المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى خبراء ابن عبد البر، سؤال:



ابن المنير
2007-04-14, 09:48 PM
من خلال ممارستكم العملية، للاستذكار، ما هي الفوائد التي تفرَّد بها دون التمهيد ؟

عبدالله الشهري
2007-04-14, 10:03 PM
الشيخ عبدالله الحمادي من الخبراء في ذلك ، فقد أمضى وقتاً ممتعاً أحسبه في جنبات تراث أبي عمر الأندلسي وفي البقية خير وبركة ، وننتظر جوابه.

ابن المنير
2007-04-14, 10:16 PM
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم
كنت سأذكر أسماء، لكني تدبرت، فأعرضت
وبمشاركتكم الكريمة
أقول:
من الخبراء - فيما أحسب -
المشايخ الكرام:
الباجي، وابن السائح، والحمادي، ...

الحمادي
2007-04-14, 11:13 PM
بارك الله فيكما وشكر لكما حسن الظن
ولعل الأخ الباجي يفيدنا بما في جعبته، وكذا الأخ ابن السائح وفقهما الله

وإلى أن يفيدا أقول:
الفوائد التي تفرد بها كتاب الاستذكار عن التمهيد كثيرة ومتنوعة
فقهية وحديثية ولغوية وغيرها
والفروع الفقهية فيه أكثر من التمهيد

هذا جواب سؤالك أخي (وشوشة) باختصار
وأما التمثيل فيحتاج إلى وقت ومراجعة

وهنا ألفت النظر إلى خطأ القول بأنَّ الاستذكار مختصرٌ للتمهيد
فهذا خطأ ظاهر، بل الاستذكار شرح مستقل عن التمهيد، وفيه ما ليس في التمهيد، ويكفي أنه شرحٌ لكامل الموطأ بخلاف التمهيد

وكذلك في التمهيد ما ليس في الاستذكار

وكثير من إحالات ابن عبدالبر في التمهيد على الاستذكار متعلقة بالأسانيد، وهناك إحالات متعلقة بفقه الحديث وغريبه

أشرف بن محمد
2007-04-15, 01:27 AM
أحسن الله إليكم،
قال في الاستذكار
(أما بعد:
فإن جماعة من أهل العلم وطلبه، والعناية به، من إخواننا - نفعهم الله وإيانا بما علمنا -، سألونا في مواطن كثيرة مشافهةً، ومنهم من سألني ذلك من آفاق نائية مكاتبةً، أن أصرِّفَ لهم كتاب «التمهيد» على أبواب «الموطإ» ونسقه، وأحذف لهم منه تكرار شواهده وطرقه، وأصل لهم شرح المسند والمرسل = اللذين قصدت إلى شرحهما خاصة في «التمهيد»، بشرح جميع ما في الموطأ من أقاويل الصحابة والتابعين، وما لمالك فيه من قوله الذي بنى عليه مذهبه، واختاره من أقاويل سلف أهل بلده - الذي هم الحجة عنده على من خالفهم -، وأذكر على كل قول رسمه وذكره فيه، ما لسائر فقهاء الأمصار من التنازع والاختلاف في معانيه، حتى يتم شرح كتابه «الموطإ» مستوعبًا مستقصى بعون الله - إن شاء الله -، على شرط الإيجاز والاختصار، وطرح ما في الشواهد من التكرار؛ إذْ ذلك كله ممهَّد مبسوط في كتاب «التمهيد»، والحمد لله
وأقتصر في هذا الكتاب من الحجَّة والشاهد على فِقَر دالَّة، وعيون مبيَّنة ونكت كافية؛ ليكون أقرب إلى حفظ الحافظ، وفهم المطالع - إن شاء الله -).

وعليه، قد بان لنا من هذا النص المهم = جدا
ما هي الفوائد التي انفرد بها الاستذكار، دون التمهيد.

والله الموفق

أشرف بن محمد
2007-04-15, 08:49 AM
لا شك عندي، أن الشيخ الحبيب قد اطّلع، من قبل على النص الذي أوردته، سابقا، لا سيّما وأن له عناية خاصة بابن عبد البر – رحمه الله – ، والنص إنما هو تدعيم وتأكيد لما ذَكر، وهذه قراءتي لنص ابن عبد البر – رحمه الله - :
أقول:
إنّ كتاب الاستذكار كان نتاج الخطوات التالية:
• قام ابن عبد البر بإعادة ترتيب التمهيد، فبعد أن كان ترتيبه على حروف المعجم في أسماء شيوخ مالك، رتبه ترتيبا فقهيا على أبواب الموطأ ونَسَقِه.
• قام بحذف المكرر من الشواهد والطُرق.
• احتفَظ بشرحه للمسند والمرسل، ثم جمع إلى ذلك شرح جميع ما في الموطأ من أقاويل الصحابة والتابعين، وما لمالك فيه من قوله الذي بنى عليه مذهبه واختاره، ثم تعهّد بأن يذكر ما لسائر فقهاء الأمصار من التنازع والاختلاف.

وكان الاستذكار

فبعد سرد هذه الخطوات لا أستطيع أن أقرّر أن الاستذكار إنما هو محض اختصار للتمهيد، فهذا خطأ بيّن، كما صرّح بذلك شيخنا من قبل.
ولكن في الوقت نفسه، لا أستطيع أن أغمض عيني، بأنه ثمة اختصار.

أيضًا لا أوافق على أن (الاستذكار شرح مستقل عن التمهيد)، بل هما متمازجان متوائمان مكمّلان لبعضمها البعض = لا غنى لأحدهما عن الآخر.

هذه وجهة نظري، والله يحفظكم ويرعاكم.


تنبيه:
قال الشيخ الحمادي، وفقه الله:
(وكثير من إحالات ابن عبدالبر في التمهيد على الاستذكار متعلقة بالأسانيد، وهناك إحالات متعلقة بفقه الحديث وغريبه)
هنا سبق قلم – غير مقصود -، والعكس هو الصحيح = (وكثير من إحالات ابن عبدالبر في الاستذكار على التمهيد متعلقة بالأسانيد).

أشرف بن محمد
2007-04-15, 08:55 AM
طبعا نسيت أن أقرّر أنني لست خبيرا
ولكنها الفائدة

عبدالله الشهري
2007-04-15, 10:02 AM
طبعا نسيت أن أقرّر أنني لست خبيرا
ولكنها الفائدة


قد تجد في النهر ما لا تجد في البحر.

الحمادي
2007-04-15, 04:59 PM
أولاً: أشكر أخي الحبيب أشرف على نقل كلام الإمام ابن عبدالبر في مقدمة الاستذكار، وكلامُه معروف، وقد نقلتُه في حوار سابق مع أحد الأحباب


ثانياً: كلامي عن الاستذكار والتمهيد هو من واقع تجربة طويلة مع الكتابين، وليس من خلال فهم كلام ابن عبدالبر في مقدمته بمعزلٍ عن ممارسة كتابه، فإن العالم قد يذكر في مقدمة كتابه منهجَه في الجملة، ويُغفِل ذِكرَ التفاصيل، وقد ينفي أشياء هي موجودةٌ فيه، وإنما كان نفيُه لها بالنظر إلى الأغلب

ولذا فكون الإمام ابن عبدالبر:

قام بحذف المكرر من الشواهد والطُرق.
فإنما هو من حيث الغالب، وإلا ففي الاستذكار أسانيد مذكورة في التمهيد من الطريق نفسها، ولكنها قليلة
كما أنَّ في الاستذكار من الأسانيد ما ليس في التمهيد

بل تجد ابن عبدالبر في التمهيد أحياناًَ يحيل على الاستذكار، وهي مواضع قليلة، وقد كان رحمه الله يتعاهد كتابه، فيضيف إليه؛ كما يتبين هذا من كلامه في بعض المواضع
لكن الأغلب –كما ذكرت سابقاً- تميُّز التمهيد من هذه الحيثية


ثالثاً: ما ذكرتَ وفقك الله من كون ابن عبدالبر:


احتفَظ بشرحه للمسند والمرسل، ثم جمع إلى ذلك شرح جميع ما في الموطأ من أقاويل الصحابة


فلا أدري ما مقصودك بهذا؟

إن كان المقصود أنه نقل ما في التمهيد من شرحٍ للمسند والمرسل نقلاً محضاً ووضعه في الاستذكار= فهذا خطأ قطعاً، ومخالف لواقع الكتاب
وإن كان المقصود شرحَها إضافةً إلى شرح باقي الكتاب؛ من موقوفات ومقطوعات وآراء مالك وفقهه= فهذا هو واقع الكتاب


رابعاً: قلتَ وفقك الله:


أيضًا لا أوافق على أن (الاستذكار شرح مستقل عن التمهيد)،
بل هما متمازجان متوائمان مكمّلان لبعضمها البعض = لا غنى لأحدهما عن الآخر.

وللتوضيح أقول:
قولي (الاستذكار شرح مستقل عن التمهيد) ليس مرادي به نفيَ الارتباط بين الكتابين؛ فمثل هذا غيرُ خافٍ على أحد يعرف الكتابين

وإنما أردتُ وفقك الله أنه ليس تلخيصاً للتمهيد كما قيل، بل هو شرحٌ له معالمه وطريقته، وفيه من الإضافات العلمية والفوائد الكثيرة المتنوعة ما ليس في التمهيد، سواء الفوائد الحديثية أو الفقهية أو اللغوية أو غيرها، وعرضَ فيه للاختلاف بين أحاديث لم يَعرِض لها في التمهيد
وذكر فيه فروعاً فقهية كثيرة ليست في التمهيد

ومن هنا قلت إنه شرح مستقل= أي: ليس تلخيصاً محضاً

وأما اختصار الأسانيد فهذا معروف، ولا حاجة لنقل مثل هذا عن مقدمة الاستذكار، فإنه لايكاد يمرُّ على القارئ بِضعَ صفحات في الاستذكار إلا ويحيل فيها على التمهيد، وأنه استوفى ذكر الأسانيد فيه
فهذا أمر ظاهر

الحمادي
2007-04-15, 05:03 PM
خامساً:أما تقييمك للكتابين بقولك:


بل هما متمازجان متوائمان مكمّلان لبعضمها البعض = لا غنى لأحدهما عن الآخر.


فهذا غير صحيح
بل يمكن الاستغناء عن كثير مما في الكتابين بالآخر
ففيهما تكرارٌ كثير، كما أنَّ ما تفرد به كلٌ منهما كثيرٌ أيضاً
وفي النصِّ الذي نقلتَه من مقدمة ابن عبدالبر ما يفيد هذا


سادساً:
سؤال الأخ (وشوشة) كان عن الفوائد التي تفرد بها الاستذكار عن التمهيد، ومقدمة ابن عبدالبر في الاستذكار لم تستوف تلك الفوائد
فقد تفرد الاستذكارُ بفوائد لغوية، وحديثية وغيرها؛ كما ذكرت في أول مشاركة لي في هذا الموضوع، وهذه لم يُشِر إليها الإمام ابن عبدالبر في مقدمة الاستذكار، ولا يلزمه ذلك، لأنه يذكر منهجه من حيث الجملة

ولذا لا يكفي النظر المجرد إلى مقدمات الكتب لوصف منهج المؤلف، أو ما حواه من فوائد، بل لابد من ممارسة الكتاب، والنظر فيه تفصيلاً، حتى يقف الباحث على ما قد يخرج عن المنهج العام المنصوص عليه، وما قد يضاف إلى ذلك المنهج مما لم يُنصَّ عليه


سابعاً:

تنبيه:
قال الشيخ الحمادي، وفقه الله:
(وكثير من إحالات ابن عبدالبر في التمهيد على الاستذكار متعلقة بالأسانيد، وهناك إحالات متعلقة بفقه الحديث وغريبه)
هنا سبق قلم – غير مقصود -، والعكس هو الصحيح = (وكثير من إحالات ابن عبدالبر في الاستذكار على التمهيد متعلقة بالأسانيد).


أشكرك أخي الغالي أشرف على تنبيهك، فهو -كما ذكرت- خطأ غير مقصود
كما أشكرك على أسلوبك المميز في الاستدراج (ابتسامة)

أشرف بن محمد
2007-04-15, 11:21 PM
الشيخ الحبيب الحمادي،
أنا قلت:
(هذه قراءتي لنص ابن عبد البر - رحمه الله - : )

وإلا

فكل ما ذكرته أوافقك عليه

إلا

خامسا

فأنا قلت: (لا غنى لأحدهما عن الآخر)
ثم عقبت بقولك: (بل يمكن الاستغناء عن كثير مما في الكتابين بالآخر)
وبينهما فرق لا يخفى

ثم - أحسب - أنك أكّدت قولي بقولك: (كما أنَّ ما تفرد به كلٌ منهما كثيرٌ أيضاً)

(ابتسامة)

الحمادي
2007-04-15, 11:41 PM
إذا كنتَ تريد بقولك (لا غنى لأحدهما عن الآخر) نفيَ الاستغناء من حيث الجملة فحسن
المهم أن يكون المعنى واضحاً، وأحسبه كذلك إن شاء الله

وفقك الله وبارك فيك

ابن السائح
2007-04-19, 03:48 PM
لقد أجدتم وأفدتم
فجزاكم الله خيرا ونفع بفوائدكم
وأول من نقب النقْب وتكلم عن هذه المسألة أبو محمد بن أبي عمر الفارسي:(
فقد ذكر بعض تصانيف أبي عمر النمري ثم قال: ومنها كتاب الاستذكار، وهو اختصار التمهيد المذكور:(
فمن ينبري لتوثيق موضع كلام ابن أبي عمر (الفارسي لا العدني:(

الحمادي
2007-04-19, 05:50 PM
وأول من نقب النقْب وتكلم عن هذه المسألة أبو محمد بن أبي عمر الفارسي:(
فقد ذكر بعض تصانيف أبي عمر النمري ثم قال: ومنها كتاب الاستذكار، وهو اختصار التمهيد المذكور:(
فمن ينبري لتوثيق موضع كلام ابن أبي عمر (الفارسي لا العدني:(



وجزاكم ربي خيراً أخي الغالي، وبارك فيكم
يبدو أنَّ الإمامَ ابنَ حزم هو أول من ذكر أنَّ الاستذكار اختصارٌ للتمهيد
وقد وقفتُ على هذا قبل مدة؛ أثناء البحث في ترجمة الإمام أبي عمر ابن عبدالبر

وأما عبارة ابن أبي عمر الفارسي فلم أقف عليها
ولعلكم تفيدون بها سلمكم الله من كل بأس

ابن السائح
2007-04-19, 06:11 PM
وجزاكم ربي خيراً أخي الغالي، وبارك فيكم

أثابك الله وبارك فيك أخي العزيز


يبدو أنَّ الإمامَ ابنَ حزم هو أول من ذكر أنَّ الاستذكار اختصارٌ للتمهيد
وقد وقفتُ على هذا قبل مدة؛ أثناء البحث في ترجمة الإمام أبي عمر ابن عبدالبر
وأما عبارة ابن أبي عمر الفارسي فلم أقف عليها
ولعلكم تفيدون بها سلمكم الله من كل بأس

أكرمك الله وسلّمك
ابن أبي عمر الفارسي هو أبو محمد علي بن أبي عمر أحمد بن سعيد بن حزم (وأصله من فارس)
وابن أبي عمر هذا يُستفاد مع ابن أبي عمر العدني (محمد بن يحيى نزيل مكة)
وإنما كنت أمزح إحماضا وإطرافا وإلغازا
ولعلك لم تلحظ الإشارة المقلوبة لأيقونة الابتسامة
قلبتها اجتنابا للصورة
وأُراه من جنس المقلوب السائغ:(
ولعله من المفيد التذكير بقول ابن أبي عمر الفارسي في رسالته في فضل الأندلس وذكر رجالها:
كتاب التمهيد لصاحبنا أبي عمر يوسف بن عبد البر لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله أصلا فكيف أحسن منه؟!
ومنها كتاب الاستذكار وهو اختصار التمهيد المذكور

ابن السائح
2007-04-19, 06:31 PM
ولا تلم أخاك أخي الحبيب
فقد تأثر قليلا ببعض مُلْغِزي أهل الحديث
ولعلك تذكر أن مغلطاي ذكر في إكمال تهذيب الكمال 3/303 أبا محمد بن حزم الفارسي
فقال المعلقان على كتابه: كذا بالأصل، وهو سبق قلمه [كذا!] من المصنف، وصوابه: الفاسي! والله أعلم.
ولم يصيبا إلا في قولهما: الله أعلم
أما تخطئتهما ما في الأصل، وما زعماه صوابا، فلم يخلق الله من ذاك شيئا
بل قد خطّآ الصواب وصوّبا الخطأ
وخفي عليهما أن ابن حزم لم يبرح بلاد الأندلس ولم يحظ بدخول فاس ولا رؤيتها
اللهم إلا إن كانت تراءت له في المنام
فالله أعلم

ابن السائح
2007-04-19, 06:43 PM
والشيء بالشيء يذكر
أود أن أفتح باب المذاكرة في الصلة بين أبي عمر النمري وابن أبي عمر الفارسي
فقد كانا متصاحبين متآلفين
وقد استفاد ابن أبي عمر من أبي عمر فوائد عظيمة
وقد نوّه به
وروى عنه في بعض تصانيفه كالإحكام
لكن هل طرأ على أُلفتهما ما كدّرها بعض الكدر؟
وهل غمز أحدهما صاحبه (وما بدٌّ من ذكر المصدر)
وأيهما ظهر وفاؤه لصاحبه وتنويهه بشأنه وشأوه
ولا يقولن قائل: لقد خرجت عن الموضوع
لأن لما ذكرته هنا بعض صلة بالعنوان لا تخفى على النابه اللبيب الأريب
لغز طريف:
تقدم أن مسلما قد روى عن ابن أبي عمر:(
فهل ثبتت رواية البخاري عن أبي عمر النمري؟

الحمادي
2007-04-19, 07:21 PM
ما شاء الله
لم أفطن لهذا الإلغاز، شكر الله لكم هذه الإفادات

وكلام ابن حزم الذي أعنيه هو ما ذكره في رسالته في فضل الأندلس، وتفضلتم بالإشارة إلى ذلك

وصحبة الإمامين، فهي مشهورة
ووجدت بعض المعاصرين ينقل عن الحافظ السِّلفي أنه جرى بين الإمامين مناظرات ومنافرات

وابن عبدالبر -فيما ظهر لي من كلامه- غمزَ ابنَ حزم في أوائل الاستذكار؛
وإن لم يسمِّ ابنَ حزم إلا أنَّ الغالب على ظني أنه أراده

وأما ابن حزم فقد اشتُهِرَ عنه ثناؤه على ابن عبدالبر، وذكر أنه ممن يُعتدُّ به في الاختلاف
وأثنى على التمهيد خاصة، وروى عنه في الإحكام

وأما اللغز الأخير فيحتاج لتأمل طويل، وإن كان هناك جوائز مغرية فجزاك الله خيراً : )

أشرف بن محمد
2007-04-19, 07:22 PM
(تقدم أن مسلما قد روى عن ابن أبي عمر: ) = (ابن أبي عمر العدني (محمد بن يحيى نزيل مكة)

(فهل ثبتت رواية البخاري عن أبي عمر النمري؟)
حفص بن عمر، أبوعمر النمري.

أشرف بن محمد
2007-04-19, 07:25 PM
وعلى فكرة أخي العزيز ابن السائح
بعد استيعاب الصدمة الأولى
فطنت لما ألغزت به = بالنسبة لابن أبي عمر الفارسي
قبل أن تبينه!
(ابتسامة)

ابن السائح
2007-04-19, 07:30 PM
وابن عبدالبر -فيما ظهر لي من كلامه- غمزَ ابنَ حزم في أوائل الاستذكار

أكرمك الله ورفع قدرك أخي الحبيب
أصبت في تعيين الكتاب
ولعلك تكمل خيرك وتعظم أجرك بنقل نص ابن حزم
فلي رجعة لتحديد النص المراد


وأما اللغز الأخير فيحتاج لتأمل طويل، وإن كان هناك جوائز مغرية فجزاك الله خيراً : )

اللغز الأخير سهل يسير جدا، لا يظهر لي أنه يستدعي جوائز مشرقية ولا مغربية : )
على أنك تستاهل كل خير
وخيرك سابق وقدرك باسق

ابن السائح
2007-04-19, 07:36 PM
(فهل ثبتت رواية البخاري عن أبي عمر النمري؟)
حفص بن عمر، أبوعمر النمري.
أصبت أخي الفاضل
فجزاك الله خيرا ونفع بك

ابن السائح
2007-04-19, 07:44 PM
وعلى فكرة أخي العزيز ابن السائح
بعد استيعاب الصدمة الأولى
فطنت لما ألغزت به = بالنسبة لابن أبي عمر الفارسي
قبل أن تبينه!
(ابتسامة)
بارك الله فيك أخي الفاضل العزيز
لو لا الخجل والحياء
لقلت لك ما قال عمر ررر لابنه عبد الله ررر : لأن تكون قلتَها أحب إلي من أن يكون لي كذا وكذا : )
وفي رواية قال راويه: أحسبه قال: حمر النعم : )

الحمادي
2007-04-19, 08:05 PM
ولعلك تكمل خيرك وتعظم أجرك بنقل نص ابن حزم
فلي رجعة لتحديد النص المراد


بارك الله فيكم، ولا حرمنا من فوائدكم
لا أدري أيَّ نصٍّ تعني أيها الشيخ الكريم؟

لكن هذا نصٌ لابن حزم ذكر فيه ابنَ عبدالبر، وأنه ممن يُعتدُّ به في الاختلاف
قال ابن حزم في الإحكام (2/97):
(وممن أدركنا من أهل العلم على الصفة التي من بلَغَها استحقَّ الاعتدادَ به في الاختلاف=... ويوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النَّمَري)

ابن السائح
2007-04-19, 08:22 PM
قال ابن حزم في الإحكام (2/97):
(وممن أدركنا من أهل العلم على الصفة التي من بلَغَها استحقَّ الاعتدادَ به في الاختلاف=... ويوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النَّمَري)

أكرمكم الله أخي الشيخ الفاضل على جليل فوائدكم وجزيل عوائدكم
ما نقلتَه عن الإحكام مما قد اطلعتُ عليه وجزاك الله خيرا على تذكيري به
لكنني الآن أنتظر منك ما أشرتَ إليه بقولك:


وابن عبدالبر -فيما ظهر لي من كلامه- غمزَ ابنَ حزم في أوائل الاستذكار؛
وإن لم يسمِّ ابنَ حزم إلا أنَّ الغالب على ظني أنه أراده

فإما أن تنقل نص ما في مقدمة الاستذكار
أو تقلّب النظر في بحر الاستذكار فلعلك واجدٌ ما أقصده : )

الحمادي
2007-04-19, 08:45 PM
بارك الله فيكم
أبشر رعاك الله، وإنما تأخرتُ لأداء الصلاة
أمهلني حتى أنهي شغلاً بالخارج، ثم أعود لسياق كلام ابن عبدالبر في الاستذكار، والسِّلفي في المقدمة

ابن السائح
2007-04-19, 08:51 PM
وفقكم الله وأعانكم وبارك فيكم وحقق آمالكم ويسر لك جميع ما تصْبُون إليه

الحمادي
2007-04-19, 09:55 PM
وفقكم الله وأعانكم وبارك فيكم وحقق آمالكم ويسر لك جميع ما تصْبُون إليه

آمين، وإياكم


أما كلام الإمام أبي عمر ابن عبدالبر الذي غمز فيه ابنَ حزم فقد قرأته عام 1416هـ في شهر ربيع الآخر، وسأسوق كلامه كاملاً من نسخة الكترونية:



(وأجمعت الأمة ونقلت الكافة فيمن لم يصم رمضان عامدا وهو مؤمن بفرضه وإنما تركه أشرا وبطرا تعمد ذلك ثم تاب عنه - أن عليه قضاءه فكذلك من ترك الصلاة عامدا
فالعامد والناسي في القضاء للصلاة والصيام سواء وإن اختلفا في الإثم كالجاني على الأموال المتلف لها عامدا وناسيا إلا في الإثم وكان الحكم في هذا الشرع بخلاف رمي الجمار في الحج التي لا تقضى في غير وقتها لعامد ولا لناس فوجوب الدم فيها ينوب عنها وبخلاف الضحايا أيضا لأن الضحايا ليست بواجبة فرضا
والصلاة والصيام كلاهما فرض واجب ودين ثابت يؤدى أبدا وإن خرج الوقت المؤجل لهما
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ( دين الله أحق أن يقضى ) )
وإذا كان النائم والناسي للصلاة - وهما معذوران - يقضيانها بعد خروج وقتها كان المتعمد لتركها المأثوم في فعله ذلك أولى بالا يسقط عنه فرض الصلاة وأن يحكم عليه بالإتيان بها لأن التوبة من عصيانه في تعمد تركها هي أداؤها وإقامة تركها مع الندم على ما سلف من تركه لها في وقتها
وقد شذ بعض أهل الظاهر وأقدم على خلاف جمهور علماء المسلمين وسبيل المؤمنين فقال ليس على المتعمد لترك الصلاة في وقتها أن يأتي بها في غير وقتها لأنه غير نائم ولا ناس
وإنما قال رسول الله ( ( من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها ) )
قال والمتعمد غير الناسي والنائم
قال وقياسه عليهما غير جائز عندنا كما أن من قتل الصيد ناسيا لا يجزئه عندنا
فخالفه في المسألة جمهور العلماء وظن أنه يستتر في ذلك برواية جاءت عن بعض التابعين شذ فيها عن جماعة المسلمين
وهو محجوج بهم مأمور باتباعهم
فخالف هذا الظاهر عن طريق النظر والاعتبار وشذ عن جماعة علماء الأمصار ولم يأت فيما ذهب إليه من ذلك بدليل يصح في العقول
ومن الدليل على أن الصلاة تصلي وتقضى بعد خروج وقتها كالصائم سواء وإن كان إجماع الأمة الذين أمر من شذ منهم بالرجوع إليهم وترك الخروج عن سبيلهم يغني عن الدليل في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ( ( من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر ومن أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ) ) ولم يخص متعمدا من ناس
ونقلت الكافة عنه - عليه السلام - أن من أدرك ركعة من صلاة العصر قبل الغروب صلى تمام صلاته بعد الغروب وذلك بعد خروج الوقت عند الجميع ولا فرق بين عمل صلاة العصر كلها لمن تعمد أو نسي أو فرط وبين عمل بعضها في نظر ولا اعتبار
ودليل آخر وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصل هو ولا أصحابه يوم الخندق صلاة الظهر والعصر حتى غربت الشمس لشغله بما نصبه المشركون له من الحرب ولم يكن يومئذ ناسيا ولا نائما ولا كانت بين المسلمين والمشركين يومئذ حرب قائمة ملتحمة وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر في الليل
ودليل آخر وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بالمدينة لأصحابه يوم انصرافه من الخندق ( ( لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة ( 1 ) فخرجوا متبادرين وصلى
بعضهم العصر في [ طريق ] بني قريظة خوفا من خروج وقتها المعهود ولم يصلها بعضهم إلا في بني قريظة بعد غروب الشمس فلم يعنف رسول الله - عليه السلام - إحدى الطائفتين وكلهم غير ناس ولا نائم وقد أخر بعضهم الصلاة حتى خرج وقتها ثم صلاها وقد علم رسول الله ذلك فلم يقل لهم إن الصلاة لا تصلى إلا في وقتها ولا تقضى بعد خروج وقتها
ودليل آخر وهو قوله - عليه السلام - ( ( سيكون بعدي أمراء يؤخرون الصلاة عن ميقاتها قالوا أفنصليها معهم قال نعم ) )
حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي قال حدثنا أبو حذيفة يوسف بن مسعود قال حدثنا سفيان الثوري عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي المثني الحمصي عن أبي أبي بن امرأة عبادة بن الصامت عن عبادة بن الصامت قال ( ( كنا عند النبي - عليه السلام - فقال إنه سيكون بعدي أمراء تشغلهم أشياء حتى لا يصلوا الصلاة لميقاتها قالوا نصليها معهم يا رسول الله قال نعم ) )
قال أبو عمر أبو المثنى الحمصي هو الأملوكي ثقة روى عن عتبة وأبي بن أم حرام وكعب الأحبار
وأبو أبي بن أم حرام ربيب عبادة له صحبة وقد سماه وكيع وغيره في هذا الحديث عن الثوري وقد ذكرناه في الكنى
وفي هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أباح الصلاة بعد خروج ميقاتها ولم يقل إن الصلاة لا تصلى إلا في وقتها
والأحاديث في تأخير الأمراء الصلاة حتى يخرج وقتها كثيرة جدا وقد كان الأمراء من بني أمية أو أكثرهم يصلون الجمعة عند الغروب
وقد قال عليه السلام ( ( التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يدخل وقت الأخرى
وقد أعلمهم أن وقت الظهر في الحضر ما لم يخرج وقت العصر
روي ذلك عنه من وجوه صحاح قد ذكرت بعضها في صدر هذا الكتاب في المواقيت
حدثنا عبد الله بن محمد بن أسد قال حدثنا حمزة بن محمد بن علي حدثنا أحمد بن شعيب النسائي قال حدثنا سويد بن نصر قال حدثنا عبد الله - يعني بن المبارك عن سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ( ليس في النوم تفريط إنما التفريط على من لم يصل الصلاة حتى يحين وقت الأخرى ) )
فقد سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل هذا مفرطا والمفرط ليس بمعذور وليس كالنائم ولا الناسي عند الجميع من جهة العذر
وقد أجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته على ما كان من تفريطه
وقد روي في حديث أبي قتادة هذا ( ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( ( وإذا كان الغد فليصلها لميقاتها ) )
وهذا أبعد وأوضح في أداء المفرط الصلاة عند الذكر وبعد الذكر
وحديث أبي قتادة هذا صحيح الإسناد إلا أن هذا المعنى قد عارضه حديث عمران بن الحصين في نوم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة الصبح في سفره وفيه قالوا يا رسول الله ألا نصليها من الغد قال لا إن الله [ لا ] ينهاكم عن الربا ثم يقبله منكم ) )
وروي من حديث أبي هريرة عن النبي عليه السلام
وقد روى عبد الرحمن بن علقمة الثقفي - وهو مذكور في الصحابة - قال ( ( قدم وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلوا يسألونه فشغلوه فلم يصل يومئذ الظهر إلا مع العصر ) )
وأقل ما في هذا أنه أخرها عن وقتها الذي كان يصليها فيه بشغل اشتغل به
وعبد الرحمن بن علقمة من ثقات التابعين
وقد أجمع العلماء على أن تارك الصلاة عامدا حتى يخرج وقتها عاص لله وذكر بعضهم أنها كبيرة من الكبائر وليس ذلك مذكورا عند الجمهور في الكبائر
وأجمعوا على أن على العاصي أن يتوب من ذنبه بالندم عليه واعتقاد ترك العودة إليه قال الله تعالى ^ وتوبوا إلى الله جميعا آية المؤمنون لعلكم تفلحون ^ [ النور 31 ]
ومن لزمه حق لله أو لعباده لزمه الخروج منه
وقد شبه عليه السلام حق الله تعالى بحقوق الآدميين وقال ( ( دين الله أحق أن يقضى ) )
والعجب من هذا الظاهري في نقضه أصله وأصل أصحابه فيما وجب من الفرائض بإجماع أنه لا يسقط إلا بإجماع مثله أو سنة ثابتة لا تنازع في قبولها والصلوات المكتوبات واجبات بإجماع
ثم جاء من الاختلاف بشذوذ خارج عن أقوال علماء الأمصار وأتبعه دون سند روي في ذلك وأسقط به الفريضة المجتمع على وجوبها ونقض أصله ونسي نفسه والله أسأله التوفيق لما يرضاه والعصمة مما به ابتلاه
وقد ذكر أبو الحسن بن المغلس في كتابه ( ( الموضح على مذهب أهل الظاهر ) ) قال فإذا كان الإنسان في مصر في حش أو موضع نجس أو كان مربوطا على خشبة ولم تمكنه الطهارة ولا قدر عليها لم تجب عليه الصلاة حتى يقدر على الوضوء فإن قدر على الطهارة تطهر وصلى متى ما قدر على الوضوء والتيمم
قال أبو عمر هذا غير ناس ولا نائم وقد أوجب أهل الظاهر عليه الصلاة بعد خروج الوقت ولم يذكر بن المغلس خلافا بين أهل الظاهر في ذلك
وهذا الظاهري يقول لا يصلي أحد الصلاة بعد خروج وقتها إلا النائم والناسي لأنهما خصا بذلك ونص عليهما
فإن قال هذا معذور كما أن النائم والناسي معذوران وقد جمعهما العذر - قيل له قد تركت ما أصلت في نفي القياس واعتبار المعاني وألا يتعدى النص مع أن العقول تشهد أن غير المعذور أولى بإلزام القضاء من المعذور
وقد ذكر أبو عبد الله أحمد بن محمد الداودي البغدادي في كتابه المترجم بجامع مذهب أبي سليمان داود بن علي بن خلف الأصبهاني في باب ( ( صوم الحائض وصلاتها ) ) من كتاب الطهارة - قال كل ما تركت الحائض من صلاتها حتى يخرج وقتها فعليها إعادتها
قال ولو تركت الصلاة حتى يخرج وقتها [ وتريثت ] عن الإتيان بها حتى حاضت أعادت تلك الصلاة بعينها إذا طهرت
فهذا قول داود وهذا قول أهل الظاهر فما أرى هذا الظاهري إلا قد خرج عن جماعة العلماء من السلف والخلف - وخالف جميع فرق الفقهاء وشذ عنهم ولا يكون إماما في العلم من أخذ بالشاذ من العلم
وقد أوهم في كتابه أن له سلفا من الصحابة والتابعين تجاهلا منه أو جهلا فذكر عن بن مسعود ومسروق وعمر بن عبد العزيز في قوله تعالى ) أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ( [ مريم 59 ] قالوا أخروها عن مواقيتها قالوا ولو تركوها لكانوا بتركها كفارا وهؤلاء يقولون بكفر تارك الصلاة عمدا ولا يقولون بقتله إذا كان مقرى بها فكيف يحتج بهم على أن من قضى الصلاة فقد تاب من تضييعها قال الله تعالى ) وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ( [ طه 82 ]
ولا تصح لمضيع الصلاة توبة إلا بأدائها كما لا تصح التوبة من دين الآدمي إلا بأدائه
ومن قضى صلاة فرط فيها فقد تاب وعمل صالحا والله لا يضيع أجر من أحسن عملا
وذكر عن سليمان أنه قال الصلاة مكيال فمن وفى وفي له ومن طفف فقد علمتم ما قال الله تعالى في المطففين
وهذا لا حجة فيه لأن الظاهر من معناه أن المطفف قد يكون الذي لم يكمل صلاته بركوعها وسجودها وحدودها وإن صلاها في وقتها
وذكر عن بن عمر أنه قال لا صلاة لمن لم يصل الصلاة لوقتها
وكذلك نقول لا صلاة له كاملة كما لا صلاة لجار المسجد ولا إيمان لمن لا أمانة له
ومن قضى الصلاة فقد صلاها وتاب من سيئ عمله في تركها وكل ما ذكر في هذا المعنى فغير صحيح ولا له في شيء منه حجة لأن ظاهره خلاف ما تأوله والله أسأله العصمة والتوفيق)

الحمادي
2007-04-19, 10:00 PM
وأما كلام الإمام أبي طاهر السلفي فقد نقله الأستاذ ليث في كتابه عن الإمام ابن عبدالبر
وعزاه إلى مقدمة الاستذكار (ق120/الظاهرية):
(وحسبك بأبي محمد مثنياً، وجرت بينهما مناظرات ومنافرات، ومع ذلك يروي عنه بالإجازة)

ابن السائح
2007-04-19, 11:46 PM
أما كلام الإمام أبي عمر ابن عبدالبر الذي غمز فيه ابنَ حزم فقد قرأته عام 1416

جزاك الله خيرا أخي الحبيب
قطعت جهيزة قول كل خطيب
وفي سبيل الله إن شاء الله ذاك الزمان الذي قضيتُه في نسخ كلام ابن عبد البر الذي علّمتَ أكثرَه وجُلَّه ولوّنتَه بالأحمر
ويغلب على ظني أنك وقفتَ على كلام أبي عمر ابن عبدالبر الذي غمز فيه ابنَ حزم قبل عام 1416
لكن في غير الاستذكار
بل في كتاب آخر
وكذلك أخوك قد وقف على غمزه إياه قبل نحو عشرين سنة وهو يافع في كتاب مشهور قبل أن يقرأه مرقوما في كتاب الاستذكار
بل قبل أن يطبع الاستذكار وينتشر بين طلبة العلم
وما أظنك في ذلك إلا مثلي أكرمك الله
لكن ما الكتاب الذي عنيتُه؟

ابن السائح
2007-04-19, 11:54 PM
وأما كلام الإمام أبي طاهر السلفي فقد نقله الأستاذ ليث في كتابه عن الإمام ابن عبدالبر
وعزاه إلى مقدمة الاستذكار (ق120/الظاهرية):
(وحسبك بأبي محمد مثنياً، وجرت بينهما مناظرات ومنافرات، ومع ذلك يروي عنه بالإجازة)

جزاك الله خيرا وبارك فيك
وهذا الذي سماه مقدمة الاستذكار
هو مقدمة أبي طاهر السلفي بين يدي إملائه الاستذكارَ
وهذه المقدمة مطبوعة متداولة
اعتنى بها الأخ عبد اللطيف الجيلاني
وهي من مطبوعات دار البشائر الإسلامية مفردة
وضمن لقاءات العشر الأواخر
وفي هذه المقدمة من الفوائد والضنائن ما هو من الفرائد النفائس
وهي في ذلك شقيقة ما أملاه السلفي بين يدي إملائه معالم السنن للخطابي

الحمادي
2007-04-20, 12:04 AM
شكر الله لكم هذه الإفادات وبارك في علمكم

لا أذكر أني قرأت للإمام ابن عبدالبر غمزاً في الإمام ابن حزم في غير الموضع الذي نقلتُه سابقاً
ولعلكم تفيدون بهذه الإضافة، لا حرمني الله من فوائدكم الغالية، وكلها غالية

وأما مقدمة أبي طاهر فلم أعلم عن خروجها من عالم المخطوطات إلا منكم، فجزاكم الله خيراً

في أي أجزاء اللقاءات هي؟
وهل مقدمته عند إملائه المعالم مطبوعة أيضاً؟

أكرر شكري لكم ودعائي

ابن السائح
2007-04-20, 12:27 AM
أكرمكم الله وبارك في علمكم وجهودكم واستجاب دعواتكم الطيبات
أما الموضع الذي أرجح أنكم قرأتم فيه غمز أبي عمر فهو كتاب أبي عبد الله بن أبي بكر الزرعي : ) الذي أفرده في الصلاة
أما مقدمة أبي طاهر فلست أذكر في أي جزء هي من اللقاءات
لكن كانت عندي النشرة المفردة ثم أعرتها من نحو سنة ولم تَؤُبْ بعدُ إلى مكتبتي
أما مقدمة أبي طاهر بين يدي إملاء المعالم فمطبوعة ملحقة بآخر المعالم
وفقكم الله ونفع بعلومكم

الحمادي
2007-04-20, 12:46 AM
بارك الله فيكم وسدد المولى رأيكم
ظننتكم تريدون كتاباً من كتب الإمام ابن عبدالبر : ) فتعلق قلبي تعلق العاشق بمعشوقه : )

وسأجتهد في الحصول على مقدمتي أبي طاهر عاجلاً
أسأل الله أن يبارك لكم فيما تحملون من علم، ويعينكم على أدائه

وعذراً لذكري تاريخ قراءتي لكلام ابن عبدالبر في الاستذكار، فلهذا التاريخ في قلبي معنىً لا أنساه

ابن السائح
2007-04-20, 01:04 AM
بارك الله فيكم وسدد المولى رأيكم
ظننتكم تريدون كتاباً من كتب الإمام ابن عبدالبر : ) فتعلق قلبي تعلق العاشق بمعشوقه : )
وعذراً لذكري تاريخ قراءتي لكلام ابن عبدالبر في الاستذكار، فلهذا التاريخ في قلبي معنىً لا أنساه

أثابكم الله وبارك فيكم
أنتم معذورون فقد عكفتم على كتبه حتى صرتم تُذْكرون به ويُذْكر بكم
وأظنك قد تذكرت الآن أنْ قد مر عليك ذاك الغمز في كتاب الزرعي : )
وإني لأغبطك وأبا عمر
فقد تكاثرت المقالات عن أبي عمر
ولا أُرى مردّ عُظْم ذلك إلا لوجودك ومزيد اختصاصك بأبي عمر
وتالله لقد أحسنت الاختيار إذ اصطفيتَ أبا عمر لك صاحبا
واختيار الرجل قطعة من عقله
أما أخوك فيعلم الله أنه بمعزل عن العلم
إنْ هي إلا معلومات وأطرافُ مسائلَ يُرسلها
ورُبَّ رمية من غير رامٍ
لكن دعني أسأل سؤالا:
ما الخطأ الذي تتابع (أو قل: توارد) عليه أبو عمر وصاحبه أبو محمد : ) وخالفا فيه إجماع أهل هذا الشأن : )

الحمادي
2007-04-20, 01:23 AM
وأظنك قد تذكرت الآن أنك قد مر عليك في كتاب الزرعي : )


نعم، وهذا أيسر من الفارسي : )




لكن دعني أسأل سؤالا:
ما الخطأ الذي تتابع (أو قل: توارد) عليه أبو عمر وصاحبه أبو محمد : ) وخالفا فيه إجماع أهل هذا الشأن : )


أهذه رميةٌ من غير رامٍ : )
لا أدري ما هو

ابن السائح
2007-04-20, 01:26 AM
أنا على يقين أنك إن رجعت إلى ترجمة أبان بن صالح من تهذيب التهذيب ستتذكّر الأمر جيدا

الحمادي
2007-04-20, 01:36 AM
أنا على يقين أنك إن رجعت إلى ترجمة أبان بن صالح من تهذيب التهذيب ستتذكّر الأمر جيدا



تذكرته علم الله : (
هو من أحاديث المحرر، وكنت وقفت على هذا الكلام، وكتبته في تخريجي للحديث، وعرضته على
شيخنا الشيخ عبدالله السعد قبل ثمان سنوات

رفع الله قدرك، وجزاك عني خيراً بهذا التذكير

ابن السائح
2007-04-20, 02:07 AM
بارك الله فيك ووفقك
إذن تحصل لنا أن الأئمة كانوا مجمعين على توثيق أبان وقبول حديثه
ثم خالفهم أبو عمر وصاحبه أبو محمد
ثم ما كاد يستقر القول بتوثيقه حتى فُوجِئ الباحثون بدعوى خاطئة حاصلها أن أبان بن صالح متروك : ) مرّه وِحده : )
والعجيب الغريب أن هذا مسطور في عون المعبود (4/170 - الطبعة الهندية الأولى) ثم في تحفة الأحوذي 6/484
وانظر قبل ذلك في مقدمة ابن خلدون ص323 !
أهو غلط تتابعوا وتتايعوا عليه
أم خطأ تواردوا عليه
لكن هل أخطأ شمس الحق الديانوي أيضا
الله أعلم
إذ يَحتمل أنه من خطإ الشيخ عبد الرحمان المبارك فوري رحمه الله وأكرم نُزُله
وهو من الرفقة الصالحة المجتمعة على تهذيب غاية المقصود واختصاره في عون المعبود
لكن كيف وقع له هذا؟
الظاهر أنه دخلت عليه ترجمة في أختها : )
وكأنه كان ينقل من ترجمة محمد بن خالد الجندي
فالتبس عليه أبان بن صالح بأبان بن أبي عياش المتروك
والرجلان رُوي من طريقهما ذاك الحديث الباطل: لا مهدي إلا عيسى!
والله أعلم

ابن السائح
2007-04-20, 02:21 AM
ولعلك تفيدنا أيها الشيخ الكريم بمنزلة جامع الترمذي عند أبي عمر رحمهما الله
ثم هل نقل عنه أحاديث في كتبه؟

وسؤال آخر: كتب بعضهم على نسخة الأجوبة ما يُوهم أنها إجابات على سؤالات المهلب
مع أن في أجوبة أبي عمر ما يُؤخذ منه أن السائل المستشكل من طلبة العلم الشُّداة
فما توجيهك
ثم تفنيدك لتلك الدعوى التي أرسلها مجازف وجدت من أهل عصرنا من أصغى إليها !

الحمادي
2007-04-20, 05:43 AM
ولعلك تفيدنا أيها الشيخ الكريم بمنزلة جامع الترمذي عند أبي عمر رحمهما الله
ثم هل نقل عنه أحاديث في كتبه؟


نفع الله بكم، منكم تستقى الفوائد
أما رواية ابن عبدالبر من طريق أبي عيسى فنعم، لكنها قليلة، ويذكر كذلك نقولات الترمذي عن
شيخه البخاري

وأما منزلة الجامع عند أبي عمر فلا أدري، ولم أتنبه لذلك




وسؤال آخر: كتب بعضهم على نسخة الأجوبة ما يُوهم أنها إجابات على سؤالات المهلب
مع أن في أجوبة أبي عمر ما يُؤخذ منه أن السائل المستشكل من طلبة العلم الشُّداة
فما توجيهك


يقوِّي القولَ بكونها أجوبةً على أسئلة المهلَّب ذكرُ القسطلاني لذلك
ولم أقف على مصدر ينصُّ على هذا أقدمَ منه




ثم تفنيدك لتلك الدعوى التي أرسلها مجازف وجدت من أهل عصرنا من أصغى إليها !


أيُّ دعوى تريدون؟
لعلكم تفيدون بذكر الدعوى ونقاشها، فما عندكم خير

ابن السائح
2007-04-20, 12:04 PM
أما رواية ابن عبدالبر من طريق أبي عيسى فنعم، لكنها قليلة، ويذكر كذلك نقولات الترمذي عن شيخه البخاري

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
لم أستقرئ ولم أتتبع
لكن يقع في قلبي أن أكثر ما وقفتُ عليه من نقله عن أبي عيسى فمن كتابه العلل الكبير
ولست أذكر الآن نقله عن جامع الإمام أبي عيسى
فلعلك تفيدني بما عندك

وأما منزلة الجامع عند أبي عمر فلا أدري، ولم أتنبه لذلك

وللسؤال السابق صلة بمنزلة الجامع عند أبي عمر
إذ كان أثيرا عنده
له مكان عامر في قلبه
وقد قال أبو عمر في الجامع ص1131:
،،،،، وعلى حديثهم اعتمد المصنفون للسنن الصحاح كالبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ومن سلك سبيلهم كالعقيلي والترمذي وابن السكن ومن لا يُحصى كثرة
وقد ذكر ابن خير الإشبيلي في فهرسته ص121 أن أبا عمر كان يقول:
ثلاثة كتب مختصرة في معناها أُوثِرها وأُفضّلها:
مصنف أبي عيسى الترمذي في السنن
والأحكام في القرآن لابن بكير
ومختصر ابن عبد الحكم
وقد روى ابن خير جامع أبي عيسى من طريق أبي عمر بن عبد البر إجازة عن يحيى بن محمد الجياني عن يوسف بن محمد الصيدلاني عن أبي ذر الترمذي عن أبي عيسى
ومع كل هذا لم يكثر أبو عمر النقل من جامع أبي عيسى

أيُّ دعوى تريدون؟

أما هاتيك الدعوى فقد زبرها أحد المتأخرين على الورقة الأولى من النسخة الخطية من الأجوبة زعم أن كتاب أبي عمر أجوبة على سؤالات المهلب
فلعلكم تفيدون أكثر بما عندكم حول هذا الأمر
والله يوفقكم وينفع بعلمكم

ابن السائح
2007-04-20, 02:00 PM
وقد قال أبو عمر في الجامع ص1131:
،،،،، وعلى حديثهم اعتمد المصنفون للسنن الصحاح كالبخاري ومسلم وأبي داود والنسائي ومن سلك سبيلهم كالعقيلي والترمذي وابن السكن ومن لا يُحصى كثرة

أرجو أن توازنوا بين كلام أبي عمر هذا
وكلام أبي محمد الذي سأنقله
قال أبو محمد اليزيدي في رسالته الباهرة في الرد على أهل الأقوال الفاسدة ص50: وأما الحفظ فهو ضبط ألفاظ الأحاديث وتثقيف سوادها في الذكر والمعرفة بأسانيدها وهذه صفة حفاظ الحديث كالبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبي داود ..... والدارقطني والعقيلي والحاكم
لكن قد شكك المعلق على الرسالة الباهرة في صحة ذكر الترمذي وطرّق احتمال كونه مقحما من وهم الناسخ!
وبنى ذلك على خطإ وقع من الحافظ الذهبي أن الجامع لم يكن قد أُدخل إلى بلاد الأندلس
وهذا غلط بيّن
والدلائل على وجود الجامع بالأندلس في القرن الرابع لا تُدفع
وما ورد من ذكر الحاكم في كلام أبي محمد بحاجة إلى وقفة متأنية من الباحثين المحررين
والله أعلم

الحمادي
2007-04-20, 02:02 PM
وجزاكم ربي خير الجزاء
أما رواية ابن عبدالبر من طريق الجامع فأكيدة، ولكنها قليلة
وبعض الأحاديث مشتركة بين الجامع والعلل

وأشكركم على ما أفدتم به حول مكانة الجامع عند أبي عمر
وما هذه بأول فوائدكم




أما هاتيك الدعوى فقد زبرها أحد المتأخرين على الورقة الأولى من النسخة الخطية من الأجوبة زعم أن كتاب أبي عمر أجوبة على سؤالات المهلب
فلعلكم تفيدون أكثر بما عندكم حول هذا الأمر
والله يوفقكم وينفع بعلمكم



حقيقة هذا الذي كان مستقراً عندي

على أني لم أجد دليلاً صريحاً سوى ما كُتِبَ على المخطوط + ما ذكره القسطلاني
وبحثت حين كنت متوجهاً لتحقيق الكتاب عمن صرَّح بنسبة تلك الأسئلة إلى المهلب فلم أجد
سوى القسطلاني
مع أنَّ هذه الأجوبة ذكرها جمعٌ ممن ترجم لأبي عمر، ولم يشيروا إلى علاقة المهلب بها

فلعلكم تتفضلون بالإفادة بما في جعبتكم

الحمادي
2007-04-20, 02:08 PM
أرجو أن توازنوا بين كلام أبي عمر هذا
وكلام أبي محمد الذي سأنقله
قال أبو محمد اليزيدي في رسالته الباهرة في الرد على أهل الأقوال الفاسدة ص50: وأما الحفظ فهو ضبط ألفاظ الأحاديث وتثقيف سوادها في الذكر والمعرفة بأسانيدها وهذه صفة حفاظ الحديث كالبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبي داود ..... والدارقطني والعقيلي والحاكم
لكن قد شكك المعلق على الرسالة الباهرة في صحة ذكر الترمذي وطرّق احتمال كونه مقحما من وهم الناسخ!
وبنى ذلك على خطإ وقع من الحافظ الذهبي أن الجامع لم يكن قد أُدخل إلى بلاد الأندلس
وهذا غلط بيّن
والدلائل على وجود الجامع بالأندلس في القرن الرابع لا تُدفع
والله أعلم


نفع الله بكم وزادكم من واسع فضله

لا يبدو لي اختلاف بين كلام أبي عمر وكلام أبي محمد
فالذي يظهر أنَّ أبا عمر يتكلم عن المصنفات، وأما أبو محمد فثناؤه على المصنفين

ابن السائح
2007-04-20, 02:25 PM
أثابكم الله وبارك فيكم
أصبتم فيما ذكرتم
لكن ألا يظهر لكم ما في سرد أسماء الأئمة من التوافق في الجملة
ولو صح أن أبا محمد نص على ذكر الترمذي لكان ذلك برهانا واضحا على معرفته به وبجامعه
خلافا لما اشتهر من عدم معرفته به وحكمه بجهالته!
لكن لا يعرف لأبي محمد رواية من طريق أبي عيسى إلا حديث واحد في المحلى 9/295-296

ابن السائح
2007-04-20, 02:33 PM
وقد روى ابن خير جامع أبي عيسى من طريق أبي عمر بن عبد البر إجازة عن يحيى بن محمد الجياني عن يوسف بن محمد الصيدلاني عن أبي ذر الترمذي عن أبي عيسى

رواه ابن خير ص121 عن أبي محمد بن عتاب عن أبي عمر بن عبد البر
ورواه ابن عطية في فهرسه ص70 من طريق الحافظ أبي علي الغساني عن أبي عمر
فهذا رجلان من أشهر تلاميذ أبي عمر رويا الجامع عنه
فهل وقفتم على غيرهما روى الجامع عن أبي عمر

الحمادي
2007-04-20, 03:43 PM
وفقكم الله وسددكم

لاشك في وضوح هذا النص وإفادته اطلاع أبي محمد على جامع الترمذي
وأما دعوى الإقحام لمجرد نفي الحافظ الذهبي فغير كافية في نظري

وأشكركم على الإفادة بذكر ما رواه ابن حزم في المحلى من طريق الترمذي
وكذا إفادتكم بذكر تلميذي أبي عمر اللذين رويا عنه الجامع
وهذه الأخيرة لم أبحثها، ولم أقف على ما يفيد فيها ولو عَرَضاً


-قلتم بارك الله فيكم: (قال أبو محمد اليزيدي) اليزيدي نسبةٌ إلى من؟
-لا زلت راغباً الاطلاع على رأيكم في نسبة السؤلات للمهلب

الحمادي
2007-04-20, 04:25 PM
-قلتم بارك الله فيكم: (قال أبو محمد اليزيدي) اليزيدي نسبةٌ إلى من؟



يبدو أنها نسبة لأحد أجداده -أول من أسلم منهم- واسمه (يزيد) وهو مولى ليزيد بن أبي سفيان
أو نسبة للثاني

محمد بن عبدالله
2007-04-20, 04:28 PM
أحسن الله إليكم .

وقد روى ابن خير جامع أبي عيسى من طريق أبي عمر بن عبد البر إجازة عن يحيى بن محمد الجياني عن يوسف بن محمد الصيدلاني عن أبي ذر الترمذي عن أبي عيسى
لعله : يوسف بن أحمد ، فليُنظر .

ومن مواضع رواية ابن عبد البر من طريق جامع الترمذي في التمهيد : 6/58، 16/156، 21/121، 22/325 .

وله في الاستذكار غير رواية من طريقه .

وانظر : تاريخ الإسلام ، وفيات 381-400 ، ص209 .

ابن السائح
2007-04-20, 04:42 PM
-قلتم بارك الله فيكم: (قال أبو محمد اليزيدي) اليزيدي نسبةٌ إلى من؟
-لا زلت راغباً الاطلاع على رأيكم في نسبة السؤلات للمهلب

أثابكم الله ونفع بفوائدكم
أما اليزيدي فهو منسوب إلى جده الأكبر يزيد جدّ معدان بن سفيان
ومن الاتفاقات اللطيفة أن جدّه يزيدًا مولى الأمير يزيد بن أبي سفيان بن حرب الأموي ررر نائب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ررر ويُعرف بـ (يزيد الخير)
فهو يزيدي نسبًا وولاءً
وأول أجداد أبي محمد دخولا إلى الأندلس خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد في صحبة ملك الأندلس ومجدّد الدولة الأموية بها عبد الرحمان بن معاوية المعروف بـ (الداخل)
ولا ريب أنْ لا صلة لأبي محمد بـ (النحلة اليزيدية) الكافرة من عَبَدة الشيطان
على أنهم لم يصلوا إلى عبادة الشيطان في عصر أبي محمد : )
أما نسبة السؤالات إلى المهلب فأنا في ريب كبير من ذلك
إذ يظهر من بعض المواضع من أجوبة أبي عمر أن السائل من الشُّداة المبتدئين غير الراسخين في العلم
أما المهلب فقد كان أرفع من ذلك وأكبر
قال أبو عمر ابن الحذاء: كان أَذْهَنَ من لقيتُه وأفصحهم وأفهمهم
وقال ابن بشكوال: كان من أهل العلم والمعرفة والذكاء والفهم من أهل التفنن في العلوم والعناية الكاملة بها وله كتاب في شرح البخاري أخذه الناس عنه واستُقضي بالمرية اهـ
وممن نقل عن المهلب: ابن بطال في شرح الصحيح
توفي المهلب قديما سنة 436 وقيل: سنة 435
قبل وفاة أبي عمر بنحو 27 سنة
ومن يدري: لعل أبا عمر كتب الأجوبة بعد وفاة المهلب : )
ولعل المهلب لم يمرّ بسمعه ذكر لا لتلك السؤالات ولا لهاتيك الأجوبة

ابن السائح
2007-04-20, 04:48 PM
يبدو أنها نسبة لأحد أجداده -أول من أسلم منهم- واسمه (يزيد) وهو مولى ليزيد بن أبي سفيان
أو نسبة للثاني

أصبتم بارك الله فيكم
ولم أطلع على مشاركتكم إلا الآن وإلا لما تجشّمت التقدم بين أيديكم أكرمكم الله ورفع قدركم

ابن السائح
2007-04-20, 04:55 PM
أحسن الله إليكم .
لعله : يوسف بن أحمد ، فليُنظر .
ومن مواضع رواية ابن عبد البر من طريق جامع الترمذي في التمهيد : 6/58، 16/156، 21/121، 22/325 .
وله في الاستذكار غير رواية من طريقه .
وانظر : تاريخ الإسلام ، وفيات 381-400 ، ص209 .
جزاكم الله خيرا
نعم هو ابن أحمد
وهو أبو يعقوب يوسف بن أحمد بن الدخيل المكي الصيدلاني
راوية كتاب الضعفاء لشيخه أبي جعفر العقيلي
ولابن الدخيل هذا كتاب في مناقب بعض شيوخ أهل الرأي
نقل عنه أبو عمر نصوصا نفيسة عزيزة في كتابه الانتقاء

ــــــــ
قد طرأ ما يشغلني
فلعلي أعود إليكم بعد العشاء الآخرة إن يسّر الله وأعان ووفّق
دمتم في حفظ الله ورعايته

الحمادي
2007-04-20, 05:43 PM
توفي المهلب قديما سنة 436 وقيل: سنة 435
قبل وفاة أبي عمر بنحو 27 سنة
ومن يدري: لعل أبا عمر كتب الأجوبة بعد وفاة المهلب : )
ولعل المهلب لم يمرّ بسمعه ذكر لا لتلك السؤالات ولا لهاتيك الأجوبة



وفقكم الله وأصاب بكم الحق
لكن لا يخفى عليكم أنَّ أبا عمر عاش نحواً من خمسة وتسعين عاماً، وكان عمره حين وفاة المهلَّب
يزيد على الستين بسنوات
ويبقى النظر في الأسئلة، وإمكان صدورها عن مثل المهلَّب

-هل اطلعتم على طبعة عمرو عبدالمنعم؟ وهل هي أفضل أم طبعة عبدالخالق ماضي؟

أشرف بن محمد
2007-04-20, 06:22 PM
لم أطلع على الأجوبة - للأسف -؛ لذا أسأل:
هل تمت المقارنة بين الأجوبة، وبين نصوص المهلب المتوفرة، وهي كثيرة في شرح ابن بطال ؟
وما مستند القسطلاني في إثبات النسبة ؟
وما مستند النافي غير أن السائل من طلبة العلم الشداة! ?

ابن السائح
2007-04-20, 10:58 PM
وفقكم الله وأصاب بكم الحق
لكن لا يخفى عليكم أنَّ أبا عمر عاش نحواً من خمسة وتسعين عاماً، وكان عمره حين وفاة المهلَّب
يزيد على الستين بسنوات
ويبقى النظر في الأسئلة، وإمكان صدورها عن مثل المهلَّب
-هل اطلعتم على طبعة عمرو عبدالمنعم؟ وهل هي أفضل أم طبعة عبدالخالق ماضي؟

بارك الله فيكم وأعانكم على تجلية الصواب
لم ينصبّ كلامي على سِنّ المهلب وتقدُّم وفاته
ويعلم الله أن ذلك لم يكن في بالي قبل كتابة تلك المشاركة
لكن لما رجعت إلى ترجمة المهلب وقع في خلدي ذاك الاحتمال فأبديته إطرافا وإحماضا
ولم يكن أساس الارتكاز
ولعلكم تنعمون النظر أكثر في أجوبة أبي عمر
فأكبر ظني أنكم تخلصون إلى لباب الصواب
وقد اطلعت على النشرتين كلتيهما حين تداولهما
وعليهما ملحوظات كثيرة
والذي أذكره الآن والعهد بعيد أن نشرة عمرو أكثر أغلاطا وأظهر في إحالة كثير من نصوص الأجوبة عن وجهها
لكن لُطْفًا: لا تطالبني ببيان هاتيك الأغلاط : )

الحمادي
2007-04-21, 05:40 AM
شكر الله لكم هذه المحاورة المباركة
فمحاورة أمثالكم تزيد في العقل والمروءة

لعلي أعيد النظر في الأجوبة محاولاً الخروج بما يفيد في هذا
وإن كنت أتمنى أن تشيروا إلى تلك القرائن ليحصل التباحث حولها

كما أود ألا تحرموا أحبابكم ما وقفتم عليه من استدراكات على الطبعتين

ابن السائح
2007-04-21, 08:25 AM
أكرمكم الله وأعلى قدركم
بل أنا أتشرّف بمذاكرة أمثالكم
وأسأل الله أن يبارك في الأوقات
فلعلي أذكر بعض ما يفتح الله به
وفق الله الجميع وأبقاكم نفّاعين لإخوانكم

ابن السائح
2007-05-01, 07:26 PM
قد تعرض فضلاء لبحث منزلة إجماعات ابن عبد البر وأول من علمته نقب النقب وغمز من قناتها المقري في قواعده
ثم تبعه فاضل فقال: وحذّر الشيوخ من إجماعِ *** عن ابن عبد البر ذي السماعِ
لكن المحققين لم يرتضوا هذا الإطلاق منهم الونشريسي صاحب المعيار والمكي بن عزوز وابن أبي مدين
وللباحث الفاضل عبد الله بن المبارك البوصي كتاب مفيد سماه إجماعات ابن عبد البر في العبادات
وتعرض لهذه المسألة صاحب كتاب أصول فقه ابن عبد البر
وأود أن أقف على بحوث أخرى تناولت هذه المسألة
والمرجو من الشيخ الفاضل الحمادي وغيره من إخواننا الباحثين أن يتفضلوا بالإفادة

الحمادي
2007-05-02, 01:19 AM
بارك الله فيكم أخي الشيخ ابن السائح
هذه مسألةٌ مهمة، وتحتاج إلى تحرير
وأعتقد أنَّ إطلاقَ القول بتساهل الإمام ابن عبدالبر في حكاية الإجماع قولٌ غير منصف
فالإجماعات عنده ليست على مرتبة واحدة

ولعلي أعود للبحث في هذه المسألة لاحقاً

ابن السائح
2007-05-02, 10:44 AM
وفيكم بارك الله أخانا الشيخ الكريم أبا محمد
وفقكم الله وبارك في جهودكم
وإلى أن تتحفونا بفوائدكم
أسوق بين يدي ذلك قول الشيخ المكي بن عزوز رحمه الله في هيأة الناسك ص56:
لأن إجماع أهل المدينة على سنة القبض في الصلاة صحابةٍ وتابعين وتابعي التابعين إلا ابن المسيب كما مر فهو إجماع على قول أبي محمد الجويني والغزالي وابن جرير وأبي بكر الرازي : إن شذوذ الواحد والاثنين لا يُخلّ بالإجماع
واستظهر ابن الحاجب حجّيّته
وعلى ذلك ابن عبد البر في حكايته الإجماعات
ومن لا خبر عنده بهذا الوجه من المتأخرين قال: لا يعتبر إجماعات ابن عبد البر
وقد ردّ هذه المقالة الباردة صاحب المعيار وأبطلها لأن ابن عبد البر لا يعتبر مخالفة الشاذ
وهو من أطواد الأصول والفروع

أبو عبدالرحمن بن ناصر
2007-05-04, 01:03 PM
نفع الله بالشيخين الحمادي وابن السائح ، فيعلم الله أنني قد انتفعتُ من هذه الجواهر المنثورة ، جعلها الله في ميزان حسناتكم
مشايخنا الكرام ، سائل متطفل على موائدكم . طبعة التمهيد للشيخ المغرواي ، هل الشيخ لم يحذف شيئا من كلام ابن عبدالبر ، لأن بعض إخواننا قال أنه لم يجد كلام ابن عبدالبر في ارجاء أبي حنيفة ، وقد جمعني مجلساً بالشيخ المغرواي فنفى الشيخ ذلك وأنه لم يحذف شئيا ، وقد بلغني أن هناك من طلاب الشيخ من ساعده في هذا الترتيب ، فهل هناك شي محذوف فعلاً ؟
وسؤال الثاني - إذا هبت رياحك فاغتنمها - ذكر محقق التمهيد لطبعة الفاروق أن طبعة الشيخ المغرواي فيها تحريفات وتصحفيات ولم يذكر أمثلة ، وعرضتُ هذا القول على الشيخ المغرواي قدم فنفاه أيضا ، كم أن هناك طبعة للإستذكار بتحقيق حسان عبدالمنان ، ذكر أمثلة كثيرة على تحريفات (قلعجي ) لكن ما هو القول في طعبة ( حسان عبدالمنان )
جزاكم الله خيرا

الحمادي
2007-05-05, 04:46 AM
وفيك بارك الله أخي أبا عبدالرحمن
تمنيت أن يجيب الشيخ ابن السائح فهو أبصر بهذا وغيره

أما طبعة الدكتور المغراوي فالذي أعلمه أنه لم يتصرف فيها إلا بالترتيب، ولكن المشكل أنَّ الباحثَ فيها
قد لايجد بغيته بسهولة، بل قد لا يجد بغيته إلا إذا أضاع وقتاً طويلاً
وقد تعاملت معها سنوات، وأذكر أنَّ بعض المسائل بحثت عنها بالساعات فلم أجدها في مظانها، ولم يكن عندي حينها
سوى نسخة الشيخ المغراوي

فهي في نظري نسخة غير جيدة من ناحيتين:
الأولى: أنه رتب الكتاب ترتيباً جديداً، ولم يلتزم ترتيب الموطأ، ولم يضع فهارس دقيقة تعين على الوصول للفائدة
خاصة تلك الفوائد التي يتنازعها أكثر من موضع
الثانية: أنَّ هذه الطبعة فيها أخطاء طباعية كثيرة، وهذا شيء لم تتفرد به هذه الطبعة، بل شاركها غيرها؛ خلا طبعة دار هجر
فهي أميز الطبعات، وهناك طبعة لا أحكم عليها لعدم تعاملي معها، وهي طبعة الشيخ عطية سالم رحمه الله

وأما طبعة الفاروق فهي أفضل من طبعة الشيخ المغراوي من حيث الترتيب، حيث التزموا ترتيبَ الموطأ
وأما الأخطاء الطباعية فهما متقاربتان

الحمادي
2007-05-05, 04:47 AM
بقي الكلام على الاستذكار
وقد وقفت على طبعة قلعجي، وقرأت أكثرها، وفيها أخطاء طباعية كثيرة، وبعضها مخلٌ بالمعنى
كما أنَّ في هوامشها حشواً كثيراً وثقيلاً
وأما طبعة حسان عبدالمنان فسمعت عنها، ولم أرها

ملتقى أهل الأثر
2007-05-15, 04:34 PM
حقيقة هذا الذي كان مستقراً عندي
على أني لم أجد دليلاً صريحاً سوى ما كُتِبَ على المخطوط + ما ذكره القسطلاني
وبحثت حين كنت متوجهاً لتحقيق الكتاب عمن صرَّح بنسبة تلك الأسئلة إلى المهلب فلم أجد
سوى القسطلاني
مع أنَّ هذه الأجوبة ذكرها جمعٌ ممن ترجم لأبي عمر، ولم يشيروا إلى علاقة المهلب بها
فلعلكم تتفضلون بالإفادة بما في جعبتكم
بارك الله في الأخ الفاضل الحمادي وجزاه خير الجزاء .
وجدتُ ما يؤيد أن هذا الكتاب كان ردًّا على أسئلة المهلب بن أبي صُفرة .
قال السخاوي في " الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر " ( 2 / 711 - ط . دار ابن حزم ، بتحقيق / إبراهيم باجس عبد المجيد ) :
" ولابن عبد البر كتابٌ سمّاه : الأجوبة الموعبة على المسائل المستغربة من البخاري ، سأله عنها : المهلب ين أبي صُفرة " .
والله الموفق .

الحمادي
2007-05-15, 04:47 PM
بارك الله في الأخ الفاضل الحمادي وجزاه خير الجزاء .
وجدتُ ما يؤيد أن هذا الكتاب كان ردًّا على أسئلة المهلب بن أبي صُفرة .
قال السخاوي في " الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر " ( 2 / 711 - ط . دار ابن حزم ، بتحقيق / إبراهيم باجس عبد المجيد ) :
" ولابن عبد البر كتابٌ سمّاه : الأجوبة الموعبة على المسائل المستغربة من البخاري ، سأله عنها : المهلب ين أبي صُفرة " .والله الموفق .




بارك الله فيك أخي الحبيب وشكر لك هذه الفائدة النفيسة
ليس الجواهر عندي، وسأقتنيه بمشيئة الله.

أشرف بن محمد
2007-05-17, 09:43 AM
إذا مستند القسطلاني = السخاوي
ولا يبعد أن يكون مصدر السخاوي = ابن حجر
فنرقى درجة : )

الحمادي
2007-05-17, 12:31 PM
بارك الله فيكم أخي أشرف
علوُّ الإسناد مطلب (ابتسامة)

ذِكرُ السخاوي لهذا الكتاب وتصريحه بالسائل له مكانةٌ في قلبي
فجزى الله خيراً أخانا ملتقى أهل الأثر
لكن لا نزال بحاجة إلى التفتيش عن مصادر أعلى تعيِّن صاحب تلك الأسئلة

عبدالله الشهري
2007-07-29, 11:30 PM
من فتاوى الشيخ مشهور حسن سلمان :
السؤال 417: ما الفرق بين كتابي "التمهيد" و"الاستذكار" لابن عبد البر؟ وهل كتاب ابن رشد "بداية المجتهد" تلخيص للاستذكار ؟
الجواب: ليس كتاب "بدايةالمجتهد" فيه ميزة لاتوجد في كتاب، وهي سبب اختلاف الفقهاء فيذكر فيه سبب ومنشأ الخلاف بين الفقهاء .
وأما كتابي "التمهيد" و"الاستذكار" فكلاهما شرح لـ "موطأ" مالك . وهما كتابان مستقلان ليس بينهما صلة . والصنعة الحديثية في "التمهيد" غالبة. والصنعة الفقهية في "الاستذكار"غالبة ويوجد في "التمهيد" فقه، ويوجد في "الاستذكار" حديث وإسناد و"التمهيد" رتبه على شيوخ مالك, ورتب الشيوخ على الحروف رواية يحيى الليثي . وأما "الاستذكار" فشرحه على ترتيب "الموطأ" المطبوع برواية يحيى الليثي . فالتمهيد عسر فحتى تستخرج الحديث منه فلا بد أن تعرف اسم شيخ الامام مالك فيه , ثم ترجع إليه في الحروف على التمهيد أما الاستذكار فقد شرحه على الترتيب المطبوع من رواية يحيى بن يحيى الليثي . وكلاهما كتاب مستقل . وكتاب "التمهيد" أجل
وذكر الذهبي في ترجمة ابن عبد البر في "السير" لما ذكر "الموطأ" قال : له هيبة . وقال : من أجل شروحه "التمهيد"، وأورد مقولة العز بن عبد السلام : ما طابت نفسي بالفتوى حتى اقتنيت المغني والمحلى . فقال الذهبي على إثرهذه المقولة : قلت : من نظر في هذين الكتابين ، "التمهيد" لابن عبد البر و"السنن الكبير" للبيهقي وأدمن النظر في هذه الكتب حتى يستحضر ما فيها فهو العالم حقاً. فهذه كتب مهمة . وعندي لولا ابن عبد البر لما ذهب ابن حزم وما جاء في إسناد مذاهب التابعين ومن بعدهم . فابن عبد البر هو صاحب الفضل وهو صاحب الإسناد , لأن عمر ابن حزم في العلم قصير ، فوقعت له مصنفات بالإجازة لانه أمير . والذي تعب واجتهد ابن عبد البر . وكان في المضايق يقول ابن حزم : كتب الى ابن عبد البر , فيأتي بالأسانيد . فابن عبد البر اعتنى عناية رائعة بمذاهب الصحابة والتابعين ومن بعدهم . وأسند وتكلم على الرواة وتكلم على الأحاديث وفقهها .
وبطبع "التمهيد" فرح طلاب العلم ومحبي الكتب و"التمهيد" النقل منه أشهر عند العلماء المتأخرين . وإن كنت وجدت ابن القيم في "إعلام الموقعين" لما يقول : قال ابن عبد البر , فغالباً ينقل من "الاستذكار" لأنه أسهل والله أعلم.
==================
موقع "المنهاج" : http://www.almenhaj.net/makal.php?linkid=%20275

أشرف بن محمد
2007-11-11, 10:39 AM
قد تعرض فضلاء لبحث منزلة إجماعات ابن عبد البر وأول من علمته نقب النقب وغمز من قناتها المقري في قواعده
ثم تبعه فاضل فقال: وحذّر الشيوخ من إجماعِ *** عن ابن عبد البر ذي السماعِ
لكن المحققين لم يرتضوا هذا الإطلاق منهم الونشريسي صاحب المعيار والمكي بن عزوز وابن أبي مدين
وللباحث الفاضل عبد الله بن المبارك البوصي كتاب مفيد سماه إجماعات ابن عبد البر في العبادات
وتعرض لهذه المسألة صاحب كتاب أصول فقه ابن عبد البر
وأود أن أقف على بحوث أخرى تناولت هذه المسألة
والمرجو من الشيخ الفاضل الحمادي وغيره من إخواننا الباحثين أن يتفضلوا بالإفادة

انظر أخي العزيز ابن السائح:
"إجماعات ابن عبدالبر" للباحث سيد عثمان، ص465-468، وذُكر فيه:
أنَّ أول مَن وجَّه الطعن إلى إجماعات ابن عبدالبر، المقري (ت 758 هـ) في "القواعد".اهـ

إلا أنني وقفت على أقدم من هذا
فقد وجَّه ابن القطان الفاسي (ت 628 هـ) نقدا صريحا لإجماعات ابن عبدالبر، فراجع مشكورا مأجورا "أحكام النظر"، ص69، صحابة.

الحمادي
2007-11-11, 04:27 PM
بارك الله فيكم يا شيخ أشرف
هل يمكنكم نقل كلام ابن القطان رحمه الله؟
فقد بحثت عن الكتاب في مكتبتي فلم أجده

أشرف بن محمد
2007-11-11, 04:47 PM
حبا وكرامة
قال ابن القطان الفاسي رحمه الله:
(ومعلوم أن أبا عمر بن عبدالبر إذا حَكَـى الإجمـاع فمَـا يحكيه بنقلٍ متصلٍ إلى المتعيّن به، وإنمـا هو بتصفّحه، والتصفّح أكثـر ما يحصل منه في هذا الباب: عدم العلم بالخلاف، لا العلم بعدم الخلاف، وما لا يُعلَم فيه الخلاف لا يُعَدّ إجماعًا، إنمـا الإجمـاع ما يُعلَم أنه لا خلاف فيه).اهـ

علي الفضلي
2007-11-12, 07:10 AM
جزاكم الله خيرا جميعا ، وأخص الحمادي وابن السائح.
أفدتمونا أفادكم الله .

أبو أيوب
2007-11-12, 09:47 AM
جزى الله كاتب الموضوع خيرا، ولا أملك إلا أن أقول ما شاء الله تبارك الله، غبطة ولا حسدا، للأخوين ابن السائح والحمادي، وقد توقفت في البداية عند ذكرالأخ الحمادي لتاريخ وقوفه على الفائدة وهو عام 1416هـ، ولكنه ربط ذلك بشيئ يخصه ربما يجدد به ذكرى أرجو ألا تكون من الأشجان، فوالله لقد أتحفانا اتحفات رائعة أسأل الله أن يبارك لهما ويزيدهما من فضله، وبمناسبة ذكر 1416هـ، فأذكر أن أحد شيوخي من المالكية في بلادنا كان يحدثنا عن ابن عبد البر، ونحن يومذاك لا نفقه كثيرا مما يقول، غير أن بعض كلامه رسخ في ذهني، وظللت استغربه جدا، وزاد استغرابي كثيرا بعد اقتنائي لكتاب التمهيد في أوئل سني قدومي للملكة العربية السعودية، ووقوفي على الاستذكار، وحاولت أن أستوعب معنى كلام الشيخ والذي فيما أذكر كان باتهام أبي عمر بالنزوع نحو الظاهر، وإن لم أولي ذلك الكلام العناية التامة، لأنني وبفضل الله لا أجعل لشيخ من شيوخي علي سلطانا في قبول توجه معين، إلا ما يؤيده العلم، والبحث، وبوقوفي على هذه الإبانات الشافيات تأكد لي أن شيخي قد أرسل ذلك القول وتبنى وجهة نظر غير علمية، وربما كان مقلدا لرأي سمعه من آخرين، وربما قصد أن يحول بيننا وبين أبي عمر، ويجعل بيننا وبينه حاجزا، فإنه قال ذلك القول ولم يكن لديه لا التمهيد ولا الاستذكار، وهكذا يفعل بعض الشيوخ، فإنه يجتهد في فرض رأيه، أو رأيٍ حمله بالتقليد وحمل الناس عليه، إنها سطوة العلم، أو قل التعلم، رحم الله أبا عمر ورحم الله كل من ترحم عليه وعلى علمائنا الأفاضل.

علي الفضلي
2007-11-12, 11:31 AM
ولصاحب الإحماض والإلغاز والملح – أعني ابن السائح – نهدي هذه الترجمة لعلامة الظاهرية ، وليفرح الظاهريون – سددهم الله تعالى - :
[ هو أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد ، ويزيد هذا فارسي الأصل من موالي بني أمية ، ويذهب جملة من كبار المؤرخين إلى أن جده يزيد فارسي أسلم ، وهو من موالي الأمويين ، قال ابن خلكان في " وفيات الأعيان " : ( وجده يزيد أول من أسلم من أجداده ، وأصله من فارس ، وجده خلف أول من دخل الأندلس من أجداده ) .
وقال الإمام ابن كثير في " البداية والنهاية " : ( .... يزيد مولى يزيد بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي ، أصل جده – يعني ابن حزم – من فارس ) .
وقال الحافظ ابن حجر في " اللسان " : ( علي بن أحمد بن سعيد بن غالب بن صالح بن خلف بن معدان بن سفيان بن يزيد الفارسي ...).
ويقول الحميدي عن ابن حزم في " جذوة المقتبس " : ( أصله من الفرس ، وجده الأقصى في الإسلام اسمه يزيد مولى ليزيد بن أبي سفيان ) .
وعلى هذا أكثر من تكلم عنه : كياقوت الحموي في " معجم الأدباء "، واليافعي في " مرآة الجنان " ، والمقري التلمساني في " نفح الطيب " ، وابن العماد الحنبلي في " شذرات الذهب " ، وكأن هذا هو المشهور والمقرب لهذا التوارد .
وخالف في هذا بعض المؤرخين ، ولا سيما من المغاربة : كابن سعيد صاحب المغرب ، فإنه قال في " المغرب في حلى العرب " : ( وكان متشيعا في بني أمية ، منحرفا عن سواهم من قريش ، وادعى أنه من الفرس ، وهو خامل الأبوة من عجم لبلة ).
ومثل هذا النص واضح التحامل ، والمتعقل يدري أنه لن يتكثر بنسب في فارس وصل إلى العرب بالولاء ، ليرتفع به عن أصل في عجم الأندلس !! ، وكثير من المستشرقين يميلون إلى أنه من أصل الأندلس ، وهذا أيضا يوجبه عندهم النزعة العرقية ليضاف إليهم ، فإن هذا يقويه الأوربيون ، وخاصة المستشرقة الأسبان أمثال المؤرخ الأسباني سانتشث .
لعله يتبع ...
والحمد لله رب العالمين ] .

ابن الرومية
2007-11-12, 12:00 PM
والشيء بالشيء يذكر
أود أن أفتح باب المذاكرة في الصلة بين أبي عمر النمري وابن أبي عمر الفارسي
فقد كانا متصاحبين متآلفين
وقد استفاد ابن أبي عمر من أبي عمر فوائد عظيمة
وقد نوّه به
وروى عنه في بعض تصانيفه كالإحكام
لكن هل طرأ على أُلفتهما ما كدّرها بعض الكدر؟
وهل غمز أحدهما صاحبه (وما بدٌّ من ذكر المصدر)
وأيهما ظهر وفاؤه لصاحبه وتنويهه بشأنه وشأوه
ولا يقولن قائل: لقد خرجت عن الموضوع
لأن لما ذكرته هنا بعض صلة بالعنوان لا تخفى على النابه اللبيب الأريب
لغز طريف:
تقدم أن مسلما قد روى عن ابن أبي عمر:(
فهل ثبتت رواية البخاري عن أبي عمر النمري؟
ما توجيهكم شيخنا و بقية المشايخ الكرام لما وافق فيه الامام ابن حزم بعض أصول الجهمية ...فبعض العارفين بحال ابن حزم يرجع سبب ذلك الى عدم معرفته بأقوال السلف و مقاصدهم و لكن معرفته القوية بالامام ابن عبد البر و اطلاعه على مؤلفاته و استفادته الفوائد الجمة منه كما قلتم يأبى هذا التوجيه ..فهل يكون هذا دليلا على صحة ما ذهب اليه الامام ابن عبد الهادي و الامام الذهبي من أنه نتاج هوى خفي لابن حزم و عشقه لعلوم الأوائل و ليس نتاج جهل بأقوال السلف ؟أم أن لكم توجيها آخر للمسألة؟

و لاأنسى أن أشكركم مع بقية الاخوة على هذا النقاش العالي الذي افتقدناه..و أرجو من الله أن يكثر فالمستفيد الأكبر منه هم نحن

أشرف بن محمد
2007-12-07, 11:32 PM
حبا وكرامة
قال ابن القطان الفاسي رحمه الله:
(ومعلوم أن أبا عمر بن عبدالبر إذا حَكَـى الإجمـاع فمَـا يحكيه بنقلٍ متصلٍ إلى المتعيّن به، وإنمـا هو بتصفّحه، والتصفّح أكثـر ما يحصل منه في هذا الباب: عدم العلم بالخلاف، لا العلم بعدم الخلاف، وما لا يُعلَم فيه الخلاف لا يُعَدّ إجماعًا، إنمـا الإجمـاع ما يُعلَم أنه لا خلاف فيه).اهـ

كلام ابن القطان رحمه الله لا يعدو كونه مجرد دعوى دون إثباتها خرط القتاد - في رأيي القاصر -
فهو - أعني ابن القطان - قد حكم على منهج عام لحكاية الإجماع عند ابن عبدالبر
ألا وهو: أن ابن عبدالبر في حكايته للإجماع ليس له إسناد متصل، وأنه يحكي الإجماع نتيجة التصفّح فقط
والذي يظهر أنه مراده بـ "التصفُّح" هنا .. أن ابن عبدالبر يجرد الكتب، فلا يجد خلافا = فيذكر الإجماع
فإن صحَّ أن هذا مراد ابن القطان
فكلامه غير صحيح
لأن من مصادر ابن عبدالبر كتب أئمة النقل الذين لهم عناية فائقة بنقل مسائل الإجماع، أمثال: ابن المنذر، وأبي جعفر الطحاوي، وابن جرير، ومحمد بن نصر، وهلم سحبا
وفي الحقيقة كلام ابن القطان لا يخلو من قصور واضح لائح
حيث أنه تعرض لصورة واحدة من صور نقل الإجماع، وهي قول القائل: لا أعلم خلافا في كذا
وجعل هذه الصورة هي المنهج العام في حكاية الإجماع عند ابن عبدالبر
والله أعلم وأحكم

الدكتور عبدالباقى السيد
2008-08-09, 02:29 AM
السلام عليكم يا إخوانى من الذى زعم أن الإمام ابن حزم لم يكن له معرفة بأقوال السلف ، كيف هذا وقدضمن فى كتابه الضخم المحلى بالآثار أقوال لا حصر لها عن أئمة السلف وكان واعيا لها ، كما ضمن أكثر من ذلك فى كتابه الإيصال الذى يقع فى بضعة وعشرين جزءا وهو للأسف مفقود ، إن العلامة ابن حزم الظاهرى بشهادة علماء الأندلس حصل ما لم يحصله أحد قبله بالأندلس من علوم الشرع ، صحيح أنه أقبل على علوم الأوائل لكنه كان فطنا لبيبا لم تحرفه عن علوم الشرع ومن ثم قدم للشرع أكثر بكثير مما قدمه للفلسفة والمنطق ، وكان معارضا لشيخه الجرجانى فيما ذهب إليه من أقوال فاسدة بخصوص علوم الأوائل

أبو المظَفَّر السِّنَّاري
2008-11-01, 01:21 PM
( كلمة حق ) : بين أبي عمر النمري وأبي محمد الفارسي : عموم وخصوص ؟!!
فالأول : أعلم بالحديث وفنونه وبرجاله من الثاني !!
أما أبو محمد : فهو أفقه أهل الأرض في زمانه إلا ما شاء الله !! لا يلحقه في ذلك : ابنُ عبد البر ولا أهلُ الأندلس قاطبة !!
وهو إمام مجتهد في الفقه والاعتقاد جميعا ، ولا يشنِّع عليه في بعض ما اجتهد به : إلا كل مجازف !! وسامح الله الجميع ...

أمجد الفلسطيني
2008-11-01, 02:02 PM
ولا يشنِّع عليه في بعض ما اجتهد به : إلا كل مجازف !! وسامح الله الجميع ...

أجمع أهل العلم على التشنيع عليه في بعض ما اجتهد به وعدوه من شذوذاته فقولك هو المجازفة بعينها
لأنه رمي لأهل العلم بالمجازفة
ولا يحملنك حبك لأبي محمد أن تطعن في غيره وتدافع عن أخطائه سامحك الله

جمعه عبد الفضيل ابو انس
2014-10-02, 03:42 AM
بارك الله فيكم