تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل يثبت الأشاعرة صفة السمع والبصر لله ؟!



عبد الباسط بن يوسف الغريب
2008-11-18, 03:09 PM
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
مقدمة
قيام الصفات الفعلية أو الصفات الاختيارية بالله عز وجل من المسائل التي اتفق أهل السنة على إثباتها وقد نفاها المتكلمون كالأشاعرة وغيرهم ويسمونها بمسألة حلول الحوادث .
وشبهة هؤلاء هي أنه لو قامت به الأفعال لكان محلا للحوادث , وإذا لم يخل منها لزم أن يكون حادثا.
قال شيخ الإسلام : " وإذا قالوا : لا تحله الحوادث , أوهموا الناس أن مرادهم أنه لا يكون محلاً للتغيرات والاستحالات , ونحو ذلك من الأحداث التي تحدث للمخلوقين فتحيلهم وتفسدهم , وهذا معنى صحيح , ولكن مقصودهم بذلك أنه ليس له فعل اختياري يقوم بنفسه ولا له كلام , ولا فعل يقوم به يتعلق بمشيئته وقدرته , وأنه لا يقدر على استواء أو نزول أو إتيان أو مجيء ,وأن المخلوقات التي خلقها لم يكن منه عند خلقها فعل أصلاً بل عين المخلوقات هي الفعل ليس هناك فعل ومفعول وخلق ومخلوق بل المخلوق عين الخلق والمفعول عين الفعل ونحو ذلك .
"درء التعارض" (1|245)
قال ابن القيم رحمه الله : وأما حلول الحوادث فيريدون به أنه لا يتكلم بقدرته وميشئته , ولا ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا, ولا يأتي يوم القيامة ولا يجيء, ولا يغضب بعد أن كان راضياً ولا يرضى بعد أن كان غضبان , ولا يقوم به فعل البتة ولا أمر مجدد بعد أن لم يكن , ولا يريد شيئا بعد أن لم يكن مريداً له , ولا يقول له كن حقيقة , ولا استوى على عرشه بعد أن لم يكن مستوياً عليه , ولا يغضب يوم القيامة غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله , ولا ينادي عباده يوم القيامة بعد أن لم يكن مناديا لهم ولا يقول للمصلي إذا قال : الحمد لله رب العالمين قال: حمدني عبدي .فإذا قال :الرحمن الرحيم .قال: أثنى علي عبدي .وإذا قال: مالك يوم الدين .قال : مجدني عبدي .
فإن هذه كلها حوادث , وهو منزه عن حلول الحوادث , وبعضهم يختصر العبارة , ويقول أنا أنزهه عن التعدد والتحدد والتجدد ؛ فيتوهم السامع الجاهل بمراده أنه ينزهه عن تعدد الآلهة , وعن تحدد محيط به حدود وجودية تحصره وتحويه كتحدد البيت ونحوه , وعن تجدد إلهيته وربوبيته ؛ ومراده بالتعدد الذي ينزه عنه تعدد أسمائه وصفاته , وأنه لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم شيئا , ولا يتكلم ومراده بالتحدد أنه ليس فوق خلقه ,ولا هو مستو على عرشه , ولا فوق العرش إله يعبد ,وليس فوق العرش إلا العدم .
ومراده بالتجدد أنه لا يقوم به فعل ولا إرادة ولا كلام بمشيئته وقدرته وبعضهم يقتصر على حرفين ؛ فيقول نحن ننزهه عن التكثر والتغير فيتوهم السامع تكثر الآلهة وتغيره سبحانه واستحالته من حال إلى حال , وحقيقة هذا التنزيه أنه لا صفة له ولا فعل .
"الصواعق المرسلة" (3|937)
وقال شيخ الإسلام : والكلابية يقولون هو متصف بالصفات التي ليس له عليها قدرة , ولا تكون بمشيئته ؛ فأما ما يكون بمشيئته ؛ فإنه حادث , والرب تعالى لا تقوم به الحوادث ويسمون الصفات الاختيارية بمسألة حلول الحوادث
فإنه إذا كلم موسى بن عمران بمشيئته وقدرته , وناداه حين أتاه بقدرته وبمشيئته كان ذلك النداء , والكلام حادثاً .
قالوا : فلو اتصف الرب به لقامت به الحوادث .
قالوا : ولو قامت به الحوادث لم يخل منها و ما لم يخل من الحوادث فهو حادث .
قالوا : ولأن كونه قابلاً لتلك الصفة إن كانت من لوازم ذاته كان قابلاً لها في الأزل فيلزم جواز وجودها في الأزل .
والحوادث لا تكون في الأزل ؛فإن ذلك يقتضي وجود حوادث لا أول لها , وذلك محال لوجوه قد ذكرت في غير هذا الموضع.
"مجموع الفتاوى "(6/220)
ما ترتب على هذه المسألة
ترتب على هذه المسألة وهي إنكار قيام الصفات الاختيارية بالله عز وجل مسائل عدة منها إنكار أو تأويل كل صفة يفهم منها التجدد أو الاستمرارية لله عز وجل .
وقد ضاقوا ذرعا في النصوص التي فيها إثبات الاختيارية والاستمرارية لله تعالى كصفة الكلام والسمع والبصر وغيرها .
فإنه لما التزموا ذلك جرهم إلى القول بالمتعلقات أو التعلق في صفات الله وهي مسألة عجزت عقولهم عن فهمها فضلا عن تفسيرها .
ولذلك قال القرطبي : إن الخوض في تعلقات الصفات واختصاصاتها من تدقيقات الكلام، وإن العجز عن إدراكه غير مضر في الاعتقاد !.
فقالوا بالفرق بين قيام الصفة بالله منذ الأزل وبين قيامها بالله بعد ذلك فقالوا إن إضافتها إلى الله ليست إضافة حقيقية وإنما هي إضافة نسبة وتعلق .
وقد قسموا التعلق إلى تعلق قديم صلوحي وتعلق تنجيزي حادث .
ويعنون بالأول قيام الصفة بالله سبحانه وتعالى منذ الأزل .
وبالثاني قيامها به بعد ذلك .
فمثلا صفة الإرادة عندهم قديمة ولكن هذه الصفة لا تجدد عندهم وإذا أضيفت فهي إضافة تعلق ونسبة .
وكذا صفة السمع وصفة البصر فالله لا يتجدد له السمع والبصر فلا حقيقة لذلك وإنما هو تعلق ونسبة وإضافة .
فمثلا قوله تعالى :{ قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها } فلم يسمع الله حقيقة قول هذه المجادلة وإضافة السمع هنا تعلق تنجيزي والمراد به انكشاف العلم به , وليس سمعا حقيقيا , فالتعلق هو الحادث من غير حدوث الصفة ! .
حقيقة قولهم في صفتي السمع والبصر
فمرد صفتي السمع والبصر عند الأشاعرة إلى العلم ؛وإن كابروا في إنكار ذلك وحاولوا التنصل من ذلك فمرد كلامهم في الحقيقة في هاتين الصفتين إلى مزيد الانكشاف تارة,و تارة كعلمين مخصوصين بالموجودات وتارة كإدراكين زائدين على العلم ؛ فمجمل كلامهم حول هاتين الصفتين مرده إلى العلم وليس إلى سمع حقيقي وبصر حقيقي .
قال الغزالي في الاقتصاد في الاعتقاد : فإن العلم كمال والسمع والبصر كمال ثان للعلم، فإنا بينا أنه استكمال للعلم .
وقال الآمدي في غاية المرام : إن الإنسان قد يجد من نفسه معنى زائداً عند السمع والبصر على ما كان قد علمه بالدليل أو الخبر وذلك مما لا مراء فيه كما سبق فالمعني بالإدراك ليس إلا هذا المعنى وسواء سمى ذلك علماً أو إدراكاً وسواء كان متعلقه أمراً تقييديا أو تفصيلياً أو معنى خاصاً أو غير ذلك من المتعلقات فإن حاصل ذلك ليس يرجع إلا إلى محض الإطلاقات ومجرد العبارات فلا مشاحة فيها بعد فهم معانيها.
ويقول أيضا : ومن عرف سر هذا الكلام عرف غور كلام أبى الحسن في قوله إن الإدراك نوع مخصوص من العلوم لكنه لا يتعلق إلا بالموجودات وإذا عرف ذلك فالعقل يجوز أن يخلق الله تعالى في الحاسة المبصرة بل وفى غيرها زيادة كشف بذاته وبصفاته على ما حصل منه بالعلم القائم في النفس من غير أن يوجب حدوثا ولا نقصا .
وقال سعيد فودة في شرح عقيدة ابن الحاجب المالكي
والحقُّ أن هذا الأمر -أي كونهما زائدتين على العلم- ليس من الأمور التي هي من العقائد القطعية، بل فيها خلاف بين العلماء، لأن أدلتها لم ترتق إلى مستوى القطع، ومعلوم أنه لا يدخل في العقائد التي يكفر من يخالفها إلا ما كان من الأمور القطعية.
ولذلك أشار المصنف العلامة إلى ما ذكرناه هنا فقال: إن كونهما صفتين زائدتين على العلم إنما هو بناءاً [على] القول [الأَصَحِّ] عنده وعند جمهور العلماء، والأصل السير على القول الأصح والمشهور حتى يتبين أن دليله ليس راجحاً كما في هذه المسألة.
الإشارة إلى اختلاف أهل السنة في معنى السمع والبصر
واعلم أن المشهور أن جمهور الأشاعرة على القول بأن سمعه تعالى وبصره هما صفتان غير العلم، وأن ما ينكشف بهما غير ما ينكشف بالعلم، وأن كلاً منهما يتعلق بالموجودات لا بالمسموعات والمبصرات فقط، تعلقاً يترتب عليه انكشاف متمايز لكل منهما، وهذا كلُّه مبنيٌ على القول أن للعلم تعلقاً واحداً فقط هو تعلق تنجيزي قديم، وأما على ما حققه بعض الأفاضل من قول الإمام الأشعري فإن للعلم تعلقين: أحدهما تنجيزي قديم والآخر تنجيزي حادث عند حدوث المسموعات والمبصرات، وهذا التعلق الحادث هو المعبر عنه بالسمع والبصر، فيرجعان عنده إلى العلم وهو اللائق بمذهبه حيث إنه يقول: إن الحس راجع إلى العلم بالمحسوس.
وأما السادة الماتريدية الأحناف فقالوا: إن السمع والبصر راجعتان إلى العلم، وهما وإن رجعا إلى صفة العلم بمعنى الإدراك، فإثبات صفة العلم إجمالاً لا يغني في العقيدة عن إثباتهما تفصيلاً بلفظيهما الواردين في الكتاب والسنة، لأنا متعبدون بما ورد فيهما.
شرح عقيدة ابن الحاجب المالكي (38)
وهنا تناقض آخر في تفريقهم في هاتين الصفتين بين قيامها بالله منذ القدم وما بعد ذلك ؛ فمعلوم أن الله كان ولا شيء قبله فهو الأول الذي ليس قبله شيء فكيف يتم إثبات هاتين الصفتين مع انعدام كل شيء , وليس لهم جواب على هذا الإشكال إلا قياس السمع والبصر على العلم .
وهذا إشكال قوي لمن تأمله وقد أشار إليه الغزالي في كتابه الاقتصاد
قال : فإن قيل: ... وإن كانا قديمين فكيف يسمع صوتاً معدوماً وكيف يرى العالم في الأزل والعالم معدوم والمعدوم لا يرى ؟ قلنا: هذا السؤال يصدر عن معتزلي أو فلسفي. أما المعتزلي فدفعه هين، فإنه سلم أنه يعلم الحادثات، فنقول: يعلم الله الآن إن العالم كان موجوداً قبل هذا فكيف علم في الأزل أنه يكون موجوداً وهو بعد لم يكن موجوداً ؟ فإن جاز إثبات صفة تكون عند وجود العالم علما بأنه كائن، وفعله بأنه سيكون وبعده بأنه كان وقبله بأنه سيكون، وهو لا يتغير عبر عنه بالعلم بالعالم والعلمية، جاز ذلك في السمع والسمعية والبصر والبصرية. وإن صدر من فلسفي فهو منكر لكونه عالماً بالحادثات المعينة الداخلة في الماضي والحال والمستقبل، فسبيلنا أن ننقل الكلام إلى العلم ونثبت عليه جواز علم قديم متعلق بالحادثات كما سنذكره، ثم إذا ثبت ذلك في العلم قسنا عليه السمع والبصر.انتهى
فعندهم كما قدمنا تعلق صفتي السمع والبصر بعد ذلك تعلق تنجيزي حادث عند حدوث المسموعات والمبصرات، وهذا التعلق الحادث هو المعبر عنه بالسمع والبصر .
فملخص الكلام أن القول بأن الأشاعرة يثبتون صفتي السمع والبصر غير دقيق لتفريقهم بين المعنى القديم والمعنى الحادث وهو التجدد والاستمرارية في هاتين الصفتين , وحقيقة قولهم في هاتين الصفتين مرده إلى العلم .
وهذه المسألة شبيهة بصفة الكلام عندهم في تفريقهم بين ما قام في النفس وبين الحرف والصوت .
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

نزار حمادي
2008-11-18, 03:41 PM
للإمام المزني (ت264هـ) في شرح السنة كلام ينص على استحالة حلول الصفات الحادثة مطلقا بذات الله تعالى، هل اطلعت عليه؟

عبد الباسط بن يوسف الغريب
2008-11-18, 04:31 PM
جزاك الله خيرا
ماذا تقصد بحلول الصفات الحادثة فهي كلمة تحتمل معنى صحيح وآخر غير صحيح .
فالمعنى الصحيح وهو قيام الأفعال الاختيارية بالله تعالى وهو مذهب أهل السنة ولا يبطلها تسمية من سماها بحلول الحوادث وفهذه الصفات تابعة لمشيئة الله .
فتنبه أخي الكريم .

الآجري
2008-11-18, 05:56 PM
بارك الله فيك شيخنا الفاضل

نزار حمادي
2008-11-18, 07:00 PM
دعك من هذا التفصيل الذي لا طائل تحته، فأنت تعلم جيدا ما أعني، فهل اطلعت على نص الإمام المزني في استحالة تجدد الصفات الوجودية الحادثة على الذات الإلهية أم لا؟

عبد الباسط بن يوسف الغريب
2008-11-18, 08:07 PM
جزاك الله خيرا
لم اطلع على النص فلو تكرمت بنقله لنا

نزار حمادي
2008-11-18, 09:24 PM
قال الإمام إسماعيل بن يحيى المزني: (264هـ): وكلمات الله وقدرة الله ونعته وصفاته كاملات غير مخلوقات، دائمات أزليات، وليست بمحدَثات فتبيد، ولا كان ربنا ناقصا فيزيد. جلّت صفاته عن شبه صفات المخلوقين، وقصرت عنه فطن الواصفين، قريب بالإجابة عند السؤال، بعيد بالتعزز لا ينال. (شرح السنة ص 81 ـ 82. دراسة وتحقيق جمال عزون)

عدنان البخاري
2008-11-18, 09:46 PM
هذا الكلام :

للإمام المزني (ت264هـ) في شرح السنة كلام ينص على استحالة حلول الصفات الحادثة مطلقا بذات الله تعالى، هل اطلعت عليه؟
لا يتَّفق مع هذا النَّقل:

قال الإمام إسماعيل بن يحيى المزني: (264هـ): وكلمات الله وقدرة الله ونعته وصفاته كاملات غير مخلوقات، دائمات أزليات، وليست بمحدَثات فتبيد، ولا كان ربنا ناقصا فيزيد...
/// وإنَّما مثل هذا التفسير لكلام المزني مثلُ رجلٍ قال: الصلاة واجبة، قيل له: ما الدليل؟ فقال: قوله تعالى: ((يسألونك عن المحيض))؟!
/// وحرْفُ كلام أهل العلم عن مرادهم منه من طرق أهل الباطل القديمة.
/// وقد ظننتك حين رأيت تعقيبك أول شيءٍ أنك آت إلينا بنقلٍ ذي بالٍ، وأنَّك فاهمٌ لما كتبته! ولكن للأسف.. تمخَّض الجبل فولد فأرًا.
/// وليس في كلام المزني شيءٌ يتعلَّق به، فأين قال المزني: باستحالة حلول الحوادث مطلقًا بذاته تعالى؟!
/// غاية ما في كلامه رحمه الله نفي حدوث صفاته، وهو محمولٌ على جنسها، فالله كان ولا يزال متَّصفًا بهذه الصِّفات. ولا يخالف فيما قاله أهل السُّنَّة والجماعة أتباع السَّلف؛ إذ نفي الحدوث -لجنس الصفات- شيءٌ، وهو ما يقوله أهل السُّنَّة، ويخالفهم فيه الكرامية، وإمكان تجدد أفرادها وآحادها -حيث يشاء- شيءٌ آخر، وهو ما يخالفهم فيه الأشعريَّة المتكلِّمة.
/// والله تعالى قد قال: ((ما يأتيهم من ذكر من ربِّهم محدثٍ إلَّا استمعوه وهم يلعبون)).
/// أمَّا عبارة ((استحالة حلول الحوادث)) وما يؤدِّي إليه فلم أظفر به في كلام المزني إلَّا إن كان مثل ما تقدَّم في حكم الصلاة المحكيَّة آنفاً.

نزار حمادي
2008-11-18, 11:51 PM
يعني أن عبارة المزني الصريحة المعنى في أن الله تعالى يتنزه عن الصفات الحادثة لم تعجبك؟ تريد أن يذكر لك هذا المعنى بصيغة معينة؟ رحمة الله تعالى عليه لو كان حيا لما ضره أن يغير العبارة لتؤدي نفس المعنى.
المشكلة أنكم تعرضون عن المعاني وتتشبثون فقط بمجرد ظاهر الألفاظ. وهذا عجيب.
ومع ذلك، فإنك تتناقض حيث تفسر مذهب السلف بألفاظ لم ترد عنهم، فأين قالوا بأن صفات الله تعالى أجناس وأنواع وآحاد وأفراد؟.؟
ومع ذلك أيضا أسألك سؤالا صريحا: هل قصد المزني بقوله: "وكلمات الله" الجنس أم الآحاد، النوع أم الأفراد. ومن الجواب ستعرف مدى مطابقة كلام المزني لما قلتُه سابقا. فإن الكلمات يقصد بها على مصطلحك المبتدع أفراد الكلام وآحاده، وقد نص المزني على أنه يستحيل على كلمات الله تعالى الحدوث نصا صريحا، وأنت تنص نصا صريحا على أن كلمات الله تعالى محدَثة، وتستشهد لحدوث القرآن بآية لو راجعت تفسير الإمام البخاري لها في كتاب خلق الأفعال وسائر الأئمة لعلمت مدى غلطك وغلط من تبعته في تفسيرها ـ وهو ابن تيمية ـ بأن المقصود منها أن كلمات الله (القرآن منها) محدَثة. والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
تنبيه: من أغلاط ابن تيمية الفاحشة تصريحه وإطلاقه القول بحدوث القرآن كلام الله. وامتناعه من إطلاق الخلق عليه وتفريقه بين المخلوق والمحدَث مخالف للعرف والشرع والعقل، ويشهد عليه نفس كلامه في مواضع أحصيتها من كلامه يطلق الخلق والحدوث بالترادف. لكن الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
والخلاصة أن الإمام المزني يقول باستحالة اتصاف الله تعالى بالصفات الحادثة، وهذا معناه استحالة حلول الصفات الحادثة بذاته. ولا معنى آخر له.

عدنان البخاري
2008-11-19, 12:18 AM
/// القضية ليست مزاجية، تعجبني أولا تعجبني. كل ما في الأمر أنَّ عبارتك وتفسيرك لكلام المزني في وادٍ غير واديه.
و-على أقل الأحوال- فعبارة المزني محتملة لهذا وهذا، وهذا أقوله تنزُّلًا، وللبسط مقام آخر.. وإذا وُجِد الاحتمال بطل الاستدلال. فابحث لك عن كلامٍ آخر في بطون الكتب.. هذا رقم واحد!
/// ثانيا أنت ادَّعيت كلامًا ونسبته للمزني ثم لم توف بما طلبَ منك الإتيان به، فكيف يثق عاقلٌ في فهمك لكلام ابن تيميَّة المتلاطم الأمواج إن كان هذا حالك مع سطرين من كلام المزني؟! بناءً على ما تقدَّم..
/// وأعجبو، أنَّك مع ذلك تصرُّ على تسمية عدم فهمك لكلامه المحتمل على الأقل ="نصًّا"! أتدري ما النَّصُّ أم تتحذلق؟!
/// أمَّا حملك عليَّ لأجل التعبير بألفاظ ما تلفَّظ بها السَّلف فما أسعدني بمثل هذا لو انقاد له المتكلِّمون البادؤن بها المبتدعون لبدعة العرض والجوهر والذي لا يبقى زمانين أوثلاثة أزمنة!!
فإنَّما احتاج أتباع السَّلف لمثل هذه المصطلحات للردِّ على البدع والمصطلحات التي اخترعها -بل رضعها من الفلسفة- من تنتسب إليهم.. وإلَّا فليس لنا حاجةٌ في التعبير بالجنس والأفراد ابتداءً.. وكم رام بداءٍ هو أولى به.. وارجعوا يا معاشر المسلمين إلى كتب التوحيد المنسوبة إلى هؤلاء لتروا كيف تفوح منها ألفاظ السنة وتهجر فيها الألفاظ المبتدعة؟!!
/// أمَّا ما زعمته من الدعوى العريضة عن خطأ ابن تيمية فهو ينادي عليك بالجهل المركَّب الذي قلَّدت فيه شيوخك من الأشعرية؛ لأنَّها مجرَّد خطبٍ لن تعدو عن كونها مثيلًا لما نسبته إلى المزني قريبًا وقد انكشف الغطاء فبان ما تحته.
/// والخلاصة التي وصلت إليها ردِّدها لنفسك وأشياعك فلن أرى في هذا الحيَّ من يرعي لك سمعًا ... ولئن وجد كثير من المبطلين في بعض آيات كتاب الله ما يستدلُّون به على مذهبهم الباطل فلن يعدم جاهلٌ لا يحسن فهم كلام واحد من العلماء من التحذلق بتكلُّف ما ليس موجودًا إلَّا في عقله من كلام أهل العلم.

نزار حمادي
2008-11-19, 12:28 AM
هذا السب لا يليق بمشرف.
ويمكن قلب الدعوى عليك بسهولة تامة، فما أحدث من المصطلحات إنما هو للرد على من خالف السلف ـ ومنهم المزني ـ وادعى أن صفات الله تعالى أنواع وأجناس وآحاد وأفراد، منها القديم ومنها المحدث.
وعبارة المزني " وكلمات الله" سيف فاصل بين الحق والباطل. فقط لمن أراد اتباع الحق.

عدنان البخاري
2008-11-19, 12:43 AM
هذا السب لا يليق بمشرف..
/// أين السبُّ؟ ضع يدك عليه وأنا امحوه مع الاعتذار؟!

ويمكن قلب الدعوى عليك بسهولة تامة، فما أحدث من المصطلحات إنما هو للرد على من خالف السلف ـ ومنهم المزني ـ وادعى أن صفات الله تعالى أنواع وأجناس وآحاد وأفراد، منها القديم ومنها المحدث.
/// لا يمكن قلب الدعوى بهذه السهولة؛ إلا إن قدرت على محو التاريخ وكتابته من جديد! أول من أقحم المصطلحات البدعية هم الفلاسفة ومن شرب من أوعيتهم من المتكلِّمين. وقد اعترفت في تعقيبك السابق أنَّ السلف لم يكن عندهم مثل هذه المصطلحات البدعية.. فأخرجني منهم والتزم قولك إنَّ هذه المبتدعات ليست عندهم فلم يبق إلا أن تكون في كتب طائفتك.

وعبارة المزني " وكلمات الله" سيف فاصل بين الحق والباطل. فقط لمن أراد اتباع الحق.
/// قلت لك: نقِّب عن كلامٍ آخر يمكن لي عنقه، فقد احترق فِلْمُ هذا ! ولعلَّك تراجع مثال حكم الصلاة وآية الحيض الآنف الذكر لتدرك مقصدي أكثر!

نزار حمادي
2008-11-19, 12:55 AM
هل قصد المزني بقوله "كلمات الله" نوع الكلام أم الأفراد؟ الجنس أم الآحاد؟ سيما أنه لم يقل: كلام الله.وكيف تكون كلمات وهي نوع واحد؟ أو كلمات وهي جنس واحد.
وكيف قال المزني بأن كلمات الله تعالى غير محدثة، وأنت تقول صراحة بأن كلمات الله محدثة بدليل الآية التي ذكرتها؟
هل تعتقد فعلا أن الآية دالة على حدوث القرآن؟
هل راجعت التفاسير المعتبرة في ذلك؟؟
هذا هو الموضوع، ووصفك لي بالجهل المركب تسرع لا يليق، إن لم نقل إنه سبّ.

عدنان البخاري
2008-11-19, 01:04 AM
/// زعمت آنفًا أنِّي سببتك، وأنا أنتظر البرهان؟ أم وقع لك مع كلامي مثل ما وقع مع كلام المزني!
/// ولم أصفك بالجاهل المركَّب، بل قلتُ: الدعوى العريضة تنادي عليك بالجهل المركَّب! ألا تدرك الفرق بين هذين؟

هل قصد المزني بقوله "كلمات الله" نوع الكلام أم الأفراد؟ الجنس أم الآحاد؟ سيما أنه لم يقل: كلام الله.وكيف تكون كلمات وهي نوع واحد؟ أو كلمات وهي جنس واحد؟
/// انتقل نمط كلامك ولحنه الآن من الجزم إلى التساؤل والحيرة في معنى كلام المزني! أليس الأولى بك أن تتمهَّل وتمضي ليلتك للتفكير في تساؤلاتك المحيِّرة لك قبل الخوض في هذا الحوار.

وكيف قال المزني بأن كلمات الله تعالى غير محدثة، وأنت تقول صراحة بأن كلمات الله محدثة بدليل الآية التي ذكرتها؟ هل تعتقد فعلا أن الآية دالة على حدوث القرآن؟ هل راجعت التفاسير المعتبرة في ذلك؟؟
/// هل لك أن تقتبس لي كلامًا قلتُ فيه إنَّ ((كلمات الله محدثة)) هكذا!.. ليس في هذا الموضوع بل في أي كلامٍ كتبته في أي موضوع؟!

ابن الرومية
2008-11-19, 04:50 AM
التفريق بين الحادث و المخلوق ثابت في كلام كبار الأئمة قبل ابن تيمية بكثير...بل تفريقهم حتى بين المحدث و الحادث و المخلوق مشهور معروف لا يغفل عنه الا من اشرب قلبه محبة الأورغانون و التاسوعات و الايساغوجي...قبل محبة القرآن و السنة و نهج السلف و التأمل في كلامهم و الغوص في معانيه و تعلم منطق العربية..و صدق الشافعي ما أفسدنا أخي الا اتباعنا للسان أرسطو و تركنا للسان العرب..أما احصاء كلام الشيخ ابن تيمية و بدون ايراد الاحصائية ...فمعروف أن كل كلمة أتيت بها يسوي فيها الحادث بالمخلوق ستكون و لا شك في سياق تحليله لنظريات الفلاسفة و المتكلمين بنفس أصول منطقهم و على اصطلاحاتهم و ما شابه و هو كثير...و لكن الحجة الحقة هي ان تأتي و لو بمثال واحد يسوي فيه بينهما في سياق تفسير آية او حديث على النهج التعليمي...

الآجري
2008-11-19, 06:14 AM
الأخ نزار حمادي

يلزم من رأيك الذي تدافع عنه إكذاب القرآن في مواضع كثيرة ، أو على الأقل اعتبار هذه المواضع ظواهر لها بواطن ، وحينها لا تجد فرقاً بين طريقتك وطريقة الفلاسفة ، أو الطرق الباطنية في الأصل ، فإنكم اتفقتم على قواعد سار ذكر ربنا المنزل على خلافها ، فألجئتم إلى ما تسمونه التأويل ، و لا فرق بين تأويلاتكم فإن كلاً يقول : هذا مخالف للشرع فلا بد أن يؤول ، فإذا نظرت إلى ضوابط التأويل وجدتها تحكمات مذهبية ، لا علاقة لها بالشرع لا من قريب ولا من بعيد ، ولا دليل عليها من قرآن أو سنة أو قول علماء الأمة الصحابة ومن تبعهم ، بل أمر المؤول مع الدليل : تاعب في التعلق بدليل ليس نصاً صريحاً ، بل تجده زاد في فهمه أو نقص ، وإنك إن نظرت في قوة هذا الدليل وقارنتها بشدة الحاجة إليه وكون محله في القطعيات وأمور الاعتقاد ، علمت أنه ليس من هدي الإسلام - إذ هديه واضح بلا غبش في مسائل صغرى فكيف بالكبرى ؟ - وبان لك أنه منتج من منتجات المذاهب والآراء التي لا تتفق مع طريقة القرآن الكريم .
قل ذا الكلام في علم الكلام .

نصيحة أحببت إسداءها لك ، والله الكافل بأن يهديك وإياي ومن يقرأ للحق وطريق مستقيم .

وما دمت تدافع عن أزلية الكلام مطلقاً ، وتظهر إنكار أن الله يتكلم بما شاء متى شاء ، فإني سائلك سؤالاً لم أجد له جواباً :

قرأتُ قول الله حكاية عن موسى : ( رب أرني انظر إليك ) وإجابته إياه : ( لن تراني )
فكيف يكون هذ الحوار المتعلق بأمر حادث - طلب الرؤية فالمطلوب حادث والطالب حادث - ويكون الجواب أزلياً ؟
وإذا كان الجواب الذي سمعه موسى أزلي ، ولم يخصه الله به في وقته ، فكيف يتفق ذا مع كون الخلق ممتنع ثم أمكن على فهم المؤولين ؟

عبد الباسط بن يوسف الغريب
2008-11-19, 07:32 AM
أشكر الشيخ الفاضل عدنان البخاري على التوضيح
وكذا أشكر أخي الفاضل الآجري وأخي الفاضل ابن الرومية
فجزاكم الله خيرا وبارك فيكم

نزار حمادي
2008-11-19, 07:39 AM
عدنان البخاري: لو اتبعت لب المسألة وما وقع تحتها من المعاني لكان أفضل لك. وتغييرك لما وقع في مشاركتك من سبّ خطوة جيدة.
ابن الرومية: راجع تفسير الأئمة ومنهم البخاري لقوله تعالى: ما يأتيهم من ذكر من ربِّهم محدثٍ، لعلك تذعن للحق. ولو عندك أدلة عرفية أو عقلية أو شرعية معتبرة على مغايرة معنى المحدَث للمخلوق فهاتها.
الآجري: ابن تيمية نفسه في إحدى فتاويه بيّن عدم استحالة تعلق الأمر أزلا بما لا يزال، وقال بما لا يتم إلا بالقول بالكلام النفسي. فراجعها إن كنت طالبا للحق. ثم ألم تسأل نفسك كيف علم الله تعالى أزلا ما سوف يقع فيما لا يزال؟ فإذا كان كذلك فكيف تستغرب أنه سبحانه أخبر أزلا بما هو واقع فيما لا يزال. أم حسبت أن كلام الله تعالى خاضع للماضي والحال والمستقبل ككلام الخلق؟.

عبد الباسط بن يوسف الغريب
2008-11-19, 07:47 AM
ساق ابن القيم رحمه الله نص المزني في اجتماع الجيوش الإسلامية
وأطلب من الإخوة المقارنة بين نص الأخ نزار وبين الذي ساقه ابن القيم
قول صاحبه إمام الشافعية في وقته أبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني: في رسالته في السنة التي رواها أبو طاهر السلفي عنه بإسناده، ونحن نسوقها كلها بلفظها: بسم الله الرحمن الرحيم، عصمنا الله وإياكم بالتقوى ووفقنا وإياكم لموافقة الهدى أما بعد.
فإنك سألتني أن أوضح لك من السنة أمراً تصبر نفسك على التمسك به وتدرأ به عنك شبه الأقاويل وزيغٍ محدثات الضالين، فقد شرحت لك منهاجاً موضحاً لم آل نفسي وإياك فيه نصحاً بدأت فيه بحمد اللّه ذي الرشد والتسديد، الحمد للّه أحق ما بدأ وأولى من شكر، وعليه أثني، الواحد الصمد، ليس له صاحبة ولا ولد، جَلَّ عن المثل ولا شبيه له ولا عديل، السميع البصير، العليم الخبير، المنيع الرفيع، عال على عرشه، وهو دان بعلمه من خلقه، أحاط علمه بالأمور، ونفذ في خلقه سابق المقدور، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، فالخلقِ عاملون بسابق علمه ونافذون لما خلقهم له من خير وشر، لا يملكون لأنفسهم نفعاً من الطاعة، ولا يجدون إلى صرف المعصية عنها دفعاً، خلق الخلق بمشيئته من غير حاجة كانت به، فخلق الملائكة جميعاً لطاعته، وجبلهم على عبادته، فمنهم ملائكة بقدرته للعرش حاملون، وطائفة منهم حول عرشه يسبحون وآخرون بحمده يقدّسون، واصطفى منهم رسلاً إلى رسله، وبعض مدبرون لأمره، ثم خلق آدم بيده وأسكنه جنته، وقبل ذلك للأرض خلقه، ونهاه عن شجرة قد نفذ قضاؤه عليه بأكلها، ثم ابتلاه بما نهاه عنه منها، ثم سلط عليه عدوه فأغواه عليها، وجعل أكله إلى الهبوط إلى الأرض سبباً فما وجد إلى ترك أكلها سبيلاً ولا عنه لها مذهباً.
ثم خلق للجنة من ذريته أهلاً، فهم بأعمالها بمشيئته عاملون، وبقدرته وبإرادته ينفذون، وخلق منِ ذريته للنار أهلاً، فخلق لهم أعينَاً لا يبصرون بها، وآذاناً لا يسمعون بها، وقلوباً لا يفقهون بها، فهم بذلك عن الهدى محجوبون، وهم بأعمال أهل النار بسابق قدره يعملون.
والإيمان قول وعمل، وهما شيئان ونظامان وقرينان لا يفرق بينهما، لا إيمان إلا بعمل، ولا عمل إلا بإيمان، والمؤمنون في الإيمان متفاضلون، وبصالح الأعمال هم متزايدون، ولا يخرجون من الإيمان بالذنوب، ولا يكفرون بركوب كبيرة ولا عصيان، ولا يوجب لمحسنهم غير ما أوجب له النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يشهد على مسيئهم بالنار.
والقرآن كلام الله عز وجل ومن اللّه وليس بمخلوق فيبيد، وقدرة الله ونعمته وصفاته كلها غير مخلوقات دائمات أزلية ليست بمحدثات فتبيد، ولا كان ربنا ناقصاً فيزيد تجَلَّتْ صفاته عن شبه المخلوقين، وقصرت عنه نظر الواصفين، قريب بالإجابة عند السؤال، بعيد بالبعد لا ينال. عال على عرشه بائن من خلقه موجود ليس بمعدوم ولا مفقود....

عبد الباسط بن يوسف الغريب
2008-11-19, 08:03 AM
وهذا نص المزني في كتاب العلو للذهبي
قال إسماعيل بن رجاء محدث عسقلان أنبأنا أبو الحسين الملطي وأبو أحمد محمد بن محمد القيسراني قالا أنبأنا أحمد بن بكر البازوري قال حدثني الحسين بن علي البازوري الفقيه حدثني علي بن عبد الله الحلواني قال كنت باطربلس المغرب فذكرت وأصحاب لنا السنة إلى أن ذكرنا أبا إبراهيم المزني رحمه الله فقال بعض أصحابنا بلغني أنه كان يتكلم في القرآن ويقف وذكر آخر أنه يقوله إلى أن إجتمع معنا قوم آخرون فكتبنا إليه نستعلم منه فكتب إلينا عصمنا الله وإياكم بالتقوى ووفقنا وإياكم لموافقة الهدى أما بعد فإنك سألتني أن أوضح لك من السنة أمرا تصير نفسك على التمسك به وتدرأ به عنك شبهة الأقاويل وزيغ محدثات الضالين فقد شرحت لك منهاجا موضحا لم آل نفسي وإياك فيه نصحا
الحمد لله أحق ما بدي وأولى من شكر وعليه أثنى الواحد الصمد ليس له صاحبة ولا ولد جل عن المثل فلا شبيه له ولا عديل السميع البصير العليم الخبير المنيع الرفيع عال على عرشه فهو دان بعلمه من خلقه والقرآن كلام الله ومن الله ليس بمخلوق فيبيد وقدرة الله ونعته وصفاته كلمات غير مخلوقات دائمات أزليات ليست محدثات فتبيد ولا كان ربنا ناقصا فيزيد جلت صفاته عن شبه المخلوقين عال على عرشه بائن عن خلقه
وذكر سائر المعتقد .

ابن الرومية
2008-11-19, 08:35 AM
لا يا أخي نزار أكرمك الله ... انما الكلام عن ما رميت به شيخ الاسلام من ابتداع هذا الفرق لا في الأدلة الشرعية فما كان حاجتكم حفظكم المولى الى اتهام شيخ الاسلام بابتداع المسألة ان كان غرضكم الأدلة الشرعية لا أقوال الرجال؟؟ ...فقد قال الأولون أن كلام الله حديث و انه أحسن الحديث و أنه يسمى حديثا و حادثا ..كما صح عن امامنا داوود و غيره ..مع انه ليس بمخلوق باتفاقهم ..و لم يقل احد منهم ان القرآن قديم الا ابن كلاب..و على هذا ينبني قولهم بأن الخلق غير المخلوق مع اثبات الأفعال الاختيارية فلما نفاها الكلابية اضطرهم الى القول بأن الخلق هو المخلوق و هو ما حكى خلافه اجماعا الامام البخاري في أفعال العباد..فأخبرني بالله عليك كيف يستقيم ان يقول البخاري بان الخلق غير المخلوق ثم يقول بأن القرآن غير مخلوق و يستقيم له دون أن يقر بالفرق بين الحادث و المحدث و المخلوق؟؟؟ و لهذا فما أشرت اليه هو حجة عليك فقد صرح الامام البخاري أن حدث الله لا يشبه حدث المخلوقين ما يقضي بالمفاصلة بين الحدث و المخلوق لأن حدث الله ان كان هو المخلوق نفسه فلا معنى لنفي المشابهة...فتبين أن الامام البخاري على قول الامام أحمد في التفرقة بين المحدث و المخلوق كما بينه واضحا رحمه الله في مناظراته و في كتابه في الرد على جهم....و قد أقر به ابن التين و ابن بطال على خلاف غيرهما -ممن حاروا في توجيه كلام البخاري مع ما اعتقدوه من انعدام الفرق بين المحدث و المخلوق- بكون البخاري يقول بهذه التفرقة و نسبه الى الظاهرية -و نعمت النسبة :)- لما اشتهر عن امامنا داوود من التفرقة الدقيقة بين لفظ المحدث و الحادث و المخلوق و تابعه البخاري عليه لتقارب شفوف النظر عند الرجلين و لكونهما خاصة الأخير ابتليا بمن يقول بخلق أفعال العباد ..فقام عليهم بعض اهل السنة ممن لم يفهم دقة مذهبهما...جزاكم الله خيرا على دعاءكم لي بالهداية و جمعني الله و اياك فيما فيه رضاه
شيخنا عبد الباسط و جزاكم الله خيرا انتم على ما تتحفوننا به من قراءاتكم و كتاب المزني الذي أشار اليه الأخ نزار موجود في ملتقى أهل الحديث و هو رسالة مقتضبة صغيرة جدا لما عرف عن الامام من كراهته التوسع في هذا المقام نفسا زكيا ورثه من امامه.. فان شئت تستطيع نقلها في مشاركة واحدة و فيها الكثير مما قد لا يرتضيه اخواننا من الأشاعرة...أما النص المنقول فيبدو ان الكلمة المشار اليها فيها اضطراب فالمحقق أثبت جملة "كلمات الله" من مخطوطة واحدة لا من الثلاث جميعا التي اعتمد عليها في التحقيق...مع انه لا مشاحة أصلا لأن بعض الأئمة قد تكون عادته أن يسمي كلام الله حديثا أو حادثا و يمتنع من أن يقول محدث منعا لاحتجاج الجهمية و اصطلاحهم في الآية ...و قد يفصل في مقام آخر و الامام احمد أثر عنه الأمرين فمنع في مقام القول بالمحدث لما قد يشتبه عن من يخالط الجهمية و أخذ اصطلاحهم..و في مقام آخر فصل و بين أن المحدث غير المخلوق و انكر على جهم خطأه في التمييز بينهما..و الله اعلم

المقدادي
2008-11-19, 09:00 AM
حتى الشيخ محمد أنور شاه الكشميري الماتريدي - ت 1352 هـ - أقر بالتفريق بين المحدث و المخلوق و أطال في تقرير ذلك متعقبا ابن حجر العسقلاني فقال في شرحه على الترمذي :





" وأما مشرب الحافظ ابن تيمية في الصفات الحوادث أنها قائمة بالباري وحوادث وغير مخلوقة ، ويدعى أنه يوافق السلف الصالحين ، ويقول : إن الله تعالى يقوم به الحوادث باختياره ولكنه ليس ما لا يخلو من الحوادث بل قد يكون متصفاً بالحوادث وقد لا يكون متصفاً بها ، وقال : إن بين الحادث والمخلوق عموماً وخصوصاً فإن الصفات الحادثة وسائر أشياء العالم حوادث ، والصفات ليست بمخلوقة بخلاف سائر أشياء العالم الممكنة ، وأما الأشاعرة فيقولون بأن الباري عزَّ اسمه ليس بمحل للحوادث وقالوا لا فرق بين الحادث والمخلوق ، وأقول : إن اللغة تساعد الحافظ ابن تيمية فإنه إذا كان زيد قائماً يقال : إن القيام متعلق بزيد ، وإن زيداً متصف بالقيام ، ولا يقال : إنه خالق القيام فكذلك لما كان الله موصوفاً بالنزول فلا بد من قيام النزول ، وكون الباري عز برهانه متصفاً بالنزول لا خالقاً ، له وبعين ما قال ابن تيمية قال البخاري بأن الله متصف بصفات حادثة ، إلا أن الشارحين تأولوا في كلامه ومثله روي عن أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن حسن بسند صحيح في كتاب الأسماء والصفات ، حيث قالوا : من قال : إن القرآن مخلوق كافرٌ ، أي من قال : بأن القرآن ليس صفة الباري وأنه بمعزل وبائن عن ذات الباري ، وليسوا بقائلين بأن القرآن قديم أي الكلام اللفظي فالحاصل أنهم قائلون بحدوث الكلام اللفظي لا بخلقه ، وصنف ابن تيمية في كون الباري يقوم به الأفعال الاختيارية مجلداً كاملاً ، ودل ماروينا على رغم أنف من قال بأن أبا حنيفة جهمي عياذاً بالله ، فإن أبا حنيفة قائل بما قال السلف الصالحون ، فالحاصل أن نزول الباري إلى سماء الدنيا نزول حقيقة يحمل على ظاهره ويفوض تفصيله وتكييفه إلى الباري عز برهانه ، وهو مذهب الأئمة الأربعة والسلف الصالحين كما نقله الحافظ في فتح الباري عنه ، وذهب الأشاعرة المتكلمون إلى ما ذهبوا ، ثم نقول : إن قول الأشعرية بأن الصفات الفعلية حوادث ، لا دليل لهم عليه فإنها ليست بحادثة ، وإن قيل : إن للصفات الفعلية التي تحت الأسماء الحسنى للباري تعلقاً بالحوادث فتكون حوادث ، قلت : إن المقدرة والإرادة وغيرهما أيضاً تعلقاً بالحوادث ولا تقولون بحدوثها ثم المشهور بين المتكلمين أن الإرادة مثلاً قديمة والتعلقات بالمتعلقات الحادثة حوادث وقال الحذاق منهم : إن الإرادة مثلاً والتعلق قديمان والمتعلق حادث كما قال الدواني في رسالة إثبات الواجب .ج 2 ص 417

المقدادي
2008-11-19, 09:08 AM
و قال في شرحه على البخاري متعقبا ابن حجر العسقلاني :





باب كَلاَمِ الرَّبِّ مَعَ جِبْرِيلَ، وَنِدَاءِ اللَّهِ المَلاَئِكَة
وَقَالَ مَعْمَرٌ: {وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْءانَ} (النمل: 6) أَي يُلقى عَلَيكَ وَتَلَقَّاهُ أَنْتَ، أَي تَأْخُذُهُ عَنْهُمْ، وَمِثْلُهُ: {فَتَلَقَّى ءادَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ} (البقرة: 37).
شَرَعَ في صلة الكلام، وتراجمه فيه على نحوين: الأُولَى في إثبات قِدَم كلام الله تعالى، والثانيةُ في إثبات حدوث فعله الوارد عليه.

فاعلم أن الكلامَ إمَّا كلامٌ نفسيٌّ، أو لفظيٌّ. والأوَّلُ أقرَّ به الأشعريُّ، وأنكره الحافظ ابن تَيْمِيَة. قلتُ: أمَّا إنكارُ الحافظ ابن تَيْمِيَة، فتطاولٌ، فإنه ثابتٌ بلا مِرْيَة.
وتفصيلُه أن في الكلام ثلاثَ مراتب:
الأُولَى: عبارةٌ عن حالةٍ بسيطةٍ إجماليةٍ غيرِ متجزئةٍ، من شأنها الإِفادة، فلا تقدُّم فيها، ولا تأخُّر، كالقرآن في ذهن من حَفِظَهُ، فإنه يَحْضُرُ في ذهنه جملةً، حتَّى إنه يُدْرِكُهُ أيضاً. إلاَّ أنه لا تفصيلَ في تلك المرتبة، وهي مبدأٌ للتفصيل.
والثانيةُ: عبارةٌ عن الصور المخيَّلة المنفعلة في الذهن. تعرَّض إليها بحرُ العلوم في «شرح مسلم». وفي تلك المرتبة يَحْضُرُه تفصيله، نحو أن تَقْرَأَ القرآنَ في نفسك، ففيها انكشافٌ تامٌّ، وتصيلٌ كاملٌ، وإن لم يَشْعُرْ به المُخَاطَبُ.

والثالثة: عبارةٌ عن إجراء تلك الكلمات على اللسان، فالكلامُ ما دام دائراً في النفس بسيطٌ، فإذا نَزَلَ في الخيال صار عبارةً عن كلمات مخيَّلة، ثم إذا نَزَلَ على اللسان صار كلماتٍ ملفوظةً. فالكلامُ النفسيُّ ثابتٌ عقلاً. نعم، كلامُ المصنِّف ليس إلاَّ في اللفظيِّ، ومع ذلك تلك الحوادث القائمة ليست مخلوقةً. واسْتَبْعَدَهُ الحافظُ: فقال: إن في إثبات حدوثها، ونفي كونها مخلوقةً تناقضاً، لأنه لا فرقَ بين الحادث والمخلوق.

قلتُ: وهذا إنَّما نَشَأ من عدم اطلاعه على اصطلاح القدماء، فإن المخلوقَ عندهم هو المُحْدَثُ المُنْفَصِلُ، أمَّا إذا كان قائماً لفاعله، فلا يُقَالُ له: إنه مخلوقٌ. وهذا عينُ اللغة، فإنك تقولُ: قام زيدٌ، وقَعَدَ عمرٌو، ولا تقولُ: خَلَقَ زيدٌ القيامَ، وخَلَقَ عمرٌو القعودَ، وذلك لأن القيامَ والقعودَ، وإن كانا حَادثَيْن، إلاَّ أنهما ليسا بمنفصلين عن زيدٍ، وعمرٍو، فالشيءُ إذا قام بفاعله، فهو حادثٌ غيرُ مخلوقٍ.

والعجب من الحافظ حيث خَفِي عليه هذا الاصطلاحُ الجليُّ، فإن بين اللفظين بَوْناً بعيداً. أَلاَ ترى أن المُحْدَثَ قد أطلقه القرآن بنفسه، فقال تعالى: {مَا يَأْتِيهِمْ مّن ذِكْرٍ مّن رَّبّهِمْ مُّحْدَثٍ}... إلخ (الأنبياء: 2)، وأمَّا المخلوقُ، فقد نُقِلَ عن أبي حنيفة وصاحبَيْهِ: أن من قال بخلق القرآن فقد كَفَرَ، هكذا نقله البيهقُّ في كتاب «الأسماء والصفات». فالمُحْدَثُ وَرَد في القرآن، وإطلاقُ المخلوق أفضى إلى الكفر. وإذا دَرَيْتَ الفرقَ بينهما، هان عليك إطلاقُ الحادث على القرآن، مع نفي المخلوق عنه، ولم يَبْقَ بينهما تناقضٌ.

أمَّا الكلامُ اللفظيُّ في دائرة البشر، فهو حادثٌ ومخلوقٌ، ومعنى قول المصنِّف: «لفظي بالقرآن مخلوقٌ»، أي إن المَوْرِدَ الذي هو صفةٌ تعالى، وإن كان قديماً، لكن تلفُّظُنا الواردُ عليه فعلَنا وصفتَنا، وهو مخلوقٌ. ومن لم يُدْرِكْ مرادَه، ظَنَّ أنه جَعَلَ القرآنَ مخلوقاً. ومعلومٌ أن المَوْرِدَ الذي هو قائمٌ بالباري تعالى كيف يكون مخلوقاً؟ هذا تقريرُ مرام المصنِّف، وتقريبه.
أمَّا المحدِّثون، فهم فيه على فرقتين: منهم من أَنْكَرَ قيام الحوادث بالباري تعالى، ومنهم من أقرَّه. بقي المتكلِّمون، فاتَّفَقُوا على إنكاره، وهو المذهبُ الأسلمُ والأحكمُ.
والذي تلخَّص من مذهب المصنِّف: أن الذاتَ، وصفاتَه السبع، والتكوين كلَّها قديمٌ. بَقِيَتِ الأفعالُ الجزئيةُ، كالنزول، والضحك، وأمثالهما، فهي قائمةٌ بالباري تعالى، وحادثةٌ عنده. وتكل مُنْفَصِلَةٌ عند المَاتُرِدِيَّة ِ.


باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَئِكَةُ يَشْهَدُونَ} (النساء: 166)
قَالَ مُجَاهِدٌ: {يَتَنَزَّلُ الاْمْرُ بَيْنَهُنَّ} (الطلاق: 12) بَينَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَالأَرْضِ السَّابِعَةِ.
فالإِنزالُ صفةٌ للباري تعالى، وليس بمخلوقٍ، مع كونه حادثاً. وفيه إشارةٌ إلى أني أؤمِنُ بكون القرآن كلامَه تعالى، وهو الجزءُ الأوَّلُ من مَلْحَظَيْهِ، أعني كون القرآن صفةً تعالى، والواردُ عليه هو فعلُنا، وهو مخلوقٌ حادثٌ، وهو الجزءُ الثاني)اهـ

ابن الرومية
2008-11-19, 09:17 AM
بارك الله فيكم شيخنا المقدادي ما زلت أحب هذا الشيخ منذ أن تعرفت عليه منكم في محاورة قديمة و ابرز شيء لاحظته في تتبع أخباره ما اجمعوا عليه من حسن تربيته فهذا بلاشك من أثرها ..و كلامه جيد جدا في أن اللغة تؤيده بل هو ما ذكره الراغب و غيره في معنى الحدوث أنه عام على الخلق يشمل حدوث الشيء في الذات و حدوثه منفصلا عن الذات و الله اعلم

خلوصي
2008-11-19, 10:03 AM
أنا أظن أن العالم المحترق بحاجة إلى أسلوب آخر و محتوًى آخر ... بارك الله فيكم .

الآجري
2008-11-19, 02:15 PM
الآجري: ابن تيمية نفسه في إحدى فتاويه بيّن عدم استحالة تعلق الأمر أزلا بما لا يزال، وقال بما لا يتم إلا بالقول بالكلام النفسي. فراجعها إن كنت طالبا للحق. ثم ألم تسأل نفسك كيف علم الله تعالى أزلا ما سوف يقع فيما لا يزال؟ فإذا كان كذلك فكيف تستغرب أنه سبحانه أخبر أزلا بما هو واقع فيما لا يزال. أم حسبت أن كلام الله تعالى خاضع للماضي والحال والمستقبل ككلام الخلق؟.

إنني لا أنكر أزلية كلامه أيها الفاضل ، بل أثبتها بالأزلية وبالحدوث ، وأنت تنكر الحدوث فافطن لمحل الخلاف !
ثم ألا ترى معي أن استخدامك لفعل الماضي (أخبر) خاطئ ! والأولى أن تقول يخبر ، لأن إخباره إن لم يكن مستمراً لا أول له ولا آخر (!!) فقد خرجت عن قاعدة مذهبك !

أما مايتعلق بجوابك على سؤالي فلم أرك أجبت إطلاقاً ، ولذا دعني أوضح لك الكلام بصورة أكبر :
موسى حينما طلب الرؤية ، أجابه الرب : لن تراني ، فهل هذا الجواب كان قبل الطلب مثله بعد الطلب ؟ أو مالذي حدث بالضبط بعد أن طلب موسى من الله الرؤية ؟
وما الذي سمعه موسى الكلام الأزلي أم جزء هو ( لن تراني ) ؟
وهل لا زال الله حتى يومنا هذا يتكلم كلاماً نفسياً ب ( لن تراني )
أم أن القصة ظاهرها موهم ولها باطن ؟

لتعلم أيها الفاضل أن لديكم تناقضاً في هذه المسألة ، وهو ما أشرت له بقولي : ( وإذا كان الجواب الذي سمعه موسى أزلي ، ولم يخصه الله به في وقته ، فكيف يتفق ذا مع كون الخلق ممتنع ثم أمكن على فهم المؤولين ؟ )

فلو كان كلام الله لموسى أزلياً مطلقاً ، هو هو قبل خلق موسى كما هو بعد خلقه ومناجاة الله له كما هو الآن ومستقبلاً ... فكيف تقولون بامتناع الخلق ثم إمكانه ؟
ففي الوقت الذي كان الخلق ممتنعاً ( وهذا من لب عقيدة الأشاعرة ولذا كفر بعضهم ابن تيمية حينما قال بحوادث لا أول لها في الماضي ) هل كان الله يتصف بكلامه موسى ؟ إذا كان الجواب نعم ، وكلام الله - ومنه حواره مع موسى - ليس له أول فهذا يلزمكم أن الله ليس بعاجز عن خلق موسى في الأزل ، وإنما خلقه في وقت دون وقت بإرادته ومشيئته لا يسأل عما يفعل وهم يسألون !

هذا مثال صغير وبسيط لتناقضاتكم ومخالفاتكم لنصوص القرآن بسبب نفيكم الصفات الاختيارية لله عز وجل ، ولتعلم أننا نقول كقولك في أزلية الصفات ، بل ونكفر من اعتقد أن صفة حدثت لله بعد إذ لم تكن ، ولكننا نقر بما ورد به القرآن وما جاء في السنة من كونه تعالى يفعل ما يشاء متى شاء وتتميز أفعاله وصفاته الفعلية في أوقات دون أوقات ، وهذا من كماله سبحانه !

عدنان البخاري
2008-11-19, 02:27 PM
وتغييرك لما وقع في مشاركتك من سبّ خطوة جيدة..
/// كذبٌ والذي رفع السماء بلا عمد..
/// ما غيَّرت ولا بدَّلتُ، فما سببتك وقد كذبتَ عليَّ، والحياء يمنع صاحبه من الكذب سرًّا بله أن يكون ذلك عيانا! عيبٌ عليك يا من تناظر للوصول للحق..

لي حيلةٌ فيمن ينم /// /// وليس لي في الكذَّاب حيله
من كان يخلـق ما يقول /// /// فحيلتي فيـه ضعيفه
/// وقد طالبتك بذكر السبِّ الذي زعمت أنِّي سببتك به فعجزت عن البرهان وهربت حينها.
/// ثم قد كان ظاهرًا من تعقيبك السَّابق عجزك عن اقتباس شيءٍ من سبِّي المزعوم فجئت الآن لتفتري عليَّ، وهذه طريقة المفلس! نعوذ بالله منها.
/// والسبُّ حيلة العاجز أمثالك.. ومن كان هذا خلقه فالأولى تجاهله.

/// وبارك الله في الإخوة المشايخ وجزاهم خيرًا على بيانهم..
/// وقد تم إغلاق الموضوع، بعد أن ظهر عجز الأشعري (نزار حمادي) عن المناظرة وجهله وتعصُّبه ثم كذبه.
/// وقد سمحت الإدارة له إبداء ما عنده رجاء أن تنفعه المناظرة، أو تنفع غيره ممَّن يكون مثله لكن له نيَّةٌ حسنة في طلب الحقِّ؛ لكن ظهر خلاف لنا منه ما أحسنَّا الظنَّ فيه.. هداه الله للحق وجمَّله بأدب الحوار وأهمُّها الأمانة والصدق.
/// ومن أراد الحقَّ وجده ظاهرًا بيِّنًا في المشاركات السَّابقة.
/// ونحن ننهى المذكور (نزار حمادي) بعد هذه المشاركة من بثِّ ما عنده من البدع ولو على طريقة التجاهل والاستفتاء في أي موضوع تالٍ وإلَّا طُرد كغيره.