المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دمعة فلبينيٍّ حديث العهد بالإسـلام (خوَّفتْني من النفاق)!!!



أبو زيد الشنقيطي
2008-11-14, 06:36 PM
الحمد لله والصلاة والسـلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين , وبـعــد:

كان هذا الفلبينيُّ النصرانيُّ يعمل في وظيفته التي جاء إليها , وكان مُـظلمَ الوجه , سكيراً يترنّحُ بين الفينة والأخرى , إما بآثار المسكر ,أو على أنغام الموسيقى الغربية الصَّاخبة.!!

مرت سنوات , وكان من سعْدِ هذا النصراني أن اختـاره الله عز وجلَّ ليخرج من الظلمات إلى النور , ويهتدي إلى الإسـلام الذي لا يقبل الله دينا سواه.

وصار اسمه: (عبد الله )

بدأت ملامحُــه تتغيّر جذرياً , فأصبح نور وجهه ووضاءتُـه تخطف بصـر من ينظر إليه , وما أجمل محيَّاهُ وموقفه بين يدي الله , فلا تكاد تراه يتنفل في المسجد إلا ازدريت نفسك في وقوفها بين يدي الله .

علم هذا الفلبيني أن أبا زيد الشنقيطي متَـوَهَّمٌ في عداد من يحسبُ الناس أنهم على صلةٍ بالعلم , فصار يأتي مستفسراً بين الحين والآخر عن الوضوء أو الغسل أو السنن الرواتب أو الصوم وغير ذلك.

توطدت الصلة أكثر من حالها قبل ذلك , بدأ يحفظ هذا الفلبينيُّ قصار السور , والأحاديث , مع حرصٍ ملحوظِ على الجمعة و الجماعة والتبكير إليها كما يقول إمام المسجد الذي يسكن بجواره هذا الأخ.

قبل شهر أو زيادة , تعرّف أبو زيد على أحد المصريين - الذي يحسبه والله حسيبه - من جنود الله الأخفياء الذين امتلأت قلوبهم بحمل هم الأمة والدين , وامتلأت حياتهم كذلك بالعمل الجاد المتواصل للإسلام , بعيداً عن كثرة الدعاوى والكلام والتشبع بالمعدومات كحالنا والله المستعان.

سرد عليه أبو زيد خبـر هذا الرجل وإعجابه بصلاته وأخلاقه الحسـنة التي يقل نظيرها بين كثير من المسلمين , بله طلبة العلم .!!

طلب مقابلته فجمعهما أبو زيد , وتحدثا بالإنجليزية , والتي كان المصري يجيدها بامتيازٍ ملحوظ.

عرفه بعد ذلك على ثلاثة فلبينيين مثله حديثي عهد بالإسلام , وسعى لهم الجندي الخفي هذا ليعينهم بجاهه وعلاقاته ليكونوا هذه السنة في عداد ضيوف الرحمن الوافدين عليه.

وفي بارحة الأولى استطاع أحد الأربعة أخذ الموافقة من مرجعه الوظيفيِّ ليكون حاجاً هذه السَّـنةَ, جئتُ له مبشراً ومباركاً له , بذهابه للحج هذه السنة وكان ( عبد الله ) يقف بجوار هذا الآخر الذي كنتُ أهنِّئُه.

فسألتُــهُ - وليتني لم أفعل - هل وافق لك المسؤولون في العمل على أن تحجَّ , فاستعبر (عبد الله) وأرسل دمعةً نائبةً عن الجواب , ثم أتبعها بقوله : المدير قال لي (مُـشْ ممكن).!!

فطيبتُ خاطـره , وعيناه تغرورقان بدمع الحسرة على فوات الفرصة , وحاولتُ التخفيف عنه بتعليمه بأن من صلى الصبح وقعد في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمسُ يكتب الله له أجر حجة تامة تامة تامة.

هنا قلت لنفسي الأمارة بالسوء:

ويحك أبا زيد , كم من حجة فاتتك لعجز ولغير عجز , فلم تثِـر فيك حرارة, ولم تشُـقَّ لك مرارة, ولم تجرِ منك دمعة , ولم تظهر عليك لوعة.!!!

ما أقسى قلبك , وأجَفَّ عينكَ و وأنت مولودٌ في الإسلام , لأبوين مسلمين , وتزعمُ حملك للقرآن , ويظن بك مجاوروك خيراً , فأين الألمُ على فوا الطاعة , وأين الحسرة على التخلف عن الجماعة .؟؟


فحذار حذار أبا زيد أن تجرك قسوة القلب وتبلد الإحساس إلى أن ترسخ قدمك في النفاق - أجارك الله - وأنت لا تشعر.

ارجع إلى محفوظك من سورة التوبة وتذكر أن الصحابة بكوا حين لم يجد رسول الله (ص) ما يحملهم عليه فتولوا وأعينهم تفيضُ بالدمع حزناً ألا يجدوا ما ينفقون.

اللهم اهدنا لمحابك ومراضيك , وأجرنا من قسوة القلب والغفلة والبعد عن مسالك المهتدين ,أنت ربنا والقادر على ذلك وحدك, نستغفرك ونتوب إليك من كل خطيئة أو رثتنا قسوة القلب وقحط العين واللهو عن الآخرة بالدنيا.

أنس عسيري
2008-11-14, 10:46 PM
ما شاء الله ، بوركت يا كريم ..

محمد الحريص
2008-11-15, 05:32 PM
اللهُ أكبر..
جُزيتَ خيراً شيخنا

أبو زيد الشنقيطي
2009-05-17, 04:55 PM
هذا الفلبيني ذاته أسلم على يده الآن اثنان فهنيئاً له , ويا حسرتاه على أنفسنا.

ربوع الإسـلام
2009-05-17, 09:39 PM
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم ..