المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماهي الفطرة ؟



أبوهلا
2008-11-17, 08:15 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اخوتي الكرام جاء في السنة ( كل مولود يولد على الفطرة )
وفسر العلماء الفطرة بأنها الإسلام ، ولكن الإسلام فيه عقائد وأحكام ووو... فأيها هو الفطرة .
( لطفاً من لا يتقن الاختصار فلا يجب عن السؤال فلدي كتب كثيرة )
ولكم مني خالص الدعاء .

من صاحب النقب
2008-11-17, 12:50 PM
ملاحظة : قال شيخ الإسلام ابن تيمية هي العلم بالصانع و العمل له و هذا هو معنى لا إله إلا الله

أبو جهاد الأثري
2008-11-17, 09:39 PM
( لطفاً من لا يتقن الاختصار فلا يجب عن السؤال فلدي كتب كثيرة )

لم هذا القيد حفظك الله و المطولات زاد الباحث؟!
و على العموم العلماء اختلفوا في المقصود بالفطرة على نحو من عشرة أقوال أحدها هذا الذي ذكرت وأرجحها أنه معرفة الصانع..
أما العمل له فهذا محل خلاف أيضا و المسألة تحتاج لبسط ما أرى صاحب الموضوع يريده.
والله المستعان.

أبوهلا
2008-11-17, 09:39 PM
ملاحظة : قال شيخ الإسلام ابن تيمية هي العلم بالصانع و العمل له و هذا هو معنى لا إله إلا الله

تقصد أن الفطرة علم وعمل أي كل مولود يولد وهو عالم عامل !!!

أبوهلا
2008-11-17, 09:56 PM
لم هذا القيد حفظك الله و المطولات زاد الباحث؟!
و على العموم العلماء اختلفوا في المقصود بالفطرة على نحو من عشرة أقوال أحدها هذا الذي ذكرت وأرجحها أنه معرفة الصانع..
أما العمل له فهذا محل خلاف أيضا و المسألة تحتاج لبسط ما أرى صاحب الموضوع يريده.
والله المستعان.

أخي الكريم تجول في المنتدى وستعرف سبب هذا القيد ،

أنا لدي كتب في المسألة ولكن لم أجد فيها الجواب الشافي ،

وما أريده هو الاقتصار على ما يرجحه كل مشارك في المسألة ويكون قادرا على بيان سبب ترجيحه ، أما إثقال الصفحة بنقول وأقوال هي بين يدينافلا أظنك ترضى به .

أما ترجيحك لكونها معرفة الصانع ، فاليهود والنصارى يعرفون الصانع ، والرسول يقول ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه ) أي يغيرا فطرته ، فإن كانت الفطرة معرفة الصانع فهم على الفطرة إذن ؟؟؟

من صاحب النقب
2008-11-18, 12:18 AM
تقصد أن الفطرة علم وعمل أي كل مولود يولد وهو عالم عامل !!!

ملاحظة : الذي يقع مع الولادة كما بين شيخ الإسلام ليس العلم و العمل لقوله تعالى : " وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا" و إنما أن يكون قابلاً لذلك عند اكتمال عقله

و العمل له أي : أنه يعزم على العمل لله و يترك العمل لغير الله الذي هو الشرك

بخلاف الأشاعرة الذين يشتغلون بإثبات الصانع وأنه يكفي في توحيد الله

مصطفى ولد ادوم أحمد غالي
2008-11-18, 02:00 AM
لسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله أخي الكريم الفطرة هي ما فطر الله الناس عليها من الايمان به و قد عبر عنها الميثاق الذي أخذه الله علينا و نحن لا نزال في عالم الذر حيث قال جل و علا:و اذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم؟قالوا:بلى شهدنا ..هذه هي الفطرة لذلك حذرنا أن نعتذر له يوم القيامة بشرك من أشرك أو ببدعة من ابتدع قال تعالى:أن تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غفلين أو تقولوا انما أشرك آباؤنا من قبل و كنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون .. و هذا الميثاق أخذه علينا يوم عرفة عند نعمان لذلك قال النبي صلى الله عليه و سلم :أفضل الدعاء يوم عرفة و أفضل ما قلته أنا و النبيئون من قبلي:لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو على كل شيء قدير

أبوهلا
2008-11-18, 10:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي ( من صاحب النقب ) جزيت خيراً
تقول : ( الذي يقع مع الولادة ... ليس العلم و العمل ) إلى هنا مفهوم

ثم تقول ( وإنما أن يكون قابلاً لذلك ـ أي للعلم والعمل ـ عند اكتمال عقله ) لم أفهم ، أرجوك اشرح لي وخصوصاً ( عند اكتمال عقله )

ثم تقول ( والعمل له أي : أنه يعزم على العمل لله و يترك العمل لغير الله الذي هو الشرك ) هل تقصد أن المولود يولد وهو عازم ( على العمل لله ) ؟؟؟

قولك : ( بخلاف الأشاعرة الذين يشتغلون بإثبات الصانع وأنه يكفي في توحيد الله ) نسأل الله الهداية للأشاعرة ولكني لم أفهم علاقتهم بموضوع الفطرة ؟؟؟

ولك دعائي الصادق

أبوهلا
2008-11-18, 11:52 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي مصطفى جزيت خيراً
تخلط كثيراً بين المسائل فتتحدث عن مسائل ليس هنا مكانها ، أما في مسألتنا هذه فاشرح لي ما يلي :

قولك ( الفطرة هي ما فطر الله الناس عليها ... ) الضمير في عليها يعود إلى ماذا ؟؟؟ ثم إن سؤالي ما هي الفطرة ؟ أي : ما هو الشيء الذي فطر الله الناس عليه ؟
وإن كنت تقصد أن الفطرة هي الإيمان به ، فاليهود والنصارى يؤمنون به إذن فهم على الفطرة !!! وهذا بخلاف ما جاء في الحديث .

أما الميثاق ففي الربوبية فقط ، وهو ما يقر به المشركون إذن فهم على الفطرة !!!

أخي في مشاركات منفصلة من فضلك بين لنا :
ـ قولك ( لسم الله ) هل هو خطأ متكرر في جميع مشاركاتك أم أنك تقصده .
ـ دليلك على أن الميثاق كان ( يوم عرفة عند نعمان ) .

ولك دعائي الصادق

من صاحب النقب
2008-11-18, 05:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي ( من صاحب النقب ) جزيت خيراً
تقول : ( الذي يقع مع الولادة ... ليس العلم و العمل ) إلى هنا مفهوم
ثم تقول ( وإنما أن يكون قابلاً لذلك ـ أي للعلم والعمل ـ عند اكتمال عقله ) لم أفهم ، أرجوك اشرح لي وخصوصاً ( عند اكتمال عقله )
ثم تقول ( والعمل له أي : أنه يعزم على العمل لله و يترك العمل لغير الله الذي هو الشرك ) هل تقصد أن المولود يولد وهو عازم ( على العمل لله ) ؟؟؟
قولك : ( بخلاف الأشاعرة الذين يشتغلون بإثبات الصانع وأنه يكفي في توحيد الله ) نسأل الله الهداية للأشاعرة ولكني لم أفهم علاقتهم بموضوع الفطرة ؟؟؟
ولك دعائي الصادق

راجع مجموع الفتاوى أول توحيد الربوبية و ستجد هذه المسائل إن شاء الله أذكر أني قرأتها في

رسالة في أصل العلم الإلهي

مجموع الفتاوى ج 2 ص 1
رسالة في الفرق بين المنهاج النبوي والمنهاج الفلسفي

مجموع الفتاوى ج 2 ص 15
رسالة في طرق العلم الإلهي

مجموع الفتاوى ج 2 ص 54

أبوهلا
2008-11-18, 08:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي ( من صاحب النقب ) ذكرت في مشاركة سابقة أن لدي كتب في المسألة ، ولكني لم أجد الجواب الشافي ، فهل أجده عندك ؟

ولك خالص دعائي .

أم البشرى
2008-11-18, 09:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفطرة في الاصل تعني ما يميل الانسان اليه بطبعه وذوقه السليم
والاسلام كله يكون بهذا دين الفطرة وتعاليمه كلها هي سنن الفطرة.
احببت ان اتدخل في الموضوع
ارجو ان اجد من يصحح كلامي او يؤكده

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أبو جهاد الأثري
2008-11-18, 11:19 PM
أخي الكريم تجول في المنتدى وستعرف سبب هذا القيد ،
أنا لدي كتب في المسألة ولكن لم أجد فيها الجواب الشافي ،
وما أريده هو الاقتصار على ما يرجحه كل مشارك في المسألة ويكون قادرا على بيان سبب ترجيحه ، أما إثقال الصفحة بنقول وأقوال هي بين يدينافلا أظنك ترضى به .
أما ترجيحك لكونها معرفة الصانع ، فاليهود والنصارى يعرفون الصانع ، والرسول يقول ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه ) أي يغيرا فطرته ، فإن كانت الفطرة معرفة الصانع فهم على الفطرة إذن ؟؟؟
أخي الكريم ما فهمت سبب إصرارك على ان لك كتبا في المسألة وما أدري ما هي هذه الكتب التي ما فتئت تشير إليها.
وما أدري كذلك هل سؤالك سؤال مسترشد ام أنك تريد مدارسة الأمر فأرجو منك توضيح ذلك لأنه يهمني أنا على الأقل.
واستشكالك هذا يدل على انك لم تفهم معنى الفطرة حقا
وكن اليهود و النصارى على الفطرة بمعنى الإقرار بالصانع ، أقول نعم هذا صحيح هم على الفطرة لكنهم كفار ولا تعارض بين هذا وذاك إنما يقع التناقض و التعارض عند من ظن أن الفطرة هي الإسلام.
وإليك التفصيل الذي أجدني مضطرا إليه مخالفا شرطك في الاختصار و إن كنت سأحرص عليه ما استطعت.
آية الميثاق:
هذه الآية كما قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى آية مشكلة، وهذا الإشكال بينه الحافظ ابن كثير و غيره وهو : هل هذا الميثاق حجة مستقلة أم لا؟
ونحن نرى من أنفسنا أننا لا نتذكر هذا الميثاق أبدا بل و لا نعرف أن هناك ميثاقا أصلا إلا بعد قراءة القرآن.
وليس بمجرد قراءة القرآن يدرك هذا الأمر، بل لا يدرك هذا الأمر إلا حين يوقف الإنسان على هذه الآية فيفهم معناها و يعلم أن الله عز و جل أخذ عليه الميثاق.
وكون الإنسان يكلف بشيء لا يذكره هذا من التكليف المحال.
وأهل السنة لم يجوزوا هذا الأمر من جهة العقل ، وتابعهم في هذا المعتزلة وفريق من الأشاعرة.
أما جمهور الأشعرية فذهب إلى أنه يجوز أن يكلف الله بالمحال عقلا.
وقالوا أن الحكمة منه أن يضمر الإنسان أن لو استطاع لفعل.
لكن اتفق الأشعرية مع المعتزلة مع أهل السنة على أن هذا لم يقع من جهة الشرع، بل ورد في الشرع ما يدل على خلافه وهو قوله تعالى : لا يكلف الله نفسا إلا وسعها . وقوله جل و علا: لا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها.
ولم يخالف في ذلك إلا الرازي حيث قال هو جائز في العقل واقع في الشرع.
وأسوأ منه التكليف المحال لأنه لا يتصور في العقل ولا حكمة فيه أبدا ، كأن تقول للمجنون : اعقل ، ومثله تكليف الغافل و النائم والناسي والسكران سكرا بينا و الذي لم يصله الخطاب من الله عز و جل.
فهذا هو الإشكال الذي أورده الحافظ ابن كثير على آية الميثاق:
كيف يكون هذا الميثاق وهذا الإشهاد حجة علينا ونحن لا نذكره أصلا؟
فهذا يكون من قبيل التكليف المحال الذي هو غير جائز عقلا و غير واقع شرعا.
وهذا الإشكال حله العلماء بطريقتين:
1- فريق من العلماء قالوا : إننا و إن كنا لا نذكر هذا الميثاق فإن الرسل قد جاؤوا فذكرونا به.
← فعلى هذا القول، هذا الميثاق أصبح حجة بعد مجيء الرسل.
2- الفريق الثاني كالحافظ ابن كثير و طائفة قالوا أن آية الميثاق هذه : " وأشهدهم على أنفسهم " ، هذه هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها.
واختلف العلماء في تحديد الفطرة ماهي؟
ولهم فيها أقوال ساقها ابن عبد البر في كتابه التمهيد، حيث نقل نقلا شافيا و بحث المسألة بحثا مطولا، استوعب فيه تقريبا كل الأقوال.
وأورد هذا البحث بطوله ابن القيم في شفاء العليل.
وقد رجح كبار الأئمة أن الفطرة هي معرفة الصانع.
والمسألة إخوتي الكرام المستند فيها إلى ألفاظ الآية حيث هي دالة على ان الفطرة معناها الإقرار بالصانع.
وهذا أمر نجده في أنفسنا و يعرف ببديهة العقل، حيث أننا نشاهد الطفل لو ضُرب على رأسه من الخلف التفت ليعرف من الذي أثر هذا التأثير، فهو يلتفت ليعرف صاحب التأثير.فحينئذ نقول أن الإنسان منذ أن يولد ويتولد لديه الفهم و الإدراك يدرك أن كل فعل لا بد له من فاعل بدليل : ( من أخذ لعبتي، من الذي أكل طعامي ... )
وبهذا المنطق نفسه توصل الأعرابي إلى أن لهذا الكون ربا موجِدا : ( البعرة تدل على البعير وأثر السير يدل على المسير ... )
وبهذه الحجة ناقش أبو حنيفة الدهرية الجاحدين للصانع.
فهذه هي الفطرة المرادة بالميثاق.
والصواب الجمع بين القولين غير المتنافيين في الحقيقة فنقول : الرسل ذكروا الخلق بهذا الميثاق الذي أخذ عليهم وآثار هذا الميثاق هي الفطرة الموجودة فيهم.
قال ابن الأنباري رحمه الله تعالى : مذهب أهل الحديث وكبراء أهل العلم في هذه الآية أن الله أخرج ذرية آدم من صلبه وصلب أولاده وهم في صور الذر فأخذ عليهم الميثاق أنه خالقهم وأنهم مصنوعون فاعترفوا بذلك و قبلوا . اهـ الروح ( 210 ) الصحيحة ( 4/161).
وقال ابن عبد البر في التمهيد ( 18/89) : ومعنى الآية والحديث أنه أخرج ذرية آدم من ظهره كيف شاء ذلك وألهمهم أنه ربهم فقالوا بلى لئلا يقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ثم تابعهم بحجة العقل عند التمييز وبالرسل بعد ذلك استظهارا بما في عقولهم من المنازعة إلى خالق مدبر حكيم يدبرهم بما لا يتهيأ لهم ولا يمكنهم جحده وهذا إجماع أهل السنة والحمد لله وإنما اختلفوا فيمن مات وهو طفل لم يدرك من أولاد المؤمنين والكافرين على ما نوضح بعد الفراغ من القول في الفطرة التي يولد المولود عليها واختلاف أهل العلم في معناها إن شاء الله. اهـ
وقال شيخ الإسلام : الوجه الثالث : أن الإقرار بالله قسمان فطري و إيماني، فالفطري: وهو الاعتراف بوجود الصانع ثابت في الفطرة كما قرره الله في كتابه في مواضع، وقد بسطت القول فيه في غير هذا الموضع فلا يحتاج إلى دليل بل هو أرسخ المعارف وأثبت العلوم وأصل الأصول.
وأما االإقرار بالرسول فبأدنى نظر فيما جاء به أو في حاله أو في آياته أو نحو ذلك من شؤونه يحصل العلم بالنبوة أقوى بكثير مما يحصل بالمطالب القياسية والوجدية في الأمور الإلهية. اهـ (2/72)
وأما كون اليهود و النصارى يولدون على الفطرة
فأقول نعم وهو منطوق الحديث : كل مولود يولد على الفطرة.
وهذا الحديث جاء بروايات منها طريق الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عند الترمذي : كل مولود يولد على الملة.
وقال البيهقي في القضاء و القدر ( 2/62 الشاملة) : قال أبو بكر بن إسحاق الفقيه في قوله : « على هذه الملة : لفظة فيها نظر لأن أصحاب الأعمش اختلفوا فقال : شعبة وجرير ، عن الأعمش كل مولود يولد على الفطرة : وقال حفص بن غياث ، وأبو بكر بن عياش ، عن الأعمش : كل مولود يولد على الإسلام وقال وكيع وأبو معاوية ، عن الأعمش : كل مولود يولد على الملة فدل أن الأعمش كان يروي الحديث على المعنى عنده لا على اللفظ المروي »اهـ
ومن فهم من لفظ : (يولد على الملة) دين الإسلام ، فيمكنه ان يراجع مبحث الفطرة الذي عقده أبو عمر بن عبد البر رحمه الله تعالى في كتاب التمهيد، أو لينظره في كتاب شفاء العليل في مسائل القضاء و القدر و الحكمة والتعليل لابن القيم رحمه الله.
وقد صدر ابن القيم رحمة الله تعالى عليه بحثه بأنه لا يجوز أن يقال أن الملة هنا هي الإسلام، لأن الطفل إذا كان يولد على الإسلام بمعنى الدين فإن الإيمان عند أهل السنة قول باللسان و تصديق بالجنان و عمل بالأركان وهذا منفي عن الطفل.
ومن حمل الحديث على ان معناه هو الإسلام بمعنى الدين فسيقع في إشكال عظيم.
ولذلك فإن محمد بن الحسن الشيباني صاحب أبي حنيفة لما حمل الحديث على ظاهره وقع في الإشكال.
والإشكال أنه لو كان على الملة بمعنى الإسلام فإنه حين يكبر يكون مرتدا ولا يجوز استرقاقه، فذهب إلى أن هذا الحديث منسوخ بآيات الجهاد.
وقد اضطر إلى القول بالنسخ لئلا يقع في التناقض.
وليس الأمر كذلك مطلقا كما بينه أهل العلم، حتى ان ابن عبد البر حمل على محمد بن الحسن حملا شديدا وقال أنه لم يستطع ان يتعامل مع هذا الحديث وادعى أنه منسوخ إما لجهله وإما لكذا ... فالمهم أنه قال فيه كلاما شديدا.
ومعلوم أن الحديث من الأخبار وهذه لا يدخلها النسخ.
وقال ابن عبد البر في التمهيد : يستحيل أن تكون الفطرة المذكورة في قول النبي صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة الإسلام لأن الإسلام والإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وهذا معدوم من الطفل لا يجهل بذلك ذو عقل والفطرة لها معان ووجوه في كلام العرب وإنما أجزأ الطفل المرضع عند من أجاز عتقه في الرقاب الواجبة لأن حكمه حكم أبويه وخالفهم آخرون فقالوا لا يجزئ في الرقاب الواجبة إلا من صام وصلى وقد مضى في هذا الباب من هذا المعنى ما يكفي والحمد لله.اهـ (18/77)
هذا ما قدرت عليه من الاختصار حتى لا أخل فإن رأيت استطرادا أو إطنابا أو تطويلا وهو شر الثلاثة فاعف واصفح فإنما البيان أردت وما توفيقي إلا بالله.

مصطفى ولد ادوم أحمد غالي
2008-11-19, 12:28 AM
مهلا أبو هلاء اذا كنت لا تعرف أن النصارى و اليهود و الشيوعيون و الوثنيون و غيرهم من الكفار يولدون على ملة الاسلام حتى يعرب عنهم ألسنتهم ذلك يجعلنا نطالبك بتصحيح اعتقادك و مراجعة الفاظ الحديث الذي محل الاستشكال ففي رواية مالك و البخاري و مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:ما من مولود الا و يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء،ثم قرأ ابو هريرة:فطرت الله التي فطر الناس عليها الا أن مالك قال:كل مولود بدل :ما من مولود، لكن يا أبا هلا جاء في رواية أخرى عند الترمذي:كل مولود يولد على الملة فابواه يهودانه او ينصرانه أو يشركانه،قيل:و من مات قبل ذلك؟قال:الله اعلم بما كانوا صانعين و في رواية للأربعة و الطبراني من رواية الأسود بن سويع :كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه لسانه فابواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه .نعم يا أبا هلا هذه الأحاديث جاءت تبيينا للميثاق الذي أخذع الله علينا و نحن ما زلنا في عالم الذر يوم عرفة عند نعمان حيث قال جل و علا :و اذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتاتهم و أشهدهم على أنفسهم :ألست بربكم؟قالوا:بلى شهدنا ...نعم يا أبا هلا كل من ولد و مات و كل من هو موجود الآن و كل من سيولد من بعد _قلنا جميعا_:بلى شهدنا ،فحذرنا الله أن نعتذر له يوم القيامة بالغفلة عن هذا الميثاق أو بشرك أو بدع الآباء حيث قال:أن تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا انما أشرك آباؤنا من قبل و كنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون...نعم قبل أن تتهمني بأنني أخلط ارجع الى كتب التفسير المعتبرة و خاصة أهل السنة منهم كابن كثير و الشوكاني و ستعرف أنك أنت الذي تحتاج الى مراجعة عقيدتك فكان كل الرسل انما يأتون مذكرين بهذا الميثاق و محذرين من غفلة كل من غفل عنه أو ابتدع قال تعالى:رسلا مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل و قال تعالى:و ما أرسلنا من رسول الا يوحى اليه أنه لا اله الا أنا فاعبدون..و الآيات في الباب كثيرة و لذلك قلت لك يا أبا هلا و لغيرك أن فحوى جميع الرسالات السماوية لخصها دعاء عرفة تبيينا لهذا الميثاق لأن الميثاق أخذ يوم عرفة قال الرسول صلى الله عليه و سلم:أفضل الدعاء يوم عرفة و أفضل ما قلته أنا و النبيئون من قبلي:لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو على كل شيء قدير أخرجه مسلم و غيره فاتق الله و هناك حديث آخر في صحيح مسلم :خلقت عبادي حنفاء ...الحديث

أبوهلا
2008-11-19, 10:07 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي أبو جهاد الأثري جزيت خيراً

أخي هناك فرق بين ( لدي كتب ) وبين ( لي كتب ) أظنك تعرفه ، وسبب إصراري بأن ( لدي كتب ) هو أني لا أريد من المشاركين نقل تلك الكتب إلى هذه الصفحة دون حاجة ، وأكرر ما قلته لك من قبل ( ما أريده هو الاقتصار على ما يرجحه كل مشارك في المسألة ويكون قادرا على بيان سبب ترجيحه ، أما إثقال الصفحة بنقول وأقوال هي بين يدينا فلا أظنك ترضى به )

أما سؤالي فهو سؤال مسترشد باحث عن الحق ، لذا فهو يدارس كل من يشارك في الإشكالات الموجودة في مشاركته ، أما القبول والتسليم لكل مشارك فلا أظنك ترضى به .

تقول : ( واستشكالك هذا يدل على انك لم تفهم معنى الفطرة حقا ) صدقت

ثم تقول ( وكون اليهود و النصارى على الفطرة بمعنى الإقرار بالصانع ، أقول نعم هذا صحيح هم على الفطرة لكنهم كفار ) عجباً ، انظر ما تقول ( اليهود والنصارى على الفطرة ) إذن لماذا قال في الحديث ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه )

ثم انتقلت بشكل غريب ومسهب إلى الإجابة عن سؤال لم أسأله وهو : ( هل هذا الميثاق حجة مستقلة أم لا؟ ) لذلك سأترك هذا الاستطراد جانباً وأبدأ من قولك : ( واختلف العلماء في تحديد الفطرة ما هي؟ )

خلاصة ما رجحته هو : الفطرة هي الميثاق الوارد في الآية والميثاق هو معرفة الصانع ( الخالق ) ، إذن الفطرة هي معرفة الخالق . وتنـزلا معك سأقر بما قلت ، فأجبني عن :

ـ آية الميثاق هي في الربوبية وهو ما يقر به المشركون إذن فهم على الفطرة .

ـ ما نوع هذه المعرفة هل هي قول باللسان أم اعتقاد بالقلب أم عمل بالجوارح ؟ وأذكرك بقول ابن عبد البر الذي نقلته : ( يستحيل أن تكون الفطرة المذكورة في قول النبي  كل مولود يولد على الفطرة الإسلام لأن الإسلام والإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وهذا معدوم من الطفل لا يجهل بذلك ذو عقل ) .

ولك دعائي الصادق

أبوهلا
2008-11-19, 10:11 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي مصطفى غفر الله لي ولك
لن أستمر في الرد على مشاركاتك حتى تعود وتجيب عن أسئلتي الموجهة إليك ، وكذلك حتى تبتعد عن أسلوبك حين تقول ( نطالبك بتصحيح اعتقادك ) و قولك ( ستعرف أنك أنت الذي تحتاج إلى مراجعة عقيدتك ) فهذا الأسلوب ليس هذا موطنه .

ولك دعائي الصادق

أبو جهاد الأثري
2008-11-19, 02:24 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما سؤالي فهو سؤال مسترشد باحث عن الحق ، لذا فهو يدارس كل من يشارك في الإشكالات الموجودة في مشاركته ، أما القبول والتسليم لكل مشارك فلا أظنك ترضى به .
تقول : ( واستشكالك هذا يدل على انك لم تفهم معنى الفطرة حقا ) صدقت
ثم تقول ( وكون اليهود و النصارى على الفطرة بمعنى الإقرار بالصانع ، أقول نعم هذا صحيح هم على الفطرة لكنهم كفار ) عجباً ، انظر ما تقول ( اليهود والنصارى على الفطرة ) إذن لماذا قال في الحديث ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه )

ثم انتقلت بشكل غريب ومسهب إلى الإجابة عن سؤال لم أسأله وهو : ( هل هذا الميثاق حجة مستقلة أم لا؟ ) لذلك سأترك هذا الاستطراد جانباً وأبدأ من قولك : ( واختلف العلماء في تحديد الفطرة ما هي؟ ) خلاصة ما رجحته هو : الفطرة هي الميثاق الوارد في الآية والميثاق هو معرفة الصانع ( الخالق ) ، إذن الفطرة هي معرفة الخالق . وتنـزلا معك سأقر بما قلت ، فأجبني عن :
ـ آية الميثاق هي في الربوبية وهو ما يقر به المشركون إذن فهم على الفطرة .
ـ ما نوع هذه المعرفة هل هي قول باللسان أم اعتقاد بالقلب أم عمل بالجوارح ؟ وأذكرك بقول ابن عبد البر الذي نقلته : ( يستحيل أن تكون الفطرة المذكورة في قول النبي  كل مولود يولد على الفطرة الإسلام لأن الإسلام والإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وهذا معدوم من الطفل لا يجهل بذلك ذو عقل ) .
ولك دعائي الصادق
أبا هلا وفقك الله تعالى
قد ألزمتك بتقديمي اعتذاري على عتبك وكفيتك ما سطرته هنا :

ثم انتقلت بشكل غريب ومسهب إلى الإجابة عن سؤال لم أسأله وهو : ( هل هذا الميثاق حجة مستقلة أم لا؟ ) لذلك سأترك هذا الاستطراد جانباً وأبدأ من قولك : ( واختلف العلماء في تحديد الفطرة ما هي؟ )

مع ما أراه من تلازم ووثيق صلة بين ما أشرت إلى كونه استطرادا وموضوعنا المطروق.
ولو التزم الناس دعوتك إلى ترك النقول لأنها بين أيدينا لبطلت التصانيف فتأمل هذه.
ثم قلت - حفظك الله و رعاك - :

خلاصة ما رجحته هو : الفطرة هي الميثاق الوارد في الآية والميثاق هو معرفة الصانع ( الخالق ) ، إذن الفطرة هي معرفة الخالق . وتنـزلا معك سأقر بما قلت ، فأجبني عن :
هل انتبهت لما سقته لك من نقل عن الأنباري وكونه جعل هذا مذهب اهل الحديث وكبراء أهل العلم؟
ثم قلت :

آية الميثاق هي في الربوبية وهو ما يقر به المشركون إذن فهم على الفطرة .
إي نعم هم على الفطرة التي هي الإقرار بالصانع وسأعود لهذه ببيان فهي مشكلة عندك فيما يبدو
ثم قلت :


ما الداعي لتذكيري كلامَ ابن عبد البر وأنا الذي سقته آنفا؟! أم هو استطراد لا حاجة له ( ابتسامة)
ولعلك لو تنتبه تجد أن هذا النقل عن ابن عبد البر و غيره مما سقتُ لك قد نقض ما صدرت به سؤالك في أول الموضوع لأنك جعلت الفطرة الإسلام وبنيت عليه سؤالك و استشكالك.
ثم جوابا: هي معرفة قلبية فقط .. والإنسان مفطور على أن الصانع موجود فعلا، هذه فطرة خلق عليها (واليهود والنصارى و المجوس و و و... داخلون هنا) لكن لم يأته خطاب يقول له أنك لو جحدت الصانع فأنت مجرم وتستحق العقاب في النار.
وهذا ما نقله ابن السمعاني عن الأئمة الأكبار فارجع إليه فهو بين يديك (ابتسامة).
فحينئذ كل ما في االأمر أن الله تعالى هيأه كجهاز استقبال لا يحتاج إلى مجهود.
فطالما لا بعثة ولا رسول فمن جهة العقل لا يعرف هذا الإنسان أنه سيبعث وأنه سيحاسب و ينعم في الجنة إن أقر بهذه الحقيقة أو يعذب في النار إن جحدها حتى يأتيه الرسول فيخبره أنه مبعوث من الصانع الذي خلقه وآيات خلقه واضحة تؤيد ما أُعد وجُهز له و فُطر عليه من قبل هذا الصانع العظيم جل و علا.
فالرسول يخبره أن هذا الصانع أوجده أساسا من أجل عبادته.
وهنا لا بد من أمرين:
1- أن يصدق الرسول في دعواه أنه مرسل من عند الصانع الخالق ومن ثم أرسلهم الله تعالى مؤيدين بالمعجزات و البراهين الدالة على صدق دعواهم.
2- أن يتبع هذا الرسول بعد ثبوت رسالته عنده في كل ما يخبر به و يأمر به و ينهى عنه.
قال ابن القيم في كتاب الروح (215) : " ولما كانت آية الأعراف في سورة مكية ذكر فيها الميثاق والإشهاد العام لجميع المكلفين ممن أقر بربوبيته ووحدانيته وبطلان الشرك وهو ميثاق وإشهاد تقوم عليهم به الحجة وينقطع به العذر وتحل به العقوبة و يستحق بمخالفته الإهلاك ، فلا بد أن يكونوا ذاكرين له عارفين به وذلك ما فطرهم عليه من الإقرار بربوبيته، وأنه ربهم و فاطرهم وأنهم مخلوقون مربوبون ثم أرسل إليهم رسله يذكرونهم بما في فطرهم وعقولهم ويعرفونهم حقه عليهم وأمره و نهيه ووعده ووعيده. ونظم الآية إنما يدل على هذا من وجوه متعددة" اهـ
وما أرجو أن يحل لك الإشكال في استفضاعك لكون اليهود و النصارى على الفطرة التي هي إقرار بالصانع ، أسوق لك كلام ابن القيم في شفاء العليل ص 288:
" ومما ينبغي أن يعلم أنه إذا قيل أنه ولد على الفطرة أو على الإسلام أو على هذه الملة أو خلق حنيفا فليس المراد به أنه حين خرج من بطن أمه يعلم هذا الدين ويريده فإنه الله يقول والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا ولكن فطرته موجبة مقتضية لدين الإسلام لقروبه ومحبته فنفس الفطرة تستلزم الإقرار بخالقه ومحبته وإخلاص الدين له وموجبات الفطرة ومقتضياتها تحصل شيئا بعد شيء بحسب كمال الفطرة إذا سلمت من المعارض وليس المراد ايضا مجرد قبول الفطرة لذلك فإن هذا القبول تغير بتهويد الأبوين وتنصيرهما بحيث يخرجان الفطرة عن قبولها وإن سعيا بين بينهما ودعائهما في امتناع حصول المقبول ايضا ليس هو الإسلام وليس هو هذه الملة وليس هو الحنيفية وأيضا فإنه شبه تغيير الفطرة بجدع البهيمة الجمعاء ومعلوم أنهم لم يغيروا قبوله ولو تغير القبول وزال لم تقم عليه الحجة بإرسال الرسل وإنزال الكتب بل المراد أن كل مولود فإنه يولد على محبته لفاطره وإقراره له بربوبيته وادعائه له بالعبودية فلو خلي وعدم المعارض لم يعدل عن ذلك إلى غيره كما أنه يولد على محبة ما يلائم بدنه من الأغذية والأشربة فيشتهي اللبن الذي يناسبه ويغذيه وهذا من قوله تعالى ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى وقوله الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى" اهـ
وبنحو هذا الكلام قال القرطبي وابن عبد البر و غيرهما.
فهذا نحوٌ من كلامي السابق في مشاركتي السابقة، ولعلك الآن تنظر في اعتذاري عن ما قررتَ أنه إسهاب في سياقي لمسألة حجية الميثاق -الذي أرى أنه الفطرة تبعا لجمع من الأئمة الكبار- و عتبك بأنه خارج عن الموضوع المطروح.
فمتى تجاذبنا أهدابهما و تنازعنا أسبابهما كان لنا مجال ومقال لتصرف التأويل بين دعواي و بينتك، و اعتراض الاحتمال عن شبهتي و حجتك نفع الله بك وأحسن إليك.
وإنما أمد أحيانا جناح التقرير لما أرى من الحاجة إليه في بيان ما أراه لمن إن كان أكثر أدبا مني فإنه يوفيني حقي ثم يأخذ بيدي متفضلا علي إن أسأت.
وأما من لم يخفض للاعتذار جناح المعذرة فكيف يستتر من عتبه من لا يستطيع لذنبه سترا، والله الهادي.
وإن رأيت أبا هلا تشوشا أو سخف عبارة فإني تعبر بي برهة كلها وأنا بين شواغل لا يشغلها عني شاغل وبلابل قد اختلط حابلها بالنابل، فأنا أنازعها هذه النهزة اليسيرة أجدد فيها التذكرة مع الإخوان من رواد هذا المجلس المبارك إلى أن يجود الله تعالى و يمن بتيسير ما هو معسور.
فأعني على جعل التذكرة متعة والمدارسة حبلى بفوائد وآداب..
وأستغفر الله لي و لك.

أبوهلا
2008-11-19, 04:22 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي أبو جهاد الأثري جزيت خيرا

أخي قبل أن أناقش كلامك الطويل السابق تكرم علي بالإجابة عن سؤالين في مشاركتي السابقة لم تجب عنهما حتى الآن :

ـ لماذا قال الرسول  ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه ) إذا كان اليهود والنصارى على الفطرة أصلاً .

ـ تقول في مشاركتك الأخيرة إن الفطرة معرفة قلبية ، وقد ذكرتك من قبل لو قبلت تذكيري بقول ابن عبد البر عن الاعتقاد القلبي بأنه ( معدوم من الطفل لا يجهل بذلك ذو عقل ) ، ولكنك تصر أن لدى الطفل اعتقاد وهذا من أعجب العجب ، فأخبرنا عن هذا الاعتقاد لدى الطفل كيف علمت به ؟

وسؤال ثالث جديد من فضلك لا تتركه : ما تقول في الملحدين المنكرين للصانع أصلا هل هم على الفطرة .

واخيراً تحياتي لابن السمعاني .

ولك مني دعائي الصادق

أبو جهاد الأثري
2008-11-19, 04:45 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو جهاد الأثري جزيت خيرا
أخي قبل أن أناقش كلامك الطويل السابق تكرم علي بالإجابة عن سؤالين في مشاركتي السابقة لم تجب عنهما حتى الآن :
ـ لماذا قال الرسول  ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه ) إذا كان اليهود والنصارى على الفطرة أصلاً .
ـ تقول في مشاركتك الأخيرة إن الفطرة معرفة قلبية ، وقد ذكرتك من قبل لو قبلت تذكيري بقول ابن عبد البر عن الاعتقاد القلبي بأنه ( معدوم من الطفل لا يجهل بذلك ذو عقل ) ، ولكنك تصر أن لدى الطفل اعتقاد وهذا من أعجب العجب ، فأخبرنا عن هذا الاعتقاد لدى الطفل كيف علمت به ؟
وسؤال ثالث جديد من فضلك لا تتركه : ما تقول في الملحدين المنكرين للصانع أصلا هل هم على الفطرة .
واخيراً تحياتي لابن السمعاني .
ولك مني دعائي الصادق
1- يهودانه أو ينصرانه بمعنى يعترضان موجبات الفطرة ومقتضياتها التي هي الإسلام بمعنى الدين.. و ليس معناه أنهما ينقضان الفطرة وإلا صار بنقضها غير محجوج بإرسال الرسل لأن الرسل إنما هم مذكرون بالميثاق الذي هو الفطرة.
2- لم يقل ابن عبد البر أن الاعتقاد معدوم من الطفل..ولم أقل أنا أن الطفل يعتقد أن لهذا الكون صانعا حكيما قادرا .. وإنما كل ما في الأمر أنه يعلم جبلة أن لكل موجود موجدا (بكسر الجيم الأخيرة). والدليل على هذا الحس وقد ضربت لك على هذا مثلا فلا تحوجنا إلى التكرار وأنت تطلب الاختصار.
3 - الملحدون كذلك على الفطرة نعم، وإنكارهم لوجود الصانع إنما هو للعوارض التي عرضت لهم فجعلتهم يعدلون عن هذه الفطرة لما أعربت عنهم ألسنتهم.
ولعلك _كما هو المفترض- ترى الفاصل بين ولادتهم على الفطرة وما يعرب عنه لسانهم حينه.
وتحياتك لابن السمعاني لا دخل لها بالموضوع فما وجه إيرادها؟!
وكل هذا مكرر كنت قد أجبت عنه .. بل يغني عنه كله نقلي الذي نقلت عن ابن القيم لمن تدبر .. و القراء شهود.
دمت موفقا.

أحمد أبو المنـذر
2008-11-19, 08:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرام جاء في السنة ( كل مولود يولد على الفطرة )
وفسر العلماء الفطرة بأنها الإسلام ، ولكن الإسلام فيه عقائد وأحكام ووو... فأيها هو الفطرة .
( لطفاً من لا يتقن الاختصار فلا يجب عن السؤال فلدي كتب كثيرة )
ولكم مني خالص الدعاء .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛

الفطرة هاهنا معناها الحنيفية,
والحنيفية هي الملة المائلة عن الشرك المبنية على الإخلاص لله عز وجل, كما عرفها الإمام ابن عثيمين.
قال الله تعالى: ((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)).
فتبين من خلال كلام الله تعالى أن الحنيفية هي الفطرة التي فطر الناس عليها.
والله تعالى خلق الناس على هذه الفطرة, مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من مولود إلا ويولد على الفطرة وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه).
أما قول من قال بأن الفطرة معناها معرفة الصانع فتعريف ناقص والله أعلم, لأن اليهود والنصارى بل والمشركين أيضا يعرفون الصانع ويقرون بربوبية الله تعالى,
مصداقا لقول الله تعالى: ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ))
فإذا عرفنا الفطرة بهذا التعريف ناقضنا الحديث النبوي المذكور أعلاه.
واليهودوالنصارى ليسوا حنفاء مصداقا لقول الله تعالى: ((مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) .
وبالتالي تبين أن الفطرة معناها الحنيفية.
والله تعالى أعلم.
وإن أردت بسط الكلام أكثر فأنا مستعد وإنما منعني شرطك.

أبوهلا
2008-11-19, 11:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أيها الإخوة بسبب ضيق الأخوة هنا وفي موضوع اللحية من كوني أسأل ثم أناقش سأتوقف عن مناقشة أي مشاركة .

ولكم دعائي الصادق بالعلم النافع والعمل الصالح

أبو جهاد الأثري
2008-11-20, 08:01 AM
أما قول من قال بأن الفطرة معناها معرفة الصانع فتعريف ناقص والله أعلم, لأن اليهود والنصارى بل والمشركين أيضا يعرفون الصانع ويقرون بربوبية الله تعالى,
مصداقا لقول الله تعالى: ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ))
فإذا عرفنا الفطرة بهذا التعريف ناقضنا الحديث النبوي المذكور أعلاه.
واليهودوالنصارى ليسوا حنفاء مصداقا لقول الله تعالى: ((مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) .
وبالتالي تبين أن الفطرة معناها الحنيفية.
.[/color]

أخي الكريم .. يبدو أنك ما قرأت المكتوب قبلك
أما إن كنت قرأته فسبحان ربي العظيم.
وإن كنت تقصد بالحنيفية ملة إبراهيم بمعنى الإسلام فانظر ما استشكل عليه من كلام ابن عبد البر و ابن القيم و شيخ الإسلام .. و الله الموفق

أبو جهاد الأثري
2008-11-20, 08:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة بسبب ضيق الأخوة هنا وفي موضوع اللحية من كوني أسأل ثم أناقش سأتوقف عن مناقشة أي مشاركة .
ولكم دعائي الصادق بالعلم النافع والعمل الصالح

ومن هذا الذي ضيق عليك هنا؟!

أبو جهاد الأثري
2008-11-21, 06:28 PM
إضافة أخرى
قوله صلى الله عليه و سلم : ما من مولود ...
مولود هذه نكرة في سياق النفي تفيد العموم فهي تشمل كل مولود
فإذا كان كذلك فهل يلتزم من يقول بأن الفطرة هي الإسلام بمعنى الدين بأن اليهود الذين كانوا زمن موسى صلى الله عليه و سلم والنصارى الذين كانوا زمن عيسى صلى الله عليه و سلم قد نقضوا فطرتهم ؟
هذه ضميمة لما سبق .. و الله من وراء القصد.

أبوهلا
2008-11-21, 06:52 PM
إضافة أخرى
قوله صلى الله عليه و سلم : ما من مولود ...
مولود هذه نكرة في سياق النفي تفيد العموم فهي تشمل كل مولود
فإذا كان كذلك فهل يلتزم من يقول بأن الفطرة هي الإسلام بمعنى الدين بأن اليهود الذين كانوا زمن موسى صلى الله عليه و سلم والنصارى الذين كانوا زمن عيسى صلى الله عليه و سلم قد نقضوا فطرتهم ؟
هذه ضميمة لما سبق .. و الله من وراء القصد.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي أبو جهاد إلى الآن أنت لم تفهم معنى الفطرة ، وهذه مشكلة كبيرة عندك ، وهي من الأسباب التي دفعتني إلى ترك المناقشة هنا .

للعلم : المولود لايسمى يهودي ولا نصراني ولا كافر .
للعلم أيضاً : المقصود بالإسلام ليس دين محمد بل إن الدين عند الله الإسلام .
للعلم أيضاً : الفطرة تطلق على ثلاثة معان . ابحث عنها في مظانها .

وبالرغم من ذلك فلا زالت الفطرة عندي فيها إشكال

ولن أعود للنقاش ، وللفائدة يمكن أن تناقش الأخ أحمد أبو المنذر فأنتما مختلفان .

ولك دعائي الصادق

بلال خنفر
2008-11-21, 07:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقول في البداية أني لم أقرأ بعض الردود فأعتذر ان جئت بتكرار ما.
قال الله تعالى : "فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون” الروم - 30
فكانت الحنيفية هي فطرة الله التي فطر الناس عليها.
الحنيفية : ملة ابراهيم التي جاء بها لتوحيد الله ومعرفة معنى كلمة :لا اله الا الله:
والسلام عليكم

أبو جهاد الأثري
2008-11-21, 08:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو جهاد إلى الآن أنت لم تفهم معنى الفطرة ، وهذه مشكلة كبيرة عندك ، وهي من الأسباب التي دفعتني إلى ترك المناقشة هنا .
هذه دعواك فأين بينتك؟ ويمكنني قلبها عليك بلا إشكال
للعلم : المولود لايسمى يهودي ولا نصراني ولا كافر .
أنت الذي استشكلت بقولك أن اليهود يقرون بالصانع فلماذا ذكروا في الحديث فلعلك تنظر ما كتبت
للعلم أيضاً : المقصود بالإسلام ليس دين محمد بل إن الدين عند الله الإسلام .
وما هو الإسلام هذا إن لم يكن هو التسليم والاستعداد لقبول ما جاء عن الصانع وهو معنى الفطرة الذي ما فتئت أنبه عليه .. ففيم اعتراضك على قولي إذن؟!
أرى هنا من عنده مشكلة في الفهم!!
للعلم أيضاً : الفطرة تطلق على ثلاثة معان . ابحث عنها في مظانها .
الفطرة ذكر لها أهل العلم أكثر من عشرة معان ساقها ابن عبد البر و ذكرت هذا لك فيما سبق لكني أظنك تقرأ بعينك الشمال فقط
وبالرغم من ذلك فلا زالت الفطرة عندي فيها إشكال
لا شك وهذا واضح .. فلماذا تناقش حينئذ - علما وأنه ليس الموضوع الوحيد الذي لا تفهم فيه وتناقش لأجل النقاش لا غير - وفقك الله,.
]ولن أعود للنقاش ، وللفائدة يمكن أن تناقش الأخ أحمد أبو المنذر فأنتما مختلفان .
ولك دعائي الصادق[/

وفقني الله و إياك للهدى و الحق وأماتنا على الفطرة.
(ابتسامة)
و السلام عليكم و رحمة الله

أبو جهاد الأثري
2008-11-21, 08:49 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أقول في البداية أني لم أقرأ بعض الردود فأعتذر ان جئت بتكرار ما.
قال الله تعالى : "فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون” الروم - 30
فكانت الحنيفية هي فطرة الله التي فطر الناس عليها.
الحنيفية : ملة ابراهيم التي جاء بها لتوحيد الله ومعرفة معنى كلمة :لا اله الا الله:
والسلام عليكم


نعم أخي الكريم هي مشاركة مكررة لما قد سبق في مشاركة أخينا أحمد أبو المنذر.

ولا إشكال عندي سمها الفطرة سمها الحنيفية سمها الإسلام سمها ما شئت ولا مشاحة.
لكن ما المعنى الذي تقصده؟
هنا موطن النزاع
إن كنت تقصد بالحنيفية شهادة أن لا إله إلا الله والعمل بمقتضاها فراجع ما سقته في مشاركاتي السابقة تجد الإشكال الذي سيعترض قولك هذا.

وأكرر مرة أخرى الفطرة هي - وهو الراجح عندي وهو الذي رجحه شيخ الإسلام و اابن القيم و ابن عبد البر و ابن الأنباري وجعله مذهب أهل الحديث وغيرهم - أنها الإقرار بالصانع و الاستعداد لتلقي كل ما جاء عنه.

فمن كان عنده زيادة على هذا فليتحفنا.
والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته

المعتز بدينه
2008-11-22, 12:31 AM
وقال شيخ الإسلام : الوجه الثالث : أن الإقرار بالله قسمان فطري و إيماني، فالفطري: وهو الاعتراف بوجود الصانع ثابت في الفطرة كما قرره الله في كتابه في مواضع، وقد بسطت القول فيه في غير هذا الموضع فلا يحتاج إلى دليل بل هو أرسخ المعارف وأثبت العلوم وأصل الأصول.
وأما االإقرار بالرسول فبأدنى نظر فيما جاء به أو في حاله أو في آياته أو نحو ذلك من شؤونه يحصل العلم بالنبوة أقوى بكثير مما يحصل بالمطالب القياسية والوجدية في الأمور الإلهية. اهـ (2/72)

بارك الله فيك ...
معنى الفطرة هنا واضح ... وكلام الإمام ابن القيم زاد في توضيحها ...
تأملها أخي أبو هلا فقد أجابت على تساؤلاتك ولا تستعجل في الرد ...

أحمد أبو المنـذر
2008-11-22, 02:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛

الفطرة هاهنا معناها الحنيفية,
والحنيفية هي الملة المائلة عن الشرك المبنية على الإخلاص لله عز وجل, كما عرفها الإمام ابن عثيمين.
قال الله تعالى: ((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)).
فتبين من خلال كلام الله تعالى أن الحنيفية هي الفطرة التي فطر الناس عليها.
والله تعالى خلق الناس على هذه الفطرة, مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من مولود إلا ويولد على الفطرة وأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه).
أما قول من قال بأن الفطرة معناها معرفة الصانع فتعريف ناقص والله أعلم, لأن اليهود والنصارى بل والمشركين أيضا يعرفون الصانع ويقرون بربوبية الله تعالى,
مصداقا لقول الله تعالى: ((وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ))
فإذا عرفنا الفطرة بهذا التعريف ناقضنا الحديث النبوي المذكور أعلاه.
واليهودوالنصارى ليسوا حنفاء مصداقا لقول الله تعالى: ((مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)) .
وبالتالي تبين أن الفطرة معناها الحنيفية.
والله تعالى أعلم.
وإن أردت بسط الكلام أكثر فأنا مستعد وإنما منعني شرطك.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
اضيف إلى جوابي هذا الحديث الذي أخرجه الامام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عما يرويه عن ربه تعالى: (إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين، وحرَّمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً).

أخي أبو جهاد, بارك الله فيك ووفقك لما يحب ويرضى,
أما عن معنى الحنيفية والمعاني الأخرى للفطرة فسأحاول أن أشارك بما عندي غدا إن شاء الله جل وعلا.
وبما أن صاحب الموضوع قد نفض يديه من موضوعه, أصبحنا في حل من شرطه.

نضال مشهود
2008-12-24, 01:22 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي الكرام جاء في السنة ( كل مولود يولد على الفطرة )
وفسر العلماء الفطرة بأنها الإسلام ، ولكن الإسلام فيه عقائد وأحكام ووو... فأيها هو الفطرة .
( لطفاً من لا يتقن الاختصار فلا يجب عن السؤال فلدي كتب كثيرة )
ولكم مني خالص الدعاء .

الفطرة - والله أعلم - هي الإسلام ، وهو الدين القيم والحنيفية ،
ومضمونها : الميل إلى الاعتراف بالله تعالى والإنابة إليه (المحبة والعبادة) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" هي السلامة من الاعتقادات الباطلة والقبول للعقائد الصحيحة ، فإن حقيقة " الإسلام " أن يستسلم لله ، لا لغيره . وهو معنى (لا إله إلا الله) ، وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فقال : { كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ؟ } بين أن سلامة القلب من النقص كسلامة البدن وأن العيب حادث طارئ ". وقال رحمه الله في معنى (الحنيفية) : "الاستقامة بإخلاص الدين لله وذلك يتضمن حبه تعالى والذل له لا يشرك به شيئا لا في الحب ولا في الذل".

وهذا جواب منضبط إن شاء الله ، أظن أن هذا القدر اليسير يكفيكم .

أبوهلا
2008-12-24, 08:55 AM
الفطرة - والله أعلم - هي الإسلام ، وهو الدين القيم والحنيفية ،
ومضمونها : الميل إلى الاعتراف بالله تعالى والإنابة إليه (المحبة والعبادة) .

السواك من الفطرة ، وليس فيه اعتراف ولا إنابة !!!!!

أبو فيصل الحضني
2008-12-24, 11:28 AM
أما ترجيحك لكونها معرفة الصانع ، فاليهود والنصارى يعرفون الصانع ، والرسول يقول ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه ) أي يغيرا فطرته ، فإن كانت الفطرة معرفة الصانع فهم على الفطرة إذن ؟؟؟
يا أبا هلا ـ سلمك المولى ـ الرسول (ص) يقول {كل مولود يولد على الفطرة }سواء كان والداه مسلمين أو كتابيين أو مجوسيين أو وثنيين ،فإنه يولد سليم الفطرة ابيض الصفحة ثنم يأتي التغيير بما ينقشه الآباء على هذه الصفحة البيضاء وتأمل قوله تعالى في الحديث القدسي {خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم ..}لتدرك أن الفطرة هي الحنيفية والدين القيم الذي زاغ الناس عن أصله .ولولا شرطك ـ وهو شرط وجيه ـ لبسطت القول .

نضال مشهود
2008-12-24, 02:21 PM
السواك من الفطرة ، وليس فيه اعتراف ولا إنابة !!!!!
أحسن الله إليك . . السواك من الإسلام ، والإسلام اعتراف وإنابة . فعلام الاستشكال ؟
السواك فيه الشكر على نعم المنعم والمحافظة عليها على ما أراده المنعم جل جلاله . فافهم الأمر ولا تتعجل بالنفي .

أبوهلا
2008-12-24, 05:38 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الفاضل الكريم نضال مشهود هناك عدة أمور جعلتني أترك الحوار هنا وقبل العودة للحوار أريد التنبيه إلى :

أولا : أرجو قراءة ما سبق فهو مهم جدا وفيه اختصار للوقت .

ثانيا : أنا لدي إشكال في الفطرة ، لذا فسؤالي سؤال مسترشد ولكني مسترشد باحث عن الحق ، لذا فأنا أوضح لكل من يشارك الإشكالات الموجودة في مشاركته عندي ، أما القبول والتسليم لكل مشارك فلا أظن أحدا يرضى به لنفسه . ( اقرأ المشاركة رقم 15 )

ثالثا : الإشكال هو :
ـ ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا )
ـ كل مولود يولد على الفطرة ، ثم تتغير هذه الفطرة إلى اليهودية أو النصرانية أو المجوسية ... ولم يذكر النبي  الإسلام .
ـ قال ابن عبد البر : ( يستحيل أن تكون الفطرة المذكورة في قول النبي  كل مولود يولد على الفطرة الإسلام لأن الإسلام والإيمان قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وهذا معدوم من الطفل لا يجهل بذلك ذو عقل ) .

نضال مشهود
2008-12-24, 10:54 PM
بارك الله فيك أبا هلا ووصلك وإيانا للحق والمصلحة ؛
قرأت ما أشرت إليه من المشاركات السابقة ، وللحمد الحمد .

أقول موجزا :
1- الفطرة ميل وشعور ، أي: استعداد وقبول ، فلا إشكال أن يولد مولود على الفطرة مع كونه لم يتلق العلم من الحواس .
2- كل مولود يولد على الفطرة ، أي على الإسلام ، فالإسلام هو الأصل ، فكيف يذكره النبي (ص) من الطوارء ؟ ما يمكن !
3- أخطأ رحمه الله . فالإسلام هو الاستسلام ، وهذا موجود في الطفل والرضيع . لكن إسلام كل أحد بحسبه . والله أعلم .

أبو جهاد الأثري
2008-12-24, 11:58 PM
بارك الله فيك أبا هلا ووصلك وإيانا للحق والمصلحة ؛
قرأت ما أشرت إليه من المشاركات السابقة ، وللحمد الحمد .

أقول موجزا :
1- الفطرة ميل وشعور ، أي: استعداد وقبول ، فلا إشكال أن يولد مولود على الفطرة مع كونه لم يتلق العلم من الحواس .
2- كل مولود يولد على الفطرة ، أي على الإسلام ، فالإسلام هو الأصل ، فكيف يذكره النبي (ص) من الطوارء ؟ ما يمكن !
3- أخطأ رحمه الله . فالإسلام هو الاستسلام ، وهذا موجود في الطفل والرضيع . لكن إسلام كل أحد بحسبه . والله أعلم .

ما أخطأ يا أخي رحمك الله!
بل ابن عبد البر يقول بما تقول به، وأن الفطرة هي الاستسلام، لكنه لا يقبل أن تكون الفطرة هي الإسلام بمعنى الدين ، وأما الإسلام بمعنى الاستسلام للصانع فهذا هو الحق.
وقد أشرت إلى هذا كله في مشاركاتي السابقة هنا.
فلعلك تراجعه بارك الله فيك.

عبدالله الشهري
2008-12-25, 12:50 AM
يحسن بي وبالإخوة أن نستجلي معنى الفطرة من جهتين:
1- معناها في النصوص أولها القرآن وثانيها السنة.
2- معناها لغة ، كمراجعة الصحاح أو القاموس أو المقاييس.
= = = = = = = = = = = =
وأما ما يمكن أن اسطره الآن بحسب ما يحضرني فهو كالتالي:
الفطرة من فطر الشيء أي ابتدأه وأنشأه ، كما حصل لابن عباس عندما مر على أعرابيان يختصمان على بئر فقال أحدهما "أنا فطرتها". فالفطرة فيها معنى الأولية أو الحالة الابتدائية للنفس البشرية ، قبل التعرض للعوارض والملابسات المتأخرة عنها ، كما في حديث "أبواه يهودانه..." ، وغير ذلك مما يطرأ. ويصفها - للاستطراد ولكنه متعلق بما هنا - بعض الكتاب الغربيين بقولهم "pristine" ومعناها : أصلي ، ابتدائي ، محتفظ بنقائه الأصلي من غير فساد [انظر: المورد (2005) للبعلبكي] ، وهو يطابق معناه في العربية. كما أن الفطرة لها لوازم ، هي جملة الاستعدادت الأخلاقية والأدبية للنفس ، ومنها ما ذكرتَ من السواك وسائر خصال الفطرة ، فهي من الفطرة وليست هي الفطرة ، أي أنها من آثار الفطرة ، أو قل من آثار سلامة الفطرة ، ولذلك تجد المنحرفين من الشواذ كالهيبيز والبنكس وغيرهم من أبعد الناس عن الأخذ من العانة والإبطين وتقليم الأظافر وسائر خصال الفطرة. فالفطرة إذا أطلقت فهي حالة الإنسان الابتدائية سواء من جهة الاستعدادات الأخلاقية (كآثار شبه حتمية لسلامة الفطرة) أو الاستعدادات الاعتقادية وهذا يتضمن القبول الطبيعي لفكرة التوحيد ، وعلى رأس ذلك توحيد الربوبية لما يوجد بين هذا النوع من التوحيد والفطرة من الترابط الوثيق ، فكل فطرة سليمة تؤمن بوجود الخالق ، وأما توحيد الألوهية فهو من اللوازم الغير ذاتية ، ومعنى غير ذاتية أي لايكمل بلا وحي رباني ورسالة إلهية تقيم الدليل وتذلل السبيل للعبادة الخالصة ، لأن أكثر الناس يفشل في تحقيق مقتضى توحيد الربوبية الذي هو العبودية التامة للخالق بسبب ما يعتور الفطرة من جهة وبسبب جهل الإنسان بطريق العبادة الصحيح ، ومنه الحديث (خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين) ، ويدخل فيه شياطين الإنس والجن ، ولا حظ هذا الترابط بين "الحنيفية" و "الفطرة" ، سواء في الكتاب أو السنة ، مما يدل على ضرورة الوقوف على معنى كلمة "الحنف" لغة واشتقاقاتها المتنوعة [1] لاستجلاء كافة المعاني المحتملة ، فهي بمقارنتها للفظ "الفطرة" لم تأت من فراغ بل لابد أن يكون لها دلالة مكملة لمعنى الفطرة ، فلتراجع ــ عن نفسي سوف أراجع معنى المفردتين في المعاجم المتاحة والنصوص وأقوال الأئمة من السلف والخلف ثم أرى كيف يؤديان بمجموعهما إلى معنى كلي موحد. [2]
= = = = = = = =
[1] وإن كان أصل معناها كما هو مشهور من الميل ، وقد عبر الله عن نوعين من الميل: الميل الصحيح ويسمى "حنيفية" من الحنف ، والميل الفاسد ويسمى "الإلحاد" ، كمن يلحد في الله أسماء الله أو آياته.
[2] وللصنعاني كتاب "إيقاظ الفكرة لمراجعة الفطرة" ، كما لا يخفى ، ومع ذلك تعرض لمباحث - لها تعلق بالفطرة - بعيدة عن حاجة المريد للاختصار ، فقد تعرض للتحسين والتقبيح وتعرض للجبر والاختيار وغير ذلك.

نضال مشهود
2008-12-25, 02:07 AM
ما أخطأ يا أخي رحمك الله!
بل ابن عبد البر يقول بما تقول به، وأن الفطرة هي الاستسلام، لكنه لا يقبل أن تكون الفطرة هي الإسلام بمعنى الدين ، وأما الإسلام بمعنى الاستسلام للصانع فهذا هو الحق.
وقد أشرت إلى هذا كله في مشاركاتي السابقة هنا.
فلعلك تراجعه بارك الله فيك.
بل أخطأ رحمه الله . وهذا واضح من سياق كلامه ، حيث وضعه تعقيبا على من فسر (الفطرة) بـ(الإسلام) و (الدين القيم) وعلى من قال بإسلام الأطفال . ومنشأ الخطأ أن ابن عبد البر يفرق في المعنى بين (الإسلام) و بين (السلامة والاستقامة) ، وهذا تفريق بلا فرق . قال شيخ الإسلام ابن تيمية معلقا :

قلت: الدلائل الدالة على أنه أراد: على فطرة الإسلام - كثيرة كألفاظ الحديث التي في الصحيح مثل قوله: ( على الملة ) ( وعلى هذه الملة ) ومثل قوله في حديث عياض بن حمار: [ خلقت عبادي حنفاء كلهم ] وفي لفظ [ حنفاء مسلمين ] ومثل تفسير أبي هريرة وغيره من رواة الحديث ذلك وهو أعلم بما سمعوا

وأيضا فإنه لو لم يكن المراد بالفطرة الإسلام لما سألوا عقب ذلك: ( أرأيت من يموت من أطفال المشركين وهو صغير؟ ) لأنه لو لم يكن هناك ما يغير تلك الفطرة لم سألوه والعلم القديم وما يجري مجراه لا يتغير

وكذلك قوله: [ فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه ] بين فيه أنهم يغيرون الفطرة التي فطر الناس عليها

وأيضا فإنه شبه ذلك بالبهيمة التي تولد مجتمعة الخلق لا نقص فيه ثم تجدع بعد ذلك فعلم أن التغيير وارد على الفطرة السليمة التي ولد العبد عليها

وأيضا فإن الحديث مطابق للقرآن لقوله تعالى: { فطرة الله التي فطر الناس عليها } وهذا يعم جميع الناس فعلم أن الله فطر الناس كلهم على فطرته المذكورة وفطرة الله أضافها إليه إضافة مدح لا إضافة ذم فعلم أنها فطرة محمودة لا مذمومة

يبين ذلك أنه قال: { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها } وهذا نصب على المصدر الذي دل عليه الفعل الأول عند سيبويه وأصحابه فدل على أن إقامة الوجه للدين حنيفا هو فطرة الله التي فطر الناس عليها كما في نظائره ومثل قوله: { كتاب الله عليكم } وقوله: { سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا } فهذا عندهم مصدر منصوب بفعل مضمر لازم إضماره دل عليه الفعل المتقدم كأنه قال: كتب الله ذلك عليكم وسن الله ذلك وكذلك هنا فطر الله الناس على ذلك: على إقامة الدين لله حنيفا وكذلك فسره السلف كما تقدم النقل عنهم

نضال مشهود
2008-12-25, 02:31 AM
لتتميم الفائدة ؛ قال شيخ الإسلام قال رحمه الله : "كل مولود يولد على الفطرة، ليس المراد به أنه حين ولدته أمه يكون عارفاً بالله موحداً له، بحيث يعقل ذلك. فإن الله يقول:{وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا}. ونحن نعلم بالاضطرار أن الطفل ليس عنده معرفة بهذا الأمر، ولكن ولادته على الفطرة تقتضي أن الفطرة تقتضي ذلك، وتستوجبه بحسبها. فكلما حصل فيه قوة العلم والإرادة حصل من معرفتها بربها ومحبتها له ما يناسب ذلك".

أبو جهاد الأثري
2008-12-25, 06:24 PM
لتتميم الفائدة ؛ قال شيخ الإسلام قال رحمه الله : "كل مولود يولد على الفطرة، ليس المراد به أنه حين ولدته أمه يكون عارفاً بالله موحداً له، بحيث يعقل ذلك. فإن الله يقول:{وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا}. ونحن نعلم بالاضطرار أن الطفل ليس عنده معرفة بهذا الأمر، ولكن ولادته على الفطرة تقتضي أن الفطرة تقتضي ذلك، وتستوجبه بحسبها. فكلما حصل فيه قوة العلم والإرادة حصل من معرفتها بربها ومحبتها له ما يناسب ذلك".
أخي الكريم - نضال - وفقك الله
هل تقصد أن الفطرة هي دين الإسلام؟
أم تقصد أن الفطرة مقتضية لدين الإسلام؟
ابن عبد البر - بارك الله فيك - يقول أن الفطرة مقتضية لدين الإسلام لكنها ليست هي الدين، وهذا هو نفسه قول شيخ الإسلام ابن تيمية و ابن القيم ( وقد ساق مبحث ابن عبد البر في التمهيد بطوله في كتابه شفاء العليل ) .
وقد قلت قبل هذا :

ولا إشكال عندي سمها الفطرة سمها الحنيفية سمها الإسلام سمها ما شئت ولا مشاحة.
لكن ما المعنى الذي تقصده؟
هنا موطن النزاع
إن كنت تقصد بالحنيفية شهادة أن لا إله إلا الله والعمل بمقتضاها فراجع ما سقته في مشاركاتي السابقة تجد الإشكال الذي سيعترض قولك هذا.
وأكرر مرة أخرى الفطرة هي - وهو الراجح عندي وهو الذي رجحه شيخ الإسلام و اابن القيم و ابن عبد البر و ابن الأنباري وجعله مذهب أهل الحديث وغيرهم - أنها الإقرار بالصانع و الاستعداد لتلقي كل ما جاء عنه.
فمن كان عنده زيادة على هذا فليتحفنا.

فهل تراك موافقا لهذا المقتبس أعلاه أم مخالفا فيه - بارك الله فيك - ؟
فإن كنت تقول بأن الفطرة هي الإسلام = الدين ، فهذا يكون هو المتنازع فيه، ولا بأس أن نتناقش فيه لعل الله ينفعنا ويرزقنا فهما.
وإن كنت تقول أن الفطرة = الإقرار بالصانع + الاستعداد للتلقي عنه، فنحن متفقان ، ولا علينا مما قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى، أخطأ فيه أم أصاب.
والله الموفق و الهادي سواء الصراط.
ودمتم لأخيكم جميعا مسددين.

أبوهلا
2008-12-27, 01:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عجبا ... كنت أظن أن الإشكال عندي وحدي فإذا بكم مثلي لا تكادون تجتمعون على رأي !!!!!

على كل حال من لديه تصور وفهم واضح للفطرة ـ وليس مجرد نقول ـ فليبين لنا ما هي الفطرة ؟ بكلام واضح وواف وموجز .

أفلااطون
2008-12-27, 01:19 AM
المقصود بالفطرة : أركان الإيمان الخمسة على وجه الإجمال .

عبدالله الشهري
2008-12-27, 01:33 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عجبا ... كنت أظن أن الإشكال عندي وحدي فإذا بكم مثلي لا تكادون تجتمعون على رأي !!!!!
على كل حال من لديه تصور وفهم واضح للفطرة ـ وليس مجرد نقول ـ فليبين لنا ما هي الفطرة ؟ بكلام واضح وواف وموجز .


جزاك الله خيرا. هل يمكنك تأمل مشاركتي والإفادة بما تصل إليه.

ابن الرومية
2008-12-27, 01:50 AM
الفطرة و العقل و الروح و غيرها من المفاهيم انما تدرك و تحس و لا أظن أن احدا يستطيع ايجاد تعريف مانع جامع لها و في ذلك وقع من الاختلاف بين الناس ما الله به عليم حتى وصلوا الى انكارها هربا من الاقرار بموجود محدود لا يحد

أحمد أبو المنـذر
2008-12-27, 10:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عذرا لطول الغياب, وكنت قد وعدت بأن أشارك هنا إلا أني انشغلت بالمشاركة في مواضيع أخرى ثم انقطعت لمدة

الفطرة و العقل و الروح و غيرها من المفاهيم انما تدرك و تحس و لا أظن أن احدا يستطيع ايجاد تعريف مانع جامع لها و في ذلك وقع من الاختلاف بين الناس ما الله به عليم حتى وصلوا الى انكارها هربا من الاقرار بموجود محدود لا يحد

أرى أن العودة لما بينه الله تعالى في معنى الفطرة في كتابه الكريم وما بينه النبي الفصيح صلى الله عليه وسلم في سنته أسلم مما كُتب من تفاصيل.

قال الشيخ الطاهر بن عاشور في تفسير قوله تعالى ((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)) من كتابه التنوير والتحرير:
(( فطرة الله )) بدل من (( حنيفاً )) بدل اشتمال فهو في معنى الحال من ((الدين )) أيضاً وهو حال ثانية فإن الحال كالخبر تتعدد بدون عطف على التحقيق عند النحاة. وهذا أحسن لأنه أصرح في إفادة أن هذا الدين مختص بوصفين هما: التبرؤ من الإشراك ، وموافقتُه الفطرة، فيفيد أنه دين سمح سهل لا عنت فيه. ونظيره قوله تعالى (( ولم يجعل له عِوجاً قيّماً )), أي الدين الذي هو فطرة الله لأن التوحيد هو الفطرة، والإشراك تبديلٌ للفطرة. اهـ

والمعنى الصحيح للفطرة هو الحنيفية, وقبل التوضيح نعرج على أقوال أهل العلم في معنى الفطرة:
فمنهم من فسرها بمعنى السلامة التبي ليس معها كفر ولا ايمان,
ومنهم من فسرها بمعنى البداءة, ومنهم من فسرها بمعنى الإسلام, ومنهم من قال أن الفطرة هي ما فطر الله عليه من الانكار والمعرفة والكفر والايمان, ومنهم من فسرها بمعنى معرفة الصانع.

- فاعترض على من فسرها بمعنى السلامة التي ليس معها كفر ولا ايمان بأن قوله تعالى: ((فطرة الله التي فطر الناس عليها )) فيها مدح, خلاف قولهم الذي سووا به بين المدح والذم.
وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( كل مولود يولد على الفطرة ) يعارض هذا المذهب ولو كان كما قاله أهل هذا المذهب لكان ينبغي أن يقال: فأبواه يسلمناه أو يهودانه...راجع كتاب درء التعارض لابن تيمية المجلد الثامن.

- أما من فسرها بمعنى البداءة, أي بمعنى" أن الله ابتدأهم للحياة والموت والشقاء والسعادة، وكل ما سبق في علم الله مما يصيرون إليه عند البلوغ أو عند العاقبة، فمن ابتدأ الله خلقه للضلالة والشقاء صيّره إلى ذلك وإن عمل بأعمال أهل السعادة، ومن ابتدأ الله خلقه على السعادة والهدى صيّره إلى ذلك وإن عمل بأعمال أهل الضلالة. وجعلوا من أمارات الشقاوة للطفل أن يولد لأبوين يهوديين أو نصرانيين فيحملانه على اعتقاد دينهما أو يعلّمانه إيّاه أو يموت قبل أن يعقل ويعتقد غير دين والديه فيحكم له بحكمهما". (التمهيد: 18/78).

فأجيب بأن أصحاب هذا القول خالفوا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه) لأنهم جعلوا تهويدهم أو تنصيرهم من الفطرة التي ولدوا عليها على حسب قولهم, فالمولود يبتدأ خلقه على سعادة أو شقاء فلا معنى لفعل الأبوين إذن لأنه ولد على هذه البداءة.
ولوكان المولود يولد على ما يصير إليه من الشقاوة أو السعادة، لما كان للأبوين أي تغيير، لأن ما سبق به القدر لا يتغير ولا يتبدل، وهذا ينافي ما ثبت لهما من التغيير.
وكذا قول الله تعالى: ((فطرة الله التي فطر الله عليها)) تعارض هذا القول وتبين أن الفطرة شيء محمود بيد أن التهويد والتنصير مذموم.

- أما قول من قال بأن الفطرة هي ما فطر الله عليه من الانكار والمعرفة والكفر والايمان فهذا من أضعف الأقوال وإن كان قائله إنما قاله ردا على القدرية.

- أما من فسرها بمعنى الإسلام فالجواب من وجوه:

فإن كان معناها الاسلام الكامل بأحكامه فهذا خطأ لأن الصبي ليس له القدرة في التمييز والتوصل إلى الاسلام لوحده, وقد ولد ولا يعلم شيئا كما قال الله تعالى: ((وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا))
والصبي إذا ولد على فطرة الاسلام هل هذا يعني يكون مسلما كامل الاسلام ؟ ذهب إلى هذا الإمام ابن شهاب الزهري وغيره حيث حكم بإسلام أولاد المشركين, لكن الصواب أن أحكام الصبي تبعا لأبويه في الدنيا أما في الآخرة فنعتقد بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: ( الله أعلم بما كانوا عاملين), لا نعلم هل هم من أهل الجنة أو خدم أهل الجنة كما ورد في بعض الأخبار أو من أهل النار فهم في علم الله تعالى, وأنا على هذا القول أنهم في علم الله تعالى. وهذا في من مات دون البلوغ من أولاد المشركين بالطبع.

وقد اعترض البعض على هذا القول بأن الناس كلهم قد أقيمت عليهم الحجة بآية الميثاق, وأجيب بأن الصبي ليس مكلفا ولا يعذب الله تعالى الناس حتى يبعث رسولا كما في الآية, وبالتالي فالصبي ليس مكلفا ولم تبلغه الحجة إذ لم يبلغ سن التمييز.

- أما من فسرها بمعنى معرفة الصانع فإن اليهود والنصارى بل والمشركين يقرون بالصانع ولم يجحدوا ربوبيته وبالتالي لا معنى لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فأبواه يهودانه أو ينصرانه)فتبين أن الفطرة أشمل من معرفة الصانع لأن اليهود والنصارى وإن كانوا مقرين بربوبية الله إلا أنهم يشركون بعبادته تعالى.
ولا ينكرون وجود الله تعالى إلا ملاحدة العصر من غباوتهم وحماقتهم وهم بذلك يتخبطون في حرب مع وجدانهم لأنه محال.

- والقول الأصح في معنى الفطرة مبين في قول الله تعالى: ((فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)) وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) وكذا قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تعالى: (إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين, فحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا) ومن المعلوم أن الشياطين هنا قد تكون جنا أو إنسا.

وبقي المعنى الشرعي الصحيح للحنيفية وهو السلامة من الشرك والميل إلى محبة الصانع وعبادته والتهيؤ لتنفيد أوامره والانتهاء من نواهيه. وأكيد الاقرار بالصانع داخل في معنى الحنيفية.
والحنيفية هي الإسلام وهو الدين القيم.
وهذه الفطرة واحدة لا تتغير إلا إن طرأ تغيير من الخارج سواء من شياطين الجن أو الانس, فلو ترك سالما من الإغواء لاهتدى بإذن الله تعالى إلى فطرته واتبع الدين الحق.

فلا يوجد أحد في منأى عن الشياطين إلا من اجتباه الله تعالى وهداه إلى الاسلام, وقد أقسم الشيطان لعنه الله أن لا يترك أحدا إلا عباد الله المخلصين أي الذين اختارهم الله واجتباهم وهداهم إلى الصراط المستقيم.
والله تعالى أعلم.

أحمد أبو المنـذر
2008-12-27, 10:49 PM
ولقد حدثني أحد الإخوة وكان ملحدا من أهل أوروبا ثم أسلم بفضل الله تعالى أنه مرات كان يحب الذهاب إلى البراري للتأمل في جمال الطبيعة واستنشاق النسيم العليل ففجأة خطر في باله شيء غريب وهو أن عظمة هذه الطبيعة ونظامها المحكم وكذا نظام الكواكب والمجرات التي تسبح في الفضاء الهائل محال أن تأتي بالصدفة هكذا, علماء البشر العظام والعباقرة يصنعون أجهزة ومحركات بالغة الدقة ويبدعون في ذلك ومع هذا يطرأ فيها الخلل وينتهي بها الأمر إلى القدم والفساد , أما هذه الطبيعة وما في الفضاء مصنوع بدقة وبعظمة لا تتصور, و لا يطرأ فيها خلل لمدة لا متناهية. فمحال أن يكون كل هذا بلا صانع, فأصبحت أحب هذا الصانع وأحب الخضوع له ولو لم أعرفه وسرعان ما اهتديت بأن الصانع إنما صنع هذا لنا نحن البشر لأمر ما وليس هكذا باطلا. وبعد مدة طويلة من البحث اهتدى إلى دين الاسلام , وكان قد ابتدأ البحث في ديانات الشرق الأقصى ثم المسيحية واليهودية وفي الأخير كان الإسلام فعلم أن الإسلام وافق ما تعرف عليه في تلك الجلسة وبالتالي وافق الإسلام فطرته, وهو الآن من أنشط الدعاة إلى الله تعالى.

أحمد أبو المنـذر
2008-12-27, 10:55 PM
وهناك قصة أخرى جديرة بالاهتمام حدثنيها أحد الأصدقاء الثقات إن شاء الله تعالى, وهي أن رجلا من الملاحدة الملعونين أراد مناظرة مسلم -كان ينكر علو الله تعالى- أمام جمع من الجامعيين فيه المسلمون والمسيحيون واللا دينيون,
فقال له الملحد: تزعم أن هناك إله يعبد فلا نريد منك ألغازا فإنه إن كان ما تعتقده في وجود الرب حقيقة فالجواب سهل جدا فأين ربك الذي تعبده لأننا قوم نؤمن بالمحسوس ولا نؤمن بالخيال؟
قال المسلم: لا نقول هذا فإن الله موجود وتعرفه من خلال مخلوقاته فالمصنوعات تدل على صانعها, لكننا لا نعين له مكانا إذ هو بلا مكان لا حد له ولا حيز ولا جهة ولا فوق ولا تحت ولا داخل العالم ولا خارجه.
فقاطع الملحد المسلم وقال له ضاحكا وساخرا منه: ما أثبت شيئا! ما هذا الكلام؟ فما الدليل على أن هذه المصنوعات من صانع واحد أو أكثر أو ربما جاءت صدفة وبالتطور!
وغضب المسلمون الموجودون في القاعة وحاول إقناعه وإفحامه لكن الملحد ركز على المكان فكر المسلم خاسرا راجعا مطأطأ الرأس.
ثم قام أحد من السلمين الذين في القاعة أراد إلجام الملحد الذي يكره الإسلام ويسخر من المسلمين خاصة والنصارى أيضا فقال له: أنا لست من أعلم الناس في هذا الباب لكن أريد أن أسألك: تخيل أنك في مأزق أو أنك في هول عظيم أو أنك سقطت في بحر مظلم تكاد تغرق ولا يوجد من يساعدك فماذا يأتي في ذهنك في تلك الساعة الحرجة جدا؟
توقف الملحد فلم يجب واكتفى بقول: لا أدري.
فقال المسلم: كلمة "لا أدري" ليست من قواميسك فقد حدت عن الجواب!
قال الملحد: لم يحصل لي ما قلته لي.
فالتفت المسلم إلى الجمع وقال: من منكم معشر الملاحدة وقع في هول أو مأزق لم يجد من يساعده وكاد أن يموت, فتعجب الناس فقال المسلم: أكيد أنه إذا وقع لأحد منكم هذا يأتيه إحساس في داخله أن هناك قوة يريد اللجوء إليها ويلتفت بقلبه أو بحسه إلى فوق! ولا ينكر أحد هذا إلا من أراد مناقضة مشاعره.
فالتزم الناس الصمت حتى الملحد المناظر.
قال المسلم للملحد المناظر: إذا وقعت في الهول الذي ذكرته لك فستعلم حينها أن لك خالق صانع واحد لهذا الكون تلتجئ إليه حين البأس فلا تلتفت حينها إلا إلى السماء وتطلب منه المساعدة فليس من اختيارك وإنما الفطرة التي فطر الناس عليها ظهرت في ذلك الحين وحينها تعرف أن ربك موجود بذاته فوق الكون محيط به.
فسكت الناس – ربما انشغلوا في محاولة تصور ما قاله لهم المسلم الثاني- واستغل سكوتهم بمواصلة كلامه وقال للملحد المناظر:
فإن قلت لا أراه أقول لك: فإنك لا ترى الكون بكامله أنت في أصغر الكواكب التي في أصغر المجموعات التي هي في أصغر المجرات فهل رأيت المجرات الأخرى مع أنك تؤمن بوجودها بدون أن تراها وتؤمن بأنها عظيمة جدا تدل على عظمة صانعها ولا يكون إلا فوقها ومحيط بها وأعظم منها, بل الكثير من الأشياء العظيمة خارج عالمنا لا تراها لكن قد تؤمن بها إن ظهرت أماراتها, بل الكثير من خبايا الأرض لم تكتشف بعد, كما في القطب الجنوبي والربع الخالي وأدغال الأمازون وسيبيريا وقد تؤمن بها إن ظهرت لك أماراتها, ولا يعلم هذه الأشياء الخفية عنك إلا صانعها فما بالك بما هو محيط بنا ولا نراه؟
فهل هناك أعظم أمارة من وجود الله تعالى, فلا ينكر هذا إلا من صدته الشياطين عن الطريق, أظن أن كلامي واضح وليس مشفرا!
هنالك ألجم الملحد الخبيث ولم يجب, وانشغل الناس بكلام المسلم, وحدثني صاحبي أن ذاك الملحد توقف حينها من السخرية إلا نادرا وأصبح لا يرفع رأسه قبالة وجه المسلم الثاني.

وهاتين المشاركتين ما هما إلا من اللطائف أرجو أن تكون موافقة للموضوع.

وصلى الله على محمد وعلى أله وصحبه.

أبو جهاد الأثري
2008-12-27, 11:19 PM
.وبقي المعنى الشرعي الصحيح للحنيفية وهو السلامة من الشرك والميل إلى محبة الصانع وعبادته والتهيؤ لتنفيد أوامره والانتهاء من نواهيه. وأكيد الاقرار بالصانع داخل في معنى الحنيفية.

بارك الله فيك هذا ما دندنت حوله منذ البداية ، وهي باختصار = الإقرار بالصانع مع الاستعداد للتلقي عنه.
وهنا سؤال لك أيها الفاضل: كيف جعلت السلامة من الشرك من الفطرة؟
أقول:
إنك بهذا تجعل من الفطرة توحيد الألوهية.!
فهل تلتزم هذا؟
ثم قولك :

فإن كان معناها الاسلام الكامل بأحكامه فهذا خطأ لأن الصبي ليس له القدرة في التمييز والتوصل إلى الاسلام لوحده, وقد ولد ولا يعلم شيئا كما قال الله تعالى: ((وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا))
والصبي إذا ولد على فطرة الاسلام هل هذا يعني يكون مسلما كامل الاسلام ؟ ذهب إلى هذا الإمام ابن شهاب الزهري وغيره حيث حكم بإسلام أولاد المشركين, لكن الصواب أن أحكام الصبي تبعا لأبويه في الدنيا أما في الآخرة فنعتقد بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم: ( الله أعلم بما كانوا عاملين), لا نعلم هل هم من أهل الجنة أو خدم أهل الجنة كما ورد في بعض الأخبار أو من أهل النار فهم في علم الله تعالى وأنا على هذا القول أنهم في علم الله تعالى. وهذا في من مات دون البلوغ من أولاد المشركين بالطبع.
وقد اعترض البعض على هذا القول بأن الناس كلهم قد أقيمت عليهم الحجة بآية الميثاق وأجيب بأن الصبي ليس مكلف ولا يعذب الله تعالى الناس حتى يبعث رسولا كما في الآية, وبالتالي فالصبي ليس مكلفا ولم تبلغه الحجة إذ لم يبلغ سن التمييز
وقولك هنا :

والحنيفية هي الإسلام وهو الدين القيم.
وهذه الفطرة واحدة لا تتغير إلا إن طرأ تغيير من الخارج سواء من شاطين الجن أو الانس, فلو ترك سالما من الإغواء لاهتدى بإذن الله تعالى إلى فطرته واتبع الدين الحق.

ألا ترى بينهما تنافرا بل تناقضا؟!
وأما نقلك هذا :

قال المسلم: لا نقول هذا فإن الله موجود وتعرفه من خلال مخلوقاته فالمصنوعات تدل على صانعها, لكننا لا نعين له مكانا إذ هو بلا مكان لا حد له ولا حيز ولا جهة ولا فوق ولا تحت ولا داخل العالم ولا خارجه.

فهل رأيت هذا قبل أن تنقله فأقررته، أم أنك غفلت عنه؟!

أحمد أبو المنـذر
2008-12-28, 12:23 AM
جزاك الله خيرا أخي الفاضل الأثري على التعقيب, واعذرني لطول غيابي وكنت قد وعدتك أنت بالذات بالمشاركة فحصل ما حصل.

أولا لنتفق على أن الفطرة معناها الحنيفية, وهذا لا شك فيه كما بينه الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم بكلام واضح.

وإذا كان الخلاف بيننا في معنى الحنيفية أنقل لك تعريف أهل العلم للحنيفية ومدى ترابطها بالفطرة التي فطر الناس عليها:

قال إمام المفسرين ابن جرير الطبري:
فسدد وجهك واستمر على الدين الذي شرعه الله لك من الحنيفية ملة إبراهيم, الذي هداك الله لها وكملها لك غاية الكمال, وأنت مع ذلك لازم فطرتك السليمة التي فطر الله الخلق عليها, فإنه تعالى فطر خلقه على معرفته وتوحيده وأنه لا إله غيره - أي لا معبود غيره-.اهـ

قال الإمام ابن عثيمين:
والحنيفية هي الملة المائلة عن الشرك المبنية على الإخلاص لله عز وجل.
ولاحظ قوله:" الإخلاص لله تعالى" و يعني ذلك الخضوع له وعدم عبادة أحد غيره. فلا يكفي أن نقول الإقرار بربوبيته يا أخي فإن هذا مما شاركنا فيه غيرنا.
وكذا قولك الاستعداد للتلقي عنه لا يكون إلا بالإخلاص , فلم لا توضح ولا تأتي بالتعريف الشامل الواضح لمعنى الحنيفية.

أما اعتراضك في أن السلامة من الشرك ليس من الفطرة, فكيف نفسر قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تعالى: ( إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين فحرمت عليهم ما أحللت لهم, وأمروهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا)؟
فخلقهم حنفاء يعني فطرهم الله على الحنيفية. سالمين من الشرك وإنما أشركوا بأمر من الشياطين فبدلوا فطرتهم. فكيف تعترض وتقول السلامة من الشرك ليست من الفطرة؟
هذا خطأ وخلاف الصحيح وما عليه جمهور أهل العلم والمفسرون في التعريف الشرعي لمعنى الحنيفية.

ولا يلزم بقولي أن السلامة من الشرك يعني توحيد الألوهية بمعنى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له والإتيان بأوامره والانتهاء من نواهيه, وإنما السلامة من الشرك التي هي من الفطرة معناها الخضوع له وحده بإخلاص والتهيؤ لعبادة الله تعالى وحده لا شريك له, ففرق بين هذا وهذا بارك الله فيك.

أما ما ظهر لك من تناقض في تعرفي للحنيفية بمعنى الإسلام, فأنت تعلم وأعلم مني بأن من معاني الإسلام الانقياد والاستسلام والإخلاص لله تعالى وهذا معنى الحنيفية تماما.
وإنما نفيت بأن الفطرة معناها الإسلام الكامل بأحكامه وأوامره ونواهيه واستبعدته وبينت السبب.
وكنت أخشى أن يساء الفهم وقد حصل بالفعل.

أما ما استشكل عليك في ما نقلت عن الصديق فلم أفهم مرادك ليتك توضح أحسن الله إليك!

أبو جهاد الأثري
2008-12-28, 01:44 AM
جزاك الله خيرا أخي الفاضل الأثري على التعقيب, واعذرني لطول غيابي وكنت قد وعدتك أنت بالذات بالمشاركة فحصل ما حصل.

لا بأس عليك أيها الأخ الكريم

أولا لنتفق على أن الفطرة معناها الحنيفية, وهذا لا شك فيه كما بينه الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم بكلام واضح.

لتكن هي الحنيفية أو الإسلام أو ماشئت بعد، لكن المعنى هو غايتنا وإلا فالفطرة هي الفطرة !!

وإذا كان الخلاف بيننا في معنى الحنيفية أنقل لك تعريف أهل العلم للحنيفية ومدى ترابطها بالفطرة التي فطر الناس عليها:
قال إمام المفسرين ابن جرير الطبري:
فسدد وجهك واستمر على الدين الذي شرعه الله لك من الحنيفية ملة إبراهيم, الذي هداك الله لها وكملها لك غاية الكمال, وأنت مع ذلك لازم فطرتك السليمة التي فطر الله الخلق عليها, فإنه تعالى فطر خلقه على معرفته وتوحيده وأنه لا إله غيره - أي لا معبود غيره-.اهـ

هذا خطأ ، فأنت الآن ما عدت تبحث في معنى الفطرة وإنما في معنى الحنيفية.
ثم تأمل كلام ابن جرير هنا ، وارجع فيه النظر يتبين لك أنه يتحدث عن الدين الذي شرعه الله ، وهذا شيء زائد عن الفطرة.

قال الإمام ابن عثيمين:
والحنيفية هي الملة المائلة عن الشرك المبنية على الإخلاص لله عز وجل.
ولاحظ قوله:" الإخلاص لله تعالى" و يعني ذلك الخضوع له وعدم عبادة أحد غيره. فلا يكفي أن نقول الإقرار بربوبيته يا أخي فإن هذا مما شاركنا فيه غيرنا.
وكذا قولك الاستعداد للتلقي عنه لا يكون إلا بالإخلاص , فلم لا توضح ولا تأتي بالتعريف الشامل الواضح لمعنى الحنيفية.
قال الإمام ابن عثيمين:
والحنيفية هي الملة المائلة عن الشرك المبنية على الإخلاص لله عز وجل.
ولاحظ قوله:" الإخلاص لله تعالى" و يعني ذلك الخضوع له وعدم عبادة أحد غيره. فلا يكفي أن نقول الإقرار بربوبيته يا أخي فإن هذا مما شاركنا فيه غيرنا.
وكذا قولك الاستعداد للتلقي عنه لا يكون إلا بالإخلاص , فلم لا توضح ولا تأتي بالتعريف الشامل الواضح لمعنى الحنيفية.
أما اعتراضك في أن السلامة من الشرك ليس من الفطرة, فكيف نفسر قول الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تعالى: ( إني خلقت عبادي حنفاء فاجتالتهم الشياطين فحرمت عليهم ما أحللت لهم, وأمروهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا)؟
فخلقهم حنفاء يعني فطرهم الله على الحنيفية. سالمين من الشرك وإنما أشركوا بأمر من الشياطين فبدلوا فطرتهم. فكيف تعترض وتقول السلامة من الشرك ليست من الفطرة؟
هذا خطأ وخلاف الصحيح وما عليه جمهور أهل العلم والمفسرون في التعريف الشرعي لمعنى الحنيفية.
أنا لم أكتف بالإقرار بالربوبية ، بل قلت هي الإقرار بالربوبية و الاستعداد ( فقط الاستعداد للتلقي عن الله ) وهذا الأخير لا يتم إلا ببعثة الرسل.
أما ما دمت تجعل توحيد الربوبية من الفطرة.
فقل لي:
لو وجدت رجلا يدعو الحسين أو الشاذلي، فقلت له : هذا شرك.
سيقول : لم؟
تقول:لأن الله أمرنا أن نفرده بالعبادة.
سيقول: أنا لا أعبدهم، أنا فقط أدعوهم.
تقول: الدعاء عبادة.
يقول: لم؟
تقول: لأن النبي صلى الله عليه و سلم قال كما في حديث النعمان بن بشير عند أبي داود والترمذي : " الدعاء هو العبادة " ولأن الله تعالى قال " وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين" فسمى الدعاء عبادة.
وكذلك أخبر الله تعالى عن إبراهيم في سورة مريم " قال سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله" فسمى الدعاء عبادة .......
فلاحظ هنا أنك تستدل، تقول أنه لابد من إفراد الله تعالى بالعبادة، ثم تبين أن هذا الفعل عبادة.!
والناس حين يريدون قضاء حاجة من ملك من ملوك الأرض، يتوسلون ويتوسطون بوسيلة وواسطة من مقربين من هذا الملك يكونون من خاصته ممن يحبهم.
فقاسوا هذا على ملك الملوك جل جلاله!
هل هذا كلام منكر من جهة العقل؟
طبعا ، لا
وليس هذا القياس منكرا أيضا، فإن النبي صلى الله عليه و سلم قال كما في حديث سعيد بن يزيد الأزدي عند الطبراني في الكبير والبيهقي في الشعب : " أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه و سلم : أوصني، فقال : " أوصيك بتقوى الله وأن تستحي من الله كما تستحي رجلا صالحا من قومك " أو كما قال صلى الله عليه و سلم.
فهذا القياس غير مستشنع في العقل.
فيأتي آت من الناس فيقول : أنا سأتخذ واسطة أتقرب بها إلى الله عز وجل، فأطلب من هذه الواسطة، والواسطة تطلب من الله تعالى...
هذا شرك مخرج من الملة.
لكن ما الذي دل عليه .؟ ,,,,,,,, أدلة الكتاب و السنة = الأدلة السمعية.
فنستخلص من هذا أنه حتى لو كنت مقرا بالأولهية وبأحقية الله بالعبادة وأنه لا معبود بحق إلا الله ، فأنت مفتقر إلى معرفة أنواع العبادة وما يدخل فيها وما يخرج عنها، وجمهور ذلك وأغلبه يدل عليه السمع لا العقل.
فتأمل هذا فإنه فارق!
ثم أعود فأقول:
الفطرة لا تحتمل إلا أن الله فطر الإنسان على توحيد الصانع مع الاستعداد للتلقي عنه والانقياد لما جاء منه.
ثم هناك ما يعرف ببديهة العقل، وهناك ما يعرف بنظر العقل، وهناك ما يحتاج في معرفته للسمع.
وأهل السنة يقولون أن الله يعرف ببداهة العقل وما بقي يحتاج إلى السمع.
وأما المعتزلة فقالوا: هناك أشياء أخرى معروفة بداهة، كقبح الكفر مثلا، وهناك ما هو معروف بنظر العقل كشكر المنعم تعالى، فهذا واجب عندهم من جهة النظر العقلي.
وهذا يقود لمبحث التحسين و التقبيح العقليين.. فأرى أن أقف هنا.
وأتمنى أن يكون مرادي واضحا مما قدمت.
ثم قلت:

ولا يلزم بقولي أن السلامة من الشرك يعني توحيد الألوهية بمعنى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له والإتيان بأوامره والانتهاء من نواهيه, وإنما السلامة من الشرك التي هي من الفطرة معناها الخضوع له وحده بإخلاص والتهيؤ لعبادة الله تعالى وحده لا شريك له, ففرق بين هذا وهذا بارك الله فيك.

اعلم وفقني الله وإياك أن هذا الكلام يحمل صوابا وخطأ.
وحتى لا أثقل عليك بطلبي منك تجلية مرادك كل مرة أقول:
أولا : ليعلم إخواني أن المسألة دقيقة ، وليست من واضحات المسائل كما يتصور كثيرون ممن أدلوا وممن لم يدلوا بدلائهم هنا.
ثانيا: أن الخضوع لله تعالى ، ولغيره معه ، شرك دل عليه السمع ، لكنه عقلا غير مستقبح كما هو مذهب أهل السنة خلافا للمعتزلة.
وقد نقل الزركشي عن علماء الأمصار كمالك و الشافعي وأحمد و الثوري والأوزاعي وأبي ثور، وهو مذهب أهل الظاهر - وإن لم ينقله الزركشي، كما هو مدون في الإحكام و المحلى لابن حزم - ، " ومن لم يتمعزل من الحنفية " - وهذه عبارة الزركشي التي نقلها عن ابن برهان وغيره ، = كل أولئك مذهبهم : أن الإنسان ليس مكلفا بشيء أصلا حتى ولا مسائل الإيمان، بل كل ذلك موقوف على الأدلة السمعية.
فما هو الموجود حينئذ في فطرة الإنسان؟
الموجود هو = استحسان ما استحسنه الشرع واستقباح ما استقبحه ، مع التسليم بأن الشرع يجوز أن يأتي بتقبيح الأشياء التي ورد باستحسانها.
فالموجود في فطرة الإنسان _ أكرر _ هو استعداده للتلقي من الصانع جل وعلا الذي هو مقر به.
=== هذا هو مذهب أئمة الأمصار كما نقل عنهم الزركشي في البحر المحيط : ( 1/136- 154 ).
وانظر كلام ابن القيم في مدارج السالكين : (1/254) وفي مفتاح دار السعادة ( 2/7) .
وابن حزم في الإحكام (1/52-59).

أما ما ظهر لك من تناقض في تعرفي للحنيفية بمعنى الإسلام, فأنت تعلم وأعلم مني بأن من معاني الإسلام الانقياد والاستسلام والإخلاص لله تعالى وهذا معنى الحنيفية تماما.
وإنما نفيت بأن الفطرة معناها الإسلام الكامل بأحكامه وأوامره ونواهيه واستبعدته وبينت السبب.
وكنت أخشى أن يساء الفهم وقد حصل بالفعل.

إذا حذفت : " الإخلاص " فأنا موافق، لما سبق من بيان ولا مانع عندي من أن أزيد بيانا.

أما ما استشكل عليك في ما نقلت عن الصديق فلم أفهم مرادك ليتك توضح أحسن الله إليك!
أتقصد أنك لا تعلم ما يعنيه ما كتبته هنا:

قال المسلم: لا نقول هذا فإن الله موجود وتعرفه من خلال مخلوقاته فالمصنوعات تدل على صانعها, لكننا لا نعين له مكانا إذ هو بلا مكان لا حد له ولا حيز ولا جهة ولا فوق ولا تحت ولا داخل العالم ولا خارجه.
!!
عجبي لك يا أحمد يا أبا المنذر!
يعني أنت لا ترى إشكالا أن نقول أن الله بلا مكان ، بل بلا جهة، بل تحديدا بلا فوق ، بل ما هو أدهى وأمر = لا داخل العالم و لا خارجه.؟
الله المستعان إذن.

أحمد أبو المنـذر
2008-12-28, 02:18 AM
!!
عجبي لك يا أحمد يا أبا المنذر!
يعني أنت لا ترى إشكالا أن نقول أن الله بلا مكان ، بل بلا جهة، بل تحديدا بلا فوق ، بل ما هو أدهى وأمر = لا داخل العالم و لا خارجه.؟
الله المستعان إذن.


(ابتسامة)
أبدأ مما انتهيت به وأقول: غفر الله لي ولك, لست غافلا فيما أنقل ولم أنقل هذه الرواية إلا لما علمت أنها موافقة للموضوع وزيادة.

وإني سائلك زادك الله علما ونفع بك: هل قرأت القصة كاملة واستنبطت الفوائد الجمة منها أم ألفت انتباهك تلك الفقرة فقط؟

لو تمعنت النظر في القصة التي هي واقعية - خلافا...- وتدبرتها جيدا علمت أنك أسأت الفهم.
وقد تعمدت ذكر القصة في هذا الموضوع لما فيه من فوائد زائدة لمعنى الفطرة وما يدخل فيها, وما يبين دور الفطرة في العقيدة الصحيحة.
وقد تمنيت لو أنك وغيرك ممن أنتظر انتباههم! يذكر لنا فوائد القصة, وأرجو منك أن لا تتعجل, وأعد النظر فيها لعل الضباب ينقشع, ويزيل الإشكال إن شاء الله تعالى.

أبو جهاد الأثري
2008-12-28, 02:28 AM
(ابتسامة)
أبدأ مما انتهيت به وأقول: غفر الله لي ولك, لست غافلا فيما أنقل ولم أنقل هذه الرواية إلا لما علمت أنها موافقة للموضوع وزيادة.
وإني سائلك زادك الله علما ونفع بك: هل قرأت القصة كاملة واستنبطت الفوائد الجمة منها أم ألفت انتباهك تلك الفقرة فقط؟
لو تمعنت النظر في القصة التي هي واقعية - خلافا...- وتدبرتها جيدا علمت أنك أسأت الفهم.
وقد تعمدت ذكر القصة في هذا الموضوع لما فيه من فوائد زائدة لمعنى الفطرة وما يدخل فيها, وما يبين دور الفطرة في العقيدة الصحيحة.
وقد تمنيت لو أنك وغيرك ممن أنتظر انتباههم! يذكر لنا فوائد القصة, وأرجو منك أن لا تتعجل, وأعد النظر فيها لعل الضباب ينقشع, ويزيل الإشكال إن شاء الله تعالى.

معذرة إليك أخي الكريم، ما انتبهت لما كتبته في القصة كاملا.
وقد زال الإشكال بقرائتها، ولعلك تقبل عذري فالخاطر مشغول بإخوان لنا يقتلون أن يقولوا ربنا الله.
اللهم انصر الإسلام و المسلمين و أذل الشرك و المشركين ، اللهم عليك باليهود وأعوانهم والنصارى وأنصارهم والحداثيين و العلمانيين و أذنابهم ، اللهم أحصهم عددا و اقتلهم بددا ولا تبق منهم أحدا عاجلا غير آجل يا رب العالمين.

أحمد أبو المنـذر
2008-12-28, 03:13 AM
آمين

نضال مشهود
2008-12-28, 03:39 AM
أبو جهاد ،
أبو هلا ،

تصوري لمعنى (الفطرة) واضح إن شاء الله ، ولا أجد فيه إشكالا والحمد لله ، وهو بمجمله وتفصيله موافق لكلام ابن تيمية في كل المواضيع ، ولا أرى أي مصادفة بين هذا التصور الواضح وبين الآيات والأحاديث . لكن المشكلة أن تواجدي بالألوكة ليس كثيرا ، فاعذروني على التأخر في الإجابة .

الفطرة = الحنيفية = الإسلام = الدين القيم = الاعتراف والإنابة = الحب والعبادة .

لكن ؛ انتبهوا . . . إن فطرة كا أحد بحسبه .
حنيفية كل أحد بحسبة
إسلام كل أحد بحسبة
دين كل أحد بحسبة
الاعتراف والإنابة من كل أحد بحسبه
الحب والعبادة من كل أحد بحسبه .

فإسلام الرضيع بحسبه ، وإسلام الطفل بحسبه ، وإسلام البالغ المكلف بحسبه
وإسلام العامي بحسبه ، وإسلام العالم بحسبه ، وإسلام الصحابة والأنبياء بحسبهم .

واضح يا إخواننا ؟ ما بقي عندكم من إشكال ؟ الله المستعان .

أحمد أبو المنـذر
2008-12-28, 03:58 AM
أخي الكريم أحسن الله إليك, قولك:

اعلم وفقني الله وإياك أن هذا الكلام يحمل صوابا وخطأ.
وحتى لا أثقل عليك بطلبي منك تجلية مرادك كل مرة أقول:
أولا : ليعلم إخواني أن المسألة دقيقة ، وليست من واضحات المسائل كما يتصور كثيرون ممن أدلوا وممن لم يدلوا بدلائهم هنا.
ثانيا: أن الخضوع لله تعالى ، ولغيره معه ، شرك دل عليه السمع ، لكنه عقلا غير مستقبح كما هو مذهب أهل السنة خلافا للمعتزلة.

سبحان الله!
هذا الكلام ليس له علاقة بموضوع البحث, ثم إني لم أقل: "الخضوع لله, ولغيره معه" وإنما قلت: "الخضوع له وحده" وأنت ما شاء الله قد لونتها.
أما أن الخضوع لغير الله معه مستقبح أو غير مستقبح عقلا فلا علاقة له بالفطرة البتة, وكذلك ما مثلت به عن الذي يدعو مع الله وليا واستنتاجك لها فالقول نفسه كما في مسألة الخضوع لغير الله معه أي لا علاقة له بالفطرة, وقولي بأن التبرؤ من الشرك أو قولي بأن السلامة من الشرك هي من الفطرة يغني عن تلك النقول والأمثلة, فلا إشكال في هذا بارك الله فيك.


وقد نقل الزركشي عن علماء الأمصار كمالك و الشافعي وأحمد و الثوري والأوزاعي وأبي ثور، وهو مذهب أهل الظاهر - وإن لم ينقله الزركشي، كما هو مدون في الإحكام و المحلى لابن حزم - ، " ومن لم يتمعزل من الحنفية " - وهذه عبارة الزركشي التي نقلها عن ابن برهان وغيره ، = كل أولئك مذهبهم : أن الإنسان ليس مكلفا بشيء أصلا حتى ولا مسائل الإيمان، بل كل ذلك موقوف على الأدلة السمعية.
فما هو الموجود حينئذ في فطرة الإنسان؟
الموجود هو = استحسان ما استحسنه الشرع واستقباح ما استقبحه ، مع التسليم بأن الشرع يجوز أن يأتي بتقبيح الأشياء التي ورد باستحسانها.
فالموجود في فطرة الإنسان _ أكرر _ هو استعداده للتلقي من الصانع جل وعلا الذي هو مقر به.
=== هذا هو مذهب أئمة الأمصار كما نقل عنهم الزركشي في البحر المحيط : ( 1/136- 154 ).
وانظر كلام ابن القيم في مدارج السالكين : (1/254) وفي مفتاح دار السعادة ( 2/7) .
وابن حزم في الإحكام (1/52-59).

ونقولك هذه تشتت الموضوع, ولا تفي بالغرض, وقد بينت لك غير مرة أن من الفطرة التبرؤ من الشرك والتهيؤ لعبادة الله تعالى مخلصا له الدين, وبالتالي طاعته في ما أمر ونهى. فلست أعلم لم تجعل معنى الفطرة منحصرا في الاقرار بالله تعالى والاستعداد للتلقي عنه مع أن التبرؤ من الشرك من أهم أسس فطرة الله التي فطر الناس عليها.


إذا حذفت : " الإخلاص " فأنا موافق، لما سبق من بيان ولا مانع عندي من أن أزيد بيانا.

أظن أن العلامة ابن باز قال بأن من معاني الإسلام: الانقياد والاستسلام والإخلاص لله تعالى.
والإمام ابن عثيمين عرف الحنيفية التي هي الفطرة بمعنى الميل عن الشرك إلى التوحيد المبني على الإخلاص لله عز وجل.
ولولا الإخلاص في عبادة الله تعالى وحده ما أشرك الإنسان.

قال الله تعالى:
((إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ )).

وقال تعالى:
((قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ )).

أبو جهاد الأثري
2008-12-28, 04:50 AM
أخي الكريم أحسن الله إليك, قولك:
سبحان الله!
هذا الكلام ليس له علاقة بموضوع البحث, ثم إني لم أقل: "الخضوع لله, ولغيره معه" وإنما قلت: "الخضوع له وحده" وأنت ما شاء الله قد لونتها.
أما أن الخضوع لغير الله معه مستقبح أو غير مستقبح عقلا فلا علاقة له بالفطرة البتة, وكذلك ما مثلت به عن الذي يدعو مع الله وليا واستنتاجك لها فالقول نفسه كما في مسألة الخضوع لغير الله معه أي لا علاقة له بالفطرة, وقولي بأن التبرؤ من الشرك أو قولي بأن السلامة من الشرك هي من الفطرة يغني عن تلك النقول والأمثلة, فلا إشكال في هذا بارك الله فيك.
ونقولك هذه تشتت الموضوع, ولا تفي بالغرض, وقد بينت لك غير مرة أن من الفطرة التبرؤ من الشرك والتهيؤ لعبادة الله تعالى مخلصا له الدين, وبالتالي طاعته في ما أمر ونهى. فلست أعلم لم تجعل معنى الفطرة منحصرا في الاقرار بالله تعالى والاستعداد للتلقي عنه مع أن التبرؤ من الشرك من أهم أسس فطرة الله التي فطر الناس عليها.
أظن أن العلامة ابن باز قال بأن من معاني الإسلام: الانقياد والاستسلام والإخلاص لله تعالى.
والإمام ابن عثيمين عرف الحنيفية التي هي الفطرة بمعنى الميل عن الشرك إلى التوحيد المبني على الإخلاص لله عز وجل.
ولولا الإخلاص في عبادة الله تعالى وحده ما أشرك الإنسان.
قال الله تعالى:
((إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ )).
وقال تعالى:
((قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ )).

الظاهر أنك أيها المبارك لم تفهم عني ما ألمحت إليه، ومسألة التحسين و التقبيح العقلي داخلة بلا شك في مبحث الفطرة، فلا معنى لقولك: أن هذا ليس له علاقة بالفطرة!
وأما قولك بأن التبرء من الشرك هو من أهم أسس الفطرة، فهذا هو الذي جرنا لمسألة التحسين و التقبيح العقليين.
فإن كنتت لا ترى بين المسألتين ترابطا، فاعذرني لا يسعني أن أبين الآن فليس عندي ترف الوقت.
واستدلالك بكلام الشيخين ابن باز وابن عثيمين لا ينفق في مبحثنا هذا فنحن جميعا متفقون على أن الناس اختلفوا في معناها، فلا يفيد نقلك لكلامهما المجرد شيئا،إلا إضافة صوت لأحد جوانب الخلاف.
ودمت لأخيك موفقا.

أبوهلا
2008-12-28, 11:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أيها الكرام هذا موجز لآرائكم المتقاربة حذفت منه الاستطرادات ، أرجو مراجعته وتكميل نواقصه مما لم أنتبه له ، لأني سأبين إشكالاتي انطلاقا من هذا الموجز :

طلب ورجاء : أرجو ممن يرى أن رأيه في موجزي واف أن يشعرني بذلك حتى أبدأ مناقشته .


أبو جهاد الأثري :
1 ـ أرجحها أنه معرفة الصانع . وهي معرفة قلبية فقط .
2 ـ اليهود و النصارى والملحدون هم على الفطرة بمعنى الإقرار بالصانع ..... لكنهم كفار .
3 ـ ثم أضاف الإقرار بالصانع ( بالربوبية ) ، و الاستعداد لتلقي كل ما جاء عنه .
4 ـ الفطرة هي الميثاق . والميثاق هو الاعتراف أو الإقرار بالصانع .
5 ـ هي الاستسلام للصانع .


أحمد أبو المنذر :
1 ـ الفطرة معناها الحنيفية ،
= والحنيفية هي الملة المائلة عن الشرك المبنية على الإخلاص لله عز وجل .
= والحنيفية هي السلامة من الشرك والميل إلى محبة الصانع وعبادته والتهيؤ لتنفيذ أوامره والانتهاء من نواهيه. وأكيد الإقرار بالصانع داخل في معنى الحنيفية .


نضال مشهود :
1 ـ الفطرة هي الإسلام ، وهو الدين القيم والحنيفية .
2 ـ ومضمونها : الميل إلى الاعتراف بالله تعالى والإنابة إليه ( المحبة والعبادة ) .
3 ـ الفطرة ميل وشعور ، أي : استعداد وقبول .
4 ـ الفطرة = الحنيفية = الإسلام = الدين القيم = الاعتراف والإنابة = الحب والعبادة .


عبد الله الشهري :
1 ـ هي حالة الإنسان الابتدائية سواء من جهة الاستعدادات الأخلاقية ( كآثار شبه حتمية لسلامة الفطرة ) أو الاستعدادات الاعتقادية وهذا يتضمن القبول الطبيعي لفكرة التوحيد .
2 ـ الفطرة والحنيفية بينهما تلازم وسوف أراجع معنى المفردتين في المعاجم المتاحة والنصوص وأقوال الأئمة من السلف والخلف . ( لازلت في انتظار نتائج مراجعتك )

أسعدكم الله جميعا

أبوهلا
2008-12-28, 11:56 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي أبو جهاد الأثري هل أفهم من قولك ( ليس عندي ترف الوقت ) أن نترك مناقشة كلامك حتى تجد فسحة من وقتك ؟

يسر الله أمرك

نضال مشهود
2008-12-28, 01:50 PM
نضال مشهود :
1 ـ الفطرة هي الإسلام ، وهو الدين القيم والحنيفية .
2 ـ ومضمونها : الميل إلى الاعتراف بالله تعالى والإنابة إليه ( المحبة والعبادة ) .
3 ـ الفطرة ميل وشعور ، أي : استعداد وقبول (وطبعا : بالتكميل يكتمل) .
4 ـ الفطرة = الحنيفية = الإسلام = الدين القيم = الاعتراف والإنابة = الحب والعبادة .

نعم ، هذا ما أتصوره عن الفطرة والإسلام والحنيفية والدين القيم . فهل من ملاحظة جديدة ؟ بارك الله فيكم .

أبو جهاد الأثري
2008-12-28, 09:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي أبو جهاد الأثري هل أفهم من قولك ( ليس عندي ترف الوقت ) أن نترك مناقشة كلامك حتى تجد فسحة من وقتك ؟
يسر الله أمرك
لا يا أبا هلا - بارك الله فيك - بل لك أن تناقش ما شئت من كلامي..
لكن على هذا النحو:
أبو جهاد يقول : الفطرة هي معرفة الصانع والاستعداد للتلقي عنه.
فإن كنت ستناقش هذا فحيهلا.
مع أني ظننتك ما تبغي محاورتي أصلا حين قلت أنني أحد أسباب تركك للنقاش!! لأنني لم أفهم معنى الفطرة - مع أنك السائل عنها طبعا - لكن ..!
قل لي ما اعتراضك على تعريفي هذا.. و
دمت لأخيك.

أحمد أبو المنـذر
2008-12-29, 12:07 AM
أحمد أبو المنذر :
1 ـ الفطرة معناها الحنيفية ،
= والحنيفية هي الملة المائلة عن الشرك المبنية على الإخلاص لله عز وجل .
= والحنيفية هي السلامة من الشرك والميل إلى محبة الصانع وعبادته والتهيؤ لتنفيذ أوامره والانتهاء من نواهيه. وأكيد الإقرار بالصانع داخل في معنى الحنيفية .


حياك الله أخي أبا هلا واشتقت لمحاورتك,

نعم معنى الفطرة عندي بإيجاز هو الحنيفية.
ومعنى الحنيفية بإيجاز أيضا: الميل عن الشرك إلى توحيد الله والتهيؤ لعبادته وطاعته في ما أمر ونهى.

عبدالرزاق الحيدر
2008-12-29, 10:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,

من باب الفائدة: تكلم الامام ابن القيم في كتابه أحكام أهل الذمة عن موضوع الفطرة في ما يقارب (120) صفحة! فياليت الاخوة يراجعون الكتاب, وشكرا.

# من أحكام اهل الذمة-طبعة رمادي للنشر- توزيع دار ابن حزم-المجلد الثاني-من صفحة(944) الى(1070), تحقيق البكري و العاروري.

قال -رحمه الله- في صفحة "1068": ( فصل قي تلخيص هذه الاقوال التي حكيناها)

ثم اعاد ذكر الاقوال باختصار, فقال بعدها: ( والصحيح من هذه الاقوال مادل عليه القرآن والسنة أنهم ولدوا حنفاء على فطرة الاسلام بحيث لو تركوا وفطرهم لكانوا حنفاء مسلمين, كما ولدوا أصحاء كاملي الخلقة, فلو تركوا وخلقهم لم يكن فيهم مجدوع ولا مشقوق الاذن.

ولهذا لم يذكر النبي-صلى الله عليه وسلم- لذلك شرطا مقتضيا غير الفطرة, وجعل خلاف مقتضاها من فعل الابوين.
وقال النبي-صلى الله عليه وسلم-فيما يرويه عن ربه عز وجل: (( إني خلقت عبادي حنفاء (كلهم), وإنهم أتتهم الشياطين فاجتهالتهم عن دينهم)), فأخبر أن تغيير الحنفية التي خلقوا عليها بأمر طارئ من جهة الشيطان, ولو كان الكفار منهم مفطورين على الكفر لقال: خلقت عبادي مشركين, فأتتهم الرسل فاقتطعتهم عن ذلك, كيف وقد قال: (( خلقت عبادي حنفاء كلهم))؟

فهذا القول أصح الاقوال, والله أعلم.انتهى.

@@ اعتذر عن عدم استطاعتي قراءة كل المشاركات !!( ابتسامة).

أبو جهاد الأثري
2008-12-29, 10:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
من باب الفائدة: تكلم الامام ابن القيم في كتابه أحكام أهل الذمة عن موضوع الفطرة في ما يقارب (120) صفحة! فياليت الاخوة يراجعون الكتاب, وشكرا.
# من أحكام اهل الذمة-طبعة رمادي للنشر- توزيع دار ابن حزم-المجلد الثاني-من صفحة(944) الى(1070), تحقيق البكري و العاروري.
قال رحمه الله: ( فصل قي تلخيص هذه الاقوال التي حكيناها)
ثم ذكر الاقوال, فقال بعدها: ( والصحيح من هذه الاقوال مادل عليه القرآن والسنة أنهم ولدوا حنفاء على فطرة الاسلام بحيث لو تركوا وفطرهم لكانوا حنفاء مسلمين, كما ولدوا أصحاء كاملي الخلقة, فلو تركوا وخلقهم لم يكن فيهم مجدوع ولا مشقوق الاذن.
ولهذا لم يذكر النبي-صلى الله عليه وسلم- لذلك شرطا مقتضيا غير الفطرة, وجعل خلاف مقتضاها من فعل الابوين.
وقال النبي-صلى الله عليه وسلم-فيما يرويه عن ربه عز وجل: (( إني خلقت عبادي حنفاء (كلهم), وإنهم أتتهم الشياطين فاجتهالتهم عن دينهم)), فأخبر أن تغيير الحنفية التي خلقوا عليها بأمر طارئ من جهة الشيطان, ولو كان الكفار منهم مفطورين على الكفر لقال: خلقت عبادي مشركين, فأتتهم الرسل فاقتطعتهم عن ذلك, كيف وقد قال: (( خلقت عبادي حنفاء كلهم))؟
فهذا القول أصح الاقوال, والله أعلم.انتهى.
@@ اعتذر عن عدم استطاعتي قراءة كل المشاركات !!( ابتسامة).

جميل جدا، ولا أظن أحدا يخالف في هذا من الإخوة.
لكن هل لك أن ترجع للمبحث من أوله فتخبرنا بمعنى الحنيفية هذه - من كلام ابن القيم - ؟

أبو جهاد الأثري
2008-12-29, 10:55 PM
المسألة يا إخوان هي: ما هي الفطرة؟

لا نريد مقتضاها، لا نريد مرادفات لها، بل نريد ما هي؟

ولن تكون بإذن الله تعالى إلا : إقرارا بالصانع + الاستعداد للتلقي عنه.

وهذا لا شك مقتض لمحبته ، وعدم الإشراك معه ، وكمال الذل والنقياد والخضوع والإخلاص و و و ....

لكن الفطرة هي هي = إقرار بالصانع والاستعداد للتلقي عنه.

وأما أنها الحنيفية أو الإسلام أو الدين القيم أو أو ....
فكل ذلك لا يغني شيئا في جواب السؤال : ما هي الفطرة؟

لأنك ستضطر لتعريف كل واحد من هذه الأسماء التي جئت بها ، ماذا تقصد به.

فتنبهوا بارك الله فيكم حتى لا يصبح الموضوع مجرد مشاركة للمشاركة.

الآن نريد حصر المسألة إن أذن لنا أبو هلا:

هل من الإخوان من يخالف في هذا التعريف فيرى أنه أوسع أو أضيق من معنى الفطرة؟

==== الفطرة : الإقرار بالصانع + الاستعداد للتلقي عنه.

وعنّ لي أن أضرب مثلا يتضح به المقال.

الفطرة = جهاز الراديو ( بوضع جيد متهيئ لاستقبال إذاعة القرآن الكريم ).

البث الإذاعي للقرآن = الوحي

يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه = تغيير مؤشر الراديو من الذبذبة التي يتلقى فيها موجات إذاعة القرآن الكريم ، إلى التقاط ذبذبات موجات ( س، ص ، ج ...).

فهو مجرد تهيؤ للاستقبال لوحي الصانع وأوامره ونواهيه ، وقد ضرب اين القيم لذلك مثلا بالرضيع وشرب اللبن.

وعذرا لرميي لكيس أفكاري ليتبعثر هكذا في صورة مداخلة .. فالخاطر تدور فيه خواطر .. والقلب تغزه عزة أبطال العزة .... في غزة.

اللهم انصر إخواننا المستضعفين في كل مكان.. يا ذا القوة المتين ومجيب دعوة المضطرين.

عبدالرزاق الحيدر
2008-12-29, 11:41 PM
قال الامام ابن القيم رحمه الله "2/959" : ( قال ابو عمر-ابن عبدالبر- : والحنيف في كلام العرب المستقيم المخلص, ولا استقامة أكبر من الاسلام, قال:....وهذا كله يدل على أن الحنيفية: الاسلام.

قال "اي ابن عبدالبر": وقال اكثر العلماء: الحنيف المخلص.....قال: فوصف الحنيفية بالاسلام, وهو ام واضح لا خفاء به. انتهى من الكلام عن الحنيفية ولم يعقب عليه على حسب علمي, والله أعلم.

# قال ابن القيم (2/1020) : ( و إذا قيل: إنه ولد على فطرة الاسلام, أو خلق حنيفا, ونحو ذلك فليس المراد به أنه حين خرج من بطن أمه يعلم هذا الدين ويريده, فالله اخرجنا من بطون أمهاتنا لا نعلم شيئا, ولكن فطرته سبحانه موجبة مقتضية لمعرفة دين الاسلام ومحبته, ففطروا على فطرة مستلزمة للاقرار بالخالق و محبته واخلاص الدين له, وموجبات الفطرة و مقتضياتها تحصل شيئا بعد شيء بحسب كمال الفطرة اذا سلمت عن المعارض, كما ان كل مولود يولد فإنه يولد على محبة ما يلائم بدنه من الاغذية و الاشربة, فيشتهي اللبن الذي يناسبه, وهذا من قوله تعالى: ( قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) "سورة طه آية 50" وقوله: ( الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى ) "سورةالاعلى"
فهو سبحانه خلق الحيوان مهتديا الى طلب ما ينفعه ودفع ما يضره, ثم هذا الحب والبغض يحصل فيه شيئا بعد شيء, ثم قد يعرض لكثير من الابدان ما يفسد ما ولد عليه من الطبيعة السليمة. انتهى.

# للمزيد, أرجوا مراجعة الكتاب!! "ابتسامة" , وشكرا.

عبدالرزاق الحيدر
2008-12-30, 12:08 AM
نقل الامام ابن القيم عن شخه-المعروف انه اذا قال شيخنا يعني شيخ الاسلام- : (فصل-
قال أبو عمر: و أما اختلاف العلماء في الفطرة المذكورة في هذا الحديث وما كان مثله فقالت فرقة: الفطرة في هذا الموضع أريد بها الخلقة التي خلق عليها المولود من المعرفة بربه, فكأنه قال: كل مولود يولد على خلقة يعرف بها ربه اذا بلغ مبلغ المعرفة, يريد ان خلقه مخالف لخلقة البهائم التي لا تصل بخلقتها الى معرفة.
قالوا: لأن الفاطر هو الخالق, قال: و أنكرت أن يكون المولود يفطر على إيمان او كفر, أو معرفة أو انكار.

قال شيخنا: صاحب هذا القول ان اراد بالفطرة التمكن من المعرفة والقدرة عليها فهذا ضعيف, فإن مجرد القدرة على ذلك لا يتقتضي أن يكون حنيفا, ولا ان يكون على الملة.
ولا يحتاج أن يذكر تغيير ابويه لفطرته حتى يسأل عمن مات صغيرا, ولأن القدرة في الكبير اكمل منها في الصغير, وهو لما-بشد الميم- نهاهم عن قتل الصبيان فقالوا: إنهم اولاد مشركين, قال: ( أو ليس خياركم أولاد المشركين؟ ما من مولود إلا يولد على الفطرة ) ولو أريد القدرة لكان البالغون كذلك مع كونهم مشركين مستوجبين للقتل.

وإن أراد بالفطرة القدرة على المعرفة مع إرادتها فالقدرة الكاملة مع الإرادة التامة تستلزم وجود المراد المقدور, فإذا فطروا على القدرة على المعرفة وإرادتها كان ذلك مستلزم للايمان, ولم يختلف موجبه ومقتضاه.انتهى.

نفس المصدر(2/1021).

#@ للفائدة ورفع الاشكال ينظر في الكتاب, وشكرا.( نبي ننام)!

عبدالرزاق الحيدر
2008-12-30, 10:47 PM
-من باب الفائدة لمن أراد ان يتوسع في هذا الباب, توجد رسالة ماجستير بإسم " الفطرة حقيقتها ومذاهب الناس فيها" -دار المسلم, وقد فسر الفطرة بأنها الاسلام, وانظر في مراجع الكتاب.
ولمن اراد الاختصار فعليه بكتاب درة الاسلام "درء تعارض العقل والنقل" لشيخ الاسلام , وكتاب أحكام اهل الذمة للامام ابن القيم, ففيهما ما يكفي ان شاء الله.

عبدالرزاق الحيدر
2008-12-30, 10:53 PM
قال شيخ الاسلام ابن تيمية-رحمه الله- ((42) لأهل التعطيل شبهات في العلو
يعارضون بها الكتاب والسنة، والإجماع والفطر، والدلائل العقلية؛ فإنها متفقة على أنه سبحانه فوق مخلوقاته، وقد فطر الله على ذلك العجايز والصبيان، كما فطرهم على الإقرار بالخالق، قال صلى الله عليه وسلم "كل مولود يولد على الفطرة" إلخ . هذا معنى قول عمر بن عبد العزيز: عليك بدين الأعراب والصبيان في الكتاب، أي: أن الله فطرهم على الحق، والرسل بعثوا بتكميل الفطرة، وتقديرها، وأعداؤهم يريدون تغييرها، ويوردون شبهات لا يفهمها كثير من الناس.
( من كتاب-رسائل لخصها الامام محمد بن عبد الوهاب من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية )

و (حديث عدي بن حاتم وفيه فإن اليهود مغضوب عليهم، و النصارى ضالون. فقلت: فإني حنيف مسلم، )" نفس المصدر" مسألة رقم(91).

نضال مشهود
2009-01-01, 08:29 AM
أبا هلا . . حفظكم الله ، هل بقي من إشكال في أن (الفطرة) = (الإسلام) ؟