تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شذرات وخواطر وشوارد:عقدية وفكرية وعلمية..وأشياء أخرى من حقيبة الزمن



أبو القاسم
2008-11-27, 08:00 PM
بسم الله الرحمن الرحيم..
(بلا مقدمات)
قال لي بعض من تأثر بكتب الفلاسفة فلحسوا عقله..
إن الله يقول "يوم تسود وجوه"..أليس في هذا إحراج للأفارقة السود؟!
هل وقفتم على شبهة أعجب..!
حوقلت واسترجعت..ثم قلت, مستمدا من الله العون والسداد..يا أستاذ:
إن السواد في حقيقته غياب النور..هو كذلك حتى في علم الطبعيات الذي هو "الفيزياء"
فالمراد أن هؤلاء يسلب النور عن وجوههم
ولقد جاء في وصف الإمام أحمد أنه مع شدة سمرة بشرته فقد كان وجهه مشرقا بالنور
والعكس ترى الرافضة-مثلا- مع بياض بشراتهم وجوههم مظلمة عليها غبرة..
ثم إن هذا الأفريقي الأسود ربما قال لصديقه إذا غضب منه:سوّد الله وجهك
أفتراك ملكيا أكثر من الملك؟!
وقد قال الله"فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور"
فهل هذا إحراج للعميان؟!
وإن كان -يا أستاذ-شعر هذا الإنسان الأسود بنوع إهانة أو حرج-جدلا-.فإنه مبتلى بذلك
أيصبر ويشكر فيرقى إلى المعالي..أم يسخط فيهبط في السُّفل..

أبو القاسم
2008-11-27, 08:00 PM
صحيح أن نتاج العالم والمثقف مرآة تعكس فكره..
حتى قيل من ألف فقد وضع عقله على طبق
لكن هذا النتاج ليس مشتملا في الغالب على ذكر تفاصيل حياته
وبيئته..والظروف التي احتفت بمسيرته ..إلخ
وحينئذ يكون الحكم عليه بمعزل عن هذه المؤثرات في ميزان نقد الرجال
مجحفا ..فلابد من النظر الشمولي المستغرق لأبعاد هذا الإنسان ,الموضوع في الميزان

أبو القاسم
2008-11-27, 09:11 PM
ألف الحافظ بن رجب سفره الضخم في شرح سنن الترمذي..وليس له أثر
وألف الإمام علي بن المديني مجلدات كبارا في العلل..فقضى عليها الطين..
وأما شيخ الإسلام فأكثر كتبه مفقود كما تدل تراجمه..
وقس عليهم..كثيرا من العلماء..
هذا و هؤلاء الأفذاذ ممن لا يشك في إخلاصهم وحسن بلائهم وجهادهم في الله عز وجل..
ومع ذلك فقد ني الكثير مما أفنوا فيه أزمانا..فكيف تراه المعجَب بنفسه أو المرائي..
ما أهونه على الله..وإن غره بالتصفيق واستدرجه الشهرة
وبهذا تعلم أن حكمة الله في تدبير الأمور ليست وفقا لقاعدة رياضية ظاهرة على طريقة ,1+1=2
بل له سبحانه من اللطائف الخفية التي لا يدرك كنهها العقل..بل يرتد خاسئا وهو حسير..
وحينئذ يدرك العبد حجم ضعفه..وافتقاره..إ لى الله تعالى....ويستلهم منه السداد
والهدى في كل حين..بل كل لحظة..

أبو القاسم
2008-11-27, 09:29 PM
علم الكلام مع فقه الكتاب والسنة كما جاء به رسول الله ونقله إلينا أصحابه..أشبه بـ"علم" الخرافة مع الطب
فقد يصاحب الشعوذة شيء من النفع كشيء من الأعشاب ..وكذلك علم الكلام..هو في الأصل" فلسفة" للتشريع الرباني..
كأن الذين ارتضوه إماما لهم في تثبيت العقائد غرتهم الحكمة المروية عن علي -رضي الله عنه-:الحكمة ضالة المؤمن..
وفاتهم أن الله لم يكن ليكل شرح أصول الدين وترسيخها لأرسطو وسقراط وأفلاطون !
كما أن هؤلاء مع الأسف لم يدركوا حقيقة الفرق الجوهري بين علم السلف وعلم الخلف..(وهو ما يحتاج تخصيص مقال)
فظنوا أنهم ظفروا بالغنيمة وجاءوا بما لم يأت به الأوائل..
في كتابه النفيس(خصائص التصور الإسلامي) : وجد بين المفكرين المسلمين من فتن بالفلسفة الإغريقية- وبخاصة شروح فلسفة أرسطو- أو المعلم الاول كما كانوا يسمونه- وبالمباحث اللاهوتية- ‏"‏الميتافيزيقية "‏ – وظنوا أن ‏"‏الفكر الاسلامي‏"‏ لا يستكمل مظاهر نضوجه واكتماله، أو مظاهر أبهته وعظمته، إلا إذا ارتدى هذا الزي- زي التفلسف والفلسفة- وكانت له فيه مؤلفات‏!‏ وكما يفتن من اليوم ناس بأزياء التفكير الغربية، فكذلك كانت فتنتهم بتلك الازياء وقتها‏.‏ فحاولوا إنشاء ‏"‏فلسفة إسلامية‏"‏ كالفلسفة الإغريقية‏.‏ وحاولوا إنشاء ‏"‏علم الكلام‏"‏ على نسق المباحث اللاهوتية مبنية على منطق أرسطو‏..

إلى أن يقول:
ولما كانت هناك جفوة أصيلة بين منهج الفلسفة ومنهج العقيدة، وبين أسلوب الفلسفة وأسلوب العقيدة، وبين الحقائق الإيمانية الإسلامية وتلك المحاولات الصغيرة المضطربة المفتعلة التي تتضمنها الفلسفات والمباحث اللاهوتية البشرية‏.‏‏.‏ فقد بدت ‏"‏الفلسفة الاسلامية‏"‏ –كما سميت- نشازاً كاملاً في لحن العقيدة المتناسق‏!‏ ونشأ من هذه المحاولات تخليط كثير، شاب صفاء التصور الاسلامي، وصفر مساحته، واصابه بالسطحية‏.‏

ذلك مع التعقيد والجفاف والتخليط‏.‏ مما جعل تلك ‏"‏الفلسفة الاسلامية‏"‏ ومعها مباحث علم الكلام غريبة غربة كاملة على الإسلام، وطبيعته، وحقيقته، ومنهجه، وأسلوبه‏!‏

وأنا أعلم أن هذا الكلام سيقابل بالدهشة – على الاقل‏!‏- سواء من كثير من المشتغلين عندنا بما يسمى ‏"‏الفلسفة الاسلامية‏"‏ أو من المشتغلين بالمباحث الفلسفية بصفة عامة‏.‏‏.‏ ولكني أقرره، وأنا على يقين جازم بأن ‏"‏التصور الاسلامي‏"‏ لن يخلص من التشويه والانحراف والمسخ، إلا حين نلقي عنه جملة بكل ما أطلق عليه اسم ‏"‏الفلسفة الإسلامية‏"‏‏.‏ وبكل مباحث ‏"‏علم الكلام

فريد المرادي
2008-11-27, 09:54 PM
بارك الله فيك يا أبا القاسم ، وزدنا من هذه الخواطر ، زادك الله علما وفضلا ...

أبو القاسم
2008-11-27, 10:06 PM
وفيك بارك أخي المكرم فريد..وشكرا لك على المتابعة والدعاء
----

قال الأب لابنه:أريدك أن تحرز مئة من مئة..في امتحانك القادم
فقال الابن:خير الأمور أوسطها..فالمئة كثير..وحد الفشل:خمسون..
فأنا أجتهد لك بما هو وسط..ولك علي أن تكون درجتي وسطا
أي 75%....والله قال"وكذلك جعلناكم أمة وسطا" ..(!)
بهذا المفهوم "الوسطي"..أخذ كثير من المفكرين والأدباء والعلماء..
وليتهم إذا أخذوا به أعملوه في حياتهم الدنيوية -كحال الابن-إذن لهان البأس..
ولكنهم تمثلوه في فهم الإسلام..وتطبيقه ..فكان إفسادهم
ابتداعا منهجيا..وهو أخطر بكثير من آحاد البدع العملية..
وهو من أعظم عوامل اندراس العلم..وغربة الحق.وميوعة التدين...
وسواد الأغاليط المنكرة على أنها مسلمات

أبو القاسم
2008-11-27, 10:27 PM
يستغرب بعض طلبة العلم..لدى شرح متن في العربية
كالألفية مثلا..أن يكون من نهج الشيخ أو اللغوي
إعراب أشياء في الأبيات التي تمر ولما يأتهم مباحثها بعد..
وهذا غير وجيه من هؤلاء الطلبة..
لأن الله خلق الدماغ مجبولا على الأقيسة..
والتعلم بالنظائر..فحين يمر العالم بأكثر من مثال..
يقول مثلا وهذا مفعول مطلق..مع كونه لم يدرس بعد المفعول المطلق
سيكون تواتر الأمثة عليه تحت الباب الواحد..سببا عظيما لأن يفك معمّاه..
فيتنبأ بإعراب ما يشبهه ويصيب دون أن يكون استشرحه
حتى إذا ما درسه بتمامه خرج منه واعبا له على التمام
بل هذا متبع فيما يسمى بالذكاء الاصطناعي..
فقد كنا في المعامل.. نعلم حتى الآلة..!
ندخل العدد:1..وبإزائه1
والعدد:2..وبإزائه 4
و3..وبإزائه 9
و4 ..مع 16..
وهكذا مدخلات كثيرة جدا..بنفس الأسلوب

ثم ندخل له 5..في المدخلات..ونطلب منها الجواب..
فيأتي مثلا 24.5..مما يعني أنها "فهمت" أن العلاقة تربيعية..
وبقدر ما نزيد المدخلات بقدر ما يأتي الجواب أدق

أبو القاسم
2008-11-27, 11:03 PM
يقول حسن حنفي "إن كثرة الاعتماد على النصوص النقلية تقلل من ثقل الحجج العقلية"
أي أنك حين تستشهد بكلام أحد المفكرين لتصحيح قول ما..فهذا يقدح في قوة الحجة العقلية
وهذه المقولة يؤمن بها الفلاسفة إلى حد بعيد, ويظهر تناقضهم عند التطبيق..والحق أنها ليست قاعدة مطردة(تكتب هكذا لا بالضاد"مضطردة" كما يُتوهم لأنها من الطرد)
فقد يكون النقل نفسه مشتملا على فكرة عقلية..
وقد يكون لتفنيد قول زاعم عمد إلى التعميم بنسبة قول إلى الجميع..فدحضه يكون بذكر المستثنى من العموم
وقد تكون الحجية من باب "وشهد شاهد من أهلها" (في بعض صوره لا كلها, لأنك حين تستشهد على الفيلسوف بقول هيجل سيرد عليك بقول أفلاطون)
وقد يكون لإظهار تناقض الخصم..
وغير ذلك

قال الشيخ البحاثة عبد الله الهدلق يرد عليه في هامش كتابه"الهادي والهاذي":ماذا لو قال دارس للحضارة لحسن حنفي:إن لفظة "فرعون" لم ترد في القرآن؟ ا.هـ
وإنما يكون للقاعدة وجه حين يكون محل النزاع متمحضا في المسائل العقلية البحتة التي هي مجال الاجتهاد بأن
تتجاذبه الأدلة ذات اليمين وذات الشمال فليس يصح مثلا أن يستدل شافعي على آخر بأن الإمام الشافعي ومن ورائه جميع الشافعية يقولون بهذا القول

أبو القاسم
2008-11-29, 07:30 AM
قد ينطلق اثنان من نفس المبدأ ثم يتناقضان في النتيجة..
وهذا من أعجب ما يوضح أن نسيان حظ "مما ذكروا به"
سبب لا مرية فيه للوقوع في الضلال..
فالمرجئة اختزلوا الإيمان في التصديق..
والخوارج كفروا الناس بالكبيرة..
وكلاهما أتي من فكرة:الإيمان شيء واحد..كل لا يتجزأ
لا يتبعض..لا يزيد ولا ينقص..أشبه بحروف الخفض
إن نقص منها حرف..لم تعد حروفا

وهنا وقفة..
كيف اختلفوا في النتيجة مع اتفاقهم في تأصيل الأصل؟
الجواب:لما أخذ الخوارج بالوعيد وحده..تشكلت لديهم نفس مجبولة على التكفير
فناقضهم المرجئة..ونظروا إلى نصوص الوعد المجملة..دون غيرها
فأظهر الله بطلان قول الفريقين ,فلم يتم لهؤلاء وهؤلاء أن يؤسسوا لعقائدهم إلا بهذ الأصل
بيانه:الإيمان شيء واحد..فأعمل الأولون فيه":من فعل كذا فقد كفر"..فانهدم هذا الشيء الواحد
وأعمل الآخرون فيه:من قال كذا دخل الجنة..فبقي هذا الشيء الواحد كما هو مهما خرمته ..مادام صاحبه :قال..
وبهذا تعلم حقيقة منهج أهل السنة..وأنه التمثل الصحيح لدين الإسلام..كما نزل

أبو القاسم
2008-11-29, 07:32 AM
"..ولكن أكثر الناس لا يعلمون*يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون"
هذه أثيرة على قلبي..
وهي كما ترى أشبه بالنص على أن العالم بغير علم الشرع لا يسمى عالما بإطلاق..
بل لا بد من تقييده فيقال:عالم بالهدسة..وعالم بالفلك..إلخ
فإنه سبحانه نفى العلم عن أكثر الناس..ثم أثبت نوع علم..وهو ظاهر من الحياة الدنيا..
فدل على أن العلم الذي مدح أصحابه أصالة هو العلم الشرعي..ولم تكن علوم الآلة ممدوحة إلا باعتبارها وسيلة إليه
فإذا عرفت هذا...عرفت معنى قوله"إنما يخشى الله من عباده العلماء"..وإنما هو عالم الشريعة الرباني
وأما عالم الطبيعة-مثلا- فإذا توصل بعلمه هذا إلى ربه..فاستقام على أمره..فإنه استفاد ذلك بإعمال عقله,, وهذا الإعمال أمر الله تعالى به في كتابه فله من حظ العلم الممدوح جزء بقدر هذه "الحيثية"

أبو القاسم
2008-11-29, 07:33 AM
يأخذ العجب بعضنا مأخذه حين نسمع عن شخص كان طالب علم
أو عالما..ثم انتكس!..ولاسيما إذا كان صاحب منهج على جادة
السلف ثم أصبح يناهض "السلفية"..ويدعو للانفتاح الفكري..
أو يغدو صاحب فتاوى عجيبة معلبة..تتنافس شركات التصدير والتوريد
الليبرالية في التغني بها ونوزيعها بالمجان على الجمهور..
وهذه الظاهرة العجيبة..لاشك لها أسباب فلم تأت هكذا..خبط عشواء..
ومن أبرزها:
-أن هذا الذي انتكس يكون قد آنس من نفسه ذكاء وتميزا..ثم لم يجد من حوله
من يحتفي به ويحتفل بتميزه..بالتبجيل والتوقير والتقديم والإشادة..
فيتحرك ضميره اللاهث وراء المجد..فيثير فيه شعورا طفوليا..يدعوه
للإتيان بالعجائب والغرائب والشذوذات الفكرية..حتى ينتبه الناس له..
فينتشي بسماع اسمه..حتى لو كان على سبيل الإهانة!
وإنما تسللت له هذه الآفة لأنه لم يعتن بتطهير قلبه..
وبدل أن يعتني بمحط نظر الرب..التهى بمحط نظر الناس

عبدالله الشهري
2008-11-29, 09:52 AM
اللهم اهد قلوبنا وأصلح نياتنا.
جزاك الله خيرا على هذه الخواطر المذكّرة ، وثق تماماً أن الغوص في أعماق النفس سيجلي لصاحبه أشياء وأشياء ولكن الحياة قصيرة والعمر ماضٍ للنفاد.

عدنان البخاري
2008-11-29, 11:07 AM
ألف الحافظ بن رجب سفره الضخم في شرح سنن الترمذي..وليس له أثر
وألف الإمام علي بن المديني مجلدات كبارا في العلل..فقضى عليها الطين..
وأما شيخ الإسلام فأكثر كتبه مفقود كما تدل تراجمه..
وقس عليهم..كثيرا من العلماء..
هذا و هؤلاء الأفذاذ ممن لا يشك في إخلاصهم وحسن بلائهم وجهادهم في الله عز وجل..
ومع ذلك فقد ني الكثير مما أفنوا فيه أزمانا..فكيف تراه المعجَب بنفسه أو المرائي..
ما أهونه على الله..وإن غره بالتصفيق واستدرجه الشهرة
وبهذا تعلم أن حكمة الله في تدبير الأمور ليست وفقا لقاعدة رياضية ظاهرة على طريقة ,1+1=2
بل له سبحانه من اللطائف الخفية التي لا يدرك كنهها العقل..بل يرتد خاسئا وهو حسير..
وحينئذ يدرك العبد حجم ضعفه..وافتقاره..إ لى الله تعالى....ويستلهم منه السداد
والهدى في كل حين..بل كل لحظة..
/// كان في نفسي خاطرٌ قديمٌ لم أرَ منفذًا يمكن أن أبثَّه من خلاله، ما يُحكَى أنَّ الإمام مالك بن أنس رحمه الله كانت بينه وبين الإمام ابن أبي ذئبٍ -قرينه- شيءٌ من الوحشة والمنافرة، فنقل إليه بعض الناس أنَّ ابن أبي ذئبٍ رحمه الله عزم على تأليف موطّا أكبر من موطَّئه فقال مالكٌ: "ما كان لله بقي".
/// وهذه الكليمة من الإمام مالك يتناقلها بعض الدعاة وطلَّاب العلم على سبيل الاستئناس في الكلام عن مسألة النِّيَّة، وهذا القدر قد يكون مقبولًا إن طُرِح بإجمال..
/// لكن! لا ينبغي للفطن أن يركن إلى التُّهمة المبطَّنة التي قد يفهمها بعض الناس غلطًا من كليمة الإمام مالك، من كون ابن أبي ذئب لم يُرد بهذا التأليف وجه الله، فكما أنَّ مالكًا عندنا إمامٌ فكذا ابن أبي ذئب، ومن سخيف العمل الدخول بين الأكابر بالظنون أوالإشارات.
/// وبيان ذلك بيِّنٌ للفطن وإن كانت ثمَّ أمور يقلُّ التنبيه عليها..
/// أولاها: أنَّ النِّيَّات مردُّ علمها إلى الله، وإن قويت القرائن أحيانًا فلا ينبغي أن يتوجَّه جزمٌ في مثل هذه الأمور.
/// ثانيها: ما أشار إليه أخونا الكريم أبوالقاسم، من أنَّ ضياع بعض الكتب والأعمال الكبرى لأئمَّة الإسلام ليس دليلًا بالضرورة على عدم النِّيَّة أواهتزازها، بل قد يكون لله في ذلك الحكمة البالغة التي تقصر أفهامنا عن إدراكها.
/// ولهذا لا ينبغي الإطلاق في الاستدلال بقول: ((فأمَّا الزبد فيذهب جفاء وأمَّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض))، إذ قد يقع العكس في صورٍ من الحياة كثيرة، كـ"عمر بن عبدالعزيز" لا تطول خلافته أكثر من عامين وكسر، والفاسق العربيد يطول ويسأن تشكو منه نفسه قبل غيره.. وهكذا!
/// وكما أنَّ الله جعل (((أحيانًا))) ذكرًا حسنًا لبعض المخلصين من المصلحين من باب ((عاجل بشرى المؤمن))، ومن باب: ((وآتينه في الدنيا حسنة))... =فقد جعل ((أحيانًا أخرى)) فتنةً في ذكرٍ حسنٍ نسبيٍّ -في الظاهر- لبعض المفسدين المجرمين أوالمخلِّطين، من باب ((وما لهم في الآخرة من خلاق))، ومن باب: ((فتنة للذين في قلوبهم مرض))، وأبواب أخرى.. نسأل الله أن لا يجعل ثوابنا معجَّلًا في الدنيا دون الآخرة.

عدنان البخاري
2008-11-29, 11:18 AM
صحيح أن نتاج العالم والمثقف مرآة تعكس فكره..
حتى قيل من ألف فقد وضع عقله على طبق
لكن هذا النتاج ليس مشتملا في الغالب على ذكر تفاصيل حياته
وبيئته..والظروف التي احتفت بمسيرته ..إلخ
وحينئذ يكون الحكم عليه بمعزل عن هذه المؤثرات في ميزان نقد الرجال
مجحفا ..فلابد من النظر الشمولي المستغرق لأبعاد هذا الإنسان ,الموضوع في الميزان
/// والقياس على هذا فيمن ينظر إلى مشاركات كثيرٍ من الأخوة في المنتدى، وما يصدر عنهم من نتاج نافع أحيانًا وغير نافع بانشغالٍ في بنيات الطريق أحيانًا أخرى = لا ينبغي أن يخرج عن هذا الإلماح الجيِّد ههنا.
/// إذ ليس كلُّ الكاتبين في الألوكة -مثلًا- في حال نفسيَّة متساوية، إيجابًا وسَلبًا..
/// ولا ذاك الكاتب الواحد من بينهم يكتب في كلِّ المواضيع وفي كل المشاركات بحالٍ نفسيَّةٍ واحدة..
/// فبقدر ما تكون المؤثِّرات التي تضغط على الإنسان مبرزة شيئًا من معاناته أحيانًا إن ترك التجلُّد!، لكنَّها لا تعطيه عذرًا عند غيره..
/// لذا فالحكم على الشَّخص ونتاجه ومزاجه إنَّما يكون بالسَّبر لجميع وغالب ما كتب، لا في بعضه، لأنَّ الحكم إذا اقتصر على البعض أحيانًا يكون ظلمًا وإجحافًا وقسوةً على من يستحقُّ الإغضاء عنه أحيانًا؛ لسببٍ بسيطٍ وهو ما تقدَّمت الإشارة إليه من تكدُّر المزاج بضغط الأحداث الحياتيَّة.
/// نعم.. ينبغي للمرء أن يحاول جهده ترك الكتابة حتى تصفو المشاعر، ويذهب كدره النفسي، ولكن.. هيهات هيهات.. فالحياة كلُّها كدرٌ وتعب، كما قال أحد الزَّاهدين من مشايخنا مرَّةً: "متاع الدنيا وبهجتها لا لذَّة فيها؛ بل هي دفع أذى"...

أبو القاسم
2008-11-29, 11:43 AM
شكر الله لك أخي الفاضل عبد الله الشهري ولك بمثل
وجزى الله الشيخ عدنان على تعقيباته اللطيفة..

تنبيه:فيما كتبتُ أخطاء طباعية بسبب سرعة الكتابة..نبهني لها نقل الشيخ عدنان بتظليل الاقتباس

أبو القاسم
2008-11-29, 12:48 PM
كثيرا ما نسمح بعض المشايخ يقولون :الشباب المتحمّس
في نقد حمية بعضهم في ولائهم المخلص للدين
وهذا التوصيف خطأ تربوي منهم ..
فهل المراد قتل الحماسة في ذات الله..
والتثبيط عن داعي الرب سبحانه وواعظه
في قلب العبد المؤمن..
أم يراد لنا أن يكون الشباب فينا باردا
بلا حس تجاه قضايا الأمة والدين..
وهل عز الإسلام إلا بحماسة
شبان الصحابة وشيبانهم للعقيدة
لكنها حماسة مضبوطة بالشرع..
لا حماسة يقودها الهوى والجهل..
وهنا يكمن الفرق..فاعرف!
أن أحد شيوخ الأزهر المشار
إليهم بالبنان..جيء به لنقاش بعض
هؤلاء الشباب المتهم بالحماس
وهو في السجن,لا لشيء اقترفه..
فقال "الشيخ":ما الذي جاء بك هنا!
فقال الشاب:"قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين"
قال "الشيخ":هذه للرسول(!)
وهنا تبسم الشاب وقال:"قل هو الله أحد"
هذه للرسول أيضا..فاكفر إذن!

عدنان البخاري
2008-11-29, 01:02 PM
كثيرا ما نسمح بعض المشايخ يقولون :الشباب المتحمّس
في نقد حمية بعضهم في ولائهم المخلص للدين وهذا التوصيف خطأ تربوي منهم ..
فهل المراد قتل الحماسة في ذات الله.. والتثبيط عن داعي الرب سبحانه وواعظه في قلب العبد المؤمن.. أم يراد لنا أن يكون الشباب فينا باردا بلا حس تجاه قضايا الأمة والدين..
وهل عز الإسلام إلا بحماسة شبان الصحابة وشيبانهم للعقيدة لكنها حماسة مضبوطة بالشرع..
لا حماسة يقودها الهوى والجهل..
وهنا يكمن الفرق..فاعرف!
/// بارك الله فيك.. تكملةً لما ذكرته: أقول: نعم لا شكَّ أنَّ الحماسة المضبوطة بضوابط الشَّرع محمودةٌ لا مذمومةٌ، ولكن من الذي يميِّز بين كونها مضبوطةً أوليست كذلك؟!
/// عندما يكون العالم أوالشَّيخ الفقيه معْتَرَضًا عليه من بعض الشباب حديثي السِّنِّ والعلم والحنكة -بالنسبة إليه- بخطبٍ حماسيَّة عاطفيَّةٍ -قد لا تكون منتفية أوحتى ناقصة في قلوب أولئك الشُّيوخ- ههنا تكون الحماسة غير محمودةٍ، وإن كان دافعها حسنًا، فليس كلُّ من أراد الخير وتأجَّجت العاطفة في قلبه =يصبْه؛ لأنَّها حماسةٌ خلاف الحكم الشَّرعي أوالمصلحة "الشَّرعية" الرَّاجحة حينئذٍ، ولا تأثير لها على حكم الفقيه وحكمته في معالجة الأمور.
/// وقد تقدَّم التَّمثيل بقريبٍ من هذا في قِصَّة عمر بن الخطَّاب ررر الشَّديد في دين الله مع النَّبيِّ (ص) الذي لا أحد أغير منه في دينه =في قصَّة الحديبية ممَّا هو أظهر ما يمثَّل به في قضيَّة العاطفة والحماسة الدِّينيَّة التي لا تؤثِّر على الحكم الذي يجب -أو يستحبُّ أحيانًا- أن يُصار إليه.
/// فإذا كان مثل هذا يقع من صحابيٍّ، ملهمٍ، مزكى، وافق الوحي في مواضع، وكان الرفيق الثاني لصاحب الوحي =فكيف بمن هو دونه؟
/// وإذا كان كلُّ الصَّحابة قد قتلهم الهمُّ من الاتِّفاقيَّة التي رأو فيها مهانة ومذلَّة بقي أبوبكر على عادته مستمسكًا غرز النَّبي (ص) غير عابءٍ بما قال أصحابه ررر !

أبو القاسم
2008-11-29, 01:25 PM
ولكن من الذي يميِّز بين كونها مضبوطةً أوليست كذلك؟!
هذا خارج محل البحث يا شيخ عدنان, إن كان ما قلتَه استدراكا..ولكنك قلت:تكملة..فآخذ بظاهر قولكم
وإنما العتب متوجه لطريقة معالجة بعض المشايخ لما يرونه من أخطاء..(وإن كان في أحيان يكون استحقاقهم لاسم الخطأ أولى من "الشباب"..فالشيوخ منهم الرباني..ومنهم من هو دون ذلك..ومنهم من قد يجبن عن قول الحق ويؤثر السلامة..ومنهم من قد يتفوه بالباطل المحض لهوى أو خوف أو شهوة..إلخ)
والله الموفق

أبو القاسم
2008-11-29, 01:29 PM
وأما القصة العمرية..فالشاهد فيها لما قلتُه:أن رسول الله لم يجابه عمر رضي الله عنه -مع فداحة فعله بالنظر إلى كونه معارضة لرسول الله واستدراكا عليه-بالتثبيط..ولا قال له:دع عنك الحماسة والتهور..إلخ
بل كان بأبي هو وأمي عالما بمعادن الرجال

عدنان البخاري
2008-11-29, 01:36 PM
/// أؤكِّد على قولك، فلا شكَّ يا شيخنا أبا القاسم أنَّ الشُّيوخ الذين لهم معرفة بالعلم يختلفون من جهة العلم وبثِّه، والعمل به، وفهمه، وتأدية أمانته، فمنهم، ومنهم.. ولكن يبقى كما تقدَّم في تكملة كلامك الأوَّل أنَّ التفريق بين هذا وذاك قد يظهر وقد يخفى أحيانًا.
/// أمَّا قضيَّة عدم مجابهة النَّبي (ص) لعمر ررر بالتَّهوُّر ونحوه فصحيحٌ أيضًا.. فمَنْ مثله (ص) في أخلاقه، ولكن قبل ذلك مَنْ مثل عمر في التأدُّب والاستشكال، لا الاعتراض والتسفيه ونحو ذلك من الاساءة، مما قد لا يليق مع الأقران، ممَّا تعلمه بارك الله فيك عند بعض الناس.
/// وأنت تميُّز سدَّدك الله بين تصرُّف عمر والصَّحابة في الحديبية من أدب الاستشكال على الشيخ، ومن اعتراض ذاك الذي شنَّع عليه بفظاظة: "هذه قسمة ما أريد بها وجه الله!" أو الذي قال: "اعدل يا محمَّد!" =تدرك الفرق بين موقف النَّبي (ص) من عمر، وموقفه من ذينك الآخرين.
/// وجزاك الله خيرًا على شذراتك اللطيفة..

عبدالله الشهري
2008-11-29, 02:46 PM
هذا خارج محل البحث يا شيخ عدنان, إن كان ما قلتَه استدراكا..ولكنك قلت:تكملة..فآخذ بظاهر قولكم
وإنما العتب متوجه لطريقة معالجة بعض المشايخ لما يرونه من أخطاء..(وإن كان في أحيان يكون استحقاقهم لاسم الخطأ أولى من "الشباب"..فالشيوخ منهم الرباني..ومنهم من هو دون ذلك..ومنهم من قد يجبن عن قول الحق ويؤثر السلامة..ومنهم من قد يتفوه بالباطل المحض لهوى أو خوف أو شهوة..إلخ)
والله الموفق


"شخصية العالم و طالب العلم "اليوم"...مفاهيم لا بد أن تتغير".
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=2676&highlight=%C7%E1%DA%C7%E1%E3+% E3%DD%C7%E5%ED%E3+%CA%CA%DB%ED %D1

أبو القاسم
2008-11-29, 03:56 PM
شكر الله لك يا شيخ عدنان..ووفقني وإياك لما فيه مرضاته سبحانه وتعالى
وبارك الله فيك أخي الشهري على إثرائك المقال
--

دكتور في التفسير..له في الحق صولات
حتى لم يكن يُرى له من عيب سوى تطاوله
على ابن تيمية! وياله من عيب!
..فكنت ذات يوم في درسه
يشرح فيه آيات من القرآن العظيم..
بأسلوبه البديع-والحق يقال-فعرج على ابن تيمية
ولمزه بأقواله "الشنيعة"(!) في العقائد,فيجرح صدري كلما جرحه..
لكني كنت أتلمس فيه خيرا كثيرا
لاسيما وهو -مع بغضه لشيخ الإسلام- يحب ابن القيم!
بل يقول:اقرأ كتبه وأنت مغمض عينيك
يمدحه بذلك..(والظاهر أنه لم يقرأها كلها)
وصاحب جهاد بالكلمة..فيؤذى في الله ويصبر
فاستعنت بالله عز وجل..وأتيت له بأقوال
لابن القيم ينقل فيه إجماع السلف على إمرار الصفات
كما جاءت من غير كيف
بإثبات لا يشوبه تمثيل..وقدمتها له في ورقة..
وقلت:دكتورنا الفاضل..اقرأ هذه تكرما..
ثم وليت..ونسيت الأمر

فرأيته بعد ذلك في التلفاز
يثني على الإمام أبي العباس بن تيمية
ثناء عاطرا جميلا..لا تكاد تسمعه إلا من سلفي قح

(قلت) تأمل كيف كان ابن القيم صاحب فضل على شيخه
بأن كان جسرا
في تحبيب الناس إليه..وفي إيصال علمه..
كما كان شيخه صاحب فضل عليه ابتداء
وتأمل أشياء أخرى احتوتها القصة..

ابن الرومية
2008-11-29, 04:51 PM
بارك الله فيكم شيخنا...و هذه الانفصامية عند بعض الشيوخ عجيبة فعلا ..فشيخ الاسلام له العلم و لابن القيم الأسلوب ..و هذا ما جعل كتب الأخير كما قال الحافظ مرغوبا فيها عند جميع الطوائف ...و مثل الدكتور المذكور كثيرون منهم الشيخ الحافظ أحمد بن الصديق فقد كان يثني على ابن القيم و يوصي بكتبه و يكفر شيخ الاسلام و يوصي بحرق كتبه مع ان الفرق بينهما يكاد لايتعدى الأسلوب و التصرف...:)

أبو القاسم
2008-11-30, 12:50 PM
حياكم الله أيها الفاضل: ابن الرومية..وشكر الله لك
ما علقت به..
--
التخصص في باب من الشريعة لا يصنع عالما راسخا..
وبعض أنصار التخصص يستدلون على صنيعهم بالعلماء الأقدمين
فيقولون هذا المزي مثلا كان محدثا صرفا..إلخ
وبطلان هذا التصور يكفي فيه قراءة سير هؤلاء الذين يستشهدون بهم
لكن حاصل ما هنالك..هو أن تخصص السلف بالصورة الآتية:-
يدرس أحدهم كل العلوم ويترقى في مدارجها..
إلى حد كبير..ثم يغلب على أحدهم بعد سني الطلب الطويلة,
الصناعة الحديثية مثلا عن ميل وهوى..أو تلمس حاجات العصر..إلخ
فيصرف همته في التأليف فيها..وهكذا..
فهو تخصص باعتبار ميل النفس في المآل..لا منذ بدء الطلب
وقد زعم بعضهم أن ابن تيمية لم يكن محدثا!
وإنما قال ذلك لأنه لم يجد مصنفا مستقلا له في الحديث
على غرار ابن حجر وابن رجب..
وهذا قصور في الحكم..وجهل بأسس النقد
فاقرأ إن شئت كلام الحافظ الذهبي-وحسبك به- في تبحر شيخه
في الحديث وعلله ورجاله..حتى كان من القلائل
الذين قيل فيهم:كل حديث لا يعرفه فليس بحديث
فعدم التوليف في الباب
لا يعني الجهل فيه
بل قد يكون ما ترك العالم التأليف فيه
أبرع منه فيه مما كتب فيه

أبو الفداء
2008-11-30, 05:22 PM
أحسن الله اليك يا أبا القاسم كما أحسنت الينا، فوائد بالغة القيمة والله..
وأسجل اعجابي بتلك الفائدة بالذات حول قوله تعالى : (("..ولكن أكثر الناس لا يعلمون*يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون"
وهذه الخاطرة الأخيرة بشأن اجتراء بعض الأقزام على أئمة العلم المتقدمين، يقولون فلان لم يكن متخصصا في فن كذا، فكيف نقبل كلامه فيه؟؟ ويقع مثل هذا من أصحاب تلك العقلية الضيقة المريضة مع بعض الأئمة المتأخرين والمعاصرين كذلك، كالألباني رحمه الله، يؤتى أحدهم بكلام للألباني في مسألة فقهية فيقول دع عنك هذا ولا تقرأه، انما يؤخذ من الألباني علم الحديث!!! أو يؤتى بكلام لابن باز رحمه الله في الحكم على بعض الأحاديث فيقول، وما شأن ابن باز بعلم الحديث، الرجل ما تخصص فيه، وبضاعته فيه "مزجاة"؟؟؟ كأن هذا المتكلم علامة عصره وزمانه، المطلع اطلاع احاطة بمبلغ كل واحد من الأئمة المعاصرين له من العلم في كل فن، ومقدار ضبطه لأصول تلك الصنعة بعينها واجادته لها، حتى يحكم مثل هذا الحكم الأرعن!!
هذا وان كان المتعاصرون أقل تبحرا وتفننا من المتقدمين ولا شك، الا أن الشاهد هنا في سفاهة أصحاب تلك الأقوال، فكم يحرمون أنفسهم من خير كثير .. هذه والله خيبة وحماقة ما بعدها حماقة .. نسأل الله الهداية للمسلمين..

أبو القاسم
2008-12-01, 03:34 PM
شكر الله لك أيها الفاضل أبا الفداء..على دعائك ومرورك ومداخلتك الطيبة..وجزاك ربي خيرا
--
قال الشيخ عبد الرحمن الدوسري -رحمه الله تعالى-:"(لا إله إلا الله) من ألفها إلى يائها سياسة"
يرد بذلك على بعض العلمانيين المتحذلقين بالحكمة السائرة:أعطوا الخبز لخبازه
ولتعرفنهم في لحن القول ..فليس كلام هؤلاء هو المؤسف..
وإنما الذي يوجع أفئدة الموحدين أن يُسمع هذا من أناس محسوبين على
العلم والعلماء وبعضهم يشار إليه بالأصابع العشرة..
وكلمة الشيخ الدوسري ,من فقهه رحمه الله حيث قلب عليهم الشبهة
رأسا على عقب..وبيان ذلك يحتاج لتخصيص مقال
قال ابن القيم"فكما أنّ طاعة العلماء تبع لطاعة الرسول ، فطاعة الأمراء تبع لطاعة العلماء "
وليس معنى كون السياسة من الدين والدين من السياسة اقتصار ذلك على مدلول "السياسة الشرعية"
الذي أصبح فنا مستقلا اليوم وهو بالجملة قائم على المصالح التي شهد النص باعتبارها وإن لم يرد بخصوصها دليل خاص
بل كون السياسة من الدين أشمل من ذلك بكثير..لمن عرف الكتاب والسنة وقرأ سيرة الرسول والخلفاء الراشدين
وقد أنبأنا التاريخ أن غفلة بعض العلماء عن فهم الواقع الدولي كان سببا في كوارث(اقرأ إن شئت"رسالة في الطريق إلى ثقافتنا" للعلامة محمود شاكر)

أبو القاسم
2008-12-01, 04:39 PM
الفقيه المتصوف( بالمعنى البدعي) تنعكس بدعته على اختياراته الفقهية ولا بد

ومن ذلك..

1-أنه لغلوه في رسول الله..سيجنح لإثبات الخصوصية بشخص النبي صلى الله عليه وسلم..في أمور لم يرد دليل على كونها خاصة..فرارا من القياس عليه .. مثال ذلك:أن يقال من دلالة أن الماء المستعمل طاهر مطهر..أن الصحابة كانوا يقتتلون على وضوء النبي..ويتوضؤون به..ولم ينههم..فيقولون:ه ا ماء مر على جسده الشريف..فكيف يقاس عليه؟!

2-وبالعكس..سينفي الخصوصية عنه فيما دل عليه التخصيص كالتبرك به وآثاره عليه الصلاة والسلام..
ليكون أوفق مع بدعته..ومع معاينته للتناقض المنهجي واستشعاره لاضطرابه..فلا يقيم لهذا وزنا بل يعرض عن صوت الفطرة الخفيض في قلبه..لأن البدعة طمست قلبه..ورانت عليه

والله أعلم

أبو القاسم
2008-12-01, 04:42 PM
بعض أهل العلم من أهل السنة..يقعون في خطأ يبدو أنهم في الغالب لا يشعرون به..إذ يقعون فيه
وقد لمسته في بعض المناظرات..
حيث يستعملون بعض مصطلحات أصول الفقه التي يتقن الرافضة الجدال فيها لتتلمذهم على موائد المعتزلة الجدلية في تحصيلهم للعقائد..ومن ذلك قول بعض المشايخ عند إيراد الشيعة لبعض الأدلة:"هذه الآية ظنية الدلالة في الولاية..وليست قطعية.."
والحق أنه لا دلالة فيها أصلا حتى توصف بالظنية أو القطعية!
فهنا خطأ من وجهين..
الأول:أن قولهم ظني الدلالة ليس صحيحا ألبتة..بل لا علاقة أصلا بأي آية يأتي بها الشيعة بما يستدلون عليه من عقائد
الثاني..وهو المسألة المنهجية في الجدال..لأن دخول هذا الباب أعني إرادة إفحام الخصم بببعض مقتضيات أصول الفقه..التي هي ميدان فسيح للأخذ والرد..ولو على سبيل الجدل الباطل..
وإلا فجدالهم يكفي فيه بيان تناقضهم..وبيان كون آي القرآن على النقيض من مزاعمهم..ولوازم ذلك..ونحوه
والله أعلم

أبو القاسم
2008-12-01, 11:05 PM
لقد غدت بعض النساء "الشيخات" تزاحم الرجال "الشيوخ" في بعض القنوات..
منهن الشابة ومنهن العجوز..وما بين ذلك..وقد صدر هؤلاء من قناعتهن أن كشف الوجه جائز
وهو من قلة الفقه حتى لو أفتى لهن بذلك كبار العلماء!

ذلك أنه حتى على القوال بجواز كشف الوجه..فإني سأسلم جدلا أن هذا القول هو الراجح..
بل دعني أفترض أنه محل إجماع..
يبقى أن التلفاز إنما اخترع ليكون جهاز فُرجة..ينظر الناس إليه..
فلا تجد من يفتحه ثم يطأطئ رأسه ليسمع كما يفعل في الرادّ (الراديو)

وقد أجمع أهل العلم أنه لايجوز تعمد النظر إلى المرأة..
فكيف يُظن أن خروجها لتقديم برنامج شرعي من قبيل الحلال الزلال؟
مع العلم أنك لاتجد منهن من تخرج مبتذلة بل تعتني بمظهرها
وفي أقل الأحوال يكون لباسها الخارجي ذا زينة بينة
فدل على أن التفريع على إباحة الوجه..خطأ بين..
لا يليق أن يصدر من عالم

والله أعلم

عدنان البخاري
2008-12-01, 11:12 PM
بعض أهل العلم من أهل السنة..يقعون في خطأ يبدو أنهم في الغالب لا يشعرون به..إذ يقعون فيه
وقد لمسته في بعض المناظرات..
حيث يستعملون بعض مصطلحات أصول الفقه التي يتقن الرافضة الجدال فيها لتتلمذهم على موائد المعتزلة الجدلية في تحصيلهم للعقائد..ومن ذلك قول بعض المشايخ عند إيراد الشيعة لبعض الأدلة:"هذه الآية ظنية الدلالة في الولاية..وليست قطعية.."
والحق أنه لا دلالة فيها أصلا حتى توصف بالظنية أو القطعية!
فهنا خطأ من وجهين..
الأول:أن قولهم ظني الدلالة ليس صحيحا ألبتة..بل لا علاقة أصلا بأي آية يأتي بها الشيعة بما يستدلون عليه من عقائد
الثاني..وهو المسألة المنهجية في الجدال..لأن دخول هذا الباب أعني إرادة إفحام الخصم بببعض مقتضيات أصول الفقه..التي هي ميدان فسيح للأخذ والرد..ولو على سبيل الجدل الباطل..
وإلا فجدالهم يكفي فيه بيان تناقضهم..وبيان كون آي القرآن على النقيض من مزاعمهم..ولوازم ذلك..ونحوه
والله أعلم
/// بارك الله فيك، ليس هذا من الغلط -في رأيي القاصر- لأنَّ هذا قد يكون من الإيراد بكلِّ ما يمكن أن يُورَد، ولو على سبيل إلزام الخصم بما يلتزمه.
أو على سبيل التنزُّل، ثم نقض ذاك الذي تنزَّل فيه.
/// ولو رجعتَ إلى منهاج السُّنَّة لرأيت من ذلك شيئًا كثيرًا يضارع ما ذكرته ههنا، وهذا ما حدا بعض من لم يفهم سياق المناظرة أوالردود إلى إلزام شيخ الإسلام ما لا يلزمه، وأنَّه قال لخصمه "ابن المطهِّر الحلِّي" كذا وكذا، وهو باطلٌ أصلًا فكيف يقول به.
/// فيجوز في المناظرة والرُّدود ما لا يجوز في سياق التَّقرير والاستهلال أوالتَّقعيد.

أبو القاسم
2008-12-01, 11:18 PM
شكر الله لكم
منهاج السنة مختلف يا شيخ عدنان..فلم يغب عن خاطري
ولكنك لم تر الذي رأيت من هذه المناظرات..فيما يبدو
ووجه اختلاف منهاج السنة
أنه موسوعة في الرد عليهم..فجيش لعالمهم الحلي
كل أسلحته..حتى يكبته بكل الطرائق
كما أن الحلي استعمل أصول الفقه فرد عليه بها
بخلاف حالتنا..
لكني أتكلم عن شيء أغلبي..
وثبت لي بالمعاينة أنه أسلوب غير سديد في الجملة
وقد يكون نافعا في أحوال

عدنان البخاري
2008-12-01, 11:24 PM
/// بارك الله فيكم... إن كنتَ تقصد يا أبا القاسم المناظرات التي على المستقلة من سنواتٍ، مناظرات عثمان الخميس وغيره مع ثلَّة الحمقى المهرِّجين -وقد رأيت جميعها- فرأيي أنَّ طريقة الإلزام والتنزُّل التي ذكرتها أنفع ما تكون أمام العامَّة، إذ إلجام الخصم بحُجَّته وقلب السِّحر على السَّاحر من أنجع ما يكون للعامَّة. وقد جرَّبتُ مثل هذه الطَّريقة، أودمجتُ بينهما فرأيتها ناجحةً مع كثيرٍ ممَّن اناظرهم، من أهل السُّنَّة أوغيرهم، حتَّى قال لي أحد المتصوِّفة من جيراني حين أفحمته بأسلوبه وطريقته: أنتم يا وهَّابيَّة ما يقدر عليكم إلَّا ربَّنا؟! (ابتسامة)
/// فتكون الطَّريقة: أنت قلت وأصَّلت كذا وكذا، وتقول ههنا كذا، وأوَّلُ كلامك يبطل آخره، أويلزمك أن تقول بكذا، وإن كنت لا ألتزمه مذهبًا لي... وهكذا.
/// وأتكلَّم عن تجربةٍ في الجدل والمناظرة مع أطيافٍ مختلفةٍ..

أبو القاسم
2008-12-01, 11:31 PM
صدقت..ولكني لا أقصد مناظرات الخميس فلم يكن فيها هذا الضرب
وهاك مزيد بيان للمقصود:-

جاء الشيعي فذكر آية..(الآية بالطبع لا علاقة لها ألبتة بالمستدل عليه)
فقال له السني:هذه ظنية الدلالة..
فاستمسك بها..ثم أخذ يجلب أحاديث كثيرة من العقيدة
ويقول إن علماءنا وصفوها بأنها ظنية..(وذكر أسماءهم مع المراجع)
وأصبح الناظر للمناظرة..مستشعر ا تقارب الخصمين!
ولا ينبغي هذا أبدا حتى في جدال من هم أقل ضلالا..
فكيف بالرافضة؟
فإذا عرفت هذا
عرفت وجه تخطئتي لهذا الأسلوب

عدنان البخاري
2008-12-01, 11:34 PM
/// لعلَّك تتكلَّم عن شيءٍ بعينه من المناظرات، وأنا أتكلَّم عن منهج عامٍّ.. فافترقنا.. وعلى كلٍّ لكلِّ مقامٍ مقال.. وجزاكم الله خيرًا

ابن رشد
2008-12-01, 11:37 PM
تسجيل متابعة

أبو القاسم
2008-12-01, 11:38 PM
شيخنا..هذا أسلوب ضعيف في مقارعة هؤلاء
حتى في مجابهة العلماء..
ولولم يكن فيه إلا جعل المتحاورين أشبه
بفقيهين من المالكية والحنابلة لكفى
وكون ابن تيمية استعمله لا يعني أنه قوي
لأن ابن تيمية كان يستدل على الخصم
بكل شيء يجده قدامه..حتى لو كان مكنسة تنظيف

أبو القاسم
2008-12-01, 11:39 PM
جزاكم الله خيرا أخي الفاضل ابن رشد

أبو القاسم
2008-12-02, 09:17 AM
يأتي أحد الناس ليخرج حديثا
من كتب السنة..
فيجده مثلا :حدثنا فلان عن فلان..إلخ
ثم يقول:فلان مدلس وقد عنعن هنا
إذن ضعيف..
وفاته أن صيغة الإسناد في الكتب
لا تعني بالضرورة أن الشيخ قال:عن
بل هذا من تصرف الراوة على سبيل الاختصار مثلا
وإنما يعرف الاتصال والانقطاع على التحقيق
من كتب التاريخ والعلل والجرح والتعديل والرجال
..ونحوها..
ويحمد للإمام مسلم عنايته بألفاظ التحديث
ودقته فيها
وهو مما فاق به البخاري في كتابه

ابن رشد
2008-12-03, 05:17 AM
أخي الكريم ابا القاسم:
اذكر ان لك موضوع عن العلم في القرآن أونحو ذلك ,أذكر اني استفدت منه كثيرا ,ولكن هل انتهى البحث او لازال
وأرجوا رفع الموضوع ليستفيد منه على الاقل أمثالي
وشكرا

أبو القاسم
2008-12-03, 08:34 AM
أخي المكرم..ابن رشد..
قد فرغت منه قديما..وشكرا لحسن ظنك..ولم يكن المقصود منه الاستقصاء..وإنما نتف تنويرية مقتبسة من بحر القرآن
---
ينسب للإمام أحمد أنه قال: ( الشافعي فيلسوف في أربعة أشياء : في اللغة ، و اختلاف الناس ،و المعاني ، و الفقه)
يستدل بهذا بعض من لا خلاق له على الترويج للفلسفة..
وهذا الخبر باطل سندا ومتنا..كما أن الاستدلال به على هذا نوع غباء حتى لو صح
أما السند ففيه أبو المؤمل العباس بن الفضل..وهو ضعيف
وعبد الجبار بن أبي الفضل وهو مجهول..
وأما المتن..فإنه لايعرف عن السلف استعمال مصطلح الفلسفة للدلالة على المدح..ألبتة..
ولاسيما عن أئمة أهل السنة الكبار..وأخص منهم الإمام أحمد..فليت شعري كيف يكون قامع أهل البدع في زمانه
وهي في الجملة دون كفر الفلسفة..وقد عاصر عهد انتعاش الترجمة الذي تولى كبرها المأمون..
كيف يتفوه بهذا ,من عرفت..
ثم اعلم أن الشافعي إمام في أكثر من هذا المذكور
فهو إمام في الحديث والورع والتفسير والعبادة..وغير ذلك

أبو القاسم
2008-12-03, 08:30 PM
في زحمة المصطلحات..وانته اك أعراضها..
تعجبت من استعمال بعض الاقتصاديين الإسلاميين-وبعضهم علماء!- لمصطلح الضريبة مرادفا أو مقربا لمعنى الزكاة
وإليك نتفا في بيان الفروق الجوهرية:-

-أولا المعنى اللغوي:
دلالة استعمال الله للألفاظ تحمل معاني عميقة..وليست مجردا أسماء هكذا مفرغة من مدلولها..
فالصلاة إنما سميت صلاة لكونها صلة بين العبد وربه..ولاشتمالها على على الدعاء الذي هو من آكد العبادات تمحضا
وقس عليها..

وأما الزكاة..فمعانيها في اللغة تدور على "النماء" وعلى "الطهارة"
قال تعالى "ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه" أي تطهر من الذنوب..
وقالت العرب:زكا الزرع..أي نما..

أما الضريبة فمشتقة من الضرب! المفروض قهرا على العبد دون وجه حق..
بل هو ظلم بحت وحرام سحت..

ثانيا-الضريبة..تأخذها الدولة..من كل أحد حتى الفقير بحسبه..لحسابها الخاص وربما تصرف منها اليسير في المصالح العامة..أما الزكاة فلا تؤخذ إلا ممن جاز عتبة الفقر الشرعي..(بلغ ماله النصاب)

ثالثا-الضريبة..تؤخذ بغير مقابل شرعي..فالأصل أن الدولة هي التي ترعى الأفراد..وليس العكس..
أما الزكاة..فنظام ,فيه البركة في الدنيا والثواب في الآخرة

رابعا-الضريبة..تؤخذ من المسلم والكافر..بخلاف الزكاة فتؤخذ من المسلم فحسب..

خامسا-الزكاة نظام للتكافل الاجتماعي..والضر يبة نظام استبدادي..قهري رأسمالي

سادسا-الزكاة حق فرضه الله تعالى خالق هذا الكون..للفقير..
فالغني الذي يخرج زكاة ماله لا يتفضل بذلك..إذ هذا الذي أخرجه منصوص على كونه حقا للفقير والمسكين..فليس هو بمثابة التبرع..
أما الضريبة فليس فيها هذا المعنى النبيل..الذي يخرج الفقير من طائلة الحرج والإهانة..

والضريبة في حال مشروعيتها الاستثنائية يكون مآلها بيت مال المسلمين..فأشبهت الجزية من هذا الوجه..
بخلاف الزكاة فليس مستقرها بيت مال المسلمين بل بيوت المسلمين الخاوية من المال!

عدنان البخاري
2008-12-03, 08:34 PM
/// بارك الله فيك.. لستُ عارفًا باللُّغات، لكن باطِّلاعٍ يسيرٍ لعلَّ المشكلة تكمن في كثيرٍ من الأحيان عند ترجمة المصطلحات الشرعيَّة العربيَّة إلى اللُّغات الأخرى = في ضعف اللُّغات وعجزها عن استيعاب مفردات ومصطلحات العربيَّة.
/// وهذا أكَّده لي بعض الإخوة المشتغلين بالتَّرجمة إلى اللُّغة الإنجليزيَّة.

أبو القاسم
2008-12-03, 08:37 PM
لمكانة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تعلق خاص بالعقيدة ..تنماز به عن بقية أهل البيت والصحابة عامة
وذلك في أمور منها:-

-أن الإجماع منعقد على تكفير من يتهمها بما برأها الله منه قال النووي في شرحه على مسلم" و هي براءة قطعية بنص القرآن العزيز، فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين " انتهى..فاستحق ذلك أن يكون من نواقض الإسلام الثابتة..

-وأن الله تعالى سجل براءتها والذب عنها قرآنا يتلى إلى يوم القيامة..ولاشك أن ما اختار الله أن يتكلم به فيكون محفوظا في الكتاب..له رتبة خاصة فإن إنكار أي آية أو حرف من كتاب الله كفر بالاتفاق

-وأن الله جل وعلا..سمى تهمتها بما اتهمت به "إفكا" وهو أخرص الخرص وأكذب الكذب"إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم"..وسمى صنيع الكفار إفكا كما في آيات كثيرة نحو قوله سبحانه"أإفكا آلهة دون الله تريدون" فتأمل هذه المنزلة السامية..

-وأنه سبحانه أورد التسبيح تعقيبا على هذا القول المنكر..ولم يفعل ذلك إلا مع الشرك البيّن الذي منه وصف المشركين إياه بما يتنزه عنه فقال عز وجل"سبحان الله عما يصفون" أي عما يصفون الله به من النقائص
وقال في معرض الحديث عن اتهام الشريفة أم المؤمنين "ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم" فلما نزه نفسه سبحانه بعد التعريض بقالة السوء في أم المؤمنين..عُلم أن تنقيصها بهذا يتضمن التنقص لله عز وجل

هذا ما تيسر إيراده والله تعالى أعلم

أبو القاسم
2008-12-03, 08:55 PM
شيخنا عدنان..ليس الأمر كما تفضلتم..
فإن المتحدث عربي..والزكاة كلمة عربية..والضريبة كذلك..
فما تحدثتم عنه شيء آخر ولا علاقة للترجمة به
ومع ذلك..فلو قدر أنه علي أن أشرح الزكاة كمصطلح للغرب
ولم أجد مرادفا قريبا..فيمكن بيانه ببيان التئامه من معنيين أو أكثر
وأقرب معنى للزكاة أن يقال:charity
أي صدقة..لكنه معنى قاصر لتضمنه معنى الشفقة..:الإعطاء بالشفقة:أي التبرع

أبو القاسم
2008-12-03, 09:02 PM
وإلى أن ألقاكم..فأخوكم مسافر
أسأل الله أن يؤلف بين قلوبنا
ويجمعنا على الخير
وينصر بنا الإسلام وأهله
وجزى الله خيرا كل من أكرمني
بمشاركة أو نظرة على الموضوع عابرة
والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته

أبو القاسم
2008-12-08, 02:40 AM
بينا كنت أتفيأ ظلال عليّة مسجد على طريق السفر أثناء استراحة الطريق..
رمقت جبلا عاليا..يعانق السماء..ويكاد بعُجبه ينطح الثريا ..
استفزّ فيّ هذا الطود الأشم..الشعورَ بالتحدي..
وقالت النفس تخاطبني:أبا القاسم!..ألا تكسر أنف هذا الجبل
فقلت:لم أرهق نفسي صعودا؟
قالت:إنما هو التحدي..فإن أفلحت..كانت هذه دلالة على
أنك تصلح "شيئا ما" عظيمًا في هذي الحياة
وتابعت تقول:ولك علي:أن أظل على العهد بتذكيرك بهذا النجاح..
في امتطاء رأس الجبل..وتهشيم أنفه
تحركت كوامن الشعور في أضلعي..وجعلت أصعد..وأصعد..
حتى بلغت القمة!..
وهنا..فرحت حقا كما الأطفال..وعلمت أن الهمة العالية والشجاعة..
تصنع المعجزات..فإذا كانت مؤسسة على الإيمان والتقوى..كانت هذه الهمة..
لصالح الدين والأمة*

*كدت في هذا الصعود أفقد حياتي..فقد تعثرت وتدحرجت..وأنقذني الله عز وجل..وفي هذا درس أيضا..فتأمل!

عبدالله الشهري
2008-12-08, 08:48 AM
شيخنا عدنان..ليس الأمر كما تفضلتم..
فإن المتحدث عربي..والزكاة كلمة عربية..والضريبة كذلك..
فما تحدثتم عنه شيء آخر ولا علاقة للترجمة به
ومع ذلك..فلو قدر أنه علي أن أشرح الزكاة كمصطلح للغرب
ولم أجد مرادفا قريبا..فيمكن بيانه ببيان التئامه من معنيين أو أكثر
وأقرب معنى للزكاة أن يقال:charity
أي صدقة..لكنه معنى قاصر لتضمنه معنى الشفقة..:الإعطاء بالشفقة:أي التبرع


جزاك الله خيرا. نظراً لاشتغالي بالترجمة ممارسة ومراجعة ، توقفت عن استعمال charity للسبب الذي ذكرت وهو قصورها ، ورأيت أن أقرب منها poor due ومعناها حق الفقير أو المال الذي يؤول إليه، وهو الأقرب في نظري للمعنى الشرعي وإن قصر بعض الشيء كذلك ، لأن الزكاة في الأصل الشرعي "حق للفقير" وليس صدقة charity أي عطاء اختياري مبني على الإحسان فقط ، بل حق واجب يستحقه ، يؤيد ذلك الأدلة كأمره صلى الله عليه وسلم معاذاً بأن يأخذ الصدقة من أغنياء اليمن فترد في فقراءها ، ولقوله تعالى (وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) ، إلى غير ذلك من النصوص التي تحقق هذا المعنى.

أبو القاسم
2008-12-20, 12:07 PM
شكرا لك أخي المبجل عبدالله..
--

قال علي رضي الله عنه:حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون أتحبون أن يكذب الله ورسوله
وقال فقيه الصحابة ابن مسعود:ما أنت محدثا قوما بحديث لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة..

يسيء مضمون هاتين العبارتين فئام منهم الصوفية والفلاسفة المتمسلمين..
-
وذلك في تسويغ باطلهم بجعل الشريعة ذات وجهين..وجه يناسب الجمهور..ويليق بهم..ولا يفهمون سواه
ووجه باطن..هو الحق بزعمهم في نفس الأمر..لكن لا يسوغ حكايته للعوام..بل هو لأهل اليقين والبرهان
وذكره للعامة البُله يودي بهم إلى الكفر فذلك قوله:أتحبون أن يكذب الله ورسوله أو قوله:إلا كان فتنة لبعضهم
ومعنى العبارتين.. مشاهد دون هذا التفسير الشيطاني,
وهو أنك حين تذكر بعض أحاديث الرسول التي يستهولها بعض الناس من قبل قلة علمهم..
كأن تذكر حديث الذبابة وغمسها..فيستشنع ذلك..ويقول:الإسل م لا يمكن أن يدعو لهذا الأمر "المقرف"!
أو تذكر حديث "ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" أمام نساء ضعيفات العقول..فيعددنه مخالفا لما يعلمنه من عدل الإسلام
وكذا حديث "فإني رأيتكن أكثر أهل النار"..إلخ
قال الإمام مجدد ما اندرس من معالم الدين ابن تيمية في رده على ابن رشد: ((و هذا يدل على نقيض مطلوبه لأنه قال : أتحبون أن يكذب الله ورسوله ، فعلم أن الأحاديث التي قالها الله ورسوله ، أحاديث لا يطيق كل أحد حملها فإذا سمعها من لا يطيق ذلك كذّب الله ورسوله . وهذا إنما يكون في ما قاله الرسول- صلى الله عليه وسلم- وتكلم به ، لا في خلاف ما قاله ، ولا في تأويل ما قال خلاف ظاهره))

ابن الرومية
2008-12-20, 12:28 PM
((و هذا يدل على نقيض مطلوبه لأنه قال : أتحبون أن يكذب الله ورسوله ، فعلم أن الأحاديث التي قالها الله ورسوله ، أحاديث لا يطيق كل أحد حملها فإذا سمعها من لا يطيق ذلك كذّب الله ورسوله . وهذا إنما يكون في ما قاله الرسول- صلى الله عليه وسلم- وتكلم به ، لا في خلاف ما قاله ، ولا في تأويل ما قال خلاف ظاهره))
لمثل هذا النظر النافذ الذي لا يفلت شاردة و الذي عز نظيره من خمسمائة سنة من ظهوره تتهيب من تسفيه قوله ان زعم تحقيق ثمانين موضعا في فن لا يعرفها امام عصره فيه كما تتهيب من مجاراته فيه لجبنك وخوفك من انقطاع نفسك حين ولوج تلك المضايق ...:):):)

أبو القاسم
2008-12-20, 01:27 PM
لست جبانا ولله الحمد
كما أني لست متعصبا والحمد لله رب العالمين
وشكرا

ابن الرومية
2008-12-20, 01:40 PM
الضمير اعتباري شيخنا الكريم و حاشا أن يكون شخصيا

أبو القاسم
2008-12-20, 02:05 PM
ما فهمت كلامك..
فأبِن عن مرادك
فعقلي دون استيعابه

ابن الرومية
2008-12-20, 03:27 PM
تكلمت بضمير المخاطب الاعتباري بعيدا عن الشخصنة شيخنا الكريم .. تكلمت به و المقصود به نفسي و كل من قد يجد نفسه مكاني حين يعاشر كلام هذا الرجل و يصاحبه ....و ترى نفسك مرات كثيرة تقول لنفسك و تحادثها حين تقرأ طويلا له..أنا لست متعصبا أنا لست امعة ...لا يجب أن يغلبني حبه على أن لا أتبين مواطن الغلط و المجازفة في كلامه ...ما هو بالمعصوم يا ابن الرومية ...الرجل مهما بلغ من تفوق فلن يعدم أن يخطئ ...لعل هذه المرة قد أخطأ..اقرأ أكثر للمخالفين فلعل الاقتصار على بعد واحد في القراءة و النظر يعميك ...و لكن .......
المشكلة هذا الرجل من الصعب ان دخل لتحقيق مسألة أن يبعد عن اصابة الحق فيها...ما أشك ان لاخلاصه و عظيم تألهه و كثرة صدقه في طلب الحق اضافة الى عظم ذكاءه أثر كبير في ذلك ..تأخذ المسألة و تنظر فيها و تنظر فيها ثم تعيد النظر فيها و تقارن بكلام السابق عليه و اللاحق و أنت تقول لنفسك...لا يجب ان يكون مصيبا هذه المرة...و لكن كلما تجردت و بحثت بانصاف تجد الكفة تميل أكثر و اكثر لصالحه ...فملاحظتك لكثرة صوابه مضمومة الى وجوده في القرن الثامن في عصور الفتن و ليس في القرون المفضلة حيث كان فحول النظر والأثر متوافرون و كان طبيعيا أن يكثر صواب العالم ...تجعلك قلقا و متوجسا من الوقوع في فخ التقليد و التعصب و الغلو و من جهة أخرى جبانا و مترددا من التسرع في تخطئته مع ما تلاحظه مثلا من قوة الشخصية العلمية عند من لم يخالفه من المحققين الا قليلا كابن ناصر و ابن القيم و ابن عبد الهادي ما يذكرك بعصور أصحاب ائمة المذاهب المتبوعة و ما تجده من الجلالة عندما تقرأ لمثل الشافعي او البخاري او الطبري أو ابو عبيد ممن تلزمك الكثير من الجرأة و الكثير من التحقيق لتستطيع القطع -بما قد يجده غيرك ظنا- بخطئهم...و لعل هذا ما أورث له هذه الهيبة عند الموافقين و المخالفين فلم يعرف أنه انقطع في مناظرة رغم بساطة شخصيته و كثرة تودده للناس و عدم ترفعه عن مناقشتهم حتى الثقلاء منهم ..حتى أني لا أتمالك نفسي من الضحك حين أقع في تتبع التراجم على مثل هذا :
أبو بكر بن بهادر بن سنقر الشاعر أسد الدين، كان كثير الهجاء وبلغ ديوانه مجلدات وكان شيعياً وكان يلقب أسد الدين وسيف الدين وكان له أقطاع وكان قد سمع من ابن مشرف ويقال كان صحيح العقيدة إلا أنه يحب أهل البيت وسلك في شعره طريق الإغراب وكان يوسوس عند النية ليقرنها بالتكبير في أول الصلاة فربما كرر التكبير حتى يفرغ الإمام من الرباعية وكان يدعى أنه يجتمع بالجن ويقال إنه اجتمع بابن تيمية فقال له: بلغني أنك تفضل بلالاً على علي، فقال ابن تيمية: أنا ما فضلته ولكن الله فضله، قال: في أين؟ قال: في قوله تعالى: " لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل " . فقال له: في الاستدلال بهذه الآية على المدعي نظر، قال: اجلس أقرره لك، فأبى وقال:: بلغني أنك ما ناظرت أحداً فقطعك

من انباء الغمر

أبو الفداء
2008-12-21, 02:28 AM
جزاك الله خيرا. نظراً لاشتغالي بالترجمة ممارسة ومراجعة ، توقفت عن استعمال charity للسبب الذي ذكرت وهو قصورها ، ورأيت أن أقرب منها poor due ومعناها حق الفقير أو المال الذي يؤول إليه، وهو الأقرب في نظري للمعنى الشرعي وإن قصر بعض الشيء كذلك ، لأن الزكاة في الأصل الشرعي "حق للفقير" وليس صدقة charity أي عطاء اختياري مبني على الإحسان فقط ، بل حق واجب يستحقه ، يؤيد ذلك الأدلة كأمره صلى الله عليه وسلم معاذاً بأن يأخذ الصدقة من أغنياء اليمن فترد في فقراءها ، ولقوله تعالى (وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) ، إلى غير ذلك من النصوص التي تحقق هذا المعنى.

أحسن الله اليكم .. الذي أراه - والله أعلم - أن الصواب في ترجمة المصطلحات الشرعية أن تنقل بلفظها صوتا transliteration لا بمعناها فقط، فيكون مصطلح الزكاة ترجمته هكذا: Zakat ثم يفسر في حاشية النص أو بين معقوفين الى جواره في عبارة موجزة ان شاء المترجم، وليس بالضرورة في كلمة واحدة تناظرها فهذا من الصعوبة بمكان، سيما واللغة العربية لا تناظرها في الأرض لغة أصلا في سعة ألفاظها وبلاغتها! والا فالمترجم بتحويله المصطلح الشرعي الى لفظ مترجم من صنعه هو، فانه يشجع غيره على استبدال هذا اللفظ الواحد بالمصطلح الأصلي، فتضيع مرجعية ذلك المصطلح الشرعي عند من يقرأ كلامه من الأعاجم، ويصير كأنه وضع لمصطلح أعجمي في مكان المصطلح الشرعي، وان كانت هذه نتيجة لم تخطر للمترجم ببال!
وفي استطراد لعله يفيد هنا - على ذكر ما قد يتسبب فيه المترجم لسوء تقديره في تحويل الألفاظ - أقول أنه مما يعاني منه مترجمة القرءان - أكثرهم أو أكثر من وقفت على أعمالهم، سيما للغة الانكليزية - من قصور في الحقيقة انما يأتي من محاولته محاكاة ما لا يلزمه أحد بمحاكاته في الترجمة .. فكثير منهم تراه يحاول - ولا أدري لماذا - أن يخرج ترجمة الآية التي في المصحف يراها في سطر واحد = في سطر واحد كذلك ولابد! فيجعل همه تحويل كل لفظ الى لفظ واحد يناظره، وكأنه يقتفي أثر مترجمي الكتب النصرانية في عملهم على تحويل النص الأصلي الى نص أصلي أيضا، يجعلون هذا كلام الله وذاك كلام الله على السواء، مع أنه ليس الا ترجمة للمعاني على فهم المترجم! ومن غرائب ذلك ما تراه في بعض الترجمات من محاولة بعضهم اخراج النص في قالب اللسان الانكليزي القديم بالذات، قياسا على ما في ترجمة الملك جيمس لكتاب النصارى من أسلوب شكسبيري في الترجمة!! وأقول أن مترجمي كتب النصارى كانوا يؤمنون بأن ما يكتبونه في ترجماتهم هو كلام الله، فلماذا تلزمون أنفسكم معاشر مترجمي القرءان بهذا القالب الخبيث؟؟ انه من ثمرات ذلك الأسلوب أن تجد بعض المنصرين الأعاجم عند مجادلته يأتيك بنصوص من تلك الترجمات قد وضع فيها مترجم كلمة زائدة عن غيره أو وضع فيها تفصيلا بين معقوفتين أو نحو ذلك، فيقول لك: ها أنتم كذلك تختلف نسخ المصحف عندكم ويقع فيها تحكم من المترجمين بفهمهم، فكيف تتهموننا بأن تراجمنا قد أفسدت النص الأصلي؟؟
فالشاهد أن حركة الترجمة الشرعية تحتاج الى تغيير كثير من الأوضاع والمفاهيم، وما هذه الا نفثة مصدور، ولا حول ولا قوة الا بالله

أبو القاسم
2008-12-22, 11:32 AM
شكر الله لك أخي الفاضل ابن الرومية..على التوضيح
وشكر الله لك أيها الفاضل الكريم أبا الفداء..ولعل أوفق ما يكون وأدقه
أن يشرح المعنى كما وجدته في أحد الترجمات للقرآن الكريم ببيان ائتلافه من كذا وكذا
فيقال في معنى التوكل..كما قال ابن القيم بأنه يلتئم من الاعتماد على الله والثقة به..وهكذا
---
قال أحدهم لعالم الجزيرة محمد بن إبراهيم:لم لا تشتك على ابن حمدان
وهو يكثر من الطعن فيك والتشنيع عليك؟
قال:أأشكو على رجل يشرح التوحيد؟!
(وكان ابن حمدان عالم مكة ,وكان بينهما مما يكون بين الأقران)

قلت:تدبر هذا التجرد..وفقه السياسة الشرعية
وقارنه بحال الكثير من المنتسبين للمشيخة
والعلم

أبو القاسم
2008-12-22, 01:32 PM
شيخنا الوالد ناصر فقيه..وقد تشرفت بالتتلمذ عليه..فكان أبا حانيا..وفرضيا على السليقة..وأحببت أن أعبر عن بعض مشاعري بأبيات عفو الخاطر..


أحبك يا شيخي الطريريّ ناصرُ..كحب الصحاري للسما حين تمطرُ
وحبِ الغصون الخضْر للشمس والصَّبا..ولكنّ حبي –والدي الشيخ-أكبرُ
وأشهد من روحي جنوحًا لروحكم...كعاشق بحر يومَ ُيرفيء يبحرُ
فدعني أحاكي الناس عن بعض فضلكم.. فذلك أدنى ما به المرء يُشكر
وقد عشت مغبونا زمانا بغفلتي..أرجّي ابتياع المجد بخسا ..وأخسرُ
ولما تبدى في الدجى لمعُ بارق..تيممت شطر النور لا أتعثّرُ
فألفيت قوما أذهلتني خيولهم..مضمرةً.. إني إذن لمؤخّر!
وقيل ستدركهم ولو كنت راجلا..فإن الذي في الدرب لابد ظافرُ
ولما ثنيت الركبتين أمامه..تهشم منّي الخاطر المتكدرُ
ورحت أناجي الله يا عِظم فضله..أهذا أنا قداميَ الشيخُ ناصرُ؟!
نبيل السجايا في مشابهة الأولى..وجانبه سمحٌ كريم معطرُ
تراه خفيف الظلِ سهلاً كأنه.. أبوك المربي أو أخوك المصدّرُ
فإن ما تطاولْ كي تقبلَ رأسه..يطاول تواضعُه عليك ويكبُرُ
ولو لم تفدْ من درسه غيرَ سمتِه..لعمري لقد حزت الذي هو أجدرُ
ويبذل من علم فلا قيدَ عنده..سوى ما يرجّي من تلاميذَ تصبرُ
ألينَ له علم الفرائض مثلما..ألين لداود الحديد المسخرُ
ويكفيه فخرا أنه أنبت ابنَه...فقيهًا وأسقاه البلاغةَ تقطرُ
وما شهرة الإنسان آية فضله..فكم من عظيم القدر وهْو مغمّرُ
وكم من جهول وهو في الناس عالم..وكم من رفيع وهو فيهم محقّر
وليس يضير العبدَ في الأرض قولهُم...إذا كان مِن فوق السماوات يُذكرُ
سيبقى هواكم ساكنا في جوانحي ..أطير به كالصقر دوماً وأفخرُ
وموعدنا الفردوس إن شاء ربنا.. مع الأنبيا والآل* نلهو و نسمرُ

ولما سلمتها له..تغير وجهه
وقال إنما أنا أخوك..ولا تخاطبني بصيغة الجمع!

أبو القاسم
2008-12-23, 08:29 AM
وبمناسبة المواريث..
مما يجده الدارس في كتب الفرائض ما يسمى بالمسألة البخيلة!
وفيها سهام الفرائض تعول وذلك المسألتين اللتين يعول فيهما أصل أربعة وعشرين إلى سبعة وعشرين ..
ولها صورتان..منها المنبرية..سميت بذا لأن عليا رضي الله عنه سئل عنها وهو على المنبر فأجاب على البديهة..
وتسميتها بالبخيلة سوء أدب فاحش مع الله تعالى..ويعجب المرء كيف وقع فيه بعض الفقهاء
لأن قاسمها هو الله سبحانه وتعالى..ونسبة المسألة إلى البخل..يتعدى إلى واضع قسمتها..
وذلك ينسحب حتى لو كانت عن محض اجتهاد..لأن المجتهد إنما يفتي بما يغلب على ظنه أنه حكم الله تعالى
ولا يقال هذا من باب الاصطلاح..والتسه يل..فإن اللغة بحر..
وحسب اللغة سعة أن تسع كتاب الله لفظا وغاية كما يقول حافظ إبراهيم

أحمد البكري
2010-04-20, 10:50 AM
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا