المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أجوبة طريفة لأهل الفقه والبديهة



حارث الهمام
2007-04-11, 05:41 PM
أعلق ما عن لي وآمل أن يكمل الإخوان..

جاء رجل إلى أبي حنيفة فقال له: إذا نزعت ثيابي ودخلت النهر أغتسل، فإلى القبلة أتوجه أم إلى غيرها؟
:
:
:
:
:
:

فقال له: الأفضل أن يكون وجهك تجاه ثيابك لئلا تسرق.

حارث الهمام
2007-04-11, 06:56 PM
جاء رجل إلى الشعبي يوماً وقال: إني تزوجت امرأة ووجدتها عرجاء فهل لي أن أردها؟
فقال له إن كنت تريد أن تسابق بها فردها !

حارث الهمام
2007-04-11, 09:03 PM
وشهد أعرابي عند حاكم، فقال المشهود عليه: أتقبل شهادته وله من المال كذا ولم يحج?
فقال الأعرابي: بلى والله حججت كذا مرة!
قال: سله أصلحك الله عن مكان زمزم.
فسأله.
فقال: إني حججت قبل أن تحفر زمزم!

آل عامر
2007-04-12, 06:27 PM
قال أبو معاوية الضرير: بعث هشام بن عبد الملك إلى أبي محمد سليمان الشهير بالأعمش يقول :
يا أبا محمد ، اكتب لي مناقب عثمان ومساوئ علي .
فأخذ الأعمش بالرسالة ورمى بها وكتب إلى هشام يقول :
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد : يا أمير المؤمنين فلو كانت لعثمان رضي الله عنه مناقب أهل الأرض ما نفعتك ،
ولو كانت لعلي رضي الله عنه مساوئ أهل الأرض ما ضرتك ، فعليك بخاصة
نفسك والسلام .

آل عامر
2007-04-12, 06:34 PM
سئل عبدالله بن المبارك : أبو مسلم خير أو الحجاج ؟
.
فقال :والله لا أقول إن أبا مسلم كان خيرأً من أحد ولكن الحجاج كان شرا منه .

حارث الهمام
2007-04-14, 04:41 PM
شكر الله لك المشاركة النافعة...

دخل إياس بن معاوية بن قرة الشام وهو صغير؛ فخاصم شيخاً إلى القاضي وأقبل يصول عليه.
فقال القاضي: اسكت يا صبي.
فقال: فمن ينطق بحجتي؟
قال: إنه شيخ كبير!
قال: إن الحق أكبر منه.
قال القاضي: ما أراك تقول حقاً.
فقال: لا إله إلا الله.
فركب القاضي من وقته إلى عبد الملك فأخبره فقال: عجل بقضاء حاجته وأخرجه من الشام لئلا يفسدها.
وبإياس يضرب المثل في الذكاء:

إقـدام عـمـروٍ فـي سـمـاحة حـاتــمٍ = في حـلـم أحـنـفـي فـي ذكـاء إياس

حارث الهمام
2007-04-14, 05:39 PM
حدث الآبري بإسناده: قال إسحاق بن راهويه: كنا عند سفيان بن عيينة نكتب أحاديث عمرو بن دينار، فجاءني أحمد بن حنبل فقال لي يا أبا يعقوب: قم حتى أريك رجلاً لم ترعيناك مثله.
قال: فقمت فأتى بي فناء زمزم فإذا هناك رجل عليه ثياب بيض تعلو وجهه السمرة، حسن السمت، حسن العقل، وأجلسني إلى جانبه فقال له: يا أبا عبد الله، هذا إسحاق بن راهويه الحنظلي فرحب بي وحياني، فذاكرته وذاكرني فانفجر لي منه علم أعجبني حفظه قال: فلما أن طال مجلسنا قلت له: يا أبا عبد الله قم بنا إلى الرجل.
قال: هذا هو الرجل، فقلت يا سبحان الله، أقمتنا من عند رجل يقول: حدثنا الزهري، فما توهمت إلا أن تأتي بنا إلى رجل مثل الزهري أو قريب منه. فأتيت بنا إلى هذا الشاب أو هذا الحدث!
فقال لي يا أبا يعقوب: اقتبس من الرجل، فإنه ما رأت عيناي مثله.
قال الآبري: قال إسحاق: فسألته عن سكني بيوت مكة -أراد الكرى- فقال: جائز.
فقلت: إي يرحمك الله، وجعلت أذكر له الحديث عن عائشة وعبد الرحمن وعمر وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن كره كرى بيوت مكة وهو ساكت يسمع وأنا أسرد عليه.
فلما فرغت سكت ساعة وقال: يرحمك الله، أما علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هل ترك لنا عقيل من رباع أو دار؟
قال فوالله ما فهمت عنه ما أراد بها ولا أرى أن أحداً فهمه.
قال الحاكم: فقال إسحاق: أتأذن لي في الكلام؟
فقال: نعم.
فقلت: حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن الحسن أنه لم يكن يرى ذلك، وأخبرنا أبو نعيم وغيره عن سفيان عن منصور عن إبراهيم أنه لم يكن يرى ذلك.
قال الحاكم: ولم يكن الشافعي عرف إسحاق، فقال الشافعي لبعض من عرفه: من هذا؟
فقال: هذا إسحاق بن إبراهيم بن الحنظلي بن راهويه الخراساني.
فقال له الشافعي: أنت الذي يزعم أهل خراسان أنك فقيههم؟
قال إسحاق: هكذا يزعمون.
قال الشافعي: ما أحوجني أن يكون غيرك في موضعك، فكنت آمر بعرك أذنيه.
وقال الحاكم في خبر آخر: قال له الشافعي: لو قلت قولك احتجت إلى أن أُسلسل! أنا أقول لك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت تقول: عطاء وطاوس ومنصور وإبراهيم والحسن وهؤلاء لا يرون ذلك، هل لأحد مع رسول الله صلى عليه وسلم حجة؟
قال إسحاق لبعض من معه من المراوزة بلسانهم: مردك لا كما لا نيست، قرية عندهم بمرو يدعون العلم، وليس لهم علم واسع.
وقال الآبري: قال إسحاق لبعض من معه: الرجل مالاني، ومالان: قرية من قرى مرو وأهلها فيهم سلامة.
قال الحاكم في خبره: فلما سمع الشافعي تراطنه علم أنه قد نسبه إلى شيء.
فقال: تناظر؟
وكان إسحاق جريئاً فقال: ما جئت إلا للمناظرة.
فقال له الشافعي: قال الله عز وجل: (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم) الآية، نسب الدار إلى المالكين أو غير المالكين؟
قال إسحاق: إلى المالكين.
قال الشافعي: فقوله عز وجل أصدق الأقاويل، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن)، أنسب رسول الله صلى الله عليه وسلم الدار إلى مالك أو إلى غير مالك؟
قال إسحاق: إلى مالك.
فقال الشافعي: وقد اشترى عمر بن الخطاب دار الحجامين فأسكنها، وذكر له جماعة من أصحاب صلى الله عليه وسلم اشتروا دور مكة وجماعة باعوها.
وقال إسحاق له: قال الله عز وجل: (سواء العاكف فيه والباد).
فقال الشافعي: اقرأ أول الآية. قال: (والمسجد الحرام الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد).
قال الآبري: قال الشافعي: والعكوف يكون في المسجد، ألا ترى إلى قوله: (للطائفين والعاكفين) والعاكفون يكونون في المساجد، ألا ترى إلى قوله عز وجل: (وأنتم عاكفون في المساجد)، فدل ذلك أن قوله عز وجل: (سواء العاكف فيه والباد) في المسجد خاص، فأما من ملك شيئاً فله أن يكرى وأن يبيع.
قال الحاكم: وقال الشافعي: ولو كان كما تزعم لكان لا يجوز أن تنشد فيها ضالة ولا ينحر فيها البدن ولا تنثر فيه الأرواث، ولكن هذا في المسجد خاصة.
قال: فسكت إسحاق ولم يتكلم.
وفي خبر الآبري: فلما تدبرت ما قال من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل ترك لنا عقيل من رباع أو دار)؟. علمت أنه قد فهم ما ذهب عنا.
قال إسحاق: ولو كنت قد أدركني هذا الفهم وأنا بحضرته لعرفته ذاك، ثم نظرنا في كتبه فوجدنا الرجل من علماء هذه الأمة.

نضال مشهود
2007-09-29, 11:29 PM
موضوع رائع !

أبوالفضل المطاع
2007-10-18, 10:32 AM
روى الأوزاعيُّ عن عبد الله بن سَعد عن الصُّنابحيّ عن مُعاوية بن أبي سُفيان قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأغلوطات. قال الأوزاعيّ: يعني صِعاب المسائل. وكان ابن سِيرين إذا سُئل عن مَسألة فيها أغلوطة، قال للسائل: أمْسِكها حتى نَسأل عنها أخاكَ إِبليس.
وسأل عُمَر بن قيس مالكَ بن أنَس عن مُحْرِم نزَع نَابي ثعلَب، فلم يَردّ عليه شيئاً.
وسأل عُمَرُ بن الخطّاب رضي الله عنه علي بن أبي طالب كَرَّم الله وَجْهَه، فقال: ما تَقُول في رجُل أمّه عند رجل آخر؟ فقال: يُمسك عنها، أراد عمر أنَّ الرجل يموت وأمه عند رجل آخر، وقولُ علّيٍ يُمسك عنها. يريد الزَّوج يُمسك عن أمِّ الميت حتى تَسْتَبْرِئ من طريق الميراث.
وسأل رجلٌ عُمَر بن قيس عن الْحَصاة يَجدها الإنسان في ثوبه أو في خُفّه أو في جَبْهته من حَصى المَسْجد؛ فقال: ارْم بها قال الرجلُ: زَعموا أنها تَصِيح حتى ترد إلى المسجد؛ فقال: دَعها تصيح حتى يَنْشق حلقها؟ فقال الرجل: سُبحان اللِّه! ولها حَلْق؟ قال: فمن أين تَصِيح؟ وسأل رجلٌ مالكَ بنَ أَنس عن قوله تعالى: " الرَّحْمنُ عَلَى اْلْعَرْش آسْتَوَى " كيف هذا الاستواء؟ قال: الاستواء مَعْقول والكَيْف مَجّهول، ولا أظنّك إلا رجلَ سوء.
وروى مالكُ بن أنَس الحديثَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا استيقظ أحدُكم من نومه فلا يُدخل يدَه في الإناء حتى يَغْسِلها، فإِنَّ أحدَكم لا يَدْري أين باتت يدُه. فقال له رجل: فكيف نَصنع في المِهرَاس أبا عبد الله؟ - والمِهْراس: حَوْض مكة الذي يتَوضّأ الناس فيه - فقال: من الله العِلْم، وعلى الرسول البلاغ، ومنّا التَّسليم، أمِرُّوا الحديث.
وقيل لابن عبَّاس رضي الله عنهما: ما تقول في رجل طًلّق امرأَته عددَ نُجوم السماء؟ قال: يَكْفيه منها كوكب الجوزاء.
وسُئِل عليُّ بن أبي طالب رضوان الله عليه: أين كان ربُّنا قبل أن يَخلق السماء والأرض؟ فقال: أين: تُوجب المَكان، وكان الله عزّ وجلّ ولا مكان.
التصحيف
وذكر الأصمعيّ رجلاً بالتًصحيف، فقال: كان يَسمع فيَعِي غيرَ ما يَسمع، ويَكْتب غير ما وَعى، ويَقْرأ في الكتاب غير ما هو فيه.
وذكر آخر رجلاً بالتَّصحيف، فقال: كان إذا نَسخ الكِتاب مَرَّتين عاد سُرْيانياً. (العقد الفريد - ج 1 / ص 162).

صالح عبدربه
2007-10-18, 10:50 AM
شكرا على هذا النقل...

محمد العفالقي
2007-10-20, 06:53 AM
خذ هذه :• قال محمد بن مسعر: كنت أنا ويحيى بن أكثم عند سفيان ، فبكى سفيان فقال له يحيى:ما يبكيك يا أبا محمد ؟ فقال سفيان : بعد مجالستي أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بُليتُ بمجالستكم 0 فقال يحيى : ـ وكان حدثاً ـ فمصيبة أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بمجالستهم إياك بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أعظم من مصيبتك 0 فقال يا غلام : أظن أن السلطان سيحتاج إليك0

مهند المعتبي
2007-10-20, 07:18 AM
شيخناَ الفاضلَ / حارثَ الهمَّام ..
باركَ اللهُ فيكم ..
لديَّ اقتراحٌ ـ خاصٌ بمن استطاع لذلك سبيلاً ـ أن يُوثِّق المعلومة ، ولو بالإشارة للموطن الذي يتذكره فيه ؛ لتكمل الفائدة .
نفع اللهُ بكم ..

مهند المعتبي
2007-10-20, 07:24 AM
تنبيهٌ : ليس من شرط الناقل : الرضا بجميع المنقول .
__________________

أخرج محمد بن نصر وغيره عن الحسن البصريِّ أنه قيل له : ما تقول في رجل استظهر القرآن كله لا يقوم به إنما يصلي المكتوبة ؟

فقال : لعن الله هذا إنما يتوسد القرآن .
فقيل له : قال الله تعالى ( فاقرءوا ما تيسر منه ) قال : نعم ولو قدر خمسين آية !
فتح الباري (3/ 27)

مهند المعتبي
2007-10-20, 07:30 AM
جاء رجل إلى سعيد بن المسيب فقال : ما تقول في رجل قال : إن تزوجتُ فلانةَ فهي طالق ؟
فقال له سعيد : كم اصدَقها ؟
قال له الرجل : لم يتزوجها بعد فكيف يصدقها ؟!
فقال له سعيد : فكيف يطلق من لم يتزوج ؟!!

الفتح ( 9/382)

مهند المعتبي
2007-10-20, 08:32 AM
ويحكى أن سعيد بن جبير لما سأله الظالم [الحجاج] بن يوسف: ما تقول فيَّ؟
فقال: "أقول إنك قاسطٌ عادلٌ"، فلم يفطن له إلا هو،
فقال: إنه جعلني جائرا كافرا !
وتلا قوله تعالى: ففف وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطباققق ، ففف ثم الذين كفروا بربهم يعدلون ققق

مهند المعتبي
2007-10-20, 08:44 AM
ويقال لمن قال: إن كفر المنعم محظور بالعقل.
ما تقول في كافر ربى إنساناً وأحسن إليه، ثم لقيه في حرب أيقتله أم لا ؟
فإن قالوا : لا . خالفوا الاجماع ..
وإن قالوا: نعم . نقضوا قولهم في أن كفر المنعم محظور بالعقل !

الإحكام لابن حزم.

مهند المعتبي
2007-10-20, 08:54 AM
ويروى أن الكسائي ـ رحمه الله ـ كُتِبَ اليه :
ما تقول في رجل قال :
فإنْ تَرْفُقي يا هند فالرفق أيمن ** وان تخرقي يا هند فالخرق أشأمُ
فأنت طلاق والطلاق عزيمة ** ثلاث ومن يخرق أعق وأظلم
فقال الكسائي ـ رحمه الله ـ :
إن كان رفعَ العزيمةَ ونصبَ الثلاثَ ؛ فهي ثلاث تطليقات .
وان كان نصبَ العزيمةَ ورفعَ الثلاثَ ؛ فهي واحدة ..
يريد أنه اذا رفع العزيمة ونصب الثلاث صار التقدير : " فأنت طالقٌ ثلاثا والطلاق عزيمة على التقديم والتأخير"
واذا نصب العزيمة ورفع الثلاث لم ينو ثلاث التقديم وصار التقدير : " فأنت طلاق " .

الإنصاف للبطليوسي

مهند المعتبي
2007-10-20, 09:27 AM
علي بن الحسين رضي الله عنه أنه جاءه رجل فقال له : يا ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما تقول في عثمان؟
فقال له : يا أخي أنت من قوم قال الله فيهم : { للفقرآء المهاجرين } الآية .
قال : لا !
قال : فوالله لئن لم تكن من أهل الآية فأنت من قوم قال الله فيهم : { والذين تبوءوا الدار والإيمان } الآية .
قال : لا !
قال : فوالله لئن لم تكن من أهل الآية الثالثة لتخرجن من الإسلام ا وهي قوله تعالى { والذين جآءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان } الآية !!

محمد بن مسلمة
2007-10-20, 10:07 AM
موضوع رائع جزاكم الله خيرا.

البريك
2007-10-21, 12:17 PM
روى الأوزاعيُّ عن عبد الله بن سَعد عن الصُّنابحيّ عن مُعاوية بن أبي سُفيان قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الأغلوطات. قال الأوزاعيّ: يعني صِعاب المسائل. وكان ابن سِيرين إذا سُئل عن مَسألة فيها أغلوطة، قال للسائل: أمْسِكها حتى نَسأل عنها أخاكَ إِبليس.
وسأل عُمَر بن قيس مالكَ بن أنَس عن مُحْرِم نزَع نَابي ثعلَب، فلم يَردّ عليه شيئاً.
وسأل عُمَرُ بن الخطّاب رضي الله عنه علي بن أبي طالب كَرَّم الله وَجْهَه، فقال: ما تَقُول في رجُل أمّه عند رجل آخر؟ فقال: يُمسك عنها، أراد عمر أنَّ الرجل يموت وأمه عند رجل آخر، وقولُ علّيٍ يُمسك عنها. يريد الزَّوج يُمسك عن أمِّ الميت حتى تَسْتَبْرِئ من طريق الميراث.
وسأل رجلٌ عُمَر بن قيس عن الْحَصاة يَجدها الإنسان في ثوبه أو في خُفّه أو في جَبْهته من حَصى المَسْجد؛ فقال: ارْم بها قال الرجلُ: زَعموا أنها تَصِيح حتى ترد إلى المسجد؛ فقال: دَعها تصيح حتى يَنْشق حلقها؟ فقال الرجل: سُبحان اللِّه! ولها حَلْق؟ قال: فمن أين تَصِيح؟ وسأل رجلٌ مالكَ بنَ أَنس عن قوله تعالى: " الرَّحْمنُ عَلَى اْلْعَرْش آسْتَوَى " كيف هذا الاستواء؟ قال: الاستواء مَعْقول والكَيْف مَجّهول، ولا أظنّك إلا رجلَ سوء.
وروى مالكُ بن أنَس الحديثَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا استيقظ أحدُكم من نومه فلا يُدخل يدَه في الإناء حتى يَغْسِلها، فإِنَّ أحدَكم لا يَدْري أين باتت يدُه. فقال له رجل: فكيف نَصنع في المِهرَاس أبا عبد الله؟ - والمِهْراس: حَوْض مكة الذي يتَوضّأ الناس فيه - فقال: من الله العِلْم، وعلى الرسول البلاغ، ومنّا التَّسليم، أمِرُّوا الحديث.
وقيل لابن عبَّاس رضي الله عنهما: ما تقول في رجل طًلّق امرأَته عددَ نُجوم السماء؟ قال: يَكْفيه منها كوكب الجوزاء.
وسُئِل عليُّ بن أبي طالب رضوان الله عليه: أين كان ربُّنا قبل أن يَخلق السماء والأرض؟ فقال: أين: تُوجب المَكان، وكان الله عزّ وجلّ ولا مكان.
التصحيف
وذكر الأصمعيّ رجلاً بالتًصحيف، فقال: كان يَسمع فيَعِي غيرَ ما يَسمع، ويَكْتب غير ما وَعى، ويَقْرأ في الكتاب غير ما هو فيه.
وذكر آخر رجلاً بالتَّصحيف، فقال: كان إذا نَسخ الكِتاب مَرَّتين عاد سُرْيانياً. (العقد الفريد - ج 1 / ص 162).
معاوية بن أبي سفيان...هل كان صحابيا!!!???
فلم لا نترضى عنه؟

نضال مشهود
2007-11-28, 12:15 AM
من (الطرق الحكمية) لابن القيم القيم رحمهما الله :


11 - ( فصل )

ومن أنواع الفراسة : ما أرشدت إليه السنة النبوية من التخلص من المكروه بأمر سهل جدا , من تعريض بقول أو فعل .

فمن ذلك : ما رواه الإمام أحمد في مسنده " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : { قال رجل : يا رسول الله , إن لي جارا يؤذيني , قال : انطلق , فأخرج متاعك إلى الطريق , فانطلق , فأخرج متاعه . فاجتمع الناس إليه . فقالوا : ما شأنك ؟ فقال : إن لي جارا يؤذيني . فجعلوا يقولون : اللهم العنه , اللهم أخرجه . فبلغه ذلك , فأتاه فقال : ارجع إلى منزلك , فوالله لا أوذيك أبدا } فهذه وأمثالها هي الحيل التي أباحتها الشريعة .

وهي تحيل الإنسان بفعل مباح على تخلصه من ظلم غيره وأذاه , لا الاحتيال على إسقاط فرائض الله واستباحة محارمه . وفي " المسند " والسنن عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من أحدث في صلاته فلينصرف , فإن كان في صلاة جماعة فليأخذ بأنفه ولينصرف } . وفي السنة كثير من ذكر المعاريض التي لا تبطل حقا , ولا تحق باطلا كقوله صلى الله عليه وسلم للسائل { ممن [ ص: 34 ] أنتم ؟ قالوا : نحن من ماء } .

وقوله للذي ذهب بغريمه ليقتله { إن قتله فهو مثله } ( ) , وكان إذا أراد غزوة ورى بغيرها وكان الصديق رضي الله عنه يقول في سفر الهجرة لمن يسأله عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من هذا بين يديك " فيقول : " هاد يدلني على الطريق " .

وكذلك الصحابة من بعده . فروى زيد بن أسلم عن أبيه , قال : قدمت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه حلل من اليمن , فقسمها بين الناس , فرأى فيها حلة رديئة , فقال : كيف أصنع بهذه ؟ إن أعطيتها أحدا لم يقبلها , فطواها وجعلها تحت مجلسه . وأخرج طرفها , ووضع الحلل بين يديه , فجعل يقسم بين الناس . فدخل [ ص: 35 ] الزبير وهو على تلك الحال , فجعل ينظر إلى تلك الحلة , فقال : ما هذه الحلة ؟ فقال عمر : دعها عنك , قال : ما شأنها ؟ قال : دعها . قال : فأعطنيها . قال : إنك لا ترضاها , قال : بلى , قد رضيتها . فلما توثق منه , واشترط عليه ألا يردها , رمى بها إليه , فلما نظر إليها إذ هي رديئة , قال : لا أريدها , قال عمر : هيهات , قد فرغت منها . فأجازها عليه , ولم يقبلها .

وقال عبد الله بن سلمة : سمعت عليا يقول : " لا أغسل رأسي بغسل حتى آتي البصرة فأحرقها , وأسوق الناس بعصاي إلى مصر " فأتيت أبا مسعود البدري , فأخبرته فقال : " إن عليا يورد الأمور موارد لا تحسنون تصديرها , علي لا يغسل رأسه بغسل , ولا يأتي البصرة , ولا يحرقها , ولا يسوق الناس عنها بعصاه , علي رجل أصلع إنما على رأسه مثل الطست إنما حوله شعرات " ومن ذلك : تعريض عبد الله بن رواحة لامرأته بإنشاد شعر يوهم أنه يقرأ , ليتخلص من أذاها له حين واقع جاريته .

وتعريض محمد بن مسلمة لكعب بن الأشرف حين أمنه بقوله : " إن هذا الرجل قد أخذنا بالصدقة وقد عنانا .

وتعريض الصحابة لأبي رافع اليهودي . [ ص: 36 ]

نضال مشهود
2007-11-28, 12:17 AM
. . . . .

ومن أحسن الفراسة : فراسة عبد الملك بن مروان لما بعث الشعبي إلى ملك الروم فحسد المسلمين عليه فبعث معه ورقة لطيفة إلى عبد الملك . فلما قرأها قال : أتدري ما فيها ؟ قال : فيها " عجب , كيف ملكت العرب غير هذا ؟ " أفتدري ما أراد ؟ قال : لا . قال : حسدني عليك . فأراد أني أقتلك , فقال الشعبي : لو رآك يا أمير المؤمنين ما استكبرني . فبلغ ذلك ملك الروم , فقال : والله ما أخطأ ما كان في نفسي .

ومن دقيق الفطنة : أنك لا ترد على المطاع خطأه بين الملأ , فتحمله رتبته على نصرة الخطإ . وذلك خطأ ثان , ولكن تلطف في إعلامه به , حيث لا يشعر به غيره . ومن دقيق الفراسة : أن المنصور جاءه رجل , فأخبره أنه خرج في تجارة فكسب مالا , فدفعه إلى امرأته , ثم طلبه منها . فذكرت أنه سرق من البيت ولم ير نقبا ولا أمارة , فقال المنصور : منذ كم تزوجتها ؟ قال : منذ سنة , قال : بكرا أو ثيبا ؟ قال : ثيبا , قال : فلها ولد من غيرك ؟ قال : لا , قال : فدعا له المنصور بقارورة طيب كان يتخذ له حاد الرائحة , غريب النوع , فدفعها إليه , وقال له : تطيب من هذا الطيب , فإنه يذهب غمك . فلما خرج الرجل من عنده قال المنصور لأربعة من ثقاته : ليقعد على كل باب من أبواب المدينة واحد منكم فمن شم منكم رائحة هذا الطيب من أحد فليأت به . وخرج الرجل بالطيب فدفعه إلى امرأته , فلما شمته بعثت به إلى رجل كانت تحبه , وقد كانت دفعت إليه المال , فتطيب منه , ومر مجتازا ببعض أبواب المدينة , فشم الموكل بالباب رائحته عليه ; فأتى به المنصور , فسأله : من أين لك هذا الطيب ؟ فلجلج في كلامه . فدفعه إلى والي الشرطة , [ ص: 39 ] فقال إن أحضر لك كذا وكذا من المال فخل عنه , وإلا اضربه ألف سوط . فلما جرد للضرب أحضر المال على هيئته فدعا المنصور صاحب المال , فقال : أرأيت إن رددت عليك المال تحكمني في امرأتك ؟ قال : نعم . قال : هذا مالك , وقد طلقت المرأة منك .

14 - فصل

ومنها أن شريكا دخل على المهدي , فقال للخادم : هات عودا للقاضي - يعني البخور - فجاء الخادم بعود يضرب به , فوضعه في حجر شريك , فقال : ما هذا ؟ فبادر المهدي , وقال : هذا عود أخذه صاحب العسس البارحة , فأحببت أن يكون كسره على يديك , فدعا له وكسره . ومن ذلك : ما يذكر عن المعتضد بالله , أنه كان جالسا يشاهد الصناع , فرأى فيهم أسود منكر الخلقة , شديد المرح , يعمل ضعف ما يعمل الصناع , ويصعد مرقاتين مرقاتين , فأنكر أمره , فأحضره وسأله عن أمره ؟ فلجلج , فقال لبعض جلسائه : أي شيء يقع لكم في أمره ؟ قالوا : ومن هذا حتى تصرف فكرك إليه ؟ لعله لا عيال له , وهو خالي القلب , فقال : قد خمنت في أمره تخمينا , ما أحسبه باطلا : إما أن يكون معه دنانير , قد ظفر بها دفعة , أو يكون لصا يتستر بالعمل , فدعا به , واستدعى بالضراب فضربه , وحلف له إن لم يصدقه أن يضرب عنقه , فقال : لي الأمان , قال : نعم , إلا فيما يجب عليك بالشرع . فظن أنه قد أمنه , فقال : قد كنت أعمل في الآجر , فاجتاز رجل في وسطه هميان , فجاء إلى مكان فجلس وهو لا يعلم مكاني , فحل الهميان وأخرج منه دنانير فتأملته , وإذا كله دنانير فساورته وكتفته وشددت فاه , وأخذت الهميان , وحملته على كتفي وطرحته في الأتون وطينته . فلما كان بعد ذلك أخرجت عظامه فطرحتها في دجلة . فأنفذ المعتضد من أحضر الدنانير من منزله , وإذا على الهميان مكتوب : فلان ابن فلان , فنادى في البلد باسمه , فجاءت امرأة فقالت : هذا زوجي . ولي منه هذا الطفل , خرج وقت كذا وكذا ومعه ألف دينار : فغاب إلى الآن . فسلم الدنانير إليها , وأمرها أن تعتد , وأمر بضرب عنق الأسود , وحمل جثته إلى ذلك الأتون .

وكان للمعتضد من ذلك عجائب , منها : أنه قام ليلة , فإذا غلام قد وثب على ظهر غلام , فاندس بين الغلمان فلم يعرفه , فجاء فجعل يضع يده على فؤاد واحد بعد واحد , فيجده ساكنا , حتى وضع يده على فؤاد ذلك الغلام , فإذا به يخفق خفقا شديدا , فركضه برجله , واستقره , فأقر , فقتله .

ومنها : أنه رفع إليه أن صيادا ألقى شبكته في دجلة , فوقع فيها جراب فيه كف مخضوبة بحناء , وأحضر بين يديه , فهاله ذلك . وأمر الصياد أن يعاود طرح الشبكة هنالك ففعل , فأخرج جرابا آخر فيه رجل , فاغتم المعتضد وقال : معي في البلد من يفعل هذا ولا أعرفه ؟ ثم أحضر ثقة له وأعطاه [ ص: 40 ] الجراب , وقال : طف به على كل من يعمل الجرب ببغداد .

فإن عرفه أحد منهم فاسأله عمن باعه منه , فإذا دلك عليه فاسأل المشتري عن ذلك ونقر عن خبره .

فغاب الرجل ثلاثة أيام , ثم عاد , فقال : ما زلت أسأل عن خبره حتى انتهى إلى فلان الهاشمي , اشتراه مع عشرة جرب , وشكا البائع شره وفساده , ومن جملة ما قال : إنه كان يعشق فلانة المغنية وأنه غيبها , فلا يعرف لها خبر , وادعى أنها هربت , والجيران يقولون : إنه قتلها .

فبعث المعتضد من كبس منزل الهاشمي وأحضره , وأحضر اليد والرجل , وأراه إياهما , فلما رآهما امتقع لونه , وأيقن بالهلاك واعترف .

فأمر المعتضد بدفع ثمن الجارية إلى مولاها , وحبس الهاشمي حتى مات في الحبس .

وفي الكتاب من هذا الطراز كثييييير . . . وبارك الله صاحبه .

أبو داوود القاهري
2008-04-14, 02:13 PM
يروى أن سائلاً سأل ابن عُثيمين -رحمه الله- عن سجود التلاوة إذا سمع آية سجدة في المذياع, فأجاب: إذا سجد المذياع فاسجد (ابتسامة).

أبو داوود القاهري
2008-04-14, 02:15 PM
موقف آخر لابن عثيمين

المعروف عن الشيخ رحمه الله الذكاء وكان يتابع تلامذته أثناء الدرس حتى لايشرد ذهن أحدهم فتضيع عليه الفائده وفي مرة رأى بعض تلامذته غير حاضر الذهن في الدرس ويبدو أنه غير فاهم لماقاله الشيخ فشرد ذهنه فأوقفه الشيخ
الشيخ :هل أنت فاهم لماقلته؟؟؟
الطالب :إن شاء الله يا شيخ!!
الشيخ :ولم تمش عليه هذه العبارة ..:ـ هل على رأسك شماغ ؟؟
الطالب :نعم يا شيخ
الشيخ:لمَ لمْ تقل إن شاء الله؟؟ لكن لما كنت غير فاهم للدرس قلت إن شاء الله ولما كنت متأكد من وجود الشماغ على رأسك جزمت ولم تقل إن شاء الله..

ماحية بن عبد القادر
2008-08-24, 10:43 AM
و الله بحق الموضوع بديع طريف بارك الله في الجمع المشارك و المشجع .
أرجو أن يجمع كل ما يتعلق بالموضوع من الفتاوى الطريفة و القصص الظريفة و تجمع على ملف واحد ليكون النفع بها أعم .
و فق الله الجميع و سدد خطاهم و أحلهم دار المقامة .

الدكتور عبدالباقى السيد
2008-08-24, 11:22 AM
بارك الله فى صاحب هذه الفكرة وزادنا الله وإياه فهما وعلما وتنظيرا وبارك لنا فيما استودعنا
طلب المنصور الموحدى بن يوسف بن عبدالمؤمن بن على - حاكم المغرب والأندلس وكان ظاهرى المذهب وعالما مجتهدا ومحدثا حافظا للأحاديث واعيا بأصول الاجتهاد ومرامى الألفاظ محرضا على حفظ القرآن وأحاديث النبى - من أحد قضاته اثنين من العلماء لتعليم أولاده فقال القاضى سأرسل إليك اثنين أحدهما بر فى دينه والآخر بحر فى علمه ، وكان المنصور لا يعين أحد فى العلم إلا غذا اختبره فاختبرهما فلم يجدهما كما قال القاضى فأرسل إليه على ظهر الرقعة وجدتهما كما قال الله تعالى " ظهر الفساد فى البر والبحر"
الناصرى ، الاستقصا ، 2/201 ، الآية رقم 41 من سورة الروم .

المخضرمون
2008-08-24, 11:33 AM
موضوع طيب , جزاكم الله خيرا

الإمام الدهلوي
2008-08-24, 11:43 AM
ذكر صاحب كتاب ( مجالس الشنقيطي ) الشيخ أحمد بن محمد السنقيطي أنه :( استدعى المسؤولون الشيخين: شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي، والشيخ عبدالرحمن الإفريقي رحمة الله على الجميع، استُدعيا للتدريس بالمعاهد والكليات، وأُنزلا بدار الضيافة، واستقبلهما المسؤولون بحفاوة وتكريم.
أن يوماً من الأيام حضرت جماعة من الأساتذة المصريين للسلام عليهما , ودار بحث في المنطق بين هؤلاء وفضيلة الشيخ محمد الأمين يسألونه عن الفصل بالنسبة للإنسان , فكان يقول :
إذا قلنا الإنسان حيوان شاركه في هذا التعريف كل حيوان , وإذا قلنا هو حيوان منتصب القامة يمشي على قدمين عاري الجسد , كان بإمكان صاحب سفسطة أن يأخذ دجاجا وينتف ريشه حتى يكون عاري الجسد , ويقول : هذا منتصب القامة يمشي على قدمين , وإذا قلنا هو الحيوان الضاحك شاركه القرد في ذلك , لكن إذا قلنا هو الحيوان الناطق اختص الإنسان بهذا الوصف , فهو الفصل بالنسبة إليه .
كل ذلك البحث والشيخ عبد الرحمن ينتظر على مائدة الإفطار !
فقال لشيخنا : أليس يا شيخ بإمكاننا أن نقول الإنسان حيوان يأكل , فضحك الجميع والتحقوا به
رحمه الله ما ألطف نكتته هذه ) إهـ مجالس مع فضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (51).

الإمام الدهلوي
2008-08-24, 11:57 AM
أوردها ابن خلكان في ترجمة رأس المعتزلة أبو علي الجبائي مناظرة جرت بينه وبين ابن زوجته أبو الحسن الأشعري فقال:" وعنه أخذ الشيخ أبو الحسن الأشعرى شيخ السنة وعلم الكلام، وله معه مناظرة روتها العلماء، فيقال: إن أبا الحسن المذكور سأل أستاذه أبا على الجبائي عن ثلاثة إخوة: أحدهم كان مؤمنا براً تقياً، والثاني كان كافراً فاسقاً شقياً، والثالث كان صغيراً فماتوا، فكيف حالهم؟ فقال الجبائي: أما الزاهد ففي الدرجات، وأما الكافر ففي الدركات، وأما الصغير فمن أهل السلامة، فقال الأشعري: إن أراد الصغير أن يذهب إلى درجات الزاهد هل يؤذن له؟ فقال الجبائي: لا، لأنه يقال له: إن أخاك إنما وصل إلى هذه الدرجات بسبب طاعاته الكثيرة، وليس لك تلك الطاعات، فقال الأشعرى: فإن قال ذلك الصغير: التقصير ليس مني، فإنك ما أبقيتني ولا أقدرتني على الطاعة، فقال الجبائي: يقول البارى جل وعلا: كنت أعلم أنك لو بقيت لعصيت وصرت مستحقا للعذاب الأليم، فراعيت مصلحتك، فقال الأشعرى: فلو قال الأخ الكافر: يا اله العالمين، كما علمت حاله فقد علمت حالى، فلم راعيت مصلحته دوني؟ فقال الجبائي للأشعرى: إنك مجنون، فقال: لا، بل وقف حمار الشيخ في العقبة" وبسبب انقطاع الجبائي رجع الأشعرى عن الإعتزال.

الإمام الدهلوي
2008-08-24, 12:29 PM
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "بيان تلبيس الجهمية " أن الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني قال سمعت سيد الحفاظ عبد الرحمن بن مهدي العنبري رحمهم الله أجمعين : ( يقول لفتى من ولد جعفر بن سليمان مكانك فقعد حتى تفرق الناس ثم قال : يا بني : تعرف في هذه الكورة من الأهواء والإختلاف ، وكل ذلك يجري مني على بال ، وحتى لا أمرك " لعلها أقربك " ، وما بلغني فإن الأمر لا يزال هيناً ما لم يصر إليكم يعني السلطان ، فإذا صار إليكم جل وعظم ، قال يا أبا سعيد ! وما ذاك ؟ فقال : بلغني أنك تتكلم في الرب تعالى وتصف وتشبه ! فقال الغلام : نعم فأخذ ليتكلم في الصفة فقال : رويدك يا بني حتى نتكلم أول شئ في المخلوق ، فإن عجزنا عن المخلوق ، فنحن عن الخالق أعجز وأعجز . أخبرني عن حديث حدثنيه شعبة عن البناني قال سمعت زراً قال : قال عبد الله في قوله : " لقد رأي من ءايت ربه الكبرى " قال : رأى جبريل له ستمائة جناح . قال : نعم ، فعرف الحديث ، فقال عبد الرحمن : صف لي خلقاً من خلق الله له ستمائة جناح ، فبقي الغلام ينظرإليه ، فقال عبد الرحمن : يا بني ! فإني أهون عليك المسألة وأضع عنك خمسمائة وسبعاً وتسعين ، صف لي خلق ثلاثة أجنحة ، ركب الجناح الثالث منه موضعاً غير الموضعين اللذين ركبهما حتى أعلم ؟ فقال : يا أبا سعيد ! نحن قد عجزنا عن صفة المخلوق ونحن عن صفة الخالق أعجز وأعجز ، فأشهدك أني قد رجعت عن ذلك وأستغفر الله ) إنتهى.

حواري الرسول
2008-08-24, 03:07 PM
يقال :إنه أقبل رجل على عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فقال : ما اسمك ؟
قال الرجل : شهاب بن حرقة .
قال : ممن ؟
قال : من أهل حرة النار .
قال : وأين مسكنك ؟
قال : بذات لظى .
فقال له : أدرك أهلك فقد احترقوا .
فكان كما قال .



(العاملي : الكشكول ، ص167 )

أبوالفضل المطاع
2009-11-14, 11:51 AM
معاوية بن أبي سفيان...هل كان صحابيا!!!???
فلم لا نترضى عنه؟

نعم، معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه صحابي جليل، ونترضى عنه..
غير أني نقلت من الكتاب دون تعديل في شيء.. كما هو واضح، وعلى كلٍّ فترك الترضية عنه لا يستلزم الإنكار..
وإليك:
- هل لا تعرف أنه صحابي حتى تسأل عن ذلك؟.
- سؤالك "فلم لا نترضى عنه" إجابته: بلى ترضَّ عنه. فأنت أيضاً ذكرته، ولم تترضَّ عنه..
- أنت أولى من أن تترضى عنه لأنك ذكرته بصيغة تمريض وتنكير، وكأنه غير معلوم ولا معروف وهو رضي الله عنه أشهر من نار على علم..
رضي الله عن معاوية بن أبي سفيان وعن أبيه، وسائر الصحابة أجمعين..