاط خمس:
الأولى: إنكار القسمة لمجرد منع توسل أهل البدع بها لمراميهم = غير صحيح.
الثانية: لا يلزم مثبتة المجاز غبش بدع من جمع إلى إثبات المجاز التوسل به إلى بدع الصفات والمنزلة بين المنزلتين.
الثالثة: إنفكاك إثبات القسمة عن البدع المبنية عليها أحياناً لا يمنع جعل إثبات القسمة من أصول أهل البدع.لكن لا من جهة مجرد إثبات القسمة وإنما من جهة إثبات القسمة وتطبيقها على النصوص والمسائل المعينة.
الرابعة : هذا التقسيم باطل في نفسه ومن ناحية الأسس العلمية ، والمنهج العلمي = بقطع النظر عن الدوافع الكلامية التي كانت وراءه والقضايا العقدية التي بنيت عليه.
الخامسة وهي أهم النقاط: صورة النعامة تدس رأسها في الرمال= هي أصدق الصور المعبرة عن من يغفل أو يتغافل عن أن شيوع فكرة التقسيم بقوانينها كان على يد الجاحظ وأن أهم قوانينها وتعريفاتها صاغته يد أبي الحسين البصري المعتزلي،وأن الذي أكمل العمل عبد القاهر الجرجاني الذي لم يخرج من جرجان وكانت دراسته على يد ابن أخت أبي علي الفارسي المعتزلي،وأن هذه الفكرة بقوانينها لا أثر لها عبر مائتي عام من عمر هذه الأمة.
أبو جهاد الأثري
2008-12-15, 03:32 PM
بارك الله فيك
والحقيقة أن نظرية المجاز مرهونة بأصل الوضع اللغوي، فإذا سلم لهم القول بأصل الوضع سلمت معه نظرية المجاز.
ولكن لما كان القول بالوضع اللغوي مسألة غيبية ، فما ينبني عليها سيكون ضربا من الظن المذموم على أقل تقدير.
إضافة إلى أن المجاز في واقع الأمر سيلتهم الحقيقة، لا يترك لها وجودا.
فابن جني قد ذهب إلى القول بأن أكثر اللغة مجاز.
فإذا قلت ضرب زيد ، فهذه مجاز عنده لأنه لا يمكن أن يجتمع له في وقت واحد كل معاني الضرب، فيكون محمولا على الاتساع أو تشبيه القليل بالكثير أو المبالغة، لأنه هنا وضع للكل في موضع البعض.
فلم يبق على هذا للحقيقة أثر بل أصبحت اللغة مجازا كلها!!
وفي ظني أن ابن جني هو أكثر من التزم بما يُلزم به القائلون بالمجاز دون مواربة ولا مداورة ... فتأمُّلُ بعض المنقول عنه يدلك على ما تجنيه هذه النظرية على اللغة وبالتالي على الدين.
والله الهادي سواء السبيل.
خزانة الأدب
2008-12-15, 07:19 PM
والحقيقة أن نظرية المجاز مرهونة بأصل الوضع اللغوي، فإذا سلم لهم القول بأصل الوضع سلمت معه نظرية المجاز.
ولكن لما كان القول بالوضع اللغوي مسألة غيبية ، فما ينبني عليها سيكون ضربا من الظن المذموم على أقل تقدير.
غير صحيح، بارك الله فيك!
وهذه إحدى مغالطات المنكرين للمجاز!
فلو قلتُ لك (شغِّل الكمبيوتر)، وأنا أقصد دماغك، فهذا مجاز، مع أن الكلمة مستحدثة من نحو ثلاثين عاماً، ولا علاقة لها بالغيب اللغوي.
أبو فهر السلفي
2008-12-15, 07:23 PM
بوركت أخي خزانة الأدب..
يُمكن تصحيح كلام أبي جهاد إن كان متنبهاً إلى أن من معاني الوضع ونظائره عند أبي عبد الله البصري -وعنه أخذ كثير من المثبتة- الاستعمال واصطلاح المخاطبة = فتدخل الألفاظ الحادثة..
أبو جهاد الأثري
2008-12-15, 09:08 PM
غير صحيح، بارك الله فيك!
وهذه إحدى مغالطات المنكرين للمجاز!
فلو قلتُ لك (شغِّل الكمبيوتر)، وأنا أقصد دماغك، فهذا مجاز، مع أن الكلمة مستحدثة من نحو ثلاثين عاماً، ولا علاقة لها بالغيب اللغوي.
أحسن الله إليك
من قال إن منكري المجاز، ينكرون إمكانية الاصطلاح بين الناس؟!
إن شيخ الإسلام نفسه لم يكن غائبا عنه إمكانية ذلك ، وهذه من وظائف اللغة = هي المسمّاة عند المتأخرين من اللغويين بالوظيفة (الميتا-لغوية)، التي هي في ذاتها مندرجة ضمن وظائف أخرى كالوظيفة الانفعالية ، والتعبيرية ، واللَّغْوية(بتس ين الغين) والإحالية...
فشيخ الإسلام رحمه الله تعالى يقول : نَعَمْ قَدْ يَضَعُ النَّاسُ الِاسْمَ لِمَا يَحْدُثُ مِمَّا لَمْ يَكُنْ مِنْ قَبْلِهِمْ يَعْرِفُهُ فَيُسَمِّيهِ كَمَا يُولَدُ لِأَحَدِهِمْ وَلَدٌ فَيُسَمِّيهِ اسْمًا إمَّا مَنْقُولًا وَإِمَّا مُرْتَجَلًا وَقَدْ يَكُونُ الْمُسَمَّى وَاحِدًا لَمْ يَصْطَلِحْ مَعَ غَيْرِهِ وَقَدْ يَسْتَوُونَ فِيمَا يُسَمُّونَهُ . وَكَذَلِكَ قَدْ يَحْدُثُ لِلرَّجُلِ آلَةٌ مِنْ صِنَاعَةٍ أَوْ يُصَنِّفُ كِتَابًا أَوْ يَبْنِي مَدِينَةً وَنَحْوَ ذَلِكَ فَيُسَمِّي ذَلِكَ بِاسْمِ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ الْأَجْنَاسِ الْمَعْرُوفَةِ حَتَّى يَكُونَ لَهُ اسْمٌ فِي اللُّغَةِ الْعَامَّةِ , اهـ مجموع الفتاوى (7-92).
لكن - بارك الله فيك - ألم تستعمل اللغة في هذه المواضعة؟
أليس في تسميته لولده أو لآلته أو لكتابه أو لمدينته بهذا الاسم المرتجل أو المنقول، قد استعمل اللغة؟
فعدنا للقول بأن الوضع اللغوي ثبتت به اللغة، وهذه اللغة هي التي ثبت بها هذا الاصطلاح المستحدث أو الوضع "الميتالوغوي" ، فتأمل.
فقولك:
مع أن الكلمة مستحدثة من نحو ثلاثين عاماً، ولا علاقة لها بالغيب اللغوي
أجيب عنه فأقول:
هذه الآلة : " الكمبيوتر " أو " العقل الإلكتروني " أو " الحاسوب " ، لم تكن من الأجناس المعروفة حتى يكون لها اسم في اللغة العامة. فتنبه لهذا!
وكوننا نستعمل كل حين أعرافا لغوية غير مسبوقة ، فلا يشكل هنا مطلقا ، لأنه ليس سوى استعمال كلمات قديمة لنضع بها كلمات جديدة.
فأما الوضع السابق للاستعمال فلا يدل عليه شيء، اللهم إلا التقدير الذهني، وهذا لا يمكن البرهنة عليه بوجه من الوجوه.
وعليه نعود إلى أن الصواب هو نظرية الاستعمال لا نظرية الوضع في عموم اللغة.، لأن مفهوم المواضعة داخل في جملة التقديرات الذهنية، وأما في جوهرها فهي استعمال في الواقع ، وهو ما يكثر تعبير شيخ الإسلام عنه بقوله (في نفس الأمر).
فحيث كان، الكل يستعمل اللغة، وأما الوضع فهو أمر غيبي ومتاهة ميتافيزيقية.
والله تعالى أعلم.
أبو جهاد الأثري
2008-12-15, 09:13 PM
بوركت أخي خزانة الأدب..
يُمكن تصحيح كلام أبي جهاد إن كان متنبهاً إلى أن من معاني الوضع ونظائره عند أبي عبد الله البصري -وعنه أخذ كثير من المثبتة- الاستعمال واصطلاح المخاطبة = فتدخل الألفاظ الحادثة..
نفع الله بك
لم أنتبه لما كتبته.
أبو فهر السلفي
2008-12-15, 09:21 PM
فالسؤال لك إذاً يا أبا جهاد..
لنفرض أنك وجدت ورقة كتب فيها: هذا كمبيوتر..
فسر لي كلام كاتب هذه الورقة وماذا أراد بكلامه(؟؟)
أبو جهاد الأثري
2008-12-15, 09:28 PM
أحسن الله إليك
ومن قال أن هذا كلام أصلا؟ ( ابتسامة )
أبو جهاد الأثري
2008-12-15, 09:42 PM
كنت قد سألتك يا أبا فهر سؤالا شبيها بهذا فلم تجبني فيما أحسب.
وقلت لك في موضوعك الموسوم ب: لا تقل الأمر للوجوب...
لو جاء العبد خبر عن سيده يقول له : أعطني كأس ماء
فهل يحمله على الوجوب أم الندب أم يتوقف؟
ومثله هذا: لو وجد ورقة مكتوبا عليه : افعل كذا.
؟
؟
؟
أبو فهر السلفي
2008-12-15, 09:53 PM
انت عارف يا مولانا السائلون تكثر سهامهم علي فلربما لهيت ببعضهم عن بعض..
أم جوابك فيفيد أنك معي على الجادة وإن كان الجواب يحتاج لإعادة صياغة
مالك بن نبي
2008-12-15, 10:38 PM
أخونا أبو فهر
عموما كنت قد بحثت منذ زمن مسألة المجاز سواء من جهة المخالفين أو الموافقين لأني لم أصل إلى نتيجة من قراءة ما كتب حول هذا الموضوع المتشابك- والذي يحسن بنا إحسان النية في المختلفين فيه.. وأنا وإن كنت أختلف مع الشيخ العسكر حفظه الله في بعض النقاط إلا أني أختلف معك في نقاط أكثر من ناحية إثبات المجاز خاصة وأن بعض اللغويين أثبت حدوث لفظ المجاز في القرن الثالث أي قبل حياة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ..
ثم ألا نستطيع أن نقول بحرمة إعمال المجاز في القرآن كميزة للقرآن الكريم كما نقول بذلك في أبواب التأويل الباطلة؟
خزانة الأدب
2008-12-15, 10:45 PM
الأخ الفاضل أبا جهاد
اعتراضي كان على قولك (الوضع اللغوي مسألة غيبية)، فكان اعتراضي: أين الغيبية في لفظة (الكمبيوتر)؟
ولا ينفع في الإجابة أن تفيدنا بأن الكمبيوتر آلة مستحدثة، وأن شيخ الإسلام قال كذا.
فإما أن تسلِّم بأن قضية المجاز لا علاقة لها بكون الألفاظ قديمة أو جديدة، وأما أن تتمسَّك بأنها مرهونة بمسألة الغيب، وأنك أخطأت عندما ربطت بين المسألتين.
وأما سؤالك:
من قال إن منكري المجاز، ينكرون إمكانية الاصطلاح بين الناس؟!
فهو من باب التشتيت للموضوع، لأنني لم أزعم ذلك، ولو زعمتُه فقد أستطيع الاستدلال عليه بقولك (والحقيقة أن نظرية المجاز مرهونة بأصل الوضع اللغوي، فإذا سلم لهم القول بأصل الوضع سلمت معه نظرية المجاز. ولكن لما كان القول بالوضع اللغوي مسألة غيبية ، فما ينبني عليها سيكون ضربا من الظن المذموم على أقل تقدير). إذن المجاز عندك منحصر بالألفاظ القديمة التي يدخل تاريخها في علم الغيب!
ولعلمك الكريم: حتى الألفاظ القديمة لا يستمر وقوع المجاز فيها إلا لأجل استمرار الناس في الاصطلاح على معانيها. ولو فرضنا أن كلمة (الكمبيوتر) صارت بعد مائة سنة اسماً لنوع من الطائرات، فلن أستطيع أن أقول لك (شغِّل الكمبيوتر).
إذن لا علاقة بين المجاز والغيب، وهذا هو اعتراضي.
وقصدي من هذا الاعتراض أن أوضِّح استعجال كثير من المنكرين للمجاز، قبل تحرير اعتراضاتهم.
أبو فهر السلفي
2008-12-15, 10:52 PM
إلا أني أختلف معك في نقاط أكثر من ناحية إثبات المجاز خاصة وأن بعض اللغويين أثبت حدوث لفظ المجاز في القرن الثالث(الهجري) أي قبل حياة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ..
فيم تختلف معي ..هل أنكرتُ أنا هذا أصلاً (؟؟)
أبو فهر السلفي
2008-12-15, 10:56 PM
الفاضل خزانة الأدب..
أفهم أن تقول : لا ينحصر تحديد وجه القسمة في البناء على الوضع اللغوي الأول..
لكن الذي لا يرتاب فيه عالم بما نتكلم فيه..أن قضية الوضع اللغوي الأول هي أحد أركان نظرية إثبات القسمة..وأن هذا الركن ما ورائي غيبي لا سبيل للعلم به (وهذا ما أقر به الشيخ العسكر)
وسؤالك لأبي جهاد: أين الغيبية في لفظ الكمبيوتر(؟) = سؤال لا محل له..لأن محل الغيبية الذي يرمي إليه أبو جهاد إنما هو فيمن يزعم أن برهان الفصل بين المعاني هو في الفصل بين ما وضع له اللفظ أولاً وما استعمل فيه اللفظ في غير ما وضع له وذلك على البناء على الوضع اللغوي الأول وأنه يمكن معرفة هذا الوضع بالقرائن..وأن مبدأ هذا الوضع كان عند نشأة اللغة لا أنه استعمال صدر ممن سبق له التكلم باللغة..
أبو جهاد الأثري
2008-12-15, 11:57 PM
الأخ الفاضل أبا جهاد
اعتراضي كان على قولك (الوضع اللغوي مسألة غيبية)، فكان اعتراضي: أين الغيبية في لفظة (الكمبيوتر)؟
ولا ينفع في الإجابة أن تفيدنا بأن الكمبيوتر آلة مستحدثة، وأن شيخ الإسلام قال كذا.
فإما أن تسلِّم بأن قضية المجاز لا علاقة لها بكون الألفاظ قديمة أو جديدة، وأما أن تتمسَّك بأنها مرهونة بمسألة الغيب، وأنك أخطأت عندما ربطت بين المسألتين.
سبحان الله!!
أخي الكريم:
عرف صاحب الايضاح:الحقيقة : الكلمة المستعملة فيما وضعت له في اصطلاح به التخاطب
......والمجاز وهو ما استعمل فيما لم يكن موضوعا له لا في اصطلاح به التخاطب ولا في غيره...
وقال ابن جني في الخصائص : الحقيقة ما أُقرّ في الاستعمال على أصل وضعه في اللغة والمجازُ : ما كان بضدّ ذلك......
فلاحظ معي أن مفهوم"الوضع"ضروري لقيام المجاز...واصل له...فلا يصبح المجاز ممكنا ..الا إذا ثبت وضع سابق.....لكن الوضع السابق هو مجرد دعوى....فكيف تصمد نظرية المجاز؟
لذلك قال الإمام ابن القيم:"...وهذا كله إنما يصح إذا علم ان الألفاظ العربية وضعت أولا لمعان ثم استعملت فيها.....ثم وضعت لمعان أخر بعد الوضع الأول والاستعمال بعده...ولا تتم لكم دعوى المجاز إلا بهذه المقامات الأربع......"اهـ
فكلمة : ( أسد ) بمعنى إنسان شجاع = مجاز.
لكي يصح هذا القول لا بد من :
1- وضع أولي لكلمة أسد ، بمعنى الحيوان المفترس
2- استعمال أسد للدلالة على الحيوان المفترس = دلالة حقيقية
3- وضع تال لهذا الوضع ، بمعنى إنسان شجاع
4- استعمال أسد للدلالة على الإنسان الشجاع = دلالة مجازية
والاعتراض عندنا على هذا الترتيب، لأنه تخرص و قول بلا علم، فلا يمكن لأحد من الناس أن يثبت هذا الكلام!!
وقد ننكر الوضع الثاني ونقول : بل هو وضع واحد واستعمالان.
لكن لن يحل هذا من الإشكال شيئا، فإنه قائم في ذلك الوضع الأول:
من ومتى وكيف وأين تم هذا الوضع؟؟
ثم لن تجد للإجابة - أيها الفاضل - سبيلا إلا بالدعوى، والتألي ، والضرب شرقا و غربا في أمر غيبي بحت.
أفتراك تقول بعد هذا:
وأما أن تتمسَّك بأنها مرهونة بمسألة الغيب، وأنك أخطأت عندما ربطت بين المسألتين ؟؟
أو تقول :
إذن لا علاقة بين المجاز والغيب، وهذا هو اعتراضي
وأما ما قلت - أحسن الله إليك -:
فكان اعتراضي: أين الغيبية في لفظة (الكمبيوتر)؟
فالكمبيوتر كلمة اصطلح عليها أو لنقل تواضع عليها من الناس فئام باستعمال اللغة.
عندنا لغة أنتجت كلمة الكمبيوتر
ووضع لغوي أنتج لغة.
وقد سبق في كلامي - بارك الله فيك - :
وكوننا نستعمل كل حين أعرافا لغوية غير مسبوقة ، فلا يشكل هنا مطلقا ، لأنه ليس سوى استعمال كلمات قديمة لنضع بها كلمات جديدة. ( لاحظ أن هذا هو مقام الكمبيوتر )
فأما الوضع السابق للاستعمال فلا يدل عليه شيء، اللهم إلا التقدير الذهني، وهذا لا يمكن البرهنة عليه بوجه من الوجوه. ( لاحظ أنه هنا يكمن الغيب المشار إليه )
وعلى هذا لا يكون لسؤالك : " أين الغيبية في الكمبيوتر " أساس أيها الفاضل، لأن الغيبية إنما هي في الوضع السابق للاستعمال، وليست في استعمال اللغة لاصطلاح ألفاظ منقولة أو مرتجلة.
ودمت على درب التوفيق قائما.
العرب
2008-12-16, 01:08 AM
ليتك اجتنبت الحدة والشدة في نقاش الشيخ، قد اكثرت من كلمة (مغالطة .. مصادرة ..الخ) يكفيك الوصول للاستدراك باكثر ادبا علميا
خزانة الأدب
2008-12-16, 01:16 AM
تقول بارك الله فيك:
فلا يصبح المجاز ممكنا ..الا إذا ثبت وضع سابق.....لكن الوضع السابق هو مجرد دعوى....فكيف تصمد نظرية المجاز؟
إذن أنت تتمسَّك بأن القول بالمجاز رجم بالغيب.
فأقول: أحسن طريقة لاختبار هذه الفرضية أن نناقش لفظة لا يقال إن الكلام على أصل معناها رجم بالغيب. وههنا لفظة جديدة (الكمبيوتر)، لا أظن عاقلاً يجادل في أنها موضوعة للآلة المعروفة، ولا مجال لاتهام من يقول بذلك، لا بالتخرص و القول بلا علم، ولا بالدعوى والتألي والضرب شرقا و غربا في أمر غيبي بحت.
فما توجيهك إذن لقولي لك (شغِّل الكمبيوتر) بمعنى (شغِّل عقلك)؟
أرجو أن تكون الإجابة مباشرة ومختصرة، وعلى ضوئها يكون النقاش.
ودمت موفَّقاً.
أبو فهر السلفي
2008-12-16, 11:53 AM
ليتك اجتنبت الحدة والشدة في نقاش الشيخ، قد اكثرت من كلمة (مغالطة .. مصادرة ..الخ) يكفيك الوصول للاستدراك باكثر ادبا علميا
بوركتَ..
ليس الأمر على ما توهمتَ؛ فلفظي: المغالطة والمصادرة،من مصطلحات علم الجدل وآداب البحث والمناظرة ، وهما توصيف محض لأخطاء جدلية حوارية ،ولا علاقة لهما بالشدة ولا غيرها..
أبو القاسم
2008-12-16, 01:32 PM
الفاضل أبا فهر..أحييك على الوضوح وحسن البيان..
وأقر لك بأنك أجدت تصوير المسألة..
وأصبت في النتيجة إن شاء الله تعالى
أبوهلا
2008-12-16, 02:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو فهر أنت تقر بأن لبعض الألفاظ أكثر من معنى ، فما الذي يبين المعنى المراد من بين تلك المعاني ؟
أبو فهر السلفي
2008-12-16, 03:12 PM
الفاضل أبا القاسم جزاك الله خيراً..
===========
أخي أبو فهر أنت تقر بأن لبعض الألفاظ أكثر من معنى ، فما الذي يبين المعنى المراد من بين تلك المعاني ؟
القرائن الداخلية والخارجية...
أبوهلا
2008-12-16, 03:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل مصطلح القرائن مصطلح وارد في القرون المفضلة أم محدث بعدها ؟
أبو فهر السلفي
2008-12-16, 05:00 PM
لفظ القرائن أقدم مما ذكرتَ فهو من ألفاظ اللسان الأول لسان عرب الجاهلية..وهو جمع قرينة والقرينة هي ما يقترن بالشئ أي يصاحبه ويكون معه..وهذا المعنى هو مرادي..
أما استعمال القرائن بمعنى الأدلة فهو اصطلاح حادث..
أبوهلا
2008-12-16, 05:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو التوضيح أكثر فالذي فهمته من كلامك السابق أن مرادك من القرائن هو الأدلة الدالة على المعنى المراد من الألفاظ الدالة على أكثر من معنى .
أما مجرد الاقتران والمصاحبة دون دلالة على المعنى المراد فلم أفهمه من كلامك السابق .
أرجو التوضيح والتفريق
أبو فهر السلفي
2008-12-16, 05:38 PM
الأمر سهل يا مولانا..
كل كلام يقترن به ويصاحبه أشياء ..بعضها يصاحبه بنفسه وبعضها يصاحبه بعمل الناظر وهو المسمى بجمع الباب..ثم يُنظر في هذه القرائن المصاحبة للنص ..لتحديد المعنى المعين الذي أراده المتكلم بنصه..
هذه القرائن منها ما يصلح ويفيد في تحديد المعنى ومنها ما لا يفيد..
ثم الذي يفيد هل يدلُ ويسمى دليلاً على المطلوب(؟؟)
الجواب: أما في اللسان الأول .فنعم.يصلح أن يُسمى دليلاً ..
ففي اللسان الأول القرينة شئ لا علاقة له بلفظ الأدلة من جهة الدلالة والمعنى لكنها تكون دليلاً إن دلت الناظر على شئ..
مثال: هل لفظة بعرة ترادف أو حتى تقارب لفظة دليل..
الجواب: لا.
طيب ..هل يدل وجود البعرة على سبق وجود بعير بحيث يمكن القول بأن البعرة دليل على وجود بعير..
الجواب نعم.
أما في الاصطلاح الحادث..علاقة لفظة القرينة بلفظة الدليل من جهة الدلالات علاقة تقارب أو مرادفة مع فرق في القوة..
فالقرينة ما أدى إلى المطلوب برتبة (من جهة قوة الدلالة واطمئنان النظر) أقل من الدليل.
خزانة الأدب
2008-12-16, 06:30 PM
لا يزال سؤالي بلا جواب!
عندما أقول لك (شغِّل الكمبيوتر) بمعنى (شغِّل عقلك)، فهل وُضعت هذه اللفظة لعقل الإنسان؟
الجواب الواضح عندي وعند جمهور الناس فيما أظن: لا ، لأنها لفظة معاصرة، ونحن نعرف متى وُضعت ولأي شيء وُضعت!
إذن هي مجاز! لأنني استعملتها لغير ما تعارف الناس عليه، لعلاقة ظاهرة بين المعنيين، ولأن السياق يدل على أن المعنى الأصلي غير مراد.
فما جوابكم بارك الله فيكم؟
أبو فهر السلفي
2008-12-16, 06:34 PM
الفاضل خزانة الأدب إذا كنتُ داخلاً فيمن تَطلب منهم الإجابة فأعلمني
أبوهلا
2008-12-16, 06:37 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم خليك دوغري معايه حتى نصل للحق إن شاء الله .
لاحظ أخي قولك :
هذه القرائن منها ما يصلح ويفيد في تحديد المعنى ومنها ما لا يفيد..
ثم الذي يفيد هل يدلُ ويسمى دليلاً على المطلوب(؟؟)
الجواب: أما في اللسان الأول .فنعم.يصلح أن يُسمى دليلاً ..
إذن القرينة في اللسان الأول تسمى دليلا على المطلوب .
ثم لاحظ قولك عن القرينة في الاصطلاح الحادث :
فالقرينة ما أدى إلى المطلوب برتبة (من جهة قوة الدلالة واطمئنان النظر) أقل من الدليل.
أعتقد أن مفهوم كلامك هو أنه لا فرق بينهما في اللسان الأول والاصطلاح الحادث .
وأخيرا دعك من البعرة والبعير ـ على الرغم من عدم ورود مصطلح القرينة في كلام ذلك العربي ـ واضرب لي مثالا بلفظ له عدة معاني ميز أهل اللسان الأول بينها بمصطلح القرينة الذي تزعم أنهم يعرفونه .
أما سؤال خزانة الأدب فأنت أول المعنيين ألست صاحب الموضوع ؟؟؟
أبو فهر السلفي
2008-12-16, 06:44 PM
آسف أخي الفاضل فالواضح أنك لا تستطيع فهم كلامي جيداً...فأعتذر عن عدم استطاعتي مواصلة الحوار معك؛فليس عندي قدرة على الإبانة أكثر من هذا..
دمت موفقاً..
أبو جهاد الأثري
2008-12-16, 06:50 PM
لا يزال سؤالي بلا جواب!
عندما أقول لك (شغِّل الكمبيوتر) بمعنى (شغِّل عقلك)، فهل وُضعت هذه اللفظة لعقل الإنسان؟
الجواب الواضح عندي وعند جمهور الناس فيما أظن: لا ، لأنها لفظة معاصرة، ونحن نعرف متى وُضعت ولأي شيء وُضعت!
إذن هي مجاز! لأنني استعملتها لغير ما تعارف الناس عليه، لعلاقة ظاهرة بين المعنيين، ولأن السياق يدل على أن المعنى الأصلي غير مراد.
فما جوابكم بارك الله فيكم؟
بل سبق وأن أجبتك بارك الله فيك
فليتك أخي الكريم تتأمل ما سبق من جوابي ، في مشاركتيّ السابقتين، فلا أحب أن أكرر نفسي!!
دمت مخلصا.
خزانة الأدب
2008-12-16, 08:11 PM
أخي
إنما كررت السؤال لأنني لم أجد الإجابة، وهي تحتاج منك إلى نصف سطر!
هل تلك اللفظة في ذلك المثال حقيقة أم شيء آخر؟
أخي أبا فهر
فضلا الانتظار حتى يجيب أبو حهاد أو ينكل عن الجواب
أبوهلا
2008-12-16, 08:16 PM
آسف أخي الفاضل فالواضح أنك لا تستطيع فهم كلامي جيداً...فأعتذر عن عدم استطاعتي مواصلة الحوار معك؛فليس عندي قدرة على الإبانة أكثر من هذا..
دمت موفقاً..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أظنك أخي السلفي تبحث معي عن الحق . أما أن تتهمني في فهمي فقد خيبت أملي بعد أن ظننتك رجلا آخر !!!
ويحسن أن أذكرك بتوقيعك الذي تذيل به مشاركاتك : قال ابن عقيل الحنبلي : ((اعلم أنه إذا انتهى الجدال إلى المسابة ، دل على أن الذي حمله على ذلك ضيق عطنه وانقطاعه عن حجته)).
يبدو أن المشكلة ليست في فهمي ، وإنما في انقطاعك عن حجتك ، ولو كانت لديك أدنى شبهة ( وليس حجة ) لتبجحت ونفخت كما فعلت مع الدكتور العسكر ، وكما تفعله في بقية مشاركاتك .
دمت موفقا ..
أبو فهر السلفي
2008-12-16, 08:22 PM
أدام الله توفيقك وسعادتك.. وجمع لك خيري الدنيا والآخرة..وجمعنا الله وإياك في جنته إخواناً على سرر متقابلين...
أبو فهر السلفي
2008-12-16, 08:24 PM
أخي أبا فهر
فضلا الانتظار حتى يجيب أبو حهاد أو ينكل عن الجواب
بوركتَ..
هذا ما توقعتُ أنك تريده، ولذا سألتُك حسماً للظن ..
أبوهلا
2008-12-16, 08:26 PM
أدام الله توفيقك وسعادتك.. وجمع لك خيري الدنيا والآخرة..وجمعنا الله وإياك في جنته إخواناً على سرر متقابلين...
أمين
أبو الفداء
2008-12-16, 09:18 PM
الاخوة الأفاضل المشاركون في هذه الصفحة.. أحسن الله اليكم جميعا ...
اعذروا تطفلي ..
الذي أراه والله أعلم أن كثيرا من فرعيات الخلاف في هذه القضية - لا في أصلها ومصدرها - هي من الخلاف اللفظي الذي لا ثمرة له في الحقيقة .. وأنا أرجو أن يكون الاخوة قد لمسوا ذلك في كل موضوع فتح في هذا المجلس وغيره وتصارع فيه "المثبتة" و"النفاة" على نحو ما تكرر ولا يزال يتكرر!
فما دمنا نتفق على أن فهم الكلام يتوقف على الالمام بالقرائن - أو الدلائل أو العلامات أو سمها ما شئت يا أبا هلا - الدالة على معناه عند المتكلم به، وأن ذلك معزو الى ما اتفق عليه الناس في الاستعمال الشائع بينهم، فان خالفوا ذلك الاستعمال الشائع - سواءا كان ذلك الاستعمال من الغيب أو مما شهدنا نحن تواضعهم عليه - وعلمنا أن شيوعه على هذا الوجه يجعل صرفه الى غيره يحتاج الى الالمام بمزيد من القرائن، لم يضرنا بعد ذلك أن نسمي هذا حقيقة وذاك مجازا أو أن نسميهما استعمال قديم واستعمال جديد واستعمال عارض أو غير ذلك مما يسعنا، ولا مشاحة طالما أن المدار في جميع الأحوال هو جمع ما به يعلم مراد المتكلم من كلامه في كل حالة... وبس!!
فمسألة لفظ الكمبيوتر لا يضيرني أن أقول أن اطلاقها وارادة العقل البشري بها من المجاز، طالما أني لم أتوصل لذلك الا بمعرفة أن هذا الاستعمال بخلاف ما هو متعارف عليه بين الناس في عرف مستعملها، وبمعرفة القرائن التي أفادت تحويله الى ذلك المعنى المخالف للاستعمال السائد .. كأن أرى المتكلم وهو يشير الى رأسه مثلا في قوله "شغل الكمبيوتر"، فأفهم مراده! وسؤال الفاضل أبي جهاد ماذا أفهم ان قرأت ورقة مكتوب عليها "افعل كذا" .. فأنا عن نفسي لا أفهم من مجرد هذا شيئا ولا أعد ذلك كلاما فلا أدري لمن كتبت تلك الورقة أصلا، لي أم لغيري وان كانت قد كتبت لي، فهل احتفت بها عندي قرائن تفيد أنني ملزم بطاعة ما فيها أم أن الأمر خلاف ذلك، وهكذا ... هل يلزم أن يكون هذا الآمر ملزما لي بالامتثال لأمره هذا ايجابا وفرضا؟؟ قد يكون كذلك وقد لا يكون، بناءا على معرفتي من هو ذلك الآمر وما موقفي منه وطبيعة علاقتي به وقرائن كثيرة!
ولهذا لما قال القائل بأن الأمر في الشرع يفيد الوجوب حتى تتبين قرينة تحمله على خلاف ذلك، اعتضدنا لقوله هذا بقرائن كثيرة ليس ههنا محل البسط فيها، منها معرفتنا وتسليمنا بأننا عبيد لنا سيد يأمرنا، فأول ما ينصرف اليه الذهن من الأمر لزوما هو الوجوب وضرورة الامتثال.. هذه كلها قرائن يتحقق الفهم بجمعها واستقصائها .. وفي جميع الأحوال يجب استقصاء تلك القرائن والدلائل جميعا دون تقصير ..
فالأمر هين يا اخوان والله، طالما أننا نعرف كيف نرد على أصحاب الباطل باطلهم، ونهدم لهم ما التزموه من لوازم باطلة مبناها نظريات اليونان أو غيرها من افك الفلاسفة وأهل الباطل .. نعم القول بمعرفة حقيقة وضع اللفظ الأول رجم بالغيب ولا شك، سيما ان كان في لغة لم نشهد المتكلمين بها ولم نكن معهم في زمانهم - كما هو حال لسان القرءان في زمان التنزيل - ولكن ان قال أحدهم هذا حقيقة وهذا مجاز، لم نبدعه بمجرد ذلك ولم نرده عليه هكا مطلقا، وانما لزم أن نستفصل منه عن هذا الذي يسميه حقيقة ماذا يقصد به؟ هل يقصد أنه المعنى الذي وضع اللفظ في الأساس من أجل ارادته؟ فان قال نعم قلنا له وما دليلك؟ فان قال كما قال صاحبنا هنا بأن لفظة كمبيوتر معلوم أنها ما وضعت الا لارادة الجهاز الفلاني والذي يعرفه عامة مستعملي هذه الكلمة، لم نشاححه في قوله هذا حقيقة وهذا مجاز ولم ينبن على الخلاف معه أي فائدة!! وان كان اللفظ قديما وقال جوابا على سؤالنا: وجدت أغلب أصحاب المعاجم التي ترجمت للفترة التي أبحث فيها يفيدون بذلك، قلنا فهذا يستفاد منه الاستعمال الغالب في ذلك الزمان تحديدا لا الأصل الأول للكلمة الذي وضعت لارادته! فان أقررنا الأول على ما قال ونازعنا الثاني، كان ماذا؟ لا زلنا يلزمنا استيفاء سائر القرائن التي تفيد في كل حالة أن المتكلم يريد هذا المعنى الذي فهمناه دون غيره!! هذه قاعدة نتفق عليها جميعا، من أثبت ومن نفى، بغض النظر عن تفريعات المعتزلة والجهمية عليها، فلماذا نضخم هذه القضية الى هذا الحد؟؟
أبو فهر السلفي
2008-12-16, 09:37 PM
أصحاب الحقيقة والمجاز لا يبحثون يا مولانا فالأصل هو اللمعنى (س)حتى تقوم قرينة تصرف عنه ..
أما نحن فنقول: لا يوجد أصل ولا يُعلم المعنى ولا يُحكم به حتى يُستفرغ الوسع في جمع الباب..حينها فقط يُمكنك التمسك بالمعنى الذي انتهيت إليه..
هم يقولون إذا تجرد عن القرائن..
ونحن نقول لا يوجد لفظ يتجرد عن القرائن..
وانظر هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13420
أما مسألة الكمبيوتر ونظائرها فجوابها الشافي حاضر ينتظر إذن (خزانة الأدب)..
أبو جهاد الأثري
2008-12-16, 10:10 PM
أخي
إنما كررت السؤال لأنني لم أجد الإجابة، وهي تحتاج منك إلى نصف سطر!
هل تلك اللفظة في ذلك المثال حقيقة أم شيء آخر؟
أخي أبا فهر
فضلا الانتظار حتى يجيب أبو حهاد أو ينكل عن الجواب
نعم ، هي حقيقة
والكمبيوتر يطلق على الآلة وعلى العقل البشري وعلى لعبة الأطفال الشبيهة به ....
والقرينة هي التي تحدد لي ما تقصده حين تقول لي : شغل الكمبيوتر.
وعذرا من جميع الإخوان فإني قد جاءتني شواغل، فادعو لي فأنا في ضيق ، بارك الله فيكم أجمعين.
ولم أفهم هذه بارك الله فيك:
أو ينكل عن الجواب
ولي على مداخلة أخينا الفاضل أبي الفداء، تعليق فلعل الله ييسر لي أمري.
أبو الفداء
2008-12-16, 10:12 PM
سيدي الفاضل، قرأت هذا الموضوع الذي أحلتني عليه من قبل، وسامحك الله على التعريض بنسبة كلامي هذا الى السذاجة في التهوين من شأن الخلاف، الحاقا له بهذا الذي تنقده في المقال المحال اليه!
لا يا أخي لا أهون من الخلاف هكذا باطلاق، ولكن أنبه الى ضرورة معرفة وتصور موقف كل متكلم فيه وحقيقة ما يقصده بوضوح، قبل أن تطلق عليه لوازم متقررة عندك وعند غيرك مرتبطة بصفة "المثبتة" وهي قد لا تلزم باطلاق وقد لا يلتزمها هو بحال!! تقول مثلا أنهم لا يبحثون ولا ينظرون في القرائن، واطلاق هذا الكلام في حد ذاته غير صحيح وهم قطعا لا يقبلونه! أليس النظر في المعاجم في حد ذاته يعد بحثا عن قرائن لمعرفة المعنى المراد، بغض النظر هل أقررناهم على الاكتفاء بها أم لا؟؟؟؟ فما الذي ينبني عندهم بعد ذلك على ما يجدون في تلك المعاجم؟ فليسمه هو المعنى الحقيقي ان شاء، أو المجازي ان شاء، المهم أننا لا نقبل منه اطلاق أي قاعدة عامة الا بدليل.. كأن يقول أن هذا هو المتعين حمل المراد عليه من اللفظة أو من الأسلوب دائما وفي كل حالة ما لم تظهر قرينة صارفة الى خلافه، هذا لا نقبله الا ان أثبت لنا أنه في مثل هذه الحالة يستند في ذلك الى قرينة متفق عليها، كما في مثال قاعدة الأمر يفيد الوجوب والتي أشرت اليها في مشاركتي الآنفة.. فان سلمنا بهذا لم نقبل منه أن يطلق هذه القاعدة في كل الأحوال دون التفات الى القرائن المحتفة بالكلام.. المهم أن يثبت صاحب الزعم بالقرائن في كل حالة على حدة أن ما فهمه هو مراد المتكلم من استعمال اللفظة! فان كان هذا هو مجرى البحث وهذه هي وجهته، واتفق معنا على هذا التأصيل، فلا مشاحة اذا في أن يقول هذا حقيقة وهذا مجاز!! فهل اتضح ما أرمي اليه؟؟
يعني باختصار لا تعمم صورة واحدة على كل من قال حقيقة ومجاز يا شيخنا، تنسبه الى نظريات أرسطوطاليس، وهو منها براء!
هذا غاية ما أردت بيانه ...
أرجو ألا يضيق صدرك بكلامي هذا، والله من وراء القصد، وشكر الله سعيكم وسددنا واياكم الى ما يحب ويرضى.
أبو فهر السلفي
2008-12-16, 10:19 PM
يا مولانا أنت أعقل من أن تظن أني قصدتُ رميك بالموجود في المقال إنما أردت تكميل الفائدة فحسب
أبو فهر السلفي
2008-12-16, 10:21 PM
أما الباقي ..فمعذرة يا مولانا هم فيما ذكرتُ صورة واحدة..
أبو فهر السلفي
2008-12-16, 10:25 PM
وما ذكرتَه أنت من الرجوع للمعاجم وأن كذا قران = ويسمونها ما شاءوا..كل ذلك عندي لا ينفق في سوق العلم وهو خيال ذهني لا علاقة له بالبلاء الذي أنشأه البصري وإخوانه..ولا علاقة له بتنظير المجازيين للمجاز..
أبو الفداء
2008-12-16, 10:34 PM
لم تفهمني الى الآن يا أبا فهر، لكن لا بأس .. فأنا على أي حال متفق معك على ابطال أصول الفلاسفة وأوهامهم، ولست من "المثبتة" ولا أنتصر لهم ولا لغيرهم حتى لا تحسبني منهم .. (ابتسامة)
انما الدليل ديدني به أحتج على هؤلاء وهؤلاء، والحمد لله وكفى.
أبو فهر السلفي
2008-12-16, 10:58 PM
بوركتَ..وأنت حبيب كما تعلم..
أبوهلا
2008-12-16, 11:00 PM
أخي أبو الفداء لا يغرنك زعمه أني لم أفهم كلامه فقد تناقشت مع هذا السلفي في مسألة طاعة ولاة الأمر من قبل عندما كنت أفهم فانقطع وشهد لي الإخوة هناك بالصواب انظر الرابط
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=23365
وتناقشت مع هذا السلفي عندما كنت أفهم في مسألة لصيقة عنده بالمجاز وهي مسألة الأمر للوجوب فانقطع واعترف هو بخطئه انظر الرابط :
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=13859
وحين بدأت معه هنا اختصر الطريق وقال السلامة لا يعدلها شيء ثم قال كلمته وانصرف . ولو ثبت لتبين له الحق إن كان يبحث عنه .
أما أنت أخي أبو الفداء فانظر معي قولك :
الاخوة الأفاضل المشاركون في هذه الصفحة.. أحسن الله اليكم جميعا ...
اعذروا تطفلي ..
أخي ليس في المنتديات تطفل بل هي موضوعات تطرح للمدارسة ، ومن كان لديه حديث خاص فلماذا ينشره على الملأ !!! كما أن هناك الرسائل الخاصة يمكنه استخدامها .
فما دمنا نتفق على أن فهم الكلام يتوقف على الالمام بالقرائن - أو الدلائل أو العلامات أو سمها ما شئت يا أبا هلا - الدالة على معناه عند المتكلم به، وأن ذلك معزو الى ما اتفق عليه الناس في الاستعمال الشائع بينهم، فان خالفوا ذلك الاستعمال الشائع - سواءا كان ذلك الاستعمال من الغيب أو مما شهدنا نحن تواضعهم عليه - وعلمنا أن شيوعه على هذا الوجه يجعل صرفه الى غيره يحتاج الى الالمام بمزيد من القرائن، لم يضرنا بعد ذلك أن نسمي هذا حقيقة وذاك مجازا أو أن نسميهما استعمال قديم واستعمال جديد واستعمال عارض أو غير ذلك مما يسعنا، ولا مشاحة طالما أن المدار في جميع الأحوال هو جمع ما به يعلم مراد المتكلم من كلامه في كل حالة... وبس!!
أحسنت أخي أبو الفداء هذا الكلام هو نفس الذي كنت أريد الوصول إليه مع الأخ السلفي ولكن خطوة خطوة أي حتى نتفق على المقدمات فنصل إلى هذه النتيجة .
فلماذا نضخم هذه القضية الى هذا الحد؟؟
هذا السؤال موجه إلى الأخ الذي سلسل سلسلة من المقالات في هذا المنتدى عن مسألة المجاز .
أبو فهر السلفي
2008-12-16, 11:14 PM
الفاضل خزانة الأدب يبدو أن ما ذكره أبو جهاد هو منتهى مراده فإن شئت = أجبتُك..
أبوهلا
2008-12-16, 11:18 PM
لم تفهمني الى الآن يا أبا فهر،
دنيا صغيرة !!!!!
خالد بن مهاجر
2008-12-16, 11:35 PM
الأخ الكريم أبو فهر أنا أتابع سلسلتك عن المجاز من فترة والحق لك هي جيدة لكن نقدك هذا هو أوضح ما كتبت يوضح مذهبك فجزيت الجنة
الأخ أبو هلا لا تتعب نفسك فيبدو أن أبو فهر سيتبع معك طريقته الأثيره
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=19524
وقد راجعت موضوع طاعة ولي الأمر فما وجدته إلا أعرض عنك لسوء أسلوبك
وراجعت الرابط الذي وضعته عن الأمر فما رأيته أخطأ ولا رأيته ذكر أي شئ عن الاعتراف بالخطأ أنت كنت تستوضحه عن مراده فأفهمك وشرح لك
وأريد أنبهك لشئ بمناسبة الدنيا الصغيرة: هو قال إنك لم تفهمه فأرعدت وأزبدت ولازلت تسئ الخطاب من ساعتها وهو ما فعل إلا الدعا لك
وفي المقابل أبو الفداء قال إن أبو فهر لم يفهمه فما رد عليه أبو فهر إلا بالمحبة والدعاء بالبركة
فعلا كل اناء بما فيه ينضح
أبو الفداء
2008-12-16, 11:53 PM
فقد تناقشت مع هذا السلفي .....
وتناقشت مع هذا السلفي .....
وحين بدأت معه هنا ....
ولو ثبت لتبين له الحق إن كان يبحث عنه ....
ويحك!!! ما هذه الطريقة يا أخي؟؟؟ هذا السلفي .. !!، ولو ثبت لتبين له الحق و... كأنك تصارع مبتدعا!!
أنت أيضا لم تفهم مرادي يا أبا هلا، فتريث!!
أخي نحن لا نتكلم في اثبات القدر ونفيه، انما في اثبات المجاز ونفيه فتأمل! ومن أهل السنة من يثبتون المجاز ومنهم من ينفونه، وكلهم متفقون على ذات الأصول وينتهون من النصوص الى ذات الفهم في النهاية، فان كان الجدال فيما بيننا نحن معاشر أهل السنة في هذا التفريق فأمره اذا هين، لأننا جميعا - سواء ألحقنا بالمثبتة أو بالنفاة - ان حاججنا جهميا أو مبتدعا من أي طائفة فطرائق احتجاجنا عليه واحدة والزاماتنا واحدة فيما يتعلق باللفظ والمعنى المراد منه وطريق الوصول الى ذلك المعنى! فمن هذه الجهة قلت: الخطب يسير والكلام ليس باطلاقه!
أما أنت يا أخي الفاضل ...
فتأمل ما هجمت به على أخيك كأنك تناظره على التوحيد!!
ما هكذا تورد الابل يا أبا هلا.. سامحك الله!
ولعل أبا فهر أن يكون بهذا قد زاد قصدي وضوحا له، والله الموفق ..
أبوهلا
2008-12-16, 11:54 PM
هو قال إنك لم تفهمه فأرعدت وأزبدت ولازلت تسئ الخطاب من ساعتها
تكرم علي أخي وحدد لي في أي مشاركة أرعدت وأزبدت وأسأت الخطاب ، لأني لم أشارك بعد انتهاء حديثي معه إلا بمشاركتين من أصل 11 مشاركة .
وأنا لدي الشجاعة في الاعتذار منه إن تبين أني أخطأت في حقه أو أسأت الخطاب معه .
خالد بن مهاجر
2008-12-17, 12:12 AM
حتى مشاركاتك انت لا تفهمها ولا ترى ما فيها من الغلظة والغضبة وسوء المخاطبة هذا عجيب
على كل حال كل ذي عينين وعقل بما فيهم الأخ ابو الفداء تنبهوا لسوء خطابك وغلظتك
أبوهلا
2008-12-17, 12:39 AM
حتى مشاركاتك انت لا تفهمها ولا ترى ما فيها من الغلظة والغضبة وسوء المخاطبة هذا عجيب
على كل حال كل ذي عينين وعقل بما فيهم الأخ ابو الفداء تنبهوا لسوء خطابك وغلظتك
أدام الله توفيقك وسعادتك .. وجمع لك خيري الدنيا والآخرة .. وجمعنا الله وإياك في جنته إخواناً على سرر متقابلين ...
أبوهلا
2008-12-17, 12:53 AM
سأتوقف هنا لأني لن أفيدكم ما دمتم غير متفهمين لي .
خزانة الأدب
2008-12-17, 03:24 PM
نعم ، هي حقيقة. والكمبيوتر يطلق على الآلة وعلى العقل البشري وعلى لعبة الأطفال الشبيهة به ....والقرينة هي التي تحدد لي ما تقصده حين تقول لي : شغل الكمبيوتر.
وعذرا من جميع الإخوان فإني قد جاءتني شواغل، فادعو لي فأنا في ضيق ، بارك الله فيكم أجمعين.
أشكرك على الجواب المختصر، بارك الله فيك وفرَّج عنك.
ولولا اعتذارك لطرحت عليك سؤالاً آخر:
ماذا لو كنا نناقش مسألة عويصة، وكنتَ معروفاً بالهدوء وبردودة الأعصاب، فقلتُ لك (شغِّل الثلاجة!)، ونقرت بإصبعي على رأسي!
ربما ستقول أيضاً: الثلاجة تطلق على الآلة وعلى العقل البشري وعلى لعبة الأطفال الشبيهة بها ....والقرينة هي التي تحدد لي ما تقصده حين تقول لي : شغل الثلاجة!
وقد أقول (شغِّل السلحفاة!)، لبطء تفكيرك، حاشاك!
وقد أقول (شغِّل الصحراء الكبرى!)، للدلالة على الجفاف والفراغ، وحاشاك أيضاً!
... إلخ، مما يناسب المقام وتدل عليه القرائن.
وإذن فلا حاجة لمزيد من الأسئلة، فأنتقل إلى المناقشة وأقول مستعيناً بالله:
أولاً: ظهر من الأمثلة أعلاه أن الألفاظ التي قد أستعملُها للدلالة على ذهن الإنسان غير متناهية.
ثانياً: كما ظهر أن المسألة لا علاقة لها بالغيب (وهو موضوع النقاش بيني وبين الأخ أبي جهاد وفقه الله)، إذ لا فرق بين أن أكون قد سُبقت إلى استعمال الكمبيوتر والثلاجة والسلحفاة والصحراء بهذا المعنى، فأكون أول مستعمل لها في التاريخ كله! أو أكون عند نفسي قد اخترعت الاستعمال ثم يتضح أنني مسبوق إليه، أو أكون قد كرَّرتُ عبارة مشهورة متداولة. ولكن من واجبي في جميع الأحوال أن أوصل الرسالة إلى السامع ليعرف المعنى المقصود، حتى لو كان يسمع هذا الأسلوب لأول مرة. غاية ما في الأمر أن شهرة أسلوب ما وانتشاره على الألسنة وطروقه للآذان يسهِّل الأمر، ويقلِّل من مقدار القرينة اللازمة، وإلا فلا بدَّ من مزيد قرائن (كنقر الرأس للدلالة على المقصود بالثلاجة، لأنها أندر استعمالاً في هذا المقام من الكمبيوتر).
ثالثاً: من المغالطة أي يقول الأخ (هي حقيقة. والكمبيوتر يُطلق على الآلة وعلى العقل البشري وعلى لعبة الأطفال الشبيهة به)، لأن سؤالي نفسه يتضمن إطلاق لفظة الكمبيوتر على العقل البشري، فأنا لا أنتظر منه إخباري بوقوع ذلك! والجواب اللائق به أن يقول (هي حقيقة. لأنها وُضعت للدلالة على الآلة وعلى العقل البشري وعلى لعبة الأطفال الشبيهة به)، فلأن هذا لا الجواب لا يستقيم عدل الأخ عن (وُضع) إلى (يُطلق)!
ومن المكابرة طبعاً أن يقال: أي لفظة يستخدمها أي إنسان للدلالة على ذهن الإنسان فهي موضوعة من الأصل لهذا المعنى!
والدليل على ذلك: أنني لو سألتُ الأخ قبل بضعة أيام: احصر لي جميع الألفاظ التي يجوز إطلاقها على ذهن الإنسان، فهل يستطيع ذلك، وتكون الكمبيوتر إحداها؟ الجواب بالطبع: لا!
ولو سألتُه: احصر لي جميع المعاني التي يجوز استخدام لفظة الثلاجة فيها، فهل يستطيع ذلك، ويكون من بينها ذهن الإنسان؟ الجواب بالطبع: لا!
ولا يستقيم للأخ أن يقول (لفظة كذا وُضعت من الأصل لثلاثة معانٍ)، وينكر على غيره أن يقول (وُضعت أصلاً لمعنى واحد)، مع أن كلا القولين رجم بالغيب!
إذن لا علاقة لمسألة المجاز بقضية الوضع، وهو ما قلتُه في أصل الاعتراض على كلام الأخ الكريم (هذه إحدى مغالطات المنكرين للمجاز).
رابعاً: القائلون بالمجاز لا يرجمون بالغيب، وإنما يقيسون الغائب على الشاهد، والماضي على الحاضر. والأمثلة التي أوردتُها أعلاه تدل بكل وضوح أن عمود مسألة المجاز على الاختراع والتجديد في اللغة. وأنا أستطيع أن استخدم أي كلمة أريدها للدلالة على ذهن الإنسان، فأقول مثلاً (شغِّل البتاع!)، وطبعاً لا بدَّ من تقوية القرينة للتعويض عن غرابة الاستعمال عند السامع، وإذا لم يفهم المقصود فهناك تقصير من أحد الطرفين أو كليهما.
وإن كنتُ قد أسأمتُكم بهذه الأمثلة الافتراضية الباردة، فإليكم هذا المثال الواقعي لغرض الإحماض (من الإنجليزية):
قبل ثلاثة أشهر اختار جون ماكين (سارة بَيْلِن) لمرافقته في حملته الانتخابية، وكان من أهدافه خداع الأصوات النسائية، فكتبت الصحفية المشهورة (مورين داود) في نيويورك تايمز تقول (لا تتفق تلك المرأة مع سائر النساء إلا في السباكة الداخلية!). وأنا لم أسمع بهذا التعبير من قبل، ولا جمهور القرّاء الكرام كما أظن، ولكن المعنى واضح كالشمس!
فالحاصل أن مسألة المجاز تقوم على الاختراع والتجديد واستخدام الألفاظ في معان غير مألوفة، وقد يستحسن الناس هذا المعنى الجديد ويألفونه، إلى أن يزاحم المعنى القديم أو يتغلَّب عليه (كلفظة الغائط مثلاً، أعزَّك الله)، وقد يفشل ويموت في مهده، ولا يغيِّر ذلك شيئاً من كونه مجازاً في أول الأمر على الأقل.
خامساً: يظهر لي أن الأخ الفاضل تعجَّل في الاستكثار بهذه الحجَّة، بينما أدرك غيره أنها حجَّة غير مستقيمة. وقد راجعتُ البارحة كتاب العلامة الشنقيطي رحمه الله (منع دخول المجاز)، وهذا الرجل وكتابه هما الغاية في هذا الباب، ولا يُشَقُّ له غبار في الأصول والمنطق، فلم أجده وقف عند دعوى غيبيَّة الوضع الأصلي، بل أنكر وقوع المجاز في القرآن - أو مطلقاً - بناء على حجَّة أخرى.
الأخ الكريم أبا فهر:
فضلاً انتظر قليلاً، فمن حقّ أبي جهاد أن نعطيه فرصة، إن تيسَّر له الجواب!
ابن الرومية
2008-12-17, 04:14 PM
ان شئت النصيحة يا أبا جهاد خل بين الشيخ خزانة الأدب و الشيخ أبي فهر فلست تعرف من تحاور من الدواهي...فمن جهتي متشوق لرؤية كيف سيستطيع الشيخ أبا فهر الانفكاك هذه المرة و قلب الطاولة على الشيخ الفاضل خزانة الأدب...:):):)
ملحوظة كل ما قلته محتف بقرائن البسمات و الحب و الوداد و يبدو أننا مع الوقت سنحتاج في المنتديات الى ايقونات قرائنية أكثير لتوضيح المراد ...فلا تؤاخذونا :):)
وهران
2008-12-17, 07:10 PM
الأخ أبوهلا
ليتك تواصل النقاش مع الأخ أبي الفداء
اننا نحزن كثيرا بصفتنا متابعين للنقاش أن ينسحب كل محاور بسبب سوء فهم أو سوء ظن أو مكابرة...
أرى أن أبا الفداء وأنت يا أباهلا ؟ أهلا لهذا النقاش فلتواصلا بارك الله فيكما
وأعتذر لغيرهم من المحاورين في هذه الصفحة - بما فيهم صاحب الحوار - أن أقول لهم أنتم بعيدون عن لب الموضوع الذي اقترب إليه أبوهلا على الأقل وأبو الفداء نظيرا له
أتمنى مواصلة الحوار بارك الله فيكما
أو لعلي أطلب منهما النقاش حول موضوع مشابه له في صفحة جديدة
أبو جهاد الأثري
2008-12-17, 07:25 PM
ان شئت النصيحة يا أبا جهاد خل بين الشيخ خزانة الأدب و الشيخ أبي فهر فلست تعرف من تحاور من الدواهي...فمن جهتي متشوق لرؤية كيف سيستطيع الشيخ أبا فهر الانفكاك هذه المرة و قلب الطاولة على الشيخ الفاضل خزانة الأدب...:):):)
ملحوظة كل ما قلته محتف بقرائن البسمات و الحب و الوداد و يبدو أننا مع الوقت سنحتاج في المنتديات الى ايقونات قرائنية أكثير لتوضيح المراد ...فلا تؤاخذونا :):)
فليكن أيها الأخ الفاضل
قبلت نصحك - سددك الله تعالى - ووقانا الله تعالى جميعا شر الدواهي!! ( ابتسامات ).
على الرغم من أني ما زلت عند ظني أني أجبت على السؤال، وأن هناك وصلة لم تعمل عملها جيدا بيني وبين خزانة الأدب - حفظه الله - .. ولعله سوء تبيين للمراد مني.
ثم إنني مشغول جدا بأمر أمني ينغص علي لقيا الأحبة ، فأسألكم الدعاء ثانية لعل الله يفرج عني شيئا مما أنا فيه.
ثم شرط على أبي فهر أن يتحفنا - نفع الله به - بإجابة تدفع سير الحوار إلى الأمام ..
وها أنا مشارك قارئ لا محاور .. داع للجميع بالتوفيق.
مع ضميمة : الحوار في المسألة برمتها .. لم ولا ولن يفسد أخوة يقينية بين الجميع .. فالله الله في الحلم .. ولا داعي لشحن النفوس.
بارك الله لكم وفيكم.
أبو فهر السلفي
2008-12-17, 09:28 PM
أما عن الدفع يا أبا جهاد فهو (رباعي) لا تقلق..ولا أحب إلي من محاورة من يعقل ويفهم ..والفاضل خزانة الأدب كذلك إن شاء الله، والمثال الذي ضربه من خير ما يُضح به الفرق بين المنهج العلمي الصائب في تصنيف الدلالات وتفسير كلام المتكلم =و منهج المثبت الغير علمي أو كما يعبر أستاذنا جلال أمين عن نظائره هو -أي منهج المثبتة- : من بناء العلم على أسس غير العلم..ويسمي مثل أباطيلهم: الأسس غير العلمية للعلم..
أبو جهاد الأثري
2008-12-17, 09:39 PM
أما عن الدفع يا أبا جهاد فهو (رباعي) لا تقلق..ولا أحب إلي من محاورة من يعقل ويفهم ..والفاضل خزانة الأدب كذلك إن شاء الله، والمثال الذي ضربه من خير ما يُضح به الفرق بين المنهج العلمي الصائب في تصنيف الدلالات وتفسير كلام المتكلم =و منهج المثبت الغير علمي أو كما يعبر أستاذنا جلال أمين عن نظائره هو -أي منهج المثبتة- : من بناء العلم على أسس غير العلم..ويسمي مثل أباطيلهم: الأسس غير العلمية للعلم..
سر فلا كبا بك الفرس... ( ابتسامة )
أبو فهر السلفي
2008-12-17, 09:44 PM
لكني مؤدب أنتظر صاحب الخزانة أن يفتح لنا بابها (ابتسامة)
بندر المسعودي
2008-12-18, 01:48 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
الله أعلم أن الخلاف في هذه المسألة خلاف لفظي يرجع إلى تفسير الحقيقة ما هي فإن كان المراد بها الحق فقد أجمع العلماء على أنه لا مجاز في القرآن لأن المجاز مقابل الحقيقة والحقيقة هي الحق فيكون المقابل هو الباطل وهذا نقطع بأنه لا يوجد في القرآن
وإن كان المراد بالحقيقة : اللفظ المستعمل فيما وضع له أصلا" فإنه يوجد في القرآن مجاز لأن المجاز مقابل الحقيقة والحقيقة هي اللفظ المستعمل فيما وضع له أصلا" فيكون مقابله وهو المجاز وهو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له وهذا يجيز القول بأن القرآن مشتمل عليه لأنه واقع فيه ومنهم من سماه بغير هذا الاسم وهو المجاز فيكون نزاع في العبارة أما المعنى فهو متفق عليه فيكون الخلاف لفظيا" هذا فيما يتعلق في القرآن أما وقوعه في اللغة فالخلاف إذا كان معنوي فهو أضعف من هذا الخلاف .
خزانة الأدب
2008-12-18, 10:30 PM
تفضل يا أبا فهر
وأقترح عليك أن نركّز في البداية على مسألة أصل الوضع، لأنني رأيت الشيخ الشنقيطي لم يحفل بها.
فما رأيك حفظك الله بقول أبي جهاد:
والحقيقة أن نظرية المجاز مرهونة بأصل الوضع اللغوي، فإذا سلم لهم القول بأصل الوضع سلمت معه نظرية المجاز.
الشنقيطي وأنا (ومعذرة لهذا العطف!) لا نرى صلة بين حكاية الوضع ومسألة المجاز، وأخونا يقول إنها عمود المسألة، فما رأيك مُسَدَّدًا إن شاء الله؟
أبوهلا
2008-12-18, 10:35 PM
الأخ أبوهلا
ليتك تواصل النقاش مع الأخ أبي الفداء
اننا نحزن كثيرا بصفتنا متابعين للنقاش أن ينسحب كل محاور بسبب سوء فهم أو سوء ظن أو مكابرة...
أرى أن أبا الفداء وأنت يا أباهلا ؟ أهلا لهذا النقاش فلتواصلا بارك الله فيكما
وأعتذر لغيرهم من المحاورين في هذه الصفحة - بما فيهم صاحب الحوار - أن أقول لهم أنتم بعيدون عن لب الموضوع الذي اقترب إليه أبوهلا على الأقل وأبو الفداء نظيرا له
أتمنى مواصلة الحوار بارك الله فيكما
أو لعلي أطلب منهما النقاش حول موضوع مشابه له في صفحة جديدة
يشهد الله أني لا أعرف الأخ وهران ولكني أشكره على حسن ظنه بي .
أبو الفداء
2008-12-18, 10:56 PM
الأخ وهران، لم يكن النقاش أصلا بيني أنا وبين أبي هلا وفقه الله! فأي نقاش هذا الذي تريد مني أن أواصله معه؟!
أما الأهلية فالمسألة ليست مسألة أهلية! أنا خلافي في وجهة النظر مع أخي الفاضل أبي فهر، - ان صح أن يقال عنه خلاف أصلا - ليس بما يدعوني الى قطع مسار هذا الحوار الطيب أو التدخل فيه، فقد بينت مرادي لمن فهمه، وحفظت الود بيني وبين سائر الاخوة هنا وفقهم الله، وبينت أن القضية لا تدعو أبدا الى التشاحن والتلامز، فضلا عن الطعن على "السلفية" والمناظرة على الحق والسنة ونحو ذلك، فأمر الخلاف في هذه القضية بيننا معاشر أهل السنة ولله الحمد يسير، ما دام كل منا يفهم ما ينتهي إليه قول محاوره .. هذا كل ما عندي وقد بينته بما فيه الكفاية ولله الحمد،
فان كنت أنت متابعا للحوار، فأنا متابع معك .. وهو حوار شيق ننتظر ثمرته، بارك الله في اخواننا المتحاورين فيه، ونفع به المسلمين .. (ابتسامة)
أبومعاذالمصرى
2008-12-19, 03:51 AM
الفاضل ابا هلا
واصل وصلك الله بفضله
فإن أبى فلان ان يسمع لك فنحن فى حاجة لأن نسمع لكل الآراء وإن شئت فافتح موضوعا تدلى فيه بدلوك
رزقنا الله وإياك التواضع وخفض الجناح لاخواننا المؤمنين وعافانا من امراض القلوب
أبوهلا
2008-12-19, 04:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو الفداء ليس مثلي من يطعن على السلفية ، ولكن التسمي بالسلفي هو الذي أطعن فيه وقد تناولت هذه المسألة من قبل هنا :
http://majles.alukah.net/showthread.php?p=171786#post17 1786
أخي الكريم أبو معاذ المصري بارك الله فيك لا أخفيك أني أتضايق من الأساليب الملتوية التي يتبعها بعض الإخوة من أجل ألا يقر بالخطأ ، ولكنه تضايق وقتي يزول سريعا والحمد لله ، أما في مسألتنا هنا فإليك بيانها :
يجب أن نفرق أولا بين ثلاث مصطلحات تناولتها في مشاركة سابقة لي في هذا المنتدى :
المشترك اللفظي : وهو لفظ له عدة معاني حقيقية مثل : عين وخال ....
التشبيه البليغ : وهو تشبيه حذفت منه الأداة ووجه الشبه مثل : محمد أسد ، وعقله كمبيوتر ...
المجاز : وهو لفظ استعمل في غير معناه أو معانيه الحقيقية بشرطين :
ـ وجود قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي .
ـ وجود علاقة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي . والعلاقة إما أن تكون المشابهة ( فتسمى استعارة ) ، وإما غيرها ( فتسمى مجاز مرسل ) .
أما مثال المجاز فسأكتفي بالتمثيل للاستعارة لكثرة تفريعات المجاز المرسل .
لاحظوا معي أيها الإخوة :
ـ عندما أشير إلى عقلك وأقول : هذا مثل الكمبيوتر : هذا الكلام حقيقة وهو تشبيه .
ـ عندما أشير إلى عقلك وأقول : هذا كمبيوتر : هذا الكلام حقيقة وهو تشبيه بليغ .
ـ عندما أشير إلى عقلك وأقول : شغل الكمبيوتر : هذا الكلام مجاز .
وهكذا كل تشبيه يمكنك تحويله إلى مجاز .
فإن ناقشك من يريد الحق فقل له : اقترح لفظا ثم عدد كل معانيه عند العرب أو العجم أو النمل أو أي أمة تريد .
فإن انتهى من تعداد تلك المعاني فما عليك إلا الإتيان بمعنى جديد للفظ من خلال تشبيه هذا اللفظ بأي معنى آخر له علاقة به ثم احذف المشبه والأداة ووجه الشبه ثم أطلق المشبه به على المشبه .
ثم قل له : الآن هذا المعنى الجديد الذي أتيت به أنا ولم يسبقني به أحد من العالمين ، هل هو من النوع الأول أم نوع جديد .
فإن قال من النوع الأول فدعه واعلم أنه مكابر ومش دوغري ،
وإن قال : هذا المعنى نوع جديد ، فقل له : لدينا الآن نوعين من المعاني فماذا نطلق عليهما ؟ أي مصطلحات سيقولها معناه أن الخلاف لفظي .
ملحوظة :
الأخ السلفي يقول مصطلح المجاز حادث بعد القرون المفضلة ، فناقشته في مصطلح هو يقر به ، وسألته : أليس مصطلحك هذا بمصطلح حادث ؟ فانسحب من النقاش .
وما أكثر المصطلحات الحادثة التي يقر بها ولا يمكنه إنكارها . بل يمكننا اليوم الاصطلاح على مصطلحات جديدة لم تكن في القرون المفضلة وليس في ذلك أي محظور شرعي ولكن القوم يقلدون وخلاص .
تنبيه :
ليس لي في هذا المنتدى أي علاقة مع أي شخص يكتب فيه ولا يعرف أي واحد منهم من أكون . باستثناء الأخ عدنان بخاري فأنا أعرف أنه عندنا في مكة وأسمع عنه خيرا كثيرا .
محمد براء
2008-12-19, 10:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ائذنوا لي بالمشاركة معكم في هذا النقاش ، وأرجو أن تكون مشاركتي في محلها ، حيث أراد الأخ خزانة الأدب وأؤيده على اختياره .
فأقول وبالله التوفيق :
مثبتة المجاز ليسوا متفقين على أن مبدأ اللغات هو الوضع الاصطلاحي - الذي نقضه النافون للمجاز وجعلوا نقضه أساساً للنفي المجاز - :
فمنهم من قال بذلك وهم المعتزلة ، وقد بين الشيخ أبو فهر أنهم تلقوا ذك عن اليونانين الوثنين .
ومنهم من قال إنها توقيفية كأبي الحسن الأشعري وابن فورك وابن الخطيب وابن الحاجب ونسبه السبكي إلى أكثر العلماء [ شرح جمع الجوامع (2/296) ] .
ومنهم من قال : إنها توقيفية في قدر ما يكفي به التعريف وهو قول أبي إسحاق الاسفراييني .
ومنهم من توقف ، قال السيوطي في المزهر : " والمحققون متوقفون في الكل " .
بل نص كثير من الأصولين على ان الخوض في هذه المسألة من الفضول ولا ثمرة لها قال في المرتقى بعد ذكر الأقوال :
ثم الجميع ممكن الوقوع = والخف ا يثمر في الفروع
فالحاصل أن النافين حين نقدوا القول بالمجاز المبني الوضع الأول لم ينقدوا إلا قول المعتزلة ، أما على القول بالتوقيف - وهو اختيار شيخ الإسلام (1)- فكيف يكون الحال ؟
مثلاً : هل علم الله تعالى آدم عليه السلام أن لفظ الأسد يطلق على الحيوان المعروف ، وعلى الشجاع معاً ؟ أم على واحد منهما ؟ . فعلى القول بنفي المجاز لا يصح إلا الأول ، ويلزم عليه أن الله تعالى علم آدم جميع المعاني التي يدل عليها اللفظ الواحد المحتمل لأكثر من معنى ، ثم إن المجاز في حالة التركيب لا انحصار لحالاته فكيف يكون الحال ؟ .
ثم إن شيخ الإسلام أشار إلى أن تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز لا يصح إلا على القول بأن اللغات اصطلاحية فهل يكون من قال بالمجاز مع عدم قوله بالوضع الاصطلاحي متناقضاً ؟ .
أرجو من الشيخ أبي فهر التكريم بالإجابة عن هذ التساؤلات .
--------------------------
(1) قال شيخ الإسلام (7/96-97): بعد أن بين استحالة ان يكون آدم تعلم اللغات جميعها : " فَعُلِمَ أَنَّ اللَّهَ أَلْهَمَ النَّوْعَ الْإِنْسَانِيَّ أَنْ يُعَبِّرَ عَمَّا يُرِيدُهُ وَيَتَصَوَّرُهُ بِلَفْظِهِ وَأَنَّ أَوَّلَ مَنْ عَلِمَ ذَلِكَ أَبُوهُمْ آدَمَ وَهُمْ عَلِمُوا كَمَا عَلِمَ وَإِنْ اخْتَلَفَتْ اللُّغَاتُ ، بَلْ الْإِلْهَامُ كَافٍ فِي النُّطْقِ بِاللُّغَاتِ مِنْ غَيْرِ مُوَاضَعَةٍ مُتَقَدِّمَةٍ ؛ وَإِذَا سُمِّيَ هَذَا تَوْقِيفًا ؛ فَلْيُسَمَّ تَوْقِيفًا " .
ابن الرومية
2008-12-20, 04:04 AM
أنعم و أكرم ..جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم على مشاركتكم القيمة لو سمحتم لي أن أعقب على بعض تساؤلاتكم ..
هل علم الله تعالى آدم عليه السلام أن لفظ الأسد يطلق على الحيوان المعروف ، وعلى الشجاع معاً ؟ أم على واحد منهما ؟ . فعلى القول بنفي المجاز لا يصح إلا الأول ، ويلزم عليه أن الله تعالى علم آدم جميع المعاني التي يدل عليها اللفظ الواحد المحتمل لأكثر من معنى ، ثم إن المجاز في حالة التركيب لا انحصار لحالاته فكيف يكون الحال ؟ .
ليس بلازم اذ أن القائلين بالتوقيف ليس لهم قول واحد في معنى الأسماء التي علمها آدم فقد قال من قال كقتادة و عكرمة أنه علم كليات الألفاظ و ما تتمايز به -و هو الذي ينصره شيخ الاسلام وهو المخرج الأفضل فيما يبدو لي للمنكرة- لا أنه علم الأسماء منوطة بأعيانها فردا فردا..و هذا الأخير نفسه ليس له انحصار ذهني فكيف يكون الحال أيضا؟؟؟ فان جاز ان يعلم أسماء كل شيء فردا فردا مما لا تنحصر في ذهن جاز ان يعلم تركيباتها المعنوية كذلك..
خزانة الأدب
2008-12-20, 05:21 PM
الأخ أبا الحسنات وفقه الله
منكرو المجاز لم يفرِّقوا بين مجاز المعتزلة ومجاز الأشاعرة، بل منعوا المجاز مطلقاً.
والشيخ الشنقيطي لم يتطرَّق لمسألة أصل اللغة في إنكاره للمجاز!
وهو يعرف ما يقول بطبيعة الحال، بدليل ما أثبتُّه وأثبته الأخ أبو هلا وفقه الله، من أن كل متكلم بالعربية يستطيع أن يخترع مجازاً لم يُسبق إليه.
لقد فطن الشيخ إلى ذلك فلم يتعرَّض لهذه المسألة.
فالذي أستشكله أن الإخوة ههنا - ولعلك أحدهم - لا شُغل لهم إلا أصل وضع اللغة!
لا نزال بانتظار جوابك يا أبا فهر!
محمد براء
2008-12-20, 08:21 PM
أنا لم أقل انهم فرقوا بين مجاز المعتزلة ومجاز الأشعرية ، وإنما سؤالي عن علاقة مسألة تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز ومسألة مبدأ اللغات عى القول بأنها توقيفية ، كما في التساؤلات التي ذكرتها .
وإن كان الشيخ الشنقيطي لم يذكر مسألة مبدأ اللغات في إنكار المجاز فإن شيخ الإسلام ذكرها ، لذا فلا بد من الاهتمام بها.
أما مسألة الكمبيوتر هذه فقد ذكر أبو فهر أن لديه جوابا شافياً ، فإذا رجع أجابك عنها .
واعذرني إن قطعت حواركما ، لكن أظن أن هذا الذي ذكرته له فائدة لإيضاح صلة مسألة الوضع بمسألة المجاز .
والله أعلم .
أبوهلا
2008-12-20, 11:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو أن هناك خلطا بين المجاز والمشترك اللفظي عند بعض الإخوة .
أبو فهر السلفي
2008-12-21, 12:08 AM
الفاضل خزانة الأدب ..
الجواب جاهز لكنه طويل فثقل بتنسيقاته على حالة الشبكة بعد قطع الكابل ..يسر الله رفعه..
أبو فهر السلفي
2008-12-21, 12:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
1- أول ما نبحثه من كلام الفاضل خزانة الأدب = هو قوله مؤكداً: (( ولا صلة للوضع اللغوي بمسألة المجاز)).وهذا الكلام من أخينا الفاضل ليس له وجه صحيح يُحمل عليه ، فهو إما أن يقال فيه: هذا كلام يدل على أن لخزانة الأدب نظرية في المجاز تُخالف ما عليه مثبتي المجاز. = ولن يُقال هذا بإذن الله ؛ ويأتيك البيان في الفقرة القادمة وسترى كيف عاد هو للوضع ثانية.وإما أن يقال إنه لم يضبط مذهب مثبتة المجاز.
وكان الأصل أن نسأل أخانا : هل ترى أن انتفاء علاقة مسألة الوضع اللغوي هو الصواب في نفس الأمر وأن نفاة المجاز أخطأوا في فهم كلام مثبتة المجاز جميعاً (؟؟)
أم إنك ترى أن انتفاء علاقة مسألة الوضع اللغوي هو ما ينبغي أن يكون بحسب نظرك أنت في مسألة المجاز وإن خالفك في ذلك غيرك من مثبتة المجاز(؟؟)
ما الذي قادنا إلى كل هذا (؟؟)
قادنا إلى كل ذلك أخي القارئ الكريم = أن ما ذكره أخونا خزانة الأدب من أنه لا شأن لمسألة الوضع اللغوي وبدء اللغة بمسألة المجاز = أمر افترعه هو يُخالف ما عليه مثبتة المجاز جميعاً من أبي عبد الله البصري إلى زمان الناس هذا..
فمثبتة القسمة جميعاً لا تخلو تعريفاتهم للحقيقةوالمجاز من ذكر أن اللفظ الحقيقي هو ما استعمل فيما وضع للدلالة عليه.
وأن اللفظ المجازي هو ما استعمل في غير ما وضع له.
وقسم مثبتة الحقائق الأربع هذا الوضع إلى قسمين:
الأول: الوضع اللغوي الأول.
الثاني: ما اصطلح على التخاطب به فكان بمنزلة الوضع المتأخر.
فتجد لفظ الصيام عندهم وضع في بدء اللغة ونشأتها عندهم للإمساك..ووضع في اصطلاح تخاطب الشارع للصيام المعروف ..فلفظ الصيام الشرعي عندهم مجاز بالنسبة للفظ الإمساك حقيقة بالنسبة للصيام عن الكلام.
فالوضع اللغوي الأول هو أُم الحقائق عندهم.
وأوغل جمهرة مثبة القسمة في تقرير أن نشأة اللغة كانت بالمواضعة والاصطلاح وجعلوا هذا جزءاً لا يتجزأ من النظر في قضية المجاز بل هو عندهم رأس مسألة القسمة وذروة سنامها.
وكان أبو عبد الله البصري المعتزلي المعروف بالجعل هو أوَّل من قسم الألفاظ إلى حقيقة ومجاز , وذكر لفظ الوضع في حدِّه لهما , وكان شيخه أبو هاشم الجبَّائي هو أوَّل من زعم من المسلمين أن اللغة بدأت بالوضع والاصطلاح , ونقل ذلك من كتب الفلاسفة , فأخذ أبو عبد الله البصري لفظ الوضع من كلام شيخه أبي هاشم في بدء اللغة , فأدخله في حدِّه للحقيقة والمجاز , فاتَّبعه أصحابه أبو الحسن الكرخي , وأبو بكر الجصاص , والقاضي عبد الجبَّار وأبو الحسين البصري.
1- قال أبو الحسين البصري المعتزلي : الحقيقة ما أفيد بها ما وضعت له في أصل الاصطلاح الذي وقع التخاطب به.
2- قال أبو بكر الجصاص: الحقيقة ما سمِّي به الشيء في أصل اللغة وموضوعها.
3- وقال أبو بكر الباقلاني: الحقيقة قد تكون حقيقة الشيء التي هي حدُّه وصفته التي هو عليها في ذاته , وقد تكون الحقيقة حقيقة الكلام , وذلك راجع في وصف الكلام إلى أنَّه قول استعمل فيما وضع في الأصل له.
4- وقال عبد القاهر الجرجاني : الحقيقة هي كل كلمة أريد بها ما وقعت له في وضع واضع , أو مواضعة , وقوعاً لا تستند فيه إلى غيره.
5- وقال الشيرازي : الحقيقة كلُّ لفظ استعمل فيما وضع له من غير نقل.
6- وقال ابن الحاجب : الحقيقة اللفظ المستعمل في وضع أولاً.
واستقر الأمر على ذلك وباتت قضية الوضع اللغوي الأول ووصف ما يطرأ عليه بعد بأنه نقل أو مجاز أو استعمال = ركن أصيل في الدراسات اللغوية وحتى تعدى ذلك مسألة المجاز إلى نظائرها وحتى رأينا السبكي يُعرف المشترك فيقول في ((الإبهاج في شرح المنهاج)) : المشترك هو اللفظ الواحد الدَّال على معنيين مختلفين أو أكثر , دلالة على السواء عند أهل تلك اللغة , سواء كانت الدلالتان مستفادتين من الوضع الأول , أو من كثرة الاستعمال أو كانت إحداهما مستفادة من الوضع والأخرى من كثرة الاستعمال.
ولمثبتة المجاز بحوث طريفة في جواب سؤال: من أدراكم أن هذا المعنى هو ما وضعت اللفظ للدلالة عليه أولاً = حيث يفيضون في ذكر ما سموه: علامات الحقيقة ، مما يوكد ما نحن بصدده من كون مسألة الوضع هي الركن الأصيل في قضية القسمة.
الخلاصة: أن مسألة الوضع اللغوي الأول وابتناء الحقيقة اللغوية ،وما يتفرع عنها من المجاز والنقل = عليها ليس من مغالطات نفاة المجاز كما أكثر أخونا من الزعم بل هو أمر واقع بين ظاهر غاية الظهور في كلام مثبتة المجاز ،بل ما كنا لنظن أن يزعم زاعم ما زعمه أخونا خزانة الأدب.
2- أكثر أخونا من الاستشهاد بأن الشيخ الشنقيطي –رحمه الله- لم يُشر لمسألة الوضع ونحن نسأله : فكان ماذا (؟؟)
ألم يُشر غيره وأجل منه وأعلم ومن يبلغ كلامه في المجاز أربعة أضعاف كلام الشنقيطي = إلى أثر قضية الوضع، وهبهم جميعاً لم يُشيروا لمسألة الوضع أليست مسطورة مزبورة ظاهرُُ بناء المجازيين عليها (؟؟)
ومع ذلك فليست كتابة الشيخ الشنقيطي في هذه المسألة مبرأة من كل عيب بل عنده فيها خطأ جسيم وهو تسليمه لهم بدلالة لفظ الأسد على الحيوان المعروف من غير قرينة وعلى غيره بقرينة وهذا عين القول بالمجاز فالشيخ الشنقيطي هو أكثر من يصدق عليه أن خلافه مع المثبتة لفظي.وقد أشرتُ لهذا في مقال قديم مفرد فليُراجع
3- ثم ذكر أخونا عجيبة غريبة وهي قوله: (( القائلون بالمجاز لا يرجمون بالغيب، وإنما يقيسون الغائب على الشاهد، والماضي على الحاضر. والأمثلة التي أوردتُها أعلاه تدل بكل وضوح أن عمود مسألة المجاز على الاختراع والتجديد في اللغة.))
وهذا غريب منه جداً لأنه ان عاد لإثبات الوضع الأول وأثره بل عبارته هذه بالتحديد هي أحد الاستدلالات المشهورة للقائلين بالوضع اللغوي؛إذ يقولون: مادامت هناك أمثلة على معرفة متى اخترع لفظ معين بدلالة معينة وهي أمثلة مشاهدة، فما الذي تنكرون من قولنا بأصل الوضع..
وقبل النظر في جواب هذا الاستدلال أوكد أن هذا من خزانة الأدب تقرير بل استدلال لصحة نظرية الوضع اللغوي وأثرها في المجاز فهو يستدل بمشاهد هو: الوضع والاختراع المشاهد على عدم إنكار وضع واختراع أول غائب..
أما جواب أصل هذا الاستدلال فسهل:
1) المنكر في نظرية الوضع إثباتهم لوضع أول سابق على استعمال اللغة بلا برهان ولا حجة ولا منطق عقلي يعضد اصطلاح قوم على لغة بغير لغة.
2) المنكر في نظرية الوضع(ولينتبه أبو الحسنات) أنهم لو عدلوا عنه للاستعمال أو الاصطلاح بعد توقيف سابق أو إلهام أو...فما الدليل على أن هذا اللفظ بعينه دل على هذا المعنى بعينه في الاصطلاح والاستعمال الأول..نريد دليلاً في ظهوره وقطعيته كدليل الكمبيوتر وبدايته وهذا في سائر ألفاظ اللسان فهل توجدونا إياه (؟؟).
3) المنكر في نظرية الوضع = من أدراكم أن اللسان العربي (مثلاً)على حاله منذ نشأته وأن ما وضعت له الألفاظ أولاً لم تتغير دلالته بعدُ بل وتزول بالمرة بعض دلالاته ..من أنبأكم أن ما تزعمونه معنى أصلياً هو حقيقة ليس في أصله معنى مجازياً لحقيقة أخرى .
4) ما قولكم في إلزام الأشعري لكم بالقلب فنجعل ما زعمتموه حقيقة هو المجاز والعكس (؟؟)
4- نأتي الآن إلى صلب الاستشكال الذي أثاره أخونا فنقول:
لنظرنا في مسألة المجاز وفساد القسمة مستويين أساسيين:
المستوى الأول: فساد القول بالوضع الأول ، وغيبيته،وما ورائيته،وعدم وجود الدلائل العلمية الظاهرة الدلالة على كون هذا اللفظ وضع لهذا المعنى، وبطلان الزعم أن قوماً من العقلاء اجتمعوا واصطلحوا على أن يسموا هذا بكذا , وهذا بكذا , ويجعل هذا عاماً في جميع اللغات ؛ وهذا القول لا نعرف أحداً من المسلمين قاله قبل أبي هاشم الجبَّائي.
المستوى الثاني: بُطلان نظرية الحقيقة والمجاز كأداة لتفسير كلام المتكلم، كأن يزعم الزاعم أن اللفظة التي استعملت في أكثر من معنى إذا وردت في الكلام متجردة عن القرائن فإن الأصل (هكذا زعماً وتألياً على المتكلم) أنه أراد معنى معين منها بلا دليل دال على أن المتكلم أراد هذا سوى أنهم أراحوا أنفسهم لما لم يجدوا قرينة(في زعمهم )فحملوا كلامه على أنه أراد معنى معين هو المعنى الحقيقي عندهم.وأكبر من ذلك ضعف بحثهم عن القرائن أصلاً وقولهم بأن هذا المعنى المتبادر هو ظاهر اللفظ الذي يجب التمسك به والوقوف عنده حتى تأتي القرينة الصارفة.
الآن يأتينا الأخ خزانة الأدب بمثال غايته: أنه إذا كان هناك جنس من الألفاظ يُعلم قطعاً أنه وضع لمعنى معلوم أولاً ثم استُخدم في معنى ثان هو متأخر قطعاً ..أفلا يُثبت هذا أن مسألة الوضع ليست غيبية دائماً،وما قولكم وقد علم الوضع الأول هنا = في تسمية المعنى الأول حقيقة والثاني مجاز..وألا يثبت هذا أن مسألة الحقيقة والمجاز أعم من أن تُحصر في قضية الوضع اللغوي الأول وتُبطل لأجله (؟؟؟)
وجواب هذه النقاط المهمة التي نشكر أخانا الذكي خزانة الأدب على إثارتها = في النقاط التالية:
1- من المعلوم أن المجال الأكبر والأوسع لتطبيق نظرية الحقيقة والمجاز هو كلام لا يُمكن معرفة الوضع أو الاصطلاح الأول فيه .فالألفاظ التي يستعملها شعراء الجاهلية وكثير من كلام الله ورسوله والصحابة وجل كلام جل الناس لا يُمكن ان يُجعل من الجنس الذي يُعلم فيه الوضع الأول أو الاصطلاح الأول لا قطعاً ولا ظناً،وأن محاولات تحديد هذا المعنى الأول –عندنا-محاولات بائسة يائسة تفتقد لأسس المنهج العلمي.وإذاً فلا يُعترض بلفظة كالتي ذُكرت على إبطال نظرية فُسر بها كلام الله وكلام رسوله وكلام الناس وملأت الدنيا عبر أحد عشر قرناً..فبقطع النظر عن إمكان معرفة الوضع والاصطلاح الأول أحياناً فإن هذا لا يقدح في بطلان ركام النظرية التاريخي لأنه وببساطة كل الذين نظروا لقضية القسمة لم يحصروا كلامهم وتنظيرهم فيما يمكن معرفة الوضع والاصطلاح الأول فيه بصورة قاطعة ولو فعلوا لما ناقشناهم النقاش السابق ولناقشناهم النقاش التالي الذي سنناقشه لخزانة الأدب.
الخلاصة: غاية ما يُثبته مثال خزانة الأدب ويمكنه الاحتجاج به عليه : أنه إذا علم الاصطلاح الأول قطعاً فما الذي يمنع من إجراء قسمة الحقيقة والمجاز ..وهذا ما سنناقشه فنقول:
2- ليس لإجراء القسمة في مثل هذه الألفاظ أخانا خزانة الأدب إلا واحداً من معنيين أو هما جميعاً:
المعنى الأول: أنك تريد إجراء قسمة الحقيقة والمجاز بما يستتبعها من أحكام وقوانين فتقول:
تُستعمل لفظة الكمبيوتر في كلام الناس اليوم للدلالة على عدة معاني(مثلاً):
المعنى الأول: الحاسب الآلي.
المعنى الثاني : الدماغ والعقل.
المعنى الثالث: العلم المعين الذي يتمكن متعلمه من التعامل مع الحاسب الآلي.
ثم تقول: قد علم أن نشأة هذا اللفظ أولاً كانت للدلالة على جهاز الحاسب الآلي ثم استعمل بعدُ للدلالة على باقي المعاني.
ثم تقول: لفظ الكمبيوتر حقيقة في الدلالة على الجهاز المعين مجاز في الدلالة على باقي المعاني.
ثم تقول: إذ وردت لفظة الكمبيوتر متجردة عن القرائن تُصرف للدلالة على الجهاز المعين ولا تُحمل عنه إلى غيره إلا بقرينة صارفة..فلو رأيت ورقة كُتب فيها: (( شغل الكمبيوتر)) لا أعلم أي المعاني أرادها كاتبها فتُحمل هذه اللفظة على الجهاز المعين حتى تقوم قرينة صارفة.
ونقول إذا أردت هذا بمطالبتك بإجراء القسمة في هذا الجنس من الألفاظ فنقول: نحن نرى أن هذا أيضاً باطل مطلق والسبب:
إنك بهذا وإن نجوت من المستوى الأول السابق ذكره من مستويات نظرنا في إثبات فساد القسمة (وهو ضعف الأسس العلمية لضبط الوضع الأول والاصطلاح الأول) = فلم تنج من المستوى الثاني وهو أن هذا منهج فاسد في تفسير كلام المتكلم؛إذ يجعل هذا القانون حكماً على مراد المتكلم وقاضياً بأنه أراد معنى معين قد لا يكون خطر له ببال.وهو شهادة بغير علم كان يحسن الوقوف عنها طلباً للقرائن المفسرة.
فالذي نراه: أنه لا فرق بين معرفة الوضع الأول قطعاً أم لا = في أنه لم يعد يصلح تفسير كلام المتكلم عبره بعدما ثبت استعمال اللفظ في معاني غير الوضع الأول،فما دام ثبت استعمال اللفظ في معاني غير الوضع الأول وجب التوقف عن تحديد أن المتكلم أراد أحد المعاني حتى نجد من القرائن ما يُعين على معرفة هل أراد المتكلم المعنى الأصلي أم واحداً من المعاني الحاصلة بعده،فإن لم تُسعف القرائن المفسر بالمعنى الذي أراده المتكلم أو شئ منه وجب عليه التوقف عن القول بغير ما علمه من مراد المتكلم ويكون ما خفي عليه من المتشابه النسبي الذي يخفى لبعض الناس ويظهر لبعضهم.
والحالة الواحدة التي يُحمل فيها كلام المتكلم على معنى بعينه من غير وجوب بحث عن القرائن هي في حالة استعمال المتكلم للفظ يُعلم قطعاً أنه لا يستعمل إلا في معنى واحد.
أما كل لفظ استعمل في أكثر من معنى فسواء علمنا المعنى الأول(كالكمبيوت ) منهم أم لا(كجل الكلام) = فلا يجوز القول بأن اللفظ يتجرد عن القرائن أو أن يُحمل على معنى معين هو الأصلي الأول في حالة عدم الوقوف على القرائن .
المعنى الثاني لطلبك إجراء القسمة في مثل هذه الألفاظ..هو أنك تريد إجراءها مع تجريدها عن قانون تفسير كلام المتكلم بأن تُسمي المعنى الأول حقيقة والثاني المجاز استناداً لمعرفة بدء الاصطلاح.
ونقول: أنه حتى هذا لا يصلح أخانا الحبيب .فأنت تريد أخذ مصطلح يطلق على نظرية كاملة فتُطلقه على جزء من أجزاء هذه النظرية تجرده عنها.
وهذا من أسباب الفساد والاشتباه ، وإذا كنا لن نستخدم القانون الذي لأجله سمي هذا اللفظ حقيقة وهذا اللفظ مجاز فلماذا نستعمل هذين اللفظين (؟؟)
بل لا يكون استعمالهما –بعد إفراغهما من القانون-إلا ضرباً من اللغو..
ثم نقول: إن الصواب الذي لا مدخل للتوهم والفساد فيه: أن يقال: ما كان من هذا الجنس من الألفاظ قد عُلم المعنى الأول الذي استعمل فيه ثم علم أنه استعمل في معاني أخر = أن يقال: هذا من قبيل النقل والتطور الدلالي فيقال: وضع هذا اللفظ والصواب أن يقال: (معنى هذا اللفظ في الطبقة الأولى التي تكلمت به ) هو : كذا..
ثم تم نقله ليدل على: كذا ،وكذا..
مثال: القهوة في لسان العرب الأول هي الخمر، ثم نقلت في الألسنة المتأخرة للدلالة على المشروب المعروف.
مثال(2): المكروه في اللسان الأول هو المبغض حرمه الشارع أم بغضه ولم يصل به لدرجة التحريم ثم نقل في ألسنة بعض الأصوليين للدلالة على المبغض الذي لم يحرم.
وهذا المنهج في التعامل مع هذا الجنس من الألفاظ الذي علم معناها الأول قطعاً = فيه ثلاث فوائد:
الأولى: انطباقه على الصورة الحاصلة من غير زيادة ولا نقصان.
الثانية: بعده عن الاشتباه والتوهم الحاصل من إطلاق لفظ الحقيقة والمجاز.
الثالثة: أنه لا يخرج عن وصف الظاهرة ليحشر نفسه في تفسير كلام المتكلم ويُطالب بحمل كلام المتكلم ....إلخ هذا القانون الفاسد..
وختاماً: فثم وجه آخر من التحليل لكثير من الكلمات الحادثة كالكمبيوتر وإثبات كونها تعود لكونها تعديد مضافات خارجية للفظ سابق ولكنه ألصق بالبحث الدلالي العام منه بقضية المجاز..
وجزى الله الأخ الذكي المفيد خزانة الأدب؛لما فتح الله على يديه من أبواب المدارسة النافعة.
خزانة الأدب
2008-12-22, 01:10 AM
أخي أبا فهر:
تقول حفظك الله:
تُستعمل لفظة الكمبيوتر في كلام الناس اليوم للدلالة على عدة معاني(مثلاً):
المعنى الأول: الحاسب الآلي.
المعنى الثاني : الدماغ والعقل.
المعنى الثالث: العلم المعين الذي يتمكن متعلمه من التعامل مع الحاسب الآلي.
فأقول: إن صحَّ قولك هذا فلا داعي لبقية الكلام الذي تكلَّفتَ زَبْره وتسطيره، ما دمتَ ترى أن لفظة (الكمبيوتر) هي اسم من أسماء عقل الإنسان.
ولستُ أحتاج إلى أن أناقشك في دعواك، لأنني أعتقد أن بطلانها هو من بديهيات الأمور عند جمهور الناس، وأن (الكمبيوتر) لفظة مخترعة منذ سنوات غير بعيدة لإطلاقها على آلة جديدة. بل إن العكس أقرب إلى الصجة، أي أن الآلة المستحدثة قد يُطلق عليها أحياناً (العقل الإلكتروني) أو (الدماغ الإلكتروني)، فينقلون هاتين اللفظتين من الإنسان إلى الآلة، مع تقييدهما بـ (الإلكتروني). أما دعوى أن (الكمبيوتر) اسم لعقل الإنسان فأراها ضرباً من المكابرة.
وعلى أي حال، الذي يكشف صحة هذه الدعوى أو بطلانها أن نأخذ لفظة لا يُقال إنها من أسماء عقل الإنسان، كالثلاجة أو الدينمو مثلاً، ونقول (شغِّل الثلاجة)، أو (شغِّل الدينمو)، مع القرينة الكافية، كنقر الرأس بالإصبع!
فهل ستقول وفَّقك الله: هذه أيضاً من أسماء عقل الإنسان ؟!
بل لعل المثال التالي أدلّ على ما نحن بصدده:
حضر المدعوُّون إلا أبا فهر، المعروف بكشف الجرائم الغامضة، فقال أحدهم:
أين شرلوك هومز؟
إن قلتَ: أبو فهر من أسمائه شرلوك هومز! فهي مكابرة!
وإن قلتَ: ليس من أسمائه، وإنما أُطلق عليه لمناسبة اقتضت ذلك، وهو أسلوب مألوف من أساليب العربية! فتؤول المسألة إلى خلاف لفظي مع أصحاب المجاز.
وأما ما تفضَّلتَ به من كلام طويل عن الوضع اللغوي، وإن كان يتردَّد في كلام الفريقين، فلا علاقة له بموضوع المجاز، بل هو مغالطة، لأن دعوى المجاز لا يُشترط لها معرفة متى أُطلق اسم (شرلوك هومز) على غير أبي فهر، وإنما يُشترط لها أن يكون قد أُطلق على غير أبي فهر أولاً، ثم أبي فهر ثانياً (وهذا الترتيب مجزوم بحصوله ههنا طبعاً!)
هذا أيها الفاضل معنى قولي (لا صلة بين حكاية الوضع ومسألة المجاز)، وهو أن تاريخ الوضع الأصلي لا يعنينا، والذي يعنينا أنه أُطلق على أبي فهر لأول مرَّة بُعيد منتصف هذه الليلة!
ولعلمك الكريم: الذي يقول (أين شرلوك هومز؟) لا ينظر إلى أصل هذا الاسم وتاريخ إطلاقه، وإنما ينظر إلى إدراك السامعين الآن لمعناه، بدليل أنه لو نشأ جيل لا يعرف شيئاً عن (شرلوك هومز) لما كان لقولنا (أين شرلوك هومز؟) أي معنى!
وهذا هو أيضاً تفسير قولي (عمود مسألة المجاز على الاختراع والتجديد في اللغة)، فاللغة تُبيح لي أن أطلق ما أشاء من الأسماء على أبي فهر، بحسب المناسبات:
أين حاتم الطائي؟ (لشهرة أبي فهر بالكرم)،
أين عنترة؟ (لشهرته بالشجاعة)،
إلخ إلخ
وطبعاً قد أُخطئ وأختار لفظة غير مناسبة أو غير جيدة، وهذا باب آخر غير ما نحن فيه، والمهمّ ههنا أن يفهم السامع أنني أعني أبا فهر، بصرف النظر عن جودة العبارة وبلاغتها.
فأكرِّر ما قلتُه أعلاه: لقد فطن الشيخ الشنقيطي إلى فساد الاعتماد في إنكار المجاز على دعوى الوضع اللغوي، لمعرفته التامة بأن الألفاظ تُنقل في كل يوم إلى معان لم تكن لها بالأمس، وأنه ـ مع إنكاره لوقوع المجاز ـ لا يستطيع أن يجادل في وقوع هذا الأمر البديهي!
بانتظار الجواب، مع الرجاء بالإقلال من التنظير والتركيز على التطبيق.
أبو فهر السلفي
2008-12-22, 01:17 PM
ما هذه العجلة يا مولانا (؟؟!!)
كيف فهمتَ من كلامي أني أقصد أن لفظة الكمبيوتر مجرد اسم من اسماء عقل الإنسان (؟؟؟!!!)
كلامي صريح للغاية في أن لفظة الكمبيوتر استعملتها الطبقة الأولى التي تكلمت بها للدلالة على الجهاز ثم استعملت بعدُ في عدة معاني منها ماذكر..
فلا أخالفك أنه اخترع للدلالة على الجهاز..ولا تُتصور باقي المسألة ولا يُعقد الخلاف مالم تُستعمل نفس اللفظة بعدُ في معنى آخر..
مثال الثلاجة الذي ضربتَه سيُطبق عليه نفس ما سبق ..استعملته الطبقة الأولى للدلالة على الجهاز ثم استعمله واحد (نقله وغير دلالته) ليدل به على عقله البارد السمج ..لا بأس طبِق نفس ما سبق..
وأما ما تفضَّلتَ به من كلام طويل عن الوضع اللغوي، وإن كان يتردَّد في كلام الفريقين، فلا علاقة له بموضوع المجاز، بل هو مغالطة، لأن دعوى المجاز لا يُشترط لها معرفة متى أُطلق اسم (شرلوك هومز) على غير أبي فهر، وإنما يُشترط لها أن يكون قد أُطلق على غير أبي فهر أولاً، ثم أبي فهر ثانياً
مغالطة منك أنت يا مولانا...
فإذا كنت تقر أنها دخلت في كلام الفريقين وأنك أنت الذي تخرجها = فمغالطة منك أن تزعم أنا مغالطين حين نذكرها؛لأن المغالطة عنا مرفوعة إذ ندخل في كلامنا ما أدخله من نناقشه..ولم نكن مناقشين لك حتى يلزمنا إخراجها..
دع عنك أن معرفتك بالمعنى الذي استُعمل له اللفظ أولاً بعد منتصف الليل هي عينها معرفة الوضع الأول ..وهو رجوع للوضع الأول عين مذهب من تزعم مباينتهم وإخراجك لما أدخلوه(!!!)
غاية الأمر أنهم تكلموا عن ألفاظ الكتاب والسنة والعرب فطلبوا الوضع الأول القديم ..ووضعوا قرائن لمعرفته بعد جعله ركناً في قضية المجاز..
أنت عندك الوضع الأول المتعلق بالألفظ التي ذكرتها هو ركن العملية وينبني عليه م بعدها ..فلا فرق بينكما في ركنية الوضع الأول..إنما الفرق في زمان الوضع فحسب..
محمد براء
2008-12-22, 05:12 PM
كتابات أبي فهر تقرأ بأناة ، ولا بأس من تكرار قراءتها ، بل لا بد من ذلك .
ابن الرومية
2008-12-23, 02:36 AM
صدق توقيع أبي مالك : أصحاب العربية جن الإنس يبصرون ما لا يبصر غيرهم...
كأننا مع لغز يتردد بين الغموض و الوضوح كقضية جريمة كاملة يتداولها المحققون ..كألغاز قصص شرلوك هولمز و أرسين لوبين ...
أبو الفداء
2008-12-23, 08:47 AM
"فإذا كنت تقر أنها دخلت في كلام الفريقين وأنك أنت الذي تخرجها = فمغالطة منك أن تزعم أنا مغالطين حين نذكرها؛لأن المغالطة عنا مرفوعة إذ ندخل في كلامنا ما أدخله من نناقشه..ولم نكن مناقشين لك حتى يلزمنا إخراجها.."
نفهم من ذلك أنك الآن اذ صرت مناقشا لخزانة الأدب، ستخرجها كما يخرجها؟؟
"غاية الأمر أنهم تكلموا عن ألفاظ الكتاب والسنة والعرب فطلبوا الوضع الأول القديم ..ووضعوا قرائن لمعرفته بعد جعله ركناً في قضية المجاز.."
نعم صحيح هذه الصورة موجودة وهي الأصل .. لكن هل هذا ما ترى الأخ خزانة الأدب يقول به أو ينافح عنه؟ ولو أنه اصطلح باصطلاحهم ولكنه لم يقل بأصولهم وفلسفاتهم ولا ما لأجله جعلوا الحقيقة حقيقة والمجاز مجازا، فهل يضيره ذلك، وقد علمت أنه يوافقك في طريق النظر ومؤداه؟؟ لعلك قد وقفت فيما طالعت على درجات من الأقوال كثيرة في تلك المسألة تتفاوت فيما يأخذه الناس وما يتركونه من تلك القسمة وما يتعلق بها من نظريات! فهم ليسوا في ذلك على صورة واحدة!
هب أن واحدا من المثبتين للمجاز كان منهجه البحث في استخدام أهل اللسان الشائع عندهم لكل لفظ أو أسلوب، وسمى ذلك "حقيقة" ولم يجزم بأنه هو الوضع الأول ولا الثاني ولا الثالث ولا خاض في ذلك أصلا، ثم نظر في السياق والقرائن في كل حالة ليرى هل الاستخدام في هذه الحالة بعينها يوافق ذلك الاستخدام الأول (فهو عنده حقيقة على اصطلاحه) أم أنه بخلافه (فيكون مجازا على اصطلاحه)،
لو أن رجلا آخر من الذين لا يقبلون بتلك القسمة جملة وتفصيلا - مثلي ومثلك -، جاء ونظر في الاستخدام الشائع في لسان القوم في زمان التنزيل وقال هذا (استعمال القوم السائد بينهم) ثم جمع القرائن المتعلقة بلفظ من ألفاظ القرءان في سياقه فخرج منها بأن استعمال القرءان للفظ هنا بخلاف الاستعمال السائد حينئذ، ثم لم يسم الأول حقيقة ولا الثاني مجازا وكره تلك التسمية، وتحرك هو الآخر حيثما حركته القرائن، فهل يؤول الخلاف بين هذا وصاحبنا الأول الى أكثر من الخلاف اللفظي يا أخي الكريم؟
نعم أنا أوافقك في تفضيل ترك كلمة حقيقة وكلمة مجاز جملة واحدة عند النظر في نصوص الشرع بالذات، ولا أحب ذلك التقسيم الضيق للغة أصلها الاتساع والرحابة التي لا يعرفها لسان آخر أصلا، ولا أحب التألي على أصول الكلمات بمثل هذا التحكم فيما هو حقيقة وما ليس بحقيقة والكلام في الوضع الأول وما الى ذلك! ولكن تأمل في كلام هذا وذاك ومآله وحاصله عندهما، فان اتفقا في النتيجة وخلاصة النظر فهل يكون خلافهما هنا الا خلافا لفظيا في الحقيقة؟
تأمل هذا المعنى بروية بارك الله فيك!
"دع عنك أن معرفتك بالمعنى الذي استُعمل له اللفظ أولاً بعد منتصف الليل هي عينها معرفة الوضع الأول ..وهو رجوع للوضع الأول عين مذهب من تزعم مباينتهم وإخراجك لما أدخلوه(!!!)"
مهلا يا أخي بارك الله فيك! كلام الأخ الفاضل الذي ذكر فيه "منتصف الليل" كان واضحا في أنه يقرر علمه بمتى استحدث الاستخدام الثاني ولكنه يقرر بوضوح أنه لا يعنيه متى "وضع" الاستخدام الأول الأقدم - وان كان في مثال الكمبيوتر معروف - ولا مسألة هل كان الاستخدام الأقدم هذا تواضعا أم وحيا أم ماذا!! فلماذا تصر على أن تلزمه بما بين بوضوح أنه لا يقول به ولا يلتفت اليه ؟؟
أعتذر عن هذه المداخلة وقطع سير هذا الحوار الماتع، انما وجدت نفسي مدفوعا اليها،
وسأعاود الانسحاب الى مقعد المتفرج مرة أخرى بارك الله فيكم
(ابتسامة)
أبو فهر السلفي
2008-12-23, 01:24 PM
ركز معي أبا الفداء..
الذين وضعوا نظرية الحقيقة والمجاز ..وربطوا تعريف الحقيقة بالوضع = كانوا أذكى وأدق من أن يحصروا القضية في الوضع الأول القديم = فيصبح بذلك عمر نظريتهم قصير جداً ولا يستطيعون تطبيقه على ما سيُنتجه العقل البشري من استعمالات للألفاظ..
فذكروا وضعان:
1-الوضع الأول القديم.وهذا هو الأصل عندهم في تعريف الحقيقة اللغوية ، وجل الحقائق التي سيقسمونها بعدُ = هي عندهم مجازات بالنسبة لهذا الوضع = حقائق بالنسبة لما سيستجد من المعاني.(راجع مثال الصيام في كلامي السابق).
2- وضع ثاني (وليست ثاني هي التي قبل ثالث بل المراد جنس آخر من الوضع ..فكل وضع خلاف الأول فهو ثاني )
ومرادهم بهذا الوضع : كل مواضعة أو اصطلاح حدثت بعد هذا الوضع الأول القديم سواء كان هذا الوضع مجرد نقل لكلمة عن الوضع الأول بتضييق معناها أو توسيع معناها أو تغيير دلالتها بالمرة أو كان هذا باختراع كلمة جديدة أو حتى كان هذا اللفظ مجازاً ثم شاع حتى صار هو الحقيقة(على مذهب بعضهم).
ويطلقون على هذا الوضع الثاني أسماء كثيرة أشهرها وأوسعها: اصطلاح المخاطبة.
الآن نحن نفاة القسمة: ننكر عليهم ذلك الوضع الأول وبناء أي علم عليه لجهالته وعدم انضباطه وكثرة الدعاوى التي تنسب له بغير أدلة.
ونُلحق بهذا كل وضع ثاني زعموه شارك الوضع الأول في نفس الشروط كالجهالة إلخ.
الآن عندنا مشكلة: أن ما نزعمه من جهالة الوضع الأول وكثرة الدعاوى إلخ..وما يُشاركه في ذلك من الوضع الثاني = يَنتفي إذا عُلم يقيناً أن هذه اللفظة بعينها استُعملت أولاً للدلالة على معنى بعينه ثم استُعملت بعدُ في معنى ثاني.
الآن يأتي مثبت القسمة فيقول: هيه (!) أين تذهبون (؟) خلت هذه الصورة من جهالة الوضع الأول وإمكان قلبه (إلخ) فمالكم لا تجرون القسمة في هذا الجنس من الألفاظ(؟؟) وقد علم الوضع الأول وعلم استعمال اللفظ بعده في غير ما وضع له..
هذه صورة الإشكال..
أرجو أن تقرأ الآن ردي على خزانة الأدب من بداية مناقشتي له في مثال الكمبيوتر..
الأشفقي
2008-12-23, 11:51 PM
الشيخ أبوفهر السلفي :
قلتم في بعض المواقع :
ليس في كلام العرب مجاز أصلاً يا دكتور....... حتى يلزم وجوده في القرآن...
ثم قلتم :
وريثما يُفرغ الممعنون في بنيات الطريق جعبتهم أذكر لك باقيها..
http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=14186
وأسئلتي : بأي لغة تتكلم مع مخالفيك ؟
وهل يمكننا القول بأنك تنفي المجاز عن العرب ثم تستخدم كلامهم وتحرفه عن معانيه ؟
وما معنى : بنيات الطريق ؟؟
وما معنى : جعبتهم ؟
وما أدراك أن أدلة مخالفيك هي في جعبة ؟ إلا إذا كان للجعبة في لسان العرب معنى غير ماهو معروف ؟؟
وما معنى قول بعض موافقيك : المجاز حمار المبتدعة ؟
أين هو هذا الحمار - أكرم الله القارئين -؟
هذه كلمات فقط من عشرات مثلها سلكت فيها بنفسك ما يسميه مخافك " مجازاً " ، فماذا تسميها أنت .
الأشفقي الشنقيطي .
أبو فهر السلفي
2008-12-24, 12:19 AM
سهلة يا مولانا لا تظن أنك أتيتَ بما يُعجز..
وكذا كل مثال يضربه مثبتة القسمة يظنون أن المتكلم واقع في أسر قسمتهم وإن نفاها..
ويزعمون عدم قدرة المفسر على تفسير كلام الله وكلام رسوله بغير قسمتهم..
وكل ذلك لم يكن..
وكل لفظ أو معنى حسبوه هم استعمال للمجاز= هو استعمال للفظ فيما يدل عليه ..
ثم قد تكون دلالة اللفظ على المعنى الذي أراده المتكلم دلالة معروفة في لسان العرب الأول..أو في لسان متأخر عنهم..أو حتى هي من انشاء هذا الذي تكلم..
مثال تطبيقي: قول القائل: المجاز حمار المبتدعة.
استعمل فيه لفظ الحمار في أحد معانيه وهو ما يوصل لغرض محدد.
الآن: إما أن تكون العرب استعملت الحمار في هذا المعنى أولا..
فإن لا...
يبحث في أي لسان نقل الحمار للدلالة على هذا المعنى
حتى نصل إلى شئ ممكن: وهو أن يكون هذا المتكلم المتأخر هو من افترع هذا النقل ..
وكل هذا لا بأس به وهذا البحث منا عن زمان النقل غرضه تحديد رتبة هذه الدلالة وهل هي عربية أم مولدة..
ولا بأس بهذا التوليد -وإن كان لزوم اللسان الأول أحسن- مع التبيين وألا يدخل بسببه الخطأ على تفسير كلام الله وكلام الرسول بضوابط وضعتُها في موضوع آخر ..
ومن هذا التوليد النافع: ما تفعله المجامع اليوم من ادخال معاني حادثة تحت ألفاظ قديمة كلفظ: السيارة.
المهم: ليس في كل هذا ولا لكل هذا حاجة ولا افتقار لقسمة المجاز ولا قوانينها الباطلة..ولا يزال الناظر في هذا التركيب وفي عباراتي التي ذكرها الشنقيطي = باحثاً عن القرائن المعينة لمراداتي بألفاظي التي استعملتها في بعض معانيها = ليهتدي للمعنى الذي أردته ..منهج أهل الحق يتبع ومنهج الدعوى والتألي يهجر..
فائدة: لم تستعمل العرب في اللسان الأول الحمار للدلالة على البليد ...واعجب كيف شئت لشيوع هذا في كتابات المجازيين..
أبوهلا
2008-12-24, 09:12 AM
للفائدة فقط :
الصيام ، الصلاة ، الزكاة ....... هذه حقائق شرعية وليست مجازا !!!
المولد ، العامي ، الدخيل .......... لا تدخل ضمن موضوع المجاز أصلا !!!
إذا كانت اللغة توقيفا فهل علم الله آدم لفظ الكمبيوتر ولفظ الثلاجة وهل علمه أنهما يطلقان على العقل !!!!!
أنت تقول : اللسان الأول .... !!!!!
الأشفقي
2008-12-24, 10:56 AM
فتح الله عليّ وعليك أخي الفاضل والشيخ الكريم أبي فهر السلفي ، أستسمحك :
1- لا أناقش في التقسيم اليوناني ، الذي ظهر لي -والله أعلم - أنه من أكبر أسباب نفيكم المجاز عن لغة العرب ، بل أتكلم عن لغة العرب أصالة ، وليس عن لغة لسان متأخر عنهم كما عبرتم حفظكم المولى .
2-كلمة " الحمار " - أعزكم الله والقارئين -، معروف استعمال العرب لها ، فلم تستخدمها لمعنى إلا بعد أن أطلقتها على ما هو معروف حساً .
عندنا شيئان مختلفان حتى وان اجتمعا في نسبة مشتركة بينهما :
أ - عندنا : حيوان - وأنتم بكرامة - من لحم ودم وروح .
ب - عندنا : معنى حسي وهو البلادة حفظنا الله وإياكم والجميع منها .
ورأينا استعمال الناس للحمار مكان البلادة ولم نرهم يسمون الحمار بليداً .
فإذا كان هذا ليس مجازاً فهو حقيقة ولا ثالث ، وهو ما ننتظر - إن تكرمتم - بتوضيحه وجلائه .
معترف بفضلك وقدرك وإن اختلفت معك :
الأشفقي الشنقيطي
أبو فهر السلفي
2008-12-24, 12:21 PM
الشيخ الفاضل..
1- لا دليل عندي على أن أول المعاني التي تستعمل فيها الألفاظ هي الحسيات بل هذا عندي من تقريرات اليونان وزاد عليهم عبد القاهر لفظ الصورة ولي مقال هنا في توثيق ذلك.
2- العرب استعملت الحمار في معنيين: الحيوان-أعزك الله- والقوة والصلابة ، ولم تستعمل الحمار في البليد وإنما هذا استعمال مولد متأخر.
3- فلنجعل كلامنا في الحمار الحيوان والقوة فهذا ألصق بلسان العرب وحينها أقول:
ليس عندي هذان اللفظان أصلاً(الحقيقة والمجاز) وإنما عندي أن العرب استعملت لفظ الحمار للدلالة على شيئين هما الحيوان والقوة ..
لا أمنع أن تكون بدأت بإطلاق اللفظ على معنى منهما ثم نُقل للدلالة على المعنى الثاني بحيث بلغنا اللفظ وهو يطلق على المعنيين معاً..
لكن لا برهان عندي على أن هذا المعنى هو الحيوان..بل لا أمنع أن تكون لفظة الحمار في لسان الطبقة الأولى التي تكلمت بها تعني : قوي صلب.
ثم نقلت للدلالة على الحيوان المعروف لما رأوا فيه من القوة والصلابة والاحتمال.
لا أقول أن هذا هو ماحدث..ولكن كلامي: أن هذا احتمال قائم وارد ولا مرجح لواحد من المعنيين ولا يود برهان علمي يُحدد واحداً منهما..(إلا البدء بالحسيات وهو باطل عندي)
ومن هنا لاأستطيع إجراء هذه القسمة اليونانية لا ألقابها ولا بقوانينها..
الأشفقي
2008-12-24, 01:39 PM
جزيتم خيراً شيخنا الفاضل ، واسمح لي :
1- هل العرب الأوائل كان بينهم وبين اليونان اتصال حتى يصل بهم اعتماد تقريراتهم ؟؟
2- قولكم :
لا أمنع أن تكون بدأت بإطلاق اللفظ على معنى منهما ثم نُقل للدلالة على المعنى الثاني
أفهم من هذا أنه اجتهاد منكم لعدم وجود دليل لديكم عليه ، وإذا صح هذا أفلا يمكن لمخالفكم أن يقول بعكس كلامكم ؟؟ وعندها يكون الإثبات والنفي غير قطعيين من الطرفين ، فيعطينا نتيجة مهمة وهي أن تقريركم بعدم وجود المجاز في لسان العرب مبني على أدلة ظنية وليست يقينية ؟
ومن باب تذكير شيخنا الكريم - وعفواً إن كنت أسوق بضاعتكم إليكم - أن مسألة اللفظ والمعنى من المسائل العويصة عند علماء اللغة أيهما أول ؟
3-قولكم :
..
(إلا البدء بالحسيات وهو باطل عندي)
المأمول من شيخنا التكرم بحل هذا الإشكال عندمحدثكم :
كيف حكمتم عليه بالبطلان مع تقريركم عدم وجود الدليل على قولي المسألة أصلاً .
محبكم :
الأشفقي الشنقيطي
عبدالرزاق الحيدر
2008-12-24, 01:54 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
للفائدة:
1-يوجد بحث متقن في موضوع المجاز في كتاب الشيخ محمد احمد لوح " جناية التأويل الفاسد", رسالة دكتوراة.
2-موضوع مبدأ اللغات وهل هي توقيفية ام لا, تكلم عليها الشيخ العروسي في كتابه " المسائل المشتركة بين اصول الدين وأصول الفقه", رسالة دكتوراة.
3- تخطأت الامام الشنقيطي فيه نظر! يحسن بك ان تسأل ابنه محمد قبل كل شيء! ورقمه الجوال موجود على مؤلفاته, وشكرا.
أبو فهر السلفي
2008-12-24, 02:11 PM
بوركتَ.
1-الصلة إنما هي بين اليونان وقسمتهم وأذيالهم وحملة علمهم المبتدعين لحمل كلام الله وكلام رسوله وكلام العرب على تلك التقسيمات اليونانية من أمثال: الجاحظ وابن المعتز وابن جني وعبد القاهر.
2-ليست المسألة إثبات ونفي بل تجويز وقوع هذا وتجويز وقوع هذا ؛ فتتكلم الطبقة الأولى باللفظ تعني به معنى وتتكلم باللفظ تعني به حس ويكون المعنى الثاني المنتقل إليه اللفظ معنوي أو حسي وهكذا..كل ذلك يقع..وآية ذلك أن في اللسان العربي المحفوظ اللفظ بإزاء معنى واحد هو معنى كالحياء، واللفظ بإزاء معنى واحد هو حس كالأرض..
3- فإن كان هذا يقع وهذا يقع ؛ فالزعم بحصر إطلاقاتهم الدلالية في أنها تكون للحس أولاً = زعم باطل .لأنه لا دليل عليه ..أولاً..وتصرفاته م تخالفه ثانياً.
4- من منع أن يُنسب للعرب قاعدة (البدء بالحس) بغير دليل فهو متكلم بالعلم ،متمسيك بالعلم،إذ وصف الظاهرة وتعامل معها كما هي ولم يتزيد عليهم، ومن نسب لهم قاعدة (البدء بالحس) كان كلاماً عارياً عن الدليل..فليسوا سواء.
مثال: من قال إن أبا فهر يجوز أن يكون من أهل العلم ويجوز أن يكون من أهل الجهل فلا يُحكم عليه بواحد منها إلا بدليل = كان متمسكاً بالعلم قائلاً به وهو علمه الذي انتهى إليه.
ومن قال: بل الأصل فيه أن يكون من أهل العلم كان قوله باطلاً لتزيده فوق المنقول إليه من العلم، وعدم إقامته الدليل على قوله.
فصاحب القسمة: نسب إليهم شيئاً بغير دليل.
ونافيها: لا ينسب إليهم إلا ما ثبت بالدليل في كل جزء على حدة.
عبدالرزاق الحيدر
2008-12-24, 11:14 PM
@* تخطئة
محمد براء
2008-12-28, 04:31 PM
أرجو من الشيخ الإجابة عن تساؤلاتي
خزانة الأدب
2008-12-28, 05:09 PM
الجواب على أبي فهر قيد الإعداد
خزانة الأدب
2009-01-01, 12:28 AM
الأخ أبا فهر وفقه الله
قبل نشر الجواب على موضوعك، أود الاستيضاح منك عن نقطة حيَّرتني في إنكارك للمجاز:
أيهما أصلح للجهمية:
أ - أن يقال لهم: الأصل في اليد أن تكون للجارحة، ومن يفسِّرها بالنعمة فعليه إثبات القرينة المانعة من المعنى الأصلي.
ب - أو يقال لهم: كلا المعنيين أصلي، ويستوي من يفسِّرها بهذا أو بهذا في وجوب إثبات القرينة.
بانتظار الجواب المختصر المفيد
أبو فهر السلفي
2009-01-01, 04:16 AM
أخي الحبيب..
1- أنا وأنت نرفض من يُنكر القسمة لمجرد قطع إحدى الطرق على الجهمية..
فأحرى بي وبك ألا نقبل من يثبتها لكونها أسهل في مناقشتهم (إن صح ذلك)..
ولا يَجمل بمبتغي الحق وطالب المنهج الصحيح أن يكون إمامه قانون رد الفعل..
وإنما الصواب أن أطلب الهداية إلى المنهج الصحيح في نفسه وبأدلته الصحيحة الدالة عليه بقطع النظر عن مثل هذه الأمور..
2- الأولى اجتناب لفظ الجارحة لحدوثه وإيهامه..
3-لا. أخي الحبيب ليست طريقة المجاز أسهل فهم مخترعوها والذين اتكأوا عليا ولو كانت أسهل لما سلكوها ، هم لا يوافقوك أصلاً على اشتراط امتناع الحمل على الحقيقة (وهو شرط فاسد بيني وبينك) ومتقدمة مثبتة القسمة لم يذكروا هذا الشرط،ولم أر أديباً بلاغياً يوماً يُفسر شعر شاعر ولا يثبت الحمل على المجازات في شعره لجواز الحمل على الحقيقة.
المهم: أننا نزعم أن طريقتنا هذه أقوم وأصح لأنها تطلب تفسير كلام المتكلم في كل موطن بجمع ما يبين مراده من كلامه هو ، أما طريقة المجاز فلم تُحوج الجهمية إلا إلى تفسير كلام الله بكلام الأخطل..
4- لا نزعمأن كلا المعنيين أصلي ولا شئ، غاة ما نقوله أنه إذا صح جواز استعمال اللفظ في أكثر من معنى لم يجز تعيين المعنى المراد بغير جمع الأدلة ،وهذا أهدى من طريقة من يكفيه صارف واحد ينسف به عشرة أدلة..
دمت موفقاً..
محمد براء
2009-05-18, 12:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ائذنوا لي بالمشاركة معكم في هذا النقاش ، وأرجو أن تكون مشاركتي في محلها ، حيث أراد الأخ خزانة الأدب وأؤيده على اختياره .
فأقول وبالله التوفيق :
مثبتة المجاز ليسوا متفقين على أن مبدأ اللغات هو الوضع الاصطلاحي - الذي نقضه النافون للمجاز وجعلوا نقضه أساساً للنفي المجاز - :
فمنهم من قال بذلك وهم المعتزلة ، وقد بين الشيخ أبو فهر أنهم تلقوا ذك عن اليونانين الوثنين .
ومنهم من قال إنها توقيفية كأبي الحسن الأشعري وابن فورك وابن الخطيب وابن الحاجب ونسبه السبكي إلى أكثر العلماء [ شرح جمع الجوامع (2/296) ] .
ومنهم من قال : إنها توقيفية في قدر ما يكفي به التعريف وهو قول أبي إسحاق الاسفراييني .
ومنهم من توقف ، قال السيوطي في المزهر : " والمحققون متوقفون في الكل " .
بل نص كثير من الأصولين على ان الخوض في هذه المسألة من الفضول ولا ثمرة لها قال في المرتقى بعد ذكر الأقوال :
ثم الجميع ممكن الوقوع = والخف ا يثمر في الفروع
فالحاصل أن النافين حين نقدوا القول بالمجاز المبني الوضع الأول لم ينقدوا إلا قول المعتزلة ، أما على القول بالتوقيف - وهو اختيار شيخ الإسلام (1)- فكيف يكون الحال ؟
مثلاً : هل علم الله تعالى آدم عليه السلام أن لفظ الأسد يطلق على الحيوان المعروف ، وعلى الشجاع معاً ؟ أم على واحد منهما ؟ . فعلى القول بنفي المجاز لا يصح إلا الأول ، ويلزم عليه أن الله تعالى علم آدم جميع المعاني التي يدل عليها اللفظ الواحد المحتمل لأكثر من معنى ، ثم إن المجاز في حالة التركيب لا انحصار لحالاته فكيف يكون الحال ؟ .
ثم إن شيخ الإسلام أشار إلى أن تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز لا يصح إلا على القول بأن اللغات اصطلاحية فهل يكون من قال بالمجاز مع عدم قوله بالوضع الاصطلاحي متناقضاً ؟ .
أرجو من الشيخ أبي فهر التكريم بالإجابة عن هذ التساؤلات .
--------------------------
(1) قال شيخ الإسلام (7/96-97): بعد أن بين استحالة ان يكون آدم تعلم اللغات جميعها : " فَعُلِمَ أَنَّ اللَّهَ أَلْهَمَ النَّوْعَ الْإِنْسَانِيَّ أَنْ يُعَبِّرَ عَمَّا يُرِيدُهُ وَيَتَصَوَّرُهُ بِلَفْظِهِ وَأَنَّ أَوَّلَ مَنْ عَلِمَ ذَلِكَ أَبُوهُمْ آدَمَ وَهُمْ عَلِمُوا كَمَا عَلِمَ وَإِنْ اخْتَلَفَتْ اللُّغَاتُ ، بَلْ الْإِلْهَامُ كَافٍ فِي النُّطْقِ بِاللُّغَاتِ مِنْ غَيْرِ مُوَاضَعَةٍ مُتَقَدِّمَةٍ ؛ وَإِذَا سُمِّيَ هَذَا تَوْقِيفًا ؛ فَلْيُسَمَّ تَوْقِيفًا " .
أرجو من الشيخ أبي فهر التكرم بالإجابة عن هذ التساؤلات .
أبو فهر السلفي
2009-05-18, 12:39 PM
مش فاهم السؤال يا مولانا...
أبو عمار السلفي
2009-05-18, 02:29 PM
شيخ أبو فهر.. إن الكريم يجيب من ناداه..
محمد براء
2009-05-18, 08:37 PM
غريب ..
السؤال باختصار :
النافون حين نقدوا القول بالمجاز المبني على الوضع الأول لم ينقدوا إلا قول المعتزلة وهو أن مبدأ اللغة الاصطلاح ، أما على القول بالتوقيف وهو قول الأشاعرة فكيف يكون النقد ؟
أبو فهر السلفي
2009-05-19, 11:33 AM
ولا غريب ولاحاجة هو أنا صحيح علامة بس ساعات ما بافهمش (ابتسامة)
سأجيبك بإذن الله وسؤالك مفيد ..ولكني مشغول بنقاش طويل ومرهق على أحد المنتديات فصبراً جميلاً وذكر..
أبو عمار السلفي
2009-05-19, 04:54 PM
شيخ أبو فهر.. إن الكريم يجيب من ناداه..
أقصد سؤالي على الخاص يا شيخ بارك الله فيك
محمد براء
2009-05-19, 09:48 PM
هو أنا صحيح علامة بس ساعات ما بافهمش (ابتسامة).
أضحك الله سنك ..
ولكني مشغول بنقاش طويل ومرهق على أحد المنتديات).
كيف يمكنني متابعته ؟ فأنا أحب مناقشاتكم وأستفيد منها .
محمد براء
2009-06-12, 01:47 PM
للتذكير ..........
أبو فهر السلفي
2009-07-18, 08:38 PM
النافون حين نقدوا القول بالمجاز المبني على الوضع الأول لم ينقدوا إلا قول المعتزلة وهو أن مبدأ اللغة الاصطلاح ، أما على القول بالتوقيف وهو قول الأشاعرة فكيف يكون النقد ؟
1- عدم الدليل على التوقيف.
2- سواء كان بالتوقيف أو غيره فليس معنى ما يدل على أن من علمهم الألفاظ بإزاء المعاني = أي معنى للفظ وكم معنى للفظ = علمهم،وما هو الحد الفاصل بين ما استعملوه توقيفاً وما استعملوه تصرفاً.
طيب نسيم
2011-09-24, 07:17 PM
الحق يا إخوة يا محترمون أن الذي يسأل في مسائل اللغة هم اللغويون فما قولهم.... أحسب أن أغلبهم يبتسم إذا سمع القول بإنكاره ...وأما رد أخينا أبي فهر فمشحون بالمغالطات ومع ذلك تراه يرمي بها الشيخ أبا الحسن العسكر
أبو الهمام البرقاوي
2011-09-28, 09:41 PM
إلى هنا توقف النقاش؟
ابتسامة!
سعيد الموصلي
2011-11-07, 09:23 PM
نقاش ماتع .. و ليت الأخ "خزانة الأدب" أكمله
خزانة الأدب
2011-11-07, 11:04 PM
نقاش ماتع .. و ليت الأخ "خزانة الأدب" أكمله
الأخ الفاضل:
لم أجد فائدة من الإيغال في الجدل العقيم، بعد أن ضربتُ غير مثال على مجازات اخترعتُها لأجل هذا الموضوع، لم تعرفها العرب، ولا يوجد لها طبقة أولى وثانية، كقولي (شغِّل الثلاجة)، فلم أتلقَّ جوابًا إلاَّ قول أبي فهر حفظه الله:
مثال الثلاجة الذي ضربتَه سيُطبق عليه نفس ما سبق ..استعملته الطبقة الأولى للدلالة على الجهاز ثم استعمله واحد (نقله وغير دلالته) ليدل به على عقله البارد السمج ..لا بأس طبِق نفس ما سبقأي بعبارة أخرى: الثلاجة مشترك لفظي ولها معنيان حقيقيان:
1 - الجهاز المعروف، وهو المعنى المستعمل عند الطبقة الأولى
2 - العقل البشري، وهو المعنى الذي أضافه العبد الفقير كاتب هذه الأسطر
فإذ لم يعترف الأخ الكريم بما هو أظهر من الشَّمس، وهو أنَّني لم أقصد إلى إضافة معنى جديد إلى لفظة الثلاجة، ولا إلى نقل الكلمة من معنى إلى معنى، وإنَّما أردت التلويح إلى برودة عقل الرجل، مع بقاء العقل على أسمائه وبقاء الآلة على أسمائها -- فقد وصل الحوار إلى طريق مسدودة وقارب أن ينقلب إلى سفسطة
والواقع أن مثال الثلاجة ينطبق 100% على مثال الأسد، على كثرة استعمال الأسد للرجل الشجاع منذ ألوف السنين، وربَّما عند جميع الشعوب!
فالذي يقول (رأيت أسدًا يقود المعركة) لا شكَّ بأنَّه يستحضر صورة الحيوان وما هو عليه من الإقدام، بعكس الَّذي يقول (فرَّ أسدٌ من حديقة الحيوان)، فهو لا يستحضر صورة خالد بن الوليد مثلاً!
فالقول بأنَّ لفظة الأسد مشترك لفظي، ولها معنيان متساويان ليس أحدهما أمكن من الآخر، مكابرة ومغالطة!
وانظر في المقابل إلى المشتركات اللفظية الحقيقية:
الَّذي يلفظ كلمة العين ويريد الباصرة لا يستحضر صورة عين الماء ولا الجاسوس، والعكس بالعكس
وسأضرب مثالًا لعلَّه أظهر من جميع ما مضى:
قد تقول (لقد تأخَّر علينا حاتم الطَّائيّ)، ويفهم السامعون أنَّك تستهزئ بالرجل لأنَّه من أبخل الناس!
فأنت بلا شكّ لا تريد أن تنقل المعنى، بحيث يكون حاتم كناية عن البخيل، ولا أن تجعل نفسك طبقة ثانية، بل تريد الاستهزاء لا غير، ويبقى حاتم كناية عن الكريم لا غير
ولكن سيقول منكرو المجاز: حاتم الطَّائيّ له معنيان حقيقيان: الرجل الكريم (عند الطبقة الأولى)، والبخيل (عند هذا المتكلم)، وليس هناك مجاز ولا غرض بلاغي!
سعيد الموصلي
2011-11-08, 01:22 PM
بارك الله فيك شيخنا خزانة الأدب ..
و قد كنت أسيرا لكلام الفاضل أبي فهر مذعنا له حتى قرأت مناقشتك ..فنفك الأسر :)
الذي لم أستوعبه من مذهب الشيخ أبي فهر .. كيف يكون قول القائل وهو يصف رجلا "جاء الأسد" دالا على الشجاعة ؟!
على مذهب من يثبت المجاز الأمر واضح .. لكن على مذهب النفاة فكلمة "أسد" غير متعينة في الحيوان المتوحش ..فمن أين أخذوا دلالة الشجاعة من هذا اللفظ ؟
خزانة الأدب
2011-11-08, 03:06 PM
يضاف إلى ما سبق:
أن الإقرار بوقوع نقلٍ وتغيير دلالة، وبوجود طبقة أُولى (وكلاهما منصوصٌ عليه في عبارة أخينا الفاضل أبي فهر)، هو إقرارٌ مكتمل الأركان والشروط بوقوع المجاز (لأنَّ المجاز هو نقل الكلمة من معناها الأصلي). وهو أيضاً إقرارٌ بالترتيب التَّاريخي، وأنَّ أحد المعاني أقدم وأمكن من الآخر (أي إقرارٌ بنظرية الوضع التي يدندنون حولها ويريدون إلزام القائلين بالمجاز بها).
الأخ يقول لي في واقع الأمر: أنت نقلتَ لفظة الثلاجة من المعنى المستقر عند الناس، وتجاوزت بها إلى معنى جديد، ولكن لا يوجد مجاز ولا تجاوز!
ولو أقرَّ إخواننا بوقوع المجاز في الكلام المعاصر دون القديم لكان لهم بعض شبهة (مع بطلان هذا أيضاً)، ولكنَّهم يؤثرون الإنكار المطلق لمعرفتهم بأنَّ الإقرار ببعض المجازات يفتح عليهم أبوابًا لا يستطيعون إغلاقها
وإن تعجب فاعجب لقول أبي فهر وفَّقه الله:
العرب استعملت الحمار في معنيين: الحيوان-أعزك الله- والقوة والصلابة ، ولم تستعمل الحمار في البليد وإنما هذا استعمال مولد متأخر.
3- فلنجعل كلامنا في الحمار الحيوان والقوة فهذا ألصق بلسان العرب وحينها أقول:
ليس عندي هذان اللفظان أصلاً(الحقيقة والمجاز) وإنما عندي أن العرب استعملت لفظ الحمار للدلالة على شيئين هما الحيوان والقوة ..
لا أمنع أن تكون بدأت بإطلاق اللفظ على معنى منهما ثم نُقل للدلالة على المعنى الثاني بحيث بلغنا اللفظ وهو يطلق على المعنيين معاً..
لكن لا برهان عندي على أن هذا المعنى هو الحيوان..بل لا أمنع أن تكون لفظة الحمار في لسان الطبقة الأولى التي تكلمت بها تعني : قوي صلب. ثم نقلت للدلالة على الحيوان المعروف لما رأوا فيه من القوة والصلابة والاحتمال
أخونا ينكر معنى البلادة من أساسه، ولا يدري هل الأصل في الكلمة الحيوان أم القوي الصلب، فلو قلتَ لأهل بيتك وأنت عائد من الصلاة (هناك حمار في الشارع)، فسيفهم نصفهم أنَّه حيوان بينما يفهم النصف الآخر أنَّه شيء قوي صلب
وقد نصَّ أهل التفسير على أن مناسبة ذكر الحمار في سورة الجمعة هي أنَّه لا يفهم ولا يستفيد (أي بليد!)، وعبارة ابن كثير (لأن الحمار لا فهمَ له). والمسألة من مدارك العامَّة فضلاً عن الخاصَّة، والأخ يقول (وإنما هذا استعمال مولد متأخر)
وقد أقرُّ الشَّيخ الشنقيطي، وهو من أرسخ المنكرين للمجاز علمًا، ولا يشق له غبار في علم المنطق، وقد قرأه الشَّيخ ابن باز عليه، رحمهما الله تعالى، بأنَّ الحمار لا يحتاج إلى قرينة، بينما ينكر ذلك على أبو فهر ويزعم أن الكلمة تحتمل الوجهين إلاَّ بقرينة
وههنا نكتة أشرتُ إليها أعلاه، ولا بأس بالتأكيد عليها:
وهي أن الجهل بأصل الكلمة، أهو الحيوان أو القوي أو البليد أو ما شئت، لا علاقة له بموضوع المجاز أصلاً؛ بل المناط هو على المعنى الَّذي اصطلح الناس عليه، وهو الحيوان ههنا، فهذا هو المعنى الأصلي الَّذي لا يحتاج إلى قرينة، حتَّى على افتراض أنَّه المعنى اللاحق. وما أكثر الكلمات التي طغت معانيها المستحدثة على القديمة، كالسيارة والقطار، فالمفهوم من قوله تعالى (وجاءت سيارة) هو قافلة الإبل، ومن قولنا اليوم لهذه العبارة بعينها هو الآلة المعروفة، بلا حاجة إلى قرينة لا أوَّلاً ولا آخرًا
ولا يبقى إلاَّ علاقة المسألة بالتوحيد والعقيدة
وقد كنتُ سألت أبا فهر: أي فائدة يجنيها المبتدعة من المجاز، ما دام أن نظريَّة المجاز تقوم على أن صفات الوجه واليد والاستواء على العرش لها معانٍ مستقرة، وأن إخراجها عن معانيها يحتاج إلى قرائن؛ بينما يقول المنكرون للمجاز بأنَّ اليد مشترك لفظي بين الجارحة والنعمة، وبعضهم يقول بأنَّ الجارحة تحتاج إلى قرينة أيضاً؟
فكان جوابه ما تجده مسطورًا أعلاه، وخلاصته (أ) لا ننظر إلى كسب المبتدعة أو خسارتهم (ب) هو الَّذين اخترعوا المجاز فأكيد أنهم مستفيدون.
وهذه مغالطة أخرى ظاهرة، لأنَّ إنكار المجاز إنَّما كان لأجل تأويل المبتدعة للصفات وتخريجهم لها على المجاز، فبدلاً من إلزامهم بالمعنى الأصلي ومطالبتهم بالقرائن على امتناعه ووجوب إرادة غيره، لجأ بعض العلماء إلى إنكار المجاز من أساسه.
فاتضح أن الخلاف لفظي لا غير، ومداره على المكابرة والمغالطة ومحاربة طواحين الهواء
وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ابن الرومية
2014-06-28, 05:26 PM
من أعمق المحاورات على الشبكة عن قضية المجاز الأرسطية و أثرها في اللغة..مؤسف ان الشيخ خزانة الأدب يقصر عن ادراك غور النظرية عند أصحابها و الاحاطة بمقولاتها و اسسها و يخلطها بمفهوم المجاز و التجوز عند العرب و ائمة اللغة الأولين ممن كانت لهم نفرة مشهورة من تسطيحات نظرية المجاز اليونانية لنحو العرب في كلامها كما يقع من تسطيح نظام ويندوز قديم لوظائف جهاز اكثر دقة و لهذا كانوا يرون الوعي في لسانهم اعقل و اعمق مماهو في لسان الأعاجم و يرون ضعف العلم من دخول مثل هذه العجمة التسطيحية التي لم تع ابعاد الوعي المشترك بين اللغة و الوجود في فهم مراد المتكلمين و التي وعتها لغة العرب و بسببها نزل الوحي الكامل بلسانهم و نرى اليوم ان هذه الأبعاد يعاد اكتشافها مع ائمة النقاد الأبستمولوجيين في فقه اللغة و الحوسبة و المنطق و مؤسف ما عند ابي فهر من التعميم بقلة الفهم و عدم التنبه الى ان المثبتين فيهم كثير من العقول الكبيرة و الدقيقة التي قد ادركت فعلا عيوب هذه النظرية و في كثير من الأحيان حاولت تعديلها حتى خرجت بها الى خلاف لفظي فعلا مع المثبتين و ايغاله في عدم انزال الناس المختصين في منازلهم و جعلهم في مرتبة واحدة و التزامه بتصنيفات ولائية و برائية و تحكيمها على العلوم و أهلها قد لاتكون هي ايضا قد سلمت من نفس عدوى فيروسات التسطيح و التعميم و النزعة التسطيحية في العجمة اليونانية الهيلينية التي اتسمت بها نظرية المجاز و التي ربما ضررها علينا كان الاكثر تدميرا في تفجيرها اول اختلاف في الأمة كما فعلتها بنفس الوتيرة مع الأمم التي من قبلنا..و الله أعلم
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.