مشاهدة النسخة كاملة : الصحابة تحققوا ....... ؟ ....... و التابعون حقّقوا ؟ !!
خلوصي
2008-11-25, 11:39 AM
الصحابة تحققوا .... و التابعون حقّقوا ؟ !!
قبل البدء .. لا بد من التقرير بأني لا أقصد أن التابعين رضي الله عنهم لم يتحققوا !! و إنما القصد التركيز أكثر على ما يتباينون به عن الصحابة , كما سيأتي بيانه ؟
نعم ... فقد حدث ذلك في أنواع عديدة من الأمور :
الأوّل : اللغوي :
فقد كان تحقق الصحابة رضي الله عنهم فطريّاً سليقيا ... بل كان ما يقولونه هو اللغة نفسها !؟
أمّا التابعون فلكي يصلوا إلى مشارف دقائق الأذواق اللغوية و يتعرّفوا كنه ما يقرؤون على الوجه الأتمّ فقد اضطروا إلى وضع علم النحو بمصطلحاته الدقيقة و مفاهيمه التي لو سمعها أعرابي من زمن الصحابة رضي الله عنهم ... فربما حسبهم أعاجم أو متفلسفة !
فكان النحو تعبيراً عن حال لسان القوم ؟!
الثاني : الأصولي :
و هو يتفرع عن الأول و يتعلق به بشكل وثيق ...
فالصحابة كانوا إذا سمعوا قوله تعالى : " حرمت عليكم أمهاتكم ...... و ربائبكم اللاتي في حجوركم .." لم يكن ذهنهم ينساق إلى معنى القيد و حسب من كلمة اللاتي ... بل كان يتسع كذلك لمعانٍ غدت غريبة عنا اليوم مثل معنى العهد !؟ إلى درجة أن أحد الباحثين في علم الحديث يتهم غيره قائلاً ما معناه " و العجب من إخواننا علماء نجد مع حرصهم على اتباع الدليل ( كذا ) قد تبعوا مذهبهم و خالفوا النص ( كذا ) ؟!! مولّداً بهذه الطريقة تربية فكرية قلبية ذات أثر مدمّر كلّي أي في مستويات عديدة ؟ !!
و من ذلك فهم الصحابة لمعنى الكفر معنى يتسع لأنواعه كلها ..؟! و إلا لما راحوا يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم : يكفرن بالله ؟؟؟ بعدما أخبرهم عن كفر النساء !
الثالث : القواعد الكلية : ؟
و هي التي لا زالت مبعثرة في كتب الأصول و القواعد الفقهية .... و أهمها مقاصد الشريعة ... فالصحابة رضي الله عنهم اكتسبوها بطريقة سليقية فطرية راسخة – و الأمثلة عليها غريبة على ذي النظر السطحي و متوافرة في مظانها – من أثر العيش زمنَ التنزيل !!؟
الرابع : التصوّف السني :
( على حد تعبير الإمام ابن تيمية رحمه الله )
فالحقائق الإيمانية الإحسانية التي ذكرها و فصّلها مثلا الإمام ابن القيم بأذواقها و دقائقها في كتابه البديع مدارج السالكين لم تكن إلا محاولة بناها على محاولات أئمة التابعين الذين تخصصوا في هذا الجانب من الشريعة ... لاستشراف حال إيمان القوم و التعبير عنها ....
فكما كان النحو بفلسفته و دقائقه و تحليلاته تعبيرا عن لسان القوم .... فكذلك كان التصوّف تعبيرا عن حال إحسان القوم و إيمانهم ؟ !!
و قد يعنّ لي غير هذه المستويات من التحقيق الذي يقابل التحقق ؟؟ !! فمن ظهر له شيء من ذلك فليكن نعم الناصح ... و أنا له من الشاكرين الداعين .
أبو القاسم
2008-11-25, 11:50 AM
اسمح لي أن أخالفك أخي الكريم في هذه الحيلة (ابتسامة)
فقياس التصوف على النحو والأصول غير صحيح
وإذا كان له معنى صحيح ومعنى ذميم..فلم نضطر لإقحام هذه الكلمة المشكلة , الدخيلة ..حتى على لغة العرب
ولاشك أن من رضي بالله ربا واطمأن قلبه به فهو أحرص على استعمال ألفاظ الشارع
كالزهد والورع والصدق والإخلاص وغير ذلك..وتأمل قوله تعالى"يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا" ففيها تأصيل هذا الفقه
كما أن التابعين كانوا على سليقة العربية أيضا ولم يحتاجوا إلى التصنيف..
وإنما نشأ ذلك في أتباعهم وفي أتباع أتباعهم كبر الداعي لذلك
وإنما استعمل ابن تيمية مصطلح التصوف من باب مجاراة الخصم والتنزل معه والتقدير
إن كان التصوف مرادفا للزهد والتجرد ونحوه..فنحن نقول به..
والله الموفق
العاصمي من الجزائر
2008-11-25, 12:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم .. هل لك ان تدل اخاك على الموضع الذي ذكر فيه شيخ الاسلام رحمه الله مصطلح (التصوّف السني) كما تقول ؟
أبو الفداء
2008-11-25, 02:27 PM
عجبا لأمرك يا أخي!
تارة تتكلم بلهجة العامي المسكين الذي لا ناقة له ولا جمل في العلم ويخاف على نفسه وأصحابه من خوض عبابه! وتارة تأتينا بكلام لا يجترئ على الكلام بمثله الا طالب علم له في شتى الفنون باع وسهم!!! فها أنت ذا تتكلم عن النحو وأصول الفقه والاستدلال والقواعد الكلية و ....
ثم اذا ما كلمك اخوانك عن أخطاء تقع منك في العقيدة وغيرها وحضوك على التعلم لضبطها قلت لهم دعوني على فطرتي، وزعمت بالباطل أنها هي الفطرة التي كان عليها الصحابة، وأن ضبطها لا يحتاج الى التعلم!!!!
سبحان الله!
أنت كما ظننتك ... داعية تصوف لا خلاق له بعلوم التوحيد، هداك الله وأصلحك!
يا أخي
ان كنت داعيا الى الله فتعلم ... وان كنت متكلما في العلم... فالعلم الدليل !
العلم الدليل يا خلوصي!
/// لا وجه ابتداءا لهذا التفريق بين "حققوا" و"تحققوا" في الاصطلاح الشرعي ولا في المعنى اللغوي ... والا فمن الذي تكلم بهذا التفريق اصطلاحا من أئمة السلف؟ ومن الذي سبقك اليه وجعل أحد المعنيين للصحابة والآخر للتابعين كما تدعي؟؟؟ وهل لك أن تأتينا بكلامه من مصدره؟؟؟ أما ان كنت مستحدثا اصطلاحك الخاص، فبينه أولا، ولتأتنا ببينة الفرق اللغوي بدليله من كتب اللغويين قبل أن تستحدث به تفريقا بين الصحابة والتابعين ليس لك فيه سلف!!!
فاشرح لنا هذه العبارة شرحا واضحا على سنة أهل العلم وطريقتهم، لا بالرموز الصوفية وأشباهها:
"لا بد من التقرير بأني لا أقصد أن التابعين رضي الله عنهم لم يتحققوا"
"المستويات من التحقيق الذي يقابل التحقق"
"كان تحقق الصحابة رضي الله عنهم فطريّاً سليقيا "
.....
/// تقول: "أمّا التابعون فلكي يصلوا إلى مشارف دقائق الأذواق اللغوية و يتعرّفوا كنه ما يقرؤون على الوجه الأتمّ فقد اضطروا إلى وضع علم النحو بمصطلحاته الدقيقة و مفاهيمه التي لو سمعها أعرابي من زمن الصحابة رضي الله عنهم ... فربما حسبهم أعاجم أو متفلسفة !"
وأقول لك هذا الكلام كلام فاسد فسادا بينا! فعلم النحو لم يضعه التابعون من أجل أن "يفهموا ما يقرؤون" ولا من أجل أن يتمكنوا من ادراك دقائق "الأذواق" اللغوية كما تدعي!!! وانما وضع علم النحو من أجل أن تنضبط به ألسنة الأعاجم من أهل الأمصار الأعجمية التي فتحها المسلمون شرقا وغربا على لسان العرب، ومن أجل حفظ أحرف القرءان!! والا فالتابعون - ان كنت تدري معنى هذا المصطلح ابتداءا- كانوا تلامذة الصحابة رضي الله عنهم، وما تلقوا العلم الا منهم وبلسانهم مباشرة بلا وسيط من قراءة أو غيره، وما تربوا الا في حجورهم رضي الله عنهم وعلى لسان قومهم!!!
/// حنانيك علينا يا مولانا! خذنا خطوة خطوة رحمك الله! تقول: "لم يكن ذهنهم ينساق إلى معنى القيد و حسب من كلمة اللاتي ... بل كان يتسع كذلك لمعانٍ غدت غريبة عنا اليوم مثل معنى العهد "
فهل لنا أن نفهم ما هو معنى "العهد" هذا الذي صار غريبا عنا اليوم، وما دليله عندك من كلامهم ؟؟؟
ثم تنتقل بعد هذه العبارة مباشرة الى قولك: "إلى درجة أن أحد الباحثين في علم الحديث يتهم غيره قائلاً ما معناه " و العجب من إخواننا علماء نجد مع حرصهم على اتباع الدليل ( كذا ) قد تبعوا مذهبهم و خالفوا النص ( كذا ) ؟!! مولّداً بهذه الطريقة تربية فكرية قلبية ذات أثر مدمّر كلّي أي في مستويات عديدة ؟ !!"
فعلى أي شيء ينبني قولك: "الى درجة أن ..."؟؟؟ تقصد أن هذا المثال الذي تسوقه عن باحثي الحديث، يدل على ضيق أفقهم وغياب "شمولية" فهم الصحابة عنهم ؟؟؟ فما هو اعتراضك على أن يقع نقاش بين طلبة علم الحديث، يرد فيه أحدهم على الآخر بمثل هذا الالزام الأصولي في الحوار، أن فلانا خالف بأصوله دليلا من الأدلة التي يلتزمها في غير ذلك الموضع فوقع بذلك في التناقض؟ وان كنت لا أدري ما وجه تخصيص "علماء نجد" - على حد لفظك - بمذهب حديثي أو نحوه، ولكن أنت من اصطنع المثال على أي حال!! فهل تقصد أن وجود المذاهب العلمية في الأمة في الفقه والنظر هو ذلك المرض التربوي الفكري المدمر الذي لم يكن عليه الصحابة ؟؟؟
وصفت شيئا بأنه طريقة مدمرة .... ليس هذا فحسب، بل مدمرة دمارا كليا، أي :على مستويات عديدة" فهلا بينت ذلك الشيء بوضوح وبينت أي مستويات تلك التي تقصد، وعلاقة ذلك بالفرق بين التحقيق والتحقق والذي فرقت به بين الصحابة والتابعين؟؟؟
أما ما واصلت به الخلط اذ تقول: "و من ذلك فهم الصحابة لمعنى الكفر معنى يتسع لأنواعه كلها ..؟! و إلا لما راحوا يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم : يكفرن بالله ؟؟؟ بعدما أخبرهم عن كفر النساء !"
فلا أفهم تقول "من ذلك" ... من أي شيء؟؟؟؟ "من" هذه تفيد التبعيض ... فهذا الكلام الذي يأتي بعد، هو بعض من أي شيء؟؟
من ذاك الأثر المدمر المذكور قبله مباشرة؟؟؟ أم من التفاضل بين الصحابة والتابعين وهو الأمر الذي بدأت به الموضوع، أم من أي شيء بالضبط؟؟؟
والا ففهم الصحابة لمعاني الكفر وصنوفه، لا يختلف عن فهم تابعيهم، ولا فهم تابعي تابعيهم، ولا فهم حملة ذلك المنهج المبارك الى يوم الناس هذا والى يوم القيامة! لأنه محفوظ بأدلته ولله الحمد!! فما وجه هذا الكلام؟
/// ثم تأتي بعد بقولك هذا عما أسميته بالقواعد الكلية: " هي التي لا زالت مبعثرة في كتب الأصول و القواعد الفقهية .... و أهمها مقاصد الشريعة ... فالصحابة رضي الله عنهم اكتسبوها بطريقة سليقية فطرية راسخة – و الأمثلة عليها غريبة على ذي النظر السطحي و متوافرة في مظانها – من أثر العيش زمنَ التنزيل !!؟"
فما معنى أنها لا زالت "مبعثرة" ؟؟ أما مقاصد الشريعة فلا أدري ما وجه استغرابك للأمثلة عليها؟ هلا تفضلت علينا بذكر بعض تلك الأمثلة حتى نفهم مرادك بوضوح؟ مع الاشارة الى وجوب ربط ذلك بغرض الموضوع وعنوانه، وهو التفاضل بين الصحابة والتابعين فيما أسميته أنت بالفرق بين التحقيق والتحقق!!
أما قولك: "فالصحابة رضي الله عنهم اكتسبوها بطريقة سليقية فطرية راسخة"
لا ليس كذلك! بل اكتسبوها بالتعلم المباشر من النبي صلى الله عليه وسلم، ومن استنباط معانيها العامة مما عايشوه معه عليه السلام من أحوال وأحداث وما سمعوه منه من تعاليم، نقلوها عنه الى تابعيهم نقلا أمينا نزيها لا تحريف فيه!! ولولا أن شرب الصحابة من مشكاة النبوة ما شربوا بالسماع والتلقي المباشر، لما كان عندهم ما يعلمونه للتابعين، ولما كانت تغني عنهم فطرتهم ولا سليقتهم شيئا!!
/// لن أتعقب عليك في أمر ما أسميته بالتصوف السني - وهو كما هو واضح بيت القصيد من هذا الموضوع! - فقد سبقني الى ذلك أخ فاضل كريم .. ولكن أعقب على هذه: " لم تكن إلا محاولة بناها على محاولات أئمة التابعين الذين تخصصوا في هذا الجانب من الشريعة ... لاستشراف حال إيمان القوم و التعبير عنها "
كلا يا خلوصي، تصانيف العلماء في معاني الاحسان ومراتبه لم تكن "محاولات" ولا "نظريات" ولا "فيوضات" ولا شيء مما غرق فيه ضالة الصوفية أصحاب الطبقات!! وانما كانت صياغة علمية لغوية دقيقة لأصول علمية مستمدة كلها مما علمه هؤلاء من النصوص عن أحوال الصحابة والتابعين رضي الله عنهم، عبروا عنها بعبارات جزلة دقيقة واضحة، لا لبس فيها ولا غموض ولا ابهام!!!
فلا هم حاولوا، ولا أئمة التابعين كانوا "يحاولون" .. فانتبه!!
/// أما هذه الطفرة الاستدلالية: "فكما كان النحو بفلسفته و دقائقه و تحليلاته تعبيرا عن لسان القوم .... فكذلك كان التصوّف تعبيرا عن حال إحسان القوم و إيمانهم ؟ !!"
فمردودة عليك والقياس فيها فاسد ما دمت تأبى أن تبين لنا معنى "التصوف" عندك ومصادر التلقي فيه!
وعلى أي حال واكمالا للبيان أقول وأكرر: هذا القياس فاسد لأن النحو لم يوضع الا للأعاجم ليحسنوا ضبط الحروف العربية! أما "التصوف" - بواقع ما غلب عليه من تعاريف وتصانيف - فغلو فلسفي مذموم خاض فيه أصحابه حتى جاوزوا دائرة الاسلام نفسها، ولا حول ولا قوة الا بالله!!!
ثم ان النحو علم له حد واضح وتعريف دقيق معلومة غايته والغرض منه باتفاق! أما التصوف فله مئات الحدود والتعاريف التي شط بها أصحابها أبعد الشطط، وهو بحر لكل مخرف لا قاع له!! نعم كان له أصلٌ صحيح كفنّ من فنون العلم ولا أنكر هذا، ولكنه غرق في بحار الفلسفات الباطنية والطرق البدعية القائمة على فساد في مصادر التلقي نفسها .. فعلى أي فهم تريد أنت منا أن نوجه كلامك عن "التصوف"؟؟
ان كان على الزهد والورع والاخلاص والتقوى وغيره من أعمال القلوب وما كتبه أطباء القلوب فيها من تصانيف، فعلومها موجودة عندنا موروثة بأدلتها دون الحاجة الى وضع عبارة "التصوف" بهذا الإبهام عليها، مع ما يستتبعه ذلك التصنيف من فتح لأبواب الخرافات والكفريات والشركيات التي لا حد لها ولا منتهى!!
فيا خلوصي، لا تحاول ايهام العامة وصغار الطلبة بأن التصوف - هكذا - هو نظير علم النحو في ضبط اللغة، وهو سبيل الناس الى معرفة أحوال قلوب الصحابة والسلف، حتى إذا ما راحوا يطلبون "علم التصوف" تصيدهم الزنادقة وأئمة الابتداع وسلكوا بهم سبل الهلكة!! فليس الأمر بهذه السهولة!!
العاصمي من الجزائر
2008-11-26, 04:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم .. هل لك ان تدل اخاك على الموضع الذي ذكر فيه شيخ الاسلام رحمه الله مصطلح (التصوّف السني) كما تقول ؟
هل من مجيب ؟ !!!
أبو عبد المحسن العنابي
2008-11-26, 11:29 PM
فمن ظهر له شيء من ذلك فليكن نعم الناصح ... و أنا له من الشاكرين الداعين
قارنوا بما سيأتي من مراوغاته يا إخوة
خلوصي
2008-11-27, 03:05 AM
هل من مجيب ؟ !!!
عفوا أخي الكريم :
لم أعد أذكر و يصعب البحث علي الآن ... و كلام الإمام كثير في هذا و مذكور في أماكن عديدة ..
و المهم عندي و عندكم كما أظن هو المعاني و الحقائق ... فربما يأتي أحدهم ليقول لا لا اللفظ هذا بالذات لم يرد ... و هذا الخلوصي يدلّس !
نعم أخي هؤلاء يريدون استجراري إلى مواضيعهم الجانبية لكي يشوشوا على القراء في هروبهم من جوهر الموضوع ..
كنت دوما أما السيل الجارف من صفحاتهم التي لا علاقة لها بمحل البحث و بتعددهم ... على ثقة من أن الناس هنا ليسوا سذجا ... و بإمكان كل أحد أن يقرأ بهدوء ليعرف أن سكوتي كان هو الجواب .
ابن الرومية
2008-11-27, 05:09 AM
في هذه معك شيخنا خلوصي و هذا لعمري يدل على ما تحويه من جليل العلوم مما أحسست به أول ما قرأت لكم و الله وحده يعلم أني أرجو أن لا نفقدك الى تلك الجهة التي لوحت بها في ملتقى أهل التفسيرو الله وحده يعلم مدى أسفي ان صدقت ظنوني و الله ادعو أن تكون من نفسي الأمارة لاواقعا...و عرفانا مني لهداياكم عرفان التلميذ لأستاذه أؤيد كلامكم في قياس التصوف بالأصول والرأي...و هو مقتضى كلام شيخ الاسلام و تلامذته بل هو عندي أفضل من بين صحة المقارنة بين فن الأصول و فن التصوف و أن التصوف علم كبقية علوم الاسلام لا فرقة اعتقادية-وهو غالبا منشأ الغلط عند المعاصرين- و أفضل من بين ذلك من الناحية الشرعية و الاصطلاحية و التاريخية معا بل أزيد في عرفاني الى أن أقول أني لا أعلم من أكابر أهل السنة حسب قراءاتي المتواضعة بما فيهم الشيخ الامام المجدد محمد بن عبد الوهاب من أنكرالتصوف جملة و تفصيلا الا الامامين ابن عقيل و ابن الجوزي و شيئا ما الامام ابن حزم ...حتى توسع بأخرة هذا التيار المنكر للتصوف بجملته و انتشر بتأثير من المدرسة العبدوية في مصر ...أما جل من عرفت من أئمة الاسلام من ابن المبارك الى الامام الطبري الى الامام السمعاني الى الامام ابن تيمية الى الامام السفاريني الى الامام الشوكاني..فما وجدت عندهم الا التفصيل فيه على ما عليه شيخ الاسلام من الحكم عليه بانه علم و طريقة اجتهادية كبقية علوم الاسلام و كما أشرتم ما وجدت أفضل من فصل فيه مثل شيخ الاسلام و تلامذته بل و أفضل من حاول تنقيته كما حاولوا تنقية أصول الفقه على المناهج السلفية و الأصول التي كان عليها الصحابة
و الله اعلم
أبو الفداء
2008-11-27, 07:47 AM
أخي ابن الرومية ... عجبت من اطلاقك الموافقة لخلوصي هكذا على كل ما يقوله هنا دونما تفصيل!!!
وقد أحزنني ذلك منك والله!!
فما رأيكم وفقكم الله فيما تعقبتُه عليه في هذا المقال تحديدا؟؟
هل تقبل منه هذا التفريق العجيب غير المسبوق بين الصحابة والتابعين، رضوان الله عليهم أجميعن؟؟؟
هل تقبل منه استكباره واستنكافه - هداه الله - عن بيان ما أشكل من كلامه لاخوانه، وقوله: "هؤلاء يريدون استجراري إلى مواضيعهم الجانبية لكي يشوشوا على القراء في هروبهم من جوهر الموضوع "
وقوله: "السيل الجارف من صفحاتهم التي لا علاقة لها بمحل البحث و بتعددهم "
فضلا عن قوله: "سكوتي كان هو الجواب" .........؟؟؟؟
هل كلامنا هذا توافق أنت على أنه مواضيع جانبية كما يقول، وعلى أنه لا غاية له الا اخفاء "جوهر الموضوع" و... "محل البحث" ؟؟؟؟
هل توافقه على أننا ما نبغي بكلامنا اليه وأسئلتنا تلك الا التشويش عليه ومضايقته؟ هل توافقه على "السكوت" ردا علينا وكأننا في نظره قوم قد علم مسبقا أنهم لا يرقون أصلا الى ادراك حقائق وكنوز العلم الذي عنده وأمثاله من أرباب التصوف، فلا يتكلف حتى محاولة التوضيح والبيان لهم اذ يسألونه عما يقول ؟؟؟!!!!!!
أفبعد كل هذه المراوغة الطويلة منه، وما تبين لك أنت قبل غيرك من مخالفات في كلامه، هداه الله، واصراره على الاعراض عن الجواب عنها ودفع الشبهة، تأتينا الآن بهذا الكلام ؟؟؟
أحزنتني يا ابن الرومية والله، سامحك الله!!!
يا ابن الرومية اعلم أنك لست بأحرص مني ولا من باقي الاخوة وفقهم الله، على أن تصفو تلك الكدرة التي أحاطت بأخيهم خلوصي ..
ولكن ما السبيل الى ذلك وهو لا يزال يتجاهلنا جميعا ولا يريد تصويب ما ثبت وقوع المخالفة فيه من كلامه، ولا دأب له الا اتهامنا جميعا في فهومنا "لمحل بحثه" هذا، ولا يريد بيان ما أشكل وأبهم منه على الناس هنا؟؟؟
ثم يا أخي الكريم مهلا!!
أين في كلام شيخ الاسلام رحمه الله وغيره ما يفهم منه أنه كان يرى "التصوف" على أنه علم اجتهادي مقيس في ذلك على علم "النحو" كما يقول خلوصي؟ وما هو نوع وحد ذلك الاجتهاد؟؟ وما هي مصادره وأصوله؟؟ وما هو مراد محاوركم خلوصي "بعلوم التصوف" أصلا؟؟؟ أليس قد وجب عليكم الاستفصال منه عن ذلك كله بوضوح قبل أن توافقوه عليه موافقة تامة على هذا النحو ؟؟؟؟؟
وهل هذه العجلة منكم، والتسليم لخلوصي بامامة و"أستاذية" ذلك "العلم" الذي ما زلنا الى الآن نريد أن نستوضح منه مراده به ابتداءا، يوافق منهج شيخ الاسلام رحمه الله في التعامل مع دعاة التصوف؟؟؟
منهج الشيخ رحمه الله كان واضحا ودقيقا، وهو كما أظنك تعلم مبناه تحقيق التصور الصحيح في مراد المتكلم بما يتكلم به من المصطلحات ثم الحكم عليها في ضوء ذلك، وهو منهجه في سائر صنوف الكلام، من أكثرها تفلسفا وغموضا وتلبيسا الى أوضحها وأبسطها عبارة ..
ونحن ما طالبنا خلوصيا ببيان ما يقصد من مبهماته وغوامض كلامه التي طفحت بها صفحاته الا انطلاقا من هذا المنهج نفسه!!!
فما كان شيخ الاسلام ليقول لمن يقول "أنا متصوف" : "أنت على بدعة" هكذا حتى يستفهم منه عن حقيقة ما يسميه بالتصوف أولا! وهذا هو المنهج الحق المستقيم ولا شك، عند الحكم على أفكار بعينها أو مناهج بعينها...
وانا قد سألته ولم يجبني ... سألته عن دعواه بشأن المعاصرين ومدرستهم التي يراها خطرا عظيما ... وسألته أي الطرق الصوفية هي تلك التي أثنى عليها محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأين كان ذلك .. أو بالأحرى، الى أي الطرق الصوفية يدعونا هو نفسه، ومن أي تلك "العلوم العرفانية" يريدنا أن ننهل حتى تستقيم لنا نفوسنا؟؟ سألته عن مصادره ومراجعه وأصوله لا امتحانا ولكن استفهاما ودفعا للشبهة!
سألته فلم يزل يراوغ ويتهمنا بالتشويش عليه، ويطالبنا بأن نقبل الكلام ونُقبل الأيادي والرؤوس دونما استفصال!!!!
فهل هذا ما توافقه أنت عليه؟؟؟
التصوف كما ذكرتُ آنفا طرق شتى ومدارس شتى، وبحاره واسعة اختلطت فيها الخرافات والبدع بالسنن والآثار، وكلما زدت فيه وفي كلام أصحابه توسعا كلما زدت عن السنة بعدا والى الضلالة قربا كما أسأل الله ألا يكون خافيا عن مثلك!
فلما كان من العلماء في زمان شيخ الاسلام من يطلق كلمة التصوف ولا يريد بها الا الزهد والوروع والاحسان ومجاهدة النفس وغير ذلك من معان سامية تملأ جنبات الهدي النبوي الشريف، - حتى كان منهم من يثني عليه أقرانه بأنه "متصوف" لا لأنه من أرباب الطرق والبدع والحقائق والمقامات والكرامات والخرافات والعلوم "اللدنية" الباطنية و ... ولكن لأنه صاحب ورع وزهد كبير يعلمه عنه كل أحد.. وفقط - كان منهجه رحمه الله في ذلك : النظر والتحقيق والتفريق بين أحوال الناس فيه، فان كان مراد المتكلم بمثل هذا ما كان عليه الصحابة من تلك الأحوال، وكان طريقه الى معرفته: الدليل والأثر السلفي الصحيح، اتباعا بلا ابتداع، قبله منه وأقره عليه وان لم يكونوا هم رضي الله عنهم يسمون تلك الأحوال بالتصوف. وان كان غير ذلك رده عليه وبين فساده بالحجة والدليل..
وهذا التحقيق الدقيق انما هو مطلب شرعي كما أسلفت، تقره أصول الشريعة وأصول العقل قبل أن يكون مأخوذا من منهج فلان وفلان من أئمة العلم!
هذا هو ما نراه في منهج شيخ الاسلام رحمه الله في الكلام على المتصوفة وأحوالهم ...
وهذا هو ما ننتهجه هنا مع أخينا خلوصي!! أو ما أحرص أنا على انتهاجه معه على الأقل، ولا زال يتجاهلني!!
ولكن الذي أسألك أنت عنه يا أخي الكريم هو، أين تجد في كلام شيخ الاسلام رحمه الله ما يفهم منه أنه كان يرى "التصوف" - هكذا باطلاق، على نحو اطلاقات صاحبنا خلوصي المبهمة ها هنا - علما مستقلا كسائر علوم الشريعة، فيه ما فيه من "الاجتهادات" العلمية، قياسا على علم الأصول والنحو وغيرهما؟؟؟؟
أرجو ألا يغيب عنكم دقة الكلام هنا، فتدخلوني من حيث لا تشعرون في جملة "المعاصرين" - !!! - الذين ينكرون مطلق معاني جميع ما يسميه الناس بالتصوف بحد زعمكم!! فالفرق كبير بين علم ما كان عليه الصحابة - بالدليل والحجة - من أحوال علمها لهم نبيهم صلى الله عليه وسلم، في الزهد والورع والاحسان ونحوها، وهو المبثوث في كتب أهل السنة بضوابطه الصحيحة الخالية من الخرافة والدخن والابتداع، وبين ذلك "العلم" المقيس على علم النحو والأصول والذي فيه نظريات واجتهادات و"حقائق" و"تجليات" و"كشوف عرفانية" و"مقامات نورانية" ونحوها، والذي ترى فساده ضاربا الى مصادر التلقي نفسها، ويصطلح عليه أربابه باسم علم "التصوف"!!
فان كان هذا الفرق الدقيق يخفى على مثلك فهذا أمر يحزنني والله!
تقول: "و عرفانا مني لهداياكم عرفان التلميذ لأستاذه أؤيد كلامكم في قياس التصوف بالأصول والرأي" وتقرر أنه مقتضى كلام شيخ الاسلام ابن تيمية... وأقول أي كلام لشيخ الاسلام الذي فهمت منه هذا الفهم؟
ومع ذلك أقول والله حتى لو تكلم شيخ الاسلام ابن تيمية بمثل هذا المعنى، لما أقررناه عليه!! لا لأن أهل العلم لم يكن منهم من يطلق على أمثال مصنفات ابن القيم رحمه الله وغيره في بابها عبارة "علوم التصوف"، ولكن لأن اطلاق هذه العبارة في حد ذاته قد صار ذريعة لأصحاب البدع، وصار فيه ما فيه من التلبيس والخلط المبين!! وهو ما يجعلنا نكره أن يقول أحدهم أن هناك ما يسمى "بالتصوف السني"!! وما أكثر ما تسمع من أرباب التصوف والبدعة والطرقية قولهم بأنهم على تصوف سني، وأنهم ينذبون الشرك وعبادة القبور وكذا، فاذا ما تحققت من حالهم وجدتهم على شعب من البدع كثيرة جدا، وعلى فساد في مصادر التلقي ذانها!
فمعلوم أننا لو استفصلنا من بعض المتكلمين عن "علوم التصوف" لربما وجدناهم يدعون الى سنن ثابتة صحيحة لا الى بدع أو خرافات، وان كانوا يسمون تلك السنن بعينها بالتصوف من باب الاصطلاح! فحينئذ نقبل منهم يضاعتهم، مع تحفظنا على اطلاق ذلك المصطلح الموهم المثخن بالشبهات والذرائع في حد ذاته على تلك الدعوى.. أما قبول الكلام عن مطلق ما يسمى "بعلوم التصوف" و"اجتهاداته" هكذا وقياسه على علوم الأصول والنحو و... فهذا يرجع بنا الى فساد القوم في مصادر التلقي ذاتها، - والتي هي مصدر أغلب اجتهاداتهم تلك -وهو اطلاق ملتبس لا أراه يصح بحال، لأسباب واضحة قد بينتها آنفا، والله أعلم.
وأقول عجبا لك يا ابن الرومية!! كأنه يخفى عليك حجم ذاك الباب الذي يفتحه كلامك هذا، ولا حول ولا قوة الا بالله!! أرجو اذا أن تتحفنا بتعقيبك على نقضي لذلك القياس الذي تكلم به خلوصي بين علم النحو وما أسماه بعلم التصوف...
ثم ها أنا أراك يا ابن الرومية تركب ركاب الأخ خلوصي - هداه الله - في الزعم بأن "المعاصرين" - هكذا على نحو ما يتكلم هو - قد فرطوا في ذلك التفريق الدقيق بين ما هو سنة وما هو بدعة، اذ صاروا يحاربون أي شيء يصطلح عليه الناس بالصوفية بتعميم أيا كان ذلك الشيء في حقيقته! فان كنت على مثل موقفه في ذلك التعميم الأصم الأبكم، فالكلام يتجه اليك كما يتجه اليه، والله المستعان!!!
وأكرر أنني أرجو من الله ألا يكون خافيا على مثلك ما صار اليه حال تلك "العلوم" التي يصطلح عليها الناس بأنها علوم "التصوف" - والتي زكيتها أنت في كلامك الآنف جملة واحدة، والتي نسبت الخلاف فيها الى "الاجتهاد"!!! - ، وحقيقة أن ذاك المصطلح ما عاد يطلق أصلا الا على صنوف معينة من الكتابة فيه والتنظير له، لا تقوم من حيث الأصل والمنبع - بدءا من مصادر التلقي ذاتها كما أسلفت - الا على الابتداع والضلالة، والله المستعان!!! وهذا هو ما عندهم فيه الاجتهاد والنظر والبحث والمدارسة في تلك "العلوم" ولا أخالك تجهل هذا!!
فعن أي علوم تتكلم ؟؟؟
فيا أخي الكريم، ان كان كلام خلوصي الموهم الغامض - كما لم يعد يخالف في ذلك الغموض واللبس أحد من الاخوة - مما تراه أنت اجتهادا في سلك ذلك "العلم"، وكنت تقبله منه هكذا دونما بيان وتوضيح، ولا يضيرك أن ينشر مثل هذا الكلام المبهم بعامته، كما هو شأن أرباب الفلسفة الصوفية والفكر الباطني، فهمه الناس أو لم يفهموه .... فما أظلم ذلك الباب الذي توشك أن تفتحه علينا، والى الى الله المشتكى، وانا لله وانا اليه راجعون!
واستطرادا فأنا أسألك يا ابن الرومية ...
هذه الأسماء لهؤلاء الأئمة الذين ذكرتَ أنهم أنكروا التصوف جملة وتفصيلا، والذين تنسب منهج من تسميهم بالمعاصرين الى موافقتهم فيه، هل كانوا ينكرون أن في الاسلام ورعا وزهدا وتقوً واحسانا ومعالجة لأمراض النفس ومراقبة خفية لله تعالى، وما الى ذلك من ثوابت تلك الملة الحنيفية الغراء؟؟؟ كلا والله ولو فعلوا لما نسبوا الى ذلك الدين أصلا، فكيف بتبوؤ الامامة فيها؟؟؟
فأرجو أن تعيد النظر في ذلك المعنى أيها الفاضل لأني أشعر أن هناك التباسا كبيرا قد وقع عندك في فهم مراد هؤلاء العلماء رحمهم الله من "انكار التصوف بعامته"، ومعهم من تسميهم بالمعاصرين تبعا، والله أعلى وأعلم.
ابن الرومية
2008-11-27, 12:42 PM
شيخي الفاضل أبا الفداء بالنسبة لمناصرة الشيخ خلوصي فهو من حقه علي فكما نصرته ظالما وجبت نصرته مظلوما...
أما قولكم أني نصرت قوله دون تفصيل فشيئا من الروية شيخنا ..فقد اجتهدت في اختيار كلمات مشاركتي فلا أرى فيها الا التفصيل...الا ان كنت تخلط ببين المقامات فلا يعزب عنكم أني ان أيدته في مقام فلا يعني أني أؤيده في ما قاله في مقامات أخرى..و لم أتكلم حتى عن الفرق الذي قلت أنه عجيب مع انه ثابت بين طبقة الصحابة و التابعين و تابعيهم...بل تكلمت فقط عن حيثية مقارنة علم التصوف بعلم الأصول...أما الفرق المذكور فهو ثابت و لكن مع قليل من الصبر شيخنا يتبين أنه سيكون حجة لشيخنا الخلوصي ان ولى وجهه شطر السنة و حجة عليه ان ولى وجهه شطر البدعة...فما كان عليه الصحابة هو أشد قوة و أنصع حجة مما كان عليه التابعون من التسنن لما حدث من الدخن في عهد المتاخر و قرب المتقدم من نور النبوة..فان لم يكن لمبتدع حجة في أقوال التابعين و أحوالهم و اعمالهم فأحرى أن لا تكون له حجة في أقوال الصحابة و أعمالهم..و اعلم ما ترمي اليه فقد سئمت انا أيضا من تهرب المتجهمة الى عصر الصحابة ليستغلوا ما اعتبروه سكوتا منهم مقابل التصريح المشهور في عهد التابعين وتابعيهم...و لكن بقليل من الصبر و انزال ميكانيزمات الأصول و تبين الاجماعات و تتبع النقول يكون ما هربوا اليه أشد عليهم مما هربوا منه...هذا مع أني أؤكد أني لم اتعرض له في مشاركتي بله التعرض لما ألزمتموني به من موافقتي له على اعراضه عن البيان ..أما عن التصوف فالليلة ان شاء الله نفصل فيه أكثر و نتبين موقف شيخ الاسلام فيه مع انه مشهور جدا و معروف...و تعميمي على المعاصرين أيضا خرج على معنى الأغلبية فمعروف أن العموم قد لا يستغرق كل أفراده...مع ان أكثرهم تخصصا في هذا و أعرفهم به كالشيخ العلامة المحقق الشهيد نحسبه كذلك احسان الهي رحمه الله يقرون بان شيخ الاسلام و غيره لا يوافقونهم على التعميم و يقولون ..شيخ الاسلام قال بما علم و نحن نقول بما علمنا...و الليلة ان شاء الله نكمل و أرجو ان لا أتهم بمثل ما اتهم به شيخنا الخلوصي بالتهرب للخروج للعمل فقد ضحيت بالفظور لأكتب هذه المشاركة :) بارك الله فيكم و جعلنا جميعا اخوانا على سرر متقابلين
الأنصاري المديني
2008-11-27, 01:07 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رويدا أحبتنا ،ودعونا ننقلكم مما أنتم فيه -وهو نقاش وسيم وليته يصل الى حد -وتلطف- ثم رأيت وانا أطالع الساعة قول العلامة الألباني التالي :
كتاب "المدخل" لابن حجاج فيه من الأحاديث الضعيفة والموضوعة وما لا أصل له وهو شبيه بكتاب الاحياء
أنظر بلا أمر عليك : السلسلة الضعيفة ج 3 - ص 653
هنيئا وضرب الهام والمجد والعلى وراجيك والاسلام انك سالم
لا تعنفونا ،فهو دخول لمحب أراد أن يستقي بدلوه لعله يشير الى الطريق هناك ..
وتطلف ولا ...والسهل الممتنع مطلوب ولكن ان مسكت عصا غليظة فليكن لسانك ...
تحياتي
ابن الرومية
2008-11-27, 04:12 PM
وعودا الى تعليقكم شيخنا أبا الفداء ...بعد حمد الله على الفطور الشهي المتأخر ..:)
أما ماسألتم من موافقتي على ما أسميتموه مراوغة من الشيخ خلوصي ...فقد صدقتم شيخنا ..فلازم على الشيخ أن يبين ما لديه و ما يريده خاصة بعد التصريح الأخير في ملتقى أهل التفسير الذي يعلم الله ما أحدث من صدمة لمشابهته في النغمة و لحن القول لكلام من تجهم من غلاة اخواننا من الأشاعرة الذين يقصدون الاطاحة بالمنهج ككل لا الأشخاص المتبنين له..فان كان ما لدى الشيخ علما من العلوم الضرورية في الدين فلا يجوز له كتمه و لا تأخير بيانه عن وقت الحاجة للمعلوم بالضرورة من خطر كتم العلم...و خاصة ان حامت حوله الشبهات فوجب أن يدرءها عن نفسه و لا يمنعه ما يعتقده من شرف العلم الذي عنده و لاحتى شرف شخصه هو و ما وصل اليه أن يبينه ..فلا يقولن : أنا أشرف عند نفسي و ابعد من التهم من ان أنشغل بالرد عليها...او يقول: اصبر على الظلم و أتوكل على الله فهو من سيظهر براءتي...فان ذلك انما يكون ان انعدمت عنده القدرة على الدفع اما ان قدر على ذلك فهو من حسن التوكل..و هذا نبي الله صلى الله عليه و سلم وهو أشرف الخلق لم يدع مجالا للشيطان و دفع ظن السوء به كما بوبه النووي على حديث اعتكافه صلى الله عليه و سلم في العشر الأواخر...و هؤلاء أئمة السنة كالمزني حين تكلموا في دقائق المعاني فقصرت أفهام بعض عوام أهل السنة في وقته عن استيعابها فبين الأمر و دفع التهمة عن نفسه بل و قام أقرانه بامتحانه امتحانا مفتعلا مزورا حتى يدفعوا سوء الظن عنه...و الشيخ في مقام دعوة و عرض لما عنده وهنا يجوز الامتحان فيما يعرضه خاصة ..فالامتحان ليس بدعة باطلاق و ليس شرعيا باطلاق...أما ان كان ما عند الشيخ ليس من الضروري في الدين و لايحتاجه كل أحد من دقائق المعارف و فتوح الكشوف...فالأولى ان يضرب صفحا عنه الا ان كان له قدرة على بيانه البيان القاطع الشافي الواضح المجلي لتوافقه التام مع ظاهر الشرع و باطنه و مع من هم أقدر على تفهمه ..فهذا رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج على أصحابه - وهم يتناظرون في القدر - ورجل يقول : ألم يقل الله : كذا ورجل يقول : ألم يقل الله : كذا فكأنما فقئ في وجهه حب الرمان فقال أبهذا أمرتم إنما هلك من كان قبلكم بهذا : ضربوا كتاب الله بعضه ببعض وإنما نزل كتاب الله ليصدق بعضه بعضا لا ليكذب بعضه بعضا انظروا ما أمرتم به فافعلوه وما نهيتم عنه فاجتنبوه " و هذا قول ابن مسعود "" ما من رجل يحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان فتنة لبعضهم " ( و ما أشد طربي لكلمة بعضهم :)) و هذا علي يقول " حدثوا الناس بما يعرفون ودعوا ما ينكرون أتحبون أن يكذب الله ورسوله " و هذا ابن عباس يقوللمن سأله عن تفسير آية : " ما يؤمنك أني لو أخبرتك بتفسيرها كفرت وكفرك بها تكذيبك بها "...فليس هنا داع الا الالغاز و التعمية و الترميز الا أن يكون لتنشيط الأذهان و استثارة القرائح باثارة الفضول و هي طريقة قديمة صحيحة في التعليم وهو ما أظنه مراد شيخنا خلوصي..الا أن وقتها يكون محدودا و لا يجب ان يبالغ فيه....
أما ما ذكرتموه شيخنا من الكلام في المصطلحات كالمقامات النورانية و الحقائق والتجليات والكشوف العرفانية و غيرها مما يبدو أنكم أنكرتم تكلمي بها لبطلانها فيبدو لي و عذرا شيخنا أنكم تناقضتم فمايجري على مصطلح التصوف يجري على هذه المطلحات و لافرق ولامعنى لتمييزها عنه فهي كذلك كالتصوف مصطلحات قد يراد بها معاني صحيحة تابثة و قد يراد بها معاني باطلة...فلا يعاب المرء بمجرد التكلم بها...و الذين زعموا أن شيخ الاسلام و تلامذته ينكرونها مطلقا و ان شيخ الاسلام انما بفصل في الأشخاص المنتسبين للصوفية و يعذرهم لا انه يفصل في نفس علوم و مصطلحات التصوف فيه كلها عنده باطلة قد جانبوا الصواب...فتفصيله هو في نفس ذات العلم..و في نفس مصطلحاته و ليس فقط في المنتسبين اليه...و انه طريق اجتهادي كباقي علوم الاسلام كالأصول و غيره...فيه الباطل و فيه الصواب...و فيه السنيون و البدعيون و المنافقون...و ان كان شيخ الاسلام مع ذلك يبين ان طريقة الصحابة و من تبعهم أعلى مقاما و أمثل نهجا و أقوى بصيرة من طريق التصوف كما أن طرقتهم في الاستنباط أسد رأيا و انفذ نظرا و أحسن تقعيدا من طريق الرأي و الأصول المستحدث من بعدهم....و هو يثبت الايمان الأول الذي قلت لكم قبلا أنكم تنكرونه و العلم اللدني المجمل الذي قد يفتح الله به على المرء و هو غير العلم المكتسب المعروف ..و هذا هو الذي يجعلكما و الشيخ الخلوصي لا تتفقان أن كل منكما يهون من شان الحق الذي عند الآخر...و كلاهما ضروري لنهضة أمتنا كما نبه عليه الصحابة أنفسهم ....و ان شاء الله الليلة ان أمكن وضعنا نصوصه في ذلك...أما أن المصطلح قد صار ذريعة لأهل البدع فهذا مقام خارج محل البحث...فمصطلحات أخرى كالبلاغة و الأصول سيطر عليها و ما زال كثير من المبتدعة الخلص..و فيها خلط اكبر في مصادر التلقي ذاتها ....و مع ذلك فليس مبررا لنفي الحق الذي فيهما...فالواجب الدوران مع الحق حيث دار..نعم على قول كبار المقاصديين قد يترك المباح ان كان ذريعة لأهل البدع..بل بالغ بعضهم -كحجة الاسلام- و أجاز بل أوجب ترك السنة ان اتخذت شعارا لأهل البدع و غلبوا عليها..فلا أخالفكم في أفضلية المدافعة لاستبدال المصطلح بما هو ألصق بالشرع..من باب لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم بالعتمة...الا أنك تكون ظالما أيضا ان قلت ان كل مصادر التلقي في التصوف باطلة و كل علومه زائفة فتجزم بحكمك بما لا تعلم...تماما كمن حكم من اخواننا السلفيين بكون مصادر التلقي في علم الأصول مبتدعة و من ثم باطلة و بما ان كتبه المعتمدة من 10 قرون هي لأربعة لا خامس لهم ثلاثة منهم معتزلة و الرابع أشعري...فكان ان قالوا نفس المقولة بنبذ العلم كله انطلاقا من حكمهم على ما لم يعلموا....و حرموا الخير العميم ..
أما كلامكم عن كلامي عن الأئمة القدامى ممن أنكروا التصوف جملة و تفصيلا ففيه من التسرع الذي أجلكم عنه و ما اظنه الا بسبب استعجال طرأ لكم فعجلتم بالختم دون تحرير..فمحل النزاع هو انهم انكروا ان التصوف فيه المعاني الصحيحة ...لا أنهم انكروا تلك المعاني بذاتها...كما روي عن ابن الجوزي انكار صحة الكشف فرآه عيانا في ابنته...ففرق بين المقامين شيخنا الكريم وما اظن التباسه عليكم الا لطارئ و الا فلالتباس في الفهم عندي...و الله اعلم
أبو الفداء
2008-11-28, 01:17 AM
"شيخي الفاضل أبا الفداء بالنسبة لمناصرة الشيخ خلوصي فهو من حقه علي فكما نصرته ظالما وجبت نصرته مظلوما..."
لست بشيخك يا أخي الكريم فلا داعي لهذا الافراط في تعظيم اخوانك ومحاوريك، بارك الله فيك.. وأنت ممن له اشتغال بعلوم النفس والقلوب، فلا أظنه يخفى عليك سوء أثر الافراط في التزكية والتعظيم على نفس سامعه، كائنا من كان ذلك .. فتنبه!
أما المناصرة، فأرجو ألا تصورني على أني في معركة أو في صراع مع خلوصي، كلا والله، وما أرجو أن يكون هذا هو تصوره هو الآخر للحوار بيننا!! انما أنا أخ ناصح لكم، وما أنافح الا من أجل أن أستفصل عما فيه شبهة وما يحتمل الوجوه الباطلة أو الملتبسة من الكلام، فضلا عما تبين عواره ومخالفته بوضوح شهد به سائر الاخوان، ولا يزال أخونا يتهرب من الجواب عنه!
"و لم أتكلم حتى عن الفرق الذي قلت أنه عجيب مع انه ثابت بين طبقة الصحابة و التابعين و تابعيهم"
أرجو بيان هذا الفرق الذي توافقه عليه، بعبارة واضحة حتى أتصور ما تقول، لا بمثل كلام خلوصي هداه الله!
"و تعميمي على المعاصرين أيضا خرج على معنى الأغلبية "
فما هو شأن تلك الأغلبية يا أخي الكريم؟؟ ما هي حقيقة ذلك "التصوف" الذي ينكرونه - هؤلاء المعاصرون - جملة بلا تفصيل؟ وهل انكارهم متوجه الى الاصطلاح من جهة التغليب - أيضا - لما تنبت منه وتفضي اليه مباحث أصحابه من التفلسف الباطل والخرافة وما تعلمون، أم أنه انكار لما لا يسع مسلما انكاره من معاني الزهد والوروع والاحسان وغيرها من ثوابت الملة؟؟؟ فلا أعلم مسلما ينكر كون تلك المعاني أصولا صحيحة لا مرية فيها!
ولكن الكلام هنا في مصطلح مشترك يفتح من الضلالات ما يفتح!!
"فليس هنا داع الي الالغاز و التعمية و الترميز الا أن يكون لتنشيط الأذهان و استثارة القرائح باثارة الفضول و هي طريقة قديمة صحيحة في التعليم وهو ما أظنه مراد شيخنا خلوصي"
قلت أولو كان ذلك الإلغاز - في التعليم - مولدا لكلام يحتمل معاني باطلة، بل ومنها ما يفضي الى التجهم في الاعتقاد ؟؟؟؟
"فالأولى ان يضرب صفحا عنه الا ان كان له قدرة على بيانه البيان القاطع الشافي الواضح المجلي لتوافقه التام مع ظاهر الشرع و باطنه و مع من هم أقدر على تفهمه "
ماذا تقصد "بباطن الشرع" ؟ (سؤال للاستفصال)
"أما ما ذكرتموه شيخنا من الكلام في المصطلحات كالمقامات النورانية و الحقائق والتجليات والكشوف العرفانية و غيرها مما يبدو أنكم أنكرتم تكلمي بها لبطلانها"
ليس هذا ما أنكرته عليك، وانما أنكرت اظهارك لموافقة أخينا خلوصي على اطلاقه لها ولما نتبين منه بعد مراده منها .. والفرق دقيق كنت أحسبه لا يخفى على مثلك أخي الكريم.
"و هو يثبت الايمان الأول الذي قلت لكم قبلا أنكم تنكرونه "
فما هو الايمان الأول في نظرك تحديدا؟ فهذا مما أعياني تتبعه في كلامك حقيقة!
"و العلم اللدني المجمل الذي قد يفتح الله به على المرء و هو غير العلم المكتسب المعروف "
أرجو الاستطراد فيما تقصد من العلم اللدني المجمل هنا ..
ابن الرومية
2008-11-28, 03:37 AM
كنت زورت ردا و انا منفعل ...و محيته...أفضل أن أتوقف هنا أنا أيضا و أتهرب من الاجابة :)
أبو عبد المحسن العنابي
2008-11-28, 09:40 AM
ابن الرومية والله صدقا:
أحس بأن في كلماتك صدقا كما أحس بأنك من الناقمين على خلوصي لكنك تستميله بالحسنى، لكن ألا توافقني بأن هذا النوع من الناس ممن أشربوا فكرة وجاء متزودا لنصرتها والذب عنها، ألا ترى أن الموقف معه يختلف عن المتأول السائل المبتغي للحق.
قد قال قبلك لي بأنه يحبني في الله أي أشهد الله على حبه لي ولا أظنه أحبني يوما وكفى بالمرء كذبا أن يشهد الله على زور
وكان يدعو إلى محاورة أبي الفداء لأنه التمس منه أدبا فظن أنه يوافقه والآن هو مع زمرة الجرح والتجريح
لم يبق له من المناصرين إلا أنت يا ابن الرومية، وأنا على يقين أنك لو خالفته في ثلاث مشاركات متوالية لجعلك ربما من المرتدين :)
خلوصي
2008-11-28, 09:57 AM
في هذه معك شيخنا خلوصي .................
لا شك بأن ما امتدحتني به أفرح قلبي الغافل .... و لكنني لا اشك كذلك بأنه خرج من فكر صادق مع نفسه ..
الأهم يا سيدي :
أنني منذ أيام و أنا أزوّر هذه المقولة لأضعها للجميع :
و الله إنني لأرضى أن يسبوا و يشتموا و يحقروا شخصي العاجز الفاني ... بشرط أن يكتبوا آراءهم و اجتهاداتهم في مواضيع مستقلة .... ليبين كل واحد ما عنده في كتابه المستقل ....!! و الباحث عن الحق سيقرأ الطرفين .
و والله إن حبي أشد للناقد الصادق المخالف الأديب من الموافق المنافق ...؟!!
لأن الأول يؤمل منه رؤية كل الحقائق ... أما الثاني فيثني ثناء يرضي الغرور فحسب .
أبو الفداء
2008-11-28, 12:09 PM
أخي ابن الرومية ... المقام يا أخي ليس مقام مزاح بارك الله فيك ..
تقول: "كنت زورت ردا و انا منفعل ...و محيته...أفضل أن أتوقف هنا أنا أيضا و أتهرب من الاجابة"
فهلا أخبرتني - على الأقل - لماذا انفعلت من قراءة كلامي الآنف؟؟؟
وان توقفت أنت أيضا وتهربت من الاجابة، وأنت - على ما يظهر لي - أقدر بكثير من أخينا خلوصي على بيان ما عندك بالحجة والبينة، أو على الأقل، لست فيما يبدو مبتلً بالاغترار بما عندك والاستكبار عن مصارحة الناس بحقيقته، وقد وافقت خلوصيا على كثير مما يكتب هكذا دون استفصال منه ولا تثبت ... فأخبرني بالله عليك ... هل تطالبنا نحن أيضا بقبول كتاباته تلك هكذا كيفما كانت لتحدث في القراء الأثر الذي يريده هو أيا كان، وهو الماضي في بثها ونشرها دون توقف، ودون أدنى اهتمام ببيان مراداته وتوضيح غوامضها وبيان حقيقة ما يقصد من كثير مما يقول، وحقيقة ذلك "التصوف" الذي انبرى في الدعوة اليه، لقوم سئموا من كثرة سؤاله واستفصاله واستفهامه عما يقصد - على الأقل - "بمحل البحث" ؟؟؟؟
هل ترى أنت أيضا أن ثمة علم باطني فوق علوم الشرع الشريف، جاء به النبي عليه السلام ولم يُعلمه الا "للخاصة" من الناس، ونهى عن نشره وبيانه للعامة، وهو علم لا يهتدي اليه الا خواص الخواص، الذين ترقوا في مراتب التصوف على طريقة كذا وطريقة كذا، فهو متوارث بالعهد عندهم ؟؟؟
أرجو الجواب عما سألتك عنه في المشاركة السابقة بلا انفعال، وبلا تصنع، وبلا مزاح، بارك الله فيك، فوالله لقد ابتلى الله صبري بهذا الأمر في هذا المجلس أشد الابتلاء، أسأل الله العافية!
أبو عبدالرحمن
2008-11-28, 02:43 PM
حققوا .. تحققوا
كلام أعاجم أو مصطلحات مبتدعة
أما المؤمن المتبع الذي ينهل من معين الكتاب والسنة فلا ترى من ألفاظه إلى الجزل الواضح الأصيل
وما كلمة ( التصوف السني ) إلا قنطرة يسير عليها بعض المدلسين ليلبسوا الحق بالباطل ..
فيا خلوصي .. خلص نفسك من التعلق بطرائق أهل البدع من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله
فلن يسألك الله عن هذه المصطلحات التي تسعى جاهداً إلى تسويغها في العقلية السلفية لدى قراءك على الأقل
لكن الله سيسألك ويسأل الناس سواك : (( ماذا أجبتم المرسلين )) ؟؟
وفقني الله وإياك وإخواننا إلى الصواب
اللهم آمين
أبو الفداء
2008-11-28, 03:10 PM
"كلام أعاجم أو مصطلحات مبتدعة"
أخي قد عجلتَ بهذه، بارك الله فيك ...
وأنا وان كنت لم أقف على فرق لغوي بين اللفظتين في كتب أهل اللغة، الا أنني لا أدري لعل من العلماء من فرق هذا التفريق من باب الاصطلاح ولم أقف عليه! والاصطلاح في اطلاقه ليس ببدعة، والأمر فيه واسع، ولكن ينظر أولا في مراد صاحبه منه، فان قبلنا منه المراد فلا مشاحة في الاصطلاح، وان كان الأولى - ولا شك - استعمال ما يتفق عليه أهل الصنعة الواحدة من المصطلحات وعدم الشذوذ عليهم فيها بما يكثر وقوعه في كلام أهل البدع وان كان نظيرا له في معناه، لأن الاصطلاح يعني الاتفاق والشذوذ عليه خرم له لا ينبغي لصاحبه الوقوع فيه بلا مسوغ، واستبدال اصطلاح أهل البدع بما اتفق عليه أهل السنة - بالجملة - أمر مكروه لفتحه أبواب الذرائع وجلبه سوء الظن بالمتكلم وان كان حسن القصد غير منتصر لأهل البدعة ...
فأنا لا زلت أستفصل من خلوصي عن هذا التفريق اللفظي الذي هو لب موضوعه ومخه وعظمه ...
ولكنه لا يزال مصرا على كتمان البيان لما يقصد،
وقد سألته أن يأتيني بنقل عمن استعمل هذا التفريق الاصطلاحي من أهل العلم، فضلا عن انزاله على التفريق بين الصحابة والتابعين على نحو ما فعل، ولكن لا مجيب!!
فالى الله المشتكى
والذي يظهر لي والله أعلم أنه يقصد بلفظة "تحققوا" أي تحققت فيهم وفي قلوبهم وسلوكهم تلك المعاني على الحقيقة، وهي المعاني التي جاء التابعون من بعدهم ليسطروها ويشرحوها بعباراتهم ويجادلوا عنها مخالفيهم، وهو ما يسميه خلوصي "بالتحقيق"، تمييزا عن "التحقق" ... ولكن كما ذكرت فانني لا أرى صحة هذا التفريق اللفظي ابتداءا الا أن يكون من باب الاصطلاح، ولما بحثت، لم أقف لمثله على دليل في كتب اللغة كما أسفلت! ولازلت لا أستطيع مناقشته في صحة هذا المعنى أصلا ولا الزامه به حتى أتبين منه أولا عما اذا كان هذا هو مراده بالكلام أم لا!!
ولكن الآن وقد عدني الرجل من جملة أهل "الجدل المذموم"، وأهل "الخروج على محل النزاع"، ورأى الخير في الاعراض عني، فوالله ما عدت أدري ما الذي ينبغي علي فعله حتى يرضي ويتواضع ويتنزل للاجابة عن أسئلتي في لب موضوعه، لعلي أن أنتفع وأستفيد أنا والاخوة، فالله المستعان!!
أبو عبد المحسن العنابي
2008-11-28, 06:47 PM
عفوا أخي الكريم :
لم أعد أذكر و يصعب البحث علي الآن ... و كلام الإمام كثير في هذا و مذكور في أماكن عديدة ..
و المهم عندي و عندكم كما أظن هو المعاني و الحقائق ... فربما يأتي أحدهم ليقول لا لا اللفظ هذا بالذات لم يرد ... و هذا الخلوصي يدلّس !
نعم أخي هؤلاء يريدون استجراري إلى مواضيعهم الجانبية لكي يشوشوا على القراء في هروبهم من جوهر الموضوع ..
.
يا أيها الإخوة الكرام لابد أنكم سمعتم جميعا بالمكتبة الشاملة
وهي برنامج يسهل البحث في الكتب
وقد خصص منتجو البرنامج فرعا كاملا لكتب شيخ الإسلام ابن تيمية المطبوعة
فقمت بالبحث في كامل كتب شيخ الإسلام المطبوعة عن:
التصوف السني أو الصوفية السنية
أتدرون كم كان عدد النتائج؟
بالطبع هو 0
والأخ خلوصي يقول :
لم أعد أذكر و يصعب البحث علي الآن ... و كلام الإمام كثير في هذا و مذكور في أماكن عديدة ..
أنا أقول بأنه تلقاها عن أحد مشايخ الصوفية الذين يكذبون لله كما يقولون ثم هو نقلها بدون تثبت، هذا إن أحسنا الظن به طبعا
ويا ليته يتذكر موضعا واحدا من هذا الكلام الكثير المذكور في أماكن عديدة!!!!!!
أبو الفداء
2008-11-28, 07:17 PM
سامحك الله أخي الكريم العنابي،
ما هكذا تؤخذ كتب العلماء.. وأقول قد عجلتَ في الحكم أنت أيضا، بارك الله فيك، ولم تتروَ،
فليس من التحقيق في شيء أن نبحث عن عبارتين بعينهما في كتب الشيخ فان لم نجدهما، خرجنا بالنتيجة المباشرة بأن المعنى نفسه غير موجود فيها باطلاق! فأنت فتحت المكتبة ووضعت هذه الكلمات: "التصوف السني أو الصوفية السنية" فلما لم تجد نتيجة، قلت أن شيخ الاسلام لم يذكر شيئا بهذا المعنى! وهذا يا أخي الكريم خطأ منهجي في البحث والنظر في كتب العلماء ينبغي التنبيه اليه.. وأخشى أن تكون قد أعطيت به خلوصيا حجة عليك من حيث لا تدري، بل لقد وقعت به من حيث لا تشعر في عين ما توقعه هو بقوله: "فربما يأتي أحدهم ليقول لا لا اللفظ هذا بالذات لم يرد ... و هذا الخلوصي يدلّس !"
فسبحان الله!
هو يتكلم عن المعنى بغض النظر عن الألفاظ، وأنت في المقابل تبحث عن اصطلاح بعينه لترجع باثبات عدم وجود ذلك الاصطلاح بالذات في كتب الشيخ.. فما بهذا تقام الحجة على ذاك، فتنبه!
ملحوظة: لا تفهمن من كلامي هذا أنني راض باصرار خلوصي على الحيدة عن الجواب وقعوده دون اخراج تلك النصوص التي يدعي وجودها ووفرتها، أو أنني أثبت وجود المعنى نفسه الذي يريده خلوصي في كتب شيخ الاسلام ولكن بعبارات مختلفة: كلا، ومنهج شيخ الاسلام رحمه الله واضح ومعلوم وقد أشرنا الى طرف منه فيما تقدم من المشاركات، ولكني أنبهك أخي الكريم الى خطأ منهجي وقعتَ أنت فيه في الاستدلال والمحاجة، اقتضى العدل والانصاف والأمانة العلمية أن أبينه لك.
وفقني الله واياك للخير.
وبالمناسبة فأنا أعجب من تذرع أخينا خلوصي بالوقت وضيق الوقت وكذا، وقد حسب له عداده فوق الخمسين موضوعا ومن المشاكرات ستمائة مشاركة، وضعها كلها في ستة أشهر فقط - وهي المدة التي مضت منذ أن سجل عضويته - أي بمعدل متوسط يقترب من أربع مشاركات في اليوم!!! فكيف يا أخي تدعي أنه لا وقت عندك لبسط الجواب - الذي أصبح متعينا عليك - واخراج النصوص والأدلة اللازمة له؟؟
أمر عجيب والله..
الأبيـاري
2008-11-29, 03:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
يا أخي أبا الفداء, كان عليك أن لا تعامل أخاك العنابي بهذه الطريقة, كنت لطيفا مع المبتدعة, وكل ما أعرض هذا المبتدع وتجبر زدت لطفا معه, وهذا أسلوب حسن لعلك توافق كتاب الله وسنة رسوله في دعوة المعادين للحق.
فلم جرحت صديقك العنابي لما وجد على المبتدع الفاسد؟
قال هذا الصوفي في كلامه: "التصوف السني على حد تعبير الإمام ابن تيمية". أين عبر شيخ الاسلام بهذه الكلمة المركبة في كتبه؟
وكان عليك أن تتبع منهجك في الرد على المخالفين, والمخطئين من أهل السنة في بيان الخطأ الذي ذهبوا إليه وبيان الصواب مباشرة لتصليح زلاتهم.
لذا عليك أن تبين للأخ العنابي وغيره المعنى الذي ذهب إليه شيخ الاسلام في تعبيره لمثل هذه العبارات الغريبة "التصوف السني" كي ينجلي الأمر ويزيل الإشكال فلا تمر عليه مر الكرام.
استعمال مثل هذه العبارات حيلة فاسدة ومحاولة لاضلال الناس فلا يجوز السكوت عن هذا, وما معنى التصوف السني المزعوم؟ هل يقره الإمام؟ ولماذا أقره؟
يا أخي التصوف ليس من الاسلام في شيء, الاسلام بريء من هذه العبارة فضلا عن معناها. فقد كذب أو أخطأ كل من ادعى أن الزهد والورع والابتعاد عن مشاغل الدنيا للتعبد تصوفا.
كنت قد تعقبت على صاحب الموضوع, لكن مشاركتي حُذفت, بينت حقيقة هذا الرجل وما يرمي إليه من كلام شيوخ المتصوفة حول "العلم الأكبر" "والمحبة" و "الإحسان" بنظر المتصوفة, فلا داعي لإعادته خشية الحذف مرة أخرى.
وفي آخر كلامي وجهت لك مقالا ولابن الرومية مقالا آخر:
قلت لك يا أبا الفداء: ما التقى الماء العذب بالنار إلا أخمدها, ويبقى دخانها إلى حين.
وقلت لابن الرمية: الثمار بأصل ألوانها تُشهي العيون, فما إن تقلبت وتعددت نفّرت.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أبو الفداء
2008-11-29, 04:43 PM
"فلم جرحت صديقك العنابي لما وجد على المبتدع الفاسد؟"
ما ظننت أن كلامي يجرحه، بارك الله فيك وفيه، ولو أنه جاءني بمثله في تصويب خطأ وقعت أنا فيه، لما ساءني ذلك .. وأنا انما أردت تصويب خطأ منهجي وقع فيه الأخ الكريم، من قبل أن يجد فيه خلوصي ذريعة وتكأة ليزيد من تمنعه علينا وابائه الرد والبيان .. فهو لا يزال يتذرع لهذا التمنع بأننا من الغلاة الجراحين الذين يشيدون الأحكام مسبقا دون تبين، فان أردتم مناقشته فيما عنده فلا تعطوه ما يتذرع به للاعراض عنا - بحق أو بباطل - وأنتم لا تشعرون!
وأكرر أنني لا أقر خلوصيا على اطلاقه اصطلاح "التصوف السني" وغيره من مثله من المتشابهات حتى أفهم حقيقة مراده منه .. والا فالحكم على المصطلح لا يكون قبل تبين حقيقة المراد منه .. ثم بعد ذلك نتأمل فيما هو أولى منه لفظا وأبعد عن مواطن الشبهات، بعد أن نكون قد اتفقنا على حقيقة المعنى المراد أولا..
ولهذا فكما عاتبت الأخ الفاضل ابن الرومية على التعجل بموافقة خلوصي على مصطلحاته، بل وتفخيمه وتعظيمه اياه - ومبالغته في ذلك حتى رأيته يظهر له التتلمذ على يديه فيما يكتب! - من قبل أن يتبين ويستفصل منه على حقيقة مراده من تلك المصطلحات المتشابهة، عاتبت أخانا العنابي وفقه الله ومن قبله أبا عبد الرحمن على التعجل في الجهة المقابلة ... فهذا مقتضى العدالة والانصاف العلمي الذي ننافح عنه في كل مكان، والذي نتخذه شعارا راسخا لمنهجنا، منهج أهل السنة المبارك ...
--------------
ولعله أصبح لزاما في هذا المقام أن أفصِّل في بيان موقفي مما يطلق عليه اسم "علم التصوف" حتى لا أتهم بإنكار وجود ذلك العلم عند السلف كما قد يتوهم من يقرأ كلامي..
فأقول وبالله التوفيق:
لا يصح أن يستنكر طالب العلم على إخوانه وجود من تكلم بكلمة "التصوف" - بهذا الاصطلاح - وبحث فيه كعلم مستقل من أئمة السلف ومن تبعهم بإحسان، وقعّد له بناءا على الكتاب والسنة = استنكارا مطلقا، ولا يصح الزعم بأن هذا لم يكن من علوم السلف، فليس هذا بصحيح يا إخوان بارك الله فيكم.
وأنا في الحقيقة لما راجعتُ كلامي الذي في مشاركاتي الآنفة، خشيت أن يفهم منه بعض إخواني أن مذهبي هو غمط كل ما أطلق عليه بعضهم لفظ علم التصوف من مباحث وتصانيف وأصول، ورميه كله عن قوس واحد بالضلالة!
فلا والله ليس هذا مذهبي في حقيقة التصوف (وأعني ذلك العلم المتنازع عليه، وليس مجرد المسلك نفسه الذي يأتسي فيه المسلم بزهاد الصاحبة والتابعين وتابعيهم وما روي عنهم من مآثر في ذلك) وقد صدق ابن الرومية - وفقه الله - إذ قرر أن التصوف علم قد صنف فيه من أفاضل الأمة وأماجدها من القرون الفاضلة وصولا إلى ابن القيم رحمه الله من أخرج منه الخير والنفع الكثير، فلا يؤخذ هؤلاء جميعهم بجريرة أهل الفلسفة والزيغ والباطنية والفساد الأصيل في مصادر التلقي ومسالك التعبد..
وقد كنت وما زلت أستنكر على خلوصي قياس ما عنده من اتباع مشايخ الطرق المنحرفة على أصول الفقه والتمذهب بمذاهب الفقه وما إلى ذلك، ولولا علمي بهذا عنه ما أنكرت عليه ما تجدونه في كلامي من إبطال قياسه لذلك العلم - عنده - على علوم النحو والأصول.. وإلا فمن حيث الأصل فلا ينكر من له أدنى تتبع لتراث الأمة وعلومها أن من جملة ما ورثناه في ذلك التراث علوما قد سماها من سماها بعلم التصوف وهي من خرافات الطرقيين والقبوريين براء! فلا نتهم علما ونرده بمجمله لمجرد كوننا نكره الاصطلاح على اسمه، إذ يشتبه بما تسمت به فلسفات ومسالك أخرى فاسدة كانت لها الغلبة بهذا المسمى في تراث الأمة!
وأنا إذ أرفض مصطلح التصوف وأصرح بذلك في كلامي فليس هذا لكونه مصطلحا حادثا كما ظهر لي أن بعض الإخوة قد فهموا من كلامي، وإلا فكل مصطلحات العلوم الأخرى حادثة لا أصل لها في كلام الصحابة كما لا يخفى.. ولكني أنكر هذا المصطلح وأطالب باتخاذ اصطلاح آخر في مكانه لذلك العلم السني السلفي "كعلم السلوك أو علم أعمال القلوب أو طب النفوس أو نحوه" كبداية لمواصلة للمشروع الإصلاحي لتنقيته مما خالطه - وهو المشروع الذي قطع فيه ابن القيم رحمه الله شوطا كبيرا - لأنك لا تكاد تجد اليوم رواجا لذلك العلم - بكل أسف - ولا اشتغالا به - على أهميته - في التنظير والتأصيل والتفريع إلا عند أئمة الزندقة والغلو من الطرقية وأضرابهم، فإذا ما أراد العامي أن يطلب علما يسمى بعلم التصوف، لم يجد أمامه إلا تلك الدعاوى الشيطانية تدعوه إليها والله المستعان!
وصحيح إن هناك مأخذا معتبرا على كثير من المعاصرين من علماء الدعوة السلفية، أقول إن من العدل والإنصاف أن نشهد به ولا ننكره.. إذ كثير منهم مقلُّون في هذا الجانب يختزلون الكلام فيه في إطار "الرقائق" والاقتصار على رواية بعض أحوال السلف في الزهد والورع، حتى فهم بعض صغار طلبة العلم أنه ليس وراء ذلك من شيء يستحق أن يعتني علماؤنا بدراسته وتحرير التصنيف فيه كعلم مؤصل مستقل..
وهذا خطأ كبير في الحقيقة.. فقد صرنا اليوم معاشر أتباع محمد صلى الله عليه وسلم نستورد "علم النفس" ونظرياته من الغرب ونعالج بها مرضانا مع أن القوم هناك هم الأحوج إلى استيراد ما في تراثنا من علوم في أحوال النفس البشرية وأمراضها وما يُصلحها من الكتاب والسنة وهدي سلف هذه الأمة على أصل التوحيد! وصار كثير من إخواننا على قلة حظهم من النظر الدقيق في تراث الأمة، يمنعون كثيرا من الخير من الوصول إلى الناس فلا هم يدرسونه وينقحونه بالتمرير عبر مصفاة الكتاب والسنة كما دأب ابن القيم رحمه الله وغيره، ولا هم يقبلون مجرد الإقرار بأن هناك علما هذا محتواه وموضوعه، يستحق الدراسة والبحث والإحياء من تراث المسلمين.
أنا معك قلبا وقالبا في النكير والتشنيع على الذين أفسدوا مصادر التلقي وراحوا يستدلون بتلبيسات شيطانية (ومنها ما هو كرامات للصالحين) ومنامات وأذواق وتجليات وكشوف وفلسفات باطنية، ويزعمون لقياهم للأنبياء والأخذ عنهم مباشرة، فيأتون في دين الله بالمناكير والطوام والخوارم، فهذا كله باطل وفساد عظيم وليس مما نقبله في شيء، وهو الغالب على علوم السلوك والنفس في تراثنا ولا حول ولا قوة إلا بالله! ولكن يا أخي يعلم الله أنه لولا أن انصرف كثير من المعاصرين في الدعوة السلفية عن مواصلة مشروع ابن القيم رحمه الله في تصفية ذلك العلم وإصلاحه - وأنا أعذرهم إذ الاشتغال بإصلاح عقائد المسلمين وقمع الشركيات والضلالات هو الأولى ولا شك، فدفع المفسدة مقدم على جلب المنفعة - لكان لأمتنا اليوم تلك الرايدة العالمية التي تستحقها - بما آتاها الله من الوحي، وما شيدته عليه من التراث - في سائر العلوم الإنسانية كعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم التربية وغيرها، ولما كنا نحن اليوم من يضطر إلى الأخذ في هذه المعارف والنظريات من بلاد الكفار كما ترى، ثم إذا بنا نسعى إلى أسلمتها وضبطها بما نجد في كلام شيخ الإسلام وتلميذه رحمهما الله، وغيرهما من أئمة الإسلام الذين ضبطوا أصول النظر في نفوس البشر وأحوالها وقلوب بني أدم ومسالكها!
فأنا لا أنكر وجود علمٍ نافع أسماه الناس بعلم التصوف والسلوك من القرون الفاضلة، ولكنني أنكر دعوة الناس اليوم إلى دراسة "علم التصوف" حيث لا يجدون من يدعوهم إلى ذلك إلا أهل الزيغ والباطل، يدعونهم إلى كتبهم ومصادرهم المدخولة يزينونها لهم تزيينا، فلا يجدون من يرشدهم إلى ما يؤخذ وما يترك، وإذا بهم قد فارقوا أهل السنة وفسد عليهم دينهم حتى لربما خرجوا من الملة جملة واحدة من حيث يحسبون أنهم يسلكون إلى الله طريقا، والله المستعان!
يقول بعض إخواننا إن مثل هذا موجود في أصول الفقه، حيث تغلب كتب المعتزلة وعلوم الكلام على تلك الصنعة، ولكن الفارق أن علم التصوف سهل قريب للعامة بينما علم الأصول بعيد عن متناولهم لصعوبته ودقة اختصاصه في مسائله ومادة بحثه، وصحيح ما يقولون.. ولكن لو تأملوا لوجدوا أن هذا هو عين سبب إنكاري لإطلاق هذا القياس بين العلمين، ولدعوة الناس إلى مسمى علم التصوف بهذا الإطلاق..
/// فأولا: الغالب على ما يطلق عليه اسم علم التصوف الفساد والضلال (أصولا: في مصادر التلقي، وفروعا: ما انبنى على تلك الأصول من بدع كلية وجزئية)، بخلاف علم الأصول (فصحيح أن أكثر مصنفات علم الأصول وضعها معتزلة وأشاعرة إلا أن هذا لا يمنع غلبة الصحة والسلامة في النظر العقلي على أكثر تلك المصنفات بالجملة)
///وثانيا: فإن المسلم لا يتعرضُ لما في مصنفات بعض علماء الأصول من فساد إلا بعدما يقطع شوطا من طلب العلم غير قليل، ولا يفعل ذلك استقلالا بنفسه - غالبا - ولكن بتوجيه من شيخه، فلا خطر فيها إذن على عامة المسلمين، بخلاف ما يكون من المفاسد المشتمل عليها تحت "علم التصوف" فإنها قريبة إلى العامة محببة إلى نفوسهم (فنفس الإنسان مجبولة على محبة الغيبيات والغوامض من الأسرار والبواطن والأحوال الخارقة للعادات)، وهي سهلة في الوصول إليها لا تتطلب منهم تأهلا مسبقا لقراءتها والافتتان بها.. ومدخلها إليهم مزين بزعم الناشرين لها أنها مسلك يحتاج من الداخل فيه إلى أن يسلم نفسه لشيخه فيصير كالميت بين يدي مغسله، لا يسمع إلا ما يسمعه شيخه ولا يرى إلا ما يريه إياه!! فإن هو بلغ الصفة، أصبح ممن تنكشف له حجب الغيب والأستار ويرى ما لا يراه البشر، يصافح الملائكة والأنبياء ويرقى إلى معارج السماء وتتحقق فيه حقائق اليقين فتنخرق له العادات ويتحرر من قانون الأسباب... إلى آخر ما يقولون من الهذيان..
فالفرق بين العلمين - بالتغليب - كبير ولا قياس بينهما من هذه الجهة .. ولكن لا يعني التفريق أنه ليس في تراث الأمة مما ضُرب عليه مصطلح التصوف ما يستحق النظر والدراسة، كلا وحاشا أن ينسب إليَّ هذا الكلام! بل أنا أدعو العلماء وطلبة العلم - وليس العامة - لتناول ذلك التراث بالفحص والتنقيح والتصفية السلفية القويمة، ومواصلة مشروع أئمة الإصلاح من قبلهم مواصلة جادة، وحبذا لو يكون ذلك تحت مسمى آخر لهذا العلم كعلم السلوك - مثلا - حتى لا يلتبس الأمر على العامة فيردوا المهالك إذا ما راحوا يطلبون هذا العلم! وحتى يفهم الناس أن غاية ذلك العلم ليست أن تنشئ بالضرورة رجلا متصوفا زاهدا ناسكا معتزلا في صومعة، ولا أن تحول الناس إلى "دراويش" مغيبين عن الحياة كما غلا الغلاة، ولا أن تفتح أمامهم أستار الغيب وتوصلهم للاتصال بالموتى من الأنبياء والصالحين ولا إلى أن تخرق لهم العادات كما يطمحون، ولكن غايته أن يتعلم الناس ما به تشفى علل صدورهم وسخائم نفوسهم ويستقيم لهم التعامل مع أمراض قلوبهم والنظر في أحوالها ومراقبتها وتزكيتها كما كان دأب الصحابة والسلف الأول رضي الله عنهم، مستفيدين في ذلك بتأصيل من أصلوا في ذلك المجال من أئمة العلم الأولين والمتأخرين! فلا ينكر أحد من طلبة العلم أنه يجد في كتب ابن القيم رحمه الله - مثلا - ما يدرك أنه يحتاج إلى إعماله على نفسه وعلى قلبه من معالجة ومتابعة ومراقبة ومعاهدة بهذا الذي يقول رحمه الله، مع أنه لا يجد هذه القواعد والمعالجات منصوصا عليها في الكتاب والسنة! فهل يستنكر حينئذ وصفها بالعلم المستنبط المؤصل على الكتاب والسنة؟ ليس له هذا، فهذه حقيقتها وكل ما كان في سلكها من مصنفات السابقين.. فعلينا أن نتحلى بسعة الصدر وسعة العلم حتى لا نحرم الأمة من خيرٍ كثير، اتقاءا للفساد الذي خالطه.. والله الموفق المستعان.
أبو عبد المحسن العنابي
2008-11-29, 07:53 PM
بارك الله فيك أخي الأبياري
قد وقع في نفسي شيء من مشاركة أخينا أبا الفداء وراسلته على الخاص فأفهمني مراده من كلامه وأفهمته المراد من كلامي، وإن كنت أعتب عليه شدته في رده عليّ، لكن سبحان الله في كل شؤونه حكم ربما نعلمها وكثيرا ما نجهلها، وهذا ليعلم المخالفون أننا وإن كنا على منهج واحد فإننا لا نتوانا عن بيان الخطأ لبعضنا البعض، كما لا نتوانا أيضا في الدفاع عن بعضنا البعض
وهذا هو الدين بعينه وهو تأويل لقوله صلى الله عليه وسلم:
انصر أخاك ظالما أو مظلوما، قالوا: يا رسول الله، هذا نصره مظلوما فكيف ننصره ظالما ؟ قال : تمنعه من الظلم.
/// إعلان من الإدراة : تمَّ إغلاق الموضوع إلى أجل غير مسمَّى؛ لعدم ظهور التكافؤ في المحاورة، وحفاظًا على وقت الإخوة من الضياع ..
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2025 vBulletin Solutions، Inc. All rights reserved.