تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ علي الحلبي يتبرأ من التعليقات على مختصر صحيح البخاري المطبوع بإشرافه



فريد المرادي
2008-11-12, 10:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

" الشيخ علي الحلبي يتبرأ من التعليقات على مختصر صحيح البخاري المطبوع بإشرافه "


قال الشيخ الفاضل علي بن حسن الحلبي - وفقه الله - في مقال له نشر في عدد من المنتديات ، ما نصه :


(( طُبِعَ - قبل ثمانِ سنوات - كتابُ « التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح » - للزَّبِيدِي - مكتوباً على طُرَّتِه : « أشرف على طَبْعِه : علي بن حسن ... » !

وفي مقدِّمَتِي عليه ( صفحة : ت ) قُلتُ :

« لَخَّصْنَا غريبَ الحديث - المتعلِّق بنُصوص الكتاب - مُختَصَراً مِن « التوشيح بشرح الجامع الصحيح » للعلامةِ السُّيُوطِيِّ .. » .

ثُمَّ قُلتُ - بعد هذا بسطرَيْن - :

« ولقد خَرَجَ هذا الكتابُ على هذه الصُّورة البهيَّة - إنْ شاءَ اللهُ - جرَّاءَ تعاوُنِ عددٍ مِن طُلابِ العِلْمِ - كُلٌّ بحَسَبِه ؛ بإشرافي ومُتابعتي ، وذلك لِقِلَّةِ الفَراغِ ، وكثرةِ المطلوب » .

ولكنْ - وللأسَف الشديد ! - لم يتيسَّرْ لي - لأسبابٍ عدَّةٍ يومئذٍ ! - النَّظَرُ في المُراجعةِ الأخيرةِ له ؛ فخَرَجَ ناقصاً ( مقدِّمَة ) الزَّبِيدِيِّ لكتابِه - كاملةً ! - ، فضلا عن عددٍ مِن الأخطاء العقائديَّة التي وَقَعَ فيها السُّيُوطِيُّ - لأشعَرِيَّتِه المعروفة ، وتابَعَها مُلَخِّصُ كلامِه - غَفَرَ اللهُ له - في حاشيتِه على « التجريد » - !

حتى مقدِّمَتِي الوجيزةِ - والتي هي في أقلّ مِن ثلاث صفحات ! - وَقَعَ فيها عددٌ مِن الأخطاء - بسبب عدم المُراجعة المشار إليه قبلا - ؛ فمِن ذلك ( 16 ) :

1 - (صفحة : ب ) : ( تحت الكُتُبْ ) !

كذا ! والصواب : الكتبِ - مكسورةً - .

2 - ( صفحة : ت ) : ( مع كونها غيرُ مُكَرَّرَ ) !

كذا ! والصَّواب : غيرَ ! - منصوبةً - .

3 - ( صفحة : ت ) : ( مختصرٌ مِن « التوشيح .. » ) !

كذا ! والصواب : مُختصراً !! - منصوبةً - .

... وهكذا .

وممَّا وَقَعَ في الحواشي المذكورة - آنِفاً - مِن أخطاءٍ عقائديَّة - أذكرُها على سبيلِ التمثيل، لا الحَصْر- ثُمَّ أرُدُّ عليها ؛ مُبَيِّناً خَطَأَها - ما يلي :

1 - التعليقُ على ( ص 26 ) على حديث : « لا يمَلُّ اللهُ حَتَّى تَمَلُّوا .. » ؛ ذاكِراً أنَّهُ « مُحالٌ على الله » !

وانظُر لدفعِ هذا القِيل - بالتفصيل - « تأويل مُختلف الحديث » ( ص 238 ) لابنِ قُتَيْبَةَ ، و« التمهيد » ( 7 / 152 ) لابنِ عبدِ البَرِّ ، و« فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم » ( 1 / 209 ) ، و « فتاوى ابن عثيمين » ( 1 / 174 ) .

ففيها تقريرُ الجواب ، وتحريرُ الصواب ..

2 - التعليقُ على ( ص 28 ) تعريفاً لِـ ( الإيمان ) ، قال :

« الإيمانُ - لُغةً - : التصديقُ ، وهو - في الشَّرْعِ - : تصديقٌ مخصوصٌ » .

وانظُر تحريرَ المعنى اللغويّ للإيمان في كتاب « الإيمان » ( 7 / 289 - فما بعد ، و 439 ( مهم ) - « مجموع الفتاوى » ) لشيخِ الإسلام .

وأمَّا المعنى الشَّرْعِيّ ؛ فهو أنَّ الإيمانَ : قولٌ ، وعملٌ ، واعتقادٌ - منهجاً سلفيًّا صحيحاً خالصاً - بحمدِ اللهِ ومِنَّتِهِ - .

على تفصيلٍ مهمّ ( معروف ) - دقيق - ذكرتُهُ - ودافعتُ عنه - في كثيرٍ مِن كُتُبِي .

3 - التعليقُ على ( ص 46 ) على حديثٍ فيه قولُهُ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم -: « ... فعَتَبَ اللهُ عليه » ، قال : « لمْ يَرْضَ قولَه » !

وهذا غَلَطٌ ؛ فالأصلُ إمرارُ صِفات الباري - جَلَّ وعلا - على معناها اللُّغَوِيِّ وَفْقَ ما يَليقُ بالله - تبارك وتعالى - الذي : { ليس كمثلِه شيءٌ وهو السَّمِيعُ البصير } .

وانظُر - لِشيءٍ مِن التفصيلِ - « بدائع الفوائد » ( 4 / 987 - طبع الباز ) لابنِ القيِّم .

4 - التعليق ( ص 501 ) على حديثِ « اهتزَّ عرشُ الرَّحْمَن لموتِ سعد .. » .

قال : « المُرادُ باهتزازِ العرشِ : استبشارُهُ وسُرورُه .. » !

وهذا تأويلٌ باطلٌ ؛ فانظُر - لردِّهِ - « مجموع الفتاوى » ( 6 / 554 ) .

5 - التعليق ( ص 587 ) على الحديث الوارد ( ص 585 ) ( 17 ) : « يُؤذيني ابنُ آدَمَ ؛ يسبُّ الدَّهْرَ ، وأنا الدَّهْرُ .. » .

قال : « هو توسُّعٌ في الكَلام : لانَّهُ - سبحانَه - مُنَزَّهٌ عن إضافة الأذَى الله .. » .

وإنَّما هذا - هكذا - لتوهُّمِه أنَّ إيذاءَ الله - سبحانَه - كإيذاء البشر القائم على الضعف والوَهَن !! وحاشا لله - تعالى- .

وانظُر « تيسير العزيز الحميد » ( ص 544 - طَبْع مكتبة الرياض ) ، و « الفتاوى الكُبرى » ( 5 / 64 - طبعة مَخْلُوف ) - لشيخِ الإسلام - .

6 - وكذا في ( ص 666 ) مِن قولِه : « لا فاعِل إلا الله » !

وهذا مِن عقائد الأشاعرة الجبريَّة !

فانظُر - لإبطال ذلك - : « مجموع الفتاوى » ( 8 / 305 و 389 ) ، و« منهاج السُّنَّة » ( 3 / 146 ) لشيخِ الإسلام .

7 - وكذا في ( ص 728 ) مِن قولِه : « حبيبتان إلى الرحمن ؛ أي : محبوبتان ، أيْ : محبوبٌ قائلُها ... لأنَّ القصدَ من الحديثِ بيانُ سعة رحمةِ الله لعبادِه » !!

وهذا باطلٌ ؛ فنحنُ نُثْبِتُ صفةَ ( الحُبِّ ) لله - تعالى - كما يَليقُ بجلالِه وكمالِه - سُبحانه - .

وهذا مِن أعظمِ أُصول أهل السُّنَّة في ( باب الأسماء والصفات ) ..

قلتُ :

... وقد يُوْجَدُ غيرُ هذه الملاحظاتِ - أيضاً - في حواشي هذا الكتاب - وللأسفِ الشديدِ - .

« اللهمّ اغفِرْ لي هَزْلِي وجَدِّي ، وخَطَئِي وعَمْدِي ، وكُلُّ ذلك عندي » .

وإنَّما المقصودُ - حَسْبُ - : بيانُ حيثيَّات ما وَقَعَ في حواشي هذا الكتاب - على وجهِ الخُصوص - ، مع ضَرْبِ الأمثلةِ - منه - تحذيراً ، وبياناً - مِن جهةٍ - ، ودفعاً لاستغلالِ مُسْتَغِلّ ، وردًّا لأيِّ هوىً مُضِلّ - مِن جهةٍ أُخرى - .

وبعد هذا البيان أقولُ :

إنِّي لا أسامحُ - ألْبَتَّةَ - مَن ينسِبُ إليَّ هذه التعليقاتِ - بعضاً أو كُلاًّ - ، أو رِضايَ عنها ، أو يُشَكِّكُ بي - بسببِها - !

نعم ؛ قد أُخْطِئُ في غيرِها ، وقد يُوْجَدُ في كُتُبِي أشياءُ أُخَرُ مِن ذلك ؛ فالمرجُوُّ مِمَّن وَجَدَ - أو يجدُ - شيئاً مِن ذلك : أنْ ينبِّهَنِي على ذلك ، وإنِّي - بحمدِ الله - راجعٌ عمَّا يظهرُ لي مِن خطأ كذلك - في حياتي وبعد مماتي - )) انتهى .


تعليق وجيز :

بارك الله في الشيخ علي الحلبي على هذا البيان ، ووفقه لمزيد من الرجوع إلى الحق العتيق - خاصة في مسائل الإيمان - فالرجوع إلى الحق فضيلة ، وفقنا الله جميعًا إلى السنة ، وثبتنا عليها إلى يوم نلقاه ، آمين .

سلمان أبو زيد
2008-11-13, 12:19 AM
شَكَرَ اللَّـهُ لَكُم ـ أَخَانا الغَالِي ( فَرِيد المرَادِيِّ ) ـ ،
وَنَفَعَ بِالشَّيْخِ عَلِيّ حَسَن عَبْد الحَمِيْد .